الحادي عشر : التشهد الا خير... ر ب س م ا ال رحم ن ال رح يم الح م د ب ال ع الم ين وأشهد أن لا إ إ لا االله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد ا عبد االله ورسوله صلى االله عليه وعلى آ ه وأصحابه وسلم تسليما كثير ا إلى يوم الدين ثم أما بعد:- ذكر الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي ر حم ه ا الله ت ع ا لى في كتابه "دليل الطالب" الركن الحادي عشر من أركان الصلاة فقال: هو التشهد الا خير ومر معنا في الدرس ا اضي بعض الحديث عنه وذكر أن هذا التشهد الا خير يشمل ثلاثة أشياء:- الصلاة على النبي صلى االله عليه وآ ه وسلم وقراءة التحيات والجلوس وأفرد الجلوس يرخص كما سيا تي بعد قليل لفاي دة. وتكلمنا في الدرس ا اضي عن الصلاة على النبي وقلنا: إن الصلاة على النبي في الصلاة ركن في ودليل الركنية فيه: اقترانها مع التسليم كما في قوله جل وعلا: {إ ن ا و م لاي ك ت ه ي ص لون ع لى الن ب ي ي ا أ يه ا ا لذ ين آم ن وا ص لوا ع ل ي ه و س لم وا ت س ل يما }[الا حزاب: ٥٦ ]. فقد فهم الصحابة رضوان االله عليهم: أ ه إذا سلم على النبي صلى االله عليه وآ ه وسلم أ ه لا بد من الصلاة عليه فسا وا النبي كما في حديث ابن مسعود وغيره فقالوا: يا رسول االله قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال: فقولوا صلي على محمد» الحديث. وقوله: «قولوا» يدل على أن الصلاة على النبي واجبة بل هي ركن في الصلاة وهذا من مفردات المذهب وظاهر السنة دال عليه أ ي أ ه يجب الصلاة على النبي في الصلاة. والصلاة على النبي في الصلاة لها ثلاث صيغ:- صيغة كمال وصيغة إجزاء وصيغة هي من المسنون لكنها ليست أكمل الصيغ.
الا خير وهو : صل على محمد... فا ما صيغة الا جزاء: فهي التي ذكرها المصنف في قوله وهي: " صلي على محمد" فا ذا جاء المرء بهذه الكلمات الثلاث" ": وهو دعاء بمعنى يا ربي أو يا االله صلي وهذا هو الصلاة على النبي "على محمد" ولا يلزم أن يقول "على النبي" ولا غير ذلك وإنما يقول: "على محمد" فا ذا جاء بهذه الكلمات الثلاث فقد سقطت عنه ركنية هذا الركن. وأما صفة الكمال: فقد جاء عن النبي صيغ متعددة من حديث ابن عباس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث غيرهم رضي االله عنهم جميعا وكل ما يا تي به العبد من صفة الصلاة الا براهيمية على النبي فا نه جاي ز ومشروع. لكن أفضل الصيغ التي وردت عن النبي واختيرت هذه الصيغة لا هنا أصحها أسنادا كما نص على ذلك الا ي مة كا حمد وغيره وهي التي اختارها الشيخان معا وهو أن يقول المرء:» صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد». هذه الصيغة هي أفضل الصيغ التي وردت عن النبي لا ن القاعدة عند الا مام أحمد وكثير من علماء الحديث ر حم ه م االله ت ع الى -: أ ه إذا ورد عن النبي أكثر من صيغة في ذكر معين أو دعاء ونحوه أ نا نقول: إنها كلها مشروعة وجاي زة وإنما يختار من هذه الصيغ أصحها إسنادا ولا ننظر لا كثرها جملا وإنما ننظر لا صحها إسنادا لا ه هو الا دق في ضبط الرواية عن النبي وسيا تي لها نظاي ر مثل الاختيار هنا وسبق معنا أ ه عند التسميع يقول: "ربنا ولك الحمد" من غير " " وهذه أفضل الصيغ وسيا تي إن شاء االله بعض الا مثلة بعد ذلك. وقول المرء: " صلى على محمد" هي دعاء من المرء بذكر النبي ورفعة شا ه لا ن صلاة العباد على النبي هو دعاء منهم له وصلاة االله جل وعلا على نبيه وعلى أحد من خلقه هي رفعة شا ه {إ ن ا و م لاي ك ت ه ي ص و س لم وا ت س ل يما }[الا حزاب: ٥٦ ]. لون ع لى الن ب يه ا ا لذ ين آم ن وا ص لوا ع ل ي ه ي ي ا أ
بعد الا تيان بما يجزئ من التشهد الا ول والمجزئ منه التحيات الله سلام عليك أيها النبي ورحمة االله وبركاته سلام علينا وعلى عباد االله الصالحين أشهد أن لا إ إلا االله وأن محمدا رسول االله والكامل مشهور... فنقول: " صلي على محمد" أي ارفع شا ه وقدره "وعلى آل محمد" والمرا د ب" لآ محمد" هم المؤمنون الا قياء كما نص الا مام مالك ر حم ه االله ت ع الى - في "الموطا ". و اختاره أ ضا ونص عليه الا مام أحمد كما في مساي ل عبد االله بن الا مام أحمد عنه فقالوا: إن آل محمد صلى االله عليه آ ه وسلم عند الدعاء المراد بها المؤمنون والدليل على " ذلك: ما روى تمام الرازي في كتاب الفواي د": «أن النبي س ئل من آ ك قال: كل تقي» وأما آ ه في باب الزكاة فا نهم بنو هاشم والرواية الثانية: أنهم بنو هاشم وبنو المطلب وهي التي مشى عليها الشيخ موسى في الزا د كما تعلمون وإلا فالمشهور: أنهم بنو هاشم فقط. إذا عندما نصلي على محمد صلى االله عليه وآ ه وسلم فا نه يقصد ب"آل محمد" كل تقي ومؤمن كما أن السلام يكون على المؤمنين جميعا فا ت تقول في التحيات: السلام عليك أيها النبي ورحمة االله وبركاته السلام علينا وعلى عباد االله الصالحين إذا فالمعنى فيهما واح د ومتفق وكذا نص الا ي مة كمالك في "الموطا " والا مام أحمد وغيرهم كثير من أهل العلم. قال بعد الا تيان بما يجزأ من التشهد الا ول وهذا هو الا مر الثاني الذي يجب الا تيان به وهو التشهد الا ول وللتشهد الا ول صفتان كذلك وإن شئت قل ثلاث:- صفة كمال وصفة إجزاء والكمال له صفة هي أفضل الكمال إذا تكون صفة كاملة وصفة مجزي ة وصفة أكملي وهو أفضل الكمال. فا ما صفة الا جزاء: فهي التي أوردها المصنف هنا ر حم ه االله ت ع الى - وهذه الصفة هي التي اتفقت الا حاديث على إثباتها وهي: "التحيات الله سلام عليك أيها النبي" من غير" لأ " "ورحمة االله سلا م علينا وعلى عباد االله الصالحين أشهد أن لا إ إلا االله وأن محمدا رسول االله".
... وهذه الجمل المجزي ة وهي خمس: نظر المؤلف وغيره من الفقهاء إلى الا لفاظ التي اتفقت الا حاديث الصحيحة في التحيات في إثباتها فقالوا: إن هذه اتفقت عليها جميع الصيغ فنقول: إن هذه الجمل يجب الا تيان بها وما زاد من الا لفاظ فا نه مندوب كما سنذكره بعد قليل في صفة الكمال. وقبل أن ننتقل لصفة الكمال نمر على بعض معاني هذا الدعاء العظيم وهو التحيات لا نا نعلم أن المرء إذا ذكر االله جل وعلا فا نه له ثلاث حالات:- إما أن يذكر االله بلسانه فقط: فيتكلم بلسانه ولا يفقه قلبه ما يقول لسانه. وإما أن يتكلم بلسانه وقلبه معا : وهذا أ كمل الدعاء وأفضله وصفة أن المرء يذكر االله بلسانه وقلبه هو أن يتكلم بلسانه ويستشعر بقلبه معنى هذا الدعاء الذي دعا به ولا يمكن للمرء أن يذكر االله بقلبه إلا وقد عرف معاني الدعاء واستشعرها. والدرجة الثالثة: أن يذكر االله بقلبه فقط ولم نقل يتكلم بذكر االله وإنما نقول: يذكر االله جل وعلا وذكر االله بالقلب هو الاستشعار والتفكر في معاني أسماءه جل وعلا وصفاته سبحانه وتعالى وآلاءه إذ سبق معنا إجماع العلماء كما حكاه أ و الخطاب النووي والشيخ تقي الدين وهو الذي بنى عليه أهل السنة كلامهم في إثبات الحرف والصوت: أ ه لا يكون الكلام كلاما إلا بوجود حرف وصوت فالذكر بالقلب إنما هو التفكر في آلاء االله جل وعلا وفي أسماءه وصفاته وليس قولا وليس كلاما. إذا هناك فرق بين الذكر وهناك فرق بين الكلام بالذكر إذا أفضل الذكر: ما وطا فيه القلب اللسان معا وذلك با ن يستشعر المرء معنى هذا الذكر فا ذا قال المرء: سبحان االله وعرف أن التسبيح معناه: تنزيه الجبار جل وعلا عن النقاي ص وعما يقوله الناس ويظنون فيه من الظن السيء سواء في قدره أو في خلقه سبحانه وتعالى فا ن هذا هو التفكر في هذه الجملة العظيمة.
... قول المرء في صلاته: "التحيات الله" معناها: أي أن الحياة الله سبحانه وتعالى لا ن الناس إذا أراد أن يحيا بعضهم بعضا دعا له بطول العمر أو دعا له بالحياة أو السلامة فيها فقد كان من تحية العرب لبعضهم أ ه إذا حيا أحدهم الا خر دعا له بطول العمر أو قال: عشت أ ف سنة أو أ يت اللعنة أو دعا له بالسلامة في بدنه. و ا جاء الناس فا رادوا أن يسلموا على االله ويحيوه قال النبي :«لا فا ن االله لا يقال له ذلك وإنما يقال: التحيات الله» فمعنى قولنا: إن "التحيات الله" أي أن الحياة من االله جل وعلا وله سبحانه ولذلك فا ن اسمان له سبحانه وتعالى فيهما الحياة فهو الحي وهو المحيي فهو الحي فا ن كمال الحياة له سبحانه وتعالى فحياته سبحانه وتعالى لا موت فيها ولا نقص بل كمال الحياة له جل وعلا وهو سبحانه المحيي فيحيي من يشاء ويميت لمن يشاء ويهب لمن يشاء حياة كيف ما شاء سبحانه وتعالى. فا ذا استشعرت هذه الكملة العظيمة وهي "التحيات الله" سبحانه وتعالى أي أن الحياة منه سبحانه وتعالى- ابتداء ومنه جل وعلا قبضها وانهاءها والحياة له سبحانه وتعالى كمالها فحينئذ تطمئن نفسك في هذه الحياة ويستقر إيمانك ويكمل توكلك واعتمادك عليه سبحانه وتعالى"التحيات الله" فحينئذ تهون عليك الدنيا ومهما مر عليك من نواقص فيها ومهما مر عليك من المكدرات فيها فا نك تعلم أن الحياة منه سبحانه وتعالى وأ ه لن يكون فيها شيء إلا با مره وقضاءه وقدره سبحانه وتعالى. إذا "التحيات الله" فالحياة له ومنه وله سبحانه وتعالى "و الصلوات والطيبات" فهذه من الجمل الزاي دة ومعنى قولنا: "والصلوات والطيبات" الواو هنا جاءت في بعض أ فاظ الحديث وهو من الكمال لا نا إذا جئنا بلفظ الواو فمعناه: أ نا عطفنا الصلوات على التحيات فكان ذلك من عطف جملة على جملة والعطف يقتضي المغايرة فكان هنا ذكر زاي د وليس من باب عطف الخاص على العام وهو النعت وإنما هو يكون من باب عطف المغايرة.
... فعندما نقول: "والصلوات والطيبات" فمعنى أن الصلوات غير التحيات. "والصلوات" قيل: إن المراد بها العبادات كلها فكل عبادة يؤديها المرء الله جل وعلا فا نها تكون له سبحانه وتعالى فكا ك تقول: يا ربي إن كل عبادة آتي بها فا نها لك{ق ل إ ن ص لاتي و ن س ك ي و مح ي اي و مم اتي ر ب ال ع الم ين }[الا عام: ١٦٢ ] وذلك هو توحيده سبحانه وتعالى. إذا استشعر المؤمن هذه الجملة فلا يمكن أن يقترف شيئا يقدح في إيمانه ويقدح في توحيده أو أن يا تي ولو شيئا يقدح فيه من باب الشكر الا صغر أو الكفر الا صغر فا ذا أراد أن يحلف بغير االله قال: "والصلوات والطيبات" أي الله وحده فلا يحلف إلا باالله ولا يستعين إلا باالله ولا يدعو إلا االله ولا يستغيث إلا باالله ولا يتوكل إلا على االله جل وعلا من يفعل ذلك هو الذي يستشعر هذه الكلمة الطيبة العظيمة "والصلوات والطيبات" أي الله جل وعلا. "والصلوات الطيبات" الله جل وعلا وقيل: إن المراد ب"الصلوات" هي الدعاء وذلك حق أ ضا فا ن الدعاء هو الصلاة وقد قال النبي كما صح عند الترمذي وغيره: «الدعاء هو العبادة» وإن من أعظم العبادة الدعاء فمن أخلص دعاءه الله جل وعلا ولم يدعو غير االله سبحانه وتعالى أحدا فا ن ذلك هو الذي أفرد الصلاة له سبحانه وتعالى{ق ل إ ن ص لاتي و ن س ك ي و مح ي اي و مم اتي ر ين فا ذا دعوت فلا تدعو إلا ب ال ع الم }[الا عام: ١٦٢ ] الجبار وإذا سا ت فلا تسا ل إلا االله «يا غلام إذا سا ت فسا ل االله وإذا استعنت فاستعن باالله». المسلم المؤمن الذي يتفكر في هذه الجملة حقيقة إذا أراد أن يدعو لا يدعو ملكا ولا نبيا ولا صالحا وإنما يمد يديه إلى الجبار جل وعلا فيسا ه ويدعوه ويناديه ويناجيه {أ من يج يب الم ضط ر إ ذ ا د ع اه و ي ك ش ف ال سوء }[النمل: ٦٢ ] هو االله سبحانه وتعالى.
لأ"... "والصلوات والطيبات" وقيل: إن المراد ب"الصلوات الطيبات" هي الكلمات الطيبات المباركات وهي: سبحان االله والحمد ولا إ إلا االله واالله أكبر وتلك هي الباقيات الصالحات فا ن أفضل الذكر بعد كلام االله جل وعلا هذه الكلمات الا ربع فاحفظها: سبحان االله والحمد الله ولا إ إلا االله واالله أكبر وقد قيل: إن هذه الكلمات الا ربع هي الباقيات الصالحات وهي "الصلوات الطيبات". وعلى العموم فكل ما قيل في تفسير هذه الكلمة صحيح فا ن كلام االله جل وعلا وسنة نبيه حمال لا وجه وبعضه يدل على بعض ولا تعارض بينها "والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة االله وبركاته" يجوز أ ك تقول: "سلام عليك أيها النبي" وأن تقول: "السلام عليك" ولكن صفة الكمال في هذا الدعاء أن تقول: "السلام" با ضافة " وبتحليته ب" لأ " لا ن " لأ " تدل على الاستغراق فكا ك تقول: إن كل السلام أسا ه من االله جل وعلا لنبينا محمد فتدعو له بالسلامة وهذه ال" لأ " تدل على الاستغراق. وهذا الحديث يدل على أ ه يجوز التسليم بالتنكير وبالتعريف للا حياء والا موات معا وقولنا: "السلام عليك أيها النبي" "أيها النبي" إنما هو لاستحضار الذهن لا أن النبي يسمع أو أ ه عليه الصلاة والسلام يكون سامعا ا تدعو به فا ن النبي لا يسمع ذلك كما نعلم ذلك ولا شك فيه وإنما هو لاستحضار القريب فكا ك تقول: لهذا القريب الذي أدعوا له كما تقول: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي** بصبح وما الا صباح منك با مثلي فالمقصود من هذا: أن هذا في لغة العرب المعروف والمشهور فا ت عندما تقول: "السلام عليك أيها النبي" فا نك تدعو االله جل وعلا با ن يسلم محمد وقد كانت سلام محمد في حياته بسلامة بدنه وقد حفظ االله بدن محمد فح ف ظ في بدنه ولم يعتدى عليه في بدنه حتى ت وفي إلا ما يصيبه االله جل وعلا من مرض ونصب يكفر االله جل وعلا عنه بها سيئاته.
... ولذلك كان من دعاء النبي :«متعني بسمعي وبصري وقوتي أ دا ما أ قيتني» كما رواه الترمذي من حديث ابن عمر فمات عليه الصلاة والسلام ممتعا بذلك كله وعندما تقول: " السلام عليك أيها النبي" أي: سلم عرض محمد وقد حفظ االله عرض محمد في حياته وبعد وفاته وأ م االله وأحلف غير حانف أما بيت االله وكعبته: أ ه ما تكلم أحد في النبي أو سبه أو ذمه أو استنقص قدره أو سب أحدا من عرض النبي إلا قطع االله ذكره وجعل شانئه أ ترا وجعله الا تر }[الكوثر: ٣ ]. منقوصا في الدنيا والا خرة{إ ن ش ان ئ ك ه و ولذلك فا نه يجب على المسلم أن يحفظ عرض النبي وألا يستنقصه وألا ينقل خبر من استنقصه وألا يذكر شيئا من نعت وخبر من استنقص النبي أو استنقص عرضه {و ت ع زر وه و ت و قر وه }[الفتح: ٩ ] فا ن من أوجب حقوق النبي علينا: أن نعزره وأن نوقره فنوقره ونعطيه قدره عليه الصلاة والسلام. ومن أعظم قدر النبي : أ ه إذا ذكر نصلي عليه ونسلم عليه ومن أعظم قدره: أ ه ما ذكر االله إلا وذكر النبي بعده"أشهد أن لا إ إلا االله وأشهد أن محمدا عبد االله ورسوله" فا ذا شهدت باالله جل وعلا أ بعتها بشهادة النبي وذلك فخر لا يتابع النبي فيه أحد فدل ذلك على: أن من أعظم توقير النبي أ ه لا يستنقص شيء منه. ولذلك ذكر ابن هشام ر حم ه االله ت ع الى - في سيرته: أ ه قد روي شيء من أشعار العرب وذكرت العرب أشعارا في استنقاص النبي وفي استنقاص آل بيته من بني هاشم قال: ولا يجوز روايتها ولذلك طويت وما رويت. فلا يجوز رواية شيء من الشعر فيه استنقاص لا حد من بني هاشم لا ن استنقاص قرابة النبي إ لا الم و دة في استنقاص للنبي ولذلك قال االله جل وعلا: } ق ل لا أ س ا ك م ع ل ي ه أ ج ر ا ال ق ر ب ى }[الشورى: ٢٣ ].
... فهذه الا ية لها معنيان كلاهما صحيح وأحد هذين المعنيين:- أي: أسا كم أن تردونني في قرابتي فمن مودة النبي ألا يستنقص في نفسه عليه الصلاة والسلام ولا في أهله وأزواجه ولا في قرابته من بني هاشم وغيرهم. "السلام عليك أيها النبي ورحمة االله وبركاته" هذه جاءت في بعض الا لفاظ دون بعضها أي "وبركاته" "السلام علينا وعلى عباد االله الصالحين" عندما تدعو للنبي تدعو بعد ذلك لعباد االله الصالحين في جميع الا رض وذلك ا قال النبي هذا الدعاء قال: «أصابت كل عبد صالح الله جل وعلا» فا ذا استشعرت أيها المسلم أ ك إذا أديت حق االله جل وعلا وصدق عليك وصف أ ك من عباد االله الصالحين فاعلم أن كل صلاة يصليها المسلم يدعو لك بالسلامة ويدعو لك بالحفظ ويدعو لك بالرفعة. "وعلى عباد االله الصالحين" كم شخصا من المسلمين يدعو لك وما ذاك إلا بدخولك في هذا الوصف إذا احرص على أداء فراي ض االله جل وعلا فا ن الصالح من عباد االله من أ ى بفراي ض االله جل وعلا على وجهها ثم تحبب إليه بالنوافل "اشهد أن لا إ إلا االله وأن محمدا رسول االله" هذه هي صفة الا جزاء الواردة كما ذكرها المصنف ر حم ه االله ت ع الى - وأما صفة الكمال فقد ذكر الصيغة المشهورة وقد ذكرتها قبل قليل وهي أن تقول: " التحيات الله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة االله وبركاته" زيادة وبركاته "السلام علينا وعلى عباد االله الصالحين أشهد أن لا إ إلا االله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" وهذه هي صفة الكمال. جاء في حديث ابن عباس زيادة "الزاكيات" وجاء غير ذلك من الجمل لكن أفضل الصيغ ما ذكرتها لك قبل قليل لا نها أصحها إسنادا وهي التي اتفق الشيخان على روايتها وقد ذكر ابن نصر االله البغدادي ر حم ه االله ت ع الى عشر وجها في ترجيح هذه الصيغة على غيرها رواية ودراية. - في "حاشيته على الفروع" ثلاثة
الثاني عشر الجلوس له وللتسليمتين فلو تشهد غير جالس أو سلم الا ولى جالسا والثانية غير جالس لم تصح. الثالث عشر : التسليمتان. وهو أن يقول مرتين : السلام عليكم ورحمة االله. قال الشيخ:"الثاني عشر من أركان الصلاة":- "الجلوس له" أي بالتشهد والصلاة على النبي "وللتسليمتين" أي يجب أن تكون التسليمتان حال الجلوس فلا يصح التسليم عندما يقوم من جلوسه فا ذا سلم غير جالس فا ن تسليمه ليس بصحيح فتبطل صلاته حينذاك قال: "فلو تشهد غير جالس" با ن قام ثم سلم أو وهو متحرك في صلاته فنقول: إن صلاته غير صحيحة لا ن من ركنية الصلاة أن يكون جالسا وقت التسليم. قال: "أو سلم الا ولى جالسا والثانية غير جالس لم تصح" ا لا ن الفراي ض وكذا النوافل على التحقيق تجب فيها تسليمتان ولا تجزء تسليمة واحدة لا ه لم يثبت أن النبي سلم تسليمة واحدة. وأن ما جاء من حديث عاي شة رضي االله عنها: «أن النبي سلم تسليمة واحدة» فزيادة «واحدة» شاذة بل منكرة ونص عليه جمع من أهل العلم متقدمين وإنما الحديث: «فسلم تسليمة» وهذه نكرة والنكرة في سياق الا ثبات تفيد عموم الا وصاف فتدل على الواحدة وعلى الا كثر فلا يلزم بتخصيصها بواحدة. قال:"الثالث عشر من أركان الصلاة":- قال: "التسليمتان" والمراد بالتسليمتين هو أن يقول: السلام عليكم ورحمة االله وأن الالتفات في التسليم فا نه سنة وليس بواجب وسيا تي بعد قليل صفة الالتفات فيه وإنما يجب على المرء أن يقول: السلام عليكم ورحمة االله ولا يجزئ أن ينقص عن ذلك ولو بحرف ولذلك يقول المصنف: وهو أن يقول مرتين "السلام عليكم ورحمة االله" فلو أن امرأ قال: السلام عليكم وسكت نقول: لم يجزئ ذلك بتسليمه بل يجب أن تزيد "ورحمة االله" لا ه لم يعرف ولم يثبت بل ولم يرضى أن النبي سلم با قل من ذلك.
والا ولى أن لا يزيد : وبركاته ويكفي في النفل تسليمة واحدة وكذا في الجنازة... الا مر الثاني: لو أن امرأ قال: سلام عليكم ورحمة االله نقول أ ضا: غير صحيح بل لا بد م التعريف ولا يجزئ التنكير في هذا التسليم كذا نص الفقهاء ر حم ه م االله ت ع ا لى- قال: "والا ولى أن لا يزيد: وبركاته" لا ن لفظ "وبركاته" لم ترد في أغلب الدواوين وإنما وردت في بعض نسخ سنن أبي داود. قال بعض علماء الحديث: إن الثابت في سنن أبي داود عدم هذه اللفظة والثابت إنما هو نفيها ولذلك قال العلماء: إن الا ولى أن لا تزيد هذه الجملة فالا فضل والا م والا كمل: أن لا تقول في سلامك "وبركاته" وإن أ يت بها جاي ز لا نها رويت وكما ذكرت لكم قبل قليل في سنن أبي داود ولكن الا ولى : أن لا تثبتها لا نها ليست ثابتة على التحقيق وإنما هي مدرجة من بعض الرواة في بعض النسخ هنا باقيها. قال الشيخ: " ويكفي في النفل تسليمة واحدة" اختلف العماء ر حم ه م االله ت ع الى - في النفل هل تجزئ فيه تسليمة واحدة أم لا بد من تسليمتين وقد ذكر المصنف هنا : أ ه تجب تسليمة واحدة استدلالا بما روي من حديث عاي شة الذي ذكرته لكم قبل قليل قالوا: فيحمل على النفل دون الفريضة ولكن الذي عليه المحققون وهو ظاهر ما في المنتهى واعتمده كثير من المتا خرين: أ ه لا بد من التسليمتين معا لا ه لم يثبت عن النبي إلا بذلك الحديث وذكرته لكم قبل قليل وعرفنا توجيهه: أ ه سلم أقل من تسليمتين ولم يسلم بتسليمة واحدة فدل على وجوب التسليمتين معا فيجب التسليمتان معا. وقد جاء عن النبي أ ه قال ذلك الرجل:» ثم سلم تسليمتين» فدل على وجوبهما معا. إذا فالتحقيق وهو الذي مشى عليه الشيخ تقي الدين الفتوحي المصري في كتابه "منتهى الا يرادات": أ ه يجب تسليمتان وهو ظاهر ومشى عليه كثير المتا خرين.
الرابع عشر : ترتيب الا ركان كما ذكرنا فلو سجد مثلا قبل ركوعه عمدا بطلت وسهوا لزمه الرجوع ليركع ثم يسجد... لكن المصنف مشى على ما مشى عليه ابن اللحام الدمشقي في "تجريد العناية: وغيره فقال: "ويكفي في النفل تسليمة واحدة" قال: "وكذا في الجنازة " لا ن النبي إنما سلم تسليمة وسيمر معنا إن شاء االله في كتاب الجناي ز. قال: "الرابع عشر" أي من أركان الصلاة "ترتيب الا ركان" كما ذكرنا أي يجب ترتيبها فيا تي المرء بالترتيب السابق ويبدأ بالقيام ثم يكبر تكبيرة الا حرام ثم بقراءة الفاتحة ثم يركع ثم يرفع منه ثم يا تي بالا ركان كما ذكرها المصنف ومرت معنا قبل قليل قال: " فلو سجد مثلا قبل ركوعه" أي با ن قد م ركنا على آخر فحينئذ يقول:"عمدا بطلت" أي بطلت الصلاة كلها لا ه ترك ركنا عامدا فيه ويكون ذلك من باب العبث والا حداث في دين االله جل وعلا. وقد صح من حديث عاي شة رضي االله عنها: أن النبي قال:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» فهذا متعمد مخالفة هدي النبي في الصلاة با ن قدم السجود على الركوع فنقول: بطلت صلاته قال: "وسهوا " با ن يكون ساهيا فسجد قبل أن يركع قال:"لزمه الرجوع" إلى الركن الذي فاته با ن يرجع فيركع والسجود الذي قدمه يكون باطلا. إذا كل شيء قد مه على محله يكون باطلا فلو أ ه سجد ثم رفع من سجوده ثم سجد مرة أخرى ثم تذكر فنقول: يجب عليك أن تنتصب قاي ما ثم تهوي لركوعك لا ن هول الركوع ركن ثم تا تي بعد ذلك بباقي الا ركان ولا يجوز لك أن تعتد بما قدمته سهوا.
وواجباتها ثمانية تبطل الصلاة بتركها عمدا وتسقط سهوا وجهلا... التكبير لغير الا حرام لكن تكبيرة المسبوق التي بعد تكبيرة الا حرام سنة وقول : سمع االله لمن حمده للا مام والمنفرد لا للما موم وقول ربنا ولك الحمد للكل وقول : سبحان ربي العظيم مرة في الركوع وسبحان ربى الا على مرة في السجود وربى اغفر لي بين السجدتين والتشهد الا ول على غير من قام إمامه سهوا والجلوس له. بدأ الشيخ - ر حم ه االله ت ع الى بذكر واجبات الصلاة وسننها فبدأ بواجباتها فقال: "وواجباتها ثمانية" وقد مر معنا أن كل ما يذكره العلماء ر حم ه م االله ت ع الى - من باب العدد في الا ركان والواجبات والمحذورات وغير ذلك من الا مورإنما يكون دليلها الاستقراء للنصوص فيستقرأ العلماء ر حم ه م االله ت ع الى النصوص فما وجدوه لا يسقط سهوا ولا عمدا عد وه ركنا أو فرضا وما كان منه يسقط سهوا أو عند الجهل به إلى بدل أو غير بدل ولا يسقط حال العمد به فيعدونه واجبا وما سقط عند العمد به من غير بدل فيكون سنة. إذا فالدليل على أن الواجبات ثمان إنما هو الاستقراء والاستقراء دليل كما نص على ذلك علماء الا صول كابن مفلح في أصوله وغيره قال: والتحقيق عند علماءنا أن الاستقراء دليل في ذاته قال: "وواجباتها ثمان تبطل الصلاة بتركها عمدا وتسقط سهوا وجهلا" والدليل على أنها تسقط سهوا وجهلا: أن النبي كما سيمر معنا بعد قليل ترك بعض هذه الواجبات ولم يعد الصلاة وإنما جبرها بسجود سهو قال: "التكبير بغير الا حرام" بدأ المصنف ر حم ه االله ت ع ال يتعالى- بذكر أول الواجبات وهو التكبير بغير الا حرام ويسميه العلماء ر حم ه م االله ت ع الى - بتكبيرات الانتقال فا ن التكبير في الصلاة نوعان: تكبير هو ركن في الصلاة وهو تكبيرة الا حرام وسبق معنا إن من شرط تكبيرة الا حرا م أن يكون المرء قاي ما.
... النوع الثاني من التكبير: هو تكبير الانتقال وتكبير الانتقال هو الذي يكون بين الا ركان فكل تكبير يكون بين ركنين فعليين من أركان الصلاة كالقيام والركوع أو الركوع والاعتدال أو القيام والسجود ونحو ذلك فا ن هذا التكبير يكون واجبا وليس ركنا والدليل على أ ه واجب وليس بركن نقول: إن النبي مرة صلى فقام من الثانية إلى الثالثة ثم ا نب ه النبي لم يرجع وإنما سجد سجود السهو وقد ترك النبي في هذا الا مر ثلاث واجبات:- الواجب الا ول: أ ه ترك الجلوس للتشهد الا ول. الواجب الثاني: أ ه ترك قراءة التحيات فيه. الواجب الثالث: أ ه تركتكبيرة الانتقال أ ن تكبيرة الانتقال تركها النبي فدل ذلك على أن تكبيرة الانتقال من تركها سهوا أو جهلا فا نه يجبرها بسجود سهو اقتداء بالنبي فهي من واجبات الصلاة. تكبيرة الانتقال مر معنا أ ه يجب أن يا تي المرء فيه بلفظ التكبير ولا يجزئ غيرها بل يجب أن يقول: االله أكبر ولا يجزئ فيه: االله الا كبر ولا يجزئ فيه: االله الا عظم بل يجب أن يقول: االله أكبر إلا أن يكون المرء عاجزا عنها كا ن يكون أعجميا فيا تي بمعناها بلغته فحينئذ يجوز وهذه المسا ة الا ولى. المسا ة الثانية: ما هو وقت الا تيان بتكبيرةالانتقال على سبيل الوجوب وقت الا تيان بتكبير الانتقال على سبيل الوجوب لا ن السنن في تكبيرة الانتقال سيا تي بعد قليل ذكر العلماء - وانتبه لهذه المسا ة فا نه يخطا فيها كثير من خاصة الناس ر حم ه م االله ت ع الى ناهيك عن عامتهم.
... -: أ ه يجب أن تكون تكبيرة الانتقال بين الركنين لا ن ذكر العلماء ر حم ه م االله ت ع الى أمر الصلاة أمر عجيب فما من موضع فيها إلا وفيه ذكر مشروع فعند القيام يشرع القراءة أو الاستماع للا مام إذا كان يقرآ وفي الركوع التسبيح وفي السجود التسبيح وفي الاعتدال التسميع ونحو ذلك وفي الانتقال بين الا ركان يشرع التكبير إذا محلها: بين الا ركان. وقد ذكر العلماء: أن من لم يا ت بها بين الركنين فصلاته باطلة صورة ذلك: بعض الناس إذا أراد أن يهوي لسجوده أو أن يركع يقول: االله أكبر ثم يركع فا ى بالتكبير أ ن قاي ما وليس هذا محلها فحينئذ نقول: أ يت بالذكر في غير محله وليس مجزئ لك يجب أن يكون بين الركنين. وعلى التحقيق وهو الذي اعتمده المحقق والعلماء: أ ه ولو كان بعض الكلمة بين الركنين وعلى الا قل ولو بعض الكلمة لا نهم قالوا: يعثر جدا على الشخص أن يا تي بكامل الكلمة بين الركنين ويعسر داي ما فلو أ يت با ولها على الا قل أو با خرها بين الركنين أجزي ك وإلا فا ن المجد في "الهداية " وفي "المحرر" كذلك: قد نص على وجوب أن تكون بين الركنين وأن تستوعم بينهم وليس كذلك بل الصحيح: أ ه يجب أن تكون بين الركنين ولو بعضها لا ن البعض يا خذ حكم الكل. عندنا قاعدة التبعيض وهو قاعدة طويلة جدا لكن هناك أشياء بعضها يا خذ حكم كلها وهناك أشياء بعضها لا يا خذ حكم كلها والتكبير من النوع الا ول فا ذا أ يت ببعض التكبير بين الركنين أجزي ك وأما إذا أ يت به قبل المحل أو بعد المحل فصلاتك غير صحيحة وانتبه لهذا الا مر فصلاتك غير صحيحة لكن لو كان المرء جاهلا صحة صلاته أم باطلة اذا من كلام المصنف لا ه قال: " تسقط سهوا وجهلا" فنقول: إن فلان يعذر بالجهل ولكن يجب أن يعل م وأن ي نبه وأن يح ذر فا نه بذلك قد يكون ترك واجبا انتبهوا لهذه المسا ة فهي خطيرة.
لكن تكبيرة المسبوق التي بعد الا حرام سنة... وقد ح كي اتفاق علماء المذاهب الا ربعة: الا مام أبي حنيفة والا مام مالك والشافعي وأحمد-رحمة االله عليهم-: أنها تكون بين الركنين بل ح كي اتفاقا لعموم المسلمين. هناك موضع تسقط فيه تكبيرة الانتقال هناك موضع لا يجب فيه تكبيرة الانتقال وذكرها المصنف في قوله: "لكن تكبيرة المسبوق التي بعد الا حرام سنة" انظر معي وهذه مسا ة مهمة: حينما يدخل المسبوق مع الا مام والا مام راكع وذكرتها بالا مس ولا تنعقد صلاتك إلا بها: يجب وجوبا أن تا تي بتكبيرة الا حرا م و تكبيرة الا حرا م شرطها أن تكون قاي ما فتقول: االله أكبر: فتكبر وطبعا رفع اليدين سنة وسيا تي بعد قليل قتول: االله أكبر هذه ركن ولا تنعقد صلاتك من غير أن تا تي بها ومن شرط الركن: أن تكون قاي ما. بعد هذا الركن هناك أمر ثاني: هو تكبيرة الانتقال لكي تركع مع الا مام والا مام راكع يقول العلماء: وهذه التكبيرة الثانية تدخل في التكبيرة الا ولى فيسقط وجوبها وإلا فا نه يستحب الا تيان بها مرا عاة لخلاف بعض العلماء لا ن بعض العلماء يرى وجوبها لكن التحقيق: أنها ليست بواجبة فا نه يدخل مع الا مام بتكبيرة الا حرام فتقول: االله أكبر وتركع لكن الا فضل أن تقول: االله أكبر بتكبيرة الا حرام ثم تقول في الطريق: االله أكبر. وبناءعلى ذلك فيجب إذا كبرت أن تكون نبيتك نية تكبيرة الا حرام والتكبيرة الثانية تصبح حكم الندب ومندوب إليها وليست بواجبة إذا تكبيرة الانتقال إذا سا ك شخص وقال إنها تصبح سنة أو غير واجبة في موضع واحد ما هو هذا الموضع إذا دخل ا ا موم مع الا مام حال كونه مسبوقا والا مام راكع فحينئذ لا يجب عليه تكبير الهوي للركوع. انظروا معي: لو أن امرأ دخل مع الا مام وهو راكع فكبر للركوع ولم يكبر تكبيرة الا حرام صحة صلاته نقول: لا باتفاق لا تصح والتكبير للتحريم وتحريمها التكبير وأما الذي سقط هو تكبيرة الانتقال فالضعيف يسقط وأما القوي لا يسقط فيدخل الصغير في الكبير لا العكس وهذه قاعدة مثل الا حرا م فدخلت العمرة في الحج ولم يدخل الحج في العمرة إلا في الفوات فا نه لا جلل التحلل.
وقول : سمع االله لمن حمده للا مام والمنفرد لا للما موم... قال الشيخ -: ر حم ه االله ت ع الى "وقول سمع االله لمن حمده للا مام والمنفرد" فا ما الدليل على أن التسميع واجب فدليله: أن النبي كما ثبت من حديث عاي شة وأبي سعيد وعبد االله بن عمرو وغيرهم قال النبي :«إنما جعل الا مام ليؤتم به فا ذا قال: سمع االله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد وإذا كبر فكبروا» فدل على أن التكبير والتسميع واجبان والتسميع بدل عن التكبير لا ه يا خذ حكمه في شبيه محله وهو الانتقال بين الا ركان والبدل في الا صل يا خذ حكم مبدله فيدل على أنهما واجبان. إذا التسميع ومرادنا بالتسميع: أن يقول الا مام والمنفرد:"سمع االله لمن حمده" فالتسميع واجب وعرفنا دليله وما هو محل التسميع محله محل التكبير وما هو محل التكبير في الانتقال بين الركنين إذا كان المرء بين الركنين فيقول: "سمع االله لمن حمده" قال: يسمع". "وسمع االله لمن حمده للا مام والمنفرد لا للما موم" فا ا موم لا يشرع له أن والدليل على ذلك: انظر ماذا قال النبي أن النبي قال:«وإذا قال الا مام:سمع االله لمن حمده فقولوا» أي ا ا مومين «فقولوا : ربنا ولك الحمد» «فقولوا» وهو أمر فدل على أن ا ا موم إنما يقول: ربنا ولك الحمد ولا يسم ع فا ن قيل: وهذا لم يقول به إلا الشافعية فا ن قيل: إن التسميع معاد وهو مفهوم فنقول: إن النبي هو أفصح من نطق بالضاد وأفصح من تكلم بالعربية من الخلق فهو أعلم يقول:«إذا كبر فكبروا» والتحميد واجب على الا مام «فا ذا قال: سمع االله لمن حمده فقولوا : سمع االله لمن حمده» فهذه من فصاحته ولذلك فا ن الا مام النووي - ا ذكر هذه المسا ة قال: ر حم ه االله ت ع الى وقد قال الا مام الشافعي ر حم ه االله ت ع الى -: إذا صح الحديث فهو مذهبي وقد صح الحديث نصا على أن ا ا موم إنما يقول: ربنا ولك الحمد ولا يسم ع.
وقول ربنا ولك الحمد للكل وقول : سبحان ربي العظيم مرة في الركوع وسبحان ربى الا على مرة في السجود... ت ع الى إذا فمذهب الشافعي: أن ا ا موم يحمد الله ولا يسمع انظر لفقه النووي ر حم ه االله - في فهمه لكلام الا مام الشافعي رحمة االله عليهما- إذا المقصود: أن ا ا موم لا يقول: سمع االله لمن حمده وإنما يقول: ربنا ولك الحمد كما أخبر بذلك نبينا الا كرم. وقول: "ربنا ولك الحمد" أي ربنا ولك الحمد وهذا هو الواجب "ربنا ولك الحمد" للا مام والمنفرد وا ا موم فالجميع يقول: "ربنا ولك الحمد" وعرفنا دليله قبل قليل وهذه إنما يجب فيها أن تقول هذه الكلمة: "ربنا ولك الحمد" لا ه ورد عن النبي»: ربنا ولك الحمد» وورد: «ربنا لك الحمد» وورد: «ربنا ولك الحمد» وورد: «ربنا ولك الحمد» با ضافة " " وبتركها وبا ضافة الواو وتركها. أربع صيغ كلها ثابتة في الصحيح وغيره وأفضل هذه الصيغ هو أصحها إسنادا وهذه طريقة فقهاء الحديث وأصحها إسنادا كما قال البخاري وأحمد وغيرهم وهي التي ذكرها المصنف وهي أن يقول المرء: "ربنا ولك الحمد" بذكر الواو دون وهذه أصحها إسنادا وإلا فا ن الصيغ الا ربعة جميعا كلها جاي زة وهي من اختلاف التنوع وهذا من رحمة االله جل وعلا بنا لكنها اصحها إسنادا ذلك. يقول قال: "ربنا ولك الحمد" للكل قال: "وقول: سبحان ربي العظيم مرة في الركوع" ويقول: "سبحان ربي الا على مرة في السجود" الدليل على وجوبها:- نقول: ا نزل قول االله :{س بح اس م ر بك الا ع لى }[الا على: ١ ] وفي آخر سورة الوا قعة: {ف س بح ب اس م ر بك ال ع ظ يم }[الواقعة: ٧٤ ] قال النبي :«اجعلوها في ركوعكم واجعلوها في سجودكم» فدل على الوجوب فيها. والوجوب يتحقق بمرة ولا يكون التكرار إلا بدليل فدل على أنها تجب مرة فمن تركها عامدا بطلت صلاته وناسيا جبرها بسجود سهو.
بر«وربى اغفر لى بين السجدتين والتشهد الا ول على غير من قام إمامه سهوا... قال: "وقول رب اغفر لي بين السجدتين" أي مرة واحدة وإن زاد ثلاثا فهو الا م وانتبهوا هنا مسا ة:- لا يشرع بل إن الفقهاء يقولون: مبطل أن تذكر بين السجدتين دعاء غير مشروع فا نما يشرع في الجلسة بين السجدتين أن تدعوا بالمغفرة فتقول:«رب اغفر لي رب اغفر لي رب اغفر لي» كما جاء من حديث ابن عباس أو تقول كما جاء من حديث حذيفة: اغفر لي وارحمني وعافني واجبرني» كما في بعض أ فاظ الحديث«وارزقني» خمسة جمل وهذه هي التي وردت. بعض الناس يقول: رب اغفر لي ولوالدي نقول: غير مشروع وأقل أحوا له هو المنع إن لم يكن بطلانه كما قال بعض أهل العلم وستا تي المسا ة الا صل: أن ما بين السجدتين ليس موضع دعاء مطلق موضع الدعاء المطلق موضعات الصلاة وثلاثة أحيانا:- الموضع الا ول: هو موضع السجود. الموضع الثاني: قبل السلام وبعد الصلاة على النبي. الموضع الثالث: عند القنوت وسيا تي إن شاء االله في محله. قال: " والتشهد الا ول على غير من قام إمامه سهوا" يقول: إن التشهد الا ول وهو قراءة التحيات واجب إلا في حالة واحدة: إذا قام الا مام سهوا يجب عليه أن يتابع إمامه والمرء إذا سهى في صلاته كما جاء في حديث المغيرة وغيره فله ثلاث حالات إذا تذكر وسنتكلم عنها في الدرس القادم إن شاء االله في سجود السهو غدا :- الحالة الا ولى: أن يتذكر في أ ناء الطريق فحينئذ يشرع له الرجوع إلى الجلوس يعني قبل أن يقوم وقبل أن يشرع في الركن الذي بعده فيشرع له الجلوس. الحالة الثانية: أن يستتم قاي ما وقبل أن يقرأ الفاتحة فحينئذ يكره له الرجوع. الحالة الثالثة: إذا استتم قاي ما وشرع في ركن منفصل بعد وقراءة الفاتحة فيحرم عليه الرجوع وإذا رجع بطلت صلاته انتبهوا لهذه المسا ة. إذا من نسي التشهد الا ول له ثلاث حالات:-
و لجلوا س له... الا ولى: إذا كان لم يستتم قاي ما فحينئذ يجوز له الرجوع. الثانية: إذا استتم قاي ما ولم يشرع بقراءة الفاتحة فالحكم: يكره له الرجوع. الثالثة: الركن المستقل بعده وهو الفاتحة فالحكم يحرم عليه الرجوع وإن رجعت بطلت صلاته. الا مام إذا استتم قاي ما ون به فلم يرجع وجوبا أو على سبيل الكرا هة كما مر معنا: سقط عنه وكذلك ا ا موم المتذكر: يسقط من باب التبع وهذه داخلة في قاعدة: أن التابع تابع أي يسقط عنه هذه المسا ة التي يسقط فيها التشهد الا ول. قال: "و لجلوا س له" أي يجب الجلوس عند التشهد الا ول.
وسننها : أقوال وأفعال ولا تبطل الصلاة بترك شيء منها ولو عمدا ويباح السجود لسهوه... بدأ المصنف ر حم ه االله ت ع الى تعالى-بذكر سنن الصلاة وقد ذكر: أن السنن في الصلاة نوعان:- إما أن تكون سنن أقوال أو أن تكون سنن أفعال. وبين المصنف ذلك لا ن الا ركان في الا صل أنها أفعال كل الا ركان الا صل فيها أفعال إلا ركنا أو ركنين:- فالركن الا ول: هو قراءة الفاتحة فا نها قولية. الركن الثاني: الحقيقة أ ه ليس قول فقط بل هو قول مع فعل وهو تكبيرة الا حرا م لا ن تكبيرة الا حرام ليس قولا للفظ "االله أكبر" فقط بل إن معها عمل وهو عمل القلب وهو النية وهو الدخول في الصلاة فا ن مجرد التلفظ بهذه الكلمة ليست ركنا. الركن الثالث: هو التسليم فا ن التسليم ركن في الصلاة كما مر معنا وهو قول بلا نية كما سيا تي إن شاء االله. قال: "ولا تبطل بترك شيء منها ولو عمد ا" ولو تعمد وهذا واضح. قال: "ويباح السجود لسهوه" سيمر معنا إن شاء االله في درس الغد: أن سجود السهو أحيانا يكون واجبا وأحيانا يكون مندوبا وأحيانا يكون مباحا وهو لترك السنن وأحيانا يكون محرما إذا لم يجد له موجب فمن سجد سجود سهو قبل السلام في موضع محرم بطلت صلاته وأحيانا يكون مكروها ومتى يكون مكروه ذكر الفقهاء هنا: أن ترك السنن نوعان:- إن كان المرء مواظبا على المحافظة على السنة كالجهر في القراءة ونحوها فا ن سجود السهو لا جله مباح. أما إذا كان في السنة مما لا يوا ظب عليها كزيادة التسبيح في الركوع والسجود فا ن سجود السهو لا جله مكروه وهذا هو التحقيق في هذه المسا ة.
فسنن الا قوال أحد عشر : قوله بعد تكبيرة الا حرام : سبحانك وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إ غيرك... ترك السنن نوعان:- إن كان السنة مما يواظب عليها كالجهر بالتكبير والجهر بقراءة الفاتحة للا مام ونحوها فيباح لها سجود السهو. وأما إن كان في السنة مما لا يوا ظب عليها عادة كزيادة التسبيح ونحو ذلك فا نه يكره لها سجود السهو. هذا هو التحقيق في المسا ة وسيا تي إن شاء االله في درس الغد. بدأ المصنف-ر حم ه االله ت ع الى - بذكر السنن فقال: "سنن الا قوال أحد عشر" أفضلها قال:"قوله بعد تكبيرة الا حرام: سبحانك وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إ غيرك" هذا يمسى بدعاء الاستفتاح. وقد ورد عن النبي نحو من سبع صيغ وكلها مشروعة وهذه الصيغة التي أوردها المصنف ر حم ه االله ت ع الى - هي أفضلها في الفراي ض أفضل هذه الصيغ في الفرا ي ض هذا الدعاء الذي ذكره المصنف في صلاة الفريضة أما النافلة: فقد ثبت في الصحيح من حديث علي وغيره:أن النبي كان إذا أراد أ ن يقوم الليل فمرة قال: «جبريل وميكاي يل واسرا فيل» وأحيانا يقول: «باعد بيني وبين خطاياي» هذه كانت في النافلة. وأما الفريضة: فا ن السنة أن تدعو بهذا الدعاء وإن أ يت بغير الا دعية جاي ز والدليل على أن هذا الدعاء هو الا فضل في الفريضة: هو أن عمر بن الخطاب كان يرسل للا صار ولجميع البلدان يا مرهم بذكر هذا الدعاء فدل ذلك على أن عمر لا يقضي شيء إلا بسنة. الصحابة من تعظيمهم وخاصة كبار الصحابة وخاصة الخفاء الا ربعة وأعني: أ ا بكر وعمر وعثمان وعلي وهؤلاء لا يقضون بشيء إلا وقد علموا به عن النبي وإن كان باجتهاد منهم فا ن أخطا وا رد عليهم الباقون.
والتعوذ والبسملة... ولذلك ا أخطا عمر في غير مسا ة رد عليه الصحابة فالصحابة لا يسكتون عن ترك السنن وهذا واضح وبين بل في أصغر السنن فا ن طيفبن الثمار ا رفع الا مام يديه في غير الاستسقاء أ كر عليه الصحابة رضوان االله عليهم يعظمون السنة ويجلونها ويوقرونها فدل ذلك على أن لذلك أصلا وهذه اللي استدل به العلماء على: أن أفضل صيغ الاستفتاح في الفراي ض ما ذكره المصنف ولذلك أوردها وأما ما عاداه فجاي ز وفي قيام الليل ذاك يتا كد. يهمنا هنا في معنى هذه الكلمة قوله: "وتبارك جدك" المراد به: أي الغنى فاالله جل وعلا منه الغنى وهو الذي يعطي الغنى سبحانه وتعالى فاالله جل وعلا هو الذي يغني وإذا أغنى االله جل وعلا أحدا ثم بارك له في ماله فذلك هو الغنى ليس الغنى حقيقة كثرة ا ال بل إن الكافرين يمد لهم الرحمن مدا ويكثر أموالهم ويكثر أ ناءهم وإنما الغنى حقيقة غنى القلب والبركة في ا ال الذي يؤتيك االله جل وعلا إياه. ولذلك عندما تقول: "تبارك جدك" أي أن الغنى منك سبحانك ومنه البركة سبحانه وتعالى فكا ك تدعو االله جل وعلا أن يبارك لك في مالك. وقال: "والتعوذ" ا لمراد ب"التعوذ" أي قبل القراءة با ن تقول: أعوذ باالله من الشيطان الرجيم ويكون ذلك في أول الصلاة وأما بعد ذلك فا نه لا يشرع التعوذ وإنما في أول ركعة لا ن التعوذ يكون في أول الصلاة كما قال جل وعلا في سورة الا عراف:{ف ا ذ ا ق ر أ ت ال ق ر آن ن ال شي ط ان ال رج يم }[النحل: ٩٨ ]. ف اس ت ع ذ ب ا م إذا عند ابتداء القراءة: إذا أردت أي عند ابتداءها قال: "والبسملة" قرا ءة "البسملة" سنة في الفاتحة وغيرها عند ابتداء القراءة إلا في سورة{ت ب ار ك }[الملك: ١ ] و"البسملة" ليست آية من القرآن إلا في سورة {النمل} وإنما هي آية حيث كتبت وأ زلها االله جل وعلا للفصل بين السور هي ليست آية من أي سورة.
سق«... أعيد الجملة: البسملة ليست آية من أي سورة إلا في سورة{النمل} فليس آية من {الفاتحة} ولا من غيرها وإنما هي آية في القرآن حيث كتبت كل موضع كتبت فيه هذه الا ية فهي آية لكنها ليست من السورة فهي آية من القرآن أ زلها االله جل وعلا للفصل بين السور. ما الدليل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة نقول: أحاديث كثيرة ذكرت بالا مس حديثا وهو قول النبي : قول االله جل وعلا: مت الصلاة» أي الفاتحة «بيني وبين عبدي نصفين» وهذا الحديث دليل على أن قراء الفاتحة ركن وما الدليل على ذلك ذكرت قاعدة: إذا أردت أن تعرف الركن فالقاعدة عندنا: أ ه إذا س مي البعض باسم الكل أو س مي الكل باسم البعض فا ن هذا البعض ركن فيه قاعدتان: إذا س مي الكل باسم البعض أو س مي البعض باسم الكل فا ن هذا البعض ركن فيه أي لا يتم إلا به وهنا س م االله البعض باسم الكل وهو "الصلاة" فدل على أنها ركن فيه. إذا "البسملة" ليست واجبة وإنما سنة ويتا كد خاصة في الفاتحة فا ن قال امرؤ: فا ن في كتاب االله إذا فتحناه{ ب س م ا ال رحم ن ال رح يم }[الفاتحة: ١ ] وبعدها آية فنقول: صحيح هذا عد بعض علماء الا قراء وهي طريقة الكوفيين. وأما طريقة المدنيين والمكيين كابن كثير ونافع وغيرهم فا نهم إذا عد وا الفاتحة عد وها سبعا من دون البسملة فيقولون:{ الح م د ر ب ال ع الم ين ال رح يم }[الفاتحة: ٣ ] آية ن س ت ع ين }[الفاتحة: ٥ ] الرابعة ك {م ال ا لذ ين أ ع م ت ع ل ي ه م }[الفاتحة: ٧ ] السابعة. ال دين ي و م }[الفاتحة: ٤ ] آية يم }[الفاتحة: ٦ ] } اه د ن ا ال صر ا ط الم س ت ق }[الفاتحة: ٢ ] آية {ال رحم ن {إ ياك ن ع ب د و إ ياك الخامسة {صر ا ط {غ ير الم غ ض وب ع ل ي ه م و لا ال ضا ل ين}[الفاتحة: ٧ ]
وقول : آمين وقراءة السورة بعد الفاتحة والجهر بالقراءة للا مام ويكره للما موم... وهذا موجود في كثير من المصاحف التي أ بت ع د الا ي فيها على طريقة المكيين والمدنيين من علماء الا قراء وهذه هي الطريقة التي كان يقرأ بها الا ي مة كمالك والشافعي وأحمد فا نهم يقرءون بطريقة المكيين أو المدنيين. قال الشيخ ر حم ه االله ت ع الى -: "وقول: آمين" والسنة في "آمين" أمران:- النبي أمدها با ن تقول: آمين فتمد الهمزة وتمد الياء وهو حرف اللين هنا تمدهما معا لا ن قال:«فمن وافق تا مينه تا مين الملاي كة غ فر له ذنبه» وقد كان الصحابة يمدونها قال عطاء: كان الا مام إذا صلى أي في مكة فا ن عطاء مكي إذا صلى في المسجد الحرا م كان المصلون وفيهم الصحابة يمدون التا مين ويجهرون به فيقولون: آمين فالسنة هو مد التا مين. والسنة كذلك: أن يؤمن الا مام مع ا ا مومين لا ن النبي قال:«وإذا قال الا مام: وللضالين فقولوا: آمين» فيكون قول ا ا مومين مع الا مام معا كلهم يقول: آمين معا. قال: "وقراءة السورة بعد الفاتحة" أي حينما تشرع السورة وهي في الركعتين الا وليين سواء كانت الصلاة جهرية أم سرية. قال: "والجهر بالقراءة للا مام" فا ن السنة للا مام أن يجهر في قراءته لا ن نبينا الا كرم «ما صلى بالناس إماما في الصلاة الجهرية وهي الفجر والمغرب والعشاء إلا محمدا : وجهر بالقراءة» عليه الصلاة والسلام وكذلك ما يشرع فيه الجهر كالكسوف والخسوف والعيدين ونحو ذلك. قال: "والجهر بالقراءة للا مام" أي في الصلاة التي يشرع فيها الجهر. قال: "ويكره للما موم" أي يقع صوته بالقراءة والدليل على كراهتها: أن النبي حينما كان يصلي سمع صوتا خلفه فقال: «ما لي أ ازع القرآن».
ويكره للما موم ويخير المنفرد... ولم يثبت أن الصحابة رضوان االله عليهم جهروا في الصلاة خلف النبي وإنما ي شرع لهم الا نصات بل لا يشرع لهم القراءة عندما يجهر الا مام وإنما ي شرع لهم الا نصات وأما إذا أسر بالقرا ءة فيشرع لهم القراءة با خفات دون جهر بها. جهر الا مام في غير الصلاة الجهرية كالا وليين من الظهر أو الثالثة والرابعة في المغرب والعشاء نقول: لا يشرع الجهر ويجوز الجهر فيها للتعليم ونحوه لا ه جاء من حديث أبي سعيد : «أن النبي كان يسمعهم الا ية في الظهر» يقرأ فيجهر بالا ية أحيانا وهذا الجهر من النبي للتعليم والنبي لا يفعل مكروها عليه الصلاة والسلام. ولذلك يقول المصنف: "ويكره للما موم" ولم يقل: ويكره للا مام في غير الجهرية با ن النبي فعلها كما ثبت في حديث أبي سعيد ولكن الا ولى والا كثر من فعله : عدم الجهر صلوات االله وسلامه عليه. قال: "ويخير المنفرد" بناء على الا صلح فا ن كان الا صلح له ولمن بجانبه ذلك فا نه يرفع صوته كيف يكون أصلح له حينما يكون المرء في قيام الليل وبعض الناس يسهو حينما يسر في الصلاة فيرفع صوته لكي يخشع فيها ويتا مل في المعاني وهذا من جهة ومن جهة أخرى قد يكون بجانبه زوجه وأهل بيته فا ذا جهر بالقراءة قاموا فصل وا. فا حيانا إظهار الصدقة والجهر بالصلاة تنبيه لغيره وأحيانا قد يكون سبب الجهر تعليم فبعض الناس إنما علم القراءة من قراءة الا مام بعض الناس ي ت بع مع الا مام فقد يكون بجانبك من لا يحسن القراءة وأ ت تقرأ ف تب ع معك فيضبط القراءة. إذا هناك أغراض إذا كانت الا صلح للقلب وغير ذلك الجهر أن تجهر وإن كان عدم الا صلح ذلك فالا ولى لك أن لا تجهر كا ن يكون ذلك سببا لطرد الرياء وانتبه لمسا ة الرياء هذه مهمة وبودي أن أ حدث عنها لكن الوقت قليل ونريد أن ننهي الباب أو لا جل إزعاج الناس: } و لا تج ه ر ب ص لات ك و لا تخ اف ت به ا و اب ت غ ب ين ذ ل ك س ب يلا }[الا سرا ء: ١١٠ ].
وقول غير ا ا موم بعد التحميد : ملء السماء وملء الا رض وملء ما شئت من شي بعد وما زاد على المرة في تسبيح الركوع والسجود ورب اغفر لي والصلاة في التشهد الا خير على آ ه عليه السلام... يقول الشيخ -: ر حم ه االله ت ع الى ومن السنن القوية أن "يقول غير ا ا موم" والمراد ب"غير ا ا موم" الا مام والمنفرد قال: "وقول غير ا ا موم بعد التحميد" أي بعد قول: ربنا ولك الحمد أن يقول: "ملء السموات وملء الا رض وملء ما شئت من شيء بعد" ويكمل الحديث: أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد كلنا لك عبد لا مانع ا أعطيت ولا معطي ا منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. المصنف ر حم ه االله ت ع الى - وهو المشهور عند متا خر الفقهاء يقولون: إن ا ا موم لا ي شرع له أن يزيد هذا الدعاء وإنما هو خاص بالا مام والمنفرد ودليلهم على ذلك: حديث أبي موسى وابن عمر وعاي شة: أن النبي «وإذا قال قال: الا مام: سمع االله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد» ولم يشرع لهم أي يزيدوا أكثر من ذلك ولم ينقل ذلك إلا عن النبي حال كونه إماما أو منفردا هذا كلامهم. ولكن ظاهر السنة وقواعد الشريعة أولى ولذلك فا ن الرواية الثانية وانتصل لها أ و الخطاب وهي الا رجح دليلا: أ ه ي شرع للما موم كذلك أن يقول مثل ذلك لا ن الا صل أ ما ثبت عن النبي يثبت لغيره من الناس إلا أن يدل دليل على التخصيص فالسنة أن يقول هذا الدعاء الا مام وا ا موم معا خلافا ا ذكره المصنف والا مر في ذلك سهل فهي من مجر سنة فقط. قال: "وما زاد عن المرة في تسبيح الركوع والسجود" "ما زاد عن المرة" إنما هو سنة وليس بواجب لا ن أقل الواجب يحصل بواحدة وما زاد عنه إنما هو سنة ولم يرد الدليل على وجوبه. ورد في التسبيح في الركوع و السجود لفظان:- سبحان ربي العظيم والصيغة الثانية:- سبحان ربي العظيم وبحمده.
... فهل نقول: إن الا فضل أن تزيد وبحمده أما أن الا فضل أن تقول: سبحان ربي العظيم أو سبحان ربي الا على من غير زيادة "وبحمده نقول: إن الا فضل من هاتين اللفظتين وكلاهما جاي ز لورود السنة به ولكن الا فضل من هاتين اللفظتين أصحهما إسنادا وقلت لكم: إن هذه هي طريقة علماء الحديث فيجيزون كل ما ثبت في الباب ويخارون منه من باب الا ولى كلها سنة ولكن يقولون: من باب الا ولى أصحها إسنادا. يقول: إن أصح هذين اللفظين إسنادا هو أن تقول: "سبحان ربي العظيم" من غير زيادة "وبحمده" وهذا نص عليه أحمد وغيره قال: هو أصحها إسنادا. قال: وأن يزيد على واحدة في "رب اغفر لي" با ن يزيد الثانية أو الثالثة أو يزيد ما جاء من حديث حذيفة ومر معنا قبل قليل قال: "والصلاة في التشهد الا خير على آ ه عليه لون ي ص السلام" لا ن الواجب إنما هو الصلاة على النبي لا ن االله يقول: } إ ن ا و م لاي ك ت ه ع لى الن ب ي ي ا أ يه ا ا لذ ين آم ن وا ص لوا ع ل ي ه }[الا حزاب: ٥٦ ] فالواجب الصلاة على النبي والصلاة على آ ه سنة ومر معنا في أول الدرس معنى "الصلاة على آ ه" صلوات االله وسلامه عليه وأ ه يشمل كل تقي ومؤمن ويدخل فيه من باب الا ولى قرابة النبي إن كانوا صدق فيهم وصف أنهم من أهل التقى وإن لم يدخل فيهم هذا الوصف فا نهم لا يدخلون في هذا الدعاء. وقد ثبت عن نبينا الا كرم أ ه قال في صحيح مسلم: «من بطا به عمله لم يسرع به نسبه» وإنما الفضل عند االله جل وعلا بالتقوى وإنما االله ينظر للقلوب والا عمال ولا ينظر للناس بالصور والا ساب وهذا من فضل االله جل وعلا علينا وإحسانه بنا وإنما نحب قرابة النبي لمحبة النبي لا لذواتهم وإنما لمحبة النبي فا ت إذا أحببت شخصا أحببت ولده فلذلك إذا رأ ت ابن صديقك أو ابن أخيك قبلته وضممته إلى صدرك فكذلك من أحب النبي أحب قرابته وقبل ذلك أحب سنته لا ن سنة النبي هي قوله وهي الاهتداء بهديه.
نأ«ا«والبركة عليه وعليهم والدعاء بعده وسنن الا فعال وتسمى الهيئات... قال: "والبركة عليه وعليهم" ومر معنا معناها. "والدعاء بعده" السنة بعد الصلاة على النبي هي الدعاء وقد ورد في الدعاء أدعية آكدها: أن المرء يقول بعد الصلاة على النبي واسمع هذا الدعاء واحفظه أن تقول بعد الصلاة على النبي : إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. أذا هذا الدعاء من آكد الدعاء وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عاي شة: النبي أمر به أن يقوله المرء في صلاته» فيقول: إني أعوذ بك من النار ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسح الدجال. وقد جاء الطاووس بن كيسان -ر حم ه االله ت ع الى - يا مر ابنه بذكر هذا الدعاء فا ذا تركه أمره با عادة صلاته وقد وردت أحاديث كثيرة منها حديث علي : «اغفر لي ما قدمت وما أخرت» وحديث أبي بكر مرفوعا للنبي : للهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا» وغير ذلك من الا دعية. يقول الشيخ ر حم ه االله ت ع الى -: "وسنن الا فعال وتسمى الهيئات" أي أن الا فعال له سنن تسمى هيئات قال: "أولها رفع اليدين مع تكبيرة الا حرام وعند الركوع وعند الرفع منه" السنة للمرء في تكبيره: تكبيرات الانتقال وتكبيرة الا حرام: أن يرفع يديه بالتكبير وقد ثبت ذلك من حديث ابن عمر ومن حديث أبي أسيد ومن حديث علي رضي االله عنهم جميعا-: «أن النبي كان يرفع يديه بالتكبير» وقد جمع فيه الا مام البخاري جزءا وكذلك البيهقي-ر حم ه االله ت ع ا لى عليهما- وكلاهما مطبوع فالسنة: رفع اليدين بالتكبير.
رفع اليدين مع تكبيرة الا حرام وعند الركوع وعند الرفع منه... وعندنا هنا مساي ل:- المسا ة الا ولى: ما هي المواضع التي ترفع اليدين فيها ذكر المصنف هنا ثلاثة مواضع: وهي عند تكبيرة الا حرام. الموضع الثاني: عند الركوع أي عند الهوي للركوع. الموضع الثالث: عند الرفع منه. المواضع الثلاث: هي التي وردت في حديث ابن عمر وقد جاء في بعض أ فاظ علي وحديث أبي أسيد: زيادة موضع رابع وهو: عند القيام من التشهد الا ول. وقد نص الا مام أحمد: على أن كلا الجميع مشروع فا ربع جميعا هي مواضع ي شرع فيها تكبيرة الا حرام ولكن آكدها: المواضع الثلاث ولذلك قال: إن حديث ابن عمر رضي االله عنهما أحب إلي لا ن فيها الثلاث وهي المتفق عليها وأما الرابع فتركها في بعض الا حيان وفعلها أحيانا يدل على أن النبي فعلها أحيانا وتركها أحيانا أخرى. على العموم: المواضع أربع وآكدها ثلاث وآكد الثلاث: تكبيرة الا حرا م لا ه باتفاق علماء المذاهب الا ربعة: أ ه ي شرع رفع اليدين عند تكبيرة الا حرا م وهذه المسا ة الا ولى في مواضع تكبيرة الا حرام. وقد نص صاحب "الا قناع" على القولين مع ا وهي: أن مواضع التكبير ثلاثة أو أربع وكلها مشروع على حسب ما ذكرت لك في التفصيل قبل قليل. الموضع الثاني وهو مهم: ما هو موضع ومحل رفع اليدين بالتكبير فنقول: إن الا صل أن يكون رفع اليدين بالتكبير مع تكبيرة الانتقال وتكبيرة الانتقال تكون بين الركنين. فالا صل والا فضل: أن يكون رفع اليدين حال الهوي بالركوع أو عند الرفع منه أو عند الانتصاب قاي ما.
وحطهما عقب ذلك ووضع اليمين على الشمال... ويجوز أن يقدم المرء رفع اليدين على الفعل ويجوز أن يؤخرها عنه لا ه ثبت في صحيح مسلم:«أن النبي كبر ثم رفع» فدل على أ ه يجوز تقديم رفع اليدين عليها ويجوز تا خيرها قد جاء في بعض الا لفاظ:«رفع ثم كبر» إذا يجوز التقديم والتا خير ولكن الا م: أن يكون بين الركنين. المسا ة الثالثة معنا:- هو موضع رفع اليدين نقول: قد جاء عن النبي حديثان: حديث ابن عمر وحديث مالك بن حويرث في صفة رفع اليدين فحديث ابن عمر: أنهما يرفعان حذو المنكبين وحديث بن مالك بن حويرث أنهما يرفعان حذو الا ذنين وهذا من باب اختلاف التنوع فا ذا أردت أن ترفع يديك بالتكبير فا ما أن تجعلهما حذو منكبيك أو حذو أذنيك وكلا الا مرين جاي ر. والسنة عند رفع اليدين: مفرجة الا صابع على هذه الهيئة. أن تكون اليدان ممدودة الا صابع منشورة مضمومة غير قال: "وحطهما عقب ذلك" أي أن السنة إذا رفع المرء يديه بالتكبير: أن يحطهما بعد ذلك فا ذا قال: االله أكبر أ زلهما في كل موضع ي شرع فيه التكبير وهو أن ينزلهما بعد ذلك ثم أذا أ زلهما رفع يديه بقبض بعد ذلك إذا يقول: االله أكبر ويحطهما ثم بعد ذلك يقبض يديه لكي يقول: قبض اليدين فعل مستقل فيقول: التكبير كاملا منفصل برفع اليدين وأ زالهما ثم بعد ذلك يكون قبض اليدين كامل مشروع وهذه كما نص عليه الفقهاء ر حم ه م االله ت ع الى. قال: "ووضع اليمين على الشمال" السنة في وضع اليمين على الشمال في الصلاة: واردة من حديث واي ل بن حجر وغيره: «أن النبي كان يضع يداه اليمنى على الشمال» وله في ذلك صفات:- الصفة الا ولى: أن يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى. الصفة الثانية: أن يقبض بكفه اليمنى كفه اليسرى.
وجعلهما تحت سرته... الصفة الثالثة: أن يبض بكفه اليمنى كوعه أو كوع يده اليسرى وأ ن الكوع بعض الناس يقول: أقبض كوع يدي هكذا فنقول: لا هذا ليس كوعا وإنما هذا يسمى مرفقا الكوع: هو العظم الناتج من قبض الخنصر فتقبضه على هذه الصور إذا هذا هو القبض. إذا هكذا أو هكذا أو هكذا وكل هذه الصور الثلاث واردة وقد ثبت ذلك من حديث واي ل بن حجر وإسناده صحيح وأ ن توضع اليدان قال المصنف: "وجعلهما تحت سرته". نكمل غدا إن شاء االله وصلى االله وسلم على نبينا محمد.