آلمة معالي الشيخ خالد بن احمد بن محمد ا ل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين أمام الجمعية العامة للا مم المتحدة في دورتها الخامسة و الستين نيويورك 27 سبتمبر 2010 الرجاء متابعة النص عند الا لفاء
بسم االله الرحمن الرحيم السيد الري يس يطيب لي بداية أن أنقل لكم تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ا ل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه االله وتمنيات جلالته لكم بالتوفيق والنجاح. وأهني كم معالي الري يس لانتخابكم ري يسا للجمعية العامة شاآرا معالي الدآتور علي عبدالسلام التريكي ري يس الدورة السابقة على حكمته في إدارة أعمالها مشيد ا في الوقت ذاته بجهود الا مين العام للا مم المتحدة معالي السيد بان آي مون ودوره في خدمة القضايا الدولية. جميعنا يعلم با ن الا مم المتحدة ومنذ تا سيسها قد حققت الكثير من النجاح في سبيل العمل الدولي المشترك وطرحت الكثير من المبادرات والا فكار المفيدة لخير البشرية ومنها أفكار خلاقة آتحديد الا هداف الا نماي ية للا لفية. وها نحن اليوم نتحدث عنها آا هم موضوع مشترك نتفق عليه جميع ا. وبصفتي مسو ولا في بلادي سا تناول ما يواجه البشرية من تحديات في مختلف القضايا إن آان ذلك في حل الخلافات بين لودلا أو تحقيق طموحات الشعوب أو إبراز ما تم انجازه من نجاحات قد تصب - إن اجتمعت- في مصلحتنا جميعا. وإن 2015 والتي من أهم تلك التحديات التي نواجهها في عالمنا هو نعلم أن الكثير من الدول قد مملكة البحرين مرآزا ايجابيا متقدما توفير التعليم المجاني في مراحله بذلت جهودا آبيرة تحقيق تلك الا هداف. ومشهودة ولا سيما في المجالات الا ساسية قبل حلول عام وفي هذا الا طار حققت الاجتماعية والتربوية والصحية و وجودة التعليم والنهوض بدور المرأة وتوفير تكافو الفرص بين الجنسين وتوسيع نطاق الضمان الاجتماعي للفي ات غير القادرة وتطبيق نظام التا مين ضد التعطل وتعزيز التدريب المهني لتنمية قدرات الموارد البشرية البحرينية. 1
ي شرفني أن أمث ل بل دا فاع لا ف ي م سو وليته الدولي ة فعن دما نتح دث ع ن الدول ة الحديث ة ف ي مملك ة البح رين باعتباره ا النت اج ال سياسي والاجتم اعي والثق افي والاقت صادي الا آث ر أهمي ة ف ي ت اريخ مملك ة البح رين الح ديث ذل ك لا ن آ ل الانج ازات الت ي تحقق ت آان ت نت اج حك م رش يد رع ى وس اند مجه ودات فكري ة ومب ادرات ورؤى سياس ية وتنظيمي ة هاي ل ة لبن اء مجتم ع المو س سات والا جه زة الت ي ته دف إل ى تعزي ز وتقوي ة مب ادئ المجتم ع الح ديث الم نظم والملت زم بقيم ه ف ي مختل ف المج الات والق اي م عل ى دول ة المو س سات الت ي ت وفر الف رص لك ل أبناي ه ا الموه وبين وابتك اراتهم وح ضورهم الق وي ق اي مين ب دورهم آم واطنين ف اعلين ف ي عالمنا الحاضر. من هنا جاءت الرؤية الاقتصادية 2030 التي أطلقها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ا ل خليفة ملك مملكة البحرين في 23 أآتوبر 2008 م لتشك ل منعطفا تاريخيا وبوابة للا صلاح الاقتصادي واستكمالا للا صلاح السياسي ولتضع تصورا بعيد المدى للمسارات المستقبلية للاقتصاد الوطني خلال فترة تمتد حتى 2030 ولقد تحددت أهدافها في الانتقال من اقتصاد قاي م على الثروة النفطية إلى اقتصاد منتج قادر على المنافسة العالمية ترسم الحكومة معالمه ويتولى القطاع الخاص الراي د عجلة تنميته بشكل يوسع حجم الطبقة الوسطى من المواطنين البحرينيين الذين يتمتعون بمستويات عالية جراء زيادة معدلات الا نتاجية والوظاي ف ذات الا جور العالية من أجل مجتمع يعتمد على مبادئ الاستدامة والتنافسية والعدالة. إن الا زم ة المالي ة الت ي أص ابت الاقت صاد الع المي من ذ ع ام 2008 وم ا ن تج عنه ا م ن أزم ة ال ديون ال سيادية ف ي أوروب ا وم ا تبعه ا م ن إج راءات تق شفية وإع ادة إص لاح أنظم ة الم صارف وزي ادة ت دخل الدول ة ف ي بع ض الجوان ب الم صرفية والاقت صادية ف ي مختل ف ال دول أدى إل ى ب روز دور مجموع ة الع شرين وزي ادة تا ثيره ا وأهميته ا لمواجه ة الا زم ات الاقت صادية والمالي ة نظ را لاس تي ثارها ب %90 م ن الاقت صاد الع المي. وبن اء علي ه فق د ا ن الا وان لا ن تا خ ذ ه ذه المجموع ة وغيره ا م ن المجموع ات دورا ريادي ا لتعزي ز وتط وير العم ل الم شترك م ن داخ ل الا م م المتح دة بكاف ة أجهزته ا ومو س ساتها وط رح خط ط تق وم عل ى 2
إن ح ل الخلافات والصراعات بين الدول يشغلنا جميعا وبشكل يومي خلافات وصراعات صنعناها با نفسنا آبشر إن آانت عقاي دية أو عرقية أو تتعلق باحتلال ارض الغير وطرده من بيته وموطنه وغيرها من الا مور التي تشغلنا عن الا مور الا آبر والا هم وهي مواجهة الفقر والجهل والمرض والكوارث الطبيعية التي تحصد الا رواح وتقتل الا بداع الا نساني. آل ذلك نتيجة مصالح ضيقة تتعلق بهذه الدولة أو تلك ولا تا خذ في الاعتبار مصلحة العالم آك ل. ولدينا في منطقتنا إحدى أهم تلك المساي ل وهي مسا لة الصراع العربي الا سراي يلي. فمنذ عقود ونحن مازلنا في مكاننا. نرى الا مل ونرى بعده الفشل. نرى بصيص النور فنتفاءل ونرى التراجع فنتشاءم ونعود إلى الوراء. ولكننا لن نفقد الا مل. الا مل في التوصل إلى سلام عادل وداي م وشامل يعيد الحقوق إلى أصحابها ويفتح الا بواب لا ن يتقبل آل منا الا خر آجار وصديق وشريك بكل ما يتطلب ذلك من احترام والتزام. إننا في هذا الصدد نقدر الالتزام التاريخي والجهود المتواصلة من الري يس باراك أوباما ري يس الولايات المتحدة الا مريكية بما يقوم به وإدارته في إعطاء عملية السلام المنشود في الشرق الا وسط من دفعة قوية للا مام وذلك با طلاق المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسراي يل لحل هذا الصراع المزمن. إن هذه الجهود الكبيرة تتطلب من جميع الا طراف الالتزام الكامل والدعم المتواصل واتخاذ خطوات تفتح أبواب التعايش بين الجميع وتتضمن قدرا آبيرا من الاتصال والتواصل وتم كن آل طرف من إقناع الا خر بالتعايش مع جاره وشريكه في هذه المنطقة من العالم وليس عدوه الذي يضمر له الخداع والشر. وما تم سكنا بالمبادرة العربية للسلام إلا خير مثال على ذلك. مبادرة ملتزمون بها جميعا بكل ما تحمل بنودها تجاه السلام الحقيقي المنشود. 3
إن من ثوابت سياستنا الخارجية الحرص على دعم الا من والاستقرار و التنمية في منطقتنا وفي هذا الشا ن نتطلع أن نرى العراق ا منا مزدهرا وقادرا على إبعاد أي تدخل خارجي في شو ونه مع الحفاظ على هويته العربية والا سلامية الجامعة لمختلف الا عراق والثقافات. وفي ما يخص الجمهورية الا سلامية الا يرانية فان أهم ما يهمنا هو استقرارها ورفاهية شعبها متطلعين إلى دورها الحيوي في إبعاد شبح الخلاف حول برنامجها النووي مرحبين بالتزامها بسلمية هذا البرنامج ومو آدين على أهمية الشفافية الكاملة والالتزام الكامل بمتطلبات الوآالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة عدم انتشار الا سلحة النووية. ومن جانب ا خر فا ن حل قضية احتلال إيران للجزر التابعة لدولة الا مارات العربية المتحدة الشقيقة وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو عن طريق محكمة العدل الدولية يعد خطوة حيوية لوضع أسس التفاهم الا قليمي بما يحقق الاستقرار المطلوب للتنمية في المنطقة وبما يخدم مصالح شعوبنا جميعا. أما فيما يتعلق باليمن فا ن استقراره هو من رآاي ز أمن المنطقة وعليه تو آد مملكة البحرين دعمها التام للجمهورية اليمنية في آل ما تتخذه من خطوات لمحاربة الا رهاب حماية لا منها الوطني داعية المجتمع الدولي للقيام بدوره في تقديم الدعم والمساندة لهذا البلد الشقيق إن آان ثناي يا أو عن طريق مجموعة أصدقاء اليمن. أما فيما يخص الا وضاع في السودان فاننا نرحب بالاتفاقيات التي تم توقيعها بين حكومة السودان والا طراف السودانية المعنية مشيدين بالجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة قطر الشقيقة في هذا الشا ن ونتطلع أن تستكمل المفاوضات حول قضية دارفور ضمن الاتفاقيات الا طارية الموقعة للحفاظ على وحدة السودان الشقيق. السيد الري يس إن حل هذه الخلافات وغيرها سيمكننا من مواجهة التحديات الحقيقية التي يجب أن نوليها اهتمامنا المشترك تحديات الا من والا رهاب تحديات الكوارث الطبيعية المدمرة آالمحن 4
أما الا رهاب فهو ظاهرة يعاني منها العالم اجمع ولها أشكال ووجوه متعددة سواء إن آانت اعتداءات إرهابية ا ثمة تواجهها العديد من الدول في العالم أو باستغلال المنابر لا ثارة العنف والخلافات بين الدول وفي المجتمعات بخلاف دورها الحقيقي في الوعظ والا رشاد أو باستخدام وساي ل الا علام للغاية نفسها. ولعل أفضل الطرق لمكافحة الا رهاب هو متابعة وآشف مصادر تمويله وهذا يتطلب الاتفاق على نظام دولي واضح ينظم انتقال الا موال بشفافية تامة. من أجل أن ينجح المجتمع الدولي في مواجهة هذه التحديات والتهديدات الخطيرة فا ن ذلك يتطلب أن تكون دولنا قادرة على القيام بدورها على أآمل وجه وذلك بتعزيز مفاهيم المشارآة السياسية وسيادة القانون والا صلاح القانوني والمو سسي وحرية الرأي والتعبير وترسيخ نهج الديمقراطية وحقوق الا نسان وإشراك المجتمع في تحمل المسو وليات. واخت تم آلمت ي ب القول : با ن ه إذا آن ا نري د إع ادة بن اء العلاق ات الدولي ة وت شكيل تحالف ات أوس ع نطاق ا فعلين ا أن نب دي احترام ا أآب ر للا فك ار والق يم الت ي ي و من به ا الا خ رون ان سجاما م ع التزاماتن ا لتحقي ق المقاص د والمب ادئ النبيل ة المن صوص عليه ا ف ي الميث اق: ال سلام والا م ن والعلاق ات الودي ة والتع اون ال دولي ب ين الا م م وال شعوب. وان ب لادي تو آ د لك م التزامه ا ب دورها آع ضو فاع ل ف ي المجتم ع ال دولي ع ضو م شارك ومب ادر ب الخير والا ص لاح لم ا في ه مصلحتنا جميعا. وشكرا 5