المقدمة العامة

النسخ

1 الجمهورية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية و ازرة التعليم العالي و البحث العلمي جامعة الشهيد حمه لخضر كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير قسم العلوم االقتصادية مذكرة مقدمة الستكماؿ متطلبات شهادة ماس ت أكاديبي ميداف العلو االقتصادية ك التجارية ك علو التسي ت شعبة االقتصاد التخصص : اقتصاد عمومي و تسيري مؤسسات ا العالقة بين القطاع العام و القطاع الخاص د ارسة تحليلية من إعداد الطالب: ؿبدة مقداد حتت إشراف الدكتور : ضبيداتو دمحم الناصر جلنة ادلناقشة : الدكتور رايض رميي األستاذ لطفي سلزومي رئيسا مناقشا 205/204 السنة الجامعية :

2 اإلهداء أهدي هذا العمل -إلي أبي الغالي الذي مازال أمله وحلمه وممك قللي وويني دبي. -الي ية عنيي أمي الحلنله التي الزالت تجاهد -وي لنلي ووي لنلي إإختي. -أأال. وي عميها -وإلى ما أملل وي الحناة و اوعي للخوخل إلي هذذ المستخى إإختي وأإخاتي كل بإ مه. -إلي أود قااي دبي الععوع

3 التشكرات

4 الش ر وت د ر و ت دم ش ر س ا وت الي ع ي تو ي لي وإ ا الم كرة و تو ش ر ال ز وا متنان والت د ر إلي األستاذ المشرف الدكتور ميداتو م مد النا ر ال ل خ ع ي تو ي ات السد دة و صائ ال يمة. سات تي م الت ي ا تدائي إلي كما ت دم الش ر والت د ر ل ا مناز الش دا ومراتب الس دا ومرا ة األ يا ال ام ي. " د و ال نة ماكنت ت م ون مم ق ت ي ري "ال " مي ش ر إليك م ساعد ي ع ي إ از ا ال م. كما تو

5 اخلطة العامة

6 احملتوايت ا دا ادل خص ش ر وت د ر طة ال ث قائمة األش ا واجلداو م دمة الفص األو : األوضاع ا قتصاد ة ل طاع ال ام يف اجلزائر سبهيد الفصل األكؿ ادل ث األو : تطور دور الدولة يف ظ الت و ت ا قتصاد ة ادلط ب األو : دور الدولة والنشاط ا قتصاد الفرع األكؿ: مفهو الدكلة ادلط ب الثاين: مربرات تزا د دور الدولة ادلط ب الثالث : س اب ترا ع دور الدولة يف النشاط ا قتصاد الفرع األكؿ: اهنيار النظا االش تاكي الفرع الثاين: الضغوط من اؼبؤسسات اؼبالية الدكلية الفرع الثالث: فشل ذبارب التنمية يف الدكؿ النامية الفرع الرابع: الدكر اؼبتزايد للشركات متعددة اعبنسيات ادل ث الثاين: وض ية ل طاع ل ام ق و د ا ال ات ا قتصاد ة ادلط ب األو : اقتصاد اجلزائر من ا ست ال و ىت وا ر التس ينات الفرع األكؿ : عرض حالة االقتصاد اعبزائرم منذ االستقالؿ كحىت بداية الثمانينات الفرع الثاين: عرض حالة االقتصاد اعبزائرم منذ بداية الثمانينات كحىت بداية التسعينات الفرع الثالث: االقتصاد اعبزائرم منذ بداية التسعينات كحىت كقتنا اغباذل ادلط ب الثاين: مف وم ال طاع ال ام و األ داف السياسية وا قتصاد ة يف ظ التخطيط ادلركز الفرع األكؿ : ربديد مفهو القطاع العا الفرع الثاين : األىداؼ السياسية كاالقتصادية ادلط ب الثالث: ا الح ا قتصاد ومصري ال طاع ال مومي الفرع األكؿ : إعادة ىيكلة للمؤسسات االقتصادية العمومية الفرع الثاين: األشكاؿ التنظيمية اعبديدة للمؤسسة العمومية االقتصادية

7 الفرع الثالث :دكر الدكلة يف ظل اإلصالح االقتصادم ادل ث الثالث: الت و م ال طاع ال ام إىل ال طاع اخلاص )عم ية اخلصخصة( ادلط ب األو : عم ية اخلصخصة ( شأة ومف وم( الفرع األكؿ : نشأة مصطلح اػبصخصة الفرع الثاين : مفهو اػبصخصة ادلط ب الثاين: إ فاق ال ام واخلصخصة ادلط ب الثالث: س اب ودوا ع اخلصخصة يف اجلزائر الفرع األكؿ: األسباب كالدكافع الداخلية الفرع الثاين: األسباب كالدكافع اػبارجية ادل ث األو ادلط ب األو ادل ث الثاين: الفص الثاين: تطور ال طاع اخلاص يف اجلزائر :ما ية ال طاع اخلاص يف اجلزائر : ت رف ال طاع اخلاص ال طاع اخلاص اجلزائر الفرع األكؿ : فئة اؼبفاكض ت التجاري ت الفرع الثاين : فئة التجار كاغبرفي ت الفرع الثالث: فئة العماؿ الفرع الرابع: فئة اؼبقاكل ت اعبدد ادلط ب الثالث: شأة ال طاع اخلاص اجلزائر الفرع األكؿ :قانوف اإلستثنار اػباص رقم اؼبؤرخ يف 26 جويلية 963 الفرع الثاين :ميثاؽ اعبزائر 964 ادل ث الثاين :واقع ال طاع اخلاص يف اجلزائر ادلط ب األو :ا طار ال ا وين والتظيمي ل تقية ال طاع اخلاص الفرع األكؿ :قانوف اإلستثمار اػباص رقم اؼبؤرخ يف 5 جويلية 966 الفرع الثاين :قانوف اإلستثمار اػباص رقم -82 اؼبؤرخ يف 2 أكت 982 الفرع الثالث :قانوف اإلستثمار اػباص رقم 3-86 اؼبؤرخ يف 9 أكت 986 الفرع الرابع :قانوف النقد كالقرض 990 الفرع اػبامس :قوان ت كتشريعات 993 اؼبطلب الثاين :العوامل احملدد ة لنمو القطاع اػباص الفرع األكؿ :معدؿ النمو الناتج

8 الفرع الثاين :القركض اؼبصرفية الفرع الثالث :سعر الفائدة الفرع الرابع :الضرائب الفرع اػبامس :اإلنفاؽ اغبكومي أك اإلستثمار العا كمزاضبتو للقطاع اػباص اؼبطلب الثالث :مسار القطاع اػباص يف اعبزائر ادل ث الثالث :ادل وقات اليت توا منو ال طاع اخلاص يف اجلزائر ادلط ب األو :ادل وقات اليت توا منو ال طاع اخلاص يف اجلزائر ادلط ب الثاين :السياسات ادل ت ة لتنمية ال طاع اخلاص ع ي ضو ض الدراسات والت ارب الدولية الفرع األكؿ :السياسات الداعمة للقطاع اػباص يف دكؿ شرؽ أسيا الفرع الثايت :الربانمج اإلمبائي لألمم اؼبتحدة الفرع الثالث :دراسات البنك الدكرل ال ة الفص الثاين الفص الثالث: ال القة ني ال طاع ال ام وال طاع اخلاص ادل ث األو : ال القة ني ال طاع ال ام وال طاع اخلاص ادلط ب األو : ادل ارة ني دا ال طاع ال ام وال طاع اخلاص الفرع األكؿ : طبيعة األىداؼ لكل من القطاع ت الفرع الثاين: اؼبوازنة ب ت القطاع العا كالقطاع اػباص ادلط ب الثاين: ادلسؤولية ا تماعية ل طاع اخلاص يف اجلزائر الفرع األكؿ : مسؤكلية القطاع اػباص يف التنمية االقتصادية كاالجتماعية الفرع الثاين: نبذة عن اإلنفاؽ اغبكومي يف اعبزائر كعن معدالت النمو االقتصادم الفرع الثالث: تعريف اؼبسؤكلية االجتماعية للقطاع اػباص ادلط ب الثالث: السمات األساسية ل طاعني ال ام واخلاص ق ا ال ات ا قتصاد ة ادل ث الثاين: دور ال طاع ال ام وال طاع اخلاص يف التنمية ا قتصاد ة ادلط ب األو : مسامهة ال طاع ال ام وال طاع اخلاص يف التنمية ا قتصاد ة الفرع األكؿ: اؼبسانبة يف اجملاؿ الفالحي الفرع الثاين: اؼبسانبة يف االستثمار اإلنتاجي الفرع الثالث: اؼبسانبة يف ؾباؿ اػبدمات

9 2002 و 20 الفرع الرابع : اؼبسانبة يف اجملاؿ الصحي الفرع اػبامس : اؼبسانبة يف الضرائب ابلنسبة للقطاع ت العا كاػباص الفرع السادس : اؼبسانبة يف النشاط االقتصادم كالتشغيل ادلط ب الثاين: ادلسامهة ا مجالية ل طاعني ال ام واخلاص ال الف تة ما ني ادلط ب الثالث: الشراكة ني ال طاعني ال ام واخلاص ادل ث الثالث: ما ية ادلؤسسات الص رية وادلتوسطة وواق ا يف جلزائر : ادلط ب األو صائص ادلؤسسات الص رية وادلتوسطة الفرع األكؿ : خصائص اؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة ادلط ب الثاين : مهية وم ي ات ادلؤسسات الص رية وادلتوسطة يف اجلزائر الفرع األكؿ : أنبية اؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة يف اعبزائر ادلط ب الثالث: الص وابت اليت ت اين من ا ادلؤسسات الص رية وادلتوسطة يف م خص الفص الثالث اخلامتة ال امة قائمة ادلرا ع رس احملتوايت

10 قائمة اجلداول واألشكال

11 الرق اجلداو يب ت معدالت النمو كالناتج كاػبا ابالسعاراعبارية اؼبؤشرات الكلية لالقتصاد اعبزائرم خالؿ السنوات االخ تة اإلصالحات للمؤسسات العمومية االقتصادية تطور اؼبديونية اػبارجية يف اعبزائر)دبليار الدكالر( نسبة تطور القطاع اػباص يب ت عدد البطال ت يف اعبزائر من سنة يب ت الناتج احمللي االصبارل كاإلنفاؽ اغبكومي تطور نسبة مسانبة القطاع اػباص كالعا يف تركيب االنتاج اػبا حسب القطاع القانوين خالؿ الف تة يف اعبزائر يبثل مسانبة القطاع العا كاػباص االنتاج فالحي من القيمة اؼبضافة ابؼبائة يبثل تركيب القيمة اؼبضافة خارج احملركقات حسب القطاع القانوين يبثل عدد األطباء كالصيادلة كجراحو األسناف يبثل تطور الضرائب العامة يبثل عدد العماؿ يف النشاط االقتصادم كالتشغيل يبثل تركيب القيمة اؼبضافة خارج احملركقات ابؼبائة )ابلتصرؼ( عدد أجراء اؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة حسب الطبيعة القانونية القيمة اؼبضافة من خالؿ سنة 200 كىذا حسب قطاع النشاط تطور الناتج الداخلي اػبا خارج احملركقات جدكؿ يوضح حصة اؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة يف الصادرات اعبزائرية خارج احملركقات الصف ة الرق رس ا ش ا الصف ة 85 0 يب ت عدد البطال ت يف اعبزائر من سنة تطور مسانبة القطاع ت العا كاػباص يف تركيب اإلنتاج اػبا حسب القطاع 87 القانوين يف اعبزائر 02

12 ملخص

13 ادل خص : يف الف تة األخ تة لقيت العالقة ب ت القطاع العا كالقطاع اػباص اىتما كب تا كىذا ؼبا حققتو ىذه اؼبؤسسات من إقبازات علي اؼبستوايت عدة. ؽبذا ك غ تىا من الدكؿ,اعبزائر أكلت اىتماما كاضحاهبا,كذبلي ذلك من خالؿ برامج تبنتها,كىذا للوصوؿ دبؤسساهتا إرل العاؼبية يف منتجاهتا كاستهداؼ زابئنها كعالقاهتا االقتصادية كالسياسية. كلتتمكن من ذلك قامت إبنشاء عالقات مع شركات أجنبية يف القطاع ت العا كاػباص.لتستفيد من خرباهتا كتؤىل مؤسساهتا الصغ تة كاؼبتوسطة لتكوف قادرة علي اؼبنافسة العاؼبية,اليت أصبحت ضركرة حتمية ال مفر للهركب منها,خاصة كاعبزائر يف طريقها لتنضم إرل اؼبنظمة العاؼبية للتجارة. ىذه اؼبنظمة اليت لعبت دكركب ت منذ نشأهتا يف تسي ت التجارة العاؼبية كالعالقات االقتصادية. ال مات ادلفتا ية :القطاع العا,القطاع اػباص,اؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة Résumé: Récemment reçu la relation entre le secteur public et le secteur privé et cette grande attention pour ses réalisations de ces institutions aux niveaux de plusieurs. Pour cela et comme d'autres pays, l'algérie et Adhabha prêté attention, et a couru à travers les programmes adoptés, et ce pour le monde d'atteindre ses institutions dans leurs produits et les clients de ciblage et les relations économiques et politiques. Et en mesure de le faire ont établi des relations avec des sociétés étrangères en public et Acial.ltistvid de leur expérience et de qualifier les petites et moyennes institutions pour être en mesure à la concurrence mondiale, qui est devenu une nécessité absolue inévitable de leur échapper, notamment l'algérie sur son chemin pour rejoindre l'organisation mondiale du commerce. Cette organisation, qui a joué un rôle majeur depuis sa création dans la conduite du commerce mondial et des relations économiques. Mots clés: secteur public, secteur privé, les petites et moyennes entreprises

14 املقدمة العامة

15 المقذمة العامة. مت يد على فبر العقود الزمنية السابقة ك على غراركل ف تة زمنية تظهر على الساحة الفكرية الدكلية أفكار ك اذباىات زبتلف عن مبادئ ك السياسات للف تة اليت سبقتها. ك أتيت ىذه األفكار ؼبعاعبة ك تقد ن اغبلوؿ ؼبشاكل اقتصادية قد سبقت ك اليت عجزت عن حلها األفكار ك السياسات اليتكانت سائدة من قبل. من ذلك أنو من خالؿ الستينات سادت فكرة ضركرة تدخل الدكلة يف اغبياة االقتصادية ك خاصة يف الدكؿ النامية سعيا كراء ربقيق معدالت أكرب للتنمية ك على الدكلة أف تستورل على األنشطة اإلنتاجية اليت ال يقوم أك ال يرغب القطاع اػباص خوض غمارىا إضافة إذل ضركرة أف تتدخل الدكلة بسياستها من أجل زايدة االدخار احمللي دعما لالستثمارات ك ابلتارل تزداد اؼبشركعات العامة. ك يف الثمانينات ك يف ظل الكساد الكب ت ك البفاض أسعار الب تكؿ ظهر عدة مفكرين ينادكف بضركرة حرية السوؽ كأف على الدكلة أف ت تؾ اجملاؿ للقطاع اػباص لكي أيخذ اؼببادرة يف النشاط االقتصاد كبدأت مفاىيم اػبصخصة يف الظهور ك انتشرت الدعول إذل ربرير االقتصاد ك اإلصالحات اؽبيكلية ابعتبار أف ىذه الربامج ستعاجل اإلختالالت الناشئة عن تدخل الدكلة يف اغبياة االقتصادم كأخذت سياسة تقليل دكر القطاع العا تكتسب اؼبزيد من األنصار. ككانت اغبجة الرئيسية ألنصار ىذه السياسة ك على رأسهم الصندكؽ النقد الدكرل ك البنك الدكرل يف براؾبهما للتثبيت ك التكييف اؽبيكلي إف تزايد دكر الدكلة يف اجملتمعات اؼبتقدمة ابلنسبة لتقد ن خدمات الرفاىية االجتماعية قد أدل إذل تزايد تكاليف ىذه اػبدمات أما يف الدكؿ النامية فإف سوء إدارة اؼبشركعات العامة قد أدل إذل ربميل خزانة الدكلة خسائركب تةكانت انذبة عن تشغيل بعض ىذه اؼبشركعات ك ذلك تعرض الكث تين لقضية إف القرارات يف اؼبشركعات العامة يفكث ت من األحياف تتعارض مع اعتبارات الكفاءة اإلنتاجية ك ابلتارل كاجهت مس تة التنمية العديد من اؼبشاكل اليت أدت إذل تناقص معدؿ النمو يف ىذه البلداف. ك هبذا أصبح الوجو العا القتصادايت الدكؿ النامية اآلف ىو تدين ك تراجع دكر الدكلة من ؿبرؾ أساسي ك قائد التنمية إذل التخلي عن القطاع العا ك تزايد ك تطور القطاع اػباص يف النشاط االقتصادم كما زبلت الدكلة عن دكرىا يف إحداث العدالة يف التوزيع كأصبح دكرىا حياداي إزاء التفاكت يف الدخوؿ فبا أدل إذل تراكم الثركات بدعول االعتقاد أف ىذا يؤدم إذل طمأنة القطاع اػباص ك دفعو لالستثمار. أ

16 المقذمة العامة ك من ىذا اؼبنطلق أصبح ؼبوضوع العالقة ب ت القطاع العا كالقطاع اػباص مكاان ىاما من البحث يف العشرية األخ تة يف بتلف دكؿ العادلكانت متقدمة أك انمية ك ىذا ابلنظر إذل تراجع أداء ك فعالية القطاع العا ك عد قدرتو يف ربقيق األىداؼ اؼبرجوة منو مقارنة ابإلمكانيات الكب تة اليت سخرت ألجلو كتذبذب القطاع اػباص ك قد مت استنتاج ىذه النتيجة ابلنظر إذل حجم األرابح ك اػبسائر ك إذل مدل مسانبة القطاع ت يف ؾبموع القيم اؼبضافة احملققة يف االقتصاد أضف إذل ذلك أف ىذا القطاع العا أصبح أكثر من أم كقت سابق اؼبسؤكؿ عن العجز اؼبتصاعد من سنة إذل آخر يف ميزانية الدكلة. 3.ا ش الية الرئيسية: كىذا ما سنتطرؽ إليو من خالؿ اإلشكالية التالية : ما ي ط ي ة ال القة ني ال طاع ال ام واخلاص يف اجلزائر 4.ا ش اليات الفرعية : ك لألنبية البالغة اليت تكتسيها العالقة ب ت القطاع العا ك القطاع اػباص يف ربقيق النمو االقتصادم جعلت ت أطرح التساؤالت التالية ؿباكال اإلجابة عليها يف ىذه اؼبذكرة: - ماىية القطاع العا كاػباص يف اعبزائر - ما ىي نوعية العالقة ب ت القطاع العا كالقطاع اػباص - ىا ىي أسباب فشل القطاع العا يف اعبزائر - ىل يستطيع القطاع اػباص إنقاذ االقتصاد الوط ت من اؼبشاكل ك الصعوابت اليت تواجهو ك ربقيق األىداؼ اؼبرجوة ك اليت عجز عن ربقيقها القطاع العا. - ىل قبحت العالقة ب ت القطاع العا كالقطاع اػباص يف اعبزائر من خالؿ التجارب السابقة 5. رضيات الدراسة: ؼبعاعبة إشكالية البحث اليت مت طرحها اعتمدت على بعض الفرضيات ك اليت أراىا أقرب لإلجابة احملتملة: - ما مدل فعالية القطاع العا يف االقتصاد اعبزائرم - القطاع اػباص يف اعبزائر دل يتم إكتماؿ أتىيلها بعد للدخوؿ يف النافسة العاؼبية -ما مدل مسانبة العالقة ب ت القطاع العا كالقطاع اػباص يف عملية النمو االقتصادم ألم دكلة يف ظل الظركؼ االقتصادية كاألزمات اؼبالية ك السياسية العاؼبية ب

17 المقذمة العامة 6. مربرات و دوا ع ا تيار ادلوضوع: من ب ت مربرات اختيارم ؽبذا اؼبوضوع: - مربرات موضوعية: * أنبية اؼبوضوع ك حساسيتو يف ظل التحوالت االقتصادية اليت تشهدىا اؼبؤسسات اعبزائرية ك التطورات اليت عرفتها يف العشرية األخ تة. * الصعوابت اليت تواجو الدكلة يف القطاع ت العا كاػباص. - مربرات ذاتية : * زبصصي يف التسي ت ك العلو االقتصادية يدفع ت للبحث يف اؼبوضوع ابلذات ؼبا لو صلة متينة بو. * قابلية اؼبوضوع للبحث نظرا إلمكانية الوصوؿ إذل اؼبعلومات اؼبتصلة بو. 7. داف الدراسة: إف الغرض من تناكرل ؽبذه الدراسة ال ىبرج يف حقيقة األمر منكونو ؿباكلة لتحقيق األىداؼ التالية: *أىداؼ نظرية: - أنبية العالقة ب ت القطاع ت يف تطوير اؼبؤسسات االقتصادية. - ربليل ككشف لعملية اػبصخصة يف اؼبؤسسات الوطنية. - تسليط الضوء على اؼبستول اغبقيقي للمؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة. * أىداؼ تطبيقية: السعي إذل رفع قدراتنا اؼبنهجية يف ؾباؿ القطاع ت العا ك اػباص ك ذلك من خالؿ اؼبراحل الضركرية الالزمة إلسبامها على أكمل كجو ك ابلتارل تنمية معارفنا يف ىذا اجملاؿ من خالؿ دراسة حالة اعبزائر. 8.الدراسات السا ة : -مراد ؿبفوظ,التحوؿ من القطاع العا ارل القطاع اػباص دراسة حالة اعبزائر,مذكرة لنيل شهادة اؼباجست ت يف العلو االقتصادية فرع علو التسي ت,جامعة اعبزائر. 200 تناكلت ىذه الدراسة التحوؿ من القطاع العا إرل القطاع اػباص ابإلضافة إرل اػبوصصة كمراحلها كذبارب اػبوصصة يف بعض البلداف اؼبغاربية. ج

18 المقذمة العامة 2- صديق مليكة برامج االصالح اؽبيكلي كأزمة التحوالت يف االقتصادايت االنتقالية حالة اعبزائر أطركحة دكتوراه دكلة يف العلو االقتصادية جامعة اعبزائر 2007 حيث تطرقت اذل برامج االصالح اؽبيلكي للمؤسسات العمومية كأزمة التحوالت يف االقتصادايت االنتقالية. 3 -الضب حده,مدم أتىيل اؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة اعبزائرية يف ظل االنضما اؼبرتقب للمنظمة العاؼبية للتجارة, مذكرة لنيل شهادة اؼباس ت يف العلو االقتصادية فرع علو التسي ت جامعة قاصدم مرابح.كرقلة 202 االقتصاد حيث تطرقت إرل كاقع اؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة كأنبيتها يف الوط ت كاؼبعيقات اليت تواجهها يف ظل إنظما اعبزائر إرل اؼبنظمة العاؼبية للتجارة. 9. دود الدراسة : اغبدكد اؼبكانية : -كزارة الصناعة كاؼبؤسسات الصغ تة كاؼبتوسطة - كزارة التجارة -الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب اغبدكد الزمانية : -إحصائيات كمعلومات منذ إنطالؽ برانمج اإلصالح 996 إرل غاية الديواف الوط ت لإلحصاايت 0. من ج الدراسة: لإلجابة على إشكالية البحث ك إثبات صحة الفرضية اخ تت اؼبنهج الوصفي التحليلي الذم يساعد على عرض اؼبعلومات كفق التسلسل التارىبي ك اؼبراحل اليت مر هبا االقتصاد الوط ت ك الذم يتالء ك طبيعة موضوعي ىذا. وابت الدراسة: كاجهت الدراسة صعوابت كمعوقات عديدة علي الناحيت ت النظرية كالعلمية كمن أنبها نذكر: -قلة اؼبراجع كاؼبصادر كالدراسات االكاديبية اؼبتخصصة اليت تناكلت اؼبوضوع. - صعوبة اغبصوؿ علي اؼبعطيات الكافية ك ذا التضارب اؼبتباين أحياان من قبل اؽبيئات الوطنية كالدكلية. -إختالؼ التصروبات الرظبية اؼبقدمة مع كاقع القطاع ت كتضارب يف األراء كابلتارل كجدان صعوبة يف التحليل كإعطاء النتائج. د

19 المقذمة العامة - إرل جانب ذلك عرؼ ىذا البحث تقطعات مرحلية متعددة نظرا لظركؼ خاصة ابلباحث. - صعوبة يف صبع اؼبعلومات الألزمة كالتنقل ب ت اؼبكتبات اعبامعية يف كالايت أخرم. 2. ت سي ادل اكرة: ك على ىذا األساس ك سعيا لإلجابة على األسئلة اؼبطركحة فإف نقطة البداية يف ىذه اؼبذكرة ىي توضيح ك ربديد تدخل الدكلة ك األدكار اليت تؤديها يف إطار اؼبلكية العامة ابإلضافة إذل ربديد مفهو اػبصخصة ك أسباب اللجوء إليها مث األىداؼ ك اآلاثر االقتصادية اؼب تتبة عنها ك يتم ىذا كلو يف الفصل األكؿ. ك أما الفصل الثاين أردت أف أخصصو لدراسة القطاع اػباص كارل ك هناية ىذا الفصل خصخصتو لدراسة اإلطار القانوين كالتنظيمي ل تقية القطاع السياسات اؼبق تحة لتنمية القطاع اػباص علي ضوء بعض الدراسات كالتجارب الدكلية السابقة دل ؽبذه الدكؿ من عوامل مش تكة اقتصاداي مع اعبزائر. ك أما الفصل الثالث فقد أردت أف أخصصو حوؿ العالقة ب ت القطاع العا كاػباص ابإلضافة لذكر اعبانب تطوير اؼبؤسسات الصغ ت كاؼبتوسطة دبا يف ذلك اؼبعوقات اليت تواجو اؼبؤسسات ك هناية ىذا الفصل خصصتو لتقييم ىذه العالقة ك ما مدل قباحها يف ر اعبزائ. ك أخ تا ضمنت اؼبذكرة خباسبة عامة كصلت فيها إذل بعض النتائج ظبحت ىي األخرل من إبداء بعض التوصيات يف ىذا اؼبوضوع ك هبذا أكوف قد كفقت يف اإلجابة عن األسئلة اؼبطركحة يف اإلشكالية ك أكوف قد سانبت يف فتح اجملاؿ لبحوث ك إشكاليات أخرل. ه

20 الفص األو األوضاع ا قتصاد ة ل طاع ال ام يف اجلزائر

21 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر مت يد : إف التطورات السريعة يف البيئة االقتصادية العاؼبية دل تعد تسمح بتنظيم ينطوم على ىيمنة مطلقة للقطاع العا على اجملاالت االقتصادية كاالجتماعية ال سيما بعد أف أدت ىذه الوضعية إذل اؼبزيد من التسيب كالفساد كانعدا الكفاءة اإلنتاجية كقد اذبهت معظم حكومات دكؿ العادل كبو إدخاؿ بعض اإلصالحات يف ىياكلها االقتصادية سبثلت يف تطبيق عملية اػبصخصة. كهبذا أصبحت السمة العامة القتصادايت الدكؿ النامية كاؼبتقدمة اآلف ىو تراجع دكر الدكلة من ؿبرؾ أساسي كقائد التنمية إذل التخلي عن القطاع العا كتزايد دكر القطاع اػباص يف النشاط االقتصادم بعدماكانت ىذه الفكرة لسنوات طويلة ال يسمح فيها النقاش. كسيتم التعرض يف ىذا الفصل إذل األكضاع االقتصادية للقطاع العا يف اعبزائر كسيكوف تتابع الفصلكآاليت : اؼببحث األكؿ :دكر الدكلة كالنشاط االقتصادم. اؼببحث الثاين أسباب تزايد دكر الدكلة يف النشاط االقتصادية. اؼببحث الثالث :أسباب تراجع دكر الدكلة يف النشاط االقتصادم - - -

22 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر ادل ث األو : تطور دور الدولة يف ظ الت و ت ا قتصاد ة قبل التطرؽ إذل األكضاع االقتصادية للقطاع العا يف اعبزائر أردت أف أش ت كلو بصورة ملخصة ألىم التطورات اليت طرأت على دكر الدكلة خالؿ ف تات زمنية متعاقبة كؽبذا خصصت ىذا اؼببحث لذكر ما ىي األسباب اليت أدت إذل تزايد كتراجع ىذا الدكر الذم هبب أف تقو بو الدكلة يف ظل عملية التحوؿ االقتصادم. ادلط ب األو : دور الدولة والنشاط ا قتصاد. مهما اختلفت طبيعة الدكلة مضموهنا فإف دكر الدكلة يف النشاط االقتصادم ال يبكن ذباىلو فدكر الدكلة ال يتوقف عند كظائفها التقليدية كدل يعد يقتصر على توف ت اػبدمات اليت سبتنع اؼبشركعات اػباصة عن تقديبها عبمهور اؼبواطن ت بل امتد إذل تدخل يف النشاط االقتصادم. الفرع األو :مف وم الدولة: إف مفهو الدكلة كاسع النطاؽ ىبتلف ابختالؼ كجهات النظر كلفهم ىذا اؼبفهو هبب أكال التفرقة ب ت ىذه اؼبفردات : - اجملتمع: ىو ؾبموعة إنسانية تعيش يف إقليم مع ت تقو بينها عالقات متبادلة تدكر حوؿ العمل على أساس التعاكف كتقسيم العمل فاجملتمع ال يتمثل يف ؾبموعة األفراد فقط كإمبا كذلك يف ؾبموع العالقات اليت تقو بينهم كاليت ربدد موقف كل منهم اذباه اآلخر. 2- الدكلة: فهي التنظيم الذم وبدد العالقة ب ت الفئات أك الطبقات االجتماعية اغباكمة كالطبقات االجتماعية احملكومة كىو التنظيم ظهر مع بداية التناقص ب ت اؼبصلحة اػباصة كاؼبصلحة العامة متضمنا تركيب الدكلة ككظائفها. 3- اغبكومة :فهي احملسوس العضوم الذم يبارس كظائف الدكلة يف ؾبتمع مع ت ؿبدد اترىبيا يف ف تة معينة كمن مث فهي تتمثل يف السلطة التنفيذية كالتشريعية كالقضائية. الدكلة مصطلح سياسي لو عدة معاين فمنهم من يعرؼ الدكلة على أهنا: " انتج اجتماعي ظهر من خالؿ 2 عملية ربوؿ اجملتمع إذل ؾبتمع سياسي ذم سلطة منظمة" - دراكسي مسعود السياسة اؼبالية كدكرىا يف ربقيق التوازف االقتصادم أطركحة الدكتوراه يف العلو االقتصادية جامعة اعبزائر 2 - دراكسي مسعود مرجع السابق ص ص. 36 2

23 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر فحسب ىذا التعريف فالدكلة ىي كليدة اجملتمع انذبة من ظاىرة ربوؿ إذل النظا السياسي ؿبكم. فمنهم من يعرفها على أهنا "ىي ىيئة حكومية ربكم تنظيم كطن يف إطار تشريعي كىي ؿبدكدة حبدكد" كحسب ىذا التعريف فالدكلة ىي عبارة من كطن لو ىيئة حكومية ربكمو كفقا لتشريعات تنظيمية يف إطار حدكده. كمنهم من يرل الدكلة أهنا ىي:" أمة ؽبا شعب كإقليم خاص هباكما اف مع ت الدكلة يبثل أيضا ؾبموعة السلطات العمومية." كفقا ؽبذا التعريف فالدكلة ىي األمة دبا فيها شعبا كإقليما كىي السلطات العمومية اليت تنظمها. كمن خالؿ ىذا التعريف يبكن أف نقد التعريف التارل للدكلة:" ىي عبارة عن كطن لو حدكد جغرافية تعنيو كسبثل شعبة كإقليمو يف شكل سلطات حكومية كفقا لتشريعات تنظيمية. اث يا - عنا ر الدولة ووظائف ا: للدكلة ثالثة عناصر أساسية تدخل يف تشكيلها كىي: 2 - الشعب: كىو أفراد اجملتمع الذين يقيموف يف إقليم كاحد يش تكوف يف اللغة كالعادات كالتقاليد كتنشأ بينهم عالقات متبادلة كؽبم نفس اؼبص ت كىم يشكلوف صباى ت ىذه الدكلة. 2- إقليم: كىو أرض الوطن الواحد كىو ؿبدد حبدكد جغرافيا تفصلو عن ابقي الدكؿ األخرل. 3- السيادة: ىي ربدد عالقة دبواطنيها من انحية كحدكد سيادهتا اإلقليمية كابلتارل استقالؽبا عن الدكؿ األخرل من انحية أخرل كىكذا ال تقتصر ىذه الفكرة على ربديد طبيعة الدكلة داخل حدكدىا كإمبا أيضا يف عالقات الدكؿ يبعضها البعض. - كثيقة الك تكنية من موقع :09:35 google.fr/search02/04/2008, 2 - حاز البيالكم دكر الدكلة يف االقتصاد دار الشركؽ االردف 997 ص: 20. 3

24 دمحم- الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر نلخص كظائف الدكلة كتدخلها بغض النظر عن فبارسة ىذه الوظائف أك عد فبارستها يف : اثلثا - الوظيفة اغبمائية: كىي تشمل االىتما ابألمن الداخلي كاػبارجي حيث تضمن استقرار اجملتمع حبفظ األمن كالنظا العا كتطبيق القوان ت كمقاكمة اعبريبة كضباية اؼبلكية بكل أشكاؽبا كفض النزاعات كاؼبساعدات. الوظيفة اإلنتاجية كالتجارية : كىي كاػبدمات الربيدية كاغبماية التجارية عن طريق الرسو اعبمركية. الوظيفة التطويرية: االىتما ابلصناعة كالزراعة كتوف ت البنية األساسية كطرؽ كاؼبوصالت كهتتم ابلتعليم كالصحة ك تطوير البيئة ك البحث العلمي ك تقد بعض اػبدمات االجتماعية األخر كالضماف االجتماعي ك رباكؿ احملافظة على مستول اؼبعيشة ك استقرار األسعار ك توازف ميزاف اؼبدفوعات كربارب البطالة ك الفقر ك سبلك ك تدير بعض اؼبشركعات العامة ك تقو ببناء الطرؽ ك اعبسور ك اؼبدارس ك اؼبستشفيات ك اغبدائق العامة ك اؼبالعب...اخل. الوظيفة اإلدارية: تتعلق ابلتشريع ك القواعد القانونية اليت تنظم عمل الدكلة سواء يف النشاط االقتصادم ك غ ت االقتصادم ك العالقة ب ت ما تنفقو ك ب ت الواجبات اؼبلقاة على عاتقها ك البحث عن مصادر التمويل اؼبناسبة ك غ تىا من اػبدمات اإلدارية األخرل. داف و إ را ات تد ربقيق أىداؼ معينة ك من أنبها: الدولة يف شاط ا قتصاد : مهما كانت الدكلة ك زمن تواجدىا تسعى إذل -األىداؼ االقتصادية كاؼبالية: ك تشمل استقرار األسعار أسعار العملة الوطنية مقارنة مع عمالت أجنبية ربقيق التوازانت اػبارجية يف اؼببادالت مع الدكؿ األخرل االقتصادية كىو ىدؼ اس تاتيجية متابعة لالقتصاد. 2 -األىداؼ السياسية: كأيضا ربس ت اإلنتاج الوط ت لتحقيق النمو كالتنمية ترتبط بقوة الدكلة ك حجمها أما مواطنيها ك مقابل دكؿ أخرل ك يبر ىذا عرب ربقيق السيادة ك استقاللية أراءىا ك قراراهتا ك ما سبلكو من كسائل معنوية ك مادية يف سبثيل دكرىا جيدا. أتثر الدكلة على اذباه اؼبؤسسات كتنفيذ سياساهتا عرب عدة طرؽ ككسائل كفقا لإلجراءات اليت تتخذىا الدكلة كىي: لطفي فرحات ثورة اجملتمع " مدخل إذل علم االقتصاد " دار اعبماى تية ليبيا الطبعة الثانية 2004 ص: 4. 4

25 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر -اإلجراءات اؽبادفة إذل ربس ت حركة األسواؽ كاليت تعتمد على إعال اؼبتعامل ت جبمع اؼبعلومات الضركرية كتتدخل السلطات العمومية جبمع كتوزيع اؼبعلومات )كمية نوعية حقيقية أك تقديرية ) أك بتعريف ؿباكر كأىداؼ سياساهتا كؽبذه اإلجراءات أتث ت ىا يف إعانة بتلف األعواف كربس ت كضعياهتم كربقيق نتائج كإتباع طرؽ مبنية على ىذه اؼبعلومات. 2 ادلط ب الثاين : مربرات تزا د دور الدولة يف النشاط ا قتصاد بعد اغبرب العاؼبية الثانية كخالؿ ف تة الكساد الكب تكاف الفكر التنموم السائد آنذاؾ ينادم بتزايد دكر الدكلة يف النشاط االقتصادم لألخذ ابلتنمية كالقضاء على االختالالت االقتصادية كمن اؼبربرات اليت ركز عليها أنصار فكرة تزايد دكر الدكلة نذكر منها : *نتيجة التغ تات اؽبائلة اليت طرأت على حاجات اجملتمع كرغباتو كازدايد الطلب على التعليم العا كاػبدمات الصحية العامة كزايدة الضغط على موارد اجملتمع الطبيعية أدتكلها إذل اتساع نطاؽ اغباجات اليت ال يبكن سدىا إال من قبل اغبكومة. *إف لدكر الدكلة يف التخطيط كتوزيع اؼبوارد على األىداؼ اؼبختلفة تتفادل عملية اؽبدر يف اؼبوارد اؼبمكن حدكثها من خالؿ تفاعل قول السوؽ. *كأما فيما ىبص الدكؿ اؼبتقدمة فلقد تزايد دكر الدكلة يف النشاط االقتصادم يرجع إذل زايدة تكاليف برامج الرفاىية االجتماعية كزايدة اإلنفاؽ العا على الدفاع كحبوث التسلح أك ؼبقاكمة الكساد *أما الدكؿ النامية كاليت يربط هبا دائما ابلدكر القيادم للدكلة كىذا راجع: - غبداثة عهدىا ابالستقالؿ كالتحرر من بئر االستعمار عمات ىذه الدكؿ على إغالؽ أبواب االستثمار األجنيب كربملت بذلك عبء توف ت االستثمارات الالزمة للتنمية االقتصادية عن طريق االق تاض اػبارجي أك عن طريق عائد القطاع العا. - بسبب ندرة اؼبوارد كعد الكفاءة يف استغالؽبا ككجود فائض يف ىذه الدكؿ فإف لدكر الدكلة أساسي ؼبنع االحتكارم كاؼبغاالة يف ربديد األسعار. - انصر دادم عدكف اقتصاد اؼبؤسسة دار احملمدية اعبزائر الطبعة األكؿ, 998 ص: مراد ؿبفوظ. التحوؿ من القطاع العا إرل لقطاع اػباص, رسالة ماجست ت, معهد العلو االقتصادية جامعة اعبزائر 200 ص. 5 5

26 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر - إلتباع العديد من الدكؿ للنهج االش تاكي كابلتارل تزايد حجم اؼبلكية العامة نتيجة التأميم كإتباع بذلك اغبكومة لسياسة التخطيط يف برانؾبها على مستول االقتصاد الوط ت. -من أجل ربقيق التنمية االقتصادية ؽبذه الدكؿ كاف على الدكلة أف تقو بتعبئة اؼبدخرات احمللية كزايدة نسبتها إذل الدخل القومي سواء بتشجيع االدخار االختيارم أك يكوف إجباراي عن طريق الضرائب كذلك بزايدة معدالت الضرائب أك خلق ضرائب جديدة مث توجيو ىذه اؼبدخرات لالستثمارات اليت ترل الدكلة أهنا ربقق أىدافها يف التنمية كىكذا يزداد دكر الدكلة يف النشاط االقتصادم بداية من ربفيز كزايدة اؼبدخرات مث كضع برانمج استثمارم كتنفيذه بواسطتها. ادلط ب الثالث : س اب ترا ع دور الدولة يف النشاط ا قتصاد كبعد تعثر برامج التنمية كتزايد االستهالؾ فقد تضخمت مشكلة االق تاض اػبارجي للدكؿ النامية كتعثرت عملية السداد ؽبذه القركض فبا أدل إذل أف تصبح اؼبشكلة اليت تواجو اغبكومات ليست يف توف ت االستثمارات بل يفكيفية سداد القركض ف فبا جعل ىذه الدكؿ تغ ت من اذباىها لتسمح ابالستثمارات اػباصة سواء احمللية أك األجنبية. كمع ىذا ىناؾ عوامل أخرل عجلت ب تاجع دكر الدكلة نذكر منها : الفرع األو : اهنيار النظام ا ش تاكي ك ما ىو معركؼ فإنو من مبادئ كأساسيات اقتصادايت الدكؿ االش تاكية إهنا تقو على فكرة اؼبلكية العامة ألدكات اإلنتاج كازباذ التخطيط كسيلة لتحقيق األىداؼ اليت ربددىا الدكلة كمع انقسا العادل إذلكتلت ت متناقضت ت إحدانبا بقيادة االرباد السوفييت قد جعلت الكث ت من الدكؿ سبيل كتتجو لتطبيق النهج االش تاكي من إدارهتا لالقتصاد الوط ت كخاصة تلك الدكؿ اليت أخذت موقفا معاداي للدكؿ االستعمارية الغربية كلكن مع اهنيار النظا االش تاكي أجرب العديد من الدكؿ االش تاكية تغي ت نظامها كأخذت تتجو معظمها كبو آليات السوؽ. الفرع الثاين : الض وط م ادلؤسسات ادلالية الدولية حسب تقدير كمنشورات صندكؽ النقد الدكرل كالبنك العاؼبي أف التدخل اغبكومي يف النشاط االقتصادم ىو اؼبصدر األساسي كالرئيسي لكل األزمات كالكوارث كأف الدكلة بتدخلها ىي العائق رقم كاحد للتقد االقتصادم. - مرجع ذكر سابق ص 6 6

27 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر كقد ذبلى ذلك يف برامج التثبيت كالتكييف اؽبيكلي حيث التوصية الدائمة ابػبفض اؼبباشر كالواضح يف دكر اغبكومة كالدكلة يف اغبياة االقتصادية كإحالؿ ؿبلها القطاع اػباص كإطالؽ قول السوؽ يف إدارة االقتصاد. كيف ىذا اػبصوص فإف برامج التثبيت كالتكييف اؽبيكلي قد أحدثت نوعا من االنقالب يف دكر اغبكومة يف اغبياة االقتصادية كاالجتماعية للبلداف النامية ك ذلك يف عملية التنمية االقتصادية هبا الفرع الثالث : ش جتارب التنمية يف الدو النامية فيماكانت ذبارب التنمية يف الدكؿ النامية حىت عهد قريب تؤكد على أنبية التخطيط االقتصادمكوسيلة لتحقيق االستخدا األمثل للموارد كذبنبا لقطاع السوؽ أصبح ينظر على أنو خطيئة كربل كأنو لكي تزيد حوافز القطاع اػباص على االستثمار فإنو يتع ت على الدكلة أف تبتعد عن التخطيط االقتصادم كأف ت تؾ آليات السوؽ لتعمل عملها حبريةكاملة. كعلى غرار ذبارب التنمية السالفة الذكر فإف لتزايد الديوف كعد تناسب العائد من القطاع العا مع موارده كال مع األمواؿ اليت ضخت إليو من ميزانية الدكلة كربت ضغط اغباجة للمساعدات األجنبية كلها عوامل ساعدت كعجلت ابؼبناداة ابلتخلص من القطاع العا كبيعو للقطاع اػباص. الفرع الرا ع : الدور ادلتزا د ل شركات ادلت ددة اجلنسيات يف سبيل حصوؿ الدكؿ النامية على استثمارات أجنبية كتكنولوجية متقدمة كاف البد أف تعتمد على ذلك الشركات اؼبتعددة اعبنسيات كليتس ت ؽبا ذلك هبب أف تغ ت قوانينها كتفسح اجملاؿ كت تؾ الدكلة اؼبشركعات اليت ستعمل فيها الشركات اؼبتعددة. مث أصبح من الضركرم أف وبصل القطاع اػباص احمللي على نفس اؼبزااي اليت حصل عليها اؼبستثمرين األجانب كهبذا ازدادت رقعة القطاع اػباص. ادل ث الثاين :وض ية ال طاع ال ام ق و د ا ال ات ا قتصاد ة اعبزائر من ب ت البلداف النامية اليت انتهجت يف السنوات األخ تة مبطا جديدا للتنمية كذلك إبعادة النظر يف ىيكلتها كيف تنظيم القطاع العا كإحداث التوازف بينو كب ت القطاع اػباص كىذا ؿباكلة من الدكلة استدراؾ األخطاء كاؼبشاكل الناصبة من إتباع السياسة التخطيطية اليتكانت سائدة منذ السنوات األكذل لالستقالؿ كحىت أكاخر الثمانينات. كؽبذا رأيت من األفضل يف ىذا اؼببحث ك قبل التطرؽ إذل سياسة اإلصالح االقتصادم كإرل اؼبشاكل اليت مر هبا القطاع العا كاػباص علي حد سواء أردت أف أش ت ك لو بصورة ملخصة للمراحل اؽبامة اليت مر هبا االقتصاد اعبزائرم منذ االستقالؿ كحىت أكاخر التسعينات. 7

28 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر ادلط ب األو :ا قتصاد اجلزائر من ا ست ال و ىت وا ر التس ينات: يبكن تقسيم الف تات اليت مر هبا االقتصاد اعبزائرم إذل ثالثة ف تات أكؽبا ىي الف تة اؼبمتدة منذ بداية االستقالؿ كإذل بداية الثمانينات كالف تة الثانية كىي ف تة ما بعد الثمانينات كحىت ابدية التسعينات كالف تة األخ تة ك ىي سبتد من بداية التسعينات كحىت كقتنا اغبارل. الفرع األو : عرض الة ا قتصاد اجلزائر من ا ست ال و ىت دا ة الثما ينات : " اختار اعبزائر عشية االستقالؿ مبوذجا تنمواي طموحا بغية بناء قاعدة صناعية ثقلية للقضاء على التخلف الذم كرثتو عن الف تة االستعمارية الطويلة ح ت اعتمد االقتصاد اعبزائرم النموذج الشائع خالؿ الستينات ك اؼبعتمد على اؼبشركعات اؼبصنعة ك ما اختارت اؼبؤسسة العموميةكأداة لتنمية ىذا النموذج". " ؿبتول ىذا النموذج ىو ؿباكلة بناء جهاز إنتاجي كط ت يقو على قاعدة صناعية عصرية كخلق مناصب شغل كتوقيف النزكح الريفي ك ذا مد الصناعة ابؼبواد األكلية االستهالكية الضركرية كإلقباح ىذه اإلس تاتيجية كانت أحد األكلوايت األساسية ىي اس تجاع أدكات السلطة االقتصادم أم اس تجاع الثركات الوطنية ( األراضي 2 البنوؾ اؼبناجم احملركقات (. كهبب اإلشارة أف اؼبسألة األساسية اليت شغلت كاضعي ك منفذم ىذا النموذج ىي مشكلة التمويل كضماف استمرارية ىذا اؼبستول العارل من االستثمارات كلقد كجد اغبل يف مدا خيل احملركقات اليت اعتربت كافية لتغطية االحتياجات من اؼبواد التجهيزية اؼبستوردة كالضركرية لتشغيل اعبهاز اإلنتاجي. -تطور االستمارات العمومية عرب اؼبخططات التنموية : لقدكانت االستثمارات اؼبمتدة من الف تة ( 963 _ 966( متواضعة كىذا راجع ابلدرجة األكذل إذل ضعف مر دكدية ك ؿبدكدية اإلمكانيات البشرية كاؼبادية كنظرا لكوف مبوذج التنمية دل تظهر أبعاده بعد إضافة إذل عد تفرغ السلطات العمومية كانشغاؽبا الكب ت دبشاكل التنظيم اؼبارل كاإلنتاجي. كؽبذا قامت الدكلة ابنتهاج سياسة اؼبخططات عرب السنوات اؼبختلفة ك قد كاف لكل بطط إس تاتيجية معينة لتحقيق أىداؼ معينة فمثال كاف اؽبدؼ من اؼبخطط األكؿ الثالثي ىو ربض ت الوسائل اؼبادية 2 عبد هللا بن دعيدة : التجربة اعبزائرية يف اإلصالحات االقتصادية ( التخطيط ) مصدر ذكر سابقا- ص. 355 أضب ت شفيق : التحوالت االقتصادية ك االجتماعية ك آاثرىا على البطالة ك التشغيل يف بلداف اؼبغرب العريب. اؼبعهد العريب للثقافة العمالية ك حبوث العمل ابعبزائر مطبعة النور : نوفمرب. 999 ص. 30 8

29 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر _ ( فقد حدد فيو كالبشرية إلقباز اؼبخططات اؼبقبلة كمث جاء اؼبخطط الرابعي األكؿ ( اذباىات االقتصاد اعبزائرم اؼبوجو كبو الصناعات الثقيلة كاحملركقات. " أىم ما ميز ىذه اإلصالحات ىو أهنا منعت اؼبؤسسات العمومية من االحتفاظ ابلتدفقات الصافية إلعادة تشكيل رأظباؽبا ك قيامها ابلتمويل الذايت كىذا ؼبراقبة اؼبواد اؼبالية للمؤسسة العمومية كأما اؼبخطط ) 977 _ 974 الرابعي الثاين ( فقد سبيز بزايدة االستثمارات ك ىذا راجع للقفزة النوعية ألسعار النفط. كأىم ما يبكن قولو يف ىذه اؼبرحلة ىو أهناكانت تتميز بتطور االستثمارات العمومية يف الكث ت من القطاعات كالفركع كىذا بسبب احتكار الدكلة للتجارة اػبارجية كعلى األمالؾ العقارية كىذا ما جعل التنافس ب ت اػبواص يكوف شبو منعد. ك ذلك سجل هبذه الف تة نقائص ىامة سبثلت يف ضعف استخدا الطاقات اإلنتاجية الصناعية كالفالحية كىذا ما أدل إذل حدكث الندرة كأزمة التموين ابؼبواد الغذائية كالصناعية ذات االستهالؾ اؼبباشر ك ذلك االعتماد الكب ت على قطاع احملركقات كمصدر شبو كحيد للجزائر من العملة الصعبة كىذا ما جعل ابالقتصاد اعبزائرم ىشا ك عرضة ألم أزمة خارجية. الفرع الثاين : عرض الة ا قتصاد اجلزائر من دا ة الثما ينات و ىت دا ة التس ينات : "إف النتائج احملققة من االستثمارات الضخمة اليت حققتها اعبزائر يف بداية السبعينات دل تكن يف اؼبستول اؼبطلوب أك يف مستول الطموحات اؼبنتظرة فاؼبؤسسات العمومية اليت كاف ينتظر منها أف تبلغ مستوذل النضج يف بداية الثمانينات دل تقم بدكرىا اؼبنوط هبا لذلك عمدت السلطات إذل توقيف 2." االستثمارات اؼبوجهة إذل اؼبشاريع الضخمة كمتابعة االستثمار يف اؼبشاريع اليت ىي يف طور اإلقباز كيف سنة 950 اجتمع مؤسبر استثنائي عببهة التحرير الوط ت يدعو إذل جودة أفضل ربت شعار من _ 980 )984 مث بطط طباسي اثين ( 988 _ أجل حياة أفضل كتبعو بطط طباسي أكؿ ( 989( ك اف اؽبدؼ من تلك اؼبخططات ىو ضركرة ربقيق االنسجا ب ت اؼببادرات اؼبختلفة. 2 - عبد هللا بن دعيدة, مصدر ذكر سابق 356 نفس اؼبرجع السابق : ص 357 9

30 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر اجلدو رق : ني م د ت النمو والناتج واخلام ابألس ار اجلار ة : السنوات م د ت النمو الناتج و اخلام ** ابألس ار اجلار ة. ادلصدر : أم ت شفيق : التحوالت االقتصادية ك االجتماعية ك ااثرىا على البطالة ك التشغيل يف بلداف اؼبغرب العريب. مطبعة النور.اعبزائر 999 ص. 35 كقامت السلطات اؼبركزية إبعادة ىيكلة أكذل ؼبؤسسات القطاع العا سنة 982 كىكذا مت إلغاء التنظيم الفرعي الذمكاف يتجسد يف منشآت كربل كتقرر تقسيم الشركات الكربل إذل عدد من الشركات العمومية أصغر قياسا كأسهل إدارة ك أكثر زبصصا. كبعد إعادة اؽبيكلة التنظيمية قامت السلطات حبل مشكلة ديوف الشركات السابقة أككما ظبية إبعادة ىيكلة مالية اؼبؤسسات حىت تنطلق الشركات العمومية يف نشاطها على أسس مالية سليمة كىكذا ربملت اػبزينة العمومية سد الديوف اليتكانت تربط الشركات السابقة لبعضها البعض. كبعد تصفية مثل ىذه األعباءكانت الظركؼ مواتية للس ت كبو استقاللية اؼبؤسسات العمومية الشيء الذم مت ربقيقو يف هناية 987 حن صادؽ اجمللس الشعيب الوط ت على قانوف استقاللية اؼبؤسسات كهبذا أصبحت اؼبؤسسات مطالبة ابلكفاءة اإلنتاجية ك الكفاءة اؼبالية". كأىم ما ميز ىذه اؼبرحلة ىو البفاض أسعار الب تكؿ كزايدة ظاىرة اؼبديونية اػبارجية كارتفاع خدمة الدين اليت أصبحت تبتلع جزء ىاما كمتزايدا من مداخل اعبزائر من العملة الصعبة كىذا الوضع أدل إذل نقصكب ت يف السيولة النقدية حيث أصبح احتياطي اعبزائر من العملة الصعبة ال يسمح إال بتغطية ذا يوما من كارداهتا. كىذا ما أنو سلبا على معظم اؼبؤسسات العمومية ك أصاهبا الركود الكامل. أحوذ. اقتصبد الجسائر الوستقلت.ص 27 الى 30 0

31 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر الفرع الثالث : ا قتصاد اجلزائر من دا ة التس ينات و ىت وقتنا احلايل : عرؼ االقتصاد اعبزائرم يف مرحلة التسعينات كضعا صعبا للغاية سبثل يف اختالؿ التوازانت االقتصادية الكربل كخاصة ميزاف اؼبدفوعات بسبب ارتفاع اؼبديونية اػبارجية كخدماهتا كىذا ما جعل االقتصاد اعبزائرم يدخل يف مرحلة من االنكماش اػبط ت الذم كوف انعكاسات سلبية على اؼبؤسسات العمومية ك ىذا ما أجرب العديد من اؼبؤسسات العمومية االقتصادية على إشهار إفالسها كقد عرفت ىذه اؼبرحلة كذلك كضعا.)( سياسيا متميزا دخلت فيو اعبزائر يف دكامة من العنف كالتدم ت كعليو قامت السلطات اعبزائرية ؿباكلة منها ؼبعاعبة ىذا الوضع االقتصادم اػبط ت بوضع ؾبموعة من اإلصالحات االقتصادية شرع فيها منذ سنة 989 مدعمة من طرؼ اؼبؤسسات اؼبالية ك النقدية الدكلية. كقد أظهرت ىذه اإلصالحات يف البداية ؿبدكديتها بسبب الظركؼ االقتصادية ك االجتماعية كالسياسية الصعب الذم عرفتو اعبزائر خالؿ ىذه اؼبرحلة حيث عرؼ تطبيق اإلجراءات اؼبتضمنة اإلصالح أتخرا كب تا األمر الذم دل وبقق ربسنا يف كضع االقتصاد اعبزائرم بل أف األزمة تعمقت أكثر فارتفعت الديوف كالوضع االقتصادم كاالجتماعي ازداد سوءا يف ظل أجواء سياسية غ ت مستقرة )2(. كتعترب هناية 993 كبداية سنة 994 أعلى قمة يف األزمة االقتصادية اعبزائرم حيث تدىور الوضع االقتصادم كاالجتماعي بصفة خط تة جدا حيث كجدت اعبزائر نفسها أما توقف شبو كلي عن تسديد ديواهنا حيث بلغت خدمة اؼبديونية % 4 من مداخل التصدير" 3 ( ( إضافة إذل استمرار البفاض أسعار الب تكؿ ك استحالة اغبصوؿ على قركض جديدة ضبلها إذل قبوؿ إبجراء عملية جدكلة لديوهنا مع كل ما ربملو من شركط. -أضب ت شفيق : مصدر ذكر سابقا : ص : نفس اؼبرجع السابق : ص : 4 - اؼبديونية اػبارجية لبلداف جنوب البحر األبيض اؼبتوسط : cnes. مام : 2000 ص. 49

32 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر اجلدو رق 2 :ادلؤشرات ال ية لالقتصاد اجلزائر ال السنوات األ رية : م د النمو )%( التضخ % ا تياطي الصرف ( مب يار دو ر( ع ز ادليزا ية % ادلد و ية اخلار ية )م يار دو ر( ادلصدر : ؾبلة االقتصاد ك األعماؿ : يوليو 2003 السنة : 22 در يد عودة ابلتصرؼ ص 6_7. إف ىذه النتائج اإلهبابية علي اؼبستول التوازانت اؼبالية الكلية تبقى ىشة ألهنا ال زالت مرتبطة ابلعوامل اػبارجية ك أسعار الب تكؿ كأسعار صرؼ الدكلة حيث إذا اذبهنا إذل اجملاؿ اؼبارل كاحملاسيب قبد أف اؼبعطيات تب ت االلبفاض الكب ت ك اؼبتواصل ؼبؤثرات اإلنتاج يف )( اعبزائر. كيبكن أف نلخص اغبالة االقتصادية للجزائر يف السنوات األخ تة ابلرجوع إذل كلمة رئيس اغبكومة علي بن فليس أما الدكرة 6 للمجلس الوط ت االقتصادم ك االجتماعي ( )Cnes الذم أشار إذل أف إعادة اؽبيكلة االقتصادية العميقة اليت ابشرهتا اعبزائر منذ بضع سنوات قد سجلت تقدما كإف كاف متفاكات من قطاع إذل سيسمح ىذا للمؤسسات العمومية بتجاكز مرحلة تطبيق ال تتيب اػباص ابلعالقة بينها كب ت البنوؾ كالدخوؿ يف مسار النمو الدائم كقول يسمح بتوف ت مناصب عمل دائمة كربدث كذلك عن العامل ت األساس ت الذين مازاؿ آخر االقتصاد اعبزائرم مرىوف هبما - ك مهما سعر النفط يف األسواؽ الدكلية كالظركؼ اؼبناخية ك ذلك أشار إذل الطابع احملافظ كاؼبتأخر للقطاع اؼبصريف العمومي حيث أكد على ضركرة إعادة ىيكلتو كتطويره )2(. - أضب ت شفيق : مصدر ذكر سابقا. ص _ جريدة الشعب : الثالاثء 2 نوفمرب : 2000 ص :.05 2

33 ص( الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر ادلط ب الثاين :مف وم ال طاع ال ام واأل داف السياسية وا قتصاد ة يف ظ التخطيط ادلركز الفرع األو :حتد د مف وم ال طاع ال ام : يعرؼ ىذا القطاع يف اؼبعاجم االقتصادية ىو ذلك القسم من االقتصاد الذم يع ت بصفقات اغبكومة فهذه األخ تة تتلقى الدخل من الضرائب كغ تىا من اإليرادات كتؤثر على أعماؿ االقتصاد من خالؿ قراراهتا االتفاقية كاالستثمارية )مصركفات اغبكومة( كعرب سيطرهتا )من خالؿ السياسة اؼبالية كالضريبية( على قرارات اإلنفاؽ كاالستثمار يف قطاعات االقتصاد األخرل. )( كقد اق تف القطاع العا ابؼبلكية العامة لوسائل اإلنتاج كخاصة يف الدكؿ االش تاكية سابقا أك الدكؿ اليت سلكت نظا التخطيط اؼبركزم لتسي ت اقتصادايهتا حيث قامت الدكؿ االش تاكية على أتميمكل القطاعات اليت كانت فبلوكة ألفراد خواص. الفرع الثاين :األ داف السياسية وا قتصاد ة ل طاع ال ام يف ظ التخطيط ادلركز لقد بدأ اؼبناداة بضركرة زايدة دكر القطاع العا يف النشاط االقتصادية كاليت أدت إذل توسع الطبقية ب ت أفراد اجملتمع االقتصادم إذل الظركؼ كاؼبشاكل اليت سببتها اغبرية الواحد كإذل حدكث الكساد الكب ت الذم حدث عقب اغبرب العاؼبية األكذل كقد أثبتت النتائج كالتجارب عجز اؼببادئ كاألفكار ة اؼبنادم بضركرة حياد دكر الدكلة عن حل معظم تلك اؼبشاكل كىذا ما فسح اجملاؿ لظهور أفكار كأراء جديدة اندت بزايدة القطاع العاكحل كحيد لتلك اؼبشاكل كلتحقيق األىداؼ اؼبختلفة للتنمية االقتصادية. كمن األىداؼ اليت كانت مرجوة من إشراؾ القطاع العا يف النشاط االقتصادم كاليت أفرعها إذل أىداؼ سياسية كأىداؼ اقتصادية : - األىداؼ السياسية: إف اؽبدؼ السياسي الرئيسي لزايدة دكر القطاع العا يف الدكؿ النامية ىو أتكيد استقالؿ كسيادة ىذه الدكؿ يف العهود األكذل لالستقالؿ كحل يف رأيها ؼبواجهة االستعمار اغبديث كاؼبمثل يف التبعية االقتصادية معجم االقتصاد عمر األيويب اؼبعاجم األكاديبية اؼبتخصصة ( 995 3

34 ص( الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر. إف من أكذل كأىم األىداؼ السياسية ذات البعد االجتماعي اليت يستند إليها مؤيدك زايدة القطاع العا ىو : التقريب من الدخوؿ كالثركات كضماف عدالة التوزيع كالتخفيف من أعباء الفئات األقل دخال. ب. ربقيق الفوائض من اؼبؤسسات العمومية كاستخدامها يف إعادة التوظيف كاالستثمار على كبو ماكاف مأموال يف جانب األىداؼ االقتصادية إذل نشر الرفاه كتعميم الوفرة االقتصادية. ج. د. تقد ن الدعم لفئات اجملتمع ذات الدخل احملدكد كالذم تتحملو الدكلةكعبء مارل كيقدمو القطاع العا. توظيف األفواج اؼبتتالية من خرهبي اؼبعاىد كالكليات كبذلك توف ت فرص أكثر للعمل كامتصاص البطالة. 2- األىداؼ االقتصادية : أ. ب. ج. د. ق. يبكن تلخيص األىداؼ االقتصادية لنشوء القطاع العا يف النقاط التالية : ؿباكلة ربقيق االستقرار االقتصادم للحد من التقلبات االقتصادية كاألزمات. القضاء على االحتكار كالتكتالت االقتصادية. اإلسراع دبعدالت التنمية من خالؿ حشد الطاقات االقتصادية كفق خطة مركزية تضمن زبصيصا أفضل للموارد يقو فيها القطاع العا بتحقيق الفوائض ليعاد توظيفها يف ؾباالت تنموية أخرل. تكوين الب ت األساسية كإدارة األنشطة اليت تتميز ابحتكار طبيعي أك تعترب ذات أنبية حيوية كاس تاتيجية. إدارة بعض اؼبؤسسات العامة اػبدمية اؼبوركثة من عهد ما قبل االستقالؿ. ادلط ب الثالث: ا الح ا قتصاد ومصري ال طاع ال مومي: عرؼ االقتصاد اعبزائرم يف بداية الثمانينات إصالحات اقتصادية اثر على فبيزات نظا التسي ت االقتصادم كضخامة اؼبؤسسات العمومية آنذاؾ فأثر ذلك سلبا على أدائها ك مردكديتها. فاستوجبت الظركؼ إذل التفك ت يف إهباد الصيغة اعبديدة إلعادة تنظيم االقتصاد الوط ت كابألخص س ت اؼبؤسسة العمومية كذلك عن طريق إعادة ىيكلتها كمنحها استقالليتها ك ذلك األشكاؿ التنظيمية اعبديدة ؽبا. إذل التبعية الدائمة ؽبذه اؼبؤسسات للدكلة حىت بعض اإلحصائيات أثبتت أف رقم اإلصالحات للمؤسسات العمومية االقتصادية منذ 99 بلغت 400 مليار دينار موزعة على بتلف السنواتكاآليت": 78 - غساف قلعاكم : القطاع العا إذل أين دار اؼبكتيب سورية )995 4

35 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر اجلدو رق 3: ا ال ات ل مؤسسات ال مومية ا قتصاد ة السنوات م يار د نار - Chérif CHAKIB: Privatisation de l entreprises publiques, économique Algérienne, revue économie n 33, Mai 996.p6,7 عليو فقد أتكد أكثر من مرة أخرل ىو إخفاؽ ك عد قدرة ىاتو اؼبؤسسات على تسديد ديوهنا كعد توصلها إذل مستول اإلنتاجية اؼبطلوب كهبذا كثرت األطركحات األفكار كتعدد األسباب حوؿ أسباب فشل القطاع العا كاليت ػبصتها يف النقاط التالية: - - زايدة الصراعات االجتماعية ك الثقافية ك التناقضات التسم يرية على مستول اؼبؤسسات - التفك ت يف اس تاتيجية جديدة للتنمية االقتصادية ك االجتماعية تعوض النموذج القد ن للتنمية 2 كاؼبب ت أساسا على معطيات مغايرة ؼبعطيات الوضع اؼبارل للبالد. - ارتفاع التكاليف كاػبسائر اليت تتحملها الدكؿ من جراء عجز اؼبؤسسات العمومية. - البفاضكب ت يف عائدات العملة الصعبة بسبب تدىور يف أسعار النفط كارتفاع تكلفة اؼبواد األكلية ك اؼبوارد اػبارجية الناذبة عن البفاض قيمة الدينار. كأدل ىذا إذل شلل شبو ات للجهاز اإلنتاجي للمؤسسة العمومية اعبزائرية اليت تعاين نقص يف التموين كقطاع الغيار الداخل يف العمليات اإلنتاجية. " لقدكانت طبيعة اس تاتيجية التنمية ك التصنيع يف اعبزائر احملددة غبجم اؼبؤسسات كقد سبيزت ابلتكامل كالضخامة كىذا األخ تين ليس نبا اؼبصدراف يف اؼبشاكل اليت غبقت ابؼبؤسسات كإمبا ضعف اؽبياكل كىشاشة الظركؼ اجملتمعة مع نقص التسي ت منها أدل إذل كجود عدة مساكئكضعف االستغالؿ للطاقات الواسعة ك عد ربقيق الوفرات االقتصادم ك ذلك نقص التحكم يف التكنولوجيا كتسي ت اؼبؤسسات ضعف ك صعوبة اؼبراقبة - Chérif CHAKIB: Privatisation de l entreprises publiques, économique Algérienne, revue économie n 33, Mai 996.p6,7-2 بتار لفك ت: إصالح اؼبؤسسات العمومية ب ت النظرية ك التطبيق رسالة ماجست ت معهد العلو اإلقتصادية جامعة اعبزائر 993 ص. 56 5

36 ص, الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر اؼبالية كالتسي ت سواء من طرؼ إدارة اؼبؤسسة أك من السلطات العمومية كانعدا اؼبتابعة )( اؼبؤسسة من طرؼ عباف العماؿ". لنشاطات اغبقيقة 2 ككل ىذه الظركؼ ارتبطت ابألزمة العاؼبية اليت بدأت مع أكائل الثمانينات. كىذا ما أدل ابلسلطات العمومية إذل إعادة النظر يف الدكر ك اغبيز الذم تشغلو اؼبؤسسة العمومية ك ذلك ابزباذ بعض القرارات اغباظبة مثل -إعادة توزيع النشاط كاؼبها اليت تقو هبا - إعادة تكوين ك أتط ت مس تك اؼبؤسسة - " إعطاء استقاللية اكرب للمؤسسات العمومية يف التمويل ك التسي ت ك االنسحاب التدرهبي للدكلة ك ذلك إخضاعها يف عملها لقواعد السوؽ ك اؼبنافسة ك اؼبردكدية اؼبالية. - إلغاء احتكار الدكلة لألنشطة االقتصادية بغرض تشجيع اؼبنافسة كتوسيع نطاؽ تدخل قطاع خاص -إصالح النظا اعببائي كإدخاؿ الضريبة على القيمة اؼبضافة". الفرع األو : إعادة اذلي ة ادلؤسسة ال مومية ا قتصاد ة إف اؼبقصود إبعادة ىيكلة اؼبؤسسات العمومية االقتصادية ىو تبسيط كربديد مهاكل مؤسسة بكيفية دقيقة كتكييف ؾباؿ نشاطها مع األىداؼ اؼبخططة. كبكوف ىذا الربانمج مساير لتوزيع الكفاءات يف التجارة كالتوزيع ب ت بتلف اؼبتعامل ت. " كمن اؼبؤكد أف إعادة اؽبيكلة االقتصاد الوط ت ىي من أىم األعماؿ كأكثرىا داللة حبكم ما يكوف ؽبا من أتث ت يف اؼبدل القص ت كاؼبتوسط ك الطويل كما ينبغي تنفيذه من أعماؿ طواؿ ىذه الف تة االنتقالية قاسي دمحم عبد الرضبن فكرم دمحم عماد: خوصصة اؼبؤسسات العمومية يف ظل التوجو إذل اقتصاد السوؽ رسالة ليسانس معهد العلو اإلقتصادية جامعة اعبزائر 09 - طالب سها ك آخركف: خوصصة اؼبؤسسات العمومية االقتصادية.2000.ISE رسالة ليسانس. ص 4 6

37 ص. الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر كقد أصبحت ضركرية بسبب األزمة اؼبتعددة األبعاد اليت تعانيها بالدان كال سيما يف اؼبيادين االقتصادية كاالجتماعية حيث تع تم جهازان اإلنتاجي اختالالت متعددة سواء يف االستغالؿ أك من حيث االستثمار كعليو فاف إعادة اؽبيكلة العميقة ابتت حتمية ك ملحة". " حيث حىت بداية 994 كاف زبصيص اؼبواد يف اعبزائر خاضعا يف معظمو لقرارات إدارية كضوابط حكومية مباشرة مفركضة على األسعار ك اإلنتاج ك من خالؿ تعديل األسعار ك ربرير نظم التجارة اػبارجية كاؼبدفوعات طبقت اعبزائر تداب ت كاف اؽبدؼ منها ربويل دكر الدكلة من منتج ؼبعظم السلع كاػبدمات إذل مقد للخدمات اإلدارية ك اػبدمات التعليمية ك الصحية مع توف ت اإلطار التنظيمي الضركرم لتأم ت التشغيل الفعاؿ القتصاد السوؽ كقد أحرز بعض التقد بصفة خاصة يف إعادة ىيكلة اؼبؤسسات العمومية لتسهيل خصخصتها مع تعزير حقوؽ اؼبلكية للنمو بتطوير القطاع اػباص كإعادة ىيكلة القطاع اؼبارل لتخصيص االئتماف بصورة أكثر فعالية ". كلكن قبل ىذه السنة رئيسي ت نبا : 994 كاف جهود السلطات إلعادة ىيكلة اؼبؤسسات العامة دل تثبت فعاليتها لسبب ت -دل تتمكن السلطات من منع ال تاكم اؼبتزايد للخسائر من اؼبؤسسات العامة ابلنظر إذل أف الكث ت من ىذه اؼبؤسسات دل تتمكن من تقرير أسعار منتجاهتا حبرية. -دل تشمل اإلصالحات على إعادة اؼبلكية الفعلية للمؤسسات العمومية. كلكن بعد سنة 994 بدأت السلطات تتصدل ؽبذه النقائص كذلك إبحصاء صبيع اؼبؤسسات العامة لقيود مالية أكثر تشردا ك فرضت السلطات حدا أقصى على االئتماف الذم تستطيع اؼبؤسسات اغبصوؿ عليها من البنوؾ التجارية كإضافة إذل ذلك كلتحس ت القدرة على اؼبنافسة خفضت التكاليف العمالة كأعيد توجيو اإلنتاج كبو األنشطة األكثر قدرة على االستمرار 2." و : برامج اإلصالح االقتصادم اعبزائرم مع اؼبؤسسات اؼبالية ك النقدية الدكلية : 0: تقرير يتعلق إبعادة اؽبيكلة الصناعية ك اػبوصصة..CNES مارس عبد اللل و بن دعيدة : مصدر ذكر سابقا : ص : 362 _ 363 7

38 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر لقد سبيز الوضع االقتصادم مع بداية التسعينات ابلتدىور اؼبستمر ك مبو اقتصادم ال يتجاكز يف أحسن األحواؿ % 2 ارتفاع التضخم الذم كصل معدلو إذل % 20.5 ك ابإلضافة إذل االرتفاع الكب ت ؼبعدؿ البطالة حوارل % 53 ك تدىور ميزاف اؼبدفوعات كؽبذا شرعت اغبكومة اعبزائرية أبخذ تداب ت حازمة ككاقعية من بينها تصميم برانؾب ت اقتصادي ت ككضعهما حيز التنفيذ ك ال الربانؾب ت يندرجاف يف اإلصالح االقتصادم..برانمج االستقرار االقتصادم األكؿ اؼبتفق عليو مع :FMI _ مارس :995 - أبريل : كمن أىداؼ ىذا الربانمج يبكن ذكر أنبها: - القضاء على عجز اؼبيزانية العمومية أك على األقل زبفيضها. - التقليص من الكتلة النقدية. - إعادة التوازف إذل ميزاف اؼبدفوعات ك ذلك عن طريق زبفيض عبء خدمة الديوف اػبارجية. - االستمرار يف عملية ربرير اؼبؤسسات العمومية االقتصادية. كمن أجل ربقيق ىذه األىداؼ السابقة ازبذت اغبكومة اعبزائرية تداب ت حاظبة تتعلق بكل من السياسة اؼبيزانية ك السياسة النقدية ك نذكر منها : - ربرير أسعار معظم اؼبنتجات اؼبدعمة كتثبيتكتلة األجور الوظيف العمومي كربس ت إيرادات اػبزينة. - مراجعة سعر الصرؼ ( زبفيض قيمة الدينار للوصوؿ إذل قيمتو اغبقيقية ) كاغبد من التضخم النقدم ك ربرير التجارة اػبارجية. - إعادة جدكلةكل اؼبستحقات الديوف اػبارجية اؼبتعلقة بف تة الربانمج. - جعل الدينار قابال للتحويل ابلنسبة للمعامالت اعبارية كؿباكلة اغبد من القيود الب تكقراطية اإلدارية اؼبفركضة على االست تاد. كمن النتائج اؼبهمة اليت ربققت عقب تطبيق ىذا الربانمج يبكن ذكر: - بلغ معدؿ مبو النتائج احمللي 0.2 % يف ف تة الربانمج عوض 2 % يف عا معل التضخم دل يتجاكز % 29 عوض % 40 اؼبتوقعة حسب الربانمج. - اعبزائر : ربقيق االستقرار ك التحوؿ إذل اقتصاد السوؽ : fmi ك اشنطن 8

39 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر - زبفيض قيمة العملة ب % 40.7 ك ما رافق ىذا من االرتفاع الكب ت ألسعار اؼبواد الغذائية. - خفض عجز اؼبيزانية العمومية من % 8.7 من النتائج احمللي اإلصبارل يف سنة 993 إذل % 4.4 يف عا 994 تطه ت مؤسسات ك تقليص استدانتها اذباه النظا اؼبعريف. - حسن ميزانية اؼبدفوعات ( ارتفاع االحتياطي من العملة الصعبة دبقدار 994 مقابل.5 مليار دكالر عا ( ك أما ابؼبسبة للنتائج األخرل اليت مست القطاع العمومي يبكن ذكر : استقاللية 5 مؤسسات عمومية من ب ت 23 مؤسسات. -عرض 5 فنادؽ عمومية للبيع ك ىذا يف إطار برانمج اػبصخصة. -حل 88 مؤسسة عمومية ؿبلية. -تدىور الظركؼ اؼبعيشية لفئةكب تة من اؼبواطن ت مليار دكالر يف سنة رانمج التص يح اذلي ي ( ر _ 995 مارس ) 998 :" إف التصحيح اؽبيكلي ضركرة كطنية انذبة عن الوضعية اؼبتدىورة لالقتصاد الوط ت ك ليس حل ؾبموعة من النشاطات اؼبمارسة يف بتلف اجملاالت ذلك لتحقيق استقالليتها اؼبالية ك عد اللجوء إذل طلب إعانة الدكلة. ك من اؼبعاي ت اؼبتخذة إلعادة اؽبيكلة اؼبالية يبكن ذكر : - تدعيم اؼبؤسسات العمومية برأس ماؿ اجتماعي أك إبعادة تشكيلو ك يتم عالج ىذه العملية بطريقت ت :. منح أمواؿ عينة انطالقا من ميزانية الدكلة..2 ربويل الديوف إذل بططات هنائية. اث يا: كمن ب ت األىداؼ اؼبرجوة ربقيقها من خالؿ إعادة اؽبيكلة اؼبالية نستطيع ذكر )( : - ضماف التحسن اؼبارل ألدكات اإلنتاج لتأكيد ربقيق التجديدات على مستول اؼبؤسسة. - القضاء على العجز اؼبارل للمشاركة يف التمويل لتحقيق التقد االقتصادم. - (). عبد ا لل بن دعيدة : مصدر ذكر سابقا : ص : 365 حىت 367 9

40 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر - القضاء على اغباالت السلبية الداخلية للمؤسسة عن طريق ربليل أسباب اختالؿ التوازف يف التمويل. - " أتسيس ؾبموعة إجراءات يف إطار خطة مسطرة اليت تعمل على كضع خطة لتعديل اؽبياكل اؼبالية للمؤسسات اليت ىي يف طريق ربقيق أرابح إنتاجية " )2(. اثلثا : اإلصالحات اؽبيكلية ك التداب ت السياسية فيما ىبص اؼبؤسسات العامة ك تنمية القطاع اػباص: إف من ب ت اإلصالحات اليت مست اؼبؤسسات العامة كتنمية القطاع اػباص ضمن برانمج اإلصالحات اؽبيكلية ك التداب ت السياسية للف تة _ ك ىذه اإلصالحات ىي )3( : يف سنة : 994 تطبيق قانوف استثمارات جديد يسمح ابؼبشاركة األجنبية يف اؼبصاريف احمللية. توسيع نطاؽ اإلطار القانوين ػبصخصة اؼبؤسسات العامة. التصريح ببيع كحدات اؼبؤسسات العامة ك مشاركة القطاع اػباص يف أسهم رأس اؼباؿ ابلنسبة ؼبعظم اؼبؤسسات العامة حىت نسبة % 49. يف سنة 995 :التصريح ابؼبشاركة اػباصة يف أسهم رأس اؼباؿ ؼبعظم اؼبؤسسات العا بنسبة % 00. ما ب ت _ : تصفية 827 مؤسسة من ب ت 300 مؤسسة عامة ؿبلية. ما ب ت _ : منح استقاللية إذل 22 مؤسسة عامة كربل من اؼبؤسسات اليت تكبدت خسائر ضخمة ك تطلب األمر يف النهاية كضع برانمج خاص ؼبتابعتها ك إعادة ىيكلتها. يف سنة : إقرار أقل برانمج للخصخصة مع البنك الدكرل لتحويل حوارل 2000 من مؤسسات احمللية الصغ تة إذل القطاع اػباص - إقرار خطط إلعادة ىيكلة عشر ك االت عامة تعمل يف ؾباؿ االست تاد ك التوزيع ك إعادة ىيكلة السكك اغبديدية ك شركة الغاز ك الكهرابء. يف سنة : 997 إصدار برانمج ػبصخصة 250 مؤسسة عامةكب تة ب ت _ (2) (3) طبلب س بم آخر ى : هصذر ركر سببقب. ص. 6 اعبزائر : مصدر ذكر سابقا. ص _

41 الفصل األول األوضاع اإلقتصادية للقطاع العام في الجزائر را ا : استقاللية اؼبؤسسات العمومية اعبزائرية : " من اإلصالحات االقتصادية اليت ازبذت يف سنة 988 كأخذت حيز التطبيق ابتداء من سنت 990 كاف من أجل ربقيق ؾبمل من األىداؼ كمن جهة اؼبركر إذل استقاللية اؼبؤسسة كمن جهة أخرل التحويل إذل اقتصاد السوؽ" )(. كتتخذ ىذه االستقاللية أشكاؿ بتلفة كحرية ازباذ القرار حيث تتصرؼ اؼبؤسسة حسب نظرهتا ألمورىا كنشاطاهتا اؼبختلفة كابلطريقة ك السياسة اليت سبكنها من ربقيق نتائج إهبابية كأما فيما ىبص استقاللية اؼبؤسسات العمومية اعبزائرية. فإف اإلصالحات اؽبيكلية اليت مست ىذه األخ تة دل تصل إذل األىداؼ اؼبسطرة لكن النتائج اؼبنتظرة دل تتحقق بسبب الفوضى اليت كانت تعم بتلف اؼبستوايت كىذا ما جعل ابلسلطات العمومية لتصحيح األخطاء ك االختالالت استنادا للمطالب اليت اندل هبا مس تك اؼبؤسسات العمومية خالؿ الندكات ك االجتماعات الوطنية االقتصادية. كتستلز ىذه اإلجراءات ضركرة منح اؼبزيد من االستقاللية للمؤسسات االقتصادية قصد ربس ت فعاليتها على مستول النمو اػباص هبا. كأما فيما ىبص اؼبزااي اليت تعود على اؼبؤسسات االقتصادية العمومية من خالؿ منحها استقالليتها يبكن تلخيص ىذه اؼبزااي يف النقاط التالية : - " خلق أك إنشاء الشخصية اؼبعنوية للمؤسسة كشخصية اؼبقاكؿ اؼبنعدمة من التسي ت اؼبركزم. تنظيم اجملمعات الوطنية فبا ظبح للدكلة من أف تلعب دكرا كامال كسلطة عمومية قوية ك عادلة تقد ن أداء أكثر فعالية من طرؼ اؼبؤسسة ك ىذا الرتباطها اؼبباشر أك الغ ت اؼبباشر ابإلدارة.)2(" تصبح اؼبؤسسة ذا شخصية معنوية اتجره متميزة عن الدكلة. - تصبح اؼبؤسسة االقتصادية العمومية سيدة ك ؿبددة ؼبستقبلها ك صيانتها ك شيئا فشيئا تطورىا. () Mustapha Mekideche: op cit.: page: 36. (2) Ibid.: page: 36. 2