رشح

النسخ

1 رشح

2 2 تعريف الزكاة: الزكاة لغة: النامء والزيادة رشعا: حق واجب يف مال خمصوص لطائفة خمصوصة يف وقت خمصوص. رشح التعريف: )حق( املقدار الذي جيب يف الزكاة: العرش أو نصفه أو ربعه. )واجب( هذا فيه بيان حكم الزكاة أهنا واجبة. )مال خمصوص( املال ينقسم إىل قسمني: أ-قسم فيه زكاة تعريف املال رشعا: )عني مباحة النفع بال حاجة( األموال العسل. ب- قسم ال زكاة فيه. فام يتموله الناس مما هو مباح يعد ماال مثل: الكمبيوتر األثاث. التي جتب فيها الزكاة مخسة أموال: النقدان أو األثامن هبيمة األنعام اخلارج من األرض عروض التجارة املال الذي ال جتب فيه الزكاة مثاله: البيوت املعدة للسكني السيارات األثاث. )لطائفة خمصوصة( الزكاة جتب للطائفة الذي حددهم اهلل يف قوله تعاىل )إنام الصدقات للفقراء واملساكني والعاملني عليها واملؤلفة قلوهبم ويف الرقاب والغارمني ويف سبيل اهلل وابن السبيل فريضة من اهلل واهلل عليم حكيم( وال جيوز إعطاء الزكاة لغريهم. )يف وقت خمصوص( املراد وقت وجوب الزكاة وهو: بدو الصالح يف احلبوب والثامر ومتام احلول يف النقدين وعروض التجارة وغروب شمس ليلة العيد يف زكاة الفطر. من العلامء من يضيف:- )التعبد هلل تعاىل( يف بداية التعريف ألهنا إذا وقعت بال نية ال تقبل حلديث الرسول : )إنام األعامل بالنيات وإنام لكل امرئ ما نوى(. وهذا منتقد من جهة أنه رشط والرشوط ال تذكر يف احلدود. أدلة وجوب الزكاة: دل عىل وجوهبا الكتاب والسنة واإلمجاع: أما الكتاب: قال تعاىل: )وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة(. قال تعاىل: )فريضة من اهلل(. أما السنة: حديث "بني اإلسالم عىل مخس:شهادة أن ال إله إال اهلل وإقام الصالة وإيتاء الزكاة". أما اإلمجاع: أمجع العلامء عىل فريضتها ووجوهبا )ابن املنذر وغريه(.

3 ت- تز- مراحل وجوب الزكاة )ثالث مراحل(: 1 -فرض أصل الوجوب دون ذكر األنصباء وذلك بمكة قال تعاىل )وآتو حقه يوم حصاده( بيان األنصباء واملقادير وذلك يف املدينة يف السنة الثانية من اهلجرة -عىل املشهور- لقول قيس بن سعد "أمرنا النبي بزكاة الفطر قبل نزول الزكاة" بعث السعاة واجلباة ألخذ الزكاة وهذا يف السنة التاسعة. فوائد الزكاة )احلكمة من مرشوعيتها(: زكي أخالق املزكي ودليل عىل سخاء النفس وكرمها ألنه لو كان بخيال مل خيرج من ماله شيئا. 2 -حتقيق التكافل االجتامعي ألن الغني لو حرم الفقري كان سببا يف انعدام األمن يف املجتمع. دليل كي املال وتنميه وتزيده التنمية:أ/تنمية معنوية احليس: "ما نقصت صدقة من مال بل تزده بل تزده". 4 -رفعة لدرجات العبد وسبب ملرضاة اهلل وسبب لدخول اجلنة. 5 -تطهري األموال. 6 -مساعدة الفقراء. قال املؤلف )جتب(: دليل عىل أهنا واجبة وهي فرض وركن من أركان الدين. ب/تنمية حسية للامل. قال املؤلف )الزكاة يف مخسة أشياء: هبيمة األنعام ونقد وعرض جتارة وخارج من األرض وثامر( هذه هي األموال التي جتب فيها الزكاة وهي: -هبيمة األنعام أي: السائمة من اإلبل والبقر والغنم وما عداها ال جتب فيه الزكاة وسميت هبيمة ملا يف أصواهتا من االنبهام. - النقدان: وتسمى األثامن وهي: الذهب والفضة. - اخلارج من األرض: ويدخل فيه احلبوب: واللوز. كاحلنطة والشعري واألرز والعدس واحلمص. والثامر: كالتمر والزبيب -عروض التجارة واملراد: املال املخصص للمتاجرة ومل يكن لالدخار واالقتناء الشخيص. - العسل. رشوط وجوب الزكاة: قال )برشط إسالم وحرية وملك نصاب واستقرار وسالمة عمن دين ينقص النصاب ومىض احلول( الرشط األول: اإلسالم البد أن يكون املخرج للزكاة مسلام. والدليل عىل ذلك: قال تعاىل: }وما منعهم أن تقبل منهم نفقاهتم إال أهنم كفروا باهلل رسوله{.

4 4 حديث معاذ بن جبل:"تؤخذ من أغنيائهم وترد يف فقرائهم" تؤخذ من املسلمني الذي شهدوا أن ال إله إال اهلل وتعطى لفقراء املسلمني. وهذا خيرج الكافر األصيل واملرتد -كان مسلام ثم كفر- ال جتب عليه الزكاة ألنه أصبح كافر. واملرتد ال يقضيها إذا أسلم: لعموم قوله تعاىل: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر هلم ما قد سلف. وقوله عليه السالم: اإلسالم هيدم ما كان قبله. الكافر حياسب عىل تركه للزكاة يوم القيامة ألهنم خماطبون بفروع الرشيعة يف اآلخرة والدليل: ثانيا: احلرية خيرج بذلك: و )قالوا مل نك من املصلني ومل نك نطعم املسكني(. العبد فال جتب عليه الزكاة ألنه هو وماله ملك لسيده حتى وإن كان كسب شيئا فهو لسيده. والدليل: حديث الرسول : )من باع عبدا وله مال فامله للذي باعه إال أن يشرتطه املبتاع(. وخيرج املكاتب وهو: الذي يشرتي نفسه من سيده وهو رقيق إىل أن يسدد دينه فال جتب عليه الزكاة. ويدل لذلك:- حديث "ليس يف مال املكاتب زكاة حتى يعتق" أخرجه البيهقي وصحح وقفه. اإلمجاع: حكاه ابن املنذر ومل خيالف يف هذا إال أبا ثور. ألن ملكه ضعيف ال حيتمل املواساة. املبعض: )الذي بعضه حر وبعضه عبد( وهذا جتب عليه الزكاة بقدر حريته. مثال املبعض: قال سامل وهو يملك نصف العبد: أريد أن اعتق نصيبي من هذا العبد الذي قيمته ريال وهو يملك نصفه فعتق منه النصف فتجب الزكاة يف نصف ما يملكه من مال ألنه ملكه عليه تام. ثالثا: ملك النصاب النصاب هو: املقدار من املال الذي ال جتب الزكاة فيام كان أقل منه فال بد أن يكون هذا املال ملكا له وأن يبلغ النصاب. الدليل: قول النبي :"ليس يف ما دون مخسة أوسق صدقة". وهذا من رمحة اهلل ألن الزكاة فيها معنى التفريق بني الغني والفقري فال بد من حد للتفريق. فال زكاة يف مال حتى يبلغ النصاب تقريبا يف األثامن وقيم عروض التجارة فتجب مع نقص يسري ألنه ال ينضبط غالبا أشبه نقص احلول ساعة أو ساعتني. وحتديدا يف غريمها. يستثنى من ذلك الركاز ففيه اخلمس مطلقا. رابعا: االستقرار أي: ثبات ومتام ملكه للامل يف اجلملة بأن ال يكون عرضة للتلف والزوال وذلك ألن امللك الناقص ليس نعمة كاملة. وهذا خيرج:

5 5 1 -دين الكاتبة وصورة ذلك: أن يبيع السيد العبد من نفسه بدراهم منجمة عىل فرتات يسددها العبد فيكون العبد مدينا لسيده بدين الكتابة فالسيد ال جتب عليه الزكاة لعدم االستقرار ألن املكاتب يستطيع أن يقول لسيده ال أستطيع الدفع. - األجرة قبل متام املدة: مثال ذلك: لدي منزل استأجره شخص ب 51 ألف ريال سلم املبلغ كامال ملدة سنة فهناك احتامل أن يفسخ املستأجر العقد ألنه ربام ينهدم البيت فتنفسخ اإلجارة. املال الذي استلمته هل جتب فيه الزكاة ال جتب )ألنه مل يستقر امللك ي ألنه حيتمل أن يفسخ العقد( - البيع يف زمن اخليار مثاله: بعتك الكمبيوتر ب 5111 اآلف برشط ي اخليار ملدة شهر فاخلمسة آالف ال أحسب احلول إال بعد ميض زمن اخليار ألن ملكي هلا ال يستقر إال بعد انتهاء زمن اخليار. -حصة املضارب من الربح قبل القسمة لعدم استقرارها ألنه وقاية لرأس املال فملكه ناقص. خامسا: سالمة املال الزكوي من دين ينقص النصاب ودليل ذلك: قول عثامن : ]أن هذا شهر زكاة أموالكم فمن كان عليه دين فليقضيه ثم يزكي[ فهو أمر بقضاء الدين ثم أداء الزكاة. وقد قاله بمحرض من الصحابة فدل عىل اتفاقهم عليه. الزكاة وجبت مواساة للفقراء وشكرا لنعمة الغنى وحاجة املدين كحاجة الفقري أو أشد أحيانا. صورة الرشط: شخص عليه دين مليون ريال وعنده مخسة ماليني فإنه يزكي عن األربعة ماليني وال يزكي عن املليون التي هي دين عليه. ولو كان عليه مخسة ماليني دين وعنده مليون فال جتب عليه الزكاة. وال فرق بني الدين احلال أوالدين املؤجل عىل املشهور يف مذهب احلنابلة. سادسا: ميض احلول أدلة الرشط: حديث عائشة مرفوعا: )ال زكاة يف مال حتى حيول عليه احلول( فيه ضعف. - قال البيهقي: )املعتمد يف اشرتاط احلول عىل اآلثار الصحيحة عن أيب بكر وعثامن وابن عمر وغريهم(. املال. - أن النبي كان يبعث عامله كل عام وفعله اخللفاء الراشدين من بعده فدل هذا عىل اشرتاط احلول يف الزكاة. -وألن الزكاة تتكرر يف هذه األموال فال بد هلا من ضابط لئال يفيض إىل تعاقب الوجوب يف الزمن املتقارب فيفنى قال املؤلف ( الإ يف معرش ونتاج سائمة وربح جتارة(. هذه الثالثة مستثناة من رشط ميض احلول: أوال: املعرشات ويقصد هبا: اخلارج من األرض وما يف حكمه. اخلارج من األرض: كاحلبوب والثامر فهذه جتب الزكاة فيها بعد احلصاد وال يشرتط هلا احلول لقوله تعاىل )وآتو حقه يوم حصاده(.

6 6 وما يف حكمه: كالعسل واملعدن والركاز قياسا عىل اخلارج من األرض وألن هذه األشياء نامء يف نفسها تؤخذ الزكاة منها عند وجودها ثم ال جتب فيها زكاة ثانية لعدم إرصادها للنامء إال أن يكون املعدن أثامنا فتجب فيها عند كل حول ألهنا مظنة النامء من حيث إهنا قيم األموال. ثانيا: نتاج السائمة: جتب فيها الزكاة إذا بلغت أصوهلا النصاب الرشعي وال يشرتط يف النتاج ميض احلول. مثال ذلك: يف يوم 1431/1/1 ه ملكت 121 شاة. ومعلوم أن الزكاة فيها بعد ميض سنة شاتان ويف يوم 1432/1/1 ه أصبح عددها )012( شاة توالدت وتكاثرت حتى أصبح هذا عددها عند متام احلول فالواجب فيها ثالث شياة. األدلة: أن النبي كان يبعث السعاة ألخذ زكاة السائمة الصغار والكبار ومل يكن يستفصل أهلها فيقول: متى ولدت هذه. حديث عيل وفيه )ويعد صغريها وكبريها(. أخرجه ابن خزيمة )2262(. قول عمر )اعتد عليهم بالسخلة وال تأخذها منهم(. وألن السائمة خيتلف وقت والدهتا فإفراد كل بحول يشق فجعلت تبعا ألمهاهتا. وألهنا تابعة هلا يف امللك فتتبعها يف احلول. لكن يشرتط هلا: أن يبلغ األصل نصابا. ثالثا: ربح التجارة: الربح يف التجارة تبع لرأس املال يف حوله إن كان رأس املال بلغ نصابا. مثال ذلك: عندي )122( ألف ريال جعلتها رأس مال للتجارة يف 1431/1/1 ه إذا جاء 1432/1/1 ه انظر كم أصبحت التجارة فإذا كان )152( ألف ريال فالزكاة يف )152( ألف وليس يف )122( ألف فقط. مل يذكر املؤلف أن من رشوط الزكاة التكليف وهذا صحيح فهي واجبة يف مال الصغري واملجنون لعموم حديث: أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فرتد يف فقرائهم. وحديث: أال من وي يتيام له فليتجر فيه وال يرتكه حتى تأكله الصدقة. وإسناده ضعيف. قول عمر : ابتغوا يف أموال اليتامى ال تأكها الصدقة. رواه البيهقي وصحح إسناده. وألن الزكاة مواساة ومها من أهلها كاملرأة بخالف اجلزية والعقل. قال املؤلف )وإن نقص يف بعض احلول ببيع أو غريه ال فرارا انقطع( وإن نقص: يعني النصاب. مثال ذلك: شخص لديه 41 رأس من الشياة يف 1431/1/1 ه وقبل متام احلول يف 1431/9/1 ه باع من الشياة أو ماتت أو رسقت فال جتب عليه الزكاة. التعليل: ألن وجود النصاب يف مجيع احلول رشط لوجوب الزكاة ومل يوجد.

7 7 شخص لديه 41 رأسا من الغنم ملكها يف تاريخ 1431/1/1 ه ويف 1431/12/21 ه باع هذه الغنم بقصد الفرار -التخلص من الزكاة- فنقول: ال تسقط عنه الزكاة. ومثله لو وهبها لغريه قبل متام احلول ثم يردها منه بعد ذلك فإذا اقصد الفرار ال تسقط عنه. التعليل: ألنه قصد إسقاط حق غريه فلم يسقط معاملة له بنقيض مقصوده كاملطلق يف مرض املوت وكالوارث قتل مورثه. ولئال يكون ذريعة إىل إسقاطها مجلة ملا جبلت عليه النفوس من الشح. قال املؤلف )وأن أبدله بجنسه فال( يدخل يف ذلك صورتان: 1 -أبدله بجنسه سواء كان مثلها أو أكثر منها. مثال: شخص لديه 41 رأس نعيمي 1431/1/1 ه ويف 1431/9/1 ه قال له شخص عندي سواكني فتبادال فالزكاة جتب عليه يف 1431/1/1 ه وال يستأنف حوال جديدا ألنه من نفس اجلنس. 2 -أبدله بغري جنسه. مثاله: شخص لديه 41 شاة 1431/1/1 ه وأبدهلا يف 1431/9/1 ه بخمسة أوسق شعري يستأنف حوال جديدا ففي 1431/9/1 ه خيرج زكاة الشعري ألنه غري جنسه. ويستثنى من مسألة اإلبدال بغر اجلنس مسألتان: األوىل: الذهب والفضة: صورة ذلك: لدي ذهب وملا بقي شهر وجتب الزكاة فيه استبدلته بفضة فإنه حينئذ ال يستأنف حوال جديدا بل يبني عىل احلول السابق ألهنام كاملال الواحد إذ مها أروش اجلنايات وقيم املتلفات ويضم أحدمها إىل اآلخر يف الزكاة. وهذا مبني عىل مسألة ضم أحدمها إىل اآلخر يف وجوب الزكاة. وهي الرواية املشهورة يف مذهب احلنابلة. والرواية الثاين: أنه ال يضم أحدمها يف تكميل النصاب الختالف جنسهام. وخ رج عىل هذه الرواية قوال يف مسألة اإلبدال. الثاين: أموال الصيارفة فإنه ال ينقطع احلول بإبداهلا لئال يفيض إىل سقوط الزكاة يف مال ينمو أو وجوهبا يف غريه. قال املؤلف )وإذا قبض الدين زكاه ملا مىض(. صورة املسألة: رجل باع أرضا ب 111 ألف ريال ومل يستلم املبلغ من املشرتي إال بعد 11 سنوات فامذا يفعل البائع وهو دائن هل يزكيها عن مجيع السنوات اختلف العلامء يف ذلك عىل قولني: املاضية أو سنة القبض فقط ومتى يزكيها القول األول: جتب الزكاة بعد استالم املال عىل مجيع السنوات العرش املاضية وال فرق بني أن يكون الدين عىل ميلء قادر عىل السداد أو معرس ومماطل وجاحد. وهذا هو املشهور يف املذهب. والدليل عىل ذلك: ما رواه اإلمام أمحد يف مسائل ابنه عبد اهلل عن عيل يف الرجل يكون له الدين قال: يزكيه فإن خاف أن ينوء فلينتظر فإذا خرج زكاه ملا مىض. وما رواه أيضا عن نافع كان ابن عمر ال يرى يف الدين زكاة حتى يقبضه صاحبه. ومثله عن عائشة. وال يعرف هلم خمالف.

8 8 وألهنا وجبت مواساة وليس منها إخراج زكاة مال ال ينتفع به. القول الثاين: جتب الزكاة فيه إذا قبضه لعام واحد. وهو رواية يف املذهب وقول املالكية. والدليل: ألنه يعترب لوجوب الزكاة إمكان األداء ومل يوجد فيام مىض. لو قال شخص عىل املشهور يف املذهب: أريد أن أزكي كل سنة قبل أن أستلمها من املدين هل جيزئه هذا يقال: نعم جيزئه ذلك لكن ال جيب عليه وال يلزمه وال فرق عند احلنابلة بني الدين احلال واملؤجل. إال بعد استالم املال من املدين الحتامل أن يتلف املال أو يعرس املدين. وذلك ألن الرباءة تصح من املؤجل ولوال أنه مملوك مل تصح الرباءة منه وبناء عليه فتجب الزكاة فيه. والرواية الثانية: عدم وجوب الزكاة يف الدين املؤجل ورجحها ابن تيمية. وذلك ألن الدين املؤجل ال يمكن قبضه فأشبه الدين عىل املعرس لعدم استقرار امللك بالقبض. قال املؤلف )ورشط هلا يف هبيمة أنعام سوم أيضا( بدأ بزكاة هبيمة األنعام إقتداء بكتاب أيب بكر الصديق ألنس ريض اهلل عنهام. ورشوط وجوب الزكاة يف هبيمة األنعام: أوال: أن تكون سائمة. 1 -معنى السوم هو: أن ترعى املاشية رعيا مباحا بال ثمن أكثر احلول أو كله. وهذا خيرج: 2 3 املعلوفة. إذا مجع هلا ما تأكله من املباح. اشرتى هلا ما تأكل. -دليل الرشط: ال- حديث )ويف الغنم يف سائمتها...(. حديث )يف كل إبل سائمة...(. يشرتط أن تكون سائمة يف كل احلول ولكن تكون أكثر احلول أو كل احلول والدليل: ألن األكثر يكون له حكم الكل. ألن علف السوائم يقع يف السنة كثريا ويندر وقوعه يف مجيعها فاعتباره يف مجيع العام إرضار بالفقراء واإلكتفاء به يف بعض احلول إرضار باملالك. مثال ذلك: لو رعت سبعة أشهر سائمة ومخسة أشهر غري سائمة جتب فيها الزكاة. ولورعت مخسة أشهر سائمة وسبعة أشهر غري سائمة ال جتب فيها الزكاة. ثانيا: أن تكون للدر والنسل وال تكون للعمل واحلرث. الدليل عىل أن ما كان للعمل واحلرث ال جتب فيها الزكاة: حديث )ليس يف البقر العوامل صدقة(. القياس عىل ما كان معدا لنفع صاحبه: كثيابه وداره فإنه ال زكاة فيه فكذلك العوامل.

9 ثالثا: أن تبلغ النصاب الرشعي. دليل الرشط: 9 حديث الذي فيه كتاب أيب بكر ألنس وفيه مقادير زكاة هبيمة األنعام رواه البخاري. اإلمجاع. ثم بدأ املؤلف يف بيان النصاب الرشعي فقال: )وأقل نصاب إبل مخس وفيها شاة(. بدأ باإلبل: تأسيا بكتاب أيب بكر حني فرض زكاة األنعام وألهنا أعظم النعم قيمة وأجساما وأكثر أموال العرب. وكالم املؤلف هذا يفيدنا أمران مها: 1. أن أربعا من اإلبل ال جتب فيها الزكاة والدليل:.2 حديث: ليس فيام دون مخس ذود صدقة. أن النصاب يبدأ من اخلمس فام فوق واخلمس فيها شاة والدليل: حديث أنس عن أيب بكر: "يف أربع وعرشين من اإلبل فام دوهنا يف كل مخس شاة". اإلمجاع. حكاه ابن املنذر وغريه. قال املؤلف )ويف عرش شاتان ويف مخس عرشة ثالث ويف عرشين أربع ويف مخس وعرشين بنت خماض وهي التي هلا سنة(. املاخض: هي احلامل فهي ليست ماخضا وإنام بنت خماض وهي التي أكملت سنة ودخلت السنة الثانية سميت بذلك ألن أمها قد محلت. وهذا يف الغالب وليس برشط. والدليل: كتاب أيب بكر وفيه: فإذا بلغت مخسا وعرشين إىل مخس وثالثني ففيها بنت خماض. ولإلمجاع. فإن مل جيد بنت خماض أو وجد لكنها معيبة فإنه خيرج ابن لبون ذكر ولو نقصت قيمته عن بنت املخاض لعموم حديث أنس: فإن مل يكن فيها بنت خماض ففيها ابن لبون ذكر. واحلق واجلذع والثني أوىل باإلجزاء عن بنت املخاض من ابن اللبون لزيادة سنه بال جربان يف الكل لظاهر اخلرب. وال جيرب نقص الذكورية بزيادة السن يف غري هذا املوضع فال جيزئ حق عن بنت لبون وال جذع عن حقة وال ثني عن جذعة مطلقا لظاهر احلديث وألنه ال نص فيه وال يصح قياسه عىل ابن اللبون مكان بنت املخاض ألن زيادة سن ابن اللبون عىل بنت املخاض يمتنع هبا من صغار السباع ويرعى الشجر بنفسه ويرد املاء وال يوجد هذا يف احلق مع بنت اللبون ألهنام مشرتكان يف هذا فلم يبق إال جمرد زيادة السن فلم يقابل األنوثية. قال )ويف ستة وثالثني بنت لبون وهي التي هلا سنتان وهي التي وضعت أمها فهي ذات لبن ويف ستة وأربعني حقة( واحلقة هي: التي هلا ثالث سنوات وسميت بذلك ألهنا استحقت أن يطرقها الفحل وأن حيمل عليها وتركب. )ويف إحدى وستني جذعة وهي التي هلا أربع( اجلذعة: سميت بذلك ألهنا جتذع إذا سقطت سنها وهذا أعىل سن جتب يف الزكاة. )ويف ست وسبعني بنتا لبون ويف إحدى وتسعني حقتان( وكل هذا جاء يف كتاب أيب بكر واتفق عليه العلامء.

10 )ويف مائة وإحدى وعرشين ثالث بنات لبون( قاعدة ))يف كل أربعني بنت لبون ويف كل مخسني حقة(( 01 أمثلة: )132 من اإلبل فيها حقة وبنتا لبون(- ) 152 من اإلبل فيها ثالث حقاق( )162 من اإلبل فيها أربع بنات لبون( - )022 من اإلبل فيها مخس بنات لبون أو أربع حقاق(. الشاة الواجبة يف اإلبل: تقع عىل الذكر واألنثى من الضأن واملعز. ويشرتط أن تكون الشياه بصفة اإلبل جودة ورداءة أي: إذا كان هناك )5( من اإلبل السامن فيخرج شاة سمينة وإذا كان هناك )5( من اإلبل اهلزال فيخرج شاة هزيلة. ويشرتط أن تكون غري معيبة فإذا كانت عنده إبل معيبة فال خيرج شاة معيبة بل شاة صحيحة تنقص قيمتها بقدر نقص اإلبل. أل فإن كان الواجب عليه بنت خماض لكنها أعىل صفة من الواجب عليه فإنه خيري بني إخراجها أو رشاء ما يكون بصفتها وخيرجها وال جيزئه ابن لبون حينئذ لوجود بنت املخاض الصحيحة يف ماله. شخص أرد أن يزكي ست وثالثني من اإلبل ومل جيد بنت لبون فإنه حينئذ يدفع بنت خماض ويدفع معه اجلربان. ومن وجبت عليه بنت لبون وعدمها أو كانت معيبة فله أن يعدل إىل بنت خماض ويدفع اجلربان أو إىل حقة ويأخذ اجلربان. واجلربان هو: شاتان أو عرشون درمها وجيزئ شاة وعرشة دراهم. شخص لديه )5( من اإلبل وقال: ال يوجد لدي شاة ولكن لدي بعري أو بقرة أو نصفا شاتني هذه املسألة فيه خالف بني العلامء هل جيزئه ذلك أم ال عىل قولني: القول األول )وهو املذهب عند احلنابلة(: ال جيزئه. نه عدل عن املنصوص عليه إىل غري جنسه فلم جيزئه. أشبه ما لو أخرج بعريا أو بقرة عن أربعني شاة. وألن فيه تشقيصا عىل الفقراء يلزم منه سوء الرتكة الذي رشعت الشفعة إلزالته. القول الثاين )احلنفية والشافعية ورواية عند احلنابلة(: جيوز أن خيرج بعريا. قال املؤلف ألن عمري بن كعب يقول: بعثني رسول اهلل ألمجع الزكاة فمررت برجل فلام مجع ماله مل أجد لديه إال ويف ستني تبيعتان( بنت خماض فقلت: أبنت خماض فإهنا صدقتك قال: ذاك ما ال لبن فيه وال ظهر ولكن هذه ناقة فتية عظيمة فرفض عمري أن يقبلها حتى قبلها رسول اهلل. )وأقل نصاب البقر ثالثون وفيها تبيع -وهو الذي له سنة- أو تبعية ويف أربعني مسنة -وهي التي هلا سنتان- البقر: مشتق من بقرت اليشء إذا شققته ألهنا تبقر األرض باحلراثة. والتبيع: هو الذي له سنة وسمي بذلك ألنه يتبع أمه وهو جذع البقر الذي استوى قرناه وحاذى قرنه أذنه غالبا. واملسنة: هي التي هلا سنتان سميت بذلك ألهنا ألقت سنا غالبا. والدليل:

11 و) يف) 00 حديث معاذ ريض اهلل عنه ملا بعثه النبي إىل اليمن فأمره أن يأخذ من كل ثالثني من البقر تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعني مسنة. أخرجه اخلمسة. قال ابن عبد الرب: ]هو حديث ثابت متصل[. وحديث ابن مسعود قال: قال رسول اهلل : يف ثالثني من البقر تبيع أو تبيعة ويف أربعني مسنة". أخرجه الرتمذي وابن ماجه. يف األربعني هل يصح أن يكون مسن ذكر ال جيوز لوجود النص الذي خص املسنة وألن األنثى أفضل ملا يستفاد منها يف الدر والنسل. هل هناك فرق بني البقر الوحيش واألهيل فيه خالف بني العلامء: القول األول: ال يوجد فرق كالمها يزكى عنه. وهو مشهور مذهب احلنابلة. الدليل: عموم حديث ابن مسعود ثالثني من البقر( فهو مطلق ومل خيصص نوعا دون آخر. القول الثاين: ال جتب الزكاة يف البقر الوحيش. وهو قول األئمة الثالثة واختيار ابن قدامة. واستدلوا بام ييل: 1 -ألن اسم البقر عند اإلطالق ال ينرصف إىل البقر الوحيش فال تطلق إال مقيدة بالوحيش. 2 -ألهنا حيوان ال جيزئ نوعه يف األضحية واهلدي فال جتب فيها الزكاة. ثم تستقر القاعدة يف البقر كام قال املؤلف: )ثم يف كل ثالثني تبيع ويف كل أربعني مسنة( أمثلة: )121( قال املؤلف: من البقر نخرج عنها )4( تبيعات أو) 3 ( مسنات. ويف )151( مخس تبيعات وهكذا. أقل نصاب الغنم أربعون وفيها شاة( إذا نقصت شاة واحدة فصارت )39( شاة ال جتب فيها الزكاة حلديث أيب بكر "فإذا كانت شاة الرجل ناقصة عن أربعني شاة شا ة مل جتب فيها الزكاة". قال املؤلف: )ويف مائة وإحدى وعرشين شاتان ويف مائتني واحدة ثالث إىل أربعامئة ثم يف كل مائة شاة(. أنصبة الغنم: من )41( شاة وحتى )121( شاة خترج شاة واحدة. وهذا جممع عليه. من )121( وحتى )211( خترج شاتان. وهذا جممع عليه. من )211( وحتى )411( خترج ثالث شياة. )511( شاة فيها مخس شياة بإمجاع و) 611 ( فيها ست شياة بإمجاع وهكذا... ويدل لذلك: رهبا. حديث أنس يف كتاب أيب بكر وفيه: ويف صدقة الغنم يف سائمتها إذا كانت أربعني إىل عرشين ومائة شاة فإذا زادت عىل عرشين ومائة إىل مائتني شاتان فإذا زادت عىل مائتني إىل ثالثامئة ففيها ثالث شياه فإذا زادت عىل ثالثامئة ففي كل مائة شاة فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعني شاة واحدة فليس فيها صدقة إال أن يشاء وحديث ابن عمر ريض اهلل عنهام قال: كان رسول اهلل قد كتب الصدقة ومل خيرجها إىل عامله حتى تويف قال: فأخرجها أبو بكر من بعده فعمل هبا حتى تويف ثم أخرجها عمر من بعده فعمل هبا قال: فلقد هلك عمر يوم

12 02 هلك وإن ذلك ملقرون بوصيته...وفيه فقال: ويف الغنم من أربعني شاة إىل عرشين ومائة فإذا زادت ففيها شاتان 1 2 إىل مائتني فإذا زادت ففيها ثالث إىل ثالث مائة فإذا زادت بعد فليس فيها يشء حتى تبلغ أربعامئة فإذا كثرت الغنم ففي كل مائة شاة. أخرجه اإلمام أمحد يف مسنده. والشاة الواجبة يف الزكاة بنت سنة من املعز ونصفها من الضأن والدليل: -حديث س عر بن ديسم قال: قلت: أي يشء تأخذان قاال: "عناقا :جذعة أو ثنية" رواه أبو داود. - القياس عىل األضحية: فكام أنه جتزئ يف األضحية الشاة من املعز والضأن فكذلك يف الزكاة. ال فرق بني الذكر واألنثى واألهلية والوحشية واملعز والضأن ألن العرب تسمي الضأن واملعز غنام فدل عىل دخوهلا يف العموم. وال تؤخذ يف الزكاة اهلرمة -وهي: الكبرية الطاعنة يف السن- وال ذات الع وار وهي: املعيبة بذهاب عضو أو غريه عيبا يمنع التضحية هبا- والدليل: قوله تعاىل }وال تيمموا اخلبيث منه تنفقون{ 2 -حديث أنس "وال خيرج يف الصدقة هدمة وال ذات عوار وال تيس إال أن يشاء املصدق". إال أن يكون النصاب كله كذلك فحينئذ جتزء هذه األوصاف ألن الزكاة وجبت مواساة وليس منها تكليفه ما ليس يف ماله. متى جيزأ إخراج الذكر يف هبيمة األنعام يف ثالث حاالت: - التبيع يف البقر كام يف حديث ابن مسعود السابق. - ابن لبون وحق وجذع فإن مل يكن فابن لبون ذكر". خيرج مكان بنت املخاض حلديث أنس "يف مخس وعرشون من اإلبل بنت خماض إ-ذا كان النصاب كله ذكورا خيرج ذكر.. إذا قال رجل: ال يوجد عندي إال فحول من اإلبل فحينئذ الواجب عليه يف الزكاة الذكور ويدل هلذه احلالة أدلة منها: أ/قوله تعاىل:}فاتقوا اهلل ما استطعتم{. ب/ أن الزكاة كلها مواساة فال يكلفها من غري ماله. ويستثنى من ذلك التيس ولو أجزأ الذكر لنقصه وفساد حلمه إال إذا كان فحل رضاب فيؤخذ حينئذ برضا ربه. الزكاة يف هبيمة اإلنعام عىل سبيل التحديد ويف األثامن والعروض عىل سبيل التقريب. مثال ذلك: لدي )41( شاة ويف أثناء احلول ماتت شاة وبقي لدي )39( شاة تسقط الزكاة ألهنا الزكاة فيها عىل سبيل التحديد. مثال ذلك يف األثامن: لدي ذهب بمقدار )21( مثقال لو نقصت ربع مثقال ال تسقط الزكاة فيها ألهنا تقريب وليست حتديد وألن ثمنها متفاوت ترتفع وتنخفض. قال املؤلف )واخللطة يف هبيمة اإلنعام يشرتطها تصري املاليني كالواحد( اخل لطة بالضم أي: الرشكة. وخص اخللطة ببهيمة اإلنعام دون غريها ألهنا إنام تكون مؤثرة يف هبيمة األنعام فقط دون بقية األموال الزكوية.

13 03 واخللطة نوعان: 1 -)أعيان وشيوع( وهي: أن ال يمتاز أحد املالكني أو املالك عن نصيب غريه كاملاشية املوروثة أو املوهوبة. مثال ذلك: عيل وحممد ورثا جمموعة من الغنم دون أن يتحدد ما لكل واحد منهام فهو يملك النصف مشاعا غري حمدد بعدد. 3 )-أوصاف وجوار( أن يكون مال كل واحد متميزا عن اآلخر. مثال ذلك: عيل له )51( شاة وحممد له )51( شاة. مجهور أهل العلم يقولون أن اخللطة مؤثرة يف الزكاة تغليظا وختفيفا وزيادة ونقصان. والدليل:حديث "ال جيمع بني متفرق وال يفرق بني متجمع خشيه الصدقة وما كان من خليطني فإهنام يرتاجعان بالسوية". مثال التغليظ: عيل له: )21( رأسا من الغنم وحممد له: )21( رأسا من الغنم جتب عليهام الزكاة وهي شاة واحدة ولو تفرقا مل جيب عليهام يشء. مثال التخفيف:عيل له: )41( رأسا من الغنم وحممد له: )41( رأسا من الغنم فاألصل أنه جيب عىل كل واحد شاة لكن ملا اجتمعا وجب عليهام شاة واحدة. رشوط اخللطة عىل وجه العموم: أ - أن تكون يف ماشية فال أثر للخلطة يف غري املاشية. - أن يبلغ جمموع املالني النصاب. - أن يستمر اخللط يف مجيع احلول. - أن يكون اخلليطان من أهل وجوب الزكاة فال أثر للخلطة من كافر ولو مرتد. - أن ال يكون فرارا من الزكاة. رشوط اخللطة يف األوصاف: ب ت ث ج القول األول: املشهور من مذهب احلنابلة: جيب أن تشرتك يف مخسة أمور: -امل راح وهو: املبيت واملأوى. - املرعى. - املرسح وهو: ما جتتمع فيه لتذهب للمرعى. - الفحل. - املحلب. الدليل عىل االشرتاك يف هذه اخلمسة:.1.2 حديث سعد بن أيب وقاص "اخلليطان ما اجتمعا يف الراعي والفحل واحلوض" ويف رواية "املرعى" رواه الدارقطني وضعفه اإلمام أمحد. ما رواه البيهقي عن ابن عمر قال:"ما كان من خليطني فإهنام يرتاجعان بالسوية" قال سفيان: قلت لعبيد اهلل: ما يعني باخلليطني قال: "إذا كان املراح واحدا والراعي واحدا والدلو واحد ا".

14 04.3 أن لكل واحد من هذه األوصاف اخلمسة تأثري فاعترب وجوده. القول الثاين:أن العربة يف اخللطة بالعرف. وهذا وجه ذكره ابن مفلح يف الفروع. إذا كان عنده سائمة بمحلني أو حمال بينها مسافة قرص فلكل حكم نفسه فإذا كان له أربعون شاة يف ثالث حمال وجب عليه ثالث شياه وإذا كان عنده يف كل حمل أقل من أربعني فال جيب عليه يشء يف املحال كلها. قال املؤلف: )فصل( هذا الفصل ذكر فيه املؤلف أحكام زكاة احلبوب والثامر وكذلك اخلارج من األرض. وقد دل عىل وجوب الزكاة فيها الكتاب والسنة واإلمجاع: أما الكتاب: فقوله تعاىل: )وآتوا حقه يوم حصاده( وقوله )أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من األرض( والزكاة تسمى نفقة لقوله تعاىل: )والذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقوهنا يف سبيل اهلل...( وأما السنة: فحديث )ليس فيام دون مخسة أوسق صدقة(. واإلمجاع: والزبيب( حكاه ابن املنذر يف كتابه اإلمجاع فقال: قال املؤلف )وجتب يف كل مكيل مدخر خرج من األرض( )وأمجعوا عىل تعريف املكيل: كل ما لزمه اسم القفيز واملكوك واملد والصاع. تعريف املوزون: كل ما لزمه اسم األرطال واألواقي واألمناء. تعريف املدخر: ما يمكن بقاءه لفرتة طويلة من غري فساد. الفرق بني املكيل واملوزون املكيل:يعتمد احلجم. واملوزون: يعتمد الثقل واخلفة. أن الصدقة احلنطة يف واجبة والشعري والتمر مثال ذلك: إذا مجعت الكفني إىل بعضها يسمى مدا فمد من السكري ومد من اخلالص هل هو نفس الوزن ال ألن السكري أثقل من اخلالص. ما العربة يف الكيل والوزن العربة فيام كان يف زمن الرسول وعىل هذا لو اختلف عرف الناس كالتمر مثال أصبح يوزن بعد أن كان يكال فالعربة فيه بالكيل ألنه كان يكال يف زمن النبي. قول املؤلف )جتب يف كل مكيل( هذا هو الضابط األول فيام جتب فيه زكاة الثامر أن يكون مكيال. والدليل قوله : )ليس فيام دون مخسة أوسق صدقة( ألنه لو مل يدل عىل اعتبار الكيل لكان ذكر األوسق لغوا. قول املؤلف )مدخر( هذا هو الضابط الثاين مما جتب فيه الزكاة. الدليل: ألن ماال يدخر ال تكمل فيه النعمة لعدم االنتفاع به مآال. ما العربة يف االدخار العربة: ما كان عليه عامة الناس بحيث إذا عامة الناس يدخرون هذا املكيل وجبت فيه الزكاة فمثال التمر من الناس من ال يدخره بل يأكله رطبا فهذا ال عربة به ألن عامة الناس يدخرونه.

15 05 قول املؤلف )خارج من األرض( وهذا هو الضابط الثالث فال بد أن يكون املكيل واملدخر خارجا من األرض ويدخل فيه احلبوب والثامر. أمثلة ملا انطبقت عليها الرشوط: مثال احلبوب املأكولة: القمح والشعري والباقالء واألرز واحلمص والدخن والعدس. مثال احلبوب غري املأكولة: حب األشنان والقطن. مثال غري احلبوب: الصعرت واألشنان والسامق. مثال الورق املقصود: السدر واخل طمي واآلس. مثال الثامر: التمر والزبيب واللوز والفستق والبندق ونحوها. والدليل عىل ذلك: كان النبي يبعث عىل الناس من خيرص عليهم كرومهم وثامرهم. مثال ما اخت تل فيه بعض الرشوط: الفواكه واخلرضوات: ال ت دخر لذا ال جتب فيها الزكاة. ويدل هلذا: ما جاء عن عيل وعمر وعائشة ريض اهلل عنهم أهنم قالوا )ال زكاة يف اخلرضوات(. ألن النبي وخلفاؤه كانوا يزرعوهنا ومل يرد أهنم أخذوا الزكاة فيها. قال املؤلف:)ونصابه مخسة أوسق وهي: ثالثامئة واثنان وأربعون رطال وستة أسباع رطل بالدمشقي( هذا هو الرشط األول وهو بلوغ النصاب ومقداره مخسة أوسق. والدليل: 1. حديث أيب سعيد "ليس فيام دون مخسة أوسق صدقة". 2. ألنه مال جتب فيه الصدقة فلم جيب يف يسريه كسائر األموال الزكوية. كيف حتسب مخسة أوسق املقدار يف احلبوب: حيسب بعد تصفية احلب من قرشه وتبنه ألنه حينئذ يصلح لالدخار فالقمح والشعري إذا كانت يف سنبلها ال حتسب الزكاة. املقدار يف الثامر: حتسب اخلمسة األوسق فيها بعد اجلفاف ألن التوسيق ال يكون إال بعد التجفيف. فلو كان عندنا )12( أوسق من العنب فإننا ال نوسقه إال بعد جتفيفه أي: بعد أن يصبح زبيبا وعليه فلو كان بعد جتفيفه ال يساوي مخسة أوسق فال جتب فيه الزكاة. والدليل: حديث عتاب بن أسيد ريض اهلل عنه أن النبي أمره أن خيرص العنب زبيبا كام خيرص التمر. وال يسمى زبيبا ومترا إال اليابس. ما مقدار مخسة أوسق بالكيلوات ألن الوسق ال يعمل به اآلن. 1. مخسة أوسق فيها ستون صاعا. 2. نرضب مخسة أوسق يف ستني صاع: 61 5 = 311 صاع. 3. أقل تقدير للصاع بالكيلوات: كيلوين وأربعني غرام )042.2(. 4. نرضب ثالثامئة صاع يف مقدار الصاع بالكيلوات: = 612 كيلوجرام. فمن ملك مقدار )612( كيلو جرام من احلبوب أو الثامر وجبت عليه الزكاة ومن ال فال.

16 قال املؤلف ( رشو ط ملكه وقت وجوب( 06 هذا هو الرشط الثاين فال بد أن يكون مالكا هلا وقت الوجوب. وعليه: فال جتب عىل ما يكتسبه اللقاط أو يوهب له وال ما يأخذه احلصاد أجرة حلصاده ودياسه ونحوه وال فيام يملك من زرع وثمرة بعد بدو صالحه برشاء أو إرث أونحومها ألنه مل يكن مالكا له وقت الوجوب. ووقت الوجوب قال فيه املؤلف: )وهو اشتداد حب وبدو صالح ثمر(. معنى اشتداد احلب أي: إذا غمزت احلبة بدبوس مل تنغمز. ومعنى بدو الصالح هو: طيب األكل وظهور النضج يف الثمرة. فاحلبوب والثامر يف هذا الوقت قد أمنت فيها العاهة وبلغت منتهى التكامل وصلحت لألكل واالقتيات. وعىل هذا: لو باع احلب أو الثمر بعد اشتداد احلب وبدو الصالح مل تسقط الزكاة. مثال ذلك: ملكت مزرعة وقبل اشتداد احلب بعتها فال يشء عيل يف زكاهتا ألين بعتها قبل وقت الوجوب ولكن لو بعتها أو تلفت بعد وقت وجوب الزكاة ال تسقط الزكاة بل هي باقية يف ذمتي. إذا حصد الزرع أو قطع الثمر لغرض صحيح كأكل أو بيع أو حتسني بقية قبل وقت الوجوب ال جتب الزكاة فيها برشط أن ال يقصد الفرار من الزكاة. أما إذا كان قصد الفرار فال تسقط الزكاة وذلك: 1/ لتفويته الواجب بعد انعقاد سببه / ومعاملة له بنقيض مقصوده ألنه قصد الفرار. قال املؤلف: )وال يستقر إال بجعلها يف بيدر( /1 منه البيدر: اسم للموضع الذي جتمع فيه الثمرة حتى يتكامل جفافها. والدليل عىل أن استقرار الوجوب يكون بعد جعلها يف البيدر - قال تعاىل: )وآتوا حقه يوم حصاده( فإذا حصد جيعل يف البيدر مبارشة. -وألنه قبل جعله يف البيدر يف حكم ما مل تثبت اليد عليه. إذا تلفت احلبوب والثامر ال ختلو من عدة أمور: أن يكون التلف قبل وجوب الزكاة أي: قبل اشتداد احلب وصالح الثمر- فال يش عىل املالك لعدم الوجوب. 2/ أن يكون التلف بعد الوجوب وقبل جعلها يف البيدر وهو املكان الذي حتفظ فيه احلبوب والثامر فإن كان بتعد أو تفريط ضمن وإن كان بغري تعد وال تفريط ال يضمن. 3/ أن يكون التلف بعد الوجوب وبعد جعلها يف البيدر وهذه فيها خالف عىل قولني: القول األول: يضمن مطلقا بمعنى تعدى وفرط أومل يتعدى ومل يفرط وهو املشهور من مذهب احلنابلة. القول الثاين: فيه تفصيل: إذا كان بتعد منه وتفريط فإنه يضمن. مثل ذلك: إذا حصد الثامر وجعلها يف العراء ومل جيعلها يف البيدر فجاءت عاصفة وأتلفتها فإنه يضمن. إذا كان بغري تعد وال تفريط فإنه ال يضمن ألن يده عليها يد أمانة.

17 قال املؤلف: )والواجب عرش ما سقي بال مؤنة ونصفه فيام سقي هبا وثالثة أرباعه فيام سقي هبام( رشع املؤلف يف تفصيل املقدار الواجب يف زكاة احلبوب والثامر. 07 يدخل فيام سقي بال مؤنة: ما يرشب بعروقه ويسمى بعال. والذي يرشب بالغيث وهو الذي يزرع عىل املطر. والذي يرشب بالسيح وهو املاء اجلاري عىل وجه األرض كاألهنار والسواقي التي جيري فيها املاء من األهنار بال آلة. وال يؤثر مؤنة حفر األهنار والسواقي يف نقص الزكاة ألنه من مجلة إحياء األرض وال يتكرر كل عام. واملقصود باملؤنة: ما يكون استخراج املاء فيه بالنواضح والدواي والناعورة ونحوها. وبيان مقدار الزكاة بالكيلو جرامات كاآليت: إذا كان يسقى باألمطار فيكون استخراج الزكاة إذا كان عنده مقدار النصاب ] 612 كغم 6142= كغم[ )العرش(. إذا كان السقي باملكائن فيكون استخراج الزكاة:] 3146= كغم[ )نصف العرش(. فقط: والدليل عىل ذلك ما جاء يف حديث ابن عمر: "فيام سقت السامء والعيون أو كان عثريا بالعرش وما سقي بالنضح ففيه نصف العرش" رواه البخاري. إذا كان السقي بالطريقتني السابقتني باألمطار واملكائن يكون استخراج الزكاة: ] 612 كغم = 4549 كغم[. والدليل: اإلمجاع. قال املؤلف )إن تفاوتا اعترب األكثر( أي:سقاه )8( أشهر بمؤنة و) 4 ( أشهر بال مؤنة الواجب نصف العرش ألنه األكثر. واملقصود باألكثر أكثرمها نفعا ونموا للزرع. وليس األكثر مدة. ألن اعتبار عدد السقي وما سقي به يف كل وقت فيه مشقة فاعترب األكثر كالسوم. وألن األكثر ملحق بالكل يف كثري من األحكام فكذا هنا. مثال آخر: سقى بمؤنة )5( أشهر وبال مؤنه )5( أشهر وسئل صاحب املزرعة أهيام أنفع لزرعك قال: اخلمسة أشهر التي بال مؤنة فالواجب العرش. قال املؤلف )ومع اجلهل العرش( أي: جهل أهيام أكثر هل هو ما كان بمؤنة أو ما كان بغريها فالواجب العرش ألن األصل وجوبه كامال وألنه خروج من العهدة بيقني. قال املؤلف )ويف العسل العرش(. ما حكم زكاة العسل فيه خالف: القول األول: والدليل عىل ذلك: أنه جتب فيه الزكاة. وهو قول احلنفية واحلنابلة. وقيده احلنفية بأن يكون من أرض غري خراجية. فعل عمر أنه أخذ زكاة العسل العرش. جاءت أحاديث مرفوعة لكنها كلها ضعيفة. كام قال البخاري والرتمذي وابن املنذر.

18 08 القول الثاين: ال زكاة فيه. وهو قول املالكية والشافعية ومال إليه ابن مفلح ووج ه فيه رواية ألمحد أخرى. والدليل عىل ذلك: عدم ورود دليل يدل عىل أخذ الزكاة فيه. وألنه مائع خارج من حيوان فأشبه اللبن. قال املؤلف: )سواء أخذه من موات أو ملكه( أي: ال فرق يف الوجوب ومقدار النصاب بني أن يكون العسل وجده يف مكان مباح ال يملكه أحد أو كان يف مكان يملكه وسواء كانت األرض التي أخذه منها عرشية أو خراجية أو غري ذلك. قال املؤلف )إذا بلغ مائة وستني رطال عراقية(. مقدار النصاب يف العسل ) 162 رطال عراقيا( واألرطال غري معمول هبا يف زماننا. كيفية معرفة مقدارها بالكيلوات: - قال العلامء: الرطل يساوي ) 91 (مثقاال. 1 - املثقال الواحد = )4425( غرام. 2 الواحد الرطل مقدار لنا خيرج الغرامات من الواحد املثقال بمقدار املثاقيل عدد - ترضب 3 )3.045= ( - نرضب مقدار الرطل الواحد بالغرامات يف عدد األرطال الذي هو مقدار النصاب ثم نقسمه عىل األلف. فيكون معنا املقدار بالكيلوات ) رطل =61022 غرام( ) = 6140 كيلو غرام(. قال املؤلف )ومن استخرج من معدن نصابا ففيه ربع العرش يف احلال( املعدن: كل متولد من األرض من غري جنسها وال نباهتا. مثل الذهب والفضة والنحاس والبلور والصفر والرصاص واحلديد والكحل والكربيت وامللح والقار والنفط ونحوها. فمن استخرج معدنا وبلغ نصابا ففيه ربع العرش. الدليل: قوله تعاىل )يا أهيا الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من األرض( وحديث ربيعة بن أيب عبد الرمحن "أن الرسول أقطع بالل بن احلارث معادن القبلية فتلك املعادن ال يؤخذ منها إال الزكاة إىل اليوم". رواه مالك أبو داود. النصاب يكون حسابه بعد السبك والتصفية. وال حتسب مؤنة استخراج ما مل يكن دينا وال مؤنة سبك وتصفية أيضا. والنصاب إن كان ذهبا عرشون مثقاال وإن كان فضة مائتا درهم وإن كان من غريمها فمن قيمتها. ال يشرتط فيها حلول احلول إنام تكون يف احلال بعد استخراجها ثم سبكها وتصفيتها. قياسا عىل الزورع والثامر بجامع أن كال منهام مستفاد من األرض. وال تتكرر زكاة املعرشات ألهنا غري مرصدة للنامء فهي كعرض القنية بل أوىل لنقصها بنحو أكل. وال معدن غري نقد أيضا.

19 قال املؤلف )ويف الركاز اخلمس مطلقا(. 09 تعريف الركاز: هو ما وجد من دفن اجلاهلية أي: مدفوهنم أو من تقدم من الكفار وعليه أو عىل بعضه عالمة من عالمات الكفار فقط كأسامئهم وصورهم وصور صلباهنم. وإذا وجد عليه عالمة من عالمات املسلمني أو مل توجد عليه عالمة يكون لقطه ويأخذ أحكام اللقطة. دليله: حديث أيب هريرة )ويف الركاز اخلمس( متفق عليه. قال ابن املنذر: ]ال نعلم أحدا خالف هذا احلديث إال احلسن فقال فيام يوجد يف أرض احلرب اخلمس وفيام يوجد يف أرض العرب الزكاة[. نقله ابن قدامة. وال يعترب فيه احلول كاملعدن النصاب سواء وجد قليال أو كثريا جتب فيه الزكاة مطلقا. مرصف الركاز: مرصف الفيء املطلق للمصالح العامة وليس خاصا باألصناف الثامنية. ودليل ذلك: حديث "يف الركاز اخلمس" وجه الداللة: أن )أل( يف قوله )اخلمس( للعهد أي: املعهود يف قوله }واعلموا أنام غنمتم من يشء فأن هلل مخسه وللرسول...{. ورد عن عمر أنه جعل مرصفه مرصف الفيء. قال املؤلف: )فصل( هذا الفصل عقده املؤلف لبيان أحكام زكاة الذهب والفضة وعروض التجارة. ويدل عىل وجوب زكاة الذهب والفضة: الكتاب والسنة واإلمجاع: فمن الكتاب: قال تعاىل )والذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقوهنا يف سبيل اهلل فبرشهم بعذاب أليم( ومن السنة: قول النبي يف حديث أيب هريرة : )ما من صاحب ذهب وال فضة ال يؤدي حقها إال كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأمحي عليها يف نار جهنم فيكوى هبا جنبه وظهره كلام بردت أعيدت له يف يوم كان مقداره مخسني ألف سنة حتى يقىض بني العباد واإلمجاع حكاه ابن املنذر وغريه. فريى سبيله: أما إىل اجلنة وإما إىل النار( قال املؤلف: )وأقل نصاب ذهب عرشون مثقاال وفضة مائتا درهم( نصاب الذهب عرشون مثقاال ومقداره بالغرامات: ] =85 غرام[. فمن ملك ما يساوي ]85[ غرام جيب عليه إخراج الزكاة. نصاب الفضة مائتا درهم ومقدارها بالغرامات: نصاب الفضة بالغرامات. املائتا درهم تساوي ]141[ مثقاال. ]595= [ ما الدليل عىل نصاب الذهب والفضة حديث عائشة وابن عمر مرفوعا: "أنه كان يأخذ من كل عرشين مثقاال نصف مثقال". وحديث أيب سعيد : ليس فيام دون مخس أواق صدقة. وحديث أنس وفيه "يف الرقة ربع العرش فإن مل تكن إال تسعني ومائة فليس فيها يشء إال أن يشاء رهبا" واملقصود بالرقة )الفضة(.

20 قال املؤلف: و) متفقة 21 يضامن يف تكميل النصاب( أي: لو عندي عرشة مثاقيل ذهب ومائة درهم فضة فكل منهام نصف نصاب وجمموعهام نصاب فحينئذ جتب فيها الزكاة وجيزىء إخراج زكاة أحدمها من اآلخر ألن مقاصدمها وزكاهتام فهام كنوعي جنس واحد من حب أو ثمر. وهذا هو املشهور يف املذهب عندنا وهو قول احلنفية واملالكية أهنم يعتربون الذهب والفضة شيئا واحدا. والرواية الثانية وهو قول الشافعية: أهنام ال يضامن إىل بعضهام يف تكميل النصاب. لعموم حديث أيب سعيد. قال املؤلف: )والعروض إىل كل منهام( العروض مجع عرض وهي: غري األثامن من املال عىل اختالف أنواعه من النبات واحليوان والعقار ونحوها. إذا كان لدي عروض وذهب وفضة فإنه حينئذ نجمع نصاب الذهب والفضة إىل العروض. مثال: إذا كان عندي عرشة مثاقيل ذهب وعروض )كمبيوترات جواالت( قيمتها عرشة مثاقيل هنا تضم إىل بعضها وجتب فيها الزكاة. ويدل لذلك: اإلمجاع. ألن الزكاة يف العروض جتب يف قيمتها وهي تقوم بكل منهام فكانا مع القيمة جنسا واحدا. قال املؤلف: )والواجب فيها ربع العرش(. مقدار الزكاة يف الذهب والفضة ربع العرش. ويدل لذلك حديث عائشة وأيب سعيد وأنس السابقة. قال املؤلف )وأبيح لرجل من الفضة خاتم...( )أبيح لرجل( خي رج املرأة. )من الفضة( خيرج الذهب. )خاتم( فيجوز استخدام اخلاتم من الفضة للرجل والدليل: قال املؤلف: فعل النبي أنه اختذ خامتا من الورق..متفق عليه. اإلمجاع. واألوىل جعله يف خنرص اليرسى والدليل: حديث أنس كان خاتم النبي يف هذه وأشار إىل اخلنرص من يده اليرسى رواه مسلم. وألهنا طرف فهي أبعد من االمتهان فيام تتناوله اليد. وجيعل فصه مما ييل كفه لفعله عليه السالم. أما السبابة والوسطى فقد كره العلامء التختم فيهام. وثبت النهي عنها يف حديث عيل. )وقبيعة سيف..( وهو ما جيعل عىل طرف قبضة السيف. الدليل: حديث أنس "كان قبيعة سيف رسول اهلل من فضة". قال املؤلف: )وحلية منطقة( وهو ما يشد به الوسط ألن الصحابة اختذوا املناطق حمالة بالفضة. وقال: )ونحوه( كحلية اجلوشن وهو الدرع واخلوذة وهي البيضة. ونحوها ألهنا يسري فضة يف لباسه وألنه يسري تابع. حكم استخدام الفضة يف اللباس اختلف العلامء فيه عىل قولني:

21 و) 20 القول األول: ال جيوز استخدامها يف باب اللباس للرجال مطلقا إال ما ورد الدليل فيه وهو اخلاتم وقبيعة السيف وحلية املنطقة وهو قول مجاهري العلامء. ودليلهم: حديث حذيفة مرفوعا "الذهب والفضة واحلرير والديباج هي هلم يف الدنيا ولكم يف اآلخرة" رواه البخاري فالنبي سوى بني هذه األربعة وما عدا الفضة حمرمة عىل الرجل فكذلك الفضة. القول الثاين: جيوز استخدامها مطلقا يف اليسري والكثري. وهو رواية عن بعض احلنابلة اختارها ابن تيمية. والدليل حديث: 1 2 لكن عليكم بالفضة فالعبوا هبا لعبا( رواه أمحد وصححه. من جييز استخدام الفضة أجازه برشطني: - عدم االرساف. - والتشبه بالنساء. قال املؤلف: )ومن الذهب قبيعة السيف وما دعت إليه الرضورة كأنف(. املباح من الذهب عىل املذهب: قبيعة السيف: ما- ألن عمر كان له سيف فيه سبائك من ذهب. وجاء عن سهل بن حنيف أنه كان يف قائم سيفه مسامر ذهب. دعت إليه الرضورة: كأنف ورباط أسنان والدليل: قصة عرفجة بن أسعد. جاء عن مجاعة التابعني منهم: موسى بن طلحة وأيب محزة الضبيعي وثابت البناين وإسامعيل بن زيد بن ثابت واملغرية بن عبد اهلل أهنم شدوا أسناهنم بالذهب. استخدام الذهب للرجل عىل أحوال: - اتفق العلامء عىل حتريم الذهب اخلالص الكثري عىل الرجل سواء كان مفردا خالصا أو تابعا لغريه. - اتفقوا عىل جواز اختاذ الرجل: أنفا من ذهب حديث عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكالب يف اجلاهلية فاختذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي أن يتخذ أنفا من ذهب. رواه الرتمذي. أو سنا باالتفاق إال ما روي عن أيب حنيفة وخالفه الصاحبان أبو يوسف وحممد بن احلسن. - أما اليسري التابع لغريه مثل ما يوضع يف الكبكات وعقارب الساعة وأزرار القميص. القول األول: املنع: وهو قول مجاهري العلامء وذلك لعمومات األدلة. القول الثاين: اجلواز إذا كان بمقدار أربع أصابع أو أقل. وهذا القول رواية عن اإلمام أمحد اختارها ابن تيمية. واستدلوا بام ييل: حديث معاوية "هنى رسول عن لبس الذهب إال مقطعا " واملقطع: اليشء اليسري. حديث املسور بن خمرمة:"خرج رسول اهلل وعليه قباء من ديباج مزرر بالذهب" رواه البخاري

22 قال املؤلف رمحه اهلل: )ولنساء منهام ما جرت العادة بلبسه( 22 النساء جيوز هلن لبس الذهب والفضة. وضابطه: أن يلبسن ما جرت العادة بلبسه سواء قل أو كثر ولو زاد عىل ألف مثقال. والدليل عىل ذلك: قول النبي "أحل الذهب واحلرير إلناث أمتي وحرم عىل ذكورها" وإذا أبيح الذهب فمن باب أوىل الفضة ألن الفضة أقل شأنا من الذهب. والعادة خمتلفة باختالف البلدان واألزمان واألحوال. ويف هذه األزمنة اعتاد النساء: ما يلبس يف الرقبة وتسمى قالئد أو رشارش وما يلبس يف األصابع وتسمى خواتيم وما يلبس يف الذراع وتسمى أسورة ويسميه العامة: غوائش وما يلبس يف األذن ويسمى أقراطا وما يلبس يف الوسط ويسمى حزاما. أما ما مل جتري العادة بلبسه فهو غري مباح ألنه يدخل يف باب اإلرساف والتبذير املنهي عنه. قال املؤلف رمحه اهلل: )وال زكاة يف حيل مباح أعد االستعامل أو عارية(. حكم زكاة احليل: )وال زكاة( هذا هو احلكم عند املؤلف. )يف حيل( هذا عام يشمل الذهب والفضة ويشمل ما كان من حيل الذكر وما كان من حيل األنثى أيضا. )مباح( خيرج املحرم فال زكاة )أعد الستعامل أو عارية( فيه وهو مثل ما مل جتر العادة بلبسه للنساء فهذا حمرم ال زكاة فيه )أعد( تفيد هذه اللفظة أنه ال يلزم منه االستعامل والعارية بل يكون هتيئته لذلك فقط. ا) الستعامل( ما يكون عند املرأة تستعمله وتتحىل به يف املناسبات ونحوها. )العارية( أن ختصصه ألن تعريه ملن حيتاجه من أخواهتا فهي مل تستعمله وإنام جعلته للعارية. )االستعامل أو العارية( خيرج غريمها مثل: ما أعد لإلجارة: كأن ختصصه للتأجري ملن حيتاجه بسعر معني فهذا النوع فيه زكاة. ما أعد للنفقة: وصورته: أن يكون عندها أطقم ذهب كلام احتاجت لطعام أو سكن أو كسوة باعت منه وأنفقت منه يف حاجتها األصلية فهذا النوع فيه زكاة ألنه أصبح هبذا الصورة مثله مثل النقود. فهذا ضوابط مهمة يف زكاة احليل الذي هو مباح وأعد لالستعامل أو العارية أما ما أعد لإلجارة أو النفقة فإنه جتب فيه الزكاة. والدليل عىل أن احليل قول النبي : "ليس يف احليل زكاة" املباح الذي أعد لالستعامل أو العارية ال جتب فيه الزكاة: قول النبي )تصدقن ولو من حليكن( ووجه الداللة: أن النبي أمرهن بالصدقة من احليل ولو كان فيه زكاة ملا أمرهن بالصدقة منه.

23 أ" 23 ما جاء عن احلسن البرصي أنه قال: )ال نعرف أحد من اخللفاء قال يف احليل زكاة(. )وهو يقصد اخللفاء الراشدين ومن بعدهم ألن احلسن البرصي متقدم أدرك الصحابة رضوان اهلل عليهم فهو ينفي أن يكون أحد منهم أخذ زكاة احليل(. القاسم بن حممد أحد الفقهاء السبعة يقول: )ما أدركت أحدا أخذ صدقة احليل( وهو قد أدرك زمن التابعني فهذا الكالم يدل عىل أنه مل يقل أحد ممن تقدم يف ذلك العرص بزكاة احليل. وهذا القول هو قول مجاعة من العلامء من الصحابة والتابعني وأتباعهم. فقد قال به من الصحابة: جابر بن عبد اهلل وعبد اهلل بن عمر. وقول عائشة وأسامء بنت أيب بكر ريض اهلل عنهم. وهذا يدل عىل قوة هذا القول وذلك ألن عائشة وأسامء من فقيهات الصحابة وهذه املسألة من املسائل التي هي ألصق بالنساء فكون عائشة تقول به دليل عىل تأكد هذا القول وظهوره. وهو قول مجهور العلامء من املالكية والشافعية واحلنابلة. القول الثاين يف املسألة: أن احليل املعد لالستعامل فيه زكاة. وهذا القول مذهب أيب حنيفة وهو رواية عن اإلمام أمحد. واستدلوا عىل ذلك: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت رسول اهلل غليظتان من ذهب فقال هلا: "أتعطني زكاة هذا " قالت: ال قال: ومعها ابنة هلا ويف يد ابنتها مسكتان نار " قال: فخلفتها فألقتهام إىل النبي وقالت:مها هلل ولرسوله( رواه أبو داود والرتمذي. يرسك أن يسورك اهلل هبام سوارين من حديث عائشة ريض اهلل عنها قالت: دخل عيل رسول اهلل ويف يدي فتخات من ورق فقال: "ما هذا يا عائشة " فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول اهلل فقال: "أتؤدين زكاهتن " قلت: ال قال: "هو حسبك من النار" رواه أبو داود واحلاكم. فهذان أهم دليلني لدى القائلني بوجوب زكاة احليل املعد لالستعامل. لكن جياب عنهام: بأن هذه األحاديث معلولة أي: مل تثبت عن النبي ولو ثبتت فإن عائشة ريض اهلل عنها قد خالفت ما روت فهي ترى أنه ليس فيها زكاة. فينبغي أن نقدم أقوال الصحابة عىل غريهم خاصة يف هذه املسألة التي تتكرر كل عام ومل يرد عن أحد منهم القول بوجوب الزكاة فيها. فهذا يدل عىل ضعف القول الثاين وعدم صحة األحاديث فيه. قال املؤلف رمحه اهلل: )وجيب تقويم عرض التجارة باألخط للفقراء منهام(. هل نجعل النصاب يف عرض التجارة نصاب ذهب أو نصاب فضة يقول املؤلف بأنه ينظر يف األحظ للفقراء واألحظ هو األقل وال شك أن األقل يف زماننا هو نصاب الفضة قريب من ستامئة ريال ونصاب الذهب يتعدى العرشة آالف ريال. كيف نعرف الذهب: النصاب حتى نخرج الزكاة فيه وزن املثقال: 4425 غرام نرضهبا يف 21 ألن أقل نصاب الذهب 21 مثقال =85 غرام. الفضة ألن

24 85 غرام سعر الغرام اليوم فإذا كان سعر غرام الذهب اليوم مثال = )132 ريال( =11151 فمن كان عنده )11252( ريال فإنه جتب عليه الزكاة إذا قدرنا النصاب بالذهب. 24 الفضة: 211 درهم فضة تساوي باملثاقيل= 141 مثقال. 595= بريال: 595=1 595 ريال. هذا نصاب الفضة. ثم نرضهبا فيكون بذلك من ملك 595 ريال وجبت عليه الزكاة يكون ملك نصابا. وعىل هذا: يف سعر الفضة اليوم فإذا كان سعر الفضة يقدر من كان عنده اليوم 595 ريال جتب عليه الزكاة ومن كان عنده أقل ال جتب عليه الزكاة. ومن الفقهاء من يقول إن هذا الكالم إنام هو يف السابق وأنه ال يمكن أن نجري هذا الكالم عىل عرصنا هذا ألنه يف السابق كانت الذهب والفضة متساويتني أو قريبتني من بعضهام فاألنفس تتعلق بالذهب كام تتعلق بالفضة. بينام يف زماننا أصبحت الفضة كاسدة ليس هلا وزن ومقدار عند الناس فال نقارهنا بالذهب ألن الذهب ال زالت له منزلة ومكانة وقيمة. هلذا فإنه ال ينظر للفضة وإنام للذهب فيقوم النصاب بالذهب دون الفضة. وعليه: فمن ملك ريال فقد وجبت عليه الزكاة ومن ال فال. قال املؤلف: )وخترج من قيمته( يعني: عروض التجارة خترج من القيمة وليست من العروض فإذا كان عند رجل جتارة كمبيوترات فإنه خيرج الزكاة من القيمة وال خيرجهام من العروض. والدليل: أن النصاب يف عروض التجارة معترب بالقيمة. بخالف هبيمة األنعام فإن النصاب ليس معترب بالقيمة إنام هو معترب بالبهيمة نفسها ألن الزكاة خترج منها نفسها وال خترج قيمتها. أن العني يف العروض غري ثابتة. قال املؤلف: )وان اشرتى عرضا بنصاب غري سائمة بنى عىل حوله( هذا مسألة تبديل النصاب بنصاب آخر من األموال الزكوية. إذا اشرتى عرضا بعرض أو اشرتى عرضا بأثامن فام احلكم يبني عىل احلول السابق وال يستأنف حوال جديدا. الدليل: أن وضع التجارة قائم عىل التقليب واالستبدال فإذا أبدل عرضا بعرض مل تتغري نيته فكلها جتارة. فلو قلنا بانقطاع احلول بطلت زكاة عروض التجارة مطلقا ألن حال التجارة قائم عىل التقليب واالستبدال. أن الزكاة يف املوضعني )العروض واألثامن( تتعلق بالقيمة وهو الثمن واألثامن يبنى حول بعضها عىل البعض. إذا اشرتى عرضا بنصاب سائمة فام احلكم يستأنف حوال جديدا.

25 25 فلو أن رجال عنده معرض حاسب آي فباعه قبل إمتام احلول واشرتى بثمنه إبال فإنه ينقطع احلول حتى وإن مل يبقى عىل متام احلول إال شهرا أو شهرين. ويستأنف حوال جديدا الختالفهام يف النصاب الواجب فنصاب هبيمة األنعام خيتلف عن نصاب األثامن. ويستثنى من ذلك حالة واحدة: وهي إذا اشرتى هبيمة األنعام للتجارة كمن باع حمال لبيع املالبس واشرتى بثمنها إبال للتجارة فحينئذ تكون اإلبل املباعة هنا عرض جتارة فيبني عىل احلول السابق وال يستأنف حوال جديدا. قال املؤلف رمحه اهلل:)وجتب الفطرة( هذا رشوع من املؤلف يف بيان أحكام زكاة الفطر. والفطر اسم مصدر من قولك: أفطر الصائم إفطارا. وأضيفت إىل الفطر ألنه سبب يف وجوهبا فهو من إضافة اليشء إىل سببه. وقيل هلا: فطرة ألن الفطرة اخللقة قال تعاىل: }فطرة اهلل التي فطر الناس عليها{ وهذه يراد هبا الصدقة عن البدن والنفس. حكم زكاة الفطر: واجبة. والدليل عىل ذلك: من القرآن: قوله تعاىل: }قد أفلح من تزكى{ قال بعض العلامء أن املراد هبا زكاة الفطر بقرينة قول اهلل عز وجل بعدها }وذكر اسم ربه فصىل{ أي: ذكر اهلل ليلة العيد بالتكبري فصىل أي: صالة العيد. قال هبذا: سعيد بن املسيب وعمر بن عبد العزيز وغريمها. و من السنة: ما جاء يف حديث ابن عمر قال: "فرض رسول اهلل زكاة الفطر صاعا من متر أو صاع ا من شعري عىل العبد واحلر والذكر واألنثى والصغري والكبري من املسلمني وأمر هبا أن تؤدى قبل خروج الناس إىل الصالة" متفق عليه. وحديث ابن عباس قال: "فرض رسول اهلل : زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكني" رواه أبو داود وابن ماجه. و اإلمجاع: حكاه ابن املنذر قال: )أمجعوا عىل أن صدقة الفطر فرض( قال املؤلف رمحه اهلل: )عىل كل مسلم إذا كانت فاضلة عن نفقة واجبة يوم العيد وليلته وحوائج أصلية(. بدأ املؤلف بالكالم عىل رشوط وجوب زكاة الفطر. الرشط األول: اإلسالم: وهذا يشمل الذكر واألنثى والصغري والكبري واحلر والعبد. والدليل عىل ذلك: حديث ابن عمر الذي تقدم. فيخرج: الكافر ولو كان مرتدا فال جتب عليه زكاة الفطر. والدليل: قوله تعاىل )وما منعهم أن تقبل منهم نفقاهتم إال أهنم كفروا باهلل ورسوله( فدلت عىل أن الكفر مانع من قبول الزكاة. وألنه قد سامها النبي طهرة والكافر ليس أهال للتطهر.

26 الرشط الثاين: أن تكون فاضلة عن نفقة واجبة يوم العيد وليلته وحوائج أصلية. 26 النفقة الواجبة هي: التي تكون عن نفسه وعمن تلزمه نفقته. الدليل: حديث جابر أن النبي قال: "ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل يشء فألهلك" أخرجه مسلم. من املعنى: أن القوت من الرضوريات وحفظ النفس مقدم عىل غريها فلو أوجبنا عليه الزكاة وهو فقري فإننا نضيع النفقة التي أوجب الشارع حفظها. إذا مل جيد إال نصف صاع فإنه خيرجه. لقوله تعاىل: )فاتقوا اهلل ما استطعتم( ولقوله )إذا أمرتكم بيشء فأتوا منه ما استطعتم(. ال يعترب لوجوب زكاة الفطر لعموم حديث: أن يكون مالكا للنصاب. "فرض رسول اهلل زكاة الفطر.." ومل يذكر الرسول فيها أن يكون مالكا للنصاب بمعنى: أنه كل من وجد قوته يوم العيد وليلته وكان فاضال عن النفقة الواجبة عليه فيهام وجبت عليه الزكاة. من التعليل: أهنا صدقة عن البدن وحق ال يزيد بزيادة املال فلم يعترب وجود النصاب هلا كالكفارة. فهي صاع عن الناس مجيعا الغني والفقري الذي جيد قوت يوم العيد وليلته. قوله )يوم العيد وليلته( قوله هذه النفقة التي وجدها جيب أن تكون فاضلة عن حاجته يوم العيد وليلته. فلو كان يكفي الرجل يف اليوم والليلة )32 ريال( فنقول ما زاد عن هذه النفقة فإنه جيب عليه أن خيرج زكاة الفطر ولو مل جيد )31( ريال يف اليوم والليلة فال جتب عليه زكاة الفطر. وكذا من كان عليه نفقة تلزمه كاألوالد والزوجة واألبوين إن كانا معرسين. )حوائج أصلية( مثل: )اللباس املسكن املركب السيارة( فال نلزمه ببيع سيارته ليخرج زكاة الفطر. أما ما فضل عن حوائجه األصلية وأمكن بيعه وجب عليه أن يبيعه مثل لو كان رجل يملك بيت وسيارة ومجيع احلوائج األصلية وعنده أيضا كامليات كأثاث ال حاجة له فيجب عليه أن يبيعها وخيرج زكاة الفطر. قال املؤلف رمحه اهلل:)فيخرج عن نفسه وعن مسلم يمونه وتسن عن جنني( ذكر لنا املؤلف عن من خترج زكاة الفطر: عن نفسه: فإذا فضل يش أخرج عمن يمونه. عن زوجته: حتى وإن كانت غنية. ويدخل أيضا أوالده الصغار باتفاق العلامء. أما أوالده الكبار: فإذا كانوا يف عياله فيجب عليه أن خيرج عنهم زكاة الفطر. ومل خيالف يف هذه املسألة إال أبا حنيفة فإنه يرى أنه إذا كان عياله كبارا فإنه ال خيرج عنهم زكاة الفطر مطلقا.

27 27.5 القريب الذي جتب عليه نفقته. مثل: الوالدين إذا كانا معرسين فيجب عليه أن خيرج عنهم زكاة الفطر. والدليل: ما جاء عن ابن عمر قال: أمر رسول اهلل بصدقة الفطر عن الصغري والكبري واحلر والعبد ممن متونون. أخرجه الدارقطني وقال: ]رفعه القاسم وليس بقوى والصواب موقوف[. ما جاء يف البخاري عن نافع أن ابن عمر كان يعطي عن الصغري والكبري حتى كان يعطي عن ب ني(. أي: أوالد نافع. ويف رواية عند البيهقي: عن كل إنسان يعوله من صغري أو كبري. قال املؤلف: )وتسن عن جنني( ما دام اجلنني يف بطن أمه فإخراج زكاة الفطر أمر مسنون وليس بواجب. وضابط اجلنني الذي يسن إخراج الزكاة عنه هو: ما بلغ أربعة أشهر ألنه قبل األربعة أشهر ليس بإنسان. والدليل: أن عثامن كان يعطي صدقة الفطر عن احلبل. أخرجه ابن أيب شيبة. وهو منقطع. وأخرج أيضا عن أيب قالبة أنه الصحابة. و قال: كانوا يعطون صدقة الفطر حتى يعطون عن احلبل. وهذه املسألة من مفردات مذهب احلنابلة. أما املذاهب األخرى فلم يقولوا باستحباهبا عن اجلنني. وهو قد أدرك بعض ومل يقولوا بالوجوب ألهنا لو تعلقت به قبل ظهوره لتعلقت الزكاة بأجنة السوائم. وهذا مل يقل به أحد من العلامء. قال املؤلف رمحه اهلل: )وجتب بغروب الشمس ليلة الفطر وجتوز قبله بيومني فقط ويومه قبل الصالة أفضل وتكره يف باقيه وحيرم تأخريها عنه وتقىض وجوب ا(. جتب زكاة الفطر بغروب شمس ليلة العيد. والدليل عىل ذلك: حديث ابن عمر : )فرض رسول اهلل زكاة الفطر من رمضان(. أضاف الزكاة إىل الفطر وأول فطر من مجيع الشهور يقع بمغيب الشمس. ألهنا رشعت تطهريا للصائم مما حصل يف صيامه وهذا إنام يكون عند متام الصيام ومتامه بغروب الشمس. ويتعلق بالوجوب: إسالم الكافر ونكاح الرجل ووالدة املولود. إذا أسلم الكافر قبل غروب الشمس فإهنا جتب عليه زكاة الفطر. وإذا تزوج الرجل قبل غروب الشمس فإهنا جتب عليه زكاة الفطر عن زوجته. وإذا ولد له مولد قبل غروب الشمس فإهنا جتب عليه زكاة الفطر عن مولوده. أما إذا أسلم الكافر أو تزوج الرجل أو ولد لإلنسان مولود بعد غروب الشمس فال جتب عليهم الزكاة لعدم وجود السبب وقت الوجوب إال أهنا تستحب عن املولود بعد غروب الشمس وذلك ألهنا يف األصل مستحبة عن اجلنني. ومثله لو مات الرجل أو طلق امرأته أو أعرس قبل غروب الشمس فإنه ال جتب عليه الزكاة لزوال السبب قبل زمن الوجوب. قال املؤلف: )وجتوز قبله بيومني فقط(

28 28 جتوز قبل غروب شمس يوم العيد بيومني: أي: يوم )28( و )29( أو 29( )31(. و( ولو كانت ثالثة أيام ال تقبل منه. والدليل: حديث ابن عمر )كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومني( فهو حيكي من كان يف زمانه. لكن هناك فرق بني إخراج الزكاة وبني التوكيل يف إخراجها. فال بأس لو وكل أحدا بإخراجها قبل أيام ألن ذلك جمرد توكيل وليس إخراج. قال رمحه اهلل: )ويومه قبل الصالة أفضل( أفضل أوقات إخراجها: أن تكون يوم العيد بعد الفجر وقبل الصالة. وهذا باتفاق األئمة ويدل له: حديث ابن عمر وفيه "وأمر هبا أن تؤدى قبل الصالة". وحديث ابن عباس وفيه: من أداها قبل الصالة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصالة فهي صدقة من الصدقات. قال رمحه اهلل )وتكره يف باقيه وحيرم تأخريها عنه( من بعد الصالة إىل غروب الشمس جائز. والدليل: أنه خالف األمر الذي أمر به النبي يف احلديث )أمر أن تؤدى قبل خروج الناس إىل الصالة(. وروي يف احلديث: "أغنوهم عن الطواف يف هذا اليوم" هذا احلديث ضعيف ولكن فيه بيان احلكمة من مرشوعية زكاة الفطر. فمن دفعها إليهم بعد الصالة فإنه حقق املطلوب وهو هذا اليوم. إغناء الفقراء عن املسألة يف وهذا القول وهو القول باجلواز يف باقي يوم العيد -من بعد الصالة إىل مغيب الشمس- هو قول مجاهري العلامء من: احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة. وقد رصح الشافعية واحلنابلة بأنه جائز مع الكراهة. وخالف يف هذه املسألة ابن تيمية وابن أن يؤخرها القيم وقالوا: بأهنا تفوت بالصالة بمعنى أهنا حمرمة بعد الصالة وال جيوز له إال لعذر. كأن يأتيه خرب العيد بغتة أو و كل شخصا ومل خيرجها ذلك الشخص أو ال يكون حوله فقري. ويستدلون بحديث ابن عمر: "وأمر هبا أن تؤدي قبل خروج الناس إىل الصالة". هذا دليل عىل أن من أخرجها بعد الصالة فقد خالف األمر وخمالفة األمر تفيد التحريم. ما بعد غروب الشمس حمرم ويأثم لتأخري الواجب عن وقته وملخالفته األمر. وقال رمحه اهلل:)وتقىض وجوبا ( جيب عىل من فاتته أن يقضيها وال تسقط عنه حتى بعد يوم العيد. والدليل: ألهنا عبادة فلم تسقط بخروج الوقت كالصالة. فالصالة لو أخرها رجل حتى خرج وقتها فإهنا ال تسقط عنه وجيب عليه أن يقضيها. قال املؤلف رمحه اهلل )وهي صاع من بر أو شعري أو سويقهام أو دقيقهام أو متر أو زيت أو أقط(.