رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - ا

النسخ

1 رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )10( ني سان m a n a r a t فراس السو اح

2 3 2 العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )10( ني سان العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )10( ني سان يف بداية االنتفاضة السورية وجد فراس السو اح نفسه مدفوعا للتعبري عن رأيه يف حراك الش ارع. انطالقا من رصيده الفكري الذي راكمه خالل العقود الثالثة األخرية. كت ب عىل صفحته يف فايس بوك أفكارا تدع و إىل العقالنية وعدم االن زالق إىل مس تنقع الحرب الطائفية. حذ ر أيضا من الش عارات التي تحر ض عىل تفتيت املجتمع السوري وانقسامه من خالل التسميات التي ت طلق عىل أيام الجمعة. لكنه فوج ئ بحجم الهجوم املضاد والتخوين ال ذي ناله جر اء هذا الط رح فام كان منه إال أن أغلق صفحته عىل الف ور مود عا قر اءه بقوله:»يف زمن القتلة والجنون الجامعي ألمة بأكملها تنسحب الحكمة إىل مخبئها ويغدو صوت الحق مثل نهيق حامر تائه يف الصحراء ال يس معه أحد. لذا فإن العاقل ينكفئ عىل نفسه ويختار الصمت«. فراس السو اح وملحمة جلجامش ملحمة "جلجامش ليست أطول وأجمل نص أديب وصلنا من حضارات الرشق القدمية فحس ب بل يرجح أن تكون أقدم ملحمة ش عرية يف العامل إذ أنها سبقت بثامنية قرون ملحمتي "اإللياذة و"األوديس ة" لليوناين هومريوس اللتني نظمتا يف القرن العارش قبل امليالد كام تؤكد معظم املصادر. وقد ش اعت ملحمة "جلجامش عقب تأليفها حوايل عام 1800 قبل امليالد يف جميع أرجاء املنطقة وترجمت إىل عدد من اللغات املتداولة يف ذلك الوقت وظل االهتامم بها مستمرا منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم رغم مرور ما يقارب األربعة آالف س نة عىل ظهورها. وه ي اليوم موضع اهتامم وتقدير ع ىل صعيد عاملي و قد صدرت تراجم عديدة له ا مبعظم اللغات الحية. وتلخص امللحمة حياة وأعامل جلجامش ملك مدينة أور السومرية وسعيه إىل الخلود وتنبض تفاصيلها بتأمالت يف اإلنسان ومسألة الحياة واملوت ومعنى الوجود. فراس السو اح ينسحب في زمن الجنون خليل صويلح املفك ر ال س وري ال ذي كان يح ش د جمه ورا ا ستثنائي ا خ ل الل ندوات ه اكت شف فج اأة اأنه حيال هيجان جماعي ل»م ص ادرة العقل«هو ال ذي ا شتغ ل طوي ل ال يف كتب ه واأبحاثه على»حتري ر العق ل«كما يق ول. يف تعليقاته على فاي سبوك حت د ث عن»الث ورة املخرتقة«من جه ات عد ة أابرزه ا الأ صولي ات الإ سالمية وثقاف ة الث اأر املت أا صل ة يف ال سيكولوجي ا العربي ة و»اجله ات ال شبحي ة«)التي تطلق الت سمي ات عل ى أاي ام اجلمع ة( ومعار ض ة املقاع د الوثرية م ن دون اأن ي ستثني ال سلطة يف قم ع التظاه رات ال سلمي ة وت أاجي ج ال صراع. يو ض ح ر ؤويت ه إاىل الث ورات العربي ة قائال :»النتق ال إاىل الدميوقراطي ة يحت اج اإىل مترين ات شاقة. ل بد م ن التطو ر التدريجي واإل فل ن جن د ث ورة ناجحة«. هك ذا عاد اإىل مواقع ه القدمي ة ل ستكم ال م شروع ه حول»حفريات الن صو ص املقد سة«بنظرة مغايرة ت سعى اإىل هدم» سلط ة الن ص«وحتريره من قد سيت ه التاريخي ة: «أاق ر أا ه ذه الن صو ص بو صفها متنا اأدبيا متجاوزا طغيانها املقد س من خ ل الل تفكيكها و إاع ادة تركيبها وو ضعها يف مقام اآخر«. ل يق ف ال س و اح عند باب اليقني م ر ة واحدة يف رحلة ت شوبها الريبة م ن الإيديولوجيات اجلاه زة. كتاب ه الأول»مغام رة العق ل الأوىل«)1978( أاح دث ضج ة غ ي ري م سبوقة ب ي ني صف وف الق راء. يف أاوج صع ود الإيديولوجي ات الي ساري ة اخت ار فرا س ال س و اح حق ل ال معرفي ا مغاي را ه و درا سة الأ سط ورة و شعائ ر وطقو س الديان ات القدمي ة يف سوري ا ووادي الرافدي ن بحثا عن وح دة التجرب ة الروحي ة. واإذا بالكتاب ي شق طريقه منف ردا إاىل الواجهة يف طبعات متتالي ة مل تتوقف حتى اليوم. ينفي صاحب»الأ سط ورة واملعن ى«)1997( اأنه باحث يف الأ سطورة بقدر اعتنائه مبا وراء الأ سطورة جله ة احلداث ة واكت ش اف اجل ذور و إاطاحة سلطة الن ص مل صلحة» سلطة العقل«من خالل التف س ي ري والت أاوي ل. وهو به ذا املعنى باحث يف تاري خ الأديان من موقع فينومينولوجي: ي ص ف الظاه رة م ن دون احلكم عليه ا على عك س ما تتكفل ب ه الدرا سات التي تنتمي اإىل نق د الفكر الديني. ذل ك أان الأ ساطري ح سبما يقول هي حكايات مقد سة أابطالها من الآلهة وتاليا فهي املنبت الأول للن ص الديني. ابن العائلة احلموي ة الأزهرية التي ا ستقر ت يف حم ص مطل ع الق رن املن ص رم عا ش يف ف ض اء تنوي ري أات اح ل ه أان يخت ار طريق ه بنف س ه. در س القت صاد يف جامعة دم شق ثم انت س ب اإىل ق سم الفل سفة ومل يكمل درا سته إاذ مل يج د جديدا يف املنهاج. يف مطلع شبابه كان قريب ا من الإخ وان امل سلمني ثم غرق يف املارك سية واأح س لحق ا بقربه من القوميني ال سوريني. يقول م ستدركا :»لكنني مل اأنت سب اإىل اأي م ن ه ذه الأح زاب يوم ا. اأقرتب من الأفكار و أابتعد عن الإيديولوجيات. النتماء إاىل اجلماعة يوؤدي اإىل الذوبان«. اهتمام ه بال ت رتاث الإن ساين الق دمي ل يعني تقدي س ه له ذا ال ت رتاث بق در م ا ه و ات كاء عل ى ن ص منج ز بق ص د العب ور اإىل ضفاف ن ص اآخ ر.»ينبغي األ نكون اأ س رى املا ضي«يوؤك د. ه ذه الت ص و رات ت ضعه عل ى م سافة م ن ا شتغ الت الآخري ن على ال ت رتاث اأمثال حمم د عاب د اجلاب ري ال ذي كان يعم ل يف»دائ رة ثقافية مغلق ة«والطيب تيزيني الذي ع د منجزه»جم رد حركة م صطنع ة يف مياه راك دة«. اأما اأدوني س فهو مل يغ ادر منجزه يف»الثاب ت واملتحو ل«و»بق ي متخندقا يف مذهبيته ال ضي قة«. ي ستثني ال سو اح هنا جهود جورج طرابي شي يف كتابه»من اإ سالم القراآن اإىل اإ سالم احلديث«جلهة التاأويل املبتكر. رحلت ه الطويل ة بني اأم ي ريكا واأوروب ا مطلع ال سبعيني ات كان ت عتبت ه الأ سا سي ة يف متزي ق خرائ ط امل كان املغل ق والنخ راط يف منظوم ة الثقاف ة العاملية بحث ا و سجال وتفك ي ريا و ص ول اإىل نظريت ه اخلا ص ة يف ماهي ة الدي ن. ير شدن ا اإىل كتاب ه املف صل ي»دي ن الإن سان«)1994( معت ب ربا اإياه جوهر ا شتغال ه املع ريف. بالإ ضاف ة اإىل عمل ه على الأ سط ورة العربي ة والإغريقية اجته فرا س ال س و اح شرق ا ليمي ط اللث ام عن اأح د اأهم كت ب احلكمة ال صينية وهو»كتاب التاو«اأو»اإجني ل احلكم ة ال صينية«ذل ك اأن الثقافات ال شرقي ة ظل ت شب ه جمهول ة يف املكتب ة العربي ة. مقول ة من القرن الراب ع قبل امليالد للحكيم ال صين ي»لو ت سو«وج هت بو صلته اإىل الروحانية اخلال ص ة:»من غري أان ت سافر بعي دا ت ستطي ع اأن تع رف الع امل كل ه. من غ ي ري اأن تنظر م ن النافذة ت ستطي ع اأن ترى طري ق ال سماء«. لع ل صاحب»الوج ه الآخر للم سي ح«اكت شف اخليط ال سر ي بني التعاليم الروحية القدمية وعجلة العلم رابطا املعرفة بال سل وك واإل فنحن اإزاء لعبة ذهنية ل طائل منها:»دقيقة واحدة من ال صالة الذهنية اأكرث فائدة من خم سني صالة«يرد د باطمئنان. ما يعني ال س و اح يف اأبحاثه اأول هو طغيان الفك ر الغيب ي على العق ل العرب ي. لكنه يف املقابل يعو ل على املنه ج العلمي يف تقلي ص هيمنة سلطة هذه الأفكار من خالل ا ستنطاق الن صو ص القدمية املبعرثة»مبنهجية صارمة ق د ت ضع الع امل العربي على عتب ة اأخرى يف التفكري«. هذا ما ي شغله هذه الأيام. بعد صدور كتاب ه»الإجني ل برواي ة الق راآن«)2011( سوف ي ستكم ل م شروعه بعناوين اأخرى قيد الإجناز هي»األغاز الإجنيل«و»اأثر الق ص ص الق راآين يف امل صادر اخلارجي ة«و»تنقيبات معرفية يف الن ص التوراتي«. قبل اأن نغادره يود عن ا ب شك وى تتعل ق بتزوي ر طبع ات كتب ه يف بع ض العوا صم العربي ة وي ضيف ضاحكا :»ماذا يفع ل شخ ص مثلي يعي ش من اإيرادات كتبه «. عن جريدة الأخبار خالد الحل ي هذه امللحم ة كانت حمور كتاب اأ ص دره الباحث واملفكر ال سوري فرا س ال سواح حت ت عنوان "جلجام ش ملحمة الرافدي ن اخلال دة" وقد جاء هذا الكت اب تطويرا ملوؤلفه "كنوز الأعماق-قراءة يف ملحمة جلجام ش" و عمل فيه على اإغن اء املقدمة التاريخية التي ت ضع الن ص يف اإطاره الزمني والثقايف وتو س ع يف الدرا سة الفنية واجلمالية ويف م سائ ل النقد الن ص ي التي تلقي ض وءا على تطور الن ص والتغريات التي طراأت علي ه عرب حياته الطويلة. كم ا زود ه ذا الكتاب مبلح ق يحتوي على اإع داد درامي للملحمة و ضعه حتت ت ص رف امل سرحيني العرب وقدمه جلمهور القراء كي ي ستمتعوا بقراءة حرة للن ص تعفيهم م ن القف ز ف وق الفراغ ات والت شوه ات املوج ودة يف الأل واح الفخارية الأ صلية والتي تنعك س يف اأية ترجمة اأمينة للملحمة. لق د اأط ل علين ا هذا الكت اب ب صفحة م ن القطع الكب ي ري مت ضمنا بالإ ضافة اإىل الإع داد الدرامي للملحمة ثمانية ف صول ت ضمن اثنان منها امللحمة الأكدية والن ص البابل ي الق دمي والن ص البابل ي الو سي ط والن ص املت أاخر/الأ سا سي والن ص الكامل للملحمة البابلية. اإن ملحم ة "جلجام ش ن ص شع ري طوي ل مكت وب بالأكدي ة البابلية وموزع على اثن ي ع شر لوحا فخاريا. وقد و جدت الألواح يف مكتبة اآ شور بانيبال حتت أانقا ض الق صر امللك ي بالعا صمة نينوى. ويذك ر امل ؤولف أان ن ص نينوى ه ذا يدع ى بالن ص الأ سا س ي اأو املعي اري لأنه "ال ش كل الأدبي الأخري الذي اتخذت ه امللحمة بعد فرتة طويل ة من التطور والتغري دامت قرابة أالف عام. ويتميز هذا الن ص الأ سا سي عن بقية الن صو ص ال سابقة عليه ب اأن أالواحه الفخاري ة خرجت سليمة ن سبي ا ويف حالة ت سم ح بق راءة مت سل سل ة رغ م الك س ور احلا صل ة يف بع ضه ا والت شوهات التي اعت ورت الكثري من سطورها. ون ص نين وى هو سليل ن ص اأقدم من ه بكثري دو ن خالل الع صر البابلي القدمي وا ستلهم كاتبه عددا من الن صو ص الأدبي ة والأ سطورية ال سومري ة التي تدور حول ملحمة جلجام ش وبع ض الأخبار املتفرقة املتداولة عنه وحاك م ن ذلك كله وبطريق ة مبدعة خالقة ن ص ه الذي ندعوه اليوم بالن ص البابلي القدمي". يوؤك د ال سواح وه و يتحدث عن خل ود ملحمة جلجام ش كعمل فني يتخطى حواجز الزمان و املكان اأنها رغم مرور أاربعة اآلف عام على تدوين ن صها الأكدي مازالت مقروءة من قبل "الب شر من شتى الثقافات يف جهات العامل الأربع الي وم وكاأنها كتبت خامتة الأم س. من شي مع بطلها يف جتواله كاأنه كل من ا يحدثنا ونحدثه كاأن واحدنا مي شي وظله اأو كاأمنا يناجي نف سه. فجلجام ش مل يعد ذلك امللك القدمي الذي عا ش يف مدينة اأوروك ال سومرية يف زمن ما م ن تلك الأزمان القدمية ال سابق ة للميالد وق صته مل تعد ق صة فرد معني عا ش دورة حياة خا صة به مبحدوديتها وم شاغله ا الذاتي ة بل لقد ص ار رمزا من رم وز امل شكل الإن ساين و ص ارت ق صته حوارا مفتوح ا حول ال شرط الإن ساين". ل دى حديث ه ع ن معن ى امللحم ة ور سالته ا الأخالقي ة والفل سفي ة يذه ب ال س واح اإىل أان جلجام ش الف رد مل يوؤ س س لفردي ة فو ضوي ة خارج ة ع ن ال كل ساعي ة وراء أاهدافه ا وغاياته ا امل ستقلة واملت ضارب ة مع غايات اجلماع ة والبح ث الإن س اين امل شرتك بل لق د جعل من نف س ه النموذج الذي ميك ن لأية شخ صية يف اجلماعة اأن تت ش كل وفق ه وتن سج على منواله ليغ دو املجتمع فريقا م ن الأح رار ل حيوان ا ب اآلف العي ون. وه و بتطوره ال شخ ص ي من الفردية الفو ضوي ة اإىل الفردية اجلماعية املنظم ة وم ن الهتم ام بامل ص ي ري اخلا ص اإىل العناية بامل ص ي ري الإن ساين اإمنا يحدد امل س ار الذي يحرر الأفراد ويربطه م يف اآن معا يف م س ي رية الإن سانية الكربى نحو معرفة الذات ومعرفة الكون. ويف هذا الإطار يرى اأن الأ سطر الأوىل من امللحمة التي تتحدث عن م آاثر جلجام ش واأعماله ل تتطرق اإىل بحثه ع ن اخللود بل ترك ز على احلكمة الت ي اكت سبها بكدحه الطوي ل املرير. وهي بذل ك ت ستبق النهاي ة التي تو صل اإليه ا وعودته ساملا غامنا را ضيا يحمل كنزا من املعرفة واحلكمة التي هي هدف الإن سان يف هذه احلياة وم صدر سعادت ه. لقد ف ش ل جلجام ش يف احل صول عل ى ع شبة اخللود ولكنه تو ص ل إاىل معرفة معنى احلياة وغايتها. ذلك املعنى الذي يكمن يف : احلرية مع الآخرين ومن اأجل اجلمي ع. يف الفعل احلر اخلالق ل م ن اأجل خلود الذكر الفردي بل من اأجل اأه داف اإن سانية شاملة. يف ا ستنفاذ حدود املمكن و إابقاء الأبواب مفتوحة على غري املمكن لأن املمكن وغ ي ري املمكن ن سبيان يف كل زمان واأوان. واأخريا يف احلكمة واملعرفة اللتني نطرق بهما باب امل ستحيالت. ويتطرق املوؤلف اإىل جانب مهم هو أاثر امللحمة يف ثقافات الع امل القدمي فيتحدث ع ن ت أاثري امللحم ة على كثري من الكت ب والأ ساطري هنا وهناك موؤك دا اأن جلجام ش تعلم من جملة ما تعلم وعلمنا أان معنى احلياة قائم يف املعرفة واحلكمة التي نكت سبه ا ون سلمها ملن يرث الأر ض بعدنا ويف الفعل احل ضاري اخل ل الق. وهاهي حياة امللحمة من بعده تثب ت اأنه كان على حق. فاإ ضاف ة اإىل ذيوع امللحمة بن صه ا يف جميع اأرج اء ال شرق القدمي ف اإن اأفكارها قد ساهمت بن صيب يليق بها يف احلياة الفكرية والروحية حل ضارة املنطقة واحل ض ارات املجاورة واأخذت مكانها يف ح ض ارة الك ون القائم ة. األ سن ا جلو س ا الآن يف اأوائ ل القرن الواحد والع شرين املي ل الدي نقراأ جلجام ش ونحاوره كاأن األوف ال سنني املا ضيات قد ذابت لق د احتل الإع داد الدرامي للملحمة ال ذي و ضعه امل ؤولف خم س ا وثمانني صفحة من صفحات الكتاب وهو ل يقدم أاية ر ؤوية خا صة به كما ي ؤوكد ذلك- و ل يحتوي على اأية اإ سقاط ات فكري ة أاو فل سفية معا صرة اإن ه الن ص القدمي نف س ه بجمي ع أاف كاره و شخ صيات ه وت سل س ل اأحداثه. ورغ م اأنه جلاأ اإىل اإ ضافة ع دد قليل من امل شاهد الق صرية غري املوجودة يف الن ص الأ صلي ل ضرورات فنية من جهة ولتو سيع الف ضاء املحيط باحلدث من جهة اأخرى اإل اأنه بق ي اأمين ا خلطاب امللحم ة وحوارها ودقائ ق اأحداثها. لق د اأراد له ا اأن تخرج يف صورة ب صري ة درامية تعك س اأجواءها الأ صيلة دون تدخل اأو توجيه اأو تف سري مقحم. ولتحقيق هذه الغاية عل ى الوجه املرجو اعتمد لغة ذات جر س شع ري ي ستح ضر اجلو امللحم ي للن ص الأ صلي يبعد القارئ اأو امل شاهد عن واقع اليوم لي ضعه فيما ي شبه ع امل املا ضي. كما ا ستخدم جم ل ال ق صرية وتعابري توؤدي املعن ى باإيج از وق وة ومبا ش رة وجتن ب يف صياغتها وانتقائه ا اأ سل وب اخلط اب العربي احلدي ث واأ سلوب اخلطاب العربي الكال سيكي يف الوقت نف سه يف حماولة خلل ق لغ ة حيادية ميك ن له ا أان حتم ل مفاهي م الن ص و صوره وطريقته يف التعبري عن حكمته واأفكاره. سبق لهذه املادة ان ن شرت يف صحيفة املدى 2006

3 5 4 العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )10( ني سان العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )10( ني سان ف راس الس و اح : عل م التاريخ ه و أكثر العلوم اإلنسانية انقياد ا لألهواء إعالمنا غير موث ق مناهجنا التعليمية هابطة والتاريخ ال ي نق ل ألبنائنا إال م ف ل ت ر ا حاو ر ت ه: روزالين الجندي ينفتح بك على غابة من الأ سئلة... أا سئلة تتعل ق بتاريخ ك مبعتقدات ك بحقيقة وج ودك. وم ن ث م ي ضع ك وجه ا لوج ه اأم ام باحث اآث ر البحث التاريخ ي فكر س ج ل جه ده للبح ث يف الأ سط ورة وتاريخ الأديان لتاأتي كتب ه مغامرة العقل الأوىل )1978( لغ ز ع شت ار )1985( دين الإن سان )1994( الرحم ن وال شيط ان )2000( احل دث التورات ي )1989( اآرام دم ش ق و إا سرائيل )1995( تاريخ أاور شليم )2001( الوج ه الآخر للم سي ح )2004( اإلخ ثمار ا له ذا امل ش روع ولتط رح ا سم ه كباح ث عامل ي يت صف باملو ضوعي ة واحلياد غدت موؤلفات ه املوؤ س س الأ سا س ي لتفكري اأجيال اأتت بعده. د ع ي واثنا ع ش ر باحث ا عاملي ا للم شارك ة يف موؤمتر دويل ح ول اأور شلي م الع صور القدمي ة. وعلى الرغ م من هذه املكان ة العاملية الت ي حق قها اإل اأن موؤل فات ه ما تزال بعيدة ع ن جامعاتن ا وما يزال اأم ر اعتمادها كمراج ع خا ضع ا ل"مزاج" كل اأ ستاذ! يف احل وار التايل يو ضح فرا س ال س واح عالقته بكتابه دين الإن سان الذي يعرتف صراحة اأنه مل ي ستطع جتاو زه حت ى الآن كم ا يو ض ح راأي ه باقت ص ار ظه ور "الأديان ال سماوية"على منطقتنا العربية اإىل راأيه باإعالمنا املحل ي ومناهجنا التعليمية وغريه ا من املوا ضيع "احل سا سة" التي ندعوكم اإىل متابعة تفا صيلها ع ربر احلوار. فرا س ال سواح: ه ذه الهوة الكبرية بني العلم والإعالم... فه ذا الأخري دائم ا ما يتناق ل اأية م صاألة يف م ستوى تناق ل الإن سان العادي ج د ا لها! لالأ سف إاعالمنا غري موث ق ول ي ستند اإىل ركيزة مو ضوعية. ر.ج.: هال و ض حت راأيك هذا ف. س.: لالأ سف لي س لدينا ما ي سم ى صحفي ا "متخ ص ص ا" يف جم ال مع ني ب ل هن اك صحف ي " شام ل" يعمل يف املجالت كل ها سيا سية اجتماعية تاريخية اإلخ. وهذا ي ستتب ع بالتايل ظهور اأخبار يف ال صحف كثري ا ما اأط لع عليها فت ضحكن ي كاأن تكون مثال خ ب رب ا حول اكت شاف اآث اري مكتوب ا بطريقة مغلوط ة متام ا. لالأ س ف الإعالم يف بلدن ا م ا يزال موؤدجل ا يف كثري م ن نواحيه ل يبحث عن احلقيق ة مبقدار ما يبح ث عن "اخلبط ة الإعالمية"! ولالأ سف أاي ض ا فمعظ م العاملني يف التلفزيون وال سينما وال صحافة يعانون من هوة حقيقية بينهم وبني العلم. صاأذك ر لك حادثة م ضحك ة: منذ ف ت رتة كان بع ضهم يفكر يف عمل م سل س ل تلفزيوين حول اأوغاري ت ول ستكمال جوان ب تل ك الفرتة كامل ة جل وؤوا اإيل من اأج ل الأمور املتعلق ة بالتاري خ. وفوجئ ت باأك ث رث م ن عام ل يف هذا امل ش روع ي صاألني: "هل كان اليه ود حثيني " فكيف يكون اليهود حثيني! هذا اإن دل على شيء فعلى اأن العاملني يف املجالت الثقافي ة لي ست لديهم معرفة باأل ف باء التاريخ! ه ذه الأمور اإن كانت جتهلها ال شرائح الو سطى يجب األ يكون الأمر كذلك عند هذه الفئة بالذات. ر.ج.: م ا دور املناه ج التعليمية يف ذلك ه ل اأنت را ض عنها ف. س.: لالأ س ف أاي ض ا و أاي ض ا مناهجن ا التعليمي ة "هابطة" امل ستوى عل ى الأ صعدة كل ها وخا صة املتعلق منه ا بتدري س التاري خ. فالتاري خ ل ي نق ل لأبنائنا نقال صحيح ا بل ي نق ل م ف لر رت ا... ر.ج.: اإذا كان ت معرف ة التاريخ ال صحي ح ي ستم د بع ض ها م ن البح ث الأرخيولوج ي ]الآثاري[ فرباأي ك هل نحن نويل اأهمية لبحوث كهذه اأق صد كموؤ س سات ثقافية. ف. س.: طبع ا ل! فم ؤوخر ا فقط صارت لدينا بعثات تنقيب وطني ة. ولكن ه ذه البعثات تعاين م ن نق ص يف الكوادر املوؤهل ة لأن ع دد الذي ن نوف ده م لدرا س ة عل م الآثار يف اخل ارج قليل جد ا مقارنة بعدد م ن نوف دهم لدرا سة الطب اأو الفيزي اء اإلخ. نحن فعلي ا ل نق دم شيئ ا ي ذك ر لعلم الآث ار ول اأع رف ال سب ب عل ى الرغم من ك ون سورية منطقة غنية بالآثار: لدينا مثال اأكرث من 200 "تل" حالي ا من املمكن التنقيب فيها. ر.ج.: يف كت اب اأور شلي م الع صور القدمي ة بني التوراة والتاري خ وهو جمموعة اأوراق العم ل التي ق د م تر اإىل املوؤمت ر الدويل لتاري خ اأور شليم يقول حم ر ر الكتاب توما س تومب سون يف مقدمت ه اإن العديد م ن امل شاركني يف املوؤمتر اأعادوا كتابة اأوراق عملهم بعد اأحداث احلادي ع ش ر من اأيلول. األ يوؤثر ه ذا براأيك على م صداقية هذه الأبحاث فيرتك لدين ا النطباع باأن موؤل فيها ينظرون اإىل التاري خ من خالل ما يحدث عاملي ا هل يف اإمكاننا فعال واحلالة هذه اأن نتحدث عن باحث "حيادي" ف. س.: يف املوؤمتر الدويل لتاري خ اأور شليم الذي انعقد يف عم ان يف ت شرين الأول/ أاكتوبر من العام 2001 كنت الباح ث العرب ي الوحيد املدع و بعد اأن اعت ذر الدكتور حممد حمف ل عن امل شارك ة لظروف عائلي ة. كان خمط ط ا للموؤمت ر اأن ي عق د يف لن دن ث م تغ ي ريت اخلط ة وتق ر ر انعق اد ه يف عم ان وه ذا يعني أان معظ م امل ستمعني إاىل حما ضرات املوؤمتر سيكونون من العرب. واإذا اأ ضفنا إاىل ذلك اجلو امل شحون الذي ساد املنطقة العربية والعامل بعد أاحداث احل ادي ع شر من أايلول فقد اأ خ ذ تر بعني العتبار رغب ة بع ض الباحثني يف اإعادة صياغ ة أاوراق عملهم ل من حي ث امل ضم ون والوقائ ع التاريخي ة والآثارية بل من حيث اختي ار العبارات وامل صطلحات املالئمة املراعية للح سا سيات. جميع امل شاركني يف املوؤمتر هم من اأ صحاب الجتاه "الراديكايل" املتحرر من املنظور التوراتي وقد كان وا يف الوقت نف سه على درج ة عالية من احل سا سية لإمكانية سوء فهم جمهور عربي م ضطرب عاطفي ا. ر.ج.: وماذا عن "املو ضوعية" يف البحث التاريخي ف. س.: ب صراحة علم التاريخ هو أاكرث العلوم الإن سانية انقي اد ا لالأه واء ال شخ صي ة ولالإيديولوجي ات القومية والديني ة. غري أان ما و صلتر اإليه مناهج البحث التاريخي وتقني ات التنقي ب الآثاري م ن تطور وتقدم اإب ان القرن الع شري ن ق د ضي ق إاىل حد كب ي ري الهام ش املت اح اأمام الباحث املغر ض املتلون بالأهواء والإيديولوجيات. ر.ج.: يف ظل ما نواجهه من حماولت إالغاء وجودنا ويف ظل وجود "اآخر" غري حيادي هل على الباحث العربي أان يكون حيادي ا ف. س.: قطع ا لأنن ي أارى اأن على الباح ث العلمي ل أان يك ون حيادي ا فح سب ب ل و أان يلت زم املو ضوعية اأي ض ا بحي ث ل ي ؤوجر نف سه خلدمة إايديولوجية معينة لأنه إان فعل ذلك جت ر د من ضمريه كباح ث وتخل ى عن هدفه يف تبيان احلقيقة. م شكلتنا نحن العرب اأننا منذ ع صر النه ضة نحاول تزيي ف تاريخنا نف سه واإظهار اجل زء "امل شرق" منه فقط عل ى ح ساب اجلوان ب "املعتم ة" يف الوق ت الذي طلع في ه يف اأوروب ا والوليات املتح دة الأمريكية بل ويف اإ سرائي ل نف س ه جيل من الباحث ي ني املو ضوعيني الذين يقول ون احلقيقة كما هي. ف اإذا كان ت يف اإ سرائيل نف سه جمموعة من الباحثني املعا صرين الذين يقفون ضد التيار الإعالم ي التاريخي الإ سرائيلي برمت ه متوخني احلياد فلماذا ل نفعل نحن ذل ك! بر أايي مبقدار ما نعرف حقيقة و ضعنا نكون قادري ن على ا ستالم زمام امل ستقبل. واأقول ل ك اإن ه ل ينفعن ا يف ه ذا الو ض ع الع صيب غ ي ري البحث املو ضوعي وغري قول احلقيقة! ر.ج.: اإذا عدن ا إاىل م ساهمتك يف كتاب اأور شليم الع صور القدمي ة الت ي تناول تر اجلان ب التاريخي له ذه املدينة بعر ض متميز و شامل ما هو اجلديد الذي قد مت ه يف هذه املداخلة على ما أاوردت ه يف كتابك تاريخ اأور شليم والبحث عن مملكة اليهود ف. س.: يف الكتابة هنالك اأم ران على الكاتب مراعاتهما هم ا: ماذا يقول وكيف يقوله وهذا يعتمد على ال شريحة الت ي يتوج ه اإليه ا الكات ب عل ى اهتماماته ا العام ة وخلفياتها. يف كتابي تاريخ اأور شليم توجهت إاىل أاو سع شريحة ممكنة م ن القراء عرب ا كانوا أام غري عرب لأنني اأ ضع يف احل سبان دوم ا أان موؤلفاتي سوف ت رتج م يوم ا ما إاىل لغة اأجنبية. اأم ا يف ورقة العم ل التي قدمتها إاىل املوؤمت ر فقد اأعددت نف سي للتحدث أامام ثالثة ع شر باحث ا غربي ا متمر س ا األ فوا اللغة وامل صطلحات الأكادميية وكان علي أان اأتوج ه اإليهم بطريقة تالئم منهجيته م وم صطلحاتهم طريقة تفكريهم وكتابته م. ناهي ك اأن الكتاب ة باللغ ة الإنكليزي ة الت ي كان ت لغة املوؤمتر من صاأنها اأي ض ا دفع تفكري الكاتب يف م س ارات تختلف عن تلك امل سارات التي تدفع اإليها الكتابة باللغ ة العربية. وكان م ن نتيجة هذا الوع ي للم صاألة أان توما س تومب سون و ص ف ورقة عملي خ ل الل ما تال من مناق ش ات باأنها "واحدة من اأف ض ل الدرا سات املخت صرة التي ك ت ب تر حتى الآن يف تاريخ فل سطني". ر.ج.: ولك ن املقارنة بني ما قدمت ه أانت يف ورقة عملك وما قدمتر ه عاملة الآثار مارغريت شتايرن ت ظه ر خالف ا يف تف سري نق ص الوثائ ق الآثارية امل ستقاة من موقع اأور شليم خالل ف ت رتة القرن العا ش ر قبل املي ل الد )وهي الف ت رتة املفرت ضة لن ش وء مملك ة داود و سليم ان(. كي ف تف س ر يل ه ذا اخل ل الف على الرغم من أان ا ستق ص اء كل منكما اعتمد على تنقيبات كاثلني كينيون. ف. س.: مارغري ت شتاي ن رن اأ ستاذة من جامع ة ليدن يف هولندا آاثارية متميزة و صديقة مقربة. ابتداأت مبرا سلتها بع د أان قراأت له ا عدة اأبحاث يف الدوري ات املتخ ص صة ويف اآخ ر زي ارة يل اإىل هولن دا حاول ت الجتم اع بها ولكنه ا كانت م سافرة. ثم التقين ا اأخري ا يف موؤمتر تاريخ اأور شليم وكانت لدينا ساعات طويلة ق ضيناها على مائدة الإفط ار كل صب اح يف مناق ش ة مع ض ل الت اأرخيولوجي ا اأور شلي م. ويف احلقيقة مل يك ن هنالك من خالف جذري بينن ا: فنحن متفقان على أان موقع اأور شليم كان خالي ا من ال س كان وه ذه الواقعة مل ن ستمدها م ن تنقيبات كاثلني كينيون بل مم ن جاء بعدها. لقد قامت شتايرن نف سها بتنقيبات حمدودة يف املوقع وقد رك زت على وجود ح صن صغري يف املوقع على الرغم من خلو ه من ال سكان بينما كان جل تركيزي على خلو منطقة يهوذا برم تها من ال سكان خالل القرن العا شر وعلى انعدام القاع دة ال سكانية والقت صادي ة التي جتيز افرتا ض قيام "دويلة" يف يهوذا ناهيك عن مملكة كبرية سواء و ج د ذلك احل صن يف املوقع أام مل يوجد. وقد ا ستندت يف تف سريي اإىل نتائج امل سح الأرخيولوجي ال شامل الذي قام به املنق بون الإ سرائيليون اأنف سه م والذي بداأت تقارير ه الآثارية ت ن ش ر ابتداء من العام معظم النظريات قابل للنق ض ر.ج.: يف كتاب ك تاري خ اأور شليم يف حديث ك عن مدينة "بي ت حل م" ترتاج ع عم ا أاوردت ه يف كتاب ك احلدث التورات ي وال ش رق الأدنى القدمي م ن أان مدينة بيت حلم كان ت قائمة يف ع صر ت ل العمارن ة اأي يف القرن الرابع ع ش ر قب ل املي ل الد وتق ول اإن ك تبني ت ق راءة الباح ث اأولرباي ت لأح د ن صو ص مرا سالت ت ل العمارن ة و أان قراءت ه ق د ثب ت الآن ع دم صحت ه ا] 1 [. ونح ن اإذ نقد ر عالي ا ه ذا التوا ضع العلمي والنقد الذات ي فاإننا نخ شى يف الوق ت نف س ه اأن تك ون معظم النظري ات التي تف سر شت ات الل قى الأثرية قابلة للنق ض ا ستناد ا إاىل مكت شفات جديدة... ف. س.: يف اأي فرع من فروع املعرفة هناك كم من شتات املعلوم ات امليداني ة التي يج ب على العق ل الإن ساين أان يجمعه ا ين س ق فيم ا بينه ا ويح اول فهمها م ن خالل صياغته للنظريات. وبع ض النظريات ي صمد اأمام الزمن فيم ا البع ض الآخر يتب دل ويتعدل أاو يعف و عليه الزمن وذلك تبع ا للمعطيات اجلديدة. ولكننا ل ن ستطيع التوقف عن صياغة النظريات املف س رة يف انتظار النتهاء التام من جمع املعلومات لأن مثل هذه املرحلة لن تاأتي اأبد ا والعلم يف حرك ة دائب ة. اإن نظري ات الفيزياء يف ع ص ر نيوتن ه ي غريها يف ع صر اأين شتاين ونظري ات اأين شتاين هي غريها يف ع صر امليكانيكا الكوانتية. ر.ج.: اإذ ا ه ل يف اإمكاننا الق ول إان النظرية هي تلخي ص مل ساح ة املعرف ة املتاحة لن ا حتى زم ن معني واإن ه كلما ازدادت م ساح ة املعرفة تو س عتر النظري ة اأو حل ت حمل ها نظرية اأخرى ف. س.: هذا صحيح... وهنا حت ض رين دعابة قالها عامل الآثار الالمع بريدوود بع د أان ك شفت التنقيبات الآثارية عن عدم صحة نظريته يف أان القرى الزراعية الأوىل ن صاأت عن د سفوح املنطقة اجلبلية املحيطة بالهالل اخل صيب ق ال بري دوود: "اإنن ا كعلماء اآث ار غري مهددي ن بالبطالة لأننا كلما صغنا نظرية كان علينا تعديلها بعد مدة وهكذا فنحن يف شغل دائم." ر.ج.: على فكرة اأ ستاذ فرا س املدق ق يف كتبك التاريخية الثالث ة املكر سة ح ص ر ا لتاريخ فل سط ي ني القدمي يلحظ تركي زك على عن صر اخلراف ة الذي يحي ط بال شخ صيات التوراتي ة مث ل اإبراهي م ون سل ه ومثل مو س ى وداود و سليم ان وغريه م علم ا باأن ه ذه ال شخ صيات ق د و ر د ذكر ه ا يف الق راآن الك رمي. األ ي ستتب ع ذل ك قول ك غري املعل ن ب أان يف القراآن عنا صر "خرافية" اأي ض ا ف. س.: انظ ري... امل شكل ة يف كت اب الت وراة ه ي أانه ي ض ع ق ص صه و شخ صياتها ضمن اإط ار زمني وجغرايف حم دد: فاإبراهي م قد خرج م ن اأور الكل دان فا ستقر مدة يف ح ر ان يف ال شمال ال سوري ثم هبط إاىل أار ض كنعان يف فل سط ي ني وتنق ل بني عدة م دن فل سطينية معروفة ثم سافر إاىل م صر وع اد منها وداود اأ س س مملكة كربى يف فل سط ي ني ا شتملت على منطقة سوري ة اجلنوبية بكاملها حتى و صل نف وذ ه إاىل الفرات و سليمان كان أاعظم ملوك الأر ض واأغناه م حتى اإن الف ض ة يف عا صمته اأور شليم ص ارت مثل احلجارة اإلخ. ثم ج اء الباحثون املحدثون وطابق وا ب ي ني الإط ار الزمن ي التورات ي وب ي ني التاريخ املي ل الدي ف صار م ن املرج ح اأن خ روج اإبراهي م من أاور الكل دان ق د ح ص ل يف الق رن الثال ث ع ش ر قب ل امليالد ومملك ة داود و سليم ان يف اأور شلي م قامت خ ل الل القرن العا شر قبل امليالد اإلخ. اإن م ا اأح اول اإثبات ه من خ ل الل نتائج البح ث التاريخي والآث اري احلدي ث ه و ع دم تواف ق الإط ار الزمن ي واجلغ رايف لتاري خ فل سطني الت وراة مع تاري خ ال شرق القدمي عامة... ر.ج.: يف ض وء م ا سب ق هل نفه م أان النق د التاريخي للق ص ص القر آاين وارد اأي ض ا ف. س.: ل لأن الق ص ص الق ر آاين مل ير سم إاط ار ا زمني ا وجغرافي ا لل شخ صي ات فهم يف الق راآن ل يتحركون يف زم ان معني اأو مكان معني وبالت ايل فاإن النقد التاريخي هن ا غ ي ري وارد بتات ا. أان ا ل أاري د الق ول اإن شخ صي ات الق ص ص التورات ي مل توج د بالإط ل الق و إامن ا نفي ت وجودها يف إاطارها الزم اين واجلغرايف التوراتي. ولو اأن الق ر آان الك رمي و ض ع شخ صيات ه يف إاط ار تاريخي وجغ رايف يتعار ض وما صرنا نعرفه ع ن تاريخ املنطقة و آاثارها ملا ت رددت يف الإ شارة إاىل ذلك تارك ا لالهوتيني واملف س رين التعامل مع هذه امل صاألة. كل دين هو طريق للو صول إاىل اهلل ر.ج.: اإلم يرج ع بر أايك ظه ور جميع الأديان ال سماوية يف منطقتنا العربية ف. س.: يرتبط مفه وم "الأديان ال سماوية" غالب ا بحكم قيمة: فهذه الأديان "اأرقى" اأو "اأ سمى" من الأديان ال سابقة عليه ا لأنها "اأديان وحي" جاء بها أانبياء تلقوا ر سالة من ال سماء وك ل فوا إاي صالها اإىل الب شر. ويف احلقيق ة اإذا اآمن ا ب أان الله يت ص ل بالب شر عن طريق اأ شخا ص خمتاري ن ل ستتبع ذل ك اإميان نا ب اأن الله على ات ص ال دائ م بالب شر منذ ظه ور الإن سان عل ى الأر ض وه ذا يذي ب الفوا ص ل بني ما ي دع ى ديان ات " سماوية" وديان ات "و ضعي ة": فاإما أان الأديان كله ا سماوية واإما أانها و ضعية كلها! ر.ج.: وماذا تعتقد اأنت ف. س.: أاعتق د اأن كل دين هو طريق للو ص ول إاىل الله ول ه بالت ايل م ن امل شروعية م ا ل كل دين آاخ ر. ما من دي ن يحتك ر احلقيقة و آاخر زاغ عنه ا وما الختالف بني الأدي ان سوى اأمر يقت ضيه التباين الثقايف بني اجلماعات والأمم وال شعوب. كتاب دين الإن سان وحده يقد م نظرية ال سواح متكاملة ع ن ر.ج.: ه ذا الكالم ال دي ان ات ذك رين ب ك ت اب ك دي ن الإن س ان. مل اذا ق ل ت يل عندما ات ص ل ت ب ك اأ شكو صعوبته إانه أاهم م ؤولفاتك واإنك اإىل الآن مل ت س ت ط ع جتاو زه ف. س.: يف حياة كل مفكر خط بياين ي سري صعود ا حتى الو ص ول إاىل ذروة يليها ثبات على خ ط واحد. فديوان سق ط الزند وم ا تاله من شع ر املع ري كان عالمات على طري ق صاعد انته ى باللزوميات التي ت ش كل جوهر فكر هذا ال شاعر واحلكي م املتميز كذلك م ؤولفات اإدوارد سعيد ال سابق ة على كتاب ه ال ست ش راق وم ؤولف ات حممد عابد اجلاب ري ال سابقة على تكوين العق ل العربي. وهكذا فاإن دين الإن سان هو ذروة خط ي البياين: إانه الكتاب الوحيد بني موؤلفاتي الذي يقدم "نظرية فرا س ال سواح" متكاملة إان ه روؤية شمولي ة ولي س بحث ا يف مو ض وع حمدد كما هي احل ال يف لغز ع شت ار اأو الرحم ن وال شيطان. ولكن حتقي ق ه ذه ال ذروة بنظر الكات ب ل يعن ي التوقف عن الكتاب ة لأن ما ورد يف "كتاب ال ذروة" يتطلب مزيد ا من التف سري والتطوير والبحث يف موا ضيع حمددة. ر.ج.: توح ي مقدمات كتبك ب أانك كنت يف البداية م شروع فيل س وف ث م انحرف ت باجت اه البح ث يف الأ ساط ي ري وتاريخ الأديان. ما ر أايك يف ما اأقول ف. س.: هذه مالحظة صائبة! لقد اجتذبتر ني الفل سفة منذ سنوات الدرا س ة الثانوية فقراأت الفل سفة الوجودية ثم انطلق ت اإىل الفل سفة الغربية عام ة والفل سفة الإ سالمية حتى تو صلت يف ع شريني ات العمر اإىل اأن الفل سفة هي خال صة احل ضارة الإن سانية. وم ع درا ستي للفل سفة در ست التاري خ اأي ض ا واجتذبني ب ش كل خا ص تاري خ ال ش رق الق دمي الذي كلم ا تعمقت فيه مل س ت الأ ص ول الأوىل للتح ضر الإن س اين. ودرا سة التاري خ قادتن ي اإىل الأ سط ورة وتاري خ الأدي ان. ويف هذه املحطة الأخرية تو صلت اإىل نتيجة مفادها اأن حكمة الب ش ر وثقافاته م ل جت سده ا الفل سف ة ب ل الأ سط ورة والدي ن. فالفل سفة هي نتاج فك ري ل شخ ص بعينه سواء كان دي كارت أام كان ط أام هيغ ل اأم اب ن ر ش د اأم ا الدين فيمثل حكم ة ثقافة ب أاكملها. فاإذا اأردنا فه م الإن سان علينا أان نفهم أادبياته الدينية قبل أادبياته الفل سفية. ر.ج.: ب دا لكث ي ري م ن الق راء ب اأن كتاب ك الت او: اإجنيل احلكم ة التاوية يف ال صني ي شكل حالة شاذة بني م ؤولفاتك الأخرى... هل هو حنني اإىل م شروعك الفل سفي القدمي ف. س.: على العك س كتاب التاو الذي قدمت فيه شروح ا وتعليق ات على كتاب ت او ته ت شنغ املن س وب اإىل احلكيم ال صين ي لو ت س و ه و اأق رب اإىل فك ري وموؤلفاتي مما يظن الكث ي ريون. فبعد اأن تفرغ ت لدرا سة التاوي ة اكت شفت اأنن ي قدمت يف بع ض م ؤولفاتي مقاطع كامل ة متلو نة بالفكر التاوي وخ صو ص ا يف لغز ع شتار فعرفت ال سبب الذي دفعني اإىل التعمق يف ه ذا الأثر الإن س اين اخلالد. لقد كنت "تاوي ا" منذ البدء ومل اأعرف ذلك اإل يف مرحلة لحقة! ل اأ سعى للرتويج لفكر معي ر.ج.: يف كتاب ك الرحم ن وال شيط ان يت ض ح منهج ه الظاهرات ي الو صف ي ال ذي يكتف ي بتق دمي مادته دون التعلي ق عليها اأو اإب داء موقفه ال شخ ص ي من املو ضوع. اأ ستغرب اختيارك هذا املنهج دون سواه... ف. س.: يف درا س ة اأية ظاه رة ثقافية هنال ك نوعان من املحاكم ة: الأوىل ت دع ى حماكمة وج ود والثانية ت دعى حماكمة قيمة. يف املحاكم ة الأوىل يقوم الدار س بتق ص ي طبيع ة مو ضوع ه وتقدميها وفق ا ملا تبدتر ل ه ظواهر ها م ن غري تقييمها واإ صدار الأح كام عليها اأما يف املحاكمة الثاني ة فيبحث يف اأهميتها وجدواه ا وي صدر حكم قيمة عليها. واأنا اأحاول ما ا ستطعت تبني حماكمة الوجود ل حماكمة القيم ة لأنني ل اأنطلق من موق ف اإيديولوجي معني ول اأ سع ى اإىل الرتوي ج لفك ر مع ي ني. م ا يهمن ي بالدرج ة الأوىل ه و اإرج اع الق ارئ اإىل نف سه وقد ص ار م سل ح ا بزاد ي ساعده على التفكري احل ر امل ستقل وت شكيل مواقفه اخلا ص ة. اأنا ل ست مهتم ا باإقن اع القارئ بل بتحريره من كل م ا يعط ل مل كات املحاكم ة احلرة لدي ه. اإن خال صات اأي موؤل ف م ن موؤلفات ي ونتائج ه لي ست وقف ا علي بل على الق راء الذين يتلقونه ويناق شون ه يختلفون معه اأو يتفق ون. فالكتاب بر أايي حمر ض ل مل قن والكاتب هنا اأ شب ه مبعل م ال سباحة ل بالنوت ي الذي يعرب بالنا س اإىل ال ضفة الأخرى. ر.ج.: يف الوق ت الذي تته م فيه بع ض املوؤرخني العرب باأنهم ياأخ ذون باأفكار امل ست شرقني دون ت رو اتهمك اأحد املعلق ي ني عل ى كتابك احل دث التورات ي وال ش رق الأدنى القدمي ب أانك ما تزال تعاين من اإ شكاليات القراءات الغربية ذات النهج التوراتي يف فهم تاريخنا القدمي. كيف ترد على هذا الكالم الآن ف. س.: يا عزيزتي اأن ا كاتب يعمل يف صمت بعيد ا عن اجل دل الإعالمي ونادر ا م ا اأديل بت صريح اأو اأوافق على اإج راء مقابلة. اأول اأنا مل اأتهم اأحد ا من املوؤرخني العرب ول اأدري من اأين جئت بهذه املقولة! فاأنا اأحرتم كل باحث جاد. يف مناق شتي لكتاب التوراة جاءت من جزيرة الع رب التزم ت جانب احلي اد واملو ضوعي ة وطرحت مقولتي ب كل توا ضع علمي وبكل اح ت رتام للدكتور كمال ال صليبي الذي اأكن له تقدير ا كبري ا. وثاني ا اأنا ل و اأردت الرد على ما قاله كات ب تلك املقالة وه و صديق عزيز يل! ل رددت قبل خم س ة ع شر عام ا. قال امل سي ح يف اإجنيل يوحنا: "م ن ثمارهم تعرفونهم." واأن ا اأقول: "م ن موؤلفاتي تعرفونني ل م ن ت صريحاتي." وموؤلفات ي تق ول اإن فرا س ال س واح يقف عل ى اخلندق الأول يف مواجه ة الإعالم التاريخي التوراتي يف الوقت الذي يكتفي فيه الإعالم التاريخي العربي مبقولت بالية مث ل: " سوري ة مه د احل ض ارات" " سوري ة أاعطت أاول أابجدي ة يف التاري خ" وما إاىل ذلك م ن يافطات ل ت صلح اإل للمهرجانات الإعالمية! ر.ج.: تذكرت شيئ ا مهم ا كنت اأريد صوؤالك عنه منذ البداية: هل صحيح اأن كتبك غري معتم دة كمراجع يف جامعاتنا ف. س.: اأول ل توج د يف جامعاتن ا العربي ة اأق س ام متخ ص ص ة يف تدري س مو ض وع تاري خ الأدي ان الذي اأعمل يف جماله م ن هنا لن تكون ملوؤلفاتي فائدة مبا شرة لطالب اأي ق سم من الأق سام اجلامعية بل فائدة عامة تدعم اخت صا صاته م الرئي سي ة. وثاني ا اإن الكت ب اجلامعي ة خم ص ص ة اأ صال لعر ض األف باء املعرف ة ل للتعمق فيها وكتب ي لي س ت م ن ه ذا الن وع الأكادمي ي التعليمي. قد يح دث يف بع ض اأق س ام الدرا س ات العلي ا أان يوج ه اأ ساتذت ه ا اأحيان ا طالب ه م ل ست شارت ي والط ل الع عل ى بع ض املراجع املفق ودة لديهم. وب شكل عام ف اإن امل صاألة خا ضع ة مل زاج كل اأ ستاذ: فهن اك من الأ سات ذة م ن يوج ه طالب ه لال ستفادة من كتبي واآخ ر ل يفعل. على كل حال كتب ي معتم دة جميع ا يف اجلامع ة اللبنانية واأربعة منها معتم دة على م دار سنوات الدرا سة يف جامعة الزيتونة يف تون س. عن صفحة الكاتب فرا س ال سواح يف موقع الفي سبوك

4 7 6 العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )10( ني سان العدد )4406( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )10( ني سان ب ه الأ ست اذ فرا س فق د تن اول الأ ساطري التوراتي ة و بع ض الأفكار الدينية ال سائدة يف املنطق ة ال شرقي ة و قارنها م ع اأ ساطري ال شع وب املج اورة كم ا تتب ع الأ ص ول امل شرقية لالأ ساطري الإغريقية ذلك من خالل اأ سلوب اأدبي رفيع امل ستوى. تط رق امل ؤولف للديان ة اليهودية مهتما بها يف سياق تاريخي م ستعينا بالتوراة من جهة و بالأ ساطري التي عا صرت فرتات كتابته من جهة اأخ رى إاذ ير سم العالق ة بينها مف صال يف اخللق و اجلن ة و النار موليا اهتماما خا ص ا لق ص ة قابي ل وهابي ل اآنف ة الذكر مو ضح ا ق ص ة ذاك اخل ل الف ب ي ني الرعي و الزراعة. manarat WWW. almadasupplements.com في رحاب فكر "فراس السو اح" الميثولوجيا واألديان م ا إان نتح دث ع ن الأ ساط ي ري و ال ت رتاث احل ض اري و التاريخ ي ل أالدي ان حتى يلمع ا س م "فرا س ال س واح" ذل ك العظيم الذي أارغى بحثه يف امليثولوجيا و تعمق يف تاريخ الأديان ذلك الباحث الر صني القليل الظهور ب ل الذي غالب ا ما يقرتن ظه وره للجمهور بظه ور أاح د حتفه م ن الكت ب و الدرا سات الت ي عودن ا أان تك ون متدث رة بعب اءة التاري خ و مك سوة بتحلي ل فينومينولوجي ي ستخ رج املعنى من بط ون احلوادث سواء كان ت فك را أاو ظواهر ين سح ب عليها ن سيم القدا س ة تل ك هي ميزة كت ب ال سواح التي غالب ا ما ت سر الباحث ي ني و حتفز القارئني عن الغو ص يف البداي ات يف سبي ل الإقرتاب من ه ذه البداي ات سنحاول يف ه ذه املقالة أان نع رج عل ى أاه م كت ب فرا س ال س واح ب دءا ب "مغامرة العق ل الأوىل"م رورا ب " لغز ع شت ار " و "دين الإن س ان" و صول اإىل كتابه الأخ ي ري "الله الك ون و الإن سان" كما سن ست أان س بكتب اأخرى م ن أاجل فهم اأعمق و ر ؤوي ة شامل ة لتاري خ الأف كار املقد س ة عل ى غ رار كت ب امل ؤورخ العراق ي املرموق "خزع ل املاجدي" و الأ ستاذة الباحثة يف امليثولوجي ة ال شرقي ة "ميادة كي ايل" مع ت سجي ل اقتبا س ات و مالحظ ات م ن هنا و هن اك لفطاحل ة عل م الأدي ان مث ل "ملت شيا اإلي اد" و "غوا شي م وا ش" و غريه م كل ذل ك يف جزئني ه ذا الأول و الثاين سي أاتي لحقا. ن سته ل املراجعة باأول حتف فرا س ال سواح و اأك ث رث كتبه شهرة و هو الذي وقع عليه ا سم "مغام رة العق ل الأوىل" إاذ م ن العنوان يت ضح أان مو ضوع الكتاب يدور حول منط اأو شكل أاويل من اأ شكال الفكر الإن ساين البدائي أاو الق دمي املق صود هنا ه و "الأ سطورة" إاذ ي ص ف ال سواح ال سي اق التاريخي لت شكل الفك ر الأ سطوري كالت ايل : عندما انت صب الأن سان على قائمتني رف ع راأ سه اىل ال سماء وراأى جنومها وحركة كواكبها و أادار راأ سه فيما حوله فراأىالأر ض وت ضاري سها ونباتها وحيوانه ا أارعبت ه ال صواع ق, وخلب ت لب ه الرع ود وال ب ربوق داهمت ه الأعا ص ي ري و ال زلزل والرباك ي ني ولحقت ه ال ضواري ر أاى امل وت وعاي ن احلياة. حريت ه الأحالم ومل مييزه ا متام ا ع ن الواق ع الغ از يف اخلارج و أاخ رى يف داخله. غمو ض يحيط ب ه أاينم ا توج ه وكيفم ا اأ سند راأ س ه للنوم تعل م اأ ستخ دام اليدي ن و صن ع الأدوات,ويف حلظ ات الأم ن وزوال اخل وف, كان مهدي جعفر ل دى العق ل مت سع للت أام ل يف ذلك كل ه. من أاي ن أاتينا ملاذا نعي ش ومل اذا منوت ملاذا خل ق الك ون وكي ف اإىل اخر م ا هنالك من اأ سئلة طرحت نف سها عليه. كان العقل صفحة بي ض اء مل ينق ش عليها ش يء, و كاأنه ع ضلة مل ت أال ف احلركة خارج نطاق الغريزة, وبعد حدود رد الفعل وم ن أاداته املتوا ضعة هذه, كان علي ه اأن يبداأ مغامرة كربى مع الكون و قفزة أاوىل نحو املعرفة فكانت الأ سطورة وعندم ا يئ س الأن سان متاما م ن ال سحر كانت الأ سطورة كل شيء له ت أامالته وحكمته منطق ه واأ سلوبه يف املعرفة أاداته الأ سبق يف التف سري والتعلي ل, اأدبه و شعره و فنه, شرعته وعرفه و قانونه )1(. هن ا ي ص ل ال س واح إاىل تعري ف مبدئ ي لالأ سط ورة معت ب ربا إاياه ا : انعكا س ا خارجي ا حلقائق الإن س ان النف سية الداخلية فالأ سط ورة نظام فكري متكامل, ا ستوعب قلق الن سان الوجودي, و توقه الأبدي لك شف الغوام ض التي يطرحها حميطه, والأحاجي التي يتحداه بها التنظيم الكوين املحكم الذي يتحرك ضمنه اإنها بحث عن النظام حيث ل نظ ام, وطرح اجلواب على ملحاح ال صوؤال, و ر سم لوح ة متكاملة للوجود, لنجد مكاننا في ه و دورن ا يف ايقاع ات الطبيع ة. اإنه ا الأداة الت ي تزودنا مبر شد ودليل يف احلياة, ومعي ار اأخالق ي يف ال سل وك, اإنها جممع احلي اة الفكري ة والروحية لالإن س ان القدمي )2(. الأ سط ورة حكاي ة مقد س ة, يلعب اأدواره ا الآله ة واأن ص اف الآله ة, أاحداثها لي ست م صنوعة اأو متخيلة, بل واقع ح صلت يف الأزمنة الأوىل املقد سة, اإنها سجل اأفعال الآله ة, تلك الأفعال الت ي اأخرجت الكون من جل ة العماء, و وطدت نظ ام كل شيء قائم, و و ضع ت صيغة اأوىل ل كل الأمور اجلارية يف عامل الب شر. فه ي معتقد را سخ, الكفر به فقدان الفرد لكل القيم التي ت شده اإىل جماعته وثقافته, و فقدان املعنى يف احلياة. الأ سطورة, حكاية مقد سة تقليدية, مبعنى اأنه ا تنتق ل م ن جي ل اإىل جي ل, بالرواي ة ال شفهية. مم ا يجعلها ذاكرة اجلماعة, التي حتفظ قيمها وعاداته ا وطقو سها وحكمتها, وتنقله ا لالأجيال املتعاقب ة, وتك سبها القوة امل سيط رة على النفو س. فه ي الداة الأقوى يف التثقي ف والتطبيع والقن اة التي تر سخ من خالله ا ثقافة م ا وجوده ا وا ستمرارها ع ب رب الأجي ال وحت ى يف ف ت رتات شي وع الكتاب ة. مل تفقد الأ سط ورة ال شفهية قوتها وتاأثريه ا, ذل ك أان الأل واح الفخارية كانت حمفوظ ة يف املعاب د و يف مكتب ات املل وك, و ل تلع ب اإل دور احلاف ظ لالأ سط ورة م ن التحري ف بالتناق ل. وبق ي ال سمع هو الو سيل ة الرئي سي ة يف تداوله ا. ويف اأكرث م ن منا سب ة دوري ة, كانت الأ ساط ي ري تتلى اأو تن شد يف الإحتف الت الدينية العامة, من ذلك مث ل ال, أاعياد راأ س ال سنة يف بابل, حيث كانت تتلى ومتثل اأ سطورة التكوين البابلية. واأعي اد الربي ع حي ث كانت تتل ى و متثل عذابات الإله متوز. بعد ذل ك ينتقل ال س واح اإىل تق سيم الكتاب باأ سل وب املنه ج املق ارن تبع ا للموا ضيع و لي س تواريا خل ف الفرتات الزمنية ليبداأ ب س فر التكوين مرور ا بق صة الطوفان ثم الفردو س املفقود قابي ل وهابيل و انتهاء بالإله املخل ص و الرحلة اإىل الع امل الأ سفل بحي ث يتاأل ف كل س ف ر م ن ع د ة ف ص ول تتناول كل منها مكونات الأ سطورة لدى اأحد ال شعوب القدمية )ال سومري ون البابليون الكنعاني ون ( اإذ ي رى ال سواح ضرورة الإميان بالوح دة الثقافية للمنطقة واأهمية درا س ة الأ ساط ي ري من خ ل الل منظ ور شامل و اإل ستبق ى ع صي ة على الفه م ذلك ما قام اإذ اأب دى ال س واح بالأ ساط ي ري اهتمام ا الت ي ت عنى بو ص ف اجلن ة و احللم الذي انتظ ره الإن س ان بعد الظل م الذي تعر ض ل ه يف الدني ا يع ر ج بعده ا الكاتب على ال ص راع الدائم ب ي ني املجتمع ي ني الزراعي و الرع وي و الذي جتل ى يف الأ ساطري من خ ل الل ال صراع ب ي ني قابي ل امل زارع وهابيل الراع ي )3(. مل يتوق ف الكات ب عن د هذا بل ذكر اأ ساطري العامل الأ سفل و كيف جتل ت ص وره عن د كل جماعة معتم دا على ترجمة الن صو ص الكاملة لأه م الأ ساطري املعروفة دون تخ ل اأو تزيي ف لها و مل ين س ذكر اآيات من القراآن تت شابه فكرتها مع اأ ساطري شعوب ال شرق القدمي. مث ال ذلك اأ سطورة اخلل ق من الطني التي حتفل بها كل تفا سري أاديان التوحيد و تعزي عربها اأ صل الإن س ان )الرجل( اإىل الرتاب و خل ق امل راأة من ضلع ه اإذ يناق ش ال سواح بع ض الباحث ي ني يف ال سومريات يف اأن كلمة )ت ي( يف ال سومري ة تعن ي ضل ع و لكنها تعني اأي ض ا ( أاحيا( اأو )جعله يحيا( اأما كلمة )ن ن( فتعن ي سي دة انطالقا م ن ا ستنتاج بعد بح ث اأن ا سم "ننخر س اج" تعني سيدة اجلب ل على هذا يك ون ا سم الإله ة )ننتي( يعن ي سيدة ال ضل ع اأو ال سي دة التي حتيي ه ذه ال سي دة شبيه ة بح واء يف الث وراة التي اأخ ذت من ضلع اآدم فه ي سيدة ال ضلع وهي ح واء مبعمنى التي "حتي ي" اإذ ذاك م ا " سرقت ه" اأو لنقل عل ى الأق ل ا ستعارته امل سيحي ة و الإ سالم لتف سري اأ ص ل الإن سان الأول. فالأ سط ورة ال سومري ة املتعلق ة بخل ق الإن س ان ه ي اأول اأ سط ورة خطته ا ي د الب ش ر يف ه ذا املو ض وع وعل ى منواله ا جرت اأ ساط ي ري املنطق ة واملناطق املجاورة الت ي ا ستم دت منه ا عنا صره ا الأ سا سية وخ صو ص ا فكرة تكوي ن الن سان من طني و فك رة ت صوير الإن سان عل ى صورة الآلهة. )4( اأم ا مل اذا خل ق الن س ان ف اإن ال سطورة ال سومري ة ل ت ت رتدد يف الجاب ة عل ى ه ذا ال س وؤال ول ت وارب يف صح ة اجل واب فالن سان خل ق عبدا لالآلهة يقدم لها طعامها و شرابه ا ويزرع اأر ضه ا ويرعى قطعانها, خلق الأن س ان حلمل عبء العم ل ورفعه عن كاهل الآلهة. فمنذ البدء كانت الآلهة تقوم بكل الأعم ال التي تقيم أامورهم وحتفظ حياتهم, ولكنه م تعب وا م ن ذل ك فراح وا ي شتك ون "لأنكي" احلكيم, ليجد لهم خمرجا ولكنه, هو امل ضطج ع بعيدا يف الأغ وار املائية, مل ي سمع شكاتهم. فم ضوا اإىل اأمه الإلهة "منو" املي اه البدئية التي اأجنب ت اجليل الأول من الآله ة, لتكون وا سطتهم اإلي ه, فم ضت إاليه قائلة : "اأي بني, انه ض من م ضجعك, انه ض و ا صن ع اأم را حكيم ا اجع ل لالآله ة خدما, ي صنعون لهم معا شهم" )5(. هن ا يالح ظ ال س واح اأن اأ سط ورة اخلل ق ال سومري ة ت سرب ت عنا صره ا اإىل معظ م اأ ساط ي ري ال شع وب املج اورة فف ي الأ ساط ي ري البابلية الالحقة يتم خلق الإن سان م ن الطني و يفر ض علي ه حمل عبء العمل. و يف سف ر التكوي ن الع ب رباين جن د اإل ه اليه ود يهوه يق وم بخلق الإن س ان من طني بع د انتهائه من خل ق الع امل, ويجعله على شاكلت ه : )وجبل الإله اآدم ترابا من الر ض, فنف خ يف أانفه ن سمة احلياة, ف صار اآدم نف سا حي ة( و رغ م اأن الهدف ال ذي يقدمه الن ص الثورات ي خللق الإن سان هو ال سيطرة على ) سمك البحر وط ي ري ال سماء وعلى البهائم و عل ى كل الأر ض و على جميع الدابات التي ت دب عل ى الأر ض( اإل أانه يع ود فيفر ض عليه ع بء العمل متام ا كالن ص ال سومري : "لأن ك سمع ت لق ول امراأت ك و اأكل ت من ال شج رة الت ي اأو صيتك قائ ل ال ل تاأكل منها ملعونة الأر ض ب سببك بالتعب تاأكل منها كل اأي ام حيات ك... بعرق وجهك ت اأكل خبزا حت ى تع ود إاىل الأر ض التي اأخ ذت منها لأن ك من ت راب و اإىل الرتاب تع ود" )6( و ه و ما يتطاب ق تقريبا مع ما جاء ب ه القراآن الإ سالمي و الأناجيل امل سيحية. اإذ ذك ر الأ ست اذ فرا س ال س واح يف آاخ ر كتب ه اأن قبيلة قري ش مثال التي ينتمي اإليها موؤ س س الديانة الإ سالمي ة "اأ صلها سوري" و مل تهاج ر اإىل احلج از اإل قبل ب ضع اأجيال من ميالد النبي حممد )7( و مبا اأنها سورية الأ ص ل و املن شئ فهذا يعن ي اأنها حتمل اإرثا ميثولوجيا لثقافة املنطق ة التي هجرت منها م ا يجعلنا نعتق د اأن الأ ساط ي ري الإ سالمية كاأ سطورة اخللق و التكوين و قابيل و هابيل و اجلن ة و الن ار و غريها مت ت ا ستعارتها مبا شرة م ن اأ ساطري ال سومريني و البابليني و غريهم م ن شعوب بالد الرافدين و ال شرق الق دمي. م ا يدفع للت س اوؤل با ستغ راب هل م ص در ه ذه الأ ساط ي ري ال سم اء )الل ه( اأم الأر ض )ال سوماريني( نع ود لن ص رح ب أانه ميكن كذل ك اأن جند يف الأ ساط ي ري امل صري ة ت ردادا لنف س الفكرة و كذل ك الأم ر يف الأ ساط ي ري الإغريقية التي تع زو "لربوميثيو س" خلق الن س ان فقد ق ام هذا خري بخلق الإن س ان من تراب و ماء وعندم ا ا ست وى الإن س ان بالو سائل التي تعينه على البق اء و الإ ستمرار سرق له النار الآلهية م ن ال سماء ضد رغب ة زيو س كبري الآله ة واأف شى له سره ا وكيفية توليدها و ا ستخدامه ا فن ال بذل ك غ ض ب زيو س فعقابه )8(. بع د ذل ك يوا ص ل ال س واح اقتف اء أاث ر الأ سط ورة يف مو ضوعات اأهمها التكوين و اخلل ق ذل ك يف ثقاف ة حف دة ال سومري ي ني و ه م الأكادي ون و البابليون ورث ة الثقافة امليثولوجي ة اإذ يع زي ال س واح له م دورا رائ دا يف اإغناء و ن شر الفكر الأ سطوري )9( ذل ك اإذ شكلت ملحمة "الأنوما إايلي ش" اأقدم اأ ش كال التعبري عن التكوي ن باأ سلوب ساحر أاخ اذ مل يتوان ى ال س واح يف التعب ي ري ع ن الإعج اب به عموما فاإذا اأردنا تلخي ص هذه امللحم ة اخلالدة التي كتبت قب ل "الإليادة و الأدي س ة" باأل ف و خم سمئة سن ة )اأي اأكرب من عمر الإ س ل الم( ف سنقول اأن كلمة الأنوما إايلي ش تعن ي "يف الأعايل" حي ث مل يكن ل أار ض و ل سم اء بل كان هن اك فقط ثالثة اآله ة "اإب سو" و هو امل اء احللو و زوجته "تعام ة" و ه ي ماء مال ح ثم و "ممو" و ه و أام واج ن صاأت ع ن اإب س و هك ذا بداأت ه ذه الآلهة الث ل الث تتنا سل فول دت "خلمو" و "لخ و" و غريهم فاعتل ى كل اإله ظاهرة طبيعي ة اأحدهم أا صب ح اإله لل سم اء و اآخر لل شم س و آاخ ر للمط ر و غ ي ريه للعوا صف هك ذا خلق الك ون ح سب ملحم ة "الأنوما إايلي ش" ال ذي سيت سنم الإله مردوخ بعد ذلك درج ة اإله الآله ة فياأم ر باتخاذ باب ل مدينة لالآله ة و بناء فيها معبد تنطح ذروته ال سماء. )10( يتفرغ بعد ذلك ال سواح ملناق شة اأفكار اأ سفار الث وراة و اأدي ان شع وب ال ش رق الأدن ى القدمية ذل ك عرب منهج مق ارن مع اأ ساطري ال سومري ي ني و البابلي ي ني و الكنعاني ي ني متطرق ا لأ سط ورة التنانني و ك ذا اأ سطورة اجلحي م و اجلنة و قابي ل و هابيل مناق شا كذلك اأ سطورة الإله و الرجل املخل ص ذلك عرب متثي ل بامل سيح كاآخر رجل و ابن اإله خمل ص. هك ذا و ض ح لنا ال س واح من خ ل الل كتابه "مغام رة العقل الأوىل" أاهمي ة الأ سطورة كمحاول ة للفه م و الو ص ول للحقائ ق التي توؤط ر الوجود فهي اأداة الإن سان القدمي يف التف سري و التحليل هي حكاية مقد سة يلعب أادواره ا الآله ة و أان ص اف الآله ة اأحداثها لي ست م صنوعة اأو متخيلة اإنها سجل افعال الآله ة تلك الأفعال الت ي اأخرجت الكون من جلة العماء و وطدت نظام كل شيء قائم و و ضع ت صيغة اأوىل لكل الأمور اجلارية يف عامل الب شر. عن موقع احلوار املتمدن رئي س جمل س الإدارة رئي س التحرير رئي س التحرير التنفيذي علي ح سي سكرتري التحرير رفعة عبد الرزاق الخراج الفني خالد خ ضري طبعت مبطابع موؤ س سة املدى لالعالم والثقافة والفنون

5 "نحن ال نختار إال ماهو مقدر لنا" هكذا بدأ الباحث واملفكر السوري فراس السواح ابن مدينة حمص كالمه حني سألته عن اختياره البحث والتخصص يف تاريخ األديان وامليثولوجيا وإن كان يعترب هذا التخصص ثورة عىل املوروث. يجيب الكاتب متابعا كالمه عن رحلته البحثية : "لقد تحدثت عن القدر وهو بالنسبة يل ليس قوة عمياء بل هو نتاج لعملية معقدة تحدث عىل املستوى الطبيعي وليس فوق أو وراء الطبيعي. فشخصية الفرد وميوله وتكوينه الفكري والنفيس وحتى أمراضه أمور تنتج عن الجينات والكروموزومات التي أورثها إياها األسالف إضافة إىل حالة توازن الطاقة الكونية لحظة امليالد أو الربج بالتعبري الشائع. ولذلك أقول إين مل أخرت البحث يف هذا املجال وإمنا وجدت نفيس مدفوعا إىل البحث فيه". ديما نقوال مغامرة العقل األولى لم تكن األخيرة مل يك ن لل سواح أاي ت ص ور م سبق لأعماله بل كان مثل "م ستك ش ف يرتاد غابة عذراء وي شق طريق ه فيه ا اعتمادا عل ى احلد س والإلهام". وي ضي ف: " إان ب ذور بع ض م ؤولفات ي كان ت موجودة يف سابقاتها فعندما قدمت خمطوطة كتاب ي الأول "مغامرة العقل الأوىل" اإىل احتاد الكتاب الع رب لن شره كان يحتوي يف خامتته عل ى ف صل بعن وان "اأ سط ورة ع شت ار و أازمة احل ضارة" وقد بقي تر املخطوطة لدى الحتاد م دة سنت ي ني دون اإبداء الراأي به ا وذلك لعدم وج ود م ن يقدر يف ذل ك الوقت عل ى تقييمها. واأخ ي ريا حو له ا الأ ست اذ حاف ظ اجلم ايل اإىل العال مة أانط ون مقد سي رئي س دائرة الرتجمة والت أاليف يف وزارة الثقافة الذي اأو صى بن شر الكتاب و أاعطى راأيا اإيجابيا فيه شريطة حذف الف ص ل الأخري لعدم ات ساقه مع بقية الف صول وغراب ة مو ضوع ه عل ى مو ض وع الكت اب فوافقت على م ض ض. وكان ذلك مبثابة حافز يل عل ى كتابة م ؤولف ي الثاين "لغ ز ع شتار" الذي انت شت بذوره من ذلك الف صل املحذوف". تابوهات املجتمع ال شرق ي واأهمها "الأديان" الت ي تث ي ري الكثري م ن النق د مل جت د ضالتها لدى ال س واح الذي أاك د: "مل أاتعر ض للهجوم لأنن ي مل اأهاجم اأحدا لقد كن ت مو ضوعيا يف كل م ا كتب ت ومتعاطفا مع الدي ن واملتدينني ومل أاح اول الني ل م ن إامي ان أاح د ولذل ك مل مت نع م ؤولفاتي من الدخ ول اإىل أاي قطر عربي. بع ض رج ال الدين يتذمرون عل ي فيما بينهم ولكنهم ل يج دون علي مم سكا وقد قال ال شيخ حمم د ح سون قب ل غدات ه مفتي ا للجمهورية إان ه ل يعتقد باأنني أاقف يف ص ف اأعداء الدين و أاثن ى عل ى م ؤولفات ي". وي ضي ف: "الإ س ل الم بر أاي ي ثقاف ة ويف الوق ت نف س ه دي ن ذو شريعة وم ن يرف ض ال شريع ة لي س مبقدوره اأن يرف ض الثقافة فالثقاف ة الإ سالمية متخل لة يف ن سيجن ا النف س ي والعقل ي. اأن ا م سلم من الناحية الثقافية ولكنني ل اأقيم وزنا لل شريعة الت ي صاغه ا اأ صح اب املذاه ب الفقهي ة بناء عل ى احلديث ال شري ف ال ذي ل سن ا متاأكدين اليوم م ن ن سبت ه للر س ول. كما اأنن ي معجب ب شخ صية حممد بن عب د الله و أاعتربه ظاهرة متمي زة يف تاريخ الدي ن الإن س اين ومعجب باملنظوم ة الأخالقية القراآني ة التي مل تتفوق عليها منظوم ة اأخرى اأعرفها. واأك ث رث ما اأقد ره يف الإ س ل الم ه م املت صوف ة واإخ وان ال صف ا يف ر سائله م الت ي در سته ا يف م ؤولف يل حتت عن وان: "طري ق اإخ وان ال صف اء املدخل اإىل الغنو صية الإ سالمية". يف معر ض الكتاب الذي اأقي م موؤخرا بدم شق كان لكت ب ال س واح ح ضوره ا ووقعه ا اأي ضا حي ث يو ض ح: "لق د أامط رين الق راء بواب ل م ن حمبته م خالل حف ل التوقيع ال ذي ا ستمر ساعت ي ني ون صف ث م مددناه لي وم آاخر حتت اإحل اح الق راء الذي ن كان وا ي ؤوم ون اجلن اح ويطالبون بعودتي. كانت طبعة الأعمال الكاملة الت ي اأجنزته ا دار التكوي ن بدم ش ق يف 23 كتابا منا سبة يل لإعادة قراءة تلك الأعمال لأن النا شر اأ صر على اإعادة تن ضيدها جميعا وكان عل ي القي ام بتدقيقه ا وت صحي ح نح و ع شرة اآلف صفح ة. اأقبل ت عليه ا كق ارئ وفوجئت مب ا اأجنزته كم ا ونوعا واأعجب ت بها جميعا ورفع ت قبعت ي لذل ك الكات ب الذي ب دا غريبا عني". ال سواح ي ستط رد باحلديث عن جناحه املتجدد املبنى عل ى 23 م ؤولفا ف ضال ع ن ما يدر سه يف بكني حاليا ويتجه اإىل الفكر الأوروبي ويقيم ذاته باأن ه تلميذ جنيب له دون اأن يعطي الأدب العرب ي حينها الكثري من الهتم ام بل يوؤكد: "كان ت حرك ة الرتجم ة قد ن شط ت يف لبنان ب ش كل خا ص فانكبب ت عل ى ق راءة الفل سفة الوجودي ة و آادابها ومنها وجلت بوابة الثقافة الأوروبية". ويختت م ال س واح حديثه ع ن جدي ده ويوؤكد النتهاء من اإجناز م ؤولفني يف الفل سفة ال صينية حل ساب دار ن ش ر يف بكني و سي صدران باللغة العربي ة خالل الع ام القادم م ش ددا يف حديثه عل ى "عودت ه وا ستق راره القري ب يف سوريا العام القادم مبديا صاأمه من الغربة والتدري س رغم إاجادته له" عن موقع )هنا صوتك(