السلوك البيئي للمستهلك كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة

ا ج هىر خ ا جسائر خ ا ذ مراط خ ا شعج خ وزارح ا تع ا عب و ا جحج ا ع جب عخ 08 ب 1945 لب خ 08 th May 1945-Guelma University UNIVERSITE 08 MAI 1945 GUELMA و خ ا ع ى االلتصبد خ وا تجبر خ وع ى ا تط ر مقدمة لنيل شهادة قسم العلوم التجارية أطروحة دكتوراه دكتوراه الطور الثالث السموك البيئي لممستيمك كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة د ارسة ميدانية لسمكؾ المستيمكيف في كالية قالمة التخصص تجارة دولية وت خ طتذا خ ل بوخدنة آمنة ذ ر أطروحخ ا تخرج : خ ش ا ذ عط هللا أعزبر رع عب خب عخ 08 ب 1945 لب خ أعضبء ج خ ا بلشخ 08 ب - 1945 لب خ جب عخ رئ طب أضتبر حبضر - أ- وهبة ع ى جب عخ 08 ب - 1945 لب خ مررا أضتبر تع عب خ ر ا ذ عط هللا جب عخ ثبج ختبر ع بثخ عضىا أضتبر تع عب ث مبض بض جب عخ 08 ب - 1945 لب خ عضىا - أ- أضتبر حبضر بصر ثىعس س جب عخ ح ذ ا شر ف جب عخ طبعذ خ ضىق أهراش عضىا - أ- ح ذ خ ط ث رج أضتبر حبضر جب عخ ح ذ ا شر ف جب عخ طبعذ خ ضىق أهراش عضىا - أ- أضتبر حبضر صف ث خذ جخ ا ط خ ا جب ع خ : 2015-2014 ~1~

الممخص: لقد أفرزت التطك ارت في العقكد االخيرة نقاشا جادا كحادا حكؿ عبلقة االستيبلؾ بالمشاكؿ البيئية التي تعيشيا الكرة األرضية حتى أصبحت قضية إعادة اؿ نظر في أنماط االستيبلؾ الحالية في صمب اإلىتامات كالنقاشات الخاصة بالتنمية المستدامة كىك ما حاكلت الد ارسة الحالية تسميط الضكء عميو مف خبلؿ إشكالية معالجة العبلقة بيف التنمية المستدامة كالسمكؾ البيئي لممستيمكيف بحيث عالجت الد ارسة المكضكع في خمسة فصكؿ تناكلت مختمؼ الد ارسات النظرية كالميدانية التي تمحكرت حكؿ االستيبلؾ كعبلقتو بالتنمية المستدامة كمحددات السمكؾ البيئي لممستيمؾ كاقع كتحديات االستيبلؾ كالبيئة كالتنمية المستدامة في الج ازئر مع القيا بد ارسة ميدانية عمى عينة مف المستيمكيف مف كالية قالمة قدرىا مفردة( )270 لد ارسة سمككياتي البيئية ك العكامؿ المؤثرة عمييا مع ك إب ارز دكرىا في تحقيؽ اىداؼ التنمية المستدامة كحماية البيئة مف خبلؿ تصمي إستبانة لجمع المعمكمات ث تحميؿ النتائج كاختبار الفرضيات باألساليب االحصائية المناسبة. تكصمت الد ارسة إلى أف الج ازئر تكاجو تحديات كبيرة متعمقة باآلثار التي تحدثيا األنماط االستيبلكية السائدة عمى البيئة كالتنمية في البمد كىك ما يجعؿ مف الضركرم عمى الدكلة كضع سياسة كطنية كاضحة كدقيقة متعمقة بترقية االستيبلؾ المستدا في اطار االست ارتيجية الكطنية لمتنمية المستدامة كاعطائوا المزيد مف االىتما ك التركيز. كما بينت النتائج أف المستيمكيف يتميزكف بمستكل مقبكؿ جدا مف المعرفة كاالىتما بقضايا البيئة كالتنمية المستدامة باإلضافة الى القي البيئية لكنيا في الكاقع ال تؤثر كميا عمى سمككياتي البيئية بحيث بينت نتائج االختبار االحصائي أف السمكؾ البيئي لممستيمكيف يتأثر بالمعارؼ ك القي البيئية باإلضافة الى سمات الشخصية كعدد االطفاؿ كىك ما قد يساعد في في كيفية التعامؿ كالتأثير في المستيمكيف حتى يتبنكا سمككيات مسؤكلة بيئيا. الكممات المفتاحية : التنمية المستدامة االستيبلؾ المستدا الس لكؾ البيئي المستيمؾ االخضر االستيبلؾ في الج ازئر التنمية المستدامة ك البيئية في الج ازئر السمكؾ البيئي لممستيمكيف في كالية قالمة. ~أ~

Abstract: The development that happened in these last centuries rised big discussions around the relationship between the consumption and environmental problems on the earth. That were be a serious problem to re looking for the kinds of nowday consumption as a deeply concerns, and specific discussions, about the sustainable development. These what the present studies try to focus on, from the treatment of the relationship of the sustainable development and the consumers environmental behaviors. So the study treat the topic into five fildes, which have studied the different theories, that centered on the consumption and its relationship with the sustainable development, and the consumer environmental behaviors, and the reality of the consumption challenges with the environment and sustainable development in Algeria. By doing a study with a sample from Guelma town consist of 270 ones, to study their environmental behaviors and the reasons that affected on them, and give their roles to prove the objectives of the sustainable development, and to protect the environment, by designing a questioning together information, then the results and to examine Hypotheses with specific statistical methods. The studies reached to, that Algeria is facing great challenges with the effects of what the kinds of consumptions that are in nowday have done on the environment and the development in the country. For these ones Algeria is obliged to put a clear and specific national system related to progress the sustainable consumption, according to national sustainable development, and give it a great importance and attentions. In addition the results gave that the consumers have an acceptable level of knowledge about the environment and sustainable development, and the environment values, but in reality it doesn t affect on their environmental behaviors, that the statistic examination gave that the environmental behavior affect by the knowledge and environment values, and to the people personalities and the numbers of children this may help to understand how to communicate and affect with them to adopt a responsible behaviors for the environment. Key words: sustainable development, sustainable consumption, environmental behavior, Green Consumer, consumption in Algeria, environmental and sustainable development in Algeria, the environmental behavior of consumers in Guelma. ~ة~

الى من ربياني صغي را والدايالكريمين الى كل من علمني وأخذ بيدي وأنار لي طريق العلم والمعرفة الى كل من شجعني في رحلتي الى التميز والنجاح الى كل من ساندني ووقف الى جانبي الى كل من قال لي: ال فكان سببا في تحفيزي الى كل من كان النجاح طريقه والتفوق هدفه والتميز سبيله اليكم جميعا الشكر والتقدير واالحترام ~ج~

الحمد الذي أنار لي رب العلم والمعرفة وأعانني على أ اا هذا الواجج ووفقني الى انجاز هذا العمل. أتوجه بجزيل الشكر واالمتنان الى كل من ساعدني من قريج أو من بعيد على انجاز هذا العمل وفي تذليل ما واجهني من صعوبات وننخ بالذكر ااستاا المشرر خير الدين مععى ا الذي لم يبنل علي بتوجيهاته ونصائحه القيمةالتي كانت عونا لي في اتمام هذاالبحث. وال يفوتني أن أشكر كل من ااستاا جريبي اللبتي و ااستاا بوعزيز ناصر اللذان قدما لي يد العون وساهما بقدر كبير في انجاز هذا العمل ~د~

الرقم )1-2( )2-2( )3-2( )4-2( )1-3( )2-3( )1-4( )2-4( )3-4( )4-4( عنوان الشكل ادخال التكاليف االجتماعية المؤثرات الخارجية االيجابية لالستهالك المؤثرات الخارجية السلبية لالستهالك االستهالك من منظور التنمية المستدامة نموذج الصندوق األسود لسلوك المستهلك نموذج نظرية السلوك المخطط البصمة البيئية والسعة البيولوجية للجزائر متوسط نصيب الفرد من المياه في الجزائر االستهالك النهائي للطاقة في الجزائر حسب القطاعات ونوع الطاقة المستهلكة تطور حجم المخلفات المنزلية لألسر الجزائرية الصفحة 96 97 97 123 158 190 231 234 238 244 ~ ~

ق ائمة الجداول رقم الجدول )1-2( )2-2( )1-3( )2-3( )1-4( عنوان الجدول أنكاع المؤث ارت الخارجية خصائص االستيبلؾ المسؤكؿ اجتماعيا مقارنة باالستيبلؾ األخضر التكزيع النسبي لممستيمكيف في امريكا حسب تكجيي البيئي الفرؽ بيف نمكذج القي البيئية الجديدة كنمكذج االنساف االستثنائي تطكر عدد السكاف المقيميف كمعدؿ النمك الصفحة 94 128 165 201 217 219 تطكر إنفاؽ األسر الج ازئرية مابيف 1988 ك 2000 ك 2011 )2-4( 220 معدؿ اإلنفاؽ االستيبلكي السنكم لمفرد )3-4( 221 2011 تكزيع النفقات عمى مختمؼ السمع االستيبلكية لسنتي 2000 ك )4-4( 222 223 مخصصات االنفاؽ األسرل عمى السمع المعمرة كغير المعمرة تكزيع النفقات االستيبلكية حسب فئات المجتمع )5-4( )6-4( 224 تطكر اإلنفاؽ السنكم حسب فئات المجتمع بيف سنتي 2000 ك 2011 )7-4( 232 )8-4( البصة البيئية كالسعة البيكلكجية لمفرد في الج ازئر لسنة 2005 274 275 276 276 279 279 عينة الد ارسة كعدد االستما ارت المكزعة كالمسترجعة كالمحممة محتكيات االستمارة درجات مقياس ليكرت الخماسي ا زىعطبد ا شخسخ زغت م بط ىشد ا خ بع معامبلت االرتباط بيف كؿ مجاؿ مف مجاالت الد ارسة كالدرجة الكمية لفق ارت الد ارسة معامبلت االرتباط بيف كؿ فقرة مف فق ارت محكر الد ارسة ك الدرجة الكمية )1-5( )2-5( )3-5( )4-5( )5-5( )6-5( ~و~

280 281 لممحكر معامبلت الثبات باستخدا معامؿ كركنباخ رىص ع أفشاد ع خ ا ذساعخ زغت ا زغ شاد ا ذ غشاف خ )7-5( )8-5( 284 تحميؿ نتائج المحكر المتعمؽ بحساسية كاىتما المستيمؾ بقضايا التنمية المستدامة )9-5( 288 تحميؿ نتائج المحكر المتعمؽ ب معارؼ المستيمؾ حكؿ المستدامة قضايا التنمية )10-5( 289 تحميؿ نتائج المحكر المتعمؽ ب القي البيئية لدل المستيمؾ )11-5( 291 تحميؿ نتائج المحكر المتعمؽ بسمات الشخصية )12-5( 295 تحميؿ نتائج المحكر المتعمؽ ب السمكؾ البيئي )13-5( 297 298 299 301 303 305 307 309 311 نتائج اختبار تحميؿ االنحدار البسيط لتأثير الحساسية كاالىتما بقضايا التنمية المستدامة عمى السمكؾ البيئي زبئح اخزجبس رس اال رداس ا جغ ظ زأث ش ا عشفخ ثمضب ب ا ز خ ا غزذا خ ع ا غ ىن ا ج ئ غزه ه زبئح اخزجبس رس اال سذاس ا جغ ظ زأث ش ا م ا ج ئ خ ع ا غ ىن ا ج ئ زبئح اخزجبس رس اال سذاس ا جغ ظ زأث ش خظبئض ا شخظ خ ع ا غ ىن ا ج ئ نتيجة تحميؿ التبايف األحادم لكجكد فركقات بيف متكسطات االجابات كفقا لمتغير الجنس نتيجة تحميؿ التبايف األحادم لكجكد فركقات بيف متكسطات االجابات كفقا لمتغير السف نتيجة تحميؿ التبايف األحادم لكجكد فركقات بيف متكسطات االجابات كفقا لمتغير الحالة العائمية نتيجة تحميؿ التبايف األحادم لكجكد فركقات بيف متكسطات االجابات كفقا لمتغير عدد األطفاؿ نتيجة تحميؿ التبايف األحادم لكجكد فركقات بيف متكسطات االجابات )14-5( )15-5( )16-5( )17-5( )18-5( )19-5( )20-5( )21-5( )22-5( ~ص~

312 314 315 317 319 كفقا لمستكل التعمي نتيجة تحميؿ التبايف األحادم ؿ كجكد فركقات بيف متكسطات االجابات كفقا لمكظيفة نتيجة تحميؿ التبايف األحادم لكجكد فركقات بيف متكسطات االجابات كفقا لمكاف االقامة نتيجة تحميؿ التبايف األحادم لكجكد فركقات بيف متكسطات االجابات كفقا لدخؿ الفرد تأثير العكامؿ الديمكغ ارفية عمى متغي ارت الد ارسة نتائج تحميؿ االنحدار المتعدد بطريقة Stepwise )23-5( )24-5( )25-5( )26-5( )27-5( 320 معامبلت االنحدار كقي التسامح لممتغي ارت المستقمة المقبكلة لتفسير السمكؾ البيئي لممستيمؾ )28-5( ~ذ~

المكونات الصفحة الممخص بالغة العربية أ الممخص االىداء بالمغة االجنبية ب ج التقدير والشكر قائمة األشكال قائمة الجداول جدول المواد المقدمة العامة الفصل األول: التنمية المستدامة وتحقيق التكامل بين االقتصاد والبيئة والسكان د ه و ط 1 11 12 13 مقدمة الفصل المبحث األول: اإلنسان و المشكالت البيئية 13 13 المطمب األول: مفيوم البيئة مكوناتيا وقوانينيا -مفيك البيئة 1 16 18 -مككنات البيئة - قكانيف البيئة 2 3 19 المطمب الثاني: المشكالت البيئية 19 20 24 -مفيك المشكمة البيئية - أى المشكبلت البيئية العالمية - المشكبلت البيئية بيف الدكؿ المتقدمة كالدكؿ النامية 1 2 3 26 المطمب الثالث: اإلنسان والبيئة 26 1 -طبيعة العبلقة بيف اإلنساف كالبيئة ~ط~

32 2 -دكر اإلنساف في خمؽ المشكبلت البيئية 34 المبحث الثاني: موقع البيئة في الجدل بين السكان والتنمية 34 34 المطمب األول: 1 مفيوم التنمية أىدافيا وأنواعيا -مفيك التنمية 37 38 - أىداؼ التنمية - أنكاع التنمية 2 3 39 المطمب الثاني: السكان والتنمية 45 المطمب الثالث: عالقة البيئة ب التنمية االقتصادية 45 -حالة 1 اؿ التكافؽ في العبلقة بيف التنمية االقتصادية كالبيئة 49 - العبلقة اؿ تكافقية بيف التنمية االقتصادية كالبيئة 2 51 الثالث: المبحث ماىية التنمية المستدامة 51 51 المطمب األول: 1 -م ارحؿ تطكر مفيوم التنمية المستدامة مفيك التنمية المستدامة 53 57 - تعريؼ التنمية المستدامة -مبر ارت التنمية المستدامة 2 3 60 المطمب الثاني: أبعاد التنمية المستدامة 60 62 64 65 - األبعاد االقتصادية - األبعاد البشرية - األبعاد البيئية - األبعاد التكنكلكجبة 1 2 3 4 ~ ~

66 المطمب الثالث: مؤش ارت التنمية المستدامة 66 69 - المؤش ارت األساسية - العناصر الجديدة التي تتبناىا التنمية المستدامة 1 2 71 72 73 74 74 74 75 76 77 78 84 90 91 92 94 98 103 103 103 109 115 119 122 122 123 خاتمة الفصل الفصل الثاني: االستيالك المستدام كمحرك لمتنمية المستدامة مقدمة الفصل المبحث األول : المطمب األول: 1 2 3 المطمب الثاني: 1 2 المطمب الثالث: 1 2 3 مفيوم االستيالك ومحددات ة هاالقتصادي مفيوم االستيالك - تعريؼ االستيبلؾ - الفرؽ بيف االستيبلؾ ك االنفاؽ - أنكاع االستيبلؾ اآل- محددات االستيالك االقتصادية واالجتماعية - االستيبلؾ كمتغير اقتصادم - االستيبلؾ كمتغير اجتماعي االستيالك في ظل االقتصاد البيئي -مفيك االقتصاد البيئي ثار الخارجية - التكمفة 4 المبحث الثاني: المطمب األول: 1 2 المطمب الثاني: المطمب الثالث: واالجتماعية والبيئية االجتماعية ك اشكالية تحقيؽ التكازف كالرفاىية االجتماعية - تحميؿ رفاىية المست ىمؾ في ظؿ االقتصاد البيئي مفيوم االستيالك المستدام نشأة االستيالك المستدام - التطكر التاريخي لبلستيبلؾ المستدا - أسباب نشأة االستيبلؾ المستدا تعريف االستيالك المستدام متطمبات وصعوبات تحقيق االستيالك المستدام المبحث الثالث : االستيالك المستدام و تفعيل التنمية المستدامة المطمب األول : 1 االستيالك وأبعاد التنمية المستدامة - االستيبلؾ ك النمك االقتصادم ~ن~

125 126 129 129 131 135 138 139 139 140 144 145 146 147 147 147 151 158 158 161 167 167 171 174 174 179 179 183 185 187 2 3 المطمب الثاني : 1 2 3 - االستيبلؾ األخضر - االستيبلؾ المسؤكؿ إجتماعيا االستيالك وسموك المواطنة البيئية - فرز كاعادة تدكير النفايات - البساطة الطكعية - المقاطعة 4 المطمب الثالث : 1 2 خاتمة الفصل -ش ارء المنتجات الممتزمة االستيالك في إطار المنيج االسالمي - االستيبلؾ كسيمة ال غاية كىك عبادة مف العبادات -ضكابط االستيبلؾ في االسبل الفصل الثالث: مفيوم ومحددات السموك البيئي لممستيمك مقدمة الفصل المبحث األول: المطمب األول: - 1-2 المطمب الثاني : 1 2 المطمب الثالث: 1 2 المبحث الثاني: المطمب األول : ماىية السموك البيئي لممستيمك تحميل ود ارسة سموك المستيمك مفيك سمكؾ المستيمؾ نماذج تفسير سمكؾ المستيمؾ تعريف وخصائص المستيمك األخضر - تعريؼ المستيمؾ االخضر -خصائص كتصنيفات المستيمؾ االخضر السموك البيئي لممستيمك - تعريؼ السمكؾ البيئي لممستيمؾ -ممي ازت السؿكؾ البيئي لممستيمؾ الوعي البيئي كاتجاه محدد لمسموك البيئي لممستيمك مفيوم الوعي البيئي المطمب الثاني : االتجاىات البيئية - 1 مفيك االتجاىات البيئية 2 3 - قياس االتجاىات البيئية - تشكؿ االتجاىات نحك اؿ بيئة المطمب الثالث :عالقة االتجاىات البيئية بالسموك البيئي ~ي~

192 192 192 193 194 194 197 197 202 207 208 209 210 201 212 213 214 215 216 217 217 219 225 230 230 المبحث الثالث: 1 2 3 العوامل المؤثرة في السموك البيئي لممستيمك المطمب األول: العوامل االجتماعية و الثقافية - الشريحة االجتماعية - الجماعات المرجعية - االسرة - الثقافة 4 1 المطمب الثاني: العوامل النفسية - القػػي - الشخصية 2 1 المطمب الثالث : تأثير العوامل الديموغ ارفية - السف - الجنس - الدخؿ 2 3 4 5 -مستكل التعمي - الكظيفة 6 خاتمة الفصل -مكاف االقامة الفصل ال اربع: واقع وتحديات االستيالك المستدام في الج ازئر مقدمة الفصل المبحث األول: المطمب األول : النمو السكاني وتطور النفقات والعادات االستيالكية في الج ازئر النمو السكا ين المطمب الثاني : النفقات االستيالكية لألسر الج ازئري المطمب الثالث: التحول في العادات والثقافة االستيالكية المبحث الثاني : التحديات البيئية المرتبطة باالستيالك في الج ازئر المطمب األول: المي ازن البيئي و البصمة البيئية لمج ازئر للمجتمع الج ازئري 233 233 237 1 2 المطمب الثاني : استن ازف الموارد المائية والطاقوية - استيبلؾ الماء - استيبلؾ الطاقة ~ ~

241 241 243 248 248 252 255 257 257 258 259 260 262 263 264 265 265 265 268 272 273 273 274 277 278 278 278 281 283 المطمب الثاني: 1 2 المبحث الثالث: االثار الناتجة من التنقل و انتاج النفايات - اآلثار الناتجة مف التنقؿ - انتاج النفايات جيود الج ازئر لتحقيق االستيالك المستدام و حماية البيئة المطمب األول : السياسة الوطنية لحماية البيئة و التنمية المستدامة المطمب الثاني: المطمب الثالث: المطمب ال اربع: خاتمة الفصل 1 2 3 4 الجيود المرتبطة بحماية المستيمك والتوعية وتحسين نوعية الحياة الجيود المرتبطة بترقية االنتاج المستدام والسياسات الضريبية الجيود المرتبطة بترشيد استيالك الموارد وتقميص التموث ب- ارمج العالية الطاقكية كالطاقات المتجددة - المكارد المائية - النقؿ المستدا - إدارة النفايات المنزلية المشابية الفصل الخامس: الد ارسة الميدانية مقدمة الفصل المبحث األول: 1 2 3 الخطوات المنيجية المتبعة في الد ارسة الميدانية المطمب األول: التصميم النظري لمد ارسة المطمب الثاني: 1 2 3 المبحث الثاني: المطمب األول: 1 2 المطمب الثاني: -متغي ارت الد ارسة - فركض الد ارسة - المنيجية المتبعة التصميم العممي لمد ارسة الميدانية -مجتمع ك عينة الد ارسة - أدكات الد ارسة - المعالجات االحصائية المستخدمة تحميل وتفسير النتائج المتعمقة بمتغي ارت الد ارسة نتائج التحميل الوصفي لعينة الد ارسة والمقياس المستخدم -صدؽ كثبات االستبانة - تحميؿ الخصائص العامة ؿعينة الد ارسة تحميل النتائج المتعمقة بالمتغي ارت المستقمة ~ ~

283 286 289 - تحميؿ النتائج المتعمقة بحساسية كاىتما المستيمؾ بقضايا التنمية المستدامة - تحميؿ النتائج المتعمقة بمعرفة المستيمؾ بقضايا التنمية المستدامة - تحميؿ النتائج المتعمقة المتعمقة بالقي البيئية 1 2 3 290 292 296 296 298 299 300 302 318 322 323 345 363 4 - تحاليؿ النتائج المتعمقة بسمات شخصية المستيمؾ المطمب الثالث: المبحث الثالث: تحميل النتائج المتعمقة بالمتغير التابع: تحميل نتائج اختبار فرضيات الد ارسة المطمب األول: اختبار الفرضية األولى المطمب الثاني: المطمب الثالث: المطمب ال اربع: اختبار الفرضية الثانية اختبار الفرضية الثالثة اختبار الفرضية ال اربعة المطمب الخامس: اختبار الفرضية الخامسة المطمب السادس: اختبار الفرضية السادسة خاتمة الفصل الخاتمة العامة قائمة الم ارجع المالحق السموك البيئي لممستيمك ~ط~

على الرغ مف أف االرتباط بيف اإلنتاج كالبيئة ىك مكضكع ت تناكلو في العديد مف الد ارسات مف جانب الميتميف بالسياسات االقتصادية لمتنمية المستدامة إال أف االرتباط بيف االستيبلؾ كالبيئة كدكره في تفعيؿ جيكد التنمية المستدامة مف المكضكعات الحديثة نسبيا التي بدأت تظير بشدة في أكساط الباحثيف كالمسؤكليف عف رس السياسات البيئية الكفيمة بتحقيؽ التنمية المستدامة خاصة كأف جميع المؤتم ارت كالندكات العالمية التي تناكلت مكاضيع البيئة كمشكبلتيا أكدت أف مشكبلت البيئة ىي مشكبلت متعمقة بسمككيات اإلنساف بالدرجة األكلى. لقد أدرؾ العال في العقكد األخيرة الماضية بأف األرض ميددة كل تعد تتحمؿ االحتياجات المت ازيدة لمبشرية فضبل عف اآلثار التي يحدثيا السمكؾ اإلنساني كالسبب ىك أنماط التنمية الحالية التي تعتمد عمى نمط استيبلكي أدل إلى استغبلؿ مفرط لممكارد الطبيعية ما تسبب في اختبلؿ التكازف البيئي ىذا الكعي المت ازيد ترج في صدكر تقرير "مستقبمنا المشترؾ " الصادر عف لجنة األم المتحدة لمبيئة كالتنمية سنة 1987 كالذم يسمى أيضا بتقرير بركنتبلند )نسبة إلى رئيسة الكز ارء النركيجي ة التي " ت أرست المجنة ) ك الذم أسس لفكرة التنمية المستدامة كعرفيا بأنيا التنمية التي تفي باحتياجات الحاضر دكف اإلخبلؿ بقدرة األجياؿ القادمة عمى الكفاء باحتياجاتيا " فكاف مؤتمر ريك 1991 )قمة األرض( تجسيدا لمفيك التنمية المستدامة المتبنى عالميا مف خبلؿ إصدا ر خطة عمؿ شاممة قابمة )أجندة لمتطبيؽ 21( كالتي أقرت ألكؿ مرة باالرتباط الدقيؽ بيف االستيبلؾ كالمشاكؿ البيئية العالمية. إذا ىك اعت ارؼ رسمي لكاقع حاؿ األنماط االستيبلكية الحالية كخاصة في الدكؿ الغنية كما أدت إليو مف آثار خطيرة عمى األرض مف استن ازؼ لممكارد الطبيعية التمكث البيئي ت ارك النفايات كانبعاث الغا ازت فقداف التنكع الحيكم فالمؤش ارت تقكؿ أف البشرية تستيمؾ ما يعادؿ 1.5 مف كككب األرض ىذا فضبل عف عد التكافؤ كالمساكاة بيف الدكؿ بحيث يبمغ مقدار ما يستيمكو %15 مف سكاف العال ~1~

%40 في الدكؿ الغنية %65 مف إجمالي استيبلؾ العال بينما ال يبمغ استيبلؾ الػ األفقر الذيف يعيشكف في البمداف ذات الدخؿ المنخفض سكل %11 مف إجمالي استيبلؾ العال. كبذلؾ يبرز الدكر األساسي لممستيمكيف المكاطنيف- في سبيؿ الحفاظ عمى البيئة كدع جيكد التنمية المستدامة كما يؤكد ذلؾ أف 30 الى 40 % مف التدىكر البيئي سببو األنشطة االستيبلكية لممستيمكيف ىذا مف جية كمف جية ثانية فإف مسؤكلي المؤسسات يأخذكف بعيف االعتبار االىتمامات البيئية ؿ لمستيمكيف في مدل الت ازمي بالمسؤكلية البيئية كتسكيقي لمنتجات خض ارء أم أف المستيمكيف بإمكاني خمؽ عرض بيئي. عند الحديث عف دكر االستيبلؾ في الحفاظ عمى البيئة كتحقيؽ التنمية المستدامة فإف المقصكد ىك جميع التصرفات كالسمككات التي يقك بيا المستيمؾ عند قيامو بالعممية االستيبلكية ىذا المستيمؾ كحتى يساى في الحفاظ عمى البيئة يجب أف يككف سمككو االستيبلكي مكجو بيئيا. عمى الرغ مف زيادة الكعي البيئي العالمي كالمحمي عمى الصعيد الرسمي كخاصة في السنكات في تجمى كىك ما األخيرة مختمؼ القكانيف كالتشريعات كالسياسات البيئية بركز العديد مف الجمعيات كالييئات المختمفة حكؿ العال كعمى المستكل المحمي تنادم بضركرة المحافظة عمى اؿ بيئة إال أف - المبلحظات األكلية حكؿ سمكؾيات المكاطف- المستيمؾ تشير الى الج ازئرم الضعؼ الذم ال ازؿ يشكبو عمى مستكل تحممو المسؤكلية البيئية ك األخبلقية اتجاه البيئة كالمجتمع فمف خبلؿ مبل حظتنا لؤلنماط االستيبلكية كالش ارئية لممستيمؾ الج ازئرم نجدىا غير صديقة ؿ لبيئة فاستيبلؾ المكارد الطاقكية كالمياه يت بصكرة غير عقبلنية معظ الكجبات غير صحية مشبعة بالدىكف كالمكاد الحافظة كالغا ازت ش ارء المنتجات التي تستيمؾ الكثير مف الطاقة أك تمكثيا المخمفات مف النفايات كالببلستيؾ كغيرىا مف عبكات غير مسترجعة...الخ. مف كما لذلؾ آثار عمى االقتصاد الكطني مف تبديد لممكارد االقتصادية كالصحة العمكمية كتمكمث لمبيئة. ~2~

الج ازئر مثميا مثؿ الدكؿ النامية كاف اختمفت عف الدكؿ الغنية إال أنيا في إطار سعييا لتحقيؽ التنمية المستدامة تكاجو تحديات مرتبطة ليس فقط بالنمك السكاني كلكف أيضا بالنمط االستيبلكي السائد نظ ار لآلثار البيئية كاالجتماعية كاالقتصادية التي يحدثيا. كمف ىنا تأتي ىذه الد ارسة لتمقي الضكء عمى الثقافة االستيبلكية درجة الكعي كاالىتما البيئي لدل المستيمؾ الج ازئرم كمدل استعداده كرغبتو في تبني سمكؾ استيبلكي يككف صديؽ لمبيئة يساى في تحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة لمبمد. كبناءا عميو فإف صياغة إشكالية بحثنا تككف كالتالي: ما مدى مساىمة المستيمك في تحقيق التنمية المستدامة من خالل تبنيو لسموكيات صديقة لمبيئة كتتفرع مف ىذه االشكالية التساؤالت التالية: - ما طبيعة العبلقة بيف االستيبلؾ كالمشاكؿ البيئية - ما ىك مفيك االستيبلؾ المستدا كما ىي متطمبات ادماجو في سياسات التنمية المستدامة - كيؼ يساى المستيمككف بسمككياتي في الحفاظ عمى البيئة كتحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة - ما ىي اؿمحددات كالعكامؿ المؤثرة في السمكؾ البيئي لممستيمكيف - ما ىي اآلثار كالتحديات المرتبطة باالستيبلؾ في الج ازئر - ما مكانة االستيبلؾ المستدا في السياسة الكطنية لمتنمية المستدامة في الج ازئر - ما مستكل تبني المستيمؾ في الج ازئر لسمككيات صديقة لمبيئة تساى في تحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة كما ىي أى العكامؿ المؤثرة فيو فرضيات الد ارسة: عمى اإلجابة قصد اشكالية الد ارسة الحالية جممة ت صياغة الفرضيات التالية: ~3~

ؤت- 1 -تؤثر حساسية كاىتما المستيمؾ بقضايا التنمية المستدامة تأثي ار ذك داللة احصائية في سمككو البيئي. ثر المعرفة الشخصية لممستيمؾ بقضايا التنمية المستدامة تأثي ار ذك داللة احصائية ؼ م 2 سمككو البيئي -تؤثر القي البيئية لدل المستيمؾ تأثي ار ذك داللة احصائية في سمككو البيئي. -تؤثر خصائص شخصية المستيمؾ تأثي ار ذك داللة احصائية في سمككو البيئي. 3 4 -يكجد فركؽ ذك داللة احصائية في استجابة أف ارد العينة تعزل لمعكامؿ الديمغ ارفية التالية : 5 السف الجنس الحالة العائمية عدد االطفاؿ المستكل التعميمي الكظيفة مكاف الدخؿ االقامة. -تؤثر المتغي ارت المستقمة مجتمعة )الحساسية كاالىتما بقضايا التنمية المستدامة المعرفة 6 بقضايا التنمية المستدامة القي البيئية خصائص الشخصية العكامؿ الديمكغ ارفية ) عمى السمكؾ البيئي كمتغير تابع. أىمية الد ارسة: تبرز أىمية ىذه الد ارسة مف خبلؿ النقاط التالية: - التحديات كالرىانات التي يكاجييا العال بصفة العامة كالج ازئر بصفة خاصة كالمتعمقة بالمشاكؿ البيئية كسبؿ تحقيؽ التنمية المستدامة مف خبلؿ التكفيؽ بيف التنمية االقتصادية ك االجتماعية ك حماية البيئة في نفس الكقت ك البيئةم ىي مشكبلت متعمقة بسمككيات - تسميط الضكء عمى أحد أى أسباب المشكبلت اإلنساف بالدرجة األكلى ~4~

االرتباط بيف االستيبلؾ ك البيئة ك بالتالي تسميط الضكء عمى جانب مي مف - تحميؿ السياسات التي تعمؿ عمى تحقيؽ التنمية المستدامة كمنو فؾ االرتباط كالمبس بينيا كبيف السياسات التي لمبيئة تركز عمى جانب اإلنتاج المستدا التي أكدت محدكدية في تحقيؽ الحماية بو المكاطنيف مف خبلؿ سمككاتي االستيبلكية في الحفاظ - تكضيح الدكر الذم يمكف أف مقك عمى البيئة كتحقيؽ اىداؼ التنمية المستدامة - تحديد آليات تفعيؿ دكر المستيمكيف كالمكاطنيف في است ارتيجية تحقيؽ التنمية المستدامة - تحميؿ مفيك السمكؾ البيئي لممستيمكيف كتحديد أى العكامؿ المؤثرة فيو كاب ارز أىميتو في الحفاظ عمى البيئة اؿ ثقافة االستيبلؾية في رس السياسات البيئية مف أجؿ تحقيؽ أىداؼ التنمية - إب ارز دكر كأىمية المستدامة - تساى الد ارسة في في عميؽ لطبيعة السمككيات البيئية لدل المستيمؾ الج ازئرم ما يساعد في رس السياسات المناسبة لمتأثير فييا كتغيرىا أك تعزيزىا بما يخد أىداؼ التنمية المستدامة في البمد. أىداف الد ارسة وييدف ىذا البحث إلى: التعرؼ على مفيك االستيبلؾ المستدا كمكانتو في تفعيؿ جيكد تحقيؽ التنمية المستدامة - تبياف اآلثار كالتحديات المرتبطة باالستيبلؾ في الج ازئر كالجيكد المبذكلة كالنقائص المسجمة - لجعمو ارفعة في تحقيؽ التنمية المستدامة لمبمد المتغي ارت أى يحدد عممي مدخؿ إيجاد التي ت ؤثر عمى السمكؾ البيئي لممستيمكيف - ~5~

تيدؼ الد ارسة إلى التعرؼ عمى مدل انتشار مفيك التنمية المستدامة لدل المستيمؾ الج ازئرم - كترجمتيا إلى سمككات كأفعاؿ مف خبلؿ تقيي مستكل االىتما كالمعرفة بقضايا التنمية المستدامة لديو كمدل تب نيو لقي استيبلكية صديقة لمبيئة كأثر ذلؾ عمى سمكؾياتو االستيبلكية. التعرؼ عمى أثر سمات الشخصية كالخصائص السكسيك- ديمكغ ارفية )السف الجنس الحالة - العائمية عدد االطفاؿ مستكل التعمي المينة مكاف اإلقامة عمى السمكؾ الدخؿ ) البيئي لممستيمؾ الجز ائرم التكصيات مف عدد اقت ارح عمى ضكء بعض ككضع البحث عنيا سيسفر التي النتائج االقت ارحات - البلزة لرس السياسات المناسبة لتحقيؽ استيبلؾ مستدا مف خبلؿ ا لتأثير في سمكؾ المستيمؾ ب تغيره ك/أك تعزيزه بما يخد أىداؼ التنمية المستدامة في الج ازئر. دوافع اختيار موضوع الد ارسة: عدة ىناؾ اختيار إلى دعتنا كدكافع مبر ارت مكضكع قذه الد ارسة كأىميا: - الحالة المقمقة التي أصبحت عمييا البيئة في الج ازئر مف تمكث كاستن ازؼ لممكارد الطبيعية ما أصبح يشكؿ تيديدا حقيقيا لمستقبؿ البمد - التحديات الكبيرة التي تكاجييا الج ازئر كالمتعمقة بكيفية تحقيؽ تنمية مستدامة تكفؽ بيف ضركرة تحقيؽ النمك االقتصادم كالتنمية االجتماعية كحماية البيئة - اعتماد شبو كمي لبلقتصاد الج ازئرم عمى المحركقات كالمكارد النفطية غير القابمة لمتجديد الشيء الذم انعكس سمبا عمى سمككيات المسؤكليف كالمكاطنيف كأدل الى استن ازؼ المكارد الطاقكية كعد الترشيد في استيبلكيا دع االستيبلؾ ألسباب اجتماعية عمى حساب البيئة كاالقتصاد مف خبلؿ االعتماد عمى االستي ارد نتيجة الكفرة المالية التي تكفرىا المحركقات ~6~

- االىتما بمكضكع االستيبلؾ المستدا كالسمكؾ البيئي الذم يعتبر مف التكجيات الحديثة في سبيؿ تفعيؿ جيكد التنمية المستدامة األىمية الكبيرة التي أصبحت تكلييا الدكلة لمثقافة االستيبلكية كزيادة الكعي االستيبلكي - لممكاطنيف مما يتطمب التعمؽ في الد ارسات كالكصكؿ الى نتائج عممية تكجو ىذا االىتما الى كضع سياسات تؤدم الى نتائج جيدة اؿسمككيات مع التعامؿ سبؿ في البحث السمبية فييا كتغييرىا التأثير كسبؿ كجدت إف لمستيمكيف - أك تعزيزىا إف كانت ايجابية - ايماف الباحثة بأف حماية البيئة كتحقيؽ التنمية المستدامة في الج ازئر يمر حتما عبر تحمؿ المكاطنيف لمسؤكلياتي اتجاه البيئة كالمجتمع كدكف ذلؾ فإف جميع الجيكد سكؼ لف تحقؽ األىداؼ المرجكة بنسبة كبيرة. منيج األدوات و الد ارسة المستخدمة: المنيج عمى االعتماد ت الكصفي التحميمي لد ارسة طبيعة ك شكؿ إلى نظ ار كىذا المكضكع الحالية الد ارسة التم تستدعي مجمكعة كتحميؿ تكصيؼ مف العبلقات أساسية مفاىي بيف كالتفاعبلت في البحث حيث ت استخدا المنيج الكصفي الستع ارض أدبيات بو جاءت أى ما عف المكضكع مف م ارجع تكفر لما مكتبي بمسح القيا طريؽ الكتب في متمثمة كالدكريات كالممتقيات المتضمنة لمد ارسات السابقة ككذا المنيج التحميمي إلب ارز عبلقة االستيبلؾ كسمككيات المستيمكيف بالمشاكؿ البيئية كتحديات التنمية المستدامة عمى المستكل الدكلى كايضا عمى المستكل الكطني مف خبلؿ تناكؿ كاقع االستيبلؾ بالج ازئر كعبلقتة بالمشكبلت البيئية ك سياسة التنمية المستدامة في الج ازئر كىك ما النظرم النمكذج بناء أجؿ الباحثة مف عميو استندت ك التصمي العممي لمد ارسة. ~7~

أما في الد ارسة الميدانية فمقد االعتماد عمى ت أسمكب االستقصاء عف طريؽ تصمي استبياف كأداة أساسية لمد ارسة تتضمف البيانات المطمكب تجميعيا مف المجتمع عف الد ارسة مف المستيدؼ طريؽ عينة باستخدا بعد فيما البيانات ىذه ليت تحميؿ األساليب اإلحصائية كباالستعانة ببرنامج الحز االحصائية SPSS ك الد ة ارس أسئمة عمى اإلجابة أجؿ مف اختبار فرضياتيا. حدود الد ارسة الحدكد مف كؿ في الحالية الد ارسة حدكد تتمثؿ الزمنية الحدكد ك المكانية الحدكد ك المفاىيمية فاؿحدكد المفاىيمية الحالية الد ارسة اقتصار في تتمثؿ عمى المستكل الكمي في د ارست آثار االنماط االستيبلكية عمى الجكانب البيئية بالدرجة ا ألكلى مف خبلؿ استيبلؾ المكارد الطاقكية ك المائية النفايات كالنقؿ كعمى المستكل الجزئي في الد ارسة الميدانية االستقصائية حاكلت الد ارسة قياس مختمؼ السمككيات التي يمكف أف يقك بيا المستيمؾ في حياتو اليكمية كعند عممياتو االستيبلكية المختمفة دكف التركيز عمى سلكؾ معيف في عممية الش ارء مب ارحميا المختمفة كما اقتصرت الد ارسة عمى تحديد محددات السمكؾ البيئي بد ارسة المتغي ارت المتمثمة في : االىتما كالحساسية اتجاه قضايا التنمية المستدامة المعرفة بقضايا التنمية المستدامة القي الثقافية البيئية سمات الشخصية كالعكامؿ الديمكغ ارفية. في فتتمثؿ المكانية الحدكد أما أف مجتمع الد ارسة اقتصر عمى مستيمكي كالية قالمة فقط دكف الكاليات شير بيف الممتدة الفترة عمى مقتصرة الحالية الميدانية لمد ارسة الزمنية الفترة كانت حيف في األخرل أكت كنكفمبر 2014. سنة مف محتويات الد ارسة ~8~

عمى اإلجابة قصد االشكالية ة األساسي ؿلد ارسة الحالية كاختبار فرضياتيا كتحقيؽ أىدافيا ىذا تقسي ارتأينا إلى البحث خمسة فصكؿ الشؽ تضمنا فصميف ك نظرية فصكؿ ثبلثة التطبيقي كالميداني يمكف ك الد ارسة ليذه تكضيح محتكيات ىذه الفصكؿ الخمسة عمى النحك اآلتي: يتناكؿ الفصؿ األكؿ مفيك التنمية المستدامة مف خبلؿ تحقيؽ التكامؿ بيف االقتصاد كالبيئة كالسكاف بحيث يتناكؿ المبحث األكؿ منو طبيعة العبلقة بيف االنساف كالبيئة كدكر االنساف في خمؽ المشكبلت البيئية أما المبحث الثاني فيحمؿ الجدؿ في العبلقة بيف السكاف كالتنمية مكقع البيئة في ذؿؾ الجدؿ في حيف أف المبحث الثالث يحمؿ مفيك التنمية المستدامة تطكرىا التاريخي كمؤش ارتيا كأبعادىا البشرية البيئية ك االقتصادية فضبل عف التكنكلكجية. في الفصؿ الثاني نتطرؽ الى مفيك االستيبلؾ المستدا كآليات تفعيمو لتحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة بحيث م تناكؿ المبحث األكؿ مفيك كمحددات االستيبلؾ االقتصادية كاالجتماعية كالبيئية أما المبحث الثاني فيتناكؿ مفيك االستيبلؾ المستدا كآليات تحقيقو بينما المبحث الثالث يفصؿ في العبلقة بيف تيا ارت االستيبلؾ المستدا ك التنمية المستدامة. بينما في الفصؿ الثا لث ندرس مفيك كمحددات السمكؾ البيئي لممستيمؾ مف خبلؿ ثبلث مباحث في المبحث األكؿ نتناكؿ مدخؿ لد ارسة السمكؾ البيئي لممستيمؾ ك المبحث الثاني نتطرؽ مف خبللو لمكعي البيئي كاتجاه محدد لمسمكؾ البيئي لممستيمؾ أما المبحث الثالث فيتناكؿ العكامؿ المؤثرة في السمكؾ البيئي لممستيمؾ. بالنسبة لمفصؿ ال اربع فنحاكؿ مف خبللو تحميؿ كاقع كتحديات االستيبلؾ المستدا في الج ازئر مف خبلؿ التطرؽ في المبحث األكؿ الى النمك السكاني كتطكر النفقات ك العادات االستيبلكية في الج ازئر بينما نحمؿ في المبحث الثاني التحديات البيئية المرتبطة با الستيبلؾ في الج ازئر أما في المبحث الثالث فنتناكؿ جيكد الج ازئر مف أجؿ تحقيؽ استيبلؾ مستدا كحماية البيئة تحقيؽ تنمية مستدامة. ~9~

في حيف خصصنا الفصؿ الخامس لمد ارسة الميدانية التي تناكلناىا مف خبلؿ ثبلث مباحث المبحث األكؿ خصص لتكضيح الخطكات المنيجية المتبعة في اعداد الد ارسة الميدانية أما المبحث الثاني فتضمف تحميؿ كمناقشة النتائج المتعمقة بإجابات أف ارد العينة عف االستمارة المتضمنة لمتغي ارت الد ارسة في حيف قمنا في المبحث الثالث بتحميؿ كمناقشة نتائج اختبار فرضيات الد ارسة. لتختت ىذه الد ارسة بخاتمة عامة نستعرض فيو ا أى النتائج المتكصؿ الييا كجممة مف التكصيات كاالقت ارحات لنجد بعدىا الم ارجع المعتمدة في البحث كأى المبلحؽ. ~10~

مقدمة الفصل: تعد العبلقة بيف السكاف كالبيئة كمكاردىا عبلقة قديمة منذ أف خمؽ ا سبحانو كتعالى االنساف كأصبح أحد عناصر النظا البيئي المتكازف كما أف ىذه العبلقة أزلية اذ أنيا مستمرة لكنيا تشيد تغي ارت في طبيعتيا نظ ار لمتفاعؿ المستمر بيف عناصرىا المختمفة العضكية كغير العضكية كلقد بدأ الكعي كاالىتما بمدل كطبيعة العبلقة كما يط أر عمييا مف ت غي ارت مف جانب الكتاب بكجو عا كاالقتصادييف بكجو خاص اذ اكتشفت الفئة األخيرة أنيا أىممت قضية البيئة كالسكاف كثي ار في الكقت الذم تستحؽ فيو كؿ االىتما الرتباطيا العضكم باإلنساف كالتنمية في الحاضر كالمستقبؿ كبالتالي كجبت اعادة النظر في النظرة العدائية كاالس تغبللية لمبيئة كاحبلؿ ركح التنمية كالمعايشة معيا باعتبارىا أحد أصكؿ التنمية الذم ال غنى عنو كليس مجرد طيبة مف طيبات الحياة االستيبلكية. سكؼ نحاكؿ مف خبلؿ ىذا الفصؿ تناكؿ اشكالية التكامؿ بيف السكاف كالتنمية البيئة في ك اطار التنمية المستدامة مف خبلؿ ثبلث مباحث كما يمي: المبحث األكؿ: االنساف ك المشكبلت البيئية المبحث الثاني: مكقع البيئة في الجدؿ بيف السكاف كالتنمية المبحث الثالث: ماىية التنمية المستدامة ~12~

المبحث األول: االنسان والمشكالت البيئية يتصدر االىتما الجدم بالمشكبلت البيئية المتعددة قائمة القض ايا المعاصرة التي أفر زتيا حركة التطكر العممي كالتقني كاإلنساف بطبيعة الحاؿ كاحد مف مككنات البيئة دائ التأثير كالتأثر في إطار التفاعؿ المستمر مع عناصرىا المختمفة فالبيئة ىي المجاؿ الحيكم المت أثر بكامؿ السمكؾ الذم اإلنساني تنعكس آثاره السيئة عمى البيئة كاالنساف معا كسنحاكؿ في ىذا المبحث تحميؿ العبلقة بيف االسناف كالمشكبلت البيئية. المطمب األول: مفيوم البيئة مكوناتيا و قوانينيا قبؿ معالجة مكضكع االنساف كالبيئة كمشكبلتيا البد مف القيا با س تع ارض سريع لممفيك البيئة كمككناتيا كالقكانيف التي تحكميا. 1 -مفيوم البيئة: البيئة كممة مشتقة مف الفعؿ بكأ كىي في المغة العربية ت أتي بعدة معاني كلعؿ أشيرىا كالذم " يتفؽ مع مكضكعنا ىذا ىك معنى المنزؿ كالمكضع الذم يحيط بالفرد كالمجتمع يقاؿ " تبكأت منزال أم نزلتو كبكأ لو منزال كبكأه منزال: ىب كمكف لو )1( فيو حؿ كنزؿ كأؽ ا. كتعني أيضا حالة االستق ارر )2( كالنزكؿ كمف ذلؾ قكلو تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في األرض يتبوأ منيا حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء وال نضي ع أجر المحسنين )سورة يكسؼ آية 56( كقكلو تعالى والذين واإليمان الدار تبوءو من قبميم يحبون من ىاجر إلييم وال يجدون في صدورىم حاجة مما أوتوا و يؤثرون عمى أنفسيم ولو كان بيم خصاصة ومن يوق شح نفسو فأولئك ىم المفمحون ( سكرة الحشر آية 9(. ~13~ - 1-2 محمد بن أبي بكر بن عبد القا ر الرازي )1986( منتار الصحاح مكتبة لبنان لبنان ص 68. القاموس المحيي للفيروز )1987( ممسلة الرسالة مصر ص 43.

أما في المغة األجنبية فكممة البيئة مأخكذة مف المصطمح اليكناني) OIKOS ( كالذم يعني بيت )1( أك منزؿ ككممة بيئة ىي مف األلفاظ الدخيمة حيث ل نعرفيا في المعاج الفرنسية بعد عا إال إذ 1972 عقد مؤتمر ستككيكل لتنمية المكارد البشرية الذم نبو ألكؿ مرة لخطر التمكث المحدؽ بالبيئة كأدخؿ ضمف مفردات معج المغة الفرنسية Le grand Larouse عا 1972 كي ارد بو مجمكعة العناصر الطبيعية كالصناعية البلزمة لحي اة )2( اإلنساف. أما في المغة األجنبية Environment في ارد بو الظركؼ ك األشياء المحيطة باإلنساف كالمؤثرة في نمك كتطكر الحياة كما يستخد لمتعبير عف حالة اليكاء كالماء ك األرض كالنبات كالحيكاف كالظركؼ المحيطة باإلنساف )3( كافة. كفيما يخص المعنى االصطبلحي لمبيئة ؼ انو ل يختمؼ كثي ار عف المعنى المغكم كيمكننا أف )4( نحصر المفاىي المتنكعة لعم البيئة في قسميف رئيسييف : األول: الثاني: يختص بالمفيك االيككلكجي لمبيئة كالذم يرتكز عمى الطبيعة المحيطة باإلنساف ىك المفيك الكاسع لمبيئة كالذم تبناه مؤتمر ستككيكل 1972. أوال: البيئة ايككلكجيا تعرؼ بأنيا مجمكع كؿ المؤث ارت كالظركؼ الخارجية المباشرة كغير المباشرة المؤثرة في حياة كنمك الكائنات الحية فيعرفيا البعض بأنيا : " الكسط الطبيعي الذم يعيش فيو اإلنساف". كيعرفيا البعض اآلخر بأنيا "المجاؿ المكاني الذم يعيش فيو اإلنساف بما يض مف ظكاىر طبيعية كبشرية يتأثر بيا كيؤثر فييا". ~14~ - 1 سحرحافظ )1995(: الحماية القانونية لبيئة المياا العذبة في مصر العبعة ااولى الدار العربية للنشر والتوزيي مصر ص 17. 2 - احلان علي محاسنة )1994( البيئة والصحة العامة ار الشروق للنشر والتوزيي اار ن ص 17. 3 -The world book dictionary, USA, 1988, P 708..15 4 - محمد صالح الشيخ )2002(: ااآلار االقتصا ية والمالية لتلوث البيئة ووسائل الحماية منها العبعة ااولى مكتبة ومعبعة االشعاا الفنية مصر ص

مف ىذا المنطمؽ فإف البيئة في معناىا العا تشمؿ كؿ العكامؿ الحيكية كغير الحيكية بمعنى أنيا تشمؿ الكائنات الحية المرئية كغير المرئية المكجكدة في األكساط البيئية المختمفة أما غير الحيكية فالمقصكد بيا الماء كاليكاء كالتربة. يرل ككبر COOPER اإلطار أف البيئي يتككف مف ثبلثة عناصر متداخمة مع بعضيا البيئة: كمصدر لمترفيو كالتمتع بالمناظر ك البيئة: كمصدر لممكارد الطبيعية ك البيئة: كمستكدع الست معاب المخمفات. مف خبلؿ ما سبؽ نستخمص أف البيئة تمثؿ المحيط الذم يعيش فيو اإلنساف كينشط فيو كما أنيا مستكدع لمكارده المتفاعمة فيما بينيا لتحدث التأثر في اإلنساف )1( كتتأثر ىي بو. كمف نقائص ىذا المفيك أنو ضيؽ ال يربط بيف البيئة ك العادات ك التقاليد المرتبطة باإلنساف سكاء في سمككو أك في أنشطتو اإلنتاجية أك االستيبلكية كما أفق يتجاىؿ شكؿ المؤسسات االجتماعية كاالقتصادية التي تساى في تنظي المجتمع ككذا العبلقة التي تربط بينيا كبيف البيئة كما أف ىذا )2( المفيك يفتقد أك ييمؿ الكسط االجتماعي كمدل رؤيتو لمبيئة كمشاكميا كمدل اىتمامو بيا. ثانيا: أما المفيك الشامؿ الذم جاء بو المؤتمر الدكلي بستككيكل سنة 1972 البيئة ىي أف:" قد أقر مجمكعة مف النظ الطبيعية كاالجتماعية كالثقافية التي معيش فييا اإلنساف كالكائنات األخرل كالتي )3( يستمدكف منيا ازدى كيؤدكف فييا نشاطي. كمنو نستشؼ المفيك الكاسع لمبيئة كبالتالي يمكف تقسي )4( قسميف إلى البيئة مميزيف ىما : العنصر الطبيعي كيسمى بالبيئة الطبيعية كيقصد بيا كؿ ما يحيط اإلنساف مف عناصر طبيعية كليس لئلنساف دخؿ في كجكدىا مثؿ: الماء كاليكاء كالتربة. 1 - محمد صالح الشيخ المصدر سبق اكرا ص 15. ~15~ - 2 المصدر نفله ص.15 3 - ابراا يم سليمان عيلى )2000(: تلوث البيئة العبعة ااولى ار الكتاب الحديث الجزائر ص 7. 4 - محمد صالح الشيخ المصدر سبق اكرا ص 18.

العنصر البشرم : كيسمى بالبيئة البشرية كيقصد بيا اإلنساف كانجا ازتو التي أكجدىا داخؿ بيئتو الطبيعية فاإل نساف كظاىرة بشرية يتفاكت مف بيئة ألخرل في درجة تحفزه كتفكقو العممي كسبلالتو مما يؤدم إلى تبايف البيئات البشرية. -مكونات البيئة: لقد قس Snadgross Wallace االطار البيئي الى ج أزيف ىما: 2 أ -جزء طبيعي: كاألرض كالماء كالطاقة الشمسية كالمعادف كالنباتات. ب -جزء تنظيمي : يتمثؿ في التشريعات كالقكانيف كالتنظيمات التي يضعيا اإلنساف بغرض تنظي استخدا المكارد البيئية الطبيعية في إنتاج السمع كالخدمات التي تمبي متطمبات المجتمع كحاجاتو. البيئة الطبيعية أ- )الفيزيقية(: فيي كؿ ما يحيط باإلنساف مف ظكاىر حية كغير حية كليس لئلنساف دخؿ في كجكدىا كتتمثؿ ىذه الظكاىر أك المعطيات البيئية في البنية كالتضاريس كالمناخ كالنبات الطبيعي كالحيكانات كبيذا فيي تمثؿ العناصر المادية التي يستمد منيا اإلنساف متطمبات معيشتو )1( كتختمؼ مف منطقة إلى أخرل تبعا لتبايف العناصر المككنة ليا كتشمؿ البيئة الطبيعية نظما أربعة )2( مت اربطة كمتكاممة ىي : المحيط الحيكم : كىك الذم تكجد فيو الحياة حيث تت مف خبللو جميع العمميات الحيكية التي تتألؼ منيا النظ البيئية جميعا فيك الكسط الذم تعيش فيو األحياء بصكرة طبيعية كما تت فيو التغي ارت الفيزيائية كالكيميائية األ ساسية التي تط أر عمى المكارد غير الحية كيتميز باتساعو ككنو يض األج ازء الثبلثة األخرل. الغبلؼ الجكم: ىك غبلؼ غازم يحيط بالكرة األرضية كيعمؿ عمى حمايتيا مف األشعة الشمسية كتظير في طبقاتو السفمى كؿ الظكاىر المناخية التي ليا عبلقة مباشرة بالحياة عمى سطح األرض. 1 - سيد أحمد غريج )1997(: راسات أسرية وبيئية العبعة ااولى ار المعرفة الجامعية مصر ص 85. 2 - محمد صبري محلوب )1996(: البي ئة العبيعية خصائصها وتفاعل االنلان معها- العبعة ااولى ار الفكر العربي مصر ص 26. ~16~

الغبلؼ الصخرم : كيقصد بو األج ازء الصمبة مف الكرة األرضية كيتؾكف مف الصخ كر التربة كاؿراؿ كاف اؾفت ع ناصر قذه اؿنظ تبدك ظاىريا كمككنات كعناصر منفصمة عف بعضيا البعض كلكف في كاقع األمر اؿكؿ متكامؿ في حركات مستمرة ذا كتية أك تكاممية أك تكافمية مع بعضيا البعض بحيث تعطي شكبل نظاميا دقيقا ال يختؿ كفقا لقكانيف الطبيعة كذلؾ إذا ترؾ دكف تدخؿ أك عبث بمككناتو. كالجدير باإلشارة ىنا أف اصطبلح البيئة الطبيعية يستبعد العكامؿ االجتماعية كالنفسية رغ أىميتيا كالذم يجعؿ أمر تجاىميا غير ممكف بيد أف البيئة االجت اعية تكمؿ صكرة البيئة كتحدد إطارىا العا إلى جانب البيئة الطبيعية. ب- البيئة االجتماعية: كتشير إلى ما أكجده اإلنساف كشيده داخؿ البيئة الطبيعية خبلؿ بناء حضارتو سكاء كاف ذلؾ مف الثقافة التي خمفيا اإلنساف أك العبلقات االجتماعية التي ككنيا )أك الماديات التي شيدىا( فيي ب يئة يظير فييا تفاعؿ اإلنساف كالبيئة مف ناحية كتعكس درجات استجابة مختمفة كمف ناحية أخرل عبلقة اإلنس اف باإلنساف كالتي تحدد بالنظ ك التنظيمات االجتماعية التي تكجد في المجتمع كىي بيذا تض جانبيف أحدىما مادم كالعم ارف الم اركز الصناعية شبكة االت صاالت كالمكاصبلت ككؿ ما أكجدتو التكنكلكجيا كآخر معنكم يشمؿ البناء الثقافي كالقيمي كالعادات كالتقاليد كالذم يحدد تفاعؿ األف ارد فيما بيني مف جية كمف جية أخرل يحدد التفاعؿ بيف األف ارد كعناصر البيئة الطبيعية كتختمؼ درجة تفاعؿ أف ارد كؿ جماعة حسب المرحمة ا لزمنية التاريخية المنتمية إلييا بدءا مف الجماعات البدائية الجامعة لمغذاء إلى الجماعات المعاصرة التي تنتمي إلى )1( عصر التكنكلكجيا. 1 - راتج سالمة اللعو )2012(: االنلان والبيئة العبعة اللاللة ار اللقافة للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص 22. ~17~

لكف ىذا التصنيؼ لمبيئة المذككر آنفا ال يعني انع ازؿ الجزء عف اآلخر كانما ىي كحدة متكاممة كمت اربطة حيث أف عناصر البيئة الطبيع ية تؤثر في البيئة االجتماعية كما أف ىذه األخيرة تؤثر فيما بينيا بعبلقات ارتدادية عمى شكؿ أخذ كعطاء كىذا كفؽ نظا خاص يسمى بالنظا البيئي. -قوانين البيئة: )1( كما أف لمبيئة ثبلث قكانيف طبيعية ثابتة تعرؼ بالقكانيف االيككلكجية كىي : 3 أ -قانون االعتماد المتبادل :اذ أف األرض كىي كككب الحياة مميئة بصكر متنكعة مف الحياة متباينة في أشكاليا كأحجاميا كأنكاعيا كأنماط معيشتيا. كتعتمد ىذه األحياء كميا بعضيا عمى بعض في عبلقة تكصؼ باآلكؿ كالمأككؿ. فيناؾ األحياء المنتجة لمطعا )المنتجات( كىي النباتات كأحياء البحر التي تنتج اؿغذاء لنفسيا كلكائنات حية أخرل )الست ىمكات(. كقد تككف ىذه المستيمكات آكمة لؤلعشاب )مثؿ األرنب كالغ ازؿ كالمكاشي( أك آكبلت لمحك )القطط كالنمكر كاألسكد( أك آكبلت لؤلعشاب كالمحك )االنساف(. فتأخذ العبلقات الغذائية صكرة لسمسمة غذائية بحيث ينتقؿ الغذاء مف المف تج إلى المستيمؾ كتتككف ىاتو العبلقات بيف األحياء كتككف متداخمة تعطي لممستيمؾ الكثير مف الخيا ارت. ب - قانون ثبات النظم البيئية: إف المحيط الحيكم كما ىك معركؼ نظا كبير الحج كثير التعقيد متنكع المككنات محك العبلقات يتميز باالستم اررية كالتكازف كىذا النظا يتألؼ الكبير مف مجمكعة كبيرة مف النظ البيئية األصغر فاألصغر. كيقصد بالنظا البيئي تمؾ الكحدة الطبيعية التي تتألؼ مف مككنات حية كأخرل غير حية تتفاعؿ فيما بينيا أخذا كعطاء مشكمة حالة مف التكازف الديناميكي أك المرف. كمف أمثمة ىذه األنظمة البيئية الصح ارء كاؿمنطقة العشبية )السافانا( كالمنطقة القطبية كالغابات كاألرض المزركعة كالمناطؽ المائية كغيرىا. اف ىذه األنظمة البيئية كغيرىا الكثير أنظمة مرنة االت ازف دائمة التغير مف صكرة ألخرل. كىذا التغير في األنظمة البيئية قد يككف سريعا كمفاجئا كقد يككف بطيئ ا كمتدرجا بحيث ال يمكف ~18~ 1 - راتج سالمة اللعو المصدر سبق اكرا ص ص 29-28.

مبلحظتو كعميو فاف األنظمة البيئية في تغير مستمر ككؿ نظا بيئي يييئ الظركؼ لنظا بيئي الحؽ كعندما يحدث تغير ما )انخفاض معدؿ المطر الى الحد األدنى( في نظا بيئي ما )الصح ارء( فاف ىذا النظا البيئي يصاب باالختبلؿ )أعشاب قميمة كبالتالي مجاعة آل كبلت العشب( مما يدفع بالنظا البيئي الى أخذ صكرة ات ازف جديدة ( عدد أقؿ مف آكبلت العشب(. كىكذا كمما حدث تغير في مككف أك أكثر مف مككنات النظا البيئي فانو ينتقؿ مف صكرة االت ازف الى صكرة أخرل أم أف االت ازف في النظا البيئي ديناميكي مرف كليس ثابتا إنما الثابت ىك النظا البيئي نفسو. : ت -قانون محدودية الموارد البيئية قمنا أف البيئة بمفيكميا الشامؿ ىي ذلؾ االطار الذم يحيا فيو االنساف كيحصؿ منو عمى مقكمات حياتو كيمارس فيو عبلقاتو مع بني البشر. كتمثؿ مككنات ىذا االطار مكارد متاحة لبلنساف يستخدميا الستم ارر حياتو كؿلقيا بنشطاتو العممية كاالقتصادية المختمفة. كيمكف تصنيؼ مكارد البيئة تبعا لمدل استم ارر تكافرىا الى ثبلث أصناؼ كىي: مكارد البيئة الدائمة مكارد البيئة المتجددة مكارد البيئة غير المتجددة. - - - المطمب الثاني: المشكالت البيئية ىي البيئة التي يستنبط منيا االنساف متطمبات عيشو كعكامميا المختمفة تؤثر عمى االنساف كما يؤثر االنساف في ىذه العكامؿ إال أف ت دخؿ االنساف بشكؿ سافر في ىذه األنظمة المختمفة أحدث خمبل كبي ار في تكازنيا الطبيعي فتفاقمت المشكبلت البيئية. 1 -مفيوم المشكمة البيئية: اإلنساف اجتياد إف مف أجؿ التكفيؽ بيف الحاجات كاإلمكانيات المتمثمة بالمكارد النادرة التي أغمبيا مصدره ا البيئة ساى بشكؿ أك بآخر في إحداث المشكمة البيئية. كنتيجة لككف اإلنساف ال يستطيع ~19~

العيش بعزؿ عف البيئة ؼ إف عناصر دكرة الحياة البيئية ال تشكؿ ضركرة فيزيكلكجية أم حياتية فقط إنما تمثؿ أكثر مف ذلؾ فالشمس كالمياه كاألشجار كالنباتات كالحيكانات كالتربة كاليكاء كالضكء كالمكاد األكلية... الخ تشكؿ ضركرة اقتصادية كسياسية كاجتماعية كحتى ثقافية كخمقي ة. ؼ كجكد اإلنساف يحتاج لعناصر البيئة التي يحتاج إلييا أكثر مما تحتاجو ألنو في ظؿ غياب البيئة كبكؿ ما تقدمو لئلنساف مف مكارد طبيعية كعناصر أخرل مبلزمة لو في حياتو ال يمكف تصكر كجكد اإلنساف. كمف خبلؿ أىمية البيئة كأىمية ما تقدمو لئلنساف مف سبؿ لتقكية كجكده كافساح كتعزيز المجاؿ أمامو في استغبلؿ مكاردىا االقتصادية المتمثمة بالمكارد الطبيعية كبسبب التدخؿ غير المخطط لو كاالستغبلؿ العشكائي لممكارد البيئية ظيرت المشكمة البيئية المتمثمة في ظيكر الخمؿ البيئي. اف النظا البيئي يظؿ في حالة ات ازف طالما استقرت األمكر في كضع معيف فإذا تدخؿ االنساف في النظا البيئي بطريقة تخمك مف الضكابط كترل مصالحو مباشرة كدكف اعتبار لمسبلسؿ الغذاء أك التكازف الطبيعي- اختؿ التكازف كمف ناحية أخرل فقد يسرؼ االنساف في استن ازؼ البيئة فيقطع مساحات شاسعة مف الغابات مثبل مما يؤدم الى تدمير اؿمأكل لكثير مف الحيكانات كالكائنات فيؤدم بالتالي الى اختبلؿ التكازف كما أف االنساف يضيؼ الى النظ البيئية مكاد جديدة كالممكثات الكيميائية كالمبيدات كالغا ازت الصناعية السامة كاألدخنة التي تضر بالنبات كالحيكانات كتؤدم الى اختبلؿ )1( التكازف. - أىم المشكالت البيئية العالمية: يمكف حصر أى المشكبلت البيئية العالمية فيما يمي: 2 ارتفاع ح اررة األرض: إف الطاقة الح اررية التي تطمؽ في المحيط الحي ػػكم ككؿ ىي مف أجسا -1-2 الناس كمف نشاطاتي الصناعية ككسائؿ النقؿ كالح ارئؽ فيناؾ تخكؼ مف إمكاف أف يحدث ارتفاع 1 - محمد عبد المولى )2005(: البيئة والتلوث العبعة ااولى ممسلة شباب الجامعة: االسكندرية مصر ص 11. ~20~

بدرجة ح اررة المحيط الحيكم ككؿ كبالتالي يتعرض المناخ العالمي لتغيير لف يككف في صالح اإلنساف )1( عمى أم حاؿ. CO 2 فظاىرة االحتباس الح اررم WARNING( )GLOBAL التي تعنى تركيز غاز في الغبلؼ الجكم مف المشكبلت البيئية الخطيرة حيث كانت تركي ازت ثاني أكسيد الكربكف في الغبلؼ الجكم ألكثر مف ألؼ سنة ثابتة عند حكالي 280 جزء مف المميكف بحسب الحج كلكف ىذه التركي ازت ارتفعت في أعقاب الثكرة الصناعية بسرعة كتجاكزت 380 )2( جزء مف المميكف مع العم أف زيادة تركيز غاز CO 2 في الغبلؼ الجكم ت ؤدم إلى اإلقبلؿ مف انتشار الح اررة في جك الكرة األرضية إلى الفضاء الخارجي بفعؿ تأثير البيت الزجاجي مما يسبب ارتفاع معدالت درجات الح اررة عمى )3( سطح المعمكرة األمر الذم أدل حدكث عدة آثار إلى انصيار منيا: القم الثمجية الذم أدل إلى فيضانات عالية نقص إنتاج المحاصيؿ ت ازيد الناجمة الكفيات عف الضغط الح اررم مخاطر التعرض %40 %15 الفيضانات إلى المدمرة اختبلؿ النظ البيئية إذ مف الممكف أف يتعرض ما بيف مف إلى )4( السبلالت كالفصائؿ الحية لخطر االنق ارض. تآكل طبقة األوزون : يشكؿ األكزكف درعا كاقيا يحيط باألرض ليحمي الحياة فكقيا مف -2-2 األشعة فكؽ البنفسجية ذات الطبيعة الضارة. ك بامتصاص ىػذه األشعة يصبح األكزكف المصدر 60 الحػ اررم الكحيد فػي األجػكاء العميا لمغبلؼ الجكم الذم يكػكف منطقػة دافئة عمى ارتفاع 40 كم مف سطح األرض فمع بداية السبعينات بدأ االىتما بالممكثات الصادرة مف نشاط إلى اإلنساف )5(. 1 - محمد صالح الشيخ المصدر سبق اكرا ص 39. 2 - موهان موناسيغ )2008(: رجات الحرارة المتزايدة ومناطر متزايدة مجلة التمويل والتنمية عن صندوق النقد الدولي مركز ااهرام للترجمة والنشر عد مارس 2008 مصر ص 38. 3 - محمد صالح الشيخ المصدر سبق اكرا ص 39. ~21~ - 4 محمد عبد الشفيي عيلى )2008(: اللياق الدولي الشكالية االستدامة والشروط ااساسية للتنمية الملتدامة الملتقى الدوليحول التنمية الملتدامة والكفااة االستندامية للموار المتاحة المنعقد يومي 7 و 8 أفريل 2008 كلية العلوم االقتصا ية وعلوم التليير جامعة فرحات عباس سعيف الجزائر ص 12. - 5 محمد صالح الشيخ المصدر سبق اكرا ص 39.

طبقة األكزكف كقد كجد أف أكسيد النيتركجيف يعمؿ عمى تفكيؾ جزيئات األكزكف ككذلؾ كجد أف ) مركبات الكمكر فمكرككربكف )بعضيا معركؼ صناعيا الفريكف تقك بتفتيت جزمء األكزكف كتقميؿ نسبتو في الغبلؼ الجكم كما أف ىناؾ غا ازت أخرل ليا تأثير مدمر غير الكمكر مثؿ الييدركجيف. )1( كالنتركجيف كيؤدم نقص تركيز األكزكف في المجرة السمكية إلى سمبيات شتى األخطار في زيادة تعرض البشر لؤلشعة فكؽ البنفسجية في زيادة اإلصابات بسرطاف كتتمثؿ بعض الجمد كالكفيات نتيجة ىذا المرض كخاصة في المناطؽ الشمالية مف الكرة األرضية أيضا فإنو يؤثر عمى جياز )2( المناعة بجس اإلنساف كغير ذلؾ مف تمؾ المخاطر. إف كعمكما السبب الرئيسي ك ارء ذلؾ ىك إنما )3( أنماط التنمية التي تقك عمى االستغبلؿ المفرط لممكارد الطبيعية ككذا السياسات االجتماعية السائدة. : التفجي ارت النووية : إف ما استجد مف أنكاع القنابؿ الفتاكة كالمدمرة مثؿ القنابؿ الككبالتية -3-2 كالنيكتركنية كغيػرىا ليا آثا ار ىائمة مف حيث القدر اليائؿ مف الغا ازت كاإلشعاعات كالح اررة التي تخمؼق ا ككميا تعمؿ عمى تدمير طبؽ ة األكزكف. أما بالنسبة لؤلض ارر التي يسببيا ىذا المشكؿ ؼىي اختبلالت عالمية ضارة في مناخ األرض عمما بأف مركبات الكمكر ككمكرك كربكنات ىي ضمف غا ازت االحتباس الح اررم المحتممة. تدمير الغابات االستوائية : التي تعتبر الرئة التي يتنفس منيا العال كذلؾ مف خبلؿ حرؽ -4-2 األشجار كقطعيا...الخ. التموث البيئي : إف التمكث أمر في غاية الصعكبة إذ يعد مشكمة بيئية متعددة الجكانب غير -5-2 محددة األبعاد فيك يمثؿ التغي ارت غير المرغكب فييا فيما يحيط باإلنساف كميا أك جزئيا بسبب نشاطو ~22~ - 1-2 - 3 فتيحة محمد الحلن )2006(: مشكالت بيئية العبعة ااولى مكتبة المجتمي العربي للنشر والتوزيي اار ن ص 106. محمد صالح الشيخ المصدر سبق اكرا ص 39. فتيحة محمد الحلن المصدر سبق اكرا ص 160.

مف خبلؿ حدكث تأثي ارت مباشرة كغير مباشرة تغير المككنات الطبيعية أك الكيميائية أك البيكلكجية لمبيئة مما يؤثر عمى اإلنساف كعمى نكعية الحياة التي يعيشيا )1(. كقد أصاب التمكث كؿ عناصر البيئة المحيطة با إلنساف مف ماء كىكاء كغذاء كتربة ك ازدت الضجة المؤرقة كاإلشعاعات المؤذية فالماء في البحار كاألنيار أصبح مؿكث في حدكد كبيرة أك قميمة بالكيماكيات كالفضبلت كبقايا النفط كالمعادف الثقيمة بؿ كبالماء المستعمؿ نفسو كاليكاء في أغمب المناطؽ المأىكلة اختمت فيو نسب الغا ازت المككنة لو لصالح الضار منيا بفعؿ آالت االحت ارؽ الداخمي في المصانع كاؿسيا ارت مع تقمص المساحات الخ ض ارء كالغذاء كصؿ إليو التمكث عف طريؽ المبيدات كالكيماكيات اؿحافظة كغيرىا مف اإلضافات الضارة كالتربة أصابيا التمكث بسبب بقايا المبيدات كاألسمدة الكيماكية كالمخمفات الغريبة كاألمبلح ال ازئدة كصار التمكث الصكتي مف لكاز العصر بعد زيادة الضكضاء كاألصكات المس تنكرة بمصادرىا الحديثة المختمفة كظير التمكث )2( اإلشعاعي نتيجة استخدا الذرة سكاء في الحرب أك في السم. كقد برزت مشكمة التمكث كتعاظ خطرىا مع تقد الصناعة كاستخدا اآلالت الحديثة كأسمحة الحرب المدمرة عمى نطاؽ كاسع ككانت الدكؿ الصناعية الكبرل سباقة إلى اؾ تشاؼ المشكمة كمخاطرىا كالبحث عف الحمكؿ المناسبة لمعالجتيا كما كانت سباقة في إحداث التمكث كاإلخبلؿ )3( بالتكازف البيئي. كمع الت ازيد المستمر في عدد سكاف العال تتفاق مشكمة التمكث كتتضخ مخاطرىا كيتحت البحث عف حمكؿ جذرية لحماية البشرية مف ككارث محققة. كأكؿ ما يمكف مبلحظتو ىك أف ىذا التمكث أدل إلى حدكث انقبلب خطير في النظا الككني حيث اختمطت الفصكؿ فبل يعرؼ الصي ؼ مف الشتاء أك الخريؼ أك الربيع كذلؾ بسبب الت ازيد - 1 عارر صالح منلف )2009(: اال ارة البيئية- الحماية اال ارية البيئية ار اليازوري العلمية للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص 48. ~23~ 2 - محمد صالح الشيخ المصدر سبق اكرا ص 40. 3 - المصدر نفله ص 40.

المستمر لغاز ثاني أكسيد الكربكف كىك السبب أيضان في تحريؾ الكتؿ اليكائية المحيطة بالكرة األرضية كىبكب العكاصؼ كحمكؿ كثير مف الككارث الطبيعية كيطكؿ األمطار حكؿ الكرة األرضية كحدكث الفيضانات كانحسار ح از األمطار حكؿ الكرة األرضية عف أماكف أخرل فيصيبيا الجفاؼ. كيمكف تشبيو بعض المدف الصناعية الكبرل مثؿ طككيك كني كيكرؾ كلندف كباريس كالقاىرة...الخ بالب اركيف الثائرة حيث يقذؼ سكاف تمؾ المدف كمصانعي كمركباتي بمئات اآلالؼ مف األطناف مف الغا ازت السامة كاألتربة كعكاد السيا ارت كالمصانع... إلخ إلى اليكاء الجكم كتككف ىذه. الغا ازت كاألتربة غبل لة أك سحابة رمادمة أك زرقاء المكف تغطي تمؾ المدف كتزحؼ ىذه السحب السكداء فكؽ القا ارت بفعؿ تيا ارت اليكاء لتمكث مناطؽ أخرل. - المشاكل البيئية بين الدول المتقدمة والدول النامية إف ىناؾ تفاكت الدكؿ مف كؿ بيف دكر كبير : 3 الصناعية كفي ىذا العال في األعظ كالتاجر األكبر الصانع ىي فاألكلى النامية كالدكؿ المتقدمة المستيمؾ ىي ذلؾ سبيؿ التعاكف منظمة دكؿ أف يقدر إذ أنكاعيا بكافة الطبيعية لممكارد األكبر %70 االقتصادم (OECD) كالتنمية حكالي تنتج العالمي اإلنتاج إجمالي مف إجمالي مف ك %80 %85 اإلنتاج تستيمؾ أنيا كما الصناعي المصادر مف العالمية الطاقة إجمالي مف الثبلث الرئيسية %85 الفح البت ركؿ الغاز انبعاث عف المسؤكلة تعد المصادر كىذه الطبيعي أكسيد ثاني مف الصناعية الدكؿ أف كمعنى ىذا اليكاء. في الكربكف عف كبير حد إلى مسؤكلة الكاقع في تعد المتقدمة العالمي البيئي الكضع تأز كمف الطبيعي أف حيث الدكؿ ىذه في لمبيئة الممكثة الغا ازت إصدار يتركز يعادؿ ما % 84,63 انبعاث عاد إجمالي مف مسؤكليتيا ىك العال في الكربكف كعمى القمة الكاليات ~24~

% 30 ما بمفردىا يخصيا حيث المتحدة يعادؿ %81,2 بمفردىا تستيمؾ فيي الطبيعية المكارد مف )1( في التمكث مف كتبث العال في %40 الككف. تقرير يبرز أف غ اربة ال ليذا الب نؾ الدكلي عف التنمية كالبيئة في العال عا 1992 مسؤكلية المتحدة عف الكاليات تبثو ما أضعاؼ خمسة يعادؿ بما الجك في الكربكف أكسيد ثاني غاز انبعاث سكاف الصيف أف رغ ىذا الصيف أضعاؼ خمسة يبمغكف مف الفرد نصيب أف يقدر كما سكانيا %10 عف يزيد ككؿ الطاقة 80 ضعؼ النامية الدكؿ في مثيمو استيبلكيا يقدر مثبل فالب ارزيؿ مف عمى المتحدة الكاليات في الطاقة استيبلؾ الرغ مف أنيا النامية الدكؿ أكبر تعد المستيمكة مف لمطاقة. كبير عف حد إلى المسؤكلة تعد المتقدمة الدكؿ أف يتضح ىذا النامية كالدكؿ العالمية البيئية المشكمة في استخدا كبير ت ازيد مف تشيده مما الرغ عمى المشكمة ليذه التمقية تعد اآلالت كالمركبات كاستيبلؾ بالكربكف الغني المصدر يعد الذم األحفكرم الكقكد كما أنيا كالنتركجيف الشديد لؤلسؼ )3( التالية : )2( المتقدمة. الدكؿ اتبعتو ما أثر يقتفى تصنيعيا نمطا اتبعت الحقائق يبرز سبق وما الطبيعة الت اركمية عف أساسي بشكؿ المسؤكلة ىي المتقدمة الدكؿ أف إلى تشير البيئية لممشكمة البيئية المشكمة د ارسة في العالمي التكامؿ ضركرة المشكبلت المشاكؿ بيف فصؿ دكف البيئية كالدكلية الكطنية األكلى بدكرىا تعمؽ كالثانية الثانية تسبب فاألكلى فيي المتقدمة الدكؿ فؼي النامية كالدكؿ المتقدمة الدكؿ في البيئية المشكمة طبيعة في تبايف ىناؾ كرفاىية ث ارء مشكمة اقتصادية بالفؽر ترتبط اؿمشكمة النامية الدكؿ غالبية ك مؼ أما كاجتماعية - 1 خالد عبدالعزيز ععية صالح عبدالرحمن المحمو و ع الا الدين محمو زهران )2005(: منهه مقترح لقياس التكاليف والمنافي الناجمة عن ااآلار البيئية للمنشآت الصناعية: راسة تعبيقية على القعاا الصناعي بالمملكة اليربية اللعو ية المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل كلية العلوم اانلانية واا ارية المجلد اللا س,العد اللاني المملكة العربية اللعو ية ص 12. ~25~ - 2 المصدر نفله ص ص 13-12. 3 -المصدر نفله ص 13.

كالتخمؼ حيث أكضاعيا تردم مف النامية الدكؿ معظ تعافم االقتصادية ع لؿ البعض كيجمع المشاكؿ البيئية أف في: تتمثؿ الثالث العال في التكازف في االختبلؿ االيككلكجى نظ ار لمتفتيت األرض في اليائؿ الز ارعية - اآلثار االيككلكجية الحضر سكاف زيادة عف الناجمة السمبية - الطبيعية المكارد استنفاذ البيئي. التمكث كانتشار - المطمب الثالث : اإلنسان و البيئة اف البيئة ىي االطار الذم يعيش فيو االنساف كتشكؿ مصدر الثركة فيي الخ ازف العظي الذم منحو ا عز كجؿ لئلنساف لينيؿ منو كيجد مصادر االنتاج كيرتبط نجاح االنساف في ىذه الحياة كتمكنو مف إعمار ىذه األرض عمى مقدار تحكمو في ىذا اإلطار كاالستفادة منو بما سخر ا ؿق مف امكانيات الستد ارر ما فيو منفعة لو مف عناصر كطاقة كالقضاء عمى ما يعكر صفك الحياة مف مككنات ىذا االطار أك الحيمكلة دكف انتشار المككنات التي تسب األم ارض أك تقتؿ األركاح. 1 -طبيعة العالقة بين اإلنسان و البيئة قيض ا عز كجؿ لئلنساف أف يعيش في كككب األرض بيئة الحياة يستمد منيا قكتو ك أسباب نمكه المادم كالفكرم كاألخبلقي كاالجتماعي كالركحي. ككأف أثر اإلنساف عمى البيئة في أكؿ األمر ىينا كال يتعدل أثر الكائنات الحية األخرل. كبدأت تتغير عبلقة اإلنساف ببيئتو مع تغير م ارحؿ حياتو مف الجمع كااللتقاط إلى الصيد كا لقنص كمف ث إلى الز ارعة فالصناعة. كيعكد ىذا التغير المستمر لمكانة اإلنساف المتميزة في البيئة بما كىبو ا مف خصائص بيكلكجية ؼ ريدة تميزه عف باقي المخمكقات كالتي مكنتو مف االمتداد خارج إطار بيئتو البيكلكجية ازرعا كصانعا. كلعؿ مف نافمة القكؿ أف البيئة مؿيئة بالعناصر كالمككنات كالمخمكقات التي أكجدىا ا لخدمة اإلنساف. كما اإلنساف ذاتو إال كاحد مف تمؾ المخمكقات العديدة مف الكائنات الحية التي خمقيا ا ~26~

اؿ تي مف أبرز صفاتيا أنيا تكلد كتدكر فييا المكارد كتستنفذ الطاقة كأخي ار تمكت كتتحمؿ مككناتيا لتكمؿ الدكرة كتستمر الحياة. كعبلكة عمى أف اإلنساف يعد أحد مككنات البيئة كال يمكف أف ينفصؿ عنيا كعف مككناتيا مف الجامدات أك الحيكانات أك النباتات فانو يعد أى عامؿ حيكم في إحداث التغير في البيئة المحيطة بو. كقد ازداد تأثيره في إحداث التغير في البيئة بازدياد التقد العممي كالتكنكلكجي كبازدياد حاجاتو مف الغذاء كالكساء ككسائؿ العيش. كقد تناكلت النظريات الفمسفية عبلقة اإلنساف بالبيئة فاختمفت كجيات نظر الباحثيف بشأنيا كنكجزىا :)1( فيما يمي الفمسفة الحتمية: حتمية العالقة بين اإلنسان و البيئة: أعطت فمسفة ىذه النظرية الكزف األكبر لمبيئة الطبيعية في مجاؿ العبلقة بيف االنساف كبيئتو فالبعض بالغ في دكر البيئة الطبيعية كقاؿ بتأثيرىا الشديد في االنساف كآمف بحتميتيا في كؿ فعؿ مف أفعاؿ االنساف كلذلؾ اطمؽ عمى أصحاب ىذا )2( االتجاه بالحتمييف. يتحدد جكىر ىذه الفمسفة بأف اإلنساف كائف سمبي أما البيئة التي تؤثر فيو تأثي ار كبي ار إذ تكجو سمككو كتصرفاتو بالشكؿ الذم تريده البيئة كعمى نحك تكاد تسمبو اإل اردة ك إف سيادة اإلنساف ال تككف إال في المستكل الذم تسمح كترضى بو الطبيعة كىذه الفمسفة تحدث عنيا عمماء االجتماع كالفبلسفة أمثاؿ ىيبكقراط كست اربك كأرسطك كابف خمدكف كفيكتكر كينز الذيف يؤكدكف أف اختبلؼ سمكؾ الناس كتصرفاتي كخصائصي مف بيئة إلى أخرل يرجع إلى قكة الظركؼ الطبيعية)المحيط الذم تعيش فيو 1 - عارر صالح منلف المصدر سبق اكرا ص ص 106-101. - 2 صفااجاسم محمد )2008(: البيئة في االسالم وعي وأخالق مجلةجامعة كربالا المجلد النامم العد اللاني العراق ص 167. ~27~

الجماعة( بمكجب ىذه الفمسفة يركف أف اإلنساف يقؼ مكتكؼ األيدم تجاه البيئة كعناصرىا بؿ كثي ار ما كاف يقدس عناصرىا )1(. لكف المبلحظ عمى ىذه النظرية أنيا تتجاىؿ دكر اإل اردة اإلنسانية كتجعؿ اإلنساف بمثابة دمية تحركو البيئة كيفما تشاء كمتى تشاء كىذا أمر تعكزه الدقة كالصكاب فاإل اردة اإلنسانية ال يمكف تجاىميا عمى اختبلؼ الحقب الزمنية التي عاشيا اإلنساف عمى الرغ مف بساطتيا. فالفمسفة الحتمية تجعؿ اإلنساف مسمكب اإل اردة أما قكل الطبيعة بؿ عاجز عف مكاجيتيا. الفمسفة اإلمكانية )االختيارية(: اف النظرية االختيارية أك االمكانية تمثؿ مرحمة متقدمة مف تطكر العقؿ البشرم بخبلؼ النظرية الحتمية اذ تقر بايجابية االنساف ألنيا ت ممكو ا اردة فعالة مؤثرة ليس فيما يتخذه مف ق ار ارت في كؿ مجاالت حياتو كانما لو قكة كبيرة عمى البيئة أيضا فنرل أف االنساف مخير كليس مجرد مخمكؽ سمبي غير مفكر خاضع تماما لتكازف كضكابط البيئة الطبيعية كلكنو قكة ايجابية )2( فعالة كمفكرة كذات خاصية ة ديناميكي مف التغيير كالتطكر. اذ تركز الفمسفة االمكانية عمى أف البيئة الطبيعية تقد لئلنساف عددا مف االختيا ارت كأف االنسا ف بمحض ا اردتو يختار منيا ما يتبلء مع قد ارتو كأىدافو كطمكحاتو كال يكجد شيء محت بؿ لو عميو )3( حرية االختيار كالقدرة عمى استغبلؿ معظ عناصر اؿطبيعة. الفمسفة االحتمالية: تقك ىذه النظرية بدكر الكساطة بيف كؿ مف أنصار الحتمية كاالختيارية كتحاكؿ التكفيؽ بيف اآل ارء المختمفة لذا يطمؽ عمييا اس النظرية التكافقية ىذه النظرية ال تؤمف بالحتمية )4(. المطمقة أك االمكانية المطمقة كانما تؤمف بدكر االنساف كاؿ بيئة كتأثير كؿ منيما عمى اآلخر 1 - عارر صالح منلف المصدر سبق اكرا ص 101. 2 - صفااجاسم محمد المصدر سبق اكرا ص 167. ~28~ 3-4 - عارر صالح منلف المصدر سبق اكرا ص 102. صف اا جاسم محمد المصدر سبق اكرا ص 168.

فاإلنساف يمتمؾ العقؿ كالقكة كالقدرة عمى استغبلؿ كنيب ثركات الطبيعة كفي الكقت ذاتو فاف الطبيعة تعالى ىيأ ا )1( ليا بقدرتو كااردتو الذاتية عمى التجدد التمقائي كاعادة التكازف البيئي إذا ما اختؿ. الفمسفة االحتمالية تحاكؿ ا لتكفيؽ بيف الحت البيئي كبيف إمكانية اإلنساف في تغيير البيئة كتعديؿ عناصرىا عمى كفؽ مشيئتو. الفمسفة الندية: إف ىذه الفمسفة في تفسيرىا لمعبلقة بيف اإلنساف كالبيئة تقك عمى أساس الص ارع الجاد بيف الطبيعة كاإلنساف إلق ارر صيغة التعايش في الزمف ك المكاف كىما ندا ف متكافئاف كىذا يعني أف لمبيئة حقا في تحدم اإلنساف مثمما يمتمؾ اإلنساف الحؽ ذا تو في تطكيع البيئة بما يمتمؾ مف كسائؿ حضارية ينتصر بيا لحضكره. فاإلنساف كالبيئة خصماف متكافئاف كىذه الخصكمة تنتيي بالمصالحة كاق ارر التعايش بينوا عقب كؿ جكلة مف جكالت الص ارع. إف ىذه الفمسفة يعترييا الغمكض كعد التحديد كذلؾ بأنيا تجعؿ الطبيعة بمنزلة اإلنساف كىذا أمر ال يستقي فاإلنساف كرمو ا سبحانو بالعقؿ كالحكمة كالتدبير ليتغمب عمى الطبيعة كعناصرىا كليستعمؿ قكاه العقمية لبلستفادة مف مكاردىا لخدمة مصالحو المشركعة إذ أف القادر عمى تسخير مكارد الطبيعة لممنفعة العامة يعد عالما كيناؿ الثكاب في الدنيا كاآلخرة )2(. فمسفة جايا : تستند ىذه النظرية عمى أف المادة الحية عمى األرض كغبلفيا الجكم كالمائي كالصخرم تككف فيما بينيا نظاما معقدا يشكؿ معا الكائف الكاحد الذم يمتمؾ اإلمكانيات ؼ م جعؿ األرض مكانا صالحا لمحياة كبمكجب ىذه الفرضية أف اإلنساف جزء ال يتج أز مف ىذا الكائف المعقد المركب األج ازء. إف ىذه الفمسفة تكاد تككف األقرب إلى تعريؼ البيئة بالمحيط الحيكم الذم تعيش فيو الكائنات الحية بما فييا اإلنساف حيث تمتاز ىذه الفمسفة بالنظرة الش كلية إلطار الحياة ككحدة اإلنساف مع - 1 عارر صالح منلف المصدر سبق اكرا ص 103. 2 - المصدر نفله ص 104 ~29~

البيئة كما تمتاز بالحداثة كالتكفيؽ بيف العم كالديف األمر الذم يجعميا فرضية صالحة لتفسير عبلقة اإلنساف بالبيئة أك يمكف أف تييئ األرضية لكضع فمسفة جديدة تقؼ عمى معطيات ثبلث ىي: النظرة الشمولية لمبيئة كاعتبار اإلنساف مف أى الكائنات الحية فييا كالنظرة العقائدية التي تيدؼ إلى عد تقديس البيئة أك المساكاة مع سائر الكائنات الحية األخرل بمعنى أف ال تحر اإلنساف مف استخدا قد ارتو الذىنية في تطكيع كتسخير عناصر البيئة إلشباع حاجاتو كال تعطيو الحؽ المطمؽ في ذلؾ فمثؿ ىذا التكجو يحقؽ ما يسمى بالتنمية المستدامة. أما التوجو األخالقي فيقضي بالرجكع إلى التشريعات السماكية كالسيما الشريعة اإلسبلمية )1( كالتقاليد كاألخبلؽ االجتماعية إليجاد كتحقيؽ التكازف البيئي فأزمة البيئة أزمة أخبلقية. كيرجع ىذا التفسير النظرم إلى الم ارحل التي مرت بو ا قصة الص ارع بين اإلنسان و البيئة التي تعتبر قصة ص ارع قدي قد كجكد التاليتيف اإلنساف عمى سطح األرض كالمتمثمة في المرحمتيف الرئيسيتيف )2( : المرحمة األولى: يقصد بتمؾ المرحمة بداية الفصكؿ التاريخية في الحياة اإلنساف األكلى حيث كاف يخشى الطبيعة كميا مف حكلو فبدأ حياتو عمى األرض كىمو األكبر حماية نفسو مف غكائؿ البيئة ك خاصة ما يعايشو مف حيكانات مفترسة ككائنات دقيقة تبيف لو أنيا تسبب لو األم ارض كفيضانات كثمكج كصكاعؽ كانحباس األمطار اإلنساف أم أف في ىذه المرحمة كاف يقؼ أما البيئة ضعيفا فبدأ التفكير ك بدؿ الجيد لحماية نفسو مف مخاطر ك تيديدات البيئة ك لذا فاف ىذه المرحمة تسمى مرحمة اإلنسان حماية من البيئة. 1 - محمد سعيد صباريني و أحمد محمد اللقار )1998( نحو أساس فللفي للتربية البيئية مجلة البصراا جامعة البعراا المجلد 2 العد اار ن ص 132. - 2 راتج سالمة اللعو المصدر سبق اكرا ص 39. 1 ~30~

المرحمة الثانية : كفي ىذه المرحمة حدث تغيير في المكقؼ بيف اإلنساف كالبيئة المحيطة بو بكؿ عناصرىا كأصبح اإلنساف بعد مرحمة خكفو مف الطبيعة كالبيئة مف حكلو سيد الطبيعة كالمتحك فييا كالمسيطر عمى مككناتيا كذلؾ أف المكاىب كالممكات العقمية التي خصو بيا الخالؽ ممي از عف إياه الكائنات الحية األخرل كأصبح ىك الطرؼ األقكل الذم يقك التفاعؿ كالتطكير لقد ارتو كإمكانياتو كمكاىبو. بإخضاع اؿطبيعة مف خبلؿ عمميات أصبحت الطبيعة بالتالي مكضع استغبلؿ قاس يتس في كثير مف األحكاؿ بالحمؽ كالش ارىة حيث قا البشر باستن ازؼ مكارد كمصادر كثركات الطبيعة المختمفة سكاء أكانت مكاد خا كالمعادف أ متجددة مثؿ النباتات مما أثار قضية تيديد البيئة بكؿ عناصرىا المختمفة مف ىكاء ك ماء كتربة كغذاء حتى أف الز ارعة البيئية المحدكدة باتت ىي األخرل معرضة لمخطر كىي مصدر المكف األخضر كرمز الدعكة إلى حماية البيئة. بعد أف كاف ى اإلنساف حماية نفسو مف غكائؿ البيئة )مرحمة حماية اإلنساف مف البيئة( تحكؿ ى إلى اإلنساف حماية البيئة ف غكائؿ اإلنس اف )مرحمة حماية البيئة من اإلنسان(. كال يفي مف ىذا القكؿ )حماية البيئة مف اإلنساف( أف البيئة أصبحت في مكقؼ ضعيؼ كأف اإلنساف ىك القكم. كبل بؿ أف ىذه البيئة أصبحت خط ار عمى اإلنساف ك لكف بفعؿ نفسو. اإلنساف كىكذا يتضح لنا أف خكؼ اإلنساف مف البيئة قديما قد إلى انتقؿ العصر الحديث إال أف الخكؼ مف البيئة قديما )في مرحمة حماية اإلنساف مف البيئة( كاف أقؿ مستكل كأضعؼ ضر ار منو في العصر الحديث ذلؾ أف غكائؿ البيئة قديما كانت في معظميا إف ل يكف كميا طبيعية كالفيضانات كالثمكج كالقحط كالخكؼ مف بعض الحيكانات المفترس ة. ليس مستحيبل ك تأثيرىا عمى اإلنساف ليست بالميمكة. كرغ صعكبة التعامؿ معيا كقتئذ أف التكيؼ معيا إال ~31~

أما الخكؼ مف البيئة حديثا فقد بات مرعبا كمستكاه عاليا إذ أنو ييدد سبلمة الجنس البشرم كمف بعده الكرة األرضية التي تحتضنو ذلؾ أف المشكبلت البيئية الجدم دة كالتمكث بأنكاعو كضعؼ طبقة األكزكف كاألمطار الحامضية كندرة المياه كقمة الغذاء قياسا باالنفجار السكاني اليائؿ باتت )1( تشكؿ غكائؿ بيئية ضخمة تنذر بكارثة عالمية. اإلنسان -دور في خمق المشكالت البيئية : لقد كاف مف نتائج ىذا العصر الصناعي تطكيع البيئة 2 لخدمة اإلنساف كتسييؿ حياتو كزيادة متعتو كتعاظ ارحتو. إال أف ىذه التسييبلت المعيشية ل تكف دكف ثمف. كتمؾ ؾانت النتائج السمبية لعصر الصناعة إذ أف مكننة الز ارعة كاخت ارع األسمدة كاستنباط سبلالت جديدة مف المحاصيؿ كادخاؿ تحسينات عمى اإلج ارءات كاألساليب كتقد ا لطب قد أفضى كمو إلى تعزيز بقاء البشر كاطالة متكسط عمر اإلنساف ف ازد عدد سكاف العال بسرعة إلى الدرجة التي كصفت بيا ىذه الظاىرة السكانية باالنفجار كىذا بدكره سيؿ تفاق مشكمة التمكث مما شكؿ مبر ار لظيكر مشكمة استن ازؼ المكارد البيئية لتككف معا المشكبلت الب يئية ذات اآلثار المدمرة )2( عمى البيئة كعمى أى مككناتيا اإلنساف كذلؾ عمى النحك التالي : االنفجار السكاني و البيئة : إف مشكمة االنفجار السكاني تمثؿ أكلى كأى المشكبلت البيئية -1-2 التي أصبحت تؤرؽ البشرية اليك إذ تشير د ارسات األم المتحدة إلى كجكد ت اربط كثيؽ بيف النمك. السكاني مف جية كالفقر كالتدىكر البيئي مف جية أخرل. كيؤدم التدىكر البيئي الناتج عف النمك السكاني إلى تفاق التصحر كتعرية الغابات كاستنفاذ المكارد المائية. كلما كاف إنتاج الغذاء ل يكف كافيا فقد انتشرت المجاعات كسكء التغذية كنزكح عش ارت اؿ مبلييف إلى المدف حيث ال تتكافر لي فرص العمؿ كالمسكف المبلئ. كما ساى االنفجار السكاني بتضخي حدة مشكمة التمكث باإلضافة إلى الممارسات الصناعية كالتكنكلكجية الخاطئة. ~32~ - 1-2 بيان محمد كايد المصدر نفله ص ص 268-267. )2011( سيكولوجية البيئة وكيفيةحمايتها من التلوث العبعة ااولى ار الراية للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص 40.

تمويث البيئة: أا مشكمة التمكث فقد أضحت كمنذ عا 1950 مشكمة بيئية رئيسية أكثر -2-2 حدة مما كانت عميو في أم كقت مضى ال بؿ أنيا تتفاق يكما بعد يك كتزداد خطكرتيا مع تقد السنيف كيرجع ىذا بشؾؿ جزئي إلى النمك السكاني السريع كقد ساعد عمى تفاق ىذه المشكمة أسمكب الحياة في المجتمع الحديث كاإلنتاج عمى أساس قصر عمر السمعة كاستعماالتيا لفترة قص يرة ث رمييا في البيئة ككذلؾ القي التي يشجعيا المجتمع التكنكلكجي الحديث كالذم يشجع عمى المغاالة في االستيبلؾ. إف التمكث بكافة صنكفو: اليكائي ك المائي كالت اربي كالغذائي كاإلشعاعي كالسمعي قد أحدث حالة مرعبة مف اختبلؿ التكازف البيئي كالذم يعد أم ار ضركريا الستم ارر الحياة عمى األرض. إذ انقرضت أنكاع كثيرة مف الكائنات الحية كتغير بعضيا اآلخر كظيرت األم ارض كتبدؿ المناخ كأضحى اإلنساف في حيرة مف أمره كىاجسو األكؿ كاألخير أف ال يككف ىدفا لئلصابة بإحدل إف ار ازت التمكث. استن ازف موارد البيئة : بالنسبة الستن از ؼ مكارد البيئة فقد تفاقمت نتيجة ص ارع اإلنساف -3-2 المحمك لتكفير متطمبات العيش كمكاجية النمك السكاني االنفجارم كلذا فقد بدأ اإلنساف الضغط عمى مكارد البيئة الدائمة كالمتجددة كغير المتجددة بشكؿ استن ازفي أفنى بعضيا كقمؿ مف العمر. االفت ارضي لبعضيا اآلخر كأكشؾ الكثير منيا عمى النضكب إف مشكمة استن ازؼ اإلنساف لمكارد البيئة أصبحت مشكمة تنيؿ البيئة كتفتت عضدىا كتسرع في تدىكرىا. كىكذا يتضح لنا أف البيئة تكاجو اليك ثبلث مشكبلت رئيسية يتفرع عنيا عش ارت المشكبلت األخرل كىي االنفجار السكاني كالتمكث كاستن ازؼ كارد البيئة. إنيا ثبلث أعباء تثقؿ كاىؿ البيئة كيبقى اإلنساف الذم استخمفو ا في البيئة ليستعمرىا كينيؿ مف خي ارتيا كفقا لقكانينيا كيبقى ىذا اإلنساف المتمقي األكبر لآلثار السيئة الناجمة عف مشكبلت البيئة. ~33~

المبحث الثاني: موقع البيئة في الجدل بين السكان والتنمية الجيكد مف العديد بذؿ إلى أدل بشكؿ األخيرة السنكات في نفسيا تطرح البيئة قضايا بدأت لقد لعبلج المشكبلت ىذه عبلقة حكؿ التساؤالت مف العديد أثار مما مشكبلتيا البيئية باألنشطة االقتصادية كالتنمكية التنمية استم ارر عمى تأثيرىا مدل لمعرفة كتكاصميا.كتيدؼ ىذا فى اؿد ارسة عمى بينيما العبلقة تأثير مدل كبياف كالتنمية السكاف بيف العبلقة حقيقة تكضيح محاكلة إلى المبحث البيئة كمف ث التنمية استق ارر عمى كتكاصميا. المطمب األول: مفيوم التنمية أىدافيا وأنواعيا -مفيوم التنمية: ظؿ مفيك التنمية لفترة طكيمة يقصد بو التنمية االقتصادية حيث كاف يفي مف ىذا 1 المصطمح العناية بالعكامؿ االقتصادية ظنا أنو إذا تحسف الكضع االقتصادم تحسنت بقية األكضاع لكف مع مركر الزمف تبيف خطأ ىذا المنيج كتبيف معو أف التنمية تعتمد عمى عكامؿ أخرل باإلضافة إلى العكامؿ االقتصادية كفي ضكء ذلؾ أدخمت األ م المتحدة منذ التسعينات مفيكما جديدا لمتنمية يأخذ بعيف االعتبار األبعاد االجتماعية كالفكرية كالسياسية كالقيمية كالثقافية كالبيئية كمنيا ظيرت مصطمحات جديدة لمتنمية منيا الشاممة كالمستدامة...الخ. كلذا أضحى مف المفيد أف نكرد بعض التعاريؼ ؿ لتنمية نقك بتجميعيا كتقسيميا في مفيكميف المفيوم األول كىك مفيك ضيؽ يخص كبلسيكيات الفكر التنمكم ك المفيوم الثاني يخص الفكر التنمكم الحديث كيعرؼ بالمفيك الكاسع أك الشامؿ محاكليف الخركج بأى العناصر كالخصائص التي تنطكم تحت ىذا المفيك الشامؿ. ~34~

- المفيوم الضيق لمتنمية : مختمؼ مفيك التنمية االقتصادية حسب اختبلؼ المعايير أك -1 1 المؤش ارت المستخدمة كأيضا ارجع الختبلؼ اإليديكلكجيات كالمدارس الفكرية ناىيؾ عف اختبلؼ )1( اآل ارء الشخصية. كنكضح بعض آ ارء ىذا الفكر التنمكم الكبلسيكي مف خبلؿ بعض الكتاب كما يمي: الكاتب جي ارلد ماير يعرؼ اؿ تنمية االقتصادية بأنيا: "ىي عممية تفاعمية يرتفع بمكجبيا الدخؿ القكمي الحقيقي لدكلة ككذلؾ دخؿ الفرد المتكسط خبلؿ فترة زمنية معينة ". )2( تعني ارتفاع الدخؿ الفردم لفترة زمنية طكيمة مصحكبة بانخفاض مستكل الفقر". كفي تعريؼ آخر: "التنمية كمف خبلؿ تعريفو يضع ثبلث ظكاىر أك مؤش ارت أساسية إلحداث التنمية ىي: التنمية االقتصادية ىي عممية إ اردية كليست حدثا عفكيا اليدؼ ىك زيادة الدخؿ القكمي لفترة طكيمة مف الزمف ال لفترة طارئة زيادة متكسط دخؿ الفرد لفترة طكيمة مف الزمف. - - - كا تعرؼ عمى أنيا : " تحسنا عمى المستكل الفردم في مست كيات الميارة كالكفاءة اإلنتاجية كحرية اإلبداع كاالعتماد عمى الذات كتحديد المسؤكلية " كتعرؼ كذلؾ عمى أنيا العممية التي حالة إلى التخمؼ حالة مف االنتقاؿ يت بمقتضاىا التقد,ىذا مف العديد إحداث يقتضي االنتقاؿ كالييكؿ البنياف في الجكىرية ك الجذرية التغي ارت االقتصادم )3(. - المفيوم الشامل لمتنمية: إف التنمية في حقيقتيا عممية حضارية شاممة لككنيا تشمؿ مختمؼ -2 1 أكجو النشاط في المجتمع مف جكانب اقتصادية كاجتماعية كسياسية كثقافية بما يحقؽ رفاىية اإلنساف كك ارمتو كىي أيضا بناء لئلنساف كتحرير لو كتطكير لكفاءاتو كبذلؾ أ صبح اإلنساف يمثؿ الغاية - 1 حلن عبد القا ر صالح )2002(: التوجه الجغرافي للتنمية االقليمية والوطنية العبعة ااولى ار وائل للنشر والتوزيي اار ن ص 29. ~35~ 2 - المعهد العربي لللقافة العالمية وبحوث العمل )1979(: روس في التنعيي االقتصا ي والتنمية الجزائر ص 8. 3 - محمد عبد العزيز عجيمية و عبد الرحمن يلري أحمد )1999( التنمية االقتصا ية و االجتماعية ومشكالتها الدار مصر ص 51. الجامعية: ااسكندرية

كالكسيمة ليا بكؿ عناصره كمقكمات ىتو االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية كالفكرية كالبيئية كأصبحت )1( ىذه المفاىي كالمصطمحات شائعة كمتداكلة في الييئات كالمؤتم ارت العالمية. التنمية االقتصادية الشاممة عممية اقتصادية كاعية كمكجية إليجاد ت حكالت ىيكمية تؤدم إلى تككيف قاعدة كاطبلؽ طاقة إنتاجية ذاتية يتحقؽ بمكجبيا ت ازيد منتظ في متكسط إنتاجية الفرد كقد ارت المجتمع ضمف إطار مف العبلقات االجتماعية يؤكد االرتباط بيف المكافأة كالجيد كيعمؽ متطمبات )2( المشاركة مستيدفا تكفير االحتياجات األساسية كمكف ار ضمانات األمف الفردم كاالجتماعي كالقكمي. كمف المبلحظ أف التعريؼ السابؽ يتضمف العناصر التالية: الت نمية عممية مجتمعية كاعية بمعنى أنيا عممية إ اردية تشارؾ فييا جميع الفئات بالمجتمع كىي - عممية كاعية ألنيا محددة األىداؼ حسب برنامج طكيؿ المدل - عممية مكجية عف ط ريؽ إدارة لمتنمية ليا قدرة االستخدا لمكارد المجتمع مف أجؿ تحقيؽ أىدافو اإلنتاجية كالتكزيعية إيجاد تحكالت ىيكمية في المجاؿ االجتماعي كالمجاؿ السياسي كا لمجاؿ الثقافي كالمجاؿ - االقتصادم - إطبلؽ طاقة إنتاجية ذاتية تحقيؽ ت ازيد منظ في قد ارت المجتمع المتعددة ( القد ارت االجتماعية كالسياسية القد ارت الثقافية - كالعممية كالقد ارت االقتصادية( المناخ االجتماعي كالسياسي : إف عممية التنمية تطمب تكفر المناخ السياسي المبلئ كالبيئة - االجتماعية المناسبة بحيث يتحقؽ في ىذا المناخ: ارتباط المكافأة بالجيد المبذكؿ 1 - عبد القا ر محمد عبد القا ر ععية )2000( اتجاهات حديلة في التنمية الدار الجامعية: ااسكندرية مصر ص 17. 2 - صالح صالحي )2006( المنهه التنموي البديل في االقتصا االسالمي العبعة ااولى ~36~ ار الفجر للنشر: الق اهرة مصر ص ص 93-88.

تعميؽ متطمبات المشاركة تكفير االحتياجات األساسية في ظؿ نظا عادؿ لتكزيع الثركة تحقيؽ األمف الشامؿ الفردم كاالجتماعي كالقكمي. -أىداف التنمية: تيدؼ التنمية إلى تحقيؽ ما يمي )1( : 2 تحسيف حياة البشر مف خبلؿ رفع إشباع الحاجات األساسية لمفرد كتحقيؽ ذاتو اإلنسانية كتحسيف - فرص العدالة االقتصادية كاالجتماعية كفرص المشاركة في العمميات السياسية إحداث سمسمة مف المتغي ارت الكظيفية كالييكمية البلزمة لنمك المجتمع كذلؾ بزيادة قدرة أف ارده عمى - استغبلؿ الطاقة المتاحة لتحقيؽ أكبر قدر مف الحرية كالرفاىية بأسرع مف معدؿ النمك الطبيعي - االنتقاؿ إلى مرحمة جديدة شاممة اإلنتاج كاإلنساف كمقد ارتو كفرص حياتو كمشاركتو اإليجابية عمى مستكل مغاير لمرحمة سابقة - تييئة سيطرة اإلنساف عمى بيئتو كامكانيتو كطاقاتو لبناء حاضره كمستقبمو مف كاقع الشعكر بمسؤكلية االنتماء االجتماعي كالقدرة عمى المنافسة في عال يحكمو منطؽ الص ارع تأميف - زيادة مستمرة في متكسط دخؿ الؼ رد عبر فترة ممتدة مف الزمف كالى إنشاء التنظي ا لسياسي الممثؿ لمصالح القكل صاحبة المصمحة الحقيقية في التنمية كايجاد أع داد كفيرة مف الكفاءات اإلدارية كالتنظيمية ك إج ارء تغيي ارت في القي كالعادات كخؿؽ مؤسسات كتنظيمات جديدة - إ ازلة جميع المصادر الرئيسية لبقاء التخمؼ منيا كالفقر كالطغياف كضعؼ الفرص االقتصادية ككذا الحرماف كالقير االجتماعي ك السياسي ~37~ - 1 ابراهيمحلين العلل )2006(: التنمية في الفكر ااسالمي مفاهيم - ععااات معوقات أساليج العبعة ااولى الممسلة الجامعية للنشر والتوزيي لبنان ص ص 28-27.

تيدؼ التفمية إلى إقامة مجتمع يتمتع بأعمى مستكيات المعيشة الطيب ة مف خبلؿ الزيادة في - اإلنتاج إلى أقصى حد ممكف كتحقيؽ الكفاية لكؿ كاحد سكاء بجيكده الخاصة أك الع امة كتحقيؽ الكفرة االقتصادية إؿل جانب الرفاىية االجتماعية. -أنواع التنمية : يتطمب نجاح التنمية كجكد أعداد كفيرة مف الكفاءات اإلدارية كالتنظيمية كتكسيع 3 الجياز الحككمي كاعادة تنظيمو كتدعيمو بيذه الكفاءات لمقابمة احتياجات عممية التنمية كما يتطمب إعادة التفكير في تحديث كادخاؿ أفكار جدمدة في داخؿ بعض التنظيمات كالمؤسسات االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية ة كالثقافي كالبيئية التي تعمؿ عمى إشباع الحاجات األساسية كالثانكية كالتي )1( يمكف تعريفيا كما يمي : التنمية االقتصادية: ىي عممية تستخد فيىا الدكلة المكارد المتاحة لتحقيؽ معدؿ سريع لمتكسع االقتصادم يؤدم بالضركرة إلى زيادة مطردة في دخميا القكمي لكف ؿف يحدث ىذا إال إذا ت التغؿب عمى المعكقات االقتصادية ر كتكؼ أرس الماؿ كالخبرة الفنية كالتكنكلكجية. التنمية االجتماعية : ىي ا لجيكد التي تبذؿ إلحداث سمسمة ف المتغي ارت الكظيفية كالييكمية البلزمة لنمك المجتمع كذلؾ بزيادة قدرة أف ارده عمى استغ الؿ الطاقات المتاحة إلى أقصى حد لتحقيؽ قدر مف الحرية كالرفاىية لؤلف ارد ب معدؿ أسرع مف معدؿ النمك الطبيعي. التنمية السياسية : ىي د ارسة التنظي الرسمي لمحككمة كاإلدارة المركزم ة كالمحمية كد ارسة المشكبلت التطبيقية في التنظي كاإلج ارءات بغية تحقيؽ التكامؿ بيف القضايا ة الكصفي كالتقكيمية. التنمية الثقافية: ىي التغيير الذم يحدث في الجكانب المادية كغير المادية لمثقافة بما فييا العمك كالفمسفة كالفنكف كالتكنكلكجيا كاألذكاؽ باإلضافة إلى التغيير الذم يحدث عمى مستكل بنياف المجتمع ككظائفو. ~38~ - 1 ابراهيمحلين العلل المصدر سبق اكرا ص ص 30-29.

التنمية البيئية أو المتواصمة : ىي التي تمبي احتياجات الحاض ر دكف أف يعرض لمخطر قدرة األجياؿ التي مف شأنيا أف تقكدنا إلى ممارسة النكع الصحيح مف النمك االقتصادم القائ عمى التنكع الحيكم كالتحك في األنشطة الضارة بالبيئة كتجديد المكاد القابمة لمتجديد كحماية البيئة الطبيعية. المطمب الثاني: السكان والتنمية الكاقع أف ىناؾ اتفاؽ عمى كجكد عبلقة قكية كعضكية بيف السكاف ك أف طبيعة إال التنمية ىذه العبلقة كانت كال ازلت مثار جدؿ متع ارض كال متناىي خاصة لدل االقتصادييف في المدارس المختمفة ككذلؾ داخؿ المدرسة الكاحدة كىك ما يترؾ بصماتو عمى السياسات الكاجب األخذ بيا. فنجد أف التجارييف نادكا بزيادة حج السكاف العتقادى أف عنصر العمؿ يأتي في مقدمة عناصر العممية االنتاجية قبؿ الطبيعة ك أرس اؿماؿ كرتبكا عمى ذلؾ كجكد عبلقة سببية طردية بيف زيادة السكاف القكة العاممة زيادة االنتاج مف السمع كالخدمات اذ يركف بأف في الزيادة السكانية زيادة في عرض قكة العمؿ كمف ث رخص األجكر كانخفاض أثماف الصاد ارت فزيادتيا كمف ث زيادة ما يحصمكف عميو مف معادف ثميفة أم زيادة ث ارء كقكة األمة. اذف نستخمص أف التجارييف ركزكا تفكيرى عمى كيفية تركي ث ارء األمة دكف أف يعطكا أم أىمية تذكر لمسألة تدىكر المكارد الطرؽ األمثؿ )1( الستغبلليا ما يخمؼ عف استغبلليا مف آثار عمى البيئة كالطبيعة. أما عند الكبلسيؾ فكاف يرل آد سميث أف حج الناتج القكمي لدكلة ما يعتمد عمى حج القكة العاممة كمدل تفاعميا مع األكضاع السائدة. لذا فاف الزيادة السكانية أمر مرغكب طالما تكافؽ ذلؾ مع تكافر أرس الماؿ كالمكارد االقتصادية البلزمة لتشغيؿ الجميع كخمص الى أف استم ارر الزيادة السكانية يعد مؤش ار جيدا على أف الدكلة تسير عمى الطريؽ الصحيح نحك الرخاء كالتقد. - 1 أحمد عبد النالق ) 1996 (:المشكلة البيئية بين االنفجار اللكاني واالنفجار االستهالكي العبعة اللانية جامعة المنصورة مصر ص 23. ~39~

» إف أى عبلمة مؤكدة تدؿ عمى رخاء دكلة ما انما ىي زيادة أعدادىا السكانية» يبلحظ مما سبؽ أف آد سميث أف أكد الزيادة السكانية ال تككف مرغكبة في حالة نقص المكارد أك تدىكرىا ك لعؿ ىذه الفكرة فكرة التناسب بيف الزيادة السكانية كالمكارد ىي جكىر الفكر التقميدم فيما يتعمؽ بالسكاف كالتنمية. اذ حذر ريتشارد كانتيكف كمف بعده ركبرت مالتس مف ت ازيد السكاف بما يفكؽ زيادة المكارد أك قدرة الطبيعة عمى تكفير الغذاء كفي ىذه الحالة يعد السكاف عقبة أما التنمية. كاستخدمكا ما يعرؼ بقانكف الغمة المتناقصة الناج عف الزيادة السكانية بمعدالت ال تفكؽ زيادة )1( عناصر االنتاج األخرل. اذا نبو الكبلسيؾ الى أف الزيادة السكانية كزيادة الطمب عمى الغذاء مع عمؿ قانكف تناقص الغمة خاصة في قطاع الز ارعة سيؤدم الى انخفاض معدالت االستثمار كالت قد الفني بسبب ارتفاع األثماف كتآكؿ األرباح كىبكط األجكر الحقيقية كانتاجية العمؿ ىذا عمى جانب كعمى جانب آخر نبو )2( الكبلسيؾ الى امكانية تعرض المكارد لمنفاذ كالتدىكر بسبب الزيادة السكانية كاإلف ارط في استغبلليا. اؿكبلسيكيكف أما الجدد فنجد أني انتيجكا نو جا مغاي ار بعض الشيء لمكبلسيؾ حيث أركا أف التقد العممي كالتكنكلكجي كفيؿ بعكس اتجاه قانكف تناقص الغمة الى زيادتيا كاعتقدكا في أىمية حج السكاف بالنسبة لزيادة االنتاج: اذ أف ت ازيد األعداد سكؼ يخمؽ تحكال تكسعيا كيشجع التجديد كاالبتكار كاالستخدا األكثر فعالية ككفاءة لممكارد مما يؤدم الى زيادة االنتاجية. خبلصة نظريات الكبلسيكييف تعارض ال كأنو السكاني الت ازيد أك البيئة تخمقيا التي العقبات تخطي عمى التنمية قدرة ىي الجدد ~40~ 1-2 أحمد عبد النالق المصدر سبق اكرا ص 24. - أحمد علي عبد الصا ق علي عبدا عبدا فيصل أحمد عبدا و عوض عبد ا سيف اللكان والتنمية - النظرية متاح على الرابي www.yemen-nic.info/contents/popul/social/human/.../socanwaqa.pdf والواقي- ص 3.

السكاف نمك بيف كنمك االقتصاد.كقد ارتفاع مع بأنو آمنكا مستكل المعيشة اؿ ناس يميؿ المجتمع كتقد )1( الكقائية. المكانع تطبيؽ خبلؿ مف طكعي بشكؿ أعدادى تنظي إلى 1948 كفي ىذا االتجاه قد قد دبريؿ 1938 نظرة في السكاف خبلصتيا أف االنساف يميؿ بطبيعتو الى ال ارحة كاليدكء كمف ث ال يتحرؾ إال تحت تأثير دافع قكم. ىذا الدافع يتمثؿ في كجكد مشكمة تجبره عمى ا لتصدم ليا كحميا كالعمؿ عمى تجاكزىا كتحقيؽ التقد. ىذه المشكمة في نظره- تتمثؿ في التحديات التي تخمقيا الزيادة السكانية مف نقص في األدكات كالكسائؿ كالفنكف االنتاجية القائمة كمف ث يمز تطكيرىا كتغييرىا كاحبلؿ كسائؿ كفنكف جديدة محؿ القائمة كىكذا. كمف ث يخمص )2(. الى أف «الزيادة السكانية ىي محرؾ التقد» لقد اتسمت الفترة التي تمت الحرب العالمية الثانية بتفاكت االىتما بالعبلقة بيف السكاف كالبيئة. اذا ازداد التركيز عمى تحميؿ ىذه العبلقة خبلؿ الخمسينات كالستينات حيث ركز األدب االقتصادم عمى أىمية أرس الماؿ في التف مية كأف نقص المدخ ارت يعد العقبة الرئيسية كىذه تتناسب عكسيا مع نمك السكاف. ث في السبعينات تحكلت نقطة ارتكاز االىتما صكب البحث عف ماىية أفضؿ الكسائؿ كأكثرىا كفاءة كفاعمية الستغبلؿ المكارد كمف ث جاء االىتما بالمشكمة السكانية في 1973 المشكمة أف ىذا ل إال مرتبة ثابتة. يمنع شخصية بارزة مثؿ ركبرت ماكنمار أف يدفع في السكانية في الدكؿ النامية إلى السطح كيصفيا بأنيا العقبة الرئيسية عمى طريؽ التقد االقتصادم كاالجتماعي. بؿ أكثر مف ىذا شبو «ماكنما ار» أخطار الزيادة السكانية بالخطر الذم تكلده الحرب النككية اف ل تت معالجتيا بسرعة كعمى نحك رشيد ناجح. كفي الثمانينات كحتى اآلف عاكد الكتاب االىتما بالمشكمة السكانية كاتس ذلؾ بتكسيع دائرة االىتما لتشمؿ المظاىر الكمية كالكيفية ككذلؾ مناقشة مدل تأثيرىا عمى كؿ عناصرىا التنمية كامتد 1 - أحمد علي عبد الصا ق علي عبدا عبدا فيصل -2 أحمد عبد النالق المصدر سبق اكرا ص ص 24-25. أحمد عبدا و عوض عبد ا سيف مرجي سبق اكرا ص 3. ~41~

ذلؾ بطبيعة الحاؿ الى البيئة. كيغمب بصفة عامة- االتجاه التشاؤمي عمى الفكر الذم الساد فترة ما. بعد الحرب كمف ث نعت أنصار ىذا االتجاه بالمالتسييف الجدد نسبة الى «ركبرت مالتس» كيحذر ىؤالء مف أف الزيادة السكانية تبتمع كؿ زيادة في أرس الماؿ كغير ذلؾ مف العناصر المنشطة لبلقتصاد كتعكؽ تحسيف االفتاج كفنكنو.كما تؤدم الى زيادة عرض العمؿ ككجكب البحث عف فرص جديدة كتدني مستكيات األجكر كتدىكر الدخكؿ كمف ث الكقكع في فخ التكازف عند مستكيات منخفضة )1( الدخؿ كمف ث تؤثر سمبا عمى االستثمار كالكفاءة التي يعمؿ بيا االقتصاد. كيردكف عمى أنصار االتجاه التفاؤلي بأنو ال يكجد دليؿ كاحد يؤكد أف النمك السكاني الكبير كالسريع كاف في ذاتو دافعا لمتطكر التكنكلكجي كاالبتكار بؿ-عمى العكس- يأتي معظ التقد مف الدكؿ المتقدمة ذات معدؿ النمك السكاني المنخفض. كما أف االبتكا ارت العالمية الجديدة مكفرة لمعمالة كليس كثيفة العمؿ. كيضيفكف أف بطء النمك السكاني سيعمؿ عمى تحرير بعض المكارد لمتنمية كزيادة الدخكؿ المتكسطة بصكرة أسرع مما يعمؿ عمى دفع التنمية قدما. كيتكسط ال أرييف السابقيف مجمكعة مف اآل ارء األكثر اعتداال كعمقا حيث تشمؿ األبعاد االقتصادية كاالجتماعية لمنمك السكاني كآثاره. اذ يرل ىؤالء أف الق ارر باإلنجاب ىك ق ارر فردم عمى مستكل األسرة كيمثؿ انعكاسا لؤلكضاع اقتصادية كاجتماعية تسكد في نظا أكبر كأشمؿ. كيمخص ىؤالء- أمريف: في ظؿ االطار السابؽ لتحميمي- الى أف أثر السكاف عمى التنمية يتمخص في األكؿ: أف نمك السكاف ليس عائقا أكليا لمت نمية االقتصادية لكف ىذا ال ينفي أنو قد يجعؿ عممية التنمية صعبة كيزيد مف احتماؿ فشؿ السياسات االقتصادية كاالجتماعية. ~42~ 1 - أحمد عبد النالق المصدر سبق اكرا ص 27.

الثاني: أنو اذا كاف السكاف يسببكف مشاكؿ أك تعقيدات في األجميف القصير كالمتكسط أنيا يمكف إال التخفيؼ منيا عمى األجؿ الطكيؿ بالتكيؼ األسرم كا الجتماعي. كيرل ىؤالء عد التعمي في ىذه المسألة إذ أف األثر السكاف يختمؼ باختبلؼ المكاف كالزماف كظركؼ كؿ بمد كبالتالي ينبغي د ارسة كؿ حالة عمى حدة. يتفؽ مع ما سبؽ بعض اآل ارء التي تتس باالعتداؿ نسبيا كالتي تمثميا األكاديمية الكطنية )1( كأقرت بأف : لمعمك في تقريرىا عا 1986 "نمك بعنكاف السكاف كالتنمية االقتصادية" نمك حج السكاف قد يككف لو آثار ايجابية كسمبية ضركرة د ارسة العبلقة المباشرة كغير المباشرة بيف السكاف كالتنمية الكثير مف المشاكؿ التي كانت تعزل ؼ قط لمسكاف تعزل ألسباب أخرل كذلؾ دكر السكاف يككف في تعميؽ المشاكؿ كجعميا تظير بصكرة أسرع كليس خمؽ المشاكؿ كذىبت األكاديمية الى القكؿ أف ندكة المكارد القابمة لمنفاذ )غير المتجددة( تمثؿ قيدا محدكدا عمى النمك االقتصادم في األجميف القصير كالمتكسط.كينتيي التقرير-مع ذلؾ- الى أف التنمية االقتصادية في معظ أقطار العال الثالث ستككف أسرع كمما تباطأت معدالت نمك السكاف مع األخذ في الحسباف تباينيا مف دكلة ألخرل. كأيا كاف األمر بالنسبة لمرؤل السابقة نستطيع أف نخمص الى أف البيئة ل تكف أبدا في بؤرة اىتما الكتاب كاالقتصادييف السابقيف عمى اختبلؼ انتماءاتي. كمف ث ا يمكنف أف نبدم المبلحظات اآلتية )2( عمييا : أف العبلقة العضكية بيف المتغي ارت السكانية خاصة المتعمقة بالنمك كالممارسات االقتصادية - كاالجتماعية كالمتغي ارت البيئية ل تكف محبل لبلىتما المباشر لدل ىؤالء الكتاب. لذا ظؿ - 1 أحمد عبد النالق المصدر سبق اكرا ص 28. - 2 المصدر نفله ص.29 ~43~

تفكيرى محصك ار في دائرة التكازف ك /أك االختبلؿ بيف السكاف كالمكارد كطالما أف الطبيعية الت كازف متحقؽ ال تكجد مشكمة كالعكس ركز الفكر االقتصادم التنمكم فقط باإلضافة الى المكارد- عمى د ارسة العبلقة بيف النمك - السكاني كحج السكؽ كاقتصاديات الحج كتقسيي العمؿ كمف ث أثر كؿ ذلؾ عمى االبت كار كاالخت ارع كالنمك االقتصادم - كفي اطار اىتما الفكر االقتصادم بقضية النمك االقتصادم ركز عمى د ارسة كيفية زيادة االنتاج كمعدالت الزيادة كتطكير كتحديث أساليب كقكل االنتاج دكف اعطاء اىتما يذكر لما اذا كانت ىذه األساليب مبلئمة لمبيئة أ ال. اذ طغت االعتبا ارت االقتصادية عمى االعتبا ارت البيئية. لقد انعكس التفكير األحادم الجانب عمى اىماؿ قضايا ذات مدلكؿ بيئي ىا مثؿ : اىماؿ معالجة قضية االف ارط في االستيبلؾ في ظؿ المجتمعات كاالقتصادات الثرية كالمتقدمة كما يترتب عميو مف اف ارط في استيبلؾ المكارد مف ناحية كت ارك المخمفات كالنفايات مف ناحية أخرل كىما مف المشاكؿ البيئية الضخمة اآلف في الدكؿ النامية كالمتقدمة عمى حد السكاء. كما أف تدىكر المكارد الطبيعية ال يعكؽ التنمية االقتصادية المتكاصمة فحسب كمكرد- كلكف يؤدم الى تركز الغا ازت الضارة بالبيئة األض ارر العالمي فقداف التنكع البيكلكجي انتشار األم ارض كالمجاعات...الخ. يمكننا القكؿ بأف ىذا النمط مف المعالجة الفكرية أىمؿ الجكانب الكيفية لممشكمة السكانية خاصة في الدكؿ النامية مع ضركرة رفع مستكل المعيشي الحد مف الفقر نشر التعمي كمحك األمية كالرعاية الصحية...الخ. لذا ظمت ىذه المشكمة ليس فقط تتعمؽ بؿ انعكست سمبا عمى البيئة كذلؾ اذ )1( أف قضية السكاف ليست مسألة أعداد بؿ أكثر مف ذلؾ بكثير. ~44~ 1 - أحمد عبد النالق المصدر سبق اكرا ص ص 30-29.

المطمب الثالث: عالقة البيئة ب التنمية االقتصادية يرتبط االنساف بالبيئة مف خبلؿ عممية التنمية اذ تعد القد ارت البشرية أساس التنمية كفي ذات الكقت يعد االرتقاء بمستكل ا النساف ىك ىدفيا كلكي تت التنمية كتتكاصؿ يمز الحفاظ عمى البيئة كتنميتيا كالحد مف تمكثيا. 1 -حالة الالتوافق في العالقة بين التنمية االقتصادية والبيئة: إف تحقيؽ التنمية االقتصادية يعني تحقيؽ االزدىار االقتصادم كالرفاىية كىذا كفؽ كجية النظر االقتصادية. أما كجىت النظر البيئية فيي تنظر إلى ىذه التنمية عمى أنيا نتيجة لحرؽ كميات ىائمة مف أنكاع الكقكد األحفكرم المنخفضة السعر بشكؿ مصنع كىي تنظر لممستقبؿ القريب عمى أنو مزيد مف المكجات شديدة الح اررة كالعكاصؼ األكثر تدمي ار كذكباف الغطاء الثمجي كارتفاع مستكل سطح البحر الذم يتسبب في انكماش سطح األرض. تتجمى حالة البلتكافؽ بيف التنمية االقتصادية بشكميا الحالي الممكث كالمخرب كبيف النظ الطبيعية الداعمة ليا مف خبلؿ كجكد المشكبلت البيئية المنتشرة في كقتنا الحاضر نتيجة لتجاىمو االعتبا ارت البيئية عند التخطيط لتحقيؽ الرفاه ية كتعمي أساليب إنتاجية كاستيبلكية غير متكازنة تشجع عمى اليدر كمخربة لمبيئة الطبيعية مف خبلؿ نشر الخمؿ في مككناتيا بشكؿ عا. تيدؼ إلى تدمير البيئة كبالتالي تدمير ذاتيا ك بأدكاتيا. فيي تنمية %3 7.9 ففي عا 2005 ارتفعت كميات غاز ثاني أكسيد الكربكف إلى طف بزيادة بميكف عف عا 2004 إف ىذه الكميات المتصاعدة مف الكربكف المسؤكؿ الرئيسي عف ظاىرة االحتباس الح اررم تعكد إلى النشاطات اإلنسانية التي تسعى إلى تحقيؽ الرفاىية. كفي ىذا الخصكص ؼإف حكالي مف انبعاثات الكربكف تأتي مف احت ارؽ الكقكد األحفكرم مثؿ النفط الفح كالغاز %40 الطبيعي مف أجؿ تكليد الطاقة الكيربائية كأف قطاع النقؿ يعد ثاني أكبر مصدر ليذه االنبعاثات ~45~

عمى مستكل العال كيساى في إصدار %20 مف انبعاثات الكربكف كتساى األماكف السكنية كالتجارية بحكالي %15 مف إصدا ارت الكربكف بينما يساى قطاع الصناعة بػ %15 أما النسبة الباقية كىي %10 تأتي مف استخدامات مختمفة متضمنة الكقكد المحترؽ مف تحركات السفف في )1( البحار. مف خبلؿ ما سبؽ نبلحظ أف استم ارر الجيكد لتحقيؽ الرفاىية كالتطكر االقتصادم بعيدا عف االعتبا ارت البيئية يساى في تعزيز حالة البلتكافؽ في العبلقة ب يف البيئة كالتنمية االقتصادية التي تؤدم بدكرىا إلى ككارث تدمر البيئة كاإلنساف صاحب ىذا التطكر عمى حد سكاء. نجد أف فشؿ إذ السكؽ في التكيؼ مع المتطمبات البيئية يعد أحد أى العكامؿ التي تعزز العبلقة غ التنمية االقتصادية كالبيئة. مر المتكافقة بيف كيتجمى عد اؿتكافؽ مف خبلؿ انعكاسو عمى اختبلؼ كجيات النظر بيف مف يؤيد تحقيؽ التنمية في البداية ث االنص ارؼ إلى معالجة األزمات كالمشكبلت البيئية كمف يؤيد المحافظة عمى البيئة أكال ففي حيف يعد السكؽ مف كجية النظر االقتصادية األساس لمتكجو كاتخاذ الق ارر فقكل. السكؽ يمكنيا أف تخصص المكارد بكفاءة كالتقد االقتصادم كفيؿ بالمحافظة عمى البيئة فيما بعد أما مف خبلؿ كجية النظر البيئية فإني ينظركف إلى السكؽ عمى أنو حقيقة ال تنطؽ بالحقيقة الكاممة. فعمى سبيؿ المثاؿ عند ش ارء جالكف مف البنزيف ؼ إف العمبلء يدفعكف في الكاقع ثمف استخراج البتركؿ مف األرض كتكريره إلى بنزيف كتكصيمو إلى محطة الخدمة كلكني ال يدفعكف تكاليؼ الرعاية الصحية لعبلج أم ارض الجياز التنفسي نتيجة لتمكث اليكاء أك تكاليؼ اضط ارب المناخ. إف االستم ارر في ظؿ كاقع تتجاىؿ فيو قكل السكؽ االعتبا ارت البيئية سيؤدم إلى استن ازؼ مت ازيد ل أرس الماؿ الطبيعي لؤلرض. لذلؾ تكجد خبلفات كثيرة بيف أكلئؾ الذيف ييدفكف حماية إلى - 1 أيهم أ يج تف احة ) 2012 (:التعور االقتصا ي والتكاليف البيئية المشروعات االقتصا ية الصغيرة في سورية وتأآليراتها البيئية أنمواجا- منشورات الهيئة العامة للكتاب وزارة اللقافة: مشق سوريا ص ص 161-160. ~46~

البيئة كأكلئؾ الذيف ييتمكف بإقامة التنمية االقتصادية لكف أىداؼ التنمية كأىداؼ الحماية البيئية يجب أف يتكافقا معا. مف أجؿ المحافظة عمى مستقبؿ حياة الجنس البشرم عمى المدل البعيد. ؼ تعريؼ األم المتحدة لمبدأ حماية البيئة المعتمد مف طرؼ اليكنسكك )منظمة األم المتحدة لمتربية كالعم كالثقافة ( كمف قبؿ الفاك )منظمة األغذية كالز ارعة ) ىك التالي: " ترشيد استخدا المكارد عمى الكرة األرضية لتحقيؽ أفضؿ مستكل لحياة الجنس البشرم ". إنو تعريؼ التنمية نفسيا إذا فالتنمية كالبيئة يجب أف يسي ار معا في خطيف متكازييف إذا ما أمكف الجمع بينيما.كالمثاؿ التالي يجسد ما سبؽ: يكلي أكلئؾ الذيف تأخذ التنمية االقتصادية االعتبار األكؿ لديي تركي از قكيا في الغالب عمى اإلنتاج الكمي لعدد األ ارضي المكضك عة تحت الرم كعمى الحصيمة المت ازيدة مف القمح التي ينتجيا اليكتار الكاحد أك عدد األطناف المسكقة مف المكاد المعدنية أك عمى أعداد الزكار كالسياح. لمحدائؽ...الخ. كىذه مكاسب اقتصادية مباشرة يمكف تقديرىا بسيكلة أما بالنسبة ألنصار حماية المكارد الطبيعية كالبيئة. مف ناحية ثانية فإني ينظركف بشكؿ مباشر كغير مباشر إلى التكاليؼ االجتماعية كاالقتصادية عمى المدل القصير كالطكيؿ كبالطريقة نفسيا التي ينظركف بيا إلى األرباح اآلنية. كىذا يمكف أف يعني التركيز بقدر أقؿ عمى اإلنتاج الكمي في الكقت الذم يعترفكف فيو بأىميتو ؼى يحرصكف عمى االىتما بالكظائؼ الطبيعية المرغكب بيا التي يمكف أف تشكه أك بالمكارد كالمنافع التي قد يضحى بيا في المحاكالت لتحقيؽ زيادة في اإلنتاج. إذا فاف االختبلؼ يتجسد فيما بيف كمية اإلنتاج كسبؿ زيادتو كبيف تخفيضو بما يتناسب مع الكظائؼ كالخدمات التي يقد ميا النظا البيئي. إضافة إلى ما سبؽ فإ ف رد فعؿ البيئة ألم نشاط اقتصادم ال يأخذ البعد البيئي بعيف االعتبار أثناء تمبية االحتياجات البشرية يعادؿ التأثير السمبي كبالتالي التأثير عمى تمبية االحتياجات بالشكؿ األمثؿ. فعمى سبيؿ المثاؿ في ظؿ اليدؼ ال ارمي إلى ز يادة اإلنتاج الز ارعي يت ازيد استخدا ~47~

المخصبات النيتركجينة كالرم كتحكيؿ اؿناطؽ الح ارجية إلى أ ارضي لز ارعة المحاصيؿ. كيمكف ليذه األنشطة الز ارعية أف تؤثر عمى مناخ األرض مف خبلؿ إطبلؽ الغا ازت الدفيئة كتدىكر األ ارضي بسبب التممح كتقميؿ التنكع الحيكم. في المقابؿ يمكف ألم تغيير بيئي أف يؤثر عمى تمبية االحتياجات البشرية. فعمى سبيؿ المثاؿ يمكف أف تتأثر اإلنتاجية الز ارعية تأث ار ضا ار بالتغي ارت في حج كنمط )1( سقكط األمطار كيمكف أف تتأثر صحة اإلنساف في البيئة الحضرية بمكجات الح اررة. ككذلؾ نجد أف الطبيعية المكارد مف المعركض قمة مثؿ :المعادف النباتات الحيكانات أسعارىا ارتفاع إلى يؤدم انخفاض قدرتيا في متمثبل البشرية القكل كفاءة انخفاض إلى باإلضافة ظيكر نتيجة اإلنتاج عمى األم ارض مف العديد المختمفة بأنكاعو التمكث عف الناتجة )2(. ىذه المؤش ارت تشير تشتيت إلى مجمكعيا في اس تثما ارت فركؽ تغطية بيف تارة التنمية مف المعركض لقمة األسعار المكارد الطبيعية التمكث مكافحة عمى اإلنفاؽ زيادة في أخرل كتارة كاألم ارض كاآلثار عمى القكل لمحفاظ لو المصاحبة اإلنتاج عمى قدرتيا لرفع البشرية إلى باإلضافة )3( التكاليؼ. تستغرؽ مد ن دا ؽد كالتي التمكث مكافحة ب ارمج عمى اإلنفاؽ طكيمة كاستثما ارت باىظة إف فشؿ السكؽ في قكؿ الحقيقة البيئية كرد فعؿ البيئة المت ازمف مع النشاط االقتصادم المحدث لمخمؿ البيئي تؤدم إلى إحداث مشكبلت اقتصادية حادة كمتفاقمة في األجميف المتكسط كالطكيؿ. كبالتالي ؼ إف المشكبلت البيئية ىي مخرجات طبيعية لطبيعة العبلقة غير المتكافقة بيف التنمية االقتصادية كالبيئة الداعمة ليا. أم أف التناقض بيف التنمية كالبيئة يعطي المبر ارت المباشرة لمكثير مف المشكبلت البيئية الخطيرة كعمى مسيرة التنمية نفسيا كعمى البيئة الداعمة ليا. كالنتيجة - 1 أيهم أ يج تف احة المصدر سبق اكرا ص 162. ~48~ - 2-3 خ الد عبدالعزيز ععية صالح عبدالرحمن المحمو االا الدين محمو زهران المصدر سبق اكرا ص 11. المصدر نفله ص 11.

ىي تكقؼ التطكر كتأخر التنمية ككؿ ذلؾ بسبب رد فعؿ البيئة المقابؿ لفعؿ النمك االقتصادم الذم )1( ال ي ارعي االعتبا ارت البيئية يمكف تمثيؿ ذلؾ مف خبلؿ المعادلة التالية : ا ز خ االلزظبد خ عاللخ غ ش زىافمخ ا ج ئخ رذهىس ا ج ئ ح ورجبطؤ ع خ ا ز خ االلزظبد خ - العالقة التوافقة بين التنمية االقتصادية والبيئة: 2 إف تصحيح العبلقة السابقة بيف التنمية االقتصادية كالنظا البيئي الداع لو سيؤدم إلى إيجاد اقتصاد جديد ىك االقتصاد البيئي كمف خبللو سيتحقؽ النمك المتكاصؿ المدع باالعتبا ارت االجتماعية كالبيئية كبالتالي تحقيؽ التنمية المستدامة. انو اقتصاد يعتمد عمى الطاقات المتجددة مف خبلؿ استبداليا بالكقكد األحفكرم كبالتالي التخمص مف المشكبلت البيئية الناتجة عنو مثؿ تغير المناخ كاالعتماد عمى اإلنتاج لتصحيح مسيرة التنمية االقتصادية بشكميا الممكث لمبيئة كاالعتماد عمى أساليب اإلنتاج األنظؼ. فيذا التصحيح اتسع ليتحكؿ مف مجرد ككنو تطك ار اقتصاديا مصحك با ببعض التغيي ارت الييكمية االقتصادية كاالجتماعية إلى االىتما بإحداث تغيير في مضمكف التنمية بما يجعميا أقؿ كثافة في استخدا المكارد كالطاقة كأكثر إنصافا. أم أف التغيير إلى جية التكافؽ في العبلقة أصبحت ضركرة ممحة كأساسية إلدامة المكارد الطبيعية كالحد مف ت دىكر البيئة كلتحسيف تكزيع الدخؿ كالتقميؿ مف درجة التعرض لؤلزمات االقتصادية. إف تكافقية العبلقة بيف التنمية االقتصادية كالبيئة تعني: محاكلة الحد مف التعارض الذم يؤدم. إلى تدىكر البيئة عف طريؽ إيجاد كسيمة إلحداث تكامؿ ما بيف البيئة كاالقتصاد أم أف ىذا الت كافؽ ~49~ 1 - أيهم أ يج تف احة المصدر سبق اكرا ص 164.

ىك الطريؽ الكحيد كالضركرم لتحقيؽ استدامة لمتنمية لتحسيف نكعية الحياة كذلؾ في حدكد الطاقة االستيعابية لكظائؼ البيئة. لذلؾ فاف تنظي العبلقة بيف النظ االقتصادية اإلنسانية الديناميكية كالنظا البيئي الذم يعد النظا الديناميكي األشمؿ كالذم يتغير كلكف بمعدالت ضئيمة كالذم مف خبللو يمكف لمحياة أف تستمر كلمنشاط اإلنساني أف يتطكر كيزدىر كىذا األمر ال يتحقؽ إال إذا كاف ىناؾ تكافؽ بيف البيئة كالتنمية كالتطكر االقتصادم الذم يتنامى ضمف حدكد يقيميا النظا الشامؿ. كما أف التنمية المستدامة تتحقؽ عمى أساس التنا غ بيف تكجيات التنمية االقتصادية كبيف )1( المحافظة عمى البيئة كالمكارد الطبيعية في ظؿ تحقيؽ ككجكد العدالة االجتماعية التنمية كتشمؿ المستدامة مجمكعة مف السياسات كاإلج ارءات التي تتخذ لبلنتقاؿ بالمجتمع إلى كضع أفضؿ باستخدا التقنية المناسبة لمبيئة كاألخذ باال عتبا ارت البيئية بكصفيا عامبل حاكما كأساسيا كذلؾ لتحقيؽ التكازف بيف بناء المكارد الطبيعية كىد اإلنساف ليا في ظؿ سياسات كطنية كدكلية لممحافظة عمى ىذا التكازف خبلؿ مدة زمنية محددة )2(.فيي محصمة التنمية االقتصادية-االقتصاد البيئي كيمكف تمثيؿ ذلؾ كفؽ )3( المعادلة التالية : ا ز خ االلزظبد خ عاللخ زىافمخ ا ج ئخ ا ز خ ا غزذا خ فاالقتصاد فاعؿ في البيئة كالبيئة فاعمة في االقتصاد ككبلىما متفاعؿ مع اآلخر كاف الفعؿ كاذا جيدا كصحيحا فاف رد الفعؿ سيككف مطابقا كسميما أيضا كمف ث تتحقؽ الفاعمة المستدامة بشكؿ جيد كالمعادلة السابقة تجسد ذلؾ. 1 - أيهم أ يج تف احة المصدر سبق اكرا ص 165. 2 - سحر قدوري عباس )2009( توظيف اا ارة البيئية في الوصول إلى التنمية الملتدامة- العراق نمواجا- مجلة كلية التراث الجامعة العد النامم العراق ص 74. 3 - أيهم أ يج تف احة المصدر سبق اكرا ص 165. ~50~

المبحث الثالث: ماىية التنمية المستدامة رغ االنتشار السريع لمفيك التنمية المستدامة منذ بداية ظيكرىا إال أف ىذا المفيك ما ازؿ غامضا بكصفو مفيكما كفمسفة ك عممية كما ازؿ ىذا المفيك يفسر بطرؽ مختمفة مف قبؿ الكثيريف. بدأ استخدا مصطمح التنمية المستدامة كثي ار في األدب التنمكم المعاصر كتعتبر االستدامة نمطا تنمكيا يمتاز بالعقبلنية كالرشد كتتعامؿ مع النشاطات االقتصادية التي ترمي لمنمك مف جية كمع إج ارءات المحافظة عمى البيئة كالمكارد الطبيعية مف جية أخرل كقد أصبح العال اليك عمى قناعة بأف التنمية المستدامة التي تقضي عمى قضايا التخمؼ كىي السبيؿ الكحيد لضماف الحصكؿ عمى مقكمات الحياة في الحاضر كالمستقبؿ. المطمب األول : مفيوم التنمية المستدامة يعتبر مفيك التنمية المستدامة مف أى األفكار التنمكية الحديثة التنمية المستدامة البد مف استع ارض التطكر التارمخي ليذا المفيك. كقبؿ الحديث عف تعريؼ -م ارحل تطور مفيوم التنمية : يجد المتتبع لتاريخ التنمية عمى الصعيد العالمي كاإلقميمي أنو ط أر 1 تطكر مستمر ككاضح عمى التنمية بكصفيا مفيكما كمحتكل ككاف ىذا التطكر استجابة كاقعية لطبيعة المشكبلت التي تكاجييا المجتمعات كانعكاسا حقيقيا لمخب ارت اؿدكلية التي ت اركمت عبر الزمف في ىذا المجاؿ كبشكؿ عا يمكف التمييز بيف أربع م ار حؿ رئيسية لتطكر مفيك التنمية ك محتكاىا في العال )1( منذ نياية الحرب العاؿمية الثانية كحتى كقتنا الحاضر كىذه الم ارحؿ ىي : أ التنمية بوصفيا رديفا لمنمو االقتصادي : تميزت ىذه الرحمة التي امتدت تقريبا منذ نياية الحرب العالمية الثانية كحتى منتصؼ العقد السادس مف القرف العشريف باالعتماد عمى إست ارتيجية التصف يع كسيمة لزيادة الدخؿ القكمي ك تحقيؽ معدالت نمك اقتصادم مرتفعة كسريعة ك قد تبنت بعض الدكؿ ~51~ - 1 علمان محمد غنيم و ماجدة أحمد أبوزني )2007(: التنمية الملتديمة العبعة ااولى ار الصفاا اار ن ص ص 22-19.

است ارتيجيات أخرل بديمة بعدما فشمت إست ارتيجية التصنيع في تحقيؽ الت ارك ال أرسمالي المطمكب كالذم يمكف أف يساعدىا في التغمب عمى مشكبلتيا االقتصادية ك ة االجتماعي المختمفة كمف ىذه االست ارتيجيات إست ارتيجية المعكنات الخارجية كالتجارة الخارجية مف خبلؿ الصاد ارت. ب التنمية وفكرة النمو والتوزيع : غطت ىذه الفترة تؽ ريبا الفترة مف نياية الستينات كحتى منتصؼ اؿعقد السابع مف القرف العشرييف كبدأ مفيك التنمية فييا يشمؿ أبعادا اجتماعية بعدما كاف يقتصر في المرحمة الس ابقة عمى الجكانب االقتصادية فقط فقد أخذت التنمية تركز عمى معالجة مشكبلت الفقر كالبطالة كا الؿ مس اكاة مف خبلؿ تطب يؽ است ارتجيات الحاجة األساسية كالمشاركة التنمية كتنفيذىا كمتابعتيا. الشعبية في إعداد خطط ج- التنمية االقتصادية و االجتماعية الشاممة / المتكاممة : امتدت ىذه المرحمة تقريبا مف منتصؼ السبعينات إلى نتصؼ ثمانينات القرف العشريف كظير فييا مفيك التنمية الشاممة التي تعني تمؾ التنمية التي توت بجميع جكانب المجتمع كالحياة كتصاغ أىدافيا عمى أساس تحسيف ظركؼ السكاف العادييف كليس كمف أجؿ زيادة معدالت النمك االقتصادم فقط ك بمعنى أفىا تيت أيضا بتركيب ىذا النمك كتكزيعو عمى المناطؽ كالسكاف. كلكف السمة ا لتي غمبت عمى ىذا النكع مف التنمية تمثمت في معالجة كؿ جانب مف جكانب المجتمع بشكؿ مستقؿ عف الجكانب األخرل ككضعت الحمكؿ لكؿ مشكمة عؿل انف ارد األمر الذم جعؿ ىذه التنمية غير قادرة عمى تحقيؽ األىداؼ اؿ منشكدة في كثير مف المجتمعات ك دفع إلى تعزيز مفيك التنمية اؿمتكاممة التي تعفل بمختمؼ جكانب التنمية ضمف أطر التكامؿ القطاعي ك المكاني. د - التنمية المستدامة: منذ بداية ثمانينات القرف الماضي بدأ العال يصحك عمى ضجيج العديد مف المشكبلت البيئية الخطيرة التي باتت تيدد أشكاؿ الحياة فكؽ كككب األرض ككاف ىذا طبيعيا في ظؿ إىماؿ التنمية لمجكانب البيئية طكاؿ العقكد الماضية فكاف البد مف إيجاد فمسفة تنمكية جديدة تساعد ~52~

في التغمب عمى ىذه المشكبلت كتمخضت الجيكد الدكلية عف مفيك جديد لمتنمية عرؼ باس التنمية المستداة ككاف ىذا المفيك قد تبمكر ألكؿ مرة ؼم تقرير المجنة العالمة لمب يئة كالتنمية. إف التنمية المستد اة بكصفيا فمسفة تنمكية جديدة قد فتحت الباب أما كجيات نظر جديدة بخصكص مستقبؿ األرض التي نعيش عؿ ييا إف النمك ليس ىك التنمية ك يستخد أف مف الخ طأ المصطمحاف مت اردفيف فالتنمية ق م محاكلة تحقيؽ أىداؼ اقتصادية ك اجتماعية مف خ الؿ ع ليات تغيير محددة كما كنكعا كمف ث فيي البد أف تحقؽ تقدما كتحسنا في مستكيات معيشة السكاف في مكاف كزماف محدديف ك ليس بالضركرة أف تنتج التحسينات نفسيا عف عممية النمك االقتصادم كجكد نمك اقتصادم في مجتمع ما ال يعني بالضركرة كجكد تنمية فيو. ألف 2 -تعريف التنمية المستدامة : المعنى المغوي : االستدامة إلى كممة يعكد أصؿ اؿعم االيككلكجي حيث استخدمت االستدامة -1-2 لمتعبير عف تشكؿ كتطكر النظ الديناميكية التي تعرضت إلى تغي ارت ىيكمية تؤدم إلى حدكث تغير في خصائصيا كعناصرىا ك عبلقات ىذه العناصر بعضيا ببعض ك في ال فيك التنمكم استخد مصطمح االستدامة لمتعبير عف طبيعة العبلقة بيف عم االقتصاد ك عم االيككلكجي عمى اعتبار أف Eco العميف مشتقاف مف نفس األصؿ اإلغريقي حيث يبدأ كؿ منيما بالجذر في كالذم يعني العربية البيت أك المنزؿ كالمعنى العا لمصطمح Ecology ىك د ارسة ككنات البيت أما مصطمح فيعني إدارة مككنات البيت إف كلك افترضنا البيت يقصد بو مدينة أك إقمي أك حتى كرة Economy أرضية فاف االستدامة بذ لؾ تككف مفيك يتناكؿ بالد ارسة ك التحميؿ العبلقة بيف أنكاع كخصائص )1( مككنات المدم نة أك اإلقمي أك الكرة األرضية كبيف إدارة ىذق المككنات. ~53~ - 1 علمان محمد غنيم ماجدة أحمد أبوزني المصدر سبق اكرا ص 23.

) أما في المغة العربية ك بالرجكع إلى المعنى المغكم فاف الفعؿ استدا الذم جذره ( لو دك معاني متعددة منيا : اؿ تأني في الشيء كطمب دكامو كالمكاظبة عميو. كفي العديد مف الد ارسات العربية المتخصصة استخد المصطمحاف المستدامة كالمستديمة كمت اردفيف فبعضي يقكؿ التنمية المستدامة كبعضي اآلخر يقكؿ التنمية المستديمة كترجمة لممصطمح. االنجميزم Sustainable Development التعريف االصطالحي : لقد كردت تسميات عدة لمتنمية المستدامة ك منيا التنمية المتكاصمة -2-2 التنمية المستمرة التنمية القابمة لبلستم ارر إال أنيا كمفيك فتعكد في جذكرىا األكلى ما كرد في إلى تقرير المجنة المتعددة االختصاصات اؿ مكمفة مف برنامج األ م المتحدة كالخاصة بصياغة تعريؼ.1994 لمفيك جديد لمتنمية البشرية ك الذم ت انجازه في أكاخر سنة كقد كانت ىذه الخطكة بمثابة تتكيج ؿمسيرة فكرية ابتدأت 1986 سنة حيف كمفت لجنة مف االقتصادييف بكضع تقرير حكؿ إصبلح النظا االقتصادم العالمي ك البحث عف معالجة الخمؿ الحاصؿ في نسؽ عبلقات التعاكف الدكلي القائ بيف مختمؼ شعكب العال بغية تأسيس نظا عالمي جديد يكفر لمجميع حياة كريمة. لقد حدد تقرير المكارد العال ية الصادر سنة 1992 تعريؼ التنمية المستدامة كفؽ أربع م ارحؿ )1( متتالية : المرحمة األولى: كفييا التنمية المستدامة تنقؿ المجتمع إلى عصر الصناعات كالتقنيات النظيفة التي تستعمؿ أقؿ ما يمكف مف الطاقة كالمكارد كينج عنيا أدنى حد مف الغا ازت كالممكثات التي ترفع درجة ح اررة األرض ك تؤدم إلى تآكؿ طبقة األكزكف. - 1 أيوب أنورحمد سماقة )2006(: البئية والتنمية الملتدامة تحليل العالقة بين البيئة والتنمية الملتدامة مي اشارةخاصة الى محافظة أربيل العبعة ااولى التفلير للنشر والتوزيي العراق ص ص 92-91. ~54~

المرحمة الثانية: في ىذه المرحمة يت السعي إلى تحقيؽ استق ارر النمك السكاني كالحد مف اليجرة إلى الدف لمنع االكتظاظ السكاني فييا ك ما قد ينج عنو مف غا ازت ممكثة لمبيئة كذلؾ عف طريؽ تكفير كافة الخدمات لسكاف األرياؼ. المرحمة الثالثة : جعؿ التنمية المستدامة سببا دائما لتطكير نكعية الحياة اإلنسانية مع األخذ بالحسباف قدرة اؿ نظا البيئي الذم يحتضف الحياة كإمكاناتو. المرحمة ال اربعة : تككف التنمية المستدامة متمثمة باإلدارة المثمى لممكارد الطبيعية كذلؾ مف خبلؿ الحصكؿ عمى الح الطبيعية كنكعيتيا. د األقصى مف منافع التنمية االقتصادية بشرط المحاؼ ظة عمى خدمات المكارد في كؿ األحكاؿ فاف التنمية المستدامة ي ارد بيا تحقيؽ التنمية التي ال تضعؼ قدرة البيئة عمى ت كفير احتياجات السكاف مستقببل ك تستيدؼ أيضا تكفير الرفاه ية االقتصادية لؤلجياؿ ا لحاضرة كالمستقبمية كالحفاظ عمى البيئة كصيانتيا كحفظ نظا دع الحياة ؼ قم التنمية المتكافقة مع البيئية. 1987 كلقد عرفيا Bruntland تقرير لمجنة العالمية لمبيئة كالتنمية سنة عمى أنيا "التنمية التي تمبي احتياجات الحاضر دكف المساس بقدرة األجياؿ المقبمة عمى تمبية احتياجاتيا كذلؾ بأف )1( يترؾ الجيؿ الحاضر لؤلجياؿ المقبمة رصيد مف المكارد الطبيعية مماثؿ لما كرثو أك أفضؿ منو " ككفقا ليذا التعريؼ فاف التنمية اؿمستدامة ال ترتبط باالستم اررية كاالستدامة فحسب كإنما يتضمف آلية جديدة تدعك إحداث إلى تغيير عبر األسمكب الذم يحقؽ التناغ بيف استثمار المكارد تكجيو االستثما ارت التغيي ارت التقنية كالمؤسساتية بشكؿ يعزز أرجحية الحاجات الفعمية كالمستقبمية لمناس. األم أما مؤتمر المتحدة المعني بالبيئة كالتنمية الذم عرؼ بقمة األ رض المنعقد في ريك دم جانيرك بالب ارزيؿ سنة 1992 فكاف موتما بشكؿ بارز في مسيرة تطكر الكعي الدكلي بالصبلت القائمة 1 - Corinne Gendron,( 2006), Le développement durable comme compromis. La modernisation écologique de l économie à l ère de la mondialisation, Québec, Presses de l'université du Québec, p 166. ~55~

" ضركرة بيف السكاف كالبيئة كالتنمية كقد ع رفت التنمية المستدامة في ىذا المؤتمر عمى أنيا انجاز الحؽ في التنمية )...( إذا تحقؽ عمى نحك متساكم كبل مف الحاجات التفمكية كالبيئة لؤلجياؿ الحاضرة ك ة المستقبمي " كما أشار المبدأ ال اربع الذم أقره المؤتمر اآلنؼ الذكر بأنو لكي تتحقؽ التنمية المستدامة ينبغي أف تمثؿ الحماية البيئية جزء مف عممية التنمية كال يمكف التفكير في التنمية بمعزؿ عنيا. كما قد إعبلف حدد ريك دم جانيرك لمبيئة ك التنمية السياسات السكانية باعتبارىا عنص ار متكامبل في التنمية المستدامة. كنص المبدأ الثامف في إعبلف ريك عمى أنو "ف أجؿ تحقيؽ التنمية المستدامة ك االرتقاء بنكعية الحياة لجميع الشعكب ينبغي أف تعمؿ الدكؿ عمى الحد مف أنماط اإلنتاج كاالستيبلؾ غير المستدامة كإ ازلتيا كتشجيع السياسات الديمغ ارفية ال الئمة" كقد ت تغطية المكضكعات الخاصة بالديناميكيات الديمغ ارفية كاالستدامة كذكر اإلعبلف نمك السكاف كاإلنتاج في العال إلى باإلضافة " فإ )1( كجكد أنماط استيبلكية غير مستدامة يضعاف عبئا كبي ار عمى قد ارت دع الحياة في كككبنا". كعمكما فاف األدبيات التي تعالج كضكع التنمية المستدامة تشير عمى أنيا: إلى فحكل ك جكىر ىذه التنمية عممية تكسيع الخيا ارت اإلنسانية أما البشر - - تنمية ال تكلد نمكا اقتصاديا فحسب بؿ ك تعمؿ عمى تكزيع منافعو بشكؿ متساك تعمؿ عمى إعادة بناء البيئة بدال مف تدميرىا - تؤىؿ البشر بدؿ مف أف تيمشي أنيا تعطي األكلكية لمفق ارء لمطبيعة لخمؽ فرص العمؿ تنمية لصالح النساء كاألطفاؿ. - - 1 - أنظر: ممتمر القمة العالمي للتنمية الملتدامة جدول أعمال القرن 21 على الموقي: ~56~ http://www.un.org/arabic/conferences/wssd/agenda21 اطلي عليه يوم: 2013/06/15.

)1( : -مبر ارت التنمية المستدامة: إف ىناؾ عدة مبر ارت تقؼ ك ارء ظيكر التنمية المستدامة نذكر منيا 3 إف أغمب الد ارسات الحديثة أخذت تؤكد عمى ضركرة الحفاظ عمى المكارد الطبيعية غير ال تجددة كعمى البيئة كالتكازنات الجكىرية في األنظمة البيئية كؿ ذلؾ بسبب ظيكر المشكمة البيئية كتفاقميا عمى الصعيد العالمي ك نتيجة لذلؾ فقد أسيمت الضغكط المشتركة لكؿ مف ازدياد الكعي بالندرة القادمة كتفاق المشكمة في العال إلى بركز مسألة الحفاظ عمى البيئة كاستدامتيا كمكضكع مو سكاء في مجاؿ الفكر أك السياسة لذا ت دمج مفيك "االستدامة" في مفيك التنمية البشرية. لقد تكاثرت العمميات التي ألحقت الضرر بشكؿ كبير في البيئة كأدت إلى ارتفاع درجة التمكث البيئي فقد أدت عمميات التكسع اإلنتاجي السيما الصناعي في دكؿ العا إلى ل المتقد زيادة الطمب عمى المكارد الطبيعية كارتفاع كمية الممكثات المطركحة بأنكاعيا المختمفة فالمصانع مثبل تطرح األمريكية %10 لكحدىا حكالي 500 طف مف المكاد السامة سنكيا كما أف مف النفايات الخطرة تجد طريقيا مثبل إلى الكطف العربي ضمف ما يعرؼ بالت جارة ا لصامتة. كبمغت الكميات المطركحة عالميا مف ثاني 1995 400 1996 أككسيد الؾاربكف مميكف طف عا كىك أكثر بنحك مميكف طف عف عا 23900 كما أدل استخدا المبيدات %5.35 إصابة إلى مف سكاف العال بحاالت التسم في كؿ عا فضبل عف مخاطرىا البيئية األخرل. ت ازيد المشاكؿ التم تكاجو العممية التنمكية في الدكؿ النامية فخبلؿ العقكد القميمة المنص رمة ل تحقؽ كافة االست ارتيجيات ك االتجاىات التنمكية النجاح المأمكؿ بدءا مف است ارتيجيات التصنيع ك الثكرة الز ارعية كأخي ار التكييفات الييكمية. كتكاجو التنمية في ىذه البمداف ضغكطا كمصاعب متعددة ليا ~57~ - 1 نبيلة حمزة )1999(: التنمية البشرية الملتدامة و ور المنظمات غير الحكومية- حالة البلدان العربية اللجنة االقتصا ةي واالجتماعية لغربي سيا )االسكوا( اامم المتحدة نيويورك ص 9.

عكامميا ك تأثي ارتيا الداخمية كالخارجية فشكمت بمجمميا تأثير مباشر ك حرج عمى مسار التنمية )1( االقتصادية فاعترضتيا بشكؿ كاضح كأبرز ىذه العقبات : العقبات االقتصادية ممثمة بافخفاض معدالت الت ارك ك االدخار كاإلنتاجية كاالزدكاجية االقتصادية كؽ يد الصرؼ األجنبي كمحدكدية المكارد البشرية كمحدكدية السكؽ العقبات الحككمية ممثمة بعد االستق ارر ك االستقبلؿ السياسييف الذ م تعانيو غالبية البمداف النامية العؽ بات الدكلية ممثمة بتمؾ القيكد كالع ارقيؿ التي تفرضيا البمداف المتقدمة في السكؽ العالمية. كاألى مف ذلؾ تخمؼ البنية االقتصادية كاالجتماعية مما دفع العديد مف البمداف النامية إلى ايبلء اىتما أكبر في خططيا التنمكية لمسألة النيكض التدريجي باليياكؿ األساسية االقتصادية كاالجتماعية كبدرجة أقؿ لمب ارمج االقتصادية كاإلنتاجية التي ليا الثقؿ األكبر في التنمية االقتصادية إلى مما أدل اختبلالت أساسية في تناسبات تخصيص االستثما ارت. كقد أدل اعتماد ىذه البمداف عمى تمكيؿ ك تنفيذ ب ارمجيا التنمكية عمى القركض كالمساعدات الخارجية كبشكؿ غير مت ناسب مع قد ارتيا عمى استغبلليا كالسداد إلى ظيكر أزمة الديكف في ىذه البمداف التي تشكؿ في الكقت الحا أحد ضر. إخفاقات مظاىر التنمية كتمتي جزء ال يستياف بو مف مكاردىا الداخمية المحدكدة أصبل جانب إلى تكسع الفركقات االجتماعية ك حصكؿ المجاعة لدل الفئات الفقيرة رغ االستثما ارت التي نفذت في العقكد الماضية كفي المحصمة النيائية استقر ال أرم عمى أف ىذه السياسات التف مكية كي تؤدم إلى إنماء قابؿ لبلستم ارر يجب أف تحتر مقكمات البيئة التي يعيش فييا اإلنساف. إخفاؽ يؤكد إليو اإلشارة ما ت إف نظريات التنمية القائمة عمى تطكير أرس الماؿ المادم فخبلؿ السبعينات ك الثمانينات مف القرف العشريف عاش العال ظكاىر أدت حدكث مشكبلت إلى ال - 1 حنان عبد النضر هاشم )2011(: واقي ومتعلبات التنمية الملتدامة في العراق-ارث الماضي وضرورات الملتقبل مجلة مركز راسات الكوفة جامعة الكوفة العد 21 العراق ص 248. ~58~

سابؽ ليا فشمت نظريات التنمية الكبلسيكية في معالجتيا. ك فتحت الطريؽ لبناء نظرية التنمية المستدامة لئلسيا في معالجتيا كتفسير حدكثيا. لقد أدت أزمة الطاقة في السبعينات إلى االنتباه إلى قضية االستغبلؿ المفرط لمثركات اؿطبيعية غير المتجددة كتمكث البيئة ك زيادة الكعي بما نج عف ذلؾ مف ككارث طبيعية ك أخطار بيئية. ك لقد نشأ مفيك التنمية المستدامة أصبل في الدكؿ الصناعية كرد فعؿ عمى األخطار العالمية المستقبمية النا جمة عف استن ازؼ المكاد األكلية كتمكث البيئة. لقد أدت عكلمة اال قتصاد كالتنامي المطرد في الفمسفة الميب ارؿ ية إلى تعميؽ الفركقات داخؿ المجتمع الكاحد كبيف المجتمعات الدكلية ك إضعاؼ سمطة الدكلة عمى حساب مصالح الفئات الفقيرة كتعطيؿ آليات م ارقبة الشركات العابرة الحدكد التي ييدؼ نشاطيا لنيؿ أقصى األرباح عمى حساب حياة الجاعات البشرية كلذلؾ فاف ىذا كمبرر لظيكر التنمية المستدامة. التطكر يمثؿ أكبر تحدم لمتنمية ك تعزيز الفركقات االجتماعية الت ازيد المنفمت لعدد السكاف ك الذم ترتب عميو نشكء مخاطر الزحؼ عمى المساح ات الز ارعية كزيادة االستيبلؾ كطرح النفايات كالتنمية. إضافة لزيادة استيبلؾ المكارد الطبيعية اؿذم لو تأثي ارت سيئة عمى البيئة التكقعات بزيادة إذ اإلنتاج خمف البنؾ الدكلي سنة إنتاج بأف 1992 الدكؿ النامية سيرتفع بنسبة سنكيا خبلؿ المدة )2030-1990( كفي نياية المدة سيككف حكالي خمسة أضعاؼ ما عميو %5.4 إنتاج اآلف أما الدكؿ الصناعية فسيرتفع ببطء أكثر لكنو سيتضاعؼ ثبلث م ارت خ الؿ المدة ذاتيا كبذلؾ فالحاجة لممكارد الطبيعية سترتفع مع ازدياد اإلنتاج كستككف الفتيجة مرعبة بشأف التمكث البيئي كتمؼ المكارد فعش ارت المبلييف مف السكاف سيصبحكف مرضى أك يمكتكف كؿ سنة نتيجة ~59~

العكامؿ البيئية كما أف نقص المياه سيؾ كف مفرطا كالغابات االستكائية كالنباتات الطبيعية ستتناقص تدريجيا. إف مبر ارت حفظ األصكؿ الطبيعية لضماف حقكؽ األجياؿ القادمة تجد تفسيرىا في الخسائر الفادحة الناجمة عف تمؼ أرس الماؿ البيئي كعد كجكد بدائؿ صناعية لممكارد الطبيعية. المطمب الث اني : أبعاد التنمية المستدامة إف التنمية المستدامة تتضمف أبعادا متعددة تتداخؿ فيما بينيا مف شأف التركيز عمى معالجتيا إح ارز تقد لمكس في تحقيؽ التنمية المستيدفة كيمكف اإلشارة ىنا إلى أربعة أبعاد حاسمة كمتفاعمة ىي كؿ مف األبعاد االقتصادية كالبشرية كالبيئية كالتكنكلكجية )1( : - األبعاد االقتصادية : تتطمب التنمية المستمرة كجكد منيج اقتصادم عقبلني إذ أظيرت العقكد األخيرة 1 فجكة )2( تنمكية ما بيف الدكؿ المتقدمة كالدكؿ المتخمفة كيمكف تكضيح األبعاد االقتصادية فيما يمي : أ- نصيب الفرد من استيالك الموارد الطبيعية : يبلحظ أف نصيب الفرد مف استيبلؾ المكارد الطبيعية في العال المتقد يفكؽ بكثير نصيب الفرد مف استيبلؾ المكارد الطبيعية في العال المتخمؼ إذ نجد عمى سبيؿ المثاؿ أف استيبلؾ الطاقة الناجمة عف النفط كالغاز كالفح في الكاليات المتحدة 33 األمريكية أعمى منو في اليند بػ : مرة كىك في بمداف منظمة التعاكف ك التنمية اال قتصادية أعمى بػ )3( 10 م ارت في المتكسط منو في البمداف النامية مجتمعة. (OCDE) ب- إيقاف تبديد الموارد الطبيعية: أم إج ارء تخفيضات متكاصمة مف مستكيات اليدر لمطاقة كالمكارد الطبيعية كذلؾ بإج ارء تغيير في أنماط اإلنتاج كاالستيبلؾ كالبحث عف األساليب الفعالة 1 - وجالس موسشيت ترجمة: بهاا شاهين )2000(: مبا ئ التنمية الملتدامة العبعة ااولى الدار الدولية لالستلمارات اللقافية مصر ص ص ~60~.170-167 - 2 التنمية الملتدامة - 3 مق اربة اقتصا ية في اشكالية المفاهيم- الممتمر العلمي الدولي حول التنمية الملتدامة والكفااة االستندامية للموار المتاحة المنعقد يومي 8-7 أفريل 2008 كلية العلوم االقتصا ية وعلوم التليير جامعة فرحات عباس بلعيف الجزائر ص 7. المصدر نفله ص 7.

لتمبية الحاجات االقتصادية دكف إلحاؽ الضرر بالبيئة كالتقميؿ مف تمكث اليكاء المياه كالتربة كالتقميؿ قدر اإلمكاف مف النفايات السائمة كالصمبة أك معالجتيا لتفادم آثارىا الممكثة كما قد ينج عنيا مف )1( أم ارض كأكبئة. ج- مسؤولية الدول المتقدمة عن التموث و عن معالجتو: إف معظ أك جؿ أسباب التمكث البيئي ناجمة عف االستغبلؿ غير العقبلني لممكارد الطبيعية مف قبؿ الدكؿ الصناعية مما يكجب عمييا تحمؿ قيادة التنمية المستدامة ك ىذا لتكفر ىذه الدكؿ عمى مكارد ما لية تقنية كبشرية كفيمة بأف تضطمع بالصدارة في استخدا تكنكلكجيا أنظؼ باإل ضافة إلى القيا بتحكيؿ اقتصادياتيا نحك حماية النظ الطبيعية كالعمؿ معيا ككذا مساعدة الدكؿ النامية في تعزيز كتحقيؽ التنمية المستدامة ككف ذلؾ استثمار في مستقبؿ الكرة األرضية. : د- تقميص تبعية البمدان النامية ثمة جانب مف جكانب الركابط الدكلية فيما بيف البمداف الغنية كالفقيرة يحتاج إلى د ارسة دقيقة ذلؾ أنو بالقدر الذم ينخفض بو استيبلؾ المكارد الطبيعية في البمداف الصناعية يتباطأ نمك صاد ارت ىذه المنتجات مف البمداف النامية كتنخفض أسعار السمع )2( األساسية بدرجة أكبر مما يحر البمداف النامية مف إي اردات تحتاج إلييا احت ياجا ماسا مما يستكجب االنطبلؽ مف نمط تنمكم يقك عمى االعتماد عمى الذات لتنمية القد ارت الذاتية كتأميف االكتفاء الذاتي كبالتالي التكسع في التعاكف اإلقميمي كفي التجارة فيما بيف البمداف النامية كتحقيؽ است ثما ارت ضخمة في أرس الماؿ البشرم كالتكسع في األخذ بالتكنكلكجيات المحسنة. ه- المساواة في توزيع الموارد و الحد من التفاوت في المداخيل: ىناؾ تفاكت ما بيف فرص الحصكؿ عمى المكارد ك المنتجات ك الخدمات فيما بيف جميع أؼارد المجتمع كفيما بيف الدكؿ الغنية ك ~61~ - 1 شريف شكيج أنور )2006(: التنمية الملتدامة والقعاا اللياحي ما بين التعوير واالستنزار الملتقى الوطن حول الملتدامة المنعقد يومي 6 و 7 جوان 2006 كلية العلوم االقتصا ية وعلوم التليير المركز الجامعي المدية الجزائر ص ص 5-4. 2 - خالد مصعفى قاسم المصدر سبق اكرا ص 29. : اقتصا البيئة وا لتنمية

الدكؿ الفقيرة كىذا ما يضع حاج از ىاما أما التنمية إذ أف المساكاة تعمؿ عمى االرتقاء بالتنمية كالنمك االقتصادم لتحسيف مستكيات المعيشة مما يؤدم إلى التقارب ما بيف مداخيؿ أف ارد المجتمعات. اإلنفاق تقميص و- العسكري: إف التنمية المستدامة ال بد أف تعنى في جميع الدكؿ تحكيؿ األمكاؿ مف اإلنفاؽ عمى األغ ارض العسكرية إلى اإلنفاؽ عمى احتياجات التنمية. كبالتالي تقميص اإلنفاؽ العسكرم سيزيد مف سرعة عجمة التنمية. - األبعاد البشرية تبرز فكرة التنمية االستدامة كدعامة أساسية في رفض الفقر كالبطالة كالفجكة الكبيرة : 2 : بيف األغنياء كالفق ارء. كيتجمى ذلؾ عف طريؽ المساكاة االجتماعية. كتشمؿ األبعاد البشرية ما يمي أ - تثبيت النمو الديموغ ارفي : تعني التنمية المستدامة فيما يخص األبعاد البشرية العمؿ عمى تحقيؽ تقد كبير في سبيؿ تثبيت نمك السكاف كىك أمر بدأ يكتسي أىمية بالغة ليس ألف النمك المستمر لمسكاف لفترة طكيمة كبمعدالت شبيية بالمعدالت الحالية أصبح أم ار مستحيبل استحالة كاضحة فقط بؿ كذلؾ ألف النمك السريع يحدث ضغكطا حادة عمى المكارد الطبيعية كعمى قدرة الحككمات عمى تكفير الخدمات. كما أف النمك السريع لمسكاف في بمد أك منطقة ما يحد مف التنمية كيقمص مف )1( قاعدة المكارد الطبيعية المتاحة ة إلعاؿ كؿ ساكف. ب االستخدام الكامل لمموارد البشرية: تنطكم التنمية المستدامة كذلؾ عمى استخدا المكارد - البشرية استخداما كامبل بتحسيف التعمي كالخدمات الصحية كمحاربة الجكع. كمف المي بصكرة خاصة أف تصؿ الخدمات األساسية إلى الذيف يعيشكف في فقر مطمؽ أك في المناطؽ النائية. كمف ىنا فإف التنمية المستدامة تعني إعادة تكجيو المكارد أك إعادة تخصيصيا لضماف الكفاء أكال باالحتياجات البشرية األساسية مثؿ تعم الق ارءة كالكتابة كتكفير الرعاية الصحية األكلية كالمياه النظيفة. كالتنمية المستدامة تعني فيما ك ارء االحتياج ات األساسية تحسيف الرفاه االجتماعي كحماية التنكع الثقافي ~62~ - 1 خالد مصعفى قاسم المصدر سبق اكرا ص 32.

كاالستثمار في أرس الماؿ البشرم بتدريب المربيف كالعامميف في الرعاية الصحية كالفنييف كالعمماء )1( كغيرى مف المتخصصيف الذيف تدعك إليي الحاجة الستم ارر التنمية. ج - الصحة والتعميم : تتفاعؿ التنمية البشرية تفاعبل قكيا مع األبعاد األخرل لمتنمية المستدامة. مف ذلؾ مثبل أف السكاف األصحاء الذيف نالكا مف التغذية الجيدة ما يكفيي لمعمؿ ككجكد قكل العمؿ الحسنة التعمي أمر يساعد عمى التنمية االقتصادية. كمف شأف التعمي أف يساعد الفبلحيف )2( كغيرى مف سكاف اؿ بادية عمى حماية الغابات كمكارد التربة كالتنكع البيكلكجي حماية أفضؿ. د أىمية دور الم أرة: لدكر الم أرة أىمية خاصة ففي كثير مف البمداف النامية يقك النساء - كاألطفاؿ بالز ارعات المعيشية كالرعي كجمع الحطب كنقؿ الماء كى يستخدمكف معظ طاقتي في اؿطبخ كيعتنكف بالبيئة المنزلية مباشرة. كالم أرة بعبارة أخرل ىي المدبر األكؿ لممكارد كالبيئة في المنزؿ كما أنيا ىي أكؿ مف يقد الرعاية لؤلطفاؿ- كمع ذلؾ فكثي ار ما تمقى صحتيا كتعميميا اإلىماؿ الصارخ مقارنة بصحة الرجاؿ كتعميمي كالم أرة األكثر تعميما لدييا فرص أكبر في الحصكؿ عمى. كسائؿ منع الحمؿ كما أف معدالت خصكبتيا أقؿ في المتكسط كأطفاليا أكثر صحة. كمف شأف )3( االستثمار في صحة الم أرة كتعميميا أف يعكد عمى القابمية لبلستدامة بم ازيا متعددة. ه األسموب الديمق ارطي في الحكم اىت مفيك التنمية المستدامة بالجانب السياسي إذ : - تعرؼ اؿديمق ارطية عمى أنيا نظا الحك كطريقة الحياة أم كضع السمطة السياسية في أيدم األكثرية. كأف المركزية الديمق ارطية ىي ديمق ارطية في المفظ كديكتاتكرية في المضمكف أم ديكتاتكرية الحزب الكحيد الحاك ىذا حسب المفيك المب ارلي إذ يمكف أ ف متحقؽ الحك ال ارشد الصالح( ( كبرنامج - 1 خالد مصعفى قاسم المصدر سبق اكرا ص ص 33-32. - 2 المصدر نفله ص.33 3 - المصدر نفله ص. 33 ~63~

اإلصبلح عبر ما يمي: زيادة الشفافية كتأسيس كحماية حرية اإلعبل أيضا ال ننسى أى عنصر كىك )1( زيادة المشاركة العامة في صنع الق ارر. -األبعاد البيئية : كيعفل بالحفاظ عمى المكارد المادية ك البيكلكجية أم االستخدا األمثؿ لؤلر اضي 3 الز ارعية كالمكارد المائية في العال كىذا مف خبلؿ الركائز التي تقك عمييا التنمية المستدامة مف حيث )2( االعتبا ارت البيئية ك ىي : : أ - حماية الموارد الطبيعية تتعرض مكارد الطبيعة لؤلرض لعممية التبديد الجائز مف ؽبؿ اإلنساف الذم يبحث عف الربح ك ال ييمو استن ازؼ ثركات األرض إذ سيأتي يك تصبح فيو األرض غير قادرة عمى إشباع أقؿ متطمبات الحياة لؤلجياؿ القادمة.لذا فالتنمية المستدامة تحتاج إلى حماية المكارد كتعمؿ عمى استخداميا بكفاءة. ب-الحفاظ عمى المحيط المائي : ىناؾ مف يرل أف الحركب الحالية قائ ة است ارتيجياتيا عمى المياه الجكفية إف التنمية المستدامة تعني صيانة المياه بكضع حد لبلستخدامات المبذرة كتحسيف كفاءة شبكات المياه ك نكعيتيا أيضا استخدا المياه السطحية بمعدؿ ال يحدث اضطربا في النظ االيككلكجية التي تعتمد عمى ىذه المياه كقصر المسحكبات مف اؿمياه الجكفية عمى معدؿ تجددىا. ج- صيانة ث ارء األرض في التنوع البيولوجي : إف التنمية المستدامة تعني أف يت صيانة ث ارء ىذه األ ارضي ك إبطاء عمميات االنق ارض كتدير المبلجئ كالنظ االيككلكجية كاف أمكف كقفيا كالتنكع البيكلكجي: ىك جمكعة الجسيمات الحية مف حيكاف كنبات مع دعيمتيا الك ارثية اؼألنظمة البيئية التي تتطكر فييا كالتنكع البيكلكجي أساسي لممساعدة عمى التكيؼ مع المتغي ارت. 1 - رواا زكي يونم العويل ( ون سنة(: استدامة الموار ملمولة مشتركة في ظل الديمقراطية وحقوق اانلان التنمية الملتدامة واال ارة المجتمعية الجمعية العربية لال ارة البيئية: المنامة البحرين ص 146. 2 - خالد مصعفى القاسم المصدر سبق اكرا ص ص 36-34. ~64~

ألا- : د- حماية المناخ من االحتباس الح ارري لقد أدت ظاىرة االحتباس الح اررم إلى ارتفاع غير مسبكؽ في درجات الح اررة حكؿ العال ك بذلؾ ارتؼعت درجة ح اررة الغبلؼ الغازم بمعدؿ يت اركح بيف درجة ك ثبلث درجات في الخمس سنكات الماضية ك أدل االحتباس الح اررم إلى انصيار الجميد في القطب الجنكبي باإلضافة إلى أف ىذه الظاىرة تشكؿ خط ار كبي ار خاصة عمى الدكؿ الفقيرة التي يمكف اعتبارىا ضحية الستغبلؿ الدكؿ الغنية لي. إذ أف التنمية المستدامة تعني كذلؾ عد المخاطرة بإج ارء تغيي ارت كبيرة في البيئة العالمية. خاصة االستعماؿ غير العقبلني لمتفاعبلت النككية. بعاد التكنولوجية : يستكجب تحقؽ التنمية المستدامة كجكد تكنكلكجيا تككف صديقة لمبيئة أم تتمتع 4 بكفاءة بيئية. إذ يكف أف يككف التطكر التكنكلكجي في صالح البيئة كاالقتصاد في شكؿ دائ إذا كاف يعمؿ عمى تقميص التمكث البيئي أيضا إذا كاف ينطكم عمى إح ارز تقد تقني ىا يعمؿ عمى اؿ تقميؿ مف النفايات كذلؾ بإيجاد منتجات بيئية مثؿ منتج السيا ارت الييدركجينية باإلضافة إلى إيجاد منتجات ال تضر بالبيئة )1( سكاء مف حيث إنتاجيا تكزيعيا كاستخداميا ككذا سيكلة التخمص منيا. ك لكي يت تحقيؽ التنمية المستدامة يجب م ارعاة عدة أمكر أىميا )2( : استخدا تكنكلكجيا أنظؼ الحد مف انبعاثات الغاز استخدا قكانيف البيئة لمحد مف التدىكر البيئي كسائؿ إيجاد بديمة أك طاقة بديمة لممحركقات مثؿ الطاقة الشمسية ك غيرىا الحيمكلة دكف تدىكر طبقة األكزكف. - 1 رواا زكي يونم المصدر سبق اكرا ص. 148 2 - خالد مصعفى قاسم المصدر سبق اكرا ص. 36 ~65~

المطمب الثالث: مؤش ارت التنمية المستدامة بعد االىتما الكبير بد ارسات كأبحاث التنمية المستدامة برزت الحاجة الى كضع مؤش ارت كمية لمتنية المستدامة تشخص التفاعؿ بيف متغي ارتىا المختمفة كالتي ستعرض فيما يمي: - المؤش ارت األساسية: 1 إف التفكير بالديمكمة أدل بشكؿ معمؽ إلى تطكير أدكات قياس التنمية التي كاف دكرىا خبلؿ فترة طكيمة مقتصرة عمى مبلحظة معدالت النمك االقتصادم كفي مطمع التسعينات استكممت عف طريؽ صياغة مؤش ارت تنمية مستداة الغرض منيا اإلحاطة باألبعاد البيئية االجتماعية كاالقتصادية. لقد ظيرت مؤش ارت التنمية المستدامة تحت ضغط المنظمات الدكلية عمى أرسيا األم المتحدة كالتي أتت بعدة ب ارمج لصياغتيا كمف أىميا برنامج األم المتحدة لجنة التنمية المستدامة : المنبثقة عف قمة األرض الذم تضمف نحك 130 مؤشر مصنفا إلى أربعة أنكاع رئيسية اقتصادية اجتماعية بيئية مؤسسية. كقد ت تصنيؼ مؤش ارت التنمية المستديمة إلى ثبلث أنكاع رئيسية: مؤش ارت القكل الدافعة: كتصنؼ الضغكطات التي تمارسيا األنشطة كاألنماط - مؤش ارت الحالة: كتقد لمحة عف الحالة ال ارىنة مثؿ نكعية الماء كالجك -. مؤش ارت االستجابة: تمخص التدابير المتخذة - : )1( -المؤش ارت االقتصادية : ك يمكف تمخيصيا في -1 1 أ-نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي : يعد المؤشر مف مؤش ارت القكة الدافعة لمنمك االقتصادم حيث يقيس مستكل اإلنتاج الكمي كحجمو كمع أنو ال يقيس التنمية المستدامة قياسا كامبل فإنو يمثؿ عنص ار ميما مف عناصر نكعية الحياة. ~66~ - 1 وجالس موسشيت المصدر سبق اكرا ص 164.

: ب- نسبة إجمالي االستثمار إلى الناتج المحمي اإلجمالي كيقصد بيذا المؤشر اإلنفاؽ عمى اإلضافات إلى األصكؿ الثابتة االقتصاد كنسبة مئكية مف الناتج المحمي اإلجمالي حيث م قيس نسبة االستثمار إلى اإلنتاج. ج- رصيد الحساب الجارم كنسبة مئكية مف الناتج اإلجمالي : يقيس مؤشر رصيد الحساب الجارم درجة مديكنية الدكؿ كيساعد في تقيي قدرتيا عمى تحمؿ الديكف كيرتبط ىذا المؤشر بقاعدة المكارد مف خبلؿ القدرة عمى نقؿ المكارد إلى الصاد ارت بيدؼ تعزيز القدرة عمى التسديد. د- صافي المساعدة اإلنمائية كنسبة مئكية مف الناتج المحمي اإلجمالي : يقيس ىذا المؤشر مستكيات المساعدة ميسرة الشركط التي تيدؼ إلى النيكض بالتنمية كالخدمات االجتماعية كىك يرد بصكرة نسبة مئكية مف الناتج الكطني اإلجمالي. )1( : المؤش ارت االجتماعية : ك تتمثؿ في - 2-1 أ- مؤشر الفقر البشرم : ىك مؤشر مركب يشمؿ ثبلثة أبعاد بالنظر إلى البمداف النامية كىي: حياة طكيمة كصحية )نسبة مئكية مف األشخاص الذيف ال يبمغكف سف األربعيف( تكافر الكسائؿ االقتصادية )نسبة مئكية مف األشخاص الذيف ال يمكني االف تفاع بالخدمات الصحية كالمياه(. ب -معدؿ البطالة: كيشمؿ جميع أف ارد القكل العاممة الذيف ليسكا مكظفيف كيتقاضكف مرتبات أك عامميف مستقميف كنسبة مئكية مف القكل العاممة. ج - نكعية الحياة: يستخد ىذا المؤشر لقياس عدد األشخاص الذيف ال يتكقع لي أف يبمغكا سف األربعيف كنسبة مئكية مف مجمكع السكاف ككذلؾ نسبة السكاف الذيف ال يتيسر لي االنتفاع بالمياه المأمكنة كالخدمات الصحية كم ارفؽ التنظيؼ الصحي كالتي تعد مسألة أساسية لمتنمية المستدامة. د-التعمي: يستخد التعمي لقياس نسبة األشخاص الذيف تتجاكز أعمارى 15 سنة كالذيف ى أميكف - 1 وجالس موسشيت المصدر سبق اكرا ص ص -166 165. ~67~

كالمعدؿ اإلجمالي لبللتحاؽ بالمدارس الثانكية كالذم يبيف مستكل المشاركة في التعمي الثانكم. ق- معدؿ النمك السكاني: يقيس ىذا المؤشر معدؿ النمك السكاني لمسنة كيعبر عنو كنسبة مئكية. )1( : المؤش ارت البيئية: يمي كتشمؿ ما - 3-1 أ- نصيب الفرد مف ا لمكارد المائية : كيرتبط ىذا المؤشر بظاىرتيف رئيسيتيف األكلى معدؿ النمك السكاني كالمتغي ارت الديمغ ارفية كالثانية ارتفاع مستكيات المعيشة الناج عف إعادة تكزيع الدخكؿ التي تستيدفيا بعض ب ارمج التنمية االقتصادية. ب- متكسط نصيب الفرد مف إجمالي األ ارضي المزركع ة: يبف ىذا المؤشر نصيب الفرد باليكتار مف إجمالي األر اضم المزركعة. ج- كمية األسمدة المستخدمة سنكيا: يقيس كثافة استخدا األسمدة كيقاس بالكيمكغ ار لميكتار. د- التصحر: يقيس ىذا المؤشر مساحة األ ارضي المصابة بالتصحر كنسبتيا إلى المساحة اإلجمالية. ه- التغير في مساحة الغابات : يشير ىذا المؤشر إلى التغير الذم يحصؿ مع مركر الكقت في مساحة الغابات بنسبة مئكية مف المساحة اإلجمالية لمبمد. )2( : المؤش ارت المؤسسية : تتمثؿ في -4-1 أ- خطكط الياتؼ الرئيسية لكؿ 100 نسمة: يعد مقياس لدرجة تطكر االتصاالت السمكية كالبلسمكية ؼم أم بمد. ب- المشترككف في الياتؼ النقاؿ لكؿ 100 نسمة: يشير ىذا المؤشر إلى عدد مستعممي اليكاتؼ النقالة كالمشتركيف في خدمة ىاتفية متنقمة عمكمية آلية تتيح النفاذ إلى الشبكة الياتفية التبديمية العمكمية القائمة عمى إحدل التكنكلكجيتيف الخمكيتيف المتماشية أك الرؽ مية. 1 - وجالس موسشيت المصدر سبق اكرا ص 166. ~68~ 2 - المصدر نفله ص 167.

ج- الحكاسب الشخصية لكؿ 100 نسمة: إف عدد الحكاسب الشخصية المتاحة لسكاف بمد معيف يعد مقياسا لقدرتو عمى المحاؽ باالقتصاد العالمي كتعزيز إنتاجيتو. د- مستخدمك األنترنت لكؿ 100 نسمة: يقيس مدل مشاركة الدكؿ عصر المعمكمات. - العناصر الجديدة التي تتبناىا التنمية المستدامة: التطكر إف المتجدد لمفيك التنمية البشرية في العقد 2 األخير مف القرف العشريف في إطار منظكمة األم المتحدة قد أعقبو إسيامات جديدة حاكلت أف تغني ىذا المفيك مف خبلؿ إدخاؿ عنصريف جديديف بدأ االىتما ينصب حكليما ىما حقكؽ االنساف كالحككمة: إف اإلنسان: حقوق نيج التنمية المستدامة المرتكز عمى حقكؽ اإلنساف يجب أف يأخذ بعيف -1-2 االعتبار البعد اإلنساني الذم مف شأنو أف يدع كيحقؽ االستق ارر االجتماعي التنمية كما ىك معركؼ فعؿ مركب عناصرىا تتس بالمفاضمة كالتكامؿ تبتدئ الحؽ إحقاؽ إلى ساعية إليو ك تنتيي باإلنساف في التنمية حيث الحؽ في التكزيع العادؿ لثمار التنمية كالحؽ في أف يككف اإلنساف ىك المستيدؼ مف كؿ عممية التنمية سعيا لبلرتقاء بمستكل رفاىيتو كىذا م برىف العبلقة بيف حقكؽ اإلنساف كالتنمية. كاف ىذه العبلقة التبادؿ ية نجدىا في المبادئ األخبلقية كمتجسدة في األطر القانكنية كالدستكرية لمبمداف كىي أساسية لرفاه الجميع انطبلقا مف ككف أف ىذه الحقكؽ قائمة عمى معايير ال تنتيؾ حرمتيا عالميا كال يمكف التصرؼ فييا كأنكاعيا تتمثؿ بالحقكؽ المدنية ك السياسية كالحؽ في الحياة الحرية األماف الحؽ في عد التعرض عمى أساس اؿ عرؽ المكف الجنس المغة الديف حؽ التصكيت حؽ الم أرة في التمثيؿ السياسي كىناؾ حقكؽ قانكنية ك خاصة قرينة الب ارءة أف تثبت إلى )1( اإلدانة لقد تكسعت ىذه الحقكؽ لتشمؿ أبعادا عدة اقتصادية كاجتماعية كثقافية. ~69~ - 1 حنان عبد النضر هاشم المصدر سبق اكرا ص 254.

الحاكمية أو الحوكمة : كىك مصطمح يعبر عف حسف اإلدارة كعف جدية أسمكب الحك في -2-2 التعامؿ مع المجت مع عمى أساس الحكار بيف الحاك كالمحكك ككجكد أدكات الم ارقبة كالمحاسبة كآليات فعالة كسميمة التخاذ الق ار ارت إلي تؤثر عمى حياة الناس فالحككمة ىي "أسمكب ممارسة اإلدارة ال ارشدة". إؼذف ىي مجمكعة مف القكانيف كالنظ كالق ار ارت التي تيدؼ إ ل تؿ حقيؽ الجكدة كالتميز في األداء عف طريؽ اختيار األساليب المناسبة كالفعالة لتحقيؽ خطط ك أىداؼ معينة. كمما تجدر أف إليو اإلشارة مشاركة جميع الناس في اتخاذ الق ار ارت حسب األسس الديمق ارطية قد ال تككف كافية لتكفير عنصر الحماية ك ضماف االستدامة كعميو يصبح مف الضركرم تحديد المضاميف المقصكدة بشكؿ دقيؽ فالديمق ارطية كالحاكمية السميمة الضامنة لحقكؽ اإلنساف أف عمييا تضمف حقكؽ األجياؿ القادمة ك تتبنى اآللية الصحيحة التي تييئ انتقاؿ المكارد ك الثركات الطبيعية التي يستفيد منيا سكاف األرض الحاليكف إلى األجياؿ القادمة. إف مفيك التنمية بصكرة عامة ال يقر باالنفصاؿ بيف الغايات كالكسائؿ كىك يعطي أىمية كبيرة ؿ لمككف الكسائمي فيو أم لؤلساليب ك طرؽ العمؿ المعتمدة في كضع ا ست ارتيجيات التنمية كتنفيذىا كب ذلؾ فاف فكرة التعاقد االجتماعي ك الش اركة بيف األط ارؼ المع نية بالتنية في الحككمة أك المجتمع )1( كالقطاع الخاص كأصحاب االختصاص كالمعرفة مف أكلى األكلكيات. إف ىناؾ الكثير مف التحفظات التي قد ترد عمى ىذا المفيك منيا ما يتعمؽ بػ : قيد المشركطية السياسية في العبلقا ت الدكلية قيد اختبلؼ المناطؽ ك الفترة المنظكرة قيد صعكبة قياس درجة الحك الصالح قيد تعددية الكظائؼ بالنسبة لمحك الصالح تضخي الدكر السمبي التنمية في معالجة مشاكؿ الفقر عمى الصعيد العالمي. إدارة لعنصر - 1 حنان عبد النضر هاشم المصدر سبق اكرا ص ص 255-254. ~70~

خاتمة الفصل: نتج عف مشاريع التنمية التي قا بيا اإلنساف تحسيف حياتو كتطكيرىا نحك األفضؿ كاستخداميا لكؿ المكارد كالكسائؿ البلزمة لذلؾ التحسيف كقد نفذت خططا لمتنمية االقتصادية كاالجتماعية كأحدث بذلؾ كثي ار مف االنجا ازت مثؿ زيادة معدالت الناتج الصناعي كالز ارعي كتحسف في مستكيات المعيشة في بعض الدكؿ )المتقدمة( بشكؿ كاضح كارتفع نصيب الفرد مف الناتج القكمي اإلجمالي يقابؿ ذلؾ ارتفاع أعداد الناس الذيف تدىكرت أحكالي في دكؿ أخرل مف العال )النامية( إضافة إلى المخاطر البيئية التي تيدد المحيط الحيكم برمتو نتيجة لؤلنماط العشكائية لمتنمية. أما الحقائؽ التي تؤكد مستكيات التدىكر البيئي كاف البد مف إيجاد نمكذج تنمكم بد يؿ عف النمكذج الصناعي ال أرسمالي أك عمى األقؿ أسمكب إلصبلح أخطاء كتعث ارت ىذا النمكذج كعبلقتو مع البيئة كمف ىنا كانت التنمية المستدامة مسار جديد لمتنمية مف شأنو اإلبقاء عمى التقد اإلنساني ال في بضع مناطؽ أك بضع سنيف فحسب بؿ في العال كمو كحتى في المستقبؿ البعيد. ل يكف مفيك التنمية المستدامة كليد ساعتو بؿ كاف نتاج مخاض طكيؿ في رح الفكر التنمكم فمنذ سبعينيات القرف المنصر كاف ىنالؾ مؤش ارت تدؿ عمى أف التنمية البد مف أف تغير مف 1972 منيجيتيا بالشكؿ الذم يتماشى مع حاجات السكاف كمحيط البيئة. ففي عا في نادم ركما قدمت د ارسة بعنكاف حدكد النمك كضحت فييا مستقبؿ العال استنادا إلى المعطيات ال ارىنة كخمصت إلى أنو مع استم ارر الكضع في العال بنفس األنماط السائدة فاف ذلؾ سيؤدم خبلؿ قرف مف الزماف إلى استن ازؼ شبو كامؿ لممكارد الطبيعية كما سينتج عنو تدمير لمبيئة نتي جة لمتمكث كالدمار البيئي. كفي الثمانينات ش كمت المجنة العالمية لمتنمية كالبيئة كالتي كضعت األساس العممي لمنظرة المشتركة لقضايا التنمية كالسكاف كالبيئة كاستمر االىتما العالمي بالت ازيد لبلست ارتيجيات البيئية اإلنمائية. ك السعي ؿ تبني الرؤل البف اءة ~71~

مقدمة الفصل لقد تطكرت عبلقة االنساف بالبيئة فالبيئة عبلكة عمى ككنيا ذلؾ االطار الذم يعيش فيو االنساف فإنيا تشكؿ مصدر عناصر الثركة لو كبفعؿ التقد العممي كالتكنكلكجي ليذا العصر طكع االنساف البيئة لخدمتو كتسييؿ حياتو كزيادة متعتو ك ارحتو دكف أية قيكد أكمقابؿ إلى قذا ؼ أفضى كؿ تعزيز بقاء البشر ؼ ازداد عدد سكاف العال بسرعة إلى الدرجة التي كصفت بيا ىذه الظاىرة السكانية باالنفجار كمعو كاف االنفجار االستيبلكي شكؿ ما كىذا سببا لظيكر مشكبلت البيئية ذات اآلثار المدرة عؿل البيئة كعمى اإلنساف نفسو ؼمنذ النصؼ الثاني مف القرف العشريف أصبحت التنمية كاالستيبلؾ مف أكثر األسباب تأثي ار عمى البيئة كىك ما تجؿل في نضكب المكارد كتمكث الماء كالتربة كاليكاء الك اليائؿ مف النفايات تغير المناخ كارتفاع درجة الح اررة فضركرة إعادة النظ ر في أنماط 20 19 االستيبلؾ كاإلنتاج التقميدية الناتجة مف أنماط التنمية لممجتمعات الصناعية في القرف ك أصبحت في صمب االىتمامات كالنقاشات الخاصة بالتنمية المستدامة. يعتبر االست ىبلؾ مف المتغي ارت االقتصادية اليامة فيك أحد مككنات الدخؿ القكمي كما أنو أى مؤشارت الرفاىية في المجتمع لذلؾ يحظى مكضكع االستيبلؾ باىتما كبير مف قبؿ الباحثيف في أكثر مف عم مف العمك االجتماعية كفي ظؿ التحديات التي تكاجييا البيئة اليك ككثرة الحديث عف عبلقة االستيبلؾ بالمشاكؿ البيئية تتجو الد ارسات اليك لمبحث عف عبلقة تكافقية بيف االستيبلؾ كمتغير سكسيك-اقتصادم كالبيئة مف أجؿ تحقيؽ التنمية المستدامة. كىي القضية التي سنحاكؿ د ارستيا في فصمنا ىذا مف خبلؿ المباحث التالية: المبحث األكؿ: مفيك كمحددات االستيبلؾ االقتصادية كاالجتماعية كالبيئية المبحث الثاني: مفيك االستيبلؾ المستدا كآؿ يات تحقيقو المبحث الثالث: االستيبلؾ المستدا كتفعيؿ التنمية المستدامة. ~73~

المبحث األول : مفيوم ومحددات االستيالك االقتصادية واالجتماعية والبيئية يعتبر االست ىبلؾ مف المتغي ارت االقتصادية اليامة فيك أحد مككنات الدخؿ القكمي كما أنو أى مؤش ارت الرفاىية في المجتمع لذلؾ يحظى مكضكع االستيبلؾ باىتما كبير مف قبؿ الباحثيف في أكثر مف عم مف العمك االجتماعية كفي ظؿ التحديات التي تكاجييا البيئة اليك ككثرة الحديث عف عبلقة االستيبلؾ بالمشاكؿ البيئية تتجو الد ارسات اليك لمعرفة محددات االستيبلؾ االقتصادية كاالجتماعية بغية في كتحديد آليات عممية االستيبلؾ مف اجؿ اف يككف لبلستيبلؾ دكر في التنمية التي تتكافؽ مع االستدامة البيئية. المطمب األول: مفيوم االستيالك - تعريف االستيالك 1 االستيبلؾ مف لغة: "ىمؾ" ىبلكا كتيمكة بزيادة األلؼ كالسيف كالتاء كىمؾ بمعنى فنى مات-استيمكو أم أه لكو كيقاؿ أستيمؾ الماؿ أم أنفقو كأنفذه كاالستيبلؾ ىك إتبلؼ عيف بإفناء عينيا أك بإذىاب منافعيا- )1( في تحصيؿ منفعة. فعمماء المغة ل يبحثكا صيغة استيمؾ بيذا االشتقاؽ المغكم بصكرة مستقمة في معاجمي كانما ألحقكىا بالفعؿ الثبلثي "ىمؾ" )2( حيث أشاركا إلى أف معناه ا ىك النفاذ كاإلنفاؽ كالجدية كبذؿ الجيد كالبيع. اصطالحا: االستيبلؾ بالمعنى االقتصادم يقصد بو تدمير أك إىبلؾ السمع كالخدمات المنتجة كقد يت ىذا اإلىبلؾ بعد الحصكؿ كالمكاد الغذائية أك انقضاء كقت مف حصكؿ المستيمكيف عمييا أك امتبلكيا-أم إذىاب منافعيا- كمث اؿ ذلؾ: السمع المعمرة كاألثاث كالسيا ارت كالثبلجات كما 1 - منظور أحمد اازهري ) 2002 (: ترشيد االستهالك الفر ي في االقتصا االسالمي ار اللالم للعباعة والنشر: الق اهرة مصر ص 17. 2 - عبد اللتار ابراهيم الهيتي ) 2005 (: االستهالك وضوابعه في االقتصا ااسالمي العبعة ااولى ممسلة الوراق:عمان اار ن ص 30. ~74~

)1( في حكميا كما أف االستيبلؾ يطمؽ عمى االستخدا المباشر لمسمع كالخدمات التي تشبع رغبات )2( اإلنساف كحاجاتو. كما يعرؼ االستيبلؾ بأنو عممية القيا بأنشطة اقتناء المنتج ث استخدامو ث التخمص مف الفائض كمف ث فاالستيبلؾ النيائي عبارة عف استيبلؾ اإلنتاج استيبلكا نيائيا بما ينطكم عميو مف استخدا المنتجات مف سمع كخدمات أك التمتع بيا إلشباع أغ ارض االستيبلؾ بحيث ال يتخمؼ عف )3( ىذا االستيبلؾ سمعة تصمح إلشباع حاجة ما. كعميو فإف العناصر األساسية في تعريؼ االستيبلؾ ىي: - االقتناء - االستخدا - التخمص مف الفائض - أال يككف الفائض قاببل إلشباع حاجة. كمنو فإف االستيبلؾ ىك عبارة عف إشباع مادم أك نفسي متحصؿ مف استخدا أك ممكية السمع كالخدمات االستيبلكية فكؿ مستيمؾ يقرر طمبو الخاص عمى كؿ سمعة أك خدمة منتجة الشباع حاجتو أك تعظي منفعتو كمجمكع ىذه الطمبات الفردية تككف في مجمكعيا الطمب الكمي لمسكؽ كعمى أساسو يت تخصيص المكارد االقتصادية نحك استخداماتيا المختمفة كبذلؾ تبرز مكانة االستيبلؾ في العممية االقتصادية كالذم يجسد الطمب النيائي عمى السمع كالخدمات. الفرق بين االستو الك واإلنفاق: ىناؾ العديد مف الكتابات التي ال تميز بيف اإلنفاؽ كاالستيبلؾ - 2 في حيف أف ىناؾ اختبلؼ بيف المفيكميف مف حيث المضمكف. فاالستيبلؾ ىك استخدا السمع 1 - منظور أحمد اازهري المصدر سبق اكرا ص 20. 2 - عبد اللتار ابراهيم الهيتي المصدر سبق اكرا ص 31. 3 - خالد عبد الرحمان الجرسي ) 1428 هجري(: سلوك الملتهلك راسة تحليلية للقرارات الشرائية للحاسج االي لألسر اللعو ية العبعة اللاللة شبكة االوكة: الرياض المملكة العربية اللعو ية الموقي: www.alukah.net أطلي عليه يوم 2014/01/15. ~75~

كالخدمات مف أجؿ إشباع الحاجات. أما اإلنفاؽ فيقصد بو المبمغ النقدم الذم يخرج مف الذمة قصد إشباع الحاجات. فاالستيبلؾ إنما يعتمد عمى ذكؽ المستيمؾ كسمككو كطبيعة المفاضمة بيف السمع المتكفرة كاف الغاية منو ىي كيفية الحصكؿ عمى اإلشباع األمثؿ مف خبلؿ االختيار الحاصؿ لمفرد بيف ىذه السمع أما اإلنفاؽ فيك مجمكع الماؿ الذم يت صرفو عمى ىذه السمع بعد أف يككف المستيمؾ قد حدد اختيا ارتو كمفاضمتو بينيا كلذلؾ فيك يطمؽ أيضا عمى ما يككف بذمة الدكلة المالية اتجاه األف ارد في المجتمع مثؿ أكجو صرؼ أمكاؿ الزكاة كأمكاؿ الخزينة العامة كما إلى ذلؾ كىك بيذا المفيك يككف أقرب إلى )1( التكزيع منو إلى االستيبلؾ. أنواع االستيالك: ينقس )2( االستيبلؾ إلى استيبلؾ فردم كاستيبلؾ جماعي : - 3 : 1-3 -االستيالك الفردي أك الجماعي عمى مستكل األف ارد كيتضمف ىذا النكع النزعة الفردية فى اشباع الحاجات مف السمع كالخدمات التي يحتاجيا الفرد بمفرده أك ضمف عائمتو كىي حاجات متعددة كمتجددة يت بركزىا كفقا لتطكر الحي اة كظركؼ البيئة كالمجتمع الذم يعيش فيو كىذا النكع االستيبلؾ إما أف يت عف طريؽ السكؽ ضمف عممية تبادؿ أك أف يككف استيبلكا ذاتيا تقك بو الكحدات اإلنتاجية نفسيا كما يحدث في الم ازرع مثبل. االستيالك الجماعي : عمى مستكل كؿ المجتمع كيتضمف ىذا النكع مجمؿ ا لخدمات : -2-3 االستيبلكية كالتعمي كاألمف كالدفاع كالصحة كغيرىا عف طريؽ تحقيؽ إشباع حاجات استيبلكية ىامة بأقؿ قدر ممكف مف المكارد مع الحصكؿ عمى أكبر قدر مف اإلشباع كإنشاء الطرؽ كالقناطر كالسدكد كالمصارؼ كغير ذلؾ كمع تطكر الحياة االجتماعية كاالقتصادية برزت أىمية االستيبلؾ الجماعي كدعت الحاجة إلى التكسع فيو. 1 - عبد اللتار ابراهيم الهيتي المصدر سبق اكرا ص 32. 2 - المصدر نفله ص ص 35-34. ~76~

بما أف االستيبلؾ قد يككف عممية أك سمكؾ جماعي ىذا يقكدنا إلى مفيك النمط االستيبلكي فمف الجانب االقتصادم يعرؼ بأنو "مجمكع السمع كالخدمات المتاحة لبلستيبلؾ كنكعيا باإلضافة إلى كمية السمع كالخدمات التي استيمكت ب الفعؿ" نكعيتيا كطريقة )1( استيبلكيا. كمنو فإف مفيك النمط االستيبلكي يتضمف مجمكع السمع أما مف الناحية االجتماعية فمفيك النمط االستيبلكي " يشير إلى الشكؿ الذم يحمؿ أخص صفات اإلنفاؽ لفئة اجتماعية ما كيميزىا عف غيرىا مف الفئات االجتماعية يشير إلى األساليب التي )2( تنفؽ بيا األسرة نقكدىا لمكاجية حاجات مادية كاجتماعية كثقافية". كمنو فإف النمط االستيبلكي يعرؼ " أساليب اإلنفاؽ لفئة اجتماعية ما عمى تشكيمة السمع )3( كالخدمات لتمبية حاجات مادية كاجتماعية كثقافية". المطمب الثاني: محددات االستيالك االقتصادية واالجتماعية حظي مكضكع االستيبلؾ باىتما كبير مف قبؿ الباحثيف في أكثر مف عم مف العمك االجتماعية كىك ما يعبر عف مدل أىمية المكضكع لقد كاف االستيبلؾ كفقا لتعبير أحد الباحثيف األرضية التي اجتمع عمييا باحثكف مف تخصصات مختمفة تقع ما بيف عم االجتماع عم االقتصاد إلي عم النفس كاالنثربكلكجيا ح لت أنو أتاح الفرصة لبللتقاء بيف عمماء ما كاف يجمعي في الكقت السابؽ أم اىتما مشترؾ. يعتبر االستيبلؾ أحد مككنات الدخؿ القكمي ألم بمد كما أنو أحد أى مؤش ارت الرفاىية في المجتمع حيث تتجو الد ارسات اليك لمعرفة محددات االستيبلؾ االقتصادية كاالجتماعية ث التعرؼ 1 - عبد ا أحمد )1990(: التلويق و ورا في عملية التنمية االقتصا ية سلللة الفكر اال اري المعاصر اار ن ص 15. 2 - زايد أحمد )1991(: االستهالك في المجتمي القعري أنماطه وآلقافته جامعة قعر: الدوحة قعر ص 27. 3 - أسماا العمري )2001(: أنماط االستهالك ومحد اته االجتماعية بحث ميداني في منيم اليرموك مذكرة ماجيلتر جامعة مشق- سوريا ص 23. مشق ~77~

عمى دكر ىذه المحددات في تنمية أك تخفيض االستيبلؾ ككيؼ يمكف االستفادة منيا في خدمة االستيبلؾ كالتنمية معا. - االستيالك كمتغير اقتصادي: 1 لقد سيطرت النظرة االقتصادية في تعريؼ االستيبلؾ إؿل حد كبير عؿل التعريفات التي قدمت ح لت لممفيك كقت قريب كربما يرجع ذلؾ إؿل أف المفيك يعبر عف عممية اقتصادية في المقا األكؿ ففي الماضي كاف ينظر إلى االستيبل ؾ مف الناحية االقتصادية البحتة ككانت مسائمو في عزلة عف غيرىا مف المسائؿ االجتماعية األخرل غير أف عمماء االقتصاد المحدثيف يركف أىميػة العك امؿ االجتماعية في تأثيرىا عمى نمط االستيبلؾ إذ تقك بدكر مي كمؤثر في تشكيؿ نمط االستيبلؾ عمى المدل البعيد كاف كاف الدخؿ ىك الذم يؤثر في النمط عمى المدل القصير. ؼ كاف تركيز عمماء االقتصاد في تناكلي لظاىرة االستيبلؾ منصبا عؿل عبلقتو بعدد مف المكض كعات ذا ت الطابع االقتصادم البحث مثؿ الدخؿ االدخا ر الصاد ارت كالكاردات مي ازف المدفكعات كالتضخ كغيرىا حيث يعتبر اليدؼ النيائي لمنشاط االقتصادم ىك إشباع حاجات الفرد مف السمع كالخدمات )1( كما ربط آخركف االستيبلؾ بالعممية اإلنتاجية في حد ذاتيا. كلعؿ ما قدمو اال قتصادم الشيير "آد سميث " فمكذجا كاضحا عؿل الصبغة االقتصادية البحتة التي تناكؿ مف خبلليا االقتصاديكف ظاىرة االستيبلؾ فاالستيبلؾ مف كجية نظره ىك اليدؼ كالغاية الكحيدة لكؿ إنتاج فاالستيبلؾ بكجو عا يمثؿ كزنان كبي ارن في إجمالي مي ازنية األسرة كفى اجمالي اإلنفاؽ القكمي كما أف لبلستيبلؾ تأثي ارن عمى كافة ا لمتغي ارت االقتصادية مثؿ اإلنتاج الدخؿ االدخار االستثمار كمستكل األسعار كغيرىا مف المتغي ارت االقتصادية الميمة لذا فإف غرض اإلنتاج كمو ىك االستيبلؾ. 1 - خالد فياض ظاهرة االستهالك بين التحليل االقتصا ي والتفلير االجتماعي رؤية نظرية منتلفة مجلة العلوم االجتماعية الرابي: http://www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=631 اطلي عليه يوم: 2013/06/15 ص 3. ~78~

كما نجد تنظي ارت ماركس" "كارؿ حكؿ االستيبلؾ بكصفو ظاىر ة اقتصادية بحيث يعتبر االستيبلؾ جزء مف الثقافة ال أرسمالية أك ككجو آخر مبلصؽ لعممية االنتاج ال أرسمالية المبني عمى تدعي قيمة االستيبلؾ بغرض الحصكؿ عمى أكبر قدر ممكف مف الربح فتعاظ االستيبلؾ يعني في النياية تعاظ األرباح. لذلؾ فإف االىتما باالستيبلؾ ال يقؿ أىمية عف االىتما باإلنتاج فالحقيقة أنيما متكامبلف فاإلنتاج تتمثؿ مينتو األساسية في خمؽ السمع اؿ الزمة لبلستيبلؾ في حيف )1( االستيبلؾ ميمتو األساسية خمؽ الحاجات بمعنى الغرض مف االستيبلؾ. كتعتبر نظرية كينز مف أى النظريات االقتصادية التي أعطت أىمية لبلستيبلؾ ؼ لقد كانت نظرية كينز مناقضة لمنظرية االقتصادية الكبلسيؾ ةم )قانكف سام ( التي ترتكز عمى أف المتغير األساسي في الحياة االقتصادية ىك العرض كأف الطمب ال يشكؿ أية مشكمة عمى االطبلؽ إال أنو رفض ىذه النتيجة كانتيى إلى أف الطمب يعتبر المتغير األساسي في الحياة االقتصادية كليس العرض. إف أى المبلحظات التي يجب الكقكؼ عندىا في نظرية كينز كالمتعمقة باالستيبلؾ أنو ىي جعؿ مف االستيبلؾ العنصر األكؿ في تفكيره االقتصادم ك أعده أى عامؿ في تقديره ؿحج الدخؿ القكمي كبصكرة عامة فقد كضع االستيبلؾ قبؿ عممية االنتاج إذ اعتقد أف االستيبلؾ ىك الذم يحدد االنتاج فاالستيبلؾ ىك الذم يؤدم إلى الطمب كالطمب ىك الذم يؤدل الى كجكد ك مف االنتاج كر أس الماؿ. كمف ىنا ندرؾ بكضكح تأثير كينز عمى التحميؿ االقتصادم إذ أنو في اقتصاديات السكؽ يطمب المستيمككف السمع التي يرغبكنيا كما عمى الجياز االنتاجي إال االستجابة ليذا الطمب فعمى سبيؿ المثاؿ إذا ما انخفض الطمب عمى منتكج معيف فإف المنتجيف سيتكقفكف عف صنعو كاذا نشأ طمب عمى منتكج جديد فإف افاؽ انتاج جد م دة تفتح أمامي إلنتاج ىذا المنتكج كمنو فق ار ارت ~79~ 1 - خالد فياض المصدر سبق اكرا ص 3.

المشركعات كحج االستثما ارت ككميات السؿ ع التي تنتجيا كتطرحيا في السكؽ تتكقؼ عمى حج الطمب كاتجاىاتو كىكذا يبدكا أف المستيمؾ ىك المحرؾ النيائي لمحياة االقتصادية مف خبلؿ ظاىرة سيادة المستوؿؾ. تحميؿ كبغية االستيبلؾ في النظرية االقتصادية حاكؿ االقتصاديكف تفسير نمط االستيبلؾ مف خبلؿ تصرفات المستيؿكيف افت ارض مف انطبلقا أساسي ىك أف المستيمؾ غالبا ما يتخذ في انفاقو عمى السمع كالخدمات ق ار ارت رشيدة تستند إلى حسابات دقيقة كمنطقية كفؽ اعتبا ارت مكضكعية فالمستيمؾ شخص عقبلني رشيد ييدؼ الى تحقيؽ أقصى اشباع ممكف مف دخمو في ظؿ األسعار السائدة. قد ظيرت في عم االقتصاد عدة نظريات في تفسير النمط االستيبلكي كلعؿ مف أبرزىا نظريتي المنفعة الحدية ك نظرية منحنيات السكاء: أ - نظرية المنفعة الحدية : استخدا يعػكد فكػرة المنفػعة كأداة لتحميؿ سمػكؾ المستيمؾ إلى الربع األخيػر مف ا لقرف التاسع عشر حيث قا بعض االقتصادييف بتحميؿ سمكؾ المستيمؾ عمى اعتمادا فكرة أف اإلنساف يسػعى دائمػػا إلى تحقيؽ أقصى قدر مف المنفعة كبأقؿ تضحية كبالتالي فإف جميع تصرفاتو االقتصادية تتحدد كفقا لتأثير ىذيف المتغيريف كأكؿ مف جػاء بنظرية المنفعة لتحميؿ سػمكؾ كالفرنسػػي Leon (1882-1835) William Stanley Jevons المستيمؾ ىػك االقتصادم اإلنجميزم ك النمساكم (1924-1840) Karl Menger اؿذم نظ ىذه النظرية في كتابو Walras (1910-1834) )1( مبادئ. 1890 ) االقتصاد)عا 1 - طارق الحاج )1997(: تحليل االقتصا الجزئي العبعة ااولى ار المليرة للنشر التوزيي: عمان اار ن ص 170. ~80~

" لقد عرؼ الفيمسكؼ اإلنجميزم Jeremy Bentham المنفعة بأنيا : قكة خفيػػة في األشياء تستطيع أف تخمؽ اإلشباع كسعادة الفرد كىي المجمكع الكمي لئلشباعػػات المختمفة التي يحصؿ )1( عمييا". كتعرؼ المنفعة بأنيا "مدل االشباع المتحصؿ لممستيمؾ مف ج ارء استيبلكو لسمعة ما" )2( كيمكف تمخيص مفيك نظرية المنفعة الحدية حسب أ ارء مختمؼ ركاد ىذه النظرية كما يمي : إف قدرة ا لسمعة عمى خمؽ االشباع لدل المستيمؾ تسمى منفعة كىذه المنفعة تتحقؽ بغض النظر عف طبيعة السمعة سكاء كانت نافعة أ ضارة لذلؾ فإف المستيمؾ ينسؽ بحيث مشترياتو يحصؿ عمى أقصى منفعة ممكنة مف إنفاؽ معيف ؼ المنفعة قد تككف كبيرة أك صغيرة حسب حاجة الفرد لمسمعة كالمستيؿؾ نفسو ىك الذم يحدد تمؾ المنفعة كبنفس الكقت فإف السمعة نفسيا تعطم منافع مختمفة لنفس الشخص كذلؾ حسب الظركؼ كمع أف السمعة مؤىمة إلعطاء منافع مختمفة فإف الكحدات األكلى مف كؿ سمعة تعطى منفعة أكبر مف الكحدات التي تمييا يضاؼ إلى ذلؾ أف الفرد كمما امتمؾ عددا أ كبر مف إحدل السمع كمما قمت تضحيتو في سبيؿ الحصكؿ عمى كحدة إضافية مف تمؾ الس ؿعة كتقؿ أيضا رغبتو في الحصكؿ عمى تمؾ الكحدة االضافية إف الكحدة الخيرة التي يحصؿ عمييا الفرد ىي التي تسمى المنفعة الحدية. فمثبل لك أف شخصا تناكؿ ثبلث تفاحات كأف التفاحة الثالثة ىي التفاحة الحدية كىذه الكحدة ىي التي تفصؿ مابيف االشباع مف كبيف المذة عدمو كاألل أم أف تناكؿ التفاحة ال اربعة قد يقمب الشعكر بالمذة الى الشعكر باألل. ىذه الحقيقة تبرز لنا ما يسمى بقانكف المنفعة الحدية أك تناقص المنفعة الحدية كالذم ينص عمى أنو إذا بقيت ا ألشياء األخرل ثابتة كخبلؿ فترة زمف ية معينة فالمنفعة الناجمة عمى استيبلؾ 1 - نعمة ا نجيج إبراهيم )1997(: أسم االقتصا التحليل الوحدوي جامعة االسكندرية: االسكندرية مصر ص 167. 2 - عبد اللتار إبراهيم الهيتي المصدر سبق اكرا ص ص 327-325. ~81~

كحدات معينة مف سمعة ما تزداد كمما ازدت الكحدات المستيمكة كلكف ليس بنفس السرعة أم أف المنفعة الحدية مف الكحدات االضافية تتناقص كمما ازدت الكمية المستيمكة بعد الكصكؿ إلى مرحمة معينة مف االستيبلؾ. البد مف االشارة ىنا إلى أف قانكف تناقص المنفعة الحدية يشترط لتحقيؽ ىذه الصيغة النفعية الحدية بقاء األشياء االخرل المحيطة بالمستيمؾ ثابتة كالدخؿ كالذكؽ ككذا طبيعة الكحدات ا إلضافية المستيمكة )مثؿ الدكاء الذم ال يؤدم استخدا كحدات إضافية منو الى تناقص منفعتو الحدية(. كمف ىنا فإف المنفعة الحدية تؤدم دك ار فعاال في تكزيع الدخؿ عمى الكحدات السمع المختمفة إذ أف المستيمؾ عندما يمجأ إلى الش ارء يحاكؿ أف يعادؿ المنفعة الحدية بالثمف المدفكع مقابميا فإذا كانت المنفعة الحدية أعمى مف الثمف الذم يدفعو يعني ذلؾ أف المستيمؾ قد يزيد مف نستنتج اذ مشترياتو مف ذلؾ أف المستيمؾ سيعمؿ عمى تكزيع مشترياتو بصكرة تجعؿ المنفعة الحدية لكؿ سمعة مساكية لمثمف الذم يدفعو ؼعندما يتكقؼ المستيمؾ عف الحصكؿ عمى المزيد مف ىذه السمعة يتحكؿ إلى سمعة اخرل تشبع حاجاتو بشكؿ أكبر مف إشباع الكحدة الحدية لمسمعة األكلى مقارنا ذلؾ بالنقكد التي يدفعيا. ب - نظرية منحنيات السواء: كىك أساسي فرض عمى تعتمد المنفعة نظرية كىي السابقة النظرية لمقياس المنفعة قابمية الكمي كالتعبير كلذلؾ الكاقعية عف بعيد افت ارض كىك عددية أرقا شكؿ في عنيا االقتصادييف مف فريؽ كبدأ المنفعة. نظرية إلى النقد كجو سمكؾ تحميؿ في حديثة نظرية عمى يعتمد عمى أساس تقك المستيمؾ أم لمسمع استيبلكو مف المستيمؾ عمييا يحصؿ التي المنفعة درجة مقارنة تحميؿ المنفعة عمى تعتمد مف المستيمؾ عمييا يحصؿ التي المنفعة درجة ترتيب أم الترتيبي االستيبلؾ كىي نظرية منحنيات السكاء. ~82~

إف أكؿ مف استخد فكرة منحنيات السكاء في تحميؿ سمكؾ المستيمؾ ىك االقتصادم Vilfredo اإلنجميػزم Francis Edgeworth سنة 1881 ث تناكليا مف بعده االقتصادم اإلمطػالي John Hicks كتطكرت ىذه النظػرية مف قبػؿ االقتصادم اإلنجميزم كاالقتصادم اإلنجميزم Pareto )1( Allen سنة. 1934 كتعرؼ منحنيات السكاء بأنيا تمثيؿ بياني لكؿ المج كعات مف السمع كالخدمات التي لك استيمكيا المستىمؾ تعطيو نفس القػدر مف اإلشباع أم أنيا تمثؿ المجمكعات التي يعتبرىا المستيمؾ ة متساكم كباؿتالي ال يكف تفضيؿ أم مجمكعة عمى أم مجمكعة أخرل. إف التحميؿ الجديد بمنحنيات السكاء يرل أف المستيمؾ يكزع دخمو بيف السمع كالخ دات المختمفة حسب تفضيبلتو في فترة زمنية معينة كال مرل أية ضركرة لمعرفة حج المنفعة الذم يحصؿ عمييا المستيمؾ مف استيبلكو لكحدة كاحدة مف أية سمعة أك خدمة يشترييا ؾذلؾ ال يرل ىذا التحليؿ أية حاجة لمعرفة مدل تفضيؿ كمية معينة مف سمعة ا عمى كمية أخرل مف سمعة ثانية أك تفضيؿ مجمكعة مف السمع المختمفة عمى مجمكعة أخرل. إف تفضيبلت المستيمؾ كميكلو تعتبر أمر خارجي كمممكس كقابؿ لممبلحظة بخبلؼ المنفعة التي يستمدىا المستيمؾ مف استيبلكو لمسمع كالخدمات كالتي تعبر عف تقدير شخصي أم أنيا تتعمؽ بمشاعر المستيمؾ كنفسيتو لذلؾ فيي غير قابمة لممبلحظة كال لمقياس ؿ ذا ال عمى لبلعتماد حاجة فكرة قياس الػمنفعة لد ارس ة تصرفات المست ىمؾ فحسب فكرة منحنيات السكاء يكفي أف افت ارض المستيمؾ ؽادر عمى التفضيؿ بيف السمع كالخ دمات ا لمختمفة أك بيف مجمكعات منيا فتفضيمو لمجمكعة مف السمع عمى مجمكعة أخرل م نتج عف اعتقاده أنيا تمده بإشباع أكبر كعندما يتردد ~83~ 1 - طارق الحاج المصدر سبق اكرا ص 191.

المستولؾ في االختيار بينيما معناه أنو يشعر أف المنفعة الكمية التي يحصؿ عمييا مف إحداىا تساكم المنفعة الكمية ا لتي يحصؿ عمييا مف المجمكعة األخرل. - كبذلؾ يتضح أف أساس ىذه النظرية ىك التعبير النسبي بدؿ القياسي- عف المنفعة أم مقارنة إلشباع مجمكعة مف كحدات السمع بالنسبة إلى مجمكعة أخرل مختمفة عنيا في الكمية كالنكعية فيك تفاضؿ نسبي عمى أساس خا رجي مممكس كليس تفاضبل قياسيا ليس لو كجكد خارجي كما ىك الحاؿ في نظرية المنفعة الحدية. - االستيالك كمتغير اجتماعي: 2 ل يقتصر اىتما الباحثيف بظاىرة االستيبلؾ في مجاؿ عم االقتصاد فحسب بؿ أف االىتما امتد إؿل عمك أخرل ع لؿ األخص مف قبؿ عم االجتماع فاالست ىبلؾ كعممية ) ال تقتصر فقط ( ع لؿ الجانب االقتصادم بما يتضمنو مف عمميات مثؿ اإلنتاج كجكدتو الدخؿ... الخ بؿ ثمة جكانب اجتماعية أخرل تتضمنيا الظاىرة ال تقؿ أىمية عف الجكانب االقتصادية فاالستيبلؾ يمكف أف نطمؽ عميو نمط مف أنماط الحياة اليكمية التي يعيشيا اإلف ساف فالد ارسات المبكرة التي أج ارىا العديد مف الباحثيف األنثركبكلكجييف )خاصة د ارسات مالينكفسكي ك اردكمؼ كغيرى ( كشفت عف أف االستيبلؾ يمثؿ جزءان ميمان مف حياة المجتمعات التي قامكا بد ارستيا كطيدة بالجانب القيمي كالعقائدم في حياة تؿؾ المجتمعات. فعممية االستيبلؾ ذات عبلقة اذ ال تختمؼ النتائج التي تكصؿ إلييا الباحثيف في نطاؽ الد ارسات االجتماعية كثير عما تكصؿ إليو عمماء األنثركبكلكجيا فبداية مف التحميبلت الكبلسيكية لمنظرم عم االجتماع )ماركس كفيبر كغيرى( انتياء بالنظريات المابعد حداثية تحتؿ عممية االستيبلؾ بف دان أساسيان في البناء النظرم ~84~

لكؿ ىؤالء فاالستيبلؾ كما يصفو أحد الباحثيف ىك "المقدمة الضركرية في بناء النظرية )1( االجتماعية". كمف بيف مفكرم عمماء االجتماع الذيف اىتمكا بظاىرة االستيبلؾ, ثورتشاين نجد كالذم أكد عؿل أف العكامؿ االجتماع ية تمعب دكرا ميا فى تحديد نمط فيبمن) Veblen )Thorstein االستيبلؾ حيث ركز عمى مجمكعة مف العكامؿ تكمف ك ارء الحاجات الضركرية كتحديد " طبيعة الطمب" فعمى سبيؿ المثاؿ أغنياء المجتمع ينفقكف بثركتي عمى نحك يرمز لكضعي الطبقي لت ميزى عف بقية أعضاء المجتمع. اؼالستيبلؾ المظيرم عند ىك فيبمن االستيبلؾ المفرط لمسمع" التي تعد دليبلن عمى عضكية " المستيمؾ لمطبقة المترفية فى المجتمع ال أرسمالي كقد استخد فيبمن ىذا المصطمح فى الد ارسات. األنثركبكلكجية لممجتمعات قبؿ ال أرسمالية لئلشارة إلى التباىي باستيبلؾ السمع بيدؼ اكتساب الييبة, فبعض الناس يشتركف بعض السمع غالية الثمف ليس ألنيا أجكد مف غيرىا أك ألنيا تشبع حاجة بؿ ألنيا غالية فحسب كىك ما يعنى التباىي" " بيا أما الناس كىذا يكضح لنا اختبلؼ الكظيفػة الظػاىػرة ؿالستيبلؾ االقتصادم كىى االنتفاع بينما يعد تحقيؽ الييبة كتأكيدىا عمى حد تعبير أحد فيبمن )2( الكظائؼ الكامنة ليذا االستيبلؾ. كما يرل ديسنبرم )Dusembry( ( نظرية الدخؿ النسبي ) أف االستيبلؾ يعتمد عمى مستكل االستيبلؾ النسبي في سم الدخكؿ كبالتالي فإف "مستكل الدخؿ المطمؽ ال يحدد مستكل االستيبلؾ كانما مستكل دخؿ الفرد بالنسبة لدخكؿ األف ارد الذيف يعيش بيني" فالمستيمككف يعيشكف في مجتمع مؤلؼ مف عدة طبقات اجتماعيو ليا عاداتيا كمستكياتيا االستيبلكية كدخكليا المتباينة كتحاكؿ كؿ فئة زيادة مستكل استيبلكيا كتقميد الطبقات االجتماعية العميا في األنماط االستيبلكية لبلرتقاء مف 1 - خالد فياض المصدر سبق اكرا ص 4. ~85~ 2 - المصدر نفله ص 5.

طبقة اجتماعية الى طبقة اجتماعية أ عمى فكمما ازدت الرغبة في التقميد بتأثير الضغكط االجتماعية يميؿ المستيمككف الى تغيير أنماطي االستيبلكية كش ارء تمؾ السمع الغالية لمحصكؿ عمى االمتيا ازت التي تحققيا كقد يترتب عمى ذلؾ في بعض الحاالت الدخكؿ في منطقة االدخار السالب حيث يضطر بعض ا لؿ )المقمديف( االقت ارض لمسايرة ىذه األنماط االستيبلكية التي ال تسمح بيا )1( دخكلي. كما أف نظرية الحاجات في عم االجتماع تؤكد عمى أىمية الحاجات االنسانية كأف ىذه الحاجات يت تمبيتيا بتصرفات حضارية يفرضيا المجتمع عمى أف ارده كىذا ما يفسر اختبلؼ أساليب )2( إشباع الحاجات بيف المجتمعات المختمفة. إف العممية االستيبلؾية كال ازلت كانت ىدؼ لتحميؿ معمؽ مف طرؼ الباحثيف في عم االجتماع إال أف االستيبلؾ في مجتمعنا المعاصر كإشكالية أصبح اجتماعية حقيقية كيمكف تفسمر ذلؾ مف خبلؿ )3( اؿ عكامؿ األساسية التالية : االستيالك كمحدد لميوية: ؼ االستيبلؾ ليس فقط قضية اقتصادية كال يعني فقط االمتبلؾ أك الحصكؿ عمى المنتجات بؿ ش ارء ىكية بعبارة أخرل مف خبلؿ االختيا ارت االستيبلكية فاف المستيمكيف يعبركف عف أنفسي مف يككنكف كماذا يريدكف أف يككنكا. تتحد كاليكية مف خبلؿ نمط الحياة كالطريقة في االستيبلؾ حيث أنيا تتشكؿ عبر النظا التقميدم مف المينة الديانة األفكار السياسية القي الحاكمة أما...الخ حاليا ؼ فضاء األنشطة التجارية أصبح بإمكانو تحديد جزء كبير جدا مف ىكيتنا. 1 - نعمة ا أحمد رمضان )1992(: مقدمة في االقتصا التحليلي الدار الجامعية: بيروت لبنان ص 363. 2 - أسماا العمري المصدر سبق اكرا ص 52. 3 - Denis Darpy et Pierre Volle,(2007) : comportement du consommateur, concepts et outils, 2 eme édition, Edition Dunod,: paris, France, pp2-9. ~86~

إف االمتبلؾ المادم عف طريؽ األ نشطة االستيبلكية يسمح لؤلف ارد بالتعبير عف قيمي كفاءاتو شخصيتي مشاريعي بصفة أع يسمح لي بأخذ دكر أك أدكار في المجتمع فالمنتجات أصبحت كما يسمييا عمماء النفس " سمع التمكقع " التي تسمح لمفرد مف أخذ مكقعو أك مكانتو في المجتمع. فاالستيبلؾ يسمح بامتبلؾ الرمكز الضركرية )تمنحيا السمع كالخدمات ) ىكيتنا أك تعزز التي تدع كفؽ مختمؼ الظركؼ أك الم ارحؿ التي يعيش اق الفرد في حياتو االجتماعية )الزكاج ازدياد مكلكد الطبلؽ الحزف الفرح دخكؿ عال الشغؿ الطفكلة الم ارىقة التقاعد...(. كأيضا االستيبلؾ ليس فقط التعبير عف مف نككف كلكف أيضا ماذا نريد أف نككف فاؿؼجكة بيف الصكرة الذاتية كالحقيقية لمفرد كبيف الصكرة التي يريد أف يككف عمييا تككف كمحدد لعديد مف السمككات االستيبلكية فالفرد محفز بطريقة كبيرة مف أجؿ تقميص الفرؽ بيف صكرتو لنفسو الذاتية أك صكرتو االجتماعية )كيؼ ترل نفسؾ في أعيف اآلخريف( كصكرتو المثالية )كيؼ تحب أف تؾكف( كاالستيبلؾ يمثؿ كسيمة قكية مف أجؿ تقميص ذلؾ الفارؽ أك ذلؾ النقص. الجانب األسطوري لالستيالك : األسطكرة تعتبر كمرجع في المجتمع ألنيا ترتكز عمى قي متقاسمة كتقترح قكاعد لمعمؿ كاؿسمكؾ ىذه االسطكرة القديمة كالتي تككف في الغالب مقدسة عكضت تدريجيا بأسطكرة حديثة تجارية بكؿ كضكح. ؼ كسائؿ االعبل تركز بدرجة كبيرة عمى أشخاص مف الحياة الحقيقية رياضييف فنانيف..( كمحبكبيف ( أك بكممة أدؽ معبكديف- يرمزكف الى اآل لية التقميدية أك خارقيف كغير عادييف )ديفيد بيكا أك - فارغسكف أصبحكا كشخصيات أسطكرية ليس في بريطانيا فقط كافما في كؿ انحاء العال ( كمع مركر الكقت الخاصية الخ ارفية كاأل سطكرية ليذه الشخصيات تتحكؿ الى منتجات يمكف ؿ لمستيمكيف امتبلكيا ~87~

)ش ارء حذاء يستعممو رياضي معيف أك كسائؿ يستعمميا فناف معيف...( فالمستيمؾ يساى بطريقة مباشرة في إعادة تشكيؿ كتطكير األسطكرة. األسطكرة التي يخمقيا التسكيؽ كاالستيبلؾ أصبحت كرمز ككرىاف لييمنة ثقافة دكلة عمى دكلة أخرل أك طبقة اجتماعية على ( طبقة أخرل انتشار استيبلؾ ماكدكنالدز ككككاككال في كؿ دكؿ العال يرمز لتفكؽ الثقافة األمريكية كقكتيا االقتصادية(. التحديات االجتماعية المتعمقة باالستيالك: إف أنشطة االستيبلؾ بات تشكؿ تحدل كبير لممجتمعات نظ ار لممشاكؿ كالقضايا العديدة التي تطرح حاليا فتعتبر عممية االستيبلؾ المحكر األساسي نظ ار لما )1( أصبحت تشكمو مف قي حاكمة في المجتمع : فالعممية االستيبلكية ل تعد تمنح السكينة كاالشباع الذم مف المفترض - الشعكر بعد االشباع المستمر: أف يتكلد لدل المستيمؾ بعد عممية الش ارء بؿ أصبحت مصدر لئلحباط كمكلد لشعكر عد االشباع الذم يسمح لمتفكير في المزيد مف االستيبلؾ كىك الكضع الذم تستيدفو األ نشطة الدعائية كاإلعبلنية لممؤسسات بحيث يبقى اليدؼ النيائي أك المكانة االجتاعية الم ارد الكصكؿ إليو بعيد دائما. 50 في سنة 1999 يعتبر بالمائة مف الفرنسييف عممية الش ارء )التسكؽ( - متعة االستيبلؾ كالش ارء : مصدر لمسعادة كالمتعة لي فالمتعة أصبحت مف أى محركات عممية االستيبلؾ كأدمجت في ديناميكية الش ارء لكؿ المنتجات سكاء ضركرية أ كمالية )2( كانت كىك ما يفسره كثرة الم اركز التجارية الضخمة التي تتنافس عمى مدل قدرتيا عمى تكفير المتعة في التسكؽ. فالمستيمؾ ناد ار ما يككف اؿسيد حتى كاف ظف نفسو - استغبلؿ التفضيبلت كغزك الحياة الخاصة : كذلؾ فمعظ تفضيبلتو ىي "خارجية" فجزء كبير جدا منيا يتحدد مف خبل ؿ مؤث ارت خارجية أحيانا 1 - Denis Darpy et Pierre Volle, op cit, pp 7-9. 2 - Mouvement Vraiment Durable et cabinet Atefo (2007), Etat et avenir de la consommation durable : vers une gouvernance de la consommation?, étude présentée le 4 avril 2007 à l occasion du lancement du Réseau Citoyen pour la Consommation Durable, Paris, France, p35. ~88~

يصعب حتى التعرؼ عمييا بدقة كما أف تطكر اشكاؿ كتقنيات االتصاؿ )التسكيؽ عبر الياتؼ التكاصؿ االجتماعي عبر االنترنت...( أصبح يشكؿ نكع مف الغزك لمحياة الخاصة لممستيمكيف كيؤثر عمى تفضيبلتي كسمكؾاموت االستيبلكية. - اؿ تسميع marchandisation الكاسع لكؿ أنشطة الحياة: ىذا التسميع ىك نت مجة تخمي األف ارد عف القيا ببعض األنشطة بأنفسي )غسؿ السيارة تحضير الطعا استخ ارج الكثائؽ...( فأصبح كؿ شيء سمعة في المجتمع االستيبلكي الحالي فالتسميع دخؿ في كؿ عبلقاتنا االقتصادية ك غير االقتصادية: السياسة اؿمجتمع المعمكمات االمكاؿ الخدمات العاطفة التقدير الكقت فكؿ شيء حكؿ الى سمعة تباع كتستيمؾ في األ سكاؽ ما يجعؿ فضاء االستيبلؾ غير محدكد فالتسكيؽ يتجو لكؿ مضاميف الحياة االنسانية كحتى الفنية منيا فكؿ ابداع ىك استيبلؾ كامف كعمى المؤسسة المنتجة أف تستجيب لكؿ التكقعات الكامنة إظيارىا كخمقيا كتحكيميا إلى منتجات تباع في األسكاؽ. االستعماؿ المكثؼ لمقركض االستيبلكية حتى أصبحت المديكنية تمثؿ 90 بالمائة مف الدخؿ السنكل - المتاح لؤلسر في الدكؿ المتقدمة ك ألف االستيبلؾ مرتبط بتقدير الذات أصبح االف ارد أقؿ حساسي ة لتكاليؼ القرض حتى باتت االستدانة ظاىرة مزمنة لديي. «d attitude low cost» ىذه الظاىرة نشأ ت مع ظاىرة أخرل مرتبطة بالتخفيضات كبالتكمفة االقؿ بحيث أف المستيمكيف بجميع فئاتي االجتماعية كالمينية يندمجكف في فمسفة "التخفيضات" مي ا تم ت زؿ االستيبلؾ دفع ثمف منخفض أك بالتقسيط أك باالقت ارض أصبح عادة متأصمة في المجتمع «d attitude االستيبلكي كمصدر لجميع ابتكا ارت النمكذج االقتصادم التي تصب كميا في ترسيخ )1(. low cost» 1 - Mouvement Vraiment Durable et cabinet Atefo, op cit, p 39. ~89~

ؼ. المخاطر البيئية: إف عممية االستيبلؾ ليا أثار سمبية عمى البيئة )استن ازؼ المكارد الطبيعية اؿتمكث - االحتباس الح اررم االنق ارض...( كالمبلحظ في اؿمجتمع االستيبلكي ىك استعماؿ المزيد مف المكارد مف اجؿ انتاج نفس درجة االشباع )التغميؼ األنيؽ مثبل( كالسؤاؿ الذم يطرح ىك ىؿ يمكف المحافظة عمى نفس مستكل االستيبلؾ دكف احداث آثار سمبية عمى البيئة. مف ىنا بدأ الباحثكف يأخذكف أبعادان أخرل في معالجتي لمكضكع االستيبلؾ تختمؼ كثي ار عف الجكانب االقتصادية البحتة لممفيك فيناؾ د ارسات عديدة أصبحت تؤكد عمى أبعاد اجتماعية كنفسيو في تفسير زيادة انتش ار ثقافة االستيبلؾ بيف األف ارد إؼف كبالمقابؿ التطك ارت البيئية في السنكا ت األخيرة أفرزت نقاشا حادا كجادا حكؿ عبلقة االستيبلؾ بالمشاكؿ البيئية التي تعيشيا الكرة األرضية كدكر البيئة كأحد اى األبعاد في التنمية المستدامة كاالقتصاد البيئي في تفسير السمكؾ االستيبلكي كىك ما سكؼ نتناكلو في المطمب الثالث كبقية أج ازء الفصؿ. المطمب الثالث: االستيالك في ظل االقتصاد البيئي أفرزت لقد العمك فركع مف جدي ن دا فر ن عا إلى الكجكد األخيرة العقكد في البيئية التطك ارت االقتصادية عم اقتصاد كىك بمقاييس بيئية يقيس الذم العم بأنو يعرؼ الذم البيئة النظرية الجكانب مختمؼ كالتحميمية كالمحاسبية لمحياة االقتصادية تكازنات بيئية عمى المحافظة إلى كييدؼ ن كا تضمف نم )1( ن ما مستدي بيف االقتصاد لمربط أسا ن سا جاء البيئي االقتصاد مفيك كالبيئة. كبما أف االستيبلؾ مف أى المتغي ارت االقتصادية كاالجتماعية كالتي ليا تأثير كبير عمى البيئة فإنو يحظى بأىمية بالغة في تحميؿ االقتصاد البيئي في اطار البحث عف التكافؽ بيف االقتصاد كالبيئة. ~90~ والبيئة - 1 - رائد شهاب أحمد ) 2008 (:االقتصا صراا المصالح والحقوق مجلة الفتح جامعة يالي المجلد 4 العد 32 العراق ص 221.

1 -مفيوم االقتصاد البيئي: البيئة ككف ىك البيئي التدمير أسباب أى مف إف الطبيعية ممكية أما مفتكحة مشاعة عامة كجكد مالؾ عد أم الجميع محدكد لمكجكدات تعتبر ممؾ البيئة ألف كنظ ن را البيئة. ؽ يمة فإف مشاع مكجكداتيا عند تحسب مستكل التعرفة صفر. عامة سم ن عا التي تعتبر البيئية السمع مف األعظ كالقس تتمتع -بخبلؼ األمبلؾ الخاصة- بسمتيف السمع يصعب ىذه مف األعظ القس أف ىي أساسيتيف يستطيع كبحرية فرد أم كأف يباع أف يمكف كال تجزئتو شخص أم أف كباعتبار السمع ىذه يستخد أف فإنو سكؼ مجاني بشكؿ البيئية السمع يستيمؾ أف يستطيع ما يستطيع ما بقدر السمع ىذه مف يستيمؾ )1(. السمع لمثؿ ىذه سكؽ يكجد ال كبالتالي تكمفة أم بدفع ممز دا غير إف محكر االقتصاد البيئي ىك مفيك فش ا غىق الذم يعني عد قدرة األسكاؽ عمى تخصيص المكارد بكفاءة بحيث يحدث فشؿ األسكاؽ عندما يفشؿ السكؽ في تكزيع المكارد المحدكدة مف أجؿ إد ارر أكبر ؽدر مف الرفاىية االجتماعية. ؼ ىناؾ فارؽ بيف ما يفعمو الشخص العادم في ظؿ أسعار السكؽ كبيف ما قد يرغب المجتمع لو أف م فعؿ لحماية البيئة. تخصيص فى السكؽ إخفاؽ كبسبب المممككة المكارد تسجيؿ فى عادة يفشؿ فيك جماع ن يا التكاليؼ االجتماعية المتكلدة البيئية المكارد استخدا عف يجبر ال كما المشتركة الصناعات الممكثة التكاليؼ تحمؿ عمى المصاحبة استخداماتيا االستخدا ىذا يتجاكز عندما السيما المكارد ليذه المستكيات المرغكبة ىذه الحاالت مثؿ كفى اجتماعيا المصمحة تككف الشخصية ىدؼ مع متعارضة الرفاىية تعظي كىدؼ ناحية مف االجتماعية الكفاءة االقتصادية القيا يعنى الذل أخرل ناحية مف 1 - عايد راضي خنفر و مهند راضي خنفر )2008( االقتصا كأ اة لحماية البيئة ورا ومتعلبات نجاحه مجلةجامعة أسيوط لألبحاث البيئية المجلد 11 العد 1 مارس 2008 مصر ص 5. ~91~

تفكؽ عنو تنشأ التى المنافع كانت طالما عمؿ بأم تكاليفو االجتماعية فى السكؽ فشؿ ىدؼ كىك )1( تصرفاتي. بتكمفة الممكثيف لتحميؿ عممية بكسيمة يتقد ل عندما تحقيقو كمنو فإف العبلقة المؼ اقمية أك النظرية بيف االقتصاد كالبيةئ تكمف في اآلثار الخارجية الناشئة عف النشاط االقتصادم كىي اآل ثار التي ال تدخؿ في التحميؿ االقتصادم التقميدم أما اقتصاد البيئة فييت بد ارسة العبلقة بيف النشاط االقتصادم كىذه اآلثار كيدمجيا في التحميؿ االقتصادم ألف النشاط االقتصادم يستيمؾ اؿطبيعة كلكف ال يدفع تكمفة ذلؾ االستيبلؾ. كعمكما ييدؼ اقتصاد البيئة الى االجابة عف سؤاليف أساسييف: - كيؼ يمكف إدخاؿ اآلثار الخارجية في التحميؿ االقتصادم آثار العبلقة المتبادلة بيف النشاط االقتصادم كالمكارد الطبيعية - كيؼ يمكف إعادة إدماج قيمة في التحميؿ االقتصادم اآل- ثار الخارجية: تمثؿ اآلثار الخارجية عبلقة تبادلية خارج السكؽ بيف دالة المنفعة كدالة التكمفة كىذا 2 1920 Pigou يترج عجز السكؽ في حضكر اآل ثار الخارجية كقد عرفيا سنة عمى أنيا اآل ثار التي تحدث خارج السكؽ أم أف ىناؾ عكف اقتصادم ما يؤثر عمى رفاىية عكف آخر دكف المركر ب السكؽ كال ب السعر بمعنى ال يكجد تعكيض نقدم عف ىذا التأثير سكاء كاف ايجابيا أك سمبيا كىك ما يدؿ عمى الطبيعة غير المادية لآلثار الخارجية كيمكف تقسي اآلثار الخارجية إلى نكعيف : امجابية. سمبية ك المؤث ارت كجكد عند الشكمية الناحية مف أنو كالحقيقة أك اإلنتاج دالة تؤثر الخارجية اقتصادم لعكف االستيبلؾ دكف آخر اقتصادم عكف إنتاج أك استيبلؾ دالة عمى كميا أك معيف جزئيا الق ارر اتخاذ في األخير ىذا يساى أف )1(. ~92~ 1 - خ الد عالا عبدالعزيز ععية صالح عبدالرحمن المحمو و عالا الدين محمو زهران المصدر سبق اكرا ص 14.

Qa :Fa (X1, X2,. Xn ) النحك: A المؤسسة انتاج دالة كانت فإذا عمى النحك: Uj) Qb :Gb (Y1, Y2,. Yn. انتاج دالة تككف فقد اؿمؤسسة B عمى حيث: : عكامؿ المؤسسة انتاج A. Xi - B. عكامؿ انتاج المؤسسة :Yi -. مؤثر خارجي منتج في المؤسسة A كمرسؿ باتجاه المؤسسة B - بينما يككف Uj ككذلؾ الحاؿ بالنسبة لنشاطات االستيبلؾ. المؤث ارت تظير عميو ك الخارجية لمنشاطات االقتصادية مستكيات في ما نشاط يؤثر عندما اإلنتاج لنشاطات أخرل دكف سعر أخذ أك تكمفة تحمؿ مقابؿ كقد تدفع ال منفعة المؤثر ىذا نتيجة تككف النشاطات تتقاضى ال تكمفة تككف كما قد لذلؾ مقاببل منيا المستفيدة النشاطات مقاببل ليا المتمقية لمتعكيض. كيمكف تصنيؼ المؤثر ات الخارجية إلى : مؤث ارت انتاجية كمؤث ارت استيبلكية أك مؤث ارت سمبية كمؤث ارت ايجابية كالجدكؿ )1.2( المكالي يبيف مختمؼ أنكاع المؤث ارت الخارجية. 1 - محمد فرحي )2012(: إشكالية تقييم الممآلرات النارجية و ملمولية العدالة االجتماعية الممتمر العلمي الدولي حول سلوك الممسلة ااقتصا ية في ظل رهانات التنمية الملتدامة والعدالة ااجتماعية المنعقد يومي قاصدي مرباح ورقلة الجزائر ص 6. 20 و 21 نوفمبر 2012 كلية العلوم االقتصا ية وعلوم التليير جامعة ~93~

الجدول) 1-2 (: أنواع المؤث ارت الخارجية مؤسسات منتجة مستيمكون مؤسسات منتجة تأثي ارت ايجابية تأثي ارت سمبية تأثير ات ايجابية تأثي ارت سمبية مربي النحؿ منتج التمكث البحرم االبتكا ارت التكنكلكجمة منتج التمكث البحرم كمنتج التفاح الصياديف سباحة السياح مستيمكون تأثي ارت ايجابية تأثي ارت سمبية تأثي ارت ايجابية تأثي ارت سمبية عناية الفرد بحديقتو زحمة المركر تأثير نماذج استيبلؾ مجمكعة زحمة المركر كتكزيع التي يطؿ عمييا جاره مف األف ارد عمى انتاج سمعة ما المنتجات ا صذر : س ذ فشز )2012(: إشىب خ رم ا ؤثشاد ا خبسخ خ و غؤو خ ا عذا خ االخز بع خ ا ؤر ش ا ع ا ذو زىي ع ىن ا ؤعغخ اإللزظبد خ ف ظ سهب بد ا ز خ ا غزذا خ وا عذا خ اإلخز بع خ ا عمذ ى 20 و 21 ىف جش 2012 و خ ا ع ى االلزظبد خ وع ى ا زغ ش خب عخ لبطذ شثبذ وسل خ ا دضائش ص 7. أف شؾ ال مثبل( )التفاح الفكاكو مف لنكع م ازرع مع النحؿ مربي تجاكر اذا المثاؿ سبيؿ فعمى في الحقؿ سيرعى النحؿ انتاج مستكل في يزيد مما الفاكية أزىار بتمقيح يقك ىذا بعممو ن ؿؾو المجاكر لآلخر ثمنا أحدىما يدفع أف دكف ك النحؿ مربي أك مف اؿ ازرع أم إ اردة دكف ذلؾ يككف ك الم ازرع. سيتمتع الحديقة ىذه عمى المطؿ الجار إفؼ لو حديقة بصيانة جار قا اذا األمر ككذلؾ بالمناظر لذلؾ. ثمف دفع دكف الجميمة - التكمفة االجتماعية و إشكالية تحقيق التوازن والرفاىية االجتماعية: 3 تعتمد كثي ار ما أمثمية باريتو في التحميؿ االقتصادم عند البحث عف التكازف العا. كمؤداىا أف التكازف االقتصادم العا مجمكعة أك فرد أم رفاىية زيادة يمكف ال بحيث الكامؿ التشغيؿ عند يتحقؽ أك آخر فرد رفاىية بإنقاص إال أف ارد مجمكعة أف ارد أخرل. باعتبار ك المؤث ارت يت بحيث البيئية األبعاد إلى العا التكازف مفيك تكسيع ذلؾ يعني قد الخارجية سيتأثركف الذيف األف ارد رفاىية تحسيف يمكف ال التكازف إذ ىذا تحقيؽ بالمتغي ارت البيئية دكف اإلض ارر ~94~

تسمح بالحؽ التي التمكث أمثمية كىي آخريف بأف ارد في التمكث.كىك البيئة حماة يعتمده الذم النقد االقتصاد ضد البيئي. المؤث ارت نتائج فمف السكقي التكازف معطيات بيف فرؽ حدكث الخارجية كمعطيات التكازف االجتماعي اف منتج حيث المستفيد كؾذلؾ مف ثمنا يقبض ال الفكائض عمى يتحصؿ ال السمبية اآلثار متمؽ التكازف مع يتناسب ال السكقي التكازف أف يعني ما كىك منتجيا مف تعكيض االجتماعي)مف خبلؿ االعتبار بعيف أخذا األسعار( نظا )1( ىذه المؤث ارت. كمف أجؿ تحقيؽ التكازف بيف السكؽ كاأل سكاؽ يجب ادخاؿ التكاليؼ االجتماعية كىي تشتمؿ االنعكاسات اؿ بيئية كالتكاليؼ الخارجية التي تضاؼ الى التكاليؼ الخاصة كفؽ المعادلة: التكاليف االجتماعية التكاليف الخاصة + التكاليف الخارجية = بذلؾ فإف اآل ثار الخارجية تسمح لنا بالتفريؽ بيف التكمفة الحدية الخاصة كالتكمفة الحدية االجتماعية حيث تشمؿ ىذه االخيرة التكمفة الحدية الخاصة باإلضافة إلى التكمفة الخارجية. بعد Qo الشكؿ يبيف )1-2( اإلنتاج مستكل عند أنو المكالي ال تظير المؤث ارت الخارجية ذلؾ المستكل تشرع اآلثار الخارجية الحدية التكمفة تبدأ كمعيا الظيكر في االجتماعية تبتعد عف نمك الثانية. مف أسرع األكلى نمك يككف بحيث الخاصة الحدية التكمفة ~95~ 1 - محمد فرحي المصدر سبق اكرا ص 11

الشكل )1-2( : ادخال التكاليف االجتماعية ا زى فخ ا سذ خ االخز بع خ Cms ا زىب ف األععبس Cm2 ا زى فخ ا سذ خ ا خبطخ Cmp Cm1 A Q0 Q2 Q1 و خ اال زبج ا ط ت ا صذر : س ذ فشز )2012(: إشىب خ رم ا ؤثشاد ا خبسخ خ و غؤو خ ا عذا خ االخز بع خ ا ؤر ش ا ع ا ذو زىي ع ىن ا ؤعغخ اإللزظبد خ ف ظ سهب بد ا ز خ ا غزذا خ و ا عذا خ اإلخز بع خ ا عمذ ى ا ع ى االلزظبد خ وع ى ا زغ ش خب عخ لبطذ شثبذ وسل خ ا دضائش ص 11. 20 و 21 ىف جش 2012 و خ )Q2,Cm2( )Q1,Cm1( السكقي التكازف يككف كعميو عف يختمؼ التكازف االجتماعي بتعبير أك تككف آخر أمثمية باريتو غير حقيقية ما ل االعتبار في تأخذ المتغي ارت البيئية. يمكف تكضيح الفرؽ بيف التكازف االجتماعي كتكازف السكؽ كفؽ حاالت اآلثار الخارجية )1( لبلستيبلؾ : حالة وجود مؤث ارت خارجية ايجابية لالستيالك : المتعم عند تتكقؼ ال كالتعمي التربية نتائج إف في التأثير الى تتعداه بؿ فحسب سمكؾيات مختمؼ أف ارد المجتمع عف طريؽ نشر الثقافة كتعميميا مما Vm كىنا Vs يعني أف حج المكتسبات االجتماعية الطمب السكؽ حج مف أكبر الفارؽ يككف يككف ليذا أف دكف ك سكقيا معتبر ىك عما يزيد اجتماعيا فائضا أيضا. ثمنا الفارؽ )Qs-Qm( ~96~ 1 - محمد فرحي المصدر سبق اكرا ص 9.

الشكل )2-2(: المؤث ارت الخارجية االيجابية لالستيالك ا عشع ا زىب ف االععبس Em Es ا ط ت االخز بع Vs ا ط ت ا ظول Vm Qm Qs و خ اال زبج ا صذر س ذ فشز )2012(: إشىب خ رم ا ؤثشاد ا خبسخ خ و غؤو خ ا عذا خ االخز بع خ ا ؤر ش ا ع ا ذو زىي ع ىن ا ؤعغخ اإللزظبد خ ف ظ سهب بد ا ز خ ا غزذا خ وا عذا خ اإلخز بع خ ا عمذ ى 20 و 21 ىف جش 2012 و خ ا ع ى االلزظبد خ وع ى ا زغ ش خب عخ لبطذ شثبذ وسل خ ا دضائش ص 9. حالة وجود مؤث ارت خارجية سمبية لالستيالك : الحالة ىذه تمثيؿ يمكف اذ باألض ارر عف المنبعثة الطمب منحنى يككف األكضاع ىذه مثؿ ففي التدخيف الخاص الطمب أدنى مف االجتماعي تعبي ار عمى االعتبار في تأخذ التي االجتماعية القي أف رفاىية انخفاض المدخنيف القيمة مف أقؿ ىي السمبييف السكقية لممدخنيف مرغكب ىك مما أكبر السكؽ طمب نمجت ىنا ذلؾ في متعة لديي كانت اذا الفعمييف Qm-Qs الفارؽ تكمفة المجتمع يتحمؿ ك اجتماعيا فيو إضافيا. الشكل) 3-2 (: المؤث ارت الخارجية السمبية لالستيالك Em ا عشع ا زىب ف االععبس Es ا ط ت ا غىل Vm ا ط ت االخز بع Vs Qs و خ اال زبج Qm ا صذر : س ذ فشز )2012(: إشىب خ رم ا ؤثشاد ا خبسخ خ و غؤو خ ا عذا خ االخز بع خ ا ؤر ش ا ع ا ذو زىي ع ىن ا ؤعغخ اإللزظبد خ ف ظ سهب بد ا ز خ ا غزذا خ وا عذا خ اإلخز بع خ ا عمذ ى 20 و 21 ىف جش 2012 و خ ا ع ى االلزظبد خ وع ى ا زغ ش خب عخ لبطذ شثبذ وسل خ ا دضائش ص 9. ~97~

- تحميل رفاىية المستيمك في ظل االقتصاد البيئي: 4 سكؼ نحاكؿ ىنا تحميؿ رفاىية كتكازف المستيمؾ في ظؿ التحميؿ الذم جاء بو عم االقتصاد البيئي كسنركز ىنا فقط عمى تحميؿ األث ر الخارجي بيف المستيمكيف )مستيمؾ مستيمؾ( ككذلؾ أثر االىتما البيئي كمتغير عمى االختيا ارت الش ارئية لممستيمؾ. أ )1( -األثر الخارجي بين المستيمكين : نعتبر ىنا أف فرد ما يؤثر سمبا عمى فرد آخر نتيجة استيبلكو لسمعة ما كلنفرض المستيمؾ رق ىك المستيمؾ الممكث فيك يستيمؾ مف سمعة ما الكمية c 1 -كىي سمعة غير ممكثة- كمف )1( سمعة ثانية ينتج عف استخداميا أثر خارجي كىك عبارة عف تمكث يؤثر سمبا عمى رفاىية )E( المستيمؾ رق كالذم يستيمؾ فقط الكمية ( 2 c( لمسمعة المفركضة إذا فالق ارر الذم يتخذه )2( المستيمؾ يضر بالمستيمؾ دكف )2( أف يككف ليذا األخير دخؿ باتخاذ ىذا الق ارر كما نفترض )1( أف المستيمؾ رق )1( يستطيع فقط خفض ىذا األثر الخارجي بتقميؿ استيبلكو مف السمعة الممكثة. إذا دكاؿ المنفعة لممستيمؾ ك )2( تعبر عف استيبلكيما كعف حج التمكث الحاصؿ كالتي ليا )1( الخصائص الدكنة في العبلقة التالية: i U 1 C 1, E avec U C 1, 0 U E 1, 0 U 2 C 2, E avec U C 2, 0 U E 2, 0 كتعني العبلقة أف األثر الخارجي )E( الناتج عف استيبلؾ السمعة الممكثة مف طرؼ i المستيمؾ ايجابي عؿل منفعتو في حيف ىك أثر سمبي عمى منفعة المستيمؾ )2( رغ انو ل يق )1( باستيبلؾ السمعة الممكثة كىك ما تعبر عنو المشتقة األكلى لدالتي منفعتيما بالنسبة لؤلثر الخارجي( E ) أم: 1 - Katheline Schubert, Poul Zagame,(1998) : L`environnement une nouvelle dimension de l`analyse économique, Edition Vuibert : paris, France, pp 13-14. ~98~

ك U E 2, 0 U E 1, 0 في التكازف اؿقتؿ يدم حج التمكث )E( يتكقؼ عمى التفضيبلت الشخصية لممستيمؾ رق )1( الممكث مف خبلؿ بحثو عف تعظي منفعتو تحت قيده الشخصي )الدخؿ( بغض النظر عف ما يتسبب فيو مف أثر خارجي سمبي عمى المستيمؾ رق )2( كفقا لمعبلقة التالية: 1 TMS C E = PE PC avec TMS 1 C E = dc 1 = U 1, E de 1 U=cte U, 0.. (ii) C العبلقة (ii) تعني بأف المستيمؾ رق )1( يسعى فقط لممساكات بيف معدلو الحدم لئلحبلؿ بيف السمعة الممكثة كغير اؿممكثة كما بيف األسعار السائدة تحت القيد المعر كؼ كىك ثبات أك ارتفاع منفعتو مف ج ارء إحبلؿ كحدة كاحدة مف السمعة الممكثة مكاف غير الممكثة. في حيف اف الحد األ لباريتو مثؿ ؿقذا االقتصاد يتطمب تعظي مجمكع منافع المستيمكيف كتكتب شركط الكصكؿ الى ىذا الحد كما يمي: 1 TMS C E 2 + TMS C E = PE PC avec TMS 2 C E = U E 2, U C 2, 0.. (iii) العبلقة (iii) تعني بأف عممية الكصكؿ الى الحد األمثؿ تتطمب أف يككف مجمكع المعدالت الحدية لبلحبلؿ الخاصة بكؿ مستيمؾ أم المعدؿ الحدم لبلحبلؿ االجتماعي أف يككف مساكيا PE PC لممعدؿ الحدم لمتحكؿ ( أم ( فبحسب التحميؿ البيئي ىذا الشرط يمثؿ أيضا تكمفة الفرصة لممجتمع فيما يخص إنتاج كحدة إضافية مف السمعة غير الممكثة بدال مف السمعة الممكثة كىذا مع.)2( األخذ بعيف االعتبار بأف األثر الخارجي )E( ىك سمبي عمى منفعة المستيمؾ كحسب تحميؿ االقتصاد البيئي أيضا فإف تناقص المعدؿ الحدم لئلحبلؿ لممستيمؾ )1( أم يقكد الى حج تمكث في الحالة المثؿل أقؿ مف حجمو في 2 TMS C E 1 TMS C E ك االشارة السمبية لػ حالة اختيار ات المستيمؾ عف المستيمؾ ة المنفصؿ ة الفردم )2( ا كىف نخمص بأنو في حالة ما إذا )1( ~99~

المستيمؾ أخذ )1( بعيف االعتبار التكمفة االجتماعية التي يحدثيا التمكث أم األض ارر التي م تعرض ليا المستيمؾ )2( تقكدنا ىذه الحالة إلى حج مثالي مف التمكث لكنو غير معدك كىك أقؿ مف حالتو األكلى عندما )1( المستيمؾ كاف ال ي ارعي ىذه األض ارر الجانبية ؿالستيبلؾ. مف خبلؿ ىذا التحميؿ يمكف القكؿ بأف الحد األمثؿ في اقتصاد البيئة ىك ليس بالضركرة أف يت إلغاء كمي لآلثار الخارجية حتل السمبية منيا كىذه نتيجة عامة ميما يكف نكع األثر الخارجي ألف باريتو يفرؽ بيف نكعيف مف نتيجة خفض اآلثار الخارجية : فيناؾ آثار خارجية يؤدم إلى إ ازلتيا رفع الرفاىية ) pertinent ( pareto-relevant ou كأخرل ال يؤد م إلى رفع ا ازلتيا الرفاىية مستكل تدعى irrelevant) ( Pareto- كحسب التحميؿ االقتصادم ىنا فإف أم حد لمتمكث أقؿ مف الحد األمثؿ سيخفض مف مستكل الرفاىية االجتماعية ككما نبلحظ مف التحميؿ السابؽ فالفرد بصفة عامة معني بالكصكؿ لمحد األمثؿ فيك سيستفيد مف خفض التمكث كلكف قبؿ ذلؾ ىك مطالب لممشاركة بدكره كمستيمؾ لتحقيؽ ىذا الكضع لمرفاىية االجتماعية بدال مف تمسكو بالرفاىية التي يغمب عمييا طابع )1( األنانية. )2( : ب - اختيا ارت المستيمك في ظل االىتمام البيئي نفترض لممستيمؾ حياة غير منتيية يعظ منفعتو تحت قيد المي ازنية عبر الزمف يقس ا س تيبلكو في كؿ مرحمة بيف السمع النمطية كالسمع الخض ارء كىذه األخيرة تعتبر صديقة لمبيئة ألف سيركرة انتاجيا ال تكلد أية نفايات كال تمحؽ أض ار ار بيئية. معادلة تعظي المنفعة عبر الزمف تنطكم عمى مؤشر بيئي عمى مستكييف: )عامؿ خارجي لممستيمؾ كلكف داخمي لبلقتصاد( يؤثر عمى المنفعة الزمنية - نكعية البيئة - نكعية البيئة تدخؿ في اختيار المستيمؾ بيف المنتجات الخض ارء كالمنتجات النمطية. ~100~ 1 - عبد الوهاب شلي )2010(: جامعة باجي منتار- عنابة الجزائر ص 77. ور الملتهلك في تحقيق التنمية الملتدامة مذكرة ماجيلتر غير منشورة كلية العلوم االقتصا ية وعلوم التليير 2 - Patrick Jolivet,(2001) : représentation économique du comportement écologique des consommateurs, Thèse de doctorat, Université de Versailles- Saint-Quentin-En-Yvelines. pp 42-44.

ؼ المستيمؾ يتأثر باآلثار الخارجية السمب ية الناتجة مف تدىكر البيئة التي تعتبر كمخزف لؿتمكث الناتج عف عمميات االستيبلؾ ك االنتاج معادلة المنفعة الزمنية تكتب كما يمي: U = 1 1 1 1 1 + δ t 1 γ 0 t=1 E t α u(c t, l t ) 1 1 γ 0 δ أيف γ0 يعبر عف مركنة االحبلؿ الزمني معدؿ التفضيؿ في الحاضر ك α معامؿ ايجابي يرمز E t الى أىمية التدىكر البيئي عمى المنفعة. مؤشر التدىكر البيئي يتطكر كما يمي: E t+1 = 1 + ℵ t E t + d t N t N t أيف ℵ t يمثؿ معدؿ معالجة التمكث المرتبط بالتؽد التكنكلكجي مجمكع اؿسكاف في االقتصاد في d t N t التاريخ t ك مؤشر لمتمكث الذم تكلده عمميات االستيبلؾ ك االنتاج تمثؿ اذا الت ارك الكمي d t (utilité instantanée) لمنفايات في التاريخ t. عمى مستكل معادلة المنفعة الزمنية تحدد عمى أساس االستيبلؾ ك الترفيو c s,t c v,t االستيبلؾ الؾلي c t ينقس في كؿ فترة الى استيبلؾ سمع خض ارء أك نمطية نكعية البيئة تتدخؿ كمعيار لبلختيار لمسمع الخض ارء( :α(e t 1 1 γ c t = c 2 s,t + α E t c v,t 1 1 1 γ 1 1 2 γ 2 أيف γ 2 تعبر عف مركنة االحبلؿ بيف السمع النمطية كالسمع الخض ارء مع α E t = α 0 log E m E t E m + α 1 α 0, α 1 0 ىذا المؤشر يرتبط بالفرؽ بيف مستكل التدىكر البيئي األعظ E m ك المستكل المسجؿ في الكاقع في الؿحظة E t فكمما ارتفع مستكل التدىكر البيئي ليقترب مف المستكل األعظ المسمكح بو كمما ازدت أىمية مؤشر تفضيؿ المنتجات الخض ارء. ~101~

فيما يخص معيار التفضيبلت يجب التمييز بيف العناصر الذاتية المتعمقة بتفضيبلت الفرد كالعناصر المكضكعية المتعمقة بتدىكر البيئة كمفق فحساسية الفرد اتجاه نكعية البيئة تعطى مف خبلؿ ( مأ المعممة α 0 التفضيؿ الصريح لممتنجات الخض ارء بغض النظر عف التدىكر البيئي ) يعطى بالمعممة.α 1 زيادة األ ىمية النسبية المتعمقة بالمنتجات الخض ارء في االستيبلؾ كالتي تقاس مف تقيس كما ال يبدكا تطكر النكعي- لمتفضيبلت كلكف تغي ارت كمية- لتدىكر نكعية خبلؿ α E t البيئة غإذا قبمنا بيذا التحميؿ النمكذج يسمح باعطائنا معمكمة نكعية عف ىيكؿ استيبلؾ األسر )بمعفل التقسي بيف السمع الخض ارء كالنمطية( لكف ال يقد شيء حكؿ تطكر تفضيبلت األف ارد بالنسبة لممنتجات صديقة لمبيئة. ~102~

المبحث الثاني: مفيوم االستيالك المستدام إف التطك ارت البيئية في العقكد األخيرة أفرزت نقاشا جادا كحادا حكؿ عبلقة االستيبلؾ بالمشاكؿ البيئية التي تعيشيا الكرة األرضية فأصبح االستيبلؾ في صمب االىتمامات كالنقاشات الخاصة بالتنمية المستدامة عمى المستكل الدكلي إلى أف جاء االعت ارؼ الرسمي في قمة ريك عمى أف أنماط االنتاج كاالستيبلؾ غير المستدامة تعتبر السبب الرئيسي في التدىكر الكبير كالمستمر لمبيئية كمنو بزغ مفيك جديد يبرز دكر كمكانة االستيبلؾ في عممية التنمية المستدامة كىك مفيك االستيبلؾ المستدا الذم يبحث عف عبلقة تكافقية بيف االستيبلؾ كمتغير سكسيك- اقتصادم كالبيئة مف أجؿ تحقيؽ التنمية المستدامة. المطمب األول : نشأة االستيالك المستدام رغ تأخر االعت ارؼ الرسمي بيف المباشرة بالعبلقة أنماط االستيبلؾ الغربية خاصة التدىكر ك البيئي إال أف ا لكعي بالمشاكؿ البيئية كنشكء الحركة البيئية كاف منذ زمف طكيؿ نكاعا ما كىك ما أسس ليذا االعت ارؼ كفيما يمي سنعرض التطكر التاريخي لبلستيبلؾ المستدا ك أسباب نشأتو. - التطور التاريخي لالستيالك المستدام 1 في نياية القرف برز مجتمع غربي جديد يتميز بالتصنيع في ظؿ تضاعؼ عكامؿ االنت اج 19 كتطكر اإلفت اجية ؼعدد كبير مف األ ف ارد أصبح بإمكاني الكصكؿ إلى عدد كبير مف السمع اؿخاصة التي كانت فيما مض ل حك ار عمى فئة النخبة مف المجتمع ىذه الحقبة تعتبر ميد ؿ لمجتمع ا االستيبلكي ففي ىذا القرف أنشئت العديد مف التعاكنيات التي أسست أكلى اؿ قكاعد مف أجؿ تحقيؽ ~103~

العدالة في الحصكؿ عمى المزيد مف السمع االستيبلكية التجارية مف أجؿ تجارة عادلة قائمة عمى )1( شعار مف «المنتج إلى المستيمؾ «. أما خبلؿ القرف العشريف كخاصة بعد الحرب العالمية كب مساعدة برنامج مارشاؿ في أكركبا انتشر نظا االنتاج كاالستىبلؾ المكسع الذم كضع في عدة مناطؽ مف العال فالسيارة الشييرة فسيمت فعاؿ كعامؿ أصبحت مثبل اؿ تنقبلت نحك أماكف العمؿ أماكف التنزه ) Fort-T noire( كأماكف ش ارء السمع االستيبلكية مما سيؿ مجاالت التعامؿ فظيرت األسكاؽ كالمساحات الكبرل خاصة في سنكات الخمسينات كنظ ار إلنخفاض أكؽ ات العمؿ ازدت مستكيات الترفيو في سنكات الستينات )2( ككؿ ىذه الظكاىر رسمت التكجو نحك مجتمع االستيبلؾ. كبدأ مفيك الدفاع عف المستيمؾ م نضج ك مككف أكثر تنظيما ت ازمنا مع تعمي نمط االنتاج المكسع كالذم أدل إلى انخفاض جكدة منتجات بحيث منذ سنكات الستينات العديد مف الد ارسات كالكتابات كاألبحاث كالمنشك ارت سمطت حكؿ عيكب كعد األ ماف ؿ لمنتجات التمكث األ خطار عمى الصحة في تكعية كساىمت مف المستيمؾ الغش كاالحتياؿ كاألخطار كالمشاكؿ غير المعركفة بصكرة فظيرت كافية جمعيات لحماية المستيمؾ كأصبحت الدكلة تعطي اىتما ؿجكدة المنتجات المباعة " كتدافع عف حقكؽ المستيمؾ كمصالح ق كسيادتو نشأت حقبة كبيذا الزبكف الممؾ" كالتي بقيت سائدة اآلف. حتى مع ارساء الثكرة الصناعية القائمة عمى االنتاج الجماىيرم الذم يعتمد عمى التنميط كالتك اررية فإف االنتاج الصناعي استتبع بضركرة كجكد تغي ارت في السمكؾ البشرم كالعبلقات االجتماعية كالمذاف ت تسخيرىما لخدمة االنتاج كعمميات تكسيع االستيبلؾ مف أجؿ استم ارر النظا ال أرسمالي في العال 1 - Mouvement Vraiment Durable et cabinet Atefo, op cit, p 30. 2 - Desjeux. D, (2006) : La consommation,, Presses Universitaires de France, coll. «Que sais-je?», n 3754. Paris, france, p 54. ~104~

)d achèvement( فمصطمح االستيبلؾ الذم يشير في األ صؿ إلى فكرة "االنياؾ" إلى فكرة مر "االستعماؿ" أم ما نقك بو مف أشياء مف أجؿ إشباع حاجاتنا ليصبح اآلف يشير إلى دالالت تتعمؽ )1( بالمتعة كالرضا ك النجاح ك المظاىر ؼ في المجتمعات الغربية الحديثة تجاكز االستيبلؾ مجرد السعي البسيط إلى منفعة أك كظيفة فأصبحت النزعة االستيبلكية تقكد إلى اإل نخ ارط في الت ارك المادم كالرفاىية كاالنفاؽ ببل حدكد ما م ترتب عمى ذلؾ نضكب المكارد كتمكث الماء كالتربة كاليكاء كارتفاع درجة ح اررة المناخ استغبلؿ العماؿ. العديد مف المظاىر ت ازمنت مع تغير أنماط االستيبلؾ ضخمت النتائج السمبية لبلستيبلؾ المفرط: النمك الديمكغ ارفي ارتفاع عدد األ سر ا لصغيرة الحديثة كالصغيرة ارتفاع الشيخكخة نسبة الفرد مدة حياة كطكؿ نظ ار لتطكر الرعاية الصحية ارتفاع حج القركض االستيبلكية كالعقارية زيادة مستكل التعم خركج الم أرة لمعمؿ...الخ باإلضافة الى إندماج العديد مف الدكؿ مثؿ الب ارزيؿ كاليند كالصيف كركسيا في طرمؽ المجتمع االستيبلكي بسبب العكلمة االقتصادية كالثقافية كاالنفتاح التجارم كاالعبلمي فنجد أف الدخؿ المخصص إلشباع الحاجات ا ألساسية كالتغذية مثبل ك األ دكات المنزلية انخفض في العديد مف الدكؿ الناشئة بينما ارتفعت المصاريؼ المكجية لمكجبات المحضرة خارج )2( المنزؿ الياتؼ النقاؿ السينما...الخ. منذ النصؼ الثاني مف القرف العشريف أصبحت التنمية كاالستيبلؾ مف أكثر األسباب تأثي ار عمى البيئة كالتي تجمت في نضكب المكارد كتمكث الماء كالتربة كاليكاء الك اليائؿ مف النفايات تغير المناخ ك ارتفاع درجة الح اررة فضركرة إعادة النظر في أنماط االستيبلؾ كاالنتاج التقميدية الناتجة مف 1 -Heilbrun. B, (2005), La consommation : une image originelle négative, La consommation et ses sociologies, Armand Colin, Paris, france, pp. 19-21. 2 -UNEP (2008), Planning for change, Guidelines for National programmes on Sustainable Consumption and Production. http://www.unep.org/pdf/unep_planning_for_change_2008.pdf, consulté le 24/01/2014. ~105~

20 أنماط التنمية لممجتمعات الصناعية في القرف 19 ك أصبحت في صمب اإلىتمامات كالنقاشات الخاصة بالتنمية المستدامة. 1970 فنجد في المقا األكؿ المنظمات غير الحككمية الميتمة بحماية البيئة التي قامت منذ بعمؿ يات تكعية كتكفير المعمكمات لممستيمكيف حكؿ القمؽ مف التيديدات المت ازيدة لحالة كككب االرض مستغمة تطكر كسائؿ االعبل كالنفاذ إلييا مف طرؼ جماىير كاسعة في نشر رسائميا باالضافة الى جمعيات حماية المستيمؾ التي تعمؿ عمى حماية المستيمؾ مف االحتياؿ كعد الجكدة كض اف حقكؽق كسبلمتو مف خبلؿ تكفير جميع الضمانات كالمعمكمات المساعدة عمى تكعيتو كتكجييو في عممية استيبلكو كاقتنائو لمختمؼ المنتجات كالخدمات )1( كمنذ بداية األلفية ت انشاء العديد مف المنظمات غير اؿحككمية الميتمة بتغيير أنماط االستيبلؾ كمثاؿ ذلؾ بعض المنظمات األ كركبية المنشأ منيا : كفي Ethical consumer في بمجيكا كفي انجمت ار le Reseau des Consommteurs Responsables... le Consommateur Initiative فرنسا Action Consummation كفي ألمانيا كغيرىا مف المنظمات ما أدل الى ظيكر شبكة أكركبية مف اجؿ المستيمؾ المسؤكؿ اجت اعيا كبيئيا تعرؼ ب اس Organizations) ASECO ( Alliance for Social Ecological Consumer ككاف ىدفيا القيا بعممية تحسيس مختمؼ الفاعميف االقتصادييف مف حككمات كمؤسسات كمستيمكيف باالنشغاالت الحالية لمبيئة كالتنمية المستدامة فالغاية المكحدة مف انشاء ىذه المنظمات غير الحككمية ىك تغيير الخارطة الحالية )2( لبلستيبلؾ بتحفيز االختيا ارت التي تتضمف المعايير االجتماعية كالبيئية. 1 - Mouvement Vraiment Durable et cabinet Atefo, op cit t, p 32. 2 -Vincent Commenne, responsabilité sociale et environnementale : l engagement des acteurs économiques, Mode d emploi pour plus d éthique et de développement durable. Edition Charles Leopold Mayer, Paris, pp 126-127. Lien : http://www.aradel.asso.fr/fichier/bibliotheque/rse%20et%20acteurs%20economiques_200611915279490851811446 377730049.pdf, consulé le 20/10/2013. ~106~

عا في 1972 أشار تقرير نادم ركما إلى أف المجتمع الحالي المتميز بالكفرة المادية قد أحدث أثار غير قابمة لمتدارؾ عمى استن ازؼ المكارد كالتدىكر البيئي Brundtland )1( تقرير أما لمجنة الدكلية لمبيئة كالتنمية سنة 1987 أكد في فصمو ال اربع عمى الت أثير الكبير لمسكاف كالكارد البشرية عمى البيئة كاؿكارد الطبيعية بحيث يبرز أف المشكؿ ليس فقط في النمك الديمكغ ارفي )الزيادة السكانية( ؼ الفرد االضافي في الدكؿ الصناعية يستيمؾ السمع ك ممارس ضغكط عمى المكارد الطبيعية أكبر مف فرد اضافي في الدكؿ النامية كمنو فإنو في إطار الحفاظ عمى المكارد فإف خصائص االستيبلؾ ك )2( تفضيبلتقليا أىمية مثؿ عدد المستيمكيف. كبالرغ مف ذلؾ نجد أف االرتباط الدقيؽ بيف أنماط االستيبلؾ كالمشاكؿ البيئية المتمثمة في تغير المناخ النفايات أك ثقب األ ل يطرح كزكف بشكؿ رسمي بداية سنكات إال في التسعينات ففي مؤتمر األم المتحدة حكؿ البيئة كالتنمية ب ريك ديجانيرك سنة 1992 أخذت مسألة االستيبلؾ حج أكبر فقمة األ رض 1992( )ريك رسمت مفيك االستيبلؾ المستدا كس جمتو في أجندتيا السياسية ) األجندة 21 )كىي خطة العمؿ الخاصة بالتنمية المستدامة فكفقا لما جاء في األجندة فإف السبب الرئيسي ؿ لتدىكر المستمر في البيئة العالمية ىك أناط االستيبلؾ كاالنتاج غير المستدا ال سيما ة في البمداف الصناعية لذلؾ الحظت الحككمات أنو مف أجؿ تحقيؽ تنمية مستدامة كتحسيف نكعية الحياة لجميع الشعكب ينبغي عمى الدكؿ أف تعمؿ عمى تقميؿ أك إ ازلة أنماط االنتاج كاالستيبلؾ غير 8 المستدامة كتشجيع السياسات الديمكغ ارفية )المبدأ اؿمبلئمة مف إعبلف ريك ( فمف خبلؿ جدكؿ 1 - Élisabeth Laville (dir) (2011), Pour une Consommation Durable. Rapports & documents N= 33, Centre d analyse stratégique, France, p 25. 2 -Rapport Brundtland. P80. Lien : http://www.diplomatie.gouv.fr/fr/sites/odyssee-developpement durable/files/5/rapport_brundtland.pdf. Consulté le 12/01/2014. ~107~

أعماؿ القرف 21 يجب االلت از بتشجيع أف ماط االستيبلؾ كاالنتاج التي تقمؿ مف الضغكط البيئية كتمبي االحتياجات األساسية لمبشرية )الفصؿ تغيير أنماط االستيبلؾ( )1(. :4 في سنة عقدت القمة العالمية مف أجؿ التنمية المستدامة SMDD في جكىانزبكرغ 2002 بقكة عمى أكدت التي أىمية التحكؿ نحك أنماط استيبلؾ ك انتا ج متبلئمة مع الحفاظ عمى البيئة الطبيعية: القيا بتغيي ارت جكىرية في الطريقة التي تنتج كتستيمؾ بيا المجتمعات ىك شيء ضركرم مف أجؿ تحقيؽ التنمية المستدامة عمى المستكل العالمي. ككضعت مجمكعة مف االقت ارحات في برنامج عمؿ عمى مدل سنكات )10YFP( ييدؼ إلى دع المباد ارت الجيكية ك الكطنية مف أجؿ 10 تسريع المركر نحك انتاج كاستيبلؾ مستداميف ىذا البرنامج ت تطكيره في قمة م اركش تحت اش ارؼ برنامج االم المتحدة لمبيئة UNEP كقس الشؤكف االقتصادية كاالجتماعية لؤلم المتحدة معمؿ عمى كضع تدابير مممكسة كتشكيؿ مجمكعات عمؿ مت خصصة حكؿ مكاضيع UNDESA مثؿ: نمط الحياة المستدا المنتجات الصديقة لمبيئة البنايات كاليياكؿ تعمي االستيبلؾ المستدا السياحة كيحرص عمى ديناميكية العمؿ فتككف اقميمية كعالمية في نفس الكقت بحيث ت تقسي الب ارمج عمى الدكؿ األعضاء ففرنسا مثبل تعمؿ عمى القضايا ال تعمقة بالسياحة المستدامة كايطاليا عمى تعمي االستيبلؾ المستدا )2( أما السكيد ؼ تعمؿ عمى نمط الحياة المستدا. فب اعت ارؼ الحككمات كالمجتمع الدكلي بأف االستيبلؾ سبب رئيسي لممشاكؿ البيئية نشأ تحدم جديد يتمثؿ في كضع سياسات مناسبة عمى المستكل الدكلي ك الكطني لتغيير أنماط االستيبلؾ غير المستدامة كتشجيع االستيبلؾ المستدا حتى يككف ارفعة لتحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة. 1 - ممتمر القمة العالمي للتنمية الملتدامة جدول أعمال القرن 21 المصدر سبق اكرا.. 2 - Mouvement Vraiment Durable et cabinet Atefo, op cit, p 55. ~108~

- أسباب نشأة مفيوم االستيالك المستدام: 2 إف الت ازيد في الكعي عمى المستكل العالمي بضركرة تغيير أنماط االستيبلؾ الحالية كالتحكؿ الى أنماط استيبلؾ مستدامة يستند الى عدة حقائؽ ىي في األساس ناتجة مف االنتقادات التي تطاؿ النمط االستيبلكي الغربي بؿ بصكرة أشمؿ نمط الحياة كالذم يشيد تكسع كتبنى في باقي أرجاء العال مع تكسع العكلمة كالنظا ال أرسمالي الذيف يركجاف لو : اختالل مؤش ارت التوازن البيئي: إف الت ازيد في الكعي عمى المستكل العالمي بضركرة تغيير أنماط االستيبلؾ الحالية كالتحكؿ إلى أنماط استيبلؾ مستدامة يستند إلى عدة حقائؽ مرتبطة بت ازيد الضغكطات عمى البيئة كندرة المكارد فاإلنتاج العالمي اإلجمالي ازد بما يقرب مف سبعة أمثاؿ ما كاف عميو منذ 46 1950 حيث بمغ تريميكف دكالر في 2001 في حيف ازد عدد سكاف الكككب بأكثر مف.2001 الضعؼ حيث 6.2 ارتفع إلى مميار نسمة في كقد أدت ىذه االتجاىات األساسية إلى حدكث زيادة سريعة في إنتاج كاستيبلؾ الطاقة كالمكاد كطائفة كاسعة مف السمع االستيبلكية. فعمى سبيؿ المثاؿ ازد االستيبلؾ العالمي ؿ لنفط كانتاج الكرؽ بأكثر مف ثبلثة أمثاؿ ما كاف عميو منذ أكائؿ الستينات في حيف ازد إنتاج األلمكنيك بأكثر مف خمسة أمثاؿ ما كاف عميو في المجمكع 60 مميار مف المكارد تستخرج في كؿ سنة كىي %50 )1( أكثر مف ثبلثيف سنة مضت. كلقد قرع الصندكؽ العالمي لحماية ا لطبيعة لعا في تقريره 2006 يحمؿ )التقرير WWF عنكاف "الكككب الحي " كيت إعداده كؿ سنتيف جرس اإلنذار فيما يتعمؽ بمستكل استيبلؾ البشرية ) لممكارد الطبيعية بشؾؿ ييدد قدرة الطبيعة عمى التجديد التقرير أشار إلى أف مستكل استيبلؾ سكاف 15 1 - اامم المتحدة )2003(: الدورة اللانية والعشرون لمجلم اا ارة المنتدى البيئي الوزاري العالمي نيروبي 3 7 شباط/فبراير 2003 ص. ~109~

الكرة األرضية لممكارد الطبيعية يفكؽ بثبلثيف بالمائة ما تستطيع الطبيعة تجديده مف مكارد كىك ما. ييدد مستقبؿ األجياؿ القادمة 1 يعتمد الصندكؽ في قياس األثر لمسكاف البيئي في د ارسة مشتركة مع عدد مف المعاىد الدكلية عمى ما يسميو " المعيار البيئي أك اإليككلكجي " كىذا المعيار البيئي الذم أصبح كحدة قياس لدل الصندكؽ منذ عا 1999 يشمؿ نكعيف مف المؤش ارت األكؿ يتعمؽ بالسعة البيولوجية ك تعرؼ" كاستيعاب نافعة بيكلكجية مكاد إنتاج عمى الحيكم النظا قدرة بأنيا األنشطة عف الناتجة النفايات الكقت في البشرية ال ارىف" كالثاني كيسمى البصمة البيئية دكلة سكاف يستيمكو ما إجمالي ىي ك" المستكرد كحج أك الذاتي اإلنتاج مف سكاء المكارد مف معينة المكارد ىذه استخدا يكلده الذم الضرر عمى )2( الطبيعة مف نفايات كثاني أكسيد الكربكف". كبمفيك اقتصادم يمكف القكؿ إف ىذا المعيار يقارف ما بيف " ؿا طمب" كالمتمثؿ في استيبلؾ اؿ ة بشرم ك"العرض" الذم يمكف لمطبيعة أف تقدمو كبالتالي ىذه المؤش ارت تعتبر أداة محاسبية تجعؿ مف التنمية المستدامة عنص ار قاببل لمقياس عف طريؽ قياس االستيبلؾ البشرم مف المكارد الطبيعية مقارنة بإمكانيات كككب األرض عمى إعادة تكليد المكارد المستيمكة بشكؿ عا. ) يشيد الميازف البيئي العالمي )السعة البيكلكجية مطركح منيا البصمة البيئية اختبلال كبي ار بحيث تضاعؼ الطمب عمى المكارد الطبيعية فالبشرية تستيمؾ اآلف ما يعادؿ مكارد كككب كنصؼ بػ 13.4 مف حج كككب األرض بحيث السعة تقدر لمعال البيكلكجية عا عالمي ىكتار مميار 2005 بيفما سجمت البصمة البيئية لنفس السنة 17.5 مميار ىكتار عالمي كبذلؾ كجكد يبلحظ 1 -http://cms.education.gov.il/nr/rdonlyres/cd4012fb-9991-44b8-bd6e-af85b6beefef/130457/regel1.doc: -10 /10/2012. - 2 خميم عبد الرحمن ر ا )2009(: الممشرات البيئية كجزا من ممشرات التنمية الملتدامة الممتمر ااحصائي العربي اللاني المنعقد بتاريخ ~110~ 4-2 نوفمبر 2009 سرت الجماهيرية العربية الليبية ليبيا ص ص 89-88.

عجز في المي ازف البيئي نسبتو ما أم عالمي ىكتار مميار %30 السعة إجمالي مف حجمو 4.1 ) 1 ( بالمكارد. يزيد %30 البيكلكجية كىذا االستيبلؾ أف يعني التزكيد عمى الكككب قدرة عف بذلؾ يمكف القكؿ أف البشرية تكاجو تحديات حقيقية مرتبطة بككف مستكيات استيبلكيا تفكؽ بكثير القدرة االنتاجية البيكلكجية لكككب األرض كأف ىذا الفارؽ يزداد تعمقا مع مركر السنكات كلكي تتمكف البشرية مف تغطية العجز يتكجب عميو ا القيا بمجيكدات كبيرة كالتقميص استيبلؾ مف البركتينات الحيكانية مف لحك كألباف كأسماؾ كالتخفيض مف حج إصدا ارت غاز ثاني أكسيد الكربكف كمضاعفة حج إنتاج الطاقة المتجددة كالنظيفة كالطاقة اليكائية ك الطاقة الشمسية لتعكيض البتركؿ كالغاز بمعنى آخر عمى البشرية أف تغير مف نمط استيبلكيا لمكاجية ىذه التحديات الكبير ة. نمط االستيالك الغربي والنمو الديموغ ارفي: إف تناكؿ العالقة بيف االستيبلؾ كالمشاكؿ البيئية يعتبر قضية معقدة الشيء الذم انعكس في النقاش عمى المستكل السياسى بيف دكؿ الشماؿ المتقدمة كدكؿ الجنكب النامية بحيث نجد أف الدكؿ المتقدمة تطالب الدكؿ النامية بالتحؾ في نمكىا الديمكغ ارفي كتقميص استيبلكيا لمكاجية المشاكؿ البيئية العالمية ألنيا ترل أف المشكمو ىي مشكمو السكاني النمك الكبير في ىذه الدكؿ في حيف الدكؿ النامية ترل أف المشكمة تكمف في االستيبلؾ المفرط لمفرد الغربي كبالتالي الحؿ يكمف في ضركرة تغيير النمط اال ستيبلكي الغربي الدكؿ ت رفضو كىك ما ) 2 (. اؿتقدمة كما ت ؤكد مقكلة الرئيس األمريكي بكش األب "نمط الحياة األمريكي غير قابؿ لمتفاكض" كالجدير بالذكر أف ىناؾ ثبلث عكامؿ تحدد البصمة البيئية ألم دكلة : عدد المستيمكيف )3( كانتاج النفايات الكمية المتكسطة مف المكارد كالسمع المستيمكة كثافة فرد ك لكؿ استيبلؾ المكارد كمنو يمكننا أف نستنتج أف عدد السكاف أك النمك السكاني ال يدخؿ مباشرة في البصمة البيئية كلكف 2 - Élisabeth Laville (dir), op cit, pp 29-30. - 1 خميم عبد الرحمن ر ا المصدر سبق اكرا ص 90. 3 - Global Footprint Network (2009), Rapport sur l Empreinte Ecologique, Afrique 2009, Assurer le développement humain dans un monde aux ressources limitées., Etats-Unis d Amérique,. p 111. ~111~

ارتفاعو أك افخفاضو يؤثر مف خبلؿ زيادة أك نقصاف االستيبلؾ الناتج ف ارتفاع كانخفاض عدد المستيمكيف كبالتالي فإف كجكد عدد كبير مف المستيمكيف )السكاف( كلكف سمككي االستيبلكي يككف رشيدا كنمط حياتي يحتر البيئة فإف أثاره عمى البصمة البيئية تككف أقؿ بالنسبة لنفس عدد السكاف كلكف سمككي االستيبلكي غير رشيد كغير مستدا. لذلؾ يمكف القكؿ أف المسؤكلية ىي مشتركة كلكف بدرجات متفاك تة فالدكؿ المتقدمة ال أرسمالية كمف خبلؿ التنمكم نمطىا اؿمستفيد مف الثكرة الصناعية ك التطكر التكنكلكجي كانييار االشت اركية بعد ذلؾ عمؿ عمى الربط بيف االنتاج المكسع المنمط ك االستيبلؾ كعامؿ أساسي لتحقيؽ التكازف االقتصادم فتدفؽ كزيادة االنتاج الذم يؤدم الى ا لنمك االقتصادم يرتكز عمى ثقافة النزعة Paul Ekins 1991 االستيبلكية )consumérisme( كالتي عرفيا االقتصادم البريطاني "كتكجو ثقافي أيف يعتبر االمتبلؾ كالحصكؿ عمى عدد مت ازيد كمتنكع مف السمع كالخدمات الطمكح األساسي)...( كالسبيؿ الذم يضمف الكص كؿ إلى الرفاىية اؿ فردية كالمكانة االجتماعية كالتقد )1( الكطني" كيعني ذلؾ أف زيادة االستيبلؾ )تحت شعار استخدمو كتخمص منو ) كضركرة اقتصادية يعتمد عمييا البناء االقتصادم ال أرسمالي كالذم يت التركيج لو في كؿ بقاع العال في ظؿ العكلمة. فنمط التصنيع ال أرسمالي الغربي يعتمد في كجكده عمى ضركرة غرس كزرع رغبات كاحتياجات جديدة كمتنكعة بشكؿ دائ كاقناع المستيمكيف بضركرة ش ارء كاقتناء ىذه المنتجات المتبلحقة كالمتتالية كما لك كاف ال مجاؿ لمحياة بدكنيا أك أف المعيشة مف غيرىا ستككف أسكء فبعد أف كاف االستيبلؾ يت لضركرة استخدا الشيء أ مسى االستيبلؾ يحدث مف أجؿ االستيبلؾ ذاتو كذلؾ مف أجؿ أف ينفي الفرد عف ذاتو ككنو مرتبطا بأشياء قديمة أك شخصية متحجرة كبذلؾ يصبح مثاال لمتطكر 1 - Ekins P, (1991) : «The sustainable consumer society: A contradiction in terms?», International Environmental Affairs,V= 3, N=4, pp. 243-258. ~112~

كالمكاكبة لكؿ ما ىك حديث ك جديد ك الرفاىية ك انفاؽ ببل حدكد. فالنزعة االستيبلكية تقكد األف ارد إلى االنخ ارط في الت ارك المادم أما بالنسبة لمدكؿ النامية فيناؾ تناسب طردم بيف الزيادة المرتفعة في السكاف كمعدالت االستيبلؾ بؿ أف األخيرة تشيد زيادة أكبر مف زيادة السكاف تحت تأثير عكامؿ عديدة منيا ارتفاع الميؿ الحدم لبلستيبلؾ الميؿ لممحاكاة كالتقميد لمنمط الغربي التحسف اؿ ذم يط أر عمى مستكيات الدخكؿ فييا...الخ فالزيادة في الدخكؿ تؤدم إلى تغير في ىيكؿ الطمب لدل بعض الش ارئح االجتماعية في ىذه الدكؿ حيث يتحكؿ إلى السمع المصنعة كالمعقدة بدال مف البسيطة في ظؿ ما يعرؼ بثكرة اآلماؿ الصاعدة )1( فعمى سبيؿ المثاؿ تشيد ىذه الدكؿ زيادة في استخدا السيا ارت ما يؤدم إلى زيادة استيبلؾ الطاقة كمنو المزيد مف اإلنبعاثات كتمكث اليكاء كما أف االىتما األساسي في ىذه الدكؿ يككف منصبا عمى تأميف الحاجيات األساسية مف غذاء كمسكف كغيرىا كىك ما يؤدم إلى المزيد مف الضغكط عمى المكارد الطبيعية كما أف تكفي ر ىذه السمع كتمبية االحتياجات المت ازيدة غالبا ما يت مف خبلؿ االستي ارد أك مف خبلؿ التكجو نحك التصنيع قصد اإلحبلؿ بأساليب إنتاج مضرة لمبيئة. كبالرغ مف ذلؾ يبقى تأثير الدكؿ الصناعية المتقدمة عمى البيئة مف خبلؿ أسمكبيا االستيبلكي أكبر كأعمؽ مف الدكؿ النامية التي ليا نمك ديمكغ ارفي كبير. غياب العدالة والمساواة بحيث نجد أنو في الدكؿ الغنية الدخؿ الفردم أكبر بػ الى 100 مرة مف 10 الدكؿ األكثر فق ار في العال ىناؾ فكارؽ في الحصكؿ عمى المكارد الطبيعية في أكركبا الفرد يستيمؾ يكميا كيمك مف المكارد أربع بما يعادؿ م ارت أكبر مف الفرد في افريقيا كأقؿ بمرتيف مف الفرد في 43 1 - أحمد عبد النالق المصدر سبق اكرا ص 55. ~113~

يبمغ مقدار ما يستيمكو مف سكاف العال ممف يعيشكف في شماؿ أمريكا %12 )1( أمريكا الشمالية. كأكركبا الغربية %60 مف اجمالي االستيبلؾ الخاص العالم بينما ال يبمغ استيبلؾ مف الذيف الث لث يعيشكف في جنكب آسيا كج نكب الصح ارء الكبرل االفريقية سكل %30 مف إجمالي استيبلؾ العال كمع تكسع االقتصاد العالمي في التسعينيات كارتفاع مستكيات المعيشة في العديد مف اؿ بمداف كبينما يستيمؾ السكاد األعظ مف البشر اليك المزيد مف المكارد ينخفض استيبلؾ ؿألسرة االفريقية ة المعيش )2( 25 سنة مضت. في التكسط بمقدار %20 عما كاف عميو منذ زيادة االستيالك ال تؤدى الى زيادة الرفاىية: عمى الرغ مف أف العبلقة بيف مستكل الرفاىية كاالستيبلؾ تبقى غير دقيقة كأف األدلة كالقياسات المقدمة ال تعطي نتائج قطعية إال أف المبلحظات العامة الناتجة مف الد ارسات االقتصادية تشير الى أف مستكل الرفاىية كالسعادة لدل ا ؿشعكب الغنية ل بارتفاع ترتفع مستكيات الدخؿ حتى أنيا تميؿ الى االنخفاض عند الحد األ الذم يمبي قصل االحتي اجات األساسية كفي بعض االحياف كفي بعض المناطؽ مستكل الرفاىية قد ينخفض رغ ارتفاع (3) مستكل االستيبلؾ فمستكل االستيبلؾ في أمريكا عا 1994 ىك ضعؼ ما كاف عمي ق سنة كثبلث أضعاؼ ما كاف عميو سنة كمف المشككؾ فيو أف مككف مستكل الرفاىية 1929 1960 )4( ارتفع بنفس المستكل. تحميؿ اؿ بيانات منذ سنكات مشير إلى رككد في متكسط االرتياح أك الرضا عمى الرغ 1970 الزيادة مف التي ال يمكف إنكارىا في الثركة منذ نياية الحرب العالمية الثانية في البمداف المتقدمة )5(. 1 - Élisabeth Laville (dir), op cit p 31. 2 - أنظر: حقائق حول أنماط االستهالك واالنتاج قمة جوهانزبورر 2006. http://www.un.org/arabic/conferences/wssd/whatsnew/index.html 3 - Edwin Zaccaï,(2007): Sustainable Consumption, Ecology and Fair Trade, published by Routledge, New York,USA, pp 46-49. 4 - Idem, p 22. 5 - Élisabeth Laville (dir), op cit, p 36. ~114~

المطمب الثاني: تعريف االستيالك المستدام: بالرغ مف مركر عشريتيف مف الزمف إال أف التعاريؼ المقدمة لبلستيبلؾ المستدا تعكس صعكبة ايجاد تكافؽ ك اجماع عمى مضمكنو الدقيؽ فالمفيك يبقى غامض كغير جامع لكؿ مف المستيمكيف كالمؤسسات كالسياسييف ك االقتصادييف كالمنظمات غير الحككمية ك يمكننا أخذ بعض أى التعاريؼ الرسمية لبلستيبلؾ المستدا: فحسب تعريؼ االستدامة كفؽ تقرير لجنة ب ركتبلند )المجنة العالمية لمبيئة كالتنمية لؤلم التحدة 1987(: "ىك االستيبلؾ الذم يمبي إحتياجات األ جياؿ الحاضرة دكف المساس بقدرة األ جياؿ )1( في المستقبؿ عمى تمبية إحتياجاتي". ىذا التعريؼ يعتمد أساسا عمى تعريؼ مفيك التنمية المستدامة لذات التقرير كىك المنطمؽ الذم اعتمدتو ندكة أوسمو حكؿ االستيبلؾ كاالنتاج المستدا التي أقيمت " سنة 1994 في تعريؼ االستيبلؾ المستدا بأنو استعماؿ المنتجات كالخدمات التي تستجيب لمحاجات األساسية كتساى في تحسيف نكعية الحياة مف خبلؿ تقميص إلى الحد ا ألدنى كمية المكارد الطبيعية كالمكارد السامة المستخدمة أيضا كمية النفايات كالممكثات عمى طكؿ دكرة حياة المنتجات )2( كالخدمات بطريقة تضمف تمبية حاجات ا ألجياؿ في المستقبؿ". في ىذا التعريؼ نجد التركيز عمى ضركرة استيبلؾ المنتجات المستدامة ك بالتالي االستيبلؾ المستدا ىك م اردؼ لبلنتاج المستدا أك ىما كجييف لعممة كاحدة كىك ما انعكس في الجيكد ك السياسات ال ارمية الى تحقيؽ أنماط استيبلؾ مستدامة مف خبلؿ التركيز عمى ضركرة تكفير عرض لمنتجات خض ارء تصمي بيئي التكنكلكجيا الخض ارء كفاءة استخدا المكارد تحقيؽ المسؤكلية االجتماعية لممؤسسات..الخ كبالتالي فإف التركيز حكؿ سمككات المستيمكيف كأنماط الحياة يككف ثانكم ؼاالستيبلؾ المستدا ليس كيدؼ لسياسة خاصة فيك مرتبطة باإلنتاج المستدا في إطار تكجيات التنمية المستدامة. 1 - Edwin Zaccaï, op cit, p 35. 2 - Mouvement Vraiment Durable et cabinet Atefo, op cit, p46. ~115~

منظمة OCDE بدكرىا اعتمدت نفس النيج في تعريفيا لبلستيبلؾ المستدا "ىك استيبلؾ السمع كالخدمات التي تستجيب لمحاجيات األساسية كتساى في تحسف ف كعية الحياة بطريقة تضمف لؤلجياؿ المستقبمية القدرة عمى تمبية حاجياتي مع التأكيد عمى أف المفيك قابؿ لمتطكر كديناميكي كذلؾ حسب تطكر المعارؼ كاألفكار حكؿ التنمية المستدامة كتحديات كأكلكيات العمؿ متعمقة بالبيئية )انبعاثات CO2 استيبلؾ الطاقة الماء التنكع الحيكم الثركة السمكية...( أك متطمبات إجتماعية )الفقر كالعدالة االجتماعية عمالة األطفاؿ التمييز العنصرم...( )1(. : 1999 بالنسبة لبرنامج االم المتحدة لمبيئة )PNUE( " االستيبلؾ المستدا ال يعني )2( االستيبلؾ أقؿ بؿ االستيبلؾ بطريقة مختمفة االستيبلؾ بكفاء ة مف أجؿ تحسيف نكعية الحياة ". ىذا التعريؼ يحاكؿ ايجاد تكافؽ حكؿ المفيك نظ ار لمتيا ارت كالممثمة في عدة حركات التي تطالب بضركرة تكقيؼ النمك décroissence أم التخمي عف االستيبلؾ كتقميصو كالمطالبة بإعادة تكطيف االنشطة االقتصادية مف أجؿ تخفيض تكاليؼ الطاقة كالبصمة البيئية كىك ما ال يتكافؽ مع النمك االقتصادم كخمؽ فرص عمؿ كتطكير القدرة الش ارئية فيك تعريؼ يتجنب فكرة استيمؾ أقؿ كالتأكيد عمى ضركرة االستيبلؾ بطرؽ أفضؿ كأكثر مسؤكلية. كبالنسبة لممعيد الدكلي لمبيئة كالتنمية )1999 :)IIED "مفيك االستيبلؾ المستدا يركز عمى النشاط االقتصادم المتضمف اختيار استعماؿ كضماف نياية خدمة المنتجات كالخدمات كد ارسة كيؼ )3( يمكف تعديؿ كتغيير ىذه األنشطة مف أجؿ الحصكؿ عمى فكائد اجتماعية كبيئية". أما بالنسبة لقامكس التنمية المستدامة لػ AFNOR فاالستيبلؾ المستدا ىك" إست ارتيجية تركز عمى الطمب مف أجؿ تغيير استخدا المكارد البيئية كالخدمات االقتصادية بطريقة تمبي االحتياجات 1 - l Organisation de Coop eration et de D eveloppement Economiques (OCDE), (2002),Vers une consommation durable des ménages? Tendances et politiques dans les pays de l OCDE, OCDE. France, p19. 2 - Élisabeth Laville (dir), op cit, p 26. 3 - Idem, p 27. ~116~

)1( كتحسيف نكعية الحياة لمجميع بينما يت تجديد ال أرسماؿ الطبيعي لؤلجياؿ المستقبمية " ىذا التعريؼ م ركز عمى دكر سمككات المستيمكيف كأنماط الحياة التي تعتبر محك ار أساسيا في إست ارتيجية التنمية المستدامة كمنو فالمشكمة ىي في السمككات االستيبلكية كليست فقط في رفكؼ المتاجر فتغيير ىذه السمككات ىك المنطمؽ نحك تحقيؽ التنمية المستدامة. المبلحظ في ىذه التعاريؼ اؿ رسمية لبلستيبلؾ المستدا أنيا ك إف كانت كثي ار ما تستعمؿ المفيك المكسع لمتنمية المستدامة كمرجعية فإنيا تركز عمى التحديات البيئية لبلستيبل ؾ أكثر مف : الرىانات االجتماعية كاالقتصادية كما أنيا ال تتفؽ حكؿ ما يشكؿ مضمكف االستيبلؾ المستدا استيبلؾ أفضؿ بطريقة مسؤكلة( استيبلؾ أقؿ فالبعض يؤكد عمى تقميص االستيبلؾ كالبعض ( يؤكد اآلخر عمى االستيبلؾ بطرؽ أفضؿ كتعاريؼ أخرل ل تساى بعد في ىذا الجانب كما أنيا ال تعطي نفس اؿكزف حكؿ دكر اختيا ارت المستيمؾ ك أنماط الحياة كمجتمع االستيبلؾ فبعض التعاريؼ كاحدة تبقي عمى ضبابية الحدكد بيف االستيبلؾ المستدا كاالنتاج المستدا كتعتبرىما كجييف لعممة كأخرل أكثر كضكح حكؿ دكر العممية االستيبلؾ في حد ذاتوا مف خبلؿ سمككات المستيمؾ. لعؿ مف بيف أى األسباب لعد االتفاؽ حكؿ مضمكف االستيبلؾ المستدا نجد األسباب السياسية مف خبلؿ الخبلؼ بيف الدكؿ الغنية كالدكؿ النامية حكؿ أسباب المشاكؿ البيئية ىؿ ىك اؿنمك ىك أ الديمكغ ارفي نمط استيبلؾ الفرد في الدكؿ الغنية كىك ما ينعكس في االختبلؼ حكؿ طبيعة السياسات المتبعة في جعؿ االستيبلؾ صديؽ لمبيئة ىؿ السياسات تكجو ؿت قميؿ مف النمك الديمكغ ارفي )خاصة في الدكؿ النامية( أ في تغيير النمط االستيبلكي )تمس أكثر الدكؿ ال تقدمة ( سكاء بتقميؿ االستيبلؾ أك تغيير نمط الحياة أك إعادة ىيكمت النظا االقتصادم كىك ما ترفضو الدكؿ الر أسمالية الغربية. 1 - Consommation Durable,(2007) : Synthèse des recherches menées dans le cluster consommation durable du PADD II, Quel rôle pour le consommateur? Politique scientifique fédérale, Belgique, p 10. ~117~

كمنو يمكف القكؿ أف الدكؿ الصناعية كالمجتمعات الغربية تتجنب تعريؼ االستيبلؾ المستدا مف جكانبو االجتماعية كاالقتصادية كبالتالي تجنب ا لتركيز عمى أف المشكمة )كما ترل العديد مف األط ارؼ التي تعتبر متشددة( ال تكمف فقط في رفكؼ محبلت المتاجر كلكف في االتجاىات كالمعايير االجتماعية في االص ارر عمى ثقافة النزعة االستيبلكية باختصار القدرة عمى اؿ تغيير ليس فقط في نمكذج الش ارء كلكف في تغيير نمط الحي اة لذلؾ فإف البعض يرل أف تعريؼ االستيبلؾ المستدا يجب أف يقك عمى ضركرة إحداث ثبلثة تغيي ارت عمى عادات )1( اؿمجتمع االستيبلؾم : اؿ تغيير في اليدؼ مف االستيبلؾ كالذم أصبح كتعبير عف السعادة ك الرفاىية ككرمز أساسي في - العبلقات االجتماعية في الدكؿ المتقدمة )كحتى الدكؿ النامية التي تسعى الى اؿ تقميد( لذا يجب البحث عف أسمكب جديد في الحياة يحتر الحاجات الحالية كما يحتر حاجات األجياؿ في المستقبؿ. الممارسات في اؿ تغيير كالسمككات: التي يجب إعادة تكجيييا نحك استيبلؾ السمع كالخدمات األ كثر - احت ارما لمبيئة ك اإلنساف اقتصادية في المكارد أقؿ تمك م ثا تشجع عمى االسترجاع ك التدكير لممخمفات كالتكجو إلى استيبلؾ السمع التي تككف غير مادية. - اؿ تغيير في الثقافة كأنماط الحياة مف خبلؿ إيجاد تكازف بيف القي المادية كغير المادية التي قد تككف أك ال تككف مكضكع تبادالت تجارية )الركابط العائمية ك االجتماعية الثقاؼم ة الرياضة الترفيو القي الدينية...(. 1 - Élisabeth Laville (dir), op cit, p 5. ~118~

الثالث: المطمب متطبات تحقيق االستيالك المستدام ىناؾ العديد مف اإلج ارءات كالسياسات التي تتخذىا السمطات العمكمية مف أجؿ التأثير في األنماط االستيبلكية كجعميا أكثر استدامة فاألجندة 21 في فصميا ال اربع تطرقت إلى أى السياسات كاإلست ارتيجيات الكطنية الضركرية )1( إلحداث تغيي ارت عمى أنماط االستيبلؾ غير المستدامة كما يمي : تشجيع زيادة الكفاءة في استخدا الطاقة كالمكارد عف طريؽ تشجيع استعماؿ التكنكلكجيات النظيفة كأعماؿ البحث كالتطكير المتعمقة بيا ساعدة الدكؿ النامية عمى استخدا ىذه التكنكلكجيات كاستحداثيا كفقا لظركفيا الخاصة كتشجيع االستخدا السمي بيئيا كالمستدا لممكارد الطبيعية كلمصادر الطاقة الجديدة ك المتجددة التقميؿ مف تكليد النفايات إلى الحد األدنى مف خبلؿ مساىمة كؿ مف الحككمات كالصناعة كاألسر في ذلؾ بتشجيع إعادة التدكير في العمميات الصناعية كعمى مستكل االستيبلؾ ك تخفيض تعبئة المنتجات بطريقة تتس بالتبذير ك كذلؾ تشجيع استحداث منتجات أسم مف الناحية البيئية تقدي المساعدة لؤلف ارد كاألسر التخاذ ق ار ارت ش ارء سميمة بيئيا مف خبلؿ التشجيع عؿ ل ظيكر جميكر مستنير مف المستيمكيف ك تكفير المعمكمات المتعمقة باآلثار المترتبة عمى خيا ارت االستيبلؾ بغية تشجيع الطمب عمى المنتجات السميمة بيئيا أيضا التكعية باآلثار الصحية كالبيئية لممنتجات عف طريؽ كسائؿ مثؿ: قانكف المستيمؾ كضع العبلمات البيئية ككيفية استعماؿ المنتجات تشجيع الب ارمج المكجية نحك المستيمؾ عمى كجو التحديد مثؿ نظ إعادة التدكير كاسترداد التأميف ممارسة القيادة عف طريؽ الش ارء الحككمي خاصة في الدكؿ التي يككف فييا دكر كبير لمقطاع العا في االقتصاد لذلؾ يجب تحسيف المضمكف البيئي لسياسات الش ارء الحككمية مف خبلؿ إدا ارتيا كككاالتيا ~119~ 1 - ممتمر القمة العالمي للتنمية الملتدامة جدول أعمال القرن 21 المصدر سبق اكرا.

التحرؾ نحك تحديد األسعار بصكرة سميمة بيئيا كذلؾ في إطار استخدا الكسائؿ االقتصادية المناسبة لمتأثير في سمكؾ المستيمؾ كالرسك كالض ارئب كغيرىا كىذه العممية تككف في ضكء الظركؼ الخاصة بكؿ بمد تعزيز القي التي تدع االستىبلؾ المستدا بحيث يجب عمى كؿ األط ارؼ )الحككمات منظمات األعماؿ كغيرىا ) أف تعمؿ عمى تييئة مكاقؼ أكثر إيجابية لمتأثير في سمكؾ المستيمؾ عف طريؽ اإلعبل التربية التثقيؼ كالتكعية اإلعبلف بشكؿ إيجابي عف المنتجات البيئية. إف العمؿ عمى تعمي االستيبلؾ المستدا كترسيخو في المجتمع يكاجو عدة صعكبات ألنو مرتبط بتغيير نمط الحياة كالسمككات لدل األف ارد كالمجتمع لذلؾ نجد ع ارقيؿ سمككية كثقافية كاجتماعية ك نفسية باإلضافة الى الع ارقيؿ االقتصادية كالمالية ك المؤسساتية ك المعمكماتية كمنو فإف نجاح السياسة الكطنية لبلستىبلؾ المستدا كما أكدت المجنة األكركبية مرتبط بستة عكامؿ أساسية )1( تتضمنيا االست ارتيجية الكطنية لمتنمية المستدامة : يجب التأكيد عمى أف االستيبلؾ المستدا مستقؿ عف اؿسياسات كالب ارمج التي تركز عمى االنتاج المستدا ؼ كضع االستيبلؾ األسرم كأكلكية في مكضكع التفمية المستدامة يعتبر كأكؿ خطكة حاسمة في تحديد سياسة لبلستيبلؾ المستدا. يجب األ خذ بعيف االعتبار كؿ م ارحؿ العممية االستيبلكية لمسمع )مرحمة الش ارء االستعماؿ نياية االستعماؿ( كتحسيف الفعالية الطاقكية كالبيئية لممنتجات كالخدمات ال يجب أف يقابمو زيادة في االس تيبلؾ سياسة االستيبلؾ المستدا ال يجب أف تقك فقط عمى تطكير عرض مستدا كاعادة تكجيو الطمب لتمؾ األسكاؽ ك إنما تيدؼ إلى تغيير كبصكرة كاضحة أنماط استخدا المنتجات كمستكيات االستيبلؾ. 1 - Élisabeth Laville (dir), op cit, pp 41-42. ~120~

في ظؿ غياب تعريؼ متفؽ عميو كجامع لبلستيبلؾ المستدا يجب أف تستند السياسة الكطنية عمى مختمؼ المقاربات كأف تككف مرنة خاصة في المجاالت أيف يككف التطكر التكنكلكجي سريع مع تكفير اآلليات الضركرية التي تضمف المتابعة الدقيقة. االعتماد عمى الركاد الثقافييف مف أجؿ إعادة تكجيو المنظمات المفتاحية في مجاالت التعمي االعبل كأيضا الؤسسات كالدكلة مف أجؿ تغيير النزعة ثقافة االستيبلكية المسيطرة الشيء الذم كقت يتطمب طكيؿ )عدة عقكد(. إف الضركرة البيئية كاالجتماعية تفرض العمؿ بسرعة ؼ ؾمرحمة أكلى يجب أف تركز سياسة االستيبلؾ عمى بعض التحديات الكاضحة كالمحددة مثؿ مكاجية التغي ارت المناخية كا لعدالة في التبادالت التجارية بحيث مف المفيد التركيز عمى مجاالت االستيبلؾ التي أكبر تأثي ار الد ارسات أكدت بحيث في أكركبا أف ىناؾ ثبلث قطاعات تمثؿ مف الى %80 مف الضغكط الممارسة عمى البيئة %70 الغذاء السكف كىي: )بما في ذلؾ األدكات الكيركمنزلية ك النقؿ ( ب ما في ذلؾ السفر كالسياحة (. ) كبذلؾ السياسة العمكمية يجب أف تستيدؼ ىذه القطاعات الثبلثة كأكلك ةم. إف ىذه السياسة لف تككف فعالة عمى المدل الطكيؿ إذا ل تغير في سمككات المنتجيف ك المستيمكيف مف األفضؿ أف تركز عمى المجاالت التي يككف فييا االستيبلؾ ارفعة حقيقية ع األخذ بعيف االعتبار قيكد االنفاؽ في مي ازنية األسرة. ~121~

المبحث الثالث: االستيالك المستدام وتفعيل التنمية المستدامة لقد أصبح االستيبلؾ المستدا كمحكر أساسي كحجر ال ازكية في السياسات كالجيكد ال ارمية لتحقيؽ التنمية المستدامة سكاء عمى المستكل الدكلي أك المحؿم كلمتعرؼ أكثر عمى الركابط المكجكدة بيف االستيبلؾ كالتنمية المستدامة ىناؾ ثبلث تيا ارت رئيسية مف األ بحاث تتابعت كتقاطعت في العقكد األخيرة تتميز بمجمكعة كاسعة مف الممارسات فاالستيبلؾ المستدا أك المسؤكؿ يحشد بطريقة فعالة األ سس النظرية المختمفة المتمثمة في االستيبلؾ األ خبلقي االستيبلؾ األ خضر أك البيئي : )1( االستيبلؾ المسؤكؿ إجتماعيا يضاؼ إلييا تيار المكاطنة البيئية أك المستيمؾ كمكاطف. إف ىذا التنكع كاالختبلؼ في األبحاث يعكد إلى عد كصكؿ كؿ تيار الى معالجة قضية االستيبلؾ المستدا مف جميع جكانبيا لذلؾ فإنفا نعتقد أف االستيبلؾ في اطار المنيج االسبلمي ىك أشمؿ نظ ار لما يتضمنو مف أحكا كتكجييات تضبط العممية االستيبلكية مف جميع نكاحييا االقتصادية كاالجتماعة كاألخبلقية كالبيئية طبعا. المطمب األول: االستيالك وأبعاد التنمية المستدامة ؿ مكاجية التحديات كالمشاكؿ الكا نة في نمط المجتمع االستيبلكي يمكننا أخذ الركائز الثبلث لمتنمية المستدامة كمرجع أساسي كمباشر لكضع نمط استيبلؾ يدمج التكجيات البيئية كاالجتماعية ك االقتصادية بتكحيد مختمؼ التيا ارت الفكرية كالعممية لبلستيبلؾ )التي تركز عمى جانب كاحد أك بعد كاحد مف األبعاد الثبلثة( بغية تحقيؽ االستدامة المنشكدة عمى المستكل المحمى كالعالمي كمنو تحديد مسؤكلية المستيمؾ في سبيؿ تحقيؽ التنمية المستدامة. يمكننا تمخيص مكانة االستيبلؾ المستدا مف منظكر التنمية المستدامة في الشكؿ التالي: 1 -Binninger Anne-Sophie et Robert Isabelle,(2008) : «Consommation et développement durable» Vers une segmentation des sensibilités et des comportements, La Revue des Sciences de Gestion, 2008/1 n 229, pp 51-59. ~122~

الشكل) 2-4 ( : االستيالك من منظور التنمية المس تدامة االستيالك محرك النمو االقتصادي: -خفض االستوالؾ الطفيمي ك التخمص مف االنفاؽ ال ازئد -تحقيؽ العدالة في تكزيع الدخؿ كذلؾ لزيادة الطمب الفعاؿ - نمك االستيبلؾ يجب أف يككف أقؿ مف نمك كسائؿ االنتاج - تكفير المنتجات الخض ارء )العرض( كالتحفيز لش ارئيا )الطمب( كبالتالي تحقيؽ النمك االقتصادم األخضر االستيالك المستدام -الكفاءة ف استخدام الموارد وترش د استهالكها محرك التنمية المستدامة االستيالك المسؤول اجتماعيا: - - - - االستيالك البيئي: الحفاظ عمى ال أرس الماؿ الطبيعي كعد استن ازفو الحفاظ عمى التنكع الحيكم تقميص التمكث)اليكاء كالتربة( الناتج مف األنشطة االستيبلكية الحد مف النفايات كتصنيفيا ك إعادة تدكيرىا الوع الب ئ لألفراد و سلوك استهالك راع اآلثار الب ئ ة المسؤول ة الب ئ ة للمؤسسات العدالة االجتماعية ك تمبية االحتياجات األساسية لمفق ارء التضامف كالمشاركة الشعبية المقاطعة نشر قي كمبادئ جماعية مف أجؿ تككيف طمب مستدا المس ؤكلية االجتماعية لممؤسسات - - - - - - ا صذر: إعذاد ا جبزثخ االستيالك والنمو االقتصادي : عمى الرغ مف أف االستيبلؾ المتغي ارت مف يعتبر االقتصادية -1 معدالت كزيادة اإلنتاج زيادة عمى تشجع التي اليامة النمك االقتصادم إال أف ىناؾ ا في ختبلؼ اؿ نظر كجيات بيف االقتصادييف كالبيئييف كحتى بيف االقتصادم يف أنفسي حكؿ دكر االستيبلؾ كاؿطريقة التي ال بد مف إتباعيا لتحقيؽ النمك االقتصادم فمني مف يشجع عمى االستيبلؾ كلكف بطرؽ أفضؿ تحافظ عمى البيئة كتحقؽ النمك األخضر كمني مف يطالب بتقميص االستيبلؾ لمحفاظ )1( عمى المكارد المحدكدة لؤلرض. إال أفق كبصفة عامة عمى أىمية االتفاؽ نجد ت ارك أرس الماؿ كعامؿ أساسي مف عكامؿ تحقيؽ النمك االقتصادم إضافة إلى التكصؿ الى زيادة االنتاج السمعي كتككيف سكؽ داخمية لتحقيؽ 1 - Consommation Durable, Synthèse des recherches menées dans le cluster consommation durable du PADD II, Quel rôle pour le consommateur?, op cit, p 11. ~123~

الطمب الفعاؿ كالحقيقة أف الزيادة في الت ارك ال أرسمالي ينبغي أف تكفر باستم ارر مف خبلؿ رفع انتاجية إضافة العمؿ الى خفض االستيبلؾ الطفيمي كاإلنفاؽ غير المنتج كالعمؿ عمى تكسعة السكؽ الداخمية عف طريؽ تحقيؽ العدالة في تكزيع الدخؿ كذلؾ لزيادة الطمب الفعاؿ كيجب أف ينمك االستيبلؾ بمعدؿ أدنى مف معدؿ نمك كسائؿ اإلنتاج )1( ككؿ ذلؾ يجب أف يت في إطار م ارعاة القيمة الكاممة لم أرس الماؿ الطبيعي. كيمكننا إب ارز طبيعة الدكر الذم يمعبو االستيبلؾ في تحقيؽ التنمية االقتصادية مف خبلؿ المقارنة بيف التجربة اآلسيكية كتجربة الدكؿ الصناعية األكركبية فوذه األخيرة اعتمدت عمى لمغد» مبدأ» زيادة تنمية ىك اليك استيبلؾ لكي العا اإلنفاؽ بزيادة التكجو ىذا كينز أفكار كأيدت االستيبلؾ يرفع الذم يشجع الطمب فيزداد الشعبي النمك معدالت كزيادة اإلنتاج زيادة عمى بدكره ىك:» تأجيؿ االقتصادم. كعمى عكسيا قامت معاكس مبدأ عمى النمكر كدكؿ الياباف آسيا دكؿ تجربة ىك تنمية اليك استيبلؾ خفض إذا أم المكاطنكف لمتصدير تعد سكؼ السمع فإف استيبلكي لمغد «أجؿ كاذا المكاطنكف استيبلكي معدالت كصمت حيث ادخارى يزداد سكؼ بيف 30 - ما االدخار المعدالت أعمى مف كىي العالمية األمكاؿ ىذه ككظفت في المصارؼ إقامة في كبالتالي %40 المنشآت الصناعية الكطنية حيث كانت المستكل عمى كاحدة شركة تمتمؾ ال اؿ نمكر دكؿ جميع شركات ضمف عشر ككريا تمتمؾ حيث كبير مستكل إلى عا 2005 في كصمت حيف في العالمي ماليزيا كتمتمؾ العال في األكلى شركة تصنيفيا ضمف ت شركات جميعيا ك الشركات ىذه 10 500 2( كطنية. كممكية كطنية بجيكد أنشئت 1 - سعدحلين فتح ا )1995(: التنمية الملتقلة مركز راسات الوحدة العربية: بيروت لبنان ص 63. ~124~ -2 على كنعان االستهالك والتنمية جمعية العلوم االقتصا ية اللورية سورية ص ص 32-31. متاح على الرابي: www.mafhoum.com/syr/articles_07/kanaan.pdf اطلي علية بت اريخ: 2014/03/20

استيبلكي ازدكا إذا اؿ مكاطنيف أف ذلؾ كتفسير الذم السريع الت ارك فإف يدخركا كل اليكمي لف يسرع حصؿ االستثمار أف أم السريعة البناء عمميات تحتاج أيف أطكؿ فترة سيتطمب كاف كالت ارك دكؿ النمكر أنجزكه ما إلنجاز سنة العادات إف سنة. االستيبلكية اآلسيكية كطبيعة خبلؿ 25 إلى 50 مبادئ عمى القائ الدم افة الككنفكشية كتقديس العمؿ كاالكتفاء باالستيبلؾ الميسكر كاالىتما باالدخار اقتصادية تنمية إنجاز عمى ساعد كالبناء كاجتماعية كانت بيج جكف اعتبرىا حيث العال في نمكذجية الخبير االقتصادم في صندكؽ الدكلي النقد المعجزة يمكف كنمكذ ن جا ثاال أصبحت حيث اآلسيكية( ( )1( لمجميع تطبيقو. االستيالك البيئي )األخضر(: ركز ىذا الجانب عمى العبلقة بيف االستيبلؾ كالبيئة مف خبلؿ -2 إب ارز دكر االستيبلؾ الشخصي لمفرد في التدىكر البيئي كالعبلقة بيف االىتما كالسمكؾ البيئي كتحديد خصائص السكسيك- اقتصادية كالنفسية البيئي««environmental concern لمشخص الميت بحماية البيئة فالمستيمؾ الميت بالبيئة يعرؼ "كفرد لو سمكؾ ش ارئي يتسؽ مع الحفاظ عمى النظا البيئي " ما يدؿ عمى اف الشخص الميت بالبيئة يحاكؿ مف خبلؿ سمككاتو التقميص مف التكاليؼ السمبية عمييا كما يمخص "االستيبلؾ ىك اؿ فعؿ الذم تككف عكاقبو J.L. Giannelloni متعددة عمى البيئة كالمستيمؾ الميت بالبيئة يدمج ىذه العكاقب في ق ارره الش ارئي" داخؿ ىذا التيار نجد تطكر األبحاث حكؿ مفيك التسكيؽ األخضر بمختمؼ أكجيو. التي conservationniste تيار آخر مف األعماؿ أكثر تشدد يعتمد عمى مقاربة المحافظيف تستند عمى تصكر العال منتيي محدكد يستفيد مف مكارد محدكدة كغير متجددة كبالتالي ىذا التيار يقترح ظيكر مجتمع محافظ يسعى لمحفاظ أك تحسيف مستكل المعيشة مف خبلؿ تقميص االستيبلؾ أ ك ~125~ -1 على كنعان المصدر سبق اكرا ص 32.

االستيبلؾ بطريقة مختمفة كما يؤكد.G Fisk أكصى بالحد الذم مف االستيبلؾ الفردم كدعا إلى "االستيبلؾ المسؤكؿ" الذم ي ارعي )1( االعتبا ارت البيئية. لقد مكنت األبحاث التي تناكلت مكاضيع االستيبلؾ البيئي مف في الجكانب النفسية كالسكسيك ديمكغ ارفية لممستيمكيف الميتميف بقضايا البيئة بحيث ينظر إلى االستيبلؾ باعتباره مصدر المش كمة البيئية كالحؿ يتمثؿ في إعبل كتربية المستيمؾ فاليدؼ ىك جعؿ المستيمكيف مسؤكليف عف بيئتي الخاصة لذلؾ كاف تركيز االست ارتيجيات حكؿ الحمبلت االعبلمية بيدؼ تكعية كتربية كتعمي المكاطنيف حكؿ اآل ثار البيئية لسمككا تى االستيبلكية عمى اعتبار أف اتجاىات المستو لكيف تتأثر بدرجة الكعي البيئي لديي. تعتبر الد ارسات التي تناكلت المشاكؿ البيئية الناتجة مف األ نشطة االستيبلكية )تمكث اليكاء كاالنبعاثات النفايات استن ازؼ ال أرسماؿ الطبيعي تدىكر التنكع الحيكم( ىي األبرز في تحميؿ العبلقة بيف االستيبلؾ كالتنمية المستدامة كىك ما أىمؿ نكعا ما الجكانب األخرل لمتنمية المستدامة. االستيالك المسؤول اجتماعيا : في ىذا الجانب انقسمت نظرة الباحثيف بيف مف يتبنكف نظرة -3 مكسعة لبلستيبلؾ المسؤكؿ اجتماعيا يأخذ بعيف االعتبار عدة أبعاد : البعد البيئي كاالجتماعي كاألخبلقي كالباحثيف الذيف يحصركف المفيك في ش ارء المنتجات حسب درجة المسؤكلية االجتماعية لممؤسسة حسب.F Webster المستيمؾ المسؤكؿ اجتماعيا ىك فرد يأخذ بعيف االعتبار اآلثار العمكمية المترتبة عف استيبلكو الخاص كالذم يحاكؿ استخدا قكتو الش ارئية إلحداث تغيي ارت في أما François-Lecompte et Valette-Florence يعرؼ االستيبلؾ المسؤكؿ اجتماعيا )2( المجتمع. 1 - Binninger Anne-Sophie et Robert Isabelle, «Consommation et développement durable» Vers une segmentation des sensibilités et des comportements, op cit, p p 51-59. 2 - François-Lecompte Agnès, (2009) : «La consommation socialement responsable : oui mais...», Reflets et perspectives de la vie économique, 2009/4 Tome XLVIII, p 91. ~126~

بأنو " ش ارء السمع كالخدمات التي يعتقد بأف ليا آثار إيجابية )أك أقؿ سمبية ) عمى البيئة المادية أك )1( عمى المجتمع ك/أك استعماؿ القكة الش ارئية لمتعبير عف االىتمامات االجتماعية كالبيئية". N.C. Smith ىذا فضبل عف الكتابات التي تركز عمى البعد األخبلقي لبلستيبلؾ فحسب استيمؾ "أخبلقيا" يعني استيبلؾ كفؽ مبادئ المجتمع كالعمؿ ضمنيا كفؽ ما )2( معترؼ بو بأنو "جيد" بالنسبة (1992) Vittel J.A. Muncy et S.J. االستيبلؾ األخبلقي يقاس بدرجة الصدؽ كاأل مانة في سمكؾ الفرد في فضاء االستيبلؾ ة بالنسبلي أخبلقيات االستيبلؾ تعني: المبادئ كالمعايير األخبلقية التي تكجو سمكؾ االف ارد أك الجماعات عندما يحصمكف كيستخدمكف كيتخمصكف مف السمع كالخدمات. ؼ العديد مف االتجاىات ك الممارسات المرتبطة باالستيبلؾ المسؤكؿ ت إقت ارحيا في اؿعديد مف الد ارسات حيث إقترحكا نمكذجا لبلستيبلؾ المسؤكؿ يستند إلى Hansen et Schrader (1997) إعتبا ارت أخبلقية ىذا النمكذج يميز بيف أربع خصائص مطكرة إنطبلقا مف التمييز بيف الحاجة )3( كالرغبة : االمتناع عف االستيبلؾ بالبحث عف تمبية الحاجات دكف استخدا المنتجات ( في بعض الحاالت إعادة النظر في الحاجات األساسية( تقميص االستيبلؾ ش ارء أك استخدا المنتجات كالخدمات التي ليا صفات )نكعية( مستدامة بيئيا كاجتماعيا ش ارء أك استخدا منتجات كخدمات بديمة مف طبيعة مختمفة التي تقد حمكؿ بيئية كاجتماعية مقبكلة بيئيا. 1 - Binninger Anne-Sophie et Robert Isabelle, op cit, p58. 2 - idem, p 58. 3 - Anne Marchand, Pierre De Coninck et Stuart Walker,(2005) : La consommation responsable - perspectives nouvelles dans les domaines de la conception de produits, Nouvelles pratiques sociales, vol. 18, n 1, 2005, p 44. ~127~

في نفس السياؽ نجد (2000) Cooper حدد أى خصائص ىذا النمط مف االستيبلؾ كالذم ) إعتبره مغاير لبلستيبلؾ األخضر 80 )تيار سنكات )1( كما يكضح الجدكؿ )2.2( المكالي: الجدول )2-2(: خصائص االستيالك المسؤول اجتماعيا مقارنة باالستيالك األخضر االستيالك األخضر االستيالك المسؤول )المستدام( ش ارء منتجات مختمفة استيبلؾ أقؿ تصكر إيجابي الى حد ما لبلستيبلؾ لكف تحت شكؿ يميؿ الى تطكير استيبلؾ يتجاكز الحاجات مختمؼ االساسية السمبية دكر أساسي لمتكنكلكجيا كعامؿ لمتغيير التأكيد عمى تغيير االتجاىات كأنماط الحياة كعامؿ لتغيير: دكر محدكد لمتكنكلكجيا التركيز عمى الجكانب المرتبطة باإلنتاج )المؤسسة( التركيز عمى االستيبلؾ: عمى الطمب المستيمككف يستجيبكف لممعمكمات التي قدمت لي المستيمككف يبحثكف عف تحديد بدائؿ لبلستيبلؾ حكؿ المنتجات "المناسبة" التقميدم يفضؿ التغيير التدريجي يفضؿ تغي ارت كبيرة رئيسية كالتي تعتبر النمك االقتصادم التقميدم يستبدؿ بػ "النمك ضركرية األخضر يدعك الى تحسيف نكعية الحياة مف دكف زيادة في االنتاج أك االستيبلؾ لممنتجات كالخدمات. Source : Anne Marchand, Pierre De Coninck et Stuart Walker, La consommation responsable : perspectives nouvelles dans les domaines de la conception de produits, Nouvelles pratiques sociales, vol. 18, n 1, 2005, p. 44 يمكف القكؿ أف تيار البحكث التي تتناكؿ " االستيبلؾ المسؤكؿ اجتماعيا " سمط الضكء عمى جكانب عديدة مف القضايا التي تثيرىا التنمية اؿ مستدامة: حماية البيئة العدالة األخبلؽ التضامف كالمساكاة...الخ كبالتالي تبرز الدكر الكاسع لبلستيبلؾ في سبيؿ تحقيؽ التنمية المستدامة 1 - Anne Marchand, Pierre De Coninck et Stuart Walker, op cit, p p 44-45. ~128~

فاالستيبلؾ المسؤكؿ يتطمب تبنى سمككات كمبادئ كقي جماعية كاسعة في المجتمع كالتي في إطارىا يصبح سمكؾ المستيمؾ نابع مف مسؤكليتو كمكاطف اتجاه مجتمعو كبيئتو التي يعيش فييا. المطمب الثاني: االستيالك وسموك المواطنة البيئية تركز المكاطنة البيئية عمى ايجاد اردع ذاتي ينبع مف داخؿ االنساف كيدفعو الى حماية البيئة كصيانتيا كاحت ارميا كىذا ىك جكىر المكاطنة البيئية كبيذا المفيك فإف المكا طنة البيئية تيدؼ بصفة عامة الى غرس مجمكعة مف القي كالمبادئ كالمثؿ لدل أف ارد المجتمع صغا ار كانكا أ كبا ار لتساعدى في أف يككنكا صالحيف كقادريف عمى المشاركة الفعالة كالنشطة في كافة قضايا البيئة كمشكبلتيا كبذلؾ يتطكر مفيك المكاطنة كيصبح لو مدلكؿ أشمؿ يتعد ل ككف االنساف مكاطنا داخؿ كطنو بؿ الى ككنو عضكا نشيطا كفعاال كسط المجتمع البشرم ككؿ كبالتالي يصبح مكاطف ذك صبغة عالمية يحمؿ عمى عاتقو مسؤكلية أكسع نطاقا نحك بيئتو ككؿ كمنو يصبح مفيك المكاطنة البيئية كالسمكؾ البيئي الصحيح ضركرة كجكدية لبقاء االنساف كؿ يس فقط مجرد رغبة أك شعار لو أف يختاره أك يرفضو. كاف كاف مفيك المكاطنة لو تصك ارت مختمفة باختبلؼ المجاالت كالتخصصات : حقكؽ ككاجبات االقت ارع كالتصكيت التطكع النضاؿ التضحية...الخ فإف االستيبلؾ المسؤكؿ يعتبر مف أى مؤش ارت المكاطنة البيئية في الكقت المعاص ر بحيث يتضمف عدة ممارسات يقك بيا المستيمؾ كمكاطف: فرز كاعادة تدكير النفايات البساطة الطكعية المقاطعة )1( ش ارء المنتجات الممتزمة : -فرز واعادة النفايات: تدوير فرز كاعادة تدكير النفايات مف العمميات االجتماعية الميمة في المجتمع 1 فيي تعتبر مصد ار لمتميز كتع كس درجة مف الكعي كالسمكؾ لدل المجتمع فيي تسمط الضكء عمى 1 - Nil Ozcaglar Toulouse (2005), Apport du concept d identité à la compréhension du comportement du consommateur responsable : une application à la consommation des produits issus du commerce équitable, Thèse de Doctorat en Sciences de gestion, Universite Lille II, France, pp 26-32. ~129~

ؼيف جانب مي متعمؽ بػ : كيؼ يرل المستيمؾ كيمارس كطنيتو بحيث أف االنساف الذم يقك بذلؾ يعتبر إنساف مسؤكؿ أك أحسف مكاطف ألف بتصرفو ذلؾ يسمح بإطالة عمر المنتجات التي تعتبر غير قابمة )1( لبلستعماؿ تقميص حج الفايات كبالتالي حج اآلثار البيئية التي يسببيا نشاطو االستيبلكي د ارسة لػ CREDOC-ADEME نصؼ الفرنسييف يعتبركف أف أحسف دكر يمكف أف يمعبو المستيمؾ )2(. " الفردم لمحفاظ عمى البيئة ىي " التخمص مف النفايات كفرزىا حسب عممية إعادة تدكير النفامات تعتبر عممية أساسية انطبلقا مف ثبلث Robert-Kréziak )3( اتجاىات : - األكؿ متعمؽ بالحج الكبير لمنفايات كعممية الدفف التي يمكف أف تشكؿ تيديدا عمى البيئة كالحياة الثاني متعمؽ بتبذير كاضاعة المكارد الطبيعية كالصحة الثالث يعكس التكجو نحك حماية الثركة عمى المدل البعيد. - - إف اؿت از كمشاركة األسر في عممية الفرز االختيارم ينقس حسب Jolivet الى طريقتيف فالطريقة األكلى تككف عمى مستكل المنبع عف طريؽ اختيا ارتي االستيبلكية بااللت از بتقميص حج النفايات مف خبلؿ ش ارء المنتجات بالجممة أك عبكات صديقة لمبيئة ) كالثانية مثبل éco-recharges( عمى مستكل المصب عف طريؽ االستغبلؿ الجيد لمبنية التحتية لتجميع النفايات مثبل بكضع كؿ نكع مف النفايات في مكانيا المناسب مف أجؿ تجميعيا كعمى ىذا المستكل تبرز كذلؾ دكر الدكلة مف 1 -Jolivet. P, (2001) : Le recyclage des déchets ménagers : une figure de citoyenneté, Le Courrier de l environnement de l INRA, n 0 44. p 38. 2 - Nil Ozcaglar Toulouse, op cit, p 27. 3 -Robert-Kréziak. D, (1998) : Les motivations de la consommation verte - une approche par les chaînages cognitifs, Thèse de Doctorat en Sciences de gestion, Université de Grenoble 2, France, p 379. ~130~

خبلؿ تكفير ىذه البنى التحتية سياسة لمض ارئب مثبل ضريبة عمى النفايات تحفز عمى سمكؾ تقميص )1( كمية النفايات كالعقبلنية االقتصادية. أيضا نجد أسمكب آخر يقك بو المستيمؾ المسؤكؿ في اطار اعادة التدكير كىك "احياء Bricoler : المنتجات" المستخدمة مف خبلؿ طريقتيف األكلى مف خبلؿ اصبلح المكاد المستخد ة ( اصبلح )عمى سبيؿ المثاؿ اعادة استخدا عبكات الزجا ج أك الببلستيؾ في تخزيف المكاد الغذائية األثاث ك األجيزة الكيركمنزلية مف أجؿ اطالة مدة استخداميا ك عمرىا أما الثانية التردد عمى أسكاؽ ) المنتجات المستعممة d occasion( les marchés إف تحميؿ سمكؾ فرز النفايات ال يقك فقط عمى أساس احتساب المنافع أك اؿ فكائد بؿ يتعداه )2( الى تكلد كعي بالمشاركة في سيركرة عممية شاممة تت في اطار التأسيس لممكاطنة البيئية. مف خبلؿ الت از الفرد المكاطف بصفة المستيمؾ المسؤكؿ فإنو يبحث عف ايجاد طريقتو المناسبة لمتعبير عف احتجاجو كالعمؿ عمى تحطي النظا التقميدم القائ عمى الف زعة االستيبلكية كايجاد ركابط اجتماعية كالتخمص مف الفردية المعاصرة كاستخدا المنتجات المستعممة كتجنب التبذير. -البساطة الطوعية ) مفيك البساطة الطكعية درس مف زكايا مختمفة La Simplicité Volontaire( 2 فيك اليك يعبر عف الرغبة في ايجاد السعادة مف خبلؿ العمؿ أ قؿ الرغبة أقؿ انفاؽ أقؿ ىذا المشركع ليس مستمد فقط مف منطؽ التفكير األخبلقي بؿ نتيجة أيضا ىك زيادة الكعي باآلثار السمبية لمنزعة االستيبلكية عمى المجاليف البيئي ك االجتماعي فعبارة البساطة الطكعية تفسر مف خبلؿ : أكال التي "طوعية" كممة تؤكد عمى الجانب المؽصكد كالمعتمد كاال اردم لمسمكؾ أما كممة "بساطة" تمخص 1 - Jolivet. P, op cit, pp 35-36. 2 - idem, p36. ~131~

مشاعر أنصار ىذا التيار الذيف يجدكف النزعة االستيبلكية أك عممية االستيبلؾ كغير "معقدة" )1( ضركرية لذلؾ في يبحثكف عف العيش البسيط البعيد عف تعقيدات كأم ارض المجتمع االستيبلكي. بالنسبة لػ Leonard-Barton اؿ بساطة الطكعية تشير الى المستكل الذم يختاره الفرد لنمط حياتو بحيث يككف مصم عمى تحقيؽ أقصى سيطرة عمى انشطتو اليكمية كتقميؿ استيبلكو كنفقاتو بالنسبة : لػ Mazza ىي الحركة التي تتضمف عدة اتجاىات كثقافات الحياة البسيطة التقشؼ تقميص )2( االستيبلؾ نمط حياة المستدا. )3( بالنسبة ػؿElgin البساطة الطكعية ىي مجمكعة مف أساليب الحياة تتميز بػ : بساطة خارجية كغنى داخمي ايجاد تناسؽ كتناغ بيف األكجو الداخمية كالخارجية لمحياة القضاء عمى الجكانب السطحية لمحياة مف أجؿ ا لحفاظ عمى الكقت كالطاقة لتطكير الجكانب الجكىرية. عال االجتماع Etzioni يضيؼ كيؤكد ب أف البساطة الطكعية ىي أكبر مف أف تككف مجرد حركة ضد االستيبلؾ فيي البحث بطريقة مقبكلة سياسيا عف العيش في مجتمع مستدا كيؤكد عمى أنيا مفيك معقد ألنيا تعنى بتغيير أنماط الحياة كاقترح ثبلث أنماط مف األ شخاص البسطاء حسب درجة )4( انخ ارطي كالت ازمي : البسطاء( downshifters ) الذيف يقمصكف مف حج استيبلى كدخمي مف دكف احداث تغيي ارت - عميقة في أسمكب حياتي. 1 - Nil Ozcaglar Toulouse, op cit, p 27. 2 - idem, pp 27-28. 3 - idem,p 28. 4 - idem, pp 28-29. ~132~

البسطاء بقكة: كى الذيف يعيدكف ىيكمة حياتي بطريقة كبيرة كيشير لؤلشخاص الذيف ا أساس - لي ميف ذات ارتب كلكف مرىقة يقرركف االنسحاب بح ياتي نكعا ما أم بمكاسب أقؿ كانفاؽ أقؿ كيككف لي كقت أكبر لمترفيو كالتنزه. البسطاء بالكامؿ : الذيف يرفضكف تماما النزعة االستيبلكية فمسفة متماسكة أك أخبلقيات - الحياة يقرركف العيش في المدف الصغيرة أك في االرياؼ مف أجؿ تبسيط حياتي كىناؾ العديد مف التنظيمات ليذه الحركة خاصة في العال الغربي فنجد مثبل في كيبؾ )كندا( مجمكعة البساطة الطكعية لكيبؾ )1( )GSVQ( التي تعتبر البساطة الطكعىة بأنيا : - حركة اجتماعية تسعى لمعالجة مشاكؿ متعددة في المجتمع متعمقة مف جية باالف ارط أكالزيادة )االف ارط في االستيبلؾ االف ارط في الؽ ركض االف ارط في العمؿ االف ارط في استغبلؿ المكارد...الخ( كمف جية أخرل الحرماف مف )الكقت الصحة البدنية كالذىنية العبلقات االنسانية المتناغمة الركحانية..الخ(. البحث عف التكازف في تحقيؽ السم كالكئا عمى المجاؿ الفردم كالجماعي كتحقيؽ الغاية - بالكصكؿ الى ستكل الحكمة. التنمية الشخصية مف أجؿ الحد مف الفكضى- المادية كغير المادية- التي تشكش عمينا - كتصرفنا عف تطمعاتنا العميقة ك أف نككف أكثر اتساقا مع قيمنا. - تنمية اجتماعية مف خبلؿ ممارسات جماعية تيدؼ الى تحقيؽ مجتمع مستدا قائ عمى العدالة االجتماعية كالتضامف كاالحت ار الضركرم لمطبيعة. - البساطة الطكعية ليست جديدة أك ت ارجع لمك ارء ليست طائفية أك دينية ال تبحث عف الكماؿ كال الحك عمى األخريف أك ىي مصدر ازعاج لبلقتصاد. 1 - www.gsvq.org, consulté le : 01/04/2014. ~133~

حركة البساطة الطكعية ىي متعددة االتجاىات كالبدائؿ مثؿ: البيئة اعادة التدكير كاالسترجاع - االستيبلؾ العقبلني المسؤكؿ الز ارعة العضكية التنمية الشخصية كالركحية...كما الى ذلؾ. Casseurs ( كفي فرنسا نجد أتباع عد اؿ فكم )décroissance( كمكافحة االعبلف كالتي تحمؿ اس بحيث تعتبر الناطؽ باس ىذه الحركة مبدأىا : " اعادة اكتشاؼ متعة العيش عف طريؽ ) la Pub الحد مف احتياجاتؾ المقاكمة غير العنيفة ىي البساطة الطكعية أية متعة ستجدىا عندما تعيش متحر ار بالتخمي عف السيارة كالتمفاز كالياتؼ النقاؿ كالثبلجة كغيرىا مف المكاد التي يفرضيا االعبلف أية سعادة عند تنمية الذات كالعبلقات االجتماعية كانتحار النمك االقتصادم إذا ارفض التبلعب كالمضاربة التعبئة ك االعبلف ككنكا أط ارفا فاعميف في حياتنا ساىمكا في عد النمك الذم يضمف )1( االستدامة يعيش الكفاء االعتداؿ يعيش التقشؼ السعيد". إف ركاد ىذا التيار يأكدكف عمى ضركرة تحكؿ المستيمؾ السمبي الى مكاطف فعاؿ كمسؤكؿ مف خبلؿ التعبير عف اختيا ارتو لنمط الحياة ك االستيبلؾ ىذا المكاطف المسؤكؿ ال ينظر اليو "كمحكك" " بؿ يجب أف يككف "كحاك" لو قكة كنفكذ ناتج مف سمطتو الش ارئية" كىناؾ العديد مف األفكار لتحقيؽ ذلؾ منيا: االمتناع عف االستيبلؾ في بعض الحاالت اعادة تقيي االحتياجات كالرغبات تقميص االستيبلؾ حيث تككف لمنكعية االسبقية عف الكمية أيضا بالبحث عف بدائؿ في الش ارء أك استخدا المنتجات إليجاد حمكؿ مقبكلة نسبيا اجتماعيا كبيئيا كثقافيا ركاد ىذا الفكر يريدكف تحقيؽ ىدفيف : )2( العيش بطريقة جيدة كأف ارد أك كمكاطنيف كالمشاركة في بناء مجتمع مستدا. كلقد حدد 09 Burch )3( خصائص ليذا التيار : - نبذ ثقافة االستيبلؾ 1 - Rémy E. (2004), De Que Choisir? à Casseurs de Pub: L émergence de nouvelles figures consuméristes, Actes des 9èmes Journées de Recherche en Marketing de Bourgogne, Dijon (4-5 Novembre 2004). p 19. 2 -Anne Marchand, Pierre De Coninck et Stuart Walker. Op cit, p48. 3 - idem, p 49. ~134~

االستقبللية المبنية عمى الكعي االجتماعي م ارجعة اختيا ارت االستيبلؾ كتفضيؿ أنماط صديقة أكثر لمبيئة تبنى نيج كاعي كمدركس لمحياة بدال مف سمكؾ غير كاعي كمتيكر كمندفع كمتسرع اختيار االنشطة اؿ تي تعزز التنمية البشرية تطبيؽ مبادئ تعكس سبيبل صحيا شامبل التعاكف الكعى كالحياة الركحية انشاء عبلقات تبادلية غير عنيفة كرحيمة كمستدامة بيف األف ارد تسي في تحقيؽ الرفاه الفردم - - - - - - - - كالجماعي. كفي اطار التأكيد عمى ضركرة تحمؿ المسؤكلية كمكاطنيف يعتنؽ األ ف ارد طكعيا اتجاىات كمكاقؼ كأنماط حياة تعزز انماط االستيبلؾ المستدامة كعند القيا بذلؾ فإف المكاطنيف يشارككف بفعالية كايجابية في مشركع أكبر كىك التنمية المستدامة. المقاطعة : تعتبر المقاطعة ظاىرة ذات تأثير كبير في ظؿ تطكر تكنكلكجيات Le Boycott - 3 االعبل كاالتصاؿ فالمقاطعة تظير الجانب السمبي لبلستيبلؾ المسؤكؿ كبمثابة عمؿ ايجابي في مجاؿ االستيبلؾ. كفي تحديد لمفيك المقاطعة يجب التمييز بيف سمككيف يتخذىما المستيمؾ في عممية الش ارء : فيي األكؿ المقاطعة كعممية مقاكمة ايجابية Buycott تيدؼ لمدفاع عف المصالح البيئية كاالجتماعية عممية تشجع المؤسسات التي ليا ممارسات ايجابية مف خبلؿ ش ارء منتجاتيا كالتي تسمى المنتجات الممتزمة )العنصر المكالي( أما الثاني بمفيك فيك العكس بحيث المقاطعة ىنا كما يعرؼ ىا Boycott بأنيا Laidler "جيكد منظمة لجذب كاقناع اآلخريف لقطع عبلقاتي ة االقتصادم كاالجتماعية مع أط ارؼ ~135~

." أخرل" بالنسبة لػ Smith "استعماؿ المستيمؾ بطريقة منظمة لسمطتو في االمتناع عف االستيبلؾ " بالنسبة لػ Friedman الرفض الجماعي لش ارء سمع كخدمات مؤسسة ما أك مكزع ما لو ممارسات )1( تجارية أك اجتماعية تعتبر غير صحيحة". كمنو فإف أى العناصر التي تتضمنيا المقاطعة بمفيكميا الثاني تتمثؿ في: كسر العبلقة التجارية مف طرؼ المستيمكيف مف خبلؿ عممياتي الش ارئية بطريقة جماعية بطريقة منظمة مف خبلؿ جماعات رسمية أك جماعات عفكية ظرفية. بالنسبة لػ Kozinets et Handelman يؤكداف عمى جانبيف مف جكانب المؽاطعة: األكؿ أنو يميؿ لمسمكؾ "الفردم" بحيث انيا تسمح بالتعبير عف "التفرد" لمشخص كعد االمتثاؿ )عممية خارجية ) كالجانب الثاني يتمثؿ في سمكؾ "التحكؿ األخبلقي مف خبلؿ الكصكؿ الى السمك االخبلقي )عممية ذاتية( بصفة عامة يمكف القكؿ أف المقاطعة تعتبر كمحاكلة األفر اد ك المجتمع لفرض الرقابة عمى )2( عال األعماؿ. ىناؾ العديد مف التكجيات في انشاء المقاطعة بحيث يمكف أف تككف لسبب محدد )االحتجاج عمى ق ار ارت حالية لممؤسسة ) أك لمتعبير عف مطالب أكثر عمكمية )االحتجاج ضد المجتمع االستيبلكي كالتكجيات االحتكارية لم أرسمالية( كما انيا قد ال تكجو مباشرة الى المستيدؼ الذم يجب عميو تغيير ممارساتو بؿ يمكف أف تككف ىناؾ مرحمة كسيطة حتى يككف ىناؾ نكع مف الضغط عمى 1 -Karine Depardon, Catherine Papetti,(2013) : Influence du consommateur socialement responsable sur l'engagement éco-citoyen des entreprises: le cas CarrotMob, Working paper n 3-2013, Laboratoire REGARDS (EA 6292), Université de Reims Champagne-Ardenne, France, pp 2-3. 2 - Nil Ozcaglar Toulouse, op cit, p35. ~136~

المستيدؼ. بصفة عامة فإف األسباب الرئيسية الكبرل التي تحث المستيمكيف عمى المقاطعة حسب )1( Fourest يمكف شمميا في النقاط التالية : سياسة دكلة ما )مقاطعة المنتجات االس ارئيمية عمى خمفية القضية الفمسطينية كالشركات - األمريكية التي ينظر ليا كرمز لبلمبريالية األمريكية( الدفاع عف الصحة الدفاع عف البيئة عد االتفاؽ مع السياسات االجتماعية ك/أك االجرة لمشركة الدفاع عف الحيكانات ضد التجارب عليي مثبل أك استعمالي في انتاج منتجات الزينة كغيرىا التمييز الجنسي اك العنصرم - - - - - انتياكات - أخبلقية. يمكف تقيي المقاطعة مف خبلؿ عنصريف : فعاليتيا كنجاحيا ففعالية المقاطعة تقاس باالنخفاض في حج المبيعات لممنتجات المستيدفة أما نجاحيا فيقاس بمدل تحقيؽ االىداؼ السياسية المكضكعة. تجدر االشارة الى أف تحميؿ المقاطعة يت كفقا لئلىتمامات األ خبلقية لممستيمكيف كالتي تتعمؽ بعبلمة كاحدة خاصة بالمؤسسة اك بالمؤسسة ككؿ بحيث تؤكد د ارسة الميدانية لػ Burke, Milberg et Smith (1993) بأف المقاطعة يمكف أف تمس عبلمة كاحدة كال ت مس العبلمات االخرل لمشركة )حتى لك كانت العبلقة بيني معمكمة( غير اف ىذه الد ارسة شممت المؤسسات التي ليا منتجات كعبلمات متنكعة كجد متمايزة لذلؾ فاف ىذه النتيجة ال )2( يمكف اف تككف صحيحة في كؿ القطاعات. 1 -Fourest C, (2005) : Face au boycott - l entreprise face au défi de la consommation citoyenne, Edition Dunod, Paris, France, p45. 2 - Nil Ozcaglar Toulouse, op cit, p33. ~137~

2001 570 Evry كعمى سبيؿ المثاؿ العبلمة Lu قررت غمؽ مصنعيا كتسريح عامؿ في مارس حركة المقاطعة التي نظمت ل تستيدؼ فقط بؿ Danone )التي تعتبر كمسؤكؿ عف ىذا Lu التسريح بالرغ مف أرباحيا العالية ( فالمقاطعة استيدفت كؿ مجمع Danone كبالخصكص فرع منتجات األلباف ألنو يعتبر األكثر تمثيبل لممجمع كىك ما تسبب في انخفاض %10 مف مبيعات )1( المنتجات الطازجة. -ش ارء المنتجات الممتزمة اف المستيمكيف في اطار المقاطعة لي تكجو لعد ش ارء منتجات )2( : 4 لمؤسسات التي تعتبر في نظر المجتمع ليا ممارسات غير سميمة كبالتالي فإف عممية ش ارئي تكجو لش ارء كاستيبلؾ منتجات المؤسسات التي تعتبر جيدة في نظر المجتمع كبالتالي فإف ىذا الش ارء الممتز يعتبر كفرصة لتطكير المنتجات الممتزمة ليا قيمة اخبلقية مضافة. يعتبر Tey أبف عممية ش ارء المنتجات الممتزمة يدخؿ في إطار االستيبلؾ المسؤكؿ أيف يتطمب كجكد إد ارؾ ك كرغبة مف المستيمؾ لدع المقاصد التي يصبكا الييا المنت كج. كفي مختمؼ الد ارسات نجد ىناؾ نمكذجيف مف االلت از : االلت از بش ارء منتجات ليا خصائص بيئية كالتي تسمى في األ دب التسكيقي المنتجات الخض ارء كالثاني االلت از بش ارء منتجات ليا خصائص اجتماعية. بت ازيد الكعي البيئي العالمي ك المحمي طرحت في األسكاؽ العديد مف المف تجات الجديدة ت ازمنا مع بركز سمككات ش ارئية جديدة كميا تدمج االعتبا ارت البيئية ففيما يتعمؽ بالمكاد الغذائية مثبل فاألخذ ب االعتبا ارت البيئية نجده في جكانب: المزركع محميا الز ارعة العضكية ك /أك م ارعات المكاس )لتجنب التجميد كاالف ارط في استغبلؿ الطاقة ( أيضا نتجات مختمفة ذات تصامي بيئية كىي المنتجات الخض ارء تحمؿ مختمؼ العبلمات البيئية. 1 - Nil Ozcaglar Toulouse,op cit, p31. 2 - idem, p36. ~138~

ؼ في ظؿ تطكر تقنيات االتصاؿ كاالنفتاح العالمي ك الدكر الكبير الذم تمعبو المنظمات غير الحككمية مع تطكر معايير ك قكاعد التجارة األ خبلقية كالتي يجب عمى منظمات األ عماؿ احت ارميا )مثؿ حقكؽ اإلنساف تشغيؿ كاستغبلؿ األطفاؿ االحتياؿ العنصرية...( مع ت ازيد الكعى لدل المستيمكيف بضركرة االلت از االجتماعي كاأل خبلقي نجد تكجو است ارتيجي مف طرؼ المؤسسات نحك اب ارز القيمة االجتماعية ألعماليا في منتجاتيا مف أجؿ االستجابة لتكجيات المستيمكيف الذيف ملتزمكف اجتماعيا مف خبلؿ ش ارء منتجات الشركات التي تتحمؿ مسؤكلياتيا االجتماعية كتمارس تجارة أخبلقية كعادلة فمنتجات ىذه األخير تسمى منتجات ذات خصائص اجتماعية. المطمب الثالث: االستيالك في إطار المنيج االسالمي ينظر االسبل لبلستيبلؾ عمى أنو أمر فطرم لبلنساف ككؿ ما كاف كذلؾ فبل يمف ع منو االسبل بؿ يقؼ منو مكقؼ الحث كالترغيب ذلؾ ألف بقاء االنساف ك استم اررية نكعو ليعمر األرض كيككف خميفة فييا كيعبد ا ال يتأتى إال باالستيبلؾ ك ؿىذا فاالستيبلؾ في نظر االسبل كمف ثمة نظر االقصاد االسبلمي أمر فطرم كديني لما م تكقؼ عميو مف مطمكبات دينية. - االستيالك وسيمة ال غاية وىو عبادة من العبادات: االستيبلؾ في الغرب ىك الغاية النيائية مف حياة 1 االنساف كفي إطار ذلؾ فإف الفرد يستيمؾ ما شاء بيدؼ المتعة الدنيكية حتى أصبح المستيمؾ في الغرب يقكؿ أنا مكجكد بقدر ما أممؾ ك أستيمؾ بينما االنساف المسم ك اف استمتع باستيبلكو إال : أف االستيبلؾ يبقى كسيمة كليس ىدفا في حد ذاتو فالمسم يستيمؾ ليعيش كىك يعيش ليعمر األرض كيعبد ا كيسعى في نيؿ الثكاب. إف االستيبلؾ في االسبل انما ىك استجابة ألمر ا عز كجؿ يا أييا الذين آمنوا كموا من )172 طيبات ما رزقناكم و اشكروا اهلل ان كنتم اياه تعبدون )سكرة البقرة آية كالمقصكد بالطيبات ~139~

نتاج العمؿ الطيب الصالح فقط أما الخبائث فيي نتاج األعماؿ غير اؿصالحة لذا فإف المسم عند استجابتو ليذه الدعكة باستيبلؾ الطيبات فقط يحقؽ أمريف أكليما ما يترتب ع ليو مف منافع مادية ( كثانييما مممكسة تقي حياة االنساف كتعمؿ عمى استم اررىا )تحقيؽ قيمة أخبلقية في دنيا األعماؿ تقكي االنساف لنفسو كجكارحو لتت العبادة بالشكؿ السمي الصحيح كبيذا يككف مف أبرز سمات المنيج االسبلمي في االستيبلؾ أنو عبادة مف العبادات الشرعية التي يتقرب بيا العبد الى ا تعالى كالعمؿ كفؽ أحكا الشريعة كتكجيياتيا. : -ضوابط االستيالك في االسالم كفي مجاؿ ضكابط االستيبلؾ االسبلمي األخذ بمبدأ االعتداؿ 2 كالترشيد الذم يعني االلت از بالكسطية كما في قكؿ سبحانو كتعالى اهلل والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )سكرة الفرقاف آية 67( كقكلو عز كجؿ وكموا واشربوا وال تسرفوا انو ال يحب المسرفين )سكرة األع ارؼ آية 31( كقكلو تعاؿل وال تجعل يدك مغمولة إلى عنقك وال )29 تبسطيا كل البسط فتقعد مموما محسو ار )سكرة االس ارء آية كبذلؾ يككف سؿكؾ المستيمؾ المسم بعيدا عف االف ارط أك التفريط فبل مجاؿ في االسبل لمقتير كالبخؿ ك لبلس ارؼ كالتبذير ألف االس ارؼ ىك الجيؿ بمقادير الحقكؽ أما التبذير فيك الجيؿ بمكاقع الحقكؽ ككبلىما يعني استيبلؾ األمكاؿ كاستخداميا في طرؽ غير مشركعة سكاء كاف ىذا االستخدا ؼم مباح ت تجاكز الحد فيو أك فيما ىك محر أصبل. كما أف مفيك المذة كالمتعة كالمنفعة - كالتي أدت في المجتمع االستيبلكي الغربي الى النزعة االستيبلكية المادية كما نتج عنيا مف أثار سمبية عمى البيئة كالمجتمع- ترتبط في االقتصاد االسبلمي بالحك الشرعي اتفاقا كاخت الفا ك إف مف الخطأ أف تكضع المذة كغاية قصكل لؤلفعاؿ االنسانية كما أف صيغ المفاضمة كفؽ النظرية االسبلمية ترتبط بإدخاؿ عامؿ الثكاب كاألجر في الحياة اآلخرة باعتباره احدل المؤث ارت عمى شكؿ المفاضمة كطبيعتيا كما أف اشباع حاجات اآلخريف ~140~

كالقيا بااللت ازمات العقائدية يدخؿ عامبل مؤث ار في سم المفاضمة كاالختيار في االقتصاد السبلمي في حيف تعتبر القيكد الشرعية عامبل مف عكامؿ اليداية كالتكجيو لتحقيؽ السمكؾ المتزف لممستيمؾ في )1( االقتصاد االسبلمي كىك ما يدؿ عمى مكانة اشباع المنفعة الركحية في سمكؾ المستيمؾ المسم. كما جاء في حديث لمنبي صمى اهلل عميو وسمم ركاه الترمذم عف أنس بف معاذ أنو قاؿ "من ترك المباس تواضعا هلل وىو يقدر عميو دعاه اهلل يوم القيامة عمى رؤوس الخالئق حتى يخيره من أ ي حمل االيمان شاء يمبسيا" كالزىد في االسبل حالة خاصة مف التعامؿ مع النع كالطيبات التي أب احيا ا تعالى لبني البشر ىذه الحالة ل تصؿ الييا جميع األفكار كاأليدكيكلكجيات الكضعية عمى إختبلؼ فمسفاتيا كطركحاتيا فيك يعني التنازؿ عف جزء مف سمة السمع االستيبلكية المحددة بحد الكفاية فإذا ما ت التنازؿ عف ىذا الحد الذم ىك القكا الى القدر المسمكح بو كىك حد الكفاؼ فإنو يمثؿ حالة مف أحكاؿ التربية الركحية في الفكر االسبلمي كالذم نجده في قكلو سبحانو كتعالى أعمموا إنما الحياة الدنيا 20( كقكلو لعب وليو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في األموال و األوالد )سكرة الحديد اآلية صمى اهلل عميو وسمم " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" أما إذا ت التنازؿ عف حد الكفاؼ بحجة الزىد فيذا ما ال تقره أحكا الشريعة ألنو يؤدم الى تعطيؿ كىدر المكارد البشرية بأبعادىا عف حمبة النشاط االقتصادم كالذم يتمثؿ في عمارة األرض )2( كما في قكلو تعالى يا أييا الرسل كموا من )51 الطيبات واعمموا صالحا )سكرة المؤمنكف آية اهلل زينة حرم من قل تعالى: ؽكلو كما في " )32 الرزق ) من والطيبات لعباده أخرج التي آية األع ارؼ كقكؿ النبي صمى ا عميو كسم إن اهلل يحب أن يرى أثر نعمتو عمى عبده " الترمذم كبيذه ركاه االستيبلؾ م طبر الحالة فكمما بالدخؿ 1 - عبد اللتار ابراهيم الهيتي المصدر سبق اكرا ص 422. 2 - المصدر نفله ص 420. ~141~

االمكانيات لديو لمف البخؿ أك التقشؼ يجكز كال السمع مف الفرد استيبلؾ يزداد الدخؿ ارتفع كالظركؼ. األساسية السمة ككانت المناسبة اإلنفاؽ في التكسط ىي لبلستيبلؾ كما أف االستيبلؾ في االسبل ييدؼ أكال الى تكفير االحتياجات األساسية لمفرد كالمجتمع كىي السمع الضركرية التي بيا يت حفظ الحياة كأداء الكاجبات كحماية المجتمع كتحقيؽ األمف كيجب أف يتعاكف جميع أف ارد المجتمع عمى تكفيرىا مع قيامي بأداء الحقكؽ عميي لمف يعكلكى مف اقربائي كجي ارني كقد جعؿ االسبل ذلؾ في مرتبة الجياد في سبيؿ ا نصرة لدينو كيقكؿ جؿل كعمى عمم ان سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في األرض يبتغون من فضل اهلل وآخرون يقاتمون في سبيل اهلل فاقرؤا ما تيسر منو وأقيموا الصالة وأتوا الزكاة وأقرضوا اهلل قرضا حسنا وما تقدموا ألنفسكم خير تجدوه عند اهلل ىو خي ار وأعظم أج ار واستغفروا اهلل إ ن اهلل غفور رحيم )سكرة المزمؿ آية 20(. كيقكؿ عميو الصبلة كالسبل " )1( ان األشعريين إذا أرمموا في الغزو أو أقل طعام عياليم بالمدينة )2( جعموا ما كان عندىم في ثوب واحد ثم أقتسموا بينيم في إناء واحد أنا منيم". و فيم مني مثؿ ىذه االستنتاجات المبنية عمى اآليات القرآنية كسنة محمد صمى اهلل عميو وسمم تعتبر اشارة تسبؽ بقركف كثيرة ما تحاكؿ النظريات االقتصادية ك االدارية كاالجتماعية المعاصرة الكصكؿ اليو )أك كصمت اليو( مف أف النزعة االستيبلكية ك االنفاؽ ال ازئد يؤدم في ظركؼ محدكدية العرض الى تضخ مف ث ارتفاع أسعار الفائدة في ا القتصاديات المبنية عمى الربا كما حصؿ في األ زمة 1 - هم قبيلة أبي موسى ااشعري. 2 - االمام الحافظ بن حجر العلقالني )2004(: فتح الباري شرح صحيح البناري ار المعرفة للعباعة والنشر: بيروت لبنان ص 130. ~142~

المالية العالمية 2008 أف االنفاؽ الناقص يؤدم الى الكساد كاالنكماش كمف ث الرككد كما كقع سنة )1( 1929 مما دفع جكف كينز الى التفكير ضمف سياسة االنفاؽ الحككمي لتعكيض انفاؽ األف ارد. 1 - بشير مصيعفي )2011(: ور الوسعية في تحقيق الللم االجتماعي- مالمح الوسعية في الللوك االقتصا ي لإلنلان المللم مجلة اارشا واالصالح اللداسي ااول الجزائر ص 28. ~143~

خبت خ ا فص إف التطك ارت البيئية في العقكد األخيرة أفرزت نقاشا جادا كحادا حكؿ عبلقة االستيبلؾ بالمشاكؿ البيئية التي تعيشيا الكرة األرضية فأصبح االستيبلؾ في صمب االىتمامات كالنقاشات الخاصة بالتنمية المستدامة عمى المستكل الدكلي إلى أف جاء االعت ارؼ الرسمي في قمة )قمة األرض ريك 1991( عمى أف أنماط االنتاج كاالستيبلؾ غير المستدامة تعتبر السبب الرئيسي في التدىكر الكبير كالمستمر لمبيئية. إف الت ازيد في الكعي عمى المستكل العالمي بضركرة تغيير أنماط االستيبلؾ الحالية كالتحكؿ إلى أنماط استيبلؾ مستدامة يستند إلى عدة حقائؽ رتبطة بت ازيد الضغكطات عمى البيئة كندرة المكارد فاإلنتاج العالمي اإلجمالي ازد بما يقرب مف سبعة أمثاؿ ما كاف عميو منذ 1950 حيث بمغ تريميكف دكالر في 2001 في حيف ازد عدد سكاف الكككب بأكثر مف الضعؼ حيث ارتفع إلى 46 مميار نسمة في كقد أدت ىذه االتجاه ات األساسية إلى حدكث زيادة سريعة في إنتاج.2001 6.2 كاستيبلؾ الطاقة كالمكاد كطائفة كاسعة مف السمع االستيبلكية. ازد لقؼد االستيبلؾ العالمي ؿ لنفط كانتاج الكرؽ بأكثر مف ثبلثة أمثاؿ ما كاف عميو منذ أكائؿ 60 الستينات في حيف ازد إنتاج األلمكنيك بأكثر مف خمسة أمثاؿ ما كاف عميو في المجمكع مميار مف المكارد تستخرج في كؿ سنة كىي %50 أكثر مف ثبلثيف سنة مضت. أصبح االستيبلؾ المستدا كمحكر أساسي كحجر ال ازكية في السياسات كالجيكد ال ارمية لتحقيؽ التنمية المستدامة سكاء عمى المستكل الدكلي أك المحمي كىك ما تحاكؿ العديد مف الدكؿ تبف يو كما ت تناكلو في الفصؿ ال اربع مف األجندة 21 التي تطالب دكؿ العال كالدكؿ المتقدمة بصفة خاصة مف تبنى سياسات تشجع عمى االستيبلؾ المستدا. ~144~

مقدمة الفصل عند الحديث عف دكر االستيبلؾ في الحفاظ عمى البيئة كتحقيؽ التنمية المستدامة كما تطرقنا في الفصؿ السابؽ فإف المقصكد ىك جميع التصرفات كالسمككات التي يقك بيا المستيمؾ عند قيامو بالعممية االستيبلكية كحتل يساى ىذا المستيمؾ في الحفاظ عمى البيئة يجب أف يككف سمككو االستيبلكي مكجو بيئيا. كيعتبر السمكؾ البيئي لممستيمؾ جزء مف األفعاؿ كالتصرفات كالق ار ارت التي يتخذىا المستيمؾ ) ( في حياتو اليكمية كفي حقيقة األمر أف اؿ سمكؾ البيئي لممستيمؾ سمكؾ المستيمؾ األخضر ال يختمؼ بشكؿ جكىرم عف سمكؾ أم مستيمؾ آخر كلكف االختبلؼ األساسي أف المستيمؾ األ خضر يأخذ بعيف االعتبار النتائج كاآلثار التي قد تحدثيا تصرفاتو كق ار ارتو االستيبلكية عمى البيئة. كما تعتبر د ارسة سمكؾ المستيمؾ البيئي جزء ال يتج أز مف د ارسة السمكؾ البشرم العا حيث تيت د ارسة سمكؾ المستيمؾ باألنشطة كالتصرفات كالق ار ارت التي يقك بيا المستيمؾ مف اشباع أجؿ حاجاتو ك رغباتو كفو اآلليات كالعكامؿ التي تؤثر في تمؾ التصرفات كالق ار ارت كبالتالي تتميز د ارسة السمكؾ البيئي لممستيمؾ بالصعكبة كالتعقيد اؿ ذم مميز طبيعة السمكؾ البشرم. السمكؾ البيئي لممستيمؾ سمكؾ أية مثمو مثؿ استيبلكي يتأثر بعدة عكامؿ كاف في ق كتحميمو كمحاكلة التنبؤ بو كاؿتأثير فيو يمر حتما عبر تحديد ىذه العكامؿ كالمؤث ارت كىك ما سكؼ نحاكؿ معالجتو في ىذا الفصؿ مف خبلؿ المباحث التالية: المبحث األكؿ : مدخؿ لد ارسة السمكؾ البيئي لممستيمؾ المبحث الثاني: الكعي البيئي كاتجاه محدد لمسمكؾ البيئي المبحث الثالث: العكامؿ المؤثرة في السمكؾ البيئي لممستيمؾ. ~146~

المبحث األول: ماىية السموك البيئي لممستيمك إف مساىمة المستيمؾ في الحفاظ عمى البيئة كتحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة تككف مف خبلؿ سمككاتو االستيبلكية كالش ارئية لذلؾ فإف السمكؾ البيئي ىك جزء ال يتج أز مف األ فعاؿ كالتصرفات كالق ار ارت التي يتخذىا المستيمؾ في حياتو اليكمية كفي حقيقة األمر أف اؿ سمكؾ البيئي لممستيمؾ أك سمكؾ المستيمؾ األ خضر ال يختمؼ بشكؿ جكىرم عف سمكؾ أم مستيمؾ آخر كلكف االختبلؼ األساسي أف المستيمؾ األ خضر يأخذ بعيف االعتبار اآل ثار السمبية أك التي قد تحدثيا ة االيجابي تصرفاتق كق ار ارتو االستيبلكية عمى البيئة. المطمب األول : تحميل ود ارسة سموك المستيمك تعتبر د ارسة سمكؾ المستيمؾ يتج أز جزء ال مف د ارسة السمكؾ البشرم العا كبالتالي تتميز د ارسة سمكؾ المستيمؾ بالصعكبة كالتعقيد الذم مميز طبيعة السمكؾ البشرم. مفيوم سموك المستيمك: المستيمؾ في جكىره ىك االنساف الذم يتعايش مع المجتمع كفي ظؿ بيئة - 1 مفتكحة كمتكاصمة لكي يبؽل كيستمر في الحياة كلكف عندما تطمؽ كممة مستيمؾ فاف تمؾ التسمية سكؼ ترتبط بمعنى مبلصؽ لو كىك االستيبلؾ أم أف الفرد يتعامؿ مع االخريف كمف خبلؿ السكؽ لمحصكؿ عمى ما يحتا جو مف سمع كخدمات كعمى كفؽ ما يمتمكو مف قكة ش ارئية لكي يبقى بديمكمة الحياة كعميو يمكف تعريؼ المستيمؾ عمى أنو "ذلؾ الشخص الذم يقتني البضاعة أك الخدمة بيدؼ اشباع حاجاتو المادية اك النفسية أك ألف ارد عائمتو" كىذا يعني ارتباط معنى المستيمؾ بعممية االستيبلؾ لبضاعة أك االنتفاع مف الخدمة التي ت ش ار ؤىا كليعاكد مرة أخرل الش ارء لبلستيبلؾ تبعا الى درجة حاجاتو مف جية كقدرتو المالية في تسديد قيمة تمؾ المشتريات مف جية أخرل. ~147~

كىنا البد مف القكؿ أف عممية االستيبلؾ ال تت بشكؿ اعتباطي بؿ ىي تعبير عف سمكؾ كعف سمسمة مف اإلج ارءات الداخمية لمفرد التي تقكده لمتصرؼ حياؿ اشباع الحاجة لذا فاف السؤاؿ المطركح ما ىك سمكؾ المستيمؾ مما ال شؾ فيو أف السمكؾ االستيبلكي ىك جزء مف السمكؾ االنساني كال يمكف اف ينفصؿ أك ينعزؿ عنو كىك يتأثر بالبيئة المحيطة كعمى ذلؾ فاف عممية اختيار المستيمؾ ؿلسمع كالخدمات التي يستعمميا ال يعكس فقط الخصائص الشخصية لمفرد كعضك في المجتمع بؿ أيضا المتغي ارت االجتماعية كالحضارية كالبيئية األخرل. يعرؼ السمكؾ بكجو عا "بأنو سمسمة متعاقبة مف األفعاؿ كردكد األفعاؿ التي تصدر عف االنساف في محاكالتو المستمرة لتحقيؽ أىدافو كاشباع رغباتو المتطكرة ك المتغيرة كذلؾ ىي األ فعاؿ كاالستجابات التي يعبر عنيا االنساف عف قبكلو اك رفضو لمحاكالت التأثير المكجية اليو مف عناصر )1( المناخ المحيطة بو سكاء كانت عناصر بشرية أك مادية". أما سمكؾ المستيمؾ بصكرة عامة يمكف تعريفو بأنو "كؿ التصرفات التي يبدييا فرد ما مف أجؿ ش ارء ك استعماؿ منتجات معينة ك المتضمنة لعممية ا تخاذ الق ارر " ك ذلؾ أنبو أيضا يعرؼ استخدا أك ش ارء البحث عف في المستيمؾ يبرزه الذم التصرؼ التي الخب ارت أك األفكار أك المنتجات حسب ىذا ك حاجاتو تمبي ك رغباتو ستشبع أنوا يتكقع )2( إمكانياتقالش ارئية المتاحة. مف المبلحظ في ىذه التعاريؼ السابقة أنيا تتفؽ عمى مسألة جكىرية تتعمؽ في أف تحديد سمكؾ المستيمؾ يت عمى أساس أنو مجمكعة مف التصرفات ك االنشطة التي تؤمف الحصكؿ عمى منتج ما إال أف تمؾ التعاريؼ أغفمت مسألة جكىرية تتعمؽ بطبيعة تمؾ التصرفات أك مسبباتيا كبناءا عمى ذلؾ يمكف تعريؼ سمكؾ المستيمؾ بأنو " ذلؾ التصرؼ النابع لدل المستيمؾ مف مجمكعة مف 1 - علي الللمي )1979(: الللوك التنظيمي مكتبة غريج مصر ص 55. 2 - محمد إبراهيم عبيدات )2012(: سلوك الملتهلك - مدخل استراتيجي العبعة اللابعة ار وائل للنشر: عمان اار ن ص 15. ~148~

المؤث ارت كالدكافع كالمحف ازت الداخمية كالخارجية كالمكجية نحك اشباع حاجتو مف سمعة أك خدمة أك )1( فكرة كعمى كفؽ مجمكعة مف المعايير كاالختبلفات التي تميزه عف غيره". كيعرؼ أيضا المستيمؾ سمكؾ التي ك الفرعية األنظمة مف مجمكعة فيو تفاعمي نظا باعتباره بشكؿ أساسي تتمثؿ الدكافع في اإلد ارؾ الشخصية التعم كاالتجاىات البيئة مع تفاعميا إلى إضافة )2( الق ارر...الخ. الصكرة تككيف إلى الذم يقكد بالشكؿ المحيطة المكقؼ في تعريؼ آخر لسمكؾ المستيمؾ نجد بأنو " مف جماعة أك ما فرد بقيا المرتبطة العممية تمؾ استخدا ش ارء باختبار األف ارد الق ار ارت اتخاذ عممية ذلؾ في بما ما خدمة أك ما منتج مف كالتخمص ىذه تحدد ك تسبؽ التي )3( التصرفات" في ىذا التعريؼ الذم يركز عمى جميع م ارحؿ العممية الش ارئية كاالستيبلكية نجد السمكؾ الذم يككف ما بعد ش ارء ك استخدا المنتج كالتخمص منو كنفايات أك ربما اعادة استخدامو كىك ما يكسع دائرة د ارسة السمكؾ االستيبلكي كيعطييا بعدا حيكيا نظ ار ألىمية ىذه السمككات في ظؿ التحديات كالرىانات الكبيرة التي يعيشوا العال بسب المشاكؿ البيئية الكبيرة. ما تحاكؿ أف تركز عميو ىذه التعاريؼ ىك أف : - سمكؾ المستيمؾ ينصب نحك اشباع حاجة أك رغبة كيتمثؿ بالحصكؿ عمى سمعة أك خدمة أك فكرة - سمكؾ المستيمؾ ال يتكقؼ فقط في الحصكؿ عمى السع كالخدمات التي مف المفترض أنيا تشبع حاجات المستيمؾ كلكف يتضمف التصرفات التي تحدد كيفية االختيار كاالقتناء كاالستخدا كالتخمص مف الفائض كالنفايات 1 - آلامر البكري أحمد نزار النوري )2009(: التلويق ااخضر العبعة العربية ار اليازوري للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص 102. 2 - عنابي بن عيلى )2003(: سلوك الملتهلك عوامل التأآلير البيئية الجزا اللاني يوان المعبوعات الجامعية الجزائر ص 65. 3 - فريد الصحن إسماعيل الليد )2001( :التلويق الدار الجامعية االسكندرية: االسكندرية مصر ص 145. ~149~

- السمكؾ الش ارئي لممستيمؾ ينبع مف خصكصية ذلؾ المستيمؾ كاختبلفو عف غيره مف المستيمكيف عمى كفؽ معايير خاصة تقكده ليذا السمكؾ - السمكؾ الش ارئي لممستيمؾ ينبع مف مؤث ارت كدكافع داخمية كمحف ازت خارجية تثيره باتجاه اقتناء السمع كالخدمات - سمكؾ المستيمؾ ىك نتيجة تفاعؿ بيف الخصائص الشخصية لمفرد مع بيئتو الخارجية. إف د ارسة سمكؾ المستيمؾ تعتبر جزء مف د ارسة السمكؾ البشرم كيتفؽ الجميع عمى أف )1( الممي ازت العامة لمسمكؾ االنساني تتمخص أساسا في النقاط التالية : - كؿ سمكؾ البد أف يككف ك ارءه دافع أك عدة دكافع - السمكؾ االنساني سمكؾ ىادؼ فمكؿ سمكؾ غرض ييدؼ اليو كالذم يحدد ىذا الغرض ىك حاجات الفرد كرغباتو جسدية كانت أ نفسية منعزال ك قائما بذاتو بؿ مرتبط بأحداث ك أعماؿ تككف قد - السمكؾ الذم يقك بو األف ارد ليس سمككا سبقتو ك أخرل قد تتبعو - السمكؾ في كثير مف األحياف يحدده البلشعكر اذ في كثير مف الحاالت ال يستطيع الفرد أف يحدد األسباب التي أدت بو الى أف يسمؾ سمككا معينا - السمكؾ عممية مستمر كمتصمة فميس ىناؾ فكاصؿ تحدد بدء كؿ سمكؾ كال حتى نيايتو فكؿ سمكؾ جزء أك حمقة مف سمسمة مف حمؽ ات متكاممة مع بعضيا البعض كمتممة لبعضيا البعض - السمكؾ مرف كيعني ذلؾ أف السمكؾ يتعدؿ كيتبدؿ طبقا لمظركؼ كالمكاقؼ الفرد المختمفة التي يكاجييا - صعكبة التنبؤ بالسمككيات كالتصرفات التي يأتييا الفرد في غالبية االحياف إف ل يكف جميعيا. ~150~ 1 - عنابي بن عيلى المصدر سبق اكرا ص 12.

)1( كما يمكف تصنيؼ السمككات حسب التقسيمات التالية : يمكف أف يأخذ السمكؾ أحد اؿشكميف : - سموك ضمني مستتر أك باطني غير مممكس كال يمكف مشاىدتو مثؿ التفكير االد ارؾ كالتأمؿ. - سموك ظاىري حسي مممكس كىك التصرفات كاألفعاؿ الظاىرة التي يمكف مبلحظتيا ف الخارج كاألكؿ الش ارء كالبيع...الخ. كأيضا يمكف تقسي السمكؾ حسب طبيعتو الى: - سموك فطري غريزم كىك السمكؾ الذم غالبا ما يصاحب االنساف منذ ميبلده مف دكف الحاجة الى تعم اك تدريب مثؿ بكاء الطفؿ لمحصكؿ عمى الطعا ييدؼ إلشباع الحاجات الفطرية. - سموك مكتسب يتعمق الفرد مف خبلؿ تفاعمو مع البيئة التي يعيش فييا كمف خبلؿ م ارحؿ حياتو المختمفة )التدخيف ممارسة الرياضة...( إلشباع حاجات مكتسبة. أما مف ناحية الشكؿ العددم فيمكف تصنيؼ السمكؾ الى األنكاع التالية: - السموك الفردي: كيمثؿ االستجابة الفرد لمنبو خارجي معيف كىذه اال ستجابة تختمؼ مف فرد آلخر كتختمؼ عند الفرد نفسو كذلؾ حسب م ارحؿ عمره كتفاعمو مف البيئة. - السموك الجماعي ك يتمثؿ بقدرة الجماعة عمى تطكير قكاعد كعادات سمككية بصكرة تمقائية كىك السمكؾ الذم يخص مجمكعة مف االف ارد كليس الفرد بمفرده كاألسرة كأصدقاء النادم اك المدرسة...الخ. -نماذج تفسير سموك المستيمك : ال شؾ بأف زيادة االىتما بد ارسة سمكؾ المستيمؾ أدت الى ظيكر 2 : عدد مف النماذج المبنية عمى تكجيات نظرية مختمفة مثؿ عم النفس ك عم االجتماع كاالقتصاد...الخ كالتي حاكلت في السمكؾ لدل المستيمكيف كتفسيره كيعتبر النمكذج ذ لؾ التمثيؿ 1 - كاسر نصر المنصور )2006(: سلوك الملتهلك - مدخل االعالن- العبعة ااولى ار الحامد للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص ص 60-59. ~151~

المبسط لكاقع ظاىرة ما مع تبياف أى المتغي ارت ككذا طبيعة العبلقة المكجكدة بيف مختمؼ عناصر الظاىرة ككيفية تفاعميا كبغية تفسير سمكؾ المستيمؾ جزئية كنماذج شاممة: برزت عدة نماذج يمكف تصنيفيا الى نماذج النماذج الجزئية: كىي النماذج التي تعتمد عمى عامؿ أك عامميف في تفسير سمكؾ المستيمؾ - -1 2 كق ارره الش ارئي فمنيا التي تركز عمى المدخؿ االقتصادم كمنيا مف تركز عمى المدخؿ النفسي كمف أىميا: -نموذج أ )1( :Lancaster يعتبر االقتصاديكف أكؿ مف حاكؿ د ارسة ك تحميؿ سمكؾ المستيمؾ كالكقكؼ ع لؿ العكامؿ المؤثرة عميو ابتداءا مف الى Lancaster حيث اني اعتمدكا عمى مفيك A.Smith العقبلنية كاعتبركىا األساس في د ارسة سمكؾ المستيمؾ االعتبار لدخؿ بعيف األخذ مع بحيث الفرد إشباع لحاجاتو أكبر عمى الحصكؿ أجؿ مف بإنفاقو يقك محدكد دخؿ لو األخير ىذا أف يرياف. السائدة األسعار ك المنفعة إ ازلة عمى اعتمادا ذلؾ ك كرغباتو ظير نمكذج بداية السبعينات كاعتبر بمثابة نظرية حديثة لمطمب يمكف تطبيقيا Lancaster لمعالجة بعض المشاكؿ التسكيقية كفؽ ىذا النمكذج يقك المستيمؾ بتقسي المنتجات كذلؾ مف خبلؿ المنافع كالخدمات التي سكؼ يحصؿ عمييا مف ىذه المنتجات مف ث يقك بتقدير مستكل ىذه المنافع بمستكل االشباع كالرضا الذم سكؼ يحصؿ عميو كيعتمد في ذلؾ عمى ىذه المنافع كيعتبرىا القاعدة األساسية التخاذ ق ارر الش ارء إف المستيمؾ كفؽ ىذا النمكذج يقك بالبحث عف الخصائص المطمكبة كالتي تحقؽ لو مستكل الرضا المنتج مف ىذا نجد ما يمي: كاإلشباع كعمى ضكئوا يتحدد سمككو االستيبلكي كال يقك بالبحث عف 1 - محمو جاسم الصميعدي ر ينة علمان يوسف سلوك الملتهلك العبعة ااولى ار المناهه للنشر والتوزيي: عمان االر ن ص ص 23-22. ~152~

الكبلسيكية فإف المنفعة تككف عمى النحك التالي: - بالنسبة لمنظرية بحيث أف ) n (x 1 x تمثؿ الكمية المستيمكة مف كؿ منتج. U=U(x) - بالنسبة لمنظرية االقتصادية الحديثة المنفعة تككف عمى النحك التالي: بحيث أف ) n (z 1..z تمثؿ كمية الخدمات التي يحصؿ عمييا الفرد مف خبلؿ استخدا U=U(z) المنتجات. إف ىدؼ المستيمؾ ىك الحصكؿ عمى أعمى مستكل ممكف مف االشباع كالذم يحصؿ عميو في ضكء دخمو كسعر المنتجات مف خبلؿ حصكلو عمى الخصائص التي تحقؽ لو االشباع فجميع عناصر اتخاذ الق ارر يرتبطكف بمدل اد ارؾ خصائص المنتج كأف ىذا االد ارؾ يختمؼ مف مستيمؾ آلخر كذلؾ حسب المعمكمات التي يحصؿ عمييا كعمى قدرتو عمى التحميؿ كالتفسير كاالنتقاء كعمى تفضيمو الذم يحدد كفؽ دالة المنفعة. : Freud -نموذج فرويد ب تعتمد ىذه النظرية في تحميميا لمسمكؾ االنساني عمى عدة مبادئ أىميا أف االنساف يرث عدد كبير مف الخصائص ك أف سمككو يتأثر بيذه الخصائص الك ارثية كاف تأثير البيئة يتمثؿ أساسا في الفترة ا ألكلى مف حياة اال نساف كيعتقد فركيد أف الحاجات االنسانية تظير عند مستكيات مختمفة مف الشعكر كىي غير ؿ لمبلحظة قابمة اؿمباشرة انما يستدؿ عمييا عف طريؽ التحميؿ النفسي حيث يبيف فركيد أف ىناؾ ثبلثة أج ازء لنفسية االنساف: - البلشعكر أك العقؿ الباطف: كيقصد بيا ذلؾ الجزء الذم يخزف فيو الفرد دكافعو القكية الممحة - الذات أكاألنا : كىك المركز الكاعي المخطط لمتنفيس عف االنفعاالت الداخمية - الذات العميا: ىي حصيمة القيمة كالقكاعد السمكؾ كالضمير التي تساعد الذات عمى التصرؼ السمي المقبكؿ اجتماعيا. ~153~

كتحرص الذات داخؿ االنساف عمى التصرؼ طبقا لتعميمات الذات العميا كاال تعرضت لمشعكر بالذنب بأخرل أك بطريقة كقد ترتب عمى د ارسة نمط التفاعؿ كمظاىرة سمككية بيف ىذه العناصر الثبلثة ما بد ارسات يعرؼ كنظريات الدكافع كالشخصية مف كجية نظر التحميمي النفسي. تشير نظرية التحميؿ النفسي الى أف سمكؾ االنساف يرجع إما لدكافع مدفكنة لديو أك لدكافع ال يدركيا كلكنيا مؤثرة عمى سمككو في نفس الكقت لذا يتطؿب تعميؿ سمكؾ الفرد تحديد لكؿ مف الدكافع المدركة )الشعكرية( اؿمدركة كغير )البلشعكرية( التي تدفع الفرد ليذا السمكؾ كمف ىنا ظيرت د ارسات )1( كنظريات الدكافع. :Fiblin نموذج فيبمين ج- كىك عبارة عف النمكذج االجتماعي النفسي مف الخمفية فبالرغ االقتصادية الجيدة ؿىذا العال إال أنو قد خرج عف المفيك االقتصادم لتفسير سمكؾ المستيمؾ حيث نظر إلى المستيمؾ كمخمكؽ اجتماعي كىذا المخمكؽ االجتماعي يكاجو أشكاال عدة مف الضغكط النابعة مف ثقافتو العامة كمف معايير محددة مف ثقافتو الفرعية كمف جماعات االتصاؿ التي ترتبط بحياتو اليكمية حيث تتعدد رغباتو كسمككيات المستيمؾ بانتمائو الى الجماعات الحالية كتطمعاتو لمجماعات المستقبمية كال يمكف تفسير سمكؾ الفرد اذا اقتصرنا عمى النظر اليو كفرد مستقؿ بذاتو ألنو مخمكؽ اجتماعي متأثر بما يحيط بو كبالتالي فإف ىذا سيؤدم الى اختبلؼ في سمكؾ األ ف ارد عمى أساس ما يتطمعكف اليو كما يسعكف الى تحقيقو. كلتكضيح ذلؾ أجرل ىذا العال تحميبل لسمكؾ طبقة معينة في المجتمع ث حاكؿ تعمي ذلؾ لتفسير مختمؼ الطبقات االجتماعية أك الفئات عمى أساسو كقد كاف مثالو حكؿ الطبقة المرفية في المجتمع أك الطبقة المترفة حيث حا كؿ اف يشرح عمى أساسيا سمكؾ باقي الطبقات فتبيف أف معظ سمكؾ ىذه الطبقة االستيبلكي مدفكع بعكامؿ داخمية مثؿ التفاخر كالشيرة كحب الظيكر كحب الذات. 1 - أيمن على عمر )2006( قرااات في سلوك الملتهلك الدار الجامعية: االسكندرية مصر ص ص 77-76. ~154~

قد أكضح أف العكامؿ الذاتية التفاخرية ىي التي تكجو سمكؾ األف ارد في ىذه الطبقة عند بحثي عف بعض السمع كش ارئيا كاؿ تي يمكف أف تعكس ىذا السمكؾ مثاؿ ذلؾ ش ارئي المنازؿ الفاخرة )1( كالسيا ارت الغالية كالمميزة كالمبلبس ذات العبلمات المشيكرة. النماذج الشاممة : عمى عكس النماذج الجزئية التي تنسب سمكؾ المستيمؾ لنكع كاحد مف - -2 2 المؤث ارت تحاكؿ النماذج الشاممة ادخاؿ عدد كبير مف العكا ؿ االقتصادية كاالجتماعية كالنفسية لتحميؿ كتفسير سمكؾ المستيمؾ كتختمؼ أىمية كؿ نكع مف العكامؿ كعددىا ك أكلكيتيا نمكذج كؿ باختبلؼ باحث كنذكر أىميا: : يعتبر ىذا النمكذج أكؿ نمكذج عا لد ارسة )Engel et Blackwell - نموذج انجل و بالك ويل ( سمكؾ المستيمؾ فقد نشر 1968 أكؿ مرة في سنة كت تعديمو 1974 ليظير في شكمو االخير سنة )2( 1978 كيرتكز ىذا النمكذج عمى شرح ثبلث تكجييات في تحميؿ سمكؾ المستيمؾ : أ الك يقك بتحميؿ المتغي ارت التي تؤثر عمى الق ارر الش ارئي لممستيمؾ كذلؾ مف خبلؿ ثبلث مجمكعات: )مف التعرؼ المبلحظة الفي التقبؿ - الخصائص المتعمقة بالفرد - الخصائص المتعمقة بمحيطو االجتماعي - الخصائص المكقفية. يقك بتحديد الم ارحؿ التي تمر بيا عممية االد ارؾ كالحكافز الحفظ( كما قا ىذا النمكذج بد ارسة م ارحؿ الق ارر الش ارئي. كنقطة االرتكاز في ىذا النمكذج تتمثؿ في نقطتيف أساسيتيف: 1 - خالد عبد الرحمن الجريلي المصدر سبق اكرا ص ص 55-54. 2 - عنابي بن عيلى المصدر سبق اكرا ص 287. ~155~

معالجة المعمكمات بعد الحصكؿ عمييا كالمعمكمات التي يت معالجتيا في ىذا النمكذج ىي معمكمات مثيرة كمحفزة يمكف مقارنتيا بالمدخبلت في نماذج أخرل كعند معالجتيا فإف ىذه المعمكمات )المنبيات المحف ازت ) تعمؿ عمى التأثير عمى الق ارر الش ارئي لتحديد مدل االستجابة المطمكبة كالنقطة االساسية ىنا تتمثؿ في الكحدة المركزية أك كحدة الرقابة الداخمية المستخدمة في تكجيو البحث عف المعمكمات كمعالجتيا كتخزينيا ىذه الكحدة المركزية التي تتككف ذاكرة الفرد ذكائو كشخصيتو كاتجاىاتو. م ارحؿ اتخاذ الق ارر كالتي قسميا الى خمس م ارحؿ ك ىي : التعرؼ عمى المشكمة البحث عف المعمكمات تقيي البدائؿ السمكؾ كق ارر الش ارء ث تقيي نتائج السمكؾ. بصفة عامة نجد أف ىذا النمكذج ينطمؽ مف المنبيات كمدل تقبميا مف طرؼ المستيمؾ حيث يصؿ الى م ارحؿ الق ارر الش ارئي المختمفة كما ال ييمؿ تأثير العكامؿ البيئية سكا ء الذاتية الداخمية أك الخارجية عمى كؿ م ارحؿ الق ارر الش ارئي. كما أف نتائج السمكؾ في ىذا النمكذج تأخذ أحد الشكميف : الرضا بحيث أف المستيمؾ ال ارضي يقك بتخزيف المعمكمات عف الق ار ارت الش ارئية المستقبمية في ذىنو ليقك مرة أخرل بش ارء السمعة عينيا في المستقبؿ أك النتيجة تككف عد الرضا كالذم ينتج مف عد اقتناع المستيمؾ بالق ارر المتخذ كالذم يككف مصدره اما عد المعرفة بالبدائؿ االخرل أك عد الثقة بأف البديؿ الذم ت اخياره ىك البديؿ األكثر أىمية مف بيف البدائؿ األخرل )1(. : كىك مف الن اذج الحديثة ك االكثر شمكلية كتطكر في )2( - نموذج الصندوق األ سود Black Box سمكؾ المستيمؾ حيث قد العال النفساني Tort Levien كالذم كاف ميتما في تحديد كيفية تفاعؿ الحاجات الداخمية ك االفكار الخاصة بشخص ما مع العكامؿ البيئية لتحديد السمكؾ النيائي لممستيمؾ 1 - خالد عبد الرحمن الجريلي المصدر سبق اكرا ص ص 61-60. 2 - آلامر البكري أحمد نزار النوري المصدر سبق اكرا ص ص 106-105. ~156~

كفي نمكذج الصندكؽ االسكد التسكيقي يكجد عدد مف العكامؿ البيئية الخارجية المؤثرة في األ ف ارد الذيف يقكمكف بمعالجة المعمكمات في ظؿ العكامؿ الشخصية في حياتي كتقكد أخي ار الى عممية اتخاذ الق ارر لش ارء سمعة معينة كما يكضح الشكؿ )1-3(. كيتككف الشكؿ مف ثبلث مككنات أساسية األكؿ المتمثؿ بالعكامؿ الخارج ية المؤثرة في سمكؾ المستيمؾ مثؿ المزيج التسكيقي كىك يمثؿ ما تقك بو المنظمة مف جيكد تسكيقية لمتأثير في السمكؾ كالق ارر الش ارئي لممستيمؾ أما بقية العكامؿ الخارجية فيي العكامؿ المحيطة بالفرد كالمؤثرة في سمككو كىذه العكامؿ تؤثر عمى تفكير المستيمؾ كق ارره كىك المككف الثاني لمنمكذج حيث أف تعبير الصندكؽ األسكد ىك تعبير مجازم عف المستيمؾ لمداللة عمى صعكبة تحديد ما في ذىف الزبكف حيث تت المعالجة لممعمكمات المستممة كالتأثي ارت الناجمة بفعؿ المؤث ارت الخارجية كالتي تتفاعؿ مع العكامؿ الداخمية لمفرد مثؿ حاجاتو كرغبات ق كقيمو كشخصيتو كناتج ىذا التفاعؿ يتمثؿ في الق ارر كتحقيؽ االستجابة الممثمة لمجزء الثالث مف النمكذج كىذه االستجابة قد تتكج نحك الرغبة بذلؾ المنتج كالقيا بش ارئو أك عد الرغبة كعد القيا بالش ارء كاف تحقؽ قد يتكرر أك ال يتكرر أيضا االستجابة قد تككف اتجاىات كمكاقؼ الفرد اتجاه السمعة مثبل كأيضا قد تككف خبرة كمعرفة مكتسبة كبالتالي يمكف القكؿ أف االستجابة قد تككف سمككية اك عاطفية أك معرفية. ~157~

الشكل )1-3(: نموذج الصندوق األسود لسموك المستيمك العوامل الخارجية المعالجة: المستهلككصندوق أسود االستجابة -االراء والتوجهات -أرغب ال أرغب السلوك - أوافق/ ال اوافق - الشراء/ عدم الشراء - اختيار املنتج/ العالمة - توقيت وكيفية الشراء - تكرار الشراء - عدم تكرار الشراء - معاجلة املعلومات - احملفزات احلاجات والرغبات -خصائص املستهلك : الشخصية منط احلياة القيم واالجتاىات التعلم واإلدراك. -عملية اختاذ القرارات الشرائية : - املزيج التسويقي - العوامل االقتصادية و اجلغرافية - العوامل االجتماعية والثقافية -العوامل التكنولوجية -العوامل الشخصية املشكلة البحث عن املعلومات تقييم البدائل الشراء حل ا صذر: ثب ش ا جىش أز ذ ضاس ا ىس األسد ص 106. )2009( ا ذعى ك األخضش ا طجعخ ا عشث خ داس ا بصوس شش وا زىص ع: ع ب الثاني: المطمب تعريف وخصائص المستيمك األخضر قبؿ تحميؿ سمككات المستيمؾ اتجاه قضايا البيئة يجب أكال تحديد مف ىك المستيمؾ البيئي أك كما يسمى أيضا بالمستيمؾ األ خضر الذم يساى مف خبلؿ سمككاتو في الحفاظ عمى البيئة كمنو المساىمة في تحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة. - تعريف المستيمك األخضر: 1 منذ نشأة التيار االيككلكجي كمنذ الستينات ل يتكقؼ قمؽ األف ارد كمستيمكيف عند الحفاظ عمى المكارد الطبيعية مف أجؿ الحفاظ عمى الرفاىية المستقب لية ىذا القمؽ المت ازيد ت ارفؽ مع ت ازيد ما يسمى المستيمكيف الخضر كيفسر Skezenski ىذا الت ازيد في أعداد المستيمكيف الخضر كتأثيرى في السكؽ بقكلو: بأف الجيؿ األكؿ الذم تربى عمى احت ار البيئة كاعادة استعماؿ المكاد كاستخدا المكاد ~158~

غير الضارة بالبيئة قد دخؿ اآلف )1( الى السكؽ كمستيمؾ كاعي ك ارشد التصرؼ. كىك ما يعني أف ىذا النكع مف المستيمكيف أصبحكا كقكة دافعة لمنظمات األعماؿ مف أجؿ تحسيف أدائيا البيئي كمنو ك ارفعة أساسية في إطار تفعيؿ جيكد تحقيؽ التنمية المستدامة. إف مكضكع المستيمؾ األخضر أك كما يسمى أيضا المستيمؾ البيئي ت تناكلو بعدة معاني في إطار تيا ارت بحثية مختمفة : االستيبلؾ المسؤكؿ االستيبلؾ المستدا البساطة الطكعية المكاطنة البيئية لذلؾ نجد عدة تسميات ليذا المستيمؾ : المستيمؾ البيئي المستيمؾ consom action الميت ايككلكجيا المستيمؾ المسؤكؿ اجتماعيا ا لمستيمؾ المسؤكؿ بيئيا المستيمؾ الكاعي بيئيا المستيمؾ الكاعي اجتماعيا المستيمؾ-المكاطف المستيمؾ. consom acteur الفاعؿ كىك ما يبرز لنا مشكمة تحديد مف ىك المستيمؾ األخضر أك البيئي فالتكجو البيئي غير مكحد لدل جميع األف ارد بؿ يختمؼ مف فرد آلخر ليس مف الصحيح القكؿ أف المستيمؾ االخضر ىك المعني باالستيبلؾ االخضر لممنتجات كالخدمات فقط بؿ أيضا بعمميات انتاج ىذه المنتجات "الخض ارء" لضماف جكدتيا كاحت ارميا لمبيئة بؿ اف المعنى أبعد مف ذلؾ ليتسع كيشمؿ اىتما المستيمؾ بمختمؼ القضايا البيئية التي يتحسسيا كيعيوا كيشعر بمخاطرىا المستقبمية إف استمرت عمى )2( حاليا كيعمؿ بذات الكقت عمى االسيا بمعالجتيا مف خبلؿ سمككو االستيبلكي. يعرؼ المستيمؾ األخضر أك الكاعي بيئيا بأنو " المستيمؾ الذم يقك بش ارء Roberts (1996) السمع كالخدمات التي يدرؾ بأف ليا أثر ايجابي أك اثر أقؿ )3( سمبية عمى البيئة" ىذا التعريؼ يركز عمى التكجو البيئي لممستيمؾ األخضر كالبحث في أف تككف المنتجات التي يشترييا ال تحدث أض ار ار 1 - آلامر البكري )2012(: استراتيجيات التلويق ااخضر تعبيقات حاالت راسية راسات سابقة العبعة ااولى اآلراا للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص 208. 2 - آلامر البكري استراتيجيات التلويق ااخضر المصدر سبق اكرا ص 209. 3 - Dominique Marguerat and Ghislaine Cestre, (2002) : Le Consommateur "Vert"- Atittude et Comportement, Working Paper 0211, Institut Universitaire de Management International (IUMI) École des HEC Université de Lausanne, Suisse, p 9. ~159~

سمبية عمى البيئة بؿ أف تككف ايجابية كاألثر االيجابي يبرز عندما تككف المنتجات مف مصادر طبيعية مثبل. " كما عرؼ المستيمؾ األ خضر مف ازكية أخرل عمى أنو ذلؾ الفرد الذم يككف ميت بالبيئة كممتز بالقضايا التي تتناكليا كلو االستعداد لمتحكؿ مف منتج أك مجيز إلى آخر حتى إذا استمز األمر ألف يدفع سعر أعمى في سبيؿ الحصكؿ عمى سمع صديقة لمبيئة " ىذا التعريؼ امتداد لمتعريؼ األكؿ في التركيز عمى التكجو البيئي كالبحث عف منتجات صديقة لمبيئة كلكف الشيء المضاؼ ىك االستعداد لدل المستيمؾ لمتحكؿ مف مؤسسة ألخرل أك حتى دفع سعر أعمى في سبيؿ الحصكؿ عمى سمع صديقة لمبيئة )خض ارء( )1(. كفي تعريؼ آخر لممستيمؾ األخضر عرؼ عمى أنو " ؿا فرد الذم يأخذ الحذر الكاؼ لش ار ء المنتجات القابمة لمتحمؿ في التربة كليا القدرة عمى إعادة تدكيرىا كتككف امنة كلديو قمؽ نحك بقاء المكارد الطبيعية " ىذا التعريؼ ينظر في جكىره الى أف المستيمؾ األ خضر عند اتخاذه لق ارر الش ارء فانو ينظر الى السمات التي تتعمؽ بدكرة حياة المنتج مف حيث طبيعة المكا د المستخدمة في المنتج كمدل جكدتيا كتكافقيا مع المكاصفات البيئية ك أف ال تككف مصد ار خطي ار كمسبب ا إلحداث التمكث البيئي فضبل عف اتسا المنتج أك غبلفو بقدرتو عمى اعادة االستخدا أك التدكير أك تحممو في التربة )2( كدكف احداث ضرر بالطبيعة. كما يعرؼ ثامر البكرم اؿمستيمؾ األخضر بأنو البيئي الكعي ذك المستيمؾ أك الزبكف " يتعامؿ بشكؿ كالذم العميؽ أساسي ش ارء تجنب الى تدفعو كالتي بوا يؤمف التي القي عمى باالعتماد )3( بالبيئة مشككؾ شركة أم منتجات بتكجييا البيئي المضرة السمع استيبلؾ عد فقط كليس ىذا 1 - آلامر البكري استراتيجيات التلويق ااخضر المصدر سبق اكرا ص 209. ~160~ 2 - المصدر نفله ص 210. 3 - آلامر البكري )2006(: التلويق أسم ومفاهيم معاصرة العبعة ااولى ار اليازوري للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص 252.

التعريؼ يتعمؽ أكثر في العكامؿ المؤثرة في ق ارر الش ارء لممنتجات الصديقة لمبيئة كالمتمثمة في القي كالكعي البيئي الكبير كالذم يتضمف المعارؼ حكؿ البيئية المشاكؿ كمتطمبات حمايتيا كحكؿ الشركات ك المنتجات نفسيا الى باإلضافة مكاقفو فحك القضايا البيئية كىي العكامؿ التي تحدد السمكؾ الشارئي لممستيمؾ. عرؼ Elkington المستيمؾ األ خضر بتعريؼ شامؿ لجميع القضايا البيئية التي يمكف أف تسبيا عممية ش ارء المنتجات بأنو : الفرد الذم يتجنب ش ارء المنتجات التي تشكؿ خط ار عمى صحتو كمستيمؾ ك صحة المستيمكيف اآلخريف ك يمكف أف تشكؿ ىذه المنتجات ض ار ار كبي ار ع لى البيئة عند انتاجيا اك استخداميا أك إتاحتيا تستيمؾ الطاقة بدرجة غير مناسبة تتسبب في نفايات غير قابمة لمدك ارف تستخد مكاد مستمد مف مكارد ميددة باالندثار ك االنق ارض تنطكل عمى االستخدا القاسي )1( لمحيكانات تؤثر سمبا عمى بمداف أخرل. Webster عمكما كمما سبؽ يمكف القكؿ أف المستيمؾ االخضر حسب "الذم يأخذ بعيف ىك االعتبار العكاقب التي تترتب عف عممياتو الش ارئية عمى البيئة كالمجتمع" كبالتالي المستيمؾ االخضر ىك الذم تتأثر سمككاتو االستيبلكية بالقضايا البيئية كما أف البعد البيئي يندرج في جميع م ارحؿ الق ارر الشارئي كما أف المستيمؾ األ خضر ىك الذم يتميز بمستكل مف الكعي البيئي الذم يسمح لو بإدارؾ المشاكؿ البيئية كحمكليا كعكاقب سمككاتو كق ار ارتو الش ارئية عمى البيئة. 2 -خصائص وتصنيفات المستيمك األخضر: إف األف ارد مختمفكف في الخصائص كالصفات كالتكجيات كىك أمر جد طبيعي كه ك ما ينعكس في االختبلؼ في سمككاتي في الحياة اليكمية كخاصة االستيبلكية بذلؾ فانو مف البدييي أف نجد ىناؾ اختبلؼ كتبايف بيف المستيمؾ االخضر كالمستيمؾ التقميدم بؿ كحتى بيف المستيمكيف الخضر 1 - Elkington J, (1994): Toward the Sustainable Corporation- Win-Win-Win Business Strategies for Sustainable Development, California Management Review,vol 36,n= 2, pp 90-100. ~161~

انفسي كلقد كصؼ (1972) Cunningham Anderson et المستيمؾ المسؤكؿ اجت اعيا بأنو شخص Webster (1975) ناضج في متكسط العمر مكاف تو ك كضعيتو السكسيك- اقتصادية جد مرتفعة أما 1990 فيصكره بأنو شخصية مستقمة تنتمي لمطبقة العالية كالمتكسطة كمع ارض ثقافي في سنة اعتبرت د ارسة Environics Rechearch Group Ltd أف مستيمكي المنتجات الصديقة ؿؿ بيئة غالبيتي يرتادكف 40000$ مف النساء سني 55 أقؿ مف سنة درسكا في الجامعات كدخمي العائمي يفكؽ الحدائؽ كالمحميات االيككلكجية. كفي اطار تحديد خصائص كصفات المستيمؾ األخضر التي تميزه عف غيره مف المستيمكيف كىك ما مف شأنو أف يسيؿ األ مر عمى المؤسسات ذات التكجو البيئي في التعامؿ معي بشكؿ دقيؽ كمناسب نجد الخصائص التي حددىا المعيد الدكلي لمتنمية المستدامة في أمريكا لممستيمؾ األ خضر )1( كىي : - االلت از الذاتي كالكاضح بأساليب كنمط الحياة الخض ارء ارفض ألم ممارسات سمبية تمحؽ الضرر بالبيئة كأف يضع ممارساتو الحيات التحكي كالتقيي لكي ال تككف ضارة بالبيئة ية تحت مستكل - - البحث لمتعامؿ مع الشركات ذات التكجو األخضر كالتي تدمج مابيف مبادئيا الخض ارء التي تؤمف بيا كممارساتيا التسكيقية الفعالة كعبر منتجاتيا المقدمة - يسعى لمعمؿ عمى تحقيؽ حماية لمبيئة كذلؾ مف خبلؿ سمككو الش ارئي االستيبلكي كأف يككف تكجيو حقيقي في تعاممو مع منتجات خض ارء - لديو الرغبة في التعمي بما يخص القضايا البيئية كالتي تقكده أل التعامؿ مع مفردات الحياة اليكمية ف يككف سمككو أخضر في 1 - آلامر البكري استراتيجيات التلويق ااخضر المصدر سبق اكرا ص. 211 ~162~

- يمتمؾ مستكل معيف مف التعم كالثقافة كالمعرفة التي تقكده إلق ارر كتقيي األعما ؿ كالمنتجات كمدل تكافقيا مع البيئة. 1997-1990 في د ارسة لمعيد Roper Starch Worldwide تمت ما بيف في الكاليات المتحدة االمريكية حكؿ نمط الحياة المستيمكيف الخضر كتكصمت الدارسة الى تحديد 05 أصناؼ مف المستيمكيف نظ ار لسمككي اتجاه المشاكؿ البيئية كدرجة الت ازمي البيئي بحيث يتميز كؿ صنؼ )1( بخصائص كنمط حياة معيف : : True-Blue Greens أ -الخضر شديدو االخالص أك المستيمككف الخضر الحقيقيكف كيتميزكف بػ: -أكثر الت ازما في عدد كبير مف النشاطات البيئية كيعتبركف نشطاء كقادة -لي مركز اقتصادم كاجتماعي مرتفع -يشارككف في القضايا البيئية عف طريؽ المساىمات المالية كيتدخمكف سياسيا. ب -المشترون الخضر Greenback-Greens كيتميزكف بػ: -الرغبة في دفع أسعار عالية مف أجؿ الحصكؿ عمى منتجات صديقة لمبيئة -لي مركز اقتصادم كاجتماعي مرتفع كى أكثر شبابا -حتى كلك كانت مساىمتي المالية أقؿ مف سابقتي إال أني ليسكا أقؿ مف الفئات الباقية. ت -الب ارعم : Sprouts كتتميز ىذه الفئة بككنيا: -المجمكعة األ كثر عددا كيستطيعكف است ارتيجية االنضما الى الفئتيف السابقتيف مف خبلؿ المساعدة بتحركات -لي مستكل اقتصادم كاجتماعي مرتفع 1 - Dominique Marguerat and Ghislaine Cestre, op cit, p p 10-11. ~163~

-في بعض األ حياف تككف لي سمككات بيئية ثؿ اعادة التدكير كلكني ال يمتزمكف بأم نشاطات اجتماعية ارئدة في الجانب البيئي. ث -المتذمرون Grouser بحيث يتميز المستيمككف المتذمركف بػ: -أقؿ اىتماما بالمشاكؿ البيئية كال يتبنكف تقريبا أم سمككات بيئية -لي مستكل اقتصادم كاجتماعي أقؿ ارتفاعا. ج - الالمبالون Basic Browns بحيث نجد أف أى ما يميز المستيمككف البلمبالكف ما يمي: اىتما أم -ليس لديي بالقضايا البيئية -لديي مستكل اقتصادم ك اجتماعي منخفض جدا -اىتمامي األساسي يتمثؿ في اشباع حاجاتي اليكمية مثؿ تسديد الديكف. ىذا التصنيؼ لممستيمكيف الخضر اعتمد كأتفؽ عميو مف ؽبؿ العديد مف الباحثيف كالد ارسات التي انجزت في ىذا المجاؿ كما يبلحظ مف ىذه الد ارسات ىك االختبلؼ النسبي الحاصؿ في تحديد حج كؿ فئة مف فئات أك أصناؼ المستيمكيف الخضر الى المجمكع العا لممستيمكيف كما يتضح التبايف بيف د ارسة كأخرل كالجدكؿ النتائج يكضح الفىائية التي تكصمت الييا الد ارسات في تحديد )1-3( النسبة المئكية لتمثيؿ كؿ فئة مف الفئات السابؽ ذكرىا عمى المستيمكيف في الكاليات المتحدة األمريكية. ~164~

الجدول) 1-3 ( : التوزيع النسبي لممستيمكين في أمريكا حسب توجييم البيئي د فئخ ا غزه ى ا ذساعخ ا فبع خ ا ج ئ خ غزه ه Baverstan &Larsson 2009 Ginsberg & Btoom 2004 Robert 2000 Ottman 1993 %13 %11 %11 ا خضش شذ ذو االخالص %20 True-Blue Greens فبع ى ث ئ ب 1 %10 %6 %6 ا شزشو ا خضش %5 Greenback-Greens 2 %34 %31 %31 %31 ا جشاع Sprouts وعظ 3 %20 %19 %19 %9 ا زز شو Grouser ا ال جب ى غ ش فبع ث ئ ب %23 %23 %23 %35 4 5 Basic Browns ا صذر: ثب ش ا جىش ) 2012 ( اعزشار د بد ا زغى ك األخضش رطج مبد زبالد دساع خ دساعبد عبثمخ ا طجعخ األو اثشاء شش وا زىص ع: ع ب األسد ص 216. يبلحظ مف الجدكؿ )3-1( أف اؿفاعميف البيئيكف مف المستيمكيف لمفئة األكلى كعمى كالثانية %25 الرغ مف التطكر الحاصؿ في أني ال يمثمكف إال أعدادى بأحسف األحكاؿ سكل مف مجمكع المستيمكيف كتحتؿ الفئة الكسطى )الب ارع( النسبة األكبر إلى مجمكع التصنيفات الخمسة كبنسبة تصؿ الى الثمث تقريبا أما النسبة األكبر فكانت لممجمكعة غير اؿ فاعمة بيئيا ك التي تصؿ بمعدؿ عا الى تمثيؿ نصؼ المستيمكيف في أمريكا كىذا ما يعطي مؤشر عمى أف مفيك التسكيؽ االخضر ال ازؿ في م ارحمو االكلى رغ مركر ما يقرب مف 30 عا عمى طرحو كتبنيو في سكؽ األعماؿ. : 07 صنفت مجمكعة Groupe Angus Reid 1991 المجتمع الكندم الى فئات النشطاء مف السكاف(: )15% كى مف الشباب المتعمميف يتمنكف أف تككف لي السيطرة عمى المشاكؿ البيئية يعتبركف بأف المؤسسات كالحككمات يمكف أف تككف المبادرة لتحقيؽ التغيير المجتمعي. المتحمسون : كى المتفائمكف الذف معتبركف أف كضع حمكؿ لممشاكؿ البيئية يت بسبلسة )%16( لديي سمكؾ مثالي تجاه البيئة لديي ثقة كاعتماد عمى العم ك التكنكلكجيا كالتعاكف مع المؤسسات كالحككمات. ~165~

القمقون %13( : كى المتخكفكف كالذيف يمكمكف أنفسي اتجاه المشكبلت البيئية في يشعركف ( بالعجز عف اتخاذ اج ارءات كمباد ارت فردية حيث أني يدعمكف جميع التدابير الحككمية كى بحاجة الى مساعدة مف أجؿ تكجيو جيكدى كأعمالي. المتفائمون المتميزون )%19( : كى الفئة المتعممة ك المتطكرة كاثقكف مف ناحية استم اررية كككب االرض مستعدكف لدفع الماؿ أكثر لمحصكؿ عمى منتجات تح تر البيئة لكني أقؿ استعداد لتقدي تضحيات متعمقة بفمط حياتي. المستسممون لموضع )%15( : كى المتشائمكف نحك البيئة يعتقدكف اف الكضع ال Les fatalists رجعة فيو ال يؤيدكف االج ارءات التشريعية ألني عمى قناعة بأف الكضع ميؤكس منو كبدكف مخرج. غير المبالين كى ذكم : الدخؿ المحدكد كمستكل تعمي منخفض يركزكف عمى احتياجاتي )%13( الفيزيكلكجية. العدوانيين كى في متكسط العمر متطكريف كمحافظيف يتفاعمكف سمبا مع أية مبادرة بيئية : )%9( كيعتقدكف أف المشكبلت البيئية ال تكجد ك انما ىي تضخي مف النشطاء ك كسائؿ االعبل. مجمكعة كذلؾ قامت بتمييز 05 فئات انطبلقا مف قاعدة Environics Rechearch Group Ltd البيانات التي جمعتيا مف االستقصاء: المناضمون النشطاء )%17( يمثمكف المعارضيف الحقيقييف كالمتشدديف لكؿ أشكاؿ التمكث كى مستعدكف لمدفع أكثر مقابؿ المنتجات البيئية يعيشكف في المناطؽ الحضرية كى مف المتعمميف كذكم تأثير كنفكذ. المعتدلين لي اتجاىات عاطفية أقؿ مف الفئة االكلى )المناضمكف( استعدادى متكسط لدفع )%29( ثمف عالى لممنتجات البيئية ى في األ غمب مف النساء نقابييف مينييف مكظفيف في الكظائؼ العمكمية. ~166~

المترددون )%28( كى األشخاص المتناقضكف في مكاقفي اتجاه البيئة ى شباب مينييف كذ كم دخكؿ مرتفعة. المتشائمون )%11( ى الذيف يمنعكف أية تغيير في نمط حياتي في مف اؿتقاعديف الذيف يقضكف كؿ كقتي في المنزؿ كلي دخؿ ضعيؼ. ينكركف كيكفركف بكجكد مشاكؿ بيئية كيعتقدكف أف كسائؿ االعبل تضخ األ مر المنكرون 15% كى مف الذككر تقؿ أعمارى عف 25 سنة. المطمب الثالث: السموك البيئي لممستيلك اف مساىمة المستيمؾ في الحفاظ عمى البيئة كتحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة تككف مف خبلؿ سمككاتو االستيبلكية كالش ارئية لذلؾ فإف السمكؾ البيئي ىك جزء ال يتج أز مف األفعاؿ كالتصرفات كالق ار ارت التي يتخذىا المستيمؾ في حياتو اليكمية كالفرؽ بيف السمكؾ العادم كالسمكؾ المكجو بيئيا ىك أف المستيمؾ يأخذ بعيف االعتبار اآل ثار السمبية أك ة االيجابي التي قد تحدثيا تصرفاتو كق ار ارتو االستيبلكية عمى البيئة. - تعريف السموك البيئي لمم اؿسمكؾ ستيمك: البيئي لممستيمؾ أك سمكؾ المستيمؾ األ خضر ال يختمؼ 1 بشكؿ جكىرم عف سمكؾ أم مستيمؾ آخر كلكف االختبلؼ األساسي أف المستيمؾ األخضر قد يتأثر بمجمكعة مف العكامؿ بشكؿ يختمؼ عف غيره كىذا االختبلؼ نابع كبشكؿ أساسي مف ايماف ىذه الفئة مف المستيمكيف بمجمكعة )1( مف األمكر منيا : - أف البيئة تعاني مف مجمكعة مف المشكبلت المؤثرة عمى سبلمتيا كديمكمتيا - ىذه المشكبلت يجب التعامؿ معيا بأسمكب فاعؿ لمحفاظ عمى البيئة ~167~ 1 - آلامر البكري أحمد نزار النوري المصدر سبق اكرا ص 103.

- بإمكاف الفرد أف يشارؾ كلك بشكؿ يسير في حؿ تمؾ المشكبلت عبر تكجياتو االستيبلكية لمحفاظ ىك ما عمى البيئة ك أبعد مف ذلؾ - استعماؿ منتجات ذات خصائص كمكاصفات بيئية أفضؿ سيسي كبشكؿ أساسي في الحفاظ عمى صحة الفرد كالمجتمع. يعرؼ JL Giannelloni السمكؾ البيئي بتعريؼ عا " بأنو السمكؾ الذم يسمح بطريقة مباشرة أك غير مباشرة بتجنب تدىكر البيئة أك المساىمة في حماية ك )1( /أك تأىيؿ البيئة" كبالتالي فإف جميع السمككات التي يقك بيا المستيمكيف ك التي قد تساى بطريقة مباشرة أك غير مباشر في الحفاظ عمى البيئة كحمايتيا تدخؿ في إطار السمكؾ البيئم مف البحث كاختيار المنتجات الى كيفية االستعماؿ الى ما بعد االستعماؿ بالتخمص منيا كنفايا ت أك اعادة استعماليا كمنتجات مرة أخرل الى مقاطعة بعض المنتجات التي تككف طريقة انتاجيا ال تحافظ عمى البيئة الى فرز كاعادة تدكير النفايات الى المشاركة في التنظيمات الجمعكية لتكعية المستيمكيف..الخ مف السمككات كالتصرفات التي يمكف أف يقك بيا المستيمؾ كيككف ليا أثر عمى البيئة لكف ىذا التعريؼ العا ال يبرز العكامؿ المحددة ليذا السمكؾ أك ىذه التصرفات. كما يعرؼ سمكؾ المستيمؾ األ خضر بأنو " مجمكعة مف التصرفات التي تدفع الفرد نحك تفضيؿ المنتج ذم الخصائص البيئية عف غيره كالنابعة مف مجمكعة مف المتغي ارت كفي مقدمتيا كاآل ارء األفكار التي يحمميا أكالئؾ االف ارد كالتي تدؼ عى نحك ذلؾ السمكؾ" كالمبلحظ في ىذا التعريؼ أف المستيمؾ يساى بسمككو في حماية البيئة مف خبلؿ ش ارئو لممنتجات الصديقة لمبيئة كيت ذلؾ مف خبلؿ محاكلة جمع قدر كبير مف المعمكمات حكؿ الخصائص البيئية لكؿ منتج قبؿ تفضيمو عف غيره 1 - Giannelloni. J.L, (1998) : les comportements liés à la protection de l'environnement et leurs déterminants - un état des recherches marketing, Recherches et Applications Marketing, vol 13, n=2, p 66. ~168~

كمف ث ش ارئو كاستعمالو لذلؾ متأنكف فإني قبؿ اتخاذ الق ارر بش ارء منتج معيف كما أف عممية الش ارء كاآل ارء باألفكار مرتبطة )1( كبالتالي بالمعارؼ كالمكاقؼ التي يمتمكيا الفرد حكؿ القضايا البيئية. اجماال يمكف القكؿ أف سمكؾ المستيمؾ األ خضر يمت از بككنو حساس نسبيا حياؿ األ مكر البيئية بحيث أنو في بعض األحياف قد ينتفي تأثير بعض العكامؿ االخرل المؤثرة في سمكؾ المستيمؾ االعتيادم نتيجة ليذا التكجو فعمى سبيؿ المثاؿ قد ال يي المستيمؾ الفركؽ السعرية بيف المنتج التقميدم كالمنتج االخضر عمى الرغ مف أنيا قد تؤثر في سمكؾ المستيمؾ االعتيادم كبشكؿ كبير. بالنسبة لػ تعريؼ السمكؾ البيئي يت مف خبلؿ مدخميف : كالمكجو باألثر المكجو P C. Stern بالنية ففي التعريؼ المكجو باألثر فاف السمكؾ ىنا يعرؼ حسب درجة تأثيره ك احداثو تغيير في البيئة أم إلى أية مدل يمكف أف يككف السمكؾ مي مف الناحية البيئية: فالحفاظ عمى المكارد الطاقكية ك الطبيعية أك احداث تغير في دينامي كي ات النظ االيككلكجية مثبل ا ازلة الغابات أك التخمص مف النفايات المنزلية ىذه السمككات تحدث أث ار مباش ار عمى البيئة بينما كضع سياسات لمتنمية الدكلية أك سياسات بيئية كطنية كسياسات ضريبية فيعتبر سمكؾ مي مف الناحية البيئية كلكف بأثر غير مباشر )2( ألنو يعتبر كإطار الذم تحدث فيو السمككات التي ليا األثر المباشر عمى البيئة. بينما التعريؼ المكجو بالنية Intention أك القصد ليس نفسو المكجو باألثر كذلؾ مف ناحيتيف ىامتيف: ألنو يسمط الضكء عمى النية باعتبارىا قضية منفصمة عف السمكؾ كأف كجكد النية قد ال يؤدل بالضركرة الى أثر أم أف النية قد ال تتحكؿ الى سمكؾ لو أثر عمى البيئة إف ىذا التناقض المحتمؿ بيف واألثر البيئية ا نةلي البيئي أدل الى إثارة تساؤالت ىامة حكؿ المعتقدات كالقي التي يحمميا األف ارد حكؿ القضايا البيئة كمحددات السمكؾ البيئي لديي. 1 - آلامر البكري أحمد نزار النوري المصدر سبق اكرا ص 103. 2 - Stern. P C, (2008): Toward a Coherent Theory of Environmentally Significant Behavior, Journal of Social Issues, vol 56, n=3, p 408. ~169~

إف الجانبيف في تحديد مفيك السمكؾ البيئي ميميف مف جية تحديد السمكؾ مف كجية نظر األثر مي مف أجؿ تحديد كاستيداؼ السمككات التي يمكف أف تحدث اث ار عمى البيئة ك أيضا مف كجية نظر التي النية تركز عمى معتقدات الناس كدكافعي فيك مي مف أجؿ في السمكؾ ككيفية تغييره. إف الخاصية البيئية لمسمكؾ مرتبطة بعامميف أساسييف المعرفة الذاتية لممشاكؿ البيئية كالحساسية الشخصية لدل الفرد نحك ىذه المشاكؿ: معرفة الفرد - المعرفة الذاتية لممشاكؿ ذات الصمة بالبيئة : لممشاكؿ المتعمقة بالبيئة تؤثر بشكؿ كبير عمى سمككو البيئي في الكاقع كمما ت اعبل المستيمؾ حكؿ مشاكؿ التمكث تأثير بعض سمككاتو عمى البيئة سكاء االيجابي منيا أك السمبي كمما كاف اتجاىو نحك تبني سمكؾ صديؽ لمبيئة قكم. حساسية - الحساسية الشخصية لممشاكؿ البيئية : المستيمؾ لممشاكؿ البيئية تؤثر أيضا عمى سمككو ىذه السياسة تشكؿ مف خبلؿ قي الفرد مي ازت شخصيتو كأيضا الكسط الذم نشأ فيو. كمنو فإف السمكؾ البيئي خاضع قبؿ كؿ شيء لبلىتما البيئي كالذم يتحدد مف خبلؿ: - مجمكع المعارؼ المتعمقة بالجانب االيككلكجي - درجة العاطفة نحك البيئة )النية البيئية( كااللت از الفعمي )السمكؾ البيئي(. - مستكل االلت از المفظي كبذلؾ يمكف القكؿ أف السمكؾ البيئي ىك خاضع أك تابع لمجانب المعرفي )المعرفة الشخصية( كالجانب العاطفي الحساسية الشخصية( التي مف شأنيا أف تحفز نية السمكؾ أك السمكؾ كبالتالي ( فإف السمكؾ البيئي يتأثر بدرجة كبيرة بمستكل االىتما البيئم الذم يعتبر كاتجاىات تتشكؿ لدل الفرد نحك البيئة كالتي تتأثر بدكرىا بعدة عكامؿ ثقافية ك اجتماعية كنفسية كشخصية. ~170~

- ممي ازت السموك البيئي : إف السمكؾ البيئي بصفة عامة يتميز بكجكد فجكة أك فارؽ بيف السمكؾ 2 اؿمعمف أل "النية" كالسمكؾ الفعمي ىذه الخاصية ىي سمة البشر الذم لديو خاصية بعد القيا اك فعؿ كؿ ما يقكلو أك ينكم القيا بو كيمكف تفسير ذلؾ بككف السمكؾ البيئي يتميز بظاىرة االستحساف )1( كالتناقض االجتماعي كأيضا بارتباط السمكؾ البيئي بالخصائص الفردية. فالد ارسات حكؿ االىتا البيئي لدل األ ف ارد كجدت نفسيا في مكاجية الفجكة بيف النية البيئية كالقيا بالسمكؾ البيئي بعض األف ارد بقصد أك بدكف قصد قد يكذب أك يزيف الكاقع أك يبالغ في التقدير مف أجؿ أف يعطي صكرة ايجابية عف نفسو أك مف أجؿ ارضاء كعد اثارة االستياء مف طرؼ الغير كىك ما يدعى باالستحساف االجتماعي فالدارسات تؤكد أف %96 مف األكركبييف يؤكدكف عمى أف حماية البيئة شيء مي بالنسبة لي ك الفجكة بيف ىذا التعبير الصريح كالسمككات الفعمية يمكف مبلحظتيا بسيكلة في اطار االستيبلؾ المستدا عند مبلحظة سمة مشترياتي ككيؼ ية تسيير نفاياتي. أيضا السمكؾ يتميز بظاىرة تناقض اجتماعي فالفرد يكاجو تناقض اجتماعي ألنو في مكاجية اختيار بيف السمكؾ الذم يككف مربح لو شخصيا كسمكؾ أقؿ فائدة بالنسبة لو كلكنو يصب في المصمحة كالفائدة الجماعية ىذه المعضمة أك التناقض االجتماعي يؤدم في العا دة الى فخ اجتماعي مثبل في حالة تسيير النفايات المشاركة في ىذه الخدمة العمكمية عف طريؽ فرز النفايات ينطكم عمى تكاليؼ لمفرد في حيف أف الفكائد الكبيرة تعكد عمى المجتمع ككؿ كبذلؾ فإف جميع األ ف ارد سكاء مشاركيف أ غير مشاركيف سيستفيدكف مف اإلدارة الفعالة لمنؼ ايات كبالتالي مف خبلؿ تكسيع نطاؽ حماية البيئة بعض األ ف ارد يفضمكف أف يككنكا كالمسافر خمسة clandestin( ) passager ال يساىمكف في تثميف فرز النفايات في حيف يتمتعكف بفكائد العممية كى كما يطرح قضية اجتماعية حقيقية: لماذا 1 - Sempels C. et Vandercammen M, (2009): Oser le marketing durable - Concilier marketing et développement durable, Pearson Education, Paris, France, p 25. ~171~

أساى كأبذؿ جيد كأدفع تكاليؼ مف أجؿ حاية البيئة كالتي تعتبر كسمعة عامة في الكقت الذم يغش فيو اآلخريف كال يشارككف في ذلؾ بؿ يستفيدكف دكف مساىمة إف الفجكة بيف ما يصرح بو الفرد اتجاه البيئة كما يقك بو فعميا يمكف تفسيره مف خبلؿ ظاىرة االستحساف كالتناقض االجتماعي أيضا مف خبلؿ كجكد ع ارقيؿ خا رجية كعكامؿ ظرفية كباإلضافة الى ذلؾ يكجد أيضا عكامؿ شخصية ففي السمكؾ كمحالة تغييره كالتأثير فيو يتطمب التعرؼ عمى )1( الخصائص كالدكافع الفردية التي تفسر االختبلؼ بيف األف ارد الذيف يعتنقكف سمككات بيئية. P C كما حدد Stern نكعيف مف السمكؾ المسؤكؿ بيئيا كالتم يمكف تناكليما مف حيث األثر الذم يحدثانو عمى البي ئ ة سمككات ضمف نطاؽ الحياة العامة كسمككات ضمف نطاؽ الحياة )2( الخاصة : - السمككات المسؤكلة بيئيا المتعمقة بالحياة العامة كتسمى أيضا "المكاطنة البيئية" كتعنى بصفة خاصة بالنشاط )الح ارؾ( البيئي أم المشاركة الؼعالة في المنظمات كالتظاى ارت البيئية )أم أف يككف الفرد عضكا فعاال في األحداث( أك أف يككف أقؿ الت ازما ك فعالية في ىذه المنظمات كالتظاى ارت )مساىمة مالية فقط( ىذه السمككات تتعمؽ بدع أك االنضما لسياسات العامة المتعمقة بالبيئة تؤثر عمى البيئة بطريقة غير مباشرة مف خبلؿ التأثير عمى تكجيات السياسات العامة كلكف أثارىا يمكف اف تككف جد ميمة فيذه السمككات تظير في اطار جماعي كمرئية مف قبؿ اف ارد المجتمع. أك المنزلية كىي في األ ساس تتجو نحك استيبلؾ كاستعماؿ - السمككات المتعمقة بالحياة الخاصة المنتجات في اطار خاص ألنيا تمارس في اطار خصكصية البيت كبالتالي ليست عرضة ألنظار اآلخريف كاالستيبلؾ ىنا يتضمف اختيار السمع الصديقة لمبيئة كبمجرد ش ارء ىذه السمع يمتد السمكؾ 1 -Amélie Fiorello,(2011) : Le Comportement de Tri Des Déchets Ménagers - Une Approche Marketing, Thèse pour l obtention du Doctorat en Sciences de Gestion, Université de Nice-Sophia Antipolis, France, pp 101-102. 2 -Stern. P C, op cit, pp 409-410. ~172~

الى كؿ الممارسات المتعمقة باالستخدا المسؤكؿ بيئيا ففيما يخص االستعماؿ المسؤكؿ بيئيا لممنتجات كخاصة تجيي ازت المنزؿ يمكننا التمييز بيف نكعيف مف السمكؾ: سمكؾ التقميص أك الترشيد لبلستيبلؾ بما في ذلؾ استعماؿ كؿ التغي ارت التي ط أرت عمى طريقة استخدا بعض التجيي ازت )اسعماؿ أقؿ لممياه القميؿ مف الكيرباء...( في حيف نجد النكع اآل خر مف السمكؾ المعتمد عمى الكفاء كالمرتبط ة بش ارء التجيي ازت األقؿ استيبلكا لممكارد. إف سمككات الفضاء الخاص ليا تأثير مباشر عمى البيئة ىذه السمككات التي بصفة تت فردية ليا أثر ضعيؼ لكف تجميع سمككات اف ارد المجتمع ككؿ بالرغ مف استقبلؿم تيا عف بعض سكؼ يككف لو أثر كبير كمي عمى البيئة. ~173~

المبحث الثاني: الوعي البيئي كاتجاه محدد لمسموك البيئي لممستيمك قبؿ أف يسمؾ الفرد سمككا بيئيا يجب أف ا كحساس ا كاعي يككف اتجاه القضايا البيئية ىذا الكعي ك الحساسية تعتمد بشدة عمى اد اركاتو ك معارفو كمعتقداتو كمكاقفو نحك البيئة كالمشاكؿ التي تعاني إف منيا. الكعم البيئي مصطمح لو دالالت كاسعة ؼ قك ال يعني فقط المعارؼ حكؿ البيئة كلكف أيضا المكاقؼ كاالتجاىات القي كالميا ارت البلزمة لحؿ المشاكؿ البيئية عبلكة عمى ذلؾ الكعي البيئي فإف يمثؿ الخطكة األك لؿ التي تؤدم الى تشكؿ اتجاىات بيئية التي تقكد في النياية الى الفرد بسمككات قيا مسؤكلة بيئي ا مفيك االتجاه ك يعتبر أساسي مف أجؿ تحديد مدل تبنى الفرد ؿسمكؾ ايجابي نحك القضايا البيئةم فاالتجاه يعرؼ بأنو االستعداد لمعمؿ أك التحرؾ نحك سمكؾ منتج شخص أك قضية االستعداد أك ىذه النزعة ما ينتج مف مزيج مف المعمكمات كالمشاعر كالنكايا كعادة ما تؤدل الى سمكؾ ما فيتصرؼ الفرد مف تمقاء نفسو بطريقة ايجابية أك سؿ بية نحك المنتجات الصديقة لمبيئة أك نحك القضايا البيئية بشكؿ عا. المطمب األول : مفيوم الوعي البيئي اإلد ارؾ بأنو" لغكيا الكعي يعرؼ كاإلحاطة كسبلمة الفي أيضا كيعني ىك كالكعي اإلد ارؾ : )1( معرفة بو إد اركا يحيط كلما لذاتو المرء إد ارؾ كؿ أساس كىك مباش ار كما يعرؼ الكعي بأنو الشعكر أك االحساس النابع مف اد ارؾ الفرد لمقضايا ك األمكر المحيطة بو كالمرتبطة بالعمميات العقمية )2( الكسيطة كتكجيو ىذا االد ارؾ لمقيا بسمكؾ ايجابي. كما يع رؼ أيضا " بأنو اد ارؾ الفرد لطبيعة 1 - لعمى أحمد و عزاوي أعمر )2012(: اللقافة البيئية بعد استراتيجي لحماية البيئة الممتمر العلمي الدولي حول : سلوك الممسلة االقتصا ية في ظل رهانات التنمية الملتدامة ق اصدي والعدالة مرباح ورقلة الجزائر ص 43. االجتماعية المنعقد يومي 20 و 21 نوفبر 2012 كلية العلوم االقتصا ية وعلوم التليير 2 - ستيا ارام كيورك مقياس الوعي البيئي للمراة العراقية بكامل فئاتها العاملة )الموظفة ربة البيت والعالبة( مجلة واسي للعلوم االنلانية العد العراق ص 220. ~174~ جامعة 9

الظركؼ كالمخاطر كالمعكقات المحيطة بو ككيؼ يستطيع التفاعؿ معيا كالتجاكب مع مفرداتيا بحيث )1( يككف متكيفا مع البيئة أك الكسط الذم يعيش فيو". فالمقصكد بالكعي أف يككف االنساف كاعيا دائما بنفسو كىك يفكر فالكعي ىك األ فكار التي ت مر في عقؿ االنساف كما أنو عممية أك حالة مف االد ارؾ لخب ارت ذاتية في لحظة معينة معنى ىذا أف الكعي يستمز اد ارؾ المرء لذاتو كاإلنساف صاحب الكعي ىك االنساف المدرؾ لما حكلو مف مظاىر الحياة كمككناتيا كيدرؾ األبعاد بيف األشياء كمنافعيا كأض اررىا كيقيس كؿ شيء بقياس عممي صحيح )2( حتي تأتي أفعالو بعد ذلؾ بنتائج طيبة. إف الكعي عممية معقدة تتأتل مف خبلؿ عبلقة االنساف بكسطو االجتماعي كالبيئي ألف ىناؾ عبلقة تبادلية بيف الكعي كالمحيط االجتماعي فاإلنساف يؤطر تفكيره مف كجكده االجتماعي كبقدر تطكر معرفتو يستطيع أف يعكس المعرفة عمى الكاقع االجتماعي كعمى شكؿ تطكير كتغيير كابداع. مف خبلؿ مختمؼ التعاريؼ لمكعي يمكف القكؿ أف الكعي ىك القاعدة األ ساسية التي تكجو سمككيات الفرد كما أف الكعي مرتبط بعناصر أساسية إف اختمؼ ترت م بيا في تشكيؿ الكعي فيي مت اربطة مع بعضيا لتشكؿ الكعي الكامؿ لدل الفرد الذم يكجو سمككو فيما بعد: كىي االد ارؾ المعرفة )3( كالكجداف كما أف الكعي االنساني لو نكعاف مف الخصائص : - خصائص فردية تجعمو يعم بشكؿ فردم كيميز األ حداث كالظكاىر المختمفة كيثمف عمى طريقتو كقائع الحياة االجتماعية جاعبل اياىا بيذا القدر أك ذاؾ مكضكعا لمعاناتو الفردية الخاصة. 58 ص.12 1 - بشير ناظر الجحشي )2012(: البيئة والوعي - قرااة سوسيولوجية مجلة اب الملتنصرة جامعة الملتنصرية العراق العد 2 - المصدر نفله ص 12. 3 - المصدر نفله ص 13. ~175~

- خصائص اجتماعية يكتسبيا االنساف في مجرل عبلقاتو الضركرية كالمستمرة باآلخريف في مجاالت الحياة المادية كالركحية كميا كىذه الخصائص تشكؿ االساس الذم يقك عميو الكعي االجتماعي. في ظؿ ت ازيد حدة المشاكؿ البيئية كعمى النطاؽ العالمي از د االىتما بمفيك الكعي البيئي بالكعي كيقصد المعرفة عمى القائمة العممية تمؾ انو كاإلد ارؾ بالمشكبلت كأسبابيا البيئية البيئي " ككيفية كأثارىا مكاجيتيا كالكقكؼ اإلمكانيات عمى مغاير سمكؾ إلى يؤدم مما لذلؾ كالبلزمة المتكفرة اؿمفاىي كتعديؿ مكاجية في كايجابية تأثي ار أكثر األف ارد يصبح لكي البيئة حكؿ الخاطئة مشكبلت Simmons & others الكعي البيئي بأنو حالة عقمية مستندة الى المعرفة )1( بيئاتي كيعرؼ بالقضايا البيئية ينتج عنيا سمكؾ كاع كايجابي )2( كيعرؼ أيضا الكعي البيئي : بأنو كؿ النشاطات العقمية التي تعمؿ عمى زيادة االد ارؾ كالشعكر كاالحساس بالمشاكؿ البيئية كافة استنادا عمى تربية بيئية مخطط ليا تعمؿ عمى مساعدة الفرد عمى اكتساب السمككيات المعرفية لبلبتعاد عف السمككيات )3( الخاطئة تجاه البيئة كااللت از بخمؽ بيئي ايجابي. كما يعرؼ أيضا الكعي البيئي )اتجاه( مكقؼ بأنو الفرد نحك المشكبلت البيئية كالتي تككف " لديو باحتكاكو كتفاعمو مع ىذه المشكبلت كىذا المكقؼ يظير في صكرة المكافقة أك الرفض كما )4( يظير في سمكؾ الفرد بالسمب أك االيجاب نحك البيئة". بالكعي يقصد اإلحساس ذلؾ البيئي "أنو المتنامي كاإلد ارؾ كالفي بالمعرفة كالتدخؿ المقصكد خبلؿ مف إال ىذا يتأتى كال مككف اتيا أك أنكاعيا اختبلؼ عمى مف بيئات باإلنساف يحيط ما بكؿ 1 - لعمى أحمد و عزاوي أعمر المصدر سبق اكرا ص 43. 2 - مآرب محمد أحمد المولى )2009(: ملتوى الوعي لدى طلبة كلية التربية في ضوا بعع المتغيرات مجلة التربية والعلمجامعة الموصل المجلد 16 العد ~176~ العراق ص. 288 3 3 - ستيا ارام كيورك المصدر سبق اكرا ص 220. 4 - ايمان شريف )2004(: راسات الوعي االجتماعي في مصر المفاهيم والمناهه مجلة كلية الدراسات االنلانية جامعة اازهر العد 22 مصر ص 808.

تم- المؤسسات مف العديد كتكعية تكجيو عف المسؤكلة كتربية اإلنساف اإلنساف يمارسيا عقمية عممية كىك الجكانب فييا تتفاعؿ اليكمية حياتو في الشخصية كاالجتماعية لئلنساف كتستيدؼ تعامبل التعامؿ الجيكد كبذؿ ايجابيا المشكبلت حؿ في كالمشاركة البيئية اإلحساس بالمسؤكلية نحك الكاممة )1( كسبلمتيا. تحسينيا أمنيا ييدد أف أشنو مف ما كؿ كمقاكمة يتضح مف ىذه التعاريؼ أف مفيك الكعي البيئي ليس لو تعريؼ مكحد في االدبيات فيذا المصطمح يستخد عؿل نطاؽ كاسع في كسائؿ االعبل كالسياسة كفي الحياة اليكمية الى لئلشارة مجمكعة كاسعة مف المفاىي المتعمقة بالقضايا البيئية : االد ارؾ المعرفة المشاعر االتجاىات القي السمككيات فبعض التعاريؼ تعرؼ الكعي البيئي مف خبلؿ الجانب المعرفي لدل الفرد كاإلد اركي كالذم يساعد في تكجيو سمككياتو البيئية كالبعض اآل خر يعرؼ كمفيك يعكس المشاعر كالعكاطؼ نحك القضايا البيئية كآخر يعتبرىا كاتجاه ق مك نحك حماية البيئة يتضمف مجمكعة مف القي البيئية. كمنو يمكف القكؿ أف التعريؼ الشامؿ لمكعي البيئي يتضمف الجانب المعرفي مع الكجداني فيما يتعمؽ بالبيئة كىذه ىي أكلى خطكات تككيف االتجاىات البيئية التي تحك سمكؾ الفرد في المستقبؿ )2( كبذلؾ فإف أى جكانب كأبعاد الكعي البيئي تككف : سير المعرفة البيئية ككشؼ الحقائؽ المتصمة بالمشاكؿ البيئية كخطكرتيا - تككيف اتجاىات ايجابية نحك البيئة كممكف تعريؼ االتجاه البيئيى بأنو المكقؼ الذم يتخذه الفرد اي ازء بيئتو مف حيث استشعاره لمشكبلتيا كاستعداده لممساىمة في حؿ ىذه المشكبلت - المشاركة االيجابية بتبنى سمككيات تؤدم الى االقبلؿ مف األخطار التي تتعرض ليا البيئة. ~177~ 1 - محمو محمو عرفان )2003(: والتنعيي المجلد 11 العد 1 ص.132 التدخل المهني للندمة االجتماعية وتنمية الوعي البيئي للتفتية بالمجتمعات العشوائية المجلة المصرية للتنمية 2 - سناا محمد الجبور )2011(: االعالم البيئي العبعة ااولى ار أسامة للنشر والتوزيي: عمان اار ن ص 119.

كعمى الرغ مف أىمية الكعي البيئي المجتمع ألفر اد باعتباره البداية الحقيقية لتغي مر الكاقع الذم يعيشكنو كالكصكؿ إلى تعاكف كتماسؾ المجتمع أك الثكرة عمى األكضاع القائمة إال أنو تكجد مجمكعة انتشار منيا: كعيي مستكل انخفاض إلى تؤدم المعكقات مف األمية كانخفاض البيئة حكؿ معارفي كمخاطر تمكثيا كسبؿ كاجيتيا لذا يجب إثارة كعيي عمى أف يككف لديي في أساسي لمبيئة كالمخاطر األساليب كاتباع بتمكثيا المتعمقة السمككية المحافظة إلى تؤدم التي المرغكبة لديي يككف كأف عمييا إقناع اآلخريف عمى القدرة تمكثيا إلى تؤدم التي الممارسات عف التخمي بضركرة كالتعاكف مع اآلخريف في الحفاظ عمييا مف التمكث كيتحقؽ ذلؾ مف خبلؿ نشر المعمكمات البيئية بيف األف ارد بمختمؼ الكسائؿ اإلعبلمية كالتعميمية تيدؼ الى بالبيئة التي تربطي لديي بيئية حساسية إيجاد كتدفعي فييا يعيشكف لمعمؿ عمى حمايتوا. كيترتب عمى زيادة الكعي البيئي كاد اركي ألىمية عممية ترؾ البيئة نظيفة كالمحافظة سبلمتيا عمى تنميتيا لذلؾ في كالمشاركة دذ أ الكعي البيئي في أصمو يتككف مف حمقات ثبلثة منفصبلت كمتداخبلت في )1( أف كاحد كىي : كيبدأ بالتعمي مف رياض األطفاؿ كيستمر خبلؿ م ارحؿ التعمي العا ا لى - التربية والتعميم البيئي : التعمي الجامعي بشرط أساسي كىك كجكد تكامؿ ألىداؼ الب ارمج ة التعميمي كالتربكم ة. - الثقافة البيئية : تبدأ مف تكفير مصادر المعمكمات كتب كنش ارت كاش ارؾ المثقفيف البيئم يف في الحكا ارت كالنقاشات المذاعة كالمنشك ارت كفي الحكادث كالقضايا البيئية ذات الصمة المباشرة كغير المباشرة بالمجتمع خاصة ذات المردكد اإلعبلمي. أحد ىك أى أجنحة التكعية البيئية كىك أداة اذا أ حسف استثمارىا كاف ليا مردكد - االعالم البيئي:. ايجابي لمرقي بالكعي البيئي كنشر اإلد ارؾ السمي لمقضايا البيئية كيعمؿ اإل عبل البيئي في تفسير كفي كإد ارؾ المتمقي لقضايا البيئة المعاصرة كبناء قناعات معينة اتجاه البيئة كقضاياىا. ~178~ 1 - سناا محمد الجج ور المصدر سبق اكرا ص ص 41-40.

المطمب الثاني: االتجاىات البيئية يأخذ مفيك االتجاه مكانة أساسية في تحميؿ سمكؾ المستيمؾ سكاء عمى المجاؿ النظرم )نمذجة سمكؾ المستيمؾ ) أك لى المجاؿ العممي )مف اجؿ كضع الطرؽ التي تيدؼ لمتأثير عمى اختيا ارت المستيمكيف أك تكجييي نحك منتج معيف اك سمكؾ معيف ( فعندما يتعمؽ األمر بالتكصؿ الى سمكؾ محدد نحك قضية ما أك ما منتكج مثؿ المنتجات البيئية فإف العامؿ األكثر تأثي ار يعتبر االتجاه. مختمؼ الد ارسات حكؿ السمكؾ البيئي لمفرد سكاء في االطار النفسي أ ك التسكيقي تستخد االتجاه كمفيك أساسي ؼ المنطمؽ ىك مف االفت ارض األساسي أف األف ارد الذيف لديي اتجاه ايجابي نحك البيئة ى أكثر مف يمكني أف يتبنكا سمكؾ بيئي مف الذيف يككف لديي اتجاه سمبي كغير مباليف بحيث يؤكد Filser أف االتجاه ىك احسف مؤشر يسمح بالتنبؤ بالسمكؾ. 1 -تعريف االتجاىات البيئية: االتجاه مفيك كلد في عم النفس كال يكجد تعريؼ شامؿ كمكحد لو فكما يبيف Olson et االتجاه يعرؼ مف طرؼ الكتاب كمفيك: لمتقيي المشاعر المعرفة النزعة لمسمكؾ كؿ ىذه Zannan )1( العناصر تدخؿ في كصؼ كتعريؼ االتجاه كىك ما يجعؿ مفق مفيك متعدد األ بعاد. بالنسبة لػ Engel االتجاه ال يتشكؿ اذا ل يقي الفرد الشيء المعيف كيضيؼ بأف االستجابة المرتبطة بالتقيي يمكف أف تككف عاطفية معرفية أك سمككية كيمكف اف تككف صريحة معبر عنيا لفظيا أك )2( ا ضمني. 1 - Amélie Fiorello, op cit, p 117. 2 - idem, p 117. ~179~

كحسب الفرد لدل تتككف كعصبية كنفسية عقمية استعداد حالة ىي" االتجاىات G.W.Allport خبلؿ مف الخبرة كالتجربة بيا الفرد يمر التي أك استجاباتو عمى ممحكظا تأثي ار الحالة ىذه كتؤثر )1( الحالة. األشياء جميع إ ازء سمككو تتعمؽ بيذه التي كالمكاقؼ " أما كىي مكقؼ أك فكرة أك شيء نحك ميؿ أك ف زعة ىي االتجاىات Hilgard Alkinson استعداد لبلستجابة أك التصرؼ أك االستجابة عد الشخص يكاجو عندما معيف بأسمكب متغي ارت )2( معينة. حسب التعاريؼ العديدة التي قدمت لبلتجاه يمكف القكؿ أف االتجاه يركز حكؿ عناصر أساسية تشكؿ ثبلث مككنات رئيسية : كجدانية كمعرفية كسمككية كيتألؼ المكون المعرفي مف معمكمات الفرد عف مكضكع كخبرتو االتجاه أك معرفتو بالكقائع حكلو أما المكون الوجداني لبلتجاه فيتعمؽ ب تقكيمات )مشاعره, الفرد استجاباتو العاطفية( اإليجابية أك السمبية نحك شيء ما أك شخص ما في حيف يشير المكون السموكي لبلتجاه إلى السمككيات أك نية القيا بالسمككيات التي يقك بيا الفرد كتتعمؽ بمكضكع االتجاه فيشمؿ السمكؾ الظاىر لمفرد المكجو نحك مكضكع االتجاه. مختمؼ الد ارسات حكؿ السمكؾ البيئي لمفرد سكاء في االطار النفسي أك التسكيقي تستخد االتجاه كمفيك أساسي المنطمؽ ىك مف االفت ارض األساسي أف األف ارد الذيف لديي اتجاه ايجابي نحك البيئة ى أكثر مف يمكني أف يتبنكا سمكؾ بيئي مف الذيف يككف لديي اتجاه سمبي كغير مباليف بحيث يؤكد Filser أف االتجاه ىك أحسف مؤشر يسمح بالتنبؤ بالسمكؾ ؼ االتجاىات تيسر لمفرد القدرة عمى السمكؾ كاتخاذ الق ار ارت في المكاقؼ النفسية المتعددة في شيء مف االتساؽ كالتكحيد دكف تردد أك تفكير في كؿ مكقؼ ألف االتجاه ينظ العمميات الدافعية كاالنفعالية كاإلد اركية حكؿ بعض النكاحي ~180~ 1 - محمد عبد الرحمان ( بدون سنة ( : راسات 2 - جمال الدين محمد المرسي و آلابت عبد الرحمان ا ريم المنظمة الدار الجامعية: الق اهرة مصر ص 126. في علم النفم االجتماعي ار النهضة العربية للعباعة و النشر مصر ص 194 )2001(: الللوك التنظيمي نظريات ومناهه تعبيق عملي ا ارة الللوك في

المكجكدة في المجاؿ الذم يعيش فيو الفرد كما أف االتجاه يحمؿ الفرد عمى أف يحس كيدرؾ كيفكر بطريقة محددة إ ازء مكضكعات البيئة الخارجية كبالتالي يسمح ب تبمكر كتكضح صكرة العبلقة بيف الفرد كبيف عالمو االجتماعي. إف االتجاه المناصر لمبيئة ت تناكلو بعدة تسميات ففي المغة االنجميزية اصطمح عميو كالذم ترج بالغة الفرنسية préoccupation pour l environnement أك Environnement concern ك ال تختمؼ االتجاىات البيئية عف غيرىا مف االتجاىات النفسية attitude pro-environnementale العامة مف حيث طبيعتيا كخصائصيا ك تصنيفيا ككيفية تككينيا كتغييرىا كقد ظيرت عدة تعريفات البيئي, لبلتجاه حيث جاء تعريفو بأنو "استعداد الشخص الذىني الذم يجعمو يسمؾ سمكنكا معينا في كيعرؼ Bamberg االتجاه البيئي بأنو االتجاه العا الذم يركز عمى تقيي ) 1 ( المكاقؼ البيئية المختمفة" Schultz )2( معرفي كعاطفي لحماية البيئة كما يعرفو االتجاه البيئي بأنو مجمكعة المعتقدات العكاطؼ كالنكايا السمككية لدل الفرد التي كما يعرؼ االتجاه البيئي بأنو )3( يبدييا اتجاه األنشطة أك القضايا البيئية. "المكقؼ الذم يتخذه الفرد إ ازء بيئتو الط بيعية مف حيث استشعاره لمشكبلتيا كاستعداده لممساىمة في حؿ ىذه المشكبلت كالمشاركة االيجابية مف قبمو مف )4( خبلؿ تبنيو لسمككيات تؤدم الى اإلقبلؿ مف المشكبلت كاألخطار التي تتعرض ليا البيئة. أيضا كينظر إلى االتجاىات البيئية باعتبارىا "محصمة المفاىي كالمعمكمات البيئية لدل الفرد التي اكتسبيا كتعمميا بالكسائؿ المختمفة كترسخت في كجدانو كتنعكس عمى مشاعره كانفعاالتو كتظير في سمككو كتعبي ارتو كاستجابتو نحك المكضكعات كالقضايا البيئية )1( كتتميز بالقابمية لمتنمية كالتعديؿ. 1 - محمد بن عليلة ااحمدي :)2006( الممتمر ال ولي اللالث لكلية العلوم االجتماعية انعقد بتاريخ ور علم النفم في تعديل االتجاهات نحو البيئة العلوم االجتماعية والدراسات البينية من منظور تكاملي 3_5 يلمبر 2006 جامعة الكويت الكويت ص 10. 2 -Bamberg S, (2003): How does environmental concern influence specific environmentally related behaviors? A new answer to an old question, Journal of Environmental Psychology,vol 23, n= 1, p 21. 3 -Schultz P.W, Shriver C., Tabanico J. et Khazian A, (2004): Implicit connections with nature, Journal of Environmental Psychology, vol24, n=1, p 31. 4 - سناا محمد الجبور المصدر سبق اكرا ص. 127 ~181~

إف مختمؼ التعاريؼ لبلتجاه البيئي تناكلت المفيك مف خبلؿ مككناتو الرئيسية كالتي ىي : المعرفة المشاعر كالسمكؾ ىذا األخير ىك محصمة المعارؼ كالمشاعر نحك القضايا البيئية لذلؾ فإف التعريؼ الشامؿ لبلتجاه البيئي يبني عمى ثبلثة أبعاد أك مككنات: كيتضمف مجمكعة األ فكار التخمينات كالمعارؼ التي يحمميا الفرد حكؿ البيئة - المككف المعرفي : تتضمف سيركرة معمكماتية كتعنى بامتبلؾ معرفة ذاتية أك مكضكعية مف طرؼ الفرد حكؿ اآلثار البيئية لمختمؼ االنشطة مثبل في األ بد يات ىناؾ نقاش حكؿ درجة تأثير المعارؼ حكؿ البيئة عمى السمكؾ مف جية البعض يجد أف ىناؾ عبلقة ضعيفة بيف المعرفة البيئية كنية الفعؿ كالسمكؾ كالبعض اآل خر يعتقد أف المعرفة ال يمكف فصميا عف االتجاه البيئي كيجدكف ا مممكس تأثي ار لمبعد المعرفي عمى السمكؾ البيئي. - الككف العاطفي : االىتما البيئي يمكف اعتباره بأنو مجمكع العكاطؼ كمشاعر القمؽ االستجابات الكجدانية لمفرد اتجاه القضايا البيئية اشكالية تدىكرىا كآليات حمايتيا أيضا األ عكاقب تصرفات الفرد عمى البيئة ىذا يعني أف السمكؾ المسؤكؿ بيئيا ليس بالض حكا العاطفية نحك ركرة نتيجة تفكير عقبلني حكؿ المشاكؿ البيئية كحكؿ االج ارءات المناسبة لتقدي الحمكؿ بؿ اف االتجاىات العاطفية نحك القضايا البيئية ىي التي تدفع األف ارد بتبنى سمككات بيئية. - المككف السمككي: ىذا البعد يمكف تحديده مف السمكؾ نفسو أك نية تبني ىذا السمكؾ ؼ التكجو اؿسمككي يترج اىتمامات الفرد بالبيئة كما أف السمكؾ يجب أف ينسج مع الحفاظ عمى البيئة التعبير إذ أف المفظي لبلىتما البيئي ال يكفي بؿ يجب أف يككف لمفرد امتدادات سمككية مجسدة )كاقعية( كمشاركة شخصية في حؿ المشاكؿ البيئية. ~182~ 1 - محمد بن علي آلة ااحمدي المصدر سبق اكرا ص 11.

قياس االتجاهات البيئية: - 2 ىناؾ العديد مف أدكات القياس ت تطكيرىا مف أجؿ قياس االتجاىات كاالىتمامات البيئية لدل األف ارد كلعؿ مف أكائؿ أدكات القياس التي ت تطكيرىا نجد نمكذج Ecological Attitude Scale )1( : 45 لمباحثيف (1975) Ward Maloney et كالذم يتشكؿ مف فقرة مقسمة عمى أربع محاكر 10 المفظي: - االلت از يقيس ما يقكلو الشخص حكؿ رغبتو لمقيا بحماية البيئة ىذا المحكر يتضمف أنا فق ارت مثؿ: أؤيد الذىاب لمعمؿ عف طريؽ الد ارجة أك الحافمة مف أجؿ تقميص تمكث اليكاء. 10 تقيس ما قا بو الفرد فعميا مف أجؿ حماية البيئة في فق ارت مثؿ ل أحضر - االلت از الفعمي: أبدا منتدل أك لقاءات حكؿ البيئة أبذؿ أك ال أم جيد خاص مف أجؿ ش ارء منتجات ليا أغمفة قابمة لبلسترجاع. 10 تقيس درجة اؿ تأثر العاطفي بالمشاكؿ البيئية مف خبلؿ أعتقد أف فق ارت مثؿ - التأثر العاطفي: األف ارد قمقكف لمغاية فيما يخص استعماؿ المبيدات الغذاء. عمى كتأثيرىا يقيس المعارؼ الخاصة كالحقيقية التي يمتمكيا الفرد حكؿ المشاكؿ البيئية 15 فقرة مثؿ - المعرفة: / األسئمة االختيارية : أكبر جزء مف النفايات في مدننا تتأتى أساسا مف السيا ارت الطائ ارت /الصناعة/ الشاحنات/ معالجة النفايات. في الكاقع الميداني االتجاه الصديؽ لمبيئة مرت بط بمكاضيع عديدة كغير متجانسة في بعض األحياف فاالىتما البيئي ليس كاحد بؿ تكجد ىناؾ عدة اىتمامات بيئية لدل األ ف ارد أك عمى األ قؿ بمشاكؿ اىتما أك قضايا بيئية محددة فاتجاىات الفرد نحك البيئة يمكف أف تشير الى االىتما بمختمؼ القضايا البيئية كالذم عرؼ تطكر عبر الزمف ( استرجاع كدك ارف النفايات الحفاظ عمى طبيقة األكزكف اقتصاد الطاقة االستيبلؾ األ خضر...( أك قد تككف مرتبطة بمنطقة جغ ارفية أك فترة زمنية 1 - Amélie Fiorello, op cit, p 123. ~183~

محددة ( التمكث المكضعي حماية المناطؽ الشاطئية...( )1(. ك منو يمكف القكؿ أف االتجاه البيئي ىك مفيك يشير أك يعؾ س الشعكر نحك مختمؼ القضايا البيئية كيشتمؿ عمى حقائؽ مختمفة كبالتالي يتككف لدل الفرد اتجاىات عديدة تختمؼ حسب اختبلؼ القضايا البيئية كحسب اد اركاتو كمعارفو كمشاعره نحك ىذه القضايا البيئية المختمفة. مف خبلؿ استع ارض األدبيات ك األبحاث التي تناكلت االىتما الب يئي أبزر Zimmer M.R et أى التطك ارت لمختمؼ )2( أنكاع االىتمامات التي تشكؿ االتجاىات البيئية : all في سنكات 1970 بدأ الباحثكف االىتما بالبيئة كتحديدا ب التمكث اقتصاد الطاقة فيي فترة بداية - اتضاح الفرص التجارية لبلىتما البيئي فأنشأت العديد مف اؿ د ارسات حك ؿ الفكسفات فرز كإعادة تدكير الزجاج كالعمب كالنفايات المنزلية. سنكات 1980 تميزت بنظرة أكثر شمكال لمقضايا البيئية فنجد العديد مف األعماؿ حكؿ حماية - في المستيمؾ حكؿ اؿمصادر اؿجديدة لمطاقة اقتصاد الطاقة تمكث اليكاء االسترجاع تدكير كاعادة : النفايات حماية ا لمحيط الحيكم..الخ اىتمامات جديدة برزت في ىذه السنكات مثؿ نكعية اليكاء دكر الغابات في حماية الغبلؼ الحيكم تغير المناخ الغا ازت الدفيئة كاالحتباس الح اررم. سنكات 1990 بد ارسات أكثر حكؿ استيبلؾ المنتجات البيئية كالتي تحتر البيئة كأيضا - تميزت المنتجات العضكية أك الخض ارء كمشاكؿ النفايات المنزلية كالتخمص الفرز اختيار التعبئة ك كالتغميؼ اعادة التدكير...الخ كبداية 2000 تميزت بد ارسات مت ازيدة حكؿ االستيبلؾ االخضر أك - أما ؼم نياية 1990 المستدا كاقتصاد الطاقة كأيضا حكؿ االستيبلؾ السياحي ك النقؿ. 1 - Zimmer M.R., Stafford T.F. et Royne-Stafford M, (1994): Green issues - dimensions of environmental concern, Journal of Business Research, vol 30, n= 1, pp. 63-74. 2 - idem, p 67. ~184~

بصفة عامة يمكف القكؿ أف االىتما البيئي يتضمف العديد مف الحقائؽ المتنكعة كمنو يجب عمى الباحثيف قياس االتجاىات الصديقة لمبيئة بنفس مستكل خصكصية السمكؾ مثبل قياس االتجاىات كالسمكؾ نحك قضية محددة مثؿ ش ارء المنتجات الخض ارء أك أثر النقؿ عمى البيئة أك اعادة تدكير النفايات...الخ. 3 )1( - تشكل االتجاىات نحو البيئة : يخضع تككيف االتجاىات نحك البيئة غال ن با لنفس مبادئ التعم التي تكمف ك ارء تككيف االتجاىات كما أكضحتيا النظريات كالد ارسات المتخصصة في عم النفس االجتماعي خاصة يمكف تفسير عممية تككيف االتجاىات نحك البيئة كفقنا لمبادئ التعم باال شت ارط الكبلسيكي فالفرد قد يكتسب اتجا ن ىا إيجابي ا نحك مكضكع البيئة إذا اقترف ىذا المكضكع بمثير سار كما قد يكتسب اتجا ن ىا سمبي ا إذا اقترف المكضكع بمثير غير سار. فاالتجاه اإليجابي أك السمبي نحك البيئة ككؿ أك نحك الشاطئ أك البر أك نحك مدينة مف المدف أك نحك شارع أك حي أك مبنى أك مستشفى أك غيرىا إنما يعتمد إلى حد كبير عمى الخب ارت اإليجابية أك السمبية التي تقترف بيا. ) يفترض نمكذج "بيرني ك كمكر " المعركؼ )بنمكذج التدعي االنفعالي لبلستجابات التقكيمية إف المثي ارت التدعيمية المرتبطة باإلثابة كالعقاب مف البيئة الطبيعية أك االجتماعية إنما تستدعي استجابات انفعالية غير صريحة لدل األف ارد فالمثي ارت المثيبة تجعمنا نشعر شعك ن را طي ن با كالمثي ارت الضارة أك المنفرة تجعمنا نشعر شعك ن را سينئا كتككف االستجابة التقكيمية الصريحة سكاء نحك المثي ارت التدعيمية أك المثير الشرطي داؿة لدرجة االرتياح لمحالة الكجدانية المرتبطة بذلؾ المثير. ككفقنا لنمكذج "بيرني ك كمكر" _كما ىك الحاؿ في االشت ارط الكبلسيكي _ يعمؿ أم مثير محايد يرتبط بأحداث بيئية سارة أك غير سارة عمى استدعاء انفعاالت إيجابية أك سمبية, كما يجرم تقكيمو عمى ىذا النحك. تمؾ ~185~ 1 - محمد بن عليلة ااحمدي مرجي سبق اكرا ص 12.

ىي ظاىرة تعمي المثير التي تعني أف مجمكعة مف المثي ارت التي تشبو المثير المحايد سكؼ تستدعي نفس االستجابة. قد تتككف االتجاىات كفقنا لمبادئ التعم باالشت ارط الكسيمي أك اإلج ارئي كما قرره سكينر كبناء عمى ىذه النظرية تككف االتجاىات متعممة كسيمية حيث يؤدم التعبير عف االتجاه إلى نكاتج إيجابية أك سمبية كاالتجاه الذم يمقى إجابة عمى ما يترتب عميو مف نكاتج إيجابية ىك االتجاه الذم يبقى. كيتقكل. فما تمقاه نكاتج سمكؾ الفرد في البيئة مف إثابة أك عقاب إنما يحدد اتجاىاتو نحك البيئة كبمعنى آخر يككف االتجاه نحك البيئة دالة لمف كاتج اإليجابية أك السمبية المترتبة عمى التمسؾ بذلؾ االتجاه. كتقد نظريات التعم االجتماعي تفسي ارن لبعض الطرؽ التي بيا تتككف االتجاىات نحك البيئة. ككفقنا ليذه النظريات كما يرل باندك ار فإذا الحظنا شخ ن صا آخر )نمكذج( يسمؾ بطريقة معينة فربما نقمد ذلؾ السمكؾ. كاذا الحظنا أف النمكذج يمقى إثابة عمى سمككو أك إذا تمقينا نحف إثابة عمى تقميد. ذلؾ السمكؾ فمف المحتمؿ كثي ن را أف نكرر ذلؾ السمكؾ كالعكس صحيح في حالة العقاب, فمثبلن إذا الحظ طفؿ أف كالده ال ييت بنظافة الشكارع كالطرقات أك ال ييت بالمحافظة عمى المياه كالكير باء في المنزؿ فإنو قد يقمد ىذا النمكذج السمككي المبلحظ. ىذا الشكؿ مف أشكاؿ التعم يعرؼ بالتعم بالمبلحظة الذم بو يمكف تفسير تعم الكثير مف االتجاىات نحك البيئة. تككيف االتجاىات نحك البيئة ىك ىكذا نتاج عممية تعم مف خبلؿ الخبرة االجتماعية المعاشة لؤلف ارد في بيئتي. كاالتجاىات في ذلؾ تتضمف عدة مككنات متكاممة: المككنات االنفعالية أك الكجدانية )الشعكر باالرتياح أك عد االرتياح بالحب أك الك ارىية بالتأييد أك الرفض لمكضكع مف المكضكعات( كالمككنات المعرفية أك مجمكعة المعارؼ كالمعتقدات المرتبطة بمكضكع االتجاه ~186~

كالمككنات النزكعية أك السمككية كىي مجمكعة األنماط السمككية أك االستعدادات السمككية التي تتسؽ أك مف المفركض أف تتسؽ مع االنفعاالت كالمعارؼ المتعمقة بمكضكع االتجاىات. كثمة عبلقة كثيقة بيف االتجاه البيئي كالسمكؾ البيئي بقدر ما يتضمف االتجاه نزعة سمككية أك اس تعدا ن دا سمككي ا اتجاىات معينة نحك البيئة. حيث تكشؼ العديد مف الد ارسات عف إمكانية التنبؤ بأنماط سمككية بيئية معينة مف الثالث المطمب : عالقة االتجاىات البيئية بالسموك البيئي تعد طبيعة العبلقة بيف االتجاه كالسمكؾ مشكمة تقميدية في البحكث النفسية االجتماع ية. فاالتجاه اإليجابي أك السمبي لمشخص نحك قضية ما ال يعني بالضركرة أف سمككو العممي سكؼ يتسؽ ن ما مع ىذا االتجاه الذم عبر عنو تما ففي بعض األحياف يمكف أف تتنبأ االتجاىات بالسمكؾ الظاىر بينما ال تستطيع القيا بيذه الميمة في أحياف أخرل. كقد اقترحت الد ارسات ال بكرة في ىذا الصدد أف االتجاىات تعد منبئات ضعيفة بالسمكؾ اإلنساني بينما أشارت الد ارسات الحديثة إلى أف االتجاىات فيما يبدك تستطيع التأثير بقكة عمى السمكؾ الظاىر كىناؾ عدة عكامؿ تؤثر في العبلقة بيف اتجاىات )1( الفرد كسمككياتو كلعؿ أىميا ما يمي : 1 -قكة االتجاه: ( قكة االرتباط بيف مكضكع أك ىدؼ االتجاه كمككنات االتجاه المعرفية كالكجدانية كالسمككية ككمما ازدادت ىذه الركابط قكة أصبحت عبلقة االتجاىات بالسمكؾ لصيقة (. كقد أظيرت بعض الد ارسات أف االتجاىات المتككنة مف خبلؿ الخبرة المباشرة بمكضكع االتجاه ترتبط بعبلقة أكثر قكة بالسمكؾ الظاىر كذلؾ بالمقارنة باالتجاىات المتككنة بأسمكب آخر. كقد يكمف السبب في التأثير األكبر لبلتجاىات القكية عمى السمكؾ بالمقارنة باالتجاىات الضعيفة في قدرتنا عمى التذكر فاالتجاىات التي نستطيع تذكرىا يمكنيا أف تكجو سمككنا. 1 - محمد بن عليلة ااحمدي المصدر سبق اكرا ص ص 8-7. ~187~

2 -نكعية االتجاه : ( كيرتبط بد رجة تركيز االتجاه عمى مكضكع معيف مقارنة باالتجاىات العامة ) كارتفاع نكعية االتجاه كارتباطو بمكضكع محدد يقكم العبلقة بينو كبيف السمكؾ الظاىر. ) -مدل اتصاؿ االتجاه بحياة الفرد : ( أم درجة تأثير مككنات االتجاه السمككية عمى حياة الفرد 3 ككمما ازدادت ىذه الصمة قكيت اؿعبلقة بيف االتجاه كالسمكؾ. كمفق تعد كؿ مف قكة االتجاه كارتباطو بمكضكع محدد كككنو كثيؽ الصمة بحياة الفرد المحددات الميمة التي قد تكفؿ تأثير االتجاه عمى السمكؾ اإلنساني. مف إف أىمية االتجاه في النياية تكمف في قدرتو عمى التنبؤ بسمكؾ األف ارد كؿ قد تعددت النظريات التي حاكلت معالجة ىذه اإلشكالية عبر تقدي نماذج نظرية تفسر شبكة المتغي ارت التي تؤثر عمى العبلقة بيف االتجاه كالسمكؾ كمف أحدث ىذه النماذج التي حازت قبكالن كاس ن عا بيف الباحثيف مف خبلؿ la théorie تطبيقيا في د ارسة سمككيات متنكعة مف بينيا السمككيات البيئية, ة نظرم التصرؼ المنطقي (1975 Ajzen, "de l action raisonnée (Fishbein et ث قاما بتطكيرىا بعد ذلؾ اعتما ن دا عمى نتائج "نظرية السمكؾ المخطط" la théorie du comportement البحكث الميدانية, كأصبح يطمؽ عمييا اآلف.planifié تستند نظرية السمكؾ المنطقي عمى افت ار ض أف المحددات المباشرة لمسمكؾ ىي نية القيا أك عد القيا بالسمكؾ المعني كىذه النكايا تتأثر بعامميف االتجاه األكؿ يتمثؿ في ك الثاني: معيار : ىذه كفؽ شخصي اؿ نظرية معظ السمككيات ىي تحت السيطرة اال اردية كالطكعية ألف الفرد يمكف أف يقرر بنفسو ما إذا كاف سيتبنى السمكؾ أ ال. كمع ذلؾ يؤكد )1984( عمى أنو في كثير Liska مف الحاالت تككف ىناؾ قيكد عمى تنفيذ السمكؾ بسبب عد كجكد الفرص كالميا ارت كالمكارد ~188~

كبالتالي فإف نظرية السمكؾ المخطط تكمؿ نظرية السمكؾ المنطقي بإدماج متغير ثالث : )1( السمككية المدركة كىك تغير يقيس إد ارؾ الفرد لقدرتو عمى القيا بالسمكؾ المعني. الرقابة كفقا لنظرية السمكؾ المخطط األف ارد يتصرفكف بصفة عامة كفقا ؿ نكاياى كحتى يككف السمكؾ L intention فعاؿ يجب أف يخطط لو. كبالتالي فإف النية أك القصد تقع في صمي النمكذج الذم ىك )2( نتيجة مزيج مف ثبلثة عف اصر رئيسية تتأثر ب المعتقدات ىي : االتجاه : ىك تقي إيجابي أك سمبي )مع أك ضد ) يحممو اؿذم الفرد حكؿ السمكؾ المعني كمعني )1 جاذبية السمكؾ كاالتجاه ىك نتيجة المعتقدات المختمفة المتعمقة ب السمكؾ. القاعدة االجتماعية المدركة أك المعيار الذاتي: تأثير الفرد حكؿ إد اركات ك ت مثؿ الضغكط االجتماعية )2 عمى اختيا ارتو اؿسمكؾيو فيي مرتبطة بمعتقدات الفرد حكؿ اآلخريف تكقعات كالتي أصبحت بالنسبة لمفرد كمعايير اجتماعية لمسمكؾ كبالتالي ىذه المعتقدات تعكس تأثير اآلخريف التي يقك فالسمككات بيا الفرد يمكف تحميميا انطبلقا مف ة الرغب االجتماعية أك التقميد كىك ما يفسر تساؤؿ الفرد حكؿ: ماذا كاف سيفعؿ اآلخركف مكاني كيؼ سيككف الحك عمى سمككي بصفة عامة سكؼ يتبف الفرد ل السمكؾ الذم يتكافؽ مع اتجاىاتو آخذا بعيف االعتبار تكقعات اآلخريف. 3( الرقابة السمككية المدركة : كتمثؿ الفرد لمدل تصكر سيطرتو كقدرتو عمى تنفيذ سمككياتو كىذا يعني الفرد حكؿ اد اركات درجة السيكلة أك الصعكبة عند سيكاجييا التي تتبنى سمكؾ ما كتتشكؿ مف جميع االعتقادات حكؿ قدرة ىذا السمكؾ عمى التحقؽ أم مدل كجكد العكامؿ التي تعزز أك تع مؽ فعالية السمكؾ كيت تحديد السيطرة السمككية المدركة مف خبلؿ عامميف اثنيف: األكؿ الظركؼ التي "المسيمة" تعكس مدل تكافر المكارد ك االمكانيات عمى تنفيذ سمككو بنجاح. كالعامؿ الثاني الكفاءة الذاتية تمثؿ كالتي ايماف الفرد بقدرتو 1 - Amélie Fiorello, op cit, pp 155-156. 2 - idem, pp 156-157. ~189~

الرس البياني )2-3( في الشكؿ يكضح العبلقات الرئيسية التي حددت ىا نظرية السمكؾ المخطط. الشكل )2-3( : نموذج نظرية السموك المخطط االردبهبد ا عزمذاد زىي ا غ ىن ا غ ىن خ ا م ب ثب غ ىن ا عب ش ا زار خ ا عزمذاد ا ع بس خ ا شلبثخ ا غ ىو خ ا ذسوخ ا عزمذاد ا شرجطخ ثب غ طشح Source : http://www.people.umass.edu/aizen/tpb.diag.html> : 12/02/2014 المعيار السمكؾ نحك االتجاه االجتماعي ك الرقابة المدرؾ السمككية إلى تشكيؿ تقكد المدركة نية سمككية كنية القيا بالسمكؾ تحدد العكامؿ المحفزة التي تؤثر عمى السمكؾ فيي تشير إلى مدل استعداد األف ارد ؿ بذؿ اؿجيد مف أجؿ تبني السمكؾ محاكلة ىي كالنية تمقائيا كال تترج إلى سمكؾ فعمي كمع ذلؾ ؼقم تسبقو. أيضا مف أى النظريات التي تدرس العبلقة بيف االتجاىات كالسمكؾ نجد نظرية التعارض المعرفي (1957) Festinger théorie de la dissonance cognitive de كالتي تفترض كجكد عبلقة معككسة بيف االتجاىات كالسمكؾ بحيث أف السمكؾ ىك مف يؤثر في االتجاه كليس العكس فحسب ىذه النظرية يحدث التعارض عندما يتمقى المستيمككف معمكمات جديدة عف عبلمة ما أك قضية ما- تمثؿ تعارضا كاضحا مع آ ارئي كاتجاىاتي الحالية نحكىا. فالمستيمؾ مثبل يشعر بعد االرت ياح ~190~

كالتناقض بعد ش ارئو لسمعة ما أم التناقض بيف اتجاىو السابؽ حكؿ ىذه السمعة نفسيا كسمكؾق الفعمى نحكىا بعد الش ارء خبلصة القكؿ أف المستيمؾ قد يككف مستعدا كبشكؿ تمقائيا التخاذ كؿ االج ارءات البلزمة لمكصكؿ الى حالة مف حاالت التكازف عند محاكلتو التخمص مف حالة عد اؿ تكازف النفسي أك عند اج ارء تعديؿ أك تغيير اتجاىو الى اتجاه جديد يتناسب مع السمكؾ الذ م اتخذه فعبل كفي الكاقع مف أجؿ ت قميؿ التعارض الذم ينشأ كالذم قد ي ؤدم الى حاالت عد ال ارحة فإف المستيمؾ لعبلمة ما بإستطاعتو أف يتبع احدل أ ك كبل االست ارتيجيتيف التاليتيف : األكلى أف يقتنع بالمعتقدات الجديدة التي تدع اتجاىو كالثانية أف يقك بإعادة تقيي األ فكار المتعارضة مف خبلؿ الحصكؿ عمى المزيد مف المعمكمات الجديدة تزيؿ حالة التعارض التي يعاني منيا كصكال الى حالة مف حاالت ال ارحة )1( كالطمأنينة نتيجة الستخدامو سمعة معينة أك قيامو بسؿكؾ استيبلكي معيف. 1 - محمد ابراهيم عبيدات المصدر سبق اكرا ص ص 320-319. ~191~

المبحث الثالث: العوامل المؤثرة في السموك البيئي لممستيمك لقد تعددت الد ارسات بغية تحديد العكامؿ كالمؤث ارت التي تقع ك ارء سمكؾ المستيمؾ كاف اختمؼ الباحثكف في تحديد أىمية كمستكل تأثير كؿ عامؿ مف العكامؿ أف ىناؾ اتفاؽ إال حكؿ طبيعة ىذه العكامؿ كتصنيفيا الى عكامؿ داخمية متعمقة فالفرد كعكامؿ خارجية متعمقة ببيئة الفرد. ك السمكؾ البيئي لممستيمؾ أية مثمو مثؿ سمكؾ استيبلكي يتأثر بعدة عكامؿ كاف في السمكؾ كتحميمو التنبؤ كمحاكلة بو كالتأثير فيو يمر حتما عبر تحديد ىذه العكامؿ كا لمؤث ارت كعمكما يمكف تفسير السمكؾ البيئي لممستيمؾ مف خبلؿ العكامؿ االجتماعية كالثقافية كالعكامؿ النفسية كالشخصية. األول: المطمب العوامل االجتماعية والثقافية العكامؿ االجتماعية كالثقافية ىي العكامؿ أك المؤث ارت التي يفرضيا المجتمع كأف ارده عمى السمكؾ االس تيبلكي لمفرد كنذكر منيا: -الشريحة االجتماعية: كىي عبارة عف تصنيؼ أك تقسي المجتمع الى عدة ش ارئح مف قبؿ أعضاء 1 المجتمع أنفسي اك عبارة عف مجمكعة مف االف ارد الذيف يمتمككف الخصائص االجتماعية نفسيا. كيمكف القكؿ ىنا عمكما أف الشريحة االجتماعية تؤثر في تكجيات األ ف ارد االنتاجية كاالدخارية كتؤثر في تكجياتي نحك طمب بعض المنتجات التي قد تحتاجيا شريحة ال تحتاجيا شريحة أخرل. كالمبلحظ أف عددا مف البحكث الخاصة بمدخؿ التسكيؽ األ خضر قد تكصمت الى أف الش ارئح )1( االجتماعية األعمى ى غالبا ما يمثمكف أكثر الش ارئح انجذابا لممنتجات الصديقة لمبيئة. العديد مف الد ارسات تكصمت الى كجكد ارتباطا إيجابيا بيف الطبقة االجتماعية كاالىتما البيئي كالسمككات المسؤكلة بيئيا (Arbuthnot et Lingg, 1975 ; Lyons et Breakwell, 1994, Buttel et 1 - آلامر البكري أحمد نزار النوري المصدر سبق اكرا ص 107 ~192~

كبالتالي فإف أصحاب الطبقات العميا يظيركف المزيد مف القمؽ حكؿ القضايا البيئية Flinn 1978 ) كى أكثر )1( مف يمكفى أف يتبفكا سمككيات تتسؽ مع ىذا القمؽ. المنطمؽ ىك مف افت ارض أف االقتا البيئي يرتبط إيجابيا مع الطبقة االجتماعية خبلؿ مف مستكل التعمي كالدخؿ كالمكانة المينية " كيفسر) 1978 )Andrews ىذه الفرضية استنادا إلى حقيقة أف الناس حالما يصمكف الى إشباع متطمباتي كاحتياجاتي األساسية يتجيكف بالمزيد مف االىتما الى )2( الجانب الجمالي لمكجكد اإلنساني أك "نكعية الحياة" مثؿ أفضؿ. العيش في بيئة بينما نجد أف د ارسة Diamantopoulos et al 2003 تكصمت بأنو ال تكجد عبل قة ذات داللة إحصائية بيف الطبقة االجتماعية كاالىتما البيئي كلكف كجدت عبلقة إيجابية بيف الطبقة االجتماعية )3( كسمكؾ فرز النفايات. - الجماعات المرجعية: أم جماعة تصبح جماعة مرجعية يقك األف ارد بمقارنة سمككي الش ارئي بتكجيات 2 تمؾ الجماعة أك عندما يتأثر األف ارد بقي تمؾ الجماعة كتفضيبلتيا. كتجدر االشارة ىنا الى أف الفرد ال يحتاج أف يككف فردا مف تمؾ الجماعة حتى يتأثر بيا إذ أنو قد م عجب بمجمكعة معينة لكنو ال يستطيع االنتساب ليا مثؿ الفرؽ الرياضية أك الفنانيف. كيسعى عدد مف الجماعات البيئية الى االستعانة بعدد مف ا لرياضييف أك الفنانيف أك حتى السياسييف لدع حمبلتي البيئية لما يمتمكو ىؤالء األف ارد كجماعات مرجعية مف تأثير في سمكؾ المستيمؾ لذلؾ 1 - Amélie Fiorello, op cit, p 149. 2 - Michiko Iizuka (2000), Role Of Environmentale Awareness In Achieving Sustainable Development, This document was prepared under the project Enhancement of Citizen s Awareness in Formulation of Pollution Control Policies in Major Latin American Cities, 23 November, 2000, Economic Commission for Latin America and the Caribbean. Japan, p 19. 3 - Amélie Fiorello, op cit, p 149. ~193~

نبلحظ أف بعض منظمات األ عماؿ تستعيف بتمؾ الحركات بما تحكيو مف رمكز شخصية عند تمبيتيا )1( لمدخؿ التسكيؽ األخضر كمحاكلة منيا في التأثير عمى تفضيبلت كرغبات الزبائف. سرة: األ- 3 تعد أكثر منظمات الش ارء االستيبلكية في المجتمع كىي مجمكعة تتألؼ مف شخصيف أك أكثر مرتبطيف ب اربطة الد أك الزكاج كتعتبر العائمة المجمكعة األ كلى التي يتصؿ بيا الفرد كبشكؿ مستمر ايضا كىذا يعني بأف الفرد سيؤثر كيتأثر بالعائمة المحيطة بو في ق ار ارت الش ارء المتخذة. كنتيجة لمتأثير الكبير لؤلسرة في سمكؾ الش ارء كتفضيبلت األ ف ارد كتكجياتي فمف الطبيعي أف يككف سمكؾ الشخص كفرد يختمؼ عف سمككو كفرد عضك في أسرة كلعؿ ىذا االختبلؼ يبرز بشكؿ كاضح في التكجو نحك ش ارء المنتجات الخض ار ء أشارت فقد إحدل الد ارسات إلى أف األ ف ارد المسؤكليف عف السيما األسرة إف كانت تممؾ أطفاال يميمكف الى اقتناء المنتجات الخض ارء حرصا مني عمى صحة أطفالي كما أف األطفاؿ يمارسكف ضغطا عمى آبائي مف أجؿ احت ار البيئة ككف أنو يت تحسيسي في المدارس حكؿ المشاكؿ ا لبيئية كبالتالي اآلباء ال يريد تخييب ظف أبنائي في سمككاتي المحترمة )2( لمبيئية. كمف جية أخرل فإف تأثير األسرة في سمكؾ المستيمؾ األ خضر يبرز إف كاف أحد أف ارداىا متبف ليذا التكجو ألف مف سمات المستيمكيف الخضر محاكلة التأثير في المحيطيف بي لتبني كجية نظرى كمف ث فإف )3( أف ارد األسرة يككنكف أقرب المحيطيف كربما مف أكثر المتأثريف. - الثقافة: 4 تعد مف العكامؿ الميمة المؤثرة في سمكؾ المستيمؾ ككنيا تمثؿ أى االسس كالمبادئ التي يت تبنييا مف قبؿ المجتمع كالعمؿ عمى أساسيا فالثقافة ىي مجمكعة مف الرمكز كالحقائؽ التي يك جدىا 2 - Michiko Iizuka, op cit, p20. 1 - آلامر البكري أحمد نزار النوري المصدر سبق اكرا ص 108. 3 - آلامر البكري أحمد نزار النوري المصدر سبق اكرا ص 110. ~194~

المجتمع كتتكارث جيبل بعد جيؿ كىذه الرمكز قد تككف غير مممكسة مثؿ القي كالعادات أك مممكسة مف األدكات كالمنتجات كما شابو ذلؾ. كيرل كؿ مف Hopper and Nelsen أف المعايير السمككية االجتماعية التي تضعيا الثقافة تعتبر مف األدكات الفعالة في اثارة كحث المستيؿكيف عمى أداء السمككات الصحيحة عندما يعتقدكف أف Peattie عد قيامي بيذه السمككات سكؼ يترتب عميو آثار سمبية سكاء لي أك لغيرى. كما يرل أف المستيمكيف في الدكؿ المختمفة سكؼ يتأثركف بالقي كالمعايير الثقافية التي ترتبط بالبيئة كالمجتمع كقد يؤدم ذلؾ الى كجكد أفماط عديدة مف السمككيات الخض ارء لذلؾ فإف التحدم األ خضر الذم يكاجو )1( رجاؿ التسكيؽ كالحككمات يتمثؿ في تغيير كقمب الثقافة التي ال تقك عمى مبدأ االستدامة. فعمى سبيؿ المثاؿ يعد احت ار البيئة كحمايتيا أحد السمات المميزة لمثقافة األلمانية فاأللماف يركف ضركرة بذؿ كؿ جيد ممكف لحماية البيئة كىذا التكجو انعكس عمى ممارستي اليكمية كعاداتي االستيبلكية. تيت الثقافة البيئية بنشر الكعي البيئي في المجتمع كذلؾ بنشر المفاىي كالمعمكمات كالقضايا البيئية كتكضيح العبلقات البيئية القائمة في الككف مف حيث تحديد مكقع االنساف كد العبلقات كمف خبلؿ تقدي نماذج ايجابية لمسمككيات البيئية المتميزة التي تككف معيا ار كره في ىذه أخبلقيا يحدد عبلقة الناس بالبيئة الطبيعية كالمشيدة المحيطة بي. إف الغرض األساسي الذم تيدؼ اليو فمسفة الثقافة البيئية يتمثؿ في تنشئة مكاطف يتمتع بصفة االلت از اؿ بيئي الذم يحت عميو اتباع ما يعرؼ أنو صكاب كيتجنب ما يعرؼ أنو خطأ بيئيا دكف كجكد رقابة خارجية عمى سمككو مع االىتما بضركرة احتكاء أخبلقيات ىذا المكاطف عمى جانب مف االىتما الككني كاالنساني بحيث يتحرؾ تمقائيا نحك االىتما ببيئتو كبالككف بغض النظر عف الفكاصؿ السياسية أك العبلقات الدكلية كيككف مؤمنا تماما بأف الطبيعة ال تعرؼ ىذه الحدكد كالفكاصؿ كىك االقتصا 1 - حليمة اللعدية قريشي )2009(: محد ات سلوك الملتهلك ااخضر - راسةحالة الملتهلك الجزائري- مذكرة ماجيلتر كلية العلوم ية والتليير جامعة قاصدي مرباح ورقلة الجزائر ص 103. ~195~

يتعامؿ مع القضايا البيئية مف خبلؿ منظكر عالمي كانساني إذ أف الثقافة البيئية عادة ما تفرز تكجيا جديدا لربط عبلقة االنساف ببيئتو مف خبلؿ طرح تصكر أخبلقي رشيد يع مؿ عمى تطكير المجتمع كتغيير النمكذج الحضارم القائ عمى االستغبلؿ غير المحدكد ك عبلقات السيطرة مف أجؿ االنتاج الذم يعتمد عمى مبدأ حؽ البشر في استغبلؿ مكارد البيئة بدكف حدكد. كبذلؾ تنطمؽ الثقافة البيئية مف مبدأ الحقكؽ البيئية لئلنساف ك لؤلنكاع ك لؤلنظمة البي ئية ككاجبات االنساف نحكىا باعتبار أف المحافظة عمى األ نظمة البيئية كعمى األنكاع ىي محافظة عمى كاألخبلؽ القي البيئية التي يجب أف يتحمى بيا االنساف أثناء تعاممو مع البيئة كمككناتيا كىك األساس لممسؤكلية البيئية النابعة مف ىذه الثقافة المميزة كبذلؾ تعيد الث قافة البيئية النظر في مفاىي حقكؽ االنساف كالعدالة االجتماعية كالتعاقد االجتماعي كتأخذ في اعتبارىا حياة الكائنات األخرل كحقكؽ البيئة كحقكؽ األ جياؿ القادمة فتعمؿ بشكؿ فاعؿ عمى تحقيؽ المكاطنة الكاعية بيئيا كالذكية كالفاعمة القادرة عمى تعمي حب االنتماء لؤلرض كلمكطف في إطار األخبلؽ البيئية كبذلؾ تسي ىذه الثقافة في ترسيخ قي المشاركة في حماية البيئة كصيانتيا ليصبح السمكؾ البيئي المسؤكؿ جزءا ال يتج أز مف أخبلؽ االنساف كثقافة المجتمع كتساعد في إعداد مكاطف يمارس حماية البيئة فيما كسمككا كليس مجرد انساف يستطيع )1( التحدث بطبلقة عف معنى البيئة كأىميتيا كضرك ارتيا. حيث تكصمت د ارسة Chan الى أف القي الثقافية ليا تأثير طردم كمعنكم عمى االتجاىات )2( نحك ش ارء المنتجات الصديقة لمبيئة. 1 - سناا محمد الجبور المصدر سبق اكرا ص ص 109-110. 2 - حليمة اللعدية قريشي المصدر سبق اكرا ص 103. ~196~

المطمب الثاني: العوامل النفسية العكامؿ النفسية ىي تمؾ العكامؿ المرتبطة بالمستيمؾ ذاتو فيي عديدة كمت اربطة كتتفاعؿ فيما بينيا كما أنيا تختمؼ مف مستيمؾ آلخر ككنيا مت عمقة بالجانب النفسي لممستيمؾ كتعتبر القي كصفات الشخصية مف أى العكامؿ النفسية تأث ار عمى السمكؾ البيئي لممستيمؾ. - القيم: 1 تعد القي كاحدة مف أى خصائص الشخصية اإل نسانية كأبعادىا ذات تأثير كبير في الفعؿ لؤلف ارد اليكمي كالجماعات كنظرتي لمحياة فيي تعد المكجو لسمكؾ األف ارد كأحكامي كاتجاىاتي حيث أف سمكؾ الفرد في مختمؼ مجاالت حياتو تكجيو قي معينة كما أف المجتمع ال يمكنو أف يستمر كيحقؽ أىدافو كيقك بكظائفو بصكرة متكازنة مف دكف كجكد قي فعمماء النفس يركف أف القي تمثؿ اىتمامات كرغبات كأىداؼ كمعتقدات كاتجاىات كسمات الشخصية في حيف عمماء االجتماع يركزكف )1( عمى دكر القي في تحقيؽ التكافؽ الداخمي لمفرد كتكافقو مع البيئة الخارجية. الفرد أفكار عف تعبر أنيا بمعنى خمؼ ية مضاميف عمى تحت كم أساسية قناعات تمثؿ القي إف ما حكؿ ىك صكاب كجيد القيمة ضمف أكلكياتو م ي ض فت الذل القيمي نظامو فرد كلكؿ كمرغكب إطار Schwartz )2( النسبية أىميتيا لو. كعرؼ القي بأنوا ا ليدؼ المرغكب كالمتعددة الظركؼ تمثؿ ك مه )3( المبدأ التكجييي في حي اة الشخص أك أم كياف اجتماعي آخر. يتفؽ العديد مف الكتاب عمى أف القي ىي المكجو األ ساسي ألنماط السمكؾ كالتصرفات كاتخاذ الق ار ارت كأنيا تكفر األ ساس المكضكعي لبلختيار بيف العديد مف األ ساليب كالتصرفات ؼ مجمكعة 1 - أمل إسماعيل عايز )2010(: قياس القيم االجتماعية وعالقتها بتقبل الذات لدى طلبة الجامعة مجلة الفتح العد 2 - عالا صاحج علكر و محمد عبدا كركوك للدراسات اانلانية المجلد 7 العد 45 العراق ص 8. محمد )2012(: مدى تملل القيم في سلوك العاملين بالممسلة العبية في مدينة كركوك مجلة جامعة 3 العراق ص 7. 3 - Schwartz S.H, (1992): Universals in the content and structure of values - theoretical advances and empirical test in 20 countries, in M. Zanna (coord.), Advances in Experimental Social Psychology, San Diego Academic Press, p 21. ~197~

القي التى يديف بيا شخص )أك جماعة( قم التى تحركو نحك العمؿ نحك السمكؾ كتدفعو )الفعؿ( بطريقة معينة كيتخذىا مرجعو فى الحك بأف سمككو مرغكب فيو أك غير مرغكب فيو )مستيجف مف قبؿ الجماعة أك المجتمع كبالتالي فإف القي تجذب االنتباه إلى ما ىك مي كتساعد الناس عمى.) االختيار كتبرمر أفعالي )1( كاختيا ارتي كتقييميا إال أف ىذا التأثير )تأثير القي غير السمكؾ( عمى بؿ مباشر بكساطة محددات أقرب تأثي ار عمى كأكثر السمكؾ مثؿ المعايير كالمعتقدات كاالتجاىات. العبلقة بيف إف القي كاالتجاىات كالسمكؾ تشير إلى أف القي عمى مستكيات تقع كاالتجاىات مختمفة كلكنيا مت اربطة فالقي تسبؽ المعتقدات كما االتجاىات كتعمؿ عمى تشكيميا كما أف القي تقع قميمة جدا ك مجردة في مركز النظا ا العتقادم لدل تعمؿ عمى الفرد تكجيو السمكؾ مف خبلؿ تحديد االتجاىات اؿخاصة. كبالتالي فإف عامة كمستقرة ىي القي كمركزية كىي مف استدامة أكثر االتجاىات كما أنيا ترتبط بمفاىي مجردة بي نما ترتبط االتجاىات بمكاضيع خاصة. كمف المسم بو أف السمكؾ البيئي يقك عمى مجمكعة مف القي ىذه األخيرة تساعد في تحديد االتجاىات المناصرة لمبيئة كالتي بدكرىا تعمؿ عمى تكجيو سمكؾ الفرد نحك سمكؾ مسؤكؿ بيئيا لذلؾ فإف السؤاؿ األساسي الذم يطرح ىنا ما ىي ىذه الؽي البيئية التي مسترشد بيا في تشكيؿ االىتما البيئي لدل المستيمكيف في ىذا االطار يعتبر Dembrowsui et all أف االىتما البيئي ىك كعنصر مف نظا المعتقدات الفردية بؿ ىك جزء مف الكعي االجتماعي لمفرد كيمثؿ في حد ذاتو نظا معقد مف القي كاالتجاىات. كبالتالي األف ارد الذيف لديي اىتما بيئي يتقاسمكف ؿ لعال البيئي رؤية في اطار اؿ نمكذج القيمي الذم يسمى "البا ارديغ اؿ بيئي اؿجديد" Paradigm(.")New Ecological اعتقادى مميؿ فاألف ارد نحك ضركرة المساكاة بيف االنساف كبأف ىناؾ كالطبيعة حدكد ؿ لنمك االقتصادم يصكركف األرض 1 - Schwartz S.H, op cit, p21. ~198~

أنبوا "س فينة الفضاء" محدكد عدد يكجد بيا التي مف األماكف ك المكارد مثؿ ىذه االعتقادات ىي التي تحك حياتي اليكمية كت ؤثر في سمككاتي كتعاممي مع مختمؼ القضايا البيئية كاالجتماعية. كفقا لجرد Schwartz القي المرتبطة باالىتما البيئي ىي تمؾ المتعمقة ب المجاالت التالية : ( ؿا قيمة ( ؿا قيمة تككف )كمعو التقاليد عبلقة سمبية( تمقائي التكجيو ذات طابع فردم( التعاطؼ ذات طابع جماعي( مختمط( طابع ذات )قيمة كالككنية ىذه النتائج تتكافؽ مع التكجيات القيمية الثبلثة التي في العديد ف البحكث : التكجو اإليثارم كالتكجو حددىا عمؿ (1994) Dietz Stern et كطرحت الحقا األناني كالتكجو بالمحيط الحيكم كمنو فاالتجاىات كمنيا السمككات نحك القضايا البيئية تستند عمى األىمية النسبية التي يعطييا الشخص ؿ نفسو أك )1( لآلخريف أك إلى الحيكانات كالنباتات كما يمي : 1( إذا كاف االىتما البيئي يت تفسيرق مف خبلؿ القي المتعمقة بالمحيط الحيكم اذف فيك يعكس اعتماد القي البيئية الجديدة" ( Paradigm ) New Ecological ىذا النمكذج االعتقادم الجديد يككف بديؿ لمنمكذج المييمف عمى عقكؿ يتميز بككنو الذم ك األف ارد النمكذج إف التكجو بشرم القيمي الجديد يعفل ب زيادة الكعي البيئي كيميؿ إلى المحافظة عمى تكازف الطبيعة كغاية في حد ذاتو أك ؿ تحقيؽ قيمة ركحية كىك يعني االىتما بالبيئة ككؿ أم بجميع مككنات النظا البيئي: النباتات كالحيكانات كالحياة البحرية...الخ أيف يعتبر االنساف كجزء منيا. إذا ت تفسير االىتما البيئي مف خبل ؿ قي األنانية فإنو يعبر عف مصمحة شخصية األف ارد ال )2 ييتمكف لنكعية البيئة إال إذا كانكا يعتقدكف أنيا سكؼ تؤثر عمى رفاىي كرفاه أحبائي يككف فالقمؽ مف المخاكؼ الصحية القمؽ عمى المستقبؿ كعمى نمط الحياة فاالىتما البيئي ىنا "مصمحي" ىك األف ارد يقكمكف بال قارنة بيف التكاليؼ كالمنافع الشخصية لبعض التصرفات البيئية. فاإلد ارؾ 1 - Stern P.C. et Dietz T, (1994): The value basis of environmental concern, Journal of Social Issues, vol 50, n=3, pp 65-84. ~199~

الشخصي ؿ لتيديدات الناجمة عف التدىكر البيئي ىي أحد العكامؿ التي تؤثر بشكؿ كبير عمى ب متف سمكؾ مسؤكؿ بيئيا. كأخي ار إذا ما فسر االىتما البيئي بكاسطة قي اإليثار فالناس ىنا ييتمكف بالبيئة ألني يعتقدكف )3 أف البيئة المتدىكرة تشكؿ تيديدا لصحة كرفاه البشرية بشكؿ عا الشغؿ الشاغؿ ىك ليس التيديدات التي تككف عمى البيئة كلكف التيديد ات التي تككف عمى البشرية بما في ذلؾ الفرد ك أكالده كاألجياؿ القادمة اؿشعب اؿمجتمع كالعال بأسره. post-matérialiste فبحثكا ربط كتاب كقد آخريف االىتما البيئي بقي ما بعد المادية في كيفية )1( تأثير المادية عمى االىتما المادية أف أثبتكا ك البيئي بأبعادىا لدييا تأثير سمبي عمى المعتقدات البيئية فكمما كاف التكجو المادم كبير كمما كاف االعتقاد بأف ا لمادية أكبر كسيمة لتحؽيؽ النجاح ككمقياس لمرفاىية كبالتالي كاف االعتقاد بكجكد مشاكؿ بيئية منخفضة كه ؾذا اعتقاد يؤثر بدكف شؾ عمى تشؾؿ )2( االتجاىات البيئية كمنو تبفم سمككيات مسؤكلة بيئيا. يعتبر البيئي االىتما زيادة لذلؾ فإف ف اؿظاىر الناتجة عف "الثقافة مف في اؿقي" "تحكؿ إلى المادم ة" "ما بعد المادية " كىذا يعني أف ىناؾ "تحكال" بعيدا عف االنشغاؿ مع ساد طكيبل الذم الرفاه كاألمف المادم يف نحك المزيد مف االىتما بنكعية الحياة كنكعية البيئة التي تعتبر عنص ار ميما )3( لتحسيف نكعية الحياة. التحكؿ الى القي البيئية نجده أيضا في أعماؿ دنبلب ككاتكف التي تؤكد عمى ضركرة التحكؿ "با ارديغ مف اإلنساف االستثنائي الى " الب ارديغ البيئي الجديد " Human Exceptionalism Paradigm ~200~ 1 - الما ية Le matérialisme تعكم مجموعة القيم المتعلقة بأهمية االمتالك الما ي ف الما ية تربي اافرا بالللي واالشياا التي يمتلكونها وتتميز بحقيقة أن الناس يهتمون بالعملية االستهالك أكلر مق ارنة بالمنفعة أو القيمة العملية للمنتجات التي يشترونها فالعالقة بين الشيا والفر تلاهم في تشكيل هويته ورف اهيتة الذاتية وهو التوجه الشبه عالمي العتبار الما ية كوسيلة لتحقيق الرف اهية. 2 - Amélie Fiorello, op cit, p 133. 3- Michiko Iizuka, op cit, pp 23-24

النظرية ىذه تركز عمى القي البيئ ةم كتقيي عبلقاتيا مع العكامؿ "New Ecological Paradigm االجتماعية كالديمكغ ارفية أف كتعتبر عم االجتماع التقميدم غير قادر عمى إيجاد حؿ لممشاكؿ البيئية " قيمة مبنية عمى مف ينطمؽ أل قف فكرة اإلنساف االستثناء" التي ال تعترؼ ب القكاعد الفيزمك-حيكية مف " ؿا تحكؿ" البنية كالحياة االجتماعية كيؤكد الباحث اف عمى ضركرة الى نمكذج جديد مف القي البيئية ك الذم ىك عمى عكس النمكذج البشرم السابؽ الى م نظر البشر كجزء مف النظا البيئي كعممية التحسيف البيئي يمكف تحقيقوا مف خبلؿ انتشار القي البيئية الجديدة بيف جميكر الناس الجدكؿ) 2-3 ( يمخص الفرؽ )1( بيف قي النمكذجيف. الجدول )2-3(: الفرق بين نموذج القيم البيئية الجديدة ونموذج االنسان االستثنائي نمكذج االنساف االستثنائي نمكذج القي البيئية الجديدة New Ecological Paradigm Human Exceptionalism Paradigm يصبح اإلنساف في كضع ألف ؿديو استثنائي األنكاع احد فقط البشر ى التي تعتمد عمييا )1 )1 الثقافة الحياة المجتمعية لديو ثقافة متنكعة غير محدكدة كيتغير أسرع اؿشبكة الطبيعية في ت كجكد عبلقات معقدة )2 )2 بكثير مف الخصائص البيكلكجية بيف العكامؿ كالنتائج كردكد الفعؿ األنشطة كبالتالي اختبلؼ البشر م نبع مف عممية البشرية في ىذه الشبكة يجب أف تخمؽ نتائج غير )3 التنشئة االجتماعية كىذه االختبل فات يمكف أف مختمؼ ك متكقعة تككف ثابتة اجتماعيا العال محدكد كىناؾ حدكد فيزيائية كبيكلكجية )3 ت اؿ ارك كبالتالي اؿ ثقاؼم يسمح لبلنساف مف حؿ لمنمك االقتصادم كالتقد االجتماعي كالعكامؿ )4 المشاكؿ كؿ االجتماعية فضبل عف إح ارز تقد األخرل التي تنظ اؿظاىرة اجتماعية. Michiko Iizuka, op cit,p25 غير محدكد. ا صذر: اعذاد ا جبزثخ ثبالعز بد ع : 1 - Michiko Iizuka,op cit, pp 25-26. ~201~

تعتبر د ارسات Dunlap عف االىتما البيئي ميمة مف أجؿ معرفة ما إذا كاف قد كقع "التحكؿ" في المجتمع أ ال كما أف ىذا يعكس الذم "التحكؿ" زيادة االىتما البيئي ليس فقط يعطي الشرعية لمحركة االجتماعية المناصرة لمبيئة كلكف أيضا ضغكطا عمى الحكك مف أجؿ ات كضع السياسات كتنفيذ األنظمة البيئية. كخبلصة يمكف القكؿ أف االىتما البيئي الذم يمكف أف يتحكؿ الى سمكؾ بيئي بكجكد يرتبط القي اإليككلكجية كاالنفتاح عمى التغيير ك اإليثار كالقي ما بعد المادية. يمكف تعريؼ الشخصية بأنيا تمؾ الصفات كالخصائص النفسية ا لداخمية كالتي تحدد - الشخصية: 2 كتعكس كيفية تصرؼ الفرد كسمككو نحك كافة المنبيات ة الداخؿم أك الخارجية التي يتعرض ليا بشكؿ )1( دكرم كالشخصية ىي المحدد السيككلكجي الرئيسي الذم عادة ما يعبر عنو في شكؿ صفات: الثقة بالنفس كاالستقبلؿ كمؤانسة القدرة عمى التكيؼ االنطكاء كاالندفاع...الخ يمكف أف ت ككف بمثابة دليؿ في تكجيو السمكؾ لتحقيؽ أىداؼ معينة في حاالت مختمفة ؼ الشخصية مستدامة كتضمف االستم اررية في الزمف ؼ ىي أكثر اتصاال بالسمككي ات المتكررة مف السمكؾ الظرفي. ىناؾ ارتب اط اؿشخصية بيف كالسمكؾ المسؤكؿ بيئيا كقد ت اختبار مختمؼ سمات الشخصية األبحاث في فبعض الد ارسات أدت الى نتائج أكثر أىمية مف البعض عمى اآل خر كلعؿ أى سمات الشخصية التي ليا عبلقة كبيرة باالتجاىات البيئية كالسمككات المس ؤكلة بيئيا كحضيت بإىتما الباحثيف. نذكر: اؿ فعالية المدركة مف المستيمؾ االيماف ب التحك كاالغت ارب االيمان بالتحكم : االيماف بالتحك ىي الدرجة التي يعتقد الفرد أف حالتو تعتمد بشكؿ كبير عمى خصائصو كأفعالو مقابؿ الدرجة التي يعتقد أف ما يحدث لو ىك نتيجة عكامؿ خارجية فاإليماف بالتحك معتبر مف سمات الشخصية كالتي يمكف مف خبلليا التمييز بيف األف ارد كفقا العتقادى بشأف ~202~ 1 - محمد ابراهيم عبيدات المصدر سبق اكرا ص. 259

مصدر التحك داخمي أك خارجي فالشخص الذم لديو اعتقاد بالتحك الداخمي يفسر أف ما يحدث ىك نتيجة لقد ارتو كجيكده كخصائصو )أنا المسؤكؿ ( عمى العكس مف ذؿ ؾ فرد لو اعتقاد بالسيطرة الخارجية يفسر ما يحدث بأنو نتيجة العكامؿ االجتماعية األخرل )عمى سبيؿ المثاؿ تأثير قكل مف أناس أخريف( أك عكامؿ بيئية أخرل ال يمكف السيطرة عمييا مف قبؿ الفرد )مثؿ: الحظ فرصة قضاء كقدر( )1(. التحك مصدر إف يعتبر متغير نفسي ىا مسمح بالتنبؤ بالسمكؾ البيئي لممستيمكيف الخضر فيك يقك بتكفيؽ العبلقة بيف االتجاه كالسمكؾ فيك الكسيط بم نيما بحيث عمى االتجاه تأثير يت تحديد السمكؾ حسب درجة اإليماف بالتحك الداخمي فاألف ارد المكجييف داخميا أكثر ثقة بالنفس كيتحممكف المسؤكلية )2( كيميمكف التخاذ التصرفات كالسمككات االجتماعية األكثر جدية لتغيير األكضاع. فإف كىكذا األف ارد الذيف لديي كلديي اعتقاد البيئة نحك إيجابي اتجاه بالتحك الداخمي إفؼ سمككي سكؼ يتماشى مع اتجاىي خبلفا ألكلئؾ الذيف لديي اتجاه إيجابي تجاه حماية البيئة كلكف إيماني ب التحك ىك خارجي كبذلؾ سكؼ تككف سمككيات ى ال تتماشى كاتجاىاتي. قد أكدت نتائج الد ارسة التي قا بيا McCarty et Shrum اإليماف أف بالتحك الداخمي قد ارتبط Schwepker end Cornwe إيجابيا مع األىمية المعطاة إلعادة د ارسة كفي النفايات تدكير أكدت عمى الصمة بيف االيماف بالسيطرة الداخمية كاالستعداد لش ارء المنتجات التي يككف لدييا تعبئة كتغميؼ صديؽ لمبيئة. 1 - Gierl H. et Stumpp S, (1999) : L'influence des convictions de contrôle et des attitudes globales sur le comportement écologique du consommateur, Recherche et Application en Marketing, vol 14,,= 2, pp 72-73. 2 - idem, p 73. ~203~

الفعالية المدركة لممستيمك: إف الفعالية المدركة لممستيمؾ ىي "االعتقاد بأف الجيكد الفردية يمكف أف )1( تحدث فرقا مف خبلؿ تقدي حمكؿ لمشكمة ما " ك ىي "الدرجة التي يعتؽد المستيمؾ أف جيكده الفردية يمكف أف تحدث فرقا" )2( كيمكف تعريفيا عمى أنيا تقدير لدرجة مساىمة االستيبلؾ الشخصي )3( في حؿ المشاكؿ البيئية. إف األف ارد الذيف يركف أنفسي بأني ك مبر بيف ارتباط يبدكف "فعاليف" االتجاه كالسمكؾ مف أكلئؾ الذيف يشعركف بأني "أقؿ فعالية" كبالتالي فإف اد ارؾ الفعالية مف طرؼ المستيمؾ ىي ككسيط يعدؿ درجة العبلقة بيف االتجاه البيئي كالسمكؾ المسؤكؿ كبالتالي الفعالية المدركة لممستيمؾ تعتبر أحسف مؤشر عمى سمككو المسؤكؿ بيئيا. كقد كجدت د ارسة Webster أف الفعالية المدركة لممستيمؾ تعتبر بناء ا صاؿحا في القدرة عمى التمييز بيف الكعي البيئي المرتفع كالكعي البيئي المنخفض كأنو األخرل اؿتم لوا )4( قدرة تنبؤية عالية بالسمكؾ الصديؽ لمبيئة. ا المتغير الكحيد مف بيف المتغي ارت كما أظيرت (1991) all. Ellen P.S et د ارسة أف الفعالية المدركة لممستيمؾ ت رتبط إيجابيا مع استعداد المستيمكيف لتقدي تضحيات فردية اذا كانت تساى في تحسيف البيئة كلكف كفقا ليؤالء الكتاب إذا كافت الفعالية المدركة لممستيمؾ لوا تأثير عمى السمكؾ الفردم )كما عمى سبيؿ المثاؿ فرز فإنو ليس النفايات( بالضركرة مشاركة المستيمؾ في األنشطة الجماعية )االفضما الى جمعية لحماية البيئة( )5(. 1- Ellen P.S, Wiener J.L, Cobb-Walgren C, (1991) : The role of perceived consumer effectiveness in motivating environmentally conscious behaviors, Journal of Public Policy & Marketing, vol 10,n= 2, p103. 2- Ellen P.S, (1994) : Do we know what we need to know? Objective and subjective knowledge effects on proecological behaviors, Journal of Business Research, vol 30, p44. 3 - Ellen P.S, Wiener J.L, Cobb-Walgren C, op cit, p103. 4-Webster F.E, (1975), Determining the Characteristies of Socially Conscious Consumer, Jornal of Consumer Research, December 1975, vol 2, p 197. 5 - Ellen P.S, Wiener J.L, Cobb-Walgren C, (1991), op cit, p 103. ~204~

فاالتجاىات البيئية كاالستجابات السمككية مبنية عمى االعتقاد أف قادر عمى الفرد بأف يككف مؤثر إيجابا عمى حؿ المشاكؿ المتعمقة بالبيئة بحيث قد يشعر الفرد بقمؽ بالغ بيئية مش اكؿ ج ارء كلكف يشعر معينة بأنو عاجز تماما عمى أف يككف ؿ ق تأثير ايجابي لحؿ ىذه المش اكؿ مف خبلؿ أفعالو كبالتالي قد يؤثر ذلؾ عمى تبنيو سمكؾ بيئم. )1( االغت ارب : االغت ارب ىك مفيك مستعار مف عم االجتماع كعم النفس االجتماعي يعرؼ ببساطة بعض الكتاب االغت ارب بأنو شعكر المرء ككنو غريبا عف بيئ تو المحمية أك مجتمعو أك ثقافتق ". " اعتماد كقد ت ىذا التعريؼ لفي االتجاىات المناصرة لمبيئة لكف النتائج بالنسبة متباينة: كانت Anderson, Henion et Cox 1974 ; Webster, ( ؿ لبعض الفرد المغترب يككف لديو اىتما إ ازء البيئة كبالنسبة آلخرمف فإنو عكسا لذؿؾ Anderson et Cunningham, 1972 ; ( )1975 ; Balderjahn, 1988 ؼ كفقا أك ة عزؿ األقؿ األف ارد Cornwell et Schwepker (1995).)Cornwell et Schwepker, 1995 اغت اربا أم األ كثر انخ ارطا كاندماجا في مجتمعي ى األكثر اىتماما بحماية البيئة المحيطة بي )الخاصة( بدال مف حماية ة البيئ العامة. :)Seeman 1959( في الكاقع االغت ارب ىك حالة ذاتية لمفرد تتضمف خمس حسب أبعاد كغياب )"normlessness"( البلمعنى )meaninglessness( الضعؼ )powerlessness( اؿمعايير.self-estrangement العزلة االجتماعية social isolation القطيعة الذاتية ىناؾ العديد مف الد ارسات ذات االىتما بالكعي البيئي تناكلت مفيكمي كغياب الضعؼ في نكعيف ينعكس الضعؼ ؼ مفيك المعنى مف المعتقدات : االعتقاد بأف سمكؾ الفرد ال يمكف أف محقؽ النتائج التي ينتظرىا كاالعتقاد بأف اؿكثير الشيء يقد مستطيع أف ال لمشخص الفردم التصرؼ مف أجؿ حؿ ال شاكؿ االجتماعية كبذلؾ مظير أف اؿضعؼ ىك شعكر عكسي لمتحك الداخمي ك 1 - Amélie Fiorello, op cit, pp 137-139. ~205~

اؿ فعالية المدركة لممستيمؾ التي تناكلناىا سابقا كبالتالي فيك يتطابؽ مع االعتقاد ب السيطرة الخارجية بحيث يقيس (1974) Groat Neal et الضعؼ بعبا ارت مثؿ "مف الكى أف نتصكر أف شخص كاحد يمكف أف تؤثر حقا ما يدكر في المجتمع " كأيضا "ىناؾ عدد قميؿ مف األشياء التي يمكف القيا بو ا لتجنب ارتفاع األسعار ". كما معرؼ (1974) Groat Neal et مفيك غياب المعنى لدل الفرد بأنو اد ارؾ أك تصكر الفرد بأف األحداث االجتماعية كاالقتصادية كالسياسية ك..الخ معقدة بشكؿ ال يصدؽ ليس ليا غرض كغير متكقعة كيأتي ىذا الشعكر عندما يغرؽ الفرد كتطغي عميو العال. تعقيدات كما أف الضعؼ كغياب المعني مفيكميف مت اربطيف بشدة بحيث مف غير الممكف أف يشعر الشخص بأنو قادر عمى حؿ المشاكؿ االجتماعية إذا ل يفي اآلليات التي يمكفىا أف تؤدم إؿل تغيير اجتماعي. العديد مف الد ارسات في العمك السياسية أظيرت أف االغت ارب يرتبط ب السمبية السياسية الناخب الذم ينفر يتميز بأنو الشخص الذم "يمقت ككنو عاجز قميؿ االىتما كاالرتباط بؿ ال ينظ تماما إلى تنظيمات غير جماعية مدرؾ لؿكسائؿ التي يمكف أف يمارس بيا السمطة أظيرتو نتائج ىذا ما د ارسة Crosby, Gill et Taylor (1981) أظيرت بحيث أف االغت ارب ارتبط سمبيا مع نية التصكيت لصالح اؿ قانكف الخاص ب النفايات في ميشيغاف كالية بالكاليات المتحدة األمريكية. البعد اآلخر لبلغت ارب ىك غياب المعايير كمعتبر حالة ذىنية أك جانبا مف جكانب الشخصي ة ؼ في حالة إعادة تدكير النفايات مثبل نجد ال يعتبركف األف ارد بعض أف إعادة التدكير كمعيار سكاء كاف ذلؾ في اطار المجتمع بشكؿ عا أك كفي ما يتعمؽ ب أخبلؽى الخاصة ذلؾ ما يؤدم إلى فكرة أف بعض الناس في بعض األحياف قد ال يدرككف كبالتالي ال ة الفعاؿ المعايير يككف ىناؾ احت ار ليذه المعايير غياب المعايير ىك شعكر معم مف سكء االندماج كاالحساس بالغربة مف الجماعة المحمية ~206~

)عكس الشعكر باالنتماء( كمنو يمكف القكؿ أف غياب المعايير يمكف أف م فعكس في عد كجكد تكافؽ في اآل ارء بشأف السمككيات الصحيحة. كفي األ خير نجد أف البعديف اآل خريف لبلغت ارب يمثبلف القطيعة الذاتية كالعزلة االجتماعية فالقطيعة الذاتية تظير مف الشعكر بالقطيعة مع الذات كتترج مف خبلؿ حاالت المتاعب العميقة كغياب لتقدير الذات أما العزلة االجتماعية ؼ تتميز باإلحساس بالقطيعة مع اآلخريف ك المجتمع مع بصفة عامة تنعكس في االحساس بالكحدة كانقطاع الركابط مع اآلخريف. قا بيا في د ارسة (2008) Ali-Choudhury Bennett, Savani et لسمكؾ الفرز كاعادة التدكير جرت لمنفايات في حي فقير في ضكاحي لندف كاستخد الباحثكف مقياس االغت ارب اؿخمس بأبعاده كأثبتت نتائج الد ارسة أف االغت ارب لو تأثير سمبي ككبير عمى كتيرة الفرز كيفسر الباحثكف ىذه النتائج مف حقيقة أف الناس في األحياء الفقيرة تشعر بأنيا مستبعدة مف النشاط االجتماعي السائد كال تتقاس االتجاىات نفس مثؿ كالقي غيرى مف أف ارد المجتمع كىذا يعني أني يشعركف با لعزلة االجت اعية كيركف أنفسي ؾعاجزيف بحيث م تجاىؿكف السياسات البيئية الفعالة كم رفضكف حتى التكافؽ مع اؿمعايير االجتماعية لمسياسات التي ى د ارية بيا. عمى المطمب الثالث : تأثير العوامل الديموغ ارفية تعتبر العكامؿ الديمكغ ارفية أك الشخصية مف العكامؿ التي حظيت بإىتما كبير مف الدارسيف ك الباحثيف في مجاؿ د ارسة سمكؾ المستيمؾ بصفة عامة كسمكؾ البيئي لؿمستيمؾ بصفة خاصة بغية تحديد خصائص كممي ازت المستيمؾ التنبؤ يمكف حتى األخضر بالسمككات البيئة كتعتبر العكامؿ الديمكغ ارفية سيمة القياس كالمبلحظة مقارنة بالعكامؿ النفسية أك االج تماعية كلكف يككف ال أنو بتىق ىناؾ اجماع عمى نتائجيا في تحميؿ كفي السمكؾ البيئي لممستيمؾ كأى ىذه العكامؿ نذكر: ~207~

- السن: 1 إف األحداث التي يعيشيا كي ارىا الفرد مف لحظة ميبلده الى أف يكبر تؤثر تأثي ار كبي ار في تركيبة ذلؾ الشخص كتككينو بعب ارة أخرل إف السف عامؿ مختزؿ مجمكعة مف العكامؿ الداخمية كالشخصية الخاصة بالفرد ألف مرحمة العمر التي يمر بيا كؿ إنساف تعطيو خصائص كعادات سمككية في الش ارء تختمؼ عف غيرىا مف الم ارحؿ االخرل كما ىك الشأف في سمكؾ الش ارء عند الشاب الم ارىؽ الذم يختمؼ عنو عند الشيخ الكب ير. فيما يخص تأثير عامؿ السف عمى السمكؾ البيئي لدل المستيمؾ فإف نتائج الد ارسات كانت (Kinnear, متضاربة فقد أظيرت بعض الد ارسات عد كجكد ارتباط بيف العمر كاالىتما بالبيئة كجدت في حيف د ارسات اخ لر عبلقة سمبية ذات داللة.)Taylor et Ahmed, 1974 ; McEvoy, 1972 إحصائية بيف االىتما البيئي كالعمر كىذا يعني أف يشعركف الذيف االف ارد بالقمؽ إ ازء البيئة فئة مف ى (Van Liere et Dunlap, 1980 ; Grunert et Kristensen, 1992 ; الشباب بدال مف كبار السف.Zimmer, et al, 1994 العبلقة مف خبلؿ أف فرضية اؿحمكؿ لممشاكؿ البيئ ية ينظر الييا كيفسر Van Liere et Dunlap ؾتيد دم ؿ لنظ االجتماعية القائمة كتتطمب تغيي ارت في القي التقميدية القائمة أنماط السمكؾ ك كالمؤسسات كلذلؾ فمف المنطقي أف نتكقع أف الشباب أكثر مف مدع االصبلحات البيئية كأكثر استعدادا ؿت بنى األ يديكلكجيات المناصرة لمبيئة مف اؿ شيكخ ك كبار السف ذلؾ بسبب عممية )1( الشيخكخة أك اؿسف كبر فاالعتقاد عمكما ىك مع الشيخكخة أ قف كمركر السنكات التي يكبر فييا " " االنساف يحدث ىناؾ مادية ت اركات كفكرية كاجتماعية كبالتالي يصبح الفرد أكثر انخ ارطا في النظ الفرعية الدينية كالسياسية كاالقتصادية كاالجتماعية السائدة الشيء الذم م دفعق التخاذ إج ارءات مف أجؿ الحفاظ عمى الكضع ال ارىف كبالتالي أصبح ينظر ؿ لقضايا البيئية باعتباره لمنظا "تيديدا" ا 1 - Amélie Fiorello, op cit, p 147. ~208~

االجتماعي القائ لذلؾ تعتبر األجياؿ الشابة أكثر انفتاحا عمى القضايا البيئية مف تمؾ األجياؿ القديمة )1( أك مف كبار الس ػف. - الجنس: 2 مف البدييي القكؿ أف الرجاؿ كالنساء كاألكالد كالبنات لي حاجات مختمفة كيؽككف باستعماؿ منتجات مختمفة ىذا ما يفسر أىمية الدكر الذم يمعبو عامؿ الجنس في تحديد طبيعة السمكؾ االستيبلكى لدل الجنسيف كلدل د ارسة أثر الجنس في سمكؾ المستيمؾ البيئي نبلحظ ىناؾ إف قسا كعد إتفاؽ في نتائج الد ارسات حكؿ تحديد أم مف الرجؿ أك الم أرة ذك تكجو إستيبلكي بيئي كمع ذلؾ يمكف مبلحظة ميبلف الكفة نحك الم أرة كاعتبارىا أقكل تكجيا نحك البيئة بحك تركيبتيا النفسية )2( كالعاطفية كمسؤكليتيا األسرية. كت ؤيد ذلؾ (1991 )Harris د ارسة التي أظيرت أف العديد مف النساء يشعرف بالقمؽ إ ازء نكعية البيئة م نتقدف السياسة التي تتخذتيا الحككمة كعمى استعداد لقبكؿ انخفاض مستكل المعيشة في مف أجؿ مخاطر صحية أؽؿ. مع ذلؾ تشير التحقيقات التجريبية األخرل الى نتائج غير متناسقة مع ىذه عمى الفرضية سبيؿ المثاؿ أقيمت د ارسات قناؾ في كقت سابؽ أظيرت أف الرجاؿ ى أكثر قمقا بشأف البيئة مف النساء بسبب مستكاى العالي مف التعمي كالمشاركة مع المجتمعات المحمية كالقضايا السياسية في حيف تظير بعض الد ارسات أف النساء أكثر مف مشعر بالقمؽ إ ازء البيئة ألف الرجاؿ الرجاؿ مف قمقي الكبير حكؿ النمك كاالستق ارر االقتصادم كاعتبار كعائؽ البيئة )3( أما النمك االقتصادم. أما في ركز عمى األب األ ك دكر" تأثير" كتستند ىذه المناقشة عمى Eckgberg (1989) االختبلؼ في األدكار بيف الجنسيف في المجتمع فاألميات أكثر قمقا حكؿ المشاكؿ البيئية المحمية مف 1 - Michiko Iizuka, op cit, pp17-18. 3 - Michiko Iizuka, op cit, pp 19-20. 2 - آلامر البكرى أحمد نزار النوري المصدر سبق اكرا ص 112. ~209~

اآلباء األميات يعطيف األكلكية لرفاه كصحة األسرة ما )كؿ ي تربط بشكؿ كثيؽ مع نكعية البيئة المحمية مثؿ الماء كاليكاء كالنفايات الصمبة( في حيف أف اآلباء يعطكف لمقضايا األكلكية االقتصادية )1( ك كالمادية لرفاه األسرة. إف العديد مف الد ارسات تشير إلى بيف ة عبلؽ كجكد إحتماؿ نكع الجنس كاالىتمامات البيئية كمع ذلؾ ىذه العبلقة يجب أف بحذر تعالج جميع التحقيقات إلى أف تشير ىذا الجمع بيف نكع الجنس كالبيئية لديو صمة كبيرة مع طبيعة الدكر االجتماعي الذم تمعبو الم أرة أك الرجؿ في المجتمع كالذم يتغير مف كقت آلخر كمف مجت مع آلخر كبالتالي نتائج د ارسة العبلقة بيف البيئة نكع الجنس ك باختبلؼ مختمفة تككف السياؽ ات الثقافية كاالجتماعية كالفترة الزمنية. - الدخل: بصفة عامة يمكف القكؿ أف الدخؿ مرتبط بشكؿ إيجابي مع االىتما البيئي كفؽ ما تؤكده عدة 3 د ارسات: 1994) (Kinnear, Taylor et Ahmed, 1974 ; McEvoy, 1972 ; Zimmer et al األساس المنطقي ليذه النتيجة ىك أف األف ارد ذكم الدخؿ العالي يمكف ى تحمؿ التكاليؼ المرتبطة بالسياسات الداعمة لمبيئية مثؿ ش ارء المنتجات الخض ارء كقد كجدت د ارسات أخرل قميمة اف الدخؿ ارتبط سمبيا مع االىتما بالبيئة يفسر ك Roberts مف ذلؾ )Roberts, 1996; Sandahl et Robertson, 1989 ( حقيقة أف مستكل التدىكر البيئي قد كصؿ إلى حرجة مرحمة حيث أصبحت البيئة تي كؿ الناس مف )2( جميع مستكيات الدخؿ. -مستوى التعميم: يعتبر التعمي عامبل مف بيف أى العكامؿ التي تؤثر في سمكؾ الفرد كمدركاتو كدكافعو 4 حيث يكسع التعمي أفؽ تطمعات الفرد كيعزز معارفو كيفتح أمامو مجاالت عدة كما يؤثر التعمي في سمكؾ الفرد ك عامة بصفة في سمككو االستيبلكي بصفة خاصة حيث يجنح الفرد المتعم الى التأثر 1 - Michiko Iizuka, op cit, p 19. 2 - Amélie Fiorello, op cit, p 149. ~210~

بدكافع تتس بالعقبلنية أكثر مف ككنيا عاطفية في اتخاذ ق اررقالش ارئي كييت بجكدة المنتج كإعتماديتو كقدرتو كما يقؿ اىتمامو بنكاح أخرل- يعتبرىا ثانكية- مثؿ جذب االنتباه كالتفاخر كما أف مستكل التعمي المرتفع يزيد عادة لدل اؿمطالعة في الفرد كق ارءاتو بما يمكنو مف االطبلع عمى ما يحدث في العال كعمى المستجد في اطار المكاد كأساليب االنتاج كالمنتجات المختمفة كبالتالي يككف لديو اطبلع عمى ك كبير مف المعمكمات كما تككف لو القدرة عمى االستيعاب لكؿ المتغي ارت سكاء بطريقة تعمقت )1( مباشرة أك غير مباشرة بمجاؿ اىتمامو مف السمع كالخدمات. فيما يخص السمكؾ البيئي لممستيمؾ ديمكغ ارفي الذم لو قكة تفسيرية ك األكثر أىمية مف يبدك أف باقي مستكل التعمي ىك المتغير السكسيك- المتغي ارت الديمكغ ارفية التي ذكرناىا حتى ك اآلف عمى الرغ مف أف بعض الكتاب ات قد كجدت عالقة عكسية بيف مستكل التعمي اإل ىتا البيئي شبو ىناؾ إال أف إجماع حكؿ حقيقة (Sandahl et Robertson, 1989 ; Arbuthnot et Lingg, 1975), أف االىتما البيئي يرتبط ارتباطا إيجابيا مع مستكل التعمي بحيث أظيرت الغالبية العظمى مف Maloney, Ward et البحكث كجكد عبلقة إيجابية بيف مستكل التعمي كيفسر البيئي االىتما ك ىذه النتيجة أف ككف "طب يعة البيئة كالتفاعبلت المعقدة بيف الكائنات الحية البيئةم كالنظ Braucht تجعؿ مف الصعب في كاستيعاب ىذا المكضكع" ىذا يعني أف األف ارد األكثر تعمما ى األفضؿ فيا لممسائؿ المتعمقة ب التدىكر البيئي كالتي سكؼ تجعؿى أكثر اىتماما بنكعية البيئة كأكثر ح ماسا لتبني سمككيات مسؤكلة بيئيا كيرتبط التعمي العالي بقمؽ بيئي كبير ألف ذلؾ يرتبط مباشرة ب الحصكؿ عمى معمكمات عف البيئة كالقدرة عمى معالجة المعمكمات إلى معرفة كتحكيميا بيئية التي سكؼ تبنى االتجاىات كالسمككات البيئية. ~211~ 1 - خالد عبد الرحمن الجرسي المصدر سبق اكرا ص 134.

كمع ذلؾ ينبغي تكخي الحذر لربط مباشرة المستكل الت عميمي إلى مستكل عاؿ مف اال قتا البيئي حيث المستكل التعميمي أف يتضمف يجب أيضا عكامؿ اجتماعية األخرل. عمى سبيؿ المثاؿ تعمي أفضؿ يعني عمكما العمؿ ك الكظيفة الجيدة كبالتالي كجكد الكفرة االقتصادية لدل الفرد قد كالتي تسمح لؤلف ارد لدفع المزيد مف اؿجيد" "الترؼ ؿ تحقيؽ مثؿ نكعية البيئة التي يعيش فييا يمكف أيضا لمخمفية االجتماعية التي تسمح لؤلف ارد أف يككف تعميى أفضؿ يككف لوا أف بعض التأثير عمى عممية )1( تفكيرى. - الوظيفة: ينعكس العمؿ الكظيفي الى حد كبير عمى التكجو السمككي لممستيمؾ بشكؿ عا كبما 5 تفرضو الكظيفة مف قيكد أك حرية في التعامؿ مع المكاف أك الزماف الذم يككف فيو مع اآلخريف ضمف مفردات الحياة اليكمية. كىذا ما ينطبؽ أيضا عمى المستيمؾ األخضر الذم يتأثر الى حد كبير في المكقع الكظيفي الذم يككف بو. كقد كجدت العديد مف الد ارسات بأنو مف السمات األساسية لممستيمؾ األخضر ىك في حصكلو عمى درجة متقدمة نسبيا مف التعم الثقافة الدخؿ العمر.. كقد كاف الخ. لممركز الكظيفي أثر كاضح أيضا عمى السمكؾ االستيبلكي لي كفي تكجييي األخضر لمتعامؿ مع المتطمبات الكظيفية كما تفرضو مف تأثير. لذلؾ مف المألكؼ أف نبلحظ مكاتب المد ارء كرؤساء ا ألقسا كمف ى بدرجات كظيفية أعمى سكاء كانكا في القطاع الحككمي أك الخاص أكثر تألفا مع البيئة كالشركط الصحية كااللت از بالمعايير الرقابية لسبلمة االج ارءات السائدة فييا مف حيث سعة المكاف كاإلنارة الطبيعية كالتيكية...الخ. كىذا األمر ال يقتصر عمى المكاف الكظيؼم فحسب بؿ يمتد الى المنزؿ كاألماكف األخرل التي يتعامؿ معيا كمف أبرز األسكاؽ. 1 - Michiko Iizuka, op cit, p 20. ~212~

حيث غالبا ما نجد ىؤالء في األسكاؽ التي تككف أكثر نضجا كالت ازما بالشركط الصحيحة في التعامؿ التسكيقي كبسبلمة كجكدة المنتجات التي تقدميا كالتي تككف خض ارء أك حتى قريبة الف تككف )1( باؿمكصفات الخض ارء كىذا ما يصب في عممية تجزئة سكؽ المستيمؾ األخضر. )2( -مكان االقامة : سعت الكثير مف األبحاث لد ارسة عبلقة كجكد بيف مكاف السكف كاالىتما البيئي كأف 6 الناس الذيف يعيشكف في المناطؽ الحضرية ى أكثر ميبل لمقمؽ حك ؿ القضايا البيئية ; 1984 (Antil, McEvoy, 1972 Sandahl et Robertson, 1989 ; Schwartz et Miller, 1991 ; Van Liere et Dunlap, 1981 ; Zimmer Stafford et Royne-Stafford, 1994) د ارسة كجدت (1991) Cornwell Schwepker et أف نية ش ارء المنتجات التي لدييا تعبئة Berger كتغميؼ صديؽ لمبيئة ىي أعمى بيف األف ار د الذيف يعيشكف في المدف الكبيرة كما أظيرت أيضا أف حج المنطقة السكنية ارتبط إيجابيا ب نشاط فرز ؼكاف النفايات اإلقامة لو تأثير (1997) تكفر معدات مدل عمى أف الفرز كما ك كسائؿ الفرز يرتبط أيضا بنكع السكف )إيجار أك ممكية ( المستأجر) Crews, Jacobs, Bailey et اؿمنزؿ أك فص احب اؿشقة أكثر انخ ارطا في مف عممية اؿ فرز.)1984 ; Granzin et Olsen, 1991 ; Oskamp et alii, 1991 2 - Amélie Fiorello, op cit, pp 151-152. 1 - آلامر البكري استراتيجيات التلويق االخضر المصدر سبق اكرا ص 229. ~213~

خاتمة الفصل تطرقنا في ىذا الفصؿ لتحميؿ مفيك السمكؾ البيئي لممستيمؾ كأحد أنكاع السمكؾ االستيبلكي كتحديد أى المتغي ارت كالعكامؿ المؤثرة في تبني الفرد كمستيمؾ لسمكؾ مكجو بيئيا يمكف كاجماال القكؿ أف المستيمؾ البيئي ىك الذم يأخذ بعيف االعتبار العكاقب التي تترتب عف عممياتو الش ارئية عمى البيئة كالمجتمع كبالتالي المستيمؾ األخضر ىك الذم تتأثر سمككاتو االستيبلكية بالقضايا البيئية كما أف البعد ا لبيئي يندرج في جميع م ارحؿ الق ارر الش ارئي أما السمكؾ البيئي فيعرؼ بأنو عا بشكؿ السمكؾ الذم يسمح بطريقة مباشرة أك غير مباشرة بتجنب تدىكر البيئة أك المساىمة في حمايتيا كتأىيميا كبالتالي فإف جميع السمككات التي يقك بيا المستيمكيف كالتي قد تساى بطريقة مب اشرة أك غير مباشر في الحفاظ عمى البيئة كحمايتيا تدخؿ في إطار السمكؾ البيئي. كقبؿ أف يسمؾ الفرد سمككا بيئيا يجب أف ا كحساس ا كاعي يككف اتجاه القضايا البيئية ىذا الكعي كالحساسية تعتمد بشدة عمى إد اركاتو كمعارفو كمعتقداتو كمكاقفو نحك البيئة كالمشاكؿ التي تعاني منيا. كما أف الكعي البيئي يمثؿ الخطكة األك لؿ التي تؤدل إلى تشكؿ في بيئية تقكد اتجاىات الفرد بسمككات قيا إلى النياية مسؤكلة بيئي ا ؼ األف ارد الذيف لديي اتجاه إيجابي نحك البيئة ى أكثر مف يمكني أف يتبنكا ا سمكؾ بيئي ا مف الذيف يككف لديي اتجاه سمبي كغير مباليف. بشكؿ عا يمكف القكؿ أف المشاكؿ المتعمقة باؿبيئة أصبحت ليا أىمية كبيرة لدل عمك اؿ ناس بغض النظر عف السف أك الجنس أك مستكل التعمي... أصبح ينتابو الجميع أف إذ الخ القمؽ لما كصمت اليو أكضاع البيئة كلك بنسب متفاكتة لذا يبدكا أف العكامؿ قدرة عمى أكبر تعطي النفسية التنبؤ باتجاىات كسمككات نحك األف ارد القضايا البيئية مف العكامؿ اؿديمكغ ارفية كىك ما تكصمت اليو نتائج معظ الد ارسات التي تناكلناىا في ىذا الفصؿ. ~214~

مقدمة الفصل لقد أصبح االستيبلؾ المستدا كمحكر أساسي كحجر ال ازكية في السياسات كالجيكد ال ارمية لتحقيؽ أىداؼ التنمية المستدامة مف خبلؿ تحقيؽ التكازف كالتكامؿ بيف النمك االقتصادم كالرفاىية االجتماعية كحماية البيئة سكاء عمى المستكل الدكلي أك المحمي كىك ما تحاكؿ العديد مف الدكؿ 21 تبنيو كما ت تناكلو في الفصؿ ا ل اربع مف األجندة التي تطالب دكؿ العال بتبنى سياسات تركز عمى ضركرة تغيير األنماط االستيبلكية الحالية كتشجيع االستيبلؾ المستدا كسياسات مكممة لسياسات االنتاج المستدا فيذه األخيرة لف تقد نتائج كبيرة إف ل ترفؽ بالسياسات التي تستيداؼ االستيبلؾ. الج ازئر مثميا مثؿ الدكؿ النامية كاف اختمفت عف الدكؿ الغنية إال أنيا في إطار سعييا أىداؼ لتحقيؽ التنمية المستدامة كحماية البيئة تكاجو تحديات مرتبطة ليس فقط بالنمك السكاني كلكف أيضا بالنمط االستيبلكي السائد نظ ار لآلثار البيئية كاالجتماعية كاالقتصادية التي يحدثيا. لذلؾ يأتي ىذا الفصؿ الذم نحاكؿ مف خبللو تحميؿ كاقع كتحديات االستيبلؾ المستدا في الج ازئر مف خبلؿ ثبلث مباحث كما يمي: المبحث األكؿ: النمك السكاني كتطكر النفقات ك العادات االستيبلكية في الج ازئر المبحث الثاني: التحديات البيئية المرتبطة باالستيبلؾ في اؿج ازئر المبحث الثالث: جيكد الج ازئر مف أجؿ تحقيؽ استيبلؾ مستدا كحماية البيئة ~216~

المبحث األول: النمو السكاني وتطور النفقات والعادات االستيالكية في الج ازئر نتناكؿ في ىذا المبحث تطكر معدالت النمك السكاني في الج ازئر ككذا تطكر مستكيات 1988 2000 2011 كما االنفاؽ األسرم حسب احصا ئيات الديكاف الكطني لبلحصاء لسنكات صاحب ذلؾ مف تحكالت في العادات ك الثقافة االستيبلكية لؤلسر الج ازئرية فيذه التحكالت كالتطك ارت السكانية كالثقافية كاالستيبلكية تمارس ضغكطات مت ازيدة عمى البيئة. األول المطمب : النمو السكاني إف مف أى الع كامؿ التي تؤدم إلى زيادة حج االستيبلؾ ك تمارس ضغكطات عمى البيئة كالمكارد الطبيعية ىك النمك السكاني كتمركزى في المدف حيث نجد أف في معدؿ النمك بمغ الج ازئر.%2.4 2004-1975 السكاني السنكم خبلؿ الؼ ترة ما بيف معدؿ كتشير اإلحصائيات أف عدد 32,05 1975 16 السكاف في الج ازئر تم ازيد بكتيرة ممحكظة إذ انتقؿ مف مميكف نسمة في سنة إلى 2013 كالجدكؿ) 1-4 ( 38,297 مميكف نسمة سنة 2004 إلى ؿ يصؿ مميكف نسمة سنة يكضح تطك ارت معدالت النمك السكاني في الج ازئر لممرحمة 1990 إلى غاية 2013. الجدول )1-4(: تطور عدد السكان المقيمين ومعدل النمو 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2000 السنوات 1990 38 297 37495 36717 35978 35268 34 591 30 416 عدد السكان 25 022 2.07 2.16 2.04 2.03 1.96 1.92 1.48 معدل النمو السكاني 2.49 % Source: http://www.ons.dz/img/pdf/demog2013.pdf, consulte 30/11/2014 المبلحظ ىك أف معدؿ النمك السكاني شيد ت ارجعا ممحكظا في الفترة 2000-1990 كىك ما ت ازمف مع فترة األزمة األمنية التي عرفتيا الج ازئر بحيث نجد أف أكبر قيمة لمعدؿ النمك ىي %2.49 ~217~

%1.49 سنة 1990 ك أدنى معدؿ ىك نسة 2000 ليعرؼ بعدىا المعدؿ منحنى تصاعديا في. 2012 اإلثنى عشر سنة التي بعدىا ليسجؿ معدؿ قدره %2.16 سنة ىذه الزيادة في عدد السكاف كمعدالت النمك تؤدم حتما الى زيادة حج االستيبلؾ المزيد ك مف الضغكط مف خبلؿ ت ازيد حج الطمب عمى المكارد الطبيعية كالماء كالمكار د الطاقكية كغيرىا مف السمع االستيبلكية ( بحيث ىناؾ عبلقة طردية بيف الزيادة في السكاف كزيادة الطمب كاالستيبلؾ ) ما ينتج أيضا مزيدا مف اآلثار البيئية مف خبلؿ النفايات كالغا ازت الممكثة. باإلضافة الى النمك السكاني نجد عامؿ آخر مي في الج ازئر كىك التكزيع اإلقميميي كالجغ ارفي غير اؿمتساكم بيف المدف كاألرياؼ كما بيف الشماؿ كالجنكب بحيث تقدر نسبة التمدف في الج ازئر %31.4 1966 2010 بأكثر مف %66 سنة بينما كانت سنة تقدر بػ كمف المتكقع أف تصؿ الى.2025 أكثر مف %74 سنة ىذا مف جية كمف جية ثانية ىك التمركز في المدف الشمالي ة لمببلد %65 بحيث أنو في مساحة قدرىا %4 مف مساحة الببلد يقطف حكالى مف مجمكع السكاف مني عمى الشريط الساحمي )الج ازئر كى ارف عنابة قسنطينة (ىذه المدف سكؼ يقطف بيا حكالي %37. )1( 1966 نسمة في حمكؿ عا 2020 أم ما يعادؿ عدد سكاف الج ازئر سنة 12.000.000 ىذا الت ازيد في عدد سكاف المدف أدل إلى ظيكر ضغكطات ديمكغ ارفية كبيرة عمى مستكل المدف كالذم أد ل الى المزيد مف الطمب عمى المكارد األساسية كالماء كالطاقة كالنقؿ كالغذاء كغيرىا مف اؿ مكاد االستيبلؾية باإلضافة الى الطمب عمى الخدمات االجتماعية ما أدل إلى خمؽ مشاكؿ اجت ماعية كثقافية كاقتصادية كبيرة عمى المدف مع المزيد مف الضغكط عمى البيئة مف نفايات ك تمكث لممياه كاليكاء كالتربة كالتكسع العم ارني عمى حساب األ ارضي الز ارعية كىك ما شكؿ عبئا ثقيبل مف أجؿ تمبية متطمبات العدد الكبير كالمت ازيد لسكاف المدف. 1 - عميرةجويدة ) 2005 (: المشاكل البيئية المترتبة عن النمو اللكاني في الجزائر مجلة راسات اقتصا ية مركز البصيرة للبحوث والدراسات االنلانية العد ~218~ 06 جويلية 2005 الجزائر ص 124.

المطمب الثاني : النفقات االستيالكية لألسر الج ازئرية يشير الجدكؿ) 2-4 ( اإلنفاؽ مستكل إلى االستيبلكي لؤلسر الج ازئرية كفؽ نتائج المسح الذم :2011 قا بو الديكاف الكطني لئلحصاء سنكات 1988 ك ك 2000 : الجدول رقم )2-4( تطور إنفاق األسر الج ازئرية مابين 1988 و 2000 و 2011 )بالمميار دينار( اإلنفاؽ معامؿ المضاعؼ بيف 2011 2000 1988 القيمة القيمة القيمة سنتي 2000 ك 2011 2.9 100 4489,5 100 1531.4 100 اإلنفاؽ الكمي 207.4 3.2 71,1 3194,1 65 995.6 52.6 اإلنفاؽ الحضرم 109.2 2.4 28,9 1295,4 35 535.8 47.5 اإلنفاؽ الريفي 98.2 Source : - ONS: Données Statistiques les dépones des ménages en 2000, 352, p02 - ONS: premiers résultats de l enquête nationale sur les dépones de consommation et le niveau de vie des ménages 2011, 642. p 1. 207.4 مف الجدكؿ السابؽ نجد أف الكمي اإلنفاؽ لؤلسر الج ازئرية ارتفع مف مميار دينار سنة 2011 4489,5 2000 إلى 1531.4 مميار سنة ليصؿ إلى مميار دينار ج ازئرم سنة أم 1988.2011-2000 أنو تضاعؼ أكثر مف سبع م ارت خبلؿ 12 سنة كثبلث م ارت خبلؿ الفترة كما أف ىذه الزيادة كالنمك في االستيبلؾ ىي أكبر مف ا لنمك في عدد السكاف بحيث بمغ عدد 23.375.000 السكاف في الج ازئر سنة 1987 حكالي نسمة كارتفع إلى 30.416 نسمة في مميكف 36,717 2011 سنة 2000 ليبمغ سنة حكالي مميكف نسة كبالتالي فإف الزيادة في عدد السكاف ال يفسر بنسبة كبيرة الزيادة الكبير في حج اإلنفاؽ االستيبلكي لمعائبلت الج ازئرية بؿ يعكد أيضا إلى 1988 باإلضافة إلى التحسف في القدرة انخفاض قيمة الدينار الج ازئرم مع تحرير األسعار بعد سنة ~219~

الش ارئية الناتج مف الزيادات في األجكر خبلؿ العشرية األخيرة كزيادة االنفتاح التجارم ك اإلعبلمي ما أدل إلى تغير السمكؾ االست ىبلكي لؤلسر الج ازئرية. المبلحظة التي يمكف تسجيميا ىنا ىي ارتفاع نسبة االستيبلؾ لؤلسر الحضرية بالنسبة 2000 % 65 1988 لئلنفاؽ الكمي بحيث إرتفعت % 52.6 مف ىذه النسبة في سنة إلى في سنة % 47.4 2011 لتصؿ الى 71.1 سنة بالمائة أما نسبة اإلنفاؽ لؤلسر الريفية قد انخفضت مف 2011 % 28.9 2000 % 35 في سنة 1988 إلى في سنة ليصؿ الى سنة كىذا ارجع إلى % 66.3 2000 معدؿ التمدف الذم يشيد ارتفاع مستم ار بحيث قفز مف % 58.3 سنة ليصؿ الى سنة 2011. أما في الجدكؿ )3-4( فنبلحظ أف معدؿ االنفاؽ االستيبلكي السنكم لمفرد الج ازئرم ؽد 1988 8873 1988 تضاعؼ ب معدؿ ما بيف سنتي ك 2000 بحيث قفز مف دينار سنة الى 5.6 2.4 122274 2011 دينار سفة 2000 كسجؿ سنة رق دج أل أنو تضاعؼ بمعدؿ 49928 : )3-4( مقارنة بسنة 2000. الجدول رقم معدل اإلنفاق االستيالكي السنوي لمفرد قيمة اإلنفاؽ االستيبلكي الؼ ردم بػ دج 1988 سنة 2000 سنة سنة 2011 122274 49928 اإلنفاؽ الكمي 8873 131231 55718 اإلنفاؽ الحضرم 9884 104660 41846 اإلنفاؽ الريفي 7967 Source: -ONS: Données Statistiques " les dépones des ménages en 2000, 352, 2002.p02. - ONS: premiers résultats de l enquête nationale sur les dépones de consommation et le niveau de vie des ménages 2011, 642 p 11. ~220~

فيما يخص تكزيع النفقات عمى مختمؼ السمع االستيبلكية فنجدىا في الجدكؿ التالي حسب نتائج مسح الديكاف الكطني لئلحصاء سنة 2000 ك سنة 2011 الجدول )4-4(: توزيع النفقات عمى مختمف السمع االستيالكية لسنتي 2000 و 2011 إحصائيات سنة 2011 النسبة الفرؽ حضر ريؼ المجمكع سنة 2000 القيمة النسبة القيمة النسبة القيمة النسبة % % % 2,8-44.6% 41.8 1875.3 45.9 594.3 40.1 مكاد غذائية كمشركبات 1281.1 0,5-8.6% 8.1 363.5 7.8 101.6 8.2 ألبسة كأحذية 261.9 6,9+ 13.6% 20.4 915.5 16.3 211.7 22.0 السكف كأعبائو 703.9 0,7-3.4% 2.7 122.2 2.5 32.1 2.8 أثاث كأدكات منزلية 90.1 1,4-6.3% 4.8 214.2 4.3 55.9 5.0 الصحة كالنظافة 158.2 الجسدية 2,6+ 9.4% 12.0 540.0 13.4 173.2 11.5 اؿ نقؿ كاالتصاؿ 366.8 0,7-3.9% 3.2 142.7 2.2 29.1 3.6 التعمي الثقافة كالتسمية 113.6 3,4- %10.4 7.0 316.1 7.5 97.5 6.8 منتجات مختمفة كنفقات 218.5 أخرم %100 100 4489.5 100 1295.4 100 المجمكع الكمي 3194.1 Source : ONS: premiers résultats de l enquête nationale sur les dépones de consommation et le niveau de vie des ménages 2011, N 642. pp 2-3. كما يكضح الجدكؿ أعبله تكزيع مخصصات االستيبلؾ لؤلسر الج ازئرية عمى ثماني فئات المبلحظ أف أغمبية النفقات تكجو لمسمع الغذائية بنسبة %41.8 بالرغ مف ت ارجع ىذه النسبة مقارنة %58 % 41 %44.6 بسنة 2000 أيف قدرت بػ إال أنيا بقية اركح مابيف ت إلى مف االستقبلؿ إلى سنة إحصاء آخر 2011 ىذا المؤشر ىك جد مي لمتابعة مستكيات المعيشة كالفقر بحيث كمما ارتفع كمما تقمصت النفقات عمى الصحة التعمي كالترفيو كغيرىا كبالتالي تعتبر ؾمؤشر عمى زيادة نسبة الفقر ~221~

% 26.7 كتدني مستكل المعيشة بحيث نجد أف ىذه النسبة في كندا مثبل ت اركح ما بيف كأعمى نسبة ك %17.9 كأدنى نسبة ما بيف سنة 1969 كسنة )1(. 1999 %20.4 يأتي بعد مصاريؼ التغذية مصاريؼ السكف كأعبائو بنسبة كالتي عرفت زيادة مقارنة % 13.6 بسنة 2000 أيف قدرت بػ ث نجد اؿ نقؿ كاالتصاالت ب نسبة %20 كالتي ىي األخرل عرفت %9.4 زيادة جد ميمة مقارنة بسنة 2000 أيف كانت تقدر بنسبة بينما نجد أف مجمكعة الصحة كالنظافة الجسدية عرفت ت ارجعا في نسبتيا مف االستيبلؾ العا لؤلسر الج ازئ رية بحيث سجمت نسبة.2000 % 6.3 سنة 2011 في حيف كانت سنة %4.8 إف تكزيع مخصصات االنفاؽ االستيبلكي يشير إلى أف اال ستيبلؾ مكجو لمسمع االستيبلكية غير اؿمعمرة أكبر مف استيبلؾ السمع المعمرة )الدائمة( ىذه تككف طكيؿ األخيرة األجؿ ما فكؽ ثبلث سنكات كتض الثقافة( التعمي السكف األثاث )النقؿ أما مخصصات االستيبلؾ غير اؿدائ فتض )مكاد غذائية مبلبس كاألحذية االتصاؿ الصحة كالنظافة الجسدية التبغ مكاد التجميؿ...الخ(. %27.2 % الجدكؿ المكالي يبيف أف 72.8 بالنسبة لبلستيبلؾ السمع غير الدائمة مقابؿ استيبلؾ سمع دائمة ك 2000 ىذا سنة بينما نجد في كندا مخصصات السمع الدائمة أكبر مف )2(. % 50 مخصصات السمع غير اؿدائمة بحيث تت اركح ىذه االخيرة تقريبا ما بيف 40 الى الجدول )5-4(: مخصصات االنفاق األسرى عمى السمع المعمرة وغير المعمرة السنكات استيبلؾ س لع غير دائمة استيبلؾ سمع دائمة 2000 72.8 27.2 1995 88.83 11.77 1988 79.39 20.16 1980 79.73 20.27 1979 75.96 24.04 1967 71.21 28.79 ا صذر: ث عط خ س ذ )2006(: دساعخ اعزهالن ا عبئالد ا دضائش خ ب ث ع خ 1969 و 2005 زوشح رخشج شهبدح بخ غزش و خ ا ع ى االلزظبد خ وا زغ ش جا عخ اث ثىش ث مب ذ ر غب ا دضائش ص 88. 1 - Développemet Humain, sur le site : www.ceneap.com.dz/pdf/devhum.pdf.consulté le 26/072012 2 - نلبة تقديرية من طرر الباحث انعالقا من جدول توزيي النفقات االستهالكية للعائالت الكندية أنظر: بن ععية محمد المصدر سبق اكرا ص ~222~.89

أما الجدكؿ )6-4( فيكضح تكزيع النفقات االستيبلكية حسب فئات المجتمع ىذه األخيرة يت % تشكيميا باستعماؿ متكسط النفقات السنكية لمفرد ففئات المجتمع تتشكؿ مجمكعات لػ 10 مف % 10 السكاف ترتب تصاعديا حسب متكسط النفقات السنكية لمفرد فالفئة األكلى تض مف السكاف الذيف لديي أقؿ متكسط لمنفقات السنكية لمفرد )السكاف األكثر حرمانا في المجتمع( الفئة الثانية تتشكؿ % مف 10 مف السكاف الذيف لديي متكسط انفاؽ سنكم لمفرد أكبر مباشرة مف الفئة األكلى كىكذا يت % 10 تحديد الفئات تصاعديا حتى الفئة العاشرة كاألخيرة كالتي تمثؿ مف السكاف الذيف لديي أكبر متكسط إنفاؽ سنكل لمفرد )فئة السكاف األكثر يس ار كغنى(. الجدول )6-4(: توزيع النفقات االستيالكية حسب فئات المجتمع إحصائيات سنة 2011 القيمة النسبة ت ارك 3.5 3.5 157.1 الفئة 1 8.4 4.9 220.2 الفئة 2 14.3 5.9 263,7 الفئة 3 21.0 6.7 301.7 الفئة 4 28.7 7.7 345.7 الفئة 5 37.5 8.8 394.6 الفئة 6 47.5 10.0 449.2 الفئة 7 59.3 11.8 529.2 الفئة 8 74.0 14.7 661.0 الفئة 9 100 26.0 1167.2 الفئة 10 100 4489.5 المجمكع Source : ONS: premiers résultats de l enquête nationale sur les dépones de consommation et le niveau de vie des ménages 2011, 642. pp 2-3. ~223~

% 10 نبلحظ أنو في 2011 سنة الفئة األكلى التي تمثؿ مف األسر األكثر حرمانا في % 10 % المجتمع ال تمثؿ إال 3.5 مف االنفاؽ اإلجمالي في حيف نجد أف الفئة التي تمثؿ مف ) % 26 ( األسر األكثر يس ار في المجتمع )الفئة العاشرة( تمثؿ أكثر مف ربع االنفاؽ اإلجمالي بعبارة أخرل السكاف االكثر يسر لي إنفاؽ أكثر بػ 7.4 مرة مف السكاف األكثر حرمانا كىك ما يؤكده الجدكؿ )7-4(: الجدول) 7-4 (: تطور اإلنفاق السنوي حسب فئات المجتمع بين سنتي 2000 و 2011 2011 2000 القيمة النسبة القيمة النسبة 28.7 1288.3 27.0 412.6 50 بالمائة مف السكاف األقؿ يسر 71.3 3201.2 73.0 50 بالمائة مف السكاف األكثر يسر 1118.8 100 4489.5 100 1351.4 المجمكع الكحدة: مميار دينار ج ازئرم Source : ONS: premiers résultats de l enquête nationale sur les dépones de consommation et le niveau de vie des ménages 2011, N 642. pp 2-3. % 50( فالجدكؿ )7-4( يكضح أف مستكل انفاؽ الفئات الضعيفة مف السكاف األكثر حرمانا( 2011 عرؼ تحسنا ممحكظا بػ 1.7 نقطة في احصاء سنة قارنة بسنة 2000 إال أف النسبة العامة % 50 % ال تمثؿ إال 28.7 مف مجمكع اإلنفاؽ الكمي )أقؿ مف الثمث ) في حيف أف مف السكاف األكثر يس ار يمثمكف % 71.3 مف مجمكع اإلنفاؽ الكمي. ~224~

المطمب الثالث: التحول في العادات والثقافة االستيالكية في المجتمع الج ازئري عرؼ ال جتمع الج ازئرم عدة تحكالت اجتماعية كاقتصادية كسياسية منذ االستقبلؿ إلى يكمنا ىذا كلقد كاف ليذه التحكالت تأثي ارت كاضحة كجمية عمى األنماط االستيبلكية لؤلف ارد كاألسر الج ازئرية فالمبلحظ أل رقا إنفاؽ األسر الج ازئرية يجدىا تأخذ منحنى تصاعديا كبي ار كذلؾ يبلحظ تغير كاضح في السمكؾ االستيبلكي لممكاطنيف كاألف ارد جعؿ المختصيف يتساءلكف ىؿ المجتمع الج ازئرم تحكؿ إلى مجتمع استيبلكي سيطرت عميو ثقافة النزعة االستيبلكية السياسة ثقافة سادت فبعد أف االشت اركية بعد االستقبلؿ أيف سعت الدكلة إلى البناء كالتشييد كتحقيؽ تنمية شا لة كمستقمة بعد فترة استعمارية طكيمة كالى غاية سنكات الثمانينات جاءت األزمة االقتصادية كالسياسية كاألمنية التي عرفتيا الج ازئر منذ نياية الثمانينات كبداية التسعينات إلى غاية بداية االلفية الثالثة كما خمفتو مف انعكاسات اجتماعية كثقافية كاقتصادية في المجتمع الج ازئر شيدت انتعاشا اقتصاديا بفعؿ الطفرة في أسعار البتركؿ باإلضافة إلى االستق ارر السياسي كاألمني كىك ما كاف لو انعكاسات عمى األنماط االستيبلكية لممجتمع الج ازئرم. ففي ىذه المرحمة تضاعؼ حج االستيبلؾ بثبلث م ارت كليس ذلؾ فقط بؿ عرؼ تغير في اتجاىات كأنماط االستيبلؾ الفردية كالجماعية في المجتمع فتخصيص العائمة الج ازئرية أكثر مف %60 مف دخميا الشيرم لؤللبسة كاألحذية كمستحقات الياتؼ كاالنترنت بحيث تحكؿ الياتؼ الى كسيمة ة أساسي في حياة الج ازئرييف ال يمكف اإل ستغناء عنيا فاإلحصائيات تقكؿ انو في العائمة الكاحدة تجد أربع ىكاتؼ كمتكسط الفاتكرة ىك مابيف ك 2000 دينار ج ازئرم لمياتؼ الكاحد كاف كاف 1000 ىذا يدؿ عمى التحسف في مستكل المعيشة الناتجة مف الزيادات المعتبرة في أجكر العامميف بدليؿ ~225~

مستكيات الطمب المت ازيدة عمى السيا ارت الجديدة رغ الض ارئب التي أقرتيا الدكلة عمي ىا كارتفاع )1( أسعارىا. إال أف ىذا الكضع يشير أيضا إلى أف ىناؾ تحكال في ثقافة استيبلؾ العائمة الج ازئرية التي باتت تيت بالمظاىر كالكماليات أكثر مقارنة بم ارحؿ السابقة كاال كيؼ يمكف تفسير انتشار ظاىرة االستدانة أك الكريدم كالتي تعني أف الفرد ينفؽ أكثر مف دخؿق الشيرم بسبب عد م ارعاتو لؤلكلكيات فالمكظؼ البسيط يستديف لش ارء جياز تمفاز مف النكع الحديث أك تغيير ديككر المنزؿ كيغرؽ في اقتناء الكثير مف األغذية ك األجيزة الكمالية عمى حساب قدرتو االقتصادية. ىناؾ عدة عكامؿ ك أثرت أسباب في الثقافة االستيبلكية ؿ لمجتمع الج ازئرم أحدثت تحكالت كبسرعة معتبرة كلعؿ مف أبرزىا نذكر اآلتي: التحكالت االجتماعية كالديمكغ ارفية التي يعرفيا المجتمع الج ازئرم كلعؿ أىميا المتعمؽ بدكر الم أرة بحيث أف زيادة مستكل تعم الم أرة كخركجيا لمعمؿ مقارنة بفت ارت سابقة مف م ارحؿ تطكر المجتمع الج ازئرم معتبر عامؿ مي جدا في عممية االستيبلؾ بحيث أف مسؤكلية اإلش ارؼ كاتخاذ الق ار ارت االستيبلكية كالش ارئية لؤلسرة ل تعد حك ار عمى الرجؿ بحك الدكر كالمكانة كالقيمة التي يحظى بيا في الجتمع ككؿ كليس األسرة فقط فأصبح لمم أرة دكر أساسي بالمشاركة في اتخاذ الق ار ارت اؿ ش ارئية لؤلسرة بؿ ربما تتصرؼ بمفردىا بالخركج لؤلسكاؽ ك ش ارء بعض السمع بؿ ربما الخركج لمسكؽ دكف ش ارء كال يكمف التغير في طبيعة السمع كاالحتياجات حتى بؿ االستيبلؾية في طريقة الطبخ كالثقافة الغذائية بحيث اختفت الطقكس القديمة كظيرت تقاليد أخرل ليا عبل قة بالسكؽ كاألنماط المستكردة مف الفضائيات كاإلنترفت بعد أف تحكلت ىذه الكسائط إلى مرجع استيبلكي لممجتمع كجعمت الم أرة تبتعد عف تقاليد أجدادىا تدريجيا كتنساؽ نحك ما ىك معركض. 1 - voire : ONS : Premiers resultats de l enquete nationale sur les depones de consommation et le niveus de vie des menage 2011. ~226~

إف مشاركة الم أرة كلعبيا دك ار أساسيا في المجتمع كمنو في العممية االستيبلكية يعتبر عامبل في غاية األىمية في التأثير عمى العادات ك الثقافة االستيبلكية لممجتمع الج ازئرم التكسع كاالنتشار محبلت كمنتجات األكؿ الجاىز كالسريع زيادة مصاريؼ تجييز البيت كتغيير األكاني كالديككر...الخ فالم أرة بحك تركيبتيا كدكافعيا النفسية كاالجتماعية تعتبر المستيدؼ األكؿ غرس قي الثقافة االستيبلكية في أم مجتمع. مف طرؼ المؤسسات بغية أيضا مف أى معال التغيير نجد التحكؿ مف مفيك العائمة المكسعة إلى العائمة الصغيرة غير كىك ما األسس االجتماعية كخمؼ حركة عم ارف كاسعة إلى بركز ل كدأ احتياجات جديدة كىي الكبير التحكؿ تفسر معطيات لنمط االستيبلؾ بالمجتمع الج ازئرم. االنفتاح التجارم كاإلعبلمي بحيث عرفت األسكاؽ الج ازئرية انفتاحا تجاريا كبي ار كأصبحت متشبعة مف منتجات قادمة مف مختمؼ مناطؽ العال ما أعطى عديد مف بدائؿ أما المستيمؾ الج ازئرم ك ازد في شرىو االستيبلكي كالدليؿ ىك أرقا اال ستي ارد المخيفة التي تنيؾ كاىؿ االقتصاد الج ازئرم عمى حساب االستثمار كاإلنتاج المحمي باإلضافة إلى ذلؾ نجد الدكر الكبير الذم يمعبو اإلشيار كاإلعبلف في التأثير عمى سمكؾ المستيمؾ كتكجييو نحك المزيد مف اإل ستيبلؾ خاصة مع اإل نفتاح اإلعالمي كالعدد اليائؿ مف القنكات الفضائية األجنبية ك المحمية كتكسع استخدا االنترنت لدل ش ارئح عديدة في المجتمع فأصبح المستيمؾ الج ازئرم غير متكقؼ عند ضركرياتو االستيبلكية فؽط ك إنما تعداىا إلى الكماليات كأشياء أخرل ل تكف في قائمة استيبلكو مف قبؿ مف خبلؿ تقميده لمثقافات األجنبية ك كاف ذلؾ عمى حساب إطاره القيمي ك كذا عؿل البناء االجتماعي كاالقتصادم كالسمككي لممجتمع الج ازئرم ككؿ حيث نجد أف بعض المستيمكيف يظيركف إ اردتي ألجؿ التميز عف اآلخريف كالتقميد ك التجديد أما العامؿ الثالث كىك مصاحب ليذه العكامؿ ىك انتشار كتكسع المحبلت الكبيرة م اركز التسكؽ فبعد أف كاف التسكؽ يت في األسكاؽ األسبكعية ك المحبلت الصغيرة في األحياء أصبح ~227~

اآلف المستيمكيف الج ازئرييف سكاء كأف ارد أك أسر يتسكقكف في ىذه األسكاؽ كالمحبلت الكبيرة التي يجد فييا بدائؿ عديدة مف المنتجات كالسمع خاصة األجنبية أك حتى المحمية كالتي ي ار ىا يكميا في اإلشيار ك اإلعبلنات باإلضافة الى الترفيو كالتسمية التي تقدميا عممية التسكؽ خاصة لمنساء كىك ما كاف لو تأثير كبير في االتجاىات االستيبلكية كحج االستيبلؾ المفرط عمى حساب الحاجات الحقيقة لؤلسر الج ازئرية. التحكؿ مف االقتصاد المكجو إلى االقتصاد اؿسكؽ كسيطرت االقتصاد المكازم عمى مفاصؿ االقتصاد الج ازئرم ؼ الف ارغ الناج عف االنتقاؿ مف االقتصاد المخطط إلى االقتصاد الحر كاف سببا في تفشي ىاجس الندرة كثقافة التيافت التي أفرزت حالة مف الفكضى التجارية في ظؿ النقص الكبير في فضاءات التكزيع الكبرل حيث أنو كبعد حؿ األركقة كأسكاؽ الفبلح ل تبؽ ىناؾ فضاءات كبرل تمبي حاجيات المكاطف مما جعؿ األسكاؽ الصغرل المتكفرة تبدك مكتظة لعد تمبيتيا لبلحتياجات مشي ار بأف الخكاص مؤخ ار فقط بدأكا يستثمركف في المجاؿ التجارم ك بفضاءات تبقى صغيرة كمتكسطة كىك ما كلد ثقافة تيافت كانس ياؽ ك ارء ما يستيمكو اآلخركف كاالفتقار لمقناعة التي جعمتنا نبدك دائما في حالة بحث دائ عف السمع حالة التكجس المسيطرة عمى شعكر المستيمكيف لميكة التي خمفيا التحكؿ مف االقتصاد المخطط إلى اقتصاد السكؽ كالتي جعمت المكاطف ب أريو يفتقد لمثقة في السكؽ كيعيش ىاجس اؿ ندرة الذم تحكؿ تدريجيا إلى ثقافة سيادة االقتصاد المكازم كاؿ فكضى اؿ تجارية كالعشكائية أثرت بدرجة كبيرة عمى الثقافة االستيبلكية في المجتمع الج ازئرم جعمت المستيمؾ يقتني دكف كعي كييت بالسعر عمى حساب النكعي ة كعمى حساب صحتو كصحة عائمتو. كالمناسبات كاألعياد في األسكاؽ الج ازئرية خير دليؿ. كما يحدث في شير رمضاف الترسبات الناجمة عف الفترة الصعبة التي مرت بيا اؿ ببلد ليا دكر في محك الجكانب األخبلقية التي كانت تحك المجتمع كفي تفشي العشكائية في كؿ شيء أيضا نقص االستثمار الخاص لعد ~228~

ثبكت القكانيف كالتخكؼ مف المغامرة بت فضيؿ االستي ارد كما يكفره مف سيكلة في تصريؼ السمع كبتكاليؼ أقؿ حيث أف الدكلة فتحت االستثمار منذ لكف اإلقباؿ يبقى محدكد باالضافة الى 2009 ضعؼ في الفعالية إف ل نقؿ غياب المجتمع المدني أساسيا عنص ار يعتبر في تفشي البلكعي االستيبلكي. ~229~

المبحث الثاني : التحديات البيئية المرتبطة باالستيالك في الج ازئر نحاكؿ مف خبلؿ ىذا المبحث تحميؿ أى اآلثار البيئة التي تحدثيا األ نماط االستيبلكية في الج ازئر مف خبلؿ تحميؿ مؤش ار ت المي ازف البيئي ك البصمة البيئية ككذا استن ازؼ المكارد الطاقكية كالمائية اآلثار الناتجة عف تنقبلت األف ارد فضبل عف المخمفات كالنفايات الناتجة عف العمميات االستيبلكية كتأثي ارتيا البيئية. المطمب األول: المي ازن البيئي و البصمة البيئية لمج ازئر WWF معتمد الصندكؽ العالمي لحماية الطبيعة لمسكاف البيئي األثر في قياس في د ارسة " مشتركة مع عدد مف المعاىد ا لدكلية عمى ما يسميو المعيار البيئي أك اإليككلكجي " كىذا المعيار البيئي الذم أصبح كحدة قياس لدل الصندكؽ منذ عا 1999 المؤش ارت مف نكعيف مشمؿ األكؿ يتعمؽ بالسعة البيولوجية كاستيعاب نافعة بيكلكجية مكاد إنتاج عمى الحيكم النظا قدرة بأنيا تعرؼ" ك األنشطة عف الناتجة النفايات الكقت في البشرية ال ارىف" كالثاني كيسمى البصمة البيئية ىي ك" الضرر كحج المستكرد أك الذاتي اإلنتاج مف سكاء المكارد مف معينة دكلة سكاف يستيمكو ما إجمالي الطبيعة عمى المكارد ىذه استخدا يكلده الذم ) 1 ( مف نفايات كثاني أكسيد الكربكف". كبمفيك اقتصادم يمكف القكؿ إف ىذا المعيار يقارف ما بيف " ؿا طمب" كالمتمثؿ في استيبلؾ اؿ بشرية ك"العرض" الذم يمكف لمطبيعة أف تقدمو كبالتالي ىذه المؤش ارت تعتبر أداة محاسبية تجعؿ مف التنمية المستدامة عنص ار قاببل لمقياس عف طريؽ قياس االستيبلؾ البشرم مف المكارد الطبيعية مقارنة بإمكانيات كككب األرض عمى إعادة تكليد المكارد المستيمكة بشكؿ عا. 1 - خميم عبد الرحمن ر ا )2009(: الممشرات البيئية كجزا من ممشرات التنمية الملتدامة الممتمر ااحصائي العربي اللاني المنعقد بتاريخ ~230~ 4-2 نوفمبر 2009 سرت ليبيا ص ص 89-88.

1976 إف مؤشر األثر االيككلكجي لمج ازئر يشير إلى كجكد عجز في المي ازف البيئي منذ سنة 30.6 2005 فكفقا لتقرير Global Footprint Network بمغت السعة البيكلكجية لمج ازئر سنة حكالي 54.6 مميكف ىكتار )gha( عالمي كىي أقؿ مف البصمة البيئية التي بمغت مستكل مميكف ىكتار.2005 24 عالمي كبالت الي فإف المي ازف البيئي لمج ازئر سجؿ عج از قدره مميكف ىكتار عالمي سنة فكما يكضح الشكؿ )1-4( فإننا نبلحظ ت ازيد مستمر في مستكل البصمة البيئية عمى حساب السعة البيكلكجية كه ذا منذ السبعينيات مف القرف الماضي. الشكل )1-4(: البصمة البيئية والسعة البيولوجية لمج ازئر 60 40 20 0 1961 1970 1980 1990 2000 2005 البصمة الب ئ ة السعة الب ولوج ة Source : Global Footprint Network (2009), Rapport sur lʼempreinte Ecologique, Afrique 2009, Assurer le développement humain dans un monde aux ressources limitées,, Etats-Unis d Amérique, p 20. كمعنى ذلؾ أف مستكيات االستيبلؾ لمفرد داخؿ الج ازئر لممكارد الطبيعة بطريقة مباشرة ك/ كأ غير مباشرة يفكؽ قدرة الطبيعة داخؿ البمد عمى تكفير كتجديد تمؾ المكارد كقدرتيا أيضا عمى استيعاب مخمفات العمميات االستيبلكية مف ففايات كغاز ثافم أككسيد الكربكف بحيث البصمة بمغت 2005 البيئية المتكسطة ؿؿ فرد 1.66 اؿج ازئرم ىكتار عالمي سنة كىي أعمى بكثير مف القد ارت البيكلكجية لمفرد الج ازئرم المقدرة بػ 0.93 ىكتار عالمي لنفس السنة كبالتالي فإف العجز في المي ازف البيئي لمفرد في الج ازئر يبمغ 0.73 ىكتار عاؿمي كذلؾ في سنة 2005 كما يكضح الجدكؿ )8-4(. ~231~

الجدول )8-4( : البصمة البيئية والسعة البيولوجية لمفرد في الج ازئر لسنة 2005 المكون السعة البيولوجية البصمة البيئية المي ازن البيئي 0.20-0.62 0.42 - أ ارضي ز ارعية 0.61-0.69 0.08 - الكربكف 0.20+ 0.17 0.37 - الم ارعي 0.01-0.02 - مساحات صيد السماؾ 0.01-0.13 - - الغابات 0.05 0.05 أ ارضي لمبناء تكازف - 0.73-1.66 0.93 المجموع Source : Global Footprint Network(2009), Rapport sur l Empreinte Ecologique, Afrique 2009, Assurer le développement humain dans un monde aux ressources limitées,, Etats-Unis d Amérique, p 20. كالمبلحظ مف الجدكؿ أعبله أف أى مككف لمبصمة البيئية كالعجز البيئي لمج ازئر ىي بصمة الكربكف كالتي % 41 م ؿتث مف مككنات البصمة البيئية تمييا األ ارضي الز ارعية أما الفائض الكحيد التي تسجمو الج ازئر في مي ازنيا البيئي ىك ؼم الم ارعي. ك الجدير بالذكر أف ىناؾ ثبلث عكامؿ تحدد البصمة البيئية ألم دكلة )1( : - عدد المستيمكيف - الكمية المتكسطة مف المكارد كالسمع المستيمكة لكؿ فرد - كثافة استيبلؾ المكارد ك انتاج النفايات. كمنو يمكننا أف نستنتج أف عدد السكاف أك النمك السكاني ال يدخؿ مباشرة في البصمة البيئية كلكف ارتفاعو أك انخفاضو يؤثر مف خبلؿ زيادة أك نقصاف االستيبلؾ الناتج مف ارتفاع كانخفاض عدد المستيمكيف. كبالتالي فإف كجكد عدد كبير مف المستيمكيف )السكاف( كلكف سمككي االستيبلكي يككف رشيد كنمط حياتي يحتر البيئة فإف أثاره عمى البصمة ا لبيئية تككف أقؿ بالنسبة لنفس عدد السكاف كلكف سمككي االستيبلكي غير رشيد كغير مستدا. 1 - Global Footprint Network, op cit, p 111. ~232~

مؤش ارت إف البصمة البيئية كالمي ازف البيئي لؿ ج ازئر تبرز بكضكح مدل األ ثر الذم تحدثو األنماط االستيبلكية عمى استن ازؼ المكارد الطبيعية كالمزيد مف التمكث كانبعاث الكربكف كىك ا يجعؿ مف البحث عف تغم ير ىذه األنماط كالعمؿ عمى تشجيع ا الستيبلؾ كاالنتاج إست ارتيجية في سبيؿ تحقيؽ تنمية مستدامة لمج ازئر. اؿمستدا كضركرة كحتمية المطمب الثاني : استن ازف الموارد المائية والطاقوية 1962 - استيالك يشيد الماء: الطمب عمى الماء في الج ازئر ممحكظا ت ازيدا بحيث قدر سنة ػب 1.2 1 مميار ³ 5.2 في السنة كبمغ مميار ³ في السنة ىذا سنة )1( 2000 مع ما تشيده الج ازئر مف نمك % 2.5 سكاني بحكالي 2 إلى سنكيا ما يؤثر حتما بزيادة االحتياجات مف المكارد المائية لبلستعماالت المنزلية كالز ارعية كالصناعية فنجد أف الطمب عمى ا لمياه العذبة يش ىد نمكا سنكيا بحكالي 1900 2010 )2( )%5-4( بحيث يقدر الطمب عمى الماء في الج ازئر لبلستعماالت المنزلية سنة بػ 2400 2015 ³ /السنة كمف المتكقع أف يصؿ 2100 إلى في غضكف ³ /السنة ك لعا ³ /السنة كما أف ىذا القطاع يمثؿ % 22 إجمالي مف استعماالت المياه في الج ازئر في حيف الز ارعية 2025 )3(. % 13 تمثؿ %65 كاالستعماؿ الصناعي ىذه الزيادة في معدالت الطمب عمى الماء يقابميا محدكدية في المكارد المائية في الج ازئر بحيث نجد أف نصيب الفرد مف المياه يشيد تناقصا مستم ار كبشكؿ كبير بحيث كاف نصيب الفرد مف 2000 676 1704 المياه في سنة 1960 يقدر بػ ³ /السنة/لمفرد ث بمغ ³ /السنة/لمفرد سنة كفي سنة 1 - أحمد تي و اللعيد بوشول )2010(: إستراتيجية إ ارة الموار المائية في الجزائر في ظلحماية البيئة وتحقيق التنمية الملتدامة الملتقى الوطني ااول حول: فاق التنمية الملتدامة في الجزائر ومتعلبات التأهيل البيئي للممسلات االقتصا ية المنعقد يومي 11-10 ماي 2010 جامعة ~233~ 08 ماي 1945 قالمة الجزائر ص 13. 2 - Ahmed Kettab, (2001) : Les ressources en eau en Algérie- stratégies, enjeux et vision, Desalination, n=136, Tunis, p 28. 3 - FAO, L irrigation en Afrique en chiffres, Rapports sur l eau 29, 2005, p 86.

223 بمغ 361 ³ /السنة/لمفرد كمف المتكقع كصكلو إلى مستكل ³ /السنة/لمفرد سنة 2004 )1(. 2050 كما يكضح الشكؿ المكالي: الشكل )2-4(: متوسط نصيب الفرد من المياه في الج ازئر 1800 1600 1400 1200 1000 800 600 400 200 0 1960 1990 2000 2025 2050 ا زطى ش ا صذر: اعذاد ا جبزثخ ثبالعز بد ع : س ذ ث غب ع بعخ إداسح ا ىاسد ا بئخ ف ا دضائش: رشخ ض ا ىالع وآفبق ا ذوح ا ذو خ ا شاثعخ زىي ا ىاسد ا بئ خ ف زىع ا جسش األث غ ا زىعظ ا عمذح أ ب 24-23-22 بسط 2008 ا ذسعخ ا ىط خ ا زعددح ا زم بد ا دضائش. كىك ما يجعؿ مف الج ازئر تصنؼ ضمف قائمة الدكؿ الفقيرة مف حيث اإلمكاف يات المائية أم تحت مستكل خط األماف المائي المقدر بػ 1000 ³ /السنة/لمفرد حسب مؤش ارت األم التحدة )بحيث إذا كانت النسبة ما بيف 1000-500 ³ /السنة/لمفرد تعتبر الحالة فدرة مائية بينما إذا كانت أقؿ مف ³ /السنة/لمفرد تعتبر المؤشر عمى أنيا حالة مف الفقر المائي ( في نسبة انعكس كىك ما 500 السحب لممياه الجد مرتفعة كالتي تضعيا في خانة اإل جياد المائي hydrique( )le stress حسب معيار % 52 المنظمة العالمية لؤلرصاد الجكية بحيث تبمغ نسبة السحب لممياه في الج ازئر حكالي مف 1 - محمد بلغالي )2008(: سياسة إ ارة الموار المائية في الجزائر- تشنيخ الواقي و فاق التعوير الندوة الدولية الرابعةحول الموار المائية في حوض البحر اابيع المتوسي المنعقدة أيام 24-23-22 مارس 2008 المدرسة الوطنية المتعد ة التقنيات الجزائر ص 77. ~234~

% 23 )1( إجمالي مصادر المياه المتجددة سنة 2000 في حيف نجدىا في ألمانيا تمثؿ كفي )2(. المكسيؾ % 17 إف كاف النمك السكاني مف أسباب زيادة الطمب عمى المياه كبالتالي المزيد مف الضغكط عمى المكارد المائية المتاحة إال أف طبيعة السمكؾ البشرم مف خبلؿ سكء االستغبلؿ كعد رشادة االستيبلؾ تعتبر مف أى أسباب فمعدؿ المائية المشكمة االستيبلؾ اليكمي لمفرد الج ازئرم بمغ سنة حكالي 123 ؿ/يك ث 165 ؿ/يك سنة إلى ارتفع كىذا المعدؿ يعد مف أعمى )3( 2008 1990 )4( المعدالت مقارنة بدكؿ كألمانيا 131 ؿ/يك 129 كىكلندا ؿ/يك عمما أف المعايير الدكلية لممنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية تقدر بأف يككف الحد األ دنى لمكفاء باالحتياجات ؿ لفرد األساسية )5(. 20 ؿ/يك كقد يرتفع إلى 50 ؿ/يك كأعمى حد استيبلؾ إف المياه في الج ازئر يتس بالتبذير كاليدر كعد الرشا دة في فنجد عمى استخدامو سبيؿ المثاؿ ال الحصر التبذير الذم يطاؿ المساجد ج ارء استعماؿ الحنفيات بشكؿ مستمر دكف المجكء إلى اإلناء في عممية الكضكء فذلؾ يؤدم 03 إلى ضياع لت ارت مف الماء لمفرد الكاحد كىك ما ال يطابؽ سنة الرسكؿ صمى ا عميو كسم نجد كذلؾ اإلستوالكات غير المشركعة مف المياه كسرقة القنكات الرئيسة كما أف العديد مف عمميات الربط بشبكة العمكمية لممياه ليست مجيزة بالعدادات ىذا باإلضافة إلى التيرب كعد دفع المستحقات عف استيبلؾ المياه ففي كالية تيارت عمى سبيؿ المثاؿ 100 تبمغ المستحقات المالية لمج ازئرية لم 11 ياه نحك ألؼ زبكف يرفضكف تسديدىا بحكالي مميار 1 - FAO, op cit, p 85. 2 - Vers une consommation durable des ménages? Tendances et politiques dans les pays de l OCDE, op cit, p 56. 3 - محمد بلغالي االستهالك المائي في الجزائر و ليات ترشيدا وفق المنظور ااسالمي ص 2 متوفر على الرابي: http://search.4shared.com/postdownload/qemcaizt/.html اطلي عليه يوم: 2013/05/12. 4 - Vers une consommation durable des ménages? Tendances et politiques dans les pays de l OCDE, op cit, pp 54-57. 5 - محمد بلغالي االستهالك المائي في الجزائر و ليات ترشيدا وفق المنظور ااسالمي المصدر سبق اكرا ص 2 ~235~

)1( سنتي يضاؼ إلى ذلؾ ضياع التكزيع شبكات مف المياه تسرب أك نسبتوا تت اركح كالتي العمكمي ة ب حكالي 400 يقدر ما أم الج ازئر في النسبة كىذه يكميان مكعب متر ألؼ بيف %20 إلى 40 %. )2( %10 عف قتؿ التي كالياباف أخرل بدكؿ مقارنة جدان مرتفعة تعتبر كبالتالي فإف طبيعة االستيبلؾ المائي تؤثر ال محالة عمى اؿندرة المائية في الج ازئر أم أنيا تؤثر مب اشرة عمى التنمية االقتصادية كاالجتماعية لمببلد كما أنيا تؤثر عمى البيئة مف خبلؿ السحب ستن ازؼ كالا الكبير لممكارد المائية خاصة الجكفية كالتمكث. فالسحب ال ازئد لممياه الجكفية لو آثار ؾ بيرة عمى البيئة مف خبلؿ ىبكط ا ألرض فكؽ المستكدعات المائية الجكفية كما يؤدم إلى جفافيا باإلضافة إلى التداخؿ مع مياه البحر في المناطؽ الساحمية ما تسبب في تمكث المياه العذبة الجكفية كتممح ا أل ارضي الساحمية فاالستغبلؿ المفرط لطبقات المياه الجكفية الساحمية أدل بشكؿ مت ازيد لتسرب الممكحة بدرجة ال إصبلحيا يمكف بشمؼ كجيجؿ ككى ارف كالج ازئر كما نجد تمكث المياه الجكفية لمتيجة في أج ازئيا الشرقية كالغربية بالنت ارت كىي نفس النتائج التي تكصمت إلييا التحقيقات حكؿ المي اه الجكفية لسيدم ب ؿعباس كأعالي الشمؼ )3(. نجد أف أخ لر مف ناحية أى ما ييدد األ مف المائي لمج ازئر ىك ت ازيد معدالت التمكث إلى درجات تثير القمؽ ال سيما في الشماؿ أمف تتكفر معظ ىذه المكارد المائية كالقطاع المنزلي لو دكر مي في التمكث كإف كاف أقؿ مف القطاع الزراعم كالصناعي مف خبلؿ السمككات االستيبلكية كرمي الفضبلت كالنفايات مف المكاد الكيميائية كالزيكت التي تصرؼ في قنكات الصرؼ ك أمضا مف خبلؿ المنتجات التي مت اقتناؤىا مف غسكؿ كصابكف كغيرىا مف المنتجات التي تحتكم عمى مككنات كتركيبات كيميائية مضرة كممكثة نسبة مف أف كبالرغ ربط المكاطنيف بشبكة الصرؼ الصحي تتجاكز 1 - http://www.vitaminedz.com/article/articles_18300_1013092_0_1.html, consulté le: 29/01/2013. 3 - FAO, op cit, p 91. 2 - محمد بلغالي سياسة إ ارة الموار المائة في الجزائر تشنيخ الواقي و فاق التعوير المصدر سبق اكرا ص 80. ~236~

%8 سنة 2006 بحج مياه مستعممة تقدر بػ 900 )1( مميكف /سنة فإف ما نسبتو فقط مف عدد %86 السكاف قنكات صرؼ مياىي المستعممة تحكؿ إلى محطات التصفية أما الباقي فيت تصريفيا في البحر كاألكدية كالمجارم إلى أدل ما تمكث المياه السطحية كالجكفية كالتربة )2(. ANRH اف خ ارئط نكعية المياه المنشكرة مف قبؿ إلى تشير أف قطاعات كبرل لمجارم الماء في أحكاض : تفنة ماكتة شمؼ صكما سيبكس أصبحت اآل ف ممكثة فحكض شمؼ يتعرض لمتمكث ما يمكف أف يشكؿ خط ار عمى إمدادات المياه الشركب لكؿ المكاقع التي يخدميا الحكض )3( كما أف معدالت المغنيز كالكمكر في إمدادت المياه في قسنطينة ىي قريبة مف الحد األقصى المسمكح بو مف قبؿ منظمة الصحة العالمية. ىذه الظركؼ المائية في الج ازئر استم ارر تفسر األم ارض ال تف قمة عبر المياه فالفئة العمرية سنة ىي األكثر تضر ار مف ىذه األم ارض اإلحصائيات الصادرة عف المعيد الكطني لمصحة 29-5 1997 العمكمية INSP تظير زيادة في حدكث التياب الكبد الفيركسي سنة دكف كجكد كبير انخفاض في الفترة )2000-1997( كىك نفس ما ينطبؽ عمى أم ارض التيفكئيد كاإلسياؿ )4(. 04 استيالك الطاقة استوالؾ معدؿ إف الطاقة: في الج ازئر تضاعؼ بحكالي م ارت ما بيف -2 17 2000-1980 بحيث بمغ سنة 2005 استيبلؾ الطاقة النيائية اإلجمالي مميكف طف مكافئ مف 2007-2000 2007 (MTep) 20 )5( النفط( MTep ) إلى ككصمت سنة مسجبل مابيف معدؿ نمك. )6( سنكم بمغ %6.32 1 - Ministère des Ressources en Eau, Algérie : www.mre.dz/eau/aep_centre_mre.htm. Consulté le: 30/07/2012 3 - FAO, op cit, p 91. 2 - أحمد تي اللعيد بوشول المصدر سبق اكرا ص 15. 4 - idem, p91. 5 - Consommation Energétique Finale, Chiffres clés Année 2005, APRUE, Ministère de l Energie et des Mines, Edition 2007, Algérie, p3. 6 - Consommation Energétique Finale, Chiffres clés Année 2007, APRUE, Ministère de l Energie et des Mines, Edition 2009, Algérie, pp3-4. ~237~

%3 كسيناريكىات تطكر الطمب عمى الطاقة تتكقع في ظؿ معدؿ نمك سنكم اقتصادم كمعدؿ 2030-2007 نمك سكاني %1.6 سنكيا لمفترة ما بيف أف يصؿ الطمب عمى الطاقة األكلية في 52 2030 (MTep) 91.54 2020 (MTep) حالة السيناريك القكم 61.5 إلى ث في سنة مقابؿ )1( المنخفض. (MTep) ك سنة 2020 66.45 سنة 2030 في ة حاؿ السيناريك (MTep) الشكؿ) 3-4 (. كلقد كاف تكزيع االستيبلؾ النيائي لمطاقة حسب نكع الطاقة كالقطاعات المستيمكة كما في الشكل )3-4( : االستيالك النيائي لمطاقة في الج ازئر حسب القطاعات ونوع الطاقة المستيمكة االستيالك النيائي لمطاقة في الج ازئر حسب نوع الطاقة سنة المنتجات البترولية %48 الغاز الطبيعي %29 استيالك الطاقة في الج ازئر حسب القطاعات سنة الزراعة والموارد 2007 المائ ة %7 المنازل والمرافق %41 النقل %33 الصناعة واالشغال العموم ة )خارج المحروقات( %19 الكهرباء %12 2007 GPL 11% Source: Consommation Energétique Finale, Chiffres clés Année 2007, APRUE, Ministère de l Energie et des Mines, Edition 2009, Algérie, p3. %48 المبلحظ في استيبلؾ الطاقة في الج ازئر أف المنتجات البتركؿ ية تمثؿ إجمالي مف ك ا أف %12 الطاقة النيائية المستيمكة يمييا منتجات الغاز بنسبة %29 بنسبة الكيرباء ث %33 استيبلؾ قطاع المنازؿ يمثؿ االستيبلؾ مف الكطني النيائي لمطاقة كبمعدؿ نمك سنكم بمغ 1 - Souhila cherfi, (2010) : L avenir Energique de L Algérie : Quelles seraient les perspectives de Consommation, de production et d exportation du pétrole et du gaz en Algérie, à l horizon 2020-2030?, Recherches économiques et managériales, N 7 Juin 2010, p 15. ~238~