إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده هللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن حممدا عبده ورسوله صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماكثريا. أما بعد: فقد ألقى فضيلة الشيخ سليمان بن انصر العلوان بتاريخ 1299/1/92 ه كلمة حول أمهية تدبر وفهم أحاديث النيب ^ الفهم الصحيح واليت هبا يتوصل اإلنسان إىل معرفة حدود ما أنزل هللا تعاىل على إذ هي الغاية اليت جيب املصري إليها مث العمل مبقتضى ذلك مث ذكر فضيلته حديثا يف رسوله ^ الصحيحني - على سبيل املثال مبينا ما حوته أحاديث النيب ^ من املعاين العظيمة والفوائد اجلمة واملعاين الغزيرة - واستنبط منه أكثر من سبعني فائدة فقال حفظه هللا تعاىل: أخرج البخاري ومسلم يف صحيحيهما من طريق عبد العزيز بن أيب حازم وعبد الرمحن بن يعقوب كليهما عن أيب حازم سلمة بن دينار - واللفظ لعبد العزيز - قال: )أخربين سهل بن سعد الساعدي أن رسول هللا ^ قال يوم خيرب: ألعطني هذه الراية غدا رجال يفتح هللا عيد يدي ح ي ب هللا ورسول ح و يب ح هللا ح ور ح سولحح. قال: فبات الناس يدوكون لييتهم أيهم يعطاها فيما أصبح الناس غدوا عيد رسول هللا ^ كيهم يرجوا أن ي ح عطاها فقال: أين عيي بن أيب طالب فقيل: هو يشتكي عيني. قال: فأرسيوا إلي فأيت ب فبصق رسول هللا ^ يف عيني ودعا ل فربأ حىت كأن مل يكن ب وجع فأعطاه الراية فقال عيي: اي رسول هللا: أقاتيهم حىت يكونوا مثينا فقال: انفذ عيد رسيك حىت تنزل بساحتهم مث ادعهم إىل اإلسالم وأخربهم مبا جيب عييهم من حق هللا في فوهللا ألن يهدي هللا بك رجال واحدا خري لك من ح ح ر النعم(. وأخرجه مسلم أيضا من طريق يعقوب بن عبد الرمحن عن سهيل بن أيب صاحل عن أبيه عن أيب هريرة مبعناه وفيه: )قال عمر بن اخلطاب: ما أحببت اإلمارة إال يومئذ. قال: فتساورت هلا رجاء أن أدعد هلا. قال: فدعا رسول هللا ^ عيي بن أيب طالب فأعطاه إايها وقال: امش وال تيتفت حىت 1
قال: يفتح هللا عييك. قال فسار عيي شيئا مث وقف ومل ييتفت فصرخ: اي رسول هللا عيد ماذا أقاتل الناس قاتيهم حىت يشهدوا أن ال إل إال هللا وأن حممدا رسول هللا دماءهم وأمواهلم إال حبقها فوائد احلديث:.1.9.3.2.5.6.7.8 وحساهبم عيد هللا(. ورواه مسلم أيضا من طريق عامر بن سعد بن أيب وقاص عن أبيه خمتصرا. فيه حرص الصحابة على تبليغ هذا الدين. فيه عقد اإلمام أللوية اجلهاد. فيه أن األمر املشرتك ال تشبه فيه فيه أن اإلمارة خاصة ابلرجال دون النساء. فاأللوية والراايت كانت معروفة من قبل. التبشري ابلفتح علم من أعالم نبوته عليه الصالة والسالم. فيه إثبات صفة احملبة هلل والرد على اجلهمية. فيه أن هللا تعاىل ح يب وح ي ب. فيه إثبات األخذ ابألسباب وذلك من قوله: )يفتح هللا عيد يدي (..2.11 فيه حرص الصحابة على اخلري والبحث عم ا يبه هللا ورسوله هللا ىلص. إهبام الرسول ^ للرجل هو من رمحته ابملؤمنني فإذا فعيوا ذلك فقد منعوا منك فقد حصل بذلك من متنيهم لذلك الفضل العظيم والتطلع إليه من زايدة اإلميان ما هللا تعاىل به عليم! فيه الرد على املرجئة وأن األعمال داخلة يف مسمى اإلميان. فيه جواز السهر والسمر يف أمور اخلري ومصاحل املسلمني. فيه مسارعة الصحابة إىل اخلريات وذلك يف قوله: )فيما أصبحوا غدوا). فيه أن الرجاء إمنا يكون يف األمور املتوقعة احلدوث وذلك خبالف التمين. فيه الرد على الصوفية ومن شاكلهم ممن يد عون أن النيب ^ يعلم الغيب املطلق يف مماته وذلك من قوله: )أين عي ي ). فيه أن احملبة النافعة هي حمبة هللا ورسوله ومن واالمها. فيه الرد على اليهود والنصارى يف قوهلم: ن ح ن أ ب ن اء ح ا ه لل و أ ح بهاحؤهح ]املائدة: 18 [. حياته وبعد.11.19.13.12.15.16.17 9
و ا ه لل ح ه لل ي ح ؤ ت ي م ن ي ش اء ح ذحو ال ف ض ل ال ع ظ ي م فيه معىن قوله تعاىل: ذ ل ك ف ض ح ل ا إذ حصل الفضل ملن مل يضره وامتنع ممن تعرض له. فيه وجوب اإلميان ابلقضاء والقدر وعظيم إميان الصحابة ابلقدر وكمال استسالمهم له. فيه الرد على القدرية القائلني خبلق أفعال العباد. فيه الرد على النواصب الذين يناصبون عليا العداء. فيه الرد على اخلوارج الذين يكفرون عليا ويفسقونه. فيه أن حمبة علي من اإلميان. فيه الرد على الروافض الذين يزعمون ختصصهم يف حمبة علي. فيه الرد على غالة الرافضة الذين يؤهلون عليا وذلك من قوله: )رجال(. فيه جواز الشكوى وذكر املرض ما مل يكن مثة تسخط على أقدار هللا جل وعال. فيه بركة بصاق النيب ^. فيه أن دعاء األنبياء مستجاب غالبا. فيه أن اإلمام يبعث من هو األصلح واألفضل للمهمة وال يراعي يف ذلك القرابة وال ]اجلمعة: 2 [ الوجاهة وال النسب وليس معىن ذلك أن عليا أفضل من أيب بكر وعمر وعثمان بل ألن املقام اقتضى رجالكعلي. فيه فضيلة عمر وعلو مهته. فيه جواز طلب اإلمامة يف الدين. فيه شجاعة علي وحرصه على اجلهاد يف سبيل هللا. فيه معىن قوله تعاىل: و ق ات يحوحهم ح هىت اجلهاد ماض إىل قيام الساعة. ال ت حكون ف ت ن ة و ي حكون الد ي ح ن حكي ح لل ه فيه جواز ذكر حماسن الشخص عند أمن الفتنة وسالمته من الكرب والعجب. فيه طهارة الريق. فيه وضع اإلمام احملفزات لشحذ اهلمم إىل معايل األمور ومكارم األخالق. جواز الرقية ابلنفث وأهنا ال تنايف التوكل وذلك على القول أبن نفثه ^ وأن ]األنفال: 32 [ يف هذا احلديث كان.18.12.91.91.99.93.92.95.96.97.98.92.31.31.39.33.32.35.36.37 رقية والراجح أن ذلك من أعالم نبوته ^. 3
فيه األمر ابلرفق وعدم العجلة والطيش والتأين يف األمور ودراستها قبل اإلقدام عليها. فيه أن الدعوة إىل اإلسالم أتيت أوال وقبل كل شيء. فيه فقه التدرج يف الدعوة إىل هللا من األهم إىل املهم. فيه أن الدعوة العامة البد فيها من العلم والفقه والدراية واحلنكة وحسن السياسة يف التعامل مع الناس واألحداث فاجلاهل هبذه األمور يفسد وال يصلح. فيه قرن الدعوة إىل الشهادتني ببيان معنامها ومقتضياهتما كثر اجلهل مبعىن»ال إله إال هللا«وما تدل عليه من النفي واإلثبات. فيه فضل اهلداية وعظيم أمرها. فيه العمل على إقامة احلجة على العباد. وال سيما يف القرون املتأخرة حيث فيه دليل على وجوب بيان احلجة وتفهيمها للمدعو وإزالة ما يعرض من شبه وإشكاالت وتساؤالت. فيه أن الفضل املرتتب على هداية الناس عام للرجال والنساء فيه أنه ال مقارنة بني الدنيا واآلخرة. فيه أن حب الدنيا ليس مبذموم إذاكان العبد قائما أبمر هللا فيها. فيه مشروعيه تقريب األمر إىل األفهام ابألمور احلسية املعلومة. فيه أن اهلداية نوعان: هداية الداللة واإلرشاد: وهداية التوفيق واإلهلام: فيه جواز احللف من غري استحالف. فيه حرص النيب ^ الشديد على هداية العباد. فيه أن هداية الناس أوىل عند الشارع من قتاهلم. وإمنا خرج الضمري خمرج الغالب. وهي دور األنبياء واملرسلني والدعاة واملصلحني. وهي خاصة ابهلل الواحد القهار. فيه الرد على من قال أبن املسلمني ال مهة هلم سوى إراقة الدماء كانوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز حينئذ قتاهلم ابتداء النيب ^ على بين املصطلق وهم غارون. فيه فضل اجلهاد يف سبيل هللا والصرب عليه. فإن الدعوة قبل القتال فإن فقد جاء هذا يف الصحيحني حني أغار.38.32.21.21.29.23.22.25.26.27.28.22.51.51.59.53.52.55 2
فيه أن من أحبه هللا فال يضره بعد ذلك من أبغضه أو غال يف حبه. فيه وجوب بغض من أبغض عليا وأن حبه من اإلميان. فيه فقه علي وسعة علمه وذلك من قوله: )وأخربهم مبا جيب عييهم من حق هللا في (. فيه أن الرجل ينسب ألبيه وإنكان كافرا. فيه أتد ب علي مع النيب ^ حيث مل يناده ابمسه وال بقرابته منه. فيه أن هلل على عباده حقا عظيما البد من أدائه والقيام به إفراده تعاىل ابلعبودية وإفراد نبيه ^ ابالتباع. فيه أن على العبد إذا جاءه األمر من هللا تعاىل أو من رسوله ^ إىل االمتثال والتطبيق والعمل. فيه إثبات البعث واجلزاء واحلساب. فيه معىن اسم هللا»احلسيب«. وإال كان من أهل النار أال يتلكأ وال يرتدد أال وهو بل يبادر فيه أن على العباد أن يقبلوا من الناس ظواهرهم وأن يكلوا سرائرهم إىل هللا تعاىل مامل أيت من القول أو العمل ما ينايف دين اإلسالم. جواز رفع الصوت عند أهل الفضل للحاجة. فيه وجوب االستفصال عند وجود اإلشكال. فيه معىن قوله تعاىل: ف اس أ لحوا أ ه ل الذ ك ر إ ن حكنتحم ال ت ع ي ح مو ن ]النحل: 23 [. فيه أنه ال اجتهاد مع وجود النص أو ما يقوم مقامه كحضور املشرع ^ كما هو احلال هنا. فيه أن أعظم أمر وأشرف عمل ينبغي للعبد أن يقوم به وأن يفرغ فيه وسعه هو الدعوة إىل هللا واحلرص على هداية العباد. فيه الرد على التكفرييني الذين يشتغلون إبصدار األحكام على العباد من التكفري والتفسيق دون دعوهتم إىل التوحيد والسنة وبيان حقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب. فيه تفقد الصحابة بعضهم بعضا. فيه أن النطق ابلشهادتني ال يعصم دم العبد وماله إال أن أييت حبقها تعاىل. وإال مل تنفعه عند هللا.56.57.58.52.61.61.69.63.62.65.66.67.68.62.71.71.79.73 5
فيه أن إقامة احلدود من شأن السلطان أو من ينوب عنه. فيه حرمة دماء املسلمني وأعراضهم وأمواهلم إال ابحلق. فيه طهارة قلوب الصحابة عنه وهللا أعلم. إذ مل يسدوا عليا على ذلك ابالعرتاض ومتين زوال النعمة والفضل.72.75.76 قاله سليمان بن انصر العلوان / 9 1299 / ه 9 6