:

:

المحتويات الباب األول: دراسات تراثية قراءة جديدة في مخطوط جوامع العلوم البن فريغون مخطوط باللغتين العربية واالسبانية للموريسكي ألونسو دي الكاستيو حول كتابات قصر الحمراء في غرناطة مخطوطة جديدة عن الرواية البغدادية الخاصة بالغزو المغولي للعراق من إسهامات علماء الجزائر في إثراء التراث المخطوط في زوايا الجنوب الجزائري )دراسة زاوية باي بلعالم بأولف بأدرار - الجزائر( وثيقة إعالن النفير العام في العراق عام 1914 )سفر برلك( األستاذ المتمرس نبيلة عبد المنعم داود مركز إحياء التراث العلمي العربي/جامعة بغداد العراق الدكتور صبيح صادق جامعة اتونوما - مدريد إسبانيا يوسف الهادي محق ق وباحث تراثي العراق المدرس المساعد راضية بوسطلة جامعة األمير عبد القادر الجزائر الدكتور أحمد الحصناوي المجمع العلمي العراقي العراق Dr. P. Suresh Chowmahalla Palace- Hyderabad. India Preventive Conservation Of Manuscripts 19 51 101 141 171 15 الباب الثاين: نصوص حمق قة مسألة عن اسم الله عز وجل البن الس يد البطل ي وسي )ت 521 ه( األستاذ المساعد الدكتور وليد السراقبي جامعة حماة سوريا 197

الباب الثالث: نقد التحقيق تسهيل السبيل إلى تعل م الت رسيل )نشرة خ داج( الدكتور مصطفى السواحلي جامعة السلطان الشريف علي اإلسالمية سلطنة بروناي 271 الباب الرابع: فهارس املخطوطات وكش افات املطبوعات فهرس مخطوطات األ دب الت يك املحفوظة يف خ زانة الروضة العباسي ة املقد سة )القسم األول( جهود العتبات المقد سة والمزارات الشريفة في العراق في نشر التراث المخطوط )2008-2016 م( )دراسة ببليوغرافية ميدانية( المدرس المساعد مصطفى طارق الشبلي العتبة العباسي ة المقد سة العراق حيدر كاظم الجبوري باحث بيبليوغرافي متخص ص العراق 311 355 الباب اخلامس: شخصية تراثي ة العال مة األستاذ الدكتور حسين علي محفوظ وجهوده في خدمة التراث عبد الكريم الدباغ محق ق وباحث تراثي العراق 449 من أخبار التاث الباب السادس: أخبار التراث حسن عريبي الخالدي باحث ترايث عضو هيأة التحرير العراق 515

الباب االول دراسات تراثية

مخطوطة جديدة عن الرواية البغدادية الخاصة بالغزو المغولي للعراق مخطوطة جديدة عن الرواية البغدادية الخاصة بالغزو المغولي New manuscript for للعراق the Baghdadi Novel on Mongol invasion of Iraq كتاب يف التأريخ أليب املحم دين سعيد بن مسعود بن حمم د بن مسعود الكازروين يوسف ا ادي ا و حث قق العراق يوسف الهادي Yusuf Al-Hadi Heritage reviewer and researcher Iraq

يداهلا فسوي 103 الملخص مبا أن أغلب املؤل فات الخاصة بالرواية البغدادية الحقيقية قد ضاع أو أ تلف فهذا النص املعثور عليه الذي كتبه نيكپي بن مسعود )أو سعيد بن مسعود الكازروين كام نعتقد( والذي ينتمي إىل الرواية البغدادية يشك ل غنيمة علمية كبرة. فعلى الرغم من تشابه بعض فقراته مع ما ورد لدى املؤر خ املغويل رشيد الدين الهمذاين الشافعي )ت 718 ه( ومع ما ورد لدى املؤر خ ابن العبري )ت 685 ه( وما ورد لدى هندوشاه النخجواين )كان حيا 724 ه( إال أن ه يعز ز من متانة الرواية البغدادية التي استند إليها هؤالء جميعا والتي ظ ل م ت طويال وآن لها أن توضع بن أيدي الباحثين والقر اء وسيقر بنا من فهم حقيقة ما جرى على أرض الواقع من وقائع ذلك الغزو وليس ما كتبه مؤر خون متحاملون لغايات غير نبيلة. سقطت ورقة غالف هذه املخطوطة املحفوظة يف املكتبة الوطنية بباريس فلم نعرف عنوانها وأم ا مؤل فها فقد عر ف نفسه يف مقدمتها بقوله: <أفقر خلق الله الغني املعبود نيكپي بن مسعود بن محم د بن مسعود>. وهي كتاب ضخم يف التأريخ العام مكتوب باللغة الفارسية يقع يف أكثر من 600 ورقة بدأ فيه مؤل فه بالتأريخ األسطوري إليران ثم السيرة النبوية الرشيفة وعر ج على دولة الخلفاء الراشدين والدولة األموية ثم العباسية حتى آخر خلفائها وخالل ذلك تكل م على دويالت الطوائف التي قامت يف إيران وما جاورها كدولة الصفاريين والسامانين والغزنوين كام عر ج على دولة جنكيزخان حتى وفاته سنة 624 ه/ 1227 م.

104 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم Abstract Since most of the novel compositions of the real Baghdadi novel has been lost or damaged. This text found somewhere which was written by Nikki bin Masood (or Saeed bin Msauj Alkazarona as we think) which belongs to Baghdadi novel is a great scientific booty: Despite the similarity of some paragraphs with the statement that the Mughal Rashid al-din Alhmzzati Shaf íi has mentioned (648-817 AH) and with what has been stated by the historian Ibn Al-Ebry (623-685 AH) and with what reported by Henducheh Alennkhjoine (he was alive in 724 AH), but it enhances the durability of the Baghdadi novel cited by all of them, which had long been wronged and it is its time to be placed in the hands of researchers and readers. This will bring us closer to understanding the truth of what happened on the ground and the facts of that invasion, not what was written by historians prejudiced without nobility. The cover sheet of this kept manuscript landed at the National Library in Paris. Thus, we did not know its title. As for the author, he has introduced himself in the forefront, as saying «the poorest of Allah s creatures who is the richest, the one who is worthy to be worshipped, Nikki bin Masoud bin Mohammed bin Masoud» It is a huge book about history, written in Persian, it has more than 600 paper. Its author started with the legendary history of Iran and the biography Prophet Muhammad. Then he turned to tackle the State of the caliphs and the state of the Umayyad and then the Abbasid until the last successors. During that period, he spoke about statelets of communities that have been established in Iran and its environs as a Elsafarien, Semites and Ghaznawids. He also discussed the State of Genghis Khan until his death in 624 AH / 1227 AD.

يداهلا فسوي 105 المقدمة روايتان حول الغزو املغويل للعراق وليست واحدة يف أثناء مراجعتنا التي توف رنا فيها عى دراسة تأريخ الغزو املغويل للعامل اإلسالمي كن ا قد اكتشفنا وجود روايتين متاميزتين عن الغزو املغويل للعراق وهو األمر الذي دو ناه فيام كتبناه من بحوث خاصة بهذا الشأن: األوىل: هي التي سم يناها الرواية البغدادية وهي الرواية األصيلة التي تستند إىل ما كتبه مؤر خون من أهل بغداد كانوا فيها عندما اجتاحها املغول ورأوا رأي العين وقائع ذلك الغزو الهمجي ودو نوه بتفاصيله وأشهرهم بل قطب رحاهم املؤر خ الثقة عيل بن أنجب املعروف بابن الساعي الشافعي )ت 674 ه( وظهير الدين ابن الكازروين الشافعي )ت 697 ه( وابن الف و طي الشيباين الحنبيل )ت 723 ه( وغرهم من البغاددة ومتتاز بالتابط املنطقي يف تسلسل حوادثها وبعدم تناقضها يف تفاصيلها. الثانية: الرواية املختل قة التي سم يناها الرواية الشامية/ املرية وهي التي كتبها مؤر خون من بالد الشام وتابعهم عليها آخرون من مصر وكت ابها مجموعة من الشامين من مريدي الشيخ ابن تيمية الحنبيل )ت 728 ه( أشهرهم الذهبي الشافعي )ت 748 ه( وابن كثير الشافعي )ت 774 ه( والسبي الشافعي )ت 771 ه( وابن تغري بردي الحنفي املصري )ت 874 ه( وغرهم مم ن و لدوا بعد واقعة الغزو املغويل للعراق بسنن وبعضهم و لد بعد قرون. ففضال عن أن أي ا من املؤر خين املذكورين مل يكن يف بغداد ساعة اجتياح املغول لها فإن روايتهم متتاز بتعصبها الطائفي وخرافيتها واستخفافها بعقول قر ائها إذ رك زت على جعل السبب األول واألخير لهذا الغزو هو شخص الوزير مؤيد الدين ابن الع ل ق مي األسدي اإلمامي الذي قالوا إنه دعا املغول بعد سنة 654 ه إىل غزو العراق فجاؤوا ملب ن دعوته وهو كالم ال يستقيم مع الوقائع التأريخية التي تجعل هذا الغزو استكامال ملرشوع مغويل للسيطرة على ما مل تتم السيطرة عليه حتى ذلك الحن من بقاع يف الرشق )الصن( والغرب )العامل اإلسالمي( عندما أصدر امللك املغويل منكو قاآن عند اعتالئه العرش سنة 649 ه/ 1251 م أمره إىل

106 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم شقيقه هوالكو بالتوجه إىل غزو قالع اإلسامعيلية يف إيران ثم إىل غزو العراق والشام ومصر فلب ى هوالكو دعوته وتحر ك من بالد منغوليا بجيشه منذ سنة 650 ه/ 1252 م. وقد أفردنا كتابا للرد عى هذه الفرية مستعينن مبا بقي من نصوص متناثرة من الرواية البغدادية األصيلة هو كتاب إعادة كتابة التأريخ الغزو املغويل للعراق أمنوذجا ))). انترشت الرواية الشامية/ املرية انتشارا واسعا بفعل ما فيها من شحن طائفي يروق لبعض الكت اب أن يرد دوه وما تزال حتى يومنا عى ألسن كثير من الكت اب و بأقالمهم على الرغم من خرافيتها التي تقول إن الوزير ابن الع ل ق م ي <كات ب التتار وأطم عهم يف البالد وأرسل إليهم غالم ه وأخاه> ))). وبغية أن ال تكتشف رسائله التي سيبعث بها إىل املغول فقد حفر رسالتن على جمجمتي أخيه وأحد غلامنه حتى <صار املكتوب فيه كل حرف كالحفرة يف الرأس ثم تركه عنده حتى طلع شعر ه وأرسله إليهم. وكان مام كتبه على رأسه: إذا قرأتم الكتاب فاقطعوه فوصل إليهم فحلقوا رأس ه وقرأوا ما ك ت ب ه ثم قطعوا رأس الرسول> ))) ونف ذ املغول ما أمرهم به فقتلوا غالم ه وأخاه. وإن هذا يعني أن ه حفر الجمجمتين بإزميل حديد وأن جمجمتيهام كانتا من نحاس! والحقيقة أن ه مل تكن هناك حاجة مل ن يرسل رسالة رسية أو علنية أن يتخذ هذه االحتياطات ذلك أن مداخل بغداد كانت بال رقابة وكانت وظيفة الجيش هي االستعراضات يف وسط بغداد أيام األعياد بل إن الخلفاء أنفسهم كانوا يراسلون املغول ويبعثون الر س ل إليهم على عهد ثالثة من الخلفاء العباسين هم: النارص لدين الله واملستنر لدين الله واملستعصم با# وكان امللوك املغول يحتقرونهم ويسب ونهم. ))) كانت الطبعة األوىل تحمل عنوان: إعادة كتابة التأريخ إسقاط الخالفة العباسية أمنوذجا ويف الطبعة الثانية غرنا العنوان إىل إعادة كتابة التأريخ الغزو املغويل للعراق أمنوذجا. ))) هذا ما ذكره مؤر خو الرواية الشامية/ املرية ومنهم: مفر ج الكروب ابن واصل: 215/6 و ذيل مرآة الزمان اليونيني: 87/1 و تأريخ اإلسالم الذهبي: 34/48 والعبر يف خبر من غر: 225/5 وفيه: <أرسل أخاه ومملوكه> وعيون التواريخ ابن شاكر: 132/20. ))) طبقات الشافعية الكبرى الس بي: - 262 8/ 263 ويفترض الس ب ي أن الرسول واحد ورأينا آنفا أنهام اثنان: غالمه وأخوه.

يداهلا فسوي 107 لقد قال املؤر خون الشاميون/ املريون: إن املستنر كان له جيش من 100 ألف مقاتل وكان <يصانع التتار ويهاديهم ويرضيهم> ))). ولو كان قويا وله هذا الجيش مل يصانعهم أو يهاد هم )أو يهادنهم( أو يطلب رضاهم. وعى الرغم من ذلك كان امللوك املغول يحتقرون املستنر ويهد دونه يف رسائلهم ))). وحدث ما هو أكر إثارة للعجب والغرابة وهو أن نا نجد املغول يدخلون أربيل واملوصل بإذن من الخليفة املستنر سنة 630 ه لرشاء ما يحتاجونه من أقمشة وج امل وخ ص صت لهم رواتب أيضا ))). وكانت للمستعصم أيضا عالقة طيبة بالبالط املغويل فحين ارتقى كيوك خان العرش يف 644 ه/ 1248 م بعث الخليفة املستعصم وفدا للتهنئة برئاسة قايض القضاة فخر الدين الدامغاين الحنفي ))). وقد يكون وصول رسولن من املغول يف 644 ه إىل بغداد ردا عى زيارة التهنئة تلك إذ <وصل رسوالن من التتر أحدهام من ب ركة واآلخر من بايجو فركب لتلقيهام كافة الزعامء يف عساكرهم إىل ظاهر البلد واصطف وا صف ن وجاز الرسوالن يف وسطهم> ))). كام كانت للمغول صالت متينة بحاكم املوصل بدر الدين لؤلؤ والد زوجة الد ويدار الصغير قائد الجيش العبايس ترجع إىل ما قبل سنة 640 ه ))) ولشعوره بالقوة لتحالفه مع املغول فقد ف ر ض - رمبا بأمر من املغول - يف سنة 642 ه رضيبة عى أهل الشام سام ها) قطيعة الت تر ( يجمعها سنويا منهم وكان يبعث بها إىل امللك املغويل يف ))) تأريخ اإلسالم: 34/48 وانظر أيضا : النجوم الزاهرة ابن تغري بردي: 48/7 تأريخ الخلفاء السيوطي: 466. ))) تاريخ جهانكشاي الجويني: 302. 297/1 ))) كام يقول املؤرخ املعارص لتلك الوقائع ابن نظيف الحموي يف التأريخ املنصوري: 259. ))) تاريخ جهانكشاي: 297/1 تأريخ الزمان ابن العري: 290 تأريخ مختر الدول: 448. وينبغي أن يكون هو أحمد بن الحسين بن محم د ابن الدامغاين )ت 660 ه( قال الدكتور بشار عواد معروف: <بيت الدامغاين من أعظم بيوتات الحنفية ببغداد رئاسة وعلام وفضال وتقدما وكانوا يتولون منصب قايض القضاة> )انظر: هوامش على التكملة للمنذري معروف: 74/1(. ))) العسجد املسبوك األرشف الغساين: 542. ))) الحياة السياسية يف العراق يف عهد السيطرة املغولية القز از: 78 76 نقال عن كتاب العملة اإلسالمية يف العهد األتابي للحسيني.

108 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم منغوليا ))) وعندما غزا هوالكو العراق أمد ه بدر الدين لؤلؤ باألسلحة واملعد ات واملؤن والهدايا التي ساعدته على اجتياح بغداد أرسلها إليه بيد نجله امللك الصالح وهم جيش عرمرم ))) يقول ابن كثير: <وجاءت إليهم )إىل املغول( أمداد صاحب املوصل يساعدونهم على البغاددة ومرت ه وهداياه وتحف ه> ))). كام أرسل <جامعة من عسكره نجدة له> ))) بقيادة نجله هذا. وهذا يعني أن املغول كانوا قد اختقوا الحكومة العباسية بطولها وعرضها ))) فبدر الدين لؤلؤ كان والد زوجة الد ويدار الصغير القائد العام للقوات العباسية فام املانع من أن يقد م للمغول ما يريدون من معلومات عن الدولة العباسية بإدارتيها املدنية ((( والعسكرية وهو الذي كان يرتجف رعبا ملجرد سامعه أي تهديد من امللوك املغول ومام يؤسف عليه أن نا وجدنا كت ابا معارصين يوردون أسطورة حفر ابن الع ل ق م ي الرسائل على الجامجم مصد قين بها وهو أمر يبعث على الخجل يف كتابات كان ينبغي لها أن تكون علمية فمم ن أوردها من معارصينا: الدكتور سليامن بن حمد العودة أستاذ التأريخ اإلسالمي يف جامعة القصيم ))) والدكتور عبد السالم التمانيني ))) ))) مرآة الزمان سبط ابن الجوزي: 745/8 ويف 127/15 من طبعة الجبوري تأريخ حوادث الزمان وأنبائه )اختيار الذهبي( ابن الجزري: 192 تأريخ اإلسالم: 12/47 نزهة األنام ابن دقامق: 155 السلوك املقريزي: 419/1 ويف طبعة املكتبة العلمية: 419/1 وفيه: <إين قررت على أهل الشام: يف كل سنة...> كان مقدارها عى الغني عرشة دراهم وعى الوسط خمسة وعلى الفقير درهام واحدا. ))) عن تقدميه املؤن واألسلحة واملعد ات للمغول انظر مثال : مفرج الكروب: 215/6 ذيل مرآة الزمان: 88/1 تأريخ اإلسالم: 35/48 النجوم الزاهرة: 48/7 عقد الجامن )حوادث 648-664 ه( العيني: 179. وقد أرسلها بيد نجله امللك الصالح. ))) البداية والنهاية ابن كثر: 233/13. ))) تأريخ مختر الدول: 482. ))) انظر تفاصيل ذلك يف كتابنا إعادة كتابة التأريخ الغزو املغويل للعراق أمنوذجا. ))) انظر: تأريخ مختر الدول: - 482 483. ))) كيف دخل التت بالد املسلمن: - 55 56. ))) أحداث التأريخ اإلسالمي: 960/2.

يداهلا فسوي 109 والدكتور عيل محم د الصال يب ))) ولذا فإن بعضهم كان يكتفي بالقول إن ه اتصل باملغول من غير أن يرشح الكيفية التي تم بها ذلك االتصال رمبا إلدراكه خرافية حفر الرسائل املزعومة تلك. وهذا االتصال املزعوم بين الوزير واملغول يفن ده التأريخ الذي زع م ه مختل قوه حيث قيل: إنه كتب الرسالتن بعد سنة 654 ه بينام نعلم أن هوالكو كان قد تح رك بجيشه منذ سنة 650 ه يف طريقه إىل بغداد. إن ابن الع ل ق م ي أصبح وزيرا منذ سنة 642 ه عى عهد الخليفة املستعصم بينام نجد العساكر املغولية بدأوا باالقتاب من بغداد أو التحرش بجيشها وغزو بعض املدن العراقية منذ سنة 618 ه واستمروا حتى 655 ه )قبل احتاللهم بغداد بعام واحد( ففي سنة 618 ه أي عندما كان عمر الخليفة املستعصم 9 سنوات وصلوا إىل الطريق املتجه إىل بغداد وهم يطاردون جالل الدين منكريت إذ <وصلت األخبار بوصول التت إىل كرمان شاهان قريبا من بغداد وانزعج الخليفة وأمر الناس بالقنوت يف الصالة وحص ن بغداد واستخدم العساكر> ))) وحدث مرة أنهم وصلوا يف سنة 643 ه <إىل سوق الخيل ظاهر بغداد واستعدت عساكر املستعصم باهلل للقائهم> لكنهم انسحبوا تحت جنح الظالم ويف الصباح <تبعتهم عساكر بغداد يقتلون م ن تخل ف منهم وينهبون وعادوا إىل بغداد> ))). واستمرت الغزوات املغولية على املدن القريبة من العراق ويف داخل حدوده مدة مثانية وثالثين عاما )618-656 ه/ 1221-1258 م( خالل عهود أربعة خلفاء عباسين هم: النارص لدين الله والظاهر بأمر الله واملستنر باهلل ثم املستعصم باهلل فغزوا مدنا مثل: املوصل وكركوك وداقوق وأربيل والقرى القريبة من بغداد ))) فضال ))) املغول )التتار( بن االنتشار واالنكسار: 235. ))) مرآة الزمان: 619/8 حوادث سنة 618 ه- )ط حيدر آباد الدكن( ومل ت ذكر كرمان شاهان يف الطبعة التي حق قها الدكتور كامل الجبوري )انظر: 610/14(. وكرمان شاهان أو كرمانشاه الحالية هي مدينة إيرانية قريبة من الحدود العراقية اسمها القديم قرميسين. ))) مفرج الكروب: 355/5. ))) فص لنا بشكل واف غزواتهم هذه لألرايض واملدن العراقية يف كتابنا إعادة كتابة التأريخ فلراج ع.

110 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم عن غزوهم مدنا يف داخل إيران وبالد الجزيرة حيث كانوا يفتكون بأهلها ويأرس ون وي نه بون ت رى م ن الذي دعاهم إىل غزو األرايض العراقية طوال تلك السنوات وزعمت الرواية الشامية/ املرية زعام آخر هو أن الوزير ابن الع ل ق م ي - ولي يضعف قدرات الجيش العبايس - قد اختطف ما مجموعه 35 ألف مقاتل من قوات النخبة يف الجيش العبايس مقو مين مبائتي ألف فارس ))) وأخفاهم يف مكان ما وضاع خرهم إىل األبد ))) <فلام ف ع ل ذلك كتب إىل امللك هوالكو مبا فعله فركب هوالكو وقصد بغداد إىل أن ن ز ل عليها...> ))). وهي رواية تجعل اآلالف من أولئك الجنود الذين كان ابن الع ل ق م ي يلقي القبض عليهم ويخفيهم كأنهم دجاج ي جمع يف أقفاص يف أماكن رس ي ة ومجهولة خارج بغداد فال يعلم بهم أحد بل ومل تقع عليهم عين أحد من أهل بغداد وكانوا كأنهم أ صيبوا بالشلل والخرس حيث مل يكن أي واحد منهم يحتج أو يقاوم بسيفه أو لسانه. إن هذه الرواية ال تفسرس لنا ملاذا سكت مناوئو ابن الع ل ق م ي على عمليات تخفيض الجند التي كانت ستؤدي حتام إىل ترك البالد مكشوفة من غير حامية وملاذا مل يتحرك الد و ي دار الصغير <مقد م جيوش العراق> التخاذ إجراء بهذا الشأن مع أن ابن الع لق م ي كان لديه عدد محدود من الجنود األتراك يشك لون قوة حامية له وكانوا غير مخلصن له فحين حدثت مشاحنة بينه وبين الد و ي دار الصغير مرة انضم أكر املامليك األتراك من أفراد حاميته إىل الد و ي دار الصغر ))). الحقيقة هي أن الخليفة املستعصم نفسه -لبخله وإلميانه بأن املغول لن يصلوا بغداد- هو الذي خف ض أعداد الجند ومنع عنهم الرواتب فكانوا يشحذون على أبواب البيوت والجوامع قال ابن واصل: <كان املستعصم متدينا متمسكا مبذهب أهل السنة والجامعة على ما كان عليه أبوه املستنر وجد ه الظاهر رحمهم الله أجمعن ))) أي أنهم كانوا يعادلون من حيث الكفاءة القتالية 200000 فارس. ))) مورد اللطافة ابن تغري بردي: 232/1 جغرافياي حافظ أبرو حافظ أبرو: - 62/2 63 الخميس يف أحوال أنفس نفيس الديار بكري: /420. 2 ))) الجوهر الثمن ابن دقامق: - 220/1 221 نزهة األنام: 234. ))) كتاب الحوادث مجهول: 347.

يداهلا فسوي 111 وحس ن له أصحابه جمع األموال واالقتصار على بعض م ن ببغداد من الج ند وقط ع الباقين ومساملة التتر وحم ل القطيعة إليهم لينكف وا عنه وقالوا له: هذه الطائفة قد ملكوا معظم بالد اإلسالم ومل يقف أحد من امللوك ق د امهم فالحزم مهاداتهم ومهادنتهم وأن يحمل إليهم يف كل سنة من املال ما يرضيهم ليكف وا وينكف وا فأذعن إىل ذلك وقطع أكثر م ن عنده من العساكر> ))). وقبل عام من وصول املغول بغداد <كان الخليفة قد أهمل حال الجند وم ن ع هم أرزاقهم وأسقط أكر هم من دساتر ديوان العرض فآلت أحوالهم إىل سؤال الناس وبذ ل وجوه هم يف الطلب يف األسواق والجوامع ون ظ م الشعراء يف ذلك األشعار > ))). إن رواية املؤر خين الشامين/ املرين التي تتحدث عن أن الوزير ابن الع ل ق مي ح ف ر بعد سنة 654 ه رسالتن على جمجمتي غالمه وأخيه يدعو فيهام املغول إىل القدوم فقد موا!! ال ميكن لعاقل أن يركن إليها حتى لو و ص ف رواتها بأنهم مؤر خون ثقات!! إن هذه الرواية التي أ ل فت يف األوساط املحيطة بابن تيمية كانت تهدف إىل إبعاد النقد واللوم بل والتجريم عن الخليفة العبايس املستعصم الحنبيل والقادة العسكرين األتراك بقيادة الد ويدار الصغير الحنبيل وإلقاء التقصر عى عاتق الوزير الذي مل يكن أمر الجيش بيده بل بيد الد ويدار الصغير وبقية القادة ولقد كان األجدر بأولئك املؤر خين أن يتكلموا على سيرة الخليفة املستعصم العابث الال عب بالطيور الذي على الرغم من كون مؤر خي هذه املدرسة نفسها قد كشفوا من مساوئه مبا يجعله املسؤول األول عام حل بالخالفة والبالد الخاضعة لها من مآس لكنهم مل يحم لوه املسؤولية وآثروا التويج لرواية هم أل فوها لغايات إيديولوجية ويعتقد الباحث السعودي الدكتور سعد الغامدي أن املؤر خين الذين ات هموا الوزير ابن الع ل ق مي بتهمة الخيانة <كانوا مؤر خين س ن ين متطر فن وج هوا إليه تلك الت هم أصال بدافع من التعص ب املذهبي متليه حوافز عدوانية وعواطف تحاملي ة يكن ونها تجاه هذا الوزير املسلم الشيعي املذهب لهذا فإن املرء ليقف عند روايات من هذا القبيل موقف ))) مفرج الكروب: - 321/5 322 214/6 وفيه: <وأن ه ما دام يحمل املال إليهم ال يقصدونه> انظر أيضا : نهاية األرب: النويري: - 189/23 190. ))) كتاب الحوادث: 350 عيون التواريخ: 129/20 ذيل مرآة الزمان: 87/1.

112 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم الشك هذا إذا مل يرفضها رفضا قاطعا وإن ما أورده أولئك املؤر خون يف تقاريرهم حول هذا الشأن ال يقوم على أساس علمي دقيق ومحق ق> ))). ويكفي أن نشير إىل بعض ما قاله أصحاب الرواية الشامية/ املرية يف املستعصم لندرك جسامة ما ارتكبه هذا الخليفة بحق األمة التي سل مته مقاليد أمرها قال فيه الذهبي : <كان يلعب بالح امم ويهمل أمر اإلسالم> ))) وقال ابن فضل الله العمري الشافعي : إن عدد الطيور التي يقتنيها بلغ 20000 طائر ثم أضاف: <وأ غ ري بالل ع ب بالح ام م فج ل ب عى املسلمن جالب الح ام م> ))). وكان له فريق من <امل ط ي چ ي ة> ))) يف قصره ي دعون الب اجين وكان هناك أحد الس وق ة ي دعى ابن الدرنوس وكان عامال يف إحدى ك و ر صناعة الطابوق لكن معرفته بالطيور وأنواعها وسالالتها جعلت املستعصم يتخذ منه مستشارا خاصا له <يشاوره يف األمور ويعمل برأيه> ))) وكان مم ن بعثهم للتفاوض مع هوالكو. وكان املستعصم منهمكا بالغناء والرقص حتى ع ر ف عنه أنه <كان مغر ما بسامع املالهي محب ا للهو واللعب يبلغه أن مغن ية أو صاحب طرب يف بلد من البالد فراسل سلطان ذلك البلد يف ط ل ب ه > ))) بل إن ه مل يترك هواياته العابثة هذه حتى عندما احتل القائد املغويل بايجو نويان جانب الكرخ وبدأ يطلق سهامه عى الرصافة حيث كان جالسا وبين يديه مراهقة ت دعى ع ر ف ة تؤدي إحدى رقصاتها فجاءها سهم مغويل من أحد شبابيك القصر فق ت ل ها فتأل م الخليفة وكان رد فعله أن ه أمر بإغالق النوافذ بألواح الخشب يك ال تنفذ منها السهام ))). ))) سقوط الدولة العباسية الغامدي : 342. ))) تأريخ اإلسالم: 259/48. ))) مسالك األبصار ابن فضل الله العمري: 244/24. ))) يسم ى لدينا يف العراق م ن يريب الحامم يف بيته لل عب به وتحفيزه للطران عى أسطح املنازل ب<امل ط ي چ ي >. ))) كتاب الحوادث: 443. ))) خالصة الذهب املسبوك مختر من سر امللوك سبط ابن قنينو: 215. ))) نقلنا هذه الواقعة من كتاب الحوادث: - 354 355 البداية والنهاية: 233/13. انظر: تفاصيل أ خر عن شخصية الخليفة املستعصم يف كتابنا إعادة كتابة التأريخ بطبعتيه األوىل والثانية.

يداهلا فسوي 113 وكان أيضا شخصا طام عا جشعا غير أمين وأشهر رسقاته أن ه صادر الوديعة التي أودعه إياها لديه امللك النارص داود األيويب عند التجائه إليه حتى قال ابن كثر: <كان س ن ي ا على طريقة السلف واعتقاد الجامعة ولكن كان فيه ل ن وعدم تيق ظ ومحبة للامل جم ة ومن جملة ذلك أن ه استحل الوديعة التي استودعه إياها النارص داود ابن املعظ م وكانت قيمتها نحوا من مائة ألف دينار فاست قبح هذا من مثل الخليفة وهو م ستقب ح مم ن دونه بكثير بل إن و م ن أ ه ل ال ك ت اب م ن إ ن ت أ م ن ه ب ق نط ار ي ؤ د ه إ ل ي ك )))...> ))). وانترش صيت هذه الخيانة عى صفحات مؤل فات أتباع املدرسة الشامية/ املرية خصوصا ))) ومع ذلك ظل الخليفة مبج ال لدى أتباع هذه املدرسة وأنه الخليفة وأمير املؤمنين واإلمام <الذي يعد ه أهل اإلسالم إماما بالحق والحاكم يف دمائهم وف روجهم> ))). وكانت للمستعصم حاشية من اللصوص الجشعن الذين مل يتكوا لصوصيتهم حتى يف أشد الساعات خطورة على البالد والعباد وكان أغلب أمرائه وقادته رس اقا فحن كانت القوات املغولية ترمي بغداد بسهامها وقذائفها تنبه الخليفة ألهمية <الدفاع الكامن> وخص ص ماال لتشكيل قوة من الرماة تقف عى أسوار املدينة للدفاع فسرسق رجال البالط وأعوان الديوان القسم األكر منه ))) فلم يصل لحملة التجنيد املتأخرة تلك إال القليل. و يا لألسف فإن مؤر خي املدرسة الشامية/املرية مل ي لقوا مبسؤولية ما حدث ))) سورة آل عمران جزء من اآلية: 75. ))) البداية والنهاية: 238/13. انظر تفاصيل وافية عن شخصية الخليفة املستعصم يف كتابنا إعادة كتابة التأريخ بطبعتيه األوىل والثانية. ))) عن استيالء املستعصم على وديعته انظر: مفرج الكروب: - 183 78 6/ 186-191 193 تأريخ مجموع النوادر قرطاي العزي: - 99 100 املختصر يف أخبار البرش أبو الفداء: 179/2 تاريخ ابن الوردي ابن الوردي: 176/2 تأريخ اإلسالم: 26/48 عيون التواريخ: 93/20 تحفة ذوي األلباب الصفدي: 115/2 الذهب املسبوك: 113 عقد الجامن: 120 إنسان العيون ابن أيب عذيبة: 338 عقود الجامن الزركي: الورقة 112 أ روض املناظر ابن الشحنة: الورقة 137 أ منتخب الزمان ابن الحريري: 347/2 صدق األخبار ابن سباط: 364/1. ))) عى حد تعبر املؤرخ و ص اف الحرة يف تجزية األمصار الورقة 56. ))) مختر التأريخ ابن الكازروين: 272.

114 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم على خليفة كهذا وإمنا انطلقوا يؤل فون رواية حول ما أسميناه بحفر الرسائل عى الجامجم النحاسية. وإن اإلنصاف يستلزم القول إن الوزير ابن الع لق مي كان استثناء يف املالك العامل مع املستعصم ذلك أن ه كان عاملا أديبا شاعرا أمينا نبيال مل يلو ث يديه برسقة ومل يظلم أحدا ترجمه ابن الط ق ط ق ى بقوله: <كان مؤيد الدين الوزير عفيفا عن أموال الديوان وأموال الرعية متنز ها متفعا... وكان من أعيان الناس وعقالء الرجال وكان مكفوف اليد مردود القول يتقب العزل والقبض صباح مساء > ))) وفرس ذلك بحسد كبار املسؤولن يف ديوان الخليفة له مام أدى بالخليفة إىل نزع يده عن أكر الصالحيات التي كان ينبغي له أن يخو له مبامرستها فقال: <وكان خواص الخليفة جميعهم يكرهونه ويحسدونه وكان الخليفة املستعصم يعتقد فيه ويحب ه وكثروا عليه عنده فكف يد ه عن أكثر األمور> ))). وهو ما يؤيده اإليجي بقوله: <كان مكفوف اليد مردود القول يتقب العزل والقبض عليه> ))). ومل نجد حتى بن م ن هو أشد املؤر خين بغضا البن العلقمي م ن يذكر عنه أن ه كان يجمع حوله املغن ن واملغن يات والراقصين والراقصات أو أن ه رسق ماال كام هو حال الخليفة وحاشيته بل العكس هو الصحيح فكان مشهورا باألمانة والديانة ))) حتى إن أحد أعالم اإلمامية يف عصره العامل الجليل ريض الدين ابن طاوس يذكره بقوله: <صديقي الوزير محم د بن أحمد بن الع ل ق م ي ضاعف الله سعادت ه ورش ف خامتت ه...> ))). وكانت لسبط ابن الجوزي الحنبيل الحنفي )ت 654 ه( تجربة شخصية مع ابن الع ل ق م ي ذلك أنه الزمه خالل زيارته لبغداد التي استمرت من شهر رمضان سنة 644 ه حتى صفر 645 ه )أي ملا يزيد على خمسة أشهر( ومل يذكر ما يشين شخص ه بل وصفه بقوله: <كان رجال فاضال صالحا عفيفا دي نا قارئا للقرآن> ))). ))) الفخري ابن الط ق ط ق ى: 333. ))) الفخري ابن الط ق ط ق ى: 338. ))) تحفة الفقر اإليجي: الورقة 279 ب. ))) انظر تفاصيل عن حياته يف كتابنا إعادة كتابة التأريخ )الطبعة الثانية - 53 64(. ))) رسالة املواسعة واملضايقة ابن طاوس: الورقة 297 ب. ))) مرآة الزمان: 747/8.

يداهلا فسوي 115 ومبا أن أغلب املؤل فات الخاصة بالرواية البغدادية الحقيقية قد ضاع أو أ تلف فهذا النص املعثور عليه الذي كتبه نيكپي بن مسعود )أو سعيد بن مسعود الكازروين كام نعتقد( والذي ينتمي إىل الرواية البغدادية يشك ل غنيمة علمية كبرة: فعلى الرغم من تشابه بعض فقراته مع ما ورد لدى املؤر خ املغويل رشيد الدين الهمذاين الشافعي )ت 718 ه( ومع ما ورد لدى املؤر خ ابن العبري )ت 685 ه( وما ورد لدى هندوشاه النخجواين )كان حيا سنة 724 ه( إال أن ه يعز ز من متانة الرواية البغدادية التي استند إليها هؤالء جميعا والتي ظ ل م ت طويال وآن لها أن توضع بن أيدي الباحثين والقر اء وسيقربنا من فهم حقيقة ما جرى على أرض الواقع من وقائع ذلك الغزو وليس ما كتبه مؤر خون متحاملون لغايات غير نبيلة. خمطوطة الكتاب موضع البحث سقطت ورقة غالف هذه املخطوطة املحفوظة يف املكتبة الوطنية بباريس ))) فلم نعرف عنوانها أم ا مؤل فها فقد عر ف نفسه يف مقدمتها بقوله: <أفقر خلق الله الغني املعبود نيكپي بن مسعود بن محم د بن مسعود>. وهي كتاب ضخم يف التأريخ العام مكتوب باللغة الفارسية يقع يف أكثر من 600 ورقة بدأ فيه مؤل فه بالتأريخ األسطوري إليران ثم السيرة النبوية الرشيفة وعر ج على دولة الخلفاء الراشدين والدولة األموية ثم العباسية حتى آخر خلفائها وخالل ذلك تكل م على دويالت الطوائف التي قامت يف إيران وما جاورها كدولة الصفاريين والسامانين والغزنوين كذلك عر ج على دولة جنكيزخان حتى وفاته سنة 624 ه/ 1227 م. وتوجد فيه بعض األخبار النادرة مثل الكالم على الردة التي خلعها النبي الكريم عى الشاعر كعب ابن زهير وكيف أن ها تنق لت بأيدي الخلفاء األمويين ثم العباسين حتى وصلت إىل املستعصم باهلل ثم إىل حفيدته من ابنه أحمد السي دة النبيلة الجليلة التي سام ها <خديجة الزمان وملكة امللكات رابعة خاتون> زوجة الحاكم هارون بن عطا ملك الجويني حاكم العراق املعين من ق ب ل املغول ))). ((( تحت الرقم: بلوشيه )Blochet( /1.253 ))) انظر: تأريخ نيكپي: الورقة 457 أ.

116 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم ترمجة املؤل ف مل نجد اسم هذا املؤل ف يف أي من كتب التاجم أو النقول التأريخية من املصادر القدمية لكن اسمه مثير للتأمل ذلك أن نيكپي )بالباء الفارسية( تعني بالفارسية السعيد أو املسعود وامليمون فإذا عر بنا هذه الكلمة فسيصبح اسمه: <سعيد بن مسعود بن محم د> وعلى هذا نحتمل أن يكون هو نفسه الشخص الذي يرد ذكره يف املصادر وفهارس املؤل فين باسم <سعيد بن مسعود بن محم د الكازروين > ))) املتوىف سنة 758 ه ونحن منيل إىل أن يكون هو نفسه لوجود سلسلة األسامء ذاتها التي تتكرر يف اسمه ونعتقد أن كثرة أسامء مثل سعيد وسعيد الدين ومسعود الدال ة عى السعادة يف اسمه دعاه إىل أن يلق ب نفسه باسم فاريس جامع هو <نيكپي> الذي قلنا إنه يعني املسعود وامليمون. وكثيرا ما يقع الخلط يف اسم مؤل فنا هذا واسمي نجليه اللذين سنتجمهام وكانا عاملين أيضا ولهام مؤل فات بل إن هذا الخلط يف اسمه حدث حتى يف كتاب معارصه جنيد الشيرازي بسبب تصحيف ميكن حدوثه بأقالم الن ساخ. بعد جهد جاهد متك نا من تثبيت اسم األب استنادا إىل معطيات مستقاة من اسمي نجليه وكذلك ما ورد يف صفحات بعض مؤل فاته املعثور عليها. وبعبارة أخرى فإن اسمه ينبغي أن يكون <سعيد )أو سعيد الدين( بن مسعود بن محم د بن مسعود بن محم د بن عيل بن أحمد بن عمرالبلياين ثم الكازروين وي كن ى أبا املحم دين>. وهو االسم الذي نجده يف الكتب التي ترجمت نجليه املحم دين وكذلك يف بعض مؤل فاته ومنها كتابه )املنتقى يف س ير مولد النبي املصطفى( الذي أل فه ((( بين سنة 732 و 758 ه وهي السنة التي تويف فيها. ونثبته هنا على أن ه االسم الكامل له كام نجده لدى حاجي خليفة عند ذكره ))) انظر مثال : كشف الظنون حاجي خليفة: 1688/2 سل م الوصول إىل طبقات الفحول: 266/3. ووردت وفاته يف املصدرين سنة 758 ه. ويف هدية العارفين: 391/1 واألعالم الزركيل: 101/3 ذ كر أن ه تويف سنة 785 ه وهو وه م منهام. ))) انظر: أدبيات فاريس بر مبناي إستوري: 779/1.

يداهلا فسوي 117 كتابه )املنتقى يف الس ر ( فقال: <اإلمام سعيد الدين سعيد بن مسعود بن محم د بن مسعود الكازروين شارح املشارق وصاحب صفاء الصدور وكتاب املسلسالت املتوىف سنة 758 ه...> ))). وهو من أهل السنة والجامعة كام يدل على ذلك ما كتبه يف الورقة األوىل من تأريخه موضع البحث وكان شافعي املذهب على األرجح وتدل مؤل فاته وسيرته على أن ه كان ورعا ومحد ثا وعاملا مبج ال. كان لسعيد بن مسعود الكازروين نجالن اسم كل منهام محم د وسنوجز ترجمتيهام ألهمية ذلك يف ترجمة والدهام ولكون بعض الكت اب والن ساخ كان يخلط بينهام وبينه:.أعفيف الدين محم د بن سعيد بن مسعود أبو املحامد الشافعي )ت 802 ه( أجاز له سنة 740 ه الحف اظ املزي والذهبي والعاليئ وأبو حي ان... تويف بنجد وهو يف طريقه إىل الحج من مؤل فاته رشح البخاري الذي قال إنه استمد فيه من 300 رشح عليه ]أل فه بشيراز سنة 766 ه[ ))) وشعب األسانيد يف رواية الكتب واملسانيد ))). وله ايضا تلخيص تفسير شيخه ابن كثير الذي كتب فيه أن ه أليب املحامد عفيف بن سعيد بن مسعود بن محم د بن مسعود الكازروين )))..بنسيم الدين محم د بن سعيد بن مسعود أبو عبد الله الشافعي )ت 801 ه( أجاز له املزي وغيره. قال التقي الفايس : <سمعت منه شيئا من املولد النبوي الذي صن فه أبوه وكان يرويه عنه ))) جاور مبكة سنن كثيرة تزيد على عرش... ثم توجه من مكة بأثر الحج إىل بالده من سنة 798 ه فوصل ))) كشف الظنون: 1851/2 انظر أيضا : إنباء الغمر ابن حجر: 84/4 ذيل الدرر الكامنة: 77 الضوء الالمع السخاوي: 21/10 بغية الوعاة السيوطي: 113/1 شذرات الذهب ابن العامد الحنبيل : 10/7. ويف مخطوطة سيرة النبي نجد اسمه: سعيد بن محم د بن مسعود بن محم د ابن مسعود الكازروين )انظر: فهرست ميكروفيلمها 76/2( والصحيح ما ذكرناه آنفا. ))) كشف الظنون: 392/1. ((( الضوء الالمع: - 21/10.22 ))) انظر: بحوث وتحقيقات شمس الدين: 163/1 حيث قال: إنه توجد مخطوطة هذا الكتاب يف مكتبة إستانبول كتبخانه عمومي. ))) انتهى من ترجمة أثر والده هذا يف مدينة شراز سنة 760 ه. )انظر: أدبيات فاريس بر مبناي: 779/1(.

118 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم إليها فأدركه األجل بالر سنة 801 ه> ))). وإن نا نجد اسم األول منهام يف مخطوطة تلخيصه لتفسير شيخه ابن كثير بالصورة اآلتية: <أبو املحامد عفيف بن سعيد بن مسعود بن محم د بن مسعود> والصواب أن ه عفيف الدين محم د بن سعيد حيث نجده كذلك يف جميع املصادر التي ترجمته باسم: <عفيف الدين محم د>. أم ا تسمية مؤل فنا ب <سعيد الدين> بدال من <سعيد فقط> فهو أمر شائع آنذاك يف أدبيات املحافل العلمية والسياسية ولكون الف رس - على مدى تأريخهم الطويل- مييلون عموما إىل تفخيم أنفسهم وتعظيمها باأللقاب حيث نجدهم يقولون مثال فيم ن اسمه سعيد: <سعيد الدين> بل رمبا وجدناهم يضيفون املل ة إىل اللقب فيقولون <غياث امل ل ة والدين> أو <أمين املل ة والدين> ورمب ا ز يد فيها فيقال يف صفي الدين مثال <صفي الحق واملل ة والدين> ))) وهكذا فمن الواضح أن <سعيد الدين> هي <سعيد> ثم ف خ مت بالدين. ونجد اسمه <سعيد الدين> يف ترجمته التي ساقها شمس الدين ابن الجزري يف مشيخة الجنيد البلياين بقوله: <كان سعيد الدين محد ثا فاضال سمع الكثير وأجاز له املزي وبنت الكامل وجامعة وخر ج املسلسل وأل ف املولد النبوي فأجاد ومات يف أواخر جامدى اآلخرة سنة 758 ه> ))). ترج م ه جنيد الشيرازي الذي عارصه ورآه فقال يف تفاصيل ترجمة مؤل ف نا سعيد ابن مسعود التي نحرص على أن نوردها تامة هنا ألن مفرداتها ستثب ت بصورة نهائية هوية هذا العامل املؤر خ ومتي زه عن نجليه املحم دين : <موالنا سعيد الدين أبو سعد محم د بن مسعود ))) بن محم د بن مسعود البلياين ثم الكازروين وي كن ى أبا ))) العقد الثمين تقي الدين الفايس: 322/4 إنباء الغمر: 84/4 ذيل الدرر الكامنة: 77 درر العقود الفريدة املقريزي: 168/3 الضوء الالمع: 22/10. ))) انظر: تجارب السلف هندوشاه النخجواين: 3. ))) الدرر الكامنة 4 ابن حجر العسقالين: /256. عن ابن الجزري مشيخة الجنيد البلياين. ))) يف ضوء املصادر املتوافرة فإن الصواب هو: سعيد الدين أبو محم د بن مسعود.

يداهلا فسوي 119 املحم دين ))) سلطان الفقهاء واملحد ثين وإمام األمئة املهتدين ونارش أحاديث سي د املرسلن ور ح ل ة طالب اآلفاق وقدوة أهل الحديث عى اإلطالق. مل أر أحدا بحسن سمته وحسن خ لقه وكامل عقله ووفور إشفاقه ورحمته على خلقه كان واحدا مشارا إليه يف الفقه والحديث وغرهام يسلك طريق السلف ويجانب التكل ف والص ل ف هش اشا بش اشا وس اما بس اما. تأد ب أوال بشيخ الشيوخ أمن الدين الكازروين - وكان من ع ص ب ت ه ينتهي نسبهام إىل الشيخ أيب عيل الدق اق- ثم دخل شيراز فسافر إىل الحجاز وأحرم من الكوفة حارسا فحج بيت الله ماشيا تعظيام لحرمته. ويل األمور العظيمة فتفىص عن عهدتها ))) وسافر بلدانا كثيرة وحص ل األسانيد العالية واستجاز من مشايخ األمصار فراسلوه وأجازوه من كل الديار منهم الشيخان اإلمامان ركن الدين منصور راست گو وظهر الدين إسامعيل ابنا الشيخ صدر الدين أيب املعايل مظف ر حد ث منهام يف مصن فاته ))) ثم أقام وحد ث وأسمع وكتب وروى يف الدين كتبا معتبرة منها: كتاب مطالع األنوار يف رشح مشارق األنوار. كتاب شفاء الصدور. كتاب املحم دين. كتاب املسلسالت ))). ))) يرى املقريزي )درر العقود الفريدة: 168/3( أن اسم سعد بن مسعود هو محم د أيضا فيقول: <محم د ويدعى سعيد بن مسعود بن محم د...>. ))) تفىص اإلنسان إذا تخل ص من املضيق والبلية. )الصحاح الجوهري: 2455/6( ))) هو صدر الدين أبو املعايل املظفر بن محم د بن املظفر بن روزبهان العمري العدوي الزاهد والعامل الجليل صاحب املؤل فات الجم ة املتوىف سنة 688 أو 681 ه أم ا نجاله فاألول ركن الدين منصور بن املظف ر املعروف براست كو )649-733 ه( وكان من كبار املتصوفة والثاين هو ظهير الدين إسامعيل بن املظف ر مؤل ف فضائل الصلوات املتوىف سنة 730 ه )عن هؤالء الثالثة انظر: شد اإلزار جنيد الشيرازي: - 190 196-201 202 شيراز نامه زركوب الشرازي: 180-178 مجمل التواريخ فصيح الخوايف: 43/3(. ))) هو مجموعة من األحاديث انتهى من تأليفه سنة 742 ه )انظر: أدبيات فاريس بر مبناي: 779/1(.

120 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم كتاب مولود النبي ))). كتاب روضة الرائض يف علم الفرائض. كتاب جامع املناسك. ورشع يف رشح ينابيع األحكام فلم ي قد ر له االختتام ومل يتيسرس له اإلمتام إذ أتاه الح ام م. وكان يدر س يف رباط الشيخ الكبير ))) مدة سنن ببيان شاف وكالم واف مل ينه ر يف وجه سائل ومل يضن بإعطاء كتاب على طالب وكان ديدنه البر والتقوى وشنشنته التمس ك بالعروة الوثقى معظ ام لسنن رسول الله محر ضا عى إكرام أهل الفضل يحث سائر املحصلة الطالب عى مراعاة اآلداب ومالزمة الورع وقلة الطمع وحفظ اللسان عام يؤد ي إىل عن إنسان. يجتمع لديه عند إسامع املولود عدة آالف من الصالحن وكان حض ار درسه يف كل يوم أكثر من سبعن. ومهام أسمع البخاري عن سد ته الرشيفة يحضر املئون مم ن يكتبون سوى م ن ي سمعون أو ي س م عون. تويف يف جامدى اآلخرة سنة مثان وخمسين وسبع مائة ود فن يف صحن ر باطه الذي بناه بباب الشيخ الكبر رحمة الله عليه...> ))). وترجمه حاجي خليفة فقال: <عفيف الدين سعيد محم د بن مسعود بن محم د ابن مسعود الكازروين املتوىف سنة 758 ه...> وهذا خلط بينه وبين نجله عفيف الدين والصواب ما سيذكره حاجي خليفة حيث يقول لدى ذكره عفيف الدين: <قرأ على والده ودر س بشيراز وصن ف رشح البخاري واملطالع يف رشح املشارق ورشح النجم وشفاء الصدور واملسلسالت والسير بالفارسية عر به ولده ذكر فيه أن اسمه ))) يرى ستوري أن ه هو نفسه كتاب املنتقى يف سير مولد النبي املصطفى )انظر: أدبيات فاريس بر مبناي: 779/1(. ))) هو الصويف والواعظ الشهر الشيخ أبو عبد الله محم د بن خفيف بن أسكفشاذ الشيرازي الشافعي )276-371 ه( له مؤل فات عديدة يف التصوف والفقه )شد اإلزار: - 38 46( وهو مدفون يف مدينة شيراز. ((( شد اإلزار: - 61.64

يداهلا فسوي 121 سعيد بن مسعود بن محم د> ))). قلت : هذا هو اسمه الصحيح. ويف التجمة ما يدل على أن مؤل فنا سعيد بن مسعود كان يؤل ف بالفارسية أيضا. ملخص رواية سعيد بن مسعود الكازروين عن وقائع الغزو املغويل للعراق كانت أ م املستعصم امرأة من بنات األحرار من البندنيجين ))) وكان هو نفسه رجال طي ب النفس طي ب الج ب ل ة ومتدينا لكن ه كان عديم الرأي ليس له تدبر يف أمور املم ل ك وكان مييل غالبا إىل اللهو وسامع األغاين وحضور الندماء ورفاق األ نس وكان يذهب بين الفينة واألخرى إىل خ زانة الكتب فيجلس فيها لكن من غير أن ينال فائدة علمية. وكان خواص املستعصم من األراذل والعوام قد سيطروا عليه سيطرة تامة ))). يف سنة 640 ه/ 1242 م حين تويف الخليفة العبايس املستنر باهلل انبرى القائد العسكري إقبال الرشايب مع جمع من خدم الخليفة وح ش م ه إىل مبايعة نجله املستعصم باهلل رسا يف املساء ثم أرسلوا يف طلب أستاذ الدار وكان يشغل هذا املنصب آنذاك مؤيد الدين ابن الع ل ق م ي وقر روا أن يدعوه إىل إقرارهم على تلك املبايعة وأن هم سيقتلونه فورا إذا عارض رغبتهم. وكان هناك خادم يكن املود ة البن الع ل ق م ي فخرج ووقف يف دهليز الدار فلام جاء ابن الع ل ق م ي قال له: إن هؤالء قد أخرجوا األمر الكبير وباي عوه فإن خالفتهم فسيقتلوك وكان ابن الع ل ق م ي رجال عاقال ويعلم أن ))) سل م الوصول حاجي خليفة: - 266/3 267. ))) است ق ي ت هذه املعلومة من الشيخ فخر الدين عيل بن يوسف املعروف بابن البوقي وهو مؤر خ بغدادي جليل من بيت الرياسة والعلم واألدب استفاد ابن الف وطي من كتاب له أثار إعجابه فبالغ يف الثناء عليه وقال إن ه وجد فيه أشياء مل يجدها يف غيره. تويف سنة 707 ه )انظر: تلخيص مجمع اآلداب 4 ابن الف وطي: )2(/263 ط جواد( ويف كالم ابن البوقي رد على م ن يقول إن أ م املستعصم كانت جارية حبشية )انظر مثال : املنهل الصايف 7 ابن تغري بردي: /126(. ))) ال يختلف مؤل فنا سعيد بن مسعود عن بقية املؤر خن من كت اب املدرسة البغدادية وكذلك كت اب املدرسة الشامية املرية يف صفات الخليفة املستعصم الدالة عى ضعف شخصيته التي ذكرها آنفا مام هو مشهور ومدو ن يف مؤل فاتهم.

122 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم املستعصم لكونه ضعيف الرأي بأنه لن يستطيع عمل يشء وأن ه )أي ابن الع ل ق م ي ) كان ينوي ترشيح ابن آخر للمستنر ملنصب الخالفة ع ر ف بالرأي السديد والتدبر ))) لكنه أقر إقبال الرشايب وحاشيته عى ما أرادوا. ثم إن املستعصم جلس على كريس الخالفة ووقف الرشايب وكبار الشخصيات وجلس أستاذ الدار )ابن الع ل ق م ي ) يف املقد مة لتدبير األعامل وأصدر أمرا بضرورة حفظ األمن يف املدن وبقي إىل جانب املستعصم حتى الصباح ينجز ما يرى فيه املصلحة آنذاك وقد أظهر منتهى الكفاية والحزم. ومل ا أطل الصباح بارشوا جميعا أخذ البيعة للمستعصم. منذ سنة 640 حتى سنة 656 ه توىل املستعصم الخالفة وقد أمىض أوقاته بد ع ة وي سرس يقضي أغلب األوقات منشغال باللهو والصيد غافال عن الوالية والرعي ة وكان مؤيد الدين ابن الع ل ق م ي يواصل إرسال الكتب إليه ويشير فيها بضرورة التنب ه والحذر لكن املستعصم ال يزداد إال غفلة: فكأن ه الطفل الرضيع بمهد ه ي زداد نوم ا كل م ا حر ك ت ه ثم إن ابن الع ل ق م ي قال له بشكل رصيح: إن جيش املغول قد سيطر عى أغلب العامل وإن عدده قد بلغ حدا ال ميكن ألمير املؤمنين مقاومته وإن الرأي الصائب هو أن يتواضع ويلين وأن يبذل املال والنفائس وكل ما هو موجود فداء للنفس وليكون املسلمون يف سالم ))). ))) واضح أن هذا هو السبب الذي دعاهم إىل التفكير بقتل ابن الع ل ق م ي إن مل يوافقهم على اختيارهم املستعصم للخالفة. وشقيق املستعصم هذا هو الذي ع رف يف بعض املصادر باسم <الخفاجي> وتتفق الرواية الشامية/ املرية مع البغدادية يف هذا األمر حيث يقول الذهبي )سير أعالم النبالء: 167/23(: <وكان أخوه الخفاجي من األبطال يقول: إن و ل يت ألعبرن بالجيش جيحون وأسترد البالد وأستأصل التتار. فلام مات املستنر ز و اه عن الخالفة الد ويدار والرشايب خوفا من بأسه>. ))) نقرأ يف كتاب الحوادث: 350: <كان الخليفة )املستعصم( قد أهمل حال الجند وم ن ع هم أرزاقهم وأسقط أكر هم من دساتر ديوان العرض فآلت أحوالهم إىل سؤال الناس وبذ ل

يداهلا فسوي 123 ومهام كر ر الوزير املسكن مثل هذا الكالم فإن املستعصم مل يكن يستمع إليه وكان مالزموه وخواصه يقولون له: إن الوزير يخو فك لكي يفرغ خزائنك من األموال ويذهب بجميع ما لديك ويسل ط عليك املغول حتى تبلغ األمور حدا أن تظل معها مكروها ممقوتا من الجميع ومل يعلم املساكن أن الخليفة إن مل يسمع كالم الوزير فسيحدث هذا الذي يقولونه. ومهام يكن فقد حر ضوا الخليفة عى الوزير بحيث مل يكن يلتفت إىل كالمه. وعندما قر ر هوالكو اقتحام بالد املالحدة ))) بغية استئصالهم أرسل رسوال إىل الخليفة يطلب إليه إعالن الطاعة له وأن يبادر إىل إمداده بالجيش. وحين استشار املستعصم وزيره ونو ابه الذين كانوا جمعا من رجاالت السياسة قال جمع األمراء العسكرين: إن هوالكو يريد بهذه الخطوة إفراغ بغداد والبالد من الجيش لكي يتمك ن من االستيالء عليها ساعة يشاء من غر مشق ة. ومل ا فرغ هوالكو من االستيالء عى قالع اإلسامعيلية أرسل إىل املستعصم رسالة من همذان متوعدا ألن ه مل ي رسل إليه جيشا. استشار الخليفة وزير ه فيام يصنع فقال الوزير: ينبغي أن نرسل إليه األموال الجم ة والجواهر واملرص عات واألقداح الفاخرة والغلامن والجواري والبغال مع تقديم اعتذار فوافق الخليفة عى ذلك وأمر أن ي ع د كل ذلك. فقال الد ويدار الصغير ))) وبقية رجال الدولة: إن الوزير إمنا أشار بهذا الرأي بغية أن يرت ب أموره ويسل منا نحن الجنود واألتراك إىل هوالكو ليقي علينا وعليه فسنقوم بإلقاء القبض عى الر س ل ح م ل ة األموال والهدايا ونستويل عليها ون ذيقهم العذاب. حين سمع الخليفة ذلك التهديد أوقف عملية إرسال الرسل واألموال واكتفى وجوه هم يف الطلب يف األسواق والجوامع ون ظ م الشعراء يف ذلك األشعار >. ))) هي القالع التي كان اإلسامعيلية يتحصنون ويعيشون فيها يف إيران وقد دأب كثير من املؤر خين على تسميتهم باملالحدة نكاية بهم. ))) يف جميع ثنايا ما كتبه سعيد الكازروين فقد ورد اسمه بصورة: الدواة دار فكتبنا اسمه بالصورة التي ع رف بها يف املصادر املشهورة.

124 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم بإرسال قليل من الهدايا إىل هوالكو. واستشاط هوالكو غضبا على الخليفة وطلب إليه أن يأيت إليه بنفسه أو يرسل واحدا من ثالثة: الوزير أو الد ويدار الصغر أو سليامن شاه ))) فلم يفعل الخليفة أي ا من األمرين واعتذر عن ذلك. فغضب هوالكو وقر ر االندفاع نحو بغداد. ثم ترد د املبعوثون بين االثنين لكن من غير جدوى إذ أرسل الخليفة مرة ابن الجوزي نجل محيي الدين ))) فلم يحصل نفع من ذهابه. يف شوال سنة 655 ه تحرك هوالكو بجيشه باتجاه بغداد وتقد م الد ويدار مع الجيش من بغداد ورابط يف موضع بين بعقوبة وباجسرسى ))). ويف الطريق إىل بغداد ألقى جيش هوالكو القبض على أيبك الحلبي طليعة الجيش العبايس وجيء به إىل هوالكو الذي منحه األمان إن هو أفضىض إليه مبا لديه من معلومات فوافق هذا وأصبح يف جيش املغول. اندلع القتال بين الجيش املغويل بقيادة بايجو نويان والجيش العبايس بقيادة الد ويدار الصغير فأنزل بايجو نويان الهزمية بالد ويدار الصغير إذ ق ت ل كثير من الخلق ووصل املنهزمون إىل بغداد. يف منتصف شهر محرم سنة 656 ه نزل هوالكو على باب بغداد ونصب املجانيق واستعد للحرب فأرسل الخليفة مبعوثيه إليه وهام: صاحب الديوان)فخر الدين ابن الدامغاين الحنفي ( وابن الدرنوس ]مع هدايا قليلة[ قائلين : إنهم إذا أرسلوا هدايا وفيرة فسيقول )هوالكو وم ن معه(: إنهم خائفون. ))) كان سليامن شاه من كبار القادة العسكرين من قبيلة األيوائية التكامنية وكان يأيت بالدرجة الثانية بعد الد ويدار الصغر من حيث التاتبية يف قيادة الجيش العبايس. ))) هو رشف الدين عبد الله بن يوسف ابن الجوزي الحنبيل أحد كبار شخصيات بالط الخليفة املستعصم مم ن كان ي عتمد عليهم يف سفاراته. ))) قرية من قرى بعقوبة مجاورة ملدينة شهربان الحالية )انظر: نزهة القلوب حمد الله املستويف: 43(.

يداهلا فسوي 125 سأل هوالكو الر سل: ملاذا مل يأت سليامن شاه والد ويدار الصغر فأجاب الخليفة: لقد طلب امللك ]هوالكو[ أن أرسل واحدا من ثالثة: الوزير أو الد ويدار أو سليامن شاه وها أنا ألب ي طلبه فأرسلت إليه الوزير الذي هو األكر من بن هؤالء فعى امللك أن يفي بوعده. أجاب هوالكو: لقد طلبت ذلك حينام كنت يف همذان واآلن فقد وصلت إىل بغداد فكيف أقنع بواحد ينبغي لك أن ترسل الثالثة. حمي وطيس القتال منذ الثاين والعرشين من املحرم سنة 656 ه ملدة ستة أيام بلياليها ثم إن امللك أمر بأن ي كت ب يف ستة منشورات أن السادات ))) والعلامء واألزلين واملشايخ وأولئك الذين ال يقاتلوننا هم جميعا يف أمان منا وربطوا تلك املنشورات يف سهام ور موها نحو املدينة )بغداد( من أطرافها الستة ))). احتدم القتال ليل نهار حتى اليوم الثامن والعرشين من املحرم حيث متك ن الجيش املغويل قبل رشوق الشمس من تسل ق السور من جانب برج العجمي ))) ))) تعني هذه الكلمة السادات العلويين وهي إحدى املواد املذكورة يف قانون الياسا الذي كتبه جنكيز خان وصار قانونا للمغول يطبقونه برامة حيث نقرأ هذه املادة فيه: <ورشط أن ال يكون على أحد من ولد عيل بن أيب طالب مؤونة وال ك ل فة وأن ال يكون على أحد من الفقراء وال القر اء وال الفقهاء وال األطباء وال من عداهم من أرباب العلوم وأصحاب العبادة والزهد واملؤذ نين ومغسيل األموات ك ل فة وال مؤونة> )املواعظ واالعتبار: 220/2. الكلفة: املشق ة ووردت نصوص الياسا أيضا يف صبح األعشى: - 314/4 315 وتاج العروس: )مادة يساق استنادا إىل طبعتيه اللتين حققهام مصطفى حجازي وعيل شيري( لكن مل ترد فيه الفقرة الخاصة بأوالد عيل بن أيب طالب وال الفقرة الخاصة بالفقهاء واملؤذنين...إىل آخره. وقد اعتمد املقريزي نسخة من الياسا و ج دت بخ زانة املدرسة املستنرية ببغداد. ))) أراد بهذا أن املنشورات ر ميت على جميع أرجاء بغداد. يقول اإليجي )املواقف: 607(: 1/ <إن الجهات الست أخذها العامة من جهات اإلنسان الست التي هي الق د ام والخلف واليمن والشامل والف وق والتحت>. واملقصود أن هم مل يتكوا مكانا إال ألقوا فيه تلك املنشورات. ))) يف األصل: برج العجم فصو بناه. قال العال مة الدكتور مصطفى جواد عن هذا الرج: <منسوب إىل الشيخ الزاهد الفقيه الواعظ محي الدين عبد القادر الجييل املعروف بالكيالين وكان ي عرف عند أهل بغداد بالعجمي ألنه قدم من جيالن وهي بالد عجمية> )تعاليقه على

126 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم وطردوا الناس من جانبي السور ))) وإىل أن حان وقت صالة الظهر استطاع املغول أن ينتزعوا جميع األسوار من البغاددة. وحين اشتد القتال أراد الد ويدار الصغير أن يهرب بالسفينة منحدرا إىل أسفل النهر فبلغ الخبر مسامع املغول فوج هوا عليه املنجنيق والسهام فانكفأ راجعا بعد أن استوىل املغول على ثالث سفن من سفنه وقتلوا الناس الذين كانوا فيها وغنموا أسلحتهم وق ت ل نقيب العلويين الذي كان يف إحدى تلك السفن. مل ا سيطر املغول عى السور أمر امللك أن يخرج إليه الد ويدار وسليامن شاه فإن شاء الخليفة فلرسل معهام نجله األوسط. لكن الد ويدار الصغير عندما قر ر املجيء عاد ]من منتصف الطريق[ قائال لسليامن شاه: إن كثيرا من الجنود مرتبطون بنا وسأرسلهم إىل املدينة لي خرجوا الناس منها ))). ثم إن أهل املدينة أرسلوا رشف الدين املراغي وشهاب الدين الزنجاين ليطلبوا ]من هوالكو[ األمان. كان األمر قد بلغ أجله. ومل ا رأى الخليفة أن قد ق ضي األمر طلب اإلذن ]من هوالكو[ بالخروج من املدينة مختصر التأريخ البن الكازروين : 272 ( ونقل الشطنويف يف بهجة األرسار )الورقة 75 أ( قول الشيخ الكيالين عن نفسه: <أقمت يف الرج املسم ى ببرج العجمي إحدى عرشة سنة وبطول إقامتي فيه س م ي برج العجمي >. وكان يقع قرب باب الحلبة املعروف بباب الطلسم. أم ا قوله إن ه قرب باب كلواذى )الباب الرشقي حاليا ( فهذا مل ن هو قادم من الباب الرشقي باتجاه باب الشيخ أو العكس. ))) قوله <أن يطردوا الناس> دال على أن الذين كانوا يقاومون عى أسوار املدينة هم من املدنين الذين يبدو أن هم شك لوا مجاميع للمقاومة الشعبية ذلك أن الجيش العبايس قد ه زم يف 9 محرم 656 ه وأم ا م ن بقي منه فقد فر إىل بالد الحلة والكوفة أو إىل بالد الشام. ))) استنادا إىل الرواية البغدادية فإن الد ويدار الصغير أرسل جنوده ليخرجوا م ن بقي يقاتل من الناس والجنود ثم ذهب بهم معه إىل هوالكو وكان تر فا ساذجا منه إذ أمسكهم الجنود املغول وذبحوهم جميعا وكانوا ألوفا كام ذبحوا الد ويدار وكذلك القائد سليامن شاه وم ن معه من أقاربه وقوات الحامية الخاصة به.

يداهلا فسوي 127 ثم غادرها يف اليوم الرابع من صفر وذهب مع نجله للقاء امللك وقد نظم شاعر هذا التأريخ بقوله ))) : عندما حل من التأريخ يوم األحد الرابع من شهر صفر وتصر م ن م ن الد هر المئون الست مع ست وخمسين سنه ومضى المستعصم الهاوي حثيث ا نحو هوالكو على حد الخطر ((( ط و ي ت دولة حك ام بني العباس في طي سجل األزمنه وقام املغول بإنزال م ن كان مع الخليفة م ن خواص ه م ن األمئة والسادات واملشايخ بباب كلواذى ))). بعد ذلك أمر ]هوالكو[ بنهب املدينة أم ا هو فقد ذهب ملشاهدة قصر الخليفة إذ تفق ده بأرسه ثم أحضر الخليفة بين يديه وأمره بجلب الهدايا فجاء بها فوز عها امللك فورا على خواص ه وأمراء الجيش والحارضين ووضع طبقا من الذهب بن يدي الخليفة وقال له: ك ل. فقال الخليفة: هذا ال ميكن أكل ه. قال: ف ل م اكتنزته ول م تنفقه على الجيش ول م ل م تصنع من أبواب الحديد هذه ن صاال وتأيت إىل ساحل نهر ))) هذان البيتان موجودان يف واحدة من مخطوطات الرسالة املنسوبة إىل نصير الدين الطويس امللحقة بآخر كتاب تاريخ جهانكشاي )انظر: تاريخ جهانكشاي: 788/3 هامش العال مة قزويني(. وقد أوردهام فصيح الخوايف )مجمل التواريخ: 325/2( على أن هام لنصير الدين الطويس وذكرهام اآلقسرسايئ )مسامرة األخبار: 49( بال عزو إىل أحد. ))) الشعر بسيط ق صد به تأريخ الحادثة شعرا. والبيتان بالفارسية من بحر الر م ل: سال هجرت ششصد وبنچاه وشش چون خليفه نزد هوالكو رسيد روز يكشنبه چهارم أز ص ف ر دولت عب اسيان آمد ب س ر وترجمناهام إىل العربية ببحر الرمل أيضا. وأضفنا <الهاوي> للبيت الثاين ليستقيم الوزن ونعني بذلك الهاوي من عرشه. ))) كان الخليفة يف حالة هلع فجاء معه بجمع من الفقهاء والعلامء والسادات العلوين )كام تقول الرواية البغدادية( - رمب ا ليقوي فؤاده أو ليظهر مبظهر املهاب املقتدر - لكن املغول عزلوه عم ن كان معه ثم أخذوهم وذبحوهم بأرسهم.

128 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم جيحون لتمنعني من عبور املاء قال الخليفة: كان هذا ما قد ره الله. قال امللك: إن ما سيجري عليك هو أيضا من تقدير الله. ويف املساء عاد هوالكو أدراجه. ثم أمر الخليفة أن ي خ ر ج النساء اللوايت ضاج ع ه ن هو وأبناؤه فذهبوا إىل قصر الخليفة فوجدوا هناك 700 امرأة و 1300 خادم ]فأخذوهن ] وف ر ق الباقون. عندما انتهى املغول من نهب املدينة الذي استمر 7 أيام منحوا أهل املدينة األمان وج م عوا الغنائم. يف الرابع عرش من شهر صفر رحل هوالكو عن بغداد ثم طلب أن يؤىت بالخليفة فجيء به وجيء عقبه بنجله األوسط مع خمسة أو ستة من الخدم ويف ذلك اليوم ويف تلك القرية ))) ق ضي عليه وعى نجله األوسط. يف اليوم التايل ق ت ل نجل ه األكبر مع م ن كان معه يف باب كلواذى ))) ثم إن املغول فر قوا النساء والخدم. ويف اليوم الذي تاله غادر امللك املكان وأرسل الوزير ]ابن الع ل ق م ي ] وابن الدرنوس ))) إىل بغداد إذ ع ين الوزير مبنصب وزير وصاحب الديوان صاحبا للديوان وأوكل إىل ابن الدرنوس م همة األوزان بينام عي أستو بهادر شحنة ))) وأمرهم جميعا أن يعم روا بغداد وأن يرفعوا جثث الحيوانات النافقة. فع م رت األسواق وعاد امللك مظف را منصورا إىل سياه كوه بعد أن عي بوغا تيمور حاكام على الحلة وواسط. وكان أهل الحلة قد أعلنوا طاعتهم قبل ذلك وذهب بوغا ))) مل يذكر املؤل ف اسم القرية وهي مذكورة يف مصادر أ خ ر باسم قرية الوقف. ))) يف األصل: كلواد. ))) يف األصل: ابن الدربوس. ))) هو القائد املغويل املعروف عيل بهادر نفسه وكان هو الحاكم الفعيل للعراق ومنصب الش حنة يعادل اليوم منصب مدير الرشطة أو م ن ي وكل إليه األمن يف البلد.

يداهلا فسوي 129 تيمور إليهم وامتحنهم ))) ومن هناك ذهب إىل واسط حيث واصل مدة أسبوع القتل والنهب وعاد أدراجه. ثم إن بوغا تيمور ذهب إىل تستر وأخذ معه رشف الدين ابن الجوزي إلدخال املدينة يف الطاعة. أم ا الجنود األتراك فقد هرب بعضهم وق تل آخرون بينام دخل بعضهم يف الطاعة. ومل يذهب جيش إىل الكوفة والبرة ود خ ل تا يف الطاعة. وانطف أ مصباح دولة العباسين والسالم. مصادر رواية سعيد بن مسعود الكازروين كتب نيكپي )أو سعيد الدين الكازروين كام ارتأينا( تأريخه هذا بالفارسية يف أخريات سني حياته التي انتهت سنة 758 ه يدل نا عى ذلك أنه تكل م يف أول الكتاب مبرارة عن بلوغه سن الشيخوخة ))). وقد تعد دت مصادره فاقتبس مم ن سبقوه من املؤر خين البعيدين زمنيا كالطبري والع تبي أو القريبين. وسنتناول مصادر اقتباساته الخاصة بالغزو املغويل للعراق لكونها مدار بحثنا. املصدر األول: إن أول ما يلفت نظرنا هو التطابق التام بين نصوصه وبين ما ك تب يف )تجارب السلف( الذي أل فه هندوشاه بن سنجر بن عبد الله الجيراين النخجواين ))) ))) بعد أن هربت الحامية العسكرية التكية املكل فة بحامية مدينة الحلة منها ع ق ب هزمية الجيش العبايس يف معركة املزرفة )يف 9 محرم سنة 656 ه( كان وفد من أهل الحلة قد ذهب للقاء هوالكو وتعهد بدفع مبالغ هائلة له على أن ال تجتاح القوات املغولية مدينتهم فوافق هوالكو وأرسل معهم إىل املدينة قائدين عسكرين ليتعر فوا حقيقة ما يد عونه فوفدا على املدينة وعادا إىل هوالكو فأخبراه بحقيقة املوقف. وقد جمع أهل الحلة املبلغ املطلوب ودفعوه لهوالكو الذي مل يتعر ض ملدينة الحلة واملدن املجاورة لها مثل الكوفة والنجف وكربالء وكانت هذه املدن الثالث مع الحلة تشك ل وحدة إدارية واحدة يف ذلك العهد. ))) تأريخ: الورقة 13 ب. ))) هكذا ورد اسمه بخط ه على بعض الكتب التي استنسخها )انظر: فهرست ميكروفيلامي كتابخانه مركزي دانشكاه تهران أفشار: 422(. 283 170/1/ وقد كتب يف إحداها <الجراين> بصورة <الكيراين>.

130 قارعلل يلوغملا وزغلاب ةصاخلا ةيدادغبلا ةياورلا نع ةديدج ةطوطخم بعد سنة 714 أو بعد 724 ه بقليل ))) وتجارب السلف هذا هو ترجمة فارسية لكتاب الفخري يف اآلداب السلطانية البن الط ق ط ق ى الذي انتهى من تأليفه يف 5 شوال 701 ه إال أنه زاد فيه زيادات م همة يف كثير من املواضع إذ قال عن ترجمته هذه: إن فيها <كل ما هو موجود يف ذلك الكتاب )أي الفخري( مع الزوائد امللتقطة من غيره> ))). وساعدنا عى معرفة ذلك التطابق أن كال النص ن مكتوب بالفارسية. ال يفوتنا التنبيه على أن صاحب تجارب السلف قد اعتمد رواية بغدادية خالصة يف رسد وقائع الغزو املغويل للعراق إذ نجده ينقل من تأريخ شيخ مؤر خي هذه الحقبة عيل بن أنجب املعروف بابن الساعي الشافعي الذي عارص أهوال دخول املغول إىل بغداد سنة 656 ه كام عاش يف ظل الحكم الذي أقامه املغول يف العراق بقيادة جمع من كبار موظفي بالط الخليفة املغدور املستعصم باهلل إذ كتب تأريخه الذي ابتدأ حوادثه من حيث انتهى ابن األثير يف الكامل )حوادث سنة 629 ه( ومضىض به إىل نهاية حوادث سنة 656 ه وعلى قول حاجي خليفة فإن ه يقع يف خمسة مجلدات ))) لكنه أورده يف موضع آخر بقوله: تأريخ ابن الساعي الذي عنوانه )الجامع املختر يف عنوان التواريخ وعيون السير( تأريخ كبير يف نحو خمسة وعرشين مجلدا بلغ فيه إىل آخر سنة 656 ه ))). وقال يف موضع آخر: <تأريخ ابن الساعي وهو تأريخ كبر يزيد على ثالثين مجلدا > ))). ومن اليقن أن ابن الساعي ظل يكتب يف تواريخه ملدة تجاوزت سنة 656 ه فالرجل كان ذا قلم غزير اإلنتاج وقد امتد به العمر ألكر من 18 سنة ))) استنادا إىل املخطوطة التي اعتمدها عباس إقبال فإن املؤل ف يقول: <اآلن يف شهر محرم سنة 724 ه> )ص 301( لكن استنادا إىل املخطوطة التي نرش صورتها أمير روضايت نجد <اآلن يف شهر محرم سنة 714 ه> )ص 267(. وقد أهدى هندوشاه كتابه هذا إىل أحد أتابكة لورستان امللك نصرة الدين أحمد بن أفراسياب الذي حكم يف السنوات من - 695 730 ه )انظر تاريخ مغول إقبال: 447(. ))) تجارب السلف: 3. ))) انظر: كشف الظنون: 1380/2. ))) انظر: كشف الظنون: 573/1. وقد ع ثر على الجزء التاسع منه )تضمن حوادث السنوات 595-606 ه( فحق قه العال مة الدكتور مصطفى جواد وصدر يف بغداد سنة 1934 م. ))) كشف الظنون: 279/1.