ﺑﺤﺚ ﻋـﺎم ﻗﺴﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻌﻠﻮم ا ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017 All rights reserved 2017

ملفّات مشابهة
منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل

الشريحة 1

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

اسم المفعول

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

PowerPoint Presentation

Microsoft Word - 47-Matthew

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

نموذج السيرة الذاتية

د ع اء ك م يل بن ز ياد د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث

1

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ−

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

UNWTOQtr14-2-1Course Outline-v02.docx

كلمة رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه في تكريم معالي األستاذ عدنان القص ار 2018 شباط في بيروت 28 1

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 23 (:وزارة الصحة العامة والسكان فرع ( 02 ) :المعهد العال للعلوم الصح ة صنعاء

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

S_ARB_032810_Chapter1

BREVET NATIONAL JUIN+SECOURS 2011

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

PowerPoint Presentation

Programme Beni Mellal

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ

الملف الأول على قسم الترجمات: الاتجاه التنقيحي وأثره في الدرس الاستشراقي للقرآن الكريم وعلومه... مدخل تعريفي بالملف

Layout 2

1

زيارة جاللة الملك محمد السادس إلى إفريقيا جاللة الملك والرئيس الغابوني يشرفان على إطالق أشغال إنجاز مركز للتكوين المهني في مهن النقل واللوجستيك بليبرو

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن

Morgan & Banks Presentation V

ش ط TRANQUILITY ش ط Tranquility دومي ي ه منتج سك رائ ص ي ئ ب ت ست ى إق م م ا ر ا و. ا ط ط ا ع ة التصم د م ا ن س ا عم ري وأس ب ء ه ا ا م ا ي سي أجن سكن

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

الجامعة الأردنية

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا

releve

Microsoft Word - 50-John

Slide 1

هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما

الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from th

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس

PowerPoint Presentation

حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 21 (:وزارة التعل م العال والبحث العلم فرع ( 3 ) :مستشف الكو ت الجامع

البكريةA5.indd

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

السؤال الأول: ‏

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية

وضح أهمية وصف مظاهر التكوينات الجديدة فى التربة فى مجال مورفولوجيا الأراضى

الذكاء

WHAT’S NEW

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

تشارك ٠ تواصل ٠ تنمية موضوع اللقاء : و النقل التنقل الحضري الشركاء الخميس 4 ماي 2017

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر

Microsoft Word - Q2_2003 .DOC

مـــــن: نضال طعمة

Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

1 ère Collège_CE7 Devoir Surveillé n : 1A-S1-Ar 15/10/2010 Page : 1/1 Exercice.1 calculer en écrivant les étapes intermédiaires A = B = 3 +

untitled

برنامج المساعدات المادية الذكي خطوات التقديم للمساعدة المادية...2 خطوات رفع المستندات المرفوضة...10 خطوات التاكد من حالة الطلب

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا

الاتصال الفعال بين المعلم والطالب

بسم رلا هللا من قوله : وبعدها أمر بالهجرة إلى المد نة... إلى قوله : حتى تطلع الشمس من مغربها... وبعدها أمر بالهجرة عن بعد ان مكث النب هللاىلص ف مكة عش

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

الـسّــكنـى

الشريحة 1

برمجة NXT والخوارزميات تتبع الخط سلسلة دروس الروبوت التعل م قسم برمجة NXT والخوارزم ات تتبع الخط )حساس الضوء واأللوان( 1

P 0103 مؤشر اإلنتاج الصناعي Indice de la Production Industrielle ماي 1027 Mai 2017 Indice De La Production Industrielle 2017 Aout 7102 جوان Juin 7102

Diapositive 1

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل:

SP-1101W/SP-2101W eciug niitallatini kciuq 1.0v /

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة

Note sur Terminal 2

PowerPoint Presentation

لقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة

تأثير اتفاقيتي الشراكة عبر المحيط الهادئ والشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي على الدول العربية

دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية

Microsoft Word - Ja doc

االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البر

النسخ:

ﺑﺤﺚ ﻋـﺎم ﻗﺴﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻌﻠﻮم ا ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ 2017 05 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017 All rights reserved 2017

امللخ ص: إن الت عر ف إلى المنطقة المغاربي ة في مسيرة بيرك الذ اتي ة والمعرفي ة يعد أمر ا مسل م ا به ال غرو في ذلك فالر جل يعد شاهد ا مرجعي ا ومعل م ا رئيس ا لكل من يود الت عر ف إلى الت شكيالت»القبلي ة«المحلي ة ال تي امتلكت فضاء الش مال اإلفريقي من جهة أو دراسة الت راث اإليديولوجي والفكري للفضاء المغاربي ال ذي نشأ منذ مطلع المرحلة الكولونيالي ة وبعد االستقالل من جهة أخرى فبيرك يعد مجدد ا متمي ز ا ومط لع ا واسع المعارف في هذا المجال. من هنا فإن ورقتنا ست عنى بهذين البعدين األساسي ين الل ذ ين يمث الن - في اعتقادنا - محط تين محوري تين من تراث ج. بيرك المتشع ب متسائلين - في ذلك - بسؤالين رئيس ين: كيف يمكننا أن نستفيد - اليوم - من معرفة الر جل الخاص ة بالت شكيالت المجتمعي ة ال تي تكو ن منها المغرب الكبير وكيف نقرأ ونقي م شهادة بيرك عن ذلك الت راث الغزير المكو ن من الوثائق األثنولوجي ة والجغرافي ة والموسوعي ة عام ة نود أن نقارب هذا الموضوع بالط ريقة االستقصائي ة الن صي ة ألن إنتاج بيرك الواسع الث راء يستحق منا بالفعل - حسب ما نعتقد - هذا الن وع من العمل وذلك من أجل ضبط بوصلته وتحديد معالمه لنقف - في البداية - عند مسار بيرك الذ اتي والعلمي فذلك سيفيدنا كثير ا في بحثنا عن األجوبة المطلوب الت وص ل إليها في هذه الورقة. 2

تقديم: إن ه من الض روري بالن سبة إلى مالحظ الش أن المغاربي والد ارس لمورفولوجي ته االجتماعي ة: أن يلج هذا الفضاء عبر بوابة جاك بيرك األنثروبولوجي ة فاألعمال ال تي خل فها الر جل في هذا المقام سواء كانت ذات فائدة خالصة للمغرب الكبير أو كانت رسالة موج هة إلى أوربا عن تمي ز ذلك الفضاء الش اسع واختالفه عن ربوعها فهي - على كل حال - جعلت م ن المغرب الكبير مرجع ا رئيس ا للد راسات األنثروبولوجي ة في الجامعات ومراكز البحث في الغرب ككل. إن المتتب ع لسيرة بيرك الذ اتي ة والموضوعي ة )1910-1995 م( وما تمخ ض عنها من معارف ثري ة على شت ى الص عد شملت كال من المدن واإلسالم المغاربي وعلم االجتماع واألنثروبولوجيا الحضري ة يدرك بحق أهمي ة تلك الش خصي ة وما لها من أفضال على معارف األنثروبولوجيا والس وسيولوجيا ال تي تخص الش مال اإلفريقي بوجه خاص. إن بيرك ابن فرندة )الجزائر( ال ذي أوكله أبوه - منذ صغره - إلى أحد شيوخ القبائل لمد ة ست ة أشهر حت ى يعتاد حياة البداوة ثم قضى - بعد ذلك - أزيد من عشرين سنة في المغرب األقصى مسؤوال عن شؤون األهالي ومراكمته - بموجب ذلك - للخبرة والت جربة الميداني تين الل تين تشك لتا لديه أثناء تفاعله اليومي وصلته المباشرة باألهالي جعل منه - من وجهة نظرنا - رجل المغرب األو ل في القرن المنصرم وذلك من حيث تبن ي المقاربات العلمي ة الص ارمة لدراسة المنطقة وتحليل نسوجها ونصوصها. لقد بذل بيرك - في هذا الس بيل - جهود ا مضنية كبيرة ألغت أمامه الكثير من الحواجز والفواصل ال تي - غالب ا - ما تقف حجرة عثرة أمام الباحث األنثروبولوجي ال ذي يود االقتراب بعمق من مبحوثيه فهو يقول عن عالقته بالل هجات الد ارجة بالمنطقة:»لقد تعل مت الل غة المغاربي ة مثلما تعل مت لغتي األم هذا على الرغم من أن ي كنت أقل تحك م ا فيها مقارنة بنظرائي المغاربة لكن - اليوم - أستطيع أن أجزم وأقول:»إن ني أتحك م بجميع الل هجات والكل أصبح يفهمني عندما أتكل م معه«)بتصر ف( 1 وعن الل غة العربي ة يقول:»هي لغتي الث انية«لقد جس ر ج. بيرك - بذلك - المسافة بينه وبين األهالي فصار - اليوم - واحد ا منهم ال يتمي ز عنهم في شيء يشاركهم تفاصيل حياتهم اليومي ة ويختبر - عن كثب - عاداتهم وتقاليدهم ومنتجاتهم المختلفة وقد استطاع الر جل - بتلك الحنكة - سبر األغوار واألعماق ومالمسة الجذور والبواطن ال تي تتشك ل منها البنية المجتمعي ة للمغاربة بما في ذلك الد الالت والث قافات المكو نة للمنطق وللذ هني ات العام ة. 1- Ben Salem.L ; Jaque Berque (1910-1995) cahiers de Tunisie N: 1653 trim.1993,pp.12-13. 3

وبناء عليه فإن الت عر ف على المنطقة المغاربي ة من خالل مسيرة بيرك الذاتي ة والمعرفي ة يعد أمر ا مسل م ا به ال غرو في ذلك فالر جل يعد شاهد ا مرجعي ا ومعل م ا رئيس ا لكل من يود الت عر ف إلى الت شكيالت»القبلي ة«المحل ي ة ال تي امتلكت فضاء الش مال اإلفريقي من جهة أو دراسة الت راث اإليديولوجي والفكري للفضاء المغاربي ال ذي نشأ منذ مطلع المرحلة الكولونيالي ة وبعد االستقالل من جهة أخرى فبيرك يعد مجد د ا متمي ز ا ومط لع ا واسع المعارف في هذا المجال. من هنا فإن ورقتنا ست عنى بهذين البعدين األساسي ين الل ذين يمث الن - في اعتقادنا - محط تين محوري تين من تراث ج. بيرك المتشع ب متسائلين في ذلك بسؤالين رئيسين: كيف يمكننا أن نستفيد - اليوم - من معرفة الر جل الخاص ة بالت شكيالت المجتمعي ة ال تي تكو ن منها المغرب الكبير وكيف نقرأ ونقيم شهادة بيرك عن ذلك الت راث الغزير المكو ن من الوثائق اإلثنولوجي ة والجغرافي ة والموسوعي ة بشكل عام إن نا نود أن نقارب هذا الموضوع بالط ريقة االستقصائي ة الن صي ة ذلك أن إنتاج بيرك الواسع الث راء يستحق منا بالفعل - في اعتقادنا - هذا الن وع من العمل وذلك من أجل ضبط بوصلته وتحديد معالمه لنقف - في البداية - عند مسار بيرك الذ اتي والعلمي فإن ذلك سيفيدنا كثير ا في بحثنا عن األجوبة المطلوب الت وص ل إليها في هذه الورقة. نبذة عن حياة جاك بريك املهني ة والفكري ة: جاك بيرك: هو من مواليد مدينة فرندة الجزائري ة في سنة ) 1910 م( وكان والده )أوجستين بيرك( يعمل فيها مسؤوال إداري ا بعد حصوله - في سنة ) 1936 م( - على شهادة األدب الكالسيكي رفض بيرك العمل بالت دريس وفض ل الذ هاب إلى الجزائر مقاطع ا بذلك دراسته ال تي ابتدئها بعد عام ونصف في الس ربون بعث به والده إلى الهضاب العليا بمنطقة الحضنة ليعمل ضمن اإلدارة االستعماري ة واستغل بيرك هذه الوظيفة ليجمع من خاللها الماد ة األساسي ة ال تي سيكتب منها أو ل مقال له ال ذي نشره - الحق ا - في المجل ة اإلفريقي ة في سنة ) 1934 م( وفي غمار عمله مراقب ا لدى محاكم األهالي وقد كان عمال يحب ذه بيرك ويستمتع به نشر - ألو ل مر ة - سنة ) 1936 م( كر اسة بعنوان: africainsétudes des contrats nord - وقد استمر هذا العمل المزدوج )اإلداري والعلمي ) معه مد ة عشرين عام ا فأصبح - بذلك - رجل مكاتب العرب ال تي لم يكن - بالمناسبة - يطمئن لها كثير ا وذلك بسبب نهجها الس كوالستيكي األكاديمي المتكل ف فهو رجل يعتز بنفسه ويفض ل الحياة المعرفي ة الحر ة قال عنه زميله Bousquet( :)G.H.»إن بيرك رجل يحب مهنته وال يود االشتغال بالت عليم الجامعي» 4

)بتصر ف( 2 فعمله في الر قابة المدني ة تحت االنتداب الفرنسي في المغرب كان جد موات له إلجراء المالحظات واستجماع المواد األنثروبولوجي ة ال تي لم تكن متاحة لكثير من اإلثنولوجي ين في وقته ومنذ ذلك الحين وبيرك يعمل بتفان إلنجاز مشروعه الخاص في مجال أنثروبولوجيا الحقوق ال ذي شمل العقود الت جاري ة والر عوي ة في المغرب 3 وقد تأث ر - في هذا الن هج - بأستاذه Gernet( Louis ( ال ذي كان يتابع - بانتظام - محاضراته في كل ي ة اآلداب في الجزائر العاصمة. لقد أنضجت الت جربة المهني ة لديه معرفته الت فصيلي ة والعميقة باألهالي المغاربة فهو - كما أسلفنا - مراقب المحاكم المدني ة في المغرب من سنة ) 1937 م( إلى سنة ) 1936 م( ثم نائب بلدي )1937-1940 م( والتحق بعدها بالخدمة الس ياسي ة لحماية الر باط )1943-1945 م( ثم مدير مكتب الد راسات )1945 1947 م( - وذلك قبل أن يعزل بسبب كتاباته وبسبب - أيض ا - اإلصالحات ال تي أدخلها على الر يف المغربي وبعدما ترك وظيفته سنة ) 1953 م( استقر به المقام في إحدى المقاطعات المجهولة باألطلس الكبير حيث انكب بيرك على كتابة أطروحته المعروفة باسم du«les Structures Sociales»Haut - Atlas سنة ) 1955 م( لقد فتح له هذا اإلنجاز أبواب الكوليج دو فرانس ال ذي أصبح يرأس فيه كرسي الت اريخ االجتماعي لإلسالم المعاصر لمد ة ربع قرن كما كان يشغل - في الوقت ذاته - منصب مدير الد راسات بالمدرسة التطبيقي ة للد راسات العليا أين أشرف على العديد من رسائل الدكتوراه وبعد عامين من عمله في كوليج دو فرانس عي ن بيرك خبير ا تربوي ا لدى )UNESCO( في كل من مصر ولبنان وقد تقاعد بيرك عن عمله سنة ) 1980 ن( ليجد نفسه - بعد ذلك - مستشار ا لوزارة التربي ة الوطني ة 4 لكن بالرغم من ذلك فإن تلك الوظائف المتراكمة الكثيرة لم تثنيه عن إنجاز مشروعه الكبير المتمث ل في ترجمة معاني القرآن الكريم ال ذي بدأه بيرك سنة ) 1982 م( وانتهى منه سنة ) 1995 م( أي قبيل وفاته مباشرة إذ وافته المني ة في يوم )27/ حزيران/ 1995 م( وذلك إثر أزمة قلبي ة ألم ت به وهو جالس يعمل داخل مكتبته. إن تراث بيرك الفكري الث ري ال ذي بدأ بالمالحظة األنثروبولوجي ة والعمل الميداني وإنجاز الد كتوراه ثم العمل األكاديمي في كل من الكوليج دو فرونس وفي )EPHE( إلى غاية سبعينيات القرن الماضي واهتماماته - في آخر المطاف - بالث قافة الكالسيكي ة وباألخص اإلسالم وترجمة معاني القرآن الكريم إن ما 2- حسب رواية بوسكيه فإن بيرك قد كان مرح ب ا به من قبل حاكميه ومحكوميه على حد سواء لكن هذا األمر نفاه بيرك مؤك د ا- عكس ذلك- أن ه كان منذ سنة ) 1944 م( ضحي ة سخط وامتعاض من قبل مسؤوليه الش يء ال ذي تسب ب في نفيه إلى أعالي األطلس الكبير. J.Berque, Mémoire des deux rives, Paris, Seuil. p.114 3- كان بيرك متأث ر ا بكتابات أستاذه Gernet( )Louis خاص ة في أطروحته ال تي أنجزها سنة ) 1917 م( ال تي تحمل عنوان: développement«le de «la pensée juridique et morale en Grèc حيث اقتبس منها بيرك مفهوم الماقبل القانون» prédroit «ال ذي أعاد توظيفه في أطروحته الخاص ة بالبنى االجتماعي ة في األطلس الكبير. 4- ما بين سنة ) 1984 م( وسنة )1985(: أوكل Chevénement( J(- P-. ال ذي كانت تجمعه ببيرك قرابة دم- مهم ة البحث في مكانة أبناء المهاجرين ضمن النظام الت ربوي وقبل بيرك- بعد تقاعده من عمله في المغرب- بتلك المهم ة كما قبل قبلها العمل مستشار ا للوزير بين سنة ) 1981 م( وسنة ) 1982 م( ذات الوزير ال ذي تول ى حقيبة البحث العلمي حمل بيرك بعدها مسؤولي ة الت عاون العلمي مع العالم الث الث. 5

يدل على أن ذلك الت رتيب - خصوص ا - في مرحلته األخيرة قد ارتبط بخلفي ة جد عميقة ذات بعد وجداني وقد حز في نفس الر جل كثير ا إغفاله دور جماعة اإلخوان المسلمين في مصر وعدم تقدير مكانتها في كتابه ال ذي أل فه سنة ) 1967 م( ويحمل عنوان: révolutionegypte: Impérialisme et فقد عب ر بيرك - بوضوح - عن ذلك الن دم في مذك راته الش خصي ة. 5 يف عمله مبكتب العرب: إن مكتب العرب ال ذي شغل به بيرك أو ل منصب له كمراقب مدني لم يغفل أهمي ته وقيمته العلمي ة هذا على الر غم من أهدافه االستعماري ة ومحدودي ته في مجال الت حقيق فالض ب اط الش باب واإلداري ين لم يكونوا - حينها - أكثر عمق ا في تحقيقاتهم وال في عملهم الميداني لذا قر ر بيرك أخذ المبادرة بنفسه والبحث عن الحقيقة لوحده 6 ليشرف - بذلك - بنفسه»على كل الن اس وعلى كل شيء«لقد كر س بيرك جهود ا مضنية في عمله بهذا المكتب حت ى أطلق على نفسه ذات مر ة اسم»رجل مكتب العرب«ففي مقال له سنة ) 1975 م( بعنوان: ArabeEntrée dans le Bureau قد م بيرك شهادة مفص لة عن ذلك الد ور ال ذي تمي ز به في مكتب العرب مقاله المعنون:»خمس وعشرون سنة ومائة من الس وسيولوجيا المغربي ة«سنة ) 1965 م( لم يغفل - هو اآلخر - دور مكاتب العرب في الر صد والت وثيق المفص ل لشؤون األهالي في شت ى المجاالت واألصعدة وال ذي تحم ل فيه مهم ة اإلشراف على عدد من الملف ات نذكر منها على وجه الخصوص: ملف»الش كاية«وملف»أعياد العرب«وملف»الحرائق«. للعلم إن مهم ة بيرك المدني ة لم تكن لتتنكر إلطارها العسكري ال ذي وظ فت فيه فالش اب ذو الخمس والعشرين سنة ال ذي كان يجوب على صهوة فرسه أراضي بني مسكين كان يعمل برفقة فرسان البرانيس الز رق 7 فال شيء يدل بذلك على أن»رجل مكتب العرب«لم يكن ضابط ا بدليل أن ه لم ا أزعج مسؤوليه غضبوا منه ونفوه بأمر عسكري إلى إحدى الن قاط المجهولة بأقصى األطلس عند هذه المحط ة - بالذ ات - يكون الخالف قد بلغ أوجه بينه وبين اإلدارة االستعماري ة إذ رفض بيرك تلك األحكام المسبقة ال تي يرت بها العسكري ين على المدني ين وانتقد بشد ة مكتب العرب على الر غم من أهمي ته واستبشر باستقالل الفضاء المغاربي حيث أعلن في ذلك قائال :»إن االستعمار الفرنسي قد بلغ مداه وإن من أنكر ذلك علي يلقمني اليوم 5- J. Berque, 1989, Mémoires des deux rives, Paris, Seuil. P.182. 6- J. Berque, 1975, «Entrée dans le Bureau arabe» in Nomades Vagabonds, Paris, UGE, 113-139(Causes comm - nes 2, coll. 10/18); repris comme «Premier poste» et «Agir, rêver», in 1989, chapitres 3 & 4. P. 116. 7- Frémeaux Jacques. Missionnaire en burnous bleu. In: Revue du monde musulman et de la Méditerranée, n 83-84, 1997. Enquêtes dans le bibliographie de Jacques Berque - Parcours d'histoire sociale, P p 67-73, doi: 10.3406/ remmm.1997.1772 http: //www.persee.fr/doc/remmm_0997-1327_1997_num_83_1_1772. 6

بالحجر«)بتصر ف( 8 لقد أدان بيرك ظلم األعيان لألهالي ووصفهم بأن هم قد»التهموا القبيلة«كما استهجن غطرسة المعم رين واستغاللهم الفاضح لعمالة األهالي كل ذلك وبيرك يقاوم ويناور من موقعه كأحد ورثة ضب اط مكاتب العرب ال ذين عد وا دمج األهالي ضمن العدالة الفرنسي ة وضمن روح الخدمة العمومي ة وإعادة تنظيم مخزنهم القديم: هو حد أدنى ينبغي للد ولة الفرنسي ة ذات الس يادة أن توف ره لهم. 9 ال غرابة في ذلك ألن موظفي مكتب العرب ال ذين نعتهم بيرك بالن زعة االنفصامي ة المستحكمة في نفوسهم ووطني تهم ذات الخلطة الغربي ة ال تي تجمع»بين الش وفيني ة الفرنسي ة من جهة وبين االنتماء إلى الحاضرة العربية من جهة أخرى«قد جعلت منهم أناس ا يعتقدون بأن العملي ة االستعماري ة سرمدي ة فلم يكن ليخطر ببالهم بأن ها فانية وأن مصيرها إلى الز وال ووسط هذا الخالف الحاد بينه وبين اإلدارة االستعماري ة ما ال ذي كان في إمكان بيرك فعله فهو لم يعتد الل غة المحل ي ة بعد وال يزال محتاج ا إلى أولئك»الق ياد«ليترجموا له شكاوى األهالي وكل ما يت صل بأعيادهم ومنازعاتهم وما يحل بهم من حرائق تلتهم حرثهم ودوابهم وليداروا عنه - أيض ا - ميوله ورغبته في تحسين شروط أولئك المستعم رين الضعفاء فيضط ر - بذلك - إلى مجاملة»الق ياد«حت ى ال يشوا به إلى اإلدارة الفرنسي ة فتعر ضه للعقوبة. إلى جانب ذلك كان بيرك يضطلع بهم ة معرفي ة داخل مكتب العرب حيث لم تمنعه مواقفه اآلنفة الذ كر من الش غف بالت عر ف عن كثب إلى تلك األقالم ال تي أطلق عليها الحاكم )Dilavignette( اسم»الحك ام الحقيقي ون لإلمبراطوري ة«الفرنسي ة ففي كتاباتهم وطرائق بحثهم وتحقيقاتهم الميداني ة ما يستحق عناء المتابعة والمطالعة لذلك لم ينتقص بيرك من إنجازات كتاب مكاتب العرب فهي - على عل تها - تمث ل»الش كل األكثر تفه م ا في إدارة العهد االستعماري «من هنا تحف ظ بيرك كثير ا من مبالغات زميله(. L Massignon ( ال ذي انتقد بشد ة تلك المؤس سة وعد ها مجر د»وكر ا من أوكار الجوسسة«ال ذي تستخدمه اإلدارة االستعماري ة في استغالل األهالي. إن مآخذ بيرك على مكاتب العرب لم تكن عدمي ة فهو لم ينكر عليها سوى جمودها وعدم قدرتها على الت كي ف مع عالم متحر ك يت جه نحو المستقبل كما استهجن عجزها وعدم قدرتها على رؤية»الت اريخ من األمام«وليس من الخلف وتقوقعها بالت الي في حلقة الماضي وبعبارة جامعة يقول بيرك:»إن الفرنسي ين بقوا رو اد ا لكن لم يكونوا عدوال حيال الت اريخ«فهم لم يهضموا بعد أن فكرة االستعمار ليست إال لحظة عابرة وانتقالية في الز مان وليست باألبدي ة. 8- المرجع نفسه 1975 م ص 116. 9- مرجع سابق 1997 م ص 114. 7

إجماال فإن مكتب العرب ال ذي نشأ في الجزائر على يد الر قيب Lamoricière( )de وكان يخضع لسلطة الض باط الش باب واإلداري ين العسكري ين لم يكن ليمنع بيرك من إنصاف الباحثين العاملين بأروقته إذ يجب - بحسبه -»أن يعطي الحق ألولئك الباحثين األوائل هذا على الر غم من المنهج الغير دقيق ال ذي استعملوه وعلى الر غم من موسوعي تهم الهش ة في الغالب إال أن هم رو جوا لعدد كبير من المباحث ال تي ال زلنا نعتمد عليها هذا بغض الن ظر عن كونها خاطئة أم صائبة«10 )بتصر ف( يقول بيرك. يف وصفه لك ت اب مكاتب العرب: لم تكن مكاتب العرب المتقص ية للمعلومات والواضعة للمونوغرافي ات بغرض الت حك م في الجغرافيا وفي الديمغرافيا المغاربي ة على حد سواء تخل وا عن األقالم المهني ة والخبرات المحترفة ال تي يمكن االستفادة منها هذا ما أك ده بيرك في العديد من كتاباته ال تي رصد بها بعمق الت راث )األدبي والعلمي ) ال ذي وقف عنده أثناء تواجده في مكتب العرب فهو لم يتوانى في وصف ما كتبه كل من )Daumas( و) Richard وPein وHugonnet ( بالعمل الن زيه والد قيق خصوص ا في المصن فات ال تي أل فوها والقوائم ال تي استحدثوها في ترتيب القبائل العربي ة حيث وف ر ذلك الجهد الكثير بالن سبة إلى األجيال الال حقة من الباحثين فدراسات أولئك الر و اد المدعومة بالفعل ال تي يأتي في مطلعها موضوع»األسرة األبوي ة«قد أهدت للباحثين الجدد المفاتيح الت فسيري ة ال تي لم يغفل قيمتها باحث مثل Montagne(.R( واستغل ها أي ما استغالل في جميع أعماله العلمي ة وبيرك يصف طرائق البحث عند أولئك الر و اد فيقول:»إن المالحظة المباشرة لم تكن الوحيدة من نوعها في أعمالهم إن ما - أيض ا - المعلومة الغير المباشرة قد لعبت دور ا مهم ا في البناء المتأن ي للظ واهر الخفي ة عن أنظارنا والن قد الهادئ والمرن للشهود ساهم في تحديد الوقائع وإبعادها عن الت ضخيم وأحيان ا عن الخيال«لقد تمي ز كل من Eugene( )Daumas بهذه المنهجي ة باألخص أثناء تحقيقاته في الص حراء. 11 و) A.E.H.Carette ( في عمله بمنطقة القبائل 12 دون إغفال - بطبيعة الحال - تلك الر وح االستعماري ة ال تي كانت تحر كهم وقد وجدت هذه الص رامة في البحث من ينصفها ويحتذي حذوها وهذا حت ى بعد مرور نصف قرن عليها ففي المغرب قام Mouliéras 13 بإعادة تحيين الت حقيق الش فوي الد قيق والعميق مع عم ال الحصاد وتوص ل بموجبه إلى وصف مفص ل للمحاصيل الزراعي ة المنتجة. إن )Daumas( 10- المرجع نفسه 1975 م ص 116. 11- Berque Jacques. Cent vingt-cinq ans de sociologie maghrébine. In: Annales. Économies, Sociétés, Civilis - tions. 11ᵉ année, N. 3, 1956. pp. 296-324; doi: 10.3406/ahess.1956.2554.http: //www.persee.fr/doc/ahess_0395-2649_1956_num_11_3_2554. p. 305. 12- المرجع نفسه 1956 ص 305. 13- المرجع نفسه 1956 ص 189. 8

ومن بعده )Rinn( استعرضا في أبحاثهما قاموس األلفاظ والمنطوقات األمازيغي ة األكثر غرابة ما أحرج العقداء المتقاعدين وأثار مخاوفهم حيال نظري اتهم الش خصي ة ال تي رو جت ل أسطورة االشتراك العرقي بين البربر والفرنسي ين وهم شت - متعم دة - في المقابل العنصر العربي أعمال الموسوعي ين من أمثال: )Berbrugger( والمترجمين من أمثال: )Rémusat( و) Slane ( وأعادت - من جانبها - عبد الر حمن ابن خلدون مجد د ا إلى الواجهة وأحيت معها روح المالحظة المباشرة ال تي ال تزال تحتفظ بقيمتها إلى يومنا الحالي. للعلم إن األسماء المشار إليها أعاله لم تكن تنتمي - في مجملها - إلى القط اع المدني فمن بين من ذ كر نجد: الض باط واإلداري ين ال ذين كانت لهم ألقاب علمي ة وانخرطوا بجد في البحث الخالص نذكر على سبيل المثال: Castries( )Le Chatelier و) Doutté ( و) R.Montagne ( ال ذين يصن فون ضمن هذا الت رتيب وعليه فإن من الخسارة أن ال ي نظر إلى تلك األعمال بالن قد الهادف وذلك لمجر د انتمائها إلى اإلدارة االستعماري ة إذ كيف يعقل أن ال يستفاد من االكتشافات ومن العروض المونوغرافي ة بذريعة انتمائها إلى الموروث االستعماري وكيف لنا أن نتعامى أو نغض الط رف عن نفاسة ما أتت به مجموعة المجتمع الت اريخي للجزائر algérienne( )la Société historique والمجتمعات الجغرافي ة ).E لكل من الجزائر ووهران ومجتمع األركيولوجيا لقسنطينة واألعمال المونوغرافي ة لكل من )S.G( )Mercier, Feraud, Arnaud وما تحمله كل تلك األعمال من ثراء وتنو ع لقد حنكت الس نين الط وال المعرفة الكولونيالي ة المتخص صة في الفضاء الجزائري فات سع نطاقها وتغلغلت جذورها فمن المجحف أن نتجاهل )Foucauld( هنا وما قد مه من أعمال مونوغرافيا حول منطقة الهقار ال تي لم يدانيها في المغرب - من حيث القيمة - عمل مثلها أو ندير ظهرنا لتلك التحقيقات الر ائعة ال تي حملت الباحثين بعيد ا من أجل الت حقيق في الوقائع االجتماعي ة الكل ي ة لقد وث ق قاموس الت واقيع )autographe( ال ذي ألفه Basset(.A( بعد وفاة )Foucauld( في هذا الش أن تلك األسماء ال تي جابت أراضي المغرب الش اسعة ودو نت أبحاثها وتجاربها الميداني ة. ننو ه - هنا - بذلك الت عاون ال ذي جمع الن قيب )N.Lacroix( المسؤول عن مصلحة شؤون األهالي بالباحثين Martiniére(.H( de la و) Bernard )Aug. وأثمر - سنة 1906 م - كتاب ا مرجعي ا يحمل عنوان Algérie( )L évolution du nomadisme en وعد بيرك ذلك العمل األو ل من نوعه حول الجغرافيا اإلنساني ة في إفريقيا الش مالي ة كما عد كتاب Bernard( )Aug. حول الت خوم الجزائري ة المغربي ة إضافة جديدة في الت عريف بالقبيلة بحيث شخ ص الكاتب فيه - بوضوح - حدود الت شابك والت عق د والعالقة الحميمة ال تي تربط القبيلة باالقتصاد الر عوي المواتي جد ا لحياة الت رحال والت نق ل. 9

األسامء الر ائدة يف علم املغرب: إن األعمال ال تي تتمي ز بالص ياغة وبطرح الفروض وتجاوز المسائل الفردي ة إلى الت فسير البعيد حاضرة بقو ة في األدبي ات الكولونيالي ة لنذ كر - هنا - بأعمال Masqueray(.E( في الموضوع وفي أعمال المدرسة الجزائري ة ال تي نجحت في الجمع بين الث قافة العلمي ة والعمل القاعدي األساسي والمقارنة وبين الت حقيق الميداني والس فر المتواصل. إن Masqueray(.E( المولع بجمع الذ كريات والمشاهد Souvenirs et Visions ) 1894 م) والمتفح ص في الل هجات عن قرب 14 عز ز من الص رامة المونوغرافي ة وأبرز محاسن االستقراء لقد كتب سنة ) 1886 م( كتاب ا تاريخي ا أسماه sédentaires( La formation des cités chez les populations )de l Algérie وقال عنه بيرك: لقد كان له الفضل الكبير )أي الكتاب( في إنجاز العديد من أبحاثي وذلك لما له من أهمية في إبراز للمجتمعات البربرية الثالثة والمتمثلة في المجتمع القبائلي واألوراسي والمزابي وتناوله لها بالفحص والت حليل والت نو ع المونوغرافي. للت ذكير - هنا - إن مالحظات Masqueray(.E( الغني ة تأتي في إطار جملة المالحظات الر ائعة ال تي قد مها )Duveyrier( حول الحواضر الص حراوي ة ومالحظات )Doutté( حول الس حر و) Montagne ( حول القبائل البربري ة وقد أفاد بيرك منها الكثير - خصوص ا - في عمله حول األطلس الكبير لكن - على الر غم من أهمي ة )Masqueray( ومكانته في علوم المغرب إال أن بيرك لم يكن ليقر ه على جميع قناعاته ال تي أوردها في كتابه الكبير وطالما استهجن بيرك بقاء ماسكري في ج ب ة )Fustel( خصوص ا بعدما شب ه بشكل نمطي المجتمعات المغاربي ة بالمجتمعات اإليطالي ة القديمة فقد ضل ل ذلك كثير ا )يذكر بيرك( ما يقارب ثالثة أجيال من الباحثين وجعلهم يخلطون بين الحاضرة البربري ة )L ikhs( )لغة تعني العظم أو الس اللة( وبين الحاضرة الر وماني ة gens( )la في حين أن الت حقيق الت وبوغرافي الر صين يفن د ذلك الت ماثل ويعد ه مجر د افتراض يعوزه الد ليل واإلثبات الماد ي في ذات الس ياق طالب بيرك بضرورة إعادة الن ظر في سؤال البنى البربري ة إذا ما كانت أركائيكي ة بالفعل أم أن ذلك مجر د تخمين مضل ل تحتاج إليه اإلدارة الكولونيالي ة إلنفاذ سياساتها وتمرير مخط طاتها االستغاللي ة أم ا بشأن القيمة األكاديمي ة المتعل قة بأعمال إداري ي البلدي ات المختلطة فإن بيرك أقر بأن هذه الفئة لم تغفل - في نشاطها الكتابي - الجمع بين البعد الن ظري وبين البعد العملي نشير هنا - على وجه الخصوص - إلى أعمال Doutté(.E( ال ذي وصفه بيرك ب»المالحظ الحاذق والر ح الة الحذر والمحق ق الث بت ال ذي عمل على تصحيح أخطاء الموسوعي ين الخيالي ين«فقد وجدت فيه كل من اإلثنولوجيا اإلنجليزي ة والس وسيولوجيا 14- وعن ب عد أيض ا ينقل بيرك ذلك عن Marçais(.W( المرجع نفسه 1965 م ص 194. 10

الفرنسي ة الش خص الن موذجي األمثل في العمل الميداني الممنهج فكتابه الش هير Religion( )Magie et ال ذي أل فه سنة ) 1909 م( جعل منه رائد ا فريد ا في مجال اإلسالمولوجيا المغاربي ة بشكل عام وإن كان لم يرق لبيرك كثير ا تقديم المغرب كأن ه بلد الس حر والش عوذة إال أن ذلك لم يمنعه من االعتراف بأن هذا الميدان قد وجد - بكل استحقاق - واصفه الحقيقي ويقصد بذلك إ. دوتيه. في ثالنيني ات القرن الماضي نشطت حركة الت رجمة 15 والت فسير فتعز زت بذلك علوم الش مال اإلفريقي بميثولوجيا رائعة حيث لعبت كتابات Gautier(.E( -.F - في هذا الص دد - دور ا حيوي ا فع اال خصوص ا برؤيته تلك حول مغزى الحياة المنبعثة من التقاء البنى االجتماعي ة بالظ واهر الخارجي ة وامتزاج العالم االفتراضي ال ذي تغذ يه مواهب الماضي بالعالم الملموس وبالمبادرات اإلنساني ة تلك اإلزدواجي ة ال تي يجتمع فيها المعيش الد اخلي بالمشهد الخارجي للحياة في الفضاء المغاربي الفسيح المتنو ع هي - بحسب ).F.E - )Gautier - من ينبغي االعتناء بها والت ركيز عليها من قبل علم اجتماع الش مال اإلفريقي فمراعاة هذا البعد سيضمن الت فو ق الكامل لعلم االجتماع - بحسب بيرك -»إن ما قد مه )Gautier( في ذلك الط رح يعد درس ا جي د ا يجب االحتذاء به«. أخير ا وليس آخر ا يلفت بيرك عناية قر ائه إلى أهمي ة كتابات Montagne(.R( في إثراء علوم المغرب فمقاالت الر جل ال ذي كان ينشرها ابتداء من سنة ) 1924 م( على مجلة )Hespéris( قد أك دت أن نهجه ال يختلف في شيء عن سلفه )Gautier( وجهوده المبذولة في إعادة إحياء أطروحات ابن خلدون ذات المضمون الميداني والمقاربة الت جريبي ة ومالحظة الوقائع واختبار األفعال قو ضت أطروحات الض ب اط الس ابقين فنظري ته المشهورة باسم )Montagne( اللف Leffs 16 ال تي تقضي بعدم جدوى االت كاء على مفهوم اإلثني ة أك د بها على أن القبيلة ما هي إال تجم ع سياسي وليس عشائري لذلك ال يمكن أن يعد ميداني ا بهذا المعطى األخير في الت حليل والت فسير وتوخ يه للممارسة الميداني ة إلى حد بعيد واعتماده في نهجه على أسلوب االستحضار واالستدعاء قد أعطى كتابه ال ذي أل فه سنة ) 1930 م( والموسوم باسم Les Berbères et le Makhzen dans le Sud du Maroc: essai sur la transformation«chleuh(»politique des Berbères sédentaires (groupe ميزة وقيمة فريدتين كما منح ذلك الن هج ألعماله المزيد من الت قد م واالستمرار. 15- W. Mac Guskin de Slan (TRAD), (1801-1878), Les Prolégomènes d Ibn Khaldoun (732-808 de L Hégire) (1332-1406 de J. C) (1863) deuxième partie. Librairie orientaliste Paul Geuthner, Paris, 1936. 16- الل ف: هو تعبير بربري غائي يقصد به تشكيل األحالف بغرض ضمان وظائف اجتماعي ة محد دة أو تحقيق أهداف خاص ة تتحو ل- بدورها- إلى غاية في حد ذاتها يعمل الل ف على تجسيدها. انظر: Mohamed BERDOUZI, Structure du Maroc pré- Colonial: Critique du Robert Montagne, (Mémoire pour l obtention du diplôme des études supérieures es-sciences politiques), Edition La croisée des Chemins, Rabat, Novembre 1981. P.68. 11

إن كل تلك األعمال المشار إليها أعاله بما في ذلك األسماء المرموقة والوازنة في مجال فنون العلوم االجتماعي ة واإلنساني ة هي - على أهمي تها واإلضافات المتنو عة والمتعددة التي قدمتها إلى المعرفة األنثروبولوجي ة بالجزائر وبالمغرب ككل مع عدم اإلغفال - بطبيعة الحال - للمالحظات والمؤاخذات ذات المضمون اإليديولوجي أو الكولونيالي ال تي تنطوي عليه فذلك ال يمنع - في واقع األمر - من االستفادة منها وإعادة استثمارها بعد غربلتها ونقدها بشكل هادئ وبن اء وأن ال تقف العقدة الكولونيالي ة عائق ا مزمن ا يحول دون استغالل تلك الد واوين الغزيرة الث راء والت نو ع لقد انتهج بيرك - بالفعل - هذا المسلك فهو بقدر احتفاءه بذلك الت راث وتثمين ما جاء فيه إال أن ه لم يتوان في نقده وإزالة ألغامه وتفكيك مسل ماته فعمله ال ذي أنجزه عن قبائل سكساوة - وقبله القبيلة في الش مال اإلفريقي - يعد أفضل دليل على ذلك لنلقي نظرة على تلك األعمال: يف معنى القبيلة يف الش امل اإلفريقي : يعد مقال بيرك الموسوم باسم»ما معنى القبيلة في الش مال اإلفريقي «: ال ذي كتبه )سنة 1954 م( نص ا تاريخي ا بامتياز فقد جاء ليرج ح الكف ة في مجال األبحاث اإلثنولوجي ة االستعماري ة ال تي فض لت - منذ الل حظة األولى - اقتحام ميدان القبيلة وإبراز األخيرة على أن ها الكيان األوحد ال ذي يهيمن على أرض المغرب يقول بيرك في هذا الص دد:»في بحثنا عن المواضيع الموج هة لمعارفنا وعملنا على مجتمعات الش مال اإلفريقي ة ما وجدنا أمامنا سوى القبيلة«17 من هنا قر ر بيرك قطع الص لة باألحكام المسبقة والت صو رات الجاهزة المترت بة عن اإلرث الكولونيالي في هذا المجال واعتمد منهج ا ورؤية مختلف ين في البحث تنظر لألشياء من زاوية تشبه - إلى حد بعيد - ما يسم يه بيرك ب»ملحمة علم الن بات«métaphore( )botanique ال تي تشخ ص مسم ى القبيلة مثلما تشخ ص الش جرة ذات األصول والفروع وكل ما يحيط بها من نباتات ثانوي ة تحوم حول محيطها الخارجي إضافة إلى ذلك فإن بيرك لم يهمل الت خمينات وال االفتراضات وال الظ نون الغير أكيدة فهذه بالن سبة إليه مواد تساعد في التقاط المكو نات ال تي ستتشك ل منها»فرضي ته الت اريخي ة«ال تي سينبني عليها بحثه وتقول: إن سك ان المنطقة لم يعرفوا في حياتهم سوى الهجرة على جميع األصعدة والمستويات. للخوض في غمار هذا الموضوع ودراسة المجتمع في حاضره وأوانه لم يكن أمام بيرك سوى شحذ مالحظته المباشرة والراهنة ليطل بها على الت شكيالت المجتمعي ة العصبوي ة المحل ي ة ال تي تموج بها أرض المغرب فكان من نتائج ذلك قوله:»إن المجتمعات المغاربي ة ذات طبيعة مغبر ة في الغالب )..( 17- J. Berque, 1954, «Qu est-ce qu une tribu nord-africaine?» in: Hommage à Lucien Febvre, Paris, 261-271 (rééd. in Maghreb, histoire, société, Alger-Gombloux, Sned-Duculot, 1974). P 261. 12

وذات شكل فسيفسائي )..( تشبه حب ات الز رع المتراص ة ذات األلوان القليلة«وقد جعله هذا الت صو ر يتأك د من أن األسماء المتكر رة للمجموعات االجتماعي ة في ربوع المغرب الكبير وعلى مستوى األطلس األعلى واألسماء المثبتة تاريخي ا واألصول واألعراق المتعد دة تنشأ وتتشك ل - جميعها - بمنأى عن الخيالي ة الجنيالوجي ة للعلم إن بيرك أدرك - منذ الوهلة األولى - الفرق الموجود بين تعد د األصول وتنو عها على اختالف مكو ناتها وعناصرها وبين فكرة خيالي ة رابطة الد م ال ذي رمز إليها ب»وحدة المجموعة«واالسم الجامع لها.)éponyme( الجغرافيا المتالشية في هذا اإلطار والحدود الخافتة عبر الت اريخ جر اء الت رحال المستديم لشعوب المنطقة )كما تذهب إلى ذلك إحدى الفرضي ات( ال يلغي - البت ة - صفة الت مد ن عن تلك الش عوب وال يخفي سعادتها بنمط عيشها هذا بغض الط رف عن الن ظرة الس طحي ة للمشهد ال تي ت ظهر سك ان المنطقة وكأن هم»مجموعات متشظ ية مبعثرة في المكان«. 18 إن المجتمع المغربي - كما تأك د عليه المالحظة الر اهنة ال الن ظرة المسبقة - هو عبارة»عن نسيج 19 متواصل«تجمع بين وحداته الخيالي ة اإلسمي ة وتنو ع األصول والت عايش المحل ي»دون إزعاج أي مواطن«في المكان لكن كيف يقرأ بيرك ظاهرة تشابه أسماء المجموعات وتكرارها ال تي لمس وجودها في نطاق المغرب ككل في قناعة بيرك ال يوجد تفسير تاريخي لتلك الظ اهرة المتمث لة في انضواء المجموعات الغير المتجانسة تحت اسم واحد»ففي الوعي العام «ذلك اإلشكال»ال يعود إلى الت اريخ )..( إن ما يشير إلى الر مز )..( والمجموعات ال يهم ها سوى االسم فهو وحده من له القيمة االجتماعي ة«واختالف األسماء وتباينها في المقابل ال يعدو - بالمناسبة - أن يكون مجر د»اختالف لفظي «من هنا فإن المجموعات القبلي ة ليس لديها سوى ملكي ة واحدة غير قابلة للن قاش أال وهي ملكي ة»راية االسم«. 20 ولمزيد من التفصيل في الموضوع ولشرح أوضح لمعنى االختالف والت باين ال لذين يتخل ال تلك المجموعات يقول بيرك: إن حياة تلك المجموعات تحتكم - في مجملها - إلى»نمطين متعارضين يتمث الن في الت شابه والت شاكل«)بتصر ف( 21 أم ا الن مط األو ل فهو عبارة عن تجم ع عناصر متعد دة تنضوي جميعها تحت اسم واحد قد يكون - أحيان ا وليس دائم ا - اسم الجد األو ل وبذلك تشحذ وحدة المجموعة وتصاغ أم ا الن مط الث اني فهو يخضع»لتجز أ األقاليم )..( إلى كنتونات متناحرة قد تكون عصب ا أو رتب ا أو تكت الت» 18- المرجع نفسه 1954 م ص.264 19- المرجع نفسه 1954 م ص 264. 20- المرجع نفسه 1954 م ص 264. 21- المرجع نفسه 1954 ص 266. 13

)بتصر ف( 22 وقد دأبت الكتابات العارفة بالمناسبة لقرون عد ة على تكريس الر ؤية الخلدوني ة المتعل قة بتفسير األعراق البربري ة الكبرى ال تي تفيد انصهار مختلف المجموعات ضمن نظام عتيق سام في عرقه واسمه«. لقد التف ت المعرفة الكولونيالي ة على هذا الت فسير وجعلت منه شم اعة رئيسة تعل ق عليها جميع الت عاريف ال تي تتبناها في تشخيص الت شكيالت المجتمعي ة المحل ي ة لكن بيرك رفض ذلك الط رح ونعته»باألسطوري» ال ذي ال يمت بالواقع المالح ظ بأي ة صلة. نفس األمر يمكن قوله عن نظري ة»الل ف» ال تي جاء بها )R ).Montagne وأراد منها تفسير الت اريخ االجتماعي لمختلف القبائل في جنوب المغرب فهي - حسب بيرك - ليست إال»تصنيف نمطي خالص«ال يرقى ليشك ل أي صفة من الص فات البنيوي ة الث قافي ة والت اريخي ة لتلك المجتمعات»فالل ف«ليس الل حظة الفارقة ال تي تحد د المجموعة بل إن ما يفرق - هنا - هو تلك»الر وح الص وفي ة ال تي تعم ساكنة الر يف«23 وقد أدرك بيرك العناصر البنيوي ة والوظيفي ة ال تي تتحك م في ميكانزمات المجموعات المحل ي ة وذلك من خالل دراسته للحركة المرابطي ة الكبرى - بين القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر - فتبي ن له كيف أن ذلك يشكل ارتباط وثيق ا»بالمورفولوجي ة االجتماعي ة«المحل ي ة وكيف أن»ذلك الت نو ع المرابطي وانتشاره الواسع على صعيد الش مال اإلفريقي يدل على الحياة المحل ي ة المحتض ن ة داخل مرب ع القبلي ة«خصوص ا في لحظات الفتن والت فك ك االجتماعي عندئذ يبرز دور»الحراك المرابطي فيقوم بإحصاء الجماعة وجمع األقاليم وتجسيد الت نظيمات القديمة ال تي طالما طعن فيها اآلخرون«. 24 أخير ا وليس آخر ا: إن الت شكيالت االجتماعي ة المحل ي ة - بحسب بيرك - ترتبط ب»الت مد د الهاللي» 25 في بعض األحيان فالش كل القبلي - في الواقع - ليس ذا أصل مغاربي بل ذا أصل عربي ويخلص - بعد ذلك - إلى القول: إن القبيلة في الش مال اإلفريقي هي:»أداة نشأت بين الت طو ر العام للت صو ر والخيار اإلداري وبين الت طو رات المحل ي ة ال تي - غالب ا - ما تكون نشطة تعد القبيلة - بهذا المنظور - ظاهرة ثانوي ة جزء منها مصطنع«. 26 بناء على هذا العمل الت فكيكي الر ائع: لم يبق أمام الت عميمات اإلثنوغرافي ة الكولونيالي ة الش يء الكثير فلقد قضى بيرك على الفروض المجاني ة ونسف األوهام الس الفة بالد ليل نافي ا بقوله أي وجود للقبيلة»غاية 22- لمرجع نفسه 1954 ص 264. 23- المرجع نفسه 1954 م ص 270. 24- المرجع نفسه 1954 م ص 271. 25- المرجع نفسه 1954 م ص 271. 26- المرجع نفسه 1954 م ص 271. 14

ما هنالك هو وجود أسماء قبائل وعالمات ورايات إسمي ة«وبناء عليه فإن العناصر المشك لة للمجتمعات الر يفي ة المغاربي ة إنما هي عبارة عن»مجموعات«من الجماعات المتنو عة ومن الكيانات المتداخلة والمتعد دة والمنقسمة في هوي تها الجماعي ة وتمث التها الش عوري ة والص راعي ة مشك لة - بذلك - كيانات حقيقي ة لذات السبب أغفل بيرك - متعم د ا - استعمال أو توظيف مسم ى القبيلة واختار بدال منه مسم ى األهالي أو»المجموعة«وتأكيد ا منه على ذلك فقد أشار بيرك إلى العديد من األشكال المجتمعي ة ال تي انحل ت وانتهت وفقدت اسمها منها:»األسالف القبلي ة«27 من أمثال قبائل العهد الوسيط: كصنهاجة ومصمودة وزناته و... إلخ هذه - إذن - حصيلة بيرك في ما يخص الن زعة القبلي ة بالمغرب وذلك حت ى قبل ظهور الن موذج االنقسامي الجلنري 28 على صعيد الش مال اإلفريقي. البنى األو لي ة لألطلس الكبري استقصاء للت اريخ املجتمعي ونسف ملسم ى القبيلة: لقد كان ألطروحة بيرك الر ائدة»البنى األولي ة لألطلس الكبير«)سنة 1955 م( عظيم األثر على الباحثين من بعده ال ذين عملوا - بوجه الخصوص - على الملف المغربي إذ ال تزال الت ساؤالت ال تي أثارها تلهم الكثير من أولئك الد ارسين فقد فتح لهم بوابة العمل األنثروبولوجي في المغرب على مصراعيها وأطروحة بيرك المليئة بالمشاهد وباألصوات وبالر وائح واألذواق وبمختلف أشكال الز ينة واأللوان المستعملة والحصى المنحوتة في المنازل الر ائعة وغير ذلك من الت فاصيل إن ما هو إبداع تأث ر - في وجه من وجوهه - بأعمال أستاذه Gernet( )Louis وبنصائح Mauss( )Marcel األنثروبولوجي المعروف وبما اغترفه من مدرسة الحولي ات ال تي يمث لها كل من Febvre( )Lucien و) Bloch )Marc الل ذان اعترف لهما بيرك بالفضل - خصوص ا - في مجال تعل م فن ما بين الت خص صات ال ذي اعتمده بيرك كمقاربة بحث في الت اريخ االجتماعي للمجتمع المغربي ال ذي في القلب منه قبائل سكساوة ال تي افتتن بها بيرك أي ما افتتان وسحرته أراضيها الغابية الخال بة فالر وعة )يقول بيرك( تعني سكساوة من هنا اجتهد الر جل في تعل م لغاتها ولهجاتها المختلفة فلم يعد يقتنع كثير ا بما يقد مه المترجمين وال المرشدين ال ذين قد يضل لون أكثر ما يفيدون فال مناص - إذن - من الت حك م في الل غة المستعملة - كالعربي ة المغربي ة الد ارجة - بما في ذلك الش لوح إن هذا العمل لم يكن يتقنه )بالمناسبة( إال عدد قليل يعد ون على أطراف أصابع اليد الواحدة مم ن درسوا الش مال اإلفريقي 29. 27- مرجع سبق ذكره 1975 م ص 349. 28- J.Berque, 2011, OPERA MINORA «Islam populaire et Islam purifié», Compte rendu de Ernest Gellner, Mu - lim Society, Times Literary Supplement, 11December, 1981. 29- مرجع سابق 1988 م ص 32. 15

إن هذا الجهد الل غوي ال ذي بذله بيرك في تعل م الل غة والل هجات البربري ة المحل ي ة قد وج ه اهتمامه - مباشرة - نحو أسامي األماكن والمناطق toponymie( La ( فقبائل سكساوى ال تي أبهرته بما تزخر به من علم وتنو ع ثقافي وتناغم في مكو ناتها وأجزائها قد لفتت انتباهه إلى األهمي ة الكبرى ال تي يلعبها اسم المكان في إحداث االنسجام واأللفة بين الجموع فالقبائل ال ينتظم شتاتها إال على قاعدة الحقوق المتعار ف عليها وتسهر عين )التوبونيميا( ال تي تعم البالد على حراستها والش هور الث الث ال تي قضاها في أودية آيت عطا بأعالي األطلس جعلته يكتشف مدى أهمي ة»األلقاب المكاني ة ) onomastique ( ال تي تعم تلك األفضية المرك بة وال تي - غالب ا - ما يكون الوسط الط بيعي المحد د األساسي لها أم ا المحد د فهو اسم المكان ال ذي ينشأ إثر الت دخ ل اإلنساني فيه فيتشك ل - بذلك - الوسط الث انوي منه«. 30»لكن ذلك ال يعني أن األقاليم ال تي تخضع - من الن احية المجتمعي ة - للر قابة»التوبونيميا«تؤث ر في الب نى االجتماعي ة أو الممارسات الفالحي ة«31 كل ما هنالك أن إثنولوجي ة االسم - في هذا المضمار - معزوفة من أسماء األماكن وتؤد ي دور ا جمالي ا ليس إال وبناء عليه فإن توزيع األقاليم ذات»األسماء«وتصنيفها يكون حسب صورة األلقاب المكاني ة وسمعتها وحسب نظام الد ورة المائي ة وتقويمه الس نوي أيض ا. إن هذا الت شك ل الت نظيمي الر ائع هو أساس أطروحة الب نى االجتماعي ة لألطلس الكبير ال تي ارتكزت تفاصيلها على سجال ت مختلفة بإمكاننا إجمالها في العناصر الث الثة األساسي ة اآلتية: أو ال : العرض الت اريخي الحصري لمجموعة»ثاقبايلت«من مجمل قبائل سكساوى مع كتابة المئات من اإلثنواسمي ة وتقديم»بعض الت حاليل اإلقليمي ة«وتتضم ن ثالث مائة جزئي ة من األسماء المكاني ة المترجمة بدق ة إضافة إلى سرد العشرات من الحكم الش عبي ة الز راعي ة )من صفحة 131 إلى صفحة 134( 32. ثاني ا: تخصيص ثالث صفحات - )257-258 - 259( 33 - لذكر أسماء األماكن المقد سة. ثالث ا: وضع قائمة باألسماء المحل ي ة تتكو ن من )224( تعبير ا وترجمتها - في المقابل - إلى الل غة الفرنسي ة إضافة إلى الص ور والت رجمات المتنو عة الد قيقة منها والمنطوقة بحروفها وتوصيف معاني الن ظام المعرفي للفاعلين أي ما يشبه - إلى حد بعيد - الخواطر اإلثنوعلمي ة وللعلم فإن أطروحة بيرك تلك تتخل لها الكثير من الت قابل ي ات والث نائي ات وهي - وفق لفظه - تتشك ل من األزواج اآلتية:»العام والخصوصي «30- LEFEBURE, Claude, 1971, Le cinquième, la tribu, l'os, le foyer: introduction à l'étude de la segmentation sociale chez les Ayt catta, maîtrise spécialisée d'ethnologie, Université René Descartes- Paris V. p. 20. 31- المرجع نفسه 1997 م ص 98. 32- المرجع نفسه نقلا عن بيرك 1955 م. 33- المرجع نفسه نقلا عن بيرك 1955 م. 16

»الملموس والت فسيري الجماعي والذ اكرةالوحدوي والت ميزي الت حليلي والمعيشالمصر ح به والغامض ثم الغامض والغير مصر ح بهاألماني والمقد س الت هيجي» 34 وغيرها من تلك الث نائي ات والت قابلي ات ال تي يحب ذ الباحث اإلثنولوجي العمل عليها عادة وهذا الت وظيف المعرفي ال ذي انتهجه بيرك في أطروحته مي زه عن غيره ومنحه الفرادة والس بق في مجال علوم المغرب. في الواقع إن البراعة ال تي أبداها بيرك في عمله المذكور لها خلفي ة سيكولوجي ة ذاتي ة عميقة دفعت به نحو الت نقيب في األغوار وذلك من أجل مالمسة الر وح الجماعي ة العام ة للس اكنة فمح لة سكساوى الفاتنة بغطائها الغابي كان لها هنا الد ور الحاسم في تحول مسار بيرك المعرفي فقد الحظ عن كثب كيف أن نظامها المجتمعي يتشك ل من»األحاسيس ومن المشاعر المشتركة ومن تصو ر معي ن للعدل وللجور«وهذا الش عور االجتماعي - بحسبه - إن ما جاء»نتيجة الت راكم الت اريخي - أو باألحرى - هو من صنع الت اريخ ذاته«35 لجأ بيرك في أطروحته - من هنا - في إلى االشتغال بالت اريخ االجتماعي فهو وحده الكفيل بتفكيك مآثر تلك المجتمعات»فالت اريخ يمث ل - في آن واحد - المنطلق والن تيجة في هذا البحث«)هكذا ورد في ملحق الط بعة الث انية( 36 واهتمام بيرك بالت اريخ االجتماعي لساكنة سكساوى يرجع - أيض ا - إلى»األهمي ة ال تي يوليها سك ان المنطقة لكل ما يتعل ق بماضيهم«37 فالمجموعة االجتماعي ة - بحسب بيرك - تستعمل لذات الغرض مختلف األساليب والتقني ات ألجل تسجيل ماضيها فهي - بذلك - ال تستغن عن الر صيد العائلي وال عن الث قافة الش فوي ة وأسماء القبائل واألماكن في تثبيت هويتها التاريخي ة 38 هكذا كانت رؤية بيرك - إجماال - عن األرياف والبوادي لكن ماذا عن المدن والحواضر المغاربي ة ما هي مساهماته في هذا المجال وكيف حل ل البنى وفك ك الت شكيالت المجتمعي ة والمورفولوجي ة الحارضة املغاربي ة يف كتابات بريك: إن المتتب ع لسيرة ج. بيرك الذ اتية يدرك أهمي ة ذلك الر جل - الذ اتي ة والموضوعي ة - واإلضافة ال تي أسداها لمعرفة المدن واإلسالم المغاربي خاص ة ولعلم االجتماع واألنثروبولوجيا الحضري ة عام ة فمد ة العقدين - أو يزيد من الز من - التي قضاها في المغرب مسؤوال عن شؤون األهالي جعلته في ات صال يومي مكث ف بأهل األرياف مم ا جعله يكتسب خبرة وتجربة ميداني تين واسعتين 39 وقد ظهر ذلك جلي ا في 34- Berque, 1978: 131, 175, 213,454. 35- Berque, 1978, 392. 36- Berque, 1978. Structures Sociales du Haut- Atlas. 2 éme éd. revue et augmentée. Paris: Presses universitaire de France. (Sociologie d aujourd hui). 37- محم د الد هان»جاك بيرك والمغرب«إضافات العدد الس ابع صيف 2009. 38- مرجع سابق 1978 م ص 62. 39- Mairies Akar, 1980, «Entretiens avec», ARABIES. Paris, Stock, édit augmentée. 17

كتاباته وأبحاثه فمنذ ثالثيني ات القرن الماضي وبيرك يعمل دون كلل على سبر أغوار المغرب مقد م ا في ذلك األرياف على الحواضر وفحصه للعقود الر عوي ة عند بني مسكين سنة 1936 م ثم دراساته - بعد ذلك - لتاريخ الر يف المغربي سنة 1938 م يشهدان ويؤكدان االهتمام ال ذي سينتقل معه فيما بعد ويتحو ل إلى اهتمام أوسع بالحواضر وبالمدن على أن يكون الفقه هذه المر ة مدخله الر ئيس وليس العمران في حد ذاته لقد درس لهذا الغرض في سنة 1940 م»نوازل المزارعة«لميار الوز اني وأصدر - فيما بعد - سنة 1944 م دراسته المعروفة باسم»بحث في منهاج الفقه المغاربي «لكن ما الس ر وراء اهتمام بيرك بالفقه والت شريع اإلسالمي ين أثناء دراسته للحواضر والمدن المغاربي ة إن اهتمام بيرك بالفقه في أربعيني ات القرن الماضي دون العمران إنما يعود إلى دور المدو نة الفقهي ة في تنظيم انتقال الن اس من»البدو إلى الحضر«فالمدو نة الفقهي ة - إن شئنا - تمث ل المالذ اآلمن ال ذي يضمن الت مس ك باإلسالم وذلك أثناء حدوث هذا الن وع من الحراك لذات الس بب نجد أن الفقه قد تطو ر في المدن والحواضر وليس بالبوادي واألرياف فاألخيرة كانت - دائم ا - فضاء خصب ا لنفوذ الت قاليد وسلطة األعراف بينما المدن كانت تمث ل الحاضنة المفض لة والبيئة المثلى لتواجد الفقهاء والعلماء في الوقت الذي كانت فيه البوادي واألرياف مسرح ا ينشط فيه شيوخ الز اويا وي مج د على خشبته األولياء فيجب - على هذا األساس - فهم األمر ال ذي ربط بيرك بسببه إعمار المدن المغاربي ة بالموروث الفقهي ثم سر توالي أعماله الفكري ة وترتيبها على الن حو اآلتي: الر يف - الفقه - العمران. لقد تجل ت هذه الخبرة لديه في أعمال عد ة ابتدأها باالهتمام بمدينة فاس ال تي كتب عنها مقاالت عد ة وافتتحها بمالحظاته الخاص ة حول جامع القروي ين حيث كتب في ذلك دراسة أسماها»دور الجامعة اإلسالمي ة بالمغرب الجديد«40 واختتمها - بعد مرور ما يزيد عن الث الثين سنة - بمقال عنوانه»فاس أو مصير مدينة«41 في سنة 1949 م وكتب - في ذات الموضوع - مقاال آخر أسماه»المدينة والجامعة: نظرة حول تاريخ مدرسة فاس«42 ثم أطروحته األخيرة ال تي أنجزها سنة 1955 م وكانت بعنوان»حول البنى االجتماعي ة لسكساوى في األطلس األعلى«. 43 40- Berque, J.1938, Dans le Maroc nouveau: Le rôle d une université islamique. Annales d Histoire Economique et Sociale, 51, 1938,193-207. 41- Berque, J.1972. «Fès ou le destin d une médina», Cahiers internationaux de Sociologie, LI, 1972: 5-32; repris in De L Euphrate... 1978, 1: 380-415. 42- Berque, J, 1949, Ville et université: Aperçu sur l histoire de l École de Fès, Paris, Sirey, 1949 (tiré à part de la Revue Historique de Droit Français et Étranger, 26: 64-1 17) ; repris in Maghreb, histoire. 1974, ch. 3: 35-47. 43- Berque, J.1955. Structures sociales du Haut-Atlas, Paris, PUF, 472 p. ; 2e édition augmentée d un «Retour aux Seksawa» (en coll. avec Paul Pascon), ibid., 1978, 520p. (Bibliothèque de sociologie contemporaine). 18

لم يتوقف إنتاج الر جل - في الواقع - عند هذا الحد بل زاد اهتمامه بالحواضر وبالمدن في فترة الخمسيني ات من القرن الماضي خصوص ا أي الفترة ال تي كان فيها الفضاء المغاربي تحت نير االستعمار ووقع الحروب وبروز الهوي ات الوطني ة وقد تأث رت كتاباته الحضري ة بهذا الس ياق إذ كتب سنة 1958 م»الحاضرة المنيفة/ éminente( )la cité 44 و الم دينة والم دينة الجديدة ومدن الص فيح/ ville( médinas )neuves et bidonvilles موظ ف ا في ذلك المنهج الس وسيو أنثروبولوجي الحضري المرتكز - أساس ا - على الن موذج العتيق )l archétype( ال ذي تمث له مدينة فاس الت قليدي ة وقد كتب عنها بيرك دراسات وأبحاث عد ة نذكر منها: مقاله»بروز العاصمة المسلمة«musulmane( )Genèse d une métropole وكتابه»المغرب التاريخ والمجتمع/ société( )Maghreb histoire et وكتاب»المغرب بين الحربين/ deux(»)guerres Maghreb entre سنة 1962 م الث ري بالوصف وبالت حاليل الحضري ة وبأنماط الحياة المدني ة ذات الت أثير في األخالق والعمل الس ياسي عام ة. إجماال : إن ما قد مه بيرك للن ظري ة الحضري ة وللت حقيق اإلثنوغرافي ال ذي يمكن اختصاره في ثالثي ة»المدينة العتيقة والمدينة الجديدة وبيوت الص فيح«يعد جهد ا غير مسبوق تت بع فيه مختلف الت حو الت العميقة ال تي عرفها الفضاء المغاربي في فترت ي االستعمار واالستقالل على حد سواء. نظرته ملورفولوجي ة املدن املغاربي ة: لقد تمحورت تساؤالت بيرك بالمغرب - في شق ها العمراني - حول مسألة الحدود ال تي تفصل وتمي ز المدينة الر يفي ة الص غيرة عن المدينة الكبيرة فأين تنتهي األولى ومن أين تبدأ الث انية بحسب بيرك: إن المتغي ر الد يمغرافي ال يكفي لتحديد مسم ى المدينة الحديثة وتعريفها لذلك ارتكزت مالحظاته المباشرة للفضاء المغاربي - في األساس - على تصو ر أكثر أنثروبولوجي ة في ضبط المسمي ات وصياغة الت عاريف الخاص ة بالمجال وفر ق بيرك - من هنا - بين نموذجين مورفولوجي ين اثنين: الن موذج الر يفي الت قليدي ويصفه بأن ه:»تجم ع اجتماعي بدائي ذو شكل ريفي يعاد فيه تشك ل العصبي ات بصفة غير مكتملة مركزه الس وق ال ذي يتقاطر عليه أهل القبيلة ويستند اقتصاده على الز راعة الر عوي ة«وهذا الن موذج من الت جم ع الس كني - في عرف بيرك - ال يمكن تسميته )المدينة( حت ى إن اشتملت ساكنته على الن صاب الد يمغرافي المطلوب. فما هي المدينة في نظر بيرك إذن إن المدينة )الن موذج الث اني( في تصور بيرك: هي من صنع العالم الحديث نشأت إثر الحراك المجالي القائم على فعل المبادالت والمضاربات المعق دة والمتعد دة والمتنو عة فيرسم هذان الن موذ جان المورفولوجي ان - اليوم - مباني المغرب المتنو عة لكن وفق أي تصميم معماري 44- Berque, J.1958. «Médinas, villeneuves et bidonvilles», Cahiers de Tunisie, 21-22, 1958: 5-42; repris in M - ghreb, histoires... 1974, ch. 7. 19

في تحليل بيرك: إن المدينة العتيقة ال تي تستلهم مرجعي تها وامتدادها من القرنين الر ابع عشر والخامس عشر الل ذين كانت تسودهما سلطة»الص لحاء«تتجم ع - اليوم - تحت ظالل مآذن المساجد الس امقة تطو قها األسوار وتهيمن على أنسجتها االجتماعي ة روح األولياء الممتد ة من العهد المرابطي بالمغرب وال تزال متغلغلة - إلى يومنا الحالي - في مفاصل الحياة االجتماعي ة المحل ي ة هذا الن موذج العمراني يتداخل فيه - اليوم - ويلتحم )من يطلق عليهم بيرك( الوافدون من الخارج d ailleurs( )les venus»بالوافدين من األقاصي«hauts( les ( venus d en أي أن المدينة العتيقة قد تحو لت إلى بؤرة للت مازج بين ساكنة المدن الجديدة الوافدة من مدينة الد ار البيضاء ذات الط ابع األوروبي المتأث رة تاريخي ا بتحو الت حركة المالحة وبين ساكنة العواصم اإلسالمي ة الوافدة من مدينة فاس العتيقة الس ابحة في عمقها الث قافي والد يني. إن ذلك الت ركيب ال ذي تتشابك فيه األنماط المورفولوجي ة العتيقة باألنماط الحديثة يعاني اليوم - من وجهة نظر بيرك - من صعوبة بنيوي ة مستعصي ة تتجل ى في صعوبة االندماج في العصرنة والت حديث العمراني فالمدن الت اريخي ة - على حد قوله - ال تزال»حضرنتها تتشب ث بالبعد العالماتي» du( l urbanisme )signe ال ذي يكون فيه المسجد شاهد ا )عالمة( ومنطلق ا لكل عملي ة مد وجزر اجتماعي ت ين ثم إن استمرار ألوان القرابة والر وابط العائلي ة ال تي تشك ل جزء ا مهم ا من جسم المدينة العتيقة ال تزال تفض ل البعد الجدودي )من األجداد( ال ذي يفرض تعليماته الص ارمة في مجال البناء وامتالك العقار ناهيك عن استناد مرجعي ات الت مد ن ومواصفاته الحضاري ة على إحدى الخواص االجتماعي ة للمدينة العتيقة ال تي - عادة - ما تتلخ ص في االنتماء إم ا لفئة الح ر في ين أو فئة الت ج ار أو المنتسبين إلى العلم الش رعي. إن تلك المواصفات المذكورة ترسم - اليوم - مشهد ا من الت زاحم واالكتظاظ تقع تحت وطئته المدينة العتيقة لحظة تقاطعها وتشابكها مع المدينة الجديدة ذات الط ابع الر أسمالي القائم على البورصة والص ناعة الت كنولوجي ة وعلى العمران الحديث إضافة إلى بنايات الص فيح والمجم عات العفوي ة ال تي تزيد من تعق د المشهد وضمن هذا اإلطار المديني الهجين ال ذي تتداخل فيه المدينة العتيقة بالمدينة الجديدة ببنايات الص فيح والمجمعات العفوي ة تنبثق - اليوم - الجموع البشري ة في المدن المغاربي ة وتخرج لتعمر المكان وتلو ن أطيافه بمختلف صفوفها وصنوفها االجتماعي ة فتصبح مؤس سة البلدي ة - في مثل هذا الوضع - غطاء يحتدم في كنفه - بشكل غير مكتمل - القرابات العصبوي ة الممتد ة فهي )أي البلدي ة( أصبحت - بموجب ذلك التشابك - موطن ا للس الالت العائلي ة وبناء عليه فإن الد ولة سواء كانت عتيقة أو استعماري ة أو حت ى وطني ة ما هي - حسب هذا المنطق - سوى ملصق ا من الملصقات ث ب ت - في الن هاية - بإحدى الن موذجين المورفولوجي ين المذكور ين ويكمن هنا - اليوم - الت حد ي األكبر ال ذي تواجهه المدن المغربي ة الت اريخي ة والمجتمعات ال تي تقطنها على حد سواء. 20

الخالصة: ال يختلف اثنان في أن أعمال بيرك الغزيرة تعد لحظة فارقة في عمر األدبي ات ال تي جعلت من المغرب الكبير ماد ة رئيسة لها حيث ساهمت كتاباته العميقة في إعادة ضبط البوصلة وتحرير الن ظر والفكر من كثير من األحكام المسبقة ومن»الكليشيهات«اإليديولوجي ة المغرضة ال تي ضاعت معها صورة المغرب وحقيقته وتشو هت بسبب الش طحات ال تي جالت في خلد العديد من كتاب اإلدارة الكولونيالي ة الر اغبين في االستحواذ األبدي على المنطقة وساكنتها لكن منافحة بيرك عن المغرب وأهله ومواقفه من االستعمار وفعله ودفاعه عن الش رق وتاريخه لم يشفع له عند ثل ة من الكت اب اآلكادمي ين العرب المسكونين بهواجس االستعمار ثم اإلبقاء على الر جل - ولو بصور متفاوتة - ضمن القوائم الس وداء ال تي مارست»األبو ة المعرفي ة«على المغرب وتراثه خاص ة ذكر األستاذ محم د المجاهيد حول هذا الموضوع - عي نة من الكت اب ال ذين سج لوا توج سهم من أدبي ات بيرك المغاربي ة من ذلك الباحث عبد الكبير الخطيبي صاحب كتاب Maghreb( )Penser le 45 ال ذي لم يترد د في تصنيف بيرك ضمن خانة المستشرقين الكالسيكي ين متناسي ا أن الر جل عمل على»إقبار دعائم االستشراق المغرضة والموج هة مم ا جعله يلح - باستمرار - على ضرورة الت بادل الفكري حت ى ال تبقى سوسيولوجي ة الش رق بل شرق العلوم اإلنساني ة«46 أم ا الكاتب محمد وقيدي فال يزال يتساءل:»إذا كان يحق لنا أن نؤك د - مع جاك بيرك - لم نعد أمام االستشراق الت قليدي بل ولم نعد أمام اهتمام ذي طبيعة استشراقي ة إيديولوجي ة أيض ا«47 إن الس ؤال ال ذي يطرحه محم د وقيدي - على وجاهته - ال يستطيع أن ينفي أن أعمال بيرك»تصب في االت جاه ال ذي يعمل على إحداث قطيعة إبستيمولوجي ة مع العلم االستعماري في منطلقاته وتصو راته ومفاهيمه ومناهجه وقد يعود له الفضل أكثر من غيره في زعزعة المبادئ العام ة ال تي يقوم عليها الفكر الس وسيولوجي الغربي» 48. في الواقع: ثم ة طيف من الكت اب العرب ال يستسيغ كثير ا أن يكون الش أن العربي موضوع ا للد راسة والبحث من قبل األجانب الغربي ين الل هم إال إذا كان ذلك على سبيل الث ناء والمدح لمآثر العرب ومحاسن 45- A. Katibi: Penser le Maghreb, SMER, Rabat, 1993. 46- حسن المجاهيد سوسيولوجيا العالم العربي لدى بيرك مراكش- المغرب الط بعة األولى 2012 م ص 183. العبارة األخيرة»شرق العلوم اإلنساني ة«: نقلها المؤل ف عن بيرك في كتابه demain«.»les Arabes d hier à 47- حسن المجاهيد )نقلا عن( محم د وقيدي العلوم اإلنساني ة واإليديولوجيا منشورات عكاظ المحم دي ة 1988 م ص ص 181-222. 48- المرجع نفسه ص 198. 21

الش رق ويتصو ر أن ثم ة»امتياز إبستمولوجي ما لألهلي» 49 على حساب األجنبي في إدراك ما خفي من معنى وما تشك ل من روح جماعي ة وذاكرة محل ي ة! إن هذه الن ظرة األحادي ة تتغذ ى على تصو ر إيديولوجي مسب ق تتحك م فيه»الوطني ة المنهجي ة«ال تي هي - حسب تعبير األستاذ عبد الر حمن موسوي - )في تحد ثه عن الجامعة الجزائري ة(»تقارب بين اإلبستيمي ة وبين الحدود الوطني ة فلو تحد ثنا - على سبيل المثال - )يقول ع. موسوي( عن الت اريخ فإن الص حافة ال تفتح أعمدتها للمؤر خين الفرنسي ين أو األوربي ين إال إذا تحد ثوا عن مواصفات الت اريخ الجزائري لذلك ي عطى لهم الض وء األخضر ليدلوا بشهاداتهم وأفكارهم وهذا بحكم أن هم تخص صوا في الش أن الجزائري ونفس الخط يتواصل ويستمر مع األجيال المتعاقبة فالط لبة ال يشتغلون إال من داخل الحدود ما يعني أن الجامعة الجزائري ة لم تنتج بعد من يشتغل - على سبيل المثال - على تاريخ فرنسا«. 50 انطالق ا من هذه االعتبارات: هل يمكن وصم اإلنتاج األجنبي بالحيف وعدم الن زاهة وفي المقابل هل يمكن وصم العمل الوطني بالمصداقي ة واألمانة إن الخوض في مثل هذا الس ؤال - واقعي ا - يتطل ب بحث ا مستقال بذاته لذلك اكتفينا - هنا - برجل الض ف تين كنموذج للت قاطع بين المعرفة المحل ي ة والمعرفة الكوني ة ال ذي كو ن لنفسه مسار ا مختلف ا يقطع الص لة بالمركزي ة اإلثني ة )ethnocentrisme( من جهة والوطني ة المنهجي ة من جهة أخرى ورب ما ما ذكره إدوارد سعيد عن جاك بيرك وصديقه ماكسيم رودنسون في هذا المعنى قد يفي بالغرض لقد ذكر سعيد أن الر جلين»قد حر را نفسيهما من الس ترة العقائدي ة الم فص لة القديمة )بتصر ف( فتدريب جاك بيرك وماكسيم رودنسون يقف على قدم المساواة مع أكثر األنماط الموجودة صرامة وانضباط ا غير أن وعي الذ ات المنهجي لديهما يمنح الحيوي ة لتوج هاتهما فإذا كان االستشراق معتد ا بنفسه تاريخي ا معزوال بمناعته مفرط ا في الث قة وضعي ا بطرائقه ومقد ماته فإن إحدى الطرائق ال تي يستطيع المرء بها أن يفتح نفسه لما يدرسه في الش رق أو عن الش رق هي أن يخضع منهجه - انعكاسي ا - للت حليل الن قدي المتقص ي وهذا ما يمي ز بيرك ورودنسون كل بطريقته الخاص ة فما يجده المرء في عمليهما هو - دائم ا وقبل كل شيء - حساسي ة مباشرة للماد ة الماثلة أمامها ثم امتحان ذاتي مستمر لمنهجهما وممارستهما ومحاولة ذائبة إلبقاء عملهما قادر ا على االستجابة للماد ة ال لت صو ر مذهبي مسبق«. 51 49- حسن مجاهيد )نقلا عن( محم د جاسوس»العقالني ة والمشروع العربي «الوحدة المجلس القومي للث قافة العربي ة الر باط- المغرب العدد 26-1986 م 27 ص 219. 50- ABDERRAHMANE MOUSSAOUI «L Université algérienne ente le local et le globale: regards emphat - ques», Djamel Guerid (S/D) 2014, Repenser L Université, Algérie, Arak Edition, p. 21. 51- إدوارد سعيد )نقلا عن( حسن المجاهيد االستشراق المعرفة الس لطة اإلنشاء نقله إلى العربي ة: كمال أبو ديب الط بعة األولى مؤس سة األبحاث العربي ة بيروت- لبنان 1981 م ص 47. 22

ما نفهمه من هذا االقتباس ونسجله هنا على سبيل الخالصة والختم لهذه الورقة: أن جاك بيرك ليس فقط ذلك الباحث المتمر س ال ذي وهب نفسه - دون كلل وال ملل - لخدمة المعرفة الس وسيولوجي ة واإلنثروبولوجي ة في المغرب والمشرق على حد سواء إن ما يعد - أيض ا - مرآة عاكسة ألقت بظالل العالم العربي على الض ف ة األخرى ودعت - بذلك - إلى تجسير المسافة وتكثيف الت بادل واالستفادة من اإلرث اإلنساني من غير هيمنة وال استغالل فهل يوجد - بعد كل هذا - شك في أن إنجازات الر جل وإضافاته العلمي ة لم تكن في صالح المعرفة السوسيولوجي ة واإلنثروبولوجي ة - عام ة - وفائدة العالم العربي والمغاربي خاص ة! 23

املراجع المراجع العربي ة: -المجاهيد حسن سوسيولوجيا العالم العربي لدى بيرك مر اكش - المغرب الط بعة األولى 2012 م. -الد ه ان محم د "جاك بيرك والمغرب" إضافات العدد الس ابع صيف/ 2009 م. - Akar Mairies, 1980, «Entretiens avec», ARABIES. Paris, Stock, édit augmentée. المراجع األجنبي ة: - Ben Salem.L ; Jaque Berque (1910-1995) cahiers de Tunisie N: 1653 trim.1993,pp.12-13. - Berdouzi Mohamed, Structure du Maroc pré - Colonial: Critique du Robert Montagne, (Mémoire pour l obtention du diplôme des études supérieures es - sciences politiques), Edition La croisée des Chemins, Rabat, Novembre 1981. - Berque, J, 1949, Ville et université: Aperçu sur l histoire de l École de Fès, Paris, Sirey, 1949 (tiré à part de la Revue Historique de Droit Français et Étranger, 26: 64-1 17) ; repris in Maghreb, histoire. 1974, ch. 3: 35-47. - Berque Jacques,1954, «Qu est - ce qu une tribu nord - africaine?» in: Hommage à Lucien Febvre, Paris, 261-271 (rééd. in Maghreb, histoire, société, Alger - Gombloux, Sned - Duculot, 1974). P.261. - Berque, J.1955. Structures sociales du Haut - Atlas, Paris, PUF, 472 p. ; 2e édition augmentée d un «Retour aux Seksawa» (en coll. avec Paul Pascon), ibid., 1978, 520p. (Bibliothèque de sociologie contemporaine). - Berque Jacques. Cent vingt - cinq ans de sociologie maghrébine. In: Annales. Économies, Sociétés, Civilisations. 11ᵉ année, N. 3, 1956. pp. 296-324; doi: 10.3406/ahess.1956.2554. http://www.persee.fr/doc/ahess_0395-2649_1956_num_11_3_2554. p. 305. - Berque, J.1958. «Médinas, villeneuves et bidonvilles», Cahiers de Tunisie, 21-22, 1958: 5-42; repris in Maghreb, histoires... 1974, ch. 7. - Berque, J.1972. «Fès ou le destin d une médina», Cahiers internationaux de Sociologie, LI, 1972: 5-32; repris in De L Euphrate... 1978, 1: 380-415. - Berque, J. 1975, «Entrée dans le Bureau arabe» in Nomades Vagabonds, Paris, UGE, 113-139 (Causes communes 2, coll. 10/18); repris comme «Premier poste» et «Agir, rêver», in 1989, chapitres 3 & 4. P. 116. éme - Berque, 1978. Structures Sociales du Haut - Atlas. 2 éd. revue et augmentée. Paris: Presses universitaire de France. (Sociologie d aujourd hui). - Berque. J, 1989, Mémoire des deux rives, Paris, Seuil. p.114. 24

- Berque. J, 2011, OPERA MINORA «Islam populaire et Islam purifié». Compte rendu de Ernest Gellner, Muslim Society, Times Literary Supplement, 11December, 1981. - De Slan W. Mac Guskin (TRAD), (1801-1878), Les Prolégomènes d Ibn Khaldoun (732-808 de L Hégire) (1332-1406 de J. C) (1863) deuxième partie. Librairie orientaliste Paul Geuthner, Paris, 1936. - Frémeaux Jacques. Missionnaire en burnous bleu. In: Revue du monde musulman et de la Méditerranée, n 83-84, 1997. Enquêtes dans le bibliographie de Jacques Berque - Parcours d histoire sociale. pp. 67-73; doi: 10.3406/remmm.1997.1772 http://www.persee.fr/doc/ remmm_0997-1327_1997_num_83_1_1772. - LEFEBURE Claude, 1971, Le cinquième, la tribu, l os, le foyer: introduction à l étude de la segmentation sociale chez les Ayt catta, maîtrise spécialisée d ethnologie, Université René Descartes - Paris V. p. 20. - Moussaoui Abderahmanane «L Université algérienne ente le local et le globale: regards emphatiques», Djamel Guerid (S/D) 2014, Repenser L Université, Algérie, Arak Edition, p. 21. - Katibi. A: Penser le Maghreb, SMER, Rabat, 1993. 25

MominounWithoutBorders Mominoun @ Mominoun_sm الرباط - أكدال. المملكة المغربية ص ب : 10569 الهاتف : 54 +212 537 77 99 الفاكس : 27 +212 537 77 88 info@mominoun.com All rights reserved 2017 جميع الحقوق محفوظة 2017