." قراءة يف منهجية "عبد القاهر اجلرجاني"يف كتابه "دالئل اإلعجاز " قراءة يف منهجية "عبد القاهر اجلرجاين." يف كتابه "دالئل اإلعجاز انرميان عبد القادر يوسف جامعة تشرين : امللخص Abstract: The book "Signs of Miracles" represents the stage of maturity and prosperity in the writing of rhetoric in the fifth century AH,andpays the title of the book researcher to the contemplation of its aspects,as a reference to the background of the method,abd al-qaahir aljorjaanii"in his work,on the basis of evidence and arguments,in order to show the mystery of attract of the miracle to the recipient,which raises the message of language to the high degree of the rhetoric. Keywords: Abd al-qaahir aljorjaanii, signs of the Miracles, the fifth century AH, rhetoric. كتاب"دالئل يظهر اإلعجاز"بوصفه ميثل مرحلة النضج واالزدهار يف التأليف البالغي يف القرن ويدفع عنوان الكتاب. اخلامس اهلجري بوصفه إشارة إىل الباحث إىل أتمله خلفية منهج "عبد القاهر اجلرجاين" يف عمله إذ يعتمد على الدالئل واحلجج لبيان سر اإلعجاز اجلاذب للمتلقي والسامي ابلرسالة إىل درجة عالية من. البالغة القاهر عبد : املفتاحية الكلمات القرن اخلامس دالئل اإلعجاز اجلرجاين. البالغة اهلجري 171 جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahras http://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/1407
املقدمة : ينطلق هذا البحث من سؤال مفاده : ما الذي يوثـ ق االرتباط بني األركان الثالثة للرسالة اللغوية البالغية ( : املرسل والنص واملتلقي) عند "عبد القاهر بن عبد الرمحن اجلرجاين" ( 471 هـ)* يف كتابه "دالئل اإلعجاز". إن إدراك العالقات الداخلية يف الرتاكيب يوقف املتلقي عند إرادة املتكلم ويوصله إىل إدراك مستوايت الداللة اليت يريد اإلخبار عنها نتيجة الوقوف أمام اجلزئيات اللغوية بياان وبالغة تلك اجلزئيات اليت تستنهض الفكر إلدراك البالغة إدراكا مبدئيا ومن مث ترتك اجملال واسعا أمام املتلقي ليفهم اإلعجاز يف حضرة النص القرآين مبا يفصح عن اجلمال والبالغة واإلعجاز ويكشف أسرار ذلك جمتمعة. ولكن ثة رابطا خفيا وجليا حاضرا خلف الرسالة اللغوية جيمع أركاهنا حىت يتحقق املراد منها وهذا ما سعى "اجلرجاين" إىل بيانه ابلدليل واملنهج العلمي. املناقشة : -1 البالغة / النظم : رأى "عبد القاهر" أن ادعاء البالغة للفظ منفردا غري واجبة له مقطوعا عن الكالم فالبالغة يف طريقة تقدمي الكالم ويف تنظيم معانيه إهنا - البالغة - النظم الذي هو صورة املعىن 1 إهنا كما يقول " : ليس لنا إذا حنن تكلمنا يف البالغة والفصاحة مع معاين الكلم املفردة شـ غـل والهي منا بسبيل وإنا نعمد إىل األحكام اليت دحد ابلتأليف والرتكيب" 2 لقد جعل من "النظم" نظرية يف دراسة النص وفهم أسراره ومنح فكرة النظم صيغة جديدة جعلت منها ودحول النظم عنده إىل مصطلح ذي حبثا عميقا يف العالقات املتداخلة بني مفردات الرتاكيب مفهوم حمدد ينبع من حيوية الدور الذي يقوم به اإلعراب فاأللفاظ مغلقة على معانيها حىت يفتحها اإلعراب ويستخرج األغراض الكامنة.3 جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 172
ويزيد عبد القاهر األمر وضوحا عندما أكد أن النظم هو تعليق الكالم بـعـضـه ببعض على ما يقتضيه علم النحو عندما يتفاعل اللفظ مع املعىن النحوي من فاعلية ومفعـولية وغـيـرها من املراتب النحوية فيكسب اللفظ معـىن جـديـدا وخمـتلفـا يف كل موقع جديد ال يكتسبه لفظ آخر يف الوظيفة نفسها. بل خيتلف املعـىن نـفسه بـاخـتـالف الـفـعـل الـذي يـكـون لـه فـاعـال وبـاخـتـالف السـيـاق الـنـصي 4 الـذي يكـون فـيه هذا االخـتـالف عـائـدا إىل قـصـديـة الـمـتـكـلـم مـبـدع الـنص / الرسالة الـيت إن مل جتـد مـتـلـقـيـا مل ت ـؤد وظـيـفـتـها احلـقـيـقـية وهـذا ما يـحـيـلنا إىل احلديث عـن أركان العـمـلية اإلبداعية كـمـا كـانـت فـي فـكـر "عبد القاهر". ولعل الدكتور "مصطفى انصـف" قد قدم معىن جديدا يف تفسريه املسألة إذ يرى املقصود من الدالئل : لغة اإلعجاز وكلمة الدليل هي : كلمة اللغة أو كلمة الشاعرية وإذا كانت "الدالئل" يف احلس اللغوي إنا هي الرشاد واهلدى فالدالئل - أيضا - هي حبث عـن روح االنسجام اخلفي بني الكلمات قياسا على االنسجام بني مظاهر الكون بوصفه آية فعبد القاهر أراد من الـنـظـم روحا جديدة دحفل ابلدهشة وابلتحرر لقد أراد منها تواصل روح موقدة والنظم هبذا املعىن تطلع إىل كلمات تعلو وتستقر بعد أن تفىن كلمات فتغدو العبارة كلمة واحدة حمت نفسها أو حمت تواليها ونظامها وزماهنا فاستحالت ومضة خاطفة وكثري من تعليقات الكتاب على الشواهد تلتقي عند فكرة االنتباه بعد الغفلة فالنظم يف الدالئل هو 5 الكالم احلقيقي الذي ال يقال إنه اإلعجاز بكلمة واحدة. -2 املتكلم واملتلقي واألثر : رأى "عبد القاهر" أن بنية الكالم مرهونة بغاايت املتكلم وخاضعة لفكره الذي يصنع اللغة فاحلظ األوىف يف حياكة نسيج الكالم إنا تعود للعقل الذي هو مبنزلة املصور للحقيقة اللغوية والكامن وراء تسلط اإلنسان على اللغة إذ يتعامل معها يف حماورة سواء أكانت فاعلة مبوجب البث (مع املتكلم) أم كانت ممتثلة (مبوجب التلقي) مبا جيمع حمتوى الكالم مع صانعه ومتقبله معا 6 فمن مسلمات رأيه أن يقوم النظم على األساس النفسي فاحلكم يف الرتتيب بني املعاين واأللفاظ عـائد إىل املتكلم مبا ينسجم وعـقله. بل مبا ينسجم جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس 173
وفكرة سبق الكالم النفسي للفظ الدال عليه فاألمر ي نظر إليه حبسب حال الواضع للكالم واملؤلف له ال حبسب ترتيب األلفاظ وال يصح العكس عند أي عاقـل ألن النظم كما يقول "اجلرجاين" " : صنعة يستعان عليها ابلفكرة ال حمالة وإذا كانت مما يستعان عليها ابلفكرة ويستخرج ابلروية فينبغي أن ينظر يف الفكر مباذا تلبـس أابملعاين أم ابأللفاظ } {... فمحال أن تتفكر يف شيء وأنت ال تصنع فيه شيئا وإنا تصنع يف غريه" 7. وهنا يظهر عمل العقل الواعي يف التعبري عن املعاين وفق منطق النحو وطبيعة العقل املؤسس للداللة اليت تفرض نفسها على مستوى التلقي وإدراك اخلطاب فعال عقليا متدبرا يقوم على معانقة املعىن للعقل املسؤول عن التأليف والصياغة معا فالفن البالغي صادر عن هذه األمور اخلفية الروحانية. 8 وهذا ما يعكس إدراك عبد القاهر أثر النفس املبدعة فيما تقدمه يف رسالتها الفنية وغرضها يف ذلك البيان واإلفهام والتواصل مبا هلذا من معان بالغية ولغوية بني املتكلم (املبدع) واملتلقي للرسالة وكل ما من شأنه أن حيول دون إيصال الرسالة من شأنه أن حيول بني تواصلهما ومينع الكالم من أداء وظيفته. ويتضح هنا معىن إفادة الكالم غرض املتكلم فمراعاة اإلفادة ألصق ابملخاطب ليجين فائدة التواصل مع املتكلم ومراعاة الغرض ألصق ابملتكلم. لذلك كان من رأي عبد القاهر أن الولوع ابلبديع - مثال - يؤدي ابملتكلم إىل تنميق الكالم ونسيان غرضه األصلي أال وهو اإلفهام الذي يتحقق ابعتماد املتكلم على اللغة اليت تواضع الناس عليها واليت متده ابملفردات فاألسباب الداعية إىل إعمال الفكر الكتشاف أسرار الكالم ينبغي أال تقف يف وجه فهم هذا الكالم.9 وهذا يعكس أيضا إدراك "عبد القاهر" تلك احلالة النفسية اليت تل ق عند الـمـتلـقـي بسبب تـذوق الشعـر وت بني ما فيه من بالغة إيقاعية ولذة تول د يف نفسه (األرحيية) اليت سببها ما بيـ نه "عبد القاهر" يف دحليله ناذج من الشعر والنثر البليغ.10 فقد تعـ ود هذه (األرحيية) إىل وقوع ماال ينتظره السامع أو تنشأ من االكتشاف التدرجيي لدقائق املعىن اليت بعضها حاضر وبعضها اآلخر غائب والثالث كالبعيد ال ي نال إال بعد أتمل وفكر مثل حديثه عن الكناية جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 174
واالستعارة والتمثيل على حد سواء وذلك يف قوله : ولكن اعلم أن سبب أن راقك (التشبيه) وأدخل األرحيية عليك أنه أفادك يف إثبات شدة الشبه مزية وأوجدك فيه خاصة قد غ ر ر يف هزة عندها وهذا حكم نظائره كقول أيب نواس : طبع اإلنسان أن يراتح هلا وجيد يف نفسه تـبـكـي فـتـذري الـد ر عـن نـرجـس وتــلـ ـط ـ م الـورد بــعــنــاب واعلم أن من شأن االستعارة أنك كلما زدت إرادتك التشبيه إخفاء ازدادت االستعارة حسنا حىت إنك تراها أغرب ما تكون إذا كان الكالم قد ألف أتليفا إن تفصح فيه ابلتشبيه خرجت إىل شيء تعافه النفس ويلفظه السمع.11 ومع ذلك ال يـ ظن أن هذه األساليب البالغية هي مصدر االستحسان لذاهتا وإنا خلضوعها ملقتضيات النظم وأغراض املتكلم. وكل وسائل التعبري ومعطيات (النظم) هلا قيمة نسبية انبعة من السياق مثلما أنكر "عبد القاهر" أن يكون للفظة الواحدة مزية دون أن تدخل يف تركيب فتؤلف مع غريها سياقا متكامال إيقاعيا حيقق التفاعل املنتظم بني مكوانت العمل الفين وأجزائه 12 يقول " : وهل جتد أحدا يقول " : هـذه اللـفـظة فـصيحة" إال وهـو يـعـتـبـر مكاهنا من النظم وحسن مالءمة معناها ملعاين جاراهتا وفضل مؤانستها ألخواهتا " 13 وقد زاد يف بيان األمر عندما انقش قول هللا تعاىل " : وقيل اي أرض ابلعي ماءك واي مساء أقلعي وغيض املاء واستوت على اجلودي وقيل ب عدا للقوم الظاملني"** فقال " : إن شككت فتأمل : ألدت من الفصاحة ما ت ـؤديـه هل ترى لفظة منها حبيث لو أخذت من بني أخواهتا وأفردت وهي يف مكاهنا من اآليـة قل " : ابلعي" واعـتـبـرها وحدها من غـيـر أن تـنظر إىل ما قبلها وما بعدها وكذلك فاعترب سائر ما يليها. وكيف ابلشك يف ذلك ومعلوم أن مبدأ الـعـظـمة يف أن نوديـت األرض مث أ مـرت ثـم فـي أن كـان الـنـداء بـ "اي" دون "أي" حنو "اي أيتها األرض" مث إضافة "املاء" إىل "الكاف" دون أن يقال "ابلعي املاء" مث أن أ تبع نداء األرض وأمرها مبا هو من شأهنا نداء السماء وأمرها كذلك مبا خيصها مث أن قيل " : وغيض املاء" فجاء الفعل على صيغة "فـ عـل" الدالة على أنه مل يغض إال أبمر آمر وقدرة قادر مث أتكيد ذلك وتقريره بقوله تعاىل " : وقضي األمر" مث ذكر ما هو فائدة هذه األمور وهو "استوت على اجلودي" مث جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس 175
إضمار السفينة قبل الذكر كما هو شرط الفخامة والداللة على عظم الشأن مث مقابلة "قيل"يف اخلامتة" بقيل" يف الفادحة. أفرتى لشيء من هذه اخلصائص اليت متلؤك ابإلعجاز روعة ودحضرك عند تصورها هيبة دحيط ابلنفس من أقطارها تعلقا ابللفظ من حيث هو صوت مسموع وحروف تـتـواىل يف الـنـطـق أم كـل ذلـك ملا بـني مـعاين األلـفـاظ مـن االتـسـاق العـجيب فقد اتضح إذن اتضاحا ال يدع للشك جماال أن األلـفـاظ ال تـتفاضل مـن حـيـث هي ألـفاظ جمردة وال من حيث هي كلم مفردة وأن الفضيلة وخالفها يف مالءمة معىن اللفظة ملعىن اليت تليها وما أشبه ذلك مماال تعلق له بصريح اللفظ ". 14 إن "عبد القاهر" حيلل النص دحليال بالغيا مبا ال يدع جماال لإلضافة والتعليل رابطا يف ذلك بني ذات املبدع ونظمه مما جيعل فهم البالغة متوقفا على (الذوق واإلحساس النفسي الداخلي) ابالعتماد على الروية والفكر وابلنظر إىل مسات النص اجلمالية 15 فتلتقي مشاركة املتلقي مع إبداع املتكلم يف الرتكيب اللغوي يف جمال التأويل والتقدير على حنـو الشعـوري والسـيما عـند الوقوف على ظاهرة "احلذف" إذ يفتح احلذف الكائن يف السياق أبواب التقدير عند املتلقي ليكون الباحث عن معىن كامن يف تالبيب الرسالة املؤداة بالغة ووفق مقتضيات النحو مثل قول الـشـاعـر : واذل أن نـ ـاقـ ـة جـ ـن ـدب زعـم الـعـ ـواذل لو رأيـن مـنـاخـنـا كـذب الـع بـجـنـوب خـ ـبـ ت ع ـ ـ ـ ريـت وأج ـمت بـ ـال ـ ـقـ ـادس ـي ـ ـ ـ ة ق ـ ـ ـ ــل ـ ــن : لـ ـ ـ ج وذل ـ ت*** وقد زاد هذا أمر القطع واالستئناف وتقدير اجلواب أتكيدا أن وضع الظاهر موضع املضمر فقال " : كذب العواذل" ومل يقل "كذبن" وذلك أنه ملا أعاد ذكر "العواذل" ظاهرا كان ذلك أبني وأقوى لكونه كالما مستأنفا من حيث وضعه وضعا ال حيتاج فيه إىل قبله وأتى به مأتى ما ليس قبله كالم".16 وهكذا جند"عبد القاهر"يوضح نظريته يف اإلعجاز ويشري إىل العالقة بني ركين الرسالة اللغوية (املرسل واملتلقي) املتمثلة ابألثر أو األرحيية ليصل املراد من الرسالة اللغوية جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 176
بتحقق الفهم وإن مل يتحقق ذلك ضاعت وضاع معها املعىن وب ط ل اهلدف منها ومل يكن ثة تواصل لغوي ذو أثر بالغي بني املتكلمني القاصدين دحقيق مثل ذاك األثر العميق يف نفس املتلقي على اختالف األزمان. -3 منهج"عبد القاهر اجلرجاين"يف"الدالئل" : اعتمد املنهج الذي اتبعه "عبد القاهر اجلرجاين" يف كتابه "دالئل اإلعجاز" على تكرير املسألة والتدليل عليها مما جعل احلديث عن نظريته حديثا طويال أظهر كتابه وكأنه مشوه التأليف مبعثر األفكار مثلما وصفه بذلك بعض الدارسني له أورد ذكرهم الدكتور "أمحد مطلوب" مث بني أن "اجلرجاين" : قد سعى إىل بيان هدفه متخذا يف ذلك وسائل خمتلفة : من عرض النصوص ودحليلها واجلدل العقلي واملنطق السليم مظهرا التأثري النفسي يف ذلك كله جامعا لنزعتني األوىل : علمية والثانية أدبية.17 لعل األوىل جتلت يف تفنيد اآلراء ومناقشتها وجتل ت الثانية يف عدم إغفال روح الفن واإلبداع. وإن الناظر إىل صفحات كتاب "دالئل اإلعجاز" واملتأمل يف مضامينه يدرك غرض مؤلفه يف بيان نظريته وترسيخها وإقناع املتلقي هبا. إن قارئ كتاب "دالئل اإلعجاز" يلحظ حرص "اجلرجاين" على دعوة املتلقي لتذوق البالغة مث معرفة السبب الذي أدى إليها من أجل ذلك جنده قد اعتمد منهج التشكيل الفين والتشكيل اجلربي يف تصوير داللة الكالم مبا يشبه العالقة اجلربية اليت يتعاقب عليها ملحا على مسة اإلجياب والسلب من حيث هي أحكام على الوجود وال وجود هلا يف ذاهتا التكامل العضوي يف ضبط احلد اللغوي مبا يفضي إىل اجلالء االصطالحي وهو (النظم والتالؤم).18 فكيف بىن "اجلرجاين" منهجه يف كتابه هذا. أ - اإلقناع : بىن "عبد القاهر" منهجه يف كتابه على احملاورة هبدف اإلقناع العقلي إلثبات ما يريده يف قضية "إعجاز القرآن" مستخدما مفردات دحث املتلقي على إعمال عقله ملعرفة جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس 177
األسرار وفهم األسباب مثل املفردات اآلتية : سبب يتصور ابن األمر وغريها للفت انتباه مقصوده مث يقنعه به وهكذا كان ديدنه يف الكتاب كله يستعمل الدليل املتلقي لـ يـ فـهمـ ه وراء اآلخر إىل أن تكون الدالئل جمتمعة يقول " : ومجلة ما أردت أن أبينه لك : أنه البد لكل كالم تستحسنه ولفظ تستجيده من أن يكون الستحسانك ذلك جهة معلومة وعلة 19 معقولة وأن يكون لنا إىل العبارة عن ذاك سبيل وعلى صحة ما ادعيناه من ذلك دليل". ويتابع اعتماده على هذا األسلوب يف نفي أن يكون الغرض من نظم الكلم توايل األلفاظ يف النطق إنا ينتج عن تعليق الكلم بعضه ببعض فنعمد إىل االسم فنجعله فاعال لفعل أو مفعوال أو نتبع االسم امسا على أن يكون الثاين صفة لألول أو أتكيدا له أو بدال منه ويزيد األمر إيضاحا عندما يقول " : وإذا كان ال يكون يف الكلم نظم وال ترتيب إال أبن يصنع هبا هذا الصنيع وحنوه وكان مما ال يرجع منه إىل اللفظ شيء ومما ال يتصور أن يكون فيه ومن صفته اب ن بذلك أن األمر على ما قلناه من أن اللفظ تبع للمعىن يف النظم."20 ومن ذلك بناؤه الكتاب على فصول بالغية عقدت إلرساء قواعد علم البالغة على أساس من املعرفة والعقل يف ضوء من املثل والدليل فـ يـ ب ـدئ ويعيد يف مواطن كثرية إلبطال أن 21 تكون الفصاحة مردودها إىل اللفظ أو إىل املعىن فقط. لقد قام هذا األسلوب على املنطق والتعليل كما يف مناقشته فكرة االنتصار للفظ أو االنتصار للمعىن فقد أورد آراء ملن سبقه تـ نـصر اللفظ على املعىن وأ خرى تنصر املعىن على اللفظ مث أخضع هذه اآلراء كلها إىل التأويل مبا يتوافق ورأيه يف هذه املسألة وبيان ذلك ما قام به "عبد القاهر" عندما فرق بني معاين الكلم وألفاظها فقال : "وذلك أن نظم احلروف هو تواليها يف النطق وليس نظمها مبقتضى عن معىن وال الناظم هلا مبقتف يف ذلك رمسا من العقل اقتضى أن يتحرى يف نظمها ما دحراه" 22 فرتتيب الكالم يف اللفظ إنا هو اتبع لرتتيب املعاين مث بني قيمة اللفظ ابلنسبة للمعىن بعد أن ذ كر ذهاب بعضهم إىل احلكم ابملزية للفظ دون املعىن " : والذي له صاروا كذلك أهنم حني رأوهم يفردون جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 178
"اللفظ" عن "املعىن" وجيعلون له حسنا على حدة ورأوهم قد قسموا الشعر فقالوا " : إن منه ما حسن لفظه ومعناه ومنه ما حسن لفظه دون معناه ومنه ما حسن معناه دون لفظه" ورأوهم يصفون "اللفظ" أبوصاف ال يصفون هبا "املعىن" ظنوا أن للفظ من حيث هو لفظ حسنا ومزية ونبال وشرفا وأن األوصاف اليت حن ل وه إايها هي أوصافه على الصحة وذهبوا عما قدمنا شرحه من أن هلم يف ذلك رأاي وتدبريا وهو أن يفصلوا بني املعىن الذي هو الغرض وبني الصورة اليت خيرج فيها فنسبوا ما كان من احلسن واملزية يف صورة املعىن إىل "اللفظ" ووصفوه يف ذلك أبوصاف هي ترب عن أنفسها أهنا ليست له".23 لقد رأى اللفظ رمزا ملعناه والعالقة بينهما تكون العالمة اللغوية اليت هي نتاج ربطها بعضها ببعض من جهة ونتاج ربط دالالت األلفاظ األسلوبية ودالالهتا الثانوية من جهة أخرى 24 وبذلك تكون اللغة مؤلفة من وحدات هي األلفاظ اليت خيلق منها الـنـحـو تـراكـيـب مـتـجـددة تـعـبـر عـن الـمـعـانـي الـمـقـررة يف النفس 25 وهذا يؤول ضرورة إىل تطابق بنية الدوال اخلارجية مع بنية املدلوالت النفسية الداخلية ليؤدي هذا التطابق فكرة الصياغة والنظم جتاوزا 26 استجماع مظاهر احلسن البليغ ذا اإلعجاز ميايز النص لنظرية اللفظ واملعىن فالذي البالغي املتمثلة حبسن اللفظ احلامل للمعىن البعيد القريب اجلاذب للمتلقي لي عمل عقله وجنانه يف معرفة ما يؤول إليه النص من دالالت مفتوحة غري منتهية متجددة مع املتلقي يتلقى فيها النص نفسه ومتجددة مع كل نفسه يف كل مرة متلق جديد. وبناء على ذلك فإن للغة استعمالني األول : رمزي ي ستخدم فيه اللفظ لتنظيم اإلشارات الذهنية وترتيبها كما يراها الذهن من غري إغفال النظر إىل العالقة اللغوية على أهنا اعتباطية وعرفية. وبفضل الرتابط الذهين بني الدال واملدلول تغدو الداللة متداولة بني أفراد اللغة يف جمتمع معني.27 وأما االستعمال الثاين فانفعايل يعرب عن املشاعر واألحاسيس وهنا 28 تظهر فكرة املعاين الثواين بعد جتلية املعاين األ ول اليت يسعى املتكلم إلظهارها ابللغة. ب - إيراد الشاهد واملثل : جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس 179
اعتمد "عبد القاهر" على إيراد الشاهد واملثل لبيان فكرته وجتليتها من أجل املضي شرحا وتفصيال للفكرة اليت بني يديه ومن ذلك حديثه عن "احلذف" وقيمته البالغية وأثره يف مجال النظم فجاء مبجموعة من الشواهد الشعرية تبني مذهبه وتزيل أية شبهة يف ذهن السامع عن صحة مقالته تلك يقول " : هو ابب دقيق املسالك لطيف املأخذ } {... وهذه مجلة قد تنكرها حىت ترب وتدفعها حىت تنظر وأان أكـتب لـك بديئا أمثـلة مما عـرض فيه احلذف مث أنبهك على صحة ما أشرت إليه وأقيم احلجة من ذلك عليه أنشد صاحب الكتاب : اعـتـاد قـلـب ـك مـن لـيـلـى عـ ـوائ ـده ات ب ـ ـ ه رب ـ ـ ع ق ـواء أذاع ال ـم ـع ـص ـ ـر قال : أراد ذاك ربع قواء أو هو ربع ". وهـاج أهـ ـواءك الـم ـكـنـونـة الـط ـل ـ ل و كـ ـل ح ـي ـران سـ ـا ر مـ ـاؤه خـ ـضـ ـ ل 29 ومن ذلك - أيضا - أمثلته على صياغات خمتلفة هلمزة االستفهام لبيان ما هلذه 30 األساليب من دقائق بالغية ومعان إضافية تصاغ وفق اختيار املتكلم وإرادته. و"اجلرجاين"يف كل ابب يعمد إىل ذلك فيتابع يف عرض شواهده ومناقشتها وتفصيل القول فيها. وقراءة "الدالئل" تدبرا وأتمال خري دليل 31 ومن ذلك قوله " : ليس خباف أن لتقدمي "الشركاء"حسنا وروعة ومأخذا من القلوب أنت ال جتد شيئا منه إن أنت أخرت فقلت : "وجعلوا اجلن شركاء هلل" وأنك ترى حالك حال من ن قل عن الصورة املبهجة واملنظر الرائق واحلسن الباهر إىل الشيء الـغـ فل الذي ال دحلى منه بكثري طائل وال تصري النفس به إىل حاصل. والـسـبـب فـي أن كـان ذلـك كـذلك هـو أن للـتـقـديـم فائدة شـريـفـة ومعىن جليال ال سبيل إليه مع التأخري. بيانه أان وإن كنا نرى مجلة املعىن وحمصوله أهنم جعلوا اجلن شركاء وعبدوهم مع هللا تعاىل وكان هذا املعىن حيصل مع التأخري حصوله مع التقدمي فإن تقدمي "الشركاء" يفيد هذا املعىن ويفيد معه معىن آخر, وهو أنه ما كان ينبغي أن يكون هلل شريك, ال من اجلن وال غري اجلن} {... فإذا قلت ": ما يف الدار كرمي"كنت نفيت الكينونة يف الدار عن جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 180
كل من يكون الكرم صفته وحكم اإلنكار أبدا حكم النفي وإذا أخر فقيل "وجعلوا اجلن شركاء هلل" كان "اجلن" مفعوال أول و"الشركاء"مفعوال اثنيا وإذا كان كذلك كان "الشركاء" خمصوصا غري مطلق من حيث كان حماال أن جيرى خربا على اجلن مث يكون عاما فيهم ويف غريهم وإذا كان كذلك احتمل أن يكون القصد ابإلنكار إىل "اجلن" خصوصا أن يكون "شركاء" دون غريهم }.{.. فانظر اآلن إىل شرف ما حصل من املعىن أبن قدم "الشركاء" واعتربه فإنه ينبهك على الكثري من األمور ويدلك على عظم شأن "النظم" وتعلم به كيف كان اإلجياز وما صورته وكيف يزاد يف املعىن من غري أن يزاد يف اللفظ". 32 وهذا كله ي ظهر كيف كان "عبد القاهر" حيلل أمثلته دحليال جيتمع فيه العقل والذوق ويستعني فيه احلس ابلعلم. بل إن اجلرجاين يرى أن الذوق شرط إلدراك ما يريد من جوانب ت الذوق فلن يكشف عن بصره حجاب التفاضل بني جيد الكالم البالغة وأن من مل ي ؤ ورديئه ولن يدرك أسرار اجلمال يف نظم الكالم 33 فالذوق حاسة إدراك اللطف وهي مبعث 34 (األرحيية) يف نفس صاحبه عند استكشاف الدفني من املعاين. ج - صياغة املصطلحات : مل تكن البالغة - قبل عبد القاهر - ق سمت إىل عـلوم املعاين والبيان والبديع ومل تستـقـر مـبـاحـثها يف تسمـيات ومصطلحات واضحة شأن استقرارها فيما بعد وملا جاء عبد القاهر أوىل املصطلحات أمهية كبرية وحاول أن يضعها وضعا دقيقا وأن حيدد معناها ولكنه أعطى مصطلحات البالغة حرية واسعة ألنه مل يقيدها كل التقييد وكان مدركا طبيعة األدب وما يوجبه من حرية يتحرك األديب يف مداها ومثال ذلك : نظرته إىل املصطلحات الكبرية نظرة واسعة فالفصاحة هي البالغة مبعناها العام وال تكون يف األلفاظ وإنا يف املعاين. والبيان مصطلح عام يشمل البالغة كلها. والبديع عنده يرادف الفصاحة والبالغة والبيان أيضا. وعلم املعاين هو توخـ ي معاين النحو. وحرص أن تكون تعريفاهتا جامعة مانعة وأن تكون ألفاظها دالة على معانيها فال ينصرف الذهن إىل غريها واحتفى بتقسيماهتا اليت تضبط الفنون وتوضح صورهتا للدارسني 35 ومن ذلك - على سبيل املثال - استعمال مصطلح (صورة املعىن) جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس 181
بوصفه مصطلحا واسعا غري مرادف دوما للكالم البليغ. بل هو مفهوم مرن يستوعب ألواان من الكالم تتفاوت يف احلسن وترجع مزاايها إىل خصوصيات متنوعة 36 وبيان ذلك أن "اجلرجاين" كان كلما استخدم مصطلح "الصورة" قابل الكالم بنماذج الصناعة والنساجة والتصوير وما من شأنه أن حيد الشكل اجلميل يف املادة املوضوعة للصناعة. ومعاين املصطلح تدم الغرض النقدي اهلادف جلالء بنية النص املتألف من اجتماع اللفظ واملعىن إذ جند هذا املصطلح معت مدا على صعيد واسع وراسخ يف بيئات البالغيني والنقاد فاهليئة اليت يتلبسها املعىن الشعري تدعى صورة إذ هي - على املستوى الفين - خصوصية تنطبع يف املعىن وهي - على مستوى املفهوم - متثيل وابلقياس ملا نعلمه بعقولنا على الذي نراه أببصاران هي مقولة ذهنية تكون حمصلة جتريد التجسيد العيين للمعىن يف البيت وهي يف وضعها التشخيصي نظري خصوصية الصورة اليت يتبني هبا الفرد الواحد من آحاد جنسه ويف هذا املستوى يستخدم مصطلح الصورة لغاية ضبط اخلصوصيات املشكلة للشيء أو للصياغة يقول " : ومعلوم أن يعرب عنه سبيل الشيء الذي سبيل الكالم سبيل التصوير والصياغة وأن سبيل املعىن الذي يقع التصوير والصوغ فيه كالفضة والذهب يصاغ منهما خامت أو سوار. فكما أن حماال إذا أردت النظر يف صوغ اخلامت ويف جودة العمل ورداءته أن تنظر إىل الفضة احلاملة لتلك الصورة أو الذهب الذي وقع فيه ذلك العمل وتلك الصنعة كذلك حمال إذا أردت أن تعرف مكان الفضل واملزية يف الكالم أن تنظر يف جمرد معناه" 37. ومما الشك فيه أن وضع املصطلحات للعلم املراد التنظري له ميثل خطوة علمية ذات ب عد منهجي رصني ي ظهر "اجلرجاين" مبظهر العامل احلصيف الساعي إىل أتسيس نظريته أتسيسا علميا. اخلامتة : استطاع "عبد القاهر اجلرجاين" يف القرن اخلامس اهلجري أن جيعل مسة "العلمية" تطبع صفحات كتبه بفضل علمه وعقله الساعي ني للبحث عن احلقائق اخلفية متسلحا بفكر دائمني ال يغيبان عنه وهو من ظـ ل يذك ر قارئ كـتـبـه هبما إهنما سالح الباحث إذ ال وروية تكفي املعلومات يف الوصول إىل احلقيقة. بل البد من دحريك العقل حنو دقائق األمور ألن جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 182
اللطائف ال اجلاد من يسعى إليها مستنصرا بعقله تعرض نفسها على املرء ولكن الباحث املتدب ر بعد أن يزيل غشاوة العينني والقلب معا فيغدو فامها ما يعرض له من إشارات خفية متحصل له إذا ما تسـل ح أبدوات علمية وجلي ة قارئ ما جيد من عالمات ودالئل وكل هذا ومنهجية جتعل منه قارئ حقا. اهلوامش : *إمام يف العربية واللغة والبالغة ترج على أيب احلسني بن عبد الوار الفارسي ابن أخت أيب علي الفارسي ومل يقرأ على غريه. صنف يف النحو وعلوم األدب كتبا مفيدة له شرح اإليضاح وأسرار البالغة ودالئل اإلعجاز وغري ذلك. ينظر : عبد الباقي بن عبد اجمليد اليماين : إشارة التعيني وتراجم النحاة واللغويني تح : د. عبد اجمليد دايب شركة الطباعة السعودية العربية الرايض, ط 1406 1 هـ ـ 1986 م ص.188-1 ينظر : عبد القادر املهريي : أعالم وأاثر من الرتا اللغوي دار اجلنوب تونس ب. ط 1993 ص.129 وينظر : عبد القاهر اجلرجاين : دالئل اإلعجاز تح : حممود شاكر مكتبة اخلاجني القاهرة ط 5 1442 ه ـ 2004 م صص.455 255 454 254 2 ـ اجلرجاين دالئل اإلعجاز ص.72 3 ـينظر : شفيع السيد : البحث البالغي عند العرب دار الفكر العريب القاهرة ب. ط 1987 م ص 54 وينظر : اجلرجاين دالئل اإلعجاز ص.51 4 ـ ينظر : املصدر السابق ص.370 81 55 وينظر : حممد عبد اللطيف محاسة : يف النحو والداللة دار الشروق القاهرة ط 1420 1 هـ 2000 م ص.17 5 ـ ينظر : اللغة والتفسري والتواصل من سلسلة عامل املعرفة العدد 1995 193 م صص 100 ـ.105-6 ينظر : عبد السالم املسدي : التفكري اللساين يف احلضارة العربية الدار العربية تونس ب. ط 1981 م ص 160 وما بعدها. وينظر : اجلرجاين دالئل اإلعجاز صص.530 50 49 7 ـ ينظر : اجلرجاين : دالئل اإلعجاز ص 51 ص.364 جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس 183
8 ـ ينظر : األخضر مجعي : اللفظ واملعىن يف التفكري النقدي والبالغي عند العرب ادحاد كتاب العرب دمشق ب. ط 2001 م, ص.194 193 وينظر : ابتسام محدان : األسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي حلب ط 1418 1 هـ ـ 1998 م صص.114,113 9 ـ ينظر : مسعود صحراوي : التداولية عند العلماء العرب دار الطليعة بريوت ط 2005 1 ص,185.186 10 ـ ينظر : ابتسام محدان : األسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي, ص.116,115 11 ـ ينظر : اجلرجاين : دالئل اإلعجاز ص 450 وما بعدها, وينظر : املصدر نفسه ص.455-12 ينظر : فايز الداية : علم الداللة العريب النظرية والتطبيق دار الفكر, دمشق ط 1417 2 هـ ـ 1996 م ص.279 وينظر : ابتسام محدان : األسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي, ص. 73, 68 13 ـ اجلرجاين : دالئل اإلعجاز ص.44 سورة هود.44: 14 ـ اجلرجاين : دالئل اإلعجاز, ص.46,45 15 ـ ينظر : علي جنيب إبراهيم : مجاليات اللفظة بني السياق ونظرية النظم دار كنعان, دمشق, ط 1 2002 م, ص.29,28 جندب يف خبت : ماء لكلب, و(عريت)الناقة من رحلها (, أمجت) أرحيت من الركوب والسري, و(جل ) السري والتباعد و(ذلت) الناقة من طول السفر. ينظر : اجلرجاين دالئل إلعجاز, ص.236 16 ـ ينظر : املصدر السابق. 17 ـ ينظر : عبد القاهر اجلرجاين بالغته ونقده, ص.36 35 18 ـ ينظر : عبد السالم املسدي. التفكري اللساين يف احلضارة العربية, ص.351-19 ينظر : اجلرجاين : دالئل اإلعجاز ص.41 جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 184
20 ـ املصدر السابق صص.56, 55 21 ـ ينظر املصدر السابق ص.39 22 ـ ينظر : اجلرجاين دالئل اإلعجاز ص.49 23 ـ املصدر السابق صص.366, 365 24 ـ ينظر : مصطفى إبراهيم : يف النقد األديب القدمي عند العرب مكة للطباعة ب. ط 1419 هـ ـ 1998 م, صص 196 ـ.199 25 ـ ينظر : حممد عبد املطلب : البالغة واألسلوبية مكتبة لبنان انشرون والشركة العاملية املصرية القاهرة ط 1 1994 م, ص.49 26 ـ ينظر : األخضر اجلمعي : اللفظ واملعىن يف التفكري النقدي والبالغي عند العرب صص.193,192 27 ـ ينظر : فايز الداية : علـم الـداللـة العـريب النظـرية والتطبـيق ص.18-28 ينظر : عصام قصبجي و(ضحى بالل) : املعىن ومعىن املعىن بني اللغة والبالغة سلسلة اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة تشرين سورية اجمللد 21 العدد 1999 14 م, ص.125 29 ـاجلرجاين : دالئل اإلعجاز ص 146 وينظر للتوسع : املصدر نفسه الصفحة نفسها وما بعدها. 30 ـ ينظر : عبد الفتاح الشني : الرتاكيب النحوية من الوجهة البالغية عند عبد القاهر دار املريخ اململكة العربية السعودية ب. ط ب. ت ص.157 31 ـ ينظر : اجلرجاين : دالئل اإلعجاز ص 83 وما بعدها. 32 ـ املصدر السابق صص.288-286 33 ـ ينظر : مازن املبارك : املوجز يف اتريخ البالغة دار الفكر ب. م ب. ت ص.95 34 ـ ينظر : عبد الفتاح الشني : الرتاكيب النحوية ص 167 وما بعدها. 35 ـ ينظر : أمحد مطلوب اجلرجاين بالغته ونقده صص.203-201 جملة رؤى فكرية خمرب الدراسات اللغوية و األدبية جامعة سوق أهراس 185
36 ـ ينظر : األخضر اجلمعي اللفظ واملعىن يف التفكري النقدي و البالغي عند العرب ص.200 37 ـ اجلرجاين : دالئل اإلعجاز ـ صص.255,254 جملة رؤى فكرية العدد الثامن أوت 2018 186