صحيح المقال في مسألة شد الرحال لفضيلة الشيخ عبد العزيز الربيعان مدير المعهد المتوسط بالجامعة اإلسالمية احلمد هلل كصالتو كسالمو على رسولو كمصطفاه كعلى آلو كصحابتو كادلهتدين هبداه.. أما بعد.. فهذا ىو ادلوضع اؿث اشل الذم كعدت ببحثو كمناقشة فضيلة األخ الكرصل الشيخ عطية سادل فيو كالذم قلت يف مقدمة ادلوضوع السابق ادلنشور يف رللة اجلامعة العدد السابق ذلذا العدد تت مح مد عنواف )البحث األم ت يف حديث األربع ت(.. قلت ىناؾ: إف فضيلة الشيخ عطيتو كقع يف أخطاء تقليدية غلب التنبيو عليها كبياف احلق فيها كمع ت قورل تقليدية أع ت أهنا أخطاء قدؽلة يف مسائل قد تثت كظهر كجو احلق فيها فال داعي إلعادة تثها كبلبلة األفكار حوذلا كيف كعلماء بالدنا ال اختالؼ بينهم يف حكمها كأنو ادلنع كالتحرصل فكيف ساغ لفضيلتو أف يضرب تذىبهم عرض احلائط كيعلن من بينهم مذىبا يعتربكنو بدعة بل معصية اهلل كرسولو دلصادمتة احلديث الصحيح كزلالفتو مذىب السلف الصاحل كمن تبعهم بإحساف. كىذا الوصف األخ ت أع ت بو موضوعنا ىذا كموضوعا آخر تذبذب فيو فضيلة الشيخ فال تكاد تز برأيو الثابت فيو كأع ت بذلك كضوع االحتفاؿ بادلولد النبوم إحدل البدع اليت جارل فيها ادلسموف النصارل مصداؽ قولو عليو السال: "لتتبعن سنن منكاف قبلكم.." احلديث. كقد تعرض الشيخ ذلذا ادلوضوع أثناءكالمو على سورة اإلنساف.. كمن ىنا ندخل يف ادلوضوع متوكل ت على اهلل كمستعين ت تولو كؽكتو. دأب الشيخ يف تثو يف مسألة حكم شد الرحاؿ لزيارة قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم ب تمجة ىذا نصها: "شد الرحاؿ إذل ادلسجد النبوم للسال على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم" مث أتبع ذلك بقولو: "كشلا اختص بو ادلسجد النبوم - بل من أىم خصائصو بعد الصالة عليو كسلم من داخل ىذا ادلسجد قدؽلا كحديثا".. مناقشة: كنريد أف نناقش فضيلتو فيما تقد فنقوؿ: فيو - السال على رسوؿ اهلل صلى اهلل ىذه اخلاصية اليت أثبتها فضيلتو للمسجد النبوم كجعلها من أىم خصائصو ما الدليل عليها.. كمن الذم قررىا أصال كجعلهاكما ذكر فضيلتو.. ىل قررىا القرآف.. فليتكر على ادلسلم ت بذكر اآلية اليت
بينت ذلك أك أشارت إليو ىل قرر ذلك الرسوؿ.. فليتكر بذكر احلديث الذم أفاد ىذا احلكم فإننا بأمس احلاجة إذل معرفتو ألسباب ال تفى على من يهمو أمر اإلسال كادلسلم ت. قؿ أمجع على ذلك أصحاب رسوؿ اهلل كعملوا بو أ ذىب إليو مجهوره أك كثرة منهم أك حىت كلو بضعة منكبارىم كفقهائهم.. إفكافكذلك فعلى الرأس كالع ت كلكن نريد من فضيلتو أف يرشدنا إذل ادلصدر الذم ذكر ذلك من ادلصادر ادلعتربة عند علماء اإلسال كنع ت بعلماء اإلسال أئمة السلف خاصة كنعى بالسلف القركف الثالثة األكذل من ىذه األمة لشهادة ادلصطفى عليو السال بفضلهم كدلا عرؼ ذلم من أحواؿ يف العلم كالدين تتلف عنها أحواؿ من جاءكا بعدىم كألف فبما بعدىم كثرت األىواء كاالبتداع يف الدين كدل يسلم من ذلك إال القليل كمن مث فإننا ال نطمئن إذل نقل كث ت من ادلتأخرين كال بآرائهم ما دل يكن ىذه. ادلصدر الذم نقلوا عنو موجودا ب ت أيدينا خاصة يف األمور اليت فيها خالؼ جوىرم ؽلس العقيدة أك ؼلشى أف ؽلسها أك لو صلة ببدعة فنت هبا كث ت من ادلسلم ت كمسألتنا ؾما نذك ر مسبقا بأننا ال نعترب عمل الصحايب الواحد حجة يف الدين إذا انفرد بو دكف غ ته من الصحابة كدل يرد أهنم كافقوه قوال كال عمال كما دل نعلم لو مستندا من الكتاب أك السنة ذلك ألف التشريع من حق اهلل كرسولو فقط كال نصيب ألحد بعد اهلل كرسولو فيو أما اجملتهدكف من العلماء فهم معر ضوف ألف يصيبوا كألف ؼلطئوا كصواهبم أف يوافقوا حكم اهلل كرسوؿقبفهم مقتضى نص شرعي كخطؤىم أف ال يوافقوا حكم اهلل كرسولو بأف ال يوف قوا لفهم النص الشرعي الذم يريدكف فهمو. أما التخرص كاالعتماد على كاقع الناس كاالستدالؿ تا تفعلو اجلماى ت فليس حجة يف الدين عند أحد يعرؼ أف اإلسال ىو دين اهلل الذم أنزلو على رسولو كرضي قذلم منهجا يف العبادات كادلعامالت كاألخالؽ كاآلداب كالسلوؾ فأكملو كأمت بو النعمة على ادلسلم ت كبي نو رسولو صلى اهلل علو كسلم ألمتو أمت بياف كاف ذلك قبل أف يقبض اهلل رسولو صلى اهلل عليو كسلم إليو فما من خ ت إال دؿ عليو أمتو كما من شر إال هنانا عنو كحذرىا من الوقوع فيو خاصة ما يتعلق بتوحيد اهلل كمحايتو من شوائب الشرؾ كسد الذرائع اليت ؼلشى أف تتدرج بأمتو إذل الوقوع فيما كقعت فيو األمم السابقة فجزاه اهلل عنا خ ت ما جزل نبيا عن أمتو. أما زعم الشيخ أف السال على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ما كاف إال من داخل ادلسجد قدؽلا كحديثا ؼ تعب ته بقدصل كحديث يدؿ على أنو يستدؿ بالواقع كيؤكد ذلككوف فضيلتو دل يورد أم دليل شرعي على صحة ما ذىب إليو كإظلا استدؿ عليو تا ظن أنو عمل الناس مث إف زعمو ذلك قوؿ بال علم كدعول بال بينة إذ إف فضيلتو دل يوجد إال منذ مخس ت سنة تقريبا فكيف علم ما ىذا األمر منذ ألف سنة.. ال يعلم ذلك من عاش ىذه القركفكلها. عليو الناس يف
صد) إذان كيف علم فضيلتو أف السال على رسوؿ اهلل ما كاف يوما من األيا إال من داخل ادلسجد أظن كل ىذا من أجل زلاكلة الربط الوثيق ب ت القرب كادلسجد كما سيأيت تصرػلو بذلك كاالستدالؿ العجيب عليو تديث: "ما ب ت بييت كمنربم ركضة من رياض اجلنة" تتلف عن األضرحة كليس بينهما كجو شبو كال جامع مش تؾ. وقال الشيخ: كما جاء يف الصحيح:.. كنسي - سازلو اهلل - أف ادلساجد "ما من أحد يسل م علي إال رد اهلل علي ركحي فأرد عليو السال" مث قاؿ: كرلمعوف على أف ذلك ػلصل دلن سلم عليو من قريب مث أكد ما اد عاه أكال بقولو: كما كاف ىذا السال يوما من األيا إال من ادلسجد النبوم سواء قبل كبعد إدخاؿ احلجرة بادلسجد. مناقشة: كىنا نناقش الشيخ من نواح حوؿ ما نقلنا من كالمو: -1 ما مراده بالصحيح.. أيع ت البخارم كمسلم أك أحدعلاكما ىو اصطالح العلماء غالبا ك ما يش ت إليو اكتفاءه ىو بكلمة الصحيح دكف كلمة احلديث إذ حسب فهمي أنو لو كاف مراده غ ت الصحيح ت لقاؿ: كما يف احلديث الصحيح كلكن - كما يقولوف - )ال مشاحة يف االصطالح( لوكاف احلدمث ادلشار إليو صحيحا كلكن ىذا احلديث ليس يف الصحيح ت كليس كاردا بسند صحيح فأيا ما كاف قصد الشيخ هبذا الوصف فهو خطأ ألف احلديث يف أيب داكد كبعض الكتب األخرل غ ت البخارم كمسلم بسند حسن فقط إذ إف يف سنده أبا صخر محيد بن يزيد قاؿ فيو ابن حجر يف التقريب: يهم(. 2- يف احلديث الذم ضلن بصدده قولو عليو السال: كؽ "ما من أحد يسلم علي" ك لمة )أحد( نكرة مسبوقة بنفي كدل توصف تا ؽليزىا كدل تقيد تا ؼلصصها فمن مث تكوف عامة تشمل مجيع من يصدقها عليو بأنو أحد فإذ كاف األمر كذلك من أين تكوف الفضيلة اخلاصة اليت يدندنوف حوذلا زلاكل ت تأكيل النصوص من أجلها... كقد ذىب شيخ اإلسال ابن تيمية إذل أنو ال فضيلة ىنا للمردكد عليو كإظلا الفضيلة للراد صلى اهلل عليو كسلم ألف ذلك من باب ادلكافأة على اإلحساف كرد اجلميل تثلو. السال مث إف الشيخ كفقنا اهلل كإياه! ؽليل بقوة - حسب فهمي فكالمو - إذل أف رد السال منو عليو ادلشار إليو يف احلديث إظلا يصل دلن سلم من قريب دكف من سلم من بعيد كدليل ذلك كونو حكى اإلمجاع على أف رد السال ػلصل دلن سلم من قريب كسكت عن رأم من يرل أنو ال فرؽ ب ت البعيد كالقريب شلا يش ت إذل أنو غ ت معتد بذلك ادلذىب كال ملتفت إليو. ع أف ما أعرض عنو فضيلتو ىو الصحيح لألدلة اآلتية: أ- دعول االختصاص ال دليل عليها ال من النقل كال من العقل ك ل دعول ال تؤيدىا األدلة مآذلا
للرد كالبطالف. ب- احلديث مطلق من القيود كما أطلقو ادلشرع ال غلوز تقييده بدليل سول الظن فقد كصف اهلل الظن بأنو ال يغ ت من احلق شيئا. ج- يف ىذا التخصيص قياس حلاؿ ما بعد ادلوت على حاؿ احلياة كىو قياس فاسد لبعد الفارؽ ب ت احلال ت إذ حاؿ احلياة زلسوس مشهود كحاؿ ما بعد الوفاة غيب ال يعلم حقيقتو إال اهلل كالذم أنو ال فرؽ ىنا ب ت البعيد كالقريب. مظهر مث إف اهلل تعاذل مك ن رسولو عليقالصالة كالسال من رد السال على من سلم عليو من قريب كىو يف حاؿ كفاة كمفارقة للحياة الدنيا ال يعجز أف ؽلكنو من ذلك بالنسبة للبعيد أيضا إذ إف القضية غيب كقدرة إذلية خارقة - كاهلل أعلم -. مث لو كاف األمر كما ظن البعض كىو أف الرد ال ػلصل إال من قريب لكاف ادل سدل ػلتاج من أجل احلصوؿ على ذلك إذل أف يدخل احلجرة كيقف على شف ت القرب أما كىو داخل ادلسجد فقط فذلك بعيد كليس بقريب كالشيخ جعل الفارؽ ب ت البعيد كالقريب ىو ادلسجد فمن سلم من داخل ادلسجد فهو يف نظره قريب كمن سلم من خارجو فهو بعيد كدل ؼلصص مكانا من ا دلسجد دكف مكاف كضلن نتساءؿ: كيف يكوف من سلم كىو يف غريب ادلسجد - خاصة بعد الزيادات األخ تة كبينو كب ت القرب مئات األمتار - يكوف قريبا كمن سلم من خارج ادلسجد من الناحية الشرقية أك القبلية - كبينو كب ت القرب أمتار زلدكدة قد ال تبلغ اخلمسة عشر أك العشرين م تا - يكوف ب عيدا مع أف ادلعتمد يف ذلك كاألساس الذم ب ت عليو فضيلتو ىذا احلكم ىو االجتهاد اجملرد من الدليل.. أما أنا فال أجد جوابا ذلذا التساؤؿ سول ما ذكرت قبل كىو حرصو على أف يربط ب ت ادلسجد كالقرب. -4 قد كرد حديث عن النيب صلى اهلل عليو كسلم بطرؽ متعددة كشواىد ؾ ث يرة يركيها أئمة أىل البيت النبوم الطاىر كغ تىم يفيد ىذا احلديث بطرقو كشواىده أف ال فرؽ ب ت القريب كالبعيد بالنسبة للسال على رسوؿ اهلل - صلى اهلل عليو كسلم - كما يفيد أيضا أف النيب عليو السال هنى عن ا تاذ قربه عيدا كقد فهم ركاة ىذا احلديث من آؿ البيت اؿ نب كم أف من ا تاذ قربه عليو السال عيدا ال تدد على القرب فقد أنكر كل من علي بن احلس ت زين العابدين كابن عمو احلسن بن احلسن على من ي تدد على القرب مستدل ت عليو باحلديث ادلشار إليو كالذم يركيانو بإسناديهما إذل جدعلا سيد اخللق - صلى اهلل عليو كسلم - كما أخربا أنو ال فرؽ يف السال عليو صلى اهلل بعيد. عليو كسلم ب ت أف يكوف من قريب أك من كىذا نص احلديث: قاؿ أبو يعلى يف سنده: حدثنا أبو بكر بن أيب شيبة.. مث ساؽ السند إذل علي
بن احلس ت زين العابدين أنو رأل رجال غليء إذل فرجة كانت عند قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم فيدخل فيها فنهاه مث قاؿ: أال أحدثكم قاؿ: حديثا مسعتو من أيب عن جدم عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسم.. "ال تتخذكا قربل عيدا كال تتخذكا بيوتكم قبورا فإف تسليمكم يصل ت أينما كنتم". كيف بعض الركايات: "كصلوا علي فإف صالتكم تبلغ ت حيثكنتم!".. كيف ركاية: "فإف صالتكم كتسليمكم". كيف مسند سعيد بن منص كر: حدثنا عبد العزيز بن زلمد أخربشل سهيل بن أشل سهيل قاؿ: رآشل احلسن بن احلسن بن علي بن أنا طالب رضى اهلل عنهم عند القرب فناداشل كىو يف بيت فاطمة يتعشى فقاؿ: ىلم إذل العشاء! قلت: ال أريده فقاؿ: رأيتك عند القرب.. قلت: سلمت علي النيب صلى اهلل عليو كسلم فقاؿ: إذا دخلت ادلسجد فسلم مث قاؿ: إف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ: قربل.. كيف ركاية: فإف صالتكم تبلغ ت حيثما كنتم" سواء". "ال تتخذكا بييت عيدا كال بيوتكم قبورا لعن اهلل اليهود ا تذكا قبور أنبيائهم مساجد كصلوا علي مث قاؿ احلسن بعد ركايتو ذلذا احلديث: "ما أنتم كمن باألندلس إال ؽ اؿ شيخ اإلسال ابن تيمية: "كركاه القاضي إمساعيل بن إسحاؽ يف فضل الصالة على النيب صلى اهلل عليو كسل م". كيف سنن أيب داكد نص احلديث ادلتقد - لفظا بلفظ - عن أيب ىريرة. كقاؿ شيخ اإلسال يف كتاب الرد على االخنائي: "ىذا حديث حسن ر كاتو ثقات مثساى ت لكن عبد اهلل بن نافع الصائغ فيو ل ت ال ؽلنع االحتجاج بو خاصة كأف ذلذا احلديث شواىد متعددة" مث ذكر كاحدا من شواىده يف سنن سعيد بن منصور. قلت: كسيأيت إف يشاء اهلل نقل احتجاج العالمة زلمد بش ت السهسواشل هبذا احلديث بركاياتو يف رده على زي ت دحالف. ماذا نستفيد من ىذا الحديث كنستفيد من ىذا احلديث ما يلي: 1- الرد على من زعم أف السال على رسوؿ اهلل بعد كفاتو عليو السال ماكاف يوما من األيا إال من داخل ادلسجد النبوم كأف السال من قريب أفضل كأنفع شلا إذا كاف من بعيد. 2- أف علي بن احلس ت كاحلسن بن احلسن اعتربا ال تدد على القرب داخال يف ا تاذه عيدا ههن ى عنو يف -3 احلديث كأف ذلك ال تدد يتعارض مع مقتضى ذلك النهي الصادر عن ادلصطفى صلى اهلل عليو كسلم. م دؿ هنيهما كإنكارعلا على من تردد إذل القرب أف عمل مجهور ادلسلم ت يف زماهنما - كخاصة العلماء - عد ال تدد إذل القرب إذ لوكاف األمر بالعكس دلا استنكركل كاحد منهما تردد من أتى إذل القرب كدلا هناه عن أمر يفعلو سائر ادلسلم ت كال ينكر بعضهم على بعض كالحتج ادلنهي بأف ما فعلو
يفعلو سائر الناس كال ينكر عليهم من قبل العلماء علما بأف ا أنكره ىذاف اإلماماف دل ينفردا بإنكاره بل نقل عن مجهور علماء السلف كأئمتهم كاإلما مالك إذ ثبت عنو أنو يكره قوؿ الرجل: زرت قرب النيب أك سلمت على النيب صلى اهلل عليو كسلم.. يع ت عند قربه. كدل يكن معركفا عن أحد من الصحابة رضي اهلل عنهم أهنمكانوا ي تدد كف على القرب إال ما عرؼ عن عبد اهلل بن عمر من أنو إذا أراد سفرا أك قد من سفر جاء إذل القبور الثالثة بعد ما يصلي يف ادلسجد ركعت ت فيقوؿ: "السال عليك يا رسوؿ اهلل السال عليك يا خليفة رسوؿ اهلل السال عليك يا أبتاه" كال يزيد على ىذا فماذا يقوؿ من يزعم أف السال على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم من أخص خصائص ادلسجد النبوم.. كأف السال على رسوؿ اهلل ماكاف يوما من األيا إال من داخل ادلسجد.. كماذا يقوؿ من يرل كجوب أك استحباب أك إباحة شد الرحاؿ لزيارة القرب الشريف معارضا بذلك هنيو عليو السال كزلاكال تأ كمؿ ذلك النهى غ ت ملتفت لعمل السلف الصاحل من الصحابة كمن بعدىم يف ىذه ادلسألة... بل حاكؿ أف ينسب إليهم ما دل يقولوا أك يفعلوا. ال أعلم ذلم جوابا إال أف يدعوا إحدل ثالث دعاكل: األولى: أف يدعوا ضعف احلديث الذم أفاد النهي عن ا تاذ قربه عليو السال عيدا كأفاد أف ال فرؽ يف السال عليو - عليو السال- ب ت أف يكوف من قريب بعيد كىذه الدعول لو جلأكا إليها لقلنا ذلم: إف طريقا كاحدة من طرؽ ىذا احلديث تساكل طرؽ حديث الطرؽ ال مقابل ذلا بالنسبة لذلك احلديث.. علما بأف حديث "ما من أحد يسلم علي.." "ال تتخذكا.." اخل. كتبقى بقية قد استدؿ بو يف ادلوضوع أئمة اإلسال قدؽلا كحديثا كما تقد ك ما تده يف أم كتاب تعرض ذلذه ادلسألة كاحلديث إذا ارتفع عن درجة الضعف فهو أكذل بالقبوؿ من آراء الرجاؿ. الثانية: أف يتهموا إمامي أىل البيت -كغ تىم شلن استدؿ هبذا احلديث على عد جواز اؿ القرب - بسوء الفهم كأهنم نزلوا احلديث يف غ ت منزلو ككضعوه يف غ ت موضعو. كاجلواب على ىذه الدعول أف نقوؿ: ال يشك من لو أدسل إدلا بعلو الشريعة كتاريخ اإلسال أف السلف أعلم بنصوص الشريعة كمقاصدىا كأىدافها من اخللف مرات متكررة كخاصة راكم احلديث تردد على شاىد التطبيق العملي دلقتضاه من جهة سلف األمة كالقركف ادلفضلة أحرل كأجدر تعرفة مراد اهلل كرسولو كمن شلن جاء بعدىم كيف كفيما بعدىم تدخلت األىواء كتأثر كث ت من الناس تا حدث من بدع كضلل كأفكار دخيلة على اإلسال.. الثالثة: أف يقولوا: إذاكاف من السلف من ال يرل مشركعية السال عند القرب أك يرل ذلك مكركىا فقد كجد فيهم من يرل استحباب ذلك كأنو من األعماؿ الصاحلة أك أنو مباح على األقل كليس من يرل ذلك أكذل باعتبار رأيو من الفريق الثاشل.
كاجلواب على ذلك أف نقوؿ: إذاكاف من يرل عد مشركعية السال عند القرب ب النسبة للنيب صلى اهلل عليو كسلم قد كجد من يعارضو من معاصريو كأقرانو فإف اهلل قد أمرنا أف نرد ما اختلفنا فيو إليو تعاذل كإذل رسولو صلى اهلل عليو كسلم فعلينا أف نطبق ىذا األصل العظيم كأف نسلك ىذا السبيل القوصل فننظر من يكوف الدليل تانبو فنعلم أنو ىو ادلصيب كأف سلالفو على خطأ كقد حر الصواب كلكن إف كانت ادلسألة يف فركع الشريعة كىذا ادلخطئ قد بذؿ كسعو يف ترل الصواب كالتماس احلق فال لو عليو كال إمث بشرط أف يكوف أىال لالجتهاد كمن احلائزين على مؤىالتو أما إف كانت القضية قضية عقيدة فالذم نعتقده كالذم فهمناه عن علماء أىل السنة أف اخلطأ يف أمور العقيدة غ ت معذكر فيو إذا كاف ادلسلم يعيش يف بالد اإلسال اليت يوجد فيها من يب ت العقيدة الصحيحة إذ إف اإلنساف إما أف يكوف عادلا قادرا على فهم نصوص الوحي فسيكوف مؤاخذا على اخلطأ ألف أمور العقيدة كاضحة جلية ك يف أمور العقيدة مع أهنم اختلفوا يف بعض مسائل الفركع الذكر من علماء السنة الذين إذا ذكركا حكما ذكركا دليلو من الكتاب أك السنة. لذلك دل ؼلتلف السلف كإما أف يكوف جاىال فعليو أف يسأؿ أىل كر تا قالوا: صحيح أف ىذا احلديث يفيد أف السال يبلغو - عليو السال - من اؿ كلكن ال يرد إال على من سلم من قريب! ب عيدكالصالة فنقوؿ ذلم حينئذ: ما الدليل على ما زعمتم.. ىذا رلرد ظن كتدخل يف أمور الغيب اليت ىي من اختصاص اهلل كحده كال سبيل إذل علمها من غ ت طريق الوحي. الناحية الثانية: ماذا يع ت فضيلة الشيخ ح ت يقوؿ: كماكاف ىذا السال يوما من األيا إال من داخل ادلسجد سواء قبل أك بعد إدخاؿ احلجرة.. إفكاف يع ت ىذا النوع ادلبتدع الذم تارسو العامة كالدعلاء كىذا الضجيج كاألصوات العالية ب ت مناد كداع كمتوسل كمستج ت كطالب للشفاعة من غ ت مالكها.. إف كاف ىذا ىو الذم يقصد الشيخ فليقل يف قفضيلتو ما شاء كليس لدينا أم اع تاض أك مناقشة ألننا ال نع تؼ هبذا النوع من السال أصال كال نعتربه من الدين الذم أنزلو اهلل على رسولو صلى اهلل عليو كسلم كلكنو من سللفات عصور االضلطاط الذم نتج عنو قيا الوثنية يف أغلب بلداف ادلسلم ت إال ما طهره اهلل - كأرض ادلملكة العربية السعودية - من ىذه الوثنية بفضلو تعاذل مث بربكة الدعوة الصاحلة كاحلركة الناجحة اليت قا هبا شيخ اإلسال كرلدده زلمد بن عبد الوىاب كقا بنصره كمحايتو أمراء آؿ سعود رحم اهلل أسالفهم كبارؾ يف أخالفهم ككفقهم حلماية دين اإلسال من عبث العابث ت ك يد الكائدين. تعاذل: أما إفكاف مراد الشيخ السال على النيب - صلى اهلل عليو كسلم - الذم أمر اهلل بو ا ح ت يقوؿ: }ي ا ي ي له ا ال لذ ين م ن وا ص ل لوا ع ل ييو و س ل لم وا ي سل يما { "من صلى علي مرة كاحدة صلى اهلل عليو هبا عشرا" دلسلم ت بقولو كالذم يعنيو ادلصطفى صلى اهلل عليو كسلم كالذم يردده ادلسلم يف كل صالة مفركضة أك راتبة أك نافلة ضمن التشهد ادلفركض فيقوؿ: "السال عليك أيها النيب كرمحة اهلل كبركاتو"
كالذم يأيت بو ادلسلم كلما دخل مسجدا من ادلساجد أك خرج منو فيقوؿ: "بسم اهلل كالصالة كالسال على رسوؿ اهلل" ك ذلك كلما ذكر ادلسلم نبيو أك مسع ذكره قاؿ: "صلى اهلل عليو كسلم"... إف ىذا النوع من السال ىو الذم يعنمق فضيلة الشيخ فليس صحيحا أف ىذا السال ماكاف يوما من األيا إال من داخل ادلسجد النبوم بل إف ىذا السال ؽلارسو ادلسلم يف كل مكاف كيف كل مناسبة كدل يكن يوما من األيا مقصورا على مكاف من األمكنة. كإف كاف فضيلتو يرل أف ىناؾ نوع ت من السال على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: أحدعلا عا يف كل مكاف يف الصالة كعند دخوؿ ادلساجد كعند ذكره عليو السال كاآلخر خاص بادلسجد النبوم كأنو ىو الذم يعنيو صلى اهلل عليو كسلم بقولو: "ما من أحد يسلم علي..." احلديث فليقد لنا دليلو على ذلك كلو منا الشكر كليعلم فضيلتو من جديد أننا ال نقبل من أحد أف يقوؿ على اهلل كرسولو كدينو بال علم كال برىاف إذ يقوؿ تعاذل: { لل لو ذ ن ل ي ي ع ل ى { ي ل ه ي الل لو ي يفت ي ر ون { ش ر ك اء ش ر ع وا ل ه ي م ن ال لدين م ا ل ي ي أ يذ ين }إ ين ى ي إ ال ي سم اء س لم ييت م وى ا ن ي يت ي و ب اؤ ك ي م ا ن ي يز ل الل لو ب ه ا ي ب و الل لو { م ن س يلط ان إ ين ي ي ت لب ع ون إ ال الظ ل لن و م ا ي يهو ى ا يأل ن ي يف س و ل ق يد ج اء ى ي م ي ن ر ب له ال يه د ى{ الصالة كالسال: كيقوؿ النيب عليو "من أحدث يف أمرنا ىذا ما ليس منو فهو رد" كيقوؿ: "من عمل عمال ليس عليو أمرنا فهو رد" كيقوؿ عليو السال: "عليكم بسنيت.." إذل قولو: "ك ل زلدثة بدعة ك ل بدعة ضاللة ك ل ضاللة يف النار". الناحية الثالثة: ك يف علم الشيخ أف السال على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم - الذم يش ت إليو قولو عليو السال: "ما من أحد يسلم علي إال رد اهلل علي ركحي فأرد عليو السال" - كيف علم الشيخ - كفقو اهلل - أف ىذا السال ماكاف يوما من األيا إال من د اخل ادلسجد قبل كبعد إدخاؿ احلجرة فيو.. كمن أين علم فضيلتو أف ادلسلم ت منذ ألف كأربعمائة سنة إذل يومنا ىذا نز لوا ىذا احلديث على السال عند القرب يف دكف غ ته.. كأهنم رلمعوف على ذلك كدل ؼلالف منهم أحد.. كماذا يقوؿ عن الصحابة الذين دل يرد أف أحدا منهم يسدل على النيب عند القرب ما عدا عبد اهلل بن عمر. مث ىل عاش فضيلتو ألف كأربعمائة سنة حىت يرل ماذا فعل كل مسلم عاش على كجو األرض منذ كفاة النيب صلى اهلل عليو كسلم إذل يومنا ىذا حىت يتس ت لو أف غلز تا جز بو كيدعي ما ادعاه من أمر ال يدرؾ إال باحلس كادلشاىدة.. إذا كاف ىذا مستحيال فتحقيق ما ادعاه الشيخ مستحيل أيضا فلو أف فضيلتو قرر ذلك حكما شرعيا لكانت ادلشكلة أخف سواء أصاب أ ك أخطأ ألف احلكم الشرعي يدرؾ باالجتهاد يف نصوص الشرع كاجملتهد يصيب أحيانا كؼلطئ أحيانا أخرل كلكن ما قرره فضيلتو دعول علم تا جرل عليو
ادلسلموف منذ أربعة عشر قرنا من الزماف فيا عجب العجاب! كإفكاف الشيخ - كفقو اهلل - ب ت حكمو ىذا على أساس اعتقادم بأف قذا ىو احلق يف ىذه ادلسألة شرعا ألننا نقوؿ لو: حىت كإف استطعت أف تثبت أف ىذا ىو احلق شرعا فإنك ال تستطيع أف تثبت أف الناس مجيعا التزموا بو كحافظوا عليو فهناؾ فرائض اإلسال كأركانو كلواز التوحيد كمقتضياتو قد أخل الناس هبا كدل ػلافظ عليها كيؤديها - كفق جاء بو الرسوؿ عليو السال - إال بعض ادلسلم ت كىى أمور ثابتة بالكتاب كالسنة كاإلمجاع إمجاال كتفصيال فما بالك هبذه ادلسألة اليت كقع اخلالؼ يف أصلها كفركعها ككقع قو منها يف مهالك منذ اختلط على الكث ت من ادلسلم ت الصواب باخلطأ كاحلق بالباطل كاذلدل بالضالؿ عدلا بأف التخرص كالتخم ت كقياس ادلاضي باحلاضر كاالعتبار بواقع الناس يف عصر من العصور ما كانت ىذه األمور يوما من األيا مصادر علم تقا على أساسها األحكا خاصة أمور الدين اليت ال مصدر ذلا سول الوحي السماكم كالتنزيل الرباشل كالتشريع الرباشل كلو كاف الظن ك التخرص مصدر علم يوصل إذل حقائق األمور لصار العلم من أسهل األشياء تصال كالستطاع أجهل الناس أف يتحمل أية متاعب. المسألة الثانية: ؽ اؿ الشيخ عطية ص ث الث حاالت: عليها. 577: "كلنتصور حقيقة ىذه ادلسألة ينبغي أف نعلم أكال أف البحث فيها لو األكذل: شد الرحاؿ إذل السجد النبوم للزيارة كىذا رلمع عليو. ا الثانية: زيارة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم من قريب كالسال عليو بدكف شد الرحاؿ كىذه أيضا رلمع الثالثة: شد الرحاؿ للزيارة فقط كىذه احلاؿ ىي زلل البحث كمثار النقاش السابق. مناقشة: كضلن نناقش ففضيلة الشيخ ىنا يف فقرة كاحدة من ىذا الكال الذم نقلناه ىنا من كتابو كىى دعواه بأف ما عرب عنو ىو )باحلالة الثانية( رلمع عليو فنسأؿ فضيلتو مىت انعقد ىذا اإلمجاع.. كمن ىم الذين أمجعوا على ذلك.. كما دليلك عؿل حصوؿ ىذا اإلمجاع.. كىل انعقد ىذا اإلمجاع زمن الصحابة.. أ زمن التابع ت.. أ مىتكاف ذلك..كمن الذين أمجعوا على ىذا األمر.. ىل ىم أىل االجتهاد من أمة زلمد عليو السال أ غ تىم.. كمن نقل إمجاعهم.. ىل علم هبذا اإلمجاع اإلما مالك- رمحو اهلل- كمع ذلك يكره أف يقوؿ اإلفسفا : زرت قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم.. كىل علم بو علي بن احلس ت كاحلسن بن احلسن إماما أىل البيت النبوم يف زماهنما... كمع ذلك ينهياف عن ال تدد على القرب الشريف.. كىل علم هبذا اإلمجاع قاضى ادلدينة سعد بن إبراىيم بن
عبد الرمحن بن عوؼ كىو أحد أئمة التابع ين كأحد قضاة ادلدينة كأحد فقهائها كسكاهنا ك ذلك من ذكركا قبلو نشأكا يف بلد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كعايشوا كتلقوا العلم فيها توار قربه الشريف كشاىدكا بأعينهم عمل األئمة من التابع ت كتابعيهم شلن يقيموف بادلدينة كمن الوافدين إليها من أقطار األرض كماذاكانوا يعملوف. ؼ علىكل حاؿ ىم أعلم شلن يدعى اإلمجاع يف ىذه ادلسألة من غ ت أف يقد دليال يثبت صحة دعواه. ؼ إما أف يقوؿ الشيخ: إف اإلمجاع انعقد قبل ىؤالء كىم خالفوه كإما أف يقوؿ: انعقد اإلمجاع يف زمنهم كال عربة تالفهم كإما أف يقوؿ: إف اإلمجاع انعقد بعدىم. ؼ األكؿ يف غاية البشاعة كالثانية مثلها كالثالثة ػلتاج إلثباهتا إذل دليل مقبوؿ عند من ؼلالفو يف ىذه الدعول كال أظنو يثبت كجود إمجاع بعد خالؼ إذ إف الناس كلما كثركا ك لما طاؿ األمد بينهم كب ت عصر النبوة كثر خالفهم كتشعبت آراؤىم ك ثرت أىواؤىم فكيف يتصور قبلهم يف حكم من األحكا أك مسألة من ادلسائل.. أف يتفقوا بعدما اختلف من يف ف أجل ذلك نكرر الرجاء إذل فضيلتو ليدلنا على ادلصدر الذم استفاد منو فضيلتو خرب ىذا اإلمجاع الذم خفي على جهابذة العلماء قدؽلا كحديثا كلكننا نشرط مسبقا بأننا سوؼ ال نكتفي بأف يقوؿ لنا فضيلتو ذكر ىذا اإلمجاع فالف أك عالف يف كتاب كذا حىت نعلم ادلصدر األساسي الذم اعتمد عليو فالف أك عالف فيما نقل من ىذا اإلمجاع ألف رلرد كال مدكف يف كتاب ألحد العلماء يدعى مؤلفو أف اإلمجاع قد انعقد علىكذا ك ذا - دكف أف يب ت مستند - ال يكفى إلثبات كقبوؿ ما ادعاه كما الفرؽ ب ت نسبة اإلمجاع إذل األمة كب ت نسبة احلديث إذل النيب صلى اهلل عليو كسلم أدل تر أف احلديث ادلنسوب إليو صلى اهلل عليو كسلم ال يقبل كال يعترب حديثا جملرد كجوده يف كتاب من الكتب مهما علت منزلة صاحب ذلك الكتاب رتبة يف العلم كالتقول حىت مقد السند الذم عنو تلقى ذلك احلديث فينظر أىل العلم كطالب احلق يف ىذا السند ىل ىو شلن يقبل خربه أ ليسكذلك.. أليس شلا يؤخذ على طالب العلم أف يتكلم يف موعظة أك خطبة أك كتاب فينسب إذل الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم حديثا أك أكثر كىو غ ت متأكد من صحتو سندا إذل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم.. إذا ما باؿ اإلمجاع أمره خفيف عند بعض ادلشايخ فيسهل عليو أف يقوؿ: ىذا رلمع عليو أك ثبت ذلك باإلمجاع دكف أف يكوف ىناؾ مستند مقبوؿ عند التحقيق ذلذا اإلمجاع ادلزعو.. كلو أف فضيلة الشيخ - كفقنا اهلل كإياه - سلك الطريق الذم سلكو بعض العلماء كىو قوؿ أحدىم عندما يتعرض للكال على مسألة ال يعلم فيها خالفا ألحد فيقوؿ: "حكم ىذه ادلسألة كذا من غ ت خالؼ نعلمو" - فيقيد ذلك بعد علمو - لكاف خ تا لو كصدؽ اإلما أمحد رمحو اهلل إذ يقوؿ: "من ادعى اإلمجاع فقد كذب كما يدريو لعل الناس اختلفوا".
مث إف فضيلة الشيخ - ىداه اهلل - دل يوضح لنا على أم شيء انعقد ىذا اإلمجاع من األحكا الثالثة إذ إنو اكتفى بقولو: "كىذا أيضا رلمع عليو" كاإلشارة ىنا تعود إذل احلالة الثانية - حسب تعب ته - اليت شرحها فضيلتو بأهنا )زيارة الرسوؿ كالسال عليو بدكف شد رحاؿ( فقرر أف ىذه الزيارة رلمع عليها كلكن أعلى أهنا كاجبة أك مستحبة أك مباحة.. ال ندرل فأم فائدة من ذكر ىذا اإلمجاع الذم دل يب ت على أم شئ انعقد.. مث نسأؿ الشيخ ىل كرد على لساف ادلشرع صلى اهلل عليو كسلمكلمة )زيارة فالف من ادلوتى(.. الذم أعتقد أف اجلواب بالنفي إذ إف الذم كرد على لسانو عليو السال.. زيارة القبور أك ادلقابر أك القرب فقط كقولو - صلى اهلل عليو كسلم-: "كنت هنيتكم عن زيارة القبور فزكركىا فإهنا تذكركم اآلخرة" كقولو: "لعن اهلل زكارات القبور" كقولو: "استأذنت ريب يف زيارة قرب أمي" كىكذا... فالتعب ت بزيارة فالف ادليت تعب ت عامي غوغائي بدعي ال يليق بطلبة العلم فليتنبو لذلك من ػلب االتباع كيكره ما سواه". المسألة الثالثة: كقاؿ فضيلة الشيخ حفظو اهلل ص 577: "الثالثة: شد الرحاؿ للزيارة فقط كىذه احلالة الثالثة ىي زلل البحث عندىم كمثار النقاش السابق قاؿ ابن حجر يف فتح البارم على حديث شد الرحاؿ: قاؿ الكرماشل: "كقد كقع يف ىذه ادلسأؿة يف عصرنا يف البالد الشامية مناظرات كث تة كصنفت فيها ادلسائل من الطرف ت". لؽت: إف ابن حجر يش ت بذلك إذل ما رد بو الشيخ تقي الدين السبكي كغ ته على الشيخ تقي الدين ابن تيمية كما انتصر بو احلافظ مشس الدين بن عبد اذلادم كغربه البن تيمية كىي يف مشهورة يف كىذا يعطينا مدل اخلالؼ فيها كتارؼلو. ب الدنا كقد أشار ابن حجر إذل رلمل القوؿ فيها بقولو: "إف اجلمهور أجازكا باإلمجاع شد الرحاؿ لزيارة النيب صلى اهلل عليو كسلم كأف حديث "ال تشد الرحاؿ.." إظلا يقصد بو خصوص الصالة.. اخل". مناقشة: كمناقشتنا للشيخ ىنا حوؿ قوؿ فضيلتو: "كىذا يعطينا مدل اخلالؼ فيها كتارؼلو" إذ إف عبارتو تلك تفيد أنو يرل أف مبدأ اخلالؼ يف ىذه ادلسألة كاف على يد ابن تيمية ك ذلك ما نقلو عن ابن حجر من قولو: إف اجلمهور أجازكا باإلمجاع.. اخل. ذلذا نسأؿ فضيلتو فنقوؿ: إذاكاف مبدأ اخلالؼ يف مسألة شد الرحاؿ لزيارة قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم على يد ابن تيمية كمن يف زمنو كمعلو أف ابن تيمية عاش- رمحو اهلل- ب ت القرف السابع كالثامن فماذا كاف عليو علماء األمة اإلسالمية قبل كجود ابن تيمية بخ صكص ىذه ادلسألة.. ىلكانوا رلمع ت
ملر) ف أ على مشركعية شد الرحاؿ لزيارة القرب الشريف أك لزيارة النيب صلى اهلل عليو كسلم كما ىو تعب ت فضيلتو.. كىل إمجاعهم على أف ىذا العمل كاجب أك على أنو مستحب أك على أنو مباح. إفكاف األمر كذلك أال يكوف ابن تيمية خارجا على إمجاع األمة ىو كمن كافقو. أ أهنم رلمعوف على ادلنع فيكوف السبكى كمن كافقو خارج ت على اإلمجاع فيستحقوف ما يستحقو من خرؽ اإلمجاع كخرج عليو.. ال ندرل أم ذلك يكوف اجلواب عليو بنعم فأم من ىذه األسئلة أجاب عليو فضيلتو بنعم فهي كرطة ال يستطيع التخلص منها. إف اخلالؼ قائم يف ىذه ادلسألة منذ تكلم فيها كإف الكال فيها كاخلالؼ حوذلا حادث بعد القركف الثالثة من ىذه األمة أما زمن القركف الثالثة فلم يوجد أحد يقوؿ تواز شد الرحاؿ لزيارة قرب من القبور فضال عن الوجوب أك االستحباب. ك الذم أعتقده أف فضيلة الشيخ ال ينسب كال يرضى أف ينسب إذل مثل شيخ اإلسال ابن تيمبة أنو ؼلرج على إمجاع األمة كيضرب بو عرض احلائط كيأيت تذىب ؼلالفو. كأنا أعجبكث تاكيف فهم فضيلة الشيخ من عبارة ابن حجر كما نقلو ابن حجر عن الكرماشل كيف فهم من ذلك أف مبدأ اخلالؼ يف ىذه ادلسألة كاف على يد ابن تيميو.. أما أنا فأقوؿ: ىذا الفهم ال كجو لو كال مأخذ من كال الرجل ت كإظلا ذكرا أمرا كقع يف ذلك الزماف دكف أف يقوال فيو إنو مبدأ اخلالؼ يف تلك القضية ك يف يزعماف ما فهمو فضيلة الشيخ مع أف اخلالؼ فيها قد نشأ منذ كجد من يقوؿ تواز شد الرحاؿ لزيارة قبور األنبياء كالصاحل ت كشلن نهقل عنو ىذا القوؿ الغزارل كمن لف لفو من ادلبتدعة كشلن نهقل عنهم القوؿ بادلنع قبل ابن تيمية تئات من السن ت القاضي عياض كالقاضي حس ت كإسحاؽ ابن إمساعيل كأبو زلمد اجلوي ت كغ تىم كما سيأيت إف شاء اهلل فهل خفي ذلك على الكرما شل كابن حجر.. أنا أقوؿ: ليس يفكالمهما ما يدؿ على أف ذلك خفي عليهما كلكنو خفي على فضيلة الشيخ فل تاجع مكتبتو من اآلف إف أحب أف يقف على احلقيقة علما بأف الثالثة ادلذكورين أعاله كلهم من ادلالكية كما ذىبوا إليو ىو مذىب مالك نفسو يف ىذه ادلسألة. مت ؽ اؿ ؼضيلة الشيخ - قفال عف ابن حجر- ": ؼ نسأؿ ؼضيلتو: قؿ قذا التعب ت صحيح قؿ. إف اجلمهور أجازكا ب اإلمجاع شد الرحاؿ.. اخل.." قناؾ إمجاع ؿجلمهور كإمجاع ؿألمة ؾذلا.. كىل اجلمهور عدد محدكد ع ت حتى فعلم أنو اتفقوا ؼ نقوؿ أمجع اجلمهور.. كىل ذىب اجلمهور ممسى إمجاعا أليس إذا ؽ يل: اجلمهور( ؼ مع ت قذا كىل خطأ األكؿ مسوغ اخلطأ ؿ لثاشل.. أليس عذل كقع يوؼ غيره ف األخطاء.. قناؾ ف يخ الفهم ممف معتد ب رأيو كػلسب دلذىبو.. ؾؿ كاحد ف العلماء أف يحرص عذل أف ال م قع ؼ ؽلا الصحيح يف نظرنا أف ىذا التعبير خطأ كأف اإلمجاع ما اتفق عليو اجملتهدكف من علماء ىذه األمة
قاطبة يف عصر من العصور دكف أف ؼلالف كاحد منهم كبدكف ذلك ال تردكلمة إمجاع كإظلا يقاؿ: يرل اجلمهور كذا أك ذىب اجلمهور إذل كذا. مث م ن ىؤالء ادلعرب عنهم باجلمهور الذين يركف جواز شد الرحاؿ لزيارة قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم ىل ىم مجهور الصحابة أ مجهور التابع ت أك تابعيهم أك األئمة األربعة كمن يف عصرىم أك مجهور علماء القرف الثالث ال ندرم أم مجهور ىذا غ ت أننا ال نستبعد أف يكوف ادلراد ىنا مجهور العامة يف القرف الرابع كما بعدق تا فيهم بعض ادلبتدعة من العلماء أك ادلنسوب ت للعلم. إف كاف أكلئك ىم اجلمهور ادلراد يف ىذا ادلوضوع فالنقل صحيح. أما إف كاف ادلراد بو مجهور العلماء من أىل القرف األكؿ أك الثاشل أك الثالث أك ادللتزم ت بالسنة من العلماء إذل يومنا ىذا فالنقل غلط كالدع كل مردكدة بل الصحيح العكس على طوؿ اخلط ففي القركف الثالثة دل يوجد من يقوؿ تواز شد الرحاؿ لزيارة القبور من العلماء ادلعتربين كبعد الثالثة كجد من يرل ذلك كلكن شلن شاركوا يف االبتداع يف الدين كمن ال يتقيدكف بالنصوص الشرعية كال ؽليزكف ب ت احلديث الصحيح من غ ته أمثاؿ أيب حامد الغزارل كمع األيا استقرت ىذه البدعة - بل ادلعصية - حىت صارت عند كث ت من ادلنتسب ت للعلم أمرا كاقعا ال غلوز اجلداؿ فيو بل يساء الظن تن ينكره أك ي تدد يف اجلز تشركعيتو فأكلوا األحاديث الواردة يف النهي منو كما أثر عن األئمة من إف كاره كلما احتج عليهم ادلتمسكوف بالسنة تديث أك قوؿ إما كقوذلم: إف مالكاكره اللفظ فقط كإال فزيارة قرب النيب عليو الصالة كالسال من أفضل األعماؿ كأجل القربات ادلوصلة إذل ذم اجلالؿ دكف أف يقدموا أدسل دليل من السنة على صحة ما زعموا. مث نوجو ىذا السؤاؿ إذل فضيلة الشيخ فنقوؿ: حسب علمنا ال غلوز أف يعترب اجلمهور بكثرة العدد يف الشؤكف العلمية كادلذاىب الفقهية كالعقيدة اإلبراىيمية احملمدية كإظلا ينبغي أف ينظر إذل الكيف أكال كبعد أف ظليز العلماء على احلقيقة ال على اإلدعاء كاأللقاب ننظر بعد ذلك إذل مذاىبو يف مسألة ما فإذا كجدنا كثرهتم ذىبوا مذىبا كقليالن منهم ذىب مذىبا آخر قلنا عن مذىب الكثرة: إنو مذىب اجلمهور أم مجهور العلماء الذين يستحقوف أف يوصفوا بالعلم أما رلرد الكثرة فتسميتهم باجلمهور فيو شئ من ادلغالطة كالتغرير بالناس أرأيت يف زمن اإلما أمحد دلا تب ت ادلأ كف فكرة القوؿ تلق القرآف كسقط يف تلك الفتنة آالؼ العلماء ب ت مقتنع كمداىن ككقف بادلقابل عدد قليل من العلماء قد ال يبلغ عددىم أصابع اليد على رأسهم إما أىل السنة أمحد بن حنبل أغلوز أف يقاؿ عن مذىب ادلأموف كشلتو مذىب اجلمهور كمذىب ىؤالء القلة مذىب شاذ يخ الف جلمهور ادلسلم ت.. ككاقع األمر يف مسألتنا ىذه ىو أنو عرب بكلمة )اجلمهور( عمن ىب كدب من عادل مبتدع كجاىل
متعلم كصار مذىب فطاحل العلماء كأئمة اذلدل - أمثاؿ شيخ اإلسال ابن تيمية - مذىبا شاذا سلالفا للجمهور. كصدؽ من قاؿ: "ال تف ت بالباطل لكثرة اذلالكين كال تزىد باحلق لقلة السالك ت". )ابن يمية في زمنو ىو الجمهور حتى ولو كان وحده خاصة في موضوعات العقيدة(.. كنقوؿ لفضيلة الشيخ: ضلن نعتقد أف ابن تيمية كمن كافقو يف زمنو ىو اجلمهور خصوصا يف أمور العقيدة اللتزامهم بالسنة الصحيحة مهما كلفهم األمر كمن كافقو أكثر الناس ألف احلق بالربىاف كالدليل ال بكرة اآلخذين بو كقلة ادلتنكرين لو. خالفو فهو صاحب ادلذىب الشاذ كحىت كلو كبرىانا على ما قلنا بالنسبة البن تيميو أف من قرأكتبو كتتبع فتاكاه ك توثو كرسائلو - كىو من أىل البص تة يف الدين - غلد أنو على مذىب السل ؼ الصاحل كالرعيل األكؿ من الصحابة كالتابع ت كتابعيهم كاألئمة األربعة كمن على شاكلتهم من معاصريهم فهو دائمان يدعو سلالفيو إذل الكتاب كالسنة فيقوؿ ذلم: بي ت كبينكمكتاب اهلل كسنة رسولو صلى اهلل عليو كسلم فما أثبتا فهو الثابت كما بطال فهو الباطل كيقوؿ لو: إذا اختلفنا يف فهم آية أك حديث رجعنا إذل فهو الصحابة كالتابع ت كاألئمة ادلهدي ت من بعدىم فننظر تاذا فسركا تلك اآلية أك ذلك احلديث فهم أعلم منا كأفػ ق و ه للغة كالشرع. ؼ منكاف ىذا مذىبو كىذه طريقتو فهو كمن كافقو ىم اجلمهور مهما قلوا ك ثر سلالفوىم ألف من مجهور السلف من اخللف فمذىبو مذىب اجلمهور كمن خالف مجهور السلف من اخللف فمذىبو خالؼ مذىب اجلمهور بل مذىب شاذ ليس حريان بالصواب. والخالصة: أف من كاف مع الدليل فهو على الصواب كلو كاف كاحدان ب ت مجيع أىل األرض كمن قاؿ أك عمل بغ ت دليل فهو بعيد عن الصواب كلو أهنم أىل األرض مجيعان تبع كبصرؼ النظر عن كل ما تقد كعن كل من تقد قبل زمن ابن تيمية كعن كل ما ىو الواقع عند التحقيق يف ىذه ادلسألة بل يصح ما قيل من أف مذىب مجهور العلماء يف ىذه ادلسألة جواز شد الرحاؿ لزيارة القرب الشريف - كأع ت بذلك زمن ابن تيمية دكف غ ته من األزمنة - الصحمح أف الواقع بالعكس كىو أف مذىب مجهور العلماء يف ذلك الزماف ىو ما ذىب إليو شيخ اإلسال كىو طاعة اهلل كرسوؿ بالتزا مقتضى حديث "ال تشد الرحاؿ..." اخل. كقد ذكرنا فيما سبق أف مسألة شد الرحاؿ لزيارة القرب سواء قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم أك غ ته دل يتكؿ فيها أحد من أىل العلم كدل تطر على باؿ أحد منهم يف القركف الثالثة األكذل من تاريخ اإلسال عمال منهم تديث "ال تشد الرحاؿ إال إذل ثالثة مساجد" كلذلك دلا سئل اإلما مالك عمن نذر السفر لزيارة القرب الشريف هنى عن الوفاء هبذا النذر قائال: إفكاف مراده ادل كإف كاف مراده القرب فال يأتو حلديث "ال تعمل ادلطي..." سجد فليأت ادلسجد كليصل فيو. انظر: الرد على األخنائي
ص 35 قاؿ شيخ اإلسال - يع ت اإلما مالك-: كمذىبو ادلعركؼ يف مجيعكتب أصحابو الكبار كالصغار ادلدكنة البن قاسم كالتفريع البن اجلالب أنو من نذر إتياف ادل النيب صلى اهلل عليو كسلم ك ف بنذره كإف كاف أراد غ ت ذلك دل يوؼ بنذره. دم نة النبوية إفكاف أراد الصالة يف مسجد لؽت: كمعلو أف النذر إذاكاف فيو طاعة اهلل كجب الوفاء بو كإذاكاف فيو معصية حر الوفاء بو كإذا كاف يف أمر مباح فال يلز الوفاء بو كإذا ك ف بو رمحو اهلل فإنو ال يستفيد شيئا عند اهلل كذلذا دلاكاف مالك - -يرل أف شد الرحاؿ لزيارة قرب ال ت صلى اهلل عليو كسلم داخل يف النهي الذم تضمنو حديث "ال تشد الرحاؿ.." هنى عن الوفاء بنذر من نذر السفر ذلذه الزيارة كاستدؿ لذلك باحلديث نفسو. أما الذم حصل فيو اخلالؼ ب ت أئمة السلف حوؿ موضوع الزيارة فهو مسألة الفرؽ ب ت القريب كالبعيد بالنسبة للسال على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم إذ قد رأل بعضهم أف السال من قريب ػلصل بو الرد منو عليو السال دكف السال عليو من بعيد ألف ىذا البعض أك ؿ حديث "ما من أحد يسلم علي.." اخل. على أنو خاص تن سلم من قريب ك ذلك استأنسوا بفعل عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما نهقل ذلك عن اإلما أمحد كابن حبيب. ؾما ذىب البعض اآلخر إذل عد الفرؽ ب ت القريب كالبعيد كما تقد كمعلو أف ىذا ال يدخل يف مسألة شد الرحاؿ. كتقد أف ذكرنا عددا من علم اء األمة اإلسالمية قبل زمن ابن تيمية ػلرموف شد الرحاؿ لزيارة أم قرب من القبور كيستدلوف تديث "ال تشد الرحاؿ.." منهم القاضي عياض كالقاضي حس ت كأبو زلمد اجلوي ت كإمساعيل بن إسحاؽ كىو مذىب اإلما مالك - رمحو اهلل- كما تقد بل كرد عنو قولو دلا نذر السفر الزيارة القرب الشريف: ال كفاء لنذر ادلعصية كىذا معصية ألف احلديث يقوؿ كذكره. سئل عن كنعود اآلف إذل ادلوضوع الذم بدأنا الكال فيو كىو إثبات كوف مذىب ابن تيمية يف ىذه ادلسألة ىو مذىب مجهور علماء زمانو فنقوؿ: إنو دلا حصلت ادلناظرة ب ت ف اب تيمية كبعض القضاة الرمسي ت يف مسألة شد الرحاؿ كاختالؼ بعضهم معو فيها أثاركا احلكومة ضده كأغركىا بو فسجن ظلمان بسببهم - كدائمان العاجز عن إقامة احلجة يلجأ إذل قوة احلاكم فيوعلو أف خصمو رلر ينبغي التنكيل بو كإىانتو كإرغامو على الرجوع عن رأيو باؿ فلما سجن ىب العلماء من أقطار العادل اإلسالمية يطالبوف احلكومة باإلفراج عنو معلن ت أمامها أف ما ذىب إليو ىذا الرجل ىو كاحلق كالصواب كىو الذم عليو أئمة اإلسال قدؽلا كحديثان. انظر لذلك ما دكنو اإلما احلافظ ابن عبد اذلادم يف كتابو العقود الدرية تيمية كانظر ىناؾ كم كتابان نقلو عن علماء بغداد كحدىا لتعرؼ صحة ما قررنا. قوة - يف مناقب شيخ اإلسال ابن
ملخصات لبعض خطابا ه : كأنا أكرد ىنا مقتطفات شلا تضمنتو خطاباهتم: ؽ اؿ ابن عبد اذلادم ص 342 من الكتاب ادلشار إليو - العن كفا )انتصار علماء بغداد للشيخ يف مسألة شد الرحاؿ للقبور( - مث قاؿ: "كقد كصل ما أجاب بو الشيخ يف ىذه ادلسألة إذل علماء بغداد فقاموا يف االنتصار لو ك تبوا توافقتو كرأيت خطوطهم بذلك كىذه صورة دلا كتبوا: ملخص الخطاب األول: ك ال ريب أف ادلملوؾ كقف على ما سئل عنو اإلما العالمة كحيد دىره كفريد عصره تقي الدين أبو العباس أمحد بن تيمية كما أجاب بو فوجدتو خالصة ما قالو العلماء يف ىذا الباب حسب ما اقتضاه احلاؿ من نقلو الصحيح كما أدل إليو البحث من اإللزا كااللتزا ال يداخلو تامل كال كليس فيو - كالعياذ باهلل - ما يقتضي اإلزراء كالتنقيص تنزلة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم. يع تيو تاىل كىل غلوز أف يتصور متصور أف زيارة قربه تزيد يف قدره.. كىل تركها شلا ينقص من تعظيمو حاشا للرسوؿ من ذلك.. إذل أف قاؿ: ع أف ادلفهو من كال العلماء كأنظار العقالء أف الزيارة ليست عبادة كطاعة جملردىا حىت لو حلف أنو يأيت بعبادة أك طاعة دل يرب هبا - يع ت القيا بزيارة القرب الشريف - ما اعترب بارا بيمينو. ؿكن القاضي ابنكج - من متأخرم أصحابنا - ذكر أف نذر ىذه الزيارة عنده قربة تلتز ناذرىا. كىو منفرد بو ال يساعده يف ذلك نقل صريح كال قياس صحيح كالذم يقتضيو مطلق اخلرب النبوم يف قولو - عليو السال -: "ال تشد الرحاؿ" إذل آخره.. أنو ال غلوز شد الرحاؿ إذل غ ت ا ذكر فإف فعلو كاف سلالفا لصريح النهي كسلالفة النهي إما كفر أك غ ته على قدر ادلنهي عنو ككجوبو ك ترؽلو كصفة النهي كالزيارة أخص من كجو فالزيارة بغ ت شد الرحاؿ غ ت منهي عنها كمع الشد منهي عنها. ملخص كتاب خر: حرره ابن الكتيب الشافعي.. ا أجاب بو الشيخ األجل األكحد بقية السلف كقدكة اخللف رئيس احملقق ت كخالصة ادلدقق ت تقي ادللة كاحلق كالدين من اخلالؼ يف ىذه ادلسألة صحيح منقوؿ يف غ ت ما كتاب أىل العلم ال اع تاض عليو يف ذلك إذ ليس فيو ثلب ؿؿرسوؿ - صلى اهلل عليو كسلم - كال غض من قدره عليو السال كقد نص الشيخ أبو ناصر اجلوي ت يف كتبو على ترصل السفر لزيارة القبور كىذا اختيار القاضي اإلما بن موسى يف إكمالو كىو من أفضل ادلتأخرين من أصحابنا.
مت قاؿ: كمن ادلدكنة: "كمن قاؿ علي ادلشي إذل ادل دينة أك بيت ادلقدس فال يأتيها أصال إال أف يريد الصالة يف مسجديهما فليأهتما فلم غلعل نذر زيارة قربه - صلى اهلل عليو كسلم - طاعة غلب الوفاء هبا إذ من أصلنا أف من نذر طاعة لزمو الوفاء هبا ك اف من جنسها ما ىو كاجب بالشرع كما ىو مذىب أيب حنيفة أك دل يكن قاؿ القاضي أبو إسحاؽ عقيب ىذه ادلسألة: لوال الصالة فيهما دلا لزمو إتياهنما" مث ذكر أف ذلك يف كتب ادلالكية كالتقريب للق تكاشل كالتنبيو البن س تين. ملخص كتاب ثالث: كتبو زلمد بن عبد الرمحن البغدادم اخلاد للطائفة ادلالكية بادلدرسة الشريفة ادلستنصرية. ب عد البسملة كاحلمد لو كالصالة كالتسليم على خ ت الربية كآلو كصحابتو قاؿ: ما ذكره موالنا اإلما العادل العامل جامع الفضائل تر العلو كمنشأ الفضل مجاؿ الدين - مجل اهلل بو اإلسال كأسبغ عليو سوابغ األنعا - أيت يوؼ باحلق اجللي الواضح كعرض فيو عن أعضاء ادلشايخ إذ السؤاؿ كاجلواب اللذاف تقدماه ال ؼلفى على ذم فطنة كعقل أنو أيت يف ذا اجلواب ادلطابق للسؤاؿ تكاية أقواؿ العلماء الذين تقدموه كدل يبق عليو يف ذلك إال أف يع تضو مع تض يف نقلو فيربزه لو من كتب العلماء الذين حكى أقواذلم كادلع تض لو بالتشنيع إما جاىل ال يعلم ما يقوؿ أك متجاىل ليحملو حقده كمحية اجلاىلية على رد ما ىو عند العلماء مقبوؿ أعاذنا اهلل من غوائل احلسد كعصمنا من سلائل النكد. كتبو الفق ت إذل رضواف ربو: عبد ادلؤمن ابن عبد احلق اخلطيب. قذه ثالثة خطابات من رلموع عدد كب ت من اخلطابات ادلوجهة من علماء بغداد إذل حكومة الشا للدفاع عن ابن تيمية كمذىبو يف مسألة شد الرحاؿ كالشهادة منهم بأف مذىبو فيها ىو احلق ادلتمشي مع احلديث الصحيح كأنو مذىب مجاى ت علماء األمة كأف من خالفو فال حجة معو كال ب ينة لدعواه. كأنا أحيل علىكتاب )العقود الدرية يف مناقب شيخ اإلسال ابن تيمية( البن عبد اذلادم من أراد مزيدان من اإلطالع كالتأكد بالنسبة دلا خلصت من خطابات ىؤالء العلماء كبالنسبة دلا تركت تنبا لإلطالة فإنو سيقوؿ معي إف اجلمهور ادلزعو - يا فضيلة الشيخ - إزل ا يوجد يف اخلياؿ فقط أما يف عادل احلقيقة فلم يوقف لو على أثر كدل يعثر لو على خرب ىذا اجلمهور الذم يضرب باحلديث الصحيح عرض احلائط أك يؤكلو حسب مزاجو كعاطفتو ليشرع للناس ما دل يأذف بو اهلل كدل يكن من ىدل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم!. العالمة السهواني والشيخ دحالن: كإذل فضيلة الشيخ خاصة كطلبة العلم عامة أنقل ما سطره العالمة زلمد بش ت السهواشل اذلندم يف كتابو )صيانة اإلنساف عن كسوسة الشيخ دحالف( قاؿ رمحو اهلل - كىو ينكر أف يكوف ثبت عن أحد من السلف عمل الزيارة مطلق حىت كلو بدك ف شد رحاؿ - اؽؿ: ك ذلك دعواه إمجاع السلف كاخللف
على قولو - يع ت قوؿ دحالف - فإف أراد بالسلف ادلهاجرين كاألنصار كالذين تبعوىم بإحساف فال ؼلفى أف دعول إمجاعهم رلاىرة بالكذب كقد ذكرنا غ ت مرة فيما تقد أنو دل يثبت عن أحد من الصحابة شيء يف ىذا إال عن عبد اهلل بن عمر كحده فإنو ثبت عنو إتياف القرب للسال عند القدك من سفره كدل يصح ىذا عن أحد غ ته كدل يوافقو أحد من أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ال من اخللفاء الراشدين كال من غ تىم كقد ذكر عبد الرازؽ يف مصنفو عن معمر عن عبيد اهلل بن عمر أنو قاؿ: ما نعل أحدان من أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فعل ذلك إال عبد اهلل مث قاؿ رمحو اهلل: ك يف ينسب مالك إذل سلالفة إمجاع السلف كاخللف يف ىذه ادلسألة كىو أعلم أىل زمانو بعمل أىل ادلدينة قدؽلان كحديثان كىو يشاىد التابع ت الذين شاىدكا الصحابة كىم ج تة ادل سجد كأتبع الناس للصحابة مث ؽلنع الناذر من إتياف القرب كؼلالف إمجاع األمة ىذا ال يظنو إال جاىل كاذب على الصحابة كأىل اإلمجاع. مث قاؿ: كقد هنى علي بن احلس ت زين العابدين - الذم ىو أفضل أىل بيتو كأعلهم يف كقتو - ذلك الرجل الذمكاف غليء إذل فرجةكانت عند اؿ ؽ بر فيدخل فيها فيدعو كاحتج عليو تا مسعو من أبيو عن جده علي بن أيب طالب - رضي اهلل عنهم- عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أنو قاؿ: قربم عيدان كال بيوتكم قبورا فإف تسليمكم يبلغ ت أينما كنتم" "ال تتخذكا ك ذلك ابن عمو احلسن بن احلسن بن علي شيخ أىل بيتو ؾره أف يقصد الرجل القرب للسال عليو كضلوه عند غ ت دخوؿ ادلسجد كرأل أف ذلك من ا تاذه عيدان كقاؿ للرجل الذم رآه عند القرب: مارل رأيتك عند القرب.. فقاؿ: سلمت على النيب صذل اهلل عليو كسلم فقاؿ: إذا دخلت ادلسجد فسلم مث قاؿ: إف رسوؿ اهلل - صلى اهلل عليو كسلم - قاؿ: "ال تتخذكا قربم عيدان كال تتخذكا بيوتكم مقابر لعن اهلل اليهود ا تذكا قبور أنبيائهم مساجد كصلوا علي فإف صالتكم تبلغ ت حيثماكنتم" مث قاؿ: ما أنتم كمن باألندلس إال سواء. مت قاؿ: العالمة السهسواشل - رمحو اهلل -: "كذلك سعد بن إبراىيم بن عبد الرمحن بن عوؼ الزىرم أحد األئمة األعال كقاضي ادلدينة يف عصر التابع ت ذكر عنو ابنو إبراىيم أنو كاف ال يأيت القرب قط ك اف مؾره إتيانو". مث قاؿ - رمحو اهلل-: "أفيظن هبؤالء السادة األعال أهنم خالفوا اإلمجاع كتركوا تعظيم رسوؿ اهلل - صلى اهلل عليو كسلم- كتنقصوه دلا دل يركا مشركعية زيارة قربه عامل ت باحلديث الثابت عنو عليو السال " مث قاؿ: "فهذا لعمر اهلل ىو الكال الذم تقشعر منقاجللود". مت قاؿ: "كليس مع عباد القبور من اإلمجاع إذل ما رأكا عليو العوا كالطغاة يف األعصار اليت قل هبا العلم كالدين كضعفت فيها السنن... اخل ماكتبو - رمحو اهلل- منكال صحيح ك تقيق يعجز عن نقضو من ادعى سواه".
لؽت: إف ىؤالء العوا كالطغاة يف األعصار ادلتأخرة - كما أشار العالمة زلمد بش ت السهسواشل رمحو اهلل - ىم اجلذكر الذم يعنيو من زعم أف جواز شد الرحاؿ لزيارة القرب الشريف ىو مذىب اجلمهور 1 كالذم نقلو فضيلة الشيخ عطية موافقان عليو أك مستدال بو. كأقوؿ مرة أخرل: أليس مذىب ابن تيمية أقرب إذل مذىب خصومو شلا نقل عن ىؤالء األئمة من التابع ت كتابعيهم.. اجلواب بال ذلك ألف ابن تيمية ال ؽلنع زيارة القرب الشريف مطلقان بل يصرح بأف زيارتو بدكف شد رحل عمل صاحل إذا دل يصل األمر إذل ادلبالغة كالغلو كاإلكثار من ال تدد عليو تيث يصل ذلك باإلنساف إذل ا تاذه ع يدان أك يتجاكز ذلك إذل دعائو عليو السال كاإلستغاثة بو كضلو ذلك من أمور العبادة اليت صرفها لغ ت اهلل كفر كشرؾ. أما ىؤالء األئمة فكما ترل النقل عنهم يركف عد مشركعية ىذه الزيارة كظلها ليست عمال صاحلا 2 كينهوف عنها كيستدلوف على ذلك باألحاديث. ؼ لينظر ادلنصف كلتأمل طالب احلق كلي تاجع ادلندفع على غ ت ىدل كليعلم أف الدين ليس بالعواطف كليس بالتقليد األعمى كأف أم عادل مهما ارتفعت درجتو كعلت منزلتو ال ينبغي أف يعترب قولو كمذىبو كاختياره أموران مسلمة غ ت قابلة للمناقشة كالتمحيص. سؤال موجو يرجى الجواب عليو: كىذا سؤاؿ نوجهو إذل فضيلة الشيخ نرجوه اجلواب عليو كىو: إذاكاف ابن حجر قاؿ: يرل اجلمهور باإلمجاع جواز شد الرحاؿ... ا خل فبصرؼ النظر عما تقد من مناقشتنا ذلذه الدعول أصال كشركعان أقوؿ اآليت: مادا أف القضية قضية جواز - أع ت إباحة فقط - فما فائدة ىذه الزيارة.. أتريدكف من اإلنساف أف يسافر من أقصى األرض إذل أدناىا غلوب ادلسافات الشاسعة 1 يفهم من كال الكاتب كمن كال السهسواشل الذم تثبت عن أحد من السلف مطلقا كأف رلرد إتيانو يعترب ا تاذه عيدا. كىذا خالؼ ما يدؿ عليو عمو قولو صلى اهلل عليو كسلم: فقل عنو أف زيارة قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم غ ت مشركعة كدل "كنت هنيتكم عن زيارة القبور أال فزركىا فإهنا تذكر اآلخرة" كقد خلط الكاتب - عفا اهلل عنو - ب ت حكم شد الرحاؿ كب ت حكم زيارة القرب نفسو كالفرؽ كاضح ب ت احلكم ت دلن تأمل ألف شد الرحاؿ غ ت جائز لقصد القرب عند التحقيق أما زيارة القرب بدكف شد الرحاؿ فمشركعة كاهلل أعلم.. "اجمللة". 2 بل احلديث الصحيح كىو "كنت هنيتكم.. اخل" يدؿ على عكس ما يراه الكاتب كما نفل عنهم كمساىم أئمة كقد أثبت شيخ اإلسال ابن تيمية احلق الذم دؿ عليو احلديث ادلذكور كالعجيب من األمر أف الكاتب نقل كال شيخ اإلسال يف ىذا ادلع ت يف نفس ىذه الصفحة مث تركو دكف تعليق كنقل كال من تب ت فكرهتم من عد مشركعية زيارة القبور مطلقان كأنو عمل غ ت ص احل كحبذه كدعا إليوكما ترل 00 "اجمللة".
كالفيايف البعيدة كالقفار ادلوحشة كينفق األمواؿ كيعرض نفسو للمخاطر ليتوصل إذل أمر مباح غاية ما فيو أنو غ ت زلر كال مكركه.. امللعجب العجاب - يع ت رلرد سياحة ال أقل كال أكثر - ىذا إذا ثبت أف الصحيح ىو ىذا ادلذىب ادلنسوب للجمهور _ كما زعموا - فمع ت ىذا أف ىناؾ مذىبان آخر لغ ت اجلمهور ير ل عد 3 اإلباحة كىذا ادلذىب اآلخر قد يكوف ىو الصواب إذ إنو ال يلز أف يكوف احلق دائما مع اجلمهور. المسألة الرابعة: كقاؿ فضيلة الشيخ صح 578 نقال عن ابن حجر: كشلا استدؿ بو على عد شد الرحاؿ جملرد الزيارة كما ركل عن مالك من كراىية أف يقاؿ: "زرت قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم" كأجيب على ذلك بأف كراىية مالك للفظ فقط تأدبا ال أقل كال أكثر ال أنو كره الزيارة فإهنا من أفضل األعماؿ كأجل القربات ادلوصلة إذل ذم اجلالؿ كاف مشركعيتها زلل إمجاع. سطر الشيخ ىذا الكال كدل يتعقبو ترؼ كاحد بل إف صنيعو فيماكتبو بعد ذلك يدؿ على تنبيو ذلذا الكال كرضاه فال حوؿ كال قوة إال باهلل العلي العظيم!!. ؼ تعاؿ معي أيها األخ احملب للسنة كالتحقيق كالكاره للبدعة كالتلفيق.. تعاؿ ل تل العجائب: أكال : ادلنقوؿ عن مالك ىوكراىية الزيارة بدكف شد رحاؿ بينما الكال ىنا عن مسألة شد الرحاؿ فبماذا نفسر صنيع احلافظ ابن حجر ىذا.. إف ابن حجركغ ته من الناس ؼلطئ كيصيب. انثاي : من الذم أخرب ابن حجر أفكراىية مالك للفظ فقط.. كإذاكانت الزيارة مشركعة كرلمعا على مشركعيتها كما زعموا كيف يكره اإلما مالك التلفظ بذكرىا... 4 ىل يكره مالك للرجل أف يقوؿ: صليت أك صمت أك تصدقت أك حججت...كقولو: كره مالك اللفظ تأدبا نقوؿ: يا للعجب العجاب.. تأدب مع من.. كعن ماذا.. أتأدبا مع الشرع بأف ال يذكر ما شرع ق.. أ تأدبا عن ذكر ادلشركع فال يتلفظ بو اللساف... كىل ىذه القاعدة تسرم على مجيع العبادات فيتأدب ادلسلم عن 3 4 ؿب الصواب ىو ما ذكر يف التعليق رقم )1(.. "اجمللة". الصحيح ما تقد أف مالك يكره مطلق ا ؿزيارة ال التلفظ هبا أما شد الرحاؿ ذلا فقد صرح بتحرؽلوكما تقد يف أكثر من موضع من تثنا ىذا. اجمللة.. )بل الصحيح أف الزيارة مشركعة بدكف شد الرحاؿ كال مع ت لكراىتها لفظا كال مع ت كال تفهم كراىة مطلق الزيارة من قوؿ مالك ادلشار إليو كيف كقد قاؿ النيب عليو فزكركىا" يف احلديث الذم تقد ذكره يف التعليق السابق. ا لصالة كالسال: الأ"
ع 5 ذكرىا.. أ ىي خاصة هبذه العبادة اجملمع عليها 5. مث ما الذم سوغ ىذا االنتقاؿ ادلفاجئ.. احلديث عن شد الرحاؿ.. كذكر أدلة ادلخالف تعلق تطلق الزيارة.. يا لإلسال من أىلو. مث ىذا اإلمجاع ادلزعو ىل انعقد على أساس دليل من الوحي.. أ بدكف ذلك.. إفكاف على أساس دليل فأين ذىب ذلك الدليل.. ابن حجر زلدثكب ت كإحاطتو باألحاديث ال تكاد توجد عند غ ته بعد القركف الثالثة - ىذا مبلغ عل م كقد أكوف على خطأ- فل م دل يطلع على الدليل الذم استند إليو ىذا اإلمجاع.. كإفكاف قد اطلع فل م دل يذكره. أ أنو انعقد على غ ت أساس من الوحي.. إفكافكذلك فلدينا أسئلةكث تة منها: أكالن: قؿ يوجد إمجاع بدكف مستند شرعي.. انثاي : قدمنا من القوؿ ما يثبت أف من أئمة ا اإلمجاع كأين اإلمجاع منهم الثا: على مدعي اإلمجاع أف يثبتو كإال فهي دعول بال بينة.. إلسال من ينهى عن زيارة القرب الشريف فأين ىم من رابعا: إذاكانت ىذه ادلسألة - كنع ت الزيارة فقط- زلل إمجاع أم مشركعية الزيارة فأين الصحابة من ىذه ادلشركعية كمن ىذه العبادة.. ىل علموا هبا ىاتوا برىانكم كأثبتوا دعواكم إفكنتم صادق ت. الثا: قولو: فإهنا من أفضل األعماؿ كأجل القربات ادلوصلة إذل ذم اجلالؿ. ف قوؿ: ىذا الكال ال يليق تثل احلافظ ابن حجر كال تثل فضيلة أخينا يف اهلل الشيخ عطية. إف احلافظ ابن حجر ك ذلك الشيخ عطية يعلماف أ ف التشريع من حق اهلل كرسولو كال مدخل فيو ألحد من الناس سول الرسوؿ عليو السال الذم أخربنا اهلل جل كعال عنو أنو ال يأيت بشيء من التشريع من تلقاء نفسو }إ ين ى و إ ال و ي حي ي وح ى{ فإذا كاف األمر كذلك فكيف يسوغ للعلماء أف يقولوا عن مسألة ال دليل إطالقا على مشركعيتوا ال من الكتاب كال من السنة كال من اإلمجاع.. كيف يسوغ ذلم أف يدعوا أهنا من أفضل األعماؿ كأجل القربات ادلوصلة إذل ذم اجلالؿ... كاخلالصة نقوؿ: يا من زعمت مشركعية الزيارة بشد الرحل أك بدكف شد الرحل! تفضل علينا ببياف دليلك فإننا كمن قبلنا أئمتنا أىل السنة كاؿ ت كحيد منذ ألف كأربعمائة سنة كالبحث جار عن دليل ىذه ادلسألة كدل يعثر عليو فيا حبذا كيا عظم فضلكم لو تقدمتم إذل أمة زلمد صلى اهلل عليو كسلم بالكشف عن ىذا الدليل كإال فارجعوا إذل احلق تؤجركا عند اهلل كتسلموا من تبعة القوؿ على اهلل كرسولو بال دليل كلكف اعلموا مقدما أننا ال نقبل حديثا ما دل تثبت صحتو عن ادلصطفى صلى اهلل عليو كسلم أما ذل حد زعمهم.
أحاديث الوضاع ت كالدجال ت اليت كفانا مؤنة إبطاذلا أىل العلم كالدراية فنحن كأنتم متفقوف على عد 6 االلتفات إليها ألهنا ال تقو هبا احلجة كال غلوز االستدالؿ برىا كضلن نريد دليال ف كحي الرمحن. مث التعب ت بقوذلم: "كشلا استدؿ بو على عد مشركعية شد الرحاؿ" تعب ت ركيك ناقص إذ أنو ال يوجد كدل يوجد من يقوؿ إف شد الرحاؿ- تجرده - مشركع أك شلنوع فالتع ب ت الصحيح أف يقاؿ: "كشلا استدؿ بو على عد جواز شد الرحاؿ لزيارة القبور.. اخل" ك ذلك قوذلم عن ادلانع ت إهنم استدلوا تا ركل عن مالك.. اخل. الصحيح أف قوؿ مالك كغ ته من العلماء ال يستدؿ بو يف األحكا الشرعية كإظلا يستدؿ بنصوص الشرع إف كجد شيء منها يف غ ته ادلوضوع كإال نظر ىل حصل إمجاع من األمة يف حكم ادلسألة ادلبحوثة كإف دل يوجد رجع إذل القياس إف كانت ادلسألة يف غ ت العقيدة كيف غ ت العبادات. أما قوؿ العلماء كل كاحد على انفراد فال ينبغي أف يسمى أك يعترب دليال تثبت بو األحكا الشرعية كإظلا يستأنس بو فقط كما يستفاد منو فهم ىذا اإلما أك العادل لنص من النصوص أك مذىبو يف مسألة من ادلسائل ك ذلك ػلتج بو على من نسب إذل ىذا العادل خالؼ ما ثبت عنو أما اعتبار قوؿ مالك أك دليال من أدلة األحكا الشرعية دكف أف يكوف ىناؾ إمجاع من علماء األمة فاصطالح غ ت مقبوؿ كما أنو ال يصدر إال عن إنساف مبالغ يف تعظيم ادلذاىب الفقهية كاآلراء البشرية إذل حد إحالذلا زلل النصوص الشرعية- عياذا باهلل -. المسألة الخامسة: كقاؿ فضيلة الشيخ كفقو اهلل: )كلعل مذىب البخارم حسب صنيعو ىو مذىب اجلمهور ألنو أتى يف نفس الباب بعد حديث شد الرحاؿ مباشرة تديث: "صالة يف مسجدم ىذا خ ت من ألف صالة فيما سواه" شلا يشعر بأنو قصد بياف موجب شد الرحاؿ كىو فضيلة ا ؿصالة - ىكذا يفكتاب الشيخ - فيكوف النهي عن شد الرحاؿ سلتصا بادلساجد كألجل الصالة إال يف تلك ادلساجد الثالثة الختصاصها تضاعفة الصالة فيها دكف غ تىا من بقية ادلساجد كاألماكن األخرل مث نقل كالما البن حجر مفاده أف النهي منصب على ادلساجد فقط دكف غ تىا من األغراض كالبقاع كالصلوات. 6 أما مشركعية زيارة القبور تا يف ذلك قرب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم - بدكف شد الرحاؿ - فقد سبق أف ذكرنا يف تعليقاتنا السابقة دليلها باحلديث الصحيح: لغ ت ادلساجد الثالثة عمال بحديث : "ال تشد الرحاؿ... ب ت األمرين. "اجمللة". "كنت هنيتكم... احلديث" كما نوىنا على أف شد الرحاؿ غ ت جائز احلديث" كالذم يالحظ أف الكاتب يقع أحيانا يف اخللط
بو كىذا االستنباط الذم توصل إليو فضيلة الشيخ كاستطاع بواسطتو أف يكتشف مذىب اإلما البخارم يف مسألة شد الرحاؿ - اليت ما حدث الكال فيها إال بعد كفاة اإلما البخارم - رمحو اهلل - تا ال يقل عن مائيت سنة - غ ت سليم دلا يأيت: أكال : يف زمن اؿبخارم كقبلو دل يوجد من علماء ادلسلم ت من يقوؿ تشركعية كال تواز شد الرحاؿ لزيارة القبور حىت ننظر مذىب البخارم ىل ىو مع ادلانع ت لشد الرحاؿ إذل القبور أك مجع غ تىم كالسبب أنو حىت ذلك التاريخ دل ػلدث يف األمة اإلسالمية قبوريوف. انثاي : عد صحة قوؿ من زعم أ ف مذىب اجلمهور مشركعية أك جواز شد الرحاؿ لزيارة القبور يف يو من األيا حىت يومنا ىذا إال أف يراد باجلمهور طغا العوا كمن على شاكلتهم من العلماء. الثا: البخارم فقيو ملهم لذلك ال نستبعد أف يكوف اهلل تعاذل قد ألقى يف ركع ذلك الفقيو ادللهم أف سيحدث بعدؾ يف أمة زلمد قبوريوف ذلم مزاعم فاسدة كمن مزاعمهم أف يد عوا أف احلكمة من استثناء ادلسجد النبوم من ادلسجدين اآلخرين يف حديث النهى عن شد الرحاؿ ىي من أجل زيارة القرب النبوم الشريف - كما زعم ذلك أبو زىرة يفكتابو )ابن تيمية( كما أظنو أكؿ من قاؿ بذلك كال آخر من م قوؿ - ؼ ألقى اهلل يف ركع ذلك اإلما بأف يتقد بالرد عليهم قبل كجودىم تا يقارب مائيت سنة فيقوؿ: إف ادلساجد الثالثة استثنيت يف حديث ال تشد الرحاؿ دلا تيزت بو من فضل على مجيع بقاع األرض ترتب عليو مضاعفة ثواب الصالة فيها. قذا ىو السبب الذم من أجلو أكرد البخارم حديث فضل ادلساجد الثالثة بعد حديث الرحاؿ إال إذل ثالثة مساجد.." كغ تىا من ادلساجد كالبقاع ال ت شد ذلا الرحاؿ. "ال تشد أم أنو أراد أف يب ت حكمة االستثناء كموجبو كأهنا لوال ذلك لكانت ؼ القضية - يف نظر البخارم كأمثالو - قضية مساجد كصلوات ال قضية أضرحة كمزارات. كبعد أف كتب فضيلة الشيخ ما تفلسف بو حوؿ صنيع البخارم الذم فرغنا اآلف من الكال حولو نقل كالما البن حجر مفاده أف النهي الذم تضمنو حديث كالصلوات دكف غ تىا من البقاع كاألغراض كالعبادات. "ال تشد الرحاؿ.." خاص بادلسا كضلن نناقش فضيلتو فيما ىو من ابتكاره كفيما نقلو عن غ ته فنب ت توؿ اهلل كتوفيقو أهنا مزاعم رلردة عما يسندىا كيشد عضدىا من لغة أك شرع فنقوؿ: أنتم مع تفوف بأف حديث يشمل ادلساجد مشوال أ جد "ال تشد الرحاؿ.." كؿ يا مباشرا سول ادلساجد الثالثة ادلستثناة بل تاكلوف أف تعلوه خاصا مقصورا عليها فهل تركف أف األضرحة أفضل عند اهلل من ادلساجد.. أليس احلديث اآلخر قد نص على أف ادلساجد ىي أحب البقاع إذل اهلل.. كيف القرآف الكرصل }و لن ال يم س اج د ل ل لو ف ال يدع و م الل لو ح دا {..
كفيو قولو تعاذل: }ف ي ب ي ي وت ذ ن الل لو ين ي ي رف و ي يذك ر ف يه ا ا ي سم و {.. الثالثة فكيف ساغ لكم كدلن قلد توىم أف تقولوا: ادلم ن وع زيارة ادل ساجد د كف زيارة ادل شاىد ب إمكانكم أف تقولوا: ألف ادلساجد يعوض بعضها عن بعض فال فرؽ ب ت مسجد كآخر عدا ادلساجد أما القبور خاصة قرب النيب صلى اهلل عليو كسلم فال يعوض بعضها على بعض كما أف ادلساجد أيضا ال تعوض عنها ألهنا ليست من جنسها. كجوابنا على ذلك أف نقوؿ:- إف اهلل تعاذل جعل ادلساجد أماكن للعبادة فيتوجو ادلسلم إذل مسجد ليؤدل فيو عبادتو لربو كما أمره سبحانو كتعاذل فكاف من السائغ عقال أف يكوف السفر إليها فضيلة زلمودة دلن يريد أف غلعل لعدد كب ت من بيوت اهلل نصيبا من عبادتو تلك البيوت اليت أذف اهلل أف ترفع كيذكر فيها امسو تبارؾ كتعاذل كقد قرر الفقهاء أف ادلسجد األقد كاألكثر مجاعة كاألبعد من منزؿ اإلنساف أفضل ف عكسو كىذا مسجد قباء قد ثبت فضلو شرعا كمع ذلك دل يستثن مع ادلساجد ادلستثناة أما القبور فلم غلعلها اهلل كرسولو أماكن للعبادة بل على العكس فقد هنى الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم عن الصالة يف ادلقابر كجعلها من ادلواقع اليت ال تصح الصالة فيها كلعن اليهود كا لنصارل ال تاذىم ادلساجد على القبور زلذرا أمتو من أف تذكا حذكىم مكررا كمؤيدا حىت آخر حلظة من حياتو الشريفة كلكنو مع ىذا قد أخرب - عليو السال - أف أمتو ستحذك حذك اليهود كالنصارل كتتبع سننهم رغم تذيره كمبالغتو يف النصح كالتنبيو كمن أبرز سننهم اليت حذر الرسوؿ أمتو من اتباعها - كقد اتبعوىا - ا تاذ القبور مساجد كىذه مبدؤىا الغلو يف القبور كا تاذىا أعيادا بكثرة ال تدد عليها مث التعلق بأىلها كتوجو القلوب إليهم مث دعاؤىم من دكف اهلل مث.. مث.. مث.. مث.. اخل. مث نقوؿ: إف ادلساجدكما يصدؽ عليها أهنا مساجدكذلك يصدؽ عليها أهنا بقاع كأهنا أماكن كاحلديث دل يذكر فيو ادلستث ت فهو مبهم كادلبهم ينبغي أف يقدر بأعم مدلوالتو ما دل يرد دليل آخر يفسره ألف االقتصار على بعض ادلدلوالت دكف بعضها اآلخر تكم كاتباع للهول فما دا أف ادلستث ت منو حديثنا ىذا غلوز أف يكوف ادلساجد فقط كغلوز أف يكوف البقاع كاألماكن مجيعان - كالشارع دل ؼلصص - فيجب علينا كاحلالة ىذه أف نعترب األعم األمشل كصلرم احلديث على ظاىره كال يكوف لنا ت دخل يف نصوص الشرع تجرد أىوائنا ألف أحدا منا لو سئل فقيل لو: دل قصرت ىذا العا على بعض أفراده بال دليل فإنو ال جواب لديو ؼلرج بو من طائلة العتاب أما لو سئل فقيل لو: جعلت ىذا العا على التخصيص كمن مث ال يتوجو إليو عتاب. إذا فالتوجيو للحديث كما ليي: ال تشد الرحاؿ دلكاف يف األرض أك بقعة من البقاع طاعة هلل أك ألداء عبادة يبتغي هبا كجو اهلل إال