حوار مع اهل المنطق | Dialogue with those who think by logic | Arabic language العربية |

النسخ

1

2

3 احملاضرة األوىل

4 تعريف اإلحلاد اإلحلاد يف لغة العرب مأخوذ من اللحد وهو املبل عن احلق أو القصد أو الطريق املستقيم ومنه مسي القرب حلد ا. وهو يطلق على االحنرافات الصغرية والكبرية اإلحلاد يف القرآن الكرمي قال تعاىل: ومن يرد فيه إبحلاد بظلم نذقه من عذاب أليم وقال تعاىل: وذروا الذين يلحدون يف أمسائه وقال تعاىل: إن الذين يلحدون يف آايتنا ال خيفون علينا يقول السعدي رمحه هللا: اإلحلاد يف آايت هللا وامليل هبا عن الصواب أبي وجهكان إما إبنكارها وجحودها وتكذيب من جاء هبا وإما بتحريفها وصرفها عن معناها احلقيق وإثبات معان هلا ما أرادها هللا منها اإلحلاد يف السنة قال صلى هللا عليه وسلم: أبغض الناس إىل هللا ثالثة: " ملحد يف احلرم..." رواه البخاري يقول ابن حجر يف شرح هذا احلديث: أصل امللحد هو املائل عن احلق واإلحلاد هو العدول عن القصد. واستشكل أبن مرتكب الصغرية مائل عن احلق واجلواب أن هذه الصيغة يف العرف مستعملة للخارج عن الدين فإذا وصف به من ارتكب معصية كان يف ذلك إشارة إىل عظمها. وعنون البخاري ابب: قتال اخلوارج وامللحدين وكذلك الدارمي وابن بطة العكربيكانوا يطلقوهنا على املعطلة ومن ينكر األحاديث الواردة يف األمساء والصفات وشيخ اإلسالم وتلميذه ابن القيم كانوا كثري ا ما يطلقوهنا على الباطنية واملتفلسفة وأصحاب وحدة الوجود. ونقل اآلجري يف كتاب الشريعة عن حممد بن احلسني أنه أطلقها على من ينكر كالم هللا عز وجل وأبو بكر اخلطيب كان يطلقها على من خيلط ابلشريعة ما ليس منها قال: وكم من ملحد يروم أن خيلط ابلشريعة ما ليس منها وهللا تعاىل يذب أبصحاب احلديث عنها فهم احلفاظ ألركاهنا والقوامون أبمرها وشأهنا إذا صدف عن الدفاع عنها فهم دوهنا يناضلون أولئك حزب هللا أال إن حزب هللا هم املفلحون.

5 strong atheist أو أن وجوده أمر ضعيف اإلحلاد يف االصطالح امللحد هو املنكر لوجود هللا أو هو اإلميان بعدم وجود إله. امللحد هو املنكر لوجود هللا سواء العتقاده اجلازم ابستحالة وجود خالق االحتمال جد ا defacto atheist الال أدري : agnostic هو املتوقف يف مسألة وجود هللا غري أن أدلة إثبات وجوده تتكافأ مع أدلة نفي وجوده وابلتايل ال ميكن بلوغ حكم على هذه القضية. املتشكك : skeptic هو قريب من الال أدري إال أنه ما زال يف طور البحث عن أدلة وجود هللا )مل يتخذ موقف ا بعد( الربويب :deist هو املعتقد بوجود إله خالق رازق لكنه يرى أن هذا اإلله خلق الكون مث تركه دون توجيه أو تدبري أو ال يؤمن ابألنبياء وال ابلدايانت )أرسطو فولتري( الال ديين irreligious : هو املنكر لألداين عامة ويشمل األنواع السابقة اإلحلاد يف اإلجنليزية atheism أصلكلمة Atheism مشتق من الكلمة اليواننية atheos واليت تعين without god/gods املصطلح بصورة فعلية ألول مرة يف القرن التاسع عشر عند ظهور ظاهرة نقد الدين والتشكك. بدون إله وظهر هذا أمهية دراسة ظاهرة اإلحلاد 1- رفع اجلهل عن النفس ومن ابب عرفت الشر ال للشر ولكن لتوقيه.:. ومن ال يعرف الشر من الناس يقع فيه. وأفضل منه قول الفاروق: ال يعرف اإلسالم من ال يعرف اجلاهلية وحديث حذيفة:كان الناس يسألون النيب عن اخلري وكنت أسأله عن الشر خمافة أن يدركين. رواه البخاري 2- اإلستجابة لطبيعة املسلم وحمور حياته وقضيته الكربى. قال تعاىلكنتم خري أمة أخرجت للناس أتمرون ابملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون ابهلل..." وهي الدعوة إىل هللا تعاىل على بصرية. 3- احلاجة امللحة للتحصني العقدي والفكري يف ظل انتشار موجة اإلحلاد واالنصهار الثقايف بني شعوب العامل وثقافاته وعدم وجود حواجز بينها. 4- تنشيط الدراسة التقعيدية والتنظريية للجوانب اليت مت إمهال التأليف فيها يف العقيدة فغالب املؤلفات تتعلق بتوحيد األلوهية واألمساء والصفات. )مثال علم احلديث: فلما وقعت الفتنة قلنا مسوا لنا رجالكم(

6 5- صد اهلجوم على املسلمات اإلميانية والعقدية وحماورها ودحضها. 6- توصيف احلالة اإلحلادية وتشخيصها بدقة وموضوعية وابلتايل إجراء العالج الصحيح -7 معرفة التنوع الكبري يف أسباب اإلحلاد جيعلنا أكثر موضوعية يف تناول الظاهرة ويقينا من اختزاهلا بشكل سطحي يف سبب واحد فقط مثل املؤامرات اخلارجية أو حب الشهرة أو املوضة أو حب الشهوات 8- معرفة نقاط ضعفنا اليت يتسلل منها اإلحلاد إىل شبابنا والذي يفيدان يف السعي إلصالح هذه العيوب ورتقها. أنواع اإلحلاد 1- ابعتبار وجود هللا )ملحد ربويب...( 2- ابعتبار وجود املؤثر )علمي عاطفي فلسفي( 3- ابعتبار القوة )سليب إجيايب( 4- ابعتبار الظهور )خفي ظاهر( 5- ابالعتبار املؤسسي )حاالت فردية نظام ديين متكامل( أوال: ابعتبار وجود هللا: سبق شرحه اثني ا: ابعتبار املؤثر: 1- اإلحلاد العلمي: التأثر ابلنظرايت العلمية أو املناهج التجريبية املادية للوصول إىل اإلحلاد 2- اإلحلاد العاطفي: االضطراابت النفسية واألزمات العاطفية واالجتماعية ومشكلة وجود الشر 3- اإلحلاد الفلسفي: القضااي الفلسفية مثل إنكار النبوة وإنكار البعث بعد املوت والفالسفة القدماء واملعاصرين اثلث ا: ابعتبار القوة: 1- اإلحلاد اإلجيايب أو القوي: وهو اجلهر واجلزم بعدم وجود اإلله وسوق األدلة على ذلك ومهامجةكل اآلراء املضادة 2- اإلحلاد السليب أو الضعيف: عدم اجلهر أو اجلزم أبي صورة من صور اإلحلاد اخلمس السابقة. )بعض الربوبيني ينحاز يف صف امللحدين والبعض اآلخر يرفض حىت النسبة إليهم( رابع ا: ابعتبار الظهور 1- ظاهر: هو الظاهر املعروف من

7 2- خفي: عدم اإلميان بوجود هللا لعدم املعرفة هبذه القضية. )مثل أهل الفرتة( ابرون هبولدابخ يقول 1772: األطفال يولدون مالحدة ألهنم ال ميلكون أي فكرة عن اإلله وتبعه جورج مسيث ولكن يف احلقيقة اإلحلاد احلقيقي هو اإلحلاد النايف لوجود هللا أو اإلله بعد البحث أو ألي سبب كان. خامس ا: ابالعتبار املؤسسي 1- حاالت فردية: وهو الغالب على مر العصور حىت ظهور اإلحلاد اجلديد. نقل وول ديورانت يف قصة احلضارة عن بلواترك املؤرخ اإلغريقي: "لقد وجدت يف التاريخ مدان بال حصون ومدان بال قصور ومدان بال مدارس ولكين مل أجد أبد ا مدان بال معابد" م 38 ص 214. ويقول ديورانت نفسه: وال يزال االعتقاد القدمي أبن الدين ظاهرة تعم البشر مجيع ا اعتقاد ا سليم ا وهذه يف رأي الفيلسوف "حقيقة من احلقائق التارخيية والنفسية". فهو حالة فردية تنشأ بسبب عوامل خمتلفة تدفع الشخص إىل إنكار وجود اإلله كلي ا أو جزئي ا. 2- نظام ديين متكامل: وهو ما يهدف أنصار اإلحلاد اجلديد إىل إبرازه على أنه نظام متكامل شامل حول احلياة ويقدم.a تفسريات ورؤى مغايرة ومناقضة للتفسريات والرؤى الدينية املختلفة. وهذا ظهر يف حاالت اندرة يف التاريخ القدمي مثل الداينة اجلينية وفرقة اهلناايان يف البوذية. وقد ظهر هذا النوع بقوة مع ظهور اإلحلاد اجلديد الذي يفرض نفسه على أنه منظومة متكاملة تقوم ابستبدال املنظومات الفكرية الدينية أو الفلسفية احلالية حول الوجود واألخالق واجملتمع وما إىل ذلك. )دوكنز: أمتىن أن أرى اليوم الذي ال يوجد يف متدين على وجه األرض( يف هذا الصدد جيب التفرقة بني أنواع اإلحلاد املؤسسي املختلفة فعلى سبيل املثال: جيب التفريق بني اإلحلاد اجلديد واإلحلاد الشيوعي ومن يسوي بينهما فإنه يف احلقيقة يقع يف توصيف غري دقيق للحالة اإلحلادية احلالية ويؤدي إىل االستهانة هبا وعدم القدرة على التعامل مع أطروحاهتا بدقة وموضوعية. جيب أيض ا التفريق بني اإلحلاد اجلديد وإحلاد عصر التنوير الذي يتميز ابلغزارة الفلسفية خبالف اإلحلاد اجلديد الذي يتجاهل الفلسفة ويركز على أطروحات مشتقة من معطيات العلم التجرييب. كما جيب التفرقة بني اإلحلاد التارخيي الفلسفي الفردي القدمي الذي كان يقتصر على خنبة من املفكرين يف املنتدايت األكادميية والفكرية املغلقة بينما نرى دوال غالبيتها مالحدة هذه األايم مثل الدول االسكندانفية وكوراي.

8 موجز حول نشأة اإلحلاد أ ما قبل الثورة الفرنسية )إىل عصر النهضة( ب ما بعد الثورة الفرنسية )عصر التنوير إىل القرن 21( ج اإلحلاد اجلديد )القرن 21( أوال : ما قبل الثورة الفرنسية 500 قبل امليالد إىل العصر اليوانين يبدأ من 500 عام قبل امليالد وينتهي يف 31 قبل امليالد. وهذا العصر مهم جد ا يف الفكر الغريب حيث نشأت فيه الفلسفة ومبادئ العلوم التجريبية ومن أشهر فالسفة هذا العصر سقراط وتلميذه أرسطو وتلميذه أفالطون. ومل يكن هؤالء الفالسفة مالحدة جيزمون بعدم وجود اخلالق بل إن أفالطون ذكر يفكتابه )القانون( أنه ممن يستحق العقوبة فئة )املالحدة(. 2- العصر الروماين يبدأ من بعد العصر اليوانين وحىت القرن اخلامس امليالدي. ومل يكن للرومان فالسفة وعلماء بنفس ثقل اليوانن لكن كانت لديهم حضارة ودولة قوية انتشرت يف أقطار األرض ونقلوا الفكر اليوانين. والرومان أيض ا مل يكونوا مالحدة بل إهنم وصفوا النصارى )ابملالحدة( ألهنم النصارى األوائل مل يؤهلوا آهلتهم. فلم يكون هناك وجود للفكر اإلحلادي بصورته املعاصر ال يف العصر اليوانين وال يف العصر الروماين. )كانت هناك مدارس فلسفية ربوبية أو سفسطائية لكن مل يوجد من ينكر وجود اإلله ابلكلية بني مشاهري فالسفتهم وعلمائهم( 3- العصور الوسطى )عصور الظالم( ومتتد من القرن اخلامس امليالدي وحىت القرن اخلامس عشر امليالدي. وهذه العصور صادفت عصر التنوير وازدهار احلضارة لدى األمة اإلسالمية. وأيض ا مل يوجد يف الفكر الغريب حاالت من مفكرين ابرزين أو فالسفة أعلنوا إحلادهم يف ذلك الوقت. وظهرت بعض احلاالت الفردية لدى املسلمني من أمثال ابن الراوندي وابن املقفع ومل يكونوا ينكرون وجود اإلله بل ينكرون النبوات وقد رد على أمثاهلمكافة علماء اإلسالم )النبوات لشيخ اإلسالم ابن تيمية( 4- عصر النهضة ميتد من القرن 14 إىل القرن 17. ويف هذا العصر بدأ التحول يف أوراب نتيجة عوامل متعددة مثل احلروب الصليبية وسرقات األحباث واالكتشافات واملخطوطات اإلسالمية والبعثات اليت أرسلوها إىل داير اإلسالم للتعلم وبداية ضعف املسلمني إىل جانب عوامل أخرى متعدد )راجعكتاب رسالة يف الطريق إىل ثقافتنا لألديب حممود شاكر(.

9 يف هذا الوقت بدأت حتصل املعارضة الشرسة بني الكنيسة والعلماء التجريبيني مثل برونوا الذي قتل وجاليليو وهؤالء العلماء مل يكونوا مالحدة بل كانوا يعارضون تعاليم الكنيسة فقط. ومعظم العلماء الذين أسسوا فروع العلم التجرييب يف ذلك الوقت كانوا مؤمنني بوجود اإلله مثل ليوانردوا دافنشي )الرسام والعامل التجرييب( وفرانسس بيكون الفيلسوف املعروف الذي وضع قواعد املنهج التجرييب. بل صنف بعض هؤالء العلماء التجريبيني مصنفات يف إثبات وجود اإلله مثل نيكوالسكوبرنيكوس Nicolaus Copernicus والذي ترجع شهرته إىل تبنيه فكرة أن الشمس هي مركز اجملموعة الشمسية وليس األرض وهذا خيالف تعاليم بطليموس Ptolemy والتعاليم الكنسية يف ذلك الوقت من أن األرض هي مركز اجملموعة الشمسية مما أدى إىل غضب الكنيسة عليه وابملناسبة فإن كوبرنيكوس كان كاهن كنيسة يف أملانيا. 5- عصر التنوير وميتد هذا العصر عرب القرنني السابع عشر والثامن عشر. وكبار علماء هذا العصركانوا يؤمنون بوجود هللا مثل ديكارت وجون لوك الذي أسس قواعد املنهج الليربايل وكتب رسالة يف التسامح بني أبناء األداين املختلفة مث انتقل وكتب عن املالحدة قائال أنه ال ميكن أبد ا أن يتسامح مع املالحدة ألهنم يفككون اجملتمع أبكمله يقول: "ال ميكن التسامح على اإلطالق مع الذين ينكرون وجود هللا فالوعد والعهد والقسم من حيث هي روابط اجملتمع البشري ليس هلا قيمة عند امللحد فإنكار هللا حىت لو ابلفكر فقط يفكك مجيع األشياء" انتشر يف هذا العصر ما يسمى ابملذهب الربويب: وهو االعتقاد بوجود خالق لكنهم يكفرون ابألداين )مثل فولتري الذي كان يرد على النصارى واملالحدة يف نفس الوقت( يف هذا العصر أيض ا ظهر اإلحلاد بصورته احلالية وهو إنكار وجود اإلله ألول مرة وأول من اشتهر به هو قسيس كاثوليكي يدعى جون مسلري ومل جياهر إبحلاده يف حياته ولكن بعد ما تويف وجدوا خمطوطة يف 600 صفحة جزم فيها ابإلحلاد وكانت شبهته "معضلة الشر". يعترب ابرون هبولدابخ أول منكتب عن اإلحلاد ونشركتابه يف حياته )1770( بعنوان نظام الطبيعة System of Nature وكان ابللغة الفرنسية. ظهر أيض ا يف هذا العصر فيلسوف آخر دار حوله لغط كبري وهو ديفيد هيوم واختلفوا هل هو ملحد أو ربويب أو ال أدري ولكن املشتهر عنه كتاابته يف الرد على األدلة اليت تثبت وجود اإلله. وحىت هذا الوقت كان اإلحلاد مبعناه العام عبارة عن حاالت فردية متناثرة عرب التاريخ وولد يف هذا العصر ضعيف ا هزيال مل يقل به أحد سوى شرذمة من الفالسفة يف حني كانت اجلموع العظمى من العلماء والفالسفة تدين بوجود

10 اإلله. حىت إن داروين املتشكك قال: وأما مسألة وجود حاكم للكون فهذا مما تدين به مجوع من أعظم العقول اليت وجدت على اإلطالق. اثني ا ما بعد الثورة الفرنسية 1- القرن الثامن عشر أغلب املؤرخني يرجعون اتريخ ظهور اإلحلاد )الشعيب( إىل الثورة الفرنسية حيث تعترب السبب الرئيس يف نشر اإلحلاد بني الشعوب وحتويله من فكرة فردية اعتنقها عدد قليل من الشخصيات عرب التاريخ إىل ثقافة جمتمعية حاولوا نشرها ابلقتل واإلرهاب واإلعدامات حىت لقد قتل يف هذه الثورة ما يقارب قسيس ومعارض هلا يف فرتة وجيزة. وبعد الثورة بدأت تباشري اإلحلاد على يد جاك هربرت وجاك بريانرد اللذان شجعا على حتويل الكنائس املسيحية يف فرنسا إىل معابد للعقل. وقد قال توماس ابين Thomas Paine بعد أنكفر ابإلله: عقلي هوكنيسيت. 2- القرن التاسع عشر بدأ التنظري الفلسفي لإلحلاد كمذهب ودين متكامل يف هذا العصر وظهر أشهر الفالسفة امللحدين أمثال شوبنهاور ونيتشه وماركس وأجنلز. ففلسفة ماركس وأجنلز كونت األصول اليت قامت عليها الشيوعية امللحدة يف روسيا والصني وفلسفة نيتشه وداروين كونت األصول اليت قامت عليها احلركة الفاشية والنازية يف أوراب والغرب. أيض ا يف هذا العصر ظهرت واحدة من أشهر النظرايت وهي نظرية التطور على يد داروين واليت ركبها املالحدة يف الشرق والغرب لتربير إحلادهم بل وجرائمهم ضد اإلنسانية )ستالني كان متأثر ا جد ا ابلنظرية الداروينية كما نقل عنه صديقه وكذلك هتلر(. هل كان داروين ملحد ا ال بل كان متحري ا ال أدراي. 3- القرن العشرون وفيه انتشر اإلحلاد بني األمم والشعوب ابلسيف واحلرب حيث ظهرت الشيوعية بعد الثورة البلشفية 1917 واستلمت احلكم يف بداايت هذا القرن وقتلوا القساوسة هدموا الكنائس وقتلوا األئمة وهدموا املساجد ويكفي أن نعرف حجم هذا اإلرهاب عند مقارنة عدد الكنائس عام 1917 يف روسيا والذي بلغ كنيسة بعددها عام 1956 والذي بلغ 4000 كنيسة فقط انهيك فقط عن قتل ماليني املسلمني يف نفس البالد. وهذه احلرب املسلحة انتقلت ساحتها يف أواخر القرن العشرين إىل ساحات اجلامعات واملنابر الفكرية واملؤسسات العلمية يف صورة حرب انعمة حيث ال يسمح أبد ا ابنتقاد نظرية التطور وال يسمح ألي حبث ميكن أن حيتوي على نقد للتطور من قريب أو بعيد ابلنشر )راجع الفيلم الواثئقي "املطرودون"(

11 اثلث ا: اإلحلاد اجلديد يكاد يتفق الباحثون أن مؤشرات ظهور تيار اإلحلاد اجلديد بدأت يف اليوم التايل ألحداث احلادي عشر من سبتمرب 2001 فقد كانت أحدااث فاصلة يف سري الظاهرة اإلحلادية حتولت بعدها إىل منوذج عدائي لكل ما هو ديين وتقدمي وتصدير اإلحلاد على أنه السبيل الوحيد خلالص البشرية من الدمار واهلالك زعمواكذ اب- ظهر يف هذا السياق ما يسمى ابإلحلاد املسلح militant atheism وهو الذي ميأل الدنيا ضجيج ا )وأحياان جرائم ا( للتحذير من األداين وتشويه صورهتا وصورة املتدينني. أول من أاثر نعرة هذه الظاهرة هو امللحد سام هاريس Sam Harris يف مقال بتاريخ 2001/9/21 أي بعد أحداث 11 سبتمرب أبسبوع هاجم يف هذا املقال األداين اإلبراهيمية وأهنا سبب البالء والدمار. يف عام 2004 صدركتاب لنفس امللحد بعنوان هناية اإلميان End of Faith الذيكان من أكثر الكتب مبيع ا يف أمريكا. وصرح هاريس أبنه بدأكتابة هذا الكتاب يف 2001/9/12 أي يف اليوم التايل ألحداث احلادي عشر من سبتمرب. وهاجم يف هذا الكتاب اإلسالم واليهودية والنصرانية بشكل عنيف. البشر زعمكاذ اب-. وبعد عامني صدركتاب لنفس امللحد بعنوان "رسالة إىل أمة نصرانية " ليواصل اإلهاانت ضد الدين. وذكر أن االعتقاد الديين مبثابة الشيطان الذي يلعب يف عقول Letter to a Christian Nation يف عام 2006 صدركتاب امللحد الفيلسوف دانييل دينيت Daniel Dennet الذي يسعى إىل فك ألغاز الدين بعنوان "فك السحر: الدينكظاهرة طبيعية " Breaking the Spell ويرمي يف هذا الكتاب بعض القاذورات الفكرية من أمثلة أن األدلة على وجود هللا ضعيفة وواهية زعمكاذ اب- ومل تستغرق يف إبطاهلا سوى ست صفحات فقط )مما يدلل على سطحية أتباع هذا الدين اجلديد( ومع أنه حاول أن يظهر مبظهر املنصف إال أنه مل يستطع كتم حتيزه الواضح. يف عام 2006 أيض ا عرض ريتشارد دوكنز Richard Dawkins زعيم املالحدة اجلدد فيلمه الواثئقي أصلكل الشرور طاعن ا يف وجود هللا عز وجل ويف كل األداين. مث أتبع هذا الفيلم بكتابه األشهر على اإلطالق "وهم اإلله "God Delusion زعمكاذ اب- الذي ظل لفرتة طويلة على قائمة الكتب األكثر مبيع ا وطبعت منه ماليني النسخ وترجم إىل العديد من اللغات )انظر حرصهم يف الدعوة!( يف عام 2007 صدركتاب امللحد فيكتور ستينجر Victor Stenger بعنوان "اإلله: الفرضية الباطلة God: The "Failed Hypothesis والذي يسعى فيه إلثبات أن التطور العلمي أثبت بشكل قاطع أن هللا غري موجود وأن الدين هو مصدر الشر يف العامل زع مكاذ اب - يف عام 2007 أيض اكان اهلجوم األكثر عنف ا وبذاءة من امللحد البذيءكريستوفر هتشنز بصدوركتابه البذيء "اإلله ليس عظيم ا: كيف يسمم الدين كل شيء" ويسعى هذا الكتاب إىل البحث يف اتريخ األداين ليكشف الشرور اليت حلت على العامل

12 من جراء األفكار الدينية ورغم إقراره أن التنظيمات الالدينية قد ارتكبت جرائم مماثلة إال أنه يعتقد أن الدين ال ميلك أي حماسن تقابل هذه الشرور زعمكاذ اب- مسات اإلحلاد اجلديد 1- احلماسة واحلرص الشديد والدعوة النشطة احملمومة املخلصة لدين اإلحلاد وهذا حبد ذاته دليل على أن اإلحلاد يف هذا العصر دين منظم وعقيدة. 2- جاذبية اإلحلاد اجلديد للعوام البعيدين عن الدين- وانتقاله من اإلطار الفلسفي األكادميي الضيق إىل القاعدة الشعبية العريضة للشعوب عن طريق األعمال الكتابية واملقاالت والفيديوهات املوجهة للشباب واملراهقني بل واألطفال. 3- االستخدام املكثف لإلعالم واحلمالت اإلعالنية والدعائية وتسريب األطروحات الفلسفية من خالل األفالم واملسلسالت والواثئقيات وحىت أفالم الكارتون. 4- السعي حنو ترمجة األعمال اإلحلادية إىل اللغات املختلفة منكتب ومقاالت وحماضرات للوصول إىل أكرب قدر ممكن من الشعوب )مبا يف ذلك العرب( 5- اخلطاب احلانق الضب من األداين وخاصة الدين اإلسالمي وكثافة السب والتطاول واستخدام السخرية هلز قداسة الدين يفكافة األعمال الفنية واألدبية. 6- االستعمال املتكرر حلجة اإلرهاب ضد الدين. 7- أتليه العلوم التجريبية وإلغاء الفلسفة واالدعاء أبن العلوم التجريبيةكافية لإلجابة عنكافة األسئلة )هوكنج: الفلسفة قد ماتت( )دوكنز: سؤال: ملاذا هو سؤال سخيف( 8- عقلنة الالشيء أو الصدفة فمثال امللحد لورانسكراوس له مقال بعنوانكون من ال شيء a universe from Something from nothing وله أيض اكتاب يف نفس املوضوع بعنوان شيء من ال شيء nothing 9- التعرض ملعضلة الشر واالنطالق منها لنفي وجود اخلالق )وهذه مسة جديدة قدمية يف نفس الوقت(.

13 المحاضرة الثانية 1

14 التلقي منهج السنة أهل عند واالستدالل والجماعة محاور المحاضرة :- مصادر المعرفة " المعرفة " مصادر االستدالل على مسائل االعتقاد قواعد االستدالل على مسائل االعتقاد المحور األول : المعرفة تعريف المعرفة :- يعود معنى المعرفة في اللغة إلى السكون والطمأنينة, لما ينتج عنها من ثبوت المعنى في النفس وهذا المعنى ينطبق أيضا على العلم الشتراكهما في ثبوت المعلوم وتحققه في النفس لذا فسر أهل اللغة العلم بالمعرفة والمعرفة بالعلم وفرق بعضهم بينهما من غير نفي العنى االجمالي السابق. والمعرفة في االصطالح: هي ادراك صور األشياء أو صفاتها أو سماتها وعالماتها أو للمعاني المجردة سواء كان لها وجود خارجي في الذهن أو ال. وكمال المعرفة يكون بمطابقة اإلدراك لما عليه المدرك نفسه. في واقع المعرفة والعلم واالعتقاد: المعرفة هي مجرد االدراك والتصور والعلم هو إدرك الشيء أو المعنى على ما هو عليه في الواقع واالعتقاد هو أن يجزم المدرك بأن ما أدركه مطابق للواقع قطعا دون أن يكون هناك دليل قاطع )قد توجد بعض األدلة التي توصل إلى القطع لكن يظل كل دليل منها غير قاطع( فإن طابق هذا االعتقاد حقيقة االقع سمي علما أو يقينا وكان اعتقادا صحيحا وإال كان فاسدا. الفرضيات والدعاوى المعتقدات العلم الحقائق 2

15 طرق الوصول إلى المعرفة عملية البحث عن المعرفة عملية تتعاون يها وسائل الحس الظاهرة) visible ( والباطنة ) )invisible واآلالت واألدوات التي تستخدمها الحواس وموازين العقل و الفطرية والمكتسبة و معارفه السابقة التي اكتسبها بنفسه والتي تلقاها ن غيره مما اكتسبه اآلخرون من المعارف ومما يوحي به هللا ألنبيائه من معارف تكن لديهم علوما يقينية شبيهة بالعلوم اليقينية التي يكتسبها الناس العاديون بحواسهم. فمصادر المعرفة محصورة في ثالث طرق ( والباطن والعقل ومركب منهما كالخبر ). تحدث عنها شيخ اإلسالم قائال : الحس الظاهر o الطريق األول : االدراك الحسي بالحواس الظاهرة أوالباطنة. ويدخل فيها المجربات ألن إدراكهما يعتمد على مالحظة الحس. فالحس مثال يشعر بالنار والبرد فيكون ذلك لدى االنسان خبرة ما ( معرفة ما ) حول النار وبعض صفاتها وألم حرقها وهكذا في سائر المحسوسات. والذوق يشعر بحالوة السكر ومرارة الحنظل فتكون هناك الخبرة. البصر يشعر بألوان المرئيات وأشكالها وأبعادها وتتولد عنده الخبرات بكل ذلك. والسمع باألصوات المختلفة وصفاتها ودرجاتها ومقاديرها فيكتسب اإلنسان معارف سمعية مختلفة. وهكذا تتوارد التجارب في حياة االنسان فيكتسب منها معارف عن طريق االحساس المباشر بالحواس الظاهرة وهذه الحواس هي بمثابة منافذ يطل بها الفكر على العالم External world وال يخفى أن هذه الحواس محدودة جدا ال تدرك كل شيء يمكن إدراكه في الوجود. من جهة الكم : سماع ديسبل. من جهة الكيف : شرط الضوء لإلبصار. ويتفاوت الناس في مستويات حواسهم الظاهرة والباطنة. ونظير ما نشعر به بالحواس الظاهرة ما نشعر به بالحواس الباطنة فمثال :- يمر االنسان بخبرة أو تجربة حب فيعرف من الحب مقدار مشاعره حوله ويمر بخبرة كراهية فيعرف منها بمقدار مشاعره حولها ويمر بخبرة ضيق صدر وخبرة انشراح صدر فيعرف ذلك وتلتقط الذاكرة ويخزن في فكره ومعرفته. والحواس الباطنة محدودة كالحواس الظاهرة ويتفاوت الناس في حواسهم الباطنة قوة وضعفا. 3

16 o الطريق الثاني: اإلدراك العقلي اإلدراك العقلي :- موازين فطرية استنباطات عقلية ةمثل :- الموازين الفطرية : هي التي يولد بها االنسان وال تحتاج إلى سابق معرف -1 قانون عدم التناقض: أي استحالة التناقض أو ما يؤدي إلى التناقض ككون الشيء موجودا و معدوما في نفس الوقت. قانون االمتناع :- وهو استحالة رفع النقيضين مثل أن يكون الشيء إما موجودا وإما معدوما وال ثالث بينهما. قانون السببية :وهو أن كل موجود ( ممكن الوجود( يتوقف وجوده على علة أو سبب. استحالة الدور: وهو توقف وجود الشيء على وجوده نفسه واستحالة تسلسل الحوادث إلى ما النهاية. 2- االستنباطات العقلية :- من خالل ما يجتمع لدى العقل من صور المدركات عن طريق الحس الظاهر أو الباطن أو عن طريق أخبار اآلخرين أو بما تتخيله من صور أخرى جديدة يبتكرها وبما لديه من أصول فطرية يستطيع أن يقوم باستنباطات فكرية كثيرة منها : استنباط الجزئيات من الكليات. قياس االشباه والنظئر بعضها على بعض. استنباط مقابالت المعاني وعكسها فيدرك النقيض وما هو داخل فيه متى عرف النقيض. o الطريق الثالث : النقل أو الخبر فحين ينقل اآلخرون معارفهم ويقدمون شهاداتهم فإن بلغت مبلغ التواتر الذى يرى العقل فيه استحالة االتفاق على الكذب وال يتعارض مضمن خبرهم مع أصل من أصول العقل وقوانينه تغدو المعرفة يقينا مقطوعا بصدقه مثل : القرآن والسنة. ومهما تنازل الخبر عن مرتبة التواتر تنازلت رتبة المعرفة الحاصلة به إلى رتبة الظن الراجح بمختلف درجاته حتى مرتبة الشك %50 ثم حتى آخر مرتبة الظن المرجوح %1. 4

17 ما يختص به الوحي من المعارف كل ماال تدركه الحواس فهو غيب وينقسم إلى أوال :-غيب معقول )نسبي(: ويمكن االستدالل عليه بالعقل أو بواسطة محسوسة تكون دليال عليها ثانيا :-غيب محض: وال يمكن االستدالل عليه من خالل العقل بل ال بد فيه من الوحي} و ع ن د ه م ف ات ح ال غ ي ب ال ي ع ل مه ا إ ال ه و {ومنها ما يتعلق بذات هللا وحقيقة الروح وعلم الساعة وتفاصيل البعث واليوم اآلخر... ومثله اإليمان بالرسل والمالئكة و الجن...الخ التشريع : بإمكان العقل االهتداء إلى جوامع األخالق ومهمات اإليمان مثل وجود الخالق ولكن تفاصيل التشريع وكلت إلى الوحي ال إلى العقل سواء بالعبادات وهذا واضح أو حتى بالمعامالت. 5 المحور الثاني : مصادر االستدالل

18 المصدر األول :- القرآن الكريم o 1 -التعريف بالقرآن وأنه كالم هللا :- القرآن من مادة )قرأ( ومنه قرأت الشيء فهو قرآن أي جمعته وضممت بعضه إلى بعض. فمعناه لغة : الجمع الضم وإنما سمي قرآنا إلنه يقرأ وألنه يجمع السر فيضمها و ق ر آن ه {. }إ ن ع ل ي ن ا ج ع ه والمتعبد - تعالى - القرآن اصطالحا:- هو اسم لكالم هللا المنزل على عبده ورسوله محمد ﷺ بتالوته. والقرآن كالم هللا تعالى على الحقيقة ل ت ل ق ى }و إ ن ك ٱل ق ر ء ا ن م ن ل د ن ح ك يم ع ل يم{ النمل )6( وقوله تعالى (( }إ ن ا أ ن ز ل ن اه ق ر آن ا ع ر ب ي ا ل ع ل ك م ت ع ق ل ون } يوسف )2( بل صرح بذلك نبينا قائال وإنما كان أوتيته الذي وحيا أوحاه هللا إلي...(( رواه البخاري ومسلم. 2 -حفظ القرآن من التحريف :- أوال :- في عهد النبوة الطريقة التي كان ينزل بها الوحي ( مفرقا مدراسة جبريل عليه السالم للنبي. قصر الكتابة في هذا العهد على القرآن. الحض على تعلم القرآن وتعليمه. قوة الحافظة لدى العرب. شديدا ) أدعى إلى حفظه ثانيا :-بعد عهد النبوة الجمع األول في عهد أبي بكر الجمع الثاني في عهد عثمان النقل المتاتر بالسند إلى يومنا هذا ثالثا :-المنهج في تفسير النص القرآني 6

19 تفسير القرآن بالقرآن ومثاله آية { و ل م ي ل ب س وا إ يم ان ه م ب ظ ل م } و { إ ن الش ر ك ل ظ ل م ع ظ يم { تفسير القرآن بالسنة فإنها البيان للقرآن ومثاله )) أقيموا الصالة (( ومثلها الزكاة والصيام والحج. تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين :- ع ن ع ب د هللا ابن مسعودق ال : )) والذي ال إله غيره ما من كتاب هلل سورة إال أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إال أنا أعلم فيما نزلت ولو أعلم ))... تفسير القرآن بلغة العرب المصدر الثاني : السنة النبوية 1- التعريف بالسنة النبوية وأنها وحي من هللا. o السنة في اللغة بمعنى الطريقة السيرة. السنة في اصطالح المحدثين : ما أثر عن النبي - ﷺ - من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية وهي عند جماهير المحدثين ترادف الحديث والخبر. والسنة هي البيان للقرآن وهي وإن كانت من لوحي لكنها تنسب إلى الرسول - ﷺ- من جهة أنه المنشئ أللفاظها وأما معانيها فهي وحي من هللا }و م ا ي نط ق ع ن ال ه و ى )3( إ ن ه و إ ال و ح ي ي وح ى) 4 ({ }و اذ ك ر ن م ا ي ت ل ى ف ي ب ي وت ك ن م ن آي ات للا و ال ح ك م ة{ وقوله ﷺ ))أال إني أوتيت الكتاب ومثله معه(( رواه أبو داود وصححه األلباني وكذلك أجمع العلماء على ذلك. 2- حجية السنة من طاعته جعل هللا طاعة الرسول - ﷺ عزوجل }م ن ي ط ع الر س ول ف ق د أ ط ا ع للا } }ي اأ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا أ ط يع وا للا و أ ط يع وا الر س و ل{ 7

20 }و م ا آت اك م الر س ول ف خ ذ وه و م ا ن ه اك م ع ن ه ف انت ه وا{ }ف ل ي ح ذ ر ال ذ ين يخ ال ف ون ع ن أ م ر ه أ ن ت ص يب ه م ف ت ن ة أ و ي ص يب ه م ع ذ اب أ ل ي م{ ومن السنة حديث أبي رافع عن أبيه أن رسول هللا ﷺ قال " ال ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه األمر مما أمرت به أ نهيت عنه فيقول : ال أدري ما وجدنا في كتاب هللا أتبعناه " رواه أبو داود والترمذي وصححه األلباني. قال الشافعي - -رحمه هللا )) وال أعلم من الصحابة وال من التابعين أحدا أخبر عن رسول هللا ﷺ إال قبل خبره وانتهى إليه وأثبت ذلك سنة...وصنع ذلك الذين بعد التابعين والذين لقيناهم كلهم يثبت األخبار ويجعلها سنة يحمد من تبعها ويعاب من خالفها فمن فارق هذا المذهب كان عندنا مفارق سبيل أصحاب رسول هللا ﷺ وأهل العلم بعدهم إلى اليوم وكان من أهل الجهالة ((. المصدر الثالث: اإلجماع o 1 -التعريف باإلجماع وبيان حجيته اإلجماع في اللغة مصدر"أجمع" ويطلق على أمرين. العزم المؤكد أجمع فالن على السفر االتفاق أجمع المسلمن على... االجماع في اصطالح األصوليين على أمر من األمور. هو اتفاق مجتهدي أمة محمد ﷺ بعد وفاته في عصر من العصر حجية االجماع: ذهب جماهير العلماء على أن االجماع حجة شرعية واستدلوا بالكتاب ]ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصير ا[ ومن السنة فقد تواترت األحاديث تواترا معنيا الدالة على عصمة األمة وعدم اجتماعها على ضاللة منها حديث )) إن هللا ال يجمع أمتي أو قال : أمة محمد ﷺ - على ضاللة ويد هللا مع الجماعة من شذ شذ في النار (( رواه الترمذي وصححه األلباني. 8

21 2 -اإلجماع في أبواب االعتقاد منع بعض المتكلمين كون اإلجماع من مصادر التلقي في االعتقاد ومنع بعض الحنفية اإلجماع في األمور المستقبلية كأشراط الساعة وأحوال اآلخرة بحجة أنها غيب وال مدخل للرأي واالجتهاد فيها.فالجواب أن اإلجماع يكون حجة في هذه المسائل ويكون من باب تضافر األدلة. والمقصود بيان أن اإلجماع يدخل في أبواب االعتقاد لتعضيد األدلة وتقويتها ولدفع احتمال الخطأ الذي قد يتطرق إلى الظنيات فيرتفع بفضل اإلجماع إلى مقام القطعيات. وقد حكى اإلجماع في أبواب االعتقاد علماء اإلسالم ذكر بعضها ابن حزم في " مراتب اإلجماع" فاإلجماع حجة السيما إجماع الصحابة واإلجماع في أبواب االعتقاد يستند إلى دليل سمعي من كتاب أو سنة ال قياس وال غيره يقول ابن تيمية رحمه هللا وهو يصف أهل السنة والجماعة :"وسموا أهل السنة والجماعة إلن الجماعة هي اإلجتماع وضدها الفرقة... واإلجماع هو األصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم - أي أهل السنة الجماعة- يزنون بهذه األصول الثالثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أوظاهر مما له تعلق بالدين واإلجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح إذ كثر بعدهم االختالف وانتشرت األمة" مجموع الفتاوى )3/ 157( 9

22 o المصدر الرابع : العقل 1 -التعريف بالعقل العقل لغة مصدر عقل وأصل معناه المنع وله اطالقات كثيرة وكلها تدور حول المنع. العقل اصطالحا يطلق على أربعة معان الضرورية والعمل بمقتضى العلم. : الغيزة المدركة والعلوم الضرورية والعلوم النظرية والعلوم الغريزة المدركة : وهي قوة اإلنسان بها يعلم ويعقل وهي كقوة البصر في العين والذوق في اللسان وهي مناط التكليف وبها يمتاز االنسان عن سائر الحيوان. العلوم الضرورية : وهي التي تحصل ال من غير نظر وال استدالل وتشمل جميع العقالء مثل الجزء أصغر من الكل. العلوم النظرية : وهي التي تحصل بالنظر واالستدالل وتفاوت الناس و تفاضلهم فيها أمر جلي وواضح. األعمال التي تكون بموجب العلم :ولهذا قال األصمعي : العقل اإلمساك عن القبيح وقصر النفس وحبسها على الحسن ومن بين المذاهب التي تقدس الحس وتنفي المبادئ العقلية أو تقدس العقل وتنفي الحس تبرز وسطية اإلسالم في كالم شيخ اإلسالم "العقل شرط في معرفة العلوم وكمال و صالح األعمال وبه يكمل العلم والعمل لكنه ليس مستقال بذلك فهو غريزة في لنفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر في العين فإن اتصل به نور اإليمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار وإن انفرد بنفسه لم يبصر األمر التي يعجز وحده عن تزكيها وإن عزل بالكلية كانت األقوال واألفعال مع عدمه = أمورا حيوانية قد يكون فيها محبة ووجد وذوق كما يحصل للبهيمة فاألحوال الحصلة مع عدم العقل ناقصة واألقوال المخالفة للعقل باطلة... لكن المسرفون فيه قضوا بوجوب أشياء وجوازها وامتناعها لحجج عقلية -بزعمهم- اعتقدوها حقا وهي باطل وعارضوا بها النبوات وما جاءت به والمعرضون عنه صدقوا بأشياء باطلة ودخلوا في أحوال وأعمال فاسدة وخرجوا عن التمييز الذي فضل هللا به بني آدم على غيرهم")مجمع الفتاوى /3( منزلة العقل في اإلسالم 10

23 1. جعل اإلسالم العقل مناط التكليف وخص أصحاب العقول بمعرفة مقاصد العبادة وحكم التشريع}و ات ق ون ي ا أ ولي ا أأل ألب اب{}ل ك أم في ا ألقص اص ح ي اة ي ا أ ولي ا أأل ألب اب{ 2. قصر سبحانه وتعالى االنتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول} و ل ق أد ت ر أكن ا مأنه ا آي ة ب ي ن ة لق أوم ي أعقل ون } }و م ا ي ذ ك ر إال أ ول و األ ألب اب{ 3. وصف هللا أصحاب العقول بأنهم هم المتفكرون الذاكرون المتعبدون. }إن في خ ألق الس م و ات و األ أرض و ا أختالف الل أيل و الن ه ار آلي ات أل أولي األ ألب اب{ 4. ذم هللا المقلدين آلبائهم وذلك حين ألغوا عقولهم. }و إذ ا قيل ل ه م ات بع وا م ا أ نز ل للا ق ال وا ب أل ن ت بع م ا أ ألف أين ا ع ل أيه آب اء ن ا أ و ل أو ك ان آب اؤ ه أم ال ي أعقل و ن ش أيئا و ال ي أهت د ون )170( و م ث ل ال ذين ك ف ر وا ك م ث ل ال ذي ي أنعق بم ا ال ي أسم ع إال د ع اء و ند اء ص م ب أكم ع أمي ف ه أم ال ي أعقل و ن{ 5. حرم اإلسالم االعتداء على العقل وجعل حفظه من مقاصد الشريعة قال تعالى "يا أيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون.." وعن أم سلمة قالت " نهى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر " رواه أبو داوود وصححه األلباني. وجعل اإلسالم الدية كاملة في االعتداء على العقل وتضييع منفعته بضرب ونحوه, قال ابن قدامة : ال نعلم في ذلك خالفا شدد اإلسالم في النهي عن تعاطي ما تنكره العقول وتنفر منه كالتطير والتشاؤم والذهاب إلى الكهان والدجالين وتصديق المشعوذين وما إلى ذلك. - كيف يكون العقل أحد مصادر االستدالل أ- بكونه أحد مصادر المعرفة وتكوين العلوم بشكل عام بوظيفته المحورية في األمور االعتقادية.. ب- مجاالت العقل وحدوده وأنواع العلوم بالنسبة له : جعل هللا للعقل حدا ينتهي إليه )في إدراكه لألشياء ) ال يتعداه, ولم يجعله سبيال إلى إدراك كل مطلوب, وإال لم يكن هناك حاجة إلرسال الرسل وال إلنزال الكتب. والمقصود باإلدراك هنا العلم بالشيء بذاته جملة وتفصيال, وبصفاته وأحواله وأفعاله وأحكامه جملة وتفصيال )اإلحاطة (. فهو وإن أدرك فإدراكه يكون لبعض الجوانب مع قصور وضعف. والعقل إنما يستند في أحكامه إلى معطيات الحس التي تأتيه عبر الحواس,ولو تعدى هذا المجال ضل. أقسام العلوم من حيث إدراك العقل : - الغيبيات ) )علوم ضرورية علوم نظرية 11

24 العلوم الضرورية )واجبة(: وهي التي ال يمكن التشكيك فيها,إذ تلزم جميع العقالء وال تنفك عنهم. كعلم اإلنسان بوجوده,وأن االثنين أكبر من الواحد وغيرها مما يسمى بقوانين العقل الضرورية أو المباديء العقلية الضرورية. العلوم النظرية )ممكنة أو مكتسبة ) :- وهي التي تكتسب بالنظر واالستدالل وهذا القسم تدخل فيه غالب العلوم كالفيزياء والطب والصناعات. الغيبيات )ممتنعة(:- وهذا القسم ال يعل م بواسطة العقل إال أن يع ل وذلك كالغيبيات ( النسبية والمطلقة(. مه بأن يجعل له طريق للعلم به وظيفة العقل في األمور االعتقادية أما العلوم الضرورية فقد جادل االسالم فيها أصحاب العقائد الفاسدة وحاكمهم إليها إلنها قوانين فطرية ال ينكرها إال مكابر أو جاهل فكان يطالبهم بالجمع بين المتماثلين وإلحاق الشيء بنظيره واالستدالل باألثر على المؤثر. ويذكرهم دائما بتحكيم العقل والبعد عن الهوى حتى يظهر لهم التناقض والتنافر بين ما يعتقدونه من عقائد وبين القوانين العقلية التي يستوي فيها كل الناس)وهذا في أصول اإليمان مثل وجود هللا وتوحيده وعدم تأليها آلهة غيره. وأما العلوم التي ال تدركها العقول "الغيبيات" السيما التفصيلية فالعقول ما كانت لتعلم بها لوال مجيء الوحي بها واستقال له بتعريفها وبيانها وإرشاد العقول إلى الطريقة الصحيحة للعلم بها)ماشاء هللا وشئت (. وأيضا كثير من مسائل االعتقاد - بعد معرفتها والعلم بها عند العقول - ال تدرك العقول حقيقتها وكيفياتها كصفات هللا - تعالى وأفعاله وحقائق أمر اليوم اآلخر من بعث وحساب وصراط وجزاء من جنة أونار وما فيهما وإن كان العقل ال يدرك هذه األمور إال أنها ال يحيلها ( يجعلها مستحيلة ) ويمنع وجودها إلن عدم إدراكه لها إنما هو نتيجة افتقاره إلى وسائل العلم واإلحاطة بها فالعلم بالشيء فرع عن تصوره, والتصور ال يقوم إال على معطيات حسية وهذا أمر متعذر بالنسبة لمسائل الغيب. ولهذا ضرب هللا األمثال في القرآن لتقرير مسائل الغيب تنبيها للعقول على إمكان وجوبها, فاستدل على النشأة اآلخرة بالنشأة االولى وعلى خلق اإلنسان بخلق السموات واألرض وهي أعظم وعلى البعث بعد الموت بإحياء األرض الميتة بعد إنزال الماء عليها..الخ - العقل الصريح ال يمكن بحال أن يعارضه نص صحيح )سندا وداللة ) بل بينهما تعاضد وتأييد. يقول شيخ اإلسالم " وليس في الكتاب والسنة وإجماع األمة شيء يخالف العقل الصريح ألن ما خالف العقل الصريح باطل, وليس في الكتاب واإلجماع باطل ولكن فيه ألفاظ قد ال يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطال,فاآلفة منهم ال من الكتاب والسنة " المجموع 490/11 12

25 - فالواجب على المؤمن إذا سمع شيئا من أمور الدين فوعاه قلبه وفهمه أن يحمد هللا تعالى على هذه النعمة والمنة والتوفيق, وإن لم يستطع فهمه وإدراكه فيرده إلى الرسول وإلى الذين يستنبطونه )أهل العلم ) ويسأل أهل الذكر,فإن لم يتيسر له أن يدركه لقصور منه او ضعف من سأله أو فقده فليسلم بأنه من عند هللا وإن لم يبلغه عقله. فالعقول قاصرة عن تحصيل تفاصيل المعارف الدينية الغيبية فما قامت الحجة إال ببعثة الرسل ونزول الكتب,لكن العقل شرط في التكليف وآلة للتبصير ولواله لم يكن تكليف وال يوجد أمر وال نهي. ولكنه دائما يحتاج إلى هداية الوحي وتنبيه الرسل لتقويمه وتأييده. المصدر الخامس : الفطرة التعريف بالفطرة الفطرة لغة تطلق على "الشق " قال تعالى " إذا السماء انفطرت " وتطلق على البدء والخلق "الحمد هلل فاطر السموات واألرض " واصطالحا هي المبادئ التي توجد ضرورة في العبد كما فطره هللا تعالى عليها,وسماها بعض العلماء باإلسالم " فطرت هللا التي فطر الناس عليها " ولقول الرسول " كل مولود يولد على الفطرة.." وأطلقها آخرون على العهد الذي أخذه هللا على بني آدم " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم.." األعراف عالقة الفطرة بالمعرفة : أودع هللا تعالى قلوب بني آدم من المعارف الفطرية الضرورية ما يفرقون به بين الحق والباطل,وما يجعلها مستعدة إلدراك الحقائق ومعرفتها. ولوال مافي القلوب من هذا االستعداد والتمكن ما أفاد نظر وال استدالل وال برهان. لكن هذه العلوم الضرورية قد يعرض لها شبهات ووساوس كالتي عند السوفسطائية.ولهذا من أنكر العلوم الحسية والضرورية مثلهم ال يناظ ر, بل إذا كان جاحدا معاندا عوقب, وإن كان غالطا لفساد حسه أو عقله عولج بما يجب حصول العلم الضروري له إما باألدوية أو بالدعاء والرقى, فإن لم يفد معه شيء ترك ولم يكلم ألن الذي يخاطب بالبرهان واالستدالل هو من كانت عنده مقدمات ضرورية فطرية علمية. فالوسوسة والشبهة القادحة في العلوم الضرورية ال تزال بالبرهان,بل متى فكر العبد ونظر ازداد ورودها على قلبه وإنها تندفع باالستعاذة والتوقف

26 عالقة الفطرة بالمسائل العقدية توحيد الربوبية : الصحيح الذي عليه جماهير أهل العلم من السلف وحتى المتكلمين أن معرفة وجود الرب الخالق فطرية, وإنما تكون معرفته نظرية عند من فسدت فطرته فاحتاج إلى النظر والبرهان " أفي هللا شك فاطر السموات واألرض.." ابراهيم توحيد األسماء والصفات : الخلق مفطورون على كون الخالق سبحانه اجل وأكبر وأعلى وأعلم وأعظم وأكمل من كل شيء, فهذا مستقر في فطر الناس وهو ضروري في حق كل من سلمت فطرته, وكذلك مستقر في الفطر أن الذي يعلم ويقدر ويتكلم ويبصر ويسمع أكمل من العادم لذلك " أفمن يخلق كمن ال يخلق." النحل " يا أبت لم تعبد ماال يسمع وال يبصر وال يغني عنك شيئا " مريم ومن أوضح ما جاء في ذلك في صفة العلو, فالخلق يرفعون أيديهم في الدعاء ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع إلى هللا تعالى.وقد ذكر الشيخ محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمذاني حضر مجلس األستاذ أبي المعالي الجويني وهو يتكلم في نفي صفة العلو ويقول : كان هللا وال عرش وهو اآلن على ماكان. فقال أبو جعفر : أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ماقال عارف قط " ياهلل " إال وجد في قلبه ضرورة طلب العلو ال يلتفت يمنة وال يسرة. فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفسنا فلطم أبوالمعالي على رأسه وقال " حيرني الهمذاني حيرني. توحيد األلوهية : قال تعالى " لو كان فيهما آلهة إال هللا لفسدتا.." األنبياء وقال " إذا لذهب كل إله بما خلق ولعال بعضهم على بعض " المؤمنون وقال "وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إال إياه.." اإلسراء. 14

27 المحور الثالث : قواعد االستدالل قواعد االستدالل على مسائل االعتقاد عند أهل السنة تتضمن عشر قواعد : القاعدة األولى : اإليمان بجميع نصوص الكتاب والسنة صورة القاعدة : إن ما أخبر به الرسول صلى هللا عليه وسلم عن ربه تعالى فإنه يجب اإليمان به سواء عرفنا معناه او لم نعرف,ألنه الصادق المصدوق, فما جاء في الكتاب والسنة يجب على كل مؤمن اإليمان به وإن لم يفهم معناه.وكذلك ما ثبت باتفاق األمة وأئمتها مع أن هذا الباب )مسائل االعتقاد ) يوجد عامته في الكتاب والسنة,متفقا عليه بين سلف االئمة. أدلة القاعدة : من القرآن : " والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إال أولو األلباب.." آل عمران 2- من السنة : أن جمعا من الصحابة ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم, وفي رواية " فقال بعضهم ألم يقل هللا كذا وكذا,وقال بعضهم وألم يقل هللا كذا وكذا,فخرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه, يرميهم بالتراب, ويقول " مهال يا قوم بهذا هلكت األمم من قبلكم, باختالفهم على أنبياء وضربهم الكتب بعضا ببعض, إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا,فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه.." 3- حال السلف : ما كان عليه الصحابة من التصديق المطلق بالنبي صلى هللا عليه وسلم فيما يقول حتى وإن تعجب منه الناس, مع عدم إدراكهم لحقيقة المخبر عنه ومن ذلك قول أبي بكر رضي هللا عنه لمشركي قريش لما قالوا له إن صاحبك يزعم أنه قد جاء بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة فقال : أو قال ذلك قالوا نعم فقال : فأشهد لئن كان قال ذلك لقد صدق " 4- داللة المعقول : منها أن عدم علمنا بالحقائق ال ينفي وجودها وثبوتها في نفس االمر,فما أخبر به الصادق المصدوق هو حق ثابت في نفس األمر سواء علمنا صدقه أم لم نعلمه, ومن أرسله هللا للناس فهو رسول سواء أعلم الناس انه رسول أم لم يعلموا,وما أخبر به فهو حق وإن لم يصدقه الناس,وما أمر به فهو امر هللا وإن لم يطعه الناس. فثبوت الرسالة والرسول وما اخبر به ليس موقوفا على وجودنا فضال عن عقولنا ومعقوالتنا. فوائد االلتزام بهذه القاعدة :- 1- تحقيق معنى اإليمان باهلل ورساالته. 2- مجانبة مسالك األمم الضالة والنجاة من مذاهب المبتدعة. 3- بطالن كون العقل وحده يستقل في تحصيل المعرفة الدينية أو كونه شرطا في تحصيلها.

28 ثبوت عصمة النبي صلى هللا عليه وسلم في جميع ما يبلغه. درجة الراسخين في العلم هي اإليمان بجميع ما أنزل هللا القاعدة الثانية : اشتمال الكتاب والسنة على أصول الدين " دالئله ومسائله " صورة القاعدة : أن كل ما يستحق أن يسمى أصول الدين قد جاء بيانه من الكتاب والسنة بيانا شافيا قاطعا للعذر مع بيان أدلته وسبل االهتداء إلى معرفته. أدلة القاعدة : 1- من القرآن : قال تعالى " ما فرطنا في الكتاب من شيء " 2- من السنة : قوله صلى هللا عليه وسلم " وأيم هللا لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء " وحديث " لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخرآءة قال أجل " 3- المعقول : أن النبي علم أصحابه كل شيء حتى الخرآءة فمحال ان يترك تعليمهم ما يقولونه بألسنتهم ويعتقدونه بقلوبهم في ربهم ومعبودهم رب العالمين الذي معرفته غاية المعارف بل هذا خالصة الدعوة النبوية. 4- الفطرة : أن حاجة الناس إلى معرفة ربهم وخالقهم ومعبودهم فوق مراتب الحاجات كلها, لذا كان اشتمال الكتاب والسنة وكالم السلف على ذكر العقائد وتقريرها وبيانها أكثر من غيرها. فوائد االلتزام بالقاعدة : وجوب النظر إلى الشريعة بعين الكمال ال بعين النقصان. وجوب النظر في نصوص الكتاب والسنة وكالم السلف لمعرفة مسائل االعتقاد وأدلتها ومباشرة ذلك باإليمان والتصديق واالستجابة والبعد عن البدع. االستغناء بالكتاب والسنة عن النظر في الكتب المتقدمة كالتوراة واإلنجيل لما أصابها من التحريف والتبديل. تجنب اللوازم الباطلة لمذهب من يعول على العقل او الذوق دون الشرع القاعدة الثالثة : ال نسخ في األخبار وال في أصول الدين صورة القاعدة : إن مسائل االعتقاد من اإليمان باهلل تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله ورساالته واليوم اآلخر, ونحو ذلك من األمور الثابتة التي جاء بها جميع الرسل من لدن آدم إلى محمد صلى هللا عليه وسلم ال يدخلها نسخ أو تعديل. أدلة القاعدة : 16

29 1- القرآن الكريم : قال تعالى " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين وال تتفرقوا فيه.." قال القاضي أبو بكر بن العربي ( المراد بالدين هنا يعني األصول التي ال تختلف فيها الشريعة,وهي التوحيد والصالة والزكاة والصيام والحج والتقرب إلى هللا بصالح األعمال. 2- من السنة : قول الرسول " األنبياء إخوة لعالت, أمهاتهم شتى ودينهم واحد " 3- المعقول : لقد ثبت وصفه سبحانه بالعلم الذي يليق بكماله, وعلمه ال يعتريه حدوث وال تجدد وال تغير, بل هذه من المعايب في وصف المخلوق, ويكون سببها الجهل أو السهو أو الغفلة أو الخطأ تعالى هللا عن ذلك والقول بوقوع النسخ في األخبار والعقائد يضاد ذلك. فوائد االلتزام بهذه القاعدة : 1- القول بثبات أصول الدين وبراءتها من النسخ والتعديل فيه تحقيق صفة العلم هلل تعالى. 2- القول بثبات أصول الدين فيها االئتمام بجميع األنبياء والمرسلين. قال تعالى " أولئك الذين هدى هللا فبهداهم اقتده " 3- عدم موافقة اهل االبتداع من الرافضة ومن شايعهم. 4- إعمال جميع األدلة التي قد يظهر بينها تعارض أولى من إشقاط أحدها, بل يجب إعمالها ومحاولة التعرف على وجه االتفاق, فإن خفي فوض إلى عامله ولهذا قال النبي صلى هللا عليه وسلم "وما جهلتم فردوه إلى عالمه " 5- كل دعوى ترد نصا من نصوص العقائد اإليمانية واألخبار المحضة فهي دعوة باطله ال يلتفت إليها. القاعدة الرابعة : رد التنازع الي الكتاب والسنة صورة القاعدة : والسنة أن كل ما تنازعت واختلفت فيه األمة من أصول الدين وفروعه يجب رده إلي الكتاب طلبا لرفع التنازع ودفع االختالف ومعرفة الحق والصواب. أدلة القاعدة : 1- من القرآن : قال تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا والرسول " 2- السنة : قوله صلى هللا عليه وسلم " فإنه من يعش منكم فسيرى اختالفا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين, تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات األمور " 3- اإلجماع وأحوال السلف : قال العالمة الشوكاني " فقد اتفق المسلمون سلفهم وخلفهم من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا )القرن الثالث عشر هجريا ) أن الواجب عند االختالف في أمر من أمور الدين بين األئمة المجتهدين هو الرد إلى كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم.." 4- داللة النظر الصحيح : أن هللا تعالى وصف كتابه بأنه فرقان وهدى ونور وهذا الوصف يقتضي التماس الحق الذي فيه ودفع الضالالت والظلمات به " 17

30 فوائد االلتزام بهذه القاعدة : تحقيق اإليمان باهلل واليوم اآلخر كما في قوله تعالى " فإن تنازعتم في شيء..." عدم رد التنازع إلى الكتاب والسنة من صفات المنافقين بل هو عين النفاق الرد إلى الكتاب والسنة فيه تحقيق الخيرية وحسن العاقبة " ذلك خير وأحسن تأويال " هذا الرد فيه إثبات عصمة الشريعة. هذا الرد فيه حسم لمادة التقليد ألن من أوقف دينه على الرجال دار معهم حال هداهم وضاللهم. تحقيق الجماعة واأللفة ونبذ التفرق واالختالف القاعدة الخامسة : درء التعارض بين نصوص الكناب والسنة صورة القاعدة : مما ينبغي اعتقاده ضرورة االتفاق بين نصوص الكتاب والسنة, ونفي التعارض واالختالف بينهما, سواء كان ذلك بين آية وآية أو بين حديث صحيح وآخر مثله أو بين آية وحديث صحيح وأن ما يظن من تعارض واختالف بين بعض النصوص فذلك حسب الظاهر ال في نفس األمر. أدلة القاعدة : 1- من القرآن : قال تعالى " ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا كثيرا " مفهومها أن القرآن من عند هللا وال اختالف فيه إذا. 2- من السنة : قوله صلى هللا عليه وسلم " إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه.." 3- اإلجماع : اتفق االعلماء على عدم التعارض بين األدلة القطعية. 4- المعقول : أن القول بتعارض األدلة في نفس األمر فيه إثبات العجز والجهل وهذا مما يجب تنزيه هللا عنه. 5- الفطرة : من فطرة بني آدم النفور من التناقض واالضطراب وعدم استحسان ذلك, وفي فطرهم وصف الرب بالعلم والحكمة والقدرة واإلرادة, وظهور التناقض واالضطراب ينافي هذا. فوائد االلتزام بهذه القاعدة : 1- أن معارضة نصوص الكتاب والسنة فيه تكذيب لبعض الحق واالشتباه والحيرة, والواجب التصديق بهذا الحق. 2- أن أهل البدع آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض فكان فيهم شبه من أهل الكتاب. 3- من لم يدرك هذه القاعدة ويمعن النظر فيها اختلط عليه فهم القرآن والسنة. 4- يستفاد من هذه القاعدة أن النصوص يفسر بعضها بعضا فيحمل المقيد على المطلق والخاص على العام وهكذا. 5- استعمل هذه القاعدة كثير من أئمة العلم والدين ي كسر المبتدعة وتفنيد شبهاتهم. 18

31 القاعدة السادسة : درء التعارض بين النقل والعقل صورة القاعدة : مما ينبغي اعتقاده أن نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة ال يعارضها شيء من المعقوالت الصريحة. أدلة القاعدة : القرآن : أن القرآن الكريم خاطب أولي النهى واأللباب والعقول.وكم من آية ختمت بقوله " أفال تعقلون " " أفال تذكرون " السنة : قوله صلى هللا عليه وسلم " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها بعدي إال هالك "وفيه إثبات كون الشريعة المنزلة واضحة المعالم فوائد االلتزام بهذه القاعدة إثبات عصمة الشارع الحكيم من قدم الشرع الصحيح على العقل عند ظهور التعارض كان قد ظفر بالشرع. من علم بعقله أن هذا هو رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعلم أنه أخبر بشيء ثم وجد في عقله ما ينازعه في خبره, كان عقله يوجب عليه أن يسلم موارد النزاع إلى من هو أعلم به منه. عدم صحة اإليمان المشروط كمن يقول : أنا ال أؤمن حتى أعلم انتفاء المعارض العقلي. تحكيم الشريعة على آراء الرجال ومذاهبهم جعلها األصل الذي يرجع إليه عند االختالف القاعدة السابعة : حجية فهم السلف الصالح لنصوص الكتاب والسنة. صورة القاعدة: إذا كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم أقرب عصر من النبوة, وأعمق صلة بكالم هللا ورسوله,واصح لسانا, وأفصح بيانا كان فهمهم لنصوص الكتاب والسنة وال سيما ما يتعلق بمسائل االعتقاد حجة على من بعدهم. أدلة القاعدة : 1- من القرآن : قوله تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا." والوسط أي الخيار العادل, فالصحابة هم خير األمة وأعدلها. 2- السنة " قوله صلى هللا عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. فوائد االلتزام بهذه القاعدة : 19

32 من أعظم األصول التي تميز أهل السنة والجماعة على مر العصور هو تمسكهم بكتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم وإجماع سلف األمة وأئمتهم من الصحابة والتابعين, فكان هذا األصل عاصما لهم من التفرق واالختالف. أن كل ما سكت عنه الصحابة والسلف وتكلم فيه الخلف, وذلك فيما يتعلق بمسائل االعتقاد واإليمان, كان السكوت فيه أولى وأليق, ولم يأت فيه الخلف إال بباطل القول وزورا. استعمال السلف وأهل السنة هذه القاعدة في الرد على الخصوم. حسم مادة اإلبتداع والضالل. 20

33 Quiz 1 Question1. اإلدراك العقلي ينقسم إلى موازين فطرية و Mental perception is divided to Fitrah Standards (priori laws) and? Primary Principles مبادئ أولية Mental Deductions استنباطات عقلية Fitrah Laws قوانني فطرية Physical Objects أمور حسية Question 2. يختص الوحي من املعارف ب The following kinds of knowledge cannot be known but through revelation Absolute Unseen الغيب املطلق Religious Legislation التشريع A and B أ و ب معا Nothing ال شيء مما سبق هناك... مصادر للتلقي عند أهل السنة والجماعة في.3 Question There are... sources of knowledge in matters األمور العقدية related to Aqeedah according to Ahlus-Sunnah أحد أدوار العقل في اإلعتقاد هو... الحقائق.4 Question One of the roles of mind in the unseen facts related to الغيبية Aqeedah is... To judge its impossibility الحكم باستحالة حدوثها To comprehensively understand it اإلحاطة بها Have doubts concerning it التشكك فيها To judge its logical possibility الحكم بإمكانها عقال Question من قواعد االستدالل عند أهل السنة والجماعة. 5 One of the rules of understanding the proofs related to Aqeedah according to Ahlussunah Waljama'a Authenticity of the prophet's companions حجية فهم السلف understanding There is no contradiction between درء التعارض بني العقل والنقل authentic narrations and logical principles There is no contradiction between درء تعارض نصوص الكتاب والسنة the accounts of the Qur'an and Sunnah All are correct جميع ما سبق

34 المحاضرة الثالثة 1

35 العلم ووجود هللا بسم هللا و الحمد هلل و الصالة و السالم على رسول هللا صلى هللا عليه و سلم. مرحبا باإلخوة واألخوات الكرام في المحاضرة الثالثة من محاضرات دورة حوار مع أهل المنطق. في المحاضرتين السابقتين تناولنا بعض المقدمات حول موضوع اإللحاد والتي ينبغي دراستها قبل دراسة موضوع اإللحاد أو اإللحاد المعاصر بشكل خاص. تناولنا المقدمات والتعريفات المختلفة و أنواع اإللحاد المختلفة وتناولنا أسلوب أهل السنة والجماعة في االستدالل على مسائل اإلعتقاد. و اليوم إن شاء هللا سنتناول أيضا قضية مهمة ألنه من خاللها سيختلف الفكر الديني عن الفكر اإللحادي بشكل عام فلنتناول قضية العلم و ما هي حدود العلم في مسألة نفي وجود اإلله وكذلك في مسألة إثبات وجوده. سنتناول اجابة سؤالين مهمين -: هو االول السؤال God: Has Science buried the اإلله دفن العلم هل باإلشارة إلى إختصار للتفسيرات العلمية المختلفة أو المادية غيبية او بوجود شيء ما وراء الطبيعة او ما وراء المادة. المختلفة عن قوة بوجود أو إله بوجود االعتقاد يمكننا :هل أيضا هو المهم الثاني و السؤال االستدالل بالعلم على وجود هللا سبحانه و تعالى فهما سؤاالن متعاكسان أو مختلفان دفن اإلله العلم هل االول السؤال السؤال و االستدالل يمكننا الثاني هل بالعلم على وجود هللا طبعا هناك العديد من الكتابات حول مسألة العلم وهل العلم يفيد في جانب اإللحادي أو الجانب الفكري اإللحادي في إنكار وجود هللا او هل العلم يفيد في جانب الفكري اإليماني في أنه يثبت وجود هللا سبحانه و تعالى هناك العديد من الكتابات لعل أشهرها هذا الكتاب هو كتاب للبروفيسور جون لينوكس: هل العلم دفن اإلله بين العالقة أو الوحي و العلم بين العالقة بداية العلم والدين هل هي عالقة تناغم تضاد أو عالقة أنهما شيئان أو الدين و العقل او الدين العلم و يجتمع أن يمكن هل متناقضان طبعا هذه النقطة أو هذه المسألة تعتبر مسألة محورية في الفكر او في اإلتجاه اإليماني اإللحادي المعاصر يعني أن المؤمنين بوجود هللا سبحانه و تعالى أو بوجود اإلله بغض النظر عن دينهم ينطلقون من منطلقات فكرية معينة و هي عدم تناقض العلم الطبيعي التجريبي مع اإليمان أو مع الوحي أو مع األدلة أو مع الحقائق الغيبية المختلفة و الفكر اإللحادي في المقابل يرى ضرورة تعارض العلم التجريبي مع الحقائق الغيبية و 2

36 3 نل عيطتسن لوصحلا ىلع حيحص روصت وا لماش روصت هذهل ةيضقلا لاإ اذإ انسرد ام وه ملعلا و ام يه تامس ملعلا و ام وه قاطن ملعلا و ام صئاصخ يه ملعلا و انسرد يف لباقملا يحولا ةعيبط و يحولا و ام تافص يه يحولا تامسو يحولا و له يرورض يحولا يف ةيذغت انفراعم لا وأ و ام ىلإ كلذ نم روملأا ةددعتملا ةقلعتملا.يحولاب اذإف انسرد نيبناجلا عيطتسن نأ نع بيجن ةلئسلأا ةيسيئرلا يف هذه ةرضاحملا و يه له ملعلا نفد هللإا وأ لا الله ىلاعت نع كلذ اولع اريبك و له اننكمي للادتسلاا باب قئاقحلا ةيملعلا ىلع ةيبيرجتلا الله دوجو لا وأ يف لوانتنس ةيادبلا عوضوم ملعلا : يف عوضوم ملعلا دنع وأ ةشقانم ملعلا موهفملا قبطني ىلع ساسلأاب ملعلا و يبيرجتلا سيل يأ عون نم عاونأ مولعلا ىرخلأا فلاخلاف نيب نيدحلملا و نينمؤملا و سيل يف قلطم ملعلا و مهنكل يف ملعلا يبيرجتلا يذلا ىلع دمتعي ضفرلا يسحلا وأ ضفرلا يداملا نوكلل و ام هيف. يف لواحنس ةيادبلا ءاقلإ ىلع ءوضلا فيرعت ملعلا و له دجوي فيرعت ددحم و حضاو يف ملعلا هيلع عمتجي ءاملعلا لا وأ مث لوانتنس ضعب صئاصخ ملعلا دوصقملا اعبط اهيف ملعلا يبيرجتلا مث قاطن ملعلا يبيرجتلا و له وه لماش عيمجل قئاقحلا ءاوس تناك قئاقح ةيداملا وأ ةيبيغ وه لا ملكتي نع اعبط نع قئاقحلا ةيبيغلا نكل له لماش وه عيمجل قئاقحلا مأ نأ قئاقح كانه ىلع ولعت لاجم وأ قاطن لمعلا يبيرجتلا. يف ةيادبلا فيرعت ملعلا : و امئاد نوريشي اهيلا ةلكشمب فيرعت ملعلا اذامل هنلأ ىتح نلآا ىتح انموي اذه سيل كانه فيرعت حضاو ملعلل و دوصقملا ملعلاب انه اضيأ وه ملعلا يبيرجتلا. ةبقعلاف ىلولأا يتلا نكمي نأ هجاوت يأ ثحاب يف اذه لاجملا وأ يف اذه صاصتخلاا وه دوجو تافيرعت ةفلتخم لب ةضقانتم موهفمل ملعلا و موهفم ملعلا يبيرجتلا. نولوقي ينعي امدنع ديرت فيرعت ملعلا كنإف رضحتست ةلوقملا اهلاق دحأ ءاملعلا لوقي تافيرعتلا لثم ةكحلا اذامل اهنلأ لا ديزت ناكملا لاإ,املأ وهف لثم ثحبلا نع فيرعتلا حضاو ملعلل لثم هذه ةكحلا نل عيطتست نا يهنت ةيلمع ثحبلا هذه يهف ابلاغ ام كرتت ناكملا رثكا.اباهتلا يف ةيادبلا ةبسنلاب ىلإ فيرعت صئاصخ و ملعلا. اعبط كانه ديدعلا و ديدعلا نم تافيرعتلا لوانتنس نكل. نم هذه تافيرعتلا ام ديفي نأب حلطصم ملعلا ىتح انموي اذه ضقانتم ريغ و ددحم ريغ و فورعم لكشب يروحم يساسأو. ةقيقح يف تافيرعت ملعلا وه لا هنأ ىتح دجوي نلآا فيرعت,ملعلل لوقي نميس لاثم لا نحن عيطتسن فيرعت ملعلا وأ لا نحن عيطتسن فيرعت ءيش يأ ةقدب اذإو ام انلواح مدصننس تاهرتلاب ةيركفلا ةميقعلا يتلا دوارت ةفسلفلا لوقي. مهدحأ رخلآل لا تنأ ملعت ام يذلا هنع ثدحتت بيجيف رخلآا ام دارملا وأ ام يذلا هينعت تناب و ام دارملا وأ ام يذلا هينعت ثدحتتب وأ ام دارملا و ام يذلا هينعت ملعتب

37 4 ام )تنا(ب كدارم ام )ملعت(ب كدارم ام )ثدحتت(ب كدارم ةلأسملا ةيفلاخ ةلأسم نكل ةعيبطب لاحلا كانه ضعب تافيرعتلا ةيمجعملا ةمهملا ةماع ةروص نيوكتل ملعلل. لاثم ةملك ملعلا يه اهسفن ( science ) يف ةغللا ةيزيلكنلإا و اعبط ملعلا انه وه ملعلا يبيرجتلا ةملك science( ) ةقتشم نم ينيتلا لصأ sencia و يتلا ينعت ةفرعملا ةملكف ( science ) يف ساسلأا ينعت ةملك ةفرعملا يتلا يه ( knowledge ) مث ىرج اهلامعتسا يف تاقاطن قيضأ رثكأو اديدحت. ناك مادختسلاا يجيتارتسلإا حلطصملل ريشي ىلإ ةفرعملا لكشب ماع ةصاخ و ةفرعملا ةيرظنلا يتلا لباقت ةفرعملا و ةيملعلا نم مث تلآ يف روصعلا ىطسولا ىلا ةراشلاا ىلا نونفلا يتلا ىلع ةللادلا ةفرعملا ةيملعلا يأف نف وأ يأ لمع لدي ىلع ةفرعم ةيلمع وأ ءيش يلمع يف عقاولا دوجوم يف عقاولا ىمسي ملعلاب وأ ( Science ) لاإ نأ مجاعملا ةثيدحلا اهل مادختسا رثكأ اديدحت حلطصملل. و لوانتنس ضعب تامادختسا سيماوقلا ةفلتخملا حلطصمل ملعلا يللا وه ( Science ) لاثمف ملعلا وه مازتلا يجهنم لصؤي و ينبي و مظني ةفرعملا ةقلعتملا نوكلاب يف هروص تاحيضوت و تاؤبنت ةلباق أو رابتخلال وه ةسارد و ةفرعم ملاعلا يداملا هكولسو ىلع دامتعلااب براجتلا قئاقحلاو يتلا نكمي اهتابثإ و اهمظن يف ماظن دحاو اضيأ طاشنلا يفرعملا يلمعلاو يذلا لمشي ةسارد ةيجهنملا ةينبلل. كولسو ملاعلا يداملا يعيبطلاو للاخ نم ةظحلاملا و ةبرجتلا للاخ نم اذه فيرعتلا نكمي نا مهفن قاطن اهتروص ملعلا اهانعمو يذلا هدصقي ءلاؤه وهو طاشنلا يداملا يفرعملاو يذلا لمشي ةساردلا ةيجهنملا ةينبلل و كولس ملاعلا يداملا وهف لا جرخي نع ملاعلا يداملا وأ سوسحملا و يعيبطلا للاخ نم ةظحلاملا ةبرجتلاو. اضيأ ةفرعملا ةدمتسملا نم ةساردلا ةينأتملا ةصاخ و كلت ةفرعملا ةدمتسملا نم ةدهاشملا و ءارجإ براجتلا و قيبطت تايرظنلا فصول جئاتنلا هذه نم ةصلختسملا ةطشنلأا نماهريغ و هذه اعبط سيماوقلا تافيرعتلا ةدوجوم يف سيماوق جدربماك دروفسكوأ هريغ و نم سيماوقلا ةروهشملا. هذهف راصتخإب مظعم تافيرعتلا ةيمجعملا يتلا ةروص يطعت ةماع نع عابطنلاا وأ موهفملا نع ةملك Science( ) وأ ةملك ملعلا هصاخ ملعلا يبيرجتلا.ماع لكشب يتأن ىلإ ضعب تافيرعتلا ةيحلاطصلاا ضعبل ءاملعلا نويبيرجتلا مهفنل رثكأ فيك نأ ءلاؤه ءاملعلا نوفلتخم لاو نوقفتي لاح يأب نم ىلع لاوحلأا موهفم ملعلا نع لاضف قاطن ملعلا..هتافص و لوقي نوج لاثم ردلوو ىؤر كانه لوح ةددعتم ةيهام ملعلا لاإ هنأ دجوي ثلاث تانوكم ةسيئر قفتي ريثكلا ىلع انم ةيرورض اهنأ يف فيفصت. ملعلا و يه لاوا : ىوتحم :يفرعم اذه ىوتحملا يفرعملا

38 5 ايناث : مظتنم يف ةئيه ةموهفم و ىلع دمتعي راركتلا و ةبرجتلا رايعمك يئاهن هتحصل. ينعي كانه ثلاث اذهل..تانوكم موهفملا ىوتحم يفرعم نيعم نأو اذه ىوتحملا مظتنم يف هئيه ةموهفم و هذه ةئيهلا ىلع دمتعت راهظتسا ةبرجتلا رايعمك يئاهن هتحصل. و نم للاخ اذه تارابتخلاا حضتي نأ تايضايرلا تسيل املع ثيح نأ رايعملا مئادلا ققحتلا اهتحص نم هيلع قفتم قافتلااب يقطنملا ناكمإبو وأ ةيناكمإ للادتسلاا.يلقعلا وهف نوج انه ردلوو لوقي نأ دبلا ملعلا وأ موهفم دبلا ملعلا نأ عضخي ىلإ ةبرجتلا و رابتخلاا ىنعمب هنأ متي هتبرجت دق أطخ نوكي دق باوص نوكي اذإو هباوص تبث يقيقح ملع وهف و اذكه. انهف دهاشلا نأ اذه فيرعتلا يغلي تافيرعتلا ةيضايرلا وأ يغلي مولعلا ةيضايرلا نلا اذامل مولعلا ةيضايرلا ةطاسبب لا راصتخاو عضخت رابتخلال ةلأسم ( )2=1+1 ةلأسم لا عضخت تابثلال يه ةدوجوم ةرقتسمو يف نهذلا و لا عضخت ةلأسمل رابتخلاا و ةبرجتلا يكل ةحيحص نوكت وا اذه نا فيرعتلا ىنثتسا مولعلا ةيضايرلا وأ مولعلا يتلا تمت تايضايرلا ةلصب امك ىنثتسا اضيأ مولعلا ةيقطنملا و مولعلا ةيناسنلإا ريغ و كلذ نم مولعلا لك هذه لا مولعلا عضخت أدبمل رابتخلاا وأ أدبم ةيلباقلا بيرجتلل. ىلع بناج رخآ كانه اضيأ فيرعت رخآ ملعلل هركذ ريسيك سايساك لوقي اذإ تلأس ادحأ ىتح ماوعلا يف عراشلا لوح ةيمهأ تايضايرلا نإف ةباجإ عيمجلا نا تايضايرلا تدمأ ةيناسنلاا يف نونفلا ةيدايقلا و ةيرورض ةيباسحلا ةايحلل يف ةايحلا ةيمويلا و كلذ نأ تايضايرلا لخدت يف ددع لا يئاهن نم تاقيبطتلا هسدنهلا و مولعلا ةيعيبطلا و يه يف ةياهنلا ةادلأا رثكلأا ازيمت يف ريفوت طابضنلاا يلقعلا. تايضاير ملاع تلأس اذإو فيضيس هنإف اهنأب ملعلا ملع كلذب لعفلا قيقدلا و بيكرتلا يلقعلا و اضيأ فيضي ملاعلا ريهشلا دياسيفيه لوقي نأ ملع تايضايرلا يبيرجت و لا تافيرعتلا يتأت لاوأ و امنا اقحلا يتأت. انه ةمولعم ةيفاضإ وأ فيرعت يفاضإ فيرعتلل قباسلا يذلا ناك مولع ينثتسي تايضايرلا ةفلتخملا وأ مولعلا ةيقطنملا ةفلتخملا و يه نأ ءلاؤه ءاملعلا نولوقي نا تايضايرلا لاصا يه سسأ ةليصأ نم لوصأ مولعلا ةيبيرجتلا و اهنأ لخاد قاطن ملعلا هصاخ قاطنلا يبيرجتلا لب ةلخاد يف ملاع لا يئاهن نم تاقيبطتلا يتلا اهمدختسي ملعلا يبيرجتلا. انهف نافيرعت لولأا ينثتسي لك مولعلا داع ام مولعلا يتلا نكمي اهبيرجت. يناثلاو لخدي تايضايرلا و يلاتلاب لخدي ئدابملا ةيقطنملا و مولعلا ةيقطنملا يتلا تسيل ةجاحب ىلإ للادتسلاا اضيأ لخاد قاطن ملعلا.يبيرجتلا

39 6 كانه فيرعت ثلاث وهو فيرعت عمجم ملعلا يف ايناطيرب :لوقي نوفرعي حلطصم ملعلا هنأب بلط وه ةفرعملا و اهقيبطت و مهف ملاعلا يعيبطلا يعامتجلااو ةقيرط عابتإب ةيجهنم ىلع دمتعت ليلدلا. ام قرفلا نيب اذه فيرعتلا و نيفيرعتلا نيقباسلا وه مهنأ اوجردأ مولعلا نمض ةيعامتجلاا قاطن مولعلا نمض وأ قاطن حلطصم مولعلا يذلا وه ( Science ) نيفيرعتلا نيقباسلا فيرعتلا لولأا مل جردي تايضايرلا و مل جردي مولعلا ةيناسنلاا فيرعتلاو يناثلا جردأ تايضايرلا و مولعلا ةيقطنملا و فيرعتلا ثلاثلا جردأ لك مولعلا ةيناسنلإا ملع لثم سفنلا هذهف ثلاث تافيرعت ةفلتخم حضوت براضتلا و ضقانتلا ديدشلا لوح ةيهام فيرعتو حلطصم ملعلا وأ حلطصم Science( ) وأ حلطصم ملعلا.صاخ لكشب بيط يتأن ىلإ رداصملا ةيبرعلا يف ريسفت ةملك ملعلا : اعبط رداصملا ةيبرعلا روحمتت لكشب يساسأ روحمتت ىنعم ةملك ملعلا اهيف ةغللا ةيبرعلا ملعلا لكشب يساسأ يف هغللا هيبرعلا لوح ةفرعملا يتلا مت ققحتلا اهنم وأ تابثإ اهنأ ةفرعم ةيقيقح ىنعمب نأ ملعلا وه ةقباطم مولعملا عقاول لاحلا وأ ةقيقحل لاحلا اذهف وه ملعلا راصتخاب يف رداصم ةغللا ةيبرعلا و اضيا يف بتك لوصأ هقفلا.ةفلتخملا بيط انهف قلعي روتكد دمحم يف... هباتك زييمتلا نيب ملعلا ملعلالاو وأ ام هنومسي يف ةيزيلجنلإا ( ) وه ملعلا و ملع لالا وأ ملعلا يتاذلا اعبط لوقيف وه ركذ اذه ملاكلا يف ةياهن هباتك اعبط. يف هباتك ركذ ريياعملا ةفلتخملا يتلا اهعضو ءاملعلا ريسفتل ةملك ملعلا ركذ رايعم لاثم ةسردملا ةيعضولا ةيقطنملا و رايعم ربوب لراك رايعمو اذك و رايعم اذك يف ريسفت ةملك ملعلا ركذ دعب لك هذه دعب ركذ لك هذه ريياعملا لوقي دعب كلذ ددعلا ريبكلا نم ريياعملا اءدب نم نوكيب تاصاهرا دودح نم جهنملا يملعلا و. تلاواحم مويه ديفيد و ارورم تلاواحمب تنوك تسجوأ مث نييعضولا نييقطنملا و اءاهتنا راكفأب ساموت.نوك لك هذه ءامسلأا تايرظن وأ تايجهنم درجم ريسفت ةملك ملعلا و تامس ملعلا و براجت و قاطن ملعلا و ام ىلإ كلذ و فيك ققحتن نم نأ يقيقح ملع اذه ملع وأ يتاذ و ام ىلإ.كلذ ركذف لوقي اننإف لا مدعن دوجو نم حرطي ةلئسأ ودبت صخشلل ضعبلل رخلآا ةيهيدب رودت لوح ةيهام ملعلا و هدودح قرفلاو هنيب نيبو ملعلالا ىتح دعب ركذ لك هذه ريياعملا ةفلتخملا ىتحو ةضقانتملا هنأب لوقي نل لدعن نا كانه نم لظيس لأسي ام وه ملعلا امو دودح يه ملعلا يبيرجتلا ةعيبطب لاحلا و ام وه قرفلا هنيب ينعي ملعلا و نيب ملعلا يتاذلا ىتحو لا نظي ئراقلا نأ لثم هذه ةلئسلاا يتأت هماع نم رثك ىتح سانلا ناسنلاا فقثملا ينناف لوقا هل نا هذه تلاؤاستلا لب انايحا تاكيكشتلا يتأت ءاملع نم و ةفسلاف مهل مهتناكم مهتجح ةوقو.

40 7 يفكيو نا ريشا ىلا ءامسا زربا ىلع ةفسلافلا ةحاسلا نيذلا اولازام نولأسي ةلئسلأا لثم -: يوب وزنفيس ساموت نوك دراشتيرو يسور مهريغو نم... ةفسلافلا نيذلا مدع نودقتعي راكنإ زييمتلا نيب ملعلا ملعلالاوو لا يأ نكمي زييمتلا هنيب نيبو ام هداضي ىتح مهف نلآا لا نوعيطتسي نأ اوزيمي نيب ملعلا ةرورض اعبط ملعلالاو ركذ هذه لئاسملا تاعيرفتلاو نأ لهأ لا داحللإا نونمؤي لاإ حلطصمب ملعلا ينعي نولوقي اذا تلق يل ام ءارو ةعيبطلا وا ام ءارو ةداملا نلف نمؤأ,كل اذإو تلق يل ملعلا لوقي اذك نمؤأسف هب تنأف مهفت براضتلا ديدشلا يف موهفم ملعلا كنيعي لكشب يلع يساسأ عضو كدي ىلع ناكملا حيحصلا يذلا كعفني يف ةبطاخم دحلملا لا يذلا نمؤي لاا.ملعلاب صئاصخ ملعلا -:يبيرجتلا لاؤسلا وه-: لكشب وا رخأب له نكمي نا نوكي ملعلا وه ساسا لك قئاقحلا وأ وه ردصملا ديحولا ةفرعملل اعبط انلوانت يف هرضاحملا هقباسلا رداصم هفرعملا ماع لكشب عيمج ىدل سانلا انلوانتو رداصم هفرعملا دنع نيملسملا هذهف هطقنلا لصتت ةرضاحملاب هقباسلا. اعبط ملعلا يبيرجتلا امك انلوانت يف فيرعتلا دمتعي ىلع كاردلاا يداملا نوكلل امو ثحي هيف لهف رصتقت هفرعملا دودح ىلع ةيرشبلا ملعلا يبيرجتلا طقف تفلتخا تاباجلاا ىلع اذه لاؤسلا فلاتخاب سرادملا ةيركفلا, نودحلملاف نولوقي نإ ملعلا يبيرجتلا وه ردصم لك فراعملا ةيرشبلا ىتح.و رومأ قلاخلاا امو ىلا كلذ نولواحي اهدر ىلا روما.هيدام بحاص لوقي باتك " له نفد ملعلا هللاا ( " ءاعدلاا ناب ملعلا هدحو وه رداقلا ىلع ليصوت قحلا ىضقي ةعفد ةدحاو ىلع ريثك نم داوملا يتلا سردت يف سرادملا تاعماجلاو, يفف هذه تاعماجلا سردت داوم لا قلعتت قاطنب ملعلا يبيرجتلا كلذو نلأ مييقت بدلأا نفلاو ىقيسوملاو عقي جراخ قاطن ملعلا اذهب موهفملا قيضلا. فيكف نكمي ملعلل نا انربخي ام اذا تناك هديصق هديج ام ةئيس وا فيكو نكمي ملعلل نا انربخي ام اذا تناك ىدحا تاحوللا لثمت هفحت هينف لا وا لا ديكأتلاب, عيطتسي ملعلا لعف كلذ كلذك قلاخلاا جراخ عقت قاطن ملعلا ملعلاف نكمي نا كربخي كنأب ول تعض و امس صخشل هلتقيس هنإف. ملعلا نذا سيل وه ردصملا لماشلا ةفرعملل اهلك. نكلو كانه رداصم ىرخا مولع اهيلع موقت.ىرخا هذه حاضيلإو هركفلا ناف ملعلا يداملا فدهي حرش ىلا ملاعلا فدهيو يداملا ىلا ميدقت تاحيضوت لوح هقيقد هيفيك لمع ملاعلا يداملا. ملعلا انربخي فيك ثدحت ءايشا قربلاك,دعرلاو اما اذامل ثدحت اذهف جراخ قاطن.ملعلا نع لاؤسلاف ةياغلا نم ءارو لا دوجولا هنع بيجي.ملعلا راصتخابو اننكمي نا ددحن روملاا يتلا لا دجوت هباجا نم لخاد ملعلا.اهيلع يبيرجتلا لاثم عوضوم قلاخلاا و ريياعم قلاخلاا يدل اعبط.رشبلا

41 الملحدون يحاولون باستماتة ارجاع امور االخالق الى العلم التجريبي والى مبدأ البقاء وما الى ذلك إال انهم الى يومنا هذا لم يصلوا الى المعيار المادي لألخالق. بل ان االخالق ال تمت للماده بصلة. بل ان بعض االخالق تعارض مبدأ البقاء لألقوى ومبدأ االنتخاب الطبيعي. مثال التضحية فأن يقوم اي شخص بالتضحية بماله او بنفسه من اجل شخص اخر أو من أجل فكره, هذا يعارض باألصالة مبدأ االنتخاب الطبيعي كذلك مسالة الحب والكراهية. فالعلم ال يمكنه اثبات الحقائق الضرورية وال ادراك الغاية من حدوث االشياء. ايضا من االمور التي توضح مسألة محدودية العلم التجريبي هو انه اليتعلق أبدا بجانب الفن او بجانب الجمال او بجانب تذوق الجمال هذا غير داخل العلم كما تناولنا في مثال اللوحة الفنية العلم يستطيع ان يحلل التركيب الكيميائي للوحه الفنية و لكنه ال يستطيع ان يقول هذه لوحة فنية أصيلة وهذه مجرد شخبطة باأللوان على اللوحة ولكن المعايير لدى االنسان تستطيع ان تفرق بين اللوحة الفنية الحقيقية وبين العشوائيه و ايضا من ناحيه تذوق الجمال العلم يستطيع ان يقول لك ان تركيب الزهرة أو تركيب الوردة كذه كذه وكذه و تكون فيها مكونات كذه و لكنه ال يستطيع ان يفرق بين ايهما اجمل الورده ام الورده هذه فأيهما اجمل ليست في نطاق العلم التجريبي وايهما يتعلق أن هذا فن وله ذوق معين و هذا ال يعتبر فن ايضا ال يعتبر داخل نطاق العلم التجريبي طبعا هذا االمر تكاد تتفق كل المؤسسات العلمية على ان العلم على أن العلم التجريبي ال يدخل في مثل هذه األمور أنظر كيف قصر المالحدة أنفسهم على نموذج علمي ضيق جدا من المعارف الذي يمكن أي يستخدمها اإلنسان والتي يمكن ان يرجع اليها االنسان قوانين او كحلول تنظم افكاره و تنظم معتقداته. ايضا من االمور التي توضح مسألة محدودية العلم هو انه العلم ال يستطيع أن يخبرنا كيف نستخدم العلم يعني مثال من ضمن االمور التي وصل اليها العلم و التي تعتبر من االمور العلميه موضوع االنفجار النووي او الطاقه النوويه هذا متعلق بالعلم مثال موضوع الطاقة النووية يتعلق بالعلم و لكن كيف نستعمل الطاقة النووية هل نستخدمها في تفجير هيروشيما و ال نستخدمها في توليد طاقة كهربائية نظيفة هذا ال عالقة له بالعلم و العلم واحد كسكين سالح ذو حدين فالطاقة النووية هذه ستستعمل إلبادة البشر و قد تستخدم للتطور والحضارة البشرية المختلفة و ايضا مثل الهندسة الجينية فإنها قد تستخدم في عالج بعض األمراض الجينية أو قد تستخدم في تشويه المخلوقات سواء كان االنسان الحيوانات وحتى النباتات فخالصة القول بأنه حتى وقتنا هذا لم ينجح أحد من العلماء في االتفاق حول تعريف مميز أو شامل للعلم ومن شأن ذلك أن يلقي.) 42:54...(المتعلقة في التفريق بين العلم والالعلم فإذا قال لك أنا أؤمن بالعلم فعندك المعرفة و عندك األساس الذي تستطيع ان تجعله عاجزا على التفريق بين العلم والالعلم بناء على قوانينه هو. هل العلم دفن االله هو السؤال المنطقي بعد هذه المقدمة حول العلم و نطاق العلم و أن الملحد ال يؤمن إال بالعلم التجريبي نأتي الى السؤال االول هل العلم دفن االله او ال طبعا هذه خالصة كتاب هذا الرجل نذكرها باختصار يقول ان لعل مثاال بسيطا يساعدنا ان نقتنع بمحدودية العلم و انه لم يدفن االله و انه ال يمكن ان يصل الى ان يكون المصدر الوحيد للمعرفة البشرية كما تناولنا 8

42 يقول لعل مثاال بسيطا للعلم على أن نقتنع بمحدودية العلم طبعا هو له خالة اسمها ماتيلدا فيقول فلنتخيل ان خالتي ماتيلدا خبزت كعكة جميلة و اننا اخذناها لمجموعه من أعظم علماء العالم لتحليلها و طلبت منهم شرحا للكعكة فانطلقوا جميعا الى العمل علماء التغذية سيخبروننا بعدد السعرات الحرارية التي تحتويها الكعكة و اثرها الغذائي. و علماء الكيمياء الحيوية سيخبروننا عن تركيب البروتينات و الدهون و غيرها من العناصر التي تحتويها هذه الكعكه و الكيميائيون سيتحدثون عن عناصر المكونة للكعكة و روابطها الكيميائيه المختلفه و الفيزيائيون سيتمكنون بتحليل الجسيمات األولية للكعكة و كذلك علماء الرياضيات سيقدمون لنا مجموعة من المعادالت العبقرية التي تشرح سلوك تلك الجسيمات. و االن بعد ان قدم لنا هؤالء الخبرات العلمية وصفا شامال للكعكة كل حسب تخصصه العلمي هل يمكننا ان نقول انه اصبح لدينا شرح كامل للكعكة ال المؤكد أننا حصلنا على وصف كيفية صنع الكعكه و كيفيه اتصال عناصرها المتنوعة لبعضها البعض و لكن لو سألنا هذه المجموعة كلها من الخبراء سؤاال عجيبا لماذا صنعت الكعكة لن يستطيعوا االجابه و االجابه ستكون عند من عند الخاله! النها تعرف االجابة النها هي من صنعت الكعكة و قد صنعتها لغرض ما و لكن كل علماء العالم في التغذية والكيمياء الحيوية والكيمياء و الفيزياء و الرياضيات و غيرها لن يتمكنوا من اجابة السؤال و طبعا االعتراف بعجزهم عن االجابه ال يقلل من شأن هذه العلوم فتخصصاتهم ال يمكنها ان نتعامل مع االسئلة متعلقة بطبيعة الحال كالكعكة و ال يمكنها أن نجيب عن اسئلة لماذا صنعت الكعكة و غير ذلك من األسئلة التي تتناول الغرض أو الغاية. ايضا يكمل ينقل عن ميدوارا الحائز على جائزة نوبل هذه الفكرة أيضا يقولها في كتابه نصائح لعالم شاب "أسرع وسيلة يسيء بها العالم الى سمعته و مهنته أن يصرح بكل جرأه و خاصة عندما ال يكون هناك ما يطلب هذا التصريح ان العلم يعرف او سيعرف قريبا اجابات كل االسئلة التي تستحق ان تسال و ان االسئله التي ال تتعرف في اإلجابة العلمية اما ليست اسئله او انها اسئلة زائفة ال يطرحها سوى السذج بين الناس و ال يحاول اإلجابة عنها سوى البلهاء" يقول هذا الشخص الحائز على جائزة نوبل هذه اكبر اساءة يمكن يسيئها العالم إلى مهنته و نفسه أن يعتقد مثل هذه االمور يعتقد أن العلم قادر على اجابة جميع اسئلة او سيكون قادرا في المستقبل على اجابة جميع االسئلة. طبعا هذا االمر مشهور جدا بين المالحدة يقول أن العلم يستطيع أن يجيب كافه االسئله او يقولون سيكتشف العلم فيما بعد كذا و كذا او سيجيب العلم عنها فيما بعد فهم بدال من ان يخضعوا أنفسهم هلل سبحانه و تعالى أخضعوا أنفسهم العلم التجريبي يستمر مدوارا هذا قائال "إال أن محدودية العلم تتضح في عجزه عن إجابة األسئلة البدائية الطفولية التي تتعلق باألشياء االولى و االخيره مثل كيف بدأ كل شيء و ما هو غرض وجودنا وما مغزى الحياة و معنى الحياة" ويضيف "اننا اذا اردنا اجابات عن مثل هذه األسئلة علينا أن نلجأ لالدب الخيالي وثانيا الدين و نؤكد هذا الفكر أيضا فرانسيس كولنز يقول "العلم عاجز عن إجابة بعض األسئلة مثل ماذا اتى الكون إلى الوجود و ما معنى الوجود البشري و ماذا يحدث بعد الموت" وفرانسس كولينز هذا مدير المشروع الجينوم البشري اكتشفوا كتابات شيفرة الجينوم البشري و طريقة كتابتها فهنا على اعلى درجات العلم و متخصصون في الفيزياء والبيولوجي و غيرها و حائزون على جائزة نوبل إال أنهم يعترفون بأن العلم ال يجيب على مثل هذه االسئله و ان من يصدق ان العلم يجيب على مثل هذه األسئلة فإن هذا يسيء اليه كعالم أو يسيء لنفسه. 9

43 س- فال تناقض ابدا بين أن يكون المرء عالم و في أعلى درجات العلمية و ان يعترف بقصور العلم التجريبي بل ان هذا هو الشائع لدىه كافة العلماء السابقين فهذا باختصار فيما يتعلق بمبادئ العلم التجريبي و بعض المقدمات التي تتناول مفهوم هذا العلم و نطاقه و سماته و نحو ذلك المكون اآلخر من المكونات المعرفية الذي ينبغي اإلشارة إليه هو الوحي والوحي هنا يعني ما يتعلق بالدين بشكل عام. فهنا العلم نفسه غير قادر على اجابة االسئلة الرئيسية أو القضايا الكبرى للبشرية و هي الغاية من الوجود و وجود الخالق و معنى الحياة ومعنى الموت أو ما يحدث بعد الموت وما الى ذلك. ما السبيل إلى هذه المعرفة السبيل هو كما قال أما الخيال العلمي وهو طبعا غير معترف به و أما الدين و الدين أو الحقائق التي توازي ضعف االنسان في هذا الجانب أو نقاط الضعف المعرفي في هذا الجانب هو الوحي. فاهلل سبحانه و تعالى خلقنا ولم يتركنا همال ولم يتركنا سدى بل أرسل الرسل وأنزل الكتب للهداية إلى ما فيه خيري الدنيا و اآلخرة و ما فيه تقويم و تصحيح للنموذج المعرفي لدى اإلنسان بحيث يشمل الحقائق المعرفية المادية و الحقائق الغير مادية ايضا النقطه االولى: نتناول موضوع تعريف الوحي و سمات الوحي و ضرورة الوحي و نطاق الوحي و سنتناول المحاور السابقة بعد النقطه االخيره و هي نطاق الوحي أو ما يختص به الوحي من المعارف قلنا انها شيئين:- اوال:- صفات هللا سبحانه و تعالى و اسماء هللا سبحانه تعالى و أمور اليوم اآلخر والجنة والنار و الحساب والصراط و كل هذه األمور ال يستوي العقل أو الغيبيات الثاني :- التشريع ستالحظ ان هذه المقدمات التي تناولناها سابقا تتداخل في صورة أساسية بالفكرة التي كونناها انت كمحاور أو كدارس في موضوع اإللحاد وكيفية الرد عليه يتميز مفهوم الوحي عن مفهوم العلم بانه اكثر اتفاقا لدى ما يؤمنون به طبعا العلماء التجريبيون او المالحدة يؤمنون فقط العلم التجريبي لكن هل هم متفقون ماهية العلم التجريبي نطاق العلم التجريبي سمات العلم التجريبي غير متفقون لكن من يؤمن بالوحي لديهم اتفاق نوعا ما في ماهية الوحي و معنى الوحي تماما كما سنرى ان شاء هللا بالنسبة لغالبية المؤمنين باهلل و الوحي يشير االطار العام للوحي انه كالم هللا المنزل على رسل هللا للناس هذا مفهوم الوحي لدى كل من يؤمن بالوحي سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. سنتناول تعريف الوحي :- الوحي في اللغة طبعا علينا الرجوع إلى لسان العرب وقاموس المحيط وغيرها الوحي في اللغة بأختصار اإلعالم السريع الخفي باختصار شديد طبعا هناك العديد من المعاني و لكنها تصف في هذا المعنى )اإلعالم السريع الخفي (. األخرى و طبعا المعنى اللغوي هذا ال ينحصر في الوحي الذي أوحاه هللا تعالى على رسله و لكن هناك أنواع أخرى من الوحي مثل على سبيل المثال اإللهام الفطري لدى اإلنسان هللا سبحانه و تعالى قال ( وأوحينا 10

44 إلى أم موسى أن أرضعيه ) فالوحي هنا إلهام وليس وحيا حقيقيا أنزله هللا كالم هللا الذي أنزله على رسله او نوع من انواع الكتب المقدسة و ما الى ذلك مجرد الهام الهمه هللا سبحانه و تعالى أم موسى و من هنا تدخل الرؤية فيها ايضا يدخل في اإللهام للحيوان اإللهام الغريزي للحيوان هللا سبحانه و تعالى قال { وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا } فهذا ليس وحيا بمعنى إيضاحي نقله هللا و لكنه الهام غريزي للحيوانات و حتى لألطفال الرضع وغير ذلك من تلك االموراإلشارة السريعة على االيحاء كإيحاء زكريا عليه السالم }فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا{ حتى وسوسة الشيطان قد تسمى وحيا قال هللا سبحانه و تعالى { و إ ن الشي اط ين ل ي وح و ن إ ل ى أ و ل ي ائ ه م ل ي ج اد ل وك م {فهذه كلها تصف في المعنى اللغوي للوحي بأنه اعالم السريع الخفي. و أما تعريف الوحي في االصطالح :عند المسلمين فإنه يشير إلى إعالم هللا سبحانه وتعالى أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة و يقال ايضا هو الصلة بين هللا تعالى و بين رسله و أنبيائه كي يوصل هللا سبحانه و تعالى إليهم ما يريد ان يوصل لهم من علم و حكم و أمر و نهي و ارشاد و ما الى غير ذلك. و هناك تعريفان اخران ذكره شيخ اإلسالم ابن حجر و غيرهم من علماء االسالم. هذا بالنسبة إلى المعنى اللغوي العربي و المعنى االصطالحي او االسالمي. المعنى اللغوي للوحي في المصادر االجنبية واالنجليزية انه يكاد يتوافق مع موضوع المعني اللغوي للوحي عند العرب و لذلك تجد ان مفهوم العلم بينهم وبين انفسهم تضارب واختالف شديد و لكن موضوع الوحي فإن من يؤمن و من ال يؤمن به هناك اتصال و تواحد حول مفهوم بشكل عام التطبيقات هذه المفروض تختلف بال شك لكن المعنى بشكل عام واضح لدى كل من يؤمن بالوحي مهما اختلفوا فيما بينهم المعاجم المختلفة كامبريدج, اوكسفورد و غيرها من المعاجم ذكروا التعريف اللغوي أنه اإلعالم السريع الخفي او االعالم مع الخفاء و غيرها من األمور اللغوية. لكن هناك نقطة ينبغي التنبيه عليها هو أن معظم مصادر اللغات ال تفرق بين مسألة الوحي و مسألة اإللهام كلهم يكونون من عند هللا سبحانه و تعالى ككلمة هللا سبحانه و تعالى أو كنموذج إيماني أو معرفي ينبغي اإليمان به فال يفرقون مثال بين انجيل هللا سبحانه و تعالى الذي أوحاه هللا على عيسى و بين االنجيل الذي ألهمه متى و يوحنا و غيرهم بناء على معتقداتهم هذه األناجيل بواسطة إلهام هللا سبحانه و تعالى فهم ال يفرقون بين الوحي الحقييقي و بين هذا و لكن بينما االسالم لديهم تفريق دقيق و واضح بين الوحي و بين اإللهام حتى بين أنواع الوحي المستمد الذي يوحيه هللا سبحانه و تعالى ا إلى الرسول فيفرقون بين القرآن و بين الحديث القدسي وبين الحديث النبوي و يبينون انها كلها وحي إال أن هذه التطبيقات الدقيقة موجودة فقط لدى علماء اإلسالم. طبعا مسألة ضرورة الوحي باختصار حتى ال يطول الوقت مسألة تقريبا واضحة لدينا جميعا و تتضح أهميتها من العلوم التي يختص الوحي بها والداللة على هللا سبحانه و تعالى و تفاصيل االعتقاد المختلفة و تفاصيل اإليمان باليوم اآلخر و هذه األمور التي يتصف فيها الوحي دالله على ضرورة هذا الوحي وأن هذا العقل المجرد أو العلم التجريبي ال يلتقيان بحال من األحوال إلى معرفة هذه التفاصيل و هذه الحقائق و مصير هذه الحقائق و من هنا أمد هللا سبحانه و تعالى و أنزل هللا علينا الوحي لهدايتنا الى تفاصيل هذه الحقائق المختلفة. 11

45 للوحي سمات كما للعلم التجريبي سمات و لكنها سمات متناقضة.من سمات الوحي هو توازن و الثبات فالعلم الذي أوحاه هللا سبحانه و تعالى إلى رسله وأنبيائه ثابت ومتوازن ليس فيه تناقض او اختالف سواءا بينه وبين نفسه كما تناولنا في قواعد االستدالل الهل السنه و الجماعه ليس فيه تناقض بين نصوص الوحي المختلفه. وشكل عام سنتطرق إلى السؤال األخير والمهم أيضا وهو:- هل نستطيع االستدالل بالعلم التجريبي على وجود اإلله لدينا حاليا فكرة عامة على أن العلم التجريبي لم يدفن اإلله وأنه ال يمكن االستدالل بحال من األحوال على أن العلم التجريبي ينافي وجود اإلله أو يثبت عدم وجود اإلله وذكرنا من قصور العلم التجريبي شيئا بسيطا من ذلك. السؤال الثاني: وهي قضية محورية هل يمكن االستدالل بالعلم التجريبي على وجود اإلله نحن فهمنا أن العلم التجريبي يتعلق بالكون المادي أو الكون المنظور أو الحقائق المادية فهل يمكن االستدالل بالعلم التجريبي على وجود هللا سبحانه وتعالى - باختصار العلم التجريبي في صورته التجريبية قد نقول أنه ال يمكن بحال من األحوال االستدالل به على وجود هللا - سبحانه وتعالى - وقد يمكن االستدالل به وفقا للمنظور الذي ننظر به للعلم التجريبي فإذا قلنا أن هناك دليل مادي )مستقل ) على وجود هللا - سبحانه وتعالى فهذا معناه أننا رأينا هللا في صورة مادية وهذا غير ممكن وهذا )مستحيل( فبالنسبة لنطاق العلم المادي ال نستطيع من خالله االستدالل على وجود هللا في صورة قاطعة. ولكن الملحد ماذا يقول أو ماذا يتصور يقول : نشأ الكون بطريقة كذا وبكيفية كذا وكذا وبما أننا عرفنا كيف نشأ الكون إذا ال وجود إلله وهنا استدل بمقدمة تتعلق بالعلم التجريبي ولكن النتيجة التي توصل لها نتيجة فلسفية فالعلم التجريبي ال يثبت أو ال ينفي وجود اإلله من هذه الناحية فهنا الملحد يستخدم نفس المنظور الذي سنستخدمه نحن وهو أن الرؤية اإللحادية ( المادية ) تقول بمجرد معرفة الكيفية فإننا لسنا بحاجة إلى معرفة من أوجد هذه الكيفية. مثال بسيط : شخص يقول نحن عرفنا كيف يعمل الكمبيوتر إذا ال صانع لهذا الكمبيوتر إلنني عرفت كيف يعمل!!! إذا هو استدل بمقدمة مادية وهي وجود الكمبيوتر وكيفية عمله ولكن استدل بها على أمر غير مادي وهو أنه ليس هناك صانع للكمبيوتر وكذلك الحال بالنسبة للرؤية اإليمانية التي تقول أنا عرفت كيف يعمل الكمبيوتر إذا البد من وجود من صنع هذا الكمبيوتر وأوجد الكيفية التي تعمل به. 12

46 وبتجريب هذين المثالين يتضح مدى عقالنية المنظور اإليماني ومدى تفاهة المنظور اإللحادي في هذه القضية فهل نستطيع االستدالل بالعلم على وجود اإلله اإلجابة : وقل نإ ب كما يستطيع ويستدل الملحد بمنظور سفيه على عدم وجود هللا - سبحانه وتعالى من هذه النقطة بمنظور عقالني - سبحانه وتعالى - يستطيع أن يستدل المؤمن من هذه النقطة على وجود هللا خالق ولكل قانون من سنه و شرعه وأوجده وما إلى ذلك...الخ مخ ومنطقي وهو أن لكل جانب الملحد. في في جانب المؤمن وغير منطقي فهذا استدالل منطقي على وجود هللا - سبحانه وتعالى - ولكن من الناحية التجريبية أن يكون هناك دليل مادي مطلق في هذه الدنيا فمسألة اإليمان بالغيب فهذا ال يوجد ولن يوجد إلن هذا علم يقين وعين اليقين ليس هي المسألة األولى األساسية في وصف المؤمن بأنه ( مؤمن ) بأنه مؤمن بالغيب وهنا االستدالل - سبحانه وتعالى - يكون من خالل اآلثار أو من خالل االستدالل )االستنتاج( بالعلم على وجود هللا المنطقي من وجود العلم من خالل الحقائق العلمية الكثيرة على وجود هللا - سبحانه وتعالى ونستطيع أن نلخص ذلك في آيات القرآن الكريم قال تعالى { ف ي خ ل ق السم و ات و األ ر ض و اخ ت ال ف اللي ل و الن ه ار آلي ات أل و ل ي األ ل ب ا * ال ذ ين ي ذ ك ر ون للا ق ي ام ا و ق ع ود ا و ع ل ى ج ن وب ه م و ي ت ف كر ون ف ي خ ل ق السم و ا ت و األ ر ض ر بن ا م ا خ ل ق ت ه ذ ا ب اط ال س ب ح ان ك ف ق ن ا ع ذ اب النا ر{ وهذا االستدالل المنطقي أو العقلي فكلما زادت معرفتك باألمور أو الحقائق الموجودة في الكون والتفكر في السماوات واألرض والنجوم والكواكب والقوانين الفيزيائية والكيميائية وحتى تفكرك أنت كإنسان في نفسك وتكوينك المادي )البيولوجي ) ووظائف األعضاء والتشريح وما إلى ذلك كلما تفكرت في هذه المواضيع كلما أدركت عظمة هللا - سبحانه وتعالى - وكلما أدركت الناحية المنطقية }ر ب ن ا م ا خ ل ق ت ه ذ ا ب اط الا س ب حان ك ف ق ن ا ع ذ ا ب الن ا ر{ فمن هذا المنظور فإن العلم يدفع الصادق ويدفع الشخص العقالني المنطقي إلى االعتقاد بوجود هللا - سبحانه وتعالى - أصالة وضرورة وهللا سبحانه وتعالى في القرآن دلنا على هذا التفكير ودلنا على هذه المنهجية ليس فقط في آيات سورة آل عمران السابقة بل في آيات كثيرة من القرآن استدل هللا عزوجل بالخلق على وجوده كخلق السموات واألرض في ستة أيام فيستدل منها على وجود هللا وعلى استحقاقه العبادة وأنه هو اإلله الواحد بل إن أول آيات القرآن نزوال وهي قوله تعالى { اق ر أ ب اس م ر ب ك الذ ي خ ل ق{فهذا استدالل بالخلق على اإليمان باهلل - سبحانه وتعالى وعلى اإليمان بوجوده واالستدالل بالخلق بشكل عام واالستدالل بتفاصيل الخلق بشكل خاص فأي توجه أو منحى علمي تستطيع من خالله أن تدرك مدى عظمة هللا - سبحانه وتعالى وقدرته وحكمته في سبك القوانين الكونية المختلفة مع بعضها البعض. 13

47 وكلما ازددت علما بهذه األمور كلما ازددت يقينا باهلل وبوجود هللا- سبحانه وتعالى - - سبحانه وتعالى - فالعلم بالشك من هذا المنطلق يقود إلى اإليمان ويزيده ويكمله. وبعظمة هللا هذا باختصار المنظور اإللحادي الذي ينظر به الملحد لمصادر المعرفة المختلفة والمنظور اإليماني الذي ينظر به المؤمن لمصادر المعرفة المختلفة ونكون قد تناولنا سؤالين رئيسيين في هذه المحاضرة وهما :- األول : أن العلم ال يكفي إلثبات عدم وجود هللا - سبحانه وتعالى - كما يدعي المالحدة والسبب في ذلك التعريفات المتناقضة والنطاق المحدود والسمات المحدودة كما تناولنا. والثاني هل نستطيع باستخدام الحقائق واألمور العلمية التجريبة في اإليمان باهلل تعالى -: واإلجابة : نعم يستخدم ذلك لزيادة اإليمان باهلل - تعالى -والتفكر في عظمته كما القرآن أرشدنا الكريم وكما أرشدتنا سنة النبيﷺ. 14

48 هل هناك أي تعارض بني العلم والدين إجابة امللحد ستكون: Is there any real contradiction between science and religion? :Atheist s answer will be نعم Yes الNo ربماMaybe ال على اإلطالقall Not at استخدام كلمتي العلم في اإلنجليزية والعربية لهما نفس املعنى The usage of the words science and Ilm is equal in English and Arabic Yes نعم الNo يمكن للعلم التجريبي أن يجيب على كافة األسئلة ويقود إلى كافة الحقائق Empirical science can answer all questions and leads to all kinds of realities نعم Yes ال No املثال الذي أعطاه جون لينكس لتوضيح محدودية العلم التجريبي كان من خالل The example of John Linux was to elaborate the limitations of empirical science through بيتزا عمته His aunt s pizza موت عمته His aunt s death كعكة عمته His aunt s cake هدية عمته His aunt s gift

49 نستطيع استخدام املقدمات املتعلقة بالعلم التجريبي الستخالص النتائج املتعلقة بوجود اهلل We can use the introductions related to empirical science to conclude results related to the existence of God نعم Yes ال No

50 المحاضرة الرابعة 1

51 الفيزياء والبيولوجيا ووجود الخالق السالم على و الصالة و الحمدهلل و بسم هللا رسول هللا ﷺ مرحبا باإلخوة اإلخوات و المحاضرة في األفاضل محاضرات من الرابعة دورة حوار المنطق مع أهل المقدمة :- في هذه المحاضرة إن شاء هللا سنتناول إستكمال بعض األمور الضرورية التي ينبغي على الذي يحاور أهل المنطق أو يحاور من يتذرع بالتفكير المنطقي و التفكير العلمي ان يكون على دراية بها فهي تعتبر بمثابة مقدمات ينبغي على كل داعية على األقل في هذا العصر ان يكون ملما بهذه المصطلحات و هذه األفكار و هذه الرؤى يف هذه المحاضرة سنتناول الخيط من المحاضرة السابقة او المحاضرة الماضية و هي عن عالقة العلم بوجود هللا سبحانه و تعالى أو المنهج العلمي بإثبات وجود هللا سبحانه و تعالى أو إثبات عدم وجوده. كما تناولنا أن هذا الموضوع هو موضوع خالف بين الملحدين و المؤمنين فالملحدين يختفون بالعلم التجريبي او المادي كالمصدر الوحيد من مصادر المعرفة او الوصول للحقائق أما المؤمنين فيقولون هو جانب واحد من الجوانب التي تؤدي فيه الى الحقيقة و ليس كل الجوانب فإستحضارا لهذا الخالف في موضوع العام بين العلم و الدين أو بين العلم و اإلله. هناك العديد من الرؤى و األطروحات حول التي يحاول من خاللها الملحدون و بعض األحيان المؤمنين على إثبات وجود هللا سبحانه تعالى فيعتقدون او يصنعون جانب أو عدة افكار من األفكار المتعلقة بالعلم أو المنهج التجريبي ثم يحاولون اإلستدالل من خاللها على مسألة نفي وجود هللا سبحانه و تعالى او من جانب المؤمنين إثبات وجود هللا سبحانه و تعالى. آخر نقطة من المحاضرة السابقة نبغي أن نبدأ بها في هذه المحاضرة و هي هل يمكننا اإلستدالل بالعلم التجريبي في إثبات وجود هللا سبحانه و تعالى أو إثبات عدم وجود هللا سبحانه و تعالى أو ال و تناولنا هذه النقطة و هذه بعض التلخيصات او بعض التطبيقات في هذه النقطة سنتناول بإختصار نموذجين او 2

52 نقطتين من نقاط األفكار المتعلقة بالعلم وجود الخالق سبحانه و تعالى. و األحياء او البيولوجيا و الخالق وجود و الفيزياء و هي التجريبي o الفيزياء ووجود الخالق عزوجل في البداية سنمر مرورا سريعا على مسألة الفيزياء و وجود الخالق و كيف يستدل الملحدون في اثبات عدم وجود هللا سبحانه و تعالى في الفيزياء المختلفة او االفكار الفيزيائية أو النظريات الفيزياية المختلفة و أيضا كيف يستدل المؤمنون على ذلك و لكن لن نطيل إن شاء هللا في هذا الجانب ألنه المحاضرة سوف تتمحور حول األحياء او البيولوجيا و وجود الخالق و نظريات التطور. في البداية كيف يستخدم المالحدة الفيزيائيون منهم العلم الفيزياء على إثبات عدم وجود هللا سبحانه و تعالى هناك بعض األفكار المتعلقة في هذا العلم التي يمكن أن يستخدمها الملحدون او النظريات التي يمكن أن يستخدمها الملحدون في هذا الجانب إلثبات رؤاهم حول الكون أو رؤاهم حول اإليمان بعدم وجود هللا سبحانه و تعالى هي أزلية الكون الفتره التي نشر فيها االلحاد الجديد في بداية الثورة الفرنسية كانت في هذه الفتره و ما قبلها كان هناك اإلعتقاد سائد في أزلية الكون. أزلي الكون أن معنى ما الكون أزلية معنى ما فلسفية مسألة هي العالم أزلية او العالم قدم فيما تطبيق لها قديمه لكن يتعلق بالفيزياء الناحية من الفيزيائية في كتاب الفيزياء و وجود الخالق الدكتور جعفر شيخ ادريس يقول ( هل في الفيزياء ما يدل على أزلية الكون ) الكون أزلي يعني ال وجود للخالق الكون األزلي يعني ال بداية له يعني ال يحتاج الى محدث أو إلى خالق يخلقه فتكون له بداية فالكون مخلوق أو حادث يعني أن له بداية و أن هناك من أوجده هناك من خلقه أو هناك من حدد بدايته. لكن معنى أن الكون ليس له بداية معناه هو عدم وجود من خلق الكون او عدم وجود من أوجد الكون فيقول ( نعني باألزلي ما ليس لوجوده مبتدأ و ليس له بالتالي منتهي فإذا صح شيئا ما األزلي فال يمكن أن يكون مخلوقا ألن المخلوق يتقدمه خالقه فهو بالضرورة حادث ). فهو إبتدأه الذي و من مبتدأ لوجوده إذا الخالق هللا سبحانه تعالى و طبعا هناك بعض التصورات حول الكون أو أزلية الكون قديما و حديثا فيبدأ فيقول هناك تصورات قديمة و هناك تصورات متعلقة بالفيزياء الكالسيكية و هناك تصورات متعلقة بالفيزياء الحديثه هل في هذه التصورات كلها في الفيزياء القديمة او المبادئ القديمة أو الفيزياء الكالسيكية او فيزياء نيوتن او الفيزياء الحديثة هل فيها ما يثبت أزلية الكون و هل فيها ما يثبت أن الكون ليس له خالق فيقول ( في التصورات القديمة تطور او فكرة أزلية المادة هي من أطرف ما يقرأه االنسان في بحر اإلدعاء بأن العلم التجريبي يسند قضية اإللحاد إذ ان الواقع عكس ذلك( يقول فإن تطور هذا العلم يآزر قضية االيمان و 3

53 يضعف و يقوض اهم األسس الذي يقوم عليها اإللحاد و هو الزعم بأن المادة أزلية ال بداية لها أبدية ال فناء لها فهو هنا اصل اصيل من أصول الذي يقوم عليه اإللحاد هو مبدأ أزلية المادة طبعا هم يحتاجون أن يصيغوا هذا الي صياغة قوانين فيزيائية حديثة مثل المادة ال تفنى و ال تكون من عدم و ال يمكن تحويلها من صورة الى اخرى و ما الى ذلك المبدأ القديم من القوانين التي درسناها فهم يجعلون هذه القوانين تنطبق على ما قبل بداية الكون أو على ما قبل تكون الكون و ما بعد تكون الكون لكن هذه القوانين محدودة بحدود معينة و هي انه يمكن ان تكون كذلك بعد خلق الكون بعد خلق هللا سبحانه و تعالى للكون و للمادة و لكن قبلها فهذا ليس من ضمن النطاق التجريبي اصال ألنه لم توجد عند ذلك المادة او لم يوجد الكون يقول لقد ظل الماديون طوال القرون في امر في اختالف بالنسبة الى ازلية المادة ظنوها بادئ االمور هذه النجوم و الكواكب الضخمة التي يشاهدونها و التي يخيل لمخلوق ضعيف معدود االيام كاإلنسان أنها أزلية ألنها فيما يظن بقيت على حالها التي عرفها آباؤه و أجداده و كل البشر قبله فما المانع أذا من أن تكون اذن من أن تكون على هذه الحال منذ األزل و ما المانع من أن تظل هكذا الى األبد و إذا كانت ازلية فإنها ال تحتاج إلى خالق و هذا ما عناه الفالسفة الذين قالو بقدم األجرام السماوية أو قدم العالم و إذا كانو هؤالء قد قالو بأزليتها يعني أنها قديمة فإن آخرين من التصورات القديمة هذه مثل البابليون او قوم إبراهيم عليه السالم فإن هؤالء يعبدونها يعني بعض الفالسفة يقولون هي أزلية و البعض اآلخر عبدة طبعا هناك أيضا ما يواجه هذه التصورات القديمة هناك بعض الفالسفة أو المتدينين حتى القدماء ما ردوا على هذا التصور الضعيف أو التصور الخاطئ للكون أو ألزلية الكون أو ألزلية األجرام السماوية. مثاال لذلك اإلمام الغزالي عندما ألف )تهافت الفالسفة( رد على هذه النقطة و قال ( ما تمسك به جالينوس إذ قال: لو كانت الشمس مثالا تقبل االنعدام لظهر فيها ذبول في مدة مديدة واألرصاد الدالة على مقدارها منذ آالف السنين ال تدل على هذا المقدار ( يأ ال تدل على هذا الذبول( فلم ا لم تذبل في هذه اآلماد الطويلة دل على أنها ال تفسد( هذا مبدأ جالينوس يقول أن الشمس منذ األزل و هي ثابتة ال تتغير ال تذبل و بما أنها ال تذبل إذا هي أزلية او أبدية أو ال تنقض بحال من األحوال او لن تنتهي او لن تموت او اي من ذلك االفكار يقول الغزالي أرد عليه من وجوه و ذكر وجهين:- الوجه األول إن كانت الشمس تفسد فال بد أن يلحقها ذبول و هذا قياس غير صحيح و ال نسلم له ألن الشيءقد يفسد بعد الذبول و قد يفسد مرة واحدة يعني ليست كل األشياء تفسد بعد الذبول تفسد فسادا تدريجيا بينما قد يفسد مرة واحدة مثال ذك االنسان اإلنسان قد يبلغ من الكبر عتيا و يبدأ بالذبول شيئا فشيئا و قد يموت في عنفوان صحته و شبابه بدون أي سبب حتى بدون أي حوادث فهو هنا معناه الغزالي بأن المقدمة التي بنى عليها جالينوس دليله هو أن كل األشياء تذبل ثم تموت ليست المقدمة الصحيحة أصال فقد يكون الموت بعد الذبول او يكون مرة واحدة. الوجه الثاني الذي اعترض به االمام الغزالي على مقولة جالينوس هذه أنه حتى لو لم يكن هناك فساد اال بعد الذبول يعني لو سلمنا جدال هذه النقطة فيقول من اين عرف أنه ال يعتريها الذبول يعني من أين عرف

54 جالينوس أن الشمس ال تذبل شيئل فشيئا فيقول ( والشمس التي يقال: أنها كاألرض مائة وسبعين مرة أو ما يقرب لو نقص منها مقدار جبال مثالا لكان ال يتبين للحس فلعلها في الذبول والى اآلن قد نقصت والحس ال يقدر على أن يدرك ذلك". ألنها ال تعرف مقاديرها إال بالتقريب فهو هنا االمام الغزالي رحمه هللا يقول من ادرى جالينوس أن الشمس ال تذبل فالشمس بالمقارنة الى حجم االرض كبيرة جدا فمن ادراه أنها ال تنقص بمقدار الجبال و هو ال يدري أنها تنقص " فهذا الذي ذكره الغزالي من فرط ذكاء الغزالي اكتشفه العلم حديثا بان االشعاع الصادر من الشمس ينقص من كتلتها و إن كان قدر الذي ينقصه ضئيال جدا بالنسبه إلى الكتلة الكبيرة للشمس إال أنه االشعاعات فعال تنقص من كتلتها و طبعا العلم الحديث يرى أن طبعا يقولون يعني أن الشمس في منتصف عمرها و هي في ذبول حتى تتمحضل كليا بعد بضع المليارات من السنين. فهذه المقدمات التى بنى عليها الفالسفة او المفكرون القدماء القائم على أزلية الكون هي مقدمات عليها ايضا منذ القدم من قبل مختلف العلماء و المفكرين ومنم مفكري اإلسالم بشكل خاص. الرد تم الفيزياء 2- الكالسيكية و المقصود بالفيزياء الكالسيكية هي التي كانت من قبل يسمونها فيزياء نيوتن و في افكار او فيزياء نيوتين ايضا استمرار في مبدأ ثبات الكون او مبدا ازلية الكون يقول جاء نيوتن فاعطى هذا القول الفلسفي صبغة علمية لكن تصوره للذرات او الكون كان كما يتصور المسلمين او بعض المسلمسن من حيث اعتقادهم أن هللا سبحانه و تعالى هو الذي خلقها و قدر كل ما يتعلق بها يعني نيوتن كان يرى ايضا ازلية الكون ازليه المادة لكن كان يرى ان هللا سبحانه و تعالى هو الذي اوجدها إبتداءا او خلقها إبتداءا يقول بعد أخذ كل هذه االشياء في االعتبار يبدو لي من المحتمل أن هللا كون المادة ( هذا قول نيوتن( في بداية االمر بشكل جزيئات مصمدة صلبة ال تخترق و قابلة للتحرك و في أحجام و هيئات و خصائص اخرى و مقادير اخرى هي في غايه المالئمه للهدف الذي من اجله كونها يعني من اجله كونها هللا سبحانه و تعالى فليس في فيزياء نيوتن ما يثبت انه الذرات التي تتكون منها الماده ازلية لكن هو بنى فكرته على ان هللا سبحانه و تعالى هو خلق هذه الذرات بهذه الصفات. 3 -الفيزياء الحديثة الى ان جاءت طبعا الفيزياء الحديثه و انهت تماما موضوع أزلية الماده او أزلية ذرات الكون اذ بالقول بأزلية هذه الماده كان يرى ان هذه الذره اصغر شيء في النواة بل يوجد ان هناك اصغر من الذره حديثا اكتشفو مواد الذره و االلكترون البروتون و داخل النواة في بروتون و نيوترون و غيرها من مكونات الذرة الى ان جاء العلم الحديث ايضا و كشف ما بعد هذه يعني ما بعد البروتنات و االلكترونات او ما يسمونها الكواركات 5

55 ال- فهذا الكوارك Quark ال ينفي ذلك. اصغر جزء هو الذرة في اصغر اجزاء هناك ان ينفي لكن هل و الى اآلن اكتشف يثبت ذلك ال أزليته او على الذرة أزلية يثبت الكوارك هذا ان يثبت ذلك :-هل ثانيا فاالفكار القديمة في أزلية المادةأو حتى الفيزياء الجديدة او االفكار المستنبطة حديثا من الفيزياء كلها ال تدل على مبدأ االزلية هذا ال في قريب و ال في بعيد بل ظهرت بعض النظريات التي تحصد في علم الفيزياء التي تصب فى الجانب اآلخر ان الكون حادث ان الكون مخلوق و انه له بداية و ان الكون في حالة اتساع و تمدد مستمر و تغير مستمر بخالف ثبات الكون كما هو معلوم في الفيزياء القديمة او الفيزياء الكالسيكية فظهرت بعض النظريات التي تؤيد هذا القول او هذا االتجاه و هي مبدأ عدم أزلية الكون او القول بعد أزلية هذا الكون و هو نظرية االنفجار العظيم طبعا ملخص نظرية االنفجار العظيم بان الكون عند بداية معينة كانت هناك ما يسمونها) ) Singularity او نقطة معينة في اللغة العربية المفردة يقولون بأن هذه المفردة كانت مفردة و انفجرت و يسمون هذا االنفجار العظيم و من هذا االنفجار مثال ابعاد الكون المختلفه مثل الزمان و المكان و الطاقة و المادة و ما الى ذلك فهذه باختصار ان الكون كان نقطه واحده ثم انفجر و من هذا االنفجار و حتى يومنا هذا و حتى إنهيار الكون هذا الكون سيستمر و تمدده مستمر هذه النظريه االمور التي تعضض هذه النظرية في الفيزياء هو ان العلماء فعال اكتشفوا ان المجرات تتباعد عن بعضها البعض و ان االجرام السماوية تتباعد عن بعضها البعض و لذلك يقولون ان هذه النظرية من النظريات القوية جدا في علم الفيزياء. طيب هل قوية هي حقيقة علمية الجواب ال هي ليست حقيقة علمية ادلة تؤيدها قويه نظريه مجرد هي انما بل بالمناسبة :-هل يجوز اإلستدالل من القران الكريم على نظرية االنفجار العظيم حتى لو كانت نظرية قوية تؤيد في الدين او المنظور الديني انه الكون لم يخلق من عدم و ما الى ذلك الجواب : و طبعا الجواب ال لمبدأ عندنا سنتناوله ايضا في مبدأ التطور ألن المبدا عندنا عدم جواز التفسير القراني الكريم في ضوء نظريات علمية هي مجرد نظريات لكن اذا انتقلت النظرية الى... الحقيقة فيجوز عندها ان نرى توافق االيات القرانية مع الحقائق الكونية المختلفة الن هللا سبحانه و تعالى هو من خلق الكون و اوجد فيه هذه الحقائق و هو من انزل القران فال يوجد اي تعارض بين الحقائق المادية الموجودة في الكون و بين ايات القران لك هل يجوز االستدالل بهذه النظريات على تفسير قرآني مثال آيه { أ و ل م ي ر ال ذ ي ن ك ف ر وآ أ ن الس م او ا ت و األ ر ض ك ان ت ا ر تق ا ف ف ت قن اه م ا و ج ع لن ا م ن الم آ ء ك ل ش ىء ح ى } فهنا االيه تفيد ان السماوات و االرض كانتا شيء واحدا ففتقناهما والجواب أن اآلية تفهم بمعناها اللغوي ولكن ال يجوز أن نقول أن هذه اآلية تشير أو تدل على نظرية اإلنفجار الكبير أو االنفجار العظيم لماذا إلنها الزالت نظرية حتى وإن كانت تؤيد الفكر الديني أو المنظومة الدينية للكون مادامت الزالت نظرية 6

56 سؤال :- هل تستخدم أدلة القرأن في دعم أدلة معينة ال يصح إلننا ذكرنا في محاضرة سابقة أن العلم التجريبي له منهج معين يعتمد عليه في سبيل الحصول على الحقائق تبدأ بمالحظات فإذا كانت هذه المالحظات متكررة تخضع لالختبار والمالحظة ثم يتم صياغة هذه المالحظات التي يتم تجريبها في صيغة نظرية معينة والتي أيضا إذا تم اختبارها بصورة متكررة فإذا كانت النتائج واحدة ترتفع إلى أن تكون حقيقة علمية فهذا هو المنهج العلمي التجريبي الذي يقوم على اإلثبات المادي أو المجرد للكون ال يدخل أبدا الوحي ضمن أدلة العلم التجريبي وقد يكون بينهما توافق بأن يعضده الوحي ولكن من ناحية االستدالل العلمي ال يصح االستدالل بآيات من القرآن الكريم على نظريات علمية أو نقول أن اآلية تثبت هذه النظرية هذا يعني أن اآلية تعتبر دليل وهذا ليس صحيحا. وكما تناولنا في الفيزياء وجود الخالق هناك بعض األفكار التي يتبناها المالحدة في القديم والتي أثبت العلم الحديث أنها على خالف الواقع وعلى خالف النظريات الحديثة وأنها متعلقة بأزلية المادة وأنه ال وجود أبدا ألي دعم علمي تجريبي للمالحدة من هذا الجانب. o البيولوجيا)علم األحياء ) وجود الخالق ( عزوجل ) إذا تناولنا علم األحياء ووجود الخالق فإننا سنتناول مسألة متعلقة بشكل أساسي بعلم األحياء ومتعلقة أيضا بشكل أساسي بوجود الخالق أيضا وهي مسألة أصل الحياة أو أصل اإلنسان فمسألة أصل الكون ومسألة أصل الحياة وأصل اإلنسان كلها مسائل متعلقة ببعضها البعض فمن أهم الجوانب التي يدخل فيها موضوع البيولوجيا مع موضوع الرؤية حول الكون مع موضوع الكون واإللحاد وإثبات وجود اإلله أو عدم إثباته هو أصل اإلنسان. هناك بعض النظريات التي تتحدث عن هذا الجانب بعضها علمي بحت وبعضها يحاول الدمج بين العلم والدين وبعضها ديني بحت وهذه الرؤى المختلفة قد تكون متداخلة مع بعضها البعض وتنشأ باألساس على المنهج الذي يتبناه صاحب هذه الرؤى في فهم الدين وفهم العلم معا أي هل هناك المنهجية العلمية البحتة الصارمة المادية أو هل هناك المنهجية الدينية التي تعارض الحقائق العلمية المختلفة أم هل هناك المنهجيات التي تحاول التفريق أو الجمع بين المنهجين فهذه الرؤى تعتمد باإلساس على مصادر التلقي واالستدالل بشكل خاص. وفي النهاية نستطيع القول بأنه ال يوجد تعارض بين الحقائق التي ثبت أنها حقيقة وبين ماورد في صحيح الوحي 7

57 والنصوص المقدسة الصحيحة وإال فإذا كانت نظرية علمية لم تثبت أنها حقيقة فقد يكون هناك تعارض بينها وبين نصوص الوحي وإذا كانت النصوص المقدسة محرفة غير صحيحة فقد يكون هناك تعارض بينه وبين العلم. نظرية التطور)الدارويني( مصطلح التطور مصطلح واسع جدا يشتمل على مجموعة واسعة جدا ومختلفة من الرؤى واألفكار فعندما نطلق نظرية التطور أو مصطلح التطور فهذا ال يعني كافة المعاني التي يدل عليها التطور ولكن يعني معنى واحدا وهو نظرية التطور)الدارويني( والتي تفيد بأن :" جميع الكائنات الحية لها سلف وأصل واحد مشترك ومنه تفرعت جميع الكائنات الحية منه بما فيها اإلنسان" فعندما نطلق التطور نعني به هذا المعنى الخاص وهو التطور البيولوجي أو الدارويني ما هو التطور الدارويني أو التطور البيولوجي وماذا نعني به باختصار هي نظرية تحاول تفسير التنوع في الكائنات الحية الموجودة من خالل مبدأ االنتخاب الطبيعي حتى نصل إلى التنوع الحيوي المختلف الذي نعيشه على سطح األرض اآلن فهم يقولون اآلن تنوعت الكائنات الحية إلى مانراه أن الحياة بدأت من خلية بسيطة ومن خالل هذه الخلية إنتهاء باإلنسان. الخلية هذه يحكون حكايا حول هذا الموضوع أن الكائنات ال هم عندهم قضايا حول هذا الموضوع أن كانت هذه حتى دارون نفسه قال أن الحياة الفضائية جاءت زرعت هذه الخلية في األرض و أن الخلية من خاللها,,, هم يحكون حواديث حول هذا الموضوع ليس دافئة زي الحساء كذا نشأت في بركة طينية طبعا أي دليل مادي أو تجريبي على مسألة الخلية هذه أو ذات الحياة هذه لكنها نظرية باألساس عندهم تفسر تنوع و ليس أصل الكائنات الحية فهذه نظرية تفسر كيف تنوعت الفصائل المختلفة و األجناس المختلفة و األنواع المختلفة من الكائنات الحية حتى وصلت إلى ما هي عليه اآلن. فنظرية التطور بإختصار هي مبدأ أو منهج إستخراج كما يقولون إستخراج جذري مبدأ تجريبي أو مادي صارم يقوم على من تنوع الكائنات الحية الموجودة إستخراج او اإلعجاز يعني ما سبب تنوع الكائنات الحية الموجودة هو نظرية التطور و مبدأ االنتخاب الطبيعي و.. ما إلى ذلك لكن ال وجود لإلله في هذا النظام على اإلطالق حتى المؤمنين بالتطور بعضهم يقول أن اإلله لم يتدخل على اإلطالق في أي شيء معجز من بداية خلق الحياة في الخلية االولى فهو هنا إتباع النظرية الماديين طبعا يعني الملحدين يقولون أنه ال وجود لإلله على اإلطالق ال في نشأة الكون و ال في نشأة الحياة هل نظرية التطور تثبت عدم وجود اإلله أو ال سنرى إن شاء هللا. الرؤية الثانية من الرؤى حول أصل اإلنسان و هي رؤية تجمع بين التفسيرات الموجودة في اإلنجيل أو الكتاب المقدس أو سفر التكوين تتعلق بتكوين الحياة وغير ذلك و الرؤية العلمية في التطور, فهم يحاولون 8

58 التوفيق او الدمج بين التطور في حقيقة علمية هم يعتقدون طبعا أن التطور في هذا الجانب حقيقة علمية مثبتة باالدلة القطعية و يحاولون من منطلقين العقل طبعا باإليمان باهلل سبحانه و تعالى.. التوفيق بين نظرية دارون وبين الموجود في سفر التكوين أو في الكتاب المقدس عندهم طبعا نعتذر عن التمثيل تمثيل اإلله بهذا الشكل لكن عندهم هذه العقيدة فالصورة هذه بإختصار تمثل اإلله و الصورة هذه صورة تمثل تطور اإلنسان فهم يحاولون الجمع بين وجود هللا سبحانه و تعالى و بين مسألة التطور و حقيقة التطور و يقولون أن التطور تم بتوجيه هللا سبحانه و تعالى ولذلك يسمونه تطور اإللهي او التطور Theistic Evolution or Directed Evolution الموجه طبعا هذا من الناحية النصرانية أو اليهودية أما من ناحية المسلمين ال يوجد عندهم هذه الصورة بالطبع لكن بعض من المسلمون أيضا يؤمنون بهذا المبدأ و هو أن التطور حقيقة علمية و أن االنسان أصله كذا و كذا و أنه نشأ او تطور من أجناس أخرى أو من أسالف أخرى و لكن هذا تم بتوجيه من هللا سبحانه و تعالى في هذه النقطة أو في هذه الرؤية ينكرون وجود إله يقولون أن التطور هو دليل لإلله هؤالء ال ينكررون وجود اإلله لكن يقولون أيضا بأن التطور حقيقة ويحاولون الجمع بين التطور و بين وجود اإلله مثل كثير من علماء النصارى الموجودين حاليا كفرانسيس كولينز وكينيث ميلر وغيرهم من علماء النصارى الموجودين حاليا يقولون نفس الرؤية أنه اإلله موجود و أنه سن القوانين ثم تركها تعمل هي و من هذه القوانين قانون التطور حتى بعض العلماء منهم حتى فرانسين كولينز نفسه يؤمن حتى بالصدفة و العشوائية في االنتخاب الطبيعي في التطور. التطور يقوم على آليات معينة مثل االنتخاب الطبيعي مثل العشوائية مثل الطفرات كما سنتناول إن شاء هللا لكن و كل هذه اإلمور تعارض باألساس المعتقدات الدينية المختلفة في الخلق أو في الحياة و لكن حتى من ضمن العلماء الذين يتبنون التطور الموجه يؤمنون باآلليات الذي يقوم عليها التطور اإللحادي التطور المادي من االصدفة او النتخاب الطبيعي مثل فرانسس كولنز. فهنا هذا الصنف من الناس أو هذه االفكار يسمونه أنصار التطور الموجه أو أنصار التطور االهي الذين يحاولون التوفيق بين النظرية الدارونية البحتة و بين التطور و معتقدهم في وجود اإلله سبحانه و تعالى ليس هناك ما يسمي نظرية في سفر التكوين. سفر التكوين هذا او الكتاب المقدس العهد القديم يذكر فيه كيف بدأ هللا سبحانه و تعالى الخلق الخلقاويين الخلقاوية تختلف عن التطور الموجه و التطور الموجه تختلف عن الخلقاوية كلهم يؤمنون بوجود إله لكن أنصار التطور الموجه.يؤمنون ان الحياه وجدت او تنوع االحياء وجد عبر التطور دفعه واحده. 9

59 لكن ما يسمونه الخلقاوية او Creationism يؤمنون أن الكائنات وجدت عبر التطور دفعة واحده و أن هللا سبجانه و تعالى عندما خلق خلق السماوات و األرض في ستة ايام يعني كل يوم اربع و عشرين ساعة كما هو األيام الموجودة في الوقت الحالي فهذا الخلقاوية هذه يمكن حتى لمن يريد المزيد تقسميهم الى Young Earth Creationist and Old Earth Creationist الخلقاوين الذين يؤمنون باألرض الشابه يعني االرض الموجودة و بعضهم يقول هي ال األرض القديمة و هللا سبحانه و تعالى لم يخلق الخلق في ستة أيام يعني كل يوم اربع و عشرين ساعه و لكن خلقها على أزمنة طويلة بإختصار يعني اصحاب وجهة نظر الخلقاوية هذه يؤمنون فقط بما ورد في السفر التكوين و يفسرونه تفسيرا حرفيا بمعنى ان خلق السماوات و األرض في ستة أيام و أن ترتيب خلق الكائنات كان وارد في سفر التكوين و ما الى ذلك ايضا يؤمنون بما ورد في سفر التكوين كما سنرى ان شاء هللا في تفاصيل القصة قصة آدم عليه السالم بكل ما ورد فيها لكن هم يقولون بأن هذا المنظور لو أخذت خلق السماوات و االرض في ستة أيام او الخلق المفاجئ, و ما الى ذلك هذا المنظور ثابت علميا هم يحاولون اإلستدالل بالعلم او بمعطيات العلم التجريبي على مثل هذه االمور و طبعا في بعض االحيان يصيرون اضحوكة يعني من تهافت األدلة على ذلك أصل اإلنسان في الكتاب المقدس أيضا من المهم أن نعرف أصل اإلنسان في الكتاب المقدس وبشكل خاص في سفر التكوين في البداية فإن المعتقد المشوه لدى النصارى في سفر التكوين أو التفسيرات الخاصة به هو الذي أدى لمثل هذا التعارض الواضح بين الرؤى المختلفة التجريبية أو العلمية وبين ماهو موجود في الكتاب المقدس,فإذا تناولنا الحقائق الموجودة في الكتاب المقدس وجدناها إما تناقض مبادئ عقلية فطرية وإما تناقض أمور علمية أثبتها العلم,يعني مثال العلماء يقولون أن عمر األرض تقريبا من ستة الآلف إلى عشرة اآلف عام وكل األمور التاريخية تقول أن عمر األرض أكبر من ذلك بكثير, هم يقولون أن القصة كما وردت هي حقيقة مما يدفع الملحدين إلى عداء ما ورد في الدين بشكل عام. فإذا تناولنا إلى قصة الخلق الموجودة في الكتاب المقدس نجد أنها تشتمل على الكثير من األمور المحرفة التي دخلها التحريف بعد عيسى عليه السالم فيقولون مثال أن الشيطان هو من أغرى حواء لألكل من الشجرة ثم قامت حواء بإغواء آدم ليأكل من الشجرة وأن الشيطان دخل الجنة دخوال حقيقيا وأنه دخل تحت أنياب الحي ة كما تصورها هذه الصورة فهم يؤمنون بما في هذه الصورة, ومن الخطأ الشديد طبعا تصوير األنبياء وتصوير مصير الناس ولكنهم ليس لديهم مانع في تصوير اإلله فما بالك بالبشر هذه القصة كما هي موجودة في العهد القديم هي قصة محرفة باطلة مليئة بالتناقضات ومليئة باألمور التي تخالف الحقائق العلمية والمنطقية الموجودة ومنها إيمانهم أن الموت لم يوجد إال بعد الخطيئة وأنه عاقبة لوجودها.ولكن الحقائق العلمية والمادية والتاريخية تقول بأن الموت كان موجودا قبل ذلك. ويؤمنون أيضا بالخطيئة األصلية وأن البشر يولدون وعليهم ذنب من خطيئة آدم األولى,إلى غير ذلك من األمور التي تناقض الحقائق العلمية والمنطقية. 10

60 بقي لنا أن نعرف محاور القصة في القرآن يخالف األمور العقلية والمنطقية.. ما أو التجريبي العلم يخالف ما فيها وهل الكريم هناك الكثير من الكتابات حول هذا الموضوع بعضها كتابات بعض الباحثين الذين يرون أن القصة في القرآن تتوافق مع المنظور التطوري للكائنات الحية والبعض من علماء اإلسالم قديما وحديثا يثبتون القصة كما وردت في القرآن الكريم.وأن كل هذه المفاهيم في القرآن الكريم ال تعارض أبدا الحقائق العلمية القطعية الموجودة من ناحية عمر األرض أو عمر البشر أو تعارض األمور المنطقية التي وردت في سفر التكوين فهي باختصار تجمع بين السالمة من التحريفات التي يحاول ان يضفيها المالحدة على أصل اإلنسان ومن التحريفات التي يريدون ان يضفيها اليهود والنصارى حول نفس القصة, عندنا القصة في القرآن مذكورة في أكثر من موضع وكذلك في السنة أيضا في أكثر من موضع, لكن لضيق الوقت سنتعرض لها فيما بعد. ما نريد أن نقوله ان القصة في القرآن تختلف عن النموذج التطوري المادي البحت وتختلف عن نموذج التطور الموجه سواء كان من ناحية النصارى أو من ناحية بعض المسلمين المتأثرين به, وتختلف عن النموذج الموجود في سفر التكوين وتختلف من ناحية أحداث القصة نفسها في الكتاب المقدس. من الواضح أن قضية التطور هي شيء محوري في تحديد هل سنتناول موضوع التطور هل هي حقيقة علمية أم ال. هذه األطروحات صحيحة لذلك أم ال فإذا كانت حقيقة فإن معظم هذه التصورات باطلة. التصورات هذه باطلة ما عدا والثاني األول التصور فإن كل باطلة وإذا كانت قبل بداية الحديث حول هذا سنمر مرورا سريعا على بعض النتائج التطور المبنية على الصدفة واالنتخاب الطبيعي أو ما إلى ذلك. أو اآلثار المترتبة على بفكرة اإليمان اآلثار المترتبة على اإليمان بنظرية التطور بشكل عام ال تشمل فقط علم البيولوجيا ولكن كما رأينا في التاريخ الحديث أنه بمجرد ظهور هذه النظرية على يد داروين دخلت في السياسة واالجتماع وحتى الفيزياء وحاول الملحدون السطو على هذه النظرية وتوظيفها في الرؤى اإللحادية المختلفة سواء كانت شيوعية أو علمية أو ماركسية أو فلسفية. 11

61 هو:- المترتبة اآلثار فأهم أن النظرية تنفي تماما وجود المعجزات أو وجود التدخل اإللهي في الكون وخاصة في موضوع الحياة. فهذه النظرية حاولت رفع مصطلح الخالق أومصطلح اإلله العليم الخبير ووضعوا بدال منها مصطلحات اخرى مثل االنتخاب الطبيعي والصدفة والعشوائية وما إلى ذلك. هناك الكثير من النقوالت حول هذا الموضوع, فالملحدون لم يقصروا أنفسهم لتنوع الكائنات الحية ولكن ادخلوا انفسهم للكالم عن اصل الحياة وأصل الكون والموجودات واإليمان بما وراء المادة. فمثال مما يقولونه أن االنتخاب الطبيعي هو انتخاب أعمى ليس له هدف وال غاية محددة. إذا كانت هذه هي النظرة العامة حول آثار نظرية التطور, هناك أيضا جوانب أخرى أثرت فيها هذه النظرية مثال موضوع األخالق, وكما تناولنا في المحاضرات السابقة أن العلم التجريبي ال يمكنه إثبات أن هذا األمر صحيح أم خطأ من الناحية األخالقية, نجد معظم من يؤيد النظرية إما يرجعون األخالق إلى أمور مادية وإما يقولون أن األخالق نتاج بشري. بعض النقوالت الهامة جدا في هذا الموضوع والتي يستخدمها المالحدة للترويج له :يلخص هذا كله مقولة جاملبز الشهيرة " أن كل شيء مباح في عدم وجود اإلله " يعني في عدم وجود اإلله ليس هناك داعي لألخالق يعني البقاء لألقوى. فلخصت هذه المقولة العالقة بين المنظور التطوري وبين مسالة وجود األخالق من عدمها. أيضا من األمور التي تؤثر فيها نظرية التطور هو معنى الحياة. فغالب المؤمنين بنظرية التطور ليس لديهم معنى للحياة على اإلطالق. فما هو الدافع وراء هذا االعتقاد يقول أحدهم " بالنسبة لي أن عدم وجود معنى للحياة هو فلسفة ضرورية للحرية, والحرية التي نريدها هي حرية من أر تقييدات اقتصادية أو سياسية أو أخالقية.." ويكمل قائال " نحن نعارض األخالق ألنها تتعارض مع حريتنا الجنسية " هذا هو باختصار اعتقادهم في مسألة وجود األخالق. التطور وقيمة حياة اإلنسان : في كافة األديان حتى الوثنية فإن لإلنسان قيمة مركزية في الكون أي له مكانة متميزة بين باقي المخلوقات بالعلم والعقل واألخالق والوعي. وأما الفلسفة التطورية تقول ال فعندهم اإلنسان مجرد نوع واحد من باليين المخلوقات وان مسألة األفضلية هذه مسألة نسبية. يعني قد يكون اإلنسان أفضل وقد يكون بعض الحيوانات أفضل منه باعتبارات اخرى. فهم يساوون في النهاية بين اإلنسان وبين كافة أجناس الكائنات الحية ويضعون أنفسهم في مغالطة منطقية. 12 يؤثر أيضا هذا المفهوم على الغاية من الخلق أو الغاية من الحياة فكونك تعتقد أنك نتاج عملية عشوائية ليس لها غاية وليس لها هدف هذا يعني أنك أنت أيضا ليس لك غاية وليس لك هدف فأحد الفالسفة المعاصرين يقول " نحن مجرد ماكينات )آالت ) بيولوجية فقط وظيفتها أن تعيد إنتاج نفسهاعن طريق التكاثر واالنتخاب " فنظرته للحياة أو لإلنسان أو الغاية من حياة اإلنسان واحدة فقط ال تختلف عن الغاية من وجود باقي الكائنات الموجودة وهي إعادة

62 التكاثر أي نقل جيناتهم لألجيال الالحقة وهذا منظورهم من أصل األنسان وهذا كالمهم. لمسألة الغاية من الحياة أو الغاية العالقة بين الدين والتطور نستطيع استخالص بعض جوانب العالقة بين الدين والتطور ويقصد بها نظرية التطور الدارويني البيولوجي والتي تنص على )) أن جميع الكائنات الحية نشأت من خلية واحدة والصدفةواالنتخاب الطبيعي والطفرات لعبوا دورهم حتى يظهر االنسان بقدراته وملكاته الحالية(( ولكن هناك أنواع أخرى من التطور كما سنرى وهيما يسمونه بالتطور الصغروي وهم يسمونه التكيف وهو حقيقة واقعة ولكنهم دائما ينسبون التطور الكبير هذا إلى أدلة التطور الصغير. فالعالقة باختصار بين التطوروالدين نستطيع استخالصها فالكثير من الناس يرون أن الصورة التطورية الدارونية بشكلها الحالي تتعارض تماما تماما مع التوجهات الدينية المختلفة حتى الوثنية منها وتتعارض مع التوجهات الدينية و منظورها حول اإلله واإلنسان وحول العالقة ببين اإلله واالنسان وحول مركزية اإلنسان في الكون وحول العديد من الجوانب األخرى وهناك العديد من النقوالت التي توضح عالقة التطور بهذه الجوانب لكن ما نستطيع قوله باختصار أن التطور بهذه الصورة - كما يسمونه - هو أفضل صديق لإللحاد أي أفضل صديق يعضد مذهب اإللحاد هو هذه النظرية بهذه اآللية المادية البحتة والتي تنفي وجود اإلله وتنفي وجود المعنى والقيمة والغاية للحياة وما إلى ذلك حتى إن بعض المالحدة يقول )) إن نظرية التطور جعلته ملحدا باقتناع (( وهذا باختصار موضوع الجوانب أو اآلثار التطورية المختلفة والتي نجد فيها تعارضا مع الواقع الذي نحياه وبين المعطيات المختلفة هل هي من الناحية العلمية صحيحة هنالك العديد العديد من النقد العلمي لكافة جوانب وأدلة نظرية التطور نذكر منها على سبيل المثال -: مسألة اإلنتواع : فهم على سبيل المثال يذكرون أن كل نوع من الكائنات يتطور عن النوع 1- الذي قبله أي أن اإلنسان تطور من االنسان البدائي الذي قبله وهذاالبشر البدائي تطور من يشترك مع جد القرود في سلف مشترك وهكذا تطور النوع الذي قبله وهذا البشر البدائي وقبل هذا الجد المشترك كانت هنالك أجداد شكله الحالي - اإلنسان والقرود- إلى كل منهما مشتركة حتى نصل إلى األسماك ومنه إلى الخلية األولى ومن األخطاء الشائعة أن نقول أو خلية أولى قرد فهو وفقا للنظرية أصله سمكة أن نظرية التطور تقول أن اإلنسان أصله. 13

63 نماذج بسيطة على النقد العلمي لنظرية التطور :- هنالك العديد من الكتب مثل كتاب)) evolution icons ((هذا of الكتاب ذكر أن هنالك عشرة أدلة تعتمد عليها نظرية التطور ونقد كاتبه كل دليل من أدلة التطور العشرة بوجهة نظر علمية تجريبية بحتة وهنالك أيضا العديد من الكتب األخرى مثل كتاب " black darwin box صندوق داروين األسود" أو "كتاب التطور في أزمة" و كتاب " نظرية التطور ماتزال في أزمة " والعديد من الكتب التي تناولت الموضوع من الناحية العلمية البحتة وتمحور النقد فيها حول مسألة اإلنتواع فحتى وقتنا هذاحتى بين التطورين نفسهم ال يوجد مفهوم واضح حول مسألة النوع فأصال األصل الذي يقوم عليه التطور هو االنتقال من نوع إلى آخر وال يوجد حتى اآلن مفهوم واضح لكلمة النوع. -2 ينبغي أيضا التفريق بين التطور الصغروي أو التكيف والتطور الكبروي فنوع الجلد ممكن يختلف والمنقار ممكن أن يصبح أكثر طوال وهذه األمور تعتبر تكيف مع البيئة المحيطة وهو واقع مشاهد لكن أن األسماك تتطور إلى زواحف والزواحف تتطور إلى طيور و الطيور إلى ثدييات وتتطور الثدييات إلى إنسان وكل هذه أمور ليس لها أدلة على اإلطالق. االنفجار الكامبري و سجل الحفريات المختلفة والتشابهات المونوفولجية مسألة التطور الكبروي هذه ومادة االنتخاب الطبيعي بشكل أساسي. ال تدل أبدا على وهناك نقد آخر من نوع أخر وهو نقد الفكرة التطورية نفسها من الناحية المنطقية من خالل معضلة الخلية األولى فمن أين أتت الخلية األولى فهم يحكون حكايات خالي من الحديث العلمي فهي حكايات يسخر منها االنسان السوي و البسيط حول من الذي أتى بالخلية األولى أو زرعها في األرض حتى تنتج الحياة. الضبط الدقيق للكون في مقابل العشوائية: الواقع المشاهد يقول أن الكون بكل أبعاده المختلفه هنالك ضبط دقيق محكم فهنالك آليات وقونين معينة فال تحدث أي عملية بصورة عشوائية فما بالك بأعقد العمليات وهي ظهور الحياة وظهور الكائنات الحية األكثر تعقيدا فالبد أن يكون هنالك مقارنة عقلية بين مفهوم اإلحكام والضبط الدقيق الموجود في الكون وبين الصدفة أو العشوائية كما يحاول أن يروجها المالحدة. 14

64 و الفلسفة اإللحادية:- ال يسمحون بوجود اإلله أو القوى الخارجية - في تفسيرالحياة " فهي باختصاركما يقولون " أنهم إلى أمورمادية بحتة في تفسير هذه األمور مما أوقعهم في فكل ما هنالك أنهم يحاولون الرجوع الحياة من على هذه المزالق. وينتج من موضوع التطور هذا بعض الفلسفات والتي كان لها نتائج كارثية ضمنها ظهور فلسفة "الداروينية اإلجتماعية" والتي تبناها هتلر والتي قتل من خاللها ماليين البشر وأيضا استالين والذي كان متأثرا بنفس النظرية وملك النرويج الذي قتل حوالي عشرين ألف في نفسه ليكونوا بشرا حتى داروين في وسط فريقيا ألنه يعتقد أن الزنوج لم يتطورا بعد أفريقي " أنه خالل مائة أو مئتين سنة سوف يقوم البشر المتطورون -ويقصد به الجنس اآلري كتابه قال أجناس البشر األخرى والذين الزالوا في قيد التطور بعد أي األوروبيون أو الغربيون - بإبادة كل - يقصد الشرق آسيويين والعرب واألفارقة والهنود الحمر-" الثقافة اإلمبرالية وبالفعل ظهرت المذابح والتطهير العرقي في أمريكا الجنوبية والشمالية وظهرت لألصلح كما البقاء لألقوى أو لهذا المنهج المادي البحت وهو ظهرت هذه األمور كنتيجة طبيعية يقولون. - فهذه باختصار النظريات التي يتشبث بها المالحدة في نفي وجود هللا - اثبات نظريتهم المادية البحتة. و عزوجل 15

65 DWTPOL 3 rd Quiz There is no physical fact that denies the existence of God nor ال يوجد في الفيزياء ما يعارض وجود - God supports the existence of اإلله وال ما يعضد وجود اإلله نعم - Yes - No ال - Yes it denies not supporting يوجد ما يعارض وال يعضد - Yes it supports not denies يوجد ما يعضد وال يعارض People can make use of Evolutionary claims to justify..as done by Hitler and Stalin يمكن للبعض استخدام بعض الدعاوى التطورية لتبرير... مثل هتلر وستالني Genocide التطهير العرقي Racial discrimination التفرقة العنصرية A and B أ و ب معا Nothing is correct ال شيء مما سبق Evolution, according to atheists, has no vision nor purpose التطور حسب تقرير املالحدة ليس له غاية وال هدف Yes نعم May be ربما

66 التطور أفضل صديق friend Evolution is the No ال - Atheists believe in meaninglessness of life because يؤمن املالحدة بأن الحياة ليس لها معنى بسبب They found the evidence for that ألنهم وجدوا الدليل على ذلك They found the evidence for Evolution ألنهم وجدوا الدليل على ذلك They follow non-biased methodology of thinking ألنهم يتبعون طريقة غير متحيزة في التفكير They want their full liberation from political, social and moral limitations ألنهم يريدون التحرر الكامل من كافة التقييدات السياسية واالجتماعية واألخالقية Evolution is a fact التطور حقيقة علمية - - Yes نعم Microevolution is a fact while Macroevolution is not التطور الصغروي أو التكيف حقيقة بينما التطور الكبروي مجرد نظرية There is no evolution at all ال يوجد تطور على اإلطالق Macroevolution is a fact التطور الكبروي حقيقة

67 المحاضرة الخامسة 1

68 مقدمات في األدلة على وجود هللا السالم على و الصالة و الحمدهلل و بسم هللا رسول هللا ﷺ مرحبا باإلخوة اإلخوات و المحاضرة في األفاضل محاضرات من الخامسة دورة حوار مع أهل المنطق المقدمة :- في هذه المحاضرة ستكون مختلفة بعض الشيء عن المقدمات التي تناولناها في المحاضرات السابقة و سوف ندخل مباشرة في طريقة المؤمنين في إثبات وجود هللا سبحانه و تعالى او في داللة على التدليل على وجود هللا سبحانه و تعالى هناك العديد و العديد من األدلة التي ال تحصى عن وجود هللا سبحانه و تعالى هذه ليست مشكلة و لكن المشكلة او المسألة تكون في طريقة تفسير هذه األدلة أو طريقة تسنيد هذه األدلة أو فرد هذه األدلة إلى أدلة صحيحة و مقدمات و نتائج صحيحة و أدلة غير صحيحة و غالبا المالحدة إنما يخوضون في هذه األدلة الغير صحيحة و يقولون انظر كيف يستدل المؤمنون في أدلة غير صحيحة على وجود هللا سبحانه و تعالى تعالى هللا عن قولهم علوا كبيرا فمن المهم ان نراعي تقسيمات هذه األدلة و نوظف كل دليل من االدلة في التقسيم أو التصنيف المناسب له و ان نننتقي من األدلة ما ثبت بالمقدمات الصحيحة و النتائج المترتبة عليه. المحاضرة ستكون عبارة عن أربع عناصر :- العنصر األول: التفريق بين الدليل و الحجة في استعمال التراث العربي او االدبيات لعربية أو االستعمال العربي العنصر الثاني : و هي من أهم نقاط المحاضرة و اطولها و هي االصول التي يبنى عليها اإليمان باهلل عز و جل بمعنى أن هناك أصول معينة عند المؤمنين باهلل عز و جل بنوا عليها العديد من األدلة التي توصلو من خاللها إلى وجود هللا سبحانه و تعالى و أثبتوا من خاللها وجود هللا سبحانه و تعالى فهذه األصول ليست أدلة في حد ذاتها و إنما هي أصول تبنى عليها العديد و العديد من األدلة الفرعية العنصر الثالث: تقسيم أو تصنيف هذه األدلة. العنصر الرابع: من عليه عبأ الدليل هل هو المؤمن الذي عليه عبأ الدليل على وجود هللا أو االستدالل على وجود هللا أو الملحد هو الذي عليه عبأ االستدالل على دعم وجود هللا سبحانه و تعالى. طبعا العنصر الثاني هو العنصر األساسي في هذه المحاضرة. اما العناصر االخرى سنمر مرورا سريعا أن شاء هللا. 2

69 في البداية هناك التفريق بين الدليل و الحجة و البرهان و ما إلى ذلك و هناك تفريق أساسي في اللغة اإلنكليزية. هناك تفريق بالغي في اللغة العربية في اللغة اإلنكليزية هناك الفرق بين الدليل Evidenceو بين الحجة Argument و يقولون ان الدليل هو الدليل القائم أو المستقل بنفسه بمعنى أنه ال يخضع بمعنى أنه موضوعي وليس شخصي بمعنى اذا.استدل به زيد كما استدل به عمرو أو استدل به اإلنسان في الشرق أو في الغرب فهو دليل متكامل يقوم بنفسه و الحجة قد تكون صحيحة و قد تكون باطله و قد تنفع مع او قد تصلح لفالن و قد ال تصلح لفالن فهي درجة أقل من الدليل و ان كانت معتبرة في عمليات االستدالل لكن في اللغة العربية الدليل هو الموصل إلى المطلوب الدليل مجرد طريق الذي يصل به الباحث عن شيء ما او هدف ما إلى هذا الهدف فهو في استخدام اصول الفقه هو المطلوب او الموصل إلى المطلوب و غير ذلك من األدلة فهو قد يشمل Argumentsباللغه and evidences االنجليزيه ننتقل مباشره الى العنصر االهم من عناصر المحاضرة و هو االصول التي يبنى عليها اإليمان باهلل عز و جل و طبعا حينما نتناول قضية اإليمان باهلل عز و جل أو الدليل في إثبات وجود هللا. فهناك العديد من الكتابات و اآلراء المختلفه التي استدل بها المؤمنون على وجود هللا سبحانه و تعالى بل تختلف حتى بين إتباع الجيل الواحد الطرق المختلفة في اثبات وجود هللا سبحانه و تعالى بناءا على مدارسهم العقدية و الفلسفيه المختلفة فاالصول التي يبني عليها اإليمان باهلل عز و كل هي بإختصار األدلة التي يستند اليها المؤمنون او التصنيفات المختلفة التي يستند بها المؤمنون في الوصول إلى بعض األدلة التي يصلون من خاللها إلى إثبات وجود هللا عز وجل فكل أصل من األصول يندرج تحته العديد و العديد من االدلة المختلفة. ذكرت هذه األصول بإختصار في صناعة المحاور فقال أن األصول خمسة أو ستة و لكن هي ممكن أن تكون سبعة بناءا على إستقراء آخر أو بناء على منظور آخر ألنه دمج األصلين األول و الثاني و هما اإليمان باهلل ضرورة عقلية و اإليمان باهلل ضرورة فطرية فقال اإليمان باهلل ضرورة عقلية و فطرية و لكن نظرا إلى بعض أحاد األدلة تحت مبدأ الضرورة العقلية يختلف عن بعض أحاد األدلة تحت مبدأ الضرورة الفطرية فاألفضل أن نفصلهم و إن كان بعض األدلة يجمعون بين األصلين بين أن يكون مبنيا على األصل العقلي و األصل الفطري معا فهذه األصول أهم شيء هي أن نعتبرها اصوال ننطلق من خاللها في إثبات وجود هللا سبحانه و تعالى و تتنوع اليها و بعض الناس تنفع معاه المحور األول أو األصل األول و هو المدخل العقلي و بعض الناس بالمحور الثاني وهو أصل ضرورة الفطرة وهكذا يتأثر فهم كما تناولنا هم سبع أصول سنذكرها إن شاء هللا تباعا. 3

70 األصول التي يبنى عليها اإليمان باهلل )عزوجل ) األصل األول : اإليمان باهلل سبحانه و تعالى ضرورة عقلية ماذا يعني اإليمان باهلل سبحانه و تعالى ضرورة عقلية معنى هذا األصل أن اإليمان بوجود هللا سبحانه و تعالى و ربوبيته ليس مجرد قضية عاطفية ال تقوم على أسس إستداللية, ألن المالحدة يقولون أن المؤمنين يؤمنون بمجرد أنهم وجدوا آباؤهم مؤمنين أو أنهم وجدوا مجتمعهم مؤمنين و المؤمنون ليس لهم أدلة على وجود هللا سبحانه و تعالى و كلها أدلة ضعيفة و ما إلى ذلك. فهنا في األصل األول ننطلق من خالله أن اإليمان باهلل عز جل قضية عقلية بوجود هللا و ربوبيته و ألوهيته و غير ذلك من أنواع االيمان بالغيب مثل اإليمان باألديان و اإليمان بالرسل كلها قضايا عقلية و ضرورية و ليست مجرد قضية عاطفية ال تقوم على ذلك و ايضا ليست مجرد تجربة نفسية ال تستند الى برهان بل هي حقيقة معرفية يقينية. االيمان باهلل عز و جل أو اإليمان بوجود هللا عز و جل هو حقيقة معرفية يقينية يعني علمية يقينية تنبع من غريزة باطنية و تقوم على أسس عقلية أصيلة و تنطلق من براهين علمية يقينية و ترتبط بمبادئ فطرية جلية يخضع لها القلب السليم و يقر بصحتها فهو هنا جمع بين األصول المختلفة على أدلة وجود هللا سبحانه و تعالى و ذكر أن هذه األصول إما أن تكون عقلية و إما أن تكون غريزية و إما أن تكون فطرية و إما أن تكون منطقية إلى غير ذلك من األصول. فاإليمان باهلل سبحانه و تعالى ليس كما يدعي المالحدة أنه مجرد عن الدليل أو أننا ال نستطيع اإلستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى و إنما هناك من األدلة ما ال يحصى على وجود هللا سبحانه و تعالى يقول ( قد خلق كل إنسان خلقة( تقتضي اإلقرار بأن له خالقا و موجدا و تستوجب اإليمان بوجود هللا و خلقه و معرفته و هي الغريزة التي يفرق بها اإلنسان أيضا بين الحق و الباطل و النافع, الضار و الحسن و القبيح التي يدرك بها اإلنسان أن لكل حادث سببا و أن الكل أكبر من الجزأ فهذه القوانين او القضايا فطرية أو قضايا عقلية يولد بها اإلنسان اصالة فتكون بمثابة المطلق أو األمور المطلقة التي ال ينبغي بحال من األحوال التنازل أو اإلختالف بينها في أن لكل حادث سبب موجد له و أن الكل أكبر من الجزأ فهذه القضايا ال تحتاج إلى إستدالالت معينة أو إلى بحث معين بل إنما يولد بها أصال الطفل كما سنرى إن شاء هللا تكون في اإلنسان منذ والدته. فاهلل عز و جل خلق الناس و بداخلهم هذه الفطرة أو هذه القوة على الوصول إلى المبادئ العقلية الضرورية بغير نظر و إستدالل. 4

71 يقول فالمبادئ العقلية مثل مبدأ السببية من أقوى األدلة على وجود خالق لهذا الكون ال يخضع لقوانينه و حدوده و قد تنوعت الدالالت الوجودية التى تعتمد على هذا المبدأ فبعضها راجع إلى أصل خلق الكون من العدم و يسمى ( دليل الخلق و اإليجاد ) و بعضها راجع الى إتقان خلقه و إحكام قوانينه بعد وجوده و يسمى ( الضبط الدقيق للكون ) او ( Tuning ) Fine او )دليل اإلحكام و اإلتقان( و هذين الدليلين إن شاء هللا سنتناولهم بالتفصيل في المحاضرة القادمة. و هذين الدليلين من األدلة العقلية البديهية التي تدل على وجود هللا سبحانه و تعالى و تدل على أنه خالق لهذا الكون فإيمان المؤمنين بوجود هللا سبحانه و تعالى يستند الى أصول عقلية بديهية غالبة في النفس البشرية متأصلة فيها و ال يمكن اإلنفكاك عنها بحال من األحوال. وألجل عمق إيمان النفس اإلنسانية في مبدأ السببية و عظم تأثيره فيها كان اإليمان باهلل تعالى أمرا فطريا مطيوعا في الكيان اإلنساني, فاإلنسان سوي الفطرة الذي لم يتعرض إلى مؤثرات خارجية ال يجد في نفسه حاجة الى البحث عن الدليل المثبت لوجود هللا عز وجل : لكونه يجد ذلك مستقرا في نفسه عندما يجد يتفطن إلى وجوده و إلى الكون حوله فإن المبدأ الطبيعي الذي ولد به و نشأ عليه أن لكل حادث محدث فيتوصل بطبيعته التي خلقها هللا عليها أن هذا الكون له محدث و له موجد و له خالق فهذا مبدأ طبيعي و عقلي مباشر. فلذلك في هذه المبادئ العقلية الضرورية أو المسلمات العقلية يقول ابن عزمي رحمه هللا في هذه العلوم أو في هذه المبادئ ( فمن ذلك علمها )علم النفس( بإن الجزأ أقل من الكل فإن الصبي الصغير في أول تمييزه إذا أعطيته ثمرتين بكى و إذا أعطيته ثالث سر و هذا علم منه ( من الصبي( أن الكل أكبر من الجزأ و من ذلك علمه بأنه ال يجتمع المتضادان فإنك إذا أوقفته قسرا بكى و نزع إلى القعود علما بأنه ال يكون قاعدا و قائما معا.و يعرف أن لألشياء ( كل هذه األشياء منذ نشأته لست متعلقة بالبالغ الكبير بل االنسا بفطرته التي ال يختلف فيها أحد ) و يقول طوابع و ماهية تقف عندها و ال تتجاوزها فتراه إذا رأى شيئا ال يعرفه سأل عنه فإن شرح له سكت و منها علمه بأنه ال يكون فعل إال له فاعل فإنه أذا رأى شيئا يقول من عمل هذا و ال يقنع البتة ان هناك عمل بدون عامل أو أن شيئا لم يفعله و إذا رأى بيد أخر شيئا يقول من أعطاك هذا قال)ابن عزمي رحمه هللا( أن هذه أوائل العقل اليختلف فيها ذو عقل و أن ال يشك فيها بعد صحة علمها من دخلت عقله أفة و فسد تمييزه و مال إلى بعض اآلراء الفاسدة و قال أيضا ( و األصل أن هذه األمور ال يطلب عليها دليل إال مجنون أو جاهل أو من الطفل أهدى منهم فهذه األمور من المسلمات البدهيةة ال يطلب عليها دليل و ان كل العلوم كما سنرى المتعلقة بكافة األمور سواء كانت المتعلقة باألمور الغيبية العلوم المتعلقة بالعلوم التجريبية كل العلوم ترجع باألساس إلى هذه المبادئ الفطرية التي خلق هللا عز و جل النا سعليها كما سنرى إن شاء هللا. فهنا األصل األول أن اإليمان باهلل سبحانه و تعالى يستند على أصل عقلي أو مبدأ عقلي و إن كان دارج تحته معظم األدلة العقلية مثل الجانب مثل مبدأ السببية و مبدأ اإلحكام و اإلتقان كما سنرى إن شاء هللا. 5

72 األصل الثاني : أن اإليمان باهلل عز و جل ضرورة فطرية معرفة هللا فطرية في حياة البشر و تعتبر الفطرة السوية التي يشعر بها اإلنسان أنه مخلوق و أن له خالقا عظيما جمع صفات الكمال و الجالل من أهم األصول التي يقوم عليها اإليمان باهلل و التي تندرج من تحتها العديد من األدلة الدامغة الدالة على وجوده سبحانه هذا هو معنى األصل و قد تكلم العلماء الربانيون في هذه القضية و أنها ال تحتاج إلى برهان ألنها واقعة في النفس اإلنسانية بوضوح و جلل. و المالحدة جهودهم كبيره في محاولة البحث عن سبب مادي لهذه الحقيقة يعني أن معظم الناس في كافة العصور يجدون أنفسهم مضطرين فطرة إلى اإلعتراف بأنهم مخلوقون و أن هناك خالقا و رازقا لهم, حتى المالحدة أنفسهم يقرون بهذه الحقيقة و يقرون بهذه الفطرة و يحاولون جاهدين البحث عن األدلة المادية أو األمور او المخارج المادية لتبربر هذه الفطرة بصورة مادية بعيدة عن إثبات وجود هللا عز و جل. فالمالحدة لهم جهود كبيره في محاولة البحث عن ادله مادية في هذه الحقيقة بداية من الفرويد الى كانث دولكايين الى دولوكسون كلهم يحاولون رد الفطرة االنسانبة السوية في معرفة هللا سبحانه و تعالى و أنه مخلوق و أن له خالق يخضع له. كلهم حاولو ردها إلى اسباب مادية طبيعية بحتة. و كما تذكرون أننا تناولنا في المحاضرة السابقة أن هناك بعض من العلماء من بحث في الجينات الجين لمتسبب في موضوع التدين او الغيبيات و هو دين هامر عالم الجينات الذي زعم وجود جين في شريط الوراثي او ال دي ان اي مسؤول عن هذه الحقيقة الفطرية اصدر كتابا عام 2005 يعلن فيه عن إكتشافه لما أطلق عليه بإسم جين األلوهية او Godو Gene أنه المسؤول عن المشاعر الذي يعاينها الناس و هو جين محدد اسمه VMAT2 يعمل على إنتاج إنزيمات معينة و هذه اإلنزيمات تعمل في الدماغ و ينتج عنها الشعور بالخشوع و الشعور باإلفتقار و الشعور بالعبودية بشكل عام طبعا الكتاب هذا لم يقابل باإلنتقادات من قبل المؤمنين أنفسهم بل قوبل باإلنتقادات من قبل المالحدة قوبل طبعا بعاصفة من اإلنتقادات ألنه إعتمد في دراسته على مقدمات غير علمية.طبعا هناك إعتراضات على هذا النموذج في هذه التجربة و في نشوء هذه التجربة حتى لو سلمنا هذه فرضا او جدال أن هذا الجين مسؤول عن التجربة الدينية فهل الجين هو السبب أو ال بعض العلماء يقول أن حدوث تغيرات أو تفاعالت كيميائية في المخ مصاحب لألفكار الدينية ال يعني أن التفاعالت الكيميائية سبب في الفكر الديني فقد تكون العكس فقد تكون الفكرة هي السبب في هذه التفاعالت و ذكر مثال و قال ليس مجرد تغيرات كيميائية بل و هرمونية هناك وجود محبوك و التجاوب معه و التفكير فيه و الوجود المحبوك هو السبب األول و األعلى في طيف الحب و قد يزيد الحب بالعشرة و باألفعال و بكذا و كذا لكن حينا نقول حينما ترى من تحبه يفرز جين كذا و كذا أو يفرز هرمون كذا و كذا ليس معناه أن الهرمون من أنتج هذا الحب لكن الذي انشأ الحب من البداية هو وجود المحبوب نفسه فإن لم بوجد المحبوب لم توجد هذه التفاعالت المختلفة فهناك فرق بين أن يكون الجين سبب و أن يكون هو الناتج عن مسألة اإليمان باهلل سبحانه و تعالى هذا إن سلمنا فرضا أو جدال في مقدماته الخاطئة بأن هذا الجين هو السبب في هذا الشعور الديني ففطرية معرفة هللا سبحانه و تعالى 6

73 مركوزة في النفس البشرية على مر العصور يقول إبن تيمية -رحمه هللا- )) ليس في الرسل من قال أول ما دعا هللا أنهم مأمورون بطلب معرفة الخالق فإنظروا و إستدلوا حتى تعرفوا (( لم يوجد رسول من الرسل قال ذلك قال انه ينبغي علينا النظر و اإلستدالل حتى نعرف هللا أوال ثم بعذ ذلك نشهد له بالتوحيد فلم يكلفوا أوال بنفس المعرفة و ال باألدلة الموصلة الى المعرفة اذ كان قلوبهم تعرفه و تقر به و كل مولود يولد على الفطرة و لكن قد تتعرض الفطرة لما يغيرها و اإلنسان إذا ذكر ذكر ما في فطرته و لهذا ل ال ي نا ل ع ل ه اي ت ذ ك ر اأ و اي خ ش ى{يعني يتذكر ما في فطرته من العلم قال هللا في خطابه إلى موسى }ف ق ول ا ل ه اق و الذي به يعرف ربه و يعرف إنعامه إليه و إحسانه إليه و إفتقاره إليه فذلك يدعوه إلى اإليمان فهذا بالنسبة إلى معنى هذا األصل و هو األصل هو اإليمان باهلل سبحانه و تعالى ضرورة فطرية. القرآن الكريم و النبي صلى هللا عليه و سلم فيهما شرائح كثيرة على هذا الموضوع على أن األصل أو أن فطرة اإلنسان تقوده إلى هللا سبحانه و تعالى و أن هناك العديد من األدلة الفطرية التي تندرج تحت هذا األصل من األمثلة : طبعا هناك مثال الشهير اآلية الشهيره }او إذ اأ خ ذ ار ب ك امناب نياآد م امناظ ه ورهم ا ذ ر ي ت ه م او أ ش ه د ه م اع ل ى اأ نف سهم اأ ل س ت ابر ب ك م ا اق ال وااب ل ى ا {اطبعا نعرف تفسير العلماء لهذه اآليات و منهم من صحح حديث الذي ورد في مسند اإلمام أحمد بأن هذا هو الميثاق األول أو العهد األول الذي أخذه هللا سبحانه و تعالى على ذرية آدم حينما كانو في الذر فاخرجهم من ذرية آدم أو من صلب آدم أو من ظهر آدم و أشهدهم أنه هللا سبحانه و تعالى الى اخر الحديث و بعضهم يرى أن هذا الميثاق أو هذه اآلية تفسر على أنها الفطرة التي ركزها هللا سبحانه تعالى في قلب كل إنسان أو في كل إنسان و يولد بها كل إنسان عاقل, بعض العلماء يرى أن هذه اآلية تدل على هذا المكون الفطري الذي يشترك فيه كافة الناس و الذي يشترك فيه الناس جميعا و ايضا قال هللا سبحانه و تعالى }ف أ قم او ج ه ك اللد يناح نيف اا افط ر ا ت ا للا اال تياف ط ر ا الن اس اع ل ي ه اا ال ات ب ديل الخ ل قا للا ا اا{ا. ا قال ابن كثير رحمه هللا )) هي الحنيفية ملة إبراهيم الذي هداك هللا لها و كملها هللا لك غاية الكمال و أنت مع ذلك الزم فطرتك السليمة التي فطر هللا الخلق عليها فإن هللا تعالى فطر خلقه على معرفته و توحيده و أنه ال إله غيره (( فاهلل عز و جل حينما قال فطرة هللا التي فطر الناس عليها إنما تتعلق بفطرة معرفة هللا سبحانه و تعالى و توحيده و إن شاء هللا في الجزء الثاني من الدورة التي هي حوار مع أهل المنطق الجزء الثاني سوف نتناول هذه األمور بشيء من التفصيل و هي األدلة الفطرية و األدلة العقلية... هللا سبحانه و تعالى و أنه وحده المستحق للعبادة و أن كل الصور و كل المعتقدات التي لم تلتزم بالتوحيد األساسي أو األصلي الذي فطر هللا عز و جل عليها الناس إنما هي صور باطلة أديان باطلة أو عقائد باطلة. فمبدأ وجود هللا و هو ما نناقشه بهذه الدورة الجزء األول مبدأ عقلي و مبدا فطري و يندرج تحته العديد من األدلة الدالة على ذلك و لوحدانية هللا عز و جل التي سندرسها إن شاء هللا في الجزء القادم هي أيضا مبدأ فطري و مبدأ عقلي في القرآن و السنة العديد من األدلة العقلية أو الفطرية على إنفراد هللا سبحانه و تعالى باأللوهية وحدانيته سبحانه و تعالى و أنه وحده المستحق للعبادة يكمل إبن كثير رحمه هللا و يقول )) فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته و توحيده و أنه ال إله غيره, و أما قوله ال تبديل لخلق هللا فهو 7

74 على معنيين المعنى األول : ال تبدلوا خلق هللا فتغيروا الناس عن فطرتهم التي فطرهم هللا عليها فيكون خبرا بمعنى الطلب فيقول قوله تعالى )و من دخله كان آمنا ) يعني إدخلوه لتكونوا آمنين المعنى الثاني : هو ليس خبر بل طلب و معناه أنه تعالى ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة ال يولد أحد إال على هذه الفطرة النقية. و ال تفاوت بين الناس في ذلك (( و المعنيان الصحيحان أو كما تقول القاعدة التفسيرية اآلية إذا صح أكثر من معنى حملت اآلية على المعاني هذه جميعا فالمعنيين صحيحان (( و ال تعارض بينهما و مثل هذه اآلية بمثل هذا المعنى قوله ﷺ فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه...(( ما من مولود إال و يولد على الفطرة يقول أبو هريرة راوي الحديث يتلو هذه اآليةا}اف ط ر ة ه للا الهت ي ف ط ر النها س{ و الحديث بالصحيحين و أيضا روى مسلم عن حديث عياض المجاشعي أن الرسول ﷺ قال ذات يوم في خطبته ))أال إ ن ر ب ى أ م ر ن ي أ ن أ ع ل م ك م م ا ج ه ل ت م م م ا ع ل م ن ي ي و م ي ه ذ ا ك ل م ال ن ح ل ت ه ع ب د ا ح ال ل.و إ ن ي خ ل ق ت ع ب اد ي ح ن ف اء ك ل ه م و إ ن ه م أ ت ت ه م الش ي اط ين ف اج ت ال ت ه م ع ن د ين ه م و ح ر م ت ع ل ي ه م م ا أ ح ل ل ت ل ه م و أ م ر ت ه م أ ن ي ش ر ك وا ب ي م ا ل م أ ن ز ل ب ه س ل ط ان ا)) و ليس القصد بكون هذه المعرفة فطرية يعني أنها حاصلة في النفس منذ لحظة الوالدة يعني القصد من قولنا أن وجود هللا سبحانه و تعالى ضرورة فطرية ليس القصد أن الطفل يولد و هو يقول ال إله إال هللا أو يولد و أنه يعرف أنه ال إله إال هللا بل يولد و فيه المقومات و الملكات و المواهب و القدرات التي توصله إلى هذه الحقيقة و إلى هذا اإلستنتاج إذا األمر كما قال هللا عز و جل }و للا أ خ ر ج ك م م ن ب ط ون أ م ه ات ك م ال ت ع ل م ون ش ي ئ ا } في ذلك يقول إبن تيمية رحمه هللا )) و إذا قيل أنه ولد على فطرة اإلسالم أو خلق حنيفا و نحو ذلك ليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين - يعني اإلسالم - و يريده فاهلل تعالى يقول ( و هللا أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا (و لكن فطرته مقتضية موجبة لدين اإلسالم و لمعرفته و لمحبته فنفس الفطرة تستلزم اإلقرار بخالقه و محبته و إخالص الدين له و موجبات الفطرة و مقتضاها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت عن المعارض (( و هذا األمر نراه في المركز و في الوسط الدعوي بشكل عام أن كل الناس ممن يبحث و يستعمل األدله العقلية الصحيحة و يستعمل األدلة الفطرية الصحيحة يصل إلى اإلسالم بطبيعة الحال سواءا مهما إختلف دينه أو إختلف توجهه سواءا كان يأتي من خلفية إلحادية ال تؤمن بوجود هللا أو يأتي من خلفية مشركة أو يأتي من خلفية دين سماوي محرف فكل هذه الناس متى ما سلمت فطرتهم و متى ما سلمت مبادئ العقلية عندهم و متى ما أصبحو يفكرون خارج الصندوق أو يفكرون بالطريقة التي لم يعهد بها آباؤهم أو أجدادهم فإنهم يصلون مباشرة إلى األسالم و كم من شخص رأيناه جرب اإللحاد ثم جرب البوذية ثم جرب النصرانية ثم جرب كل األديان حتى وصل إلى أن أنتهى به المقام إلى اإلسالم كانو أشخاص ليس شخص واحد أو إثنين أو ثالثة و من جنسيات مختلفة فهذا األمر داللة واضحة على أن اإلسالم هو دين الفطرة و هو دين العقل و أنه متى ما أستخدم اإلنسان أو متى ما تعامل اإلنسان بصورة حيادية مع مقوماته العقلية مقوماته الفطرية فإنه بطبيعه الحال فإنه مباشرة يصل إلى اإلسالم. 8

75 و لكن قد تتلوث الفطرة و يقع فيها ما يحرف بسطة النظر أو ما يحرف طريقة التفكير بهذه الفطرة حينها يستدعى النظر و اإلستدالل للتذكير بالمعنى الفطري و ليس لتأسيسه بالنفس يعني المعنى الفطري في وجوده سبحانه و تعالى و وحدانيته معنا نفوس بالنفس سواء في نفس الملحد أو في نفس المشرك أو في نفس المؤمن و لكن قد يعرض هذه الفطرة إلى ما يلوثها فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه, االشخص الي في بيئة شيوعية سيكون شخص شيوعي و الشخص الذي نشأ في بيئة ملحدة سيكون ملحدا و لكن متى ما إنجلت هذا الفساد على الفطرة و متى ما رجع اإلنسان بفطرته إلى التفكسير السليم السوي فإنه سيرجع بطبيعة الحال إلى المبادئ الفطرية التي خلقه هللا عز و جل عليها من البداية و التي توصله الى اإلقرار بوجود هللا سبحانه و تعالى كخالق و رازق لهذا الكون و اإلقرار بوحدانيته سبحانه و تعالى فهذا ما يذكره القرآن و السنة فيما يخض بعض األدلة التي ذكرت في هذا الصدد. ما الذي يقوله المالحدة في هذا الجانب يعني أن اإلنسان فيه قوة فطرية تميل إلى اإلقرار بربوبية هللا سبحانه وتعالى وبأنه موجود ماذا يقول المالحدة كما تناولنا في مسألة الهمر إنه حاول إنه يرجع هذه الفطرة أو هذه الضرورة التي يجدها اإلنسان في نفسه, حاول أن يرجعها إلى جين معين من الجينات طبع ا بالكذب والتدليس لكن هناك أيض ا بعض المالحدة الذين أتحفونا صراحة بالردود على هذا األصل, ومن خالل ردودهم سيتبين لنا ع ظم الفرق بين استدالل المؤمنين على وجود هللا سبحانه وتعالى وبين استدالل الملحدين على عدم وجوده سبحانه. فعلى سبيل المثال يرى الفيلسوف األلماني فيورباخ أن اإلله مجرد اختراع بشري, خلقه البشر بسبب حاجتهم وافتقارهم إلى المواساة والسلوان في هذه الحياة يعني اإلله عنده هو مجرد اختراع بشري اخترعه البشر إلنهم يحتاجون إلى شيئ يريحهم أويواسيهم فهو باختصار تعبير عن الحاجة البشرية. طبع ا حينما نتناول هذه الثقافة سنقول إن الشعور باالفتقار إلى شيئ ال يعني أن هذا الشيئ غير موجودهو يقول إنه كان غير موجود وإن اخترعوه بسبب حاجتهم إلى الراحة أو هذه المشاعر الدينية فنقول إن االفتقارإلى الشيئ ال يعني أنه غير موجود بل العكس هو األولى واإلقرب للصواب فإن الشعور بالجوع والعطش واالفتقار إلى الطعام والشراب ال يعني أن الطعام والشراب مجرد أوهام في الذهن والبشر يخترعونها. بل الواقع يشهد بعكس ذلك فمجرد أن تكون مفتقر ا إلى شيئ فإن الواقع يقول إن هذا الشيئ يكون له وجود خارجي حقيقي في الكون وليس مجرد وجود ذهني فقط يرى الملحد األخر دانيال دينت على سبيل المثال في كتابه كسرالسحر وهو أحد الكتب التي تناولناها في المحاضرة األولى في تعريفنا باإللحاد الجديد يقول إن السمات البارزة لإلعتقاد بوجود هللا تطورت ألجل عدد من األسباب مثال نحن ربما نشأ لدينا مركز لإلله في المخ سماه) center )God بسبب نشوء جين خفي في الشريط الوراثي وهذا الجين السحرى تم الحفاظ عليه عن طريق آلية االنتخاب الطبيعي الدارويني فهو في البداية 9

76 يؤمن بهذه التفاهات والخزعبالت ويقول إن هذه هى الحقيقة ألن الناس الذين يحملون هذا الجين يعيشون حياة أفضل من الذين ال يحملونه هو ماذا يفعل : هو يكسر السحرالذي يقول في كتابه كسر السحر بخزعبالت وسحر مثله حتي دونكن نفسه لديه هذا اإلستغراب,هوالعقيدة عندهم إن التطور أو االنتخاب الطبيعي هذا عشوائي وليس له هدف وهكذا فهو يقول أن االنتخاب الطبيعي ينحي الصفات الضارة ويبقي على الصفات النافعة للنوع. فهو يقول أن الدين صفة مهلكة ومدمرة وتنم عن تخلف ورجعية فهو يستغرب يقول كيف أن الدين صفة مدمرة مهلكة للجنس البشري وأنه تم اإلبقاء عليها ضمن االنتخاب الطبيعي فسبحان هللا يناقدون أنفسهم, فأتي بمثال دوكنز يقول إن الميول البشرية الطبيعية النافعة بيولوجي ا ربما تكون قد انطلقت في اإلتجاه الخاطئ مما أدى إلى ظهور الدين أو إنه مجرد نتاج عرضي آللية التطور الدارويني ومن نفس المنطلق يقول هو إما إن اإلنتخاب الطبيعي توجه اتجاه خاطئ وهو طبع ا يناقض العقيدة التطورية بأن االنتخاب الطبيعي اليبقي إال على األصلح للوجود واألصلح للحياة واألصلح للبقاء وينحي الخطأ وينحي الضعف أو ينحي كذا فهذا يخالف عقيدتهم بصورة مباشرة أو إن الدين هذا عبارة عن منتج ثانوي جاء مع تطور الكائنات أو مع تطور البشر. طبع ا كالم دوكنز كما قال أحد الباحثين يثير العجب في ضوء اعتقاده الدارويني فالداروينية مجرد آلية مادية تعتمد على الصدفة وعدم وجود تخطيط أو غاية أو هدف فليس هناك في الداروينية صواب أو خطأ وال خير أو شر وال اتجاه صحيح وال اتجاه خاطئ بطبيعة الحال وال نتائج أساسية وال نتائج ثانوية بل المسألة كلها تدورعلى الصدفة والعشوائية. فكالمه متناقض مع الداروينية التي يؤمن بها وكتاباته األخرى التي تنفي الغاية أوالحكمة في الخلق. والنقض األهم لهذه األطروحات كلها سواء دينيت أودوكنز أوفيورباخ أو غيرهم أنهم يؤمنون فقط بالعلم وبالمنهج التجريبي وباألدلة التجريبة وهذه الدعاوى كلها ال تقوم ال على علم وال على منهج تجريبي وال على إثبات هذه الدعاوى على أرض الواقع بل هم يقولون ربما يقولون جين خفى يقولون جين سحري يقولون كذا يقولون كذا, هذا يناقض أصال عقيدتهم في االكتفاء بالعلم كمصدر تجريبي وحيد للمعرفة ويبنون معتقدهم على هذه األصول المتعارضة والمتناقضة. طيب فهذه الدعاوى كلها بغض النظر عن السذاجة الواضحة بأن هناك جين خفي يقوم بعمل كذا, وهذا الجين الخفي اختفى أو اختبأ في ذروة االنتخاب الطبيعي أو أنه جين سحري أو أنه جاء بطريق الخطأ أو أنه كذا أو أنه كذا فكل هذه دعاوى سخيفة وما يزيد على أنها سخيفة هى أنها تفتقر إلى دليل,أو أنها تفتقر إلى علم محسوس كما يدعون وبذلك تكون غير صحيحة من ناحية ومناقضة لمنهجهم هم من ناحية أخرى. فال يمكن عقال االستدالل بهذه السخافات على أن الفطرة أو ما يجده المرأ من المكون الفطري في اإليمان باهلل سبحانه وتعالى شيئ مادى أوشيئ طبيعي وهم بطبيعة الحال يقرون بهذه الفطرة يعني يقرون بهذه الفطرة نحو التدين ونحو االعتراف بوجود هللا ونحو الخضوع هلل واالستسالم هلل سبحانه وتعالى يقرون بأنها موجودة في األمم كلها وفي الشعوب كلها ولعلنا تناولنا مقولة المؤرخ اإلغريقي الشهيرأني مررت بمدن ليس فيها مدارس ومررت بمدن ليس فيها حكام ومدن ليس فيها كذا وليس فيها كذا ولكني لم أمر بمدينة ليس فيها معبد, بمعنى أن هذه الفطرة مركوزة في كافة األمم منذ بداية التاريخ. 10

77 ومما يجمع المبدأ العقلي أو اإليمان باهلل سبحانه وتعالى أصل عقلي وأصل فطري ما ذكرته أستاذة الطب النفسي لألطفال) أليسون جون بيك ) تقول" إن الطفل في استكشافه للعالم من حوله وسعيه الكتساب اللغة والمعارف يتصرف تمام ا كالعالم في مختبره فهو يضع الفرضيات ويختبرها ويستبعد النتائج غير المفيدة أو المتناقضة وفي هذا دليل على أن الطفل لديه بنية عقلية داخلية قادرة على تحليل معطيات البيئة المحيطة واستنباط المعلومات منها وأن لديه قواعد اولية للفكر والنظر واستيعاب البيانات والمعلومات لم يكتسبها بعد الوالدة وإنما هى مغروسة فيه منذ البداية ويتم تشغيلها وتفعيلها بعد والدته واحتكاكه بالعالم الخارجي "وهذاعين ما نقصده بأوليات العقل أو المبادئ األولية أو الضرورية. ووجود هذه المبادئ العقلية يدفعنا للسؤال عن موجدها, من أوجد هذه المبادئ العقلية ومن فطر الناس على هذه المبادئ العقلية الضرورية بل األمر يتعدى مجرد الطفل فاإلخوة األطباء يعرفون ما يحصل للجنين إن الجنين يكيف نفسه وأن هناك جسد األم مع الجنين يكيف نفسه بطريقة تحافظ على حياته وتحافظ على استمرار نموه بصورة ال دخل له فيها وال دخل لجسد األم فيها وإنما هذه الخلقة التي خلق هللا سبحانه وتعالى الناس عليها فهذه الفطرة إنما هى إلصالح الناس وغيرهم والحيوانات وهذه الكائنات المختلفة والمخلوقات المختلفة إلى ما فيه معاشهم ومعادهم. كيف نختبر صدق الفطرة يجيب مؤلف كتاب اإللحاد للمبتدئين أن اختبار صدق الفطرة يكون في استعمالها واختبارها والتأكد من صحتها وصالحيتها, فالعقل عندما يستعمل البديهيات في إصدار األحكام العقلية يدرك صدق أحكامه وأن الثالثة أصغر من العشرة في الواقع كما هى في العقل. يعني في واقع األمر أو في الواقع المادي حينما يقول العقل إن الثالثة أقل من العشرة هنا مبدأ عقلي يعني قبل أن أرى إن الثالثة أقل من العشرة أو األربع أقل من العشرة هى قضية واضحة في العقل ألن هذه أقل من ذاك فإذا رآها في الطبيعة فإنه يوقن بصحة المقدمات العقلية التي استنتج بها أن الثالثة أقل من العشرة وأيض ا صدق هذا األمر يحدث أيض ا إذا تناولنا األمر خارج نطاق اإلنسان يعني إذا افترضنا أن اإلنسان, ما في إنسان على وجه األرض ستظل الثالثة أقل من العشرة وسيظل الجزء أقل من الكل فهذا مبدأ عقلي طبيعي فطري ال يمت لبحث اإلنسان واالستنتاج والدراسة بصلة وإنما هو مبدأ طبيعي فطري في الكون سواء وجد اإلنسان أو لم يوجد المبدأ باق وصحيح. فهو يقول إن الداللة على صدق هذه األمور هى بتحققها في أرض الواقع وأنه كما تفكر بأن الجزء أقل من الكل وأن النقيضين ال يجتمعان وال يرتفعان ويرى في الواقع المشاهد ما يعادل ذلك فإنه يصل إلى يقين بصدق هذه المبادئ الفطرية والمبادئ العقلية المختلفة. ونفس المسألة في الغرائز. وسنتناول إن شاء هللا الغريزة كأصل من األصول التي يبنى عليها األدلة على اإليمان باهلل سبحانه وتعالى ولكن هنا باختصار نقول كيف نصل بالفطرة أو بالغريزة إلى أنها صادقة وحقيقية بتطبيقها وتفعيلها واختبار نتائجها ودالالتها على أرض الواقع وذكر مثال بالرضيع فهويقول إن األفعال الغريزية في اإلنسان هى ردود األفعال البدائية الموجودة في حديثي الوالدة على سبيل المثال فهو يدرج هذا المثال بالغريزة في األفعال الموجودة في حديثي الوالدة أو ما يسمونها ب) newborn 11

78 ) reflexes يقول ومن أشهرها عند علماء طب األطفال هو باسم رد فعل التقام الحلمة وهو التفات الطفل حديث الوالدة بفمه ووجهه عندما يلمس أحدهم خده وهذا الفعل غريزة بدائية يولد بها الطفل تساعده في العثور على ثدى أمه والتقاطه وأشهر من هذا ما يعرف باسم رد فعل الرضاعة reflex( sucking (وهو قيام الطفل بممارسة فعل المص والرضاعة عندما يوضع أى شيئ في فمه وهو أيض ا فعل غريزي فائدته حصول الطفل على اللبن عندما يوضع الثدى في فمه فهذه األفعال الغريزية عند استخدامها وتطبيقها تخدم الكائن الحى بشكل ال تستقيم الحياة بدونه وإال فكيف يعيش الوليد دون رضاعة. وفي هذا السياق وفي هذا المعنى أيض ا ذكر العلماء في تفسير قوله تعالى }الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى{أن معنى هدى هو الهداية الغريزية الفطرية التي ركبها هللا في المخلوقات وهو نظير قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السالم }قال ربنا الذي أعطى كل شيئ خلقه ثم هدى{ فإعطاء الخلق يعني إيجاده من العدم أو إيجاده لكى يكون في ضمن الموجودات. ( ثم هدى ) هى التعليم والداللة على سبل بقائه وما يحفظه فإن اآلية شاملة لهداية الحيوان كله كما يقول ابن القيم رحمه هللا لهداية الحيوان كله ناطقه وبهيمه وطيره ودوابه فصيحه وأعجميه فيظهر مما سبق مصداقية ووثوقية الفطرةعند التعامل و التفاعل مع العالم الخارجي وأنها ال تخبر عن أوهام أو ضالالت كما يدعي المالحدة وبالتالي فهى محل ثقة في جميع مفرداتها يعني مفردات الفطرة وأهمها هى فطرة اإليمان باهلل عز وجل واالفتقار إليه سبحانه وتعالى. األصل الثالث من األصول التي يبنى عليها اإليمان باهلل عز وجل أن اإليمان باهلل ضرورة معرفية أو علمية بمعنى أن المعرفة اإلنسانية ال يمكن أن يقوم لها نظام وال يستقيم لها قانون وال يصلح لها حال وال ينضبط لها استدالل إال مع اإليمان باهلل عز وجل فال أحد من العقالء يعارض في أن الحياة اإلنسانية ال تنتظم وال تستقيم إال بالمعرفة الصحيحة المنضبطة في تصوراتها وومنهج البحث واالستدالل فيها ومتى ما وقع الخلل في التصورات المتعلقة بالمعرفة أو في مسالك االستدالل ستفسد الحياة اإلنسانية المحالة ويعتريها الشك واالضطراب وستفسد جميع التعامالت الحياتية وإذا ثبت أهمية انضباط المعرفة اإلنسانية وضرورة اتساق مسالك االستدالل فيها فإن ذلك ال يتحقق إال بوجود الضرورات العقلية وسالمتها من الخدش واالضطراب فإن فسدت تلك المبادئ أو اضطربت فسيدخل الخلل في المعارف النظرية ويدخلها الفساد فاألصل المعرفي الذي يقوم عليه اإليمان بوجود هللا سبحانه وتعالى هو أنه بدون اإليمان بالمقدمات العقلية التي تناولناها ال يصح علم بحال من األحوال كل العلوم النظرية يعني تناولنا في مصادر المعرفة أن العلوم النظرية هي العلوم التي تنتج عن نظر واستدالل والعلوم الضرورية هى العلوم التي يصل إليها المرأ بدون نظر وال استدالل يعني أنه موجود يعني الشيخ عبد الحكيم موجود هل نحتاج إثبات أن الشيخ عبد الحكيم موجود أو بحث في أن الشيخ عبد الحكيم موجود ال هو موجود ال تحتاج هذا العلم ال يحتاج إلى نظر وال استدالل بوجود الشيخ عبد الحكيم بالفعل. 12

79 لكن هناك من العلوم ما يحتاج إلى نظر واستدالل, الفرق بين مثال الحديث القدسي والحديث النبوي يحتاج إلى نظر واستدالل حتى نتبين الفرق فهذا معلوم ضرورة وهذا معلوم بعد نظر واستدالل فاألصل هنا أن اإليمان باهلل ضرورة معرفية يعني أنه ال بد أن يكون هناك قاعدة من العلوم المطلقة الضرورية التي ال تحتاج إلى نظر واستدالل بحيث كل العلوم التي تبحث عن نظر واستدالل أو تعتمد على النظر واالستدالل ترجع إلى هذه المقدمات النظرية أو المقدمات الضرورية يعني مثال 1+1=2 هذا علم ضروري 2=1+1 ال يحتاج إلى إثبات. من يحاول إثبات أن 1+1=2 فهو يحتاج إلى تصحيح نظره في المعرفة وأن هناك من المعرفة ما هى ضرورية ال تحتاج إلى إثبات وهناك معرفة استداللية تحتاج إلى نظر وإثبات فهنا نستطيع االستخالص أو الخلوص بأن وجود تقسيم المعرفةإ لى معرفة نظرية وإلى معرفة ضرورية يحيلنا بطبيعة الحال إلى المسألة المهمة وهى وجود المطلقات بأن هناك حقائق مطلقة في الكون وهى إن 1+1=2 هذه حقيقة مطلقة بدون اإلنسان مع اإلنسان 1+1=2 حقيقة مطلقة يسمون هذه الحقيقة المطلقة عند المالحدة بشكل عام ال يوجد مطلق على اإلطالق. يعني ال يوجد مطلق كل المعارف نسبية, كل المعارف نظرية واستداللية فهذا هو موطن الخلل الناشئ من التيه الذي يحصل لبعض المتأثرين بهم أو المالحدة أنفسهم.فهناك من العلوم ما هو حقائق مطلقة ترجع إليها كل الحقائق األخرى. طيب مسألة وجود المطلق معناه وجود اإلله لماذا ألن اإلله هو المطلق هللا سبحانه وتعالى هو المطلق الوحيد في هذا الكون كل ما عداه ليس مطلق ا. فاهلل سبحانه وتعالى هو المطلق وهو الذي أوجد هذه الحقائق المطلقة وبدون اإليمان باهلل عز وجل ال يوجد أبد ا حقيقة مطلقة بل كل الحقائق نسبية وتختلف من شخص إلى آخر ومن عقل إلى آخر ومن طريقة أومنهجية إلى طريقة أخرى وهكذا فثبت من هذا أن اإليمان بوجود هللا سبحانه وتعالى وبخلقه للكون هو األساس األول الذي تقوم عليه المعرفة اإلنسانية بشكل عام وهو الضمانة التي ال استقرار للنظام المعرفى وال انضباط له إال بوجودها وال يمكن للمرأ أن يسلم من التناقض المعرفي إال به إال باإليمان باهلل عز وجل وبتقسيم هذه المعارف إلى معارف ضرورية ومعارف نظرية وما إلى ذلك العلم التجريبي يقوم على النظر واالستدالل والبحث والتجارب وما إلى ذلك لكن العلم الضروري ال يقوم على نظر وال بحث وال استدالل. األصل الرابع من أصول اإليمان باهلل عز وجل أو األصول التي تقوم عليها األدلة على اإليمان باهلل عز وجل: هو أنه ضرورة نفسية. ما معنى أن اإليمان باهلل ضرورة نفسية يعني أن اإلنسان ال يمكن أن تستقر نفسه وتهدأ روحه إال مع اإليمان بوجود هللا سبحانه وتعالى األول الذي الشيئ قبله واآلخر الذي ال شيئ بعده ويضرب العلماء أمثلة منطقية على هذا األمر لسنا بحاجة إلى ذكرها لكن كما يقول ابن تيمية رحمه هللا إذا كان البد لإلنسان من مراد لنفسه فهذا هو اإلله الذي يألهه القلب فإذ ا ال بد لكل عبد من إله, فع لم أن العبد مفطور على أن يحب إلهه البد لكل عبد من إله. شيخ اإلسالم يشرح هذا األصل ويقول "إن النفس اإلنسانية البد أن تكون مريدة وقاصدة اليوجد أحد على اإلطالق ال يخلو من إرادة أو ال يخلو من قصد, فإما أن تكون اإلرادة لشيئ مفتقر لذاته أو مفتقر إلى غيره 13

80 وإما أن تكون اإلرادة أو القصد أو التوجه إلى شيئ غير مفتقر لغيره أو غنى بذاته ". فإذا كان اإلنسان مريد ا أو قاصد ا لشيئ غير مفتقر لذاته يعني يحتاج إلى غيره في إيجاده فإنه سيصير مفتقر ا إلى غيره وهذا سيصير مفتقر ا إلى غيره وهذا سيصير مفتقر ا إلى غيره واإلنسان سيمشي تبع ا فإنه سيقصد هذا ثم يقصد هذا ثم يقصد هذا إلى ماال نهاية إذا لم يوجد شيئ غنى بذاته فإذا وصل اإلنسان إلى معرفة هللا سبحانه وتعالى وأنه هو الغني بذاته وأنه هو الذي يقصد لذاته وأنه هو الموجود لذاته الذي أوجد كل الكائنات األخرى فإنه يصل إلى نهاية رحلة القصد واإلرادة فباإليمان باهلل سبحانه وتعالى يدرك اإلنسان نهاية قصده وإرادته ويصل اإلنسان إلى مرحلة السالم النفسي أو الطمأنينة النفسية التي يجدها كل المؤمنون وبغير اإليمان باهلل -عزوجل - تتشعب إرادة االنسان وقصده إلى عدد ال نهائي من المرادات التي تنتهي إذا أراد المال وإذا أراد النساء وإذا أراد الدنيا أو المنصب أو العلم أو التفوق العلمي كل هذه األمور تنتهي وجودها يفتقر إلى موجد أو يحتاج إلى غيرها لكن اإلنسان الذي وصل باعتقاده إلى وجود هللا عزوجل- وأراد هللا سبحانه وتعالى وقصد هللا سبحانه وتعالى فإنه يصل إلى هذا السكون والسالم النفسي وفي القصد واإلرادة ولذلك نجد الفرق الشاسع بين عدد حاالت االنتحار بين المؤمنين وبين المالحدة فإذا تناولت إحصاءات- وسبق أن تناولناها في دورة سابقة أن الدول الملحدة ( وأ التي يغلب على شعبها التوجه اإللحادي ) سنجدها االعلى في نسب االنتحار بداية من الدول األسكندنافية التي تعتبر أفضل الدول من ناحية المعيشة المادية أو الرفاهية وكذلك اليابان والصين وكل الدول ذات التوجه اإللحادي سواء كان غربي مادي أو شرقي شيوعي. فكل هذه األمور توضح أن اإليمان باهلل سبحانه وتعالى نفسه وتطمئن بها. ضرورة نفسية لإلنسان تسعد بها األصل الخامس أن اإليمان باهلل عزوجل-. ضرورة أخالقية واجتماعية ومعنى ذلك أن الناس ال يمكن أن يقيموا ألنفسهم نظاما أخالقيا صالحا لضبط السلوك اإلنساني وتسهيل حياتهم في األرض إال مع اإليمان بوجود هللا سبحانه وتعالى فال أحد من العقالء يعارض في أن األخالق مكون ضروري من مكونات الحياة اإلنسانية وأنه ال يمكن أن تقوم الحياة وال تستقيم مسيرتها إال باألخالق الصالحة فاإلنسان هو الحيوان الوحيد -إن صح تعبير الحيوان- الذي يملك نظاما كامال وواضحا عن األخالق بل إن أقوى ما يتميز به اإلنسان عن البهيمة مبدأ طلب الصالح ( أي يريد أن يكون صالحا ) والبحث عن الكمال واالستقامة وذلك كله إنما يكون باإلفعال األخالقية. 14

81 سؤال : هل األخالق مطلقة أم نسبية الجواب :- أيضا هذه المسألة ترجعنا إلى مسألة وجود حقائق مطلقة فعلى سبيل المثال هناك من األخالق ماهو مطلق وهو أصول األخالق وهناك ما هو نسبي وهو الذي ال تنخرم به عادة المجتمع فهذا نسبي فمثال : قد يكون في عرف مجتمع ما أن األكل في األسواق خطأ من الناحية اإلخالقية )غير خلقي ) وقد يكون في عرف مجتمع آخر أنه ال بأس به لكن عندما نتكلم عن أصول األخالق فإنها مطلقة أي إما أن تكون صالحة في كل حال أو أن تكون فاسدة في كل حال مثل الصدق والكذب فالصدق صالح في كل حال والكذب فاسد في كل حال أيضا مبدأ الحفاظ على الحياة وإهدار الحياة فالحفاظ على الحياة صالح في كل حال وإهدارها فاسد في كل حال. وأيضا عندما تعرفنا على التخبط الذي يعيشه الملحدون في مسألة األخالق سنجد مصائب فمثال ليس لديهم مانع من زنا المحارم - والعياذ باهلل حتى في مناظرة شهيرة بين حمزة استوس و رونالس كالوس عندما سأله لماذا نعتقد أن زنا المحارم خطأ فقال له : أنا ال أعتقد أن زنا المحارم خطأ!! فهذا انتكاس وتغير في الفطرة ونتيجة لفساد هذا المبدأ االخالقي. فوجود هللا سبحانه وتعالى ضمان ألخالق الناس بشكل خاص وضمان ألخالق المجتمعات اإلنسانية والمجتمعات بشكل عام لكن عندما ننتقل من هذا الضمان إلى كون أن األخالق كلها نسبية فهم ال يمانعون من زنا المحارم وال يمانعون قتل األطفال أو اغتصابهم فكل هذه األمور عندما تقول لهم أنها خطأ في كل حال من األحوال يقولون ال هذا وفق أعراف المجتمع واجتماع الناس على ذلك فإذا اجتمعوا أنه جيد يكون كذلك من أجل ذلك أباحوا في هذه الدول اللواط وغيرها من األمور التي تأنفها الفطرة والخلق السليم. للكون ووبين وجود خالق بين ما يقوم عليه اإليمان بوجود إله وهذا من أهم األمور الفارقة قوانين أخالقية مطلقة سواء كانت صالحة أو فاسدة وبين النظرة اإللحادية التي ال ترى أي مبدأ يقوم على أساس أخالقي بحت فاإليمان باهلل-عزوجل- على اإلطالق أو أي قيمة أخالقية مطلقة نظام أخالقي متكامل يصلح الفرد ال يوجد قيمة أخالقية وال يوجد -عزوجل- فبدون اإليمان باهلل والمجتمع. وبطبيعة الحال سيتحول المجتمع البشري إلى غيره من المجتمعات الحيوانات المختلفة بل أن بعض المجتمعات الحيوانية ذات أخالق لكن مجتمع المالحدة من الناحية النظرية ليس فيه أخالق مطلقة على اإلطالق. أي 15

82 األصل السادس أن هللا عزوجل متصف بالكمال المطلق. معناه أن المؤمن كما أنه يؤمن بأن هللا موجود وأنه خالق للكون فإنه أيضا يؤمن بأن هللا متصف بالكمال المطلق الذي ال نقص فيه بوجه من الوجوه فالمؤمن يعلم أن سبحانه وتعالى بل الثابت هلل أقصى ما يمكن من الكمال وهناك تالزم بين اإليمان بوجود الكمال ثابت هلل بوجود هللا يلزمه أن يؤمن من آمن فكل هللا وبين اإليمان بثبوت الكمال المطلق هلل عزوجل ال يختلف عن شعوره بالكمال المطلق له وشعور المؤمن بثبوت الكمال المطلق هلل عزوجل وربوبيته للكون فهما متالزمان في العقل والفطرة يقول ابن بوجود هللا سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى مستقر في فطر الناس تيمية رحمه هللا )) هذا المعنى أي ثبوت الكمال هلل بل هم مفطورون عليه فكما أنهم مفطورون على اإلقرار بالخالق عزوجل فإنهم مفطورون على أنه أجل وأكبر وأعلى وأعلم وأعظم وأكمل من كل شيء((. ومع إيمان المؤمنين بثبوت الكمال المطلق هلل عزوجل فإنهم يؤمنون أيضا بأن الكمال الذي الممتنع فليس من الكمال االتصاف به فإنه في الحقيقة ليس بشيء يجب هو الكمال الممكن وأما وهذه سوف يتم تناولها بالتفصيل في وال يمكن تحققه في الواقع فعدم وجوده ليس نقص ا هل يستطيع هللا أن يستطيع حملها أو شبهات المالحدة )مثال :- هل يستطيع هللا أن يخلق صخرة ال محور الرد عليهم بأن يخلق نفسه( وغيرها من الشبهات واألسئلة المضللة فهذه النقطة هي أما الكمال المستحيل الممتنع الذي يناقض أصال الممكن هلل سبحانه وتعالى الكمال هو الكمال نقصا وال يعتبر أنه هو الخالق الرازق فإنه ال يعتبر أصال كماال صفات هللا صفات اإللهية و عدم وجوده. فالمؤمن ال ينظر إلى الكمال اإللهي إال بمنظار التظافر بين صفات الكمال كلها بخالف غيره من الناقدين لألديان فإنهم لم يدركوا هذه الحقيقة فأخذوا ينظرون إلى الكمال اإللهي بنظرة متفرقة وبنظرة منفصلة بين صفات الكمال فوقعوا في مشكالت معرفية كثيرة فمثال تناولنا في شرح كتاب اإللحاد للمبتدئين أنه من ضمن الشبهات التي أثارها دوكنز تعارض كمال القدرة مع كمال اإلرادة فهذا هو الذي أوقعه في هذا التناقض والخلل المعرفي فهو نظر لصفات الكمال بصورة منفصلة ولم ينظر إليها بصورة مجتمعة. 16

83 األصل السابع : الكمال اإللهي يستحيل على المخلوق اإلحاطة به. ومعنى هذا األصل أن المؤمنين مع إيمانهم بثبوت الكمال المطلق هلل عزوجل فأنهم يؤمنون بأنه يتعذر عليهم اإلحاطة بخالقهم من كمال وجالل وإيمانهم بهذه الحقيقة ليست قضية عاطفية أو تسليمية وإنما هو قائم على أصول وجودية عقلية يقينية توجب عليهم اإلقرار بالعجز ولم عن العلم بكمال هللا وقدرته ومن تلك األصول أنهم لم يدركوا ذات هللا سبحانه وتعالى بأن يحيطوا بها علما! والثاني أنهم لم يستطيعوا إدراك تفاصيل الكون لهم يعرفوا حقيقتها فكيف فالكون خلق من خلق هللا عزوجل فكيف يحيطون بخالقه وهناك العديد من المقوالت للعلماء التجريبين وغيرهم على أن ما اكتشف من الكون مازال جزءا ضئيال جدا جدا جدا من الكون تمثل 90 %إلى % 95 من مادة الكون وهي غير كله كما يسمونه في بالمادة المظلمة وهي منظورة وغير مرئية فإذا عجز الناس عن اإلحاطة بالكون فكيف يمكنهم أن يحيطوا بالخالق سبحانه وتعالى وأن يحيطوا بكماله وجالله. وأن من التخصصات في كل العلوم بل وأيضا أن الشخص ال يحيط بكل العلوم اإلنسانية آراء المتخصصين في العلوم التي لم يتخصص فيها فإنه مثال يعتمد على يعتمد على اإلنسان لم يكن مهندسا ويعتمد على إذا لم يكن طبيبا ويعتمد على رأي المهندس إذا رأي الطبيب رأي الفقيه إذا لم يكن فقيها وهكذا حتى أنه ضمن التخصص الواحد هناك تخصصات متشعبة ال تنتهي فمثال في الطب هناك العديد من التخصصات التي ال تنتهي فإذا كان باهلل سبحانه وتعالى الذي أحاط فما بالك اإلنسان ال يحيط علما بتخصصات التخصصات بكل شيء علما. فهذه األصول السبعة من األصول التي يقوم عليها اإليمان باهلل عزوجل من أهم األصول الكلية اإليمانية التي يقوم عليها اإليمان بوجود هللا والتصديق بكماله المطلق ويستند إليها خضوع المؤمن لربه وبظهورها ينجلي بأن اإليمان باهلل سبحانه وتعالى ليس تصديقا قلبيا مجردا وال هو مجرد عاطفة وإنما هو رؤية واضحة متكاملة قائمة على أصول عقلية وفطرية قطعية بينة وال يحق ألحد أن يعترض على إيمان المؤمنين بربهم أن يغفل عن تلك األصول أو يتعامى عنها ويجب على كل مؤمن يقصد إلى محاورة الناقدين لألديان استحضار هذه األصول وإظهارها وبيان مستنداتها في كل مراحل الحوار ومشاهده فظهورها كفيل بحل المشكالت الكثيرة التي يوردها الناقدون وفك الشبهات العديدة التي يتمسكون بها. وبهذا يتأكد أن اإليمان باهلل عزوجل ليس مجرد قضية عاطفية نفسية وإنما قضية عقلية وفطرية تقوم على أسس ضرورية ويقينية عند المؤمنين باهلل سبحانه وتعالى. 17

84 سؤال : من عليه عبء اإلثبات هل هو المؤمن أم الكافر بعد المرور بكل هذه المقدمات الضرورية والمبادئ واألصول الضرورية المختلفة فإنه يتضح لنا أن اإليمان بوجود هللا عزوجل فطرة ال ينفك عنها إنسان باعتراف المالحدة أنفسهم وهذا اإليمان مثبت بناءا على ما هو موجود في الواقع وأما الملحد الذي ينفي هذا فإنه هو المطالب بالدليل على نفي كل هذه األدلة والشواهد التي تثبت اإليمان باهلل عزوجل فمن هذه الناحية الملحد هو المطالب بالدليل ولن يستطيع بحال من األحوال أن يأتي به واألمر الثاني أنه قد يكون على المؤمن عبء اإلثبات إذا كان من يحاوره متشكك أو ملحد عنده في هذه المبادئ العقلية أو المنطقية الضرورية التي تناولناها فعندها خلل خلل في الفطرة أو يستدل المؤمن بأنواع األدلة المختلفة وتأسيس األصول المختلفة على اإليمان باهلل سبحانه وجود هللا سندخل في تفاصيل األدلة على وتعالى وفي المحاضرة القادمة - إن شاء هللا - عزوجل سواء تتعلق بالفطرة أو بالعقل. 18

85 Fourth Quiz (DWTPOL) Believe in God is an emotional issue that should not be 1 based on reason اإليمان باهلل قضية عاطفية ال ينبغي أن تبنى على أدلة عقلية Yes No One of the most powerful mental principles to prove the -2 existence of God is أحد أهم املبادئ العقلية إلثبات وجود اهلل هو مبدأ السببية Causality قانون الجاذبيةGravity املبادئ األخالقية Morals رد فعل الرضاعةReversal Sucking 3- Atheists and theists agree on the natural religious feelings of human beings, yet the atheists, falsely, refers these feelings يتفق امللحدون واملؤمنون على فطرية معرفة اهلل والخضوع له لدى البشر ولكنto املالحدة يحاولون زور ا إلصاق هذه الفطرة بنظريات مادية مثل الجني اإللهي لدين هامرHamer God Gene, Dean مركز اإلله لدانيل دينيتDennet God Center, Daniel التطور الخاطp لدوكنزDakins Wrong way of Natural Selection, جميع اإلجابات صحيحةcorrect All answers are The Fitrah in the religious texts upon which all people are -4 born is الفطرة في املفهوم الديني أن كل البشر يولدون The knowledge of the prophethood of Muhammad peace be - upon him باإلقرار بنبوة محمد صلى اهلل عليه وسلم The knowledge and comparison between atheism and بمعرفة املقارنة بني اإليمان بوجود اهلل واإللحادtheism The ability and power to reach the conclusion of Allah s بالقدرة واألهلية علىinvestigation existence and Oneness after التفكر والوصول إلى وجود اهلل ووحدانيته عند البحث الصحيح The inability to reach the conclusion of Allah s existence and بعدم القدرة واألهلية على التفكر والوصولinvestigation Oneness after إلى وجود اهلل ووحدانيته عند البحث الصحيح 5 Among the foundations of believing in God s existence are أحد األصول التي يبنى عليها اإليمان بوجود اهلل هي Moral, epistemological and psychological necessity الضرورات األخالقية واملعرفية والنفسيةfoundations

86 الضرورات العقليةfoundations Mental and innate (natural or Fitrah) والفطرية الضرورات الثقافية واللغات Cultures and languages foundations أ و ب معا A & B

87 المحاضرة السادسة 1

88 األدلة على وجود هللا(دليل الخلق واإليجاد (الدليل الكوني السالم على و الصالة و الحمدهلل و بسم هللا رسول هللا ﷺ مرحبا باإلخوة اإلخوات و المحاضرة في األفاضل محاضرات من السادسة دورة حوار مع المنطق أهل المقدمة :- في هذه المحاضرة إن شاء هللا سنتناول ببعض التفصيل دليل من األدلة على وجود هللا سبحانه و تعالى و بعض الشبهات االتي تصادفها و كيفية إثبات هذا الدليل أيضا من الناحية المنطقية و من الناحية العلمبة. أفضل و أكثر دليلين إنتشارا على وجود هللا في السابق في الحاضر هما دليل الخلق و اإليجاد و الدليل الكوني و الدليل اآلخر هو دليل الضبط و اإلحكام و هو الدليل الذي يطرح نفسه بقوة في ظل التقدم العلمي الواضح و نلتقط الخيط من المحاضرة الماضية و هي نقطة كنا تناولناها هل المؤمن هو الذي عليه عبء الدليل أو عبء االستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى أو الملحد هو من عليه عبء االستدالل على عدم وجود هللا سبحانه و تعالى و بعد أن تناولنا في المحاضرة الماضية بعض األسس أو األصول التي يقوم عليها اإليمان باهلل و ان هذه األسس أو األصول فطرية طبيعية تولد مع اإلنسان فاستخلصنا في النهاية أن الملحد هو من عليه عبء اثبات عدم وجود هللا سبحانه و تعالى و عبء دفع هذه الضرورات العقلية و المنطقية التي يولد بها كل البشر. في هذه المحاضرة إن شاء هللا سنتناول بعض المقدمات أو بعض األسئلة حول األدلة العقلية أو األدلة المنطقية على وجود هللا سبحانه و تعالى مثل ما هي األدلة العقلية على وجود هللا سبحانه و تعالى و المنطقية أو الفطرية على وجود هللا سبحانه و تعالى و متى يمكن ان نستخدم هذا األدلة هل يمكننا أن نستخدمها إبتداءا أم ال ثم تفصيل الكالم في دليل الخلق و اإليجاد و نبين محور هذا الدليل أو المقدمات التي يبنى عليها هذا الدليل و النتيجة و كيف المالحدة اخترعوا بعض األمور التي يردون بها على هذا الدليل كما سيتبين إن شاء هللا أنها كلها أدلة متهافتة في وجه هذا الدليل الفطري والعقلي السليم. 2

89 في البداية هل يمكننا إستخدام أدلة عقلية أو أدلة منطقية على وجود هللا سبحانه للناس في ذلك رأيان : تعالى و الرأي األول أننا ال نجوز أن نستخدم أدلة عقلية أو أدلة فلسفية أو أدلة منطقية على وجود هللا سبحانه و تعالى ألنها بالفعل جليلة و فطرة مركوزة في اإلنسان و ال تحتاج إلى اإلستدالل و لكن كما هو شائع في هذا العصر و العصور السالفة قد يحصل لها إنحالل أو إنتكاس فتحتاج إلى ما يرشدها أو يذكرها بهذه األدلة الفطرية أو بهذا األصل الذي يبنبي عليه المؤمنون إيمانهم فاإلحتياج الى هذه األدلة كما سنتناول إن شاء هللا يكون في مناطق معينة أو في نطاقات محددة. لكن هل كل األدلة على وجود هللا سبحانه و تعالى صحيحة يعني المؤمنون باهلل سبحانه و تعالى في الماضي و الحاضر إستدلوا بأدلة ال تحصى على وجود هللا سبحانه و تعالى فهو كل هذه األدلة صحيحة و الجواب ال فإن بعضها صحيح المقدمات صحيح النتائج و بعضها ضعيف إما ضعف في المقدمة أو ضعف في اإلستدالل األدلة هذه تنوعت تنوعا كبيرا فمنها ما هو صادق و صحيح و يقيني و منه ما يمكن دحضه و يمكن رده و المالحدة إستغلوا هذا الجانب كما تناولنا سابقا في المحاضرة السابقة ألنهم وجهوا نقدهم إلى األدلة التي فيها ضعف أو األدلة التي يمكن ردها وغطوها وحملو كل األدلة الباقية على ذلك عني إختاروا دليال ضعيفا وردوا عليه و قالو إذا ال يوجد إله و المؤمنون ليس لهم أدلة قوية وما إلى ذلك. و هنا نقطة في غاية األهمية و هي إرشاد المؤمنون أنهم عندما يستدلون فإن عليهم التنبه و عليهم البحث الدقيق و الصحيح إلعطاء مقدمة صحيحة للدليل لعمل منهجية سليمة لهذه المقدمات ثم الخلوص إلى النتيجة اليقينية التي يؤمن بها الكل و هو وجود هللا سبحانه و تعالى فهنا حتى ال نقع في مثل هذه العثرات بين األدلة او رد المالحدة و أدلة الملحدين فينبغي على المؤمن إذا إستدل أن يستدل بدليل صحيح ذو مقدمات صحيح المنهجية و صحيح النتيجة كما تناوانا متى يمكننا إستخدام األدلة على وجود هللا سبحانه و تعالى بمعنى أننا في دورة حوار مع أهل المنطق أو دورة إعداد دعاة أو دورة إعداد محاورين للمالحدة أو حتى لتثبيت اإليمان في قلوبنا. متى يمكننا أستخدام هذه األدلة هل علينا الذهاب إلى العامي في الشارع أو للشخص الذي على فطرته و أصليته و نقول ال بد من أن تعرف دليل كذاعلى وجود هللا سبحانه و تعالى و أن المقدمة كذا و النتيجة كذا أم أن اإلستخدام لهذه األدلة يكون في نطاقات محصورة 3

90 إستخدام هذه األدلة كما يفهم من كالم شيخ اإلسالم و كما يفهم من كالم أهل العلم عامة أنه محصور و ليس عام بمعنى أننا ينبغي علينا اإلستحضار أن قضية وجود هللا قضية فطرية ال تحتاج إلى إقامة دليل و لكن يمكننا إستخدام هذه األدلة عند : واحد اثنين ثالثة و أربعة فأول مواطن إستخدام األدلة هي في ثثبيت المؤمن الذي عرض نفسه لهذه الشكوك أو لهذه المعارف التي يلقيها المالحدة. يقول شيخ االسالم :"المعرفة معرفة هللا سبحانه و تعالى و ما يشابهها من المعارف الضرورية يقول المعرفة و إن كانت ضرورية في حق أهل الفطرة السليمة فكثير من الناس يحتاج فيها إلى النظر و اإلنسان قد يستغني عنه في حال و يحتاج إليه في حال" لهذا نحن عندما نسوق األدلة العقلية على وجود هللا فنحن ال نفعل ذلك إعتقادا منا بأنها المسلك األفضل فضال عن أنه الوحيد بل ألنه يناسب نوعية معينة من الناس و من أمثلة هذه النوعية الشاب أو الفتاة الذي يأتيه المالحدة بإشكاالت و اعتراضات على مسألة وجود هللا و هو ينكر كالمهم بقلبه و فطرته و لكنه ال يستطيع اإلجابة عن إعتراضاتهم بالعقلية و تزداد المسأله سوءا عندما يعايره المالحدة بأنه مؤمن إيمانا قلبيا أعمى دون سند أو برهان من العقل فيحتاج هذا الشخص حينئذ لمن يسرد له البراهين العقلية على وجود هللا سبحانه و تعالى و كيف يرد العقل و المنطق على كل اإلشكاالت و اإلعتراضات في هذه المسائل حتى يثبت قلبه على اإليمان و يكون على بصيرة مثل هذا الشخص على دراسة األدلة العقلية و إلى تبيين األدلة العقلية على وجود هللا سبحانه و تعالى له. أيضا من ضمن المناطق التي نبرز فيها هذه األدلة أو يستحسن فيها إبراز هذه األدلة هي عند مناظرة الملحد أو عند المناقشة مع الملحد اي عند المناظرة مع المتشكك أو المتأثر أو عند المناقشة مع الملحد فإنه عندما يستخدم األدلة المختلفة يظهر تفاهتهم و يظهر مناقضتهم و تعارض منهجهم و مسلكهم في اإلستدالل على القضايا التي يؤمنو بها فهذه بإختصار بعض المواطن التي نحتاج فيها إلى إبراز األدلة على وجود هللا سبحانه و تعالى. أول األدلة على وجود هللا سبحانه و تعالى و يمكن أن يكون أفضلها هذا هو دليل... ولذلك لما يجمع بين المكون الفطري و المكون العقلي لدى اإلنسان حيث يجمع بين طبيعته العقلية و طبيعته الفطرية كإنسان و كال المقدمتين التي يبنى عليها الدليل إذ هما إما مقدمة عقلية صريحة و يقينة و إما مقدمة فطرية أيضا يقينية و من خالل هذه المقدمتين سنخلص إلى النتيجة الصحيحة أيضا من جانب اإلستدالل. الدليل األول يسمى دليل الخلق و اإليجاد هذا الدليل له مسميات عديدة دليل الخلق و اإليجاد دليل الكوني دليل الحدوث أو كما سميناه في االنجليزية ( (أو ( (كل هذه التسميات لدليل واحد يتكون من مقدمات متشابهة و من نتيجة واحدة و أيضا قريب من هذا الدليل هو دليل السببية كما سنتناوله إن شاء هللا و يمكن دليل السببية نفسه ايضا هو المقدمة الثانية لهذه الدليل دليل الخلق و اإليجاد أو الدليل الكوني يسمونه البعض طبعا الدليل هذا له 4

91 العديد من الصور يعني العلماء حينما إستدلوا بدليل الخلق و اإليجاد على وجود هللا سبحانه و تعالى إستدلوا بطرق شتى تبعا إلختالفهم في مصادر المعرفة أصال العلماء عندما غستدلوا قدموا صورا مختلفة في هذا الدليل و لكنها كلها ترجع إلى المقدمتين األساستين التي ترجع إلى الدليل و النتيجة التي نستخلصها منهما حقيقة هذا الدليل تقوم على أستدالل على ضرورة وجود هللا سبحانه و تعالى لماذا لحدوث الكون بجميع مكوناته و أجزاؤه فالكون حدث من ا أألحداث و فعال من األفعال فال بد له من محدث و فاعل يقوم بإحداثه و فعله و إيجاده من العدم فإن كل شيء يحدث بعدما لم يكن فإنه يجب أن يكون له سبب و فاعل و هذا الدليل دليل عقلي يقيني قريب جدا من الفطرة اإلنسانية السليمة و المسلك االستداللي التي يعتمد عليه مسلك برهاني يقيني يستعمله عامة العقالء في حياتهم و هو سهل قريب ظاهر المقدمات قليل الخطوات التي ال يحتاج اإلنسان فيه الى تعلم أو دراسة و ال تذكير و ال مراجعة و ال تفكير و ألجل هذا كان هذا الدليل من أكثر األدلة التي يعتمد عليه الناس في اإليمان باهلل سبحانه و تعالى أوفي إثبات اإليمان باهلل سبحانه و تعالى عبر التاريخ اإلنساني و من أوسع إنتشارا بين المؤمنين و أمثلة على ذلك من القديم ما حكي "أن عربيا سئل كيف عرفت ربك قال البعرة تدل على البعير و األثر يدل على من يسير فسماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج و بحار ذات ألوان أال تدل على السميع البصير "و أيضا ما حكي عن مناظرة أبو حنيفة مع بعض المالحدة و مثل هذه الصور كثيرة وردت في الكثير من اآلثار. دليل الخلق و اإليجاد يقوم على مقدمتين أساستين:- األولى أن العالم حادث من العدم و ليس قديما يعني ( ليس أزليا( كما تناولنا في المحاضره السابقة. o و الثانية أن الحادث ال بد له من محدث يعني الحادث الذي وجد بعد العدم ال بد له من محدث فهاتين المقدمتين األساسيتين التي يقوم عليهما دليل الخلق و اإليجاد. o و من هاتين المقدمتين نستخلص أن هناك من أوجد هذا العالم أو من خلق هذا العالم و أوجده أو نقله من حيز العدم إلى حيز الوجود و هو هللا سبحانه و تعالى.فهذه هي المقدمات و هذا هو اإلستنتاج. المقدمة األولى للدليل و هي : أن العالم حادث غير قديم يعني أن العالم الذي نشهده و نعلمه له بداية في وجوده فقد كان معدوما ثم إنتقل من العدم إلى الوجود و صار له وجود بعد أن كان فاقدا له فالعلماء عند إستداللهم على هذه المقدمة ألن هذا الدليل له مقدمتين كل مقدمة نستدل عليها ببعض من األدلة حتى تثبت المقدمة ثم بعد ذلك نستدل من المقدمتين على النتيجة. المقدمة االولى و هي أن العالم حاد ث قديم غير ازلي فكيف إستدل العلماء على هذه المقدمة 5

92 في السابق في القديم عندما كان محور تركيز العلماء على هذا اإلستدالل على الجانب الفلسفي أو المنطقي و لكن حديثا أثبت العلم الحديث أيضا هذه المقدمة و هي أن العالم حادث و ليس قديما الداللة على المقدمة األولى من الناحية المنطقية أو من الناحية العقلية تكون كما يلي : أوال أننا نشهد في الكون حدوث جزئيات ال حصر لها و ال عد يعني أننا نشهد كل يوم حدوث جزئيات من الكون يعني مثال اليوم نرى ظهر النجم الفالني اليوم مات النجم الفالني هذا بالنسبة الى النجوم اليوم ولد كذا اليوم مات كذا اليوم حصل كذا و لم يحصل كذا فكل يوم يحصل أشياء جديدة في الكون أو تتكون أشياء جديدة في الكون و تنتهي أشياء أخرى فإننا نشهد في الكون حدوث جزئيات ال حصر لها و ال عد و في المقابل ال نجد دليال يقيني على ثبوت قدم شيء من الكون يعني أذا نظرنا في الكون من حولنا فإننا سنلحظ أن كل يوم هناك أشياء تظهر و هناك أشياء تختفي هناك أشياء تولد أو توجد و هناك أشياء تختفي و لكننا لم نجد شيء واحد فقط في الكون المادي أبدي أزلي ال يوجد على اإلطالق ال يوجد لدينا أي دليل يقيني على ثبوت قدم أي شيء أو أي جزأ من الكون فهنا اإلستدالل العقلي أو المنطقي األول هو هذا اإلستدالل على المقدمة األولى يقوم على هاتين النقطتين أو المقدمتين اليقينتين أننا يقينا معظم البشر أو كل البشريشهدون في الكون حدوث جزئيات ال حصر لها والعد. o والمقدمة الثانية أنه ال أحد على اإلطالق وليس عند أى أحد على اإلطالق أى دليل يقيني على أن جزء معين من الكون قديم أو أزلي او لم يحدث وإنما هو قديم فال يوجد أى دليل يقيني على هذا فمن هاتين المسلمتين الظاهرتين في الثبوت يستنتج العقل اإلنساني ضرورة بأن الكون حادث بعد أن لم يكن ألن العقل اإلنساني لديه علم ضروري بحدوث كثير من مشاهد الكون. o نحن تناولنا إن علم ضروري يعني ماذا يعني ال يحتاج إلى نظر وال استدالل علم يحدث أو علم يكون حقيقي ال يحتاج إلى نظر واستدالل مثل الجزء أقل من الكل أوأن 1+1=2 هذا العلم ضروري ال يحتاج إلى نظر واستدالل وأيضا حدوث جزئيات من الكون أو ظهور أشياء جديدة في الكون وأفول أشياء أخرى أو أن جزء من الكون ليس قديما بحال من األحوال أو أى جزء من الكون ليس قديما بحال من األحوال كل هذه علوم ضرورية لكافة الناس فهو هنا العقل اإلنساني لديه علم ضروري بحدوث كثير من مشاهد الكون ولديه جهل تام بحال األجزاء األخرى التي لم يشهدها فيقيس الجزء المجهول الذي لم يشهده على الجزء المعلوم عنده ويأخذ بما علمه و يعتبر ما جهله مساويا له فتعميم حكم الحدوث على الكون كله قائم على منهج استداللي صحيح وهو قياس الغائب على الشاهد فهو إذا ليس قائما على عدم الدليل وإنما هو معتمد على دليل ثبوتي ظاهر في الداللة فكوننا نقول إن الكون حادث بعد أن لم يكن ليس معناه أننا ليس عندنا دليل على أن الكون حادث ولكنه عندنا أدلة كثيرة على حدوث جزئيات كثيرة من الكون ال حصر لها وليس عندنا دليل واحد على قدم أى جزء من الكون فمن هذا المنهج االستقرائي واالستداللي 6

93 الصحيح الذي تقوم عليه معظم المعارف النظرية أو معظم المعارف فإننا نستنتج أن الكون كله حادث أو أن جميع جزئيات الكون حادثة. وذكر ابن تيمية -رحمه هللا- "أن الطريقة هذه هى الطريقة التي دل عليها القرآن الكريم واعتمد عليها في اإلشارة إلى ضرورة وجود الخالق سبحانه فقال مبينا ذلك: الطريقة المذكورة في القرآن هى االستدالل بحدوث اإلنسان وغيره من المحدثات المعلوم حدوثها بالمشاهدة ونحوها على وجود الخالق سبحانه وتعالى". فالقرآن كما سنتناول إن شاء هللا في آخر المحاضرة كيف استدل القرآن الكريم بهذا الدليل أو كيف تناولت آيات القرآن الكريم هذا الدليل فالقرآن استدل بحدوث اإلنسان.أن اإلنسان لم يكن ثم كان وأ لم يكن موجودا ثم وجد واستدل بحدوث غيره من المحدثات المعلوم حدوثها بالمشاهدة ونحوها على وجود الخالق سبحانه وتعالى فحدوث اإلنسان يستدل به على المحدث كما قال تعالى { أ م خ ل ق وا من غي ر شي ء أ م ه م ال خ ال ق ون } فاستدل هللا سبحانه وتعالى بحدوث خلق اإلنسان على أن له خالقا وبكون اإلنسان موجودا على أنه هناك موجد له طبعا حدوث اإلنسان معروف أو مشاهد مشاهدة يقينية بأن اإلنسان لم يكن ثم كان ( أم خلقوا من غير شيئ أم هم الخالقون( هذه اآلية كما سنتناولها إن شاء هللا بالتفصيل فيها داللة على أن هللا سبحانه وتعالى يستخدم خلق اإلنسان أو أن كون اإلنسان موجودا على إثبات وجوده سبحانه. هل هذا المسلك هو مسلك ابن تيمية فقط أو مسلك بعض العلماء فقط ال كثير من العلماء لديهم نفس المسلك وهو االستدالل بحدوث جزئيات من الكون على حدوث الكون كله على سبيل المثال ابن رشد الحفيد رحمه هللا يقول في سياق تقريره لدليل الخلق واإليجاد أما داللة اإلختراع يعني دليل الخلق واإليجاد -هى أيضا تسمى داللة االختراع - فيدخل فيها وجود الحيوان كله ووجود النبات ووجود السماوات وهذه الطريقة تنبني على أصلين موجودين في جميع فطر الناس أحدها- يعني أحد هذين األصلين- أن هذه الموجودات مخترعة أو مخلوقة بعد عدم وهذا معروف بنفسه في الحيوان والنبات كما قال تعالى }إ ن ال ذ ين ت د ع ون م ن د ون للا ل ن ي خ ل ق وا ذ ب اب ا و ل و اج ت م ع وا ل ه { فنعلم قطعا أن هاهنا موجدا للحياة ومنعما بها وهو هللا تبارك وتعالى واما السماوات فنعلم من حركتها التي ال تفتر إنها مأمورة.بالعناية بما هاهنا ومسخرة لنا والمسخر المأمور مخترع من قبل غيره ضرورة. يعني كون الشيئ مسخرا مأمورا فإنه يكون بذلك موجدا أو مخترعا من قبل غيره ضرورة وممن سلك هذا المسلك أيضا أبو سليمان الخطابي فمن أوضح الداللة.على معرفة هللا سبحانه وتعالى ان للخلق صانعا ومدبرا أن اإلنسان إذا فكر في نفسه رآها مدبرة وعلى أحوال شتى مصرفة كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ولحما فيعلم أنه ال ينقل نفسه من حال النقص إلى حال الكمال إلنه ال يقدر أن يحدث في الحال األفضل التي هى حال كمال عقله وبلوغ أشده عضوا من األعضاء وال يمكنه أن يزيد من جوارحه جارحة 7

94 فيدله ذلك على أنه في وقت نقصه وأوان ضعفه عن فعل ذلك أعجز وقد يرى نفسه شابا ثم كهال ثم شيخا وهو لم ينقل نفسه من حال الشباب والقوة إلى حال الشيخوخة والهرم وال اختاره لنفسه وال في وسعه أن يزايل. حال المشيب ويراجع قوة الشباب فيعلم بذلك أنه ليس هو الذي فعل هذه األفعال بنفسه وأن له صانعا صنعه وناقال نقله من حال إلى حال ولوال ذلك لم تتبدل أحواله بال ناقل وال مدبر. فهذه بعض النقوالت عن بعض العلماء التي تتناول اإلثبات العقلي أو المنطقي دليل الخلق واإليجاد وهى أن الكون حادث بعد العدم..للمقدمة األولى من مقدمات أيضا هناك أدلة من الناحية العلمية من ناحية العلم التجريبي بعد العدم أو له بداية معينة. - على نفس المقدمة وهى أن العالم حادث فيقول أحد الباحثين المعاصرين تضافرت مقاالت عدد كبير من العلماء التجريبيين مع اختالف تخصصاتهم واهتماماتهم العلمية على تأكيد هذه الحقيقة - أى حقيقة - حدوث العالم وتوسعوا في شرحها وبيان مستنداتها وانسجامها مع مقتضيات العلم التجريبي الحديث وتطوراته وأضحت قضية حدوث العالم من القضايا المستقرة في كتابات كثير منهم بحيث إنهم طفقوا يستغنون عن ذكر األدلة التفصيلية الدالة على ذلك. بل حتى إن بعض المالحدة يقر بهذه المقدمة ويقر بهذه الحقيقة وهى حدوث العالم أو أن الكون لم يكن موجودا ثم وجد في بيان ذلك يقول العالم الفيزيائي المعاصر)هولد ديفيز( أهم اكتشاف علمي في عصرنا هذا هو أن الكون المادى لم يكن موجودا أبدا ويقول عالم الكيمياء ( جون كوثار( تدلنا الكيمياء على أن بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناءولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والبعض اآلخريسير بسرعة ضئيلة وعلى ذلك فإن المادة ليست أبدية و معنى ذلك أيضا أنها ليست أزلية إذ إن لها بداية وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية بل أوجدت بصورة فجائية. يشير إلى اإلنفجار الكبير - وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد وعلى لك فإن هذا العالم المادى ال بد ان يكون مخلوق ا.وهو منذ أن خلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان فهذا قول عالم الكيمياء المعروف جون كوثار. واإلقرار بحدوث الكون وقوة داللة العلم الحديث على ذلك ليس خاصا بالعلماء المؤمنين كبير من العلماء الملحدين. بل أقر بذلك عدد وللعلماء الملحدين في هذه النقطة طريقين : 8

95 إما أنهم يقرون بحقائق العلم الموجودة ويقولون إن فعال العالم خلق بعد عدم ولكن ال يحتاج إلى خالق مثل ستيفن هوكن الذي سنذكره. أو يقولون أن العالم أزلي وأبدى ويصرون على التمسك باألدلة الواهية على أزلية العالم فأقر عدد كبير من العلماء المالحدة بهذه المقدمة التي تعتبر في مصاف الحقائق الضرورية الموجودة حاليا من الناحية العقلية ومن الناحية العلمية حاليا..1.2 فمثل ستيفن هوكن يقول مع تراكم الدليل التجريبي والنظري أصبح من الواضح أكثر وأكثر أن الكون البد له من بداية في الزمان حيث تمت البرهنة على ذلك نهائيا. وكرر المعنى نفسه في عدد من كتبه بل ذكر أن االعتقاد بأزلية الكون يؤدي إلى استنتاجات سخيفة. ومن أهم الشواهد العلمية التي يعتمد عليها العلماء في إثبات حدوث الكون قانون الديناميكا الثاني والذي يعني أن الطاقة الحرارية ال تنتقل إال من األجسام الحارة إلى األجسام األقل منها حرارة وال يمكن أن يحدث العكس فخالصة قانون الديناميكا الحرارية الثاني أن الحرارة تنتقل من األجسام األعلى حرارة إلى األجسام األقل حرارة وال يمكن العكس, وال يمكن ان تنتقل الحرارة من األجسام األقل حرارة إلى األجسام األعلى حرارة وفي هذا االستدالل بهذا القانون على حدوث الكون وبيان وجه داللته يقول فرانك آلين العالم البارز الشهير قوانين الديناميكا الحرارية تدل على أن مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا وأنها سائرة حتما إلى يوم تصير فيه جميع األجسام تحت درجة من الحرارة بالغة اإلنخفاض وهي الصفر المطلق ويومئذ تنعدم الطاقة وتستحيل الحياة وال مناص من حدوث هذه الحالة من انعدام الطاقات عندما تصل درجة حرارة األجسام غلى الصفر المطلق بمضى الوقت. يقول : وأما الشمس المستعرة والنجوم المتوهجة واألرض الغنية بأنواع الحياة فكلها دليل واضح على أن أصل الكون وأساسه يرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة فهو إذا حدث من األحداث ومعنى ذلك أنه البد ألصل الكون من خالق أزلى ليس له بداية عليم محيط بكل شيئ قوى ليس لقدرته حدود والبد أن يكون هذا من صنع يديه. وحين ذكر العالم الفيزيائي المعاصر )هولد ديفيز ) القول بقدم الكون واشار إلى أن هذا القول يواجه صعوبات بالغة التعقيد ذكر منها داللة هذا القانون وهوالقانون الثاني من الديناميكا الحرارية - وشرح وجه كونه مشكال جدا على القول بأزلية الكون فعندما نقول أن الكون له بداية من اإلنفجار الكبير وأنه منذ هذه اللحظة والحرارة تنتقل من األجسام األعلى حرارة إلى األجسام األقل حرارة فإن هذا دليل واضح على ان للكون بداية وان من بدأه وأوجده وخلقه ال يخضع لهذه القوانين المختلفة. ومن الشواهد العلمية التي اعتمد عليها العلماء أيضا في اثبات حدوث الكون قضية أو نظرية اإلنفجار العظيم بكل مكوناتها طبعا كما تناولناها في المحاضرة السابقة بصورة مختصرة وهى نظرية طويلة وكثيرة التفاصيل لكن حاصلها أن العالم خرج إلى الوجود نتيجة انفجار عظيم حدث قبل مليارات السنين و تشكلت من خالل هذا اإلنفجار جميع أجزاء الكون المكونة لهيكله. 9

96 يقول هولد ديفيز يتفق الفلكيون حاليا على ان الكون قد جاء إلى الوجود من انفجار عظيم وجعلها من أقوى األدلة عنده على إثبات وجود الخالق المدبر للكون ووصف النظرية او اإلنفجار الكبير وصفها بانها هبة هللا وبين ذلك بأن ما نتج اثنائها وبعدها من الدقة الباهرة في قوانين الكون ومقاييسه يستحيل إال أن يكون بفعل مدبر حكيم عليم بل هذه النظرية استدل بها العلماء المال حدة على حدوث الكون على سبيل المثال الملحد المذكور سابقا ستيفن هوكن استدل بهذه النظرية على إثبات حدوث الكون وشرح تفاصيل النظرية وأقر بموجبها بأن الكون حادث بعد العدم صراحة إال انه يقول أنه خلق نفسه وأنه في وجود قانون الجاذبية فإنه يمكن للكون أن ينشئ نفسه ويعتمد على استنتاجات منطقية واهية في أن حدوث الكون من العدم ال يحتاج إلى خالق. من أشهر العلماء الذين كانوامالحدة ثم انتقلوا إلى اإليمان باهلل سبحانه وتعالى هو أنتوني فلو العالم البريطاني الشهير يكشف أنتوني فلو عن أثر هذه النظرية عليه يقول "عندما التقيت ألول مرة كفيلسوف ملحد بنظرية اإلنفجار الكوني التي تصدت لتفسير وجود الكون أدركت انني أواجه نظرية مختلفة تتماشى مع ما يطرحه سفر التكوين أو الوحى عامة من أن الكون له بداية وإذا كان هذا األمر كذلك فلم يعد هناك مفر من البحث عمن أحدث هذه البداية يعني من البحث عن السبب األول أو من أحدث اإلنفجار العظيم وهو هللا سبحانه وتعالى". وتعد هذه النظرية من اكثر األمور التي استدل بها أو دفعته إلى الرجوع من اإللحاد إلى اإليمان بوجود هللا سبحانه وتعالى وتعد طبعا نظرية اإلنفجار العظيم من أعظم الكوارث العلمية التي نزلت كالصاعقة على عقول الناقدين لألديان وألجل هذا استماتوا في التنكر لها وفي اإلعتماد عليها ووصفها أحدهم بأنها نظرية كريهة ووصفها آخر بأنها بغيضة للعقل العلمي طبع ا هى كريهة إلنها ليست على هواهم. وأن وهذا فيما يتعلق بالمقدمة األولى من مقدمات دليل اإليجاد وهو أن الكون حادث بعد العدم علمية هذه المقدمة تستند إلى دليل عقلي يقيني مشاهد من كل الناس وأيضا تستند إلى أدلة أيضا. قوية جدا يوافق عليها المؤمنون بل المالحدة المقدمة الثانية :من المقدمات هي أيضا مقدمة يقينية وفطرية وبدهية وهي أن ويؤثر الحادث البد له من محدث فأي فعل يحدث في الوجود فإنه البد له من فاعل يقوم به إذا كان يقع من غير فعل في وجوده إلنه يستحيل في المعدوم أن يحدث نفسه أو أن الكون الكون معدوما فإنه من المستحيل أن هذا العدم ينتج عنه فعل متناسق مترابط مثل هذا والبد الذي نعيش فيه.أو أن يكون هذا الفعل من غير فاعل فإنه البد أن يحدث بفعل أو بأثر أن يكون لهذا األثر من فاعل عليم حكيم. 10

97 فهذه المقدمة من أجدى المقدمات وأوضح المقدمات العقلية الضرورية وهذا المبدأ من أوائل ما يدركه البشر في حياتهم العملية حتى األطفال الصغار بل هو من أعظم المعاني الفطرية المستقرة في الطبيعة اإلنسانية ومن أجدى القوانين التي يخضعون لها في تعامالتهم الحياتية و ويسيرون في وفقها في فهم ما يدور حولهم من أحداث الكون وفي هذه الحقيقة يقول ابن تيمية رحمه هللا " من المعلوم بالضرورة أن الحادث بعد عدمه ال بد له من محدث وهذه قضية ضرورية معلومة بالفطرة حتى للصبيان فإن الصبي لو ضربه ضارب وهو غافل ال يبصره لقال من ضربني فلو قيل له : لم يضربك أحد لن يقبل عقله أن تكون الضربة حدثت من غير محدث بل يعلم أنه البد للحادث من محدث والبد لهذه الضربة من ضارب فإذا قيل فالن ضربك فإنه يبكي حتى يضرب ضاربه " وتقدم معنا قول ابن حزم -رحمه هللا - في البدهيات العقلية وأيضا استدالله ببعض من الصبيان أن هذه المعارف والقوانين والمبادئ الضرورية تولد مع اإلنسان أصالة. أفعال ال : ال فالضرورات المنطقية والعقلية والجواب طبعا إذا قلنا هل نستدل على هذه المقدمة تحتاج إلى نظر وال إلى استدالل فكل حادث البد له من محدث هذا مبدأ عقلي ضروري ال عليه أدلة فإذا يخضع للنظر واالستدالل لكن قد نبين صور هذا الدليل ونشرحه لكن ال نعطي معرفة فمعناه أننا لن نصل إلى أي إلى استدالل على المقدمات الضرورية كانت هناك حاجة أو أي علم من العلوم كما تناولنا قبل ذلك في مصادر المعرفة. يسمون هذه المقدمة الثانية بالتسلسل في الفاعلين يقول مما يوضح أن التسلسل في الفاعلين الفاعلين من عدد النهائي يعني أن يكون هناك يؤدي بالضرورة إلى عدم وقوع األفعال لذلك : "أننا لو افترضنا أن مجرما حكم مثال األفعال بالضرورة إلى عدم وقوع يؤدي فإنه مني رتبة وقال عليه بالقتل فقال الجندي : ال يمكن أن أضرب عنقه حتى يأمرني من هو أعلى هو من هو أعلى منه ال يمكنني أن آمر بذلك حتى يأمرني من هو أعلى مني رتبة وقال من أعلى منه مثل قوله". ال تنتهي إلى قائد ال ينتظر األمر ممن هو أعلى منه فإنه ال السلسلة فإننا إذا افترضنا أن وإذا يمكن أن يقتل هذا المجرم إلن السلسلة ستمتد إلى ماالنهاية ولن يقع الفعل أصال قبله ممن وجدناه مقتوال فإننا نعلم بالضرورة أن السلسلة انتهت إلى شخص لم ينتظر األمر وأن السلسلة انتهت لحد معين. فطر هللا عزوجل عليها الناس والتي المبدأ ( مبدأ السببية( من أجل المبادئ وأفضلها التي وهذا والعقل - سبحانه وتعالى - وصفاته فوجود مبدأ السببية داخل الفطرة لها تعلق بأسماء هللا ارتباط وثيق بأسماء هللا وصفاته وهي أحد أسباب مظاهر فقر كل شيء وعجزه وغنى هي له -. - عزوجل هللا 11

98 فإذا قلنا أن لكل شيء البد له من سبب فأنت كإنسان البد لك من سبب لوجودك وكذلك النبات والماء وكل شيء في الكون البد له من سبب لوجوده فإذا انعدم السبب انعدم هذا الشيء فكل شيء في هذا الكون إنما يرجع إلى أسباب ومقدمات بعضها من بعض وهذه بالنسبة لجميع الموجود ات في الكون فإذا تدبرت هذا المعنى وجدت أن كل شيء في الكون يقوم على أسباب معينة وكل شيء في الكون ال يتخطى أسباب معينة فكل شيء له خواص معينة فخواص الماء ليست كخواص الجسم البشري ليست كخواص المعادن فكل شيء له خواصه التي إذا لم يتقيد بها لم يتم الوصول إلى حقيقته ووجوده وكذلك األسباب فكل الموجودات تفتقر إلى أسباب وهي محدودة بخواص معينة ال تتعداها وال تتخطاها و كل له حدوده. فهذه السببية وهذا المبدأ من أهم مظاهر فقر كل شيء وعجزه وغنى هللا - سبحانه وتعالى فالسببية تجسد معنى قيومية هللا - عزوجل - وغناه عن كل شيء من جانب ومن جانب آخر تجسد فقر وحاجة كل المخلوقات وأنها مقهورة مربوبة مهما كان حالها ومعنى السببية هو أن لكل شيء في هذا الوجود خصائص وحدود يعجز عن تجاوزها فخصائصه الذاتية يفقدها إذا فقد أسباب وجودها والخصائص التي عجز عن االتصاف بها هي الخصائص التي لم يحصل أسبابها فهو في الحالتين معلن عن فقره وحاجته لألسباب سواء أسباب الخصائص التي اتصف بها أم التي لم يتصف بها بخالف القيوم القائم بذاته الغني عن كل سبب الذي ال تزول صفاته وال تتبدل وال تتغير ألن وجودها ليس قائما على أسباب تفتقر إليها فيكون وجودها أو زوالها مرهونا بوجود هذه األسباب وهذا معنى الغنى التام وهوالكمال المطلق وهذا الفرق بين القيوم - عزوجل - وبين وما سواه لذلك كانت هذه الصفة علما على هللا - سبحانه وتعالى وإسما من أسمائه وهي صفة القيومية فإذا تفكرت أن هللا وحده هو القيوم سهل عليك أن تعلم أن كل ما سواه البد أن يكون محتاجا مفتقرا لغيره فهذا الذي تعارفنا عليه في السببية ما هو إال انعكاس لشيئين :- األول : أن لكل شيء في هذا الكون حدودا وخصائص وصفات لو زالت أسباب وجودها لزال هذا الشيء ولو فقد الشي كل األسباب التي تقيمه لتالشى وأصبح عدما فهو ناقص مفتقر دائما ألسباب وجوده. الثاني: أن أي شيء في هذا الكون فقد السبب فلن تحصل له النتيجة فكل عن تحصيل ما ال يملك أسبابه فهو عاجز عن تجاوز قدره. عاجز شيء 12

99 فمن هذا المنطلق يدل هذا المبدأ على أن هللا - عزوجل - هو الغني غنى مطلق وأن ما سواه من المخلوقات في الكون تفتقر إليه سبحانه وتعالى وتفتقر إلى األسباب والخصائص التي وضعها فيها. متى ينهدم هذا المبدأ الضروري وهو مبدأ السببية تنهدم السببية في حالة لو وجدنا شيئا من هذه الكون ال تتغير صفاته وال وجوده فسنعلم بذلك أنه ال يحتاج إلى شيء في وجوده. أسباب بزوال تزول كذلك تنهدم السببية لو وجدنا شيئا ليس له حدود يعجز بعدها وال يحتاج إلى األسباب ليتصف بصفة لم تكن من صفاته وإنما هو قادر دائما على االتصاف بكل صفة وقادر كذلك على فعل كل شيء بدون الحاجة المتالك أسباب ذلك الفعل حينها ستنهدم السببية وهذا نعلم يقينا أنه لن ولم يحدث إلنه لو كان مثل هذا الشيء موجودا بالفعل لما استقر نظام وال قانون في هذا العالم ولما امتازت األشياء عن بعضها البعض بخصائصها المميزة لكل منها. العقل اإلنساني إلى أن النتيجة الضرورية المالزمة لهما أن الكون ال ومن هاتين المقدمتين ينتبه من البد له بد له من خالق حي قادر مريد فإذا ثبت أن الكون حادث وأن هذا الحادث له من مباشرة من غير توقف وال نظر إلى أن الكون البد ينطلق فاعل فإن العقل اإلنساني خالق. خالصة صياغة هذا الدليل أن في هذا الكون حوادث فغيث ينزل وزهر يتفتح وطفل يولد فهذه وإنسان ينمو ويكبر وآخر يمرض ثم يهلك وأجسام تبنى ثم تتركب وأخرى تتحلل كونت منها الذرات ومنها تتكون الجزيئات ومنها العناصر والمركبات ثم الكواركات ) اللبنات ( وتتكون النجوم األجسام المادية المشاهدة ومن الغازات األولية تتكون المجرات ووتتكون منها مجموعات من المجرات وهكذا ولكل من هذه الكائنات ساعة ميالد ويوم هالك فمن الذي أوجدها ومن الذي يفنيها هل جاءت من العدم كال فهذا مستحيل عقال فال بد لها من يعني المحدث نفسه سبب أحدثها لكن هذا السبب ال يمكن أن يكون السبب هو الشيء المجرات وجزئيات هذا الكون ال يمكن أن توجد من العدم البد أن توجد بسبب وهذا السبب ال يسوغ إذ كيف يمكن أن يكون هي نفسها المجرات فالشيء ال يخلق نفسه واليحدث نفسه 13

100 عقال أن يكون الحادث المعين سببا في إحداث نفسه سبب وجوده شيئا غيره. فهذا ال يسوغ عقال البد إذا أن يكون والتقسيم والحصر مفيد في هذا الجانب فإذا تناولت ورسمت خريطة ذهنية فإن الكائنات الموجودة مثال ترسم فرعين منها وجدت من العدم وهذا غير مقول والفرع اآلخر وجدت بسبب هل السبب هو نفسها أو غيرها طبعا نفسها غير معقول إذا نأتي لغيرها وهكذا فإذا كان هذا السبب خارجيا أو شيئا غيره فإذا كان حادثا مثله سينقلنا للتسلسل في الحوادث. فنحن اتفقنا أن الموجود هذا ليس من العدم بل بسبب واتفقنا أن السبب ليس هو الموجود ذاته بل خارج عنه عند هذه النقطة إذا قلنا أن السبب الخارج عنه سبب مثله أو مخلوق مثله فإن السؤال سينتقل للسبب الذي أوجده فإذا انتقلنا لسبب آخر مثله أي مخلوق مثله فإن سننتقل للسبب الذي قبله وهكذا سنصل إلى سلسلة ال متناهية من األسباب المخلوقة أو األسباب الحادثة بعد العدم كما يقول علماء المنطق إذا وصلنا إلى هذه المرحلة من التفكير فالبد أن يكون هذا التفكير والمنهجية أو االستداللية خطأ. فمن الخطأ أن يكون هناك عدد ال نهائي من الفاعلين واألسباب. البد أن يكون هناك سبب أول حتى يوجد الكون كما تناولنا في قصة الجندي نستخلص من هذا أن السبب الخارجي البد أن يكون مخلوق أو محدث وإنما البد أن يكون غير مخلوق أو غيرحادث فإذا كان كذلك فهو أزلي ليس لوجوده ابتداء وليس ذلك ألحد إال هللا - سبحانه وتعالى - وهذا هو الدليل باختصار. فاعتماد المؤمنين على دليل الخلق قائم على المبادئ الفطرية االثباتية منطلق من استخالص العلم اليقيني من مقدمات ضرورية وليس معتمدما على الجهل وعدم العلم وال على عاطفة صنف من الناس يريدون مثل هذا الدليل وكفى وال على عجز المخالفين عن إقامة الدليل المناقض كما يدعي بعض أتباع التيار اإللحادي. كيف استدل القرآن على وجود هللا عزوجل من خالل على هذا الدليل هناك الكثير من األدلة على استخدام هذه المقدمات الضرورية على االستدالل على وجود هللا - عزوجل - مثل قوله تعالى }أ و ال ي ذ ك ر اإل نس ان أ ن ا خ ل ق ن اه م ن ق ب ل و ل م ي ك ش ي ئ ا } وقوله تعالى { ق ال ك ذ ل ك ق ال ر ب ك ه و ع ل ي ه ي ن } وكذلك جميع اآليات التي تذكر الخلق وتتحدث عن حدوث الذوات 14

101 والصفات وحدوث السماوات واألرض قال تعالى { أ ل م ت ر أ ن للا ي ز ج ي س ح اب ا ث م ي ؤ ل ف ب ي ن ه ث م ي ج ع ل ه ر ك ام ا ف ت ر ى ال و د ق ي خ ر ج م ن خ ال ل ه } حدوث بعض الذوات وحدوث بعض الصفات بعد أن لم تكن موجودة قال تعالى { و ي ن ز ل م ن الس م اء م ن ج ب ال ف يه ا م ن ب ر د ف ي ص يب ب ه م ن ي ش اء و ي ص ر ف ه ع ن م ن ي ش اء ي ك اد س ن ا ب ر ق ه ي ذ ه ب ب األ ب ص ار )43( ي ق ل ب للا الل ي ل و الن ه ار } إلى غيرها من اآليات. أيضا من أفضل األدلة القرآنية وأكثرها انتشارا في استخدام هذا الدليل هو قوله تعالى { أ م خ ل ق وا م ن غ ي ر ش ي ء أ م ه م ال خ ال ق ون )35( أ م خ ل ق وا الس م او ات و األ ر ض ب ل ال ي وق ن ون )36({ يقول " إن خلق اإلنسان آية دالة على وجود خالقه فالقرآن الكريم يدعو المنكر لوجود الخالق أن يفكر في هذه الحقيقة التي يعرفها أكثر من معرفته لغيرها ( أنه موجود ومخلوق( فهذا الدليل القرآني على وجود الخالق ال يتحدث عن حوادث كثيرة وال يتحدث عن العالم إنما كما هو الشأن في هذا االستدالل بل يتحدث عن الحادث الواحد الذي يعلمه كل مخاطب أكثر من علمه بأي حادث آخر لكي يدله على أن خلقه هذا آية دالة على وجود خالقه - عزوجل - فإنه يدعوه للتفكر فيه ويعينه على ذلك بأسئلة عن نفسه يعرف كيف يجيب عنها " يعني أن هللا - سبحانه وتعالى - في القرآن يعين هذا المتفكر في فهم هذا الدليل من خالل بعض األسئلة التي يعرف إجابتها لكنه إذا أجاب عنها اإلجابة الصحيحة قادته إلى رؤية ما في نفسه من داللة على وجود خالقه إنه يسأله أسئلة إستنكارية }أ م خ ل ق وا م ن غ ي ر ش ي ء أ م ه م ال خ ال ق ون )35( أ م خ ل ق وا الس م او ات و األ ر ض ب ل ال ي وق ن ون { إلن اإلجابة عنها بديهية وفطرت عليها العقول فما ينبغي ألحد أن يجهلها فكأن القرآن الكريم يقول لهذا المنكر إذا لم يكن هللا - سبحانه وتعالى - هو الذي خلقك وخلق هذا الكون حولك فهل خلقت من غير شيء خلقك أم جئت من العدم المحض سيقول كل عاقل في نفسه كال فإن هذا مستحيل أو أنك أنت الذي خلقت نفسك سيقول : كال فإن هذا يبدو أكثر استحالة!!هل كنت أنت الذي خلق هذه السماوات واألرض سيقول : كال. فالقول بغير هذا مكابرة فهذه حجة فطرية يدركها الناس بعقولهم لذلك كرر القرآن الكريم مقدماتها في شكل أسئلة استنكارية وهذه طريقة القرآن الكريم في تقرير كل حقيقة معروفة بالبدهية العقلية يقررها بسؤال استنكاري ليدل على أن منكرها ينكر األمور الفطرية أو البدهية كما في بعض الحقائق األخرى كما في قوله تعالى }أ ف ي للا ش ك ف اط ر ال سم ا وات و ا ل ر ض{وقوله تعالى }أ ل ي ع ل م م ن خ ل ق و ه و الل ط ي ف ال خ ب ير } وقوله تعالى }أ م ات خ ذ م ما ي خ ل ق ب ن ات و أ ص ف اك م ب ال ب ن ي ن{ فكلها حجج فطرية وأمور بدهية ال ينبغي لعاقل أن ينازع فيها. يقول ابن القيم رحمه هللا - في هذه اآلية و في هذا االستدالل " فتأمل هذا الترديد والحصر المتضمن إإلقامة الحجة بأقرب طريق وأفصح عبارة يقول هللا تعالى هؤالء المخلوقين بعد أن لم يكونوا فهل خلقوا من غير خالق خلقهم فهذا من المحال عند كل من له فهم وعقل أو يكون مصنوع من غير صانع ومخلوق من غير خالق ثم قال أم هم الخالقون وهذا أيضا من المستحيل أن يكون العبد موجدا خالقا لنفسه فإن من ال يقدر أن يزيد في حياته بعد وجوده 15

102 ت- ساعة واحدة وال أصبعا وال ظفرا وال شعرة كيف يكون خالقا لنفسه في حال عدمه وإذا بطل القسمان تعين أن لهم خالقا خلقهم وفاطرا فطرهم فهو اإلله الحق الذي يستحق عليهم العبادة والشكر فكيف يشركون به إله غيره وهو وحده الخالق لهم ". أه أم ومن جميل اآلثار المروية الكاشفة عن جالل هذه اآليات ما جرى لجبير بن مطعم رضي هللا يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه اآلية } أم أخل قأوا م ن :" سمعت النبي ﷺ عنه عندما قال وذلك أول ما وقر " أخرى غ ي ر ش ي ء أ م ال خ ال قأون } قال :كاد قلبي أن يطير " وفي رواية اإليمان في قلبي ". هذا االستدالل على - عليه السالم - قريبا من موسى وأيضا ذكر القرآن الكريم في قصة - سبحانه وتعالى - لكن نذكرها في مقام آخر على وجود هللا الفطرية والضرورات المبادئ لضيق الوقت. باختصار :كيف رد المالحدة على هذا الدليل الفطري ( العقلي ) إما العلمية فهم او وهو دليل يقيني مؤلف من مقدمات يقينية كلها سواءا من الناحية المنطقية وهي أن أو لم يلزموا نفسهم بالنتيجة لم يلزموا نفسهم بالمقدمة لم يلزموا نفسهم بالمقدمة هللا العالم حادث فبعضهم ينازع ويقول ال العالم ليس حادث وبعضهم يقول أن العالم لم يحدثه يكن عالى - وهم بذلك ينازعون في النتيجة نفسها يقولون نعم العالم حادث لكن الذي أحدثه لم - سبحانه وتعالى- ويقولون في ذلك نظريات كثيرة مثل نظريات الكون المتعدد أو األكوان هللا أصال. المتعددة وغيرها من النظريات التي ال يوجد أي دليل علمي عليها ولن يوجد فأبرز اإلعتراضات :- تتوالى ثم قولهم كوننا قديم ال بداية له ( أزلي( وهم بذلك يناقضون المقدمة األولى االعتراضات المتهافتة على هذه المقدمة مثال يقولون كوننا له بداية من مصدر أزلي يقولون أن لذلك ال يحتاج إلى موجد فهم يسلمون بأن الكون له بداية ( محدث ) ولكنهم باألدلة المصدر أزلي فكيف قاسوا هذا أو كيف رأوا المصدر أو كيف اختبروه التجريبية طبعا هذا الكالم ال معنى له )كالم قهاوي (. أيضا يقولون أن هناك عدد ال نهائي من األكوان طبعا الضبط الدقيق للكون ال يمكن أن يحدث صدفة وال عشوائية فهم حاولوا التفاف حول هذا المبدأ الطبيعي أو الفطري المتعددة بحيث أن أو وقالوا أن العالم هذا وكوننا كون من مليارات األكوان الموازية الكون ويشبهون لنشوء كوننا هذا محاولة ناجحة من ضمن مليارات المحاوالت الفاشلة المصدر الذي ينشأ هذه األكوان مثل آلة تطلق مليارات األكوان ال حصر لها وكوننا

103 جزء فقط من مليارات األكوان المتوازية طبعا كوابيس. هذا الكالم هو أشبه باألحالم بل موجد يقولون انه حادث ولكن ليس من الضروري أنه يحدث بفعل فاعل أو يوجده من ال شيء" وظهر في هذا الكتاب التناقضات رونالس كالوس كتاب "كون وقد ألف لدى هؤال الناس وغير ذلك من التناقضات مثل تناقض علمي بأن يفسر العلمية الشديدة إلى غير العدم بأنه ليس عدم محض أو مطلق ولكنه عدم فيه بعض الفراغات الكونية الكون قد ذلك من التفاصيل التي ال داعي لذكرها لكن باختصار هذا اعترضهم أن من العدم. يوجد من ال شيء أو أيضا من اعتراضاتهم إذا كان لكل موجود حادث مصدر إذا ينبغي أن يكون للموجد فمن خلق األول )اإلله األول ) مصدر أو حادث والصياغة الشهيرة للمغالطة الشهيرة أي أنهم سلموا ولم تعد أدلتهم في أن الكون حادث من الشيء أو أن الكون غير هللا فقالوا نلتف حادث فلم تعد تجدي أمام المقدمات المنطقية والعقلية والعلمية السديدة حول هذه النتيجة وهي أن هذا الكون ال بد له من خالق حكيم عليم خبير فقالوا من أن لكل حادث موجود ال اي من خلق خالق هذا الكون طبعا المقدمة تقول خلق هللا ليس - موجد وهللا - عزوجل بد له من محدث وال تقل أن لكل موجود البد له من - إنما أزلي ليس له بداية - سبحانه وتعالى حادث فاهلل ليس معدوما ثم وجد حاشاه التي البد أن هو مجرد التفاف على النتيجة المنطقية فشبهتهم هذه من خلق الخالق يستخلصها كل عاقل وهو أنه لهذا الكون إله أول ليس له بداية وال يتقدمه شيء. أيضا يقولون ليس شرطا أن يكون من أوجد الكون إله قد تكون الطبيعة من أوجدته كما أنظمة تفاصيل يقولون )أمنا الطبيعة ) وطبعا إذا نظرت إلى الثوابت الكونية وإلى البد أن يكون هذا الكون من أوجد -عقال - أن تستخلص أن الكون المختلفة فإنك البد موجود لذاته واجب الوجود البد أن يكون أزليا البد أن يكون مطلق القدرة والمعرفة وأن يتخذ القرارات ويتدخل في الكون و يخلق بعد العدم ويضع القوانين المختلفة ويوفق بينها في الكون وهكذا والطبيعة صماء عمياء ال تفعل ذلك وإنما هي تفعل ما تؤمر أن هللا تقولون أو يقولون : إنكم به وما صممت عليه ثم يقولون في النهاية إله الثغرت والعلم في المستقبل سيكتشف خلق الكون إلن العلم لم يكتشف مصدر وأصل الكون إال ومن الذي أوجد الكون وهذا طبعا تناقض معرفي فإنهم ال يعترفون أصل الكون نحن من نجعل بالدليل التجريبي أو العلمي وهم هنا يجعلون العلم هو إله الثغرات وليس إله الثغرات فهم يقولون أن العلم سيكتشف فيما بعد فهم سبحانه وتعالى هو - هللا يؤمنون إيمانا أعمى بالحدود المطلقة بالعلم التجريبي المقيد

104 وهذه أشهر االعتراضات على هذه الدليل باختصار. اإلربعاء القادم إجازة وإن شاء هللا نستأنف المحاضرات في دليل اإلتقان واإلحكام من اإلربعاء الذي بعده واإلختبار سيطرح بتاريخ 5 يناير وسيكون أون الين. نسأل هللا لكم جميعا التوفيق والنجاح ونسأله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا بما علمنا والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته. وينفعنا 18

105 المحاضرة السابعة 1

106 ) األدلة على وجود هللا 3 (دليل الضبط واإلحكام السالم على و الصالة و الحمدهلل و بسم هللا رسول هللا ﷺ المقدمة :- مرحبا باإلخوة و اإلخوات المحاضرة في األفاضل محاضرات من السابعة دورة حوار مع أهل المنطق و هي متعلقة بدليل اإلحكام و اإلتقان طبعا إستكماال لألدلة المختلفة في إثبات وجود هللا سبحانه و تعالى. و بدأنا في المحاضرة األولى في المقدمات حول هذه األدلة ثم المحاضرة الثانية و هي المحاضرة السادسة من محاضرات الدورة في دليل الخلق و اإليجاد ثم هذه المحاضرة و تتعلق بدليل اإلحكام و اإلتقان و هو أحد األدلة الرئيسية في الحوار مع أهل اإللحاد لما سنراه إن شاء هللا من مدى إسهام هذا الدليل في الوصول بالمرء إلى درجة اليقين في وجود هللا سبحانه و تعالى بل و في أسمائه و صفاته مثل كمال القدرة و كمال العلم و كمال الحكمة و ما إلى ذلك. فما هو دليل اإلحكام و اإلتقان و ما هي األسس التي يقوم عليها هذا الدليل و ما هي النتيجة المستخلصة من هذا الدليل و ما هو تكوين هذا الدليل أو ذكر هذا الدليل في القرآن أو كيف أستخدم هللا سبحانه و تعالى في القرآن هذه المحاججة و هذا النوع من األدلة في إثبات وجوده سبحانه و تعالى. بإختصار يقوم هذا الدليل أو يقوم حقيقة هذا الدليل على االستدالل في ضرورة وجود هللا سبحانه و تعالى بشيء محسوس و موجود في الكون و هو بما في الكون أو بما في العالم من اإلتقان و اإلحكام في الخلقة و في التفاصيل الدقيقة المذهلة فالكون يتصف بدقة مذهلة و تصميم مذهل إلى درجة تبلغ بالعقول حالة من اإلنبهار و الذهول و تحقق ذلك ال بد فيه من فاعل يتصف بالحكمة و يتصف بالقدرة و يتصف بالعلم كذلك. فهذا الدليل يعتبر دليل يقيني مركب من الحقائق الموجودة و مركب أيضا من اإلستدالل العقلي أو الضرورات العقلية التي تنبني عليها هذه الحقائق. و العلماء في إستخدام هذا الدليل أرجعوه إلى تسميات مختلفة و كثيرة و بعضهم يعتمد هذه التسميات المختلفة أدلة منفصلة و لكن هي كلها تدور على محور واحد و هو دليل اإلتقان و اإلحكام فمثال سماه بعض العلماء و هو إبن رشد دليل العناية بإعتبار أن الكون وضع على هيئة دقيقة موافقة لمصالح اإلنسان و منافعه الحياتية و سماه أيضا أبو المعالي الجويني دليل التخصيص بإعتبار أن الكون خصص فيه كل جزء بصورة و تقدير مناسب لطبيعته و وظيفته المتعلقة به و يسمى أيضا دليل التسوية بإعتبار أن الخلق سويت صورته في أحسن شكل و أكملت صنعته بحيث ال يكون فيه خلل و إضطراب و سمي أيضا بدليل الهداية بإعتبار أن كل جزء في الكون هدي إلى ما خلق 2

107 ألجله و ألهم غاية وجوده و يسر له الطريق لبلوغها و يسمى أيضا دليل النظام بإعتبار أن المخلوقات أحكمت بنظام دقيق تسير وفقه ال ينخرم و ال يتغير و يسمى أيضا دليل الغاية بإعتبار أن كلمخلوق من المخلوقات وضعت له غاية يسير اليها و يتوجه إليها و يسمي دليل التصميم بإعتبار أن كل الكون مصمم مبني بصورة دقيقة مذهلة مبهرة و كل جزأ فيه يؤدي وظيفة دقيقة أحيطت به و لو حصل أي تغيير في المقدار أو في المكان لوقعت آثار عظيمة و هذا اإلسم و هو دليل التصميم مشتهر عند الكثير من العلماء المشتغلين بالعلوم التجريبية.إما أن يسمى دليل التخصيص أو يسمى دليل التسوية أو دليل الهداية أو دليل النظام أو دليل الغاية أو دليل التصميم أو دليل الضبط و إما أن يسمى دليل اإلحكام كل هذه المسميات أو طرق المختلفة للوصول إلى نفس العملية اإلستداللية و هي اإلستدالل بما في إتقان الكون و إحكام خلق الكون على وجود هللا سبحانه و تعالى بصورة أساسية و على كمال قدرته و حكمته كذلك. ما الفرق بين هذا الدليل و دليل الخلق و اإليجاد تناولنا في المحاضرة الماضية دليل الخلق واإليجاد و قلنا أن هذا الدليل مبني على مقدمتين : المقدمة األولى هي أن الكون ليس أزلي الكون حادث المقدمة الثانية ضرورة عقلية و هي السببية أو أن لكل حادث ال بد أن يكون له محدث فاستدللنا بماذا إستدللنا بمجرد خلق الكون أو إيجاد الكون من العدم على إيجاد هللا سبحانه و تعالى هذا في دليل الخلق و اإليجاد و لكن دليل اإلتقان و اإلحكام أو دليل الضبط و اإلحكام يختلف في أنه :- يستند إلى ما في الكون بعد وجوده فيستند الى اإلحكام الموجود في الكون و كمال الصنعة الموجود في الكون و كمال الخلق الموجود في الكون على وجود هللا سبحانه و على وحدانيته األول اإلستدالل بمجرد إيجاد الكون الثاني اإلستدالل بما في الكون و بما في تفاصيل الكون من آيات و معجزات فهذه هي النقطة األولى من نقاط اإلختالف بين الدليل األول ( دليل الخلق و اإليجاد ) و بين الدليل الثاني ( دليل اإلتقان و اإلحكام (. و النقطة الثانية من اإلختالف أيضا هو أن دليل الخلق و اإليجاد ينصب في صورة أساسية في إثبات وجود هللا سبحانه و تعالى في إثبات مجرد وجود هللا سبحانه و تعالى لكن هذا الدليل الذي نحن بصدده اليوم ال ينصب فقط في اثبات مجرد إثبات الوجود و إنما أيضا في إثبات كمال العلم و كمال القدرة و كمال الحكمة و إلى غير ذلك من الصفات فهو بصورة أساسية يثبت وجود هللا سبحانه و تعالى و يثبت له صفات الكمال المختلفة بمعني أنه أوسع وأعم و أكبر من الدليل األول و هو دليل الخلق و اإليجاد. 3

108 فهذه هي نقاط اإلختالف بين الدليلين, لكن نقاط اإلتفاق بين الدليلين هو اإلستدالل بشيء موجود على شيء غيبي أو اإلستدالل بآيات هللا المحسوسة و المنظورة على اإلستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى و هو شيء غيبي فكال المقدمات المقدمة األولى هنا ترجع بنا إما وجود الكون و إما توصيل الكون المختلفة و تفاصيل اآليات الموجود في الكون المختلفة فهي نفس المقدمات او مقدمات قريبة من بعضها و كذلك المبدأ أو المقدمة الثانية و هي مبدأ السببية أو دليل السببية و هي أن هذا الكون المتقن المبهر بكل صفاته ال بد أن يكون من صنع حكيم عليم خبير و من أولى الوجود فهو هنا نفس العملية اإلستداللية و لكن نقاط قليلة من اإلختالفات و اإلتفاقات. دليل اإلتقان و اإلحكام من أكثر االدلة الدالة على وجود هللا سبحانه و تعالى و كما قلنا دليل يقيني كما سنرى إن شاء هللا على وجود هللا سبحانه و تعالى و يعتبر من أكثر األدلة حضورا عند العلماء المسلمين عندما إستدلوا بوجود هللا سبحانه و تعالى إستدلوا بدليل الخلق و اإليجاد السابق و إستدلوا أيضا بدليل اإلتقان و اإلحكام و أكثروا و أبدعوا صراحة في صوغ هذا الدليل بصيغ مختلفة إلى أن جاء العلم التجريبي و جل هذا الدليل بصيغ مبهرة بصورة ال تفوقها رقي أصال كما سنرى إن شاء هللا في بعض التفاصيل. فمثال يقول الرازي رحمه هللا " الفطرة شاهد بأن حدوث دار منقوشة بالنقوش العجيبة مبنية على التركيبات اللطيفة الموافقة للحكم و المصلحة يستحيل إال عند وجود نقاش عالم و بان حكيم و معلوم أن آثار الحكمة في عالم العلوي و السفلي أكثر من أثار الحكمة في تلك الدار المختصرة فلما شهدت الفطرة األصلية بإفتقار النقش إلى النقاش و البناء إلى الباني فإن أوفى بأن تشهد بإفتقار كل هذا العالم إلى الفاعل المختار الحكيم بطريق األولى " يقول إبن القيم أيضا رحمه هللا : " أن هللا سبحاانه و تعالى فطر عباده حتى الحيوان البهيم على إستحسان وضع الشيء في موضعه و اإلتيان به في وقته و حصوله على الوجه المطلوب منه و على إستقباح ضد ذلك و خالفه و أن األول يعني إستحسان وضع الشيء في موضعه و اإلتيان به في وقته أن األول دال على كمال فاعله و علمه و قدرته و خبرته و ضده دال على نقصه و على نقص علمه و قدرته و خبرته و هذه الفطرة ال يمكنهم الخروج عن موجبها و معلوم أن الذي فطرهم على ذلك و جعلهم فيه هو أولى بها منهم فهو سبحانه يضع األشياء في مواضيعها التي ال يليق بها سواه و يخصها من الصفات و األشكال و الهيئات و المقادير بما هو أعلم بها من غيره و يبرزها في أوقاتها و أزمنها المناسبة لها التي ال يليق بها سواه و من لهمنظر صحيح و فكر مستقيم و أعطي التأمل شهد بذلك فيما رآه و علمه و أستدل بما شاهده على ما خفي عنه فإن الكل صنع الحكيم العليم و يكفي في هذا ما نعلمه من حكمة خلق الحيوان و أعضاؤه و صفاته و هيئاته و منافعه و اشتماله على الحكمة المطلوبة منه أتم اإلشتمال و قد ندب هللا سبحانه و تعالى عباده إلى ذلك فقال ( و في أنفسكم أفال تبصرون( و قال ( أفال ينظرون إلى اإلبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت ) إلى آخر اآليات و كذلك جميع ما يشاهد من مخلوقات عاليها و سافلها و 4

109 ما بين ذلك إذا تأملها صحيح التأمل و النظر وجدها مؤسسة على غاية الحكمة مغشاة بالحكمة فقرأ سطور الحكمة على صفحاتها و ينادي عليها هذا صنع العليم الحكيم و تقدير العزيز العليم فإن وجدت العقول أوفق من هذا فلتقترحه أو رأت أحسن منه فلتبده و لتوضحه ذلك صنع الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور و من نظر في هذا العالم و تأمل أمره حق التأمل علم قطعا أن خالقه أتقنه و أحكمه غاية اإلتقان و اإلحكام, فإنه إذا تأمله وجده كالبيت المبني المعد فيه جميع عتاده فالسماء مرفوعة في السقف و األرض ممدوده كالبساط و النجوم موضوءة كالمصابيح و المنافع مخزونة كالذخائر و كل شيء منها ألمر يصلح له و اإلنسان كالمالك المخول فيه و ضروب النبات مهيأة لمآربه و صنوف الحيوان مصرفة في مصالحه و منها ما هو للدر و النسل و الغذاء فقط و منها ما هو للركوب و الحمولة فقط و منها ما هو للجمال و الزينة و منها ما يجمع ذلك كله كاإلبل و جعل أجوافها خزائن لما هو شراب و غذاء و دواء و شفاء ففيها عبرة للناظرين و آيات للمتوسمين و في الطير و إختالف أنواعها و أشكالها و ألوانها و مقاديرها و منافعها و أ صواتها صافات و قابضات غاديات و رائحات و مقيمات و ظاعنات أعظم عبرة و أبين داللة على حكمة الخالق العليم (" و أيضا تكلم ابن رشد رحمه هللا على هذا الدليل بكالم قريب من كالم إمام القيم رحمه هللا فقال " فأما الطريق التي سلكها الشرع في تعليم الجمهور أن العالم مصنوع هلل تبارك و تعالى فأما فإنه إذا تؤملت اآليات التي تضمنت هذه المعنى وجدت الطريقة هي طريقة العناية " فابن رشد رحمه هللا طريق العناية أو دليل العناية و هي إحدى الطرق التي قلنا أنها دالة على وجود الخالق سبحانه و تعالى و ذلك أنه اإلنسان إذا نظر إلى شيء محسوس فرآه قد وضع بشكل ما و قدر ما و وضع ما موافق في جميع ذلك في المنفعة الموجودة في ذلك الشيء المحسوس و الغاية المطلوبة حتى يعترف أنه لو وجدت بغير ذلك الشكل أو بغير ذلك الوضع أو بغير ذلك القدر لم توجد فيه تلك المنفعة علم على القطع أن لذلك الشيء صانع صنعه و لذلك وافق شكله وطبعه و قدره تلك المنفعة و أنها ليس ممكن أن تكون موافقة إجتماع تلك األشياء لوجود المنفعة باإلتفاق ثم ذكر رحمه هللا أمثلة على ذلك. و ذكر غيره من العلماء كالخطابي رحمه هللا و غيره من العلماء ابن تيمية رحمه هللا الكثير من صور هذا الدليل و اإلستدالل بما في الكون من إتقان على وجود هللا سبحانه و تعالى فعندما نقول او عندما نصوغ هذا الدليل في صورة القالب المنطقي المعروف مقدمات و نتائج فإننا سنقول يقوم دليل اإلحكام و اإلتقان أو دليل الضبط و اإلتقان على مقدمتين : المقدمة األولى : أن الكون الذي نشاهده و نعيش فيه كون متقن و محكم و أمارات العناية و الرعاية ظاهرة فيه. المقدمة الثانية : أن اإلتقان و اإلحكام يستدعي وجود فاعل عليم حكيم خلق الكون على هذه الهيئة من اإلتقان و اإلحكام. 5

110 و النتيجة أن هللا تبارك تعالى هو العليم الحكيم الخبير الذي خلق الكون فهذه هي مقدمات هذا الدليل و هذه هي النتيجة العقلية الضرورية التي يستنتجها كل من صحت فطرته و صح نظره على وجود هللا سبحانه و تعالى. المقدمة األولى : أن الكون الذي نشاهده و نعيش فيه كون متقن و محكم و أمارات العناية و الرعاية ظاهرة فيه المقدمه األولى بشيء من التفصيل كوننا تناولنا في الدليل السابق و هي أن الكون متقن و محكم في خلقته يراد بهذه المقدمة بأن الكون ركب في صورة معقدة جدا ال يمكن إختزالها في أسباب راجعة إلى الكون نفسه أو إلى الصدفة يعني ال يمكن أن يكون الكون بهذا التعقيد قد خلق نفسه و ال يمكن أن تكون الصدفة خلقت أو أوجدت هذا الكون المعقد و المتشابه كما سنرى إن شاء هللا, فال يمكن إخترال هذا السبب أو سبب وجود الكون في أسباب راجعة إلى الكون نفسه أو إلى الصدفة و قد تنوعت األدلة و الشواهد الدالة على صحة هذه المقدمة و هي منقسمة إلى نوعين يعني هذه المقدمة هي واضحة و ظاهرة لكن إذا نظرنا إلى تأسيس هذا الدليل أو إلى تأصيل هذا الدليل فإننا سنقول أن هذه المقدمة مبنية على نوعين من األدلة النوع األول هو الدليل الحسي المباشر ما نشاهده مباشرة بدون أي واسطة. النوع الثاني من األدلة هي األدلة العلمية و التجريبية التي ظهرت في العصور المتأخرة و العصر الحديت و التي بينت و جلت و وضحت مدى دقة إحكام و إتقان هذا الكون بثوابته المختلفة كما سنرى إن شاء هللا. فالنوع األول من أنواع األدلة التي تثبت هذه المقدمة و هي أن الكون متقن محكم هو الدليل الحسي المباشر فكل عاقل يشاهد أصناف منوعة من اإلتقان في الوجود و أشكاال متعددة من اإلحكام في صنعة األشياء و لقد كان هذا النوع من اإلستدالل الحسي المباشر منتشرا عند األقدمين قبل ظهور العلم التجريبي و في بيانه و اإلعتماد عليه كما رأينا مثال إبن قيم و إبن رشد أو غيرهم من العلماء المتقدمين سواء كانو مسلمين و غير مسلمين فأنهم يستدلون بحقائق المشاهدة المحسوسة على دقة الخلق و على إحكامه و إتقانه و على أسماء هللا سبحانه و تعالى و صفاته المتعلقة بذلك إلى أن ظهرت المقدمات المختلفة أو التطورات المختلفة في األصناف المختلفة من العلم التجريبي أو في الجهات المختلفة من العلم التجريبي و أصبح يضاف إلى هذا الدليل الحسي المباشر أدلة علمية دقيقة توضح مدى الدقة حتى أكثر من المشاهدة الحسية المباشرة فإستكماال إلى الدليل الحسي المباشر يقول أحد الباحثين " أنه إذا تأمل اإلنسان و تفكر في ظاهرة اإلتقان الموجودة في هذا الكون و 6

111 سعى في تتبع مظاهره و صوره فسيلحظ أنها مسألة شديده الكثافة و الحضور في هذا العالم الذي نعيش فيه فمشاهد الجمال و الجالل و اإلتقان المبهرة تمأل الكون ". يقول الفيزيائي الملحد حتى ستيفن واينبرغ " علي أن أعترف أن الطبيعة تبدو لى أحيانا جميلة أكثر مما ينبغي لها أن تكون " و يكفي أن تدرك أن هذا الجمال و اإلتقان لو لم يكن بهذه الكثرة الهائلة لكنا أمام كون مختلف تماما و إلستحال عالمنا إلى حال تصعب أو تستحيل الحياة فيه و لكثرة دالئل اإلتقان الموجودة في الكون أثر في شيوع هذه الداللة و سهولة إدراكها و مالحظتها ( يعني داللة اإلتقان و اإلحكام ) بل أنها تجعل من هذا النمط اإلستداللي قضية قابلة لوقوع التفاوت في مالحظته و إدراكه كما و كيفا و هو تفاوت عائد إلى حجم التفاوت الواقع بين الناس في تفكرهم و تأملهم و تدبرهم في أمارات الصنعة الموجودة في الخالئق و هو أيضا راجع إلى ما يقع بينهم من تفاوت في المعارف و العلوم و كلما كانت أدوات المرء أكثر و أنضج كان له من اإلستشراف على دقائق هذا اإلحكام ما يكون من دونه فأصل إدراك هذه القضية متحقق عند الناس جميعا لمجرد سالمة الفطرة و الحس إال أنهم يتفاوتون بعد ذلك في ممارسة عقولية التفكر و يتفاوتون فيما يلحقهم من آثاره و في الكتابات التراثية في األسالم إستشارة أيمانية شرعية لممارسة عقودية التفكر طلبا لمعرفة البارئ تعالى و تعميقا للعلم به و صفات كماله و من أحسن ما كتب في مثل هذا ما ذكره اإلمام إبن القيم رحمه هللا في كتابيه شفاء العليل و مفتاح دار السعادة فهذا فيما يتعلق بالنوع األول من األدلة و هو الدليل الحسي المباشر أو ما يلحظه اإلنسان من آثار تفكره في آيات الكون المختلفة. الدليل الثاني أو النوع الثاني من األدلة في هذه المقدمة الشديدة الوضوح و الظهور هو الدليل العلمي التجريبي فمع تطورات العلم الحديث إكتشف العلماء أصنافا من اإلتقان و اإلحكام في الكون و ألوانا مبهرة من الدقة و التقدير و أشكاال مختلقة من التصميم المبهر التي ال تكاد تستوعبه العقول و صنف العلماء و تفننوا في توضيح هذا اإلحكام و تناغمه و دهشته و اإلقرار بإتقان صنعة الكون و إحكامه ودقة تقديره ليس خاصا بالعلماء المؤمنين بل أقر به أكثر علماء المالحدة فهنا نسترجع أيضا المقدمة األولى من الدليل األول و هو دليل اإلتقان أو هو دليل الخلق و اإليجاد بأن هذه المقدمة لم يتصل على اإلقرار بها المؤمنين بل أقر بها بعض الملحدين المنصفين أقروا أيضا بهذه المقدمة هو أن الكون مخلوق أو موجود بعد عدم إال أنه لهم إجاباتهم المختلفة كما تناولنا في المحاضرة السابقة على تصريف هذه المقدمة إلى صروف أخرى و كذلك هنا فإن اإلقرار بالمقدمة األولى و هي مقدمة اإلتقان و اإلحكام ليس خاصا بالمؤمنين و إنما أكثر علماء المالحدة على اإلقرار بهذه المقدمة و هي إتقان صنعة الكون و إحكامه و دقة تقديره مثال يقول بول ديفيز ( حتى العلماء الملحدون الذين يشكلون جزءا صغيرا جدا و هشا من الكون يدمجون قصائد المديح في ضخامته و عظمته و تناغمه و أناقته و عبقريته (. 7

112 و من المالحدة الذين توسعوا في شرح اإلتقان و اإلحكام في الكون العالم المعاصر ستيفن هوكينغ فإنه أولى هذه القضية إهتماما بالغا و كرر مرارا بأن الكون متصف بالضبط الدقيق المبهر يقول ( معظم الثوابت األساسية في نظرياتنا تبدوا مضبوطة بدقة بمعنى أنها لو عدلت مقادير بسيطة فإن الكون سيختلف كيفا سيكون في حالة عجيبة غير مالئم لتطورات الحياة ) و يقول أيضا ( يبدو أن كوننا و قوانينه كليهما مصممان على يد خياط ماهر لدعم وجودنا( و لكنه مثل ما أرجع دليل مقدمة وجد الكون من العدم إلى أشياء أخرى و لكنه أيضا هنا حاول أن يرجع ذلك الضبط الدقيق إلى مصدر آخر غير الخالق سبحانه و تعالى. و قد أكثر العلماء التجريبيون من الحديث على أشكال الدقة و اإلحكام في الوجود و قدموا براهين و أدلة متعددة و مظاهر الضبط الدقيق في الوجود و مشاهده شاملة لمجاالت كثيرة من العلم التجريبي مثل مجال الفلكي المجال الفيزيائي و المجال الحيوي المتعلق بالحياة و مجرياتها و معلوماتها و غير ذلك من المجاالت و قد تحدث كل أصحاب إختصاص عن ما إكتشفوه من ذلك التصميم مبهر و اإلتقان المذهل و في ذلك أيضا كتاب المشهور الغني عن التعريف ( هللا يتجلى في عصر العلم ) هذا الكتاب طبعا جمعت فيه مقاالت للعديد من العلماء األمريكيين المتخصصين في التخصصات العلمية المختلفة و مقاالتهم حول كيف أن العلم قادهم إلى وجود هللا سبحانه و تعالى و كيف أنهم الحظوا دقائق الكون الموجودة على عظمة هللا سبحانه و تعالى و دقة صنعه و إتقانه نذكر أمثلة بسيطة على أشكال الدقة و اإلحكام مثل قضية الثوابت الكونية فالكون ضبط بقوانين دقيقة ثابته صارمة تشترك فيما بينها في تسهيل مجريات الكون كلها ليكون مناسبا للعيش و الحياة فيه و لو وقع أي تغير في تلك الثوابت و لو قليل فإنه من المستحيل أن يكون على صورته التي هو عليها. و قد بنى حديث العلماء التجريبيين عن داللة العلم التجريبي على دقة الكون و روعة قوانينه منذ عقود فكتب العالم الشهير كريسي موريسون كتاب ( اإلنسان ال يقوم وحده ) والذي ترجم بالعربية بعنوان العلم يدعو إلى اإليمان و هذا الكتاب رد على كتاب ملحد بعنوان ( اإلنسان يقوم وحده ) يعني ليس له حاجة إلى إله أو غير ذلك رد كريسي موريسون على هذا الكتاب بعنوان ( اإلنسان ال يقوم وحده ) و ترجم الى العربيه بعنوان العلم يدعو إلى اإليمان و إنطلق فيه في إثبات وجود هللا بأن عالمنا الذي نعيش فيه عالم فذ محكم البناء و متقن التصميم لدرجة مذهلة جدا ثم توسع كثيرا في شرح مشاهد اإلتقان في العالم فذكر على سبيل المثال أن دوران األرص حول محورها قد حدد بالضبط لدرجة أن إختالف ثانية واحدة في مدى قرن من الزمان يمكن أن يقلب التقديرات الفلكية كلها و تحدث عن الضوابط الكونية حتتى الكواكب األخرى كالزهرة و المريخ و العطارد و غيرها و على النسب الدقيقة في الهواء في الكون و الغازات المنتشرة فيه.أيضا هناك كتاب غاية في الروعة بصراحة بالكالم على هذه النسب و هو كتاب ( قدر الطبيعة ) فهو كتاب موجود بالعربية و توجد باللغة اإلنجليزية. و يتحدث أستاذ الكيماء توماس دايفد باركس عن دقة التصميم المتعلقة بعنصر واحد فقط من العناصر الموجودة في األرض و هو الماء و يقول " و للماء فوق ذلك كثير من الخواص األخرى ذات األهمية 8

113 البالغة و التي إذا نظر اإلنسان إليها في مجموعها وجدها تدل على التصميم و التقدير فالماء يغطي نحو ثالثة أرباع سطح األرض و هو بذلك يؤثر تأثيرا بالغا على الجو السائد و درجة الحرارة و لو تجرد الماء من بعض خواصه الفيزيائية لظهرت على سطح األرض تغيرات في درجة الحرارة تؤدي إلى حدوث الكوارث و للماء درجة ذوبان مرتفعة و هو يبقى سائال فترة طويلة من الزمن و له حرارة بالغة اإلرتفاع و هو بذلك يساعد على بقاء درجة الحرارة فوق سطح األرض عند معدل ثالث و يصونها من التقلبات العنيفة و لوال كل ذلك لنتج إنتهاء صالحية األرض في الحياة إلى حد كبير و لقلت متعة نشاط اإلنسان على سطح األرض بدرجة عظيمة ". و فرانك آلن عالم الطبيعة البيولوجية فإنه يتوسع بالكشف عن مظاهر اإلتقان في الكون فيقول ( أن مالئمة األرض للحياة تتخذ صورا عديدة ال يمكن تفسيرها على أساس المصادفة أو العشوائية فاألرض كرة معلقة في الفضاء تدور حول نفسها فيكون في ذلك تتابع الليل و النهار و تسبح حول الشمس مرة في كل عام فيكون في ذلك تتابع الفصول الذي يؤدي بدوره إلى زيادة مساحة الجزأ الصالح للسكن من سطح الكوكب و يزيد من إختالف األنواع النباتية أكثر من لو كانت األرض ثابتة و يحيط باألرض غالف غازي يشتمل على الغازات الالزمة للحياة و يلتف حولها إلى إرتفاع كبير يزيد على 500 ميل و يبلغ هذا اإلرتفاع للغالف الغازي من الكثافة درجة تحول دون الوصول ماليين الشهب القاتلة إليها منقدة بسرعة 30 ميل في الثانية و الغالف الذي يحيط باألرض يحفظ درجة حرارتها في الحدود المناسبة للحياة و يحمل بخار الماء من المحيطات الى مسافا ت بعيدة داخل القارات حيث يمكن أن يتكاثف مطرا يحيي األرض بعد موتها و المطر مصدر الماء العذب و لواله ألصبحت األرض صحراء جرداء خالية من كل أثر للحياة و من هنا نرى أن الجو و المحيطات الموجودة على سطح األرض تمثل عجلة التوازن في الطبيعة ". حتى العالم الملحد ستيفن يقول " أن نظامنا الشمس لديه خصائص أخرى ملحوظة لم يكن من الممكن أن تتطور أشكال الحياة المعقدة من دونها " هذا أحد المالحدة يقول هذا ثم يقول ( أنه لو كان التفاوت المركزي لمدار األرض ( المدار التي تدور فيه األرض حول الشمس( قريبا من الواحد الصحيح فإن محيطاتنا ستغلي عندما نصل ألقرب نقطة من الشمس و سنتجمد عندما نصل ألبعد نقطة األمر التي يجعل إجازات الصيف و الشتاء غير ممتعة إن تفاوتات المركزية المدارية الكبيرة لن تقضي على الحياة و لهذا فنحن محظوظون بأن يكون لدينا كوكب تفاوته المركزي أقرب من الصفر بمعنى أن التفاوت في المدار في القرب والبعد من الشمس أقرب من الصفر وإال فبعض الكواكب األخرى تقترب وتبتعد بصورة كبيرة أثناء دورانها حول الشمس, فهنا إذا كانت األرض لها نفس االختالفات المدارية الكبيرة أثناء دورانها حول الشمس بحيث تقترب وتبتعد فإنه في حال اقترابها ستتحول إلى جحيم وفي حال ابتعادها ستتحول إلى جحيم أيض ا, فاالختالف المداري لكوكب األرض على الخصوص يكون أقرب من الصفر بمعنى إنها تحافظ على نفس المسافة من قربها وبعدها من الشمس طوال فترة دورانها حول الشمس ثم يقول أيض ا: ونحن محظوظون بالعالقة بين كتلة شمسنا وبين المسافة التي تبعدنا عنها فإن كانت كتلة الشمس أقل أو أكثر من 20 بالمائة فإن األرض ستكون أبرد من المريخ أو أسخن من الزهرة اليوم. 9

114 وأيضا أنتوني فلو العالم الشهير كما ذكرناه سابق ا الذي انتقل من اإللحاد إلى اإليمان بوجود هللا فإنه ذكر أن أحد أهم أسباب رجوعه عن اإللحاد ما اكتشفه العلم التجريبي من اتقان هائل في مجال الطبيعة ونشأة الكون والحياة وتنوع الكائنات الحية وذكر أن الكون أعد وصمم الستقبال الحياة عليه بدقة بالغة ثم أخذ يضرب بعض األمثلة على ذلك. أيضا يقول ويليم لينكرج وهو أحد الفالسفة المؤمنين بوجود هللا سبحانه و تعالى من المعاصرين وله عدة مناظرات كثيرة مع بعض المالحدة أيض ا يقول :"ذهل العلماء حيال القدر العظيم من التعقيد والدقة التي كان يجب أن تتسم بها الظروف األولى للكون حتى تظهر فيه الحياة".ومن ثم تتطور في مختلف مجاالت الفيزياء والفيزياء الفلكية وعلم الكونيات.الكالسية وميكانيكا الكم والكيمياء الحيوية وما إلى ذلك وأعلنت االكتشافات مرار ا أن وجود حياة يعتمد على توازن هذا التوازن البد أن يكون من صنع اإلله الحكيم أو اإلله المتقن كما سنرى في المقدمة الثانية إن شاء هللا. وهناك أيض ا الكثيروالكثير من األدلة العلمية المختلفة في كل صنوف وفي كل فروع المعرفة. فعلى سبيل المثال هناك القوى الموجودة في الكون أو القوى األربع الكبيرة الموجودة في الكون مثل قوة الجاذبية والقوى النووية والقوى الكهرومغناطيسية وغيرها من القوى إذا تناولنا تفاصيل هذه القوى المختلفة وكيف أنها أعدت بعناية وبإحكام وكيف أنها متكاملة مع بعضها البعض لظهر لنا من العجب ما تكاد تعجز فعال العقول عن استيعابه. وأيضا من ناحية الثوابت الكونية المختلفة والعالقات الذرية والعالقات بين المجرات المختلفة وغير ذلك من األمور التي يطول ويصعب حصرها, وفي ما أحلناه للمراجع المختلفة كفاية إن شاء هللا خاصة كتاب هللا يتجلى في عصر العلم فإنك ستجد تنوع كبير من مجاالت علمية مختلفة تصب في نفس االستدالل وتصب في نفس العملية االستداللية. المقدمة الثانية من مقدمات هذا الدليل وهو أن لكل شيئ محكم متقن معقد ذو تصميم بالغ في التعقيد فإنه البد له من صانع حكيم عليم خبير بما في هذا الشيئ وهذا أيض ا راجع إلى مبدأ السببية الذي تتفق عليه كافة العقول والفطر السوية. فهذه المقدمة المقدمة الثانية- الذي يراد بها أن.مشاهد اإلحكام الذي في الوجود يتعذر أن تقع بغير فاعل عليم مختار مريد حكيم قادر يقوم بتصميمها وتقديرها لكونها تفاصيل معقدة ومتداخلة جد ا وتصاميم مبهرة مذهلة وهذه المقدمة من أجدى المقدمات وأظهرها في العقول ويدل على صحتها وضرورتها أمران 10

115 األمر األول الضرورة العقلية ومبدأ السببية وذلك أن اإلحكام واإلتقان في حقيقته فعل من األفعال والعقل الضروري يدل على أن الفعل ال بد له من فاعل يقوم به إذ يستحيل أن يوجد فعل في الوجود من غير فاعل كما سبق االستدالل عليه في الدليل السابق دليل الخلق واإليجاد- بل االتقان واإلحكام ليس مجرد فعل وإنما هو فعل مخصوص بحالة أوبحاالت خاصة وهذه الخصوصية تتطلب أن يكون فاعله متصفا بصفات كمالية أو بصفات كمال عالية متناسبة مع حالة ذلك الفعل. وأما األمر الثاني فهو الضرورة الرياضية ففضال عن أن الضرورة العقلية تكفي وتدل على استحالة وجود اإلتقان بغير فاعل حكيم عليم قدير فإن الحسابات الرياضية أيضا تدل على ذلك وتؤكده وتثبت بطالن كل اإلحتماالت األخرى كالحدوث بالصدفة المفاجئة أو التطور طويل األمد وقد تفنن العلماء كثيرا في ضرب األمثلة الحسابية التي تدل على استحالة وقوع اإلتقان واإلحكام بالصدفة وتكشف عن ضرورة وجود الفاعل المختار لفعل ذلك. نأخذ مثاال واحدا من هذه األمثلة وهو المثال الذي ضربه العالم الشهير الذي تحدثنا عنه كريس موريسون حيث ذكر أننا لو أخذنا على سبيل المثال دراهم عشرة وكتبنا على كل واحد منها رقما خاصا متسلسال ووضعناها في صندوق ثم خلطت خلطا جيدا وطلبنا من أحد ان إخراجها مرتبة فإن احتمال ظهور الرقم واحد يكون بنسبة 1 إلى 10 إلن هى دراهم عشرة وكل درهم عليه رقم متسلسل- وأما احتمال ظهور الرقمين 2,1 بالترتيب فهوبنسبة 1 إلى 100 يعني إذا سنأخذ الدرهم األول مكتوب عليه واحد و الدرهم الثاني مكتوب عليه واحد هذه النسبة كم 1 إل 100 يعني من كل 100 محاولة, محاولة واحدة قد تصدف وتأتي بالنتيجة 1 إلى 2 واحتمال ظهور األرقام 3,2,1 بالتتابع يكون بنسبة 1 إلى 1000 واحتمال ظهور األرقام كلها مرتبة من 1 إلى 10 يكون بنسبة 1 إلى 10 أس 10- أى واحد أمامه عشرة أصفار ولو أجرينا عملية السحب ليال ونهارا بحيث نسحب ورقة كل 5 ثوان نحتاج إلى 1500 سنة لكى يكون هناك احتمال واحد لسحب هذه األرقام العشرة بتسلسلها الصحيح. طبعا الغرض من هذا المثال إن أصحاب اإللحاد يقولون إن هذا اإلتقان واإلحكام بعضهم يقول بالصدفة فاالحتمال أصال.إتقان الثوابت الكونية المختلفة وتكاملها مع بعضها البعض ثابت واحد يكون فيه 10 أو 1 أمامه عشرات األصفار ومئات األصفار المختلفة فما بالك بعشرات الثوابت أوصلها العلماء تقريبا إلى حوالي 30 ثابت كوني فهذه الثوابت كلها درجة المعايرة فيها أو درجة الضبط فيها على أعلى درجة من اإلتقان ويستحيل أن يوجد بالصدفة فما بالك بتداخل هذه الثوابت مع بعضها البعض.وإتقانها مع بعضها البعض. فهذه األمثلة أو األمثلة الرياضية المختلفة والتي يمكن الرجوع فيها إلى توسعات أكبر إنما هى إلبطال هذه الصدفة وأن هذه الصدفة مستحيلة عقال أو مستحيلة منطقا فعلى سبيل المثال في كتاب قدر الطبيعة الذي 11

116 أشرنا إليه يقول مايكل دنتون على سبيل المثال. أنه هذه الشروط الضرورية لحياة اإلنسان خاصة من عالم الكيمياء والبيولوجيا والجيولوجيا والثوابت الكونية المختلفة يستحيل منه أن توجد حياة بالصدفة ليس مجرد وجود الكون بدون حياة بل حتى وجود الحياة نفسها يستحيل أن توجد بالصدفة أو بمبدأ الصدفة. أيضا كتب الفيزيائي روجر بنروز أن ثابتا واحدا من الثوابت الثالثين التي أوصلها العلماء وهو المسمى Original Phase Speed Volume يتطلب ضبطا دقيقا لدرجة ان الخالق يجب أن يعده بدقة جزء من 10 أس 10 مضروب في 123 رقم والذي يعادل 10 مليار مضروبا في نفسه 123 مرة وأشار ).بنروز( أن المرأ ال يمكنه حتى كتابة هذا الرقم بتمامه فهو واحد مدفوع ب 123 صفر هذا الرقم أكبر من عدد الجسيمات األولية في الكون كله هذا رقم ثابت فيزيائي واحد أو ثابت كوني واحد من الثوابت الكونية وأنه ينبغي ضبط هذا الثابت بدقة واحد امامها 123 صفر هذا ثابت واحد فما بالك ببقية الثوابت وما بالك بتداخل هذه الثوابت مع بعضها البعض. فمن خالل هاتين المقدمتين الضروريتين يعني المقدمة األولى ضرورية ال تحتاج إلى نظر واستدالل و المقدمة الثانية أيض ا ضرورية ال تحتاج إلى نظر واستدالل وإنما نذكر هذه التفاصيل فقط لتأصيل الدليل كيف يمكن ان يكون عندك الدليل أو تؤصل هذا الدليل لمن يريد التعرف عليه وإال فالمقدمات ضرورية ال تحتاج إلى نظر واستدالل فمن خالل هاتين المقدمتين, المقدمة األولى وهى أن الكون متقن محكم في خلقته وصنعه والمقدمة الثانية- السببية - وهى أن لكل شيئ متقن محكم فاعل عليم قدير خبير وما إلى ذلك فهاتين المقدمتين. فمن هاتين المقدمتين الضروريتين ينتقل العقل اإلنساني إلى النتيجة الضرورية الالزمة لهما وهى أن الكون البد له من خالق عالم حكيم قادر مريد فإذا ثبت أن الكون متقن ومحكم وثبت أن اإلتقان واإلحكام البد له من فاعل فإن الذهن اإلنساني ينتقل مباشرة إلى النتيجة من غير توقف أو تردد وهو أنه هللا سبحانه وتعالى. ودليل اإلتقان ال يدل ضرورة على وجود الخالق فقط كما تناولنا في الفروقات وإنما يدل على ضرورة أن يكون الخالق متصف ا بصفات عديدة.كصفة العلم والحكمة واإلرادة والمشيئة والحياة ألن اإلتقان واإلحكام فعل مخصوص متصف بالدقة والتركيب المعقد ووضع كل شيئ في موضعه المناسب له وهذه الصنائع تتطلب أن يكون الفاعل.لإلتقان متصف ا بالعلم حتى يمكنه إدراك كل ما يتعلق بصفات األجزاء وطبائعها وأن يكون متصفا بالقدرة حتى يمكنه التأثير على كل مكون ومتصفا باإلرادة حتى يمكنه رسم صورة اإلتقان وترجيحها وكل ذلك يتطلب ان يكون متصف ا بالحياة الستحالة االتصاف بتلك الصفات بدون الحياة فهذا ما يتعلق بدليل الضبط واإلتقان أو دليل الضبط واإلحكام أو دليل العناية أو دليل الرعاية أو دليل التصميم وغير ذلك من التسميات. طيب هل هذا الدليل بصورته البدائية وليست بصورته المنطقية المقدمة كذاو المقدمة كذا والنتيجة كذا بصورته البدائية المعقولة.. هل هذا الدليل موجود في القرآن والجواب نعم ممكن امثلة }و ف ي ا أ ل أرض آ ي ات ل ألم وق ن ين * و ف ي أ أنف س ك أم أ ف ل ت أبص ر ون {. 12

117 إذا تأملنا في الوحى فإنا نلمس سعة استعمال الوحى لدليل اإلتقان واإلحكام كدليل يكشف للعبد عظمة ربهتعالى وكمال علمه وقدرته فمثال قول هللا عز وجل { ه للا الهذ ي ر ف ع ال هسم او ات ب غ أير ع م د ت ر أون ه ا ث هم ا أست و ى ع ل ى ا ألع أرش و س هخر ال هش أمس و ا ألق م ر ك ل ي أجر ي ل ج ل م س م ى ي د ب ر ا أ ل أمر ي ف ص ل ا أ لي ات ل ع لهك م ب ل ق اء ر ب ك أم ت وق ن و ن {ومثلها قول هللا عز وجل }و ف ي ا أ ل أرض آي ات ل ألم وق ن ين } فذكر أوال بعض األمثلة على دقة الكون ثم قال يدبر األمر يفصل اآليا ت لعلكم بلقاء ربكم توقنون ولم يقل تؤمنون وأيضا في اآلية األخرى وفي األرض آيات للموقنين فهذا الدليل يوصل العبد السوى الفطرة إلى درجة اليقين في وجود هللا سبحانه وتعالى وفي كماله سبحانه وأنه متصف بكل صفات الكمال. أيضا من األدلة على ذلك قول هللا عز وجل} أ و ل أم ي نظ ر وا ف ي م ل ك وت ال هسم او ات و ا أ ل أر ض أى شيئ } خلقه هللا تعالى لو نظرت إليه لوجدت اإلتقان واإلحكام في أعلى صورها فقال و م ا خ ل ق ه للا م ن }أو ل أم ش أيء ي نظ ر وا ف ي م ل ك وت ال هسم او ات و ا أ ل أر ض و م ا خ ل ق ه للا م ن ش أيء و أ أن ع س ى أ ن ي ك ون ق د ا أقت ر ب أ ج ل ه أم ف ب أ ي ح د يث ب أعد ه ي أؤم ن ون {, فبأى حديث بعد هذه األدلة اليقنية يؤمنون وقال تعالى { أف ل أم ي أنظ ر وا إ ل ى ال هسماء ف أوق ه أم ك أي ف ب ن أيناها و ز يهنهاها و ما ل ها م أن ف ر وج )6( و ا أ ل أرض م د أدناها و أ ألق أينا ف يها ر واس ي و أ أنب تأنا ف يها م أن ك ل ز أوج ب ه يج )7( ت أبص ر ة و ذ أكرى ل ك ل ع أبد م ن يب )8( و ن هز ألنا م ن ال هسماء ماء م بار كا ف أ أنب تأنا ب ه ج نهات و ح هب ا ألح ص يد )9( و النه أخل باس قات ل ها ط ألع ن ض يد {إلى آخر اآليات. وأيضا قال تعالى }الهذ ي خ ل ق س أبع س م او ات ط ب اق ا هما ت ر ى ف ي م ن ت ف او ت {فإذا تأملت هذه الجملة ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ثم تدبرت ما وصل إليه العلم من إتقان وإحكام الثوابت الكونية المختلفة بحيث ال يتخلف ثابت عن ثابت وال يتفاوت ثابت عن ثابت في الدقة واإلتقان عرفت عظمة هذه خ ألق ال هر أحم ن أحم ن ا ألب ص ر ك هرت أين ي نق ل أب ا لية { هما ت ر ى ف ي خ ألق ال هر م ن ت ف او ت ف ا أرج ع ا ألب ص ر ه أل ت ر ى م ن ف ط و ر )3( ث هم ا أرج ع }و ت ر ى ا ألج ب ال ت أحس ب ه ا ج ام د ة و ه ي ت م ر م هر ال هسح اب ص أنع ه للا الهذ ي إ ل أيك ا ألب ص ر خ اس ئ ا و ه و ح س ير } وقوله تعالى أ تأق ن ك هل ش أيء { صنع هللا سبحانه وتعالى الذي أتقن كل شيئ) إنه خبير بما تفعلون (وقوله تعالى م ألك ال هسم او ات و ا أ ل أرض و ل أم ي تهخ أذ و ل د ا و ل أم ي ك ن لهه ش ر يك ف ي ا ألم ألك و خ ل ق ك هل ش أيء ف ق هدر ه ت أقد ير ا{. }الهذ ي ل ه وقوله تعالى }و ال هش أمس ت أجر ي ل م أست ق ر ل ه ا ذ ل ك ت أقد ير ا ألع ز يز ا ألع ل يم )38( و ا ألق م ر ق هد أرن اه م ن از ل ح تهى ع اد ك ا ألع أرج ون ا ألق د يم )39( ل ال هش أمس ي أنب غ ي ل ه ا أ أن ت أدر ك ا ألق م ر و ل الله أيل س اب ق النهه ار و ك ل ف ي ف ل ك ي أسب ح ون في ذلك والتي تتعلق مباشرة باإلنسان هو قول هللا عز وجل. } خ ل ق ك ف س هواك ف ع د ل ك )7 ) ف ي أ ي ص ور ة م ا ش اء ر هكب ك } ومن أفضل اآليات { ي ا أ ي ه ا ا أ ل أنس ان م ا غ هرك ب ر ب ك ا ألك ر يم (6) الهذ ي وأيضا قوله تعالى { و ف ي أ نف س ك أم أ ف ل ت أبص ر و ن ش أيئ ا و ج ع ل ل ك م ال هس أمع و ا أ ل أبص ار و ا أ ل أفئ د ة ل ع هلك أم ت أشك ر ون } وقوله عزوجل { و ه للا أ أخر ج ك م م ن } وقوله عزوجل }الهذ ي أ أحس ن ك هل ش أيء خ ل ق ه ب ط ون أ همه ات ك أم ل ت أعل م و ن و ب د أ خ أل ق 13

118 ا أ ل نس ان م ن ط ي ن ق هدر ف ه د ى {وقوله عزوجل في أول سورة األعلى { {إلى آخر اآليات. س ب ح ا أسم ر ب ك ا أ ل أعل ى الهذ ي خ ل ق ف س هوى و الهذ ي وأيضا في محاجة موسى - عليه السالم - لفرعون في قوله تعالى على لسان موسى { ق ال ر ب ن ا الهذ ي أ أعط ى ك هل ش أي ء خ ألق ه ث هم ه د ى } فكل هذه اآليات وشبيهها والقرآن مليء بذلك وأحاديث النبي ﷺ مليئة بذلك فكل هذه اآليات وغيرها داللة تخاطب العقل وتخاطب القلب على يقينية اإليمان باهلل - عزوجل - بناءا على ما قارناه في االستدالل بالخلق والتقان واإلحكام على ذلك. خزعبالت المالحدة في الرد على هذا الدليل : فهم استدلوا ببعض األمور والمشاكسات الصبيانية التي يضحك منها كل عاقل سليم العقل فقالوا :- إن هذا الضبط الدقيق نسبي يعني أنه قد يظهر لك أنه ضبط دقيق وقد يظهر لي أنه ليس ضبطا دقيقا وهذه األمور ال يحتاج العاقل إلى ردها ولكن ينبغي أن نعرف كيف يعادون العقل والمنطق في سبيل التشبث بإلحادهم ولن يستطيعوا فيذكرون أن هذا الدليل ( الضبط الدقيق ) نسبي يظهر للبعض دون البعض وهذه النقطة مهمة كما تناولنا في األدلة على المقدمة األولى أن األدلة هي أدلة حسية وأدلة علمية تجريبية وقلنا أن األدلة الحسية األصل فيها أن كل البشر مشتركون في الوصول لها ولكنها تزيد أو تقل بالنسبة للشخص الذي يكثر من التفكر والتدبر أو يكون لديه معارف وعلوم أكثر من اآلخر فهنا قولهم أن هذا الضبط الدقيق نسبي فالنسبية ليست في الضبط الدقيق وإنما في معرفة الشخص نفسه بمدى الضبط الدقيق هذا فهذا الضبط موجود موجود فال تقل أنه نسبي بمعنى أنه موجود في نظر شخص وغير موجود في نظر شخص آخر فهذا الضبط ال ينكره أي عاقل ولكن النسبية هنا في جزء دقيق من الضبط الدقيق وهي معرفة بعض التفاصيل عن الضبط الدقيق وإال فالذي يرى الثوابت الكونية المختلفة فهذه ليست نسبية كل شخص يعرف مدى دقة الثوابت الكونية ومدى دقة وإحكام خلق الكون وقوانين الكون المختلفة فكل عاقل يعرف ذلك يقر بالضبط الدقيق ولكن الذي ال يعرف )ال يعرف الضبط الدقيق ) وليس معناه عدم وجوده. - بعضهم يقول الضبط الدقيق غير صحيح غير سليم ويستدلون ببعض األرقام المختلفة على مسائل مختلفة وهو أيضا مشابه على االعتراض األول أي أنه نسبي أي موجود 14

119 في أحيان وغير موجود في أحيان أخرى والثوابت والقوانين الكونية المختلفة على كثرتها ال يضر االختالف في أجزاء دقيقة منها وأجزاء ضئيلة منها يعني مثال إذا قلنا نسبة الضبط الدقيق 1: مليون وآخر يقول 1:2 مليون هناك تفاوت في العدد نعم لكن النتيجة واحدة وهي أنه يوجد ضبط دقيق بغض النظر إن كان واحد مليون أو 2 مليون فهو مشابه لالعتراض األول. -وهو أنهم يقولون أنه %99 من الكون غير معد للضبط الدقيق وهذا صحيح بالنسبة للحيا ة البشرية فإن األرض فقط هي التي علمنا حتى اآلن أنها تصلح لتنوع الحياة المختلفة هذا ليس معناه أنه ال يوجد حياة أخرى في مكان آخر وليس في الشرع ما يدل على اثبات هذا أو نفيه لكن هذه حجة عليهم بمعنى أن هذه %99 من الكون يوجد بها ضبط دقيق بالنسبة لوجود الكون مثال فالضبط الدقيق بالنسبة للثوابت الكونية في بداية االنفجار العظيم أو بالنسبة للثوابت الكونية الفيزيائية والكيميائية والحيوية المختلفة فبعد االنفجار العظيم والكون على ما هو عليه اآلن كلها ثوابت كونية يوجد بها ضبط دقيق ولكن ال يوجد ضبط دقيق لمظاهر الحياة المختلفة إال على األرض و هذا ال ينفي أيضا الضبط الدقيق سواءا على األرض أو في جوانب الكون المختلفة لماذا إلن األرض جزء من الكون فإذا كان الكون من الناحية الفيزيائية ومن الناحية الكيميائية مضبوطا ضبطا دقيقا كله والمجرات مضبوطة والنجوم كذلك وكتلة النجوم مضبوطة وكلها مضبوطة بهذه الضوابط الكونية المختلفة فإنه ال يضر أال تكون مضبوطة بالنسبة للحياة فإن األرض هي مجرد جزء ضئيل من الكون ويوجد عليها الضبط الدقيق لظهور الحياة المختلفة فإذا انتفى الكون انتفت األرض بالتبعية إلنها جزء من الكون فكونهم يقولون أن %99 من الكون ليس معدا للضبط الدقيق للحياة صحيح ولكن ال يقدح في أصل االستدالل وهو أنه يوجد ضبط دقيق سواءا في الكون أو األرض في الكون فبمجرد وجود الكون واستمرار الكون واألرض بالنسبة الحياة. 15 ومن ضمن األمورالتي يتشبث بها العلماء من هذا الجانب وجميع هذه االعتراضات على المقدمة األولى وهي مسألة الضبط الدقيق نفسها أو اتقان وإحكام الكون نفسها وهذه االعتراضات على المقدمة الثانية وهي أن الضبط الدقيق البد له من إله حكيم عليم خبير قدير فيتشبثون بنظرية التطور ولذلك المالحدة يعتبرون نظرية التطور هي قالب النجاة بالنسبة لهم ألنهم يعتمدون عليها في تقرير أمور مختلفة وفي الرد على بعض األدلة المختلفة للمؤمنين فهم يقولون أن التطوروتنوع الحياة المختلفة مبني على الصدفة والعشوائية واالنتخاب الطبيعي والطفرات العشوائية وقد تناولنا ذلك بشيء من التفصيل في محاضرة سابقة ثم يقولون أيضا بنظرية األكوان المتعددة وتناولناها أيضا في ديل الخلق وااليجاد.

120 واإلعتراض األخير إعتراض على النتيجة وهو من ضبط الضابط يعني من ضبط هذا الذي ضبط الكون وهو مشابه العتراضهم السابق )من خلق الخالق ( نفس المغالطة المنطقية فهذا الضابط ال يحتاج لمن يضبطه والخالق ال يحتاج لمن يخلقه إلنه ليس مخلوقا أصال فهذه معظم االعتراضات الهشة على هذا الدليل اليقيني على وجود هللا سبحانه وتعالى وعلى كمال قدرته وحكمته عزوجل. نختم بهذا الفيديو البسيط الذي يلخص المحاضرة كلها. في العام 1966 صدر عدد من مجلة التايم كتيب على غالفه "هل مات هللا " الغالف عكس حقيقة أن كثيرا من الناس آنذاك تقبلوا الفرضية الثقافية التي تقول أن مفهوم اإلله عفا عليه الزمن وأنه مع تقدم العلم لم تعد هناك حاجة هلل لتفسير الكون لكن اتضح بالرغم من ذلك أن اشاعات موت هللا كانت متسرعة بل وفي الحقيقة ربما يكون أقوى األدلة على وجود هللا يأتي من العلم نفسه بخالف ما كان يظن الكثيرن وإليكم القصة :- في نفس العام الذي أصدرت فيه مجلة التايم غالفها الشهير ذاك أعلن عالم الفضاء كارل ساغان أنه يجب أن يتوفر شرطان أساسيان في أي كوكب حتى يدعم الحياة األول وجود نجم من النوع المناسب والثاني وجود كوكب على البعد المناسب من ذلك النجم ومن بين )األوكتليون ) كوكب في الكون وهو واحد متبوع بأربعة وعشرين صفرا كان من المفترض أن يكون )سبتليون( كوكب صالح للحياة على سطحه وهو واحد متبوع ب واحد وعشرين صفرا مع هذه الفرص الهائلة كان العلماء متفائلون جدا بأن البحث عن كائنات ذكية خارج األرض المعروف بأوائل حروفه )S.E.T.I) وهومشروع طموح تم إطالقه في الستينات كانوا متأكدين أنهم سيجدون شيئا ما قريبا باالستعانة بالشبكة الضخمة من التيليسكوبات الراديوية استمع العلماء بحثا عن اإلشارات التي تمثل الذكاء المشفر ولكن بمرور السنين كان الصمت من الكون مصما لآلذان "أي مخيبا آلمالهم". ولغاية عام 2014 وجد الباحثون بالضبط : الشيء أي ال حياة على اإلطالق الشيء البتة وبكلمات أخرى صفر متبوع بعدد ال نهائي من األصفار ما الذي حدث بينما زادت معرفتنا بالكون أصبح من الواضح تماما أن وجود الحياة البسيطة فضال عن الحياة الذكية يحتاج من العوامل الضرورية أكثر بكثير مما افترضه )كارل سيجان ) الشرطان اللذان وضعهما لوجود حياة زادت من اثنين إلى عشرة ثم إلى عشرين ثم إلى خمسين مما يعني أن عدد الكواكب المحتملة القابلة للحياة قد تقلص على هذا النحو الكبير الرقم تقلص إلى عدة آالف من 16

121 الكواكب واستمر بالهبوط السريع.حتى المناصرين لبرنامج البحث عن الحياة الذكية خارج األرض يعترفون بالمشكلة. بيتر شينكل كتب عام 2006 في مجلة )سكيبتيكال انكوايرر( - وهي مجلة مناصرة لإللحاد بقوة "في ضوء المعلومات واالكتشافات الجديدة علينا أن نعترف بهدوء أن التقديرات السابقة لم يعد باإلمكان التمسك بها " اليوم هناك أكثر من 200 معيار ضروري يجب أن تتوفر في أي كوكب حتى يدعم الحياة كل واحد منها يجب أن يكون دقيقا للغاية وإال انهارت المنظومة كاملة فعلى سبي المثال بدون كوكب قريب ذو جاذبية كبيرة مثل المشتري ليحمينا من الكويكبات السيارة ويسحبها بعيدا لكانت األرض هدفا لهذه األجرام السماوية والختفت الحياة على سطحها ببساطة : االحتماالت التي تمنح الحياة في الكون مذهلة وبالرغم من ذلك ها نحن هنا وليس فقط موجودون بل ونتحدث عن الوجود فما الذي يفسر وجودنا هل من الممكن أن يكون كل واحد من هذه العوامل الضرورية الكثيرة قد تحقق بشكل دقيق عن طريق المصادفة عند أي نقطة يتوجب االعتراف أن العلم نفسه يثبت أننا ال يمكن أن نكن نتاج قوى عشوائية أليس افتراض أن عليما قد قد خلق هذه الظروف المثالية يتطلب إيمانا أقل بكثير من تصديق أن األرض المناسبة للحياة قد تغلبت بالصدفة على االحتماالت المستحيلة لكن تمهل الزال هنالك المزيد الضبط الدقيق الضروري لوجود حياة على كوكب ما ال يقارن بالضبط الدقيق الضروري لوجود الكون من األساس فعلى سبيل المثال :- فإن علماء الفيزياء الفلكية يعلمون اآلن أن قيمة القوى األربع األساسية وهي الجاذبية والقوة والكهرومغناطيسية والقوى الفيزيائية القوية والضعيفة قد تحددت بعد أقل من جزء بالمليون من الثانية من االنفجار العظيم لو تغير أي من هذه القوى األربعة ولو بشكل طفيف جدا لما وجد الكون كما نعرفه اليوم فعلى سبيل المثال : لو أن النسبة بين القوة النووية القوية وبين القوة الكهرومغناطيسية لو أنها تغيرت بجزء صغير جدا من أصغر الكسور المهملة لما تشكل أي نجم على اإلطالق اضرب أي من هذه العوامل الضرورية بكافة العوامل الضرورية األخرى فستجد أن االحتماالت ضد وجود الكون هائلة بشكل يوقف القلب بحيث تصبح فكرة أنها " وجدت بالصدفة " تخالف المنطق سيكون األمر مثل رمي قطعة النقود والحصول على نفس الوجه عشرة كوانتيليونات مرة متتالية ال أعتقد أن ذلك ممكن. فريد هويل رائد الفضاء الذي صاغ مصطح االنفجار الكبير قال إن إلحاده قد تعرض لهزة عنيفة بسبب هذه االكتشافات أحد أعالم الفيزياء النظرية في العالم بول ديفيزقال:" أن مظاهر التصميم في الكون مذهلة وكاسحة حتى الراحل كريستوفر هيتشنز أحد أشد المدافعين عن اإللحاد عدائية اعترف أنه بال أدنى شك أن دليل الضبط الدقيق للكون هو أقوى أدلة الجانب اآلخر أي المؤمنين بروفيسور الرياضيات في جامعة أكسفورد الدكتور جون لينيكس قال :" كلما تعرفنا على الكون كلما تعززت نظرية وجود الخالق واكتسبت موثوقية كأفضل تفسير لوجودنا. 17

122 أعظم معجزة على مر العصور هي وجود الكون نفسه إنه المعجزة التي تفوق كل المعجزات المعجزة التي تشير حتما إلى شي ما أو خالق ما من ورائه " أي هللا سبحانه وتعالى ". 18

123 المحاضرة الثامنة 1

124 ضرورة معرفة الله وآثرھا السلام على و الصلاة و الحمد& و بسم الله رسول الله المقدمة :- مرحبا بالا خوة و الا خوات الكرام في المحاضرة الثامنة من محاضرات دورة حوار مع أھل المنطق بعد التطواف السریع على بعض المقدمات حول الا لحاد و بعض الا دلة على وجود الله سبحانھ و تعالى و الا عتراض علیھا. آن الا وان أن نقف في محطة مھمة جدا و ھذه المحاضرة لیست للملاحدة و فقط لیست للمو منین فقط أو طلبة العلم فقط بل لكل أحد لكل الناس على إختلاف دیاناتھم و عقیدتھم و لغاتھم و أجناسھم و على خلافھم في كل العصور صحیح ھي محاضرة متعلقة بمعرفة الله سبحانھ و تعالى أھمیة معرفة الله سبحانھ و تعالى الا ن ضرورة معرفة الله سبحانھ و تعالى و أثر ھذه المعرفة على حیاة العبد. طبعا المحاضرة تعتبر كبدایة لنوع آخر من الخطاب أو تنویع للخطاب الدعوي عندما نتحاور مع الملاحدة أو من تا ثر بشبھاتھم فھي تعتبر تحولا في نوع الخطاب من خطاب عقلاني أو منطقي إلى خطاب عاطفي أو وجداني أو فطري یتعلق بفطرة الله سبحانھ و تعالى التي فطرعلیھا الناس كلھا و التي إذا ذكروا بھا تذكروا أنا أعتقد أن ھذه المحاضرة ھم أھم محاضرات الدورة كلھا و حقیق بالمتكلم و السامع أن یتدبر و أن یتفكر في كل كلمة كتبھا علماء الا سلام و ذكرھا الله سبحانھ و تعالى في كتابھ و ذكرھا النبي صلى الله علیھ و سلم في سنتھ فیما یتعلق بھذا الموضوع. المحاضرة ستكون على أربع محاور: المحور الا ول : سیكون عن أخذ المعرفة أو الفطرة و معرفة الله سبحانھ و تعالى طبعا نحن تناولنا ھذا الموضوع من قبل و لكن بالا سلوب الجاف كما یقولون الا سلوب المنطقي أو العقلي الجاف لكن ھنا الا مر یختلف تماما فھنا المسلمین بحاجة إلى سماع مثل ھذا الكلام تماما كالملاحدة. ثم أھمیة معرفة الله سبحانھ و تعالى أو ضرورة معرفة الله سبحانھ و تعالى. ثم أثر معرفة الله سبحانھ و تعالى على العبد. ثم كیفیة معرفة الله سبحانھ تعالى أو بعض الا مثلة أو ذكر بعض أسماء الله سبحانھ و تعالى و صفاتھ و أھمیة معرفة الا سماء و الصفات بطریقة صحیحة حسب أھل السنة و الجماعة. 2

125 الحاجة الفطریة إلى معرفة الله سبحانھ و تعالى الله سبحانھ و تعالى ھو أرحم الراحمین و ھو أحكم الحاكمبن و من رحمتھ سبحانھ و حكمتھ أن ركز في فطرة الا نسان إحتیاجا و إفقتارا إلى ما یكون بھ صلاحھ فلم یدعھ لعقلھ و خبرتھ بل جعل فیھ ما یضطره إلى ما یصلحھ فالبدن مثلا لا یقوم إلا بالطعام و الشراب و لذلك ركب الله سبحانھ و تعالى في فطرة الا نسان أن یشعر با لم الجوع و العطش حتى یضطره إضطرارا إلى بحث عن الطعام و الشراب و أن یتحمل في سبیل ذلك المشاق و الصعاب و كذلك بقاء الجنس البشري لا یكون إلا بالتناسل فلم یترك الله سبحانھ و تعالى ذلك أمر التناسل لعقول البشر أو خبرتھم و تجاربھم ینظرون و یتفكرون فیعلمون أن بقاؤھم لا یكون إلا بالتناسل فیبحثون عن الزواج و لم یترك ذلك لمصلحة إقتصادیة أو سیاسیة أو إجتماعیة أو غیر ذلك بل ركب الله سبجانھ و تعالى في البشر أو في الا نسان شھوة المیل إلى الجنس الا خر و حب البقاء و العطف على الا بناء وغیر ذلك من المعاني التي یجد العباد أنفسھم مضطرین إلیھا دون فكر أو تا مل فیضطرھم ذلك إضطرارا لتحمل المشاق التي تترتب على إنجاب الذریة من الحمل و الا رضاع و الرعایة و العنایة بل إنك تجد الا ب یحرم نفسھ لا جل أولاده دون فكر أو رویة. ھذا مما فطر الله سبحانھ و تعالى علیھ الناس و من حكمة الله سبحانھ و تعالى و من رحمتھ بالناس و إرشاده لما یصلح الناس في معادھم و معاشھم فا ذا كانت رحمة الله سبحانھ و تعالى قد إقتضت ذلك لحفظ البدن و النوع أفلا تقتضي من باب الا ولى أن یكون في قلوب العباد میلا فطریا إلى التعرف على ربھم سبحانھ و تعالى و الا قبال علیھ فحاجة الا نسان إلى حفظ الروح و القلب أولى من حاجتھ إلى حفظ البدن و النوع فا ن الحیاة الا خرویة أولى بالمراعاة و الصیانة و أحرى بالا ھتمام و العنایة من الحیاة الدنیویة و قد أخبر صلى الله علیھھ و سلم أن ربنا سبحانھ و تعالى خلق عباده كلھم حنفاء فیھم میل إلى ربھم و شوق إلى التعرف علیھ سبحانھ و لكن أتتھم الشیاطین فصدتھم عن طریق التعرف علیھ و شغلتھم بما لا یوصلھم إلیھ كما سنرى إن شاء الله و كما أن أمر الجوع أو العطش شعور فطري یضطر الا نسان إلى البحث عن الطعام فا نھ إذا أكل زال عنھ الجوع فكذلك الشعور بالحاجة إلى معرفة الله سبحانھ تعالى شعور فطري یضطر الا نسان للبحث عن مصدر یقضي منھ ھذه الحاجة الملحة فلا یجد الموفق من یضلھ عن الله إلا الله فیلجا إلى رسلھ و وحیھ لیعرف أكثر و أكثر عن ربھ و خالقھ بما لھ من أسماء و صفات و أفعال و ما یترتب على ذلك من آثار و أحكام و لوازم و عبودیات فا ذا بھ یجد ما یكفیھ و یغنیھ و یسعده و یرضیھ و یبصره و یھدیھ كما قال تعالى {أ و م ن ك ان م ی ت ا ف ا ح ی ی ن اه و ج ع ل ن ا ل ھ ن ور ا ی م ش ي ب ھ ف ي الن اس ك م ن م ث ل ھ ف ي ال ظل م ات ل ی س ب خ ار ج م ن ھ ا ك ذ ل ك ز ی ن ل ل ك اف ر ین م ا ك ان وا ی ع م ل و ن }. الله سبحانھ و تعالى فطر العباد أو خلق العباد كلھم و فیھم فطرة التعرف علیھ و أنھم لا یھدأ لھم و لا یھنا لھم حال إلا بالتعرف على الله سبحانھ و تعالى و بالوصول إلیھ قال الله سبحانھ و تعالى كما تناولنا ھذا المعنى سابقا {ف ا ق م و ج ھ ك ل لد ین ح ن یف ا ف ط ر ت ا S ال ت ي ف ط ر الن اس ع ل ی ھ ا لا ت ب د یل ل خ ل ق ا S ذ ل ك الد ین ال ق ی م و ل ك ن 3

126 أ ك ث ر الن اس لا ی ع ل م ون } فھم بفطرتھم یمیلون إلى ربھم و یشتاقون إلیھ و لا یقر لھم قرار إلا بمعرفتھ و توحیده و محبتھ و طاعتھ و لا یجدون سعادة في ھذه الدنیا إلا إذا توجھت قلوبھم و جوارحھم إلى خالقھا و باري ھا دون سواء و إنما الشطاء في ھذا العالم یرجع إلى توجیھ القلوب و الوجوه ألى وجھة أخرى غیر ما فطرت علیھ و إعراضھا ع ربھا سبحانھ و تعالى. و ركب الله سبحانھ و تعالى في بدن الا نسان ھذه الفطرة و ھي فطرة التوجھ إلیھ و الشوق إلیھ فا ذا وفق الا نسان لما جبل إلیھ و خلق علیھ ھدأت نفسھ و إطما نت و إذا ندت نفسھ و شذت تاھت و لم تھتدي إلى ما خلقت لھ و لا تتعرف على ربھا شقیت و تعست و غالب كلام الذي جمعتھ في ھذه المحاضرة ھو إنما من كلام إبن القیم رحمھ الله كلام شیخ الا سلام ابن تیمیة رحمھ الله و كلام غیرھم طبعا من السلف و لكن ھو لاء لھم كلام خاص جدا في معاني معرفة الله سبحانھ و تعالى تجدھا قریبة من القلب و النفس. و نظرا لھذه الحاجة الماسة الفطرة التي فطر الله سبحانھ و تعالى الناس علیھا من الوصول إلیھ و الشوق إلیھ نظرا لھذه الحاجة الماسة و ا اللضرورة الموجبة لمعرفة الله سبحانھ تعالى جعل الله ما تناولنا سابقا جعل الله ھذه المعرفة لا تحتاج إلى نظر و لا إستدلال بل جعلھا معرفة جبلیة فطریة و لھذا كان أول ما نزل في القرآن یشیر إلى ذلك فقال تعالى {اق ر أ ب اس م ر ب ك ال ذ ي خ ل ق } و قال {اق ر أ و ر ب ك الا ك ر م } فقد ذكر إسم الرب في الموضعین بالا ضافة التي توجب التعریف و أنھ معروف عند المخاطبین إذ الرب تعالى معروف عند العبد بدون الا ستدلال بكونھ خلق و المخلوق مع أنھ دلیل و أنھ یدل على الخالق و لكن ھو معروف بالفطرة قبل ھذا الا ستدلال و معرفتھ سبحانھ فطریة مغروزة في الفطرة ضروریة بدیھیة و أولیة و من ذلك أیضا كما تناولنا سابقا في بعض الا یات التي تناولت مسالة فطریة معرفة الله سبحانھ و تعالى قولھ {أ ف ي ا S ش ك ف اط ر ال سم او ات و الا ر ض { و جواب المشركین و أھل الا صنام و الا وثان و أھل الشرك على إختلاف دیاناتھم الشركیة من أن الذي خلقھم و رزقھم أو أن خالقھم و رازقھم ھو الله سبحانھ و تعالى. یقول شیخ الا سلام رحمھ الله " كل إنسان قد جعلھ الله مقرا بربوبیتھ شاھدا على نفسھ با نھ مخلوق و الله خالقھ و لھذا جمیع بني آدم مقرین بھذا شاھدین بھ على أنفسھم و ھذا أمر ضروري لھم لا ینفك عنھ مخلوق و ھم مما خلقو علیھ و جبلو علیھ و جعل ضروریا لھم لا یمكن أحدا جحده "و یقول أیضا شیخ الا سلام رحمھ الله في موضع آخر " و قول النبي في الحدیث الصحیح كل مولود یولد على الفطرة یروي عن ربھ خلقت عبادي حنفاء و نحو ذلك من الا حادیث لا یتضمن مجرد الا قرار بالصانع فقط بل إقرارا یتبعھ عبودیة بالحب و التعظیم و إخلاص الدین سبحانھ و تعالى و ھذا ھو الحنیفیة و ھذا إذا وفق الا نسان للسیر أو للثبات على الحنیفیة التي خلقھ الله عز و جل علیھا فا عز و جل خلق الا نسان مفطورا على معرفتھ مذبولا على الخیر و خلق نفسھ سویة مدفوعة إلى الوصول إلى ربھا و خالقھا لكن الا نسان ھو الذي یكون سببا في أن یشقي نفسھ بفعلھ و بما كسبت یداه حین یحیل عن الفطرة السویة التي خلق علیھا و یبحث عن السعادة في غیر مضامھا بل یبحث عنھا في طریق الشقاء و لو عاد إلى نفسھ و 4

127 إلى فطرتھ السویة لوجدھا تھفو إلى خالقھا و تصبو إلیھ تحب من أوجدھا فتشتاق إلیھ فتسعى إلى معرفتھ و معرفة صفاتھ و أفعالھ". فھذا فیما یتعلق بالحاجة الفطریة على معرفة الله سبحانھ و تعالى ھذا ھو الا صل و ینبني على ھذا الا صل فرع متعلق بھ و ھو الحاجة الفطریة إلى حب الله سبحانھ و تعالى فلیس الا مر مجرد المعرفة و إنما ھناك حاجة فطریة أیضا إلى حب الله سبحانھ و تعالى لیس الا مر مجرد معرفة بل أن ھناك حاجة فطریة أیضا إلى حب الله سبحانھ و تعالى كما قال شیخ الا سلام " المحبة مشروطة بالعلم فمحبة الشيء فرع عن الشعور بھ فا عرف الخلق با سبحانھ و تعالى أشدھم حبا لھ و كل من عرف الله سبحانھ و تعالى أحبھ " و یقول أیضا شیخ الا سلام رحمھ الله في موضع آخر " المعرفة با فطریة ضروریة كما تناولنا و كذلك حب الله و رسولھ حاصل لكل مو من و یظھر ذلك إذا خیر الا نسان بین أھلھ و مالھ و بین الدنیا و ما فیھا و بین الله و رسولھ لا ختار المو من الله و رسولھ " و كما یقول إبن القیم في الجملة الشھیرة عنھ " أن في القلب شعث لا یلمھ إلا الا قبال على الله سبحانھ و تعالى و فیھ وحشة لا یزیلھا إلا الا نس بھ في خلوتھ و فیھ حزن لا یذھبھ إلا السرور بمعرفتھ و صدق معاملتھ و فیھ قلق لا یسكنھ إلا الا جتماع علیھ و الفرار منھ إلیھ و فیھ نیران حسرات لا یطفا ھا إلا الرضا با مره و نھیھ و قضاؤه و معانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقاؤه ". فھذه المحبة الفطریة فرع عن المعرفة الفطریة التي فطر الله سبحانھ و تعالى الناس علیھا فا ذا تسبب الا نسان في إفساد الفطرة كما قا ل النبي صلى الله علیھ و سلم " كل مولود یولد على الفطرة فا بواه یھودانھ أو ینصرناه أو یمجسانھ " أو ھو إلى أن یكبر و بعقل یفسد فطرتھ با ختیاراتھ و با فعالھ السیي ة فھذا الفساد أو ھذه الفطرة أو إفساد الفطرة أو ھذا الطریق الخاطي یسلكھ الا نسان لا یسلكھ إلا بعد تغییر و تشویھ للفطرة السویة التي خلقھا الله سبحانھ و تعالى الناس علیھا. یقول شیخ الا سلام رجمھ الله في ذلك المعنى " و صلاح القلب في أن یحصل لھ و بھ المقصود الذي خلق لھ من معرفة الله محبتھ و تعظیمھ و فساده في ضد ذلك فلا صلاح للقلوب بدون ذلك قط كما أن للبدن الحس و الحركة الا رادیة فكا نما متى خرجت قوى الحس و الحركة عن الحال الفطري الطبیعي فسدت فكذلك إذا خرج القلب عن الحال الفطریة التي یولد علیھا كل مولود و ھي أن یكون مقرا لربھ مریدا لھ فیكون ھو منتھى قصده و إرادتھ فمتى لم تكن حركة القلب و وجھتھ و إرادتھ سبحانھ و تعالى كان ھذا القلب فاسدا ". و یقول أیضا إبن القیم رحمھ الله " فلو خلیت الفطرة على ما خلقت علیھ لم یعرض لھا ما یفسدھا و یحولھا و یغیرھا عما فطرت علیھ لا قرت بوحدانیة الله سبحانھ و تعالى و وجوب شكره و طاعتھ و بصفاتھ و حكمتھ في أفعالھ و بالثواب و العقاب و لكنھا لما فسدت و إنحرفت عن المنھج الذي خلقت علیھ أنكرت ما أنكرت و جحدت ما جحدت فبعث الله سبحانھ و تعالى رسلھ مذكرین لا صحاب الفطر الصحیحة السلیمة فا نقاضوا طوعا و إختیارا و محبة و إذعانا بما جعل من شواھد ذلك في قلوبھم حتى إن منھم من 5

128 لا یسا ل عن المعجزة و الخالق بل علم صحة الدعوة من ذاتھا و علم أنھا دعوة حق برھانھا فیھا ومعذرین یعني إرسال الرسل أیضا و مقیمیین البینة على أصحاب الفطر الفاسدة لي لا تحتج على الله یا نھ ما أرسلھا و لا ھداھا فیحق علیھا القول با قامة الحجة فلا یكون سبحانھ ظالما لھا بتعذیبھا و إشقاي ھا و قد بین ذلك سبحانھ و تعالى في قولھ {و م ا ع ل م ن ھ الشع ر و م ا ی نب غ ى ل ھ إ ن ھ و إ لا ذ ك ر و ق ر ء ان م ب ین ل ی نذ ر م ن كا ن ح ی ا و یح ق ال ق و ل ع لى ال ك ف ر ین }فبین أن السبب أو الغایة من إنزال الوحي و إرسال الرسل ھو أنھ لینذر من كان حیا من كانت فطرتھ سلیمة لم تتغیر و یحق القول على الكافرین " الجانب الثاني من جوانب المحاضرة ھو ضرورة معرفة الله سبحانھ و تعالى و أھمیة معرفة الله سبحانھ و تعالى في البدایة نود أن نقول أن العلم با سبحانھ و تعالى ھو أشرف العلوم لماذا في ھذا السو ال یقول إبن القیم رحمھ الله "إن شرف العلم تابع لشرف المعلوم لوثوق النفس لا دلة وجوده و براھینھ و شدة الحاجة إل معرفتھ و عظم النفع بھا و لا ریب أن أجل معلوم و أعظمھ و أكبره ھو الله الذي لا إلھ إلا ھو رب العالمین و قیوم السماوات و الا رضین الملك الحق المبین الموصوف بالكمال كلھ المنزه عن كل عیب و نقص و عن كل تمثیل و تشبیھ و لا ریب أن العلم بھ و با سماي ھ و بصفاتھ و أفعالھ أجل العلوم و أفضلھا و نسبتھ إلى ساي ر العلوم كنسبة معلومھ إلى ساي ر المعلومات یعني كنسبة معلومھ و ھو الله سبحانھ و تعالى إلى ساي ر المعلومات المختلفة ". و قال إبن عربي رحمھ الله أشرف العلوم ". "فا ن شرف العلم بشرف المعلوم و الباري أشرف المعلومات فالعلم با سماي ھ و قال السعدي رحمھ الله " فھذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد با سماء الله سبحانھ و تعالى و صفاتھ و تعبده بھا لا یحصل للعبد في الدنیا أجل و لا أفضل و لا أكمل منھا و ھي أفضل العطایا من الله سبحانھ و تعالى لعبده ". و یقول الرازي رحمھ الله " إعلم أن الذكر و العلم یتبعان المذكور و المعلوم فكل ما كان المذكور و المعلوم أشرف كان الذكر و العلم أشرف و أشرف المذكورات و أشرف المعلومات ھو الله سبحانھ و تعالى ". و قال النووي رحمھ الله " شرف العلوم على حسب شرف المعلوم حتى ینتھي إلى العلم با كما قال المصطفى صلى الله علیھ و سلم أنا أعلمكم با ". 6

129 و یقول إبن القیم أیضا رحمھ الله " و كل العلوم و المعارف تبعا لھذه المعرفة مرادة لا جلھا و تفاوت العلوم في فضلھا بحسب إفضاؤھا إلى ھذه المعرفة فكل علم كان أقرب إفضاءا إلى الله سبحانھ و تعالى و صفاتھ ھو أعلى مما دونھ " و یقول أیضا شیخ الا سلام إبن تیمیة رحمھ الله " العلم با و ما یستحقھ من الا سماء و الصفات لا ریب أنھ مما یفضل الله بھ بعض الناس على بعض أعظم مما یفضلھم بغیر ذلك من أنواع العلوم و لذلك فا ن الا جتھاد في طلب العلم با سماء الله سبحانھ و تعالى و صفاتھ و معرفة الله سبحانھ و تعالى مقدم على الا جتھاد في غیره من أنواع العلوم المحتلفة حتى لو كان من علوم الشریعة " یقول في ذلك العز بن عبد السلام رحمھ الله " التوسل لمعرفة الله سبحانھ و تعالى و معرفة ذاتھ و صفاتھ أفضا من التوسل إلى معرفة أحكامھ و أوامره " و یقول أیضا رحمھ الله " معرفة الله سبحانھ و تعالى و معرفة أسماؤه و صفاتھ ھي أفضل الا عمال شرفا و ثمارا و آثارا ". و قال الرازي رحمھ الله " المقصود الا شرف من جمیع الشراي ع و العبادات معرفة ذات الله سبحانھ و تعالى و معرفة صفاتھ و معرفة أفعالھ ". و یقول الشیخ السعدي رحمھ الله " ھذا العلم - و ھو العلم المتعلق با و معرفة الله و أسماؤه - أشرف العلوم و أجلھا على الا طلاق فالا شتغال بفھمھ و البحث التام عنھ إشتغال با على المطالب و حصولھ للعبد من أشرف المواھب ". و یقول الشیخ إبن باز رحمھ الله " العلم لا بد من تقدیم الا صل الا صیل و الركیزة الا ساسیة للعلوم كلھا و ھي معرفة الله سبحانھ و تعالى با سماؤه و صفاتھ و إستحقاقھ للعبادة دون كل ما سواه و معرفة دینھ عقیدة و سلوكا و عبادة و أحكاما مما لا یسع للمسلم جھلھ فا ذا كان شرف العلم بشرف المعلوم فا ن العلوم التي تعرفنا بربنا أشرف العلوم فالعالم با أشرف من العالم بالدیدان و الحیتان و طبقات الا رض و الحیوانات و النجوم و الا نسان, إن الا سلام یدعو أتباعھ إلى العلم و النظر و إرتیاد الكون و البحث عن الا سرار ھو لكنھ یذم الذین یقفون العلم عند حد الحیاة أو الكون و لا یتعداه إلى لعلم بخالق الحیاة و الكون كما قال الله سبحانھ و تعالى {و ل ك ن أ ك ث ر الن ا س لا ی ع ل م ون (6) ی ع ل م ون ظ اھ ر ا م ن ال ح ی اة الد ن ی ا و ھ م ع ن الا خ ر ة ھ م غ اف ل و ن }. و لا ھمیة العلم با سبحانھ و تعالى رد سیدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنھ على ساي لا لھ یقول : یا أبا عبدالرحمن أي الا عمال أفضل فرد علیھ عبدالله بن مسعود رضي الله عنھ قال : العلم ثم سا لھ :أي الا عمال أفضل قال : العلم ثم سا لھ یقول : أقول لك أي الا عمال أفضل و تقول العلم قال : ویحك إن مع العلم با ینفع من العمل القلیل و الكثیر و مع الجھل با لا ینفع من العمل لا القلیل و لا الكثیر) و قال إبن القیم رحمھ الله في نفس المعنى " كل من العلم و العمل ینقسم إلى قسمین منھ ما یكون وسیلة و منھ ما یكون غایة فلیس العلم كلھ وسیلة مرادة لغیرھا فا ن العلم با وأسماي ھ وصفاتھ ھو أشرف العلوم 7

130 على الا طلاق وھو مطلوب لنفسھ مراد لذاتھ " قال تعالى {ا S ال ذ ي خ ل ق س ب ع س م و ات و م ن الا ر ض م ث ل ھ ن ی ت ن ز ل الا م ر ب ی ن ھ ن { لماذا { ل ت ع ل م وا أ ن ا S ع ل ى ك ل ش ي ء ق د یر { فقد أخبر سبحانھ أنھ خلق السموات والا رض وأنزل الا مر بینھن لیعلم عباده أنھ بكل شیي علیم وعلى كل شیي قدیر فھذا العلم ھو غایة الخلق ومطلوبھم فھذا مما یتعلق با ھمیة معرفة الله سبحانھ وتعالى وضرورة العلم با سبحانھ وتعالى وأنھ أشرف العلوم وأعلاھا وأجلھا كما نص غیر واحد من أي مة الا سلام. النقطة الثانیة في نفس المحور وھى أن العلم با سبحانھ أصل كل العلوم فھو أعلى وأجل وأشرف العلوم وھو أصل كل العلوم في ذلك یقول ابن تیمیة رحمھ الله" إن كل ما یعلم و یقال یدخل في معرفة الله إذ لا موجود إلا وھو خلقھ وكل ما في المخلوقات من الصفات والا سماء والا قدار والا فعال شواھد على ما سبحانھ من الا سماء الحسنى والصفات العلى", قال أیض ا في موضع آخر رحمھ الله" لما كان الله سبحانھ وتعالى ھو الا ول الذي خلق الكاي نات و الا خر الذي إلیھ تصیر الحادثات فھو الا صل الجامع فالعلم بھ أصل كل علم وجامعھ وذكره أصل كل كلام وجامعھ والعمل لھ أصل كل عمل وجامعھ ولیس للخلق صلاح إلا في معرفة ربھم وعبادتھ وإذا حصل لھم ذلك فما سواه إما فضل نافع وإما فضول غیر نافع وإما أمر مضر والله المستعان". وفي نفس المعنى یقول ابن القیم رحمھ الله "المقصود أن العلم با أصل كل علم وھو أصل علم العبد بسعادتھ وكمالھ ومصالح دنیاه وآخرتھ والجھل بھ مستلزم للجھل بنفسھ ومصالحھا وكمالھا وما تزكو بھ و تفلح فالعلم بھ سعادة العبد والجھل بھ أصل شقاوتھ ثم قال رحمھ الله- الكلمة الجامعة - فمن عرف الله عرف ما سواه ومن جھل ربھ فھو لما سواه أجھل". وفي ذلك لطیفة في تفسیر الشیخ السعدي رحمھ الله في قولھ تعالى } ألا ل ھ ال خ ل ق و الا م ر }یقول الشیخ السعدي رحمھ الله :"لما بین إنزال كتابھ المتضمن للا مر والنھى ذكر خلقھ السموات والا رض فجمع بین الخلق والا مر في قولھ تعالى } ت نز یل ال ك ت اب م ن ا S ال ع ز یز ال ح ك ی م (2) م ا خ ل ق ن ا ال سم او ا ت و الا ر ض و م ا ب ی ن ھ م ا إ لا ب ال ح ق و أ ج ل مس مpى و ال ذ ین ك ف ر وا ع ما أ نذ ر وا م ع رض ون } فجمع سبحانھ بین الخلق والا مركما قال تعالى } ألا ل ھ ال خ ل ق و الا م ر }. وقال تعالى في نفس المعنى {ا S ال ذ ي خ ل ق س ب ع السموات والا رض وبین تنزیل الا مر وقال تعالى أ نذ ر وا أ ن ھ لا إ ل ھ إ لا أ ن ا ف ات ق و ن} ثم قال } س م و ات و م ن الا ر ض م ث ل ھ ن ی ت ن زل الا م ر ب ی ن ھ ن { فجمع بین خلق } ی ن ز ل ال م لا ي ك ة ب ال روح م ن أ م ر ه ع ل ى م ن ی ش اء م ن ع ب اد ه أ ن خ ل ق ال سم او ات و الا ر ض ب ال ح ق }. ومن ذلك قولھ تعالى {ت ل ك آی ات ال ك ت اب و ال ذ ي أ نز ل إ ل ی ك م ن رب ك ال ح ق و ل ك ن أ ك ث ر الن اس لا ی ؤ م ن و ن { ثم قال {ا S ال ذ ي ر ف ع ال سم او ات ب غ ی ر ع م د ت ر و ن ھ ا ث م اس ت و ى ع ل ى ال ع ر ش و س خر ال شم س و ال ق م ر ك ل ی ج ر ي لا ج ل مس مpى ی د ب ر الا م ر ی ف ص ل الا ی ات ل ع ل ك م ب ل ق اء ر ب ك م ت وق ن ون تعالى{ طھ ( 1 )م ا أ نز ل ن ا ع ل ی ك ال ق ر آن ل ت ش ق ى { وغیرھا أیضا من الا یات التي جمعت بین ھذین الا مرین ومنھا قولھ (2) إ لا ت ذ ك ر ة ل م ن ی خ ش ى (3) ت نز یلا م من خ ل ق الا ر ض و ال سم او ات ال ع ل ى}. 8

131 وغیرھا من الا یات فانظر إلى مدى دقة القرآن ودقة التعبیر القرآني في سوق المعاني المختلفة الدالة على العلم با سبحانھ وتعالى وعلى معرفتھ وعلى أن العلم با سبحانھ وتعالى أصل كل العلوم ومنھ تتفرع كافة العلوم المتعلقة بالا مروھى الشریعة أو المتعلقة بالخلق وھى العلوم الدنیویة المختلفة وسبحان الله. الجانب الثالث من جوانب المحاضرة وھوأثر معرفة الله سبحانھ وتعالى في جوانب العبد المختلفة في تحقیق العبودیة وفي التزكیة وفي الوصول بالنفس إلى أعلى المقامات. فا ذا تناولنا أن ھذه المعرفة فطریة وأن ھذا الحب فطري وأن معرفة الله سبحانھ وتعالى أشرف العلوم وأجلھا وأنھا أصل العلوم آن لنا أن نتبین ما ھو أثر ھذه المعرفة علینا, ما ھو أثر ھذه المعرفة على العبد على تحقیق مراد الله سبحانھ وتعالى, ومراد خلقنا وإیجادنا في ھذه الحیاة ففي البدایة أثر معرفة الله سبحانھ وتعالى أوأسماء الله سبحانھ تعالى وصفاتھ على العبد. أثر معرفة الله سبحانھ وتعالى أوأسماء الله سبحانھ تعالى وصفاتھ على العبد 1. الا ثر الا ول وأھم الا ثارھو: أن یحقق مراد الله سبحانھ وتعالى منھ وھو تحقیق العبودیة فا ول آثار معرفة الله سبحانھ وتعالى ھو أن تتحقق عبودیة الله سبحانھ وتعالى في نفس العبد والعبودیة ھى أشرف المقامات وأجلھا وعندما أثنى الله سبحانھ وتعالى أو عندما ذكر الله سبحانھ وتعالى نبینا محمد صلى الله علیھ وسلم ذكره با شرف أوصافھ وھى العبودیة وأنھ كان عبد ا سبحانھ وتعالى وكذلك أثنى على كثیر من الا نبیاء في القرآن با نھم عباد سبحانھ وتعالى فھى أشرف وأعلى مقامات الا نسان و لا یصل الا نسان إلیھاإلا بمعرفة الله سبحانھ وتعالى ومعرفة أسماي ھ ومعرفة صفاتھ فا سبحانھ وتعالى فطر الا نسان على العبودیة فھو عبد لا محالة فا ن زكى نفسھ بتحقیق العبودیة الخالصة تعالى وصل إلى أعلى المقامات والناس في ھذا على درجات متفاوتة لا یحصي طرفیھا إلا الله فا كمل الخلق وأفضلھم وأعلاھم وأقربھم إلى الله وأقواھم وأھداھم ھو أتمھم عبودیة سبحانھ وتعالى, ومن لم یفعل ذلك - یعني لم یحقق عبودیة الله سبحانھ وتعالى- ت س فل إلى ھاویة العبودیة لغیر رب البریة لا یزال العبد كذلك حتى یستعبده أعدى أعداي ھ وھو الشیطان الرجیم وبي س للظالمین بدلا كما قال تعالى } و م ن ی ك ن ال شی ط ان ل ھ ق ر ین ا ف س اء ق ر ین ا { وقال {و م ن ی ت خ ذ ال شی ط ان و ل یpا م ن د ون ا S ف ق د خ س ر خ س ر ان ا م ب ین ا} فكل إنسان یدور ولابد بین عبودیة الله سبحانھ وتعالى فتزكو نفسھ وعبودیة الشیطان فتسفل نفسھ ولذلك قال تعالى{ ی ا أ ی ھ ا ال ذ ین آم ن وا لا ت ت ب ع وا خ ط و ات ال شی ط ان و م ن ی ت ب ع خ ط و ات ال شی ط ان ف ا ن ھ ی ا م ر ب ال ف ح ش اء و ال م نك ر} ثم قال } و ل و لا ف ض ل ا S ع ل ی ك م و ر ح م ت ھ م ا ز ك ى م نك م م ن أ ح د أ ب د ا و ل ك ن ا S ی ز ك ي م ن ی ش اء و ا S س م یع ع ل ی م }.وعبودیة الشیطان لاتستلزم أن تسمى باسمھ -یعني أن یعبد الشیطان صراحة ویقول أنا أعبد الشیطان - فكل ما عبد من دون الله فبا مر الشیطان عبد كما قال تعالى على لسان الخلیل إبراھیم علیھ السلام {ی ا أ ب ت لا ت ع ب د ال شی ط ا ن }قال البغوي" لا تطعھ فیما یزین لك من الكفر والشرك".وقال ابن كثیر رحمھ الله "أي لا تطعھ في عبادتك ھذه الا صنام فا نھ ھو الداعي إلى ذلك والراضي بھ كما قال تعالى{ أ ل م أ ع ھ د إ ل ی ك م ی ا ب ن ي آد م أ ن لا ت ع ب د وا ال شی ط ا ن إ ن ھ ل ك م 9

132 ع د و مب ین (60 ( و أ ن اع ب د ون ي ھ ذ ا ص ر اط مس ت ق یم { وقال{ إ ن ی د ع ون م ن د ون ھ إ لا إ ن اث ا و إ ن ی د ع ون إ لا ش ی ط ان ا مر ید ا }فعبودیة الشیطان ھو أن یتبعھ العبد في عبودیة غیر الله سبحانھ وتعالى فكل من استكبر عن عبادة الله لا بد أن یعبد غیر الله فمن لم یكن الله معبوده ومنتھى حبھ وإرادتھ بل استكبر عن ذلك فلا بد لھ أن لھ مراد ا محبوب ا یستعبده غیر الله فیكون عبد ا لذلك المراد المحبوب إما المال والجاه وإما الصور وإما ما یتخذه إلھ ا من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والا وثان وقبور الا نبیاء والصالحین أو الملاي كة والا نبیاء أو غیر ذلك مما عبد من دون الله سبحانھ وتعالى وآخر المعبودات من دون الله سبحانھ وتعالى ھو في ھذا العصر ھو العلم التجریبي, فا ن الناس تو من بالعلم التجریبي أكثر من إیمانھم با ى شیي آخرحتى إذا لم یكن لدیھم شیي یقدمونھ ولم یكن للعلم التجریبي شیي یقدمونھ یقولون سوف یثبت العلم التجریبي في المستقبل فھو إما أن یعبد غیر الله سبحانھ وتعالى ویعطیھ حقھ من صفات الربوبیة والا لوھیة وإما أن یعبد غیر الله سبحانھ وتعالى فھذه أصل عبودیة القلب سبحانھ وتعالى. قال ابن القیم رحمھ الله في ذلك "وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السلیم والا مر الجامع لذلك أنھ - یعني القلب السلیم - ھو الذي سلم من أن یكون لغیر الله فیھ شرك بوجھ ما بل قد خلصت عبودیتھ تعالى إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخبات ا وخشیة ورجاء وخلص عملھ فا ن أحب أحب في الله وإن أبغض أبغض في الله وإن أعطى أعطى وإن منع منع " ویقول أیضا رحمھ الله في موضع آخر "أصح القلوب وأسلمھا وأقومھا وأرقھا وأصفاھا وأشدھا وألینھا من اتخذ الله سبحانھ وتعالى وحده إلھا ومعبود ا فكان أحب إلیھ من كل ما سواه وأخوف عنده من كل ما سواه وأرجى لھ من كل ما سواه فتتقدم محبتھ في قلبھ جمیع المحاب فتنساق المحاب تبع ا لھا كما ینساق الجیش تبعا للسلطان ویتقدم خوفھ في قلبھ جمیع المخوفات فتنساق المخاوف كلھا تبعا لخوفھ ویتقدم رجاءه في قلبھ جمیع الرجاء فینساق كل رجاء تبعا لرجاي ھ سبحانھ وتعالى". ویقول أیض ا رحمھ الله "فالحریة حریة القلب والعبودیة عبودیة القلب فا صل تزكیة النفس ھوإصلاح القلب وأصل إصلاح القلب ھو إخلاصھ العبودیة سبحانھ وتعالى وبذلك تظھر أھمیة معرفة الا سماء والصفات ". أھمیة معرفة الله سبحانھ وتعالى لا نھا أصل تحقیق عبودیة القلب ومن ثم عبودیة الجوارح فلا تتحقق العبودیة على الوجھ المطلوب إلا بمعرفة الله سبحانھ وتعالى وأسماي ھ الحسنى وفھم معانیھا والعمل بمقتضى ذلك فا ن ھذا ھو أعظم وساي ل تحقیق العبودیة كما قال تعالى {و م ا خ ل ق ت ال ج ن و الا ن س إ لا ل ی ع ب د ون (56) م ا أ ر ید م ن ھ م م ن ر ز ق و م ا أ ر ید أ ن ی ط ع م ون (57) إ ن ا S ھ و ال ر زاق ذ و ال ق وة ال م ت ین { ذكر سبحانھ بعض أسماي ھ الحسنى وصفاتھ العلیا بعد الغایة من خلق الناس وھى العبودیة ) وما خلقت الجن والا نس إلا لیعبدون )ثم ذكر بعد ذلك بعض أسماي ھ وصفاتھ ) إن الله ھو الرزاق ذو القوة المتین ( وفي ذلك الربط دلالة أو دلیل واضح على أھمیة معرفة الا سماء الحسنى وأن لمعرفتھا أعظم الا ثر في تحقیق العبودیة رب العالمین. 10

133 قال الا لوسي رحمھ الله "اختیار عنوان العبودیة إشارة إلى أنھا أعلى المقامات وأصلھا الذل والخضوع وحیث إن الذل لشیي لا یكون إلا بعد معرفتھ دلت العبودیة تعالى على معرفتھ وكمالھا من كمالھا ومن ھنا فسر ابن عباس رضى الله عنھ قولھ تعالى (وما خلقت الجن والا نس إلا لیعبدون) قال إلا لیعرفون". وقد قرن سبحانھ وتعالى بین الا مر بتحقیق العبودیة والاستقامة على آلاي ھا وبین العلم باسماي ھ وصفاتھ وإفراده بھا فقال } ر ب ال سم او ات و الا ر ض و م ا ب ی ن ھ م ا ف اع ب د ه و اص ط ب ر ل ع ب اد ت ھ ھ ل ت ع ل م ل ھ س م یpا }وقال تعالى ذ ل ك م ا S ر ب ك م لا إ ل ھ إ لا ھ و خ ال ق ك ل ش ي ء ف اع ب د وه و ھ و ع ل ى ك ل ش ي ء و ك ی ل }. } وقال تعالى {إ ن ر ب ك م ا S ال ذ ي خ ل ق ال سم او ا ت و الا ر ض ف ي س ت ة أ ی ام ث م اس ت و ى ع ل ى ال ع ر ش ی د ب ر الا م ر م ا م ن ش ف یع إ لا م ن ب ع د إ ذ ن ھ ذ ل ك م ا S ر ب ك م ف اع ب د وه أ ف لا ت ذ كر و ن} ذلكم الله ربكم ثلاث كلمات جمعت أنواع التوحید الثلاثة ذلكم الله ربكم فاعبدوه فجمعت بین توحید الا سماء والصفات و بین توحید الربوبیة وبین توحید الا لوھیة ) الله ربكم فاعبدوه )وقد قدم الله سبحانھ وتعالى العلم بھ على الا مر بعبادتھ حتى في خطابھ لموسى علیھ السلام فقال {إ ن ن ي أ ن ا ا S لا إ ل ھ إ لا أ ن ا ف اع ب د ن ي و أ ق م ال صلا ة ل ذ ك ر ي} فا ذا أعطى العبد كل اسم من أسماء الله عز وجل حقھ من العبودیة وأنى لھ ذلك ولن یستطیع وصل إلى كمال العبودیة وإلا كانت منزلتھ منھا یعني من العبودیة ھى منزلتھ من التحقق بمقتضیات الا سماء والصفات كما قال ابن القیم رحمھ الله وأكمل الناس عبودیة التعبد بجمیع الا سماء والصفات التي یطلع علیھا البشر فلا تحجبھ عبودیة اسم عن عبودیة اسم آخركمن یحجبھ التعبد باسمھ القدیر عن التعبد باسمھ الحلیم الرحیم أو یحجبھ عبودیة اسمھ المعطي عن عبودیة اسمھ المانع أوعبودیة اسمھ الرحیم والعفو والغفور عن عبودیة اسمھ المنتقم أو التعبد باسماء التودد والبر واللطف والا حسان عن أسماء العدل والجبروت و العظمة والكبریاء ونحو ذلك فقال رحمھ الله وطریقة الكمل من الساي رین إلى الله سبحانھ وتعالى ھى الجمع بین مقتضیات الا سماء كلھا فھذا فیما یتعلق با ھمیة معرفة الله سبحانھ وتعالى في تحقیق عبودیة الله سبحانھ وتعالى وفي تحقیق العبودیة الخالصة سبحانھ وتعالى وأنھ متى ما زالت المعرفة زالت العبودیة وھذه أولى الا ثار التي ینالھا العبد من معرفتھ سبحانھ. ھناك أیض ا العدید من الا ثار الا خرى التي تنبني عن معرفة الله سبحانھ وتعالى ومعرفة أسماي ھ وصفاتھ وھذه المعرفة تنعكس بصورة أساسیة على زكاة العبد أو على تزكیة العبد فمعرفة الله سبحانھ وتعالى با سماي ھ وصفاتھ ھى أیض ا أصل التزكیة وغایتھا كما قال ابن القیم أیضا رحمھ الله" فالا یمان بالصفات ومعرفتھا وإثبات حقاي قھا وتعلق القلب بھا وشھوده لھا ھومبدأ الطریق ووسطھ وغایتھ وھو روح السالكین وحادیھم إلى الوصول ومحرك عزماتھم إذا فتروا ومشیر ھممھم إذا قصروا فا ن سیرھم إنما ھو على الشواھد فمن كان لا شاھد لھ فلا طلب لھ ولا سلوك لھ " كما قالت عاي شة رضى الله عنھا واصفة النبى صلى الله علیھ وسلم "من رأى رسول الله صل الله علیھ وسلم فقد رآه غادیا راي حا لم یضع لبنة على لبنة ولكن ولكن رفع لھ علم فشمر إلیھ وھو معرفة الله - سبحانھ وتعالى فشمر وجد في الوصول إلیھ ". 11

134 والتزكیة كما یعرف الجمیع إنما ھي تخلیة وتحلیة وفي ذلك یقول شیخ الاسلام ابن تیمیة - رحمھ الله "تفسر الزكاة تارة بالنماء والزیادة وتارة بالنظافة والا ماطة والتحقیق أن الزكاة تجمع بین الا مرین إزالة الشر وزیادة الخیر وھذا ھو العمل الصالح وھذا ھو الا حسان " ومعرفة الله - سبحانھ وتعالى لھا أثر في الجانبین لھا أثر في تخلیة النفس من القباي ح والا مور غیر المطلوبة ولھا أثر في تحلیة النفس بالفضاي ل والا مور المطلوبة كما قال شیخ الاسلام ابن تیمیة - رحمھ الله في تعلیقھ على قولھ تعالى } ف اس ت م ت ع ت م ب خ لا ق ك م ك م ا اس ت م ت ع ال ذ ین م ن ق ب ل ك م ب خ لا ق ھ م و خ ض ت م ك ال ذ ي خ اض وا { قال " جمع سبحانھ بین الاستمتاع بالخلاق وبین الخوض لا ن فساد الدین إما أن یقع بالاعتقاد الباطل والتكلم بھ وھو الخوض أو یقع في العمل بخلاف الاعتقاد الحق والا ول ھو البدع ونحوھا والثاني فسق الا عمال ونحوھا والا ول من جھة الشبھات والثاني من جھة الشھوات ومعرفة الله- سبحانھ وتعالى - لھا أبلغ الا ثر في علاج النفس من الشھوات وفي علاج النفس من الشبھات ولھذا كان السلف یقولون "احذروا من الناس صنفین صاحب ھوى قد فتنھ ھواه وصاحب دنیا أعمتھ دنیاه وكانوا یقولون إحذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاھل فا نھما فتنة لكل مفتون "..2 وقد وصف الله - سبحانھ وتعالى - أي مة المتقین فقال } و ج ع ل ن ا م ن ھ م أ ي مة ی ھ د و ن ب ا م ر ن ا ل ما ص ب ر وا و ك ان وا ب ا ی ات ن ا ی وق ن و ن { فبالصبر تترك الشھوات وبالیقین تدفع الشبھات ومنھ قولھ تعالى في نفس المعنى } و ت و اص و ا ب ال ح ق و ت و اص و ا ب ال صب ر { ومنھ قولھ تعالى{ و اذ ك ر ع ب اد ن ا إ ب ر اھ یم و إ س ح اق و ی ع ق وب أ ول ي الا ی د ي و الا ب ص ا ر {. فرجوعا إلى الا یة التي علق علیھا شیخ الا سلام في قولھ تعالى } ف اس ت م ت ع ت م ب خ لا ق ك م ك م ا اس ت م ت ع ال ذ ین م ن ق ب ل ك م ب خ لا ق ھ م } إشارة إلى اتباع الشھوات وھو داء العصاة وقولھ{ و خ ض ت م ك ال ذ ي خ اض وا { إشارة إلى اتباع الشبھات وھو داء المبتدعة وأھل الا ھواء والخصومات بل وصف الله سبحانھ وتعالى نبیھ بالا مرین وقال ابن القیم رحمھ الله " فحینما ذكر الله سبحانھ وتعالى - أو وصف النبي قال } و الن ج م إ ذ ا ھ و ى م ا ض ل ص اح ب ك م و م ا غ و ى { ما ضل : دلیل على كمال علمھ ومعرفتھ وأنھ على الحق المبین وما غوى : دلیل على كمال رشده وأنھ أبر العالمین فھو الكامل في علمھ وفي عملھ وقد وصف بذلك خلفاؤه من بعده وأمر باتباعھم على سنتھم وقال " علیكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدین المھدیین " فالراشد ضد الغاوي ) من الغوایة ( والمھدي ضد الضال ونظیر ھذا قول أھل النار لا ھل الجنة وقد سا لوھم كیف دخلوھا فقال أھل النار في قولھ تعالى } ق ال وا ل م ن ك م ن ال م ص ل ی ن( 43 )و ل م ن ك ن ط ع م ال م س ك ین ( 44 )و ك ن ا ن خ و ض م ع ال خ اي ض ی ن( 45 )و ك ن ا ن ك ذ ب ب ی و م الد ین } فذكروا الا صلین الخوض 12

135 بالباطل وما یتبعھ من التكذیب بیوم الدین وإیثار الشھوات وما یستلزمھ من ترك الصلوات وترك إطعام ذوي الحاجات وقال تعالى في نفس المعنى } إ ن ی ت ب ع ون إ لا ال ظ ن و م ا ت ھ و ى الا ن ف س { فذم الله - سبحانھ وتعالى - من اتبع الظن وما تھوى الا نفس فالظن یتعلق بالشبھات وما تھوى الا نفس یتعلق بالشھوات". أثر في تخلیة النفس من الرذاي ل فا ن لھا أیضا أبلغ - - سبحانھ وتعالى وإذا كان لمعرفة الله الا ثر في تحلیتھا بالفضاي ل ومن ھذه الفضاي ل محبة الله عزوجل والتوكل علیھ وجمیع أعمال - رحمھ الله في ھذا القیم وقال ابن أعمال الجوارح الخیر سواءا كانت أعمال القلوب أو "ومن عرف الله أحبھ على قدر معرفتھ بھ وخافھ ورجاه وتوكل علیھ وأناب إلیھ ولھج المعنى واشتاق إلى لقاي ھ واستحیا منھ وأجلھ وعظمھ على قدر معرفتھ بھ وقال بعد أن ذكر بذكره یتجلى لعباده في كتابھ بذكر أسماي ھ وصفاتھ قال" فتارة یتجلى في - سبحانھ وتعالى - أن الله ویذوب الكبر والجلال فتخضع الا عناق وتنكسر النفوس وتخشع الا صوات جلباب الھیبة والعظمة وجمال كما یذوب الملح في الماء وتارة یتجلى في صفات الجمال والكمال وھو كمال الا سماء الصفات وجمال الا فعال الدال كل ذلك على كمال الذات فیستنفذ حبھ من قلب العبد قوة الحب كلھا وتارة یتجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والا حسان فا ذا تجلى بھذه الصفات انبعثت ركاب وقوي طمعھ وسار إلى ربھ وحادي الرجاء یحدو قوة الرجاء من العبد وانبسط أملھ جد في العمل وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب وكلما قوي الرجاء سیره والسخط والعقوبة انقمعت النفس الا مارة وبطلت أوضعفت قواھا من الشھوة والغضب واللھو فا حضرت المطیة حظھا من الخوف على المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتھا واللعب والحرص والوصیة وإرسال الرسل وإنزال و الخشیة والحذر وإذا تجلى بصفات الا مر والنھي والعھد الكتب وتشریع الشراي ع انبعثت من النفس قوة الامتثال والتنفیذ لا وامره والتبلیغ لھا والتواصي بھا وإذا تجلى بصفة السمع والامتثال للطلب ولاجتناب النھي وذكرھا وتذكرھا و التصدیق بالخبر والبصر والعلم انبعثت من العبد قوة الحیاء فیستحي ربھ أن یراه على ما یكره أو أن یسمع یمقتھ علیھ فتبقى حركاتھ وأقوالھ وخواطره موزنة یكره أو یخفي في سریرتھ ما ما منھ بمیزان الشرع غیر مھملة ولا مرسلة تحت حكم الطبیعة والھوى وإذا تجلى بصفات العز والكبریاء أعطت نفسھ المطمي نة ما وصلت إلیھ من الذل لعظمتھ والانكسار لعزتھ والخضوع في قلبھ ولسانھ وجوارحھ لكبریاي ھ وخشوع القلب والجوارح لھ فتعلوه السكینة والوقار وسمتھ ویذھب طیشھ وقوتھ وحدتھ وجماع ذلك أنھ سبحانھ یتعرف إلى العبد بصفات إلھیتھ الا لوھیة المحبة الخاصة والشوق إلى تارة وبصفات ربوبیتھ تارة فیوجب لھ شھود صفات لقاي ھ والا نس بھ والفرح بھ والسرور بخدمتھ والمنافسة في قربھ والتودد إلیھ بطاعتھ واللھج بذكره والفرار من الخلق إلیھ ویصیر ھو وحده ھمھ دونما سواه و یوجب لھ شھود صفات والاستعانة بھ والذل والخضوع والانكسار إلیھ وكمال ذلك الربوبیة التوكل علیھ والافتقار إلیھ أن یشھد الربوبیة والا لوھیة ". 13

136 فمتى ما ذكر الله - سبحانھ وتعالى - أو وصف نفسھ في القرآن الكریم كان ذلك عاملا أساسا في تحقیق العبودیة - سبحانھ وتعالى - وفي تزكیة النفس بتخلیتھا من الرذاي ل وبتحلیتھا بالفضاي ل ومن الا مثلة على ذلك أن الرسول قد قام حتى تفطرت قدماه فقیل لھ تفعل ھذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تا خر قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " وھذه علامة المحب أن یتلذذ بخدمة محبوبھ وتصرفھ في طاعتھ وكلما كانت المحبة أقوى كانت لذة الطاعة أكمل فلیزن العبد إیمانھ ومحبتھ تعالى بھذا المیزان ولینظر ھل ھو ملتذ بخدمة محبوبھ أو متكره لھا یا تي بھا على السا مة والملل والكراھة فھذا محك إیمان العبد ومحبتھ عزوجل - قال بعض السلف " إني أدخل في الصلاة فا حمل ھم خروجي منھا ویضیق صدري إذا فرغت أني خارج منھا " ولھذا قال النبي " وجعلت قرة عیني في الصلاة " وقال بعض السلف "و إني لا فرح باللیل حین یقبل لما یلتذ بھ عیشي وتقر بھ عیني من مناجاة من أحب والتذلل بین یدیھ وأغتم للفجر إذا طلع لما أشتغل بالنھار عن ذلك "وقال أخر " تعذبت بالصلاة عشرین سنة ثم تنعمت بھا عشرین أخرى ". وھذه اللذة والتنعم بالعبادة إنما تحصل بالمصابرة والتعب أولا فا ذا صبر وصدق في صبره أفضى بھ ھذا إلى اللذة قال أبو زید -رحمھ الله - " سقت نفسي إلى الله وھي تبكي ومازلت أسوقھا حتى انساقت إلیھ وھي تضحك". الجانب الرابع: أھمیة معرفة ودراسة الا سماء الحسنى فھذه بعض الا ثار التي یجنیھا العبد من معرفتھ با - سبحانھ وتعالى - ومعرفتھ با سماي ھ وصفاتھ وھذه المعرفة لا تكون إلا بالدراسة المتا نیة لا سماء الله وصفاتھ التي وردت في كلام الله - سبحانھ وتعالى - وكلام رسولھ ومعرفة ھذه الا سماء والصفات وتوحید الله سبحانھ وتعالى با سماي ھ وصفاتھ ھو أصل كل أصل وأصل الدین كلھ وأصل بعثة الرسل وإنزال الكتب یقول شیخ الا سلام - رحمھ الله - " إن معرفة ھذا - أي معرفة ما یجب من الا سماء الحسنى والصفات العلى - أصل الدین وأساس الھدایة وأفضل وأوجب ما اكتسبتھ القلوب وحصلتھ النفوس وأدركتھ العقول ". والا یمان با سماء الله وصفاتھ لا یتعلق فقط بجانب الا یمان با أو جانب التوحید أو ركن الا یمان من أركان الا یمان الستة وإنما یتعلق أیضا ببقیة أركان الا یمان كلھا من الا یمان بالكتب والا یمان بالرسل والا یمان بالیوم الا خر والا یمان بالقضاء والقدر فمعرفة الله - سبحانھ وتعالى 14

137 - وأسماي ھ أصل الا یمان بكل أركان الا یمان المختلفة وفي ذلك یقول شیخ الاسلام - رحمھ الله - " من عرف أسماء الله ومعانیھا فا من بھا كان إیمانھ أكمل ممن لم یعرف تلك الا سماء بل آمن بھا إیمانا مجملا أو عرف بعضھا وكلما ازداد الا نسان معرفة با سماء الله وصفاتھ وآیاتھ كان إیمانھ أكمل ". وصفاتھ من صور ذكر الله والثناء علیھ وحمده وتمجیده - وتعلم أسماء الله سبحانھ وتعالى تعلق )-إن أعطي حقھ - بما یلیق بھ بما ورد في الكتاب والسنة وھو یثمر (یعني ھذا التعلم - عزوجل ومن ثم یظھر ھذا التعلق على الجوارح بكثرة ذكره ودعاي ھ و الا قبال القلب با ھو ما نرجوه وما نا ملھ من دراسة إلینا وھذا - سبحانھ وتعالى - من الله رساي ل على القرآن لا نھ أعظم ما دعا الله - سبحانھ وتعالى با سماي ھ وصفاتھ وھي الا سماء والصفات والتعرف على الله سبحانھ عباده للتفكر فیھ. نختم بكلام لابن القیم -رحمھ الله في معرفة أسماء الله وصفاتھ فھو یقول " أنك عندما تنظر في القرآن وتنظر كیف وصف الله - سبحانھ وتعالى - نفسھ في القرآن تشھد آثار ھذه الا سماء وآثار ھذه المعرفة على الوجود من حولك فھو كما أخبر بھ - سبحانھ في كتابھ وكما أخبر بھ عنھ رسولھ یدبر أمر الممالك ویا مر وینھى ویخلق ویرزق ویموت ویحیي ویقضي وینفذ و یعز ویذل ویقلب اللیل والنھار ویداول الا یام بین الناس ویقلب الدول فیذھب بدولة ویا تي با خرى والرسل من الملاي كة -علیھم السلام - بین صاعد إلیھ بالا مر ونازل من عنده بھ وأوامره متعاقبة على تعاقب الا یات نافذة بحسب إرادتھ فما شاء كما شاء في الوقت الذي یشاء على الوجھ الذي یشاء من غیر زیادة ولا نقصان ولا تقدم ولا تا خر وأمره وسلطانھ نافذ في السموات وأقطارھا وفي الا رض وما علیھا وما تحتھا وفي البحار والجو وفي ساي ر أجزاء العالم وذراتھ یقلبھا ویصرفھا ویحدث فیھا ما یشاء وقد أحاط - سبحانھ وتعالى - بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ووسع كل شيء رحمة وحكمة ووسع سمعھ الا صوات فلا تختلف علیھ ولا تشتبھ علیھ بل یسمع ضجیجھا باختلاف لغاتھا على كثرة حاجاتھا لا یشغلھ سمع عن سمع ولا تغلطھ كثرة المساي ل ولا یتبرم با لحاح ذوي الحاجات وأحاط بصره بجمیع المري یات فیرى دبیب النملة السوداء على الصخرة الصماء في اللیلة الظلماء فالغیب عنده شھادة والسر عنده علانیة یعلم السر وأخفى من السر فالسر ما انطوى علیھ ضمیر العبد وخطر بقلبھ ولم تتحرك بھ شفتاه وأخفى منھ مالم یخطر بعد فیعلم سبحانھ أنھ سیخطر بقلبھ كذا وكذا في وقت كذا وكذا لھ الخلق والا مر ولھ الملك والحمد ولھ الدنیا الا خرة ولھ النعمة ولھ الفضل ولھ الثناء الحسن لھ الملك كلھ ولھ الحمد كلھ وبیده الخیر كلھ وإلیھ یرجع الا مر كلھ شملت قدرتھ كل شيء ووسعت رحمتھ كل شيء 15

138 ووصلت نعمتھ إلى كل حي یسا لھ من في السماوات والا رض كل یوم ھو في شا ن یغفر ویجبر كسیرا ویغني فقیرا ویعلم جاھلا ویھدي ضالا ویرشد ذنبا ویفرج ھما ویكشف كربا ویكسو عاریا ویشفي مریضا ویعافي مبتلى ویقبل تاي با ویجزي حیرانا ویغیث لھفانا ویفك عانیا محسنا وینصر مظلوما ویقصم جبارا ویقیل عثرة ویستر عورة ویو من روعة ویرفع أقواما آخرین لا ینام ولا ینبغي لھ أن ینام یخفض القسط ویرفعھ یرفع إلیھ عمل اللیل ویضع قبل عمل النھار وعمل النھار قبل عمل اللیل حجابھ النور لو كشفھ لا حرقت سبحات وجھھ ما انتھى إلیھ بصره من خلقھ ویمینھ ملا ى لا یغیضھا نفقة سحاء اللیل و النھار أرأیتم ما فا نھ لم یغض ما في یمینھ قلوب العباد ونواصیھم بیده أنفق منذ ما خلق السموات والا رض مطویات وأزمة الا مور معقودة بقضاي ھ وقدره والا رض جمیعا قبضتھ یوم القیامة والسماوات كلھا بیده الكریمة والا رض بالید الا خرى ثم یھزھن ثم یقول : أنا الملك بیمینھ یقبض سماواتھ أنا الملك لا یتعاظمھ ذنب أن یغفره ولا حاجة یسا لھا أن یعطیھا لو أن أھل سماواتھ وأھل زاد ذلك في ملكھ قلب رجل منھم ما أرضھ وأول خلقھ وآخرھم وأنسھم وجنھم كانوا على أتقى ذلك رجل منھم ما نقص على أفجرقلب كانوا وجنھم وأنسھم وآخرھم خلقھ أول شیي ا ولو أن رطبھم من ملكھ شیي ا ولو أن أھل سماواتھ و أھل أرضھ وأنسھم وجنھم وحیھم ومیتھم ذلك مما عنده مثقال قاموا في صعید واحد فسا لوه فا عطى كل منھم ما سا ل ما نقص ویابسھم أقلام والبحر وراءه الذر ولو أن أشجار الا رض كلھا من حین وجدت إلى أن تنقضي الدنیا لفنیت الا قلام ونفذ المداد ولم تنفذ من بعد مداد فكتب بتلك الا قلام وذلك المداد سبعة أبحر تمده ھو الا ول فلیس قبلھ شيء وھو الا خر فلیس بعده شيء وھو - عزوجل - كلمات الخالق الظاھر فلیس فوقھ شيء وھو الباطن فلیس دونھ شيء تبارك وتعالى أحق من ذكر وأحق ملك وأجود من سي ل من عبد وأحق من حمد وأولى من شكر وأنصر من ابتغي وأرأف من وأكرم من قصد وأعدل من انتقم حلمھ بعد علمھ وعفوه بعد قدرتھ ومغفرتھ عن عزتھ ومنعھ وھو الملك لا شریك لھ والفرد فلا ند لھ والغني وموالاتھ عن إحسانھ ورحمتھ عن حكمتھ ولاصاحبة والعلي فلا شبیھ لھ ولا سمي كل شيء ھالك فلا ظھیر لھ والصمد فلا ولد لھ إلا وجھھ وكل ملك زاي ل إلا ملكھ وكل ظل قالص إلا ظلھ وكل فضل منقطع إلا فضلھ لن فیتجاوز ویغفر فیشكر ویعصى یطاع یطاع إلا با ذنھ ورحمتھ ولن یعصى إلا بعلمھ وحكمتھ وكل نقمة منھ عدل وكل نعمة منھ فضل أقرب شھید وأدنى حفیظ حال دون النفوس وأخذ الا ثار وكتب الا جال فا ذا أشرفت على القلب أنوار ھذه الصفات اضمحل عندھا بالنواصي وسجل. العبارة " وصدق رحمھ كل نور ووراء ھذا ما لا یخطر بالبال ولا تنالھ وعلى النقیض من ذلك فا ن أھل الجاھلیة كانوا ینكرون أسماء الله وصفاتھ وینكرون معرفة سبحانھ وتعالى في القصة المشھور في سبب نزول قولھ تعالى } و م ا ك نت م ت س ت ت ر و ن أ ن ی ش ھ د ع ل ی ك م س م ع ك م و لا أ ب ص ار ك م و لا ج ل ود ك م و ل ك ن ظ ن نت م أ ن الله لا ی ع ل م ك ث یر ا م ما ت ع م ل و ن (22) و ذ ل ك م ظ ن ك م ال ذ ي ظ ن نت م ب ر ب ك م أ ر د اك م ف ا ص ب ح ت م م ن ال خ اس ر ی ن}. 16

139 وسبیل ھذه المعرفة با سماء الله وصفاتھ ھي كما نص أھل السنة والجماعة وھو أنھم یثبتون ما أثبتھ الله سبحانھ وتعالى لنفسھ في كتابھ وینفون عنھ ما نفى الله سبحانھ وتعالى عن نفسھ في كتابھ ویثبتون ما أثبتھ النبي في سنتھ وینفون ما نفاه النبي في سنتھ عن الله والرسول أكمل وأعلم من دل علیھ سبحانھ ودل على أسماي ھ وصفاتھ. فمن ھنا كانت الحاجة ماسة إلى معرفة الله سبحانھ وتعالى لیس فقط لبیان أن الملحد یحرم من ھذه المعاني كلھا لكن لبیان أن المو من في أشد وأمس الحاجة إلى ھذه المعارف ومن تدبر آیات الله - سبحانھ وتعالى - في كتابھ وتدبر القرآن الكریم وأخذه من أولھ إلى آخره قراءة في تدبر أوصاف الله -سبحانھ وتعالى - وصفاتھ أسماي ھ لظھر لھ من المعاني مالا یمكن أن یسطره كاتب أو یعبر عنھ محاضر. وجزاكم الله خیر والسلام علیكم ورحمة الله وبركاتھ 17

140 المحاضرة التاسعة 1

141 الحياة مع أو بدون هللا عزوجل السالم على و الصالة و الحمدهلل و بسم هللا رسول هللا ﷺ المقدمة :- مرحبا باإلخوة و األخوات الكرام في المحاضرة الثامنة من محاضرات دورة حوار مع أهل المنطق في هذه المحاضرة إن شاء هللا سنتناول جانب اآلخر من جوانب الخطاب اإليماني اإللحادي و هو خطاب المقارنة أو ما يسمونه بالخطاب العاطفي أو الشعوري عندما نخاطب الملحد. و كذلك المؤمن أيضا فإنه عليه اإللمام بهذه المعاني التي تزيده إيمانا و التي تزيده يقينا في هللا سبحانه و تعالى وفي دينه و في نبوة األنبياء كلهم و على رأسهم محمد ﷺ. في البداية أسلوب المقارنة هذا أسلوب مبني من إستقاء الحقائق من أرض الواقع و عرضها بصورة موضوعية لبيان وجه الحق و لبيان أفضل السبل و أكثر الخيارات منطقية و عقالنية و إنسانية أيضا كما سنرى إن شاء هللا, هذا األسلوب أو أسلوب المقارنة هذا مبني على بعض الجوانب التي يظهر منها صورة جلية واضحة الفرق بين حياة المؤمن باهلل عز و جل و حياة غير المؤمن باهلل عز و جل أو حياة الملحد أو الربوبي أو المتشكك. هناك بعض النقاط المحورية التي تفصل أسلوب الحياة أو التي تفصل المبادئ الكلية للحياة بين هذا المعسكر و هذا المعسكر سنتناولها إن شاء هللا تباعا ثم لنا تعقيب و سرد ألحداث واقعية في التطبيق العملي على هذه الجوانب, المحاضرة ليست محاضرة تنظيرات فقط أن حياة المؤمن كذا و حياة الملحد كذا و لكنها أيضا مبنية على حقائق واقعية تاريخية سنذكرها إن شاء هللا أو سنذكر جانبا منها. 1.في البداية المؤمن و الملحد أو الحياة مع هللا سبحانه و تعالى و الحياة بدون هللا سبحانه و تعالى في البداية أهم أو من أهم ما يميز حياة المؤمن عن الملحد هو ( وجود األمل( و القيم التي سنعرضها تباعا هي قيم كلها أو أغلبها متعلق بالقيم األخالقية أو القيم المتعلقة بجانب الوعي لدى اإلنسان و التي ال مجال للفلسفة المادية اإللحادية فيها على اإلطالق, في البداية األمل أو الرجاء هو أن الحياة كلها أن كل البشر مؤمنين يخضعون للسنن الكونية التي أوجدها هللا سبحانه و تعالى و التي يسير بها الكون و من أهم السنن الكونية التي وضعها هللا سبحانه و تعالى خاصة في جانب البشر هو قوله سبحانه و تعالى { ل ق د خ ل ق ن ا ا ل نس ا ن 2

142 ف ي ك ب د } و قوله عز و جل { ي ا أ ي ه ا ا ل ن س ان إ ن ك ك اد ح إ ل ى ر ب ك ك د ح ا ف م الق ي ه } فمعظم البشر أو كل البشر ال يثبتون من هذه السنة الكونية الربانية و هي وجود اإلبتالء و وجود الصعاب و وجود إختبارات و وجود المشكالت و هذه الجوانب كلها حتى يتبين من يلجأ إلى هللا سبحانه و تعالى و من يتضرع الى هللا سبحانه و تعالى ممن يعرض و يستكبر و حتى جوانب الحياة العادية ال تقوم أيضا إال بسنة الكد و الكدح و التعب و المشقة أي شيء في حياتك تقوم به ال بد فيه من تعب هذا واضح و ظاهر في األمورالدنيوية أو األهداف الدنيوية و كذلك األهداف األخروية فال نجاح في الدنيا لمؤمن و ال لكافر إال بعد تعب و مذاكرة و دراسة و ما إلى ذلك و ال نجاح في اآلخرة إال بعد اإلنخراط في هذا السلك و هو سلك اإلبتالء الذي قال أو سئل عنه النبي صلى هللا عليه و سلم ( أي الناس أشد بالءا فقال صلى هللا عليه و سلم :األنبياء ثم األمثل فاألمثل يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صالبة زيد عليه في البالء و في رواية و ال يزال البالء بالعبد حتى يتركه يمشي على األرض و ليس على ظهره خطيئة أو ليس على ظهره من ذنب ) فهنا معيار أو جهد البالء موجود و متحقق و ظاهر في العيان بالنسبة للمؤمن و بالنسبة للكافر كلهم يبتلون كل البشر يبتلون و لكن المؤمن موقفه يختلف تمام اإلختالف من اإلبتالء عن الكافر نجد أن المؤمن قوله كما يقول هللا عز و جل عنه }ال ذ ين إ ذ ا أ ص اب ت ه م م ص يب ة ق ال وا إ ن ا ل ل و إ ن ا إ ل ي ه ر اج ع و ن (156) أ ول ئ ك ع ل ي ه م ص ل و ات م ن ر ب ه م و ر ح م ة و أ ول ئ ك ه م ال م ه ت د ون } هذا جانب أو هذا موقف المؤمن الصادق في إيمانه من البالء أما الكافر فموقفه من البالء أيضا ذكره هللا عز و جل في القرآن يقول { و م ن الن اس م ن ي ع ب د للا ع ل ى ح ر ف ف إ ن أ ص اب ه خ ي ر اط م أ ن ب ه و إ ن أ ص اب ت ه ف ت ن ة انق ل ب ع ل ى و ج ه ه خ س ر الد ن ي ا و ا ل خ ر ة ذ ل ك ه و ال خ س ر ان ال م ب ي ن {. فالمؤمن و الكافر يبتلون و يمتحنون في هذه الدنيا سواء يبتلون بالشهوات أو يبتلون بالشبهات كلهم ال بد أن يبتلى و لكن الذي يصبر و لكن الذي يدرك أن هناك إله و أنه سيجزيه على صبره و أن هناك جنة و نار و أنه هناك يوما للقيامة يقتص فيه هللا عز و جل من الظالم للمظلوم عندها سيطمئن القلب عندها لن يجزع و لن ييأس و لن يقنط و لن يلجأ إلى اإلنتحار و أما الملحد فأيسر السبل إليه هو أنه ال يؤمن بإله ال يؤمن بعدل مطلق تام في اليوم اآلخر ألنه أصال ال يؤمن باليوم اآلخر فمنظور العدل عنده منظورضيق بحت و منظور الحياة عنده منظور ضيق بصورة بحتة فإذا ما أصابه شر جزع و سخط و قنط من هللا عز و جل و من رحمة هللا عز و جل و عندها ال يلجأ أو ال يكون له إال أحدى الطريقين إما أن يستمر في تجرع هذا اليأس و هذا العجز و هذا القنوط و أن يستمر في حياته و إما أن ينتحر و األول و الثاني هما خياران كما يقولون كالهما سيء كالهما باطل كالهما ال يليق باإلنسان و ال بحياة اإلنسان و ال بكرامة اإلنسان فالملحد إذا أختار أن يتحمل االصعاب و يتحمل المشقة من اإلبتالء فإنه ال يجد في قلبه متنفسا و ال يجد لنفسه متنفسا في الرجاء في رحمة هللا عز و جل و في ثواب هللا عز و جل في اليوم اآلخر هو يتحمل البالء لمجرد أنه يتحمل البالء و في هذا ذكر هللا عز و جل في القرآن قوله }و م ن أ ع ر ض ع ن ذ ك ر ي ف إ ن ل ه م ع يش ة ض نك ا و ن ح ش ر ه ي و م ال ق ي ام ة أ ع م ى * ق ال ر ب ل م ح ش ر ت ن ي أ ع م ى و ق د ك نت ب ص ير ا * ق ال ك ذ ل ك أ ت ت ك آي ات ن ا ف ن س يت ه ا و ك ذ ل ك ال ي و م ت نس ى {. 3

143 فهذه المواقف مواقف مشاهدة محسوسة في كل زمان و مكان لكل البشر و تطبيق واقعي على أرض الواقع هو أنه عندما نرى اإلحصاءات المختلفة لنسب اإلنتحار نجد أن غالب أو أعلى نسب اإلنتحار هي في الدول التي ينتشر فيها اإللحاد و هذا طبعا ليس من إدعاءاتنا نحن المسلمين و لكن هذه هي اإلحصاءات في كبرى المراكز الغربية و كبرى المراكز التابعة لهذه الدول فأعلى الدول من ناحية اإلنتحار تأتي الدول اإلسكندنافية مثل السويد مثل الدنمارك مثل النرويج هذه الدول بمعيار الحياة الدنيا أو مقاييس الحياة الدنيا تعيش أعلى مستويات الرفاهية المادية و لكنها بها أعلى نسب اإلنتحار فال تنفع المادية و ال تنفع الرفاهية الدنيوية الشخص حينما يعرض عن هللا سبحانه و تعالى بل يظل قلبه و تظل نفسه بائسة قانطة ال روح لها و ال سعادة. و األمر ال يقتصر على الدول اإلسكندنافية و لكن اليابان و الصين و غيرها من الدول الشرق آسيوية التي يكثر فيها اإللحاد أيضا هي من أعلى الدول نسبة في اإلنتحار ألن الملحد ال يجد متنفس إال هذا الطريق إال هذه الوسيلة و هو أن ينهي حياته هو يعتقد أن هذه الحياة مجرد حياة دنيوية ال بعث و ال حساب و ال نشور و ال جنة و ال نار فلماذا يتعب نفسه و لماذا يصبر على الشقاء الذي يصيبه في الدنيا الخيار األقرب إليه هو أن ينهي هذه الحياة التي ال قيمة لها عنده كما سنرى إن شاء هللا في معنى الحياة عند المؤمن و عند الملحد. فهذا الجانب من أهم الجوانب الذي يفصل معسكر المؤمنين عن معسكر الكافرين الملحدين و نعني بمعسكر المؤمنين هم معسكر المؤمنين الذين يؤمنون باهلل عز و جل و بيوم القيامة و بيوم اآلخر و أنه هناك من سيحاسب على عمله بمثقال الذر إن كان خيرا فخيرا و إن كان شرا فشرا فهذا هو أول الجوانب التي يتبلور و يتضح فيها ما هو معسكر المؤمنين و ما هو معسكر الملحدين بالنسبة لهذا الجانب الهام و هو جانب اليأس أو جانب األمل الثقافة اإللحادية أو التربية اإللحادية ليس فيها أي نوع من أنواع األمل اللهم إال أمل على هدف دنيوي قاصر قد يتحقق أو قد ال يتحقق و أما األمل في هللا كما تناولنا أنهم }ال ذ ين إ ذ ا أ ص اب ت ه م م ص يب ة ق ال وا إ ن ا ل ل } و األمل في الرجوع إلى هللا سسبحانه و تعالى يوم القيامة و هو الجانب الثاني }و إ ن ا إ ل ي ه ر اج ع ون } فهذا ال يتحقق إال ألهل اإليمان و لذلك نجد أن بالد اإلسالم حقن هللا سبحانه و تعالى فيها دماء المسلمين في فيها و في كل مكان نجد أن بالد اإلسالم من أكثر البالد إبتالءا و من أكثر البالد إختباراو نجد أن المعيشة فيها ليست كالمعيشة في البالد الكافرة و هذا قد يتخذه بعض المالحدة على أن إنظروا إلى بالد الغرب فيها تقدم كذا و كذا و إنظروا إلى بالد اإلسالم فيها تأخر و كذا و حروب كذا و كذا و لكن هذه النظرة الضيقة إذ إرتفع الملحد إليها قليال أو عنها قليال سيجد أن نسبة اليأس و القنوط في هذه الدول المتحضرة التي فيها رفاهية مادية على أعلى المستويات أعلى من نسبة منها في جانب بالد المسلمين التي هي تغص بالحروب و الدمار الخراب و ما إلى ذلك عندها سيجد الفرق و هو ما لدى المسلمين و ما ليس لدى أهل هذه الدول و هو الدين و هو اإليمان باهلل عز و جل و هو اإليمان بأن لكل ظالم عاقبة و نهاية عادلة في الدنيا و في اآلخرة و هو اإليمان بأن جزاء الصبر و جزاء اإلبتالء و جزاء اإلختبار و جزاء اإلمتحان جنة عرضها السماوات و األرض هذا ما عند المؤمنين و لذلك تجد بالد اإلسالم نسب اإلنتحار فيها أقل النسب بين جميع البالد كلها فعندهم ما ليس عند غيرهم فهم يعرفون 4

144 ما ال يعرفه غيرهم و لهذا كان لزاما على أهل اإلسالم أن يبينوا و أن يوضحوا و أن يرشدوا الناس إلى ما عندهم من هذا الخير الذي تضمحل عنده الدنيا برفاهيتها و بحربها و بدمارها. 2. الجانب الثاني من جوانب التفريق بين الحياة اإليمانية أو الحياة التي تقوم و تبنى على اإليمان باهلل عز و جل و حياة الملحد التي تقوم و تبني على إنكار وجود هللا عز و جل هو جنب ( القيمة ) أو قيمة الحياة إذا سألت و إذا قرأت في كتب المالحدة تجد أن قيمة الحياة اإلنسانية بالخصوص مثلها مثل أي قيمة أخرى يعني أن اإلنسان أو حياة اإلنسان أو مكانة اإلنسان أو مركزية اإلنسان ليست لها أي قيمة على اإلطالق في النظرة اإللحادية بل نحن كما يقولون دائما مجرد حيوان أو نوع من أنواع الحيوانات التي تعيش على األرض ال أكثر و ال أقل فهذه الحياة يعني احدهم يقول "أن حياتك بعد الموت كحياة الدجاجة التي تذبحها بعد أن تموت " الفناء أي أنها تفني فهذا هو المنظور اإللحادي الصادر بقيمة الحياة أو بقيمة الحياة اإلنسانية هو أنه ليس لها أي قيمة مركزية على اإلطالق و أما في األديان و أما ألهل اإليمان و أما ألهل اإلسالم فهم يؤمنون بجانب آخر من جوانب الحياة أال و هي أن اإلنسان له مركزيته و أن اإلنسان له مكانته كما قال هللا عز و جل { و ل ق د ك ر م ن ا ب ن ي آد م و ح م ل ن اه م ف ي ال ب ر و ال ب ح ر و ر ز ق ن اه م م ن الط ي ب ات و ف ض ل ن اه م ع ل ى ك ث ير م م ن خ ل ق ن ا ت ف ض ي ال {. هذه هي الحياة اإلنسانية كرمنا هللا عز و جل و فضلنا على كثير ممن خلق تفضيال و في آيات أخرى كثيرة يذكر هللا عز و جل أن هللا سخر لنا ما في السماوات و ما في األرض كله لخدمته و كله في سبيل الرفاهية التي يجدها اإلنسان و إستمرار حياة اإلنسان بشكل خاص إذا تدبرت في اإلنسان تجد أنه يستطيع إستخدام كافة ما في الكون لمصالحه في معاده و معاشه بخالف كافة الحيوانات األخرى أو بخالف كافة المخلوقات األخرى فإنها ال تعدو قدرها فإنها خلقت لشيء و تمثله و فقط و أما اإلنسان فاألمر مختلف اإلنسان يختلف أيضا بجانب هام و هو جانب العقل و جانب العقل معناها أن اإلنسان كرمه هللا عز و جل و وهبه و أصطفاه أن رزقه و أمده بالعقل و العقل هذا هو األداة التي تميز اإلنسان أو ترفع اإلنسان عن غيره من المخلوقات, هللا عز و جل عندما ذكر الكافرين و كيف أنهم أهملوا عقولهم ذكر أنهم لما أهملوا العقل و أهملوا إعمال العقل صاروا كالبهائم و األنعام قال هللا تعالى }و ال ذ ين ك ف ر وا ي ت م ت ع ون و ي أ ك ل ون ك م ا ت أ ك ل ا ل ن ع ام و الن ار م ث و ى ل ه م { فهم هنا شابهوا األنعام في ماذا في عدم إعمال العقل هو أن اإلنسان يعني بأن اإلنسان عنده العقل الي يدرك به الصواب و الخطأ عنده العقل الذي يميز به بين الحق و الباطل فإذا لم يستخدم اإلنسان هذا العقل و لم يستخدم اإلنسان هذه القدرة التي وهبه هللا سبحانه و تعالى إياها صار مثل بقية المخلوقات التي لم توهب هذه الهبة و لم تمنح هذه النعمة و هي نعمة العقل, فبالعقل يتميزاإلنسان عن غيره من الحيوانات و بالعقل يستطيع اإلنسان أن يكون خليفة هللا عز و جل في أرضه كما قال هللا عز و جل }إن ي ج اع ل ف ي ا ل ر ض خ ل يف ة } فالذي يميزنا كبشر عن سائر المخلوقات هي نفحة هللا عز و جل الني نفحها آدم و العقل الذي وهبنا هللا سبحانه و تعالى إياه. و إستعمال العقل و إستعمال الفكر و المنطق يقود دائما إلى هللا سبحانه و تعالى فما من أحد يعمل عقله بدون تحيز إال و يصل إلى اليقين بوجود هللا سبحانه و تعالى و يصل إلى اليقين بكمال هللا عز و جل و يصل إلى 5

145 اليقين بصدق الرسل عليهم الصالة و السالم و يصل إلى اليقين بالمبادئ و األصول التي يقوم عليها اإليمان و من أجل هذه النقطة بالتحديد صارت حياة البشر في نظر الملحدين ذات قيمة تافهة و أما جانب المؤمنين فهي أغلى الحيوات على اإلطالق هللا سبحانه و تعالى عندما ذكر في القرآن أهمية حياة البشر قال { م ن أ ج ل ذ ل ك ك ت ب ن ا ع ل ى ب ن ي إ س ر ائ يل أ ن ه م ن ق ت ل ن ف س ا ب غ ي ر ن ف س أ و ف س اد ف ي ا ل ر ض ف ك أ ن م ا ق ت ل الن ا س ج م يع ا و م ن أ ح ي اه ا ف ك أ ن م ا أ ح ي ا الن اس ج م يع ا } و قتل النفس معناه اإلعتداء على حياة بظلم و عدوان و ما إلى ذلك من أوجه الدوافع من القتل فقد ذكر هللا سبحانه و تعالى و بين هللا سبحانه تعالى أن اإلقدام على هذا الفعل و قتل حياة واحدة بغير ذنب سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة و اإلقدام على قتل حياة واحدة و اإلعتداء على حياة بشر واحد بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها و حافظ عليها و أنقذها فكأنما أحيا الناس جميعا البشر كلهم. فهنا نجد الفرق الجوهري بين قيمة الحياة عند أهل اإليمان و عند أهل اإللحاد. و النبي ﷺ ذكر أيضا أن دم إمرئ مسلم واحد أهون عند هللا عز و جل من هدم الكعبة و من حرمة الكعبة و معلوم أن أفضل البقاع إلى هللا عز و جل هذه الكعبة فحرمة دم إمرئ مؤمن واحد أعلى و أكبر من حرمة أفضل األماكن و أحب األماكن إلى هللا عز و جل و اآليات الكثيرة في تحريم هذه الدماء و في عواقب قتل النفس بغير نفس أو قتل النفس ظلما و عدوانا آيات كثيرة ال تعد و ال تحصى و أحاديث النبي صلى هللا عليه و سلم في تحريم القتل كثيرة كثيرة ال تحصى و ال تعد و األمر ال يتعلق بموضوع القتل فقط و إنما اإليذاء بأي نوع من أنواع اإليذاء فاإلنسان له كرامة و اإلنسان له مكانة تختلف تمام اإلختالف عن غيره من سائر المخلوقات و هذا في نظر أهل اإليمان. 3. و ينبني على هذا الجانب أيضا جانب آخر هام من جوانب التفرقة بين منظور أهل اإليمان و منظورر أهل اإللحاد لإلنسان ولما يتعلق بالجوانب المختلفة المتعلقة به و هو موضوع ( الغاية من الحياة ) عرفنا أن الحياة لها أعلى قيمة و مكانة و مركزية في نظرنا نحن كمتبعين لكالم هللا عز و جل و كمتبعين لرسوله صلى هللا عليه و سلم و لكالم رسله كلهم من قبل و ينبني على هذه المركزية و ينبني على هذه األهمية للحياة أن تكون ذات هدف و أن يكون لها مقصد عال و سام و هنا التفرقة المتعلقة و التي تأتي بعدها هي التفرقة بين الغاية من هذه الحياة أو الهدف من هذه الحياة فأهل اإليمان يدركون أن لحياتهم غاية عظمى و هدف أكبر و هو معرفة من وهبهم الحياة و معرفة من أوجدهم في هذه الحياة و الوصول إليه و عبادته و ما إلى ذلك و أما أهل الكفر و اإللحاد فإنهم كما لم يقيمو للحياة قيمة و لم يأحذوها في اإلعتبار و كذلك لم يجعلوا لها هدفا و لم يجعلوا لها غاية بل غاية وجودهم في الحياة كما يقولون و يدندنون دائما هو أنه وجود بالصدفة هو أنه وجود عبثي هو أنه وجود ال معنى له و ال قيمة له و ال غاية له و ال هدف مجرد أن وجدنا أنفسنا موجودين و سننتهي إنظر إلى هذه الفرقة التي تراها واضحة في أسلوب حياة المؤمن و في أسلوب حياة الملحد فإنك إذا إتخذت لنفسك غاية و هدفا فإنك ال تفعل مثل ما يفعل الذي لم يتخذ لحياته غاية و ال هدفا و المؤمنون يعرفون أن هناك حالال و هناك حراما يعرفون أن هناك قيم للخير و أن هناك قيم للشر يعرفون أن هناك قيما للعدل و أن هناك قيما للظلم و أما الملحد فال 6

146 يفرق بين هذا و هذا و ال يفرق بين ذاك و ذاك الملحد ليس عنده قانون للعدل و ال قانون للظلم ليس عنده قانون للحق و ال قانون للباطل ليس عنده ما يفرق به بين ما ينفعه في معاده و معاشه و ما ال ينفعه في معاده و معاشه. هذه أهم الجوانب التي يتضح لك منها أسلوب حياة هذا و أسلوب الحياة هذا, جميعنا مركب فينا الشهوة و مركب فينا الميل إلى المعصية و مركب فينا كذا و مركب فينا كذا و لكن أسلوب الحياة يختلف فمن يكبح جماح نفسه لئال يتعدى حدوده ال يتعدي على حدود غيره ليس كمن يترك لنفسه العنان يعتدي على نفسه و يعتدي أيضا على حرمات غيره. و إذا سألت السؤال الهام و كما يقولون السؤال الوجودي أو الشهير ما هي الغاية من الحياة و ما هو الهدف من الحياة تجد إجابة المؤمن يقبلها العقل المنطق و القلب و تجد إجابة الملحد ينفر منها العقل و المنطق و القلب فإذا تدبرت أسرار الحياة و أسرار الكون كما تناولنا جانبا من ذلك و أن هذا الكون بمجراته و نجومه و كواكبه و أن هذه األرض بعناصرها المختلفة ذات تركيب دقيق محكم إلى أبعد الحدود و إذا تدبرت في نفسك أنت و في العمليات الحيوية داخلك و في المعجزات و في المصانع الكاملة التامة التي بداخلك و تناغمها و تكاملها مع بعضها البعض و تكامل وظائفها و تكامل وظائف كل عضومن أعضائك بل و تكامل وظائف كل خلية من خالياك بالشكل الذي يوجهك إلى الحياة بغير تعب و ال نصب إنك إذا تدبرت كل ذلك علمت أن هذا الوجود و هذه الحياة بتفاصيلها المذهلة و دقائقها المثيرة ال بد أن يكون هناك وراءها هدف و أن تكون هناك وراءها غاية و ليست مجرد نتاج صدفة أو نتاج تطور أعمى أو انتاج إنتخاب طبيعي أعمى أو طبيعة عمياء و ما إلى ذلك. o فإنك إذا تدبرت طبيعة هذه الحياة عرفت كيف أنك على خطر عظيم و في نبا عظيم و هو أنك في مقدار حياتك هذه مطالب بأن تعرف ما هو الغاية من وجودك هذا و ما هو الطريق الذي ينبغي أن تسلكه أثناء وجودك فيها وهللا عز وجل فطر اإلنسان على معرفة الغاية أو على معرفة الهدف بمعنى أنه عندما يرى أى شيئ مصمم أو متقن أو مجهز بطريقة ما فإنه يدرك مباشرة بعدها أن هذا الشيئ صمم وأعد ووجد أو أوجد لغاية وهدف أيا كان هذه الغاية وهذا الهدف فإنك مفطور على ذلك إذا رأيت أى شيئ البد أن تدرك بفطرتك حتى لو لم تعرف استخدام هذا الشيئ أنه موجود لسبب ما ولمهمة ما ولوظيفة ما وليس وجوده صدفة أو عشوائية فما بالك هذه في أبجديات الحياةو تفاصيلها المختلفة أنك في كل شيئ ترى الغاية وترى الهدف فما بالك بالحياة كلها عل بعضها فما بالك بالحياة بتمامها وكمالها الشك أن لها أعظم هدف في الوجود وأكبر هدف في الوجود وأعلى وظيفة في الوجود وهى معرفة هللا عزوجل والخضوع له. o 7

147 4. من الجوانب الهامة األخرى التي تفرق بين حياة المؤمن وحياة الملحد هى ما نسميه )بالسعادة( والناس كلهم في مختلف العصور من آدم عليه السالم إلى قيام الساعة إنما يبحثون عن السعادة في أى شيئ يفعلونه ويعملونه إنما هم يبحثون عن السعادة والناس في منظورهم للسعادة أنواع شتى متفرقة فمنهم من يرى أن السعادة إنما تكون في المال ووزيادة الترف والحياة المادية ومنهم من يرى أن السعادة أن يكون ذا منصب رئيس أوزير أوكذا أو كذا ومنهم من يرى ان السعادة في اإلستكثار من إشباع الشهوات المختلفة التي ركبت فيه ومنهم من يرى أن السعادة هى متعلقة بجانب آخر تماما -السعادة الحقيقية - متعلقة بجانب آخر تماما بعيد عن هذه الجوانب المادية أال وهى معرفة هللا عز وجل والخضوع له. وإذا تناولنا كافة المنظورات المختلفة للسعادة نجدها موجودة في القرآن ذكرها هللا عز وجل في القرآن قال هللا عز وجل على سبيل المثال { ز ي ن ل لن اس ح ب الش ه و ات م ن الن س اء و ال ب ن ي ن و ال ق ن اط ير ال م ق ن ط ر ة م ن الذ ه ب و ال ف ض ة و ال خ ي ل ال م س و م ة و ا ل ن ع ام و ال ح ر ث { ثم قال }ذ ل ك م ت اع ال ح ي اة الد ن ي ا{ ثم قال { و للا ع ن د ه ح س ن ال م آ ب }. وقال تعالى { ق ل أ ؤ ن ب ئ ك م ب خ ي ر م ن ذ ل ك م ل ل ذ ين ات ق و ا ع ن د ر ب ه م ج ن ات ت ج ر ي م ن ت ح ت ه ا ا ل ن ه ار خ ال د ين ف يه ا و أ ز و اج م ط ه ر ة و ر ض و ان م ن للا و للا ب ص ير ب ال ع ب ا د) 15 ( ال ذ ين ي ق ول ون ر ب ن ا إ ن ن ا آم ن ا ف اغ ف ر ل ن ا ذ ن وب ن ا و ق ن ا ع ذ اب الن ار ( 16 ) الص اب ر ين و الص اد ق ين و ال ق ان ت ين و ال م ن ف ق ين و ال م س ت غ ف ر ين ب ا ل س ح ار {ذكر هللا سبحانه وتعالى هذه المعادلة أن الناس كل الناس زين لهم الشهوات المختلفة من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ووو ثم قال ذلك متاع الحياة الدنيا فمنظور الناس للسعادة إما منظور إيماني فيما يتعلق بمعرفة هللا عز وجل ومعرفة الغاية من الحياة ومعرفة الدين الصحيح ومعرفة الطريق الصحيح إلى هللا سبحانه وتعالى ومنظور دنيوى يقوم على إما إشباع شهوة أو رغبة واحدة أو إشباع جميع الشهوات والرغبات الدنيوية. من الناس من يرى أن السعادة كل السعادة -السعادة الحقيقية تكون عندما يكون في منصب او جاه أو سلطان يأمر وينهى يعاقب ويثيب وما إلى ذلك وكل الناس لن يبلغ منصبهم كما بلغ فرعون فرعون بلغ من المنصب أن عبده قومه هل هناك منصب أعلى من ذلك العبودية أن يستعبد قومه كلهم ليس هناك منصب أعلى من هذا في الدنيا أن يعبده قومه ولكن ماذا كان حال فرعون يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار,الموضوع مقتصر عليه يوم القيامة فقط ال ولكنهم منذ قبروا فإنهم يعرضون على النار غدوا وعشياهذه نتيجة الركون واألطمئنان إلى سعادة زائلة في الدنيا ظن أن السعادة هى في هذا المنصب وبلغ هذا المنصب ولكنه لم يسعد به ال في حياته وال بعد موته ظل طوال حياته خائفا م ن م ن يقتله في بداية حياته قال له بعض العرافين والمنجمين أنه سيكون هناك من يقتلك ففي بداية حياته وحتى في أثناء المنصب لم يفرح به ولم يسعد به ولم يصل إلى هذا المعنى العظيم وهو السعادة الكاملة التامة والرضى واإلطمئنان وبعد الموت طبعا ال يخفى عليكم ما هو فيه فهنا ليست هذه السعادة في المنصب. 8

148 وبعض الناس يظن أن السعادة في كثرة المال وهؤالء إمامهم قارون -أخو فرعون- فإنه ذكر في نفس السورة وآتاه هللا عز وجل من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة هل كان هذا المال سببا لسعادة قارون واإلجابة كال قال تعالى} ف خ س ف ن ا ب ه و ب د ار ه ا ل ر ض ف م ا ك ان ل ه م ن ف ئ ة ي ن ص ر ون ه م ن د ون للا و م ا ك ان م ن ال م ن ت ص ر ين و أ ص ب ح ال ذ ين ت م ن و ا م ك ان ه ب ا ل م س{ المفتونين به من أهل الدنيا }ي ق ول ون و ي ك أ ن للا ي ب س ط الر ز ق ل م ن ي ش اء م ن ع ب اد ه و ي ق د ر ل و ل أ ن م ن للا ع ل ي ن ا ل خ س ف ب ن ا أنظروا ذكر هللا عز وجل أنهم قالوا لوال أن من هللا علينا والمعروف أن المنة إنما هى تكون باإلعطاء,صحيح ولكن المنة هنا كانت بالمنع أنه منعهم ما اعطاه لقارون وهذه منة من هللا عز وجل أن لم يجعلهم كما جعل قارون وكما آتى قارون أوأعطى قارون فهنا المال اليجلب سعادة ال في الدنيا وال في اآلخرة بل صاحب المال لديه الهم والغم في كيف يحفظ هذا المال أثناء حياته وكيف ينفقه وإلى من سيصير بعده هموم وغموم وأحزان يظنها الذي يراها من بعيد أنها هى منتهى السعادة يرى القصر ويرى الطائرة ويرى كذا ويرى كذا يظن أن هذه منتهى السعادة. وهللا عز وجل ذكر لنا من قصص السابقين ما تتفتح به أذهاننا وعقولنا إلى المعيار الصحيح للسعادة وبعد أن ذكر هللا عز وجل جانبا من هذه الجوانب من الناس الذين بحثوا عن السعادة من المنظور الدنيوى الزائل المنتهى ذكر هللا عز وجل أن أهل السعادة الحقيقية هم أهل الطاعة وأهل اإليمان قال عز وجل { م ن ع م ل ص ال ح ا م ن ذ ك ر أ و أ نث ى و ه و م ؤ م ن ف ل ن ح ي ي ن ه ح ي اة ط ي ب ة و ل ن ج ز ي ن ه م أ ج ر ه م ب أ ح س ن م ا ك ان وا ي ع م ل و ن } قال فلنحيينه حياة طيبة لم يذكر هللا عز وجل حياة طيبة إال بهذا الشرط ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ) واستقرار القلب قال عز وجل { أ ل ب ذ ك ر للا ت ط م ئ ن ال ق ل وب } ال يطمئن القلب إال بالقرآن وبذكر هللا عز وجل وبالمعرفة والهداية إلى طريق هللا عز وجل لن يطمئن القلب إال بذلك ولذلك عندما ترى المنظورات المختلفة للسعادة بين أهل اإليمان وأهل اإللحاد تدرك عظمة نعمة هللا عز وجل عليك ومنة هللا عز وجل عليك وتفهم أن ما فتح هللا عز وجل ألهل الكفر وألهل اإللحاد من أبواب السعادة الدنيوية الزائلة ليس فضال وليس منة من هللا عز وجل وإنما هو استدراج والمؤمن الذي يفهم هذا لم تكن عنده الشبهة الشهيرة لدى المتشككين من المسلمين هو أنه لماذا حياة المسلمين فقر ولماذا حياة الكافرين غنى ويدخل لهم الشيطان من هذا الباب فإذا تدبر العبد وإذا تفكر في موازين السعادة الحقيقية لن يصير عنده هذا اإلشكال ابدا. 9

149 5. أيضا من أهم الجوانب التي تفصل بين معسكر اإليمان ومعسكر اإللحاد هو) جانب األسئلة الكبرى (كما يسمونه, ما معنى جانب األسئلة الكبرى الناس منذ أول التاريخ وإلى اآلن تشغلهم أسئلة رئيسية من نحن ولماذا نحن هنا وماذا نصير بعد الموت هذا ما يسمونه باألسئلة الوجودية أو اإلسئلة الكبرى كل البشر في كل العصور إنما يسألون هذه األسئلة ويعقدون المناظرات ويعقدون الندوات ويؤلفون الكتب ويلقون الخطب في هذه األسئلة وحول هذه األسئلة من نحن ولماذا نحن هنا وإلى أين نصير بعد الموت فإذا تناولنا جانب المؤمنين نجد أن عندهم هذه األسئلة عندهم إجابة كافية شافية مطمئنين إليها وأما في الجانب اإللحادي فنتذكر قول دوكنزالشهير عندما سئل عن الغاية من الحياة لماذا خلقنا قال سؤال لماذا هذا سؤال سخيف سؤال سخيف ليه إلنه ال يستطيع اإلجابة عليه ألن العلم التجريبي ال يستطيع اإلجابة عليه, العلم التجريبي يقول كيف يستطيع اإلجابة عن كيف كيف حدث هذا وكيف نشأ هذا لكنه ال يسأل عن الغاية وعن الهدف لماذا نحن هنا ولذلك كانت هذه األسئلة من أشد االسئلة أو من أشهر األسئلة التي تؤرق منام الملحدين لماذا نحن هنا ليس عندهم إجابة من نحن ليس عندم إجابة وإلى ماذا نصير بعد الموت ليس عندهم إجابة يقينية مبنية على أصولهم المادية إذا قلنا إن أصولهم التي يبنون عليها المعرفة واإلدراك هى العلم التجريبي فالعلم التجريبي لن يجيب ابدا على لماذا نحن هنا لن يجيب أبدا على إلى أين نصير بعد الموت فاألسئلة الكبرى التي تشغل الناس هى من ضمن فطرة الناس في الوصول إلى هللا عز وجل وفي الوصول إلى الدين الصحيح كل الناس فالسفة ملحدون مشركون مؤمنون موحدون كل الناس إنما يسألون هذه األسئلة وال ينفكون عنها بحال من األحوال. وبالمناسبة أن أعرف كثيرا من الناس ومنهم مالحدة تؤرقهم هذه األسئلة باستمرار فإذا كانت الحياة ليس لها معنى وليس لها غاية وليس لها هدف وليس لها قيمة فلماذا تؤرقك هذه األسئلة لماذا تؤرقك لماذا أنت هنا ولماذا تؤرقك إلى ماذا سنصير أوإلى أين سنصير بعد الموت لماذا تؤرقك إلن إجابتك الخاوية المادية,وهى كلمة الفناء أنت نفسك لست مقتنعا بها الملحد نفسه غير مقتنع بما يقدمه من إجابات لهذه األسئلة ولذلك تظل تؤرقه وتقلق تزعج منامه فاألسئلة الكبرى هى جزء من الفطرة التي فطر هللا عز وجل الناس عليها لتساعدهم على التفكر والتدبر والوصول والبحث عن هللا عز وجل وعن الدين الصحيح من نحن و لماذا نحن هنا وإلى أين نصير بعد الموت. 10

150 6. أيضا من ضمن الجوانب التي تفصل بين أهل اإليمان وأهل اإللحاد هو األخالق أو موضوع األخالق واألخالق طبعا مجال خصب للبحث ولإلطالع وللدراسة وللمناظرة أيضا وللنقاش واألخالق كما يقولون ليست هى مجرد أن تكون هناك قيم معينة تسمى قيم أخالقية أو قيم للخير وقيم للشر واألمر األخالقي أبعد وأوسع من هذا بكثير إذا قلنا األخالق فإننا نتناول جانبا يميز أيضا اإلنسان عن الحيوان يميز البشر عن غيره من سائر المخلوقات التي ليس لديها قانونا أو معيارا لألخالق تجد ان األخالق مصطلح يحوم حوله الكثير من الناس المالحدة بالذات يقولون لست بحاجة إلى اإلله حتى يكون عندي أخالق أنا ملحد وال أسرق وال أقتل وال أغش وال أكذب وما إلى ذلك ولكن هذا هو الفهم القاصر لموضوع األخالق لكن سؤال األخالق أو موضوع األخالق أكبروأعمق من ذلك بكثير إذا قلنا في البداية من الذي يحدد األخالق من الذي يحدد قيم الخير والشر من الذي جعل هناك قيما للخير وقيما للشرإذا كانت الحياة صدفة وعشوائية فلن تكون هناك هذه الثنائية ثنائية الخير والشرأوالحق والباطل أو المعصية والطاعة وما إلى ذلك لن تكون هناك هذه الثنائية ستكون الحياة تمشي في خط واحد ولكن وجود األخالق دليل دامغ على وجود من قام بمعايرة هذه األخالق تماما كما نقول طبعا بعض العلماء يرى أن األخالق في حد ذاتها دليل مستقل على وجود هللا سبحانه وتعالى ويسمونه الدليل األخالقي كما تناولنا أن هذا الكون بوجوده أو بكونه موجودا حادثا من بعد أن لم يكن موجودا هذا دال على من أوجده وأن هذا الكون بتناسقه وتكامله دال على كمال علمه وقدرته وما إلى ذلك في األدلة على وجود هللا. فأيضا وجود األخالق دليل دامغ على وجود هللا سبحانه وتعالى لماذا إلنك إذا تناولت النظر لألخالق تجد أنها تنبني على بعض األمور أولها من الذي يحدد أو من الذي وضع معايير االخالق وهل األخالق مطلقة أم نسبية يعني هل األخالق معايير األخالق هذه مطلقة أم نسبية إلى غير ذلك من الضوابط األخرى فإذا تناقشت مع أحد وقال لك أن ال أحتاج إلى اإليمان بوجود هللا سبحانه وتعالى لكى يكون عندي أخالق أنا ملحد.وال أصلي كما تناولنا وال أسرق وال اقتل وال أزني وال وال من الذي قال بأن السرقة نفسها في حد ذاتها شر أو من الذي قال بأن القتل في حد ذاته شر من الذي وضع هذا المعيار معيارأن يكون هذا الفعل شر وهذا الفعل خير يعني الفعل الواحد قد يكون شر من جهة وخيرا من جهة أخرى أن تقتل شخصا لتنتهك حرماته فهذا شر لكن أن تقتل شخصا للدفاع عن نفسك وعن حرماتك شخص يعتدي عليك وتقتله للدفاع عن نفسك وعن حرماتك فهذا خير ان تقتل شخصا لإلعتداء على أرضه فهذا شر أن تقتل شخصا في الدفاع عن أرضك أنت فهذاخير فالمشكلة نفسها ليست في القتل أو ليست في الفعل و إنما المشكلة في المعايير التي يقوم عليها هذا الفعل فإذا تناولنا موضوع األخالق نجد أن هناك أصول األخالق كما تناولنا سابقا أصول األخالق مطلقة وهناك بعض األخالق نسبية أو غير مطلقة. 11

151 فإذا تناولنا موضوع الزنا موضوع الزنا من األخالق المطلقة ال مجال بحال من األحوال أن تقول أن الزنا نسبي إذا كان برضى الطرفين يكون شيئ أخالقي وإذا كان بغير رضى الطرفين بمعنى اإلغتصاب- فإنه يكون شيئ غير أخالقي هكذا يرى الملحدون وأما أهل اإليمان فيرون أن الزنا ليس متعلقا فقط بجانب الشخص الذي يفعل الفاحشة وإنما متعلق بالنسب من بعده ومتعلق باألصل الذي قبله أو األصول التي قبله وليس متعلق بنفس الشخص فقط وكذلك القتل -الظلم طبعا -وكذلك اإلشراك باهلل عند أهل اإليمان كذلك الظلم في حد ذاته وكذلك كافة األصول التي يبنى عليها قانون األخالق فاألخالق منها ما هو مطلق بمعنى أنه شر مطلق في كل زمان ومكان. ال يتغير باختالف الزمان وال المكان وال الثقافة وال العوائد وما إلى ذلك وهناك من األخالق ما هو نسبي مثل هذا الفعل كما تناولنا سابقا موضوع األكل في الطرقات أو األكل في األسواق في بعض األمم هذا شيئ عادي وفي بعض الثقافات األخرى أو الشعوب األخرى هذا شيئ غير أخالقي بالمرة وكذلك كل األمور المتعلقة بهذه التفاصيل المختلفة لبعض األفعال األخالقية ولكن إذا جئنا لموضوع األصول فإن األصول مطلقة ومن إطالقها يتبين وجود هللا عز وجل بمعنى أنك عندما تحكم بأن هناك مطلق خرجت من دائرة اإللحاد ألن الملحدين يقولون ليس هناك أى مطلق على اإلطالق فليس هناك أى مطلق في البداية وجود هللا سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك كافة األمور المطلقة عند أهل اإليمان وإنما كافة األخالق عند أهل اإللحاد نسبية بمعنى إذا اتفق المجتمع على تحليلها أو جعلها أخالقية أصبحت أخالقية وإذا اتفق المجتمع على جعلها غير أخالقية فإنها تصبح غير أخالقية فالفعل األخالقي إذا اتفق المجتمع على أنه غير أخالقي يصير غير أخالقيا عندهم والفعل غير األخالقي إذا اتفق المجتمع على أنه أخالقي فإنه يصير أخالقيا عندهم ولذلك تجد في هذه المجتمعات أنهم يبيحون الزواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة بل يبيحون زواج الرجل من الكالب والحمير بل حاليا ومؤخرا يوجد في الصحف المختلفة الزواج بالكمبيوتر والشجر والجماد وما إلى ذلك وشر البلية ما يضحك ولكنه موجود وتطير به الصحف في كل يوم وآخرها صيحة الالب توب عندما رفع شخص قضية للمحكمة ليبيحون له الزواج بالالب توب الخاص به. فإذا انتكست الفطرة وابتعد اإلنسان عن طريق الهدى وطريق النور فإنه يستعبده كل شيء ويصير عبدا لكل شيء - والعياذ باهلل - فهذه المعايير األخالقية إذا كانت نسبية تصير إلى فساد وبطالن بل تصير إلى إفساد الجنس البشري نفسه فإن األخالق ما قامت إلى لحفظ البشر وهللا - عزوجل - ما زرع فينا األخالق إال من أجل حفظنا ومن أجل حفظ كرامتنا وإنسانيتنا والدين كذلك واإلخالق جزء من الدين. 12

152 نذكر بعض األمثلة على ذلك المثال الشهير الذي تناولناه سابقا وهو الملحد لورانس كالوس والذي كانت له مناظرة مع األخ حمزة تزورتزس أثيرت نقطة زنا المحارم فلورانس كالوس ليس لديه أي مانع أن يزني الرجل بأخته أو بأمه - والعياذ باهلل - ليس لديه مانع على اإلطالق مادام أنه لمرة احدة وهناك طرق لمنع الحمل وما إلى ذلك طبعا هذه القاذورات لن نطيل فيها وإال فهي تدمي القلب ولكن لنرى إلى أي حضيض وصل إليه أهل اإللحاد والذي دافع عنه ريتشارد دوكنز في تغريدة له استحقر الناس التي تعارض زنا المحارم والعياذ باهلل وقال كالوس مثل لؤلؤة وسط الخنازير ويقصد بهم المؤمنين وعلى نفس المنوال يرى البروفيسور بيتر سنغل إلى تشجيع ممارسة مع الحيوانات وعدم اعتباره من المحرمات وتدعو أستاذة علم النفس واالجتماع هندر شوت بمراجعة مفهوم الممارسة الجنسية مع األطفال وعدم الخجل منه وعلى مستوى آخر يرى بعض المتخصصين في الممارسات الطبية إلى عدم اعتبار قتل األطفال جريمة إلن الطفل مثله مثل الجنين ليس شخصا كامال ولم يكتسب بعد حقا في الحياة فال فرق أخالقي بين اإلجهاض وقتل األطفال فهو كله في حساباتهم موثقة وال يقولون هذه إشاعة بل يقولون هذا ما نعتقده ويؤيد دوكنز هذا الكالم بأنه ال يعترض اطالقا على قتل األطفال بل يشجعه بل يرى أنه ال غضاضة في اإلجهاض مبررا هذا بأن الجنين أدنى منزلة من الخنزير ويقول أحد الباحثين في ذلك أن العديد من الممارسات الجاهلية التي أنكرها اإلسالم عند العرب مثل وأد البنات وقتل األطفال خشية العار أو خشية الفقر أو اإلمالق كان لها عند القوم مبررات ومسوغات والريب أنه كان لها منظرون ومسوغون بارعون اللسان يقررونها أحسن تقرير حسب القيم والمبادئ المجتمعية في تلك العصور البعيدة. لكن اإلسالم جاء بتقرير أن منح الحياة وسلبها هو حق حصري مطلق هلل -عزوجل - الذي وهب هذه الحياة وأنه ال يجوز ألحد من البشر أن يسلب هذه الحياة من أي مخلوق إال بأمر هللا تعالى سواءا كان مباشرا كما في قصة الخضر عليه السالم أو أمرا عاما كتشريع القصاص من القاتل وبالتالي فإنه ال يجوز في اإلسالم قتل األطفال خشية العار أو حتى لمسوغات طبية أو اجتماعية تربوية فالمبدأ الذي تقرر أن حياة البشرية فوق كل هذه اإلعتبارات والذين يبيحون الزنا مع األطفال والمحارم والحيوانات ثم تجدهم يستنكرون زواج النبي ﷺ من السيدة عائشة - رضي هللا عنها - في سن العاشرة رغم أنها كانت حينها في سن البلوغ أو يطعنون في تشريعات اإلسالمية مثل تعدد الزوجات أو سن الزواج أو غيرها فال ريب أن من يسعى إلبراز الجهل بالمصلحة و الحكمة من هذه التشريعات سيكون كالمه أكثر قبوال بمراحل عند المنصف من تبريرات المالحدة الرتكاب الفواحش مع المحارم واألطفال والحيوانات. هل المالحدة يطبقون هذه المبادئ غير األخالقية والجواب أنه متى ما سمحت لهم الفرصة فإنهم يطبقونها. 13

153 تطبيقات المالحدة في الجوانب األخالقية نذكر بعض تطبيقات المالحدة أو اآلثار التي قام عليها إيمان المالحدة في هذه الجوانب اإلخالقية سواءا في عدم وجود غاية من حياة اإلنسان أو عدم وجود قيمة في حياة اإلنسان وسواء في عدم وجود أي معايير أخالقية مطلقة على اإلطالق ب معايير نسبية وغيرها من الجوانب التي تناولناها مثال هتلر على سبيل المثال كان يؤمن بالعقيدة التطورية قال آالن بوكر أشهر مؤرخي الحقبة النازية " كان هتلر ماديا قاسيا و يرى أن المسيحية تقف في وجه قوانين االنتخاب الطبيعي والبقاء لألصلح - يعني تقف في وجه عقيدته االلحادية - وحارب هتلر من أجل االنتخاب الطبيعي وحاول أن يجعل منه إيدولوجية ألمانيا في القرون العشرة القادمة ومن أجل هذا المبدأ أقام هتلر فرقة إبادة األقليات حيث تتم إبادة األقليات عديمة الجدوى وفقا لمبدأ البقاء لألصلح وفقا للعقيدة التطورية- في ألمانيا وكان يتم تجريد الضحايا من أي أدوات نافعة مثل حتى حشوات األسنان ثم يقوم الضحايا بحفر قبورهم بأيديهم ثم يقتلون وهم واقفون في وسط القبر بمنتهى الترشيد والعقالنية المادية العلمانية.وفي يوليو 1933 أصدر هتلر قرارا بتعقيم أربعمائة ألف شاب عن طريق تمريرهم على ترددات عالية من أشعة أكس حتى يفقدوا القدرة على اإلنجاب فهؤالء الشباب كانوا مصابين بأمراض نفسية وعصبية ربما تضر باإلجنة " وبذلك أصبح هتلر من أوائل الذين يطبقون االنتخاب الطبيعي عمليا وأوائل الشخصيات التي استوعبت الداروينية بصورتها الحقيقية ولذا يمكن اعتبار معسكرات االعتقال النازية حيث يتم احراق كل األقليات واألثنيات هي أول مراكز االنتخاب الطبيعي الذي يؤسس لها االنسان المعاصر حيث يحرق في هذه المراكز عديمي النفع -على حد تعريف هتلر - عندما قام باحتالل بولندا وبالفعل قام رسميا بقتل 5,3 مليون بولندي لهذا السبب. كان هتلر بنموذجه هذا هو النموذج المادي الذي دعا إليه االنتخاب الطبيعي وقام هتلر أيضا بتقرير مشروع فورتي الذي يختص بعمليات القتل الرحيم أو القتل العقالني بحيث يتم التخلص من المعاقين وأصحاب األمراض النفسية وأصحاب األمراض المزمنة عن طريق القتل المباشر وفي هولندا البلد الوحيد التي يتعبر فيها القتل الرحيم قانونا مسموحا به واإلحصاءات التي عندهم تقول أن ثلث هؤالء يقتلون رغما عنهم تسترا بهذا القانون وقام الدكتور بخنووالد من أحد أتباع هتلر بعمل تجارب طبية على المعتقلين مثل تعريضهم لغرف تفريغ الهواء لمعرفة المدة التي يستطيع اإلنسان أن يمكث فيها حتى يموت وتعريضهم لغازات سامة لمعرفة مدى فاعليتها والتركيزات المطلوبة والقيام بعمليات جراحية بدون تخدير لمعرفة درجات األلم ومستويات األعصاب ولقد وفرت الفترة النازية هذه كمية عمالقة من المعلومات في هذه المجاالت. 14

154 وكان الدكتور رشر يعرض مرضاه للتجميد لمعرفة الفترة التي بعدها يموت اإلنسان ودرجة التجمد الكافية للموت وكان أسلوب العمل هو تجميد السجناء تدريجيا مع متابعة النبض والحرارة والتنفس وضغط الدم بانتظام وقد مات أغلب من تمت هذه التجارب عليهم كما أجريت أيضا في هذه الحقبة تجارب زرع الغرغرينا في الجروح والحقن بالميكروبات لمعرفة األسرع فتكا وكان هتلر ماديا يؤمن بالداروينية واالنتخاب الطبيعي والبقاء لألصلح وقامت الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 50 مليون نسمة من أجل تطبيق هذه الفكرة من هذا الرجل المجنون. ومن هتلر إلى ماو تسي تونغ )رئيس الصين ) قائد الصين خالل الفترة 1949 وحتى وفاته 1976 قتل خاللها 26 مليون مسلم صيني من مسلمي اإليغور من إقليم تركستان وفي عام 1964 نشر تهديداته قائال جميع الحيوانات السفلية سوف تتعدم وهذه معناه الذي ال يؤمن بما يؤمن به هو يعتبر من الحيوانات السفلية التي ستعدم وهناك تفصيالت كثيرة في هذه الحقبة المظلمة من تاريخ الصين وغيرهم من المالحدة الذين تولوا السلطة وصبح لهم حق تطبيق المعايير والمبادئ اإللحادية على أرض الواقع وجنت البشرية من هذه المبادئ الويالت الكثيرة في كل زمان ومكان. والمقارنة في الحياة باإليمان وعدم وجوده مقارنة ال تنتهي فكافة جوانب اإلنسان المختلفة تتغير تغيرا محوريا إذا ما آمن أو كفر باهلل -عزوجل - وما إذا كان هللا في قلبه أو كان الشيطان في قلبه وهذه الجوانب جوانب ضئيلة جدا من الجوانب التي يمكن أن تفتح المجال لقراءات أكثر يستطيع اإلنسان من خالله أي يدرك نعمة هللا - عزوجل- عليه بأن هداه لإليمان ويستطيع اإلنسان أن يفت نظر اإلنسان التائه الملحد الضال إلى هذه الجوانب والمقارنة بينها وبين مآالت كل جانب من هذه الجوانب المختلفة بحيث أن دراسة هذه النقطة تنفع المؤمن والملحد في دعوته. جزاكم هللا خيرا والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته 15

155 المحاضرة العاشرة 1

156 التحصين ضد اإللحاد السالم على و الصالة و الحمدهلل و بسم هللا رسول هللا ﷺ 2 المقدمة :- مرحبا باإلخوة و األخوات الكرام في المحاضرة الثامنة من محاضرات دورة حوار مع أهل المنطق في هذه المحاضرة إن شاء هللا سنتناول جانبا مختلفا و مهما أيضا من جوانب الحوار مع المالحدة و هو جانب التحصين. في البداية تعرفنا على المقدمات المختلفة حول اإللحاد ثم تعرفنا كيف نبني األدلة على وجود هللا سبحانه و تعالى بصورة عقلية و بصورة منطقية ثم بعد ذلك تناولنا جانبا مهما أيضا من جوانب التي ينبغي على الداعية أو الذي يحاور هذه الفئة أن يكون ملما بها مثل جوانب معرفة هللا سبحانه و تعالى و أهمية معرفة هللا سبحانه و تعالى بأسمائه و صفاته و ما إلى ذلك ثم المحاضرتين األخيرتين قد تكون محاضرة فقط و ننتهي إن شاء هللا المحاضرة القادمة و هي تتعلق بوسائل التحصين المختلفة أو وسائل الوقاية المختلفة ضد اإللحاد بمعنى أن هناك طرقا معينة تؤدي في نهايته إلى الوقوع في اإللحاد و نالحظ من خالل التجربة العديد و العديد من األمثلة التي تدخل هذا المجال أو تدخل هذا الطريق ثم ينتهي به الحال بكونه الأدريا أو كونه حتى ملحدا و ذلك ألنه أخل بهذا الجانب الهام و هو جانب التحصين أن يكون محصنا ضد خطر هذه األفكار أو هذه الشبهات. ففي البداية هناك جانب فردي و هناك جانب مجتمعي أو جانب جماعي الجانب الفردي قد يكون الشخص له صفات معينة أو له أسلوب حياة معين يخشى عليه من خطر الوصول إلى هذه النهاية أو قد يحصل له على مستوى الفردي بعض األمور أو بعض المشكالت التي تؤدي به إلى ذلك و أيضا هناك ثمة ثغرات في المجتمع نفسه في الطريقة المجتمع نفسه أو األمور التي يدار بها المجتمع بشكل عام أيضا قد يدخل منها الشيطان في هذا الجانب و تؤدي للشخص إلى إختيار هذا الطريق. سنتعرف على بعض األسباب الشخصية أو المؤثرات التي يكون من المحتمل أن تؤثر على الشاب أو الفتاة تؤثيرا سلبيا سواء بالولوج في هذا الطريق أو إعتناق اإللحاد بشكل نهائي كما سنرى إن شاء هللا. وهناك عملين مهمين في هذا المجال :- العمل األول هو كتاب ( السابغات( لإلستاذ أحمد السيد. العمل الثاني هو كتاب ( اإللحاد للمبتدئين ) الذي تناولناه سابقا في دورة مستقلة.

157 األسباب الشخصية لإللحاد تم تلخيصها في حوالى تسعة أو عشر أسباب شخصية بمعنى أنها تعود أو ترجع إلى الفرد نفسه إما أن يكون فيه صفة سلبية و إما يتعاطى بشكل خاطئ مع أمر من األمور أو مع مشكلة من المشكالت في البداية أول و أهم األسباب التي أو المؤثرات التي يمكن أن تؤدي للشخص إلى طريق اإللحاد هي ما يسمونه ضعف اإليمان أو ضعف اليقين في الدين بمعني أن هناك فرق بين الشخص الذي عنده إيمان أو عنده مستوى كافي من اإليمان و الشخص الذي ليس عنده إيمان هناك فرق بين الشخص الذي يطبق تعاليم اإلسالم و يفهم الحكم من تعاليم اإلسالم و يمارس شعائر اإلسالم بروحه قبل جسده و هناك من ال يعرف من اإلسالم إال إسمه في البطاقة أو من ال يعرف من اإلسالم إال الشعائر الظاهرة فقط دون اإلهتمام باألمور الباطنة و العبادات القلبية. فهؤالء األشخاص الذين لم يفهموا من اإلسالم أي شيء على اإلطالق أو الذي فهم اإلسالم و جرب بعص األشكال الظاهرة للعبادات الظاهرة هم أسرع الناس لإلنخراط و اإلنحالل إلى هذا الطريق و أما من خالط اإليمان قلبه و أحس بحالوة اإليمان فإنه ال تكفيه الدنيا كلها و ال يكفيه أي شيء في سبيل أن ينزع منه اإليمان و في هذا تواترت األقوال الصحابة رضي هللا عنهم و السلف الصالح في هذه النقطة بالتحديد و هي أنهم عندما وصلوا إلى مرحلة معينة من اإليمان فإنهم يدفعون الدنيا كلها و يضحون بالدنيا كلها من أجل أن ال يخرج اإليمان من قلوبهم و في هذه مقوالت كثيرة عن السلف رحمهم هللا تعالى في البداية هذه أهم النقاط التي يمكن اإلشارة في هذا الجانب و هي متعلقة بالفرد كفرد و ليس المجتمع كله و إن كان أيضا هناك نقطة مقاربة لها في المجتمع و هي ضعف التدين بشكل عام و لكن بالنسبة للمستوى الشخصي و بالنسبة المستوى الفردي هو ضع في اليقين في الفرد نفسه بمعني أنه لم يبلغ من اليقين الدرجة التي تؤهله إلى عدم الردة أو عدم الرجوع أو عدم الخالف كما قال النبي صلى هللا عليه و سلم ( إن لكل شيء شرة و فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد نجا ) بمعنى أن اإليمان قد يزيد أو قد ينقص شخص منا إيمانه يزيد و ينقص يزيد بالطاعات و ينقص بالمعصية و العلماء عندما يشبهون هذا الموضوع بأنه مثل الجبل الذي يصعد و ينزل يصعد و ينزل يصعد و ينزل هذا هو الحال الطبيعي للمؤمنين عامة ال يستمرون على نفس المستوى من اإليمان لذلك لما القصة المشهورة في النفاق ال أذكر إسم الصحابي في القصة المشهورة النبي ﷺ يقول له ( لو أنكم تكونون في بيوتكم و في ضيعتكم و في أموالكم مثل ما تكونون معي لصافحتكم المالئكة في الطرقات ) و هذا ال يحدث و كذلك أيده أبو بكر رضي هللا عنه في نفس اإلتجاه و أيده كبار الصحابة في نفس اإلتجاه فهذا ليس عيبا سنة في اإليمان أن تكون هناك شرة و هناك فترة و لكن العلماء عندما يمثلون بهذه القمم و القيعان او هذه المنحدرات يقولون أن الشخص يحافظ على إيمانه بأداء النوافل باإلكثار من النوافل بحيث إذا كانت هناك فترة و أحس اإلنسان عدم همة مثال أو

158 أنه ليس بهذه الهمة التي تجعله يقوم الليل و يصوم النهار فإن هذا اإلنخفاض يكون إلى الفروض و إما إن كان أعلى شيء الفرض نفسه فإن اإلنخفاض يكون بترك الفرض فالعلماء عندما ينصحون بالمحافظة على هذا المستوى اإليماني يقومون باإلكثار من النوافل ألن الشخص إذا قلت همته و لم يستطع أن يسير على نفس يومه من الصيام و القيام و العبادات و الصدقات و العبادات المختلفة فإنه سينزل إلى مستوى الفروض و أما إذا كان الشخص أعلى ما يفعله هو الفرض نفسه بمعنى أنه ال يصلي السنة و ال يصوم السنة و ال يتصدق و ال كذا و ال كذا فإنه عندما تنخفض همته تنخفض عن مستوى الفروض في حد ذاتها يأتي على ما حرم هللا سبحانه و تعالى و يأتي على الواجبات التي ينبغي عليه أن ال يهملها على اإلطالق فهذا هو ما نعنيه بمستوى اإليمان و أن لكل شيء شرة و فترة, المقصود أن هناك بعض الناس ال يؤدي حتى الفرض فإذا كانت هناك سفول في الهمة و إذا كانت هناك إستحواذ من الشيطان عليه فإنه سيصير إلى أسفل من ذلك و أسفل من ذلك هو اإلنخراط في الشبهات حول اإلسالم و حول العبادات و التشريعات المختلفة لإلسالم فأول األسباب أو المؤثرات و أهمها على اإلطالق على السبيل الفردي هو ضعف اإليمان و ضعف اليقين في دين هللا عز و جل النقظة الثانية أو العامل الثاني من العوامل التي يمكن أن تؤثر على الفرد و يمكن أن تؤدي به إلى اإللحاد هو اإلضطرابات النفسية أو المشاكل النفسية و الضغوط اإلجتماعية نجد أن الكثير من هؤالء الناس لم يكن إلحادهم بسبب النظريات العلمية المختلفة أو التفكير العلمي كما يدعون و إنما كانت هناك مشكلة نفسية أو مشكلة عاطفية أو مشكلة تتعلق بهذا اإلضطراب النفسي أودت به أخيرا إلى اإللحاد بعد أن ترك نفسه للشيطان يقلبها كيف يشا و هذا األمر شائع جدا بين المالحدة و هو أن الشيطان يدخل إليهم من هذا الجانب أنه يمر بمشكلة نفسية معينة تتعلق باألسرة أو تتعلق به شخصيا أو مشكلة عاطفية شخصية أو تتعلق باألب و األم أو بالمجتمع ككل فيعيش حالة من اإلضطراب النفسي أو الخلل النفسي التي يصير بعدها إلى التفكر بشكل خاطئ في الغاية من الحياة أو الهدف من الحياة أو الوجود أو ما يتعلق بالقضايا الوجودية المختلفة و ما إلى ذلك فهذه النقطة أيضا من أهم النقاط و من أكثر األسباب أو المؤثرات التي تدفع بالشباب خاصة إلى هذا المستنقع و هذا يمكن أن نكون قد تناولناه في أو غطيناه في محاضرة سابقة و هي أن الشخص يكون ضعيفا أمام اإلبتالء أو يكون ضعيفا أمام المشكالت المختلفة أو اإلختبارات المختلفة التي قد يواجهها في هذه الحياة و مثلنا على قول هللا عز و جل }و م ن الن اس م ن ي ع ب د للا ع ل ى ح ر ف ف إ ن أ ص اب ه خ ي ر اط م أ ن ب ه و إ ن أ ص اب ت ه ف ت ن ة انق ل ب ع ل ى و ج ه ه خ س ر الد ن ي ا و ا ل خ ر ة ذ ل ك ه و ال خ س ر ان ال م ب ين { و من هذا الباب يدخل أيضا الشيطان في جانب فتنة الشر أو سؤال الشر أو مشكلة الشر بمعنى أنه ما يحدث في العالم بشكل عام و العالم اإلسالمي العربي بشكل خاص من الحروب و الدمار و الخراب قد يدفع الشخص إلى هذا التساؤل أو إلى هذه المشكلة و هي مسألة وجود الشر من األساس فالكثير من الناس يتحاجج بما يقع في سوريا ما يقع في بورما و ما يقع في هذه األمور و يقول لماذا المسلمين كذا و لماذا يحدث الشر في العالم بناءا من هذا المننظور النفسي المضطرب الضيق الذي ال بحث وراءه عن الحق على اإلطالق إن شاء هللا في محاضرة الحقة يمكن أن نتناول بعض

159 الشبهات الرئيسية التي يتذرع بها المالحدة و كيفية الرد عليها و لكن كي ال نطيل أكثر من اإلطالة في هذه الدورة نتناول بشكل عام أهم هذه األسباب فقط. 3. أيضا من أهم األسباب التي يمكن أن تؤدي بالشخص إلى اإللحاد هو موضوع ما يسمونه الجفاف الروحي أو الصلة باهلل عز و جل و هذه الصلة باهلل عز و جل ال تؤتى بمجرد اإلتباع يعني أنه ولد مسلما و نشأ مسلما و تربى بين المسلمين و فقط بمعنى أنه ال يعرف حقيقة الدين و ال يعرف جوهر الدين و هو اإلستسالم هلل عز و جل و هو الخضوع القلبي أوال قبل أن يكون الجسدي و أن الطريق إلى هللا عز و جل إنما يكون بالمحبة أوال ثم الخوف و الرجاء ثانيا و هكذا الغفلة عن هذه األعمال القلبية المهمة إنما هي غفلة عن أصل اإلسالم ألن كما تناول علماء العقيدة في مختلف الكتب جنس أعمال العقيدة أهم من جنس أعمال الجوارح يعني جنس الخوف من هللا عز و جل و حب هللا عز و جل و الرجاء في هللا عز جل و التوكل على هللا عز و جل و اإلنابة و الخشية و ما إلى ذلك من أعمال القلوب هي أعظم شرفا من أعمال الجوارح حتى من الصالة نفسها فجنس هذه األعمال هو أهم و أعلى شرفا و يمثل حقيقة اإلسالم و ال يشعر اإلسالم بحالوة إال من خالل مالحظته و تطبيقه لهذه العبادات التي يغفل عنها كثير من الناس, الجفاف الروحي هذا أو أنه ليست روحه متصلة باهلل عز و جل و بالطريق الصحيح و بالطريق المستقيم في اإلسالم ينتج عنها أنه قد يصير عن اإلسالم أو قد يشذ عن اإلسالم ألتفه و أليسر األسباب قد يكون في إتباع الهوى في إتباع الشهوات و الوصول إلى المناصب المختلفة فإن هؤالء الناس ما تركوا اإلسالم إال ألن حقيقة اإلسالم لم تقر في قلوبهم و جوهر الصلة باهلل عز و جل و حقيقة الصلة باهلل عز و جل لم يصلوا إليها على اإلطالق و إال فمن وصل إليها كما قلنا سابقا يدفع حياته في سبيل أال ينحرف أو ينجرف عنها و أيضا من األسباب الشخصية التي تتعلق بالشخص في اإلنخراط أو التي تؤدي إلى اإلنخراط في هذا المستنقع هو الجفاف الروحي و البعد عن الصلة الحقيقية باهلل عز و جل و قد تكون إحدى ثمرات أو نتائج ضعف اليقين و ضعف اإليمان و قد تكون ثمرة لما يأتي ذكره في ضعف العلم الشرعي. من المؤثرات الشخصية أو الداخلية التي يمكن أن تؤدي بالشخص إلى طريق اإللحاد هو ضعف مهارات أو أدوات البحث و المعرفة, ضعف أدوات البحث و المعرفة معناها و قد يأتي جانب منها في اإلبتعاث أو األمور المجتمعية هذا الضعف معناه يكون له مصادر محدودة أو مصادر مشبوهة للمعرفة بمعنى أن الشخص قد يكون إسمه مسلم و لكنه مادي المذهب ال يؤمن إال بالمادية او بالمنهج العلمي و يحاول التوفيق طبعا بين كونه مسلما و كونه ال يؤمن إال بالمذهب العلمي التجريبي في الوصول إلى الحقائق المختلفة كما نرى بعض التأهيل في هذا الجانب فضعف أدوات المعرفة و ضعف أدوات البحث قد يؤدي به في النهاية إذا نشأ بصورة معينة أو إذا إستمر في اإلنغالق بصورة معينة على هذه المصادر قد تكون منحرفة أو مشبوهة فإنه يصير إلى هذا الجانب أو هذا المعسكر رويدا رويدا شيئا فشيئا ينسلخ من اإلسالم حتى ينسلخ عنه كليا و العياذ باهلل, من.4 5

160 هذه األسباب التي يمكن أن تؤدي إلى إنسالخه هو أنه يحصر نفسه في أدوات معرفة معينة أو أدوات بحث معينة و يترك باقي األدوات التي يمكن أن توصله إلى الحقيقة العامل الخامس أو المؤثر الخامس و هو من أهمها أيضا من المؤثرات التي يمكن أن تقود إلى اإللحاد هو ضعف العلم الشرعي و أكاد أجزم أن كل من يتأثر هو ضعيف بالعلم الشرعي بوجه أو من كافة الوجوه و ضعف العلم الشرعي ليس معناه العلم بأصول الفقه و مصطلح الحديث و ما إلى ذلك و إن كان هذه مهم و لكن حتى إن هذا الضعف يسري حتى إلى مهمات اإلسالم و مهمات العقيدة بمعنى إذا قلت له ال إله إال هللا ما معناها و ما مقتضياتها و ما موانعها و ما إلى ذلك فإنه ال يعرف و قد يقع فيما يناقض ال إله إال هللا التي هي أساس دينه أساس عقيدته بدون أن يدري من جهله بهذه الكلمة و بمقتضيات هذه الكلمة فإذا كان هذا الجهل باألصول فما بالك بالفروع فأهم أو من أهم ما يؤدي بالمرء إلى طريق اإللحاد هو أنه يجهل دينه و يجهل أبجديات الدين و يجهل معاني القرءان و يجهل سنة النبي عليه الصالة و السالم و إال فالذي يتفكر في القرآن بعقل و يتفكر في أحاديث النبي صلى هللا عليه و سلم بعقل فإنه يصل إلى اليقين بدون أي أدلة و بدون الحاجة ألي أدلة خارجية فقط يقرأ القرآن في سبيل الحصول أو للحصول على الهداية فإنه سيصل إلى أعلى مراتب الهداية فكم من مسلم جديد على أيديكم نسأل هللا أن يكتب لكم األجر و كم من جديد يخبركم بأنه قرأ القرآن مرة و مرتين ثم أ سلم و يحسن إسالمه و ذلك أن الذي يقرأ القرآن و يقرأ ما أمر به النبي ﷺ من المكارم المختلفة و أنواع المكارم و مجامع الخير و نهى النبي صلى هللا عليه و سلم من مجامع الشر و تفاصيل الشر و ما إلى ذلك فإنه يصل إلى اليقين بأن هذا النبي مرسل من هللا سبحانه و تعالى و أن هذا القرآن منزل من عند هللا سبحانه و تعالى, فضعف العلم الشرعي سواء بفروع العلم الشرعي المختلفة مثل مصطلح الحديث يتلقى أي شاردة أو واردة من األحاديث فتؤثر فيه و ال يدري أن هذا الحديث مكذوب على النبي ﷺ و ال يثبت عن النبي ﷺ مثل قصة الغرانيق و مثل غيرها من القصص قصص أختلقت و اخترعت و دست في الحديث حتى تصرف الناس عن تصديق الحديث و تصديق النبي صلى هللا عليه و سلم و تصرف الناس إلى اإلعتقاد بأن النبي ﷺ ليس مرسل من عند هللا سبحانه و تعالى و أن القرآن ليس منزل من عند هللا سبحانه و تعالى و في هذا الجانب أيضا نقرأ كثيرا على السوشيل ميديا و على وسائل التواصل و خصوصا رسائل الواتس أب العديد من األحاديث المنسوبة كذبا و زورا على النبي صلى هللا عليه و سلم و قرأت من أسبوع تقريبا يحاول أن يرد على شبهة فيأتي بما ينقض أساسا نبوة النبي ﷺ فمعلوم لنا جميعا أن النبي صلى هللا عليه و سلم كان أميا ال يقرا و ال يكتب و هذا ال يقدح من كماله ﷺ فجاءت رسالة و قالت أن الشيخ يعني يحاول أن يدفع هذا عن النبي ﷺ و أنه ليس كان أمي و أنه كان يقرأ بكذا و ستين لغة و أنه قرأ و علم علم األعاجم و ما إلى ذلك و هذا عين ما يقوله المستشرقون الذين يقولون أن النبي ﷺ لم يأتي بالقرآن من هللا سبحانه و تعالى و إنما أتى به من

161 التراث تراث األمم السابقة و أنه مجرد ملفق و العياذ باهلل و أنه مجرد جامع لهذا التراث و جعله في صورة القرآن في بصورة وحي فهذا هو عين ما يقوله المستشرقون للقدح في نبوة النبي ﷺ يأتي هذا الداعي الذي ال يدري من العلم شيئا و يقول أن النبي ﷺ لم يكن أميا و كان يقرأ بلسان العالم كله و يكتب بلغات العالم كله فهذا أيضا من ضمن األمور التي يلتبس بها على الجاهل فإن الجاهل إذا لم يعرف ما يفرق بين الحديث الصحيح و بين الحديث المكذوب على النبي ﷺ فإن هذا سيصير مدخال و شبهة قد يضطرب فيها و هي أن النبي ﷺ كان يقرأ و يكتب طيب و جاء بهذا القرآن من تراث األمم السابقة و يبدأ في هذا الوسواس أو في هذه التساؤالت و الشكوك التي يمكن أن تنتهي به إلى إنكار نبوة النبي صلى هللا عليه و سلم و إنكار دين اإلسالم بالكلية لماذا لضعف العلم الشرعي ألنه ال يدري أو ال يعرف كيف يتوثق من الحديث الصحيح و الروايات المكذوبة على النبيﷺ و مثلها قصة الغرانيق و هي مشهورة, و أيضا ضعف العلم الفقه و أصول الفقه و أسس اإلختالف بين العلماء من المذاهب المختلفة و أسس الجمع و التوفيق بين الروايات المتعارضة في الظاهر أو األحاديث المتعارضة في الظاهر و الجمع بين آيات القرآن و بعضها البعض وما إلى ذلك فكل هذه األمور إنما تدرك بالتبحر في العلم و كلما زاد اإلنسان من علمه بأصول الشريعة و فروعها زاد يقينه في إحكام و إتقان و كمال و تمام دين هللا عز و جل فمن ضمن األمور التي يمكن أن تجرف الشخص إلى هذا المستنقع هو أنه إما يجهل أصول اإلسالم و أبجديات العقيدة و إما يجهل الفرووع العلمية المختلفة و هذا باب واسع يكاد ال يشذ عنه كل واحد يترك دين اإلسالم سواءا إلى اإللحاد أو إلى الالأدرية و غيرها من الملل و النحل الباطلة و المنحرفة و أيضا من ضمن العوامل أو المؤثرات التي يمكن أن تؤدي بالشخص إلى هذا المستنقع هو الفراغ النفسي و فراغ الوقت بمعنى أنه كما تقول المقولة الشهيرة) نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ) نفسك إن لم تشغلها بالحق و بما هو حق شغلتك بالباطل و كما يقولون أيضا ( إن لم تركبها ركبتك ) فهذا العامل من أهم العوامل هو أن يعيش الشخص بالفراغ أو في فراغ سواءا كان فراغا في الوقت أو سواء فراغ روحي بمعنى أنه ال يشغل قلبه شيء أو ال يشغل وقته شيء ففي هذه الحالة فإنه يصير إلى اإلنشغال بما هو باطل و يسير إلى الوساوس المختلفة و اإلضطرابات المختلفة و من أهم األمور التي يقع فيها من يقع في الوسواس أو الوساوس و الشكوك المختلفة هو أنه يصير فارغا ال من أمر دنياه و ال من أمر آخرة كما قال عمر رضي هللا عنه أو كما نسب إلى عمر رضي هللا عنه "إنى ألكره الرجل يجلس فارغا ال في أمر دنيا و ال في أمر آخرة " فإن لم تشغل نفسك بالصالة و العبادة و الذكر و أمور اآلخرة و طلب العلم إشغل نفسك بما يعود عليك بالنفع في الدنيا فإنه أيضا من المباحات التي أباحها هللا سبحانه و تعالى للناس فالشاهد أن الفراغ الذي يعيشه الشخص في وقته أو في وجدانه أو في فراغ داخلي فإن سيمأل بالوساوس و الشكوك و يمأل باألمور التي ال فائدة من وراءها بل بالعكس تجلب عليه المناغصات و تجلب عليه األمور التي تبعد به عن طريقه.

162 و من أهم األسباب التي يقع فيها الكثير من المالحدة و ليس كلهم هو موضوع الكبر أو الثقة الزائدة بالنفس أو الثقة الزائدة بالتحصيل العلمي الذي حصله أو الذي وصل إليه, الكثير من الناس أو الكثير من هذا الصنف يكون عرضة لإللحاد إال إذا تغمده هللا سبحانه و تعالى برحمته و إال إذا كان له خبيئة عمل آخر يستطيع أن يقي بها نفسه من شراإلستطراد في هذا المجال فالمالحدة كثير منهم و ال نقول معظمهم و ال نقول كلهم كثير منهم فيه هذه الخصيصة و فيه هذه الصفة أال و هي الكبر و اإلعتزاز بالنفس و الذكاء الذي يجعله ينظر إلى اآلخرين بنظرة دونية و أنهم متخلفين و أنهم رجعيين و ركونه إلى شيء من الذكاء من عنده أو ركونه الى شيء من العلم الذي حصله و إعتزازه بذلك و نبذ ما يقوله الطرف اآلخر حتى و إن كان عقالنيا أو ذا حجة و الكبر و العياذ باهلل من أهم العوائق التي تمنع الشخص من قبول الحقيقة و قبول اإلسالم كما قال هللا عز و جل }و ج ح د وا ب ه ا و اس ت ي ق ن ت ه ا أ نف س ه م ظ ل م ا و ع ل و ا } و إنه حتى لو كان في نفسه أنه هذه هي الحقيقة فإنه سيجحد نتيجة للكبر كما ورد عن أبو جهل و كما قد ورد عن كثير من الكفار و أنه ما منعهم العلم بأن النبي كاذب و أن اإلسالم كاذب و لكن ما منعهم إال هذا العائق الشديد أال و هو الكبر و من أهم أيضا ننتائج الكبر أنه قد يسير بالداخل في اإلسالم إلى الخروج عنه هو إما يمنع الشخص من الدخول في اإلسالم إبتداءا و إما يجرف الشخص من اإلسالم إلى غيره من العقائد الباطلة و العياذ باهلل و يكفي بأنه من أهم السمات الشيطان من أهم سمات إبليس { أ س ت ك ب ر ت أ م ك نت م ن ال ع ال ين { فهو هنا الذي منع إبليس من السجود آلدم و من تنفيذ أوامر هللا عز و جل و الذي طرده من رحمة هللا عز و جل هو هذا الكبر و هذا اإلباء و هذا اإلستكبار بل إن العلماء في العقيدة يجعلون قسما آخرا من أنواع الكفر إسمه كفر اإلباء و اإلستكبار و هو الذي ال ينتج من التكذيب إنما ينتج من اإلستكبار و التكبر عن قبول الحقيقة هو يقبلها يظن بها أو يصدق بها و لكن كبره يمنعه كما ورد عن أبي جهل على لسان أبي جهل نفسه فهذه الصفة من أهم الصفات التي يمكن أن تنقل الشخص من اإلسالم إلى غيره من مستنقعات العقائد الباطلة و المنحرفة. ايضا من ضمن العوامل التي تؤدي بالشخص إلى هذا الجانب هو ما يسمونه بالسطحية الفكرية هو أنه سطحي في تفكيره بمعنى أنه حصل بعض أقوال لبعض العلماء الكبار من الغرب و ظن في هذه األقاويل أنها الحقيقة و ظن في هؤالء العلماء أنهم هم الذين يمثلون الحقيقة و ما إلى ذلك فسطحية فكرية في أخذ مثال النظريات العلمية المختلفة مثل نظرية التطور و النظريات المختلفة و ال يدري ما هو البعد الفلسفي لهذه النظريات أو البعد العقدي لهذه األفكار و ما إلى ذلك فهو سطحي في تفكيره ال يصبرأغوار الكتب المختلفة و ال يقرأ ما يقوله المنافس أو المخالف أو ما يقوله الطرف اآلخر و إنما ينغلق على نفسه و هو مشابه أيضا للضغف و لكن هذه متعلقة بطريقة التفكير نفسها انه عنده سطحية فكرية و ال يغوص في هذه التفصيالت و ال يرهق نفسه في التفصيالت المرهقة في حد ذاتها طبعا أيضا نقول أنه ليس كلهم كذلك فإن منهم من يلحد بعد سنة أو سنتين بناءا على عوامل أخرى و ليس هذا العامل

163 9. أيضا من ضمن المؤثرات التي يمكن أن تدفع بالشخص إلى هذه المستنقعات هو اإلندفاع و العجلة أنه عنده إندفاع و عجلة في إتخاذ القرارات و في قبول األفكار و في قبول النظريات و في قبول العقائد المختلفة و هذا اإلندفاع و هذه العجلة تورثه أنه ينخرط في هذا المعسكر أو في هذا الجانب دون اإللمام بتفاصيله بحد ذاته و دون اإللمام بعواقب قراره و دون اإللمام بنتائج قراره فهو عنده إندفاع و عجلة و هذا اإلندفاع و العجلة ينتج أيضا عن سطحية في التفكير فهما متالزمان و إن كان هذا في التفكير و هذا صفة نفسية أنه عنده إندفاع و عجلة و لكنهما متقاربين و متشابهين. 10. أخيرا و هذا منتشر و هو الهروب من وخز الضمير أو هروب من المسؤولية بمعنى أن في هذا العصر لألسف الشديد وسائل إنتشار الشهوات و الشبهات أصبحت ال حصر لها بمعنى أنها وصلت و دخلت حتى بيوتنا و دخلت مخادعنا و أماكن نومنا, الوسائل التي تبث الشهوات المختلفة أصبحت من السهولة بمكان و دخلت كل بيت و من الناس من يضعف أمام هذه الوسائل و من الناس من يضعف أمام هذه الشهوات و المؤمن طبعا ال يكون ملكا ال يذنب قط لكن المؤمن كما يقولون إذا ذكر تذكر وإذا أذنب تاب و إستغفر صحيح فهذا هو حال المؤمن أنه يتوب و يعصي يتوب و يعصي يتوب و يعصي و ينكسر هلل عز و جل و هذا ما يحاول الذي تشرب بالشهوات أن ينجو منه أو أن يشذ عنه كما قال النبي ﷺ "أن القلب تنكث فيه نكتة سوداء ثم نكتة سوداء ثم نكتة سوداء حتى يصير الران على القلب " ال يعرف معروفا والينكر منكرا إال ما أشرب من هواه فهو في البداية لم يكن هناك ران ولم يكن هناك الهروب من وخذ الضمير أو الهروب من النفس اللوامة التي تلومه من المعصية باستمرار ولكن كان يعصي وال يتوب وال يستغفر ففي كل معصية ليس بعدها توبة وفي كل ذنب ليس بعده ندم واستغفار وانكسار وعبادات تزيل هذا الذنب فإنه ينكت في القلب نكتة سوداء ثم نكتة سوداء فالذي يستسلم تماما لموضوع الشهوات والذي يتبع المعصية بالمعصية والذنب بالذنب وال يفكر في التوبة وال يفكر في الرجوع إلى هللا عز وجل فإنه ينكت في قلبه ثم ينكت في قلبه حتى يصير الران على قلبه كله عندها ينجرف إلى تيار آخر غير تيار اإلسالم أو إلى طريق آخر غير طريق اإلسالم فاهلل سبحانه وتعالى ال يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون والمؤمنون كلهم على اختالف العصور بعد االنبياء يذنبون ويعصون ثم يستغفرون ويتوبون ومن الصحابة أنفسهم من ارتكب كبيرة ولكنه تاب توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم فهذا هو حال المؤمن ولكن الذي يصير إلى ابتعاد عن هذا الطريق وهذه المجاهدة وهذه المصابرة والصبر على معالجة آثار الذنوب ومعالجة آثار المعاصي المختلفة من اجتهاد في الطاعات والتوبة والندم واالنكسار وما إلى ذلك فإنه يصير تدريجيا ويسلم قلبه للشيطان وللنفس األمارة بالسوء وللشهوات تدريجيا حتى يصير قلبه كله عليه الران والعياذ باهلل فهذا من أهم العوامل التي قد تؤدي بالشخص إلى اإللحاد وهى ال تؤدي به بين يوم وليلة ولكنها كما يقولون تسويه يعني هى تسوي هذا القلب ببطئ شديد مع كل معصية نكتة واحدة حتى يصير القلب كله والعياذ باهلل مغلفا بالران فالشاهد من الموضوع أن من أهم األسباب و العوامل التي تؤدي بالشخص بالصورة الفردية إلى االنخراط 9

164 في هذا الجانب هو هذا التحول التدريجي وهذا التنازل التدريجي عن إيمانه حتى يصير إلى كفر والعياذ باهلل ال يعرف معروفا والينكر منكرا إال ما أشرب من هواه, وهذا األمر نجده في الواقع المشاهد ونجد هذه الدرجات المختلفة نستطيع من خالل أحوال الشخص ومن خالل أفعال الشخص أن نقول أن هذا الشخص في مرحلة كذا وأمامه كذا حتى يصير إلى مرحلة كذا فإنه أوال يبدأ بالذنوب والمعاصي كأى مذنب وكأى عاصي ثم بعد ذلك يسوف التوبة ثم بعد ذلك ينقطع عن التوبة ثم بعد ذلك يحاول شرعنة الذنب أو يحاول إضفاء الجانب الشرعي على الذنب, هى غير متحجبة على سبيل المثال الحجاب حرية شخصية الحجاب غير واجب الحجاب لم يأمر به القرآن بصورة صريحة وهكذا فيحاول أو تحاول شرعنة الذنب الذي يقوم به من غير توبة مثل الصالة ومثل غيرها من األمور ثم يحاول بعد ذلك اإلنفكاك عن هذا كله وعن الثوابت نفسها فيقدح أوال في بعض األمورالنقول فرعية طبعا فديننا كله واحد ولكن بعض األمور التي ال تعتبر من أصول الدين ثم بعد ذلك يبدأ في التشكك في أصول الدين نفسها ثم بعد ذلك يبدأ في إنكار اصول الدين نفسها ثم بعد ذلك يبدأ في الهجوم المعاكس, فهذه المرحلة ال تبدأ بين يوم وليلة وال تكون بين يوم وليلة ومبدأها - سبحان هللا من ذنب أو من بعض الذنوب التي ال يتبعها توبة ومن هنا كان الصحابة يخافون على أنفسهم وكان المؤمنون الصادقون يخافون على أنفسهم من االنحدار- من هذا االنحدار - وكانوا أشد يقظة للشيطان ولخطوات الشيطان ولمداخل الشيطان حتى إذا وقعوا في ذنب من الذنوب بادروا إلى التوبة وبادروا إلى األعمال الصالحة التي تنفي أثر هذا الذنب فهذا من أكبر المداخل الخفية إلى اإللحاد والتي يسير الشخص فيها طويال طويال حتى يصيرالران على قلبه والعياذ باهلل ففي نهاية المرحلة أو قبل نهاية المرحلة يحاول إنكار نفسه التي بين جنبيه والتي تلومه على المعصية والتي تلومه على الذنب يحاول إنكار ضميره الذي بداخله الذي يقول له لم فعلت كذا ولم ظلمت كذا ولم ارتكبت أو تعديت حدود كذا. فهذه العوامل باختصار من أهم العوامل التي يمكن أن تجرف الشخص بصورة عاجلة أو بصورة تدريجية إلى مستنقعات اإللحاد والال أدرية والتشكك في دين هللا عز وجل بعضه يكاد ال ينفك منه ملحد مثل مسألة ضعف العلم الشرعي أو مسألة الذنوب واإلستسالم للشهوات المختلفة ومنها ما يصدق على بعض الملحدين دون بعض. األسباب المجتمعية لإللحاد 10

165 الجانب اآلخر من الجوانب التي تؤدي إلى اإللحاد هو الجانب المجتمعي أو الجانب الجماعي وحينما نقول جانب مجتمعي فإننا ال نفعل كما تفعل النعامة فإننا ال ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول أن الشمس غربت- ال- فأفضل المؤمنين هو أكملهم نصحا للمؤمنين وحينما نقول إن المجتمع قد يساهم بصورة أو بأخرى في وصول شخص ما إلى اإللحاد فإننا نعني أنه هناك خلل ما في ممارسة المجتمع ككل في قضية من القضايا أو في جانب من الجوانب ويجب أن نكون على دراية بهذا الخلل ويجب أن نكون ذوو مسؤلية بإصالح هذا الخلل فإننا إذا عرفنا المؤثرات الشخصية التي تقود الفرد إلى اإللحاد يجب أن نعرف أيضا المؤثرات المجتمعية أو الجماعية بمعنى أنها ليست نابعة من داخل الشخص وإنما من المؤثرات المختلفة. أول هذه المؤثرات وهى التي كانت سببا رئيسا في كما يقولون ( انفجار ماسورة اإللحاد( في العصر الحديث هو وسائل التواصل اإلجتماعي, أن وسائل التواصل االجتماعي قربت البعيد وجعلت الناس يطلعون على ما يقوله الناس في الشرق وما يقوله الناس في الغرب وأصبح من وراء الكمبيوتر ومن وراء الهاتف المحمول يتواصل مع مشاهير الملحدين ويلتحق بمجموعات الملحدين أو مجموعات من يثيرون الشبهات والشكوك وما إلى ذلك, فوسائل التواصل االجتماعي أينعم لها حسنات في الجانب اآلخر ولكن أيضا نستطيع أن نقول أنها من الثغرات التي إذا لم نتفطن إليها فإن هذا األمر سيزداد سوء ا بعد سوء ا يوما بعد يوم وإذا عرفنا ذلك عرفنا أن هذا موطن خلل وموضع خلل وثغرة قد يستطيع أعداء اإلسالم الدخول منها إلى أشخاص وإلى جمهور النصل إليهم نحن باإلسالم الصحيح أو بالدين الصحيح أو بالعلم الشرعي الصحيح ففئة الشباب أو فئة المراهقين مثال ال تكاد تجدهم في دروس العلم أو في الدورات األكاديمية أو العلوم الشرعية المختلفة بينما هم أفواجا أفواجا على اليوتيوب والفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل االجتماعي فإذا لم يكن في هذه الوسائل ما يدفع خطر هذه الشبهات عن هؤالء الناس فإنهم سيصيرون فريسة إلى ما يمأل هذا الفراغ و ما يمأل هذا النافذة المعرفية عندهم ويصيرون ال محالة إلى من يمأل عقولهم باألفكار المنحرفة والشبهات الباطلة فإذا تناولنا وسائل التواصل فهى كما يقولون سالح ذو حدين فإما أن يكون ثغرة ينفذ إلينا وينفذ إلى بناتنا وأوالدنا منها أعداء اإلسالم وكم نرى وكم نسمع كل يوم من هذه القصص أيضا على الجانب اآلخر تكون سالحا لنا في الوصول إلى هذه الشريحة وهذا الجمهور العريض من الناس الذين ال تصل إليهم الميكروفونات وال تصل إليهم الدورات الشرعية وال يصل إليهم الكتب الشرعية المختلفة وال يصل إليهم طبعا -العلم الصحيح من مصادره الصحيحة وعلماءه المعتبرين فهذه من ضمن المؤثرات أو من ضمن العوامل التي يمكن ان تقود شخصا ما أو مجموعة ما إلى اإللحاد وتأثرهم بوسائل التواصل المختلفة واتصالهم وتواصلهم مع أرباب الشبهات وأرباب الكفر في العالم كله باختالف لغاته واختالف ثقافاته..1 11

166 2. الجانب الثاني من الجوانب التي تكون مجتمعية وليست شخصية هو الحرب اإلعالمية وكلنا ندري ما تمارسه آلة الحرب اإلعالمية ليس في الشرق ولكن في داخل بالد المسلمين أنفسهم بعض المنابر وبعض القنوات إنما تشيع الفجور بل بعضها تثير الشبهات وتستضيف من يشكك الثوابت ومن يزعزع الثوابت لدى جمهور الناس وجمهور العوام ويظنون بذلك أنهم مستنيرون وأنهم يقدمون فكرا حرا حتى بل منهم من يظن انه يدافع عن اإلسالم فالحرب اإلعالمية من الغرب معروفة ومن وسائل اإلعالم الغربية ضد اإلسالم كدين بشكل عام معروفة لدى القاصي والداني وأيضا هناك الحرب التي تدار من داخل القنوات التي تحسب على بالد اإلسالم أو المنابر التي تحسب على بالد اإلسالم ولألسف الشديد هناك من يساندهم بعلم أو بغير علم بسوء نية أو بحسن نية من أبناء المسلمين أنفسهم. 3. أيضا من العوامل المؤثرة وخاصة المؤثرة على فئة األطفال وفئة المراهقين وفئة الشباب هى األفالم والروايات ونكاد نرى العشرات من األفالم الموجهة للشباب والمراهقين واألطفال والعشرات بل المئات من األفالم الروايات التي تثير الشبهات وتثير الشكوك حول اصول الدين وليس حول فروعه, فهى أيضا جانب من ضمن جوانب الحرب اإلعالمية ولكنها جانب مهم ويستهدف شريحة عريضة هم عرضة ألن يغيروا معتقداتهم بسهولة بخالف الراشدين او العقالء أو الذين طحنتهم الدنيا وطحنتهم المعارف المختلفة فإنهم ال يتغيرون بسهولة فالتغير إنما يكون في هذه المرحلة بداية المراهقة وبداية الشباب وأكثر ما يؤثر على هذه الفئة هى األفالم المختلفة والروايا ت المختلفة واألفالم والروايا ت ال تزعزع األصول والثوابت وإنما أيضا تجرف الناس أو تجرف هؤالء الشباب عن الدين الصحيح الذي أنزله هللا عز وجل بل تشرعن الخيانة وتشرعن األمور المختلفة والمحرمات المختلفة التي ال يقرها دين وال عرف وال عقل فهذه األفالم أو الرويات من أهم العوامل التي يمكن أن تجرف الشباب إلى هذا المستنقع وهذه أمور مجتمعية وال تختص بفرد معين أو شخص معين إنما هى يشاهدها مئات اآلالف بل ماليين ويقرأها مئات اآلالف والماليين فهى تؤثر بصورة جماعية على المجتمع ككل. العامل الرابع من العوامل الجماعية أو المجتمعية التي تؤثر أو التي يمكن أن تقود إلى طريق اإللحاد هى البعثات األكاديمية أو مسألة االبتعاث وأود هنا ان أقارن بين حال المسلمين أيام األندلس وحال المسلمين اآلن فأيام األندلس كان االبتعاث يكون من الدول األوربية إلى الدول العربية وكان هؤالء المبتعثون يتفاخرون بأنهم يقرأون العربي ويدرسون األدب العربي بل منهم من يكتب الشعر باللغة العربية وكانوا يتفاخرون بذلك وكانوا يهملون حضارتهم أو لغتهم األصلية المختلفة حتى انقلبت اآلية وأهمل المسلمون سنن هللا عز وجل ولم يتدبروا فيها فوقعت عليهم سنة هللا التي ال تتبدل والتتحول فتحللوا من العوامل التي رفعت الجيل األول من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين إلى قيادة األمم ومنها تطبيق دين هللا عز وجل كما أنزل وتعظيم هللا عز وجل وتعظيم حرماته وتعظيم حدوده واألخذ باألسباب المختلفة سواء كانت أسباب شرعية 12.4

167 أو أسباب مادية أو علمية وما إلى ذلك فلما تخلى المسلمون عن كل ذلك أخذ بزمام المبادرة أمم أخرى وحضارات أخرى في الشرق والغرب )فانعكست اآلية ) وأصبح المسلمون هم من يرسلون البعثات ويتعلمون المعارف والعلوم والحضارات التي وصل إليها من وصل في الشرق وفي الغرب وهذه البعثات إن لم يتم االهتمام بها على المستوى المجتمعي وعلى مستوى الدول وليس على مستوى األفراد فإنها ستنتج لنا في بعض األحيان مسوخا وليس علماء بمعنى أن هناك من يذهب هناك وليس عنده هذا التحصين أو هذا الحصن الذي يقيه من الشبهات أو الذي يقيه من الشهوات فإنه سيندرج ال محالة إلى الباب المفتوح للشهوات أو الباب المفتوح للشبهات وكثيرا ما نرى كثيرا من المبتعثين يرجعون إلينا باألفكار المختلفة فالذي ابتعث إلى روسيا يرجع إلينا في السبعينات بالفكر الشيوعي والفكر الماركسي والذي ابتعث إلى الغرب يرجع إلينا بالفكر العلماني والفكر المادي والفكر كذا فهم لما كانت قلوبهم وعقولهم خاوية ملؤوها هناك بهذه األفكار الباطلة وأما من تسلح بالعلم الشرعي والعلم التأصيلي عن اإلسالم فإنه اليضره أن مكث حياته كلها في الغرب أو في الشرق ال يؤثر فيه قيد أنملة مادام على علم باهلل سبحانه وتعالى وبدينه وبأصول الدين وبفروعه فمن ضمن األسباب التي قد تجرف بعض ضعاف العلم وبعض ضعاف الدين عن اإلسالم إلى غيره من األفكار الهدامة المختلفة ومنها اإللحاد هو هذا االبتعاث دون التأهل ودون التحصين الكافي لهؤالء المبتعثين وأبناؤنا سواء في دول الخليج أو في مصر أو في غيرها من الدول اإلسالمية إنما هم ثروتنا وال يجوز بحال من األحوال أن نفرط في هؤالء األبناء بدون كما يقولون )بدون عائد علينا( بل على العكس نفرط فيهم حتى يأتوا إلينا وينخرون في أسس المجتمع وثوابت المجتمع وعادات المجتمع ودين المجتمع ولهذا كان من الضروري أن نهتم بهذا الجانب وأن نهتم على وجه الخصوص بهؤالء المبتعثين وأن نعطيهم الجرعات الكافية من العلم الشرعي ومن التحصين الكافي حتى ال تؤثر فيهم هذه األفكار حتى قبل ان نرسلهم إلى هناك. أيضا من ضمن المؤثرات المجتمعية التي يمكن أن تؤثر على انحراف المجتمع ككل هو شيوع الشهوات والفواحش فهي لما كانت صفة ومؤثرا شخصيا في االستسالم لهذه الشهوات فإن األصل في هذه الشهوات منتشرة ومبثوثة في كل مكان ووقت وهذا عامل مجتمعي ومن الحسنات التي نتمنى أن نراها في كثير من البلدان هو ما نجده في اإلمارات أو السعودية و ماليزيا وهو حجب المواقع التي يمكن أن تؤثر بطريقة سلبية على شيوع الشهوات والفواحش وحجب المواقع اإلباحية نتمنى أن يتم تطبيق هذا في مصر وغيرها من البلدان اإلسالمية المختلفة ولكن هذا جانب مهم ففطنة القائمين على المجتمع على مداخل شيوع الشهوات في المجتمع كفيلة بأن تسد هذه الثغرات المختلفة وسن القوانين للحفاظ على المجتمع والمكون العقدي ومكون العادات لدى المجتمع من هذا االنجراف من أهم المهمات التي تقوم عليها المؤسسات وليس األفراد سواءا كانت مؤسسات مجتمعية من الجامعات والمدارس والمعاهد.5 13

168 وغيرها أو حتى المؤسسات الحكومية أو غيرها من المؤسسات فشيوع الشهوات وانتشار الفواحش والرذائل من أهم العوامل التي تجرف الناس عن دين هللا عزوجل. أيضا من ضمن األمور التي تكون شبهة لبعض الناس بصورة مجتمعية هو اإلنهزام النفسي اتجاه التقدم المادي لدى الغرب فينظرون إلى الغرب فيجدون تقدما ماديا أو حضاريا من ناحية األمور الحياتية المادية المختلفة وينظرون إلى الدول اإلسالمية في أكثرها يجدون التخلف الحضاري المادي عن وسائل الرفاهية المادية وما إلى ذلك وأيضا ما يفضي لكثير من الناس إلى االنهزام واالنكسار النفسي ما نجده شائعا لدى الغرب أو الحضارات المتقدمة وهذا مدخل يمكن أن يدخل منه الشيطان فهم ال يستطيعون التفرقة بين حال المسلمين من الناحية العقدية أو اإليمانية أو الدينية وبين حالهم من الناحية المادية ال يستطيعون التفرقة بين سنة االبتالء التي سنها هللا عزوجل لكل الناس وبين االبتالء بالدنيا والمادة واألموال وما إلى ذلك من أنواع التقدم المادي الذي ال يعد شيئا أصال فهذا الجانب ممكن أن يدخل منه بعض الشكوك لبعض المسلمين المنهزمون نفسيا أمام التقدم الحضاري في الشرق والغرب..6 أيضا من ضمن األمور التي نشاهدها ضعف التدين بشكل عام فإن المجتمع إذا كان مثل مجتمع الصحابة ومثل التابعين وأتباع التابعين أي المجتمع كله عنده ثقافة الدعوة إلى هللا عزوجل وعنده العلم الشرعي الكافي والحصن الكافي فإن المجتمع بشكل عام سيلفظ منه المنافقين ومن لم يدخل اإليمان في قلبه وأما إذا كان المجتمع ضعيفا من الناحية العلمية والعقدية أو شيوع الشبهات المختلفة وشيوع األمور الشركية المختلفة في بعض البالد فإنه يصير بوابة للدخول لهذه المستنقعات والشكوك في أصول الدين وفروعه فكما تناولنا من األسباب الشخصية االستسالم للشهوات أو المعاصي المختلفة ومحاولة الهروب من وخز الضمير والمجاهرة بالمعاصي وشرعنة المعاصي وما إلى ذلك فإذا تفشى هذا في المجتمع بحيث كان ظاهرة اجتماعية في المجتمع سيتحول بصورة تدريجية ومن هنا على القائمين على المجتمع من أمة المساجد والخطباء والعلماء طلبة العلم المسؤولية الكبيرة في الحفاظ على الروح الدينية والحفاظ على المستوى اإليماني في المجتمع ومحاولة األصول إلى كافة أطياف المجتمع سواءا كان أطفاال أو مراهقين أو شباب أو كبار ومحاولة سد كافة الثغرات التي يمكن أن ينفذ من خاللها الشيطان أو ضعف الدين إلى المجتمع وهنا أيضا جانب من الجوانب التي تجلب األسف وهو أننا كمسؤولين عن هذا كدعاة أو أئمة أو حتى كمؤسسات علمية أننا مقصرون في هذا الجانب وأننا ال نبتكر.8

169 وسائل وحلول جديدة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المجتمع وتغذية أكبر قدر ممكن منه باإلسالم والعلم الصحيح والعلم الموثوثق ونجد في كثير من البلدان وخصوصا غير العربية نجد شيوع الفواحش واألمور التي تخالف أصول اإلسالم من البدع والشركيات المختلفة لقلة الدعاة ولضعف المؤسسات الدينية في هذه البالد وخاصة إذا كانت بالد غير مسلمة وأيضا على الجانب اآلخر فإننا نشهد ضعفا حتى في المجتمعات المسلمة ونريد االرتفاع بهذا المستوى اإليماني وبهذا المستوى الديني حتى يصير المجتمع بحد ذاته الحصانة األكبر من الوقوع في هذه الشبهات بمعنى أن المجتمع هو نفسه يدرك ويعرف يقينا أن هذه شبهات وأن هذه أمور قد تصل بالشخص إلى االنحالل عن أصول وثوابت اإلسالم وطرقه ومن المؤسف أن نرى كثيرا من الناس عندهم اعجابات على صفحات المالحدة على الفيس بوك ويدخلون على قروبات المالحدة على الفيس بوك ويحاولون جعل هذه األمور ذات وزن في المجتمع وهو األمر ليس كذلك فمجتمعاتنا وهلل الحمد مسلمة وغيورة على الدين ولكن إذا تناولت هذه األرقام في وسائل التواصل مثال وغيرها من الوسائل تجد الكثير من المسلمين يتبعونها سواءا من باب معرفة ما يقولون هؤالء الناس أو من باب الجهل أن ما يقوله هؤالء الناس يضاد أصول اإلسالم المختلفة فنجد آالف المعجبين من المسلمين بصفحات المالحدة ونجد آالف المسلمين يدخلون قروبات الملحدين في الفيس بوك ويتأثرون بل وينشرون بعض الرسائل المختلفة بالوتس أب وغيرها بين عموم الناس فإذا المجتمع على قدر واع من الثقافة والمعرفة فإنه يصير حصنا ذاتيا يلفظ هذه األمور وعندها ترى أن المالحدة ماهم إل شرذمة يعدون على أصابع اليدين وليس بهذا الكم الذي تظهره وسائل التواصل واألندية المجتمعية بشكل عام. 15 أيضا من ضمن األسباب بصورة عاجلة كبت األسئلة أو أننا ال نسمح باإلسئلة أي أننا كمجتمع أو كأسرة وكأب وأم ال يسمحون لألسئلة ألوالدهم مثال إذا قال الولد أين هللا أو قال من خلق هللا تقول له اصمت هذا كفر هذا خطأ دون الوصول بالطفل إلى الذي يسأل هذا السؤال البريء وال نقول منطقي بل يشرعنه المنطق فهذا الطفل ال يدرك القانون المنطقي في منع تسلسل الحوادث والمؤثرات فيجهل الطفل هذا القانون ولكن السؤال من خلق كذا و من خلق كذا سؤال منطقي حتى نصل إلى هللا عزوجل وهو الخالق لكل شيء فيصير سؤال غير منطقي فيبين للطفل أن سؤال غير منطقي بهذا األسلوب وأما إذا قلنا أن هذا كفر وال تسأل مثل هذه األسئلة مرة أخرى كما نالحظ مثل بعض أساليب التربية الخاطئة من األمهات أو اآلباء أو حتى عموم الناس فإننا سندرك حجم الخطأ الذي نقوم به حينما نواجه هذه األسئلة بهذ الصد العنيف فمواجهة هذه األسئلة ال تكون بالكبت بل باإلجابة الصحيحة التي تناسب عقل الطفل أو الشاب المراهق فال نمنع األسئلة بل نشجع عليها ونحاول الوصول لإلجابات المنطقية عليها..9

170 10. وأخيرا من ضمن األسباب المجتمعية التي ممكن أن تؤدي بالشخص إلى اإللحاد وخصوصا الفتيات و النساء هو ظلم وقهر واضطهاد المرأة من المعروف أن إسالمنا 16 جاء بتكريم المرأة وأن "ما أكرمهن إلى كريم وما أهانهن إلى لئيم" كما قال النبي وهناك العديد من اآليات التي توصي بالمرأة وكذلك األحاديث الشريفة ﷺ قال النبي ﷺ في وصيته األخيرة " استوصوا بالنساء خيرا " وإذا أردنا أن نحصي األدلة التي يظهر اإلسالم من خاللها مدى االهتمام بالمرأة وتكريم المرأة والتغير الشدسد الذي حصل في ثقافة الشعوب كلها عن المرأة والذي كان سببا فيه تعاليم النبي ﷺ وتعاليم دين اإلسالم ندرك أن هذا الخلل والخطأ ليس من اإلسالم ولكن من التقاليد المجتمعية التي تناقض مبادئ اإلسالم فبعض المجتمعات وخصوصا التي ينتشر بها الجهل بالدين تجد فيها فعال ألوانا من اضطهاد المرأة واألمور التي ال تليق بمعاملة المرأة واإلساءة لها هذا موجود وإذا قلنا أنه غير موجود كنا كالنعام بالضبط موجود بل نشاهد األخ الذي يظلم أخته ويحرمها من الميراث ونشاهد االبن الذي يقتل أمها ويعقها ونشاهد الفاجر الذي يزني ثم يترك ابنته أو ابنه ونشاهد كثيرا من ألوان االضطهاد ضد المرأة وإساءة معاملة المرأة وإذا حكمنا فإننا لن نحكم أن هذا مجتمع مسلم أو أن هذا الفعل يصدر من اإلسالم البد أن نحكم أن هذا أسلوب خاطئ في معاملة المرأة ويناقض تعاليم اإلسالم وطبعا هذه المسألة من أهم المسائل التي تخدع بها بعض المسلمات حتى يصل بهن األمر إلى اإللحاد يذكر صاحب كتاب اإللحاد للمبتدئين أن هناك فتاة من أسرة ثرية جدا وأخوها ضابط كان يمارس عليها ألوان الضرب المختلفة إذا خالفته كأنها مجرم من الذين يتعامل معهم في قسمه وانتهى بها األمر إلى وسائل التواصل االجتماعي والتعرف على مجموعات المالحدة وأقنعوها بأن تسافر إلى بعض بالد شمال أوروبا كالجئة ملحدة وما إلى ذلك وتخيل كيف انتهى بها األمر من الظلم وإساءة المعاملة من أخيها المسلم إلى ملحدة في بلد غربي ليس لها أحد على اإلطالق كيف تستغل هذه الفتاة في هذا البلد انظر إلى هذا المدى وغيرها الكثير من الحوادث التي نأسف لها ويأسف لها كل انسان سوي الفطرة بل بعضهم أيضا يأخذون ويتذرعون ببعض المنح التي منحها هللا لهم في سبيل تعذيب المرأة فنجد أن من يده العصمة في الطالق تكون المرأة ال تطيقه وال تحتمل العشرة معه ومع ذلك ال يطلقها يتركها الهو زوجها وال يتركها تتزوج غيره وهذا منصوص على حرمته في القرآن الكريم في سورة البقرة وغيرها من العوامل التي يمكن من خاللها أن يستخدم الرجل بعض المنح في االتجاه الخاطئ فمسألة اضطهاد المرأة من المسائل التي يراوغ بها كثير من الفتيات المسلمات والتي يستخدمها كثيرا كهنة اإللحاد وأرباب الفسق والفجور والكفر حتى يخدعوا نساء المسلمات عن دينهن وعن طريق هللا عزوجل.

171 فهذه باختصار من األمور التي ينبغي علينا كمسؤولين أن نالحظها ونعمل على سد هذه الثغرات المجتمعية حتى ال يجد الملحدون أي مداخل ال من الناحية الشخصية وال من الناحية المجتمعية أو الجماعية ويصير أمرهم إلى زوال وأفول إن شاء هللا تعالى. جزاكم هللا خيرا والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته 17

172 المحاضرة الحادية عشرة واألخيرة 1

173 حوار مفتوح السالم على و الصالة و الحمدهلل و بسم هللا رسول هللا ﷺ 2 المقدمة :- مرحبا باإلخوة و اإلخوات الكرام في المحاضرة الحادية عشر و األخيرة من محاضرات دورة حوار مع أهل المنطق. تطرقنا في المحاضرات السابقة على بعض أو أهم المعالم أو األسس التي ينبغي على الداعية أو على من يتصدر للحوار مع المتأثرين باألفكار اإللحادية و الملحدين أن يكون ملما بها و تجولنا سريعا في بعض المحطات المهمة جدا مثل المقدمات حول المفاهيم المختلفة حول اإللحاد خاصة اإللحاد الجديد و مفاهيمه المختلفة بتقسيماته بتفريعاته المختلفة ثم المحاضرة الثانية من أهم األصول التي يقوم عليها منهج التلقي و اإلستدالل عند أهل السنة و الجماعة ثم المحاضرة الثالثة العالقة بين الدين و العلم أو بين اإللحاد و اإليمان من ناحية و بين العلم من ناحية أخرى ثم حانب أكثر تفصيال في هذه النقطة الشائكة و هي إستخدام النظريات الفيزيائية أو البيولوجية المختلفة خاصة التطور على نفي أو إثبات حتى وجود اإلله ثم بعد ذلك بدأنا في المحور األساسي من الدورة و هو كيفية اإلستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى و ذكرنا في البداية طرق أو طرائق اإلستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى ثم بعد ذلك في المحاضرتين التاليتين تناولنا دليلين أو أهم دليلين يقوم عليها اإليمان باهلل أو يقوم عليهما اإلستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى و قلنا أن هذه األدلة أدلة يقينية ثم بعد ذلك تناولنا جانبا من جوانب معرفة هللا سبحانه و تعالى بأسماؤه الحسنى و صفاته العلى ثم محاضرة حول الحياة مع أو بدون اإليمان باهلل سبحانه و تعالى ثم أخيرا التحصين أو كيف نحصن أنفسنا و أسرنا و مجتمعاتنا من خطر اإللحاد فكانت هذه من أهم المحطات بإختصار. و إن شاء هللا اليوم سنتناول سريعة و شاملة على هذه المحطات أو على أهم محاور هذه المحطات ثم بعد ذلك نجيب على أسئلة اإلختبارات و األسئلة التي وردت من اإلخوة و اإلخوات. تنشيطا للذاكرة ألن الوقت سيطول ثالثة أشهر مدة طويلة فكان ينبغي أن نقوم بالمراجعة أو بتجديد و تنشيط المعلومة فقلنا مثال او تناولنا في المحاضرة األولى بعض المحاور مثل تعريف اإللحاد في اللغة و اإلصطالح في المصادر العربية و األجنبية و أهمية دراسة الظاهرة اإللحادية و أنواع اإللحاد و نشأة اإللحاد و اإللحاد الجديد. تناولنا أيضا إستخدام كلمة اإللحاد في القرآن الكريم في آيات كثيرة مثل قوله { إ ن ال ذ ين ي ل ح د ون ف ي آي ات ن ا ل ي خ ف و ن ع ل ي ن ا {و إلى غير ذلك من اآليات و أن القرآن إستخدم كلمة اإللحاد اإلستخدام العام

174 أو الشائع أو الشامل الذي يعطي معنى اإلنحراف ألي درجة من الدرجات ثم اإللحاد عند علماء المسلمين و هم علماء الذين تناولوا الدراسات العقدية المختلفة و تناولوا اإللحاد في جانب األسماء و الصفات و تناولوا اإللحاد في جانب الفالسفة أو وصفوا الفالسفة بأنهم ملحدين إلى غير ذلك من اإلستخدامات. لكن نأتي إلى أهم نق طا المحاضرة األولى و هي التفريق بين بعض المصطلحات الهامة جدا و المستخدمة و المتداولة حاليا التي تفيد في تصنيف المالحدة أو من تأثر بهم بشكل يعين المتلقي أو يعين الدارس على فهم أين يقف هذا الرجل أو هذا الشخص فبالبداية الشخص الملحد هو الذي ينكر وجود هللا سبحانه و تعالى أو يؤمن بعدم وجود إله أو عدم وجود هللا سبحانه و تعالى فهو هنا وصل إلى مرحلة إيمان معين تصديق معين يقين معين بأنه ال إله فهذا هو الملحد صراحة فهذه هو الذي تكثر وسائل اإلعالم في ذكرمصادرهم و في ذكراألفكار المتعلقة بهم و إن كانت بصورة مباشرة أو غير مباشرة فنجد بعض المشاهير المالحدة مثال تنقل لهم وسائل العربية و األجنبية بعض األمور التي ال تصب لجانب اإللحاد إال أنهم قد يستخدمونها بشكل أو بآخر بصورة ضمنية و ليست بصورة صريحة و أشهر األمثلة على ذلك و هو ستيفن هوكنج الفيزيائي المعروف و أيضا الملحد المعروف و الذي تنقل له الكثير من وسائل اإلعالم إسهامات كثيرة في الفيزياء و إسهامات كثيرة في مجال العلوم الطبيعية بل تستضيفه بعض القنوات التي تبث من الغرب و تبث أيضا من بعض البلدان العربية بل من دهشتي أيضا و أنا أقرأ بعض الكتب لداعي معروف لشخص معروف بالعلم كتاب يتعلق بالعلم أو إن اإلسالم ال يعارض العلم ثم ذكر بعض أمثلة من العلم و ذكر بينهم ستيفن هوكنج بل ذكر أيضا النظرية التي أسسها ستيفن هوكنج في إيجاد صورة بديلة عن اإلله الذي خلق الكون و هي نظرية ( M ) كما يقولون و ذكره و ذكر النظرية و ذكره بصورة الثناء عليه و هو ال يدري ما هي نظرية ( M ) و ال هو منهج ستيفن هوكنج في تقديم هذه النظرية و ال و ال ومن دهشتي أن ها الموضوع أو تراث هؤالء المالحدة ينقل بصورة أو بأخرى إلى دائرة الثقافة الخاصة بنا و دائرة المعارف الخاصة بنا دون أن ندرك الخطر من وراء ذلك و دون أن ندرك الخلفية العقدية أو الخلفية األيدولوجية لهؤالء الناس و الخلفية األيدلوجية لنظريتهم أيضا. و من أشهر األمثلة أيضا داروين و هو معروف ال يحتاج إلى ذكره لكن دارون طبعا م يكن ملحدا بل كان متشككا و هو الدرجة األقل من ذلك و لكن الشاهد من الموضوع هو أنه ينبغي أن نعرف أين يقف هؤالء الناس وأن نعرف الدوافع التي تبعثهم على توجاتهم العلمية و إختياراتهم العلمية أو حتى صياغة نظرياتهم العلمية و إن كانت متدثرة بثياب العلم و إن كانت متدثرة بثياب المعرفة إال أنها توجه أو تؤصل بصورة أو بأخرى مباشرة أو غير مباشرة في إكساب أفكارهم المصداقية الالزمة و هو طبعا يخفون على كثير ممن ينقلون هؤالء النظريات أو هؤالء األفكار فالملحد و نعود إلى الملحد و هو الذي ينكر وجود هللا سبحانه أو يؤمن بعدم وجود إله و وصل إلى حالة اليقين و اإليمان بأنه ال إله ثم الدرجة التي أقل منه و هي الالأدرية و بعتقد بأن أدلة وجود هللا و أدلة عدم وجوده متساوية و ال يمكن ترجيح أحدهما على اآلخر و قلنا أيضا أن هذا الشخص وصل أيضا إلى القرار بمعنى أنه ليس في مرحلة البحث و أن أدلة اإليمان باهلل متساوية عنده مع أدلة العدم باإليمان ال و لكنه وصل بعد البحث إلى النتيجة التي ال بحث بعدها و التي إطمأن إليها و هي أن األدلة متساوية مع هذه األدلة و ال يمكن ترجيح أحدهما على اآلخر. 3

175 ثم بعد ذلك المتشكك و أنه قريب من الالأدري و لكنه يختلف عنه أنه ما زال في مرحلة البحث و لم يصل بعد إلى قرار فهو عنده أن أدلة وجود هللا أدلة قوية و أدلة عدم وجود إله أدلة قوية و هو يعني حائر بينهما و لكنه ال يزال يبحث و لم يصل بعد إلى قرار فهذا هو المتشكك. ثم بعد ذلك الربوبي و هو وأول درجات اإلعتراف بوجود هللا سبحانه و تعالى أو اإليمان بوجود إله و لكنه إما ال يؤمن بأنه يتدخل في الكون مثل اإلعتقاد الفلسفي أو إعتقاد الفالسفة في هللا سبحانه و تعالى أو أنه ال يؤمن باألديان و ال بالنبوات و ال بالوحي فهو إما أن يؤمن بأن هللا سبحانه و تعالى و بإن اإلله ال يتدخل في الكون يقر بوجود إله بل يوقن بوجوود إله و لكنه جانب صفات اإلله أو ما يجب اإلله أو ما يجوز في حق اإلله أو ما يمتنع في حق اإلله فهذا موطن الخلل عنده فهو وصل إلى اإليمان بمجرد الوجود و لكنه ال يؤمن بأنه يتدخل في الكون أو أنه ليس إلها شخصيا أو ذات معينة بل إنما يؤمن بأنه مجرد قانون أو عقل ما هو الذي خلق العالم و هو إعتقاد الفالسفة و قد ورد سؤال من ضمن األسئلة على هذا الموضوع و هو قول الفالسفة في األول فقول الفالسفة في األول أو في السبب األول هو إعتقادهم في ما يكون عليه اإلله و هو أنه ليس بمادة أو ليس بذات سبحانه و تعالى و إنما هو عقل أو قانون أو شيء غير مادي أوجد الكون و بالتالي هو ال يتدخل بالكون بما أنه ذات ليس لها إدراك ليس لها صفات معينة مثل القدرة و العلم و ما إلى ذلك فهو ال يتدخل في الكون أو المنظور اآلخر هو يؤمن بوجود إله و لكنه ال يؤمن باألديان خصوصا األديان اإلبراهيمية التي تصور اإلله على أنه إله له ذات و له أسماء و له صفات و له أفعال و يتدخل بالكون و ما إلى ذلك فهو ال يؤمن ال باألديان و ال بالنبوات و ال بأن هللا سبحانه و تعالى أرسل الرسل و أنزل الكتب و ما إلى ذلك و إن كان يقر لمجرد الوجود أنو بوجود هللا سبحانه و تعالىو الالديني هو المتحرر من أي دين و يمكن أن يشمل كافة األنواع السابقة يعني بأن االديني هذا هو عدو لمبدأ الدين عدو لمبدأ األديان يقول أن األديان هذه صناعة بشرية أو إختراع بشري للوصول إلى نفوذ و سلطة معينة و ما إلى ذلك فهو يعارض كافة األديان الموجودة و ال يؤمن بأي دين فهذا الالديني إما أن يكون ملحدا تماما و إما أن يكون متشكك و إما أن يكون ربوبي فهو كل األصناف السابقة ال تؤمن باألديان و ال تؤمن بما يشتمل عليه أي دين من األديان فهذه التفريقات أو المصطلحات هامة في التفريق بين األنواع الخصيات المختلفة المتأثرة بهذه األفكار المختلفة. طبعا الجانب الهام في هذه المحاضرة هي أهمية دراسة الظاهرة اإللحادية و لماذا ندرس اإللحاد هناك عدد من النوايا الطيبة أو النوايا الصالحة التي يمكن أن تتخذ لهذا أو األسباب الدافعة التي يمكن أن يرجع إليها الشخص في تكوين النوايا المختلفة في دخول هذه الدراسات و من أهمها : رفع الجهل بالشر عن النفس طبيعة المسلم الدعوية أنه يدعو غير المسلم مهما كان دينه و مهما كانت ملته إلى اإلسالم التحصين العقدي ضد خطر الشبهات المختلفة تجديد الدراسات العقدية مجابهة الغارات اإللحادية 4

176 التوصيف الواقعي للحالة اإللحادية معرفة وتقوية نقاط الضعف الموجودة في ممارسات بعض المسلمين أو الجانب المعرفي لدى بعض المسلمين. فهذه النقاط نقاط مهمة و نضيف عليها بأن الذي يدخل في هذه الدراسة أو في هذا المجال ال بد منه أن يكون محصال لمستوى كاف من العلم بالعقيدة أو من العلم بأصول الدين و إال فكم من أناس كانوا غير مؤهلين للدخول في هذا الجانب و دخلوا مباشرة لمجابهات الغارات اإللحادية و توصيف الواقعي اإللحادي و إنتهى بهم المقام إلى التشكك أنهم أنفسهم صاروا متشككين في أصول الدين و تأثروا بالشبهات المختلفة. فمن أهم النقاط التي ينبغي على الدارس قبل أن يدخل في مجال اإللحاد أو في مجال الرد على اإللحاد أو في مجال دراسة اإللحاد هو أن يكون محصال للعلم الشرعي الكافي و التحصين الشرعي الكافي هم دخلو بنية صالحة أو نية جيدة إال أنهم كانوا غير مؤهلين تماما كالذي يكون على الحق أو في صف أهل الحق ثم يعرض نفسه للهالك و يقول أنه بذلك يفعل شيئا جيدا و نرى كثيرا من القصص و كثيرا من الممارسات المختلفة كل يوم في هذا المجال أو في هذه النقطة أنهم دخلوا فتأثروا نتيجة لضعف علمهم بالعقيدة و لضعف يقينهم و لضعف إيمانهم أصال. ثم بعد ذلك أيضا من النقاط المهمة في هذه المحاضرة تقسيم أنواع اإللحاد أو تصنيف اإللحاد إلى تصنيفات معينة ثم الدراسة التاريخية و المقدمات التاريخية لظهور اإللحاد بداية من مرحلة ما قبل الثورة الفرنسية ثم ما بعد الثورة الفرنسية ثم اإللحاد الجديد الذي تكون و تشكل بعد أحداث 11 سبتمبر و ذكرنا بعض أمثلة الكتب المؤثرة في هذا الجانب و لكن تعتبر أفضل الكتب مبيعا و لها تاثير كبير جدا على األفكار الغربية ثم لما ترجمت و لما قرأها أيضا أصحاب الثقافات األخرى كان لها تأثير عليهم و من أهم هذه الكتب هي الكتب التي تناولناها نهاية اإليمان فك السحر و وهم اإلله و اإلله الفرضية الباطلة و اإلله ليس عظيما ثم بعد ذلك سمات اإللحاد الجديد من العداء الشديد للدين من التكوين العقدي الشامل أن الدين مكتمل األركان الترجمات المختلفة ألعمالهم المختلفة السعي المحموم للنقد األفكار الدينية بشكل عام و ما إلى ذلك من السمات التي ينبغي اإلهتمام بها لتقدير الواقع حق قدره بمعنى أنها ليست ظاهرة سطحية كما يدعي بعض الناس أو أمرا سطحيا كما يدعي بعض الناس و إنما هو كما يقولون الخطر القادم ألنه أي شخص من األشخاص كما تناولنا في المحاضرات السابقة إذا لم يكن عنده الوازع اإليماني أو المستوى إيماني قوي فإنه يتأثر بالشهوات ثم يتأثر بالشبهات ثم يتأثر باألفكار الكفرية و اإللحادية و العياذ باهلل. ثم بعد ذلك المحاضرة الثانية تناولنا فيها جانبا من مصادر المعرفة و اإلستدالل على مسائل اإلعتقاد عند أهل السنة و الجماعة و الجدير بالذكر أنه عند أهل السنة و الجماعة من أهم أن تقي الذات التي ينبغي وضعها لماذا ألن في الكثير من الردود المختلفة من أهل البدع على المالحدة فيها الكثير من الثغرات التي يمكن أن ينفذ فيها أو الكثير من األدلة الضعيفة التي يمكن أن ينفذ منها الملحد أو المحاور ما يشير إلى موطن الضعف او يقلب الدليل على المستدل و من ذلك بعض األدلة الكالمية أو الفلسفية المختلفة التي أوردها بعض 5

177 ثانيا )1 : المتأثرين بعلم الكالم أو الفلسفة في إثبات وجود هللا سبحانه و تعالى فبعضها ضعيف و بعضها قد يقلب إلى صاحبه و قد يرجع على صاحبه و لكن األدلة أهمية معرفة التلقي و اإلستدالل عند أهل السنة و الجماعة ألمرين :- أوال :- هو التحصين الداخلي بأن تكون متبعا لما كان عليه أوائل المسلمين أو أول المسلمين أو سلف المسلمين من الصحابة و التابعين و تابعيهم. أن تتفطن لمواطن الخلل في هذه الجوانب الكالمية المختلفة أو المسائل الكالمية المختلفة بحكم أنك لست من أنصارها و من الناس الذين هم يفكرون بهذه الطريقة أو يستدلون بهذه الطريقة فكانت على ثالث محاور رئيسية :- المعرفة و مصادرها المعرفة بصورة عامة كلمة المعرفة نفسها و وصول إلى العلم بأي شيء من األشياء بصورة عامة.. مصادر اإلستدالل على مسائل اإلعتقاد عند أهل السنة و الجماعة. ثم قواعد في اإلستدالل على مسائل اإلعتقاد أيضا عند أهل السنة الجماعة )2 )3 ثم تناولنا جانب المعرفة بصورتها العامة منها التعريف اللغوي و التعريف اإلصطالحي و جوانب المعرفة المختلفة منها ما هو يقيني و منها ما هو ظني منها ما هي حقائق و منها ما هي فرضيات و دعاوي ما إلى ذلك ثم تناولنا الطرق المختلفة في الوصول إلى المعرفة الطرق الصحيحة للوصول إلى المعرفة و تناولنا جانب الملحدين و طرقهم للوصول إلى المعرفة ثم جانب أهل المعرفة و طرقهم للوصول إلى المعرفة و انها تنقسم إلى اإلدراك الحسي و اإلداك العقلي و الخبر أو النقل ثم بعد ذلك الوحي و ما يختص به من معارف و قلنا إن مصادر اإلستدالل العقدي أو مصادر اإلستدالل على المسائل المتعلقة بالعقيدة يعني ليست المعرفة بشكل عام و ليست حتى المسائل المتعلقة بالفقه و بعض مصادر لعلوم لشرعية و إنما هي خاصة باإلستدالل للمسائل العقدية و ذكرنا القرآن الكريم ثم السنة النبية ثم اإلجماع ثم العقل و الفطرة ثم ذكرنا أهم القواعد اإلستدالل على مسائل اإلعتقاد و ذكرنا :- القاعدة األولى : هي اإليمان بجميع نصوص الكتاب و السنة سواءا كانت قرآن نصوص الكتاب أو السنة و سواءا كانت السنة متواترة أو آحاد كما سنتناول في بعض األسئلة إن شاء هللا. القاعدة الثانية : إشتمال الكتاب و السنة على أصول الدين بمعنى أن أصول الدين أو األمور المتعلقة بالعقيدة مووجودة بالتمام و الكمال في نصوص القرآن و في نصوص النبي صلى هللا عليه و سلم أحاديث النبي الصحيحة الثابتة 6

178 القاعدة الثالثة : ال نسخ ال في األخبار و ال في أمور اإلعتقاد إلن هذه األمورال تتغير بتغير الزمن أو بتغير الظروف مثل سائر الفقه ال و لذلك ليس فيها نسخ ال في األخبار المغازي و السير و غير ذلك و األمور التاريخية و ال في األمور اإلعتقاد. القاعدة الرابعة: درء التعارض بين نصوص الكتاب و السنة ليس هناك تعارض حقيقي قد يوجد تعارض ظاهري نسبي لبعض الناس لكن ال يوجد تعارض حقيقي بين نصوص الكتاب و السنة و نفس األمر بالنسبة للتعارض بين األمر العقليه بين المبادئ العقلية و نصوص الكتاب و السنة. قواعد أخرى مثل : ثم بعد ذلك هناك رد التنازع أو اإلختالف إلى الكتاب و السنة. o ظواهر النصوص مطابقة لمراد الشارع ليس هناك تفاسير باطنية على خالف الظاهر أو على خالف o ما يدل عليه النص الظاهر أو ما يفهم من النص بصورة ظاهرة. ثم بعد ذلك التسليم إذا حار العقل. o و أخيرا حجية فهم السلف الصالح أمور الدين و أمور اإلعتقاد على فهم غيرهم. o كانت هذه بإختصار نقاط سريعة في تأصيل مصادر المعرفة و اإلستدال ل عند أهل السنة و الجماعة. المحاضرة الثالثة كانت عن عالقة العلم باإلستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى و تناولنا من المحاضرة أو خلصنا من المحاضرة على اإلجابة على سؤالي يعتبر من األسئلة الساخنة على الساحة الفكرية اآلن و هو هل دفن العلم اإلله و الثاني هل يمكن اإلستدالل بالعلم على وجود اإلله في البداية بالنسبة إلى العلم أو العلم التجريبي نفسه تناولنا تعريف العلم التجريبي سواءا كانت في المصادر اإلنجليزية أو في المصادر العربية من الناحية اللغوية و من الناحية افصطالحية و ثم بعد ذلك سمات العلم التجريبي أنه يتعلق بالطبيعة و انه يتعلق باألمور المادية و أنه خاضع للتجربة و أنه يخضع للتنبؤ و أنه ال بد أن تكون األدلة كلها فيه ملتصقة و إلى غير ذلك من السمات التي تدل على إنحصار العلم التجريبي في بعض المعارف دون بعضها البعض تناولنا نطاق العلم التجريبي و األمور المختلفة التي ال يصل العلم التجريبي إلى إجابة عنها أو إلى تقديم معرفة يقينة عنها مثل األمور األخالقية العلم ال يقول أن هذا صح و هذا خطأ أو هذا أخالقي و هذا غير أخالقي أو شر و كذلك العلم التجريبي ال نستطيع من خالله إصدار أحكام فنية كما تناولنا في مسألة قصائد الشعرية المختلفة أو روائح الزهور و العطور و ما إلى ذلك من هذه األمور التي يختلف الناس فيما بينهم و كذلك األلوان المختلفة الصور الجميلة المختلفة و ما إلى ذلك العلم ال يعرف معنى الجمال أصال و ال يعرف معنى األحكام الفنية و ال يعرف معنى األدب و ال يعرف معنى األحكام األدبية أو ال يظهر أحكاما أدبية, أيضا من تقييدات العلم التجريبي أنه ال يخبرنا كيف نستعمله بمعنى أن العلم التجريبي وصل للطاقة النووية و لكن ال يدلنا هل نستخدمه في توليد الطاقة أو نستخدمه في إبادة الماليين من البشر فقط اإلنسان بمنظمته األخالقية هو الذي يحدد األصوب و األصلح هل نستخدمه في هذا الجانب أو هذا الجانب ثم 7

179 بعد ذلك أخيرا ال يستنتج أي تفسيرات غير مادية أو إجابات غيبية فما بعد الموت و ما وراء المادة و ما بعد هذا العالم كل هذه األمور ال تتعلق بالعلم التجريبي ال من قريب و ال من بعيد. ثم الجانب الثاني من المحاضرة تناولنا الوحي و تناولنا تعريف الوحي في اإلصطالح و في مصادر العربية و األجنبية و أن الوحي على خالف العلم بالنسبة لتعريف العلم هناك العديد من التعريفات المتضاربة كلها على بعضها البعض و التي تدخل بعض العلوم في تعريف العلوم و تخرج بعض العلوم األخرى لكن في الوحي كل الناس التي تؤمن بالوحي يكاد يكون تعريفها مفهمومهم عن الوحي متشابه أو ملتصق بعضها البعض ثم ضرورة الوحي و أنه يوصل إلى معارف ال يمكن الوصول إليها إال من خالل الوحي ثم سمات الوحي ثم نطاق الوحي فكانت هذه المحاضرات تعتبر محاضرات تقديمية أو مقدمات للمواضيع األساسية و هي اإلستدالل على وجود هللا سبحانه و تعالى أو الوصل إلى وجود هللا سبحانه و تعالى من عدمه. المحاضرة الرابعة من أهم المحاضرات و هي عالقة الفيزياء و وجود الخالق و األحياء و وجوود هللا بإعتبار أنهما أهم علمين يمكن أن يتوصل بهما إلى أفكار أو إلى نظريات أو إلى رؤى تعضد أو تناقض اإليمان باهلل أو وجود هللا سبحانه و تعالى فتناولنا بالبداية الفيزياء و وجود الخالق و هو بالمناسبة هناك كتاب يسمى الفيزياء و وجود الخالق كتاب لفيزيائي يتناول بتفصيل أدلة أو الفيزياء المختلفة و منه تمت تلخيص هذه النقطة من المحاضرة و هو كتاب الفيزياء و وجود الخالق, و هو ذكرنا بالبداية المفاهيم القديمة للفيزياء عن الكون و أنه كان كون ثابت هذا المفهوم القديم ثم الفيزياء الكالسيكية و هي فيزياء نيوتن و لم تختلف كثيرا يعني ثم الفيزياء الحديثة و التي توصل العلماء في كافة التخصصات الفيزيائية المختلفة على مسألة ان الكون حادث بعد أن لم يكن الكون بصورته األساسية هي حادث بعد أن لم يكن و هي تناقض الفيزياء القديمة و الفيزياء الكالسيكية و تناقض أيضا أحد أهم األسس الذي يقوم عليها اإللحاد و هو مبدأ أزلية الكون. ثم بعد ذلك تناولنا نظرية اإلنفجار العظيم أو اإلنفجار الكبير ثم البيولوجية أو علم األحياء و وجود هللا سبحانه و تعالى و هو طبعا المعركة األشرس بين المؤمنين و المالحدة في هذا الجانب فذكرنا بالبداية نظرية التطور بحكم أنها طبعا العمود الفقري الذي يقوم به اإللحاد الجديد يعني حتى إن أحد أشهر المالحدة قال إن نظرية التطور هي التي جعلته ملحدا مطمئن لإللحاد بدل ما هو ملحد خائف أن يكون اإللحاد هذا خطأ فذكر أن نظرية التطور جعلته مطمئنا كليا لإللحاد, طبعا تناولنا النظرية بشكل مختصر ثم المبدا الثاني أو المنهج الثاني أو الرؤية الثانية للحياة و هي الجمع بين نظرية التطور و أن اإلنسان نشأ أو إرتقى من حيوانات أو من أسالف أقل منه أو أدنى منه ثم بعد ذلك التطور الموجه يحاول المزج بين الفكرة التطورية المادية و هي أن اإلنسان نشأ من كائنات أقل منه بل ليس اإلنسان فقط بل كافة أنماط الحياة أو كافة صور الحياة إنما نشأت من صورة أقل منها حتى تصل غلى بداية الحياة أو أصل الحياة الخلية األولى التي تفرعت عنها كافة أشكال الحياة و يذكر أصحاب التطور طبعا أن عملية الخلق و ظهور الكائنات الحية بإختالفها إنما هي عملية مادية طبيعية بحتة ال يتدخل بها اإلله على اإلطالق و من هنا كانت مطية الملحدين لعدم اإليمان بوجود إله و أن الكون بصورته الحالية ال يحتاج أصال إلى وجود إله ثم بعد ذلك التطور الموجه أو التطور اإللهي في بعض المسميات األخرى و هو أنهم يحاولون المزج بين عقيدتهم في وجود إله و بين نظرية التطور و طبعا هذه الصورة 8

180 تعبر عن فكرة التطور الموجه في الغرب و هم طبعا يمثلون اإلله أو Father بهذا الشخص و يمثلون اإلبن بهذا الشخص و أن تطور اإلنسان من قردة أو سلف مشترك مع القردة إنما كان بأمر اإلله أو بإشارة اإلله فهم يحاولون المزج بين نظرية التطور المادية البحتة و بين عقيدتهم في وجود إله و لألسف تأثر بهم بعض المسلمين في هذا الجانب كما طبعا ال يوافقون على هذا التجسيم أو هذه الصورة إال أن الفكرة واحدة و المعنى واحد و هو أن عملية نشأة الحياة و نشأة الكائنات الحياة و منها اإلنسان عملية مادية بحته لم يتدخل فيها اإلله على اإلطالق و يعني أحسنهم طريقة يقول أن اإلله يتدخل من وقت إلى آخر أو في األوقات الحرجة فقط يعني طبعا يشيرون بهذا إلى بداية اإلنسان طبعا الشاهد من الموضوع أن هذا هو المنظور الثاني أو الرؤية الثانية لألحياء أو لنظريات المتعلقة بعلم األحياء حول وجود اإلنسان بصورة أساسية أو وجود الكائنات الحية ثم بعد ذلك ما يسمونه بالخلقاوية و هي أيضا مبدأ منتشر في الغرب و هو أن هللا سبحانه تعالى هو الذي خلق اإلنسان بالصورة التي هو عليها و هو يعني مقارب للتفسير الصحيح اإلسالمي و هو أن هللا سبحانه و تعالى خلق سيدنا آدم عليه السالم خلقا معجزا كما دلت عليه هاآلية و كما دلت عليه األحاديث مختلفة أن آدم ليس له سلف و ليس منحدرا من كائنات أخرى أو أسالف أخرى و أنه كان شخصية تاريخية حقيقية و ليس شخصية خيالية أن هللا سبحانه و تعالى يستخدم في يوم يقولون أن شخصية آدم هذه ليست شخصية حقيقة بان هللا سبحانه و تعالى يستخدم التعبيرات البيانية أو البالغية المختلفة لوصف كيف ظهر جنس اإلنسان إلى الوجود و ذكر أو رمز جنس اإلنسان هذا بإسم آدم فهم يقولون ذلك نعم عدة أدوام أو يستدلون طبعا بأحاديث ضعيفة أو مكذوبة في هذا الجانب مثل ما آدم هذا إال كان قبله ثالثين آدم قول إبن عباس تقريبا كلها أحاديث مكذوبة يعني. فالخلقاوية هو مذهب كما تمثله الصورة أيضا مذهب منتشر في الغرب طبعا يعارضون أسس التطور بشكل صريح ويقولون أن هللا سبحانه و تعالى خلق البشر خلقا معجزا و لكنهم أيضا يقولون بأن تفسير الحياة أو نشأة الحياة كما ورد في سفر التكوين هو الحقيقة التي يعضدها العلم و التي يقوم عليها العلم و هذا طبعا أيضا خطأ أو مجافي للحقيقة و مجافي للحقائق العلمية و العقدية المختلفة فهو هنا أيضا المذهب الثالث أو المنظور الثالث و هو منظور سفر التكوين باألخص و يسمونه الخلقاوية طبعا ال بد أن نوضح كيف ينظر أهل األديان األخرى لنشأة الخلق أو مبدأ نشأة آدم عليه السالم و قصة آدم و حواء مذكورة في اإلنجيل أو في العهد القديم و مذكورة طبعا ببعض التفاصيل التي تم تحريفها عن قصة الحقيقية ثم أخيرا المنظور الصحيح آلدم عليه السالم و الذي يكون في القرآن الكريم كالم هللا سبحانه و تعالى وحي هللا سبحانه و تعالى الذي لم يتغير و لم يتبدل السنة الصحيحة الثابتة عن رسول هللا ﷺ و منها مثال حديث الشفاعة الطويل و المعروف أن الناس كلهم يذهبون إلى آدم ويقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك هللا بيده و نفخ فيك من روحه أال ترى إلى ما نحن فيه إشفع لنا إلى ربك أال ترى إلى ما نحن فيه أال ترى ما قد بلغنا و العديد من األحاديث النبوية المختلفة التي تناولت هذا الجانب مثل أن هللا لما خلق آدم جعل إبليس يطوف به فلما عرف أنه أجوف عرف أنه ال يتمالك إلى غير ذلك من األحاديث التي تصور أن هللا سبحانه و تعالى خلق آدم بيده الكريمتين خلقا معجزا و أنه نفخ فيه من روحه و هذا هو التكريم الذي كرمه هللا سبحانه و تعالى لبني البشر أو لجنس البشر على غيرهم من الحيوانات ثم بعد ذلك نتناول جانبا هل التطور أو نظرية التطورحقيقة أم مجرد إدعاء أو هي مجرد نظرية وليست ترتقي إلى الحقيقة العلمية وتناولنا جانب التطور مع) morality (أو جانب التطور مع األخالق وهو 9

181 أن نظرية التطور توجه األخالق الموجودة عند البشر توجيها معينا مفاده أحد األعمدة التي تقوم عليها النظرية وهي البقاء لألقوى أو البقاء لألصلح أو الصراع من أجل البقاء بأن كل الحيوانات إنما تصارع من أجل البقاء بما فيهم اإلنسان بل في كتابات دارون ومن بعده ما يوحي بفكرة التطهير العرقي هذه أو فكرة إن الحياة ما هى إال غابة أو إن األحياء الموجودين على ظهر األرض كلهم بما فيهم اإلنسان ما هم إال حيوانات يتصارعون مع بعضهم البعض وذكرنا مثال أقوال دارون في أن األنسان األكثر تطورا سوف يبيد أشباه اإلنسان على مدى قرن أو قرنين من الزمان وهوما حصل فعال وهو ما تم تطبيقه فعال في الثقافة أو في العقيدة اإلمبريالية المختلفة لدى الدول األوربية عندما كانت تحتل إفريقيا مثال أو أجزاء من إفريقيا أو أجزاء من كذا فإنهم كانوا يتعاملون معهم ليس على أنهم بشر وإنما كائنات أدنى أو حيوانات أدنى. بل وصل بهم األمر أنهم وضعوا لهم أقفاص للحيوانات ووضعوا لهم حدائق للحيوانات,وضعوهم في أقفاص على أنهم حيوانات وويزورونهم وما إلى ذلك ويجرون عليهم التجارب وما إلى ذلك.فالنظرة السوداوية هذه إذا أقح مت اإلنسان بما شرفه هللا بما كرمه هللا سبحانه وتعالى سيصير المنظور نفسه للحياة يختلف تمام االختالف عن المنظور الديني أو المنظور السماوي الذي وهبه هللا سبحانه وتعالى لإلنسان. أيضا التطور والعالقة بينه وبين معنى الحياة اإلنسانية ثم التطور وقيمة الحياة اإلنسانية ثم التطور والهدف من الحياة اإلنسانية وذكرنا كثيرا حتى ذكرنا في التطبيقات المختلفة في الحياة مع وجود هللا سبحانه وتعالى والحياة بدون اإليمان بوجود هللا سبحانه وتعالى ذكرنا تطبيق هذه المبادئ التطورية اإللحادية المادية على واقع الناس و على واقع الجنس البشري بصورة عملية ثم بعد ذلك التطور وعالقته بالدين طبعا إذا لم يفي الجانب السابق بأن التطور ال يعد حقيقة على اإلطالق وأنه مجرد إدعاء ليس عليه دليل هناك أيضا التنويع لنقد هذه النظرية منها النقد العلمي يعني هم يدعون أنها نظرية علمية ولكن ظهر نقد ليس نقد ديني وليس نقد عقدي وإنما هو نقد علمي أيضا بحت ال يتعلق بالدين بوجه من الوجوه وتكلمنا عن مسألة األنواع ومشكلة األنواع وأنه ليس هناك لها تعريف أى تعريف على اإلطالق وذكرنا الفرق بين التطور الكبير والتطورالصغيروذكرنا اإلنفجار الكامبري الذي يعتبر عائقا من عوائق التفسير التطوري أو التفسير الدارويني للحياة ثم أيضا العائق الثاني وهو سجل الحفريات المختلفة ومشكلة األنواع اإلنتقالية ثم بعد ذلك تكلمنا عن السلف المشترك أوشجرة الحياة وتكلمنا عن التشابهات المورفولوجية أو الشكلية المختلفة ومبدأ االنتخاب الطبيعي وهذه كانت نقاط فقط - رؤوس أقالم - للنقد العلمي الموجه للتطور. أيضا إلى جانب النقد العقدي هذا أو الديني هذا والنقد العلمي هناك أيضا نقد منطقي وهو تفسيرالخلية األولى أو الحياة من أين نشأت الحياة بما إن التطور يفسر كيفية ظهورأو تنوع نشأة الحياة -الكائنات الحية - ثم نقلوا هذا التطور أوهذا المبدأ إلى كافة أشكال الوجود كما تناولنا سابقا أن جعلوا مبدأ التطور هو الحقيقة الحاكمة على كل الحقائق األخرى فهنا نتناول جانب الخلية األولى أو من أين أتت الخلية األولى أو كيف ظهرت الحياة من الكون المادي الميت ثم بعد ذلك المقارنة بين الضبط الدقيق و العشوائية التي تتميز بها الفكرة التطورية اإللحادية.بمعنى أن التطور يقوم على مبدأ الطفرات العشوائية وليس هناك هدف معين من عملية التطورهذه يعني إحنا كبشر بهذا التعقيد الشديد وكحيوانات مختلفة بهذا التعقيد الشديد إنما هومحض نتيجة أو نتيجة عشوائية تامة ليس فيها توجيه أو ليس فيها تصميم بأى حال من األحوال. وطبعا هذا من ضمن النقد المنطقي 10

182 للمنظورالتطوري ثم بعد ذلك الفلسفة التطورية المختلفة أو لماذا يتمسك العلماء الماديون بهذه النظرية أوال وباعترافهم ألنهم اليسمحون أواليريدون أن يسمحوا بأى تفسير يتعلق باإلله حول الحياة أو حول الكون يغلقون أنفسهم ويغلقون عقولهم فقط على التفسيرات المادية والوجود أبدا عندهم أو ال مجال عندهم ألن يعترفوا باإلله أو بأفعال اإلله في الكون ثم بعد ذلك تناولنا جانب الفلسفة اإلجتماعية.وتطبيق مبدأ التطور على البشركما فعله هتلر وكما فعله ستالين وكما فعله زعيم الصين وكما فعله غير واحد من هؤالء المتشربين بهذه األفكار فكانت هذه أهم النقاط التي ينبغي االطالع عليها في هذا الجانب وإال فالموضوع يطول جدا. ثم بعد ذلك المحاضرة الخامسة كانت حول األصول التي يقوم عليها اإليمان باهلل يعني أنها أصول وليست أدلة ألننا أخذنا دليلين فقط في المحاضرتين التاليتين وإنما موضوع هذه المحاضرة كان األصول التي يقوم عليها اإليمان باهلل سبحانه وتعالى وأن اإليمان باهلل سبحانه وتعالى ال يقوم على مجرد تقليد أو مجرد اتباع أومجرد تلقي معارف بدون إعمال العقل فيها وبدون إعمال النظر فيها وإنما هي قضية يقينية بناء على أدلة محكمة كما سنتناول إن شاء هللا وكانت أهم النقاط التي تناولتها هذه المحاضرة هى التفريق بين مراتب األدلة المختلفة واألصول التي يقوم عليها اإليمان باهلل سبحانه وتعالى وفئات األدلة المختلفة منها ما هى أدلة قوية ويقينية ومنها ما هى أدلة ليست يقينية ومنها ما هى أدلة ضعيفة أصال التقوم في وجه المعترض فذكرنا أن األسس أو األصول التي يقوم عليها اإليمان باهلل سبحانه وتعالى أنه ضرورة عقلية ثم ضرورة فطرية ثم ضرورة معرفية أو علمية ثم ضرورة نفسية ثم ضرورة أخالقية فهذه األصول أوهذه الضرورات هى التي يقوم عليها اإليمان باهلل أو بوجود هللا سبحانه وتعالى كما تناولنا ذلك بالتفصيل والقول األخير هو إثبات الكمال هلل سبحانه وتعالى وأن البشر ال يستطيعون بأى حال من األحوال أن يحيطوا علما باهلل سبحانه وتعالى هم يعرفونه هم يصلون إليه لكنهم ال يحيطون علما به سبحانه وتعالى. ثم تناولنا في المحاضرة السادسة أول األدلة على وجود هللا سبحانه وتعالى وأكثر األدلة حضورا في النقاشات القديمة والحديثة - وهودليل السببية- فذكرنا في البداية أنه هل لنا أن نذكر أدلة على وجود هللا سبحانه وتعالى وذكرنا أن مسألة وجود هللا مسألة فطرية التحتاج إلى أدلة وإنما نحتاج إلى أدلة في مواطن محددة أو في نطاقات ضيقة ثم بعد ذلك تناولنا الدليل األول وهو ما يسمى بالدليل الكوني أو دليل السببية ويسمى بالعديد من المسميات المختلفة وأنه يبنى على مقدمتين ونتيجة :- المقدمة االولى وهى أن الكون حادث بعد العدم أو أن الكون مخلوق. والمقدمة الثانية هى أن كل حادث البد له من محدث وهو مبدأ السببية المعهود وكل مخلوق البد له من خالق. o o ثم النتيجة النهائية أن هذا الكون المخلوق له خالق فهذا هو الدليل باختصار طبعا هناك اعتراضات على هذا الدليل وكلها اعتراضات هشة كما تناولناها بالتفنيد سابقا. 11

183 ثم المحاضرة السابعة كانت عن ثاني أقوى األدلة ويعتبر في عصرنا هذا أقوى األدلة على وجود هللا سبحانه وتعالى وهو دليل الضبط واإلحكام أو دليل اإلتقان, وذكرنا أن هذا الدليل يقوم على مقدمتين المقدمة األولى أن الكون محكم وأنه منظم وأنه غاية في التعقيد وأن هذا اإلحكام أو هذا التعقيد البد له من ضابط أو من خالق أو من عالم أو من قدير أوجد هذا اإلتقان واألحكام.و هى الصفات األساسية التي نعلمها جميعا عن هللا سبحانه وتعالى وهو أنه له كمال القدرة وكمال العلم وغير ذلك من الصفات فهذا هو الدليل باختصار تناولنا أيضا الفرق بينه وبين الدليل األول وهو أن الدليل األول نتيجته مجرد إثبات وجود هللا سبحانه وتعالى لكن الدليل الثاني نتيجته أوسع فهو يثبت الوجود ويثبت صفات كمال هللا سبحانه وتعالى. أيضا تناولنا هذا الدليل في القرآن وتناولنا االعتراضات المختلفة على هذا الدليل والرد المختصر عليها. ثم بعد ذلك كانت المحاضرة الثامنة أيضا من أهم المحاضرات بل أنا أعتبر هذه المحاضرة هى أهم محاضرة في الدورة - وهى أهمية معرفة هللا سبحانه وتعالى وآثارها تناولنا إن هذا الجانب ليس علمي وليس منطقي وإنما هو جانب وجداني بمعنى إنك تخاطب ضمير الشخص أو تخاطب المنطق الموجود داخل الشخص أو تخاطب نفسه أوكينونته كإنسان يحتاج لمثل هذه المعرفة وذكرنا أن هذه المعرفة ضرورية للمؤمن وكذلك ضرورية لمن لم يعرف اإليمان حتى يسوق نفسه سوقا إلى اإلقرار بوجود هللا سبحانه وتعالى واإليمان به بل يرتفع عن ذلك بمحبته واإلذعان له واإلستسالم له وما إلى ذلك فذكرنا أنها تقوم على أسس مختلفة أو ضرورات مختلفة ولها آثار فاألسس التي تقوم عليها مثل الحاجة الفطرية لمعرفة هللا سبحانه وتعالى ثم الحاجة الفطرية لحب هللا سبحانه وتعالى ثم لما تتغير الفطرة أو تتبدل الفطرة يصير اإلنسان إلى غير ذلك ثم ضرورة معرفة هللا سبحانه وتعالى أو العلم باهلل سبحانه وتعالى وأنه أفضل العلوم على اإلطالق ثم هوأساس العلوم كلها ثم الجوانب أو اآلثار المختلفة لمعرفة هللا سبحانه وتعالى على تزكية العبد وفالحه و نجاحه وذكرنا جانبا من جوانب معرفة هللا سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأهمية اإليمان بأسماء هللا سبحانه وتعالى وصفاته وأن اإليمان باهلل سبحانه وتعالى وبأسمائه ومعرفة أسماء هللا سبحانه وتعالى هى أهم الدوافع أو أهم المحفزات التي يقوم عليها الشخص أو التي تزيد من همة الشخص في محاولة الوصول إلى هللا سبحانه وتعالى وإلى رضاه وإلى محبته ثم بعد ذلك أهمية معرفة أسماءهللا سبحانه وتعالى وصفاته بصورة صحيحة أو موثوقة.. المحاضرة ثم التاسعة وهي الحياة مع أو بدون اإليمان باهلل سبحانه وتعالى المحاضرة ثم العاشرة وهى كيف نحصن أنفسنا ومجتمعاتنا وأسرتنا ضد خطر األلحاد فذكرنا في البداية فذكرنا في أسباب األلحاد أنها أسباب إما داخلية وإما خارجية. األسباب الداخلية أو الشخصية أو الفردية التي ترجع إلى الفرد:- إما ضعف اليقين وإما المشاكل النفسية والضغوط المجتمعية وإما الجفاف الروحي بأنه ليس له صلة باهلل سبحاه وتعالى حتى وإن كان يمارس بعض الشعائر الظاهرة ثم ضعف البحث أو ضعف أدوات البحث والمعرفة ثم ضعف المعرفة الشرعية أو العلم الشرعي ثم الفراغ النفسي والروحي والفراغ في الوقت ثم التكبر والسطحية 12

184 الفكرية واإلندفاع والعجلة وأخيرا الهروب من وخذ الضمير أو الهروب من المسائلة أو الهروب من النفس اللوامة التي بداخل الشخص.التي بداخل كل أحد إلى درجة إماتتها بالكلية بالجزم بأنه ليس هناك إله وال أى شيئ مما تقوله األديان بشكل عام. وذكرنا من األسباب المجتمعية:- وسائل التواصل اإلجتماعي والحرب اإلعالمية واألفالم والروايات بشكل خاص واالبتعاث أوالتأثر بالبيئة الغربية حينما يتم االبتعاث إليها أو حتى حينما يتم السفر إليها ألى سبب كان ثم انتشار الشهوات والفواحش ثم تقدم الحضارة الغربية وتأخر البالد اإلسالمية ثم بعد ذلك ضعف المناعة المجتمعية أو ضعف التدين في المجتمع بشكل عام ثم كبت األسئلة أو محاولة قمع األسئلة التي تصدر على سبيل البحث الحقيقي عن الحقيقة ثم بعد ذلك الجوانب السلبية وهو وجود بعض صور إضطهاد المرأة يستغله بعض المالحدة لغواية أخواتنا بالخصوص إلى طريقهم فكانت هذه الرحلة باختصار شاملة لكافة الجوانب أو لمعظم الجوانب التي تقوم عليها الدراسة في هذا الجانب. 13

185 األسئلة السؤال : ما معنى قالت الفالسفة أن األول ليس بجسم اإلجابة : كما تناولنا سابقا أن مفهوم اإلله لدى الفالسفة ليس مفهوم شخصي أوليس مفهوم ذات لها صفات معينة ولها أفعال معينة وإنما هومثل شيئ عقلي أو شيئ غير مادي أو شيئ مثل القانون )روحي مثال ) فهو ليس بذات بحال من األحوال وهذا مرادهم إن الفالسفة تقول أن هللا ليس بجسم أو أن اإلله ليس بجسم طبعا وهذا أيضا من جوانب اإللحاد المختلفة بمعناه العام ولذلك انتشرت في الكثير من كتابات العلماء المسلمين وصف هذا النوع من الفالسفة بأنهم مالحدة فهذا هو مرادهم بأن األول ليس بجسم إلن بعض الفالسفة يقولون إنه يوجد إله فهو األول الذي ليس قبله شيئ وهو كذا وهو كذا إال إنه كما تناولنا أنه ليس بذات لها صفات وأفعال وإنما هو مثل القانون أو مثل العقل طبعا العقل ليس ذاتا بحال من األحوال وليس لها أفعال وليس لها كذا فهو قولهم هذا يناقض بصورة أساسية مفهوم اإلله لدى األديان اإلبراهيمية بما فيهم اإلسالم طبعا ولذلك من هنا كان وصف علماء المسلمين لهم بأنهم مالحدة فهم وإن كانوا يقرون بوجود إله إال أنهم يصدق عليهم وصف الربوبيين يعني أو أصحاب المذهب الربوبي. ***************************************** السؤال : ما أبرز الكتب التي تحدثت عن اإللحاد ورد شبهه بحيث يكون لي مرجعا في هذا الباب اإلجابة : إن شاء هللا سوف أرسل لكم أبرزالكتب في شكل قائمة مستقلة على األقل تكون كمنهج مقترح للدراسة التفصيلية للمواضيع المتعلقة باإللحاد سواءا لمن يريد الدراسة المستقلة بالمراجع العربية واألجنبية في هذا الجانب. ***************************************** السؤال :هل من الممكن طباعة المحاضرة على شكل في إسطوانة. اإلجابة :إن شاء هللا وبإذن هللا. كتيب أو مطوية لتعم الفائدة أو إخراج المادة ***************************************** السؤال :نعلم أن القرآن وبعض األحاديث المتواترة قطعي الثبوت لكن معظم السنة هي روايات آحاد أو ظنية الثبوت ومن هنا أي تحويل من األحاديث إلى قطعية يكون مدخل للملحدين إلى الدين وإظهار تعارضه إذا تعارض ظني الثبوت من السنة مع قطعي الثبوت من القرآن كما في 14

186 الحالة التالية حد الردة موجود في حديث واحد ظني الثبوت في حين أن اآلية الكريمة { إ ك ر اه ف ي الد ي ن } واضحة المعنى وأنها ال تنص على حد فما رأيكم ل اإلجابة : في البداية قد غطينا هذه النقطة في مصادر التلقي واالستدالل عند أهل السنة والجماعة وهي نعم أن األحاديث المختلفة تنقسم إلى قسمين قطعية الثبوت وظنية الثبوت لكن هناك العديد من األقسام األخرى التي لم تذكر هنا وال يعرفها المالحدة مثل أن كون الحديث قطعي أو ظني الداللة بل من اآليات القرآنية ماهية قطعية الثبوت فكل القرآن قطعي الثبوت و متواتر ولكن الكثير من اآليات القرآنية ظنية الداللة وليست قطعية الداللة بمعنى أنه ليس كل القرآن وليس كل كلمة و آية لها تفسير ومعنى واحد ال يجوز العدول عنه وهو ما يسمى هنا بالظاهر و المؤل فتقسيمات العلماء المختلفة ألنواع األدلة إما قطعية الثبوت قطعية الداللة أو ظنية الثبوت ظنية الداللة ال دخل لها بحال من األحوال في مبدأ التعارض الحقيقي والعلماء في باب الترجيح في آخر أبواب أصول الفقه يتناولون القواعد المختلفة لهذه المسائل إذا كان هنالك تعارض ظاهر بين األحاديث القطعية الثبوت والظنية الثبوت والقطعية الداللة والظنية الداللة ثم أوجه الجمع أوالترجيح بين هذه األحاديث وبعضها البعض وكافة الشبهات التي تخرج تحت هذا البند إما أنهم ال يعملون قواعد الجمع والترجيح أو أنهم ال يدرون أصال أن هذه األدلة لها جوانب مختلفة تحمل عليها وبالمثال يتضح الحال بمثال الردة نفسه ذكر في السؤال "حديث الردة موجود في حديث واحد ظني الثبوت" وهذا غير صحيح أحاديث الردة كثيرة جدا وهي وإن كانت ظنية الثبوت إال أنها في أعلى درجات الصحة وتفيد العلم وهنا ما يغفل عنه جانب من هؤالء المسلمين الذين ينكرون حد الردة ويقولون أنه غير موجود ويتذرعون بأن هذه األحاديث ظنية الثبوت ولكنها في أعلى درجات الصحة ويكفي أن هذه األحاديث في البخاري ومسلم وغيرها من كتب الصحاح وغيرها من الروايات الصحيحة فكونها ظنية الثبوت ال يعني أننا نهملها أو ال نعمل بها بل أي حديث ثبتت صحته سواءا كان قطعي الثبوت أو ظني الثبوت يفيد العلم ومعنى أنه يفيد العلم أنه يجب على الذي وصله أن يعمل به واألحاديث ظنية الثبوت أوأحاديث اآلحاد ال يعمل بها فقط في جانب الفقه بل أيضا يعمل بها جانب العقيدة ومن أشهر األمثلة على ذلك ما ورد في حديث بعث النبي 15 - رضي معاذ ﷺ هللا عنه - إلى اليمن فإنه لما بعثه معلما ورسوال إلى أهل اليمن ال يبعثه بأصول الفقه والمسائل الفقهية وإنما بعثه بأصول اإليمان قال له " إ ن ك ت ق د م ع ل ى ق و م م ن أ ه ل ال ك ت اب ف ل ي ك ن أ و ل م ا ت د ع وه م إ ل ى أ ن ي و ح د وا للا ت ع ال ى ف إ ذ ا ع ر ف وا ذ ل ك ف أ خ ب ر ه م أ ن للا ق د ف ر ض ع ل ي ه م خ م س ص ل و ات ف ي ي و م ه م و ل ي ل ت ه م ف إ ذ ا ص ل و ا ف أ خ ب ر ه م أ ن للا اف ت ر ض ع ل ي ه م ز ك اة ف ي أ م و ال ه م... " فأول ما نقل لها معاذ رضي هللا عنه هو أصل الدين أو أصل العقيدة وهي شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمد رسول هللا ﷺ فأحاديث اآلحاد أو األحاديث الظنية متى ما ثبتت بصورة تطمئن إليها النفس أن هذا ثابت واتفق العلماء على ثبوته سواءا كان رواه واحد فقط أو رواه مائة من الصحابة هو حديث ثابت ويفيد العلم ويجب العمل به وإال فمن أحاديث اآلحاد أيضا حديث إنما األعمال بالنيات هذا الحديث رواه صحابي واحد ورواه بعده عشرات التابعين ثم من تابعي التابعين العشرات في النهاية موقع هذا

187 الحديث من تصنيف األدلة المختلفة هو حديث ظني الثبوت إلنه ليس متواتر ولكنه نقله إلينا فئام من الناس عن فئام من الناس ويفيد العلم والعمل به وهكذا كل األحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي ﷺ مادامت ثبتت ولذلك في باب العقيدة نؤكد دائما على صحة األحاديث قبل االعتقاد بها والعمل بها وال يوجد تعارض بين األحاديث الصحيحة الثابتة في موضوع الردة وبين اآلية الكريمة فاآلية محمولة على أنه ال إكراه في الدين بمعنى أن المسلمين و النبي ﷺ ال يكره أحد على الدخول في الدين اإلسالمي ابتداءا وهذا المعنى واضح بل أن هللا تعالى قال { أ ف أ نت ت ك ر ه الن اس ح ت ى ي ك ون وا م ؤ م ن ين } وذكر النبي ﷺ في العديد من اآلحاديث وذكر هللا عزوجل في العديد من اآليات أنه ال يكره أحد على الدخول في الدين ولو أكره فإن إسالمه ال يكون معتبرا ))ال إكراه في الدين (( مبدأ من المبادئ التي يقوم عليها اإلسالم في الدعوة بمعنى أنه ال يجوز إكراه أحد للدخول في اإلسالم ابتداءا وإنما يدخل في اإلسالم من صدق وآمن به بقلبه ثم بعد ذلك بلسانه ثم بعد ذلك يبدأ بالتطبيق بجوارحه فال تعارض بين هذه األحديث والمبدأ نفسه وأيضا إذا حدث أن آمن الشخص ثم ارتد عن اإلسالم -والعياذ باهلل - ولكن لم يعرف أحد بذلك هل هناك من الرويات أو األحاديث أو األدلة ما يفيد أنه يجب أن نتتبع أو نقتفي من يرتد عن دينه حتى نقتله واإلجابة : ال بل الذي يرتد وتظهر ردته ويكون خطرا وليس مجرد ارتداد عن الدين وإنما خطرا كتأثيره على المجتمع ككل هنا تكون العقوبة الرادعة التي تساهم في حماية المجتمع والمكون العقدي والديني للمجتمع فهنا حد الردة ليس لمجرد الردة وإال هناك الكثير من الناس ارتدوا ولم يدر بهم أحد ولم يطبق عليهم الحكم فهنا حد الردة مكون من أكثر من أسس و سبب من ضمنها الرجوع ثم ظهورالردة والتأثير بها على المجتمع أو حالة المجتمع فال تعارض بين هذا الفعل فهو يعد جريمة وخيانة تؤثر على المجتمع ونشر الكفر ونشر الردة بين المجتمع جريمة مستقلة عن مجرد جريمة الردة فال تعارض بين المبدأ اإلسالمي المعروف ))ال إكره في الدين (( وبين األحاديث ظنية الثبوت أو األحاديث الصحيحة الواردة في هذا الجانب بل فعل النبي عليهم - ومن بعدهم ما يدل على ذلك. ﷺ وفعل الصحابة رضوان هللا ***************************************** السؤال : أيضا تحت نفس المفهوم ونفس المبدأ وما حقيقة أن النبي ﷺ شريعة اليهود وأن اآلية التي نزلت في سورة النور أبطلت الحد بدليل اآلية أخذ حد الرجم من اإلجابة : اإلجابة خطأ كيف نوضح هذه الشبهة أن هذه اآلية قبل تلك اآلية البد من دليل يبين أي آية سبقت األخرى حتى نحكم أي آية نسخت األخرى والرسول ﷺ لم يأخذه من اليهود وإنما أخذه من هللا سبحانه وتعالى فحد الرجم ثابت وموجود في السنة الصحيحة من حديث عمر بن الخطاب - رضي هللا عنه - الوارد في البخاري " رجم رسول هللا ﷺ ورجمنا بعده " واألحاديث 16

188 الواردة في رجم ماعز و الغامدية وما إلى ذلك فحد الرجم موجود وثابت هي في أعلى درجات الصحة في البخاري ومسلم. باألدلة الصحيحة التي وبمناسبة مسألة الحدود هنالك كتاب جميل جدا وهو كتاب )) الرحمة في الحدود اإللهية (( أصدره مركز براهين من أفضل الكتب في هذا الجانب والتي تؤصل الرد على أي شبهة تتعلق بالحدود سواء بثبوت هذه الحدود أو القسوة الظاهرة في هذه الحدود وما إلى ذلك فجمع المؤلف هذه األمور كلها ووضعها في هذا الكتاب الجيد صراحة وأن هذه الحدود ما وضعت إال لحماية الشخص وحماية المجتمع من المعتدين. ***************************************** السؤال : هل تتساوى روايات التاريخ اإلسالمي مع اإلسرائيليات من حيث قوتها الداللية أي أننا ال نكذبها وال نأخذ بها اإلجابة : روايات التاريخ اإلسالمي إما أن يكون لها سند وإما أنه ليس لها سند والعديد من الروايات لألسف اعتمد أصحاب التدوين في التاريخ على روايات دون تبين السند أو دون اإلعتماد على سند ولكن روايات التاريخ اإلسالمي أقوى من اإلسرائيليات فإن اإلسرائيليات ورد فيها نص واضح - إذا ثبتت - وإذا لم تثبت فهذا أمر آخر فإذا ثبتت هذه اإلسرائيليات فإننا ال نكذبها وال نصدقها مثل روايات كعب األحبار وغيره ورويات التاريخ اإلسالمي تكاد تكون قريبة أو أقرب للتصديق من اإلسرايليات ولكن إذا لم يثبت سند للرواية وإذا لم توجد روايات مشابهة أو قريبة تعضدها فإننا نحكم بنفس الحكم أي ال نستطيع تصديقها أو تكذيبها إلنه لم يرد فيها سند صحيح موثوق ولذلك أيضا ال نعتبر بها. ***************************************** 7 السؤال : هل يمكننا جعل األسباب اإلجتماعية في أسباب اإللحاد من 5 عام شامل وهو الجمود الديني وضعف المناعة المجتمعية وكذلك 1 إلى في سبب اإلجابة : نعم إذا تكلمنا على موضوع األسباب اإلجتماعية فأهم ما يوصل الفرد إلى اإللحاد أن يكون في مجتمع مخلخل ليس قوي العقيدة واإليمان ولكن هناك أيضا العديد من األسباب األخرى المجتمعية التي يمكن ادراجها وافرادها للتأكيد على أهميتها وعلى أهمية مراعاتها وإال فإن موضوع مثل قهر وظلم المرأة مثال هو فعال من ضعف الدين والعلم الشرعي وما إلى ذلك ولكن هذه األمور مجرد أمور اصطالحية لبيان أهميتها والتركيز علي سبل عالجها. السؤال : نرغب بتلخيص موجز عن نظرية التطور الدروينية وجوانب الصدق والكذب فيها 17

189 . اإلجابة : هذا أمر يطول و يمكنكم الرجوع للمحاضرة ***************************************** السؤال : لماذا ال يكون هنالك برنامج عام ودائم لمكافحة اإللحاد يتمثل بعمل المراكز أو المنظمات بدورات مستمرة في كل بلد إسالمي ولذلك لخطورة وبشاعة اإللحاد وسرعة انتشاره اإلجابة :الناس كل يعمل بقدر استطاعته فعلى المستوى الفردي المسلمون الذين عندهم حمية على الدين يعملون على قدر استطاعتهم وعلى المستوى الجماعي المؤسسات المختلفة تعمل على قدر استطاعتها وحتى إذا اجتمعت كل المؤسسات اإلسالمية فإنها لن تستطيع من الناحية المادية مجابهة ما ينفق في سبيل نشر اإللحاد وما يحاك وما يخطط في سبيل نشر اإللحاد بين الشعوب ولكن كل يعمل على قدر وسعه وطاقته سواءا في صورة فردية أو صورة مؤسسية ومجتمعية وهللا المستعان. ***************************************** السؤال : ما هي أفضل األسس التي نحتاج التركيز على أكثرها لمناقشة الملحدين اإلجابة :هذه لمحاضرات هي أفضل شيء مختصر أن تدرسه لذلك وإال فإن كل محاضرة من المحاضرات يمكن أن تفصل في عدة محاضرات ولكن باختصار هذه هي األسس التي ينبغي عليك أن تتقنها حتى تكون مؤهال لهذا الجانب إن شاء هللا. والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته ******************* 18