ثقافة وغياب اهلوية انغالق االختالف يف اجملتمعات اإلسالمية "دراسة حتليلية لألبعاد والدالالت النفسية" حسن عمى حسن مسمم* * قسم عمم النفس _ كمية اآلداب _

ملفّات مشابهة
الجامعة الاردنية:الصحة النفسية

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق

جامعة قاصدي مرباح ورقمة كمية:الحقوق و العموم السياسية قسم : العموم السياسية مذكرة ماستر أكاديمي الميدان الشعبة :عموم السياسية :عموم السياسية التخصص :ت

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

الجامعة الأردنية

مـــــن: نضال طعمة

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

جامعة الزرقاء المتطلب السابق : الكلية: العلوم التربوية اسم المدرس : د.محمد الشعار القسم: رياض األطفال موعد المحاضرة : عنوان المقرر: : تنمية ال

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

خطة األردن في الثالثة إطار مبادرة ش اركة الحكومات الشفافة ) ( عماف تشريف أوؿ 6102

الجامعة الأردنية:موضوعات في الدافعية

جامعة جدارا Jadara University كلية: الدراسات التربوية

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس

الاتصال الفعال بين المعلم والطالب

جامعت وهران 2 أحمذ به محمذ كليت الحقىق و العلىم السياسيت مذكرة لىيل شهادة الماجسخير في القاوىن العام حخصص حقىق و حرياث أساسيت حق اإلنسان في بيئة صحية

كمية التربية المجمة التربوية *** األبعاد التربوية لعمل المرأة في المجال التطوعي دراسة ميدانية بمحافظة سوهاج The Educational Aspects of Woman Work in V

اوال: البطاقة الشخصية : االس : حسف فميح مفمح القطيش الرتبة : أستاذ مشارؾ مكاف وتاريخ الوالدة : القريات بسم السيرة الذاتية مادبا, 5511 الجنسية :- أردني

جامعة الخليل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي قسم إدارة األعمال ظ ا ع ى بد ا زسى م خ وعاللزهب ثغىدح ط بعخ ا مشاساد ف ششوخ ا ىط خ ىثب إعداد آالء سليم

و ازرة التعميم العالي جامعة الممك سعود كمية السياحة واآلثار وكالة التطوير والجودة اهليئة الوطنية للتقويم واالعتمبد األكبدميي توصيف المقرر 537( أثر ) ن

بسم الله الرحمن الرحيم

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

easy - translation

عدد - 04 ديسمبر 4400 التواصل في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ممخص تصور نظري لبناء برنامج أسري إرشادي سموكي معرفي قائم عمى تنمية الكفاءات الوالدية الال

وظرية وممارصة المضرح: فيما وراء الحذود رأ ف : ج ص ذ ف شاي رشج خ: د.ج ب ػ غ ي 1

المملكة العربية السعودية م ق س ..../1998

قانون رقم 11 لسنة 1998 بشأن التعليم العالي

الوحدة التعميمية السادسة التمفزيون كوسيمة لمتنشئة االجتماعية األهداف التعميمية يهدف هذا الفصل إلى تعريف الطالب ب: التمفزيوف كوسيمة لمتنشئة االجتماعية

جامعة محمد خيضر بسكرة كمية الحقوق والعموم السياسية قسم الحقوق الت سوية الودي ة لممنازعات اإلدارية في الج ازئر مذكرة مكم مة من متطمبات نيل شهادة الماست

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

The Islamic University Gaza Research and Postgraduate Affairs Faculty of Commerce Master of Accounting & Finance الجامعة اإلسالمية غزة شئون البحث العم

علم الكلام والتقويض المنهجي للحرية

نموذج السيرة الذاتية

الفروق بني مرتفعي ومنخفضي التلكؤ األكادميي يف التعلم راتي التنظيم والتحكم الزاتي لذى طالب الرتبية اخلاصة جبامعة الطائف داليا خيري عبد الوهاب عبد الهاد

E/ECA/COE/34/2 AU/STC/FMEPI/EXP/2(I) Distr.: General 24 March 2015 Arabic Original: English

اليوم /

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو

ر ت ب م ف األخ ؼ إ ل األ ث ق ؿ ك ز ننا:..... ر ت ب م ف األ ث ق ؿ إ ل األخ ؼ ك ز ننا:..... أ ض ع د ا ر ة ع ل الش ك ؿ األ ث ق ؿ ك ز ننا أ ض ع د ا ر ة ع

تمعب الجمعيات األىمية دو ار ىاما اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا حيث تعتبر احد القنوات األساسية لتقدي خدمات الرعاية اإلجتماعية والصحية لمفئات الميمشة خاصة

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

تطور احلاسوب المحاضرة 1 Types of Computer Systems Computer Generations عامة مفاىيم أنظمة الحواسيب أنواع أجيال الحواسيب مفاىيم عامة: م

عناوين حلقة بحث

الوثيقة المرافقة لمنهج التربية البدنية مرحلة التعليم

لقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

مطالعة قانونية حول التعديل الدستوري لعام 6102 إبتداء ال بد من اإلشارة إلى أن نظام الحكم في األردن ىو نظام نيابي ممكي و ارثي. وبالرغم من تعدد التعريفات

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

brochure

مجلّة العلوم التّربويّة- العدد الثالث ISSN

مرسوم رقم )82( لسنة 8102 بشأن حوكمة المجالس واللجان التابعة لحكومة دبي نحن محمد بن ارشد آل مكتوم حاكم دبي 3003 بعد االطالع على القانون رقم )3( لسنة بش

حول ضمانات حماية المستهلك من العلامات التضليلية

عاجل...لطفا السيد المدير العام االكرم الرقم : م د / 60/86910 التاريخ : 1860/86/16 تحية وبعد )GSC( يسر النجم الذهبي لإلستشا ارت وبالتعاون مع AZ.Interna

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل:

البيئة اللغوية الرتبوية: توظيف بني اللغبت تعلن تكنولوجيب اإلعالم واالتصبل الكفبية تنمية ورهبن اخلطببية الشفوية حسن كون* *كمية عموم التربية _ جامعة محم

AFRICAN UNION UNION AFRICAINE UNIÃO AFRICANA Addis Ababa, Ethiopia, P.O. Box: 3243 Tel.: (251-11) Fax: (251-11) situationroom

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

التربية والسوسيولوجيا قراءة في المنظور الدوركايمي آسيا بومعيزة أ. غنية ضيؼ أ. جامعة الج ازئر 2 Abstract : Durkheim's approach to education in general

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

نظرية الملاحظة

أكاديمية اإلدارة والسياسة لمد ارسات العميا برنامج الد ارسات العميا المشترك مع جامعة األقصى-فمسطين تخصص القانون واإلدارة العامة جامعة األقصى - فمسطين ب

الطاقة والتيار )2102( )32( ىو جياز يستخد لتخزيف الطاقة واسترجاعيا ال تنسونا من الدعاء المكثف لحظيا الفرؽ بيف المكثؼ والبطارية مف حيث تخزيف الطاقة المك

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

الشريحة 1

وزارة التعليم العالي والبـحث العلمي

التعريف بعلم الإحصاء

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

Microsoft Word - Kollo_ ARA.docx

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل

وضح أهمية وصف مظاهر التكوينات الجديدة فى التربة فى مجال مورفولوجيا الأراضى

لــؤي أحمد المسـلم

السؤال الأول: ‏

جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان كلية اآلداب واللغات قسم اللغة اإلنجليزية *شعبة الترجمة * مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في الترجمة الموسومة ب الدور المجتمعي

دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية

مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال

موقع مسجد التوحيد - بلبيس التعاون على الخير

ح جي أوال : تعريف الصحابي: ة قول بسم اهلل الزمحن الزحيم الص حابي وأثر ها الفقهي الصحابي لغة : الصحابي منسوب إلى الصحابة وىي مصدر الفعؿ )صح ب ( والص حب

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

Document2

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ

فاعلية نمط التدريب الالكتروني في تنمية مهارات إدارة بيئة الفصل الافتراضي لدى معلمي الحاسب الآلي

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

م ارجعة عامة في مادة التكنولوجيا لمصف السادس األساسي الفصل الد ارسي لمعام األول م. السؤال األول :: ضع عالمة ) ( أو عالمة ) ( لما أت : ( ) تس

المملكة العربية السعودية

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه:

WHAT’S NEW

PowerPoint Presentation

مخطط المادة الدراسية

المممكة العربية السعودية و ازرة التعميم العالي جامعة أم القرى كمية الفنون والتصميم الداخمي قسم السكن وادارة المنزل ابتكار تصميم داخلي وتأثيث لمدكن باد

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

طبيعة بحته و أرصاد جوية

Morgan & Banks Presentation V

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

1 الخطة االست ارتيجية لكلية اآلداب 2018 للعام الجامعي 2017/ أنشئت اآلداب في العام الجامعي )1985/1984( باسم )دائرة العلوم اإلنسانية( وتحولت إلى كلية في

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

النسخ:

ثقافة وغياب اهلوية انغالق االختالف يف اجملتمعات اإلسالمية "دراسة حتليلية لألبعاد والدالالت النفسية" حسن عمى حسن مسمم* * قسم عمم النفس _ كمية اآلداب _ جامعة المنيا 468

ثقافة وغياب اهلوية انغالق االختالف يف اجملتمعات اإلسالمية "دراسة حتليلية لألبعاد والدالالت النفسية" )المتشدديف ذوى التأثير السمبي( الذيف يممكوف سمطة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية وى بذلؾ يرسخوف ذلؾ الثبات واالنغبلؽ. ومف ناحية أخرى تطرح إشكالية االختبلؼ نفسيا بقوة في كؿ ثقافة إنسانية وال يوجد مجتمع يخمو مف التعدد والتنوع. ففي عا )2002( أعمنت األم المتحدة يو 21 مايو يوما عالميا لمتنوع الثقافي مف أجؿ الحوار والتنمية واعتماد قي االنفتاح والتسامح والنسبية والتعددية وحقوؽ اإلنساف وأف جوىر الديموق ارطية ىو تقبؿ االختبلؼ ]1]. وألف االنغبلؽ يعني الميؿ لبلنع ازؿ والتصمب المعرفي وتعطيؿ عمميتي التمثؿ والمواءمة لتنقيح اليوية ومسايرة مكوناتيا لعمميات التغير االجتماعي فقد يفضي ذلؾ ليوية معطمة أو ذات تأثير سمبي )شخصيا أو اجتماعيا دينيا أو سياسيا ثقافيا أو مينيا... إلخ(. وكما يوضح ماؾ أندرو فاف التصمب بأنو دالة إيجابية لمعزلة Isolation وىذا يعني أف درجة التصمب تزيد كمما ازدت عزلة الشخص لما تفضي إليو العزلة مف فقداف لبلحتكاؾ والحرماف مف الخبرة ومصادر المعمومات والتصحيح في العال الخارجي [2]. 2. مشكمة الد ارسة تتمثؿ اشكالية ىذه الد ارسة في أف بعض األف ارد والجماعات في مجتمعاتنا اإلسبلمية قد يتبنوف ىويات تتس باالنغبلؽ وعد االنفتاح عمى اآلخر المختمؼ )سواء حدث ذلؾ في إطار شخصي أو اجتماعي ديني أو سياسي عرقي أو ميني... إلخ( وىو ما قد يفضي لمتصمب والتعصب وينتيي بالعنؼ والتطرؼ السموكي تجاه اآلخر المختمؼ عنا دينيا أو عرقيا أو سياسيا أو اجتماعيا.. إلخ واالنخ ارط في عمميات التنميط االجتماعي السمبي ألفكار وسموؾ اآلخر. الممخص_ ىدفت الد ارسة الى الربط بيف انغبلؽ اليوية وغياب أو عد احت ار ثقافة االختبلؼ في مجتمعاتنا اإلسبلمية والتعرؼ عمى أبعاد ىذه المشكمة ودالالتيا أو تأثي ارتيا النفسية مف خبلؿ منيجية الوصؼ عمى تعتمد التحميمي تضمنت ذلؾ اطار وفى الكيفي. الد ارسة تحميبل لمفيو اليوية وأىميتيا ومتعمقاتيا وكذا مفيو انغبلؽ ىوية األنا األيديولوجية ورتب أو مستويات تحقيقيا )التحقؽ التعميؽ االنغبلؽ التشتت). ومشكمة اليوية في اإلطار العربي اإلسبلمي أضؼ أنماط في الدالالت الى ذلؾ أبعاد غياب ثقافة االختبلؼ وانغبلؽ اليوية وأىمية التديف النفسية ودورىا السمبية بناء في المرتبطة اليوية. بانغبلؽ أوضحت كما مف اليوية لؤلصوليات الدينية المتشددة واإلحساس ال ازئؼ باالستعبلء والميؿ لؤلقصاء واألبعاد المذىبي الد ارسة انتشار لؤلخر المختمؼ. وتنتيى الد ارسة الى عدة استخبلصات متعمقة بصياغة اليوية الحضارية لممجتمعات اإلسبلمية. يعتبر بعد االنفتاح 1. المقدمة االنغبلؽ أحد األبعاد التي يصنؼ وفقا ليا مفيو اليوية )سواء أكانت شخصية أ اجتماعية أ دينية عرقية أ سياسية.. إلخ(. وتصنؼ اليويات الدينية غالبا المتشددة عمى أنيا ىويات مغمقة تممؾ الثبات واليقيف ضمف مصادر معرفة جاىزة ال يمكف لممرء تجاوزىا أو توجيو النقد والشؾ فييا. ويترتب عمى ذلؾ النظر لكؿ ما ىو جديد ومختمؼ عنيا عمى أنو معرض لمنبذ واطبلؽ األحكا القيمية السمبية المسبقة تجاىو. وعمى الرغ مف أف تكويف اليوية واستم ارر فعاليتيا في محيطيا االجتماعي بشكؿ إيجابي ىو أمر مسم بو عبر عمميتي التمثؿ والمواءمة المتاف تمثبلف أساسا لعممية التوازف النفسي أو المعرفي وفقا لتصور جاف بياجيو عف النمو المعرفي لمفرد إال أف إعاقة نموىا وتحوليا إلى ىوية مغمقة سمبية غير إيجابية يمكف أف تت بفعؿ بعض الفاعميف االجتماعييف 469

2016 3 5 والمفارقة التي يجب إد اركيا وال ينتبو إلييا كثير مف األف ارد إلى زممة متفردة أو مجموعة مف الخصائص النفسية والجماعات أف اليوية مف حيث مبادئيا )االستم اررية التمايز تقدير الذات( ال تحدث أو تعمؿ إال في إطار وجود اآلخر واالجتماعية والسموكية التي تميز الشخص عف اآلخريف ]5]. وبشكؿ محدد يمكف القوؿ بأف مفيو اليوية أقرب ما يكوف المختمؼ. وكما يوضح العيبلني [3] فإف اليوية ال تستمد لمفيو صورة الذات فيي تكويف افت ارضي يشتمؿ عمى مجموعة كينونتيا مف ذاتيا فقط بؿ مف خبلؿ اآلخر المفارؽ ليا وىذا يعني أنو ال معنى لمتطمب اليوية بمعزؿ عف التميز واالختبلؼ المذيف يمثميما اآلخر فردا كاف أ جماعة". أ. أهداف الد ارسة بشكؿ محدد تستيدؼ الد ارسة الحالية ما يمي: مف التصو ارت أو المدركات الخاصة بالمرء عف ذاتو عما كاف عميو في الماضي وما ىو عميو في الحاضر وما سيكوف عميو في المستقبؿ مف نواح كثيرة )جسمية عقمية اجتماعية انفعالية... إلخ( ]6]. ووفقا لمنموذج الذى طرحتو جمينز بريكويؿ يمكف اإلشارة تحميؿ مفيو اليوية مف حيث طبيعتو وأىميتو ومتعمقاتو. بما إلى أبعاد مكونات مفيو اليوية مف خبلؿ ثبلثة محاور أساسية فييا انغبلؽ اليوية كمكوف نفسي مرتبط بمفيو الذات. ىي: أبعاد اليوية )بعد المحتوى / بعد القيمة( بعد عمميات توضيح أىمية التنوع واالختبلؼ الثقافي بكؿ أشكالو والحاجة اليوية )التمثؿ والمواءمة التقيي( مبادئ اليوية )التميز أو الممحة ليس فقط لبلعت ارؼ باختبلؼ الثقافات ولكف أيضا احت ار ثقافة االختبلؼ كقيمة يمكف أف تترج إلى اج ارءات سموكية التمايز االستم اررية عبر الزمف الشعور بالجدارة الشخصية والقيمة االجتماعية أو تقدير الذات( ]5]. تتجاوز مشكمة التميز الذى يتحوؿ إلى تمييز )ديني كيؼ تتفاعؿ اليوية مع الواقع االجتماعي أو عرقي مف الناحية البنيوية يتمثؿ السياؽ االجتماعي الذي تتخمؽ اليوية في إطاره وتتفاعؿ مف خبلؿ بعديف أساسيف ىما: بعد البنية أو المكونات المادية لمسياؽ االجتماعي. شخصي أو اجتماعي سياسي أو ميني.. الخ( وتحوؿ دوف تحوؿ االختبلؼ إلى خبلؼ وتدع عممية التصالح والحوار بيف الثقافات والحضا ارت. التعرؼ عمى أبعاد وديناميات غياب ثقافة االختبلؼ وانغبلؽ بعد العممية وىي تعني عمميات التأثير أو التطبيع اليوية في مجتمعاتنا اإلسبلمية. االجتماعي بأشكالو المختمفة. توضيح بعض الدالالت أو التداعيات النفسية السمبية المترتبة ومف حيث البنية فمف المفترض أف اليوية ىي نتاج لمتفاعؿ عمى الظاىرة موضوع البحث. بيف الفرد وتأثي ارت العال الفيزيقي واالجتماعي الذى يعايشو. طرح استخبلصات لمعالجة مشكمة االنغبلؽ المعرفي لميوية فالسياؽ أو الواقع االجتماعي لميوية يتشكؿ مف خبلؿ شبكات وعد تقبؿ أو احت ار ثقافة االختبلؼ والتنوع كظاىرة سموكية. العبلقات الشخصية المتبادلة وعضوية الجماعات والعبلقات وفيما يمي تفصيؿ لذلؾ: داخميا. ومحتوى اليوية يت استدماجو أو تكوينو مف خبلؿ ىذه األبنية المتعمقة بالواقع أو السياؽ االجتماعي. حيث يزود كؿ منيا الفرد باألدوار التي يضطمع بيا ويطرح أنساقا مف المعتقدات والقي التي تحدد أنماط السموؾ واالتجاىات المقبولة وتشيد رموز القي واألخبلؽ وىو ما يعني أيضا تزويدنا بالمحكات التي يت عمى أساسيا عممية تقيي اليوية [5]. وفيما يتعمؽ ببعد العممية فيي تعني عمميات التأثير االجتماعي أوال : مفيو اليوية: )طبيعتو أىميتو متعمقاتو( يوضح النج ]4[ أف اليوية تعني احساس المرء بأنو ىو ىو وأنو مشابو لنفسو في الماضي والحاضر والمستقبؿ فيي إطار يحدد بو المرء ذاتو. وكما توضح جمينز بريكويؿ فإف مفيو اليوية يقترف مع مفاىي السمعة (Character) والذات (Self) والشخصية (Personality) والتي تستخد لكي تشير 470

وذلؾ يتمثؿ في محاولة تطويع األف ارد والجماعات األخرى ويعني تحقيؽ ىوية األنا achievement) (Ego identity ألفكار ومعتقدات واتجاىات وقي جماعة معينة أو ما يسمى معايشة الفرد ألزمة اليوية في إطار عمميو االختبار لمخيا ارت باأليديولوجية. وتعبر عمميات التأثير االجتماعي عف نفسيا مف المتاحة مف حيث المعتقدات واألدوار والتعمي والعمؿ والزواج... خبلؿ أنشطة عديدة )منيا: التعمي واإلقناع القير واإلعبل... إلخ( وباستخدا أساليب قائمة عمى افت ارضات متنوعة مثؿ إلخ. وتبني اختيا ارت مناسبة وااللت از بيا بشكؿ يؤدي لمزيد مف التوافؽ الجيد مع الذات المجتمع )خبرة لؤلزمة واظيار لبللت از(. )اإلثابة والعقاب العقبلنية المناقشة المعرفية... إلخ(. وتيدؼ أما تعميؽ اليوية moratorium) (Ego identity فيعني كميا لخمؽ سياؽ أيديولوجي متعدد األبعاد لنمو اليوية ويحتوي استم اررية الفرد في اختبار البدائؿ المتاحة دوف حسف عممية السياؽ االجتماعي عمى عديد مف األيديولوجيات المتنافسة وىى االختيار أو إظيار االلت از بخيا ارت محددة في مجاالت الحياة أنساؽ لتقيي الظواىر االجتماعية والتي تنج عف الحاجة المختمفة )خبرة لؤلزمة وعد إظيار لبللت از(. لمتغي ارت االجتماعية وأساليب إحداثيا. وتترج ىذه أما انغبلؽ اليوية foreclosure) (Ego identity فيعني األيديولوجيات في شكؿ تمثبلت اجتماعية (Social عد مرور الفرد أو مواجيتو ألزمة االختيار فبل يواجو تحديات representations) تتجسد في قواعد وطقوس ومعتقدات اجتماعية وتنميطات وأشكاؿ محددة لمعزو االجتماعي ]7]. ثانيا : انغبلؽ اليوية في نياية الستينات مف القرف العشريف قا جيمس مارسيا ]8[ بمحاوالت ارئدة في تطوير نظرية أريكسوف في تشكيؿ اليوية وتحديدىا بشكؿ إج ارئي حيث اشتمؿ تحديد اليوية لديو عمى وال يمارس تحقيقا لمذات في إطار اختيا ارت محددة في مجاالت الحياة السالؼ اإلشارة إلييا ويقنع فقط أو يمتز بما يحدد لو مف أدوار أو أىداؼ )مف قبؿ اآلخريف والوالديف والرؤساء واألق ارف... إلخ(. وال يمر بأزمة اليوية المتمثمة في البحث الذاتي عف الخيا ارت المتاحة المتفقة مع استعداداتو )غياب لؤلزمة واظيار لبللتز ا(. مجاليف أساسيف ىما: وأخي ار فإف تشتت ىوية األنا diffusion) (Ego identity 1 ىوية األنا األيديولوجية Ideological Identity Ego يعني أف مف يقع في إطار ىذه الرتبة ىو ال يواجو أو يعايش أزمة اليوية أو تحديات تحديد االختيا ارت في مجاالت الحياة وال يظير الت ازما بما يقو بو مف أدوار )غياب كبل مف األزمة وااللت از( ]9]. وخبلصة القوؿ إف انغبلؽ ىوية األنا يرتبط مف جانب والتي تتحدد مف خبلؿ األنا والمعتقدات التي يتخذىا الفرد لنفسو في إطار أربع مجاالت )ىي: الديف السياسة العمؿ الحياة(. 2 ىوية األنا االجتماعية أو البينشخصية :(Interpersonal ego identity) وتتحدد مف خبلؿ اختيا ارت الفرد في مجاالت الحياة االجتماعية بغياب األزمة متمثبل في عد مرور الفرد بفترة التعميؽ المقترحة عبر أربعة مجاالت ىي )الصداقة الترفيو الدور النوعي العبلقة مع الجنس اآلخر(. والمعتمدة عمى محاولتو الذاتية الكتشاؼ ىويتو ممثمة في اختبار وتجريب المعتقدات واألىداؼ واألدوار المتاحة بغرض االختيار يتحدد تشكيؿ ىوية األنا األيدلوجية االجتماعية عبر أربع رتب لما يناسبو منيا حيث يكتفى بما تحدده لو قوى خارجية كاألسرة أو مستويات لتشكيؿ اليوية وفقا لمعياريف ميميف ىما: معايشة أزمة اليوية والتعيد وااللت از بخيا ارت محددة لمتعامؿ مع األزمة. وتتمثؿ ىذه الرتب األربع في )التحقيؽ التعميؽ االنغبلؽ التشتت(. أو أحد الوالديف أو المعايير الثقافية والعادات مف أىداؼ وأدوار. ومف جانب آخر فإنو يظير قناعة والت ازما بيذه األدوار إال أف ىذا االلت از يختمؼ عف الت از تحقيؽ اليوية إذ يكوف الت ازما 471

2016 3 5 غير خاضع وال يعتمد عمى االختيار الذاتي بما يحدد لي مف مف المفترض أف اإلسبل تكوف عمى ىوية منفتحة في أىداؼ. وكمثاؿ عمى ذلؾ االنغبلؽ اختيار األف ارد ألصدقائي نشأتو األولى مف حيث تعددية المعرفة والتأويؿ حوؿ مجمؿ وأعمالي وزوجاتي وأفكارى وفؽ رغبات الموجييف لي دوف تفكير مني. وكنتيجة ليذه المسايرة يبلقي منغمقو اليوية في ىذه األمور المتعمقة بالسياسة والحك والمجتمع مع وجود إمكانية لمتجاوز والتأسيس المختمؼ والمتغير. غير أف الممارسيف لمعمؿ الرتبة تقدي ار مف الكبار بشكؿ يعزز ىذا التوجو لديي. ويؤدى السياسي دائما ما يحولوف المعرفة إلى يقينيات ثابتة وأنو ال بي إلى افتقاد التمقائية في المواقؼ االجتماعية وضعؼ الثقة توجد إمكانيات لمتغير أو اإلصبلح. وقد ت ذلؾ في فت ارت الحقة بالنفس واالستقبللية وضعؼ التوافؽ الد ارسي ووفقا لمارسيا ]8[ فإني يعانوف مف ضعؼ المرونة في التفكير واالفتقار لمعبلقات االجتماعية ]9]. وامتدادا لمفيو انغبلؽ اليوية مف حيث كونو أحد م ارحؿ أو رتب تشكؿ اليوية إلى كونو أحد األبعاد التي تصنؼ وفقا ليا اليوية بأشكاليا المختمفة الذاتية واالجتماعية. أي بعدي إباف الحك األموي حيث جرت عمميات إنشاء لمدارس فكرية ومذاىب مؤسسة عمى الجبرية والمرجئة وغيرىا مف العمو المتعمقة بالثبات المعرفي والديني لنموذج معيف. واستمر ذلؾ إلى أف أصبحت المصادر المعرفية المشكمة حوؿ األصؿ المعرفي األوؿ ال يمكف المساس بيا أو محاولة التساؤؿ حوؿ طبيعتيا وأصميا [10]. االنفتاح االنغبلؽ يمكف القوؿ بأف اليوية المغمقة ىي التي ومف ىنا يمكف القوؿ بأف اليويات المغمقة قد ال تشمؿ في تممؾ الثبات واليقيف ضمف مصادر معرفة جاىزة وال يمكف داخميا مبر ارت العنؼ ولكف يت استدعاءىا مف جديد حوؿ لممرء أف يتجاوزىا أو يوجو سيا النقد إلييا. أما اليوية المنفتحة إمكانية فعؿ العنؼ ضمف الزمف الحاضر وذلؾ األمر تجده فيي تستند لمصادر معرفية مؤسسة عمى المرونة والتسامح وتقبؿ الجديد المختمؼ عنيا وىي أيضا ليا فاعمييا لدى الجماعات التكفيرية التي تبرر قتؿ اآلخر المختمؼ بواسطة آيات الق ارف متناسية عمو مختمفة يقرىا العمماء المسمموف االجتماعييف والثقافييف ]10[ وكما يوضح العيبلني فإنو ليست أنفسي كعمو أسباب النزوؿ والناسخ والمنسوخ وغيرىا وكذا ىناؾ ىوية مغمقة قابمة لمحياة فالتمسؾ بالذات والبقاء مع اآلخر الكثير مف اآليات التي تحث عمى اإليماف باآلخر المختمؼ ىو ما يجعؿ اليويات قابمة لبلستم ارر فاليوية ليست بضاعة وتمؾ التي تحذر مف قتؿ اإلنساف بغير ذنب فكأنما قتؿ البشرية جاىزة بؿ ىي تجربة إنسانية خاضعة لصيرورة العيش مع جميعا وغيرىا مف السور التي تدؿ عمى االنفتاح والحوار والمحبة والتواصؿ بيف البشر أنفسي. اآلخر [3] إلى حد كبير والجدير بالذكر أف تشكؿ اليوية في أي مف م ارحمو أو رتبة بيد أنو يجدر االنتباه إلى أف الديف يمثؿ ال يت بمنأى عف مكونات الشخصية األخرى مف سمات ومفيو أحد مكونات اليوية أو أحد اشكاؿ ىوية األنا األيديولوجية الذات وعمميات التوافؽ النفسي االجتماعي حيث توضح الد ارسات أف المحققيف لذواتي أكثر إيجابية في تصورى لذواتي وأكثر توافقا معيا ومع اآلخريف بينما يظير المشتتيف اتجاىات سالبة نحو الذات ودرجات أعمى مف سوء التوافؽ النفسي االجتماعي [9]. كما ت التوضيح سابقا ومع ذلؾ يتيح الديف اإلسبلمي قد ار كبي ار مف الحرية في االختيار ألى ديف نريد أف تتعبد بو. فالمبدأ الذى يحتك إليو الديف ىو أحقية المعتنقيف لو في أف يكونوا أح ار ار في اختيا ارتي ومعتقداتي وىو ما يعني اإلق ارر بمبدأ االختبلؼ فالحرية تعنى االختبلؼ والديف يعترؼ وينظ ىذا ماذا عف انغبلؽ اليوية في اإلطار الديني في مجتمعاتنا االختبلؼ عمى قاعدة أخبلقية وتشريعية وغابات الديف ومكوناتو اإلسبلمية المعرفية والتشريعية تتبنى ىذا التصور بؿ يعد مقصدا مف 472

مقاصده العميا. ففي التجربة اإلنسانية يمح الديف عمى أىمية العقؿ والتكري وعمى الوظيفة التحريرية لمديف في المجتمع الذى خصو الق ارف بسمة تكوينية ىي االختبلؼ )وال ي ازلوف مختمفيف( الذات وبموا ازة ذلؾ تتصاعد أشكاؿ الن ازع والص ارع بيف الثقافات )المرجع نفسو(. ورغ أف ىوس اليوية )أو التفرد( أو ىاجس البحث عف الشبيو والمماثؿ شغؿ الفكر اإلنساني حتى سورة ىود 118 بؿ إف االختبلؼ ىو شرط وجود المجتمع بداية السبعينات مف القرف العشريف إال أف النقد الموجو لفكر اإلنساني برمتو )ولذلؾ خمقناى( سورة ىود 119. فالديف سعى بما تضمنتو تشريعاتو ومقاصده إلى تنظي ىذا االختبلؼ وليس القضاء عميو ليصبح االختبلؼ تنوعا يتماشى مع مقتضيات التغير االجتماعي. وبعبارة أخرى جاء الديف اإلسبلمي ليعتني بطبيعة الروابط أو العبلقات التي يقيميا الناس فيما بيني فجعؿ رعاية أمور اآلخريف والتعاوف معي والتقرب مني واليي شرط الحياة االجتماعية المبنية عمى الثقة والتواد اليوية عمى يد الفبلسفة المعاصريف )أمثاؿ ىيدجر وادورنو( أفضى لنشوء ما يسمى بفمسفة االختبلؼ. وفى اإلطار العربي واإلسبلمي برزت مشكمة اليوية واالختبلؼ منذ عصر النيضة بسؤاؿ مف نحف وسؤاؿ العبلقة مع اآلخر ولماذا تأخر المسمموف وتقد غيرى وقد عبرت ىذه األزمة عف نفسيا مف خبلؿ الظيور المفاجئ عمى المسرح اإلقميمي والمحمي لممكبوت العرقي والعشائري والديني والمذىبي )ي ا أ ي ي ا الن اس إ ن ا خ م ق ن اك م ف ذ ك ر و أ نث ى و ج ع م ن اك ش ع وب ا و ق ب ائ ؿ والقومي. حيث شكمت اليوية عامبل أساسيا في نشوء الص ارعات ل ت ع ار ف وا إ ف أ ك ر م ك ع ند الم و أ ت ق اك إ ف الم و ع م ي خ ب ير ) (الحج ارت: 13( ووفقا ليذا المبدأ فإف كؿ اليويات ليا حؽ مقدس في الوجود [3]. والصدامات كظيور اليوية العرقية )األمازيج العرب األك ارد الفرس األحباش( وظيور اليويات العقائدية )الحركات اإلسبلمية السياسية بكافة أنواعيا( وعودة ظاىرة االختبلفات ثقافة االختبلؼ بيف الحضور والغياب في المجتمعات اإلسبلمية المذىبية والطائفية بقوة )بيف الشيعة والسنة الصوفية اإلسبلمية: مف المفترض ابتداء مف الناحية السياسية أف جوىر الديموق ارطية ىو تقبؿ االختبلؼ ومف الناحية الدينية فإف الديف الحقيقي المستند لنصوص الوحي اإلليي يمنح معتنقيو حرية االختيار لمعتقداتي [3]. وقد أشار صموئيؿ ىتنغتوف في كتابو )ص ارع الحضا ارت( إلى أىمية وخطورة فمسفة االختبلؼ وبروز اليويات الثقافية لمجماعات والمجتمعات كعامؿ رئيس في تحديد عبلقات الصداقة والعداوة بينيا ]11[. وىنا تبرز إشكالية االختبلؼ والسمفية( والمسيحية )كاثوليؾ وأرثوذكس وبروتستانت(. والجدير باالنتباه أف ىذه االختبلفات محكومة بآلية النرجسية الثقافية والحضارية والمذىبية نفسيا وبمنطؽ الفرقة الناجية واالصطفاء واالستعبلء أيديولوجيا واالعتقاد بالمركزية الحضارية والتفوؽ المذىبي والعرقي مف الناحية المعرفية [1]. إف ما يجمع كؿ مف ىذه الطوائؼ واألدياف والمذاىب ىو عيف ما يفرقي وما يجمعي ىو التفكير بآلية ذىنية استئصالية مشتركة ىي منطؽ اليوية. فكؿ ديف مف األدياف يعتقد أنو وحده الديف الصحيح وما عداه كفر وىرطقة وخروج عف الجادة. وحضور النزعة اليوياتية كمعطى فاعؿ والعب عمى الساحة ومنطؽ اليوية يؤدى حتما إلى منطؽ الفرقة الناجية الذى تدعيو المحمية والدولية وتمركز الص ارعات في الداخؿ والخارج حوؿ االختبلؼ واليوية. كؿ ىذه الممؿ والذى يظير بتسميات مختمفة )مثؿ: فكرة "شعب اهلل المختار" عند الييود أو الطريؽ والحؽ والحياة عند ومف المبلحظ أنو يوجد تناسب عكسي بيف ثورة اإلعبل المسيحيف وخير أمة أخرجت لمناس عند المسمميف واألمة والتواصؿ وانفتاح الفضاءات المغمقة مف جية وانبعاث الخصوصيات واليويات الصغيرة وكؿ أشكاؿ االرتداد إلى المركزية عند الصينييف )المرجع نفسو(. خبلصة القوؿ إف ىذا التقوقع واالنغبلؽ داخؿ ىذه المركزيات 473

2016 3 5 ىو الذى يطرح مشكمة التعايش بيف ىذه األنساؽ العقائدية المغايرة ليا إلب ارز ىويتيا فيي ال تعرؼ نفسيا وكذا الفرد إال وييدد البشرية بالحروب والن ازعات. حيث تعيش الجماعات ضمف ىذه العبلقة الجدلية وبمعزؿ عنيا ال معنى لميوية. البشرية اليو أزمة ص ارع ىويات )مغمقة( وتنافر مركزيات عرقية 3 إف المسافة الفاصمة بيف األنا واآلخر واستم اررية وايجابية التفاعؿ بينيما تمعب دو ار ىاما في الوعي بعمميات اليوية ومبادئيا )مف حيث بعدي المحتوى والقيمة ومبادئ االستم اررية والتمايز وتقدير الذات( واستم اررية عمميتي التمثؿ والمواءمة لتنقيح مكوناتيا وأفكارىا ومدى مبلءمة ذلؾ لمواقع المتغير. وىو ما يمثؿ مؤش ار عمى مدى انفتاحيا وايجابيتيا أو انغبلقيا وسمبيتيا وبدال مف أف تكوف عامؿ بناء وتوافؽ تكوف عامؿ تعطيؿ وسوء توافؽ عمى المستوييف الفردي واالجتماعي. ثالثا : أبعاد غياب ثقافة االختبلؼ وانغبلؽ اليوية في مجتمعاتنا اإلسبلمية: مف المعروؼ أف اإلسبل نشأ في بيئة جاىمية قائمة عمى العصبية والقبمية وانعدا الدولة وانتشار قي القبمية والص ارع والقوة وعد ال أرفة بالفقير والضعيؼ والم أرة والعيش الدائ في حروب بيف قبائؿ متصارعة فيما بينيا. فأحدث تغي ارت إيجابية في بنية المجتمع الجاىمي وعمؿ عمى تجاوز االنغبلؽ اليوياتي لذلؾ المجتمع واف ل يؤد ذلؾ ألحداث قطيعة نيائية مع القي الجاىمية التي ظمت عالقة لدى مجتمعاتنا ما دامت البيئة ذاتيا ل تتحوؿ بشكؿ تا يساعد عمى تجاوز البداوة أو الصورة وعقائدية. دينامية التفاعؿ بيف ىوية األنا واآلخر المختمؼ: يمكف القوؿ بأف ثمة نوع مف العبلقة الجدلية أو التفاعؿ الدينامي الذي يعتمد عمى عمميات التأثير والتأثر بيف إحساس الفرد بيويتو ووجوب اعت ارفو بيوية اآلخر أو اختبلؼ وتميز اآلخر. فاليوية ال تستمد كينونتيا مف ذاتيا فقط بؿ مف اآلخر المفارؽ ليا وليس المتصؿ بيا فقط. ومف ث ال معنى لمطمب اليوية بمعزؿ عف التميز واالختبلؼ المذيف يمثميما اآلخر. والمفارقة التي يجب إد اركيا وال ينتبو إلييا كثير مف األف ارد والجماعات أف اليوية مف حيث مبادئيا )االستم اررية والتمايز تقدير الذات( ال تحدث وال تعمؿ إال في إطار وجود اآلخر المختمؼ. وىذا يعني أنو ال معنى لمطمب اليوية بمعزؿ عف التميز واالختبلؼ الذيف يمثميما اآلخر فردا كاف أ جماعة.. فما يجعمؾ موجودا ىو ما يميزؾ عف غيرؾ وما يجعؿ غيرؾ موجودا ىو اختبلفو أو تميزه عنؾ فالتميز ىو ىويتؾ ووجودؾ ىو تميزؾ ومطمب اليوية اإليجابية الفاعمة ىو مطمب إنساني واق ارر مف الناحية الوجودية بالتعدد ما دا التميز صفة مبلزمة ليا [3]. ويمكف في ىذا اإلطار اإلشارة إلى ما يمي: المتكررة لمبداوة ذاتيا في فت ارت الحقة مف تكويف الدولة اإلسبلمية بعد أف تحولت إلى ممؾ عضوض [10]. العربية إف اليوية تقر مف الناحية الوجودية بالتعدد ما دا التميز وعمى الرغ مف أف كثي ار مف الجماعات واأليديولوجيات 1 صفة مبلزمة ليا فتشبث كبل مف الفرد والجماعة بفرديتيا أو خصوصيتيا يسي بشكؿ تمقائي وغير مباشر في دفع اآلخريف )أف اردا أو جماعات( في إب ارز ىوياتي ووجودى وتميزى ويمثؿ ذلؾ مبدأ أساسيا مف الناحية العممية لمتعددية. الدينية اإلسبلمية تضع في مخيمتيا وضمف أىدافيا بعيدة المدى محاولة إحياء أو بعث ما يسمى بنموذج المجتمع اإلسبلمي أو صورة اإلسبل النقي أيا الرسوؿ صمى اهلل عميو وسم حيث يسود االعتقاد لدى ما يسمى بأصحاب السمفية إف بروز اليوية الفردية أو الجماعية ال يعني ضرورة إقصاء الجيادية أف ىناؾ إسبل واحد غير متعدد وفي واحد ال 2 اآلخر أو إبعاده أو عد االعتداد بو والغاؤه مف الوجود الفعمي أو االفت ارضي بؿ يقتضى ذلؾ االعت ارؼ بو مف الناحية الوجودية. فكؿ جماعة تحتاج لغيرىا أي تنجذب لمجماعة يختمؼ وال سبيؿ لمتعدد أو االختبلؼ. وكما يوضح سال ]12[ فثمة مفارقة تحدث حيث تتأسس المظاىر الجيادية في السياؽ المعاصر عمى في ال تاريخي 474

لمفيو الجياد اإلسبلمي يمنح الكفاح الجسدي الدور المركزي في صنع التاريخ. اعتقادا بأف قيمة التضحية بالنفس لدى األوائؿ تظؿ ىي اآللية الوحيدة الممكنة لحفز حركة التاريخ واستعادة نيضة األمة وكبريائيا في مواجية أعدائيا بشكؿ يفتح الباب الفضائيات الدينية(. ومف ىنا عندما نسأؿ كيؼ يتديف الناس فإف ىذا األمر قد يكوف خاضعا الجتياداتي الخاصة. فالعربي غالبا ال يتعم دينو بؿ يتمقاه أو يصادفو فنحف نتعم كؿ شيء تقريبا إال عمى ما ن اره مف عنؼ عدمي وانتحار حضاري األمر الذي يفتؾ الديف ألننا نرثو أو نستكشفو مف خبلؿ اآلخر وليس نتيجة باألمة جسدا وروحا.. وعمى العكس مف ذلؾ ي اره أرباب الظاىرة بحث أو د ارسة أو عم واذا تعممناه ما يكوف بطريقة غالبا )أصحاب اليويات المنغمقة أو األصوليوف( فعبل مقدسا وتوكيدا ضروريا ليوية أمة صارت تعاني اغت اربا حضاريا وانكسا ار سياسيا. ومف ناحية أخرى يشير العيبلني [3] إلى أىمية في أنماط التديف ودورىا في بناء اليوية وكذا رصد مصادر اليويات التي تتجاذب الديف كأحد مكوناتيا. وفي إطار ذلؾ تمقينية مثيرة لمجدؿ [3] وىو ما يوازي أو يعبر عف مضموف مرحمة انغبلؽ اليوية عند مارسيا السالؼ اإلشارة إليو. وخبلصة القوؿ رغ أف بروز اليوية الفردية أو الجماعية ىو مؤشر لمتميز إال أف ذلؾ ال يعني أنو يجب عمى اآلخر التماىي أو النشابة مع ىويتي. فاالختبلؼ كامف بيننا وىو مبرر يشير في تحميمو لمجتمع المغرب كنموذج إلى وجود أربعة ومصدر لتميزنا. فبل توجد ىوية جماعية لمتديف أو مسار واحد أنماط مف التديف ىي: لفي كيؼ يتديف المجتمع. فمجتمعاتنا العربية تبدو متدينة بطرؽ التديف الرسمي: ولو خطاب وأطروحات محددة ويخضع وأنماط وأشكاؿ متنوعة ومختمفة أكثر مما كانت عميو في لمرقابة مف خبلؿ مؤسسات األوقاؼ مثبل (. دينية تشرؼ عمييا الدولة )و ازرة السابؽ. وكما يوضح العيبلني فإف طبيعة المرحمة االنتقالية التي التديف الشعبي: وىو مجاؿ ديني اجتماعي يقتات عمى أنماط تمر بيا مجتمعاتنا العربية واإلسبلمية يسودىا إحساس بعد تديف ذات مرجعيات مختمفة الخمفيات والقي والتمثبلت. والذى ال ينضبط بالضرورة لمعايير التديف الرسمي ولو عدة مصادر الثقة في الذات لدييا وانتشار خوؼ يضمر عج از عف تحصيؿ فوائد العيش المشترؾ. وأف مطمب اليوية )واب ارزىا والتمركز ومرجعيات مف بينيا توجييات الدولة ومؤسساتيا ورموزىا حوليا( يصبح جحيما )عمى المستوى االجتماعي( عندما تسود وأيضا وسائؿ األعبل وىو مرتبط بتحوالت المجتمع )مثؿ: الطرؽ الصوفية اإلخواف المسمميف الفرؽ والجماعات المذىبية.. إلخ(. م ازع الخوؼ الوجودي أو الرغبة العمياء في البقاء والخوؼ المرضي مف اآلخر فيذه ىوية تقتات مف وجود أعداء وىمييف )مختمفيف( ال وجود لي إال في مخيمة مجتمع وىمي [3]. مجاؿ اإلسبل السياسي أو ال ارديكالي: وما يتضمنو مف اربعا : بعض الدالالت أو التداعيات النفسية السمبية المترتبة عمى انغبلؽ اليوية وغياب ثقافة االختبلؼ في المجتمعات اإلسبلمية: يمكف القوؿ ابتداء أف ثمة عبلقة تفاعمية أو مزدوجة التأثير بيف انغبلؽ اليوية وعد احت ار ثقافة االختبلؼ وتصاعد حركة االرتداد لما يسمى باألصوليات في مجتمعاتنا اإلسبلمية. حيث تعرؼ األصولية مف الناحية الدينية بأنيا تعني االلت از أو الرجوع جماعات وحركات )مثؿ: الجماعات اإلسبلمية الجياد حزب اهلل... إلخ(. تديف افت ارضي: وىو خميط مف الخطابات الدينية التي يمارسيا اإلعبل المرئي عمى صعيد الفضائيات والذى أصبح لو جميوره وأتباعو والذيف يعدوف كتمة منقطعة تماما عف التديف المحمي وغير ميتمة بو بحيث يتحقؽ ليا اإلشباع والفائض لؤلصوؿ بمعنى العقيدة التقميدية أي النص كوحى وسمطة. الديني )مثؿ: أتباع دعاة اإلعبل المرئي أو الدعاة الجدد عبػػػػػػػػػػػػػر حيث ينظر لؤلصولي عمى أنو مالؾ لمحقيقة وحارس لمفضيمة. 475

2016 3 5 فاألصولية في الديف كما ىي في السياسة تبدو عقيدة مؤكدة وغير ميتزة ]13]. ويوضح روجيو جارودي أف ثمة مكونات أساسية ترتبط بمفيو األصولية تتمثؿ في: الجمود العارض لكؿ نمو وتطور ورفض التكيؼ وعد التسامح واالنغبلؽ والتحجر المذىبي عمميات انغبلؽ اليوية وتصاعد األصوليات المتشددة فكريا أو دينيا كترجمة لذلؾ في مجتمعاتنا اإلسبلمية يوضح زكريا ]15[ أف التعصب لوجية نظر دينية واحدة أو التجاه طائفة أو جماعة معينة داخؿ وجية النظر ىذه يمحؽ بالعقؿ تشوييات خطيرة ليس أقميا ذلؾ االنغبلؽ الفكري الذى والتصمب والعناد والمحافظة والعودة إلى الماضي ]14[ وأف يوى المرء بأنو ىو الذى يممؾ الحقيقة الكاممة وبأف كؿ مف ال االعتقاد بامتبلؾ الحقيقة أو صحة المعتقدات التي يديف بيا يسيروف في طريقو عمى باطؿ. وىذا اإلحساس باليقيف المطمؽ منغمقو اليوية أو األصولية ينفي ضمنا صحة أي حقائؽ أخرى معارضة لما يعتقدونو. ومف المفترض أف يفضي ذلؾ لمتعصب واضطياد اآلخريف بشكؿ يخمؽ أجواء وظروؼ لمتوتر شديد الخطورة عمى التكويف العقمي لئلنساف خاصة في مرحمة الشباب. وىو يؤدي لبلستغ ارؽ في حالة مف الطاعة واالمتثاؿ والتمسؾ الصار بالحقيقة الواحدة واليقيف المطمؽ. والمواجية أكثر مف التعاوف والتفاى والتسامح أو النكوص ويشير زكريا أيضا إلى أف عصور اليقيف في حياة البشر والميؿ لبلنسحاب والعزلة. كما أف االحساس باالستعبلء باإليماف والكمالية أو المثالية غير السوية نتيجة استدعاء مثاؿ أو نموذج نابع مف نظرة أسطورية لمماضي يدفع إلعادة خمؽ عصر ذىبي وجد سابقا يفضي لنوع مف النكوص واالرتداد والحنيف لمماضي والميؿ لممحافظة والثبات وعد تقبؿ التغير والتجديد. فانغبلؽ اليوية وبالتالي األصولية تتناقض مع التجديد والحداثة. أضؼ إلى ذلؾ كانت عصور االنحطاط فيي عصور الفكر البدائي حيث كانت األساطير تمثؿ يقينا ال يتطرؽ الشؾ إليو. وفي العصور الوسطى األوروبية عصور الظبل كاف الديف ىو الحالة العقمية السائدة يقيف الحقائؽ المقدسة وكما فيمتيا الكنيسة ويقيف المعرفة كما عرضت لو كتابات الفبلسفة... وعمى العكس مف ذلؾ كانت عصور التقد والمعرفة والوثبات الكبرى لؤلما كما في العصر اليوناني القدي والمفكريف اإلسبلمييف في العصور أف اإلزدواجية والثنائية في التعامؿ ىي مف سمات منغمقي الوسطى وعصر النيضة األوروبية ]15]. اليوية ففي الوقت الذى يعمنوف فيو رفض واقع معيف أو إدانتو واالنفصاؿ عنو لفظيا إال أني يعايشونو فعميا وفؽ ما يسمونو فقو الضرورة أو المصالح وىي آلية يقصد بيا تأجيؿ سمطة النص أو تأويمو إذا اقتضت الضرورة أو المصمحة ذلؾ. وأخي ار فإف الميؿ لئلقصاء واإلبعاد المذىبي واالجتماعي لؤلخر المختمؼ دينيا أو عقائديا لدى منغمقي اليوية يمتد لمعبلقات االجتماعية أيضا في إطار ما يسمى بمفيو اليجرة أو المفاصمة. وأف التأكيد عمى االستشعار واليقظة لمشاعر العداء والك ارىية مف غير المشابييف لي )غير المؤمنيف( أمر مي وأف خير وسيمة لمدفاع ىي اليجو. وأف استحضار مشاعر العداء ومف ناحية أخرى يمكف القوؿ بأف انتشار االتجاىات األصولية المتطرفة وتحقيقيا لمكاسب عمى حساب الخيار الديموق ارطي في كثير مف المجتمعات اإلسبلمية إنما يرجع في جزء منو إلى غياب الديف الحقيقي عف الحياة الفعمية لؤلف ارد في ىذه المجتمعات بشكؿ أفضى لنوع مف الف ارغ الروحي لديي وىو ما ترتب عميو ارتداد البعض مني بعنؼ إلى تبنى عقائديات أو توجيات دينية غير صحيحو لمؿء ىذا الف ارغ أو التعويض عنو في إطار ما يمكف تسميتو بالوباء العقائدي ]16]. ومف المي أخي ار أف نؤكد عمى عد الخمط بيف اإلسبل كديف منزه عف اليوى وبيف الفكر اإلسبلمي باعتباره اجتيادا تجاه اآلخر أمر ضروري كأداة لقمع النقد واالختبلؼ ]13]. يحتمؿ الصواب والخطأ وكذا أنماط التديف المختمفة السائدة في ويبقى التساؤؿ ما العوامؿ أو الديناميات التي أسيمت في شيوع المجتمعات اإلسبلمية. ىذا فضبل عف االبتعاد عف النظرة 476

األحادية المغمقة لمعال )إسبلما أو جاىمية( وكذا عد تنزيو الذات )اليوية الذاتية( واالعتقاد بأنيا حؽ مطمؽ وتحقير اآلخر ونفيو بشكؿ يفضي لمتقوقع واالنفصاؿ عف الواقع ]17]. عمى أنو عدو أو إقصائي يحاوؿ أف يمغى ذاتي. ويعني ىذا أف ىذه اليوية التي تبدو منفتحة ظاىريا قد تكوف مقادة فعميا مف قبؿ فاعميف دينييف أو سياسييف أو ثقافييف ال يروف العال إال مف خامسا : استخبلصات لمعالجة مشكمة االنغبلؽ المعرفي لميوية ازوية خاصة وكأف العال باؽ عمى حالو وشكمو وطبيعتو ضمف وعد تقبؿ أو احت ار ثقافة االختبلؼ والتنوع كظاىرة سموكية: مف المفترض كما ت التوضيح سابقا أف اليويات المعرفية تصاب باالنغبلؽ نتيجة الركود الثقافي واالجتماعي ونتيجة عد تواصميا ومحاورتيا مع اآلخريف مف خبلؿ تفعيؿ عمميات التأثير المتبادؿ والتي تحمؿ قد ار كبي ار مف المعرفة والثقافة. وأف تعطيؿ ىذا األمر بفعؿ بعض الفاعميف في أي مجاؿ مف مجاالت الحياة )الدينية والسياسية واالجتماعية والثقافية والمينية...إلخ(. يفضي لخمؽ ىوية معطمة ومغمقة لخدمة مصالح فرد أو جماعة معينة ويحوؿ دوف حرية التمثؿ والمواءمة لممعمومات واالستقبللية في الحك واتخاذ الق ارر وابداء ال أري )تحت شعار السمع والطاعة باعتبار ذلؾ شرطا ضروريا لمقبوؿ والرضا عف الفرد في الجماعة(. ويجدر القوؿ بأف اليويات المغمقة ذات الطبيعة الدينية أو غير الدينية يترتب عمييا نوعا مف الخطاب االنغبلقي الذي ال يمجد العنؼ واقصاء اآلخر فقط بؿ لديو القدرة عمى تعطيؿ الزماف والمكاف لقد ارت بشرية تممؾ الطاقة والعمؿ واإلبداع. وىو عال مغمؽ أو ضمف ىوية مغمقة ]10]. بيد أنو يمكف اإلشارة إلى عدة استخبلصات أو نقاط ميمة تمثؿ إضاءات لبلسترشاد بيا في معالجة ىذه المشكمة في مجتمعاتنا اإلسبلمية تتمثؿ فيما يمي: أوال : إف صياغة اليوية الحضارية لممجتمعات اإلسبلمية كعممية ثقافية كبرى ليست عممية أحادية بؿ مزدوجة أو ذات جانبييف ىما: أ: التعرؼ عمى الذات الحضارية )اإلسبلمية( ومكوناتيا وما ىو جوىري فييا وما ىو عرضي أو طارئ عمييا وقد يكوف معطبل لمسيرتيا واإلس ارع في تبديمو بيدؼ تجديد ىذه الذات والمساعدة عمى انسجاميا مع حركة التاريخ والتعاطي المرف مع مقتضيات الثبات وعوامؿ التغير. ب: التعرؼ عمى اآلخر المخالؼ والتعامؿ معو بإيجابية واد ارؾ وفي نقاط قوتو وضعفو وجوانبو النفسية السمبية )عقدة( التي تثقؿ كاىمو بغرض االبتعاد عنيا وتقدير جوانب اإليجاب والقوة فيو واالستفادة منيا وابداء االحت ار ليا فاألم كاألشخاص ما يفضي ليجرة العقوؿ الثقافية والعممية واألدبية ويؤدي تحتاج لمتقدير المعنوي وتحب مف يمنحو ليا وتكره مف يتعالى أيضا لطغياف ىذه اليويات المغمقة واستخدا خطاب التجري والتخويف لآلخر المخالؼ والمحايد أيضا [10]. والجدير بالذكر أيضا كما يوضح المسعودي أف اليويات المفتوحة )المستقمة( في أزمتنا ال ارىنة تعمؿ في ظؿ ظروؼ عصيبة ألنيا تواجو سوء التأويؿ والم ارقبة الدائمة سواء مف قبؿ سمطة الدولة االستبدادية أو مف خبلؿ سمطة المجتمع المثقؿ بفاعميف سمبييف ومعطميف لقيمة التجديد والتطور. وألف اليويات المعرفية المفتوحة تخاؼ مف سوء التأويؿ لمعارفيا وأفكارىا فإنيا قد تبدو ضبابية وغير واضحة أحيانا أو ىامشية فيما تقد مف معرفة مع وجود خوؼ مضمر مف اآلخر عمييا ازد ارء واحتقا ار [12]. ثانيا : إف تحديد المرء لذاتو أو ىوية الذات االيديولوجية يمكف أف يت بإحدى طريقتيف ىما: أ: طريقة إيجابية تركز عمى م ازيا الشخص وخصائصو وامكاناتو وانجا ازتو وطموحاتو بطريقة واثقة معتدلة ومتسامحة حيث أف اآلخريف لديي م ازياى أيضا وانجا ازتي وطموحاتي وبشكؿ يترؾ مساحة واسعة لمتعدد والتنوع واالختبلؼ واالتفاؽ والحوار والتعايش اإليجابي القائ عمى االحت ار والتقدير المتبادؿ لجوانب االتفاؽ واالختبلؼ. ب: طريقػػػػة سمبيػػػػة تقػػػػو عمػػػػى التحػػديػػد السمبػػي لمذات مف خبلؿ 477

2016 3 5 تناقضيا مع الذات األخرى لؤلشخاص أو الجماعات أو المجتمعات المخالفة لمفرد ذي اليوية المغمقة. حيث يشعر ىذا الفرد بالتميز لمجرد مخالفتو لؤلخر ومف المفترض أف يؤسس ىذا ليوية مغمقة سالبة تقو عمى مجرد التضاد مع اآلخر المخالؼ وال تسمح بمساحة مف التسامح والعيش المشترؾ بؿ شعور بالضدية مع اآلخر والتناقض معو [12]. الجوانب غير األخبلقية ليذه المنج ازت قياسا عمى ما يتصوره ىو أنو فضيمة ]12]. اربعا وأخي ار مف المي التأكيد عمى أف انفتاح اليوية في إطار المجتمعات المتحضرة تتبدى في قدرتيا عمى تكويف المسا ارت المختمفة والمغايرة مقارنة بما لدى أصحاب اليويات المغمقة وتممؾ وسائؿ معرفية غير نيائية وغير يقينية تتمثؿ بعض ثالثا : إف اليويات السمبية المغمقة والتي تبنى عمى أساس سماتيا األساسية فيما يمي: المخالفة والتقاطع وليس االختبلؼ مع اآلخر تواجو مشكمتيف القدرة عمى التسامح فاليوية المفتوحة ذات مناخ مرف ىما: متسامح وقابؿ لؤلخذ والعطاء بشكؿ إنساني. أ: الميؿ الدائ أو المتنامي إلب ارز التناقض مع اآلخر باعتباره القدرة عمى الت ارك حيث تنتج الجديد والت اركمي مف خبلؿ الطريؽ الوحيد لتوكيد الذات وما يصاحب ذلؾ مف إحساس باالستعبلء والتطير األيديولوجي والذي يحوؿ دوف االقت ارب مف ذواتيا الباحثة عف الجديد والغريب في كؿ ما يتعمؽ والطبيعة والعال وأنيا ذات عقؿ بحثي. باإلنساف اآلخر أو محاولة اكتشاؼ جوانب االتفاؽ أو القواس المشتركة القدرة عمى التجاوز والبناء فيي تبتعد عف القولية والنمطية معو )دينيا واجتماعيا أو عرقيا أو سياسيا أو مينيا...إلخ( ألف مجرد وجود عوامؿ مشتركة أو تسامح مع اآلخر ييدد معنى وجودىا القائ عمى المخالفة والضدية ويشعرىا بنوع مف الذوباف وىذا ناتج عف الت ارك المعرفي ووجود العقؿ النقدي الذى يؤمف باإلنساف كقيمة عميا [10]. عمى أية حاؿ يمكف القوؿ تمخيصا لكؿ ما ت عرضو في اآلخر واالنكفاء أمامو. وىو أمر يفزعيا ويدفعيا لبلبتعاد عف سابقا أف ثقافة الك ارىية لآلخر المصاحبة النغبلؽ اليوية ال تنبع اآلخر المخالؼ بادعاء الضدية. ومف ىنا تحدث المجا ارة فقط مف حقيقة االختبلؼ مع اآلخر أيا كاف حجمو وعمقو ولكف المضادة (anticonformity) أو المغايرة التامة لآلخر مف طريقة التعرؼ عميو فيي التي تجعؿ منو صديقا يتعيف المخالؼ سواء أكاف فردا أ جماعة أ مجتمعا وىو ما يميز األصوليات ذات اليوية المغمقة. االقت ارب منو والتعاوف معو أو عدوا يجب االبتعاد عنو والجياد ضده. ب: المشكمة الثانية التي تواجو ذوي اليويات السمبية المغمقة الم ارجع والتي تبنى عمى أساس المخالفة والتقاطع ىو حدوث حالة مف االغت ارب عف العصر. ويعني ىذا أنو كمما تقد اآلخر )المخالؼ( حضاريا واكتسب خب ارت وحقؽ إنجا ازت جديدة عمى مستوى التجربة اإلنسانية وضع صاحب اليوية المغمقة في حيرة بيف أمريف ىما: إما مماثمة اآلخر والتماىي معو فيما حقؽ وأنجز ومشاركتو الخبرة والتعايش مع أفكار ومنتجات حضارتو. واما أ. الم ارجع العربية [1] [2] ف ارج محمد )1971( مرضى النفس فػي تطػرفي واعتػدالي القاىرة: الييئة المصرية العامة لمكتاب مصر. حمػػػو فرعػػػوف )2010( فمسػػفة االخػػتبلؼ عنػػػد األميػػر عبػػد القادر الج ازئػري رسػالة ماجسػتير غيػر منشػورة كميػة العمػو اإلنسانية جامعة أبى بكر بمقايد الج ازئر. االبتعاد بنفسو عنو وعف العصر الذى يسود فيو اآلخر المخالؼ ويسيطر عميو معتب ار ذلؾ مخالفا ألصالتو أو تركي از عمى 478

[13] عمػػػػي [3] العيبلنػػػي محمػػػد )2014( اليويػػػة واالخػػػتبلؼ فػػػي قضػػػايا الػػػػديف والمجتمػػػػع. مؤسسػػػػػة مؤمنػػػػػوف بػػػػبل حػػػػدود لمد ارسػػػػػات حيػػػػدر أحمػػػػد )1993( مفيػػػػو األصػػػػولية: التػػػػاريخ والمعنػػى فػػػي: محمػػود أمػػػيف العػػػال )محػػرر( قضػػايا فكريػػػة [14] [15] واألبحاث متوفر عمى ال اربط: http://www.mominou n.com/articles حسػػػػػػف حسػػػػػػف عمػػػػػػي )1991( تيديػػػػػػد اليويػػػػػػة والتطػػػػػػػرؼ السػػػػػموكي نمػػػػػوذج نفسػػػػػي وتطبيقػػػػػو عمػػػػػى بعػػػػػض صػػػػػور التفاعػػؿ فػػي المجتمػػع المصػػري إصػػدار خػػاص مجمػػد 9 عػػػػػدد مصر. 5 المجمػػػػة العمميػػػػػة لكميػػػػة اآلداب جامعػػػػة المنيػػػػػا: قضايا فكرية لمنشر القاىرة: مصر. جػػارودي روجيػػو )1992( األصػػوليات المعاصػػرة أسػػبابيا ومظاىرىا تعريب أحمد خميؿ دار عا ألفيف: باريس. زكريػػػػػػػا فػػػػػػػؤاد )1998( الحقيقػػػػػػػة والػػػػػػػوى فػػػػػػػي الحركػػػػػػػات اإلسبلمية المعاصرة دار قباء القاىرة: مصر. [16] حسػػػػػػػف حسػػػػػػػف عمػػػػػػػي )1998( تيديػػػػػػػد اليويػػػػػػػة ومشػػػػػػػكمة [6] [9] العسػػيري عبيػػر محمػػد ) 1424 ىػػػ( عبلقػػة تشػكؿ ىويػػة األنػػا بكػػؿ مػػف مفيػػو الػػذات والتوافػػؽ النفسػػي واالجتمػػاعي لػػػدى عينػػػػػػة مػػػػػػف طالبػػػػػػات المرحمػػػػػػة الثانويػػػػػػة بالطػػػػػػائؼ رسػػػػػػالة ماجستير غير منشػورة كميػة التربيػة جامعػة أ القػرى مكػة المكرمة: السعودية. [10] المسػػػػػػعودي وليػػػػػػد )2006( اليويػػػػػػات المغمقػػػػػػة واليويػػػػػػات المفتوحػػة مجمػػة الحػػوار المتمػػدف العػػدد )5( متػػوفر عمػػى ال اربط: http://www.ahewar.org/debat/show.art. asp?aid=83428 [11] صمويؿ بي. ىنتنجوف )1999(. صدا الحضا ارت: إعادة صػػػنع النظػػػػا العػػػػالمي ترجمػػػػة: طمعػػػػت الشػػػػايب وتقػػػػدي: صبلح قنصوه. الدار الجماىيرية لمنشر والتوزيع ليبيا. [12] سػػػػػال صػػػػػبلح ) 1436 ىػػػػػػ( انفجػػػػػا ارت الظػػػػػاىرة الجياديػػػػػة والصػ ارع ال ازئػؼ عمػى اليويػة الحضػارية جريػدة الحيػاة 26 شػعباف: متػوفر عمػى الػ اربط: األصػػػػػولية والتطػػػػػرؼ فػػػػػي المجتمعػػػػػات اإلسػػػػػبلمية بحػػػػػوث المػػػػؤتمر الػػػػدولي )العمػػػػو االجتماعيػػػػة ودورىػػػػا فػػػػي مكافحػػػػة جػػػػ ارئ العنػػػػؼ والتطػػػػرؼ فػػػي المجتمعػػػػات اإلسػػػػبلمية ج 4 ص. ص 1 األزىر: مصر. [17] عبد الفتاح 59 كميػػػػػػة الد ارسػػػػػػات اإلنسػػػػػػانية جامعػػػػػػة نبيؿ )1995( الجماعات اإلسبلمية ال ارديكاليػة )محػػػرر( تقريػػػر الحالػػػة الدينيػػػة فػػػي مصػػػر مركػػػز األىػػػػ ار لمد ارسات السياسية واالست ارتيجية القاىرة: مصر. ب. الم ارجع االجنبية [4] Laing, R. (1977) Self and others, Britain, Penguin Books. [5] Breekwell, G. (1986) Coping with threatened identities, New York: Mechien Comp. [7] Moscovici, S. (1976) Social influence and social change, London, Academic Press. [8] Marcia, J (1978) ego identity status, relationship to change in self esteem, general adjustment and authorianism, journal of personality, 35, p.p118 133. http://www.alhayat.co m/articles/4674276 479

2016 3 5 IDENTITY CLOSING AND THE ABSENCE OF A CULTURE DIFFERENCE IN MUSLIM COMMUNITIES ANALYTICAL STUDY OF IT,S DIMENSIONS AND PSYCHOLOGICAL SIGNIFICANCE HASAN ALI HASAN MUSALAM Minia University ABSTRACT_ The study aimed to link the identity closing and the absence or lack of respect for a culture of difference in our Islamic communities. And get to know the dimensions of this problem and its implications or psychological effects, through a methodology based on the description Analytical qualitative. As part of this study included an analysis of the concept of identity and its importance and correlates, and The concept of ego identity closing and rates or levels of identity verification: (achievement, moratorium, foreclosure, diffusion). also the problem of identity in ArabIslamic frame. Finally the importance of understanding the patterns of religiosty and its role in the construction of identity. The study also, showed negative effects of identity closing,like as the spread extreme religious fundamentalism, and the false sense of notability and the tendency to ideological exclusion to the different other. The study conclude some conclusions related The formulation of culturl or civilized identity of the Islamic communities. 480