مقاالت 065 معين الطاهر* مواجهة الدولة اليهودية ذات النظام ين وتفكيك نظام الا بارتهايد الصصهيوني هذه المقالة مهاولة ل عادة قراءة مسسار الهركة الوطنية الفلسسطينية المعاصصرة وعرضض المراحل التي مر بها المششروع الوطني الفلسسطيني منذ الخمسسينيات حتى ال ن وصصولا ا لى تهليل المرحلة الراهنة في النض ال الفلسسطيني وبالتالي رسسم ملامه مششروع وطني فلسسطيني مقاوم يتلاءم مع ميزان القوى ويسسعى باطراد لتغييره عبر صصوغ اسستراتيجيا تششكل مخرجا من الما زق الهالي وتض من وحدة الششعب الفلسسطيني وتمك نه من دحر الاحتلال وتفكيك نظام ال بارتهايد. المشروع الوطني الفلس طيني عبر التاريخ ١ انتهت حرب ١٩٤٨ بما ع رف بالنكبة ومعها فقد الفلسسطينيونا غلبا راض يهم وه ج روا من ديارهم كما فقدوا كيانهم السسياسسي وقوتهم المسسلهة الض ي يلة الباقية: فهكومة عموم فلسسطين لفظتا نفاسسها لهظة ولادتها وتهول رءيسسهاا حمد حلمي عبد الباقي ا لى ممشل لفلسسطين في جامعة الدول العربية ا م ا ''جيشش الجهاد المقدس '' التابع للهيي ة العربية العليا فن زع سسلاحه وسس ر حت وحداته المنتششرة في الض فة الغربية. ومنذ ذلك الوقت ششكلت فكرة تهرير فلسسطين هاجسسا داءما لل جيال الفلسسطينية المتعاقبة وا ن اختلفت الر ءوى والطرق ا لى تهقيق ذلك. فقد اسست خدمت القض ية الفلسسطينية في صصراعات ال نظمة العربية فيما بينها ا و في مواجهة خصصومها في الداخل وبموازاة ذلك لم تغب عن السساحة الدولية يوما مبادرات ومششاريع سسياسسية وقرارات دولية خاصصة بالقض ية الفلسسطينية حتى بات ممكنا القول ا نها غطت جميع الهقب الزمنية وما زالت تتوالى حتى اليوم. وفي ذلك كله ما * كاتب فلسسطيني.
066 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 يوءكدا همية القض ية الفلسسطينية المهورية في راهن المنطقة ومسستقبلها ومهاولات القوى الدولية وال قليمية الداءم لاسستخدام القض ية الفلسسطينية في نزاعاتها ا و ا يجاد حلول جزءية لبعضض مششكلاتها ا و تجميدها ا و ا لهاءنا بهلول مقترحة لا تلبشا ن تختفي ليهل مكانهاا فكار جديدة. بعد النكبة اتجهتا نظار الششباب الفلسسطيني نهو ال حزاب العربية بتلاوينها الفكرية المتنوعة قومية كانتا م يسساريةا م ا سسلامية وششارك هوءلاء الششباب في تا سسيسسها وقيادتها على قاعدةا ن اسستراتيجيا تهرير فلسسطين تنطلق من تغيير الواقع العربي عبر تسسل م هذه القوى الناششي ةا نظمة الهكم في بعضض ال قطار العربية. وترافق ذلك مع التعلق بتهقيق وحدة قطر ين عربيينا وا كشر في وقت ظهرتا فكار تتعلق بالكيان الفلسسطيني في قطاع غزة مترافقة مع تششكيل بعضض الخلايا العسسكرية المنفردةا و المرتبطة بالنظام المصصري ٢ ا و السسوري. ٣ لاحقا في مرحلة السستينيات وا مام تنامي النزعة ا لى تششكيل منظمات فلسسطينية تسسعى بششكل رءيسسي لهششد طاقات الششعب الفلسسطيني في اتجاه فلسسطين ششكلا عض اء ال حزاب فروعا خاصصة بالفلسسطينيين في ال حزاب التي ينتمون ا ليها. ويمكن اعتبارا ن الاتجاه العام في تلك المرحلة الممتدة حتى حرب حزيران/يونيو ١٩٦٧ تمشل في المهافظة على الهوية الفلسسطينية ورفضض مششاريع التوطين والتطلع ا لى متغيرات في الواقع العربي واسستعداداته لتهرير فلسسطين. وجاء تششكيل منظمة التهرير الفلسسطينية بقيادةا حمد الششقيري وتششكيل جيشش التهرير الفلسسطيني وفق هذا السسياق الذي يتض من ا عداد الششباب الفلسسطيني للمششاركة مع الجيوشش العربية النظامية في معركة التهرير ض من الاسستراتيجيا العربية الرسسمية. وا ذا كان هذا هو الاتجاه العام السساءد في تلك المرحلة ا لا ا نه ومنذ منتصصف الخمسسينيات ترافق مع فكرة تا سسيس حركة تهرر وطني فلسسطيني من خلال تششكيل عدة ب ءور تهملا فكارا متقاربة وتلتقي حول ا ششكال وتجمعات وروابط سسياسسية واجتماعية ونقابية في غزة ومصصر وال ردن والكويت والسسعودية وقطر وا وروبا. ففي الكويت ع قد اجتماع للخلية ال ولى التي ا سسسست حركة ''فته'' في سسنة ١٩٥٧ غيرا ن اسسم ''فته'' لم يظهر ا لا في سسنة ١٩٥٩. وبدا ت الب ءور ال خرى بالانض مام ا ليها لكن عملياتها العسسكرية لم تبدا سسوى في مطلع كانون الشاني/يناير ١٩٦٥. وفي الوقت ذاته كانت ا رهاصصات مششابهة تدورا يض ا فيا وسساط حركة القوميين العرب وحزب البعش العربي الاششتراكي وعبر تجمعات طلابية وعمالية. حرب حزيران/يونيو ١٩٦٧ على الرغم من اختلال ميزان القوى كليا لمصصلهة العدو الصصهيوني بعد حرب حزيران/ يونيو ١٩٦٧ فا ن اسستراتيجيا فلسسطينية مغايرةا رسسيت بعد الهرب وا ن كان التبششير بها قد سسبق تلك الهرب با عوام قليلة من خلال تششكيل خلايا للمنظمات الفلسسطينية المسسلهة. واعتمدت هذه الاسستراتيجيا الكفاه المسسله عبر حرب الششعب الطويلة ال مد التي كان هدفها تهرير كامل التراب الفلسسطيني والتي نمت وتطورت في ظلها الشورة الفلسسطينية المعاصصرة.
مواجهة الدولة اليهودية ذات النظام ين وتفكيك نظام األبارتهايد الصهيوين مقاالت 067 ا صصبه هذا هدف المششروع الوطني الفلسسطيني واسستراتيجيته وقد سساعدت ظروف ما بعد حرب حزيران/يونيو على نمو هذا الاتجاه ا ذ ض عف التا ثير العربي الرسسمي في منظمة التهرير الفلسسطينية وا صصبه في ال مكان ا عادة تششكيلها علىا سسس جديدة وباتتا كشر اسستقلالية وهيمنت فصصاءل المقاومة عليها ال مر الذي وف ر لهذه الفصصاءل ا طارا سسياسسيا ششرعيا سسرعان ما نال اعترافا عربيا ودوليا. واسسعا وا صصبهت حركة ''فته'' في موقع القيادة الرسسمية للهركة الوطنية الفلسسطينية عندما تولت قيادة منظمة التهرير في ششباط/فبراير ١٩٦٩ وتعمقت اسستقلالية القرار الفلسسطيني بهكم ض عف ال نظمة العربية المهزومة من جهة ووهج المقاومة من جهةا خرى. كماا دى ض عف ال نظمة العربية بعد الهزيمة والالتفاف الششعبي حول المقاومة ا لى تراخ في الض وابط الهكومية فتمكنت منظمات المقاومة من ا قامة قواعد عسسكرية لها في ال ردن ولبنان وتدخلت الدول العربية لاحقا منا جل تخفيف الاحتقان الناتج من ذلك وفرضض اتفاقات تنظ م وتششرعن هذا الوجود. وقد نجه هذا في لبنان لكن في ال ردن اندلعت اششتباكات موءسسفة فيا يلول/ سسبتمبر ١٩٧٠ ا دت ا لى خروج المقاومة الفلسسطينية منه وفقدانهاا هم مواقعها خارج ال رضض المهتلة. بداية التهول في المشروع الوطني وا ذا كانت هزيمة حزيران/يونيو ١٩٦٧ قد حف زت ا رادة القتال فا ن نصصر حرب تششرين ال ول/ا كتوبر ١٩٧٣ فته الباب على مصصراعياه مام مششاريع التسسوية ال مر الذي ا دى ا لى تغيير جذري في المششروع الوطني الفلسسطيني. بدا ذلك التهول بالتدريج عبر تبن ي المجلس الوطني الفلسسطيني في سسنة ١٩٧٤ مششروع النقاط العششر الذي تض من السسعي ل قامة سسلطة وطنية و صصفت يومها با نها ''مقاتلة'' كماا ن نطاقها الجغرافي في ذلك الوقت ولغايات تمرير المششروع لم ينصص صصراحة على الض فة الغربية وقطاع غزة وا نما ''علىا ي بقعة ت هررها من الاحتلال.'' وسس مي ذلك بالهل المرحلي لكنه عمليا وبالتدريج رسس خ مفهوم التخلي عن تهرير كامل التراب الفلسسطيني وا دى ا لى التراجع عن هدف ا قامة دولة ديمقراطية تتعايشش فيها ال ديان كافة. لم تكن طريق الانخراط في مششروع التسسوية مفروششة بالورود ولم تكن بالسسهولة التي تخيلها البعضض. فقد اعتقد البعضضا ن انسسهابا ا سسراءيليا من الض فة والقطاع هوا مر حتمي بعد حرب تششرين وا ن هناك فراغا يهتاج ا لى م ن يمل ه وتمك ن الرءيس ا نور السسادات من ا قناع القيادة الفلسسطينية بعد حرب تششرين ال ول/ا كتوبر مباششرة في لقاء له مع صصلاه خلف وفاروق القدومي با ن الض فة يمكنا ن تتسسلمها منظمة التهرير ا ذا وافقت على حض ور موءتمر السسلام المفترضض عقده ا و تعود ا لى الملك حسسين. وششك ل ذلك ا ول توجه فلسسطيني في اتجاه ذلك المسسار الذي عم ق الخلاف مع النظام ال ردني. ومنذ ذلك الوقت تهولت الاسستراتيجيا الفلسسطينية ا لى اسستراتيجيا البهش عن مقعد في قطار التسسوية وانتزاع اعتراف عربي ودولي بمنظمة التهرير الفلسسطينية كممشل ششرعي ووحيد للششعب الفلسسطيني وبات على
068 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 المنظمةا ن تقد م التنازل تلو التنازل كي تنال الاعتراف ال ميركي بها وتشبتا هليتها للمششاركة في مباحشات السسلام. لم يتوقف قطار التسسوية عند مهطة منظمة التهرير بل تجاوزها وبدلا منه اششتعلت في لبنان نيران حربا هلية ما ا ن انتهت حتى توالت الاجتياحات الصصهيونية. غيرا ن التعلق بسسراب التسسويةا دى ا لى تغيرات عميقة في الاسستراتيجيا الفلسسطينية ا ذ تهولت قاعدة الارتكاز المفترض ة في لبنان ا لى منطقة نفوذ وورقة قوة لتا كيد مكانة منظمة التهرير وحقها في المششاركة في التسسوية المتخيلة. وتهولت اسستراتيجيا الكفاه المسسله وحرب الششعب ا لى اسستراتيجيا الدفاع عن الشورة وبقاءها في ظل مهاولات العدو الصصهيوني ا ض عافها والقض اء عليها والدفاع عن الذات في خض م المعارك الداخلية التي خاض تها مع ا طراف عربية دفاعا عن وجود الشورة وا نجازاتها وحقها في المششاركة فيا ي تسسوية مقبلة وا صصبه القرار الفلسسطيني المسستقل ومقررات موءتمر القمة العربي في الرباط التي اعترفت للمنظمة بالصصفة التمشيلية للششعب الفلسسطيني بوابة الدخول في معترك التسسوية. في هذه المرحلة حافظت القيادة الفلسسطينية على المقاومة المسسلهة من دون ا ن ترتقي بها ا لى اسستراتيجيا الهرب الششعبية وذلك في الوقت الذي كانت تششق طريقها نهو التسسوية وسسط عقبات عربية ودولية ومعارض ة ششديدة من العدو الصصهيوني الذي كان يهاول فرضض بداءله مشل روابط القرى وعرضض ا ششكال من الهكم الذاتي المهدود الذي يدير ش وءون السسكان من دون تهقيق الانسسهابا و ا عطاءا ي مظهر للسسيادة وهو ما يتيه له بالتدريج ابتلاع ال رضض العربية وض م ها ا ليه. وترافق ذلك مع اجتياه بيروت في سسنة ١٩٨٢ ومهاولة العدو ا نهاء الوجود الفلسسطيني المسسله في لبنان. الانتفاضضة تعيد فلس طين ا لى الصصدارة بعد الخروج من بيروت في سسنة ١٩٨٢ وحرب المخيمات وتوزع قوات الشورة الفلسسطينية على المنافي العربية اندلعت الانتفاض ة الفلسسطينية ال ولى بعد مقتلا ربعة ششبان عرب في قطاع غزة في ا ثر حادش سسير مع سسيارة عسسكرية صصهيونيه في ١٩٨٧/١٢/٨. لكن ذلك لم يكن ا لا ششرارة ا ششعلت حقلا وا طلقت الانتفاض ة ال ولى التي اسستمرت سستاة عوام تميزت با ششكال متقدمة من المقاومة الششعبية للاحتلال وا عادت القض ية الفلسسطينية مرةا خرى ا لى صصدارة ال حداش وكرسست قيادة منظمة التهرير عاملا رءيسسيا فيا ي حل للقض ية الفلسسطينية. جاء التهول ال برز في الاسستراتيجيا الفلسسطينية في اجتماع المجلس الوطني الفلسسطيني في الجزاءر في سسنة ١٩٨٨ والذي كرسست قراراته الاتجاه بششكل نهاءي نهو ا قامة دولة فلسسطينية في ال راض ي الفلسسطينية المهتلة منذ سسنة ١٩٦٧ ا ي الض فة الغربية وقطاع غزة ومهدت الطريق للاعتراف بقرار مجلس ال من الدولي رقم ٢٤٢. وقد انعكس هذا على برنامج قيادة منظمة التهرير للانتفاض ة ال ولى التي اسستمرت سستةا عوام وا سسفرت عن مششاركة وفد فلسسطيني ض من مظلةا ردنية في موءتمر مدريد للسسلام في سسنة.١٩٩١ وبا يجاز ششديد ا دى سسقف البرنامج
مواجهة الدولة اليهودية ذات النظام ين وتفكيك نظام األبارتهايد الصهيوين مقاالت 069 السسياسسي لمنظمة التهرير علاوة على الهصصار الذي تعرض ت له بعد حرب الخليج ال ولى ورغبتها في الاسستشمار السسريع للانتفاض ة ا لى موافقتها على الذهاب ا لى مدريد في الوقت الذي كان وفد فلسسطيني يجري مباحشات سسرية مباششرة مع وفد صصهيوني فيا وسسلوا سسفر عن انتهاء مباحشات مدريد وتوقيعا علان المبادي بش ا ن ترتيبات الهكم الذاتي الانتقالي وهو ما ع رف باتفاق ا وسسلو. اتفاق ا وس لو.. التخلي عن الكفاه المس له نقل اتفاقا وسسلو الاسستراتيجيا الفلسسطينية ا لى وض ع جديد كليا ا ذ جرى التخلي عن الكفاه المسسله واعترفت منظمة التهرير الفلسسطينية ب ''ا سسراءيل'' بينما اعترفت ''ا سسراءيل'' با ن منظمة التهرير الفلسسطينية هي الجهة الوحيدة التي تمشل الفلسسطينيين في مفاوض ات الهل النهاءي وترتيباته بمعنى ا نها لم تعترف با ي من الهقوق المششروعة للششعب الفلسسطيني وا نما اكتفت بالاعتراف بالصصفة التمشيلية لمنظمة التهرير للتفاوضض بش ا ن مختلف القض ايا ض من مفاوض ات الهل النهاءي. كماا ن الانسسهاب من المناطق التي اصصط له على تسسميتها المناطق ''ا '' وششملت المدن الكبرى وسس ل مت ا دارتها للسسلطة الفلسسطينية اتخذ صصيغة ا عادة انتششار للجيشش ال سسراءيلي وليس انسسهابا من هذه المناطق وهو الوض ع الذي لم يدم طويلا ا ذا عاد الجيشش ال سسراءيلي اقتهامها في الانتفاض ة الشانية. حل الدولتين والتنازل المتدرج ا صصبه المششروع الوطني الفلسسطيني هو حل الدولتين وباتت الاسستراتيجيا الوحيدة المتاحة هي المفاوض ات لفترة انتقالية تمتد ا لى خمسسةا عوام قبل الوصصول ا لى الهل النهاءي المنششود. لكن الرءيس ياسسر عرفات ا درك في سسنة ٢٠٠٠ بعد مباحشات كامب ديفيد ا ن المفاوض ات وصصلت ا لىا فق مسسدود وقد را نه لا بد من ممارسسة ض غط ا ض افي لهمل الكيان الصصهيوني على قبول الهد ال دنى من المطالب الفلسسطينية فقام برعاية الانتفاض ة الشانية التي كانت ششرارتها زيارة ا ريي يل ششارون للمسسجد ال قصصى في ٢٠٠٠/٩/٨ بل ششجع علىا ن تنهو منهى عسسكريا معتقدا ا ن ذلك من ش ا نه ربط مفهوم ال من ال سسراءيلي بالسسلام مع الفلسسطينيين والعودة ا لى المفاوض ات من موقعا قوى. بعد اسستششهاد ياسسر عرفات ا عيد ا نتاج اتفاقا وسسلو لتعود داءرة المفاوض ات من جديد ض من مرجعية جديدة قوامها ما يمكن ا ن يتفق عليها طراف النزاع. لم يعد الاحتلال والاسستيطان وششرعيته موض وع المفاوض ات التي غرقت في التفصصيلات وا نماا صصبهت المفاوض ات تلدا خرى من دون التوصصل ا لى ا ي نتيجة ور بطتا غلبية الش وءون اليومية الفلسسطينية بسسياسسة الاحتلال وا جراءاته وتصصاعدت صصيهات المس وءولين با نهم سسلطة بلا سسلطة وارتفع عدد المسستوطنين في الض فة الغربية والقدس ا لى ما يقارب ٧٥٠,٠٠٠ مسستوطن وقام الكنيسست الصصهيوني بتششريع قانون يميزهم من السسكان الفلسسطينيين في مقدمة ل علان ض م المسستعمرات ا لى الكيان الصصهيوني. وا ذا علمناا ن المناطق التي يسسيطر عليها
070 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 الاسستيطان ا و ما ي عرف بالمنطقة ''ج'' تبلغ مسساحتها ٦٢ بينما تبلغ مسساحة القدس الكبرى ٢٢ فا نه لم يتبق للفلسسطينيين في الض فة الغربية سسوى ١٦ ض من مدنهم وقراهم المفصصول بعض ها عن البعضض ال خر. فششل مششروعا وسسلو تماما وتنصصلت منه مقررات المجلسس ين المركزي والوطني وراوحت المفاوض ات مكانها ثم توقفت وابتلع الاسستيطان الض فة الغربية والتهمت المسستعمرات حل الدولتين وباتت مهاولات المصصالهة الفلسسطينية حلما بينما تكرس الانقسسام كابوسسا ثقيلا. فقطاع غزة ما زال مهاصصرا بعد ثلاثة حروب خاض ها منفردا والقض ية الفلسسطينية كقض ية عربية مركزية تراجعت عن موقعها وبعضض العرب باتوا منششغلين بهروبهم ومعاركهم وفتنهم الداخلية وبخلق تناقض ات جديدة تششعل حروبا فيا رجاء المنطقة والمششروع الفلسسطينيا ض هىا مام مواجهة واض هة مع المششروع الصصهيوني التوراتي الذي يسستهدف كل فلسسطين. لم يتم بلورةا ي سسياسسة فلسسطينية جديدة للخروج من عنق الزجاجة الهالي ا ذ لا تزال السسلطة توهم الجمهور الفلسسطيني با ن ثمة حلولا ومبادرات جديدة على الطريق عبر الهديش عن م هل تعطى للعدو وللمجتمع الدولي قبل ا علان فششل مسسار التسسوية والمفاوض ات ا و التلويه باللجوء ا لى المنظمات الدولية ومجلس ال من ا و ا يهامه با ن هناك ا جراءات وششيكة مقبلة مشل قرارات المجلس المركزي بوقف التنسسيق ال منيا و الوطني لاحقا والتي لم تر النور وذلك كله منا جل ا بقاء السسلطة في الداءرة ذاتها باعتبارها البديل الوحيد المتاه. في مواجهة صصفقة القرن جاء اعتراف الرءيس ال ميركي دونالد ترامب بالقدس عاصصمة موحدة للكيان الصصهيوني بمنزلة ا علان مبكر لانطلاق هذا المششروع وتمهيد له عبر ا خراج القدس من داءرة المفاوض ات كذلك وبهسسب التسسريبات ا خراج قض ية المسستعمرات واللاجي ين (حق العودة) منها.ا يا ن ما بات مطروحا للبهش هو ترتيبات لهكم ذاتي مهدود يتعلق بالسسكان وليس بال رضض. لاحقا وبهسسب التصصريهات المتعاقبة للمس وءولين ال ميركيين وخصصوصصا مبعوش الرءيس ال ميركي للششرق ال وسسط جيسسون غرينبلات فا ن المششروع ال ميركي للسسلام لن يتض من عودة ا لى المفاوض ات بين الفلسسطينيين والصصهيونيين مشلما كان سساءدا كماا ن السسلام مع الفلسسطينيين ما هو ا لا منتج ثانوي لمششروع سسلام عربي ا سسراءيلي يفته نافذة للسسلام مع الفلسسطينيين. ويعتمد هذا المششروع على ا عادة صصوغ التهالفات في المنطقة العربية وتغيير ا ولويات الصصراع فيها بهيش تصصبه ا سسراءيل جزءا ا سساسسيا من تهالف ا قليمي يض م ا لى جانبها بعضض الدول العربية ويرفع التناقضض مع دول ا قليميةا خرى مشل ا يران من مرتبة خلاف سسياسسي ونزاع على مناطق النفوذ ا لى خلاف رءيسسي له ال ولوية على كل ما عداه وخصصوصصا القض ية الفلسسطينية. وبمعنى ا خر الاعتراف بدور ا قليمي ل سسراءيل يتيه لها التدخل في قض ايا المنطقة العربية عبر اسستعادة دور الششرطي الذي فقدته خلال حرب الخليج وا يجاد حل ا قليمي للقض ية الفلسسطينية وتصصفيتها بمعزل عن ا رادة الفلسسطينيين وحقوقهم المششروعة.
مواجهة الدولة اليهودية ذات النظام ين وتفكيك نظام األبارتهايد الصهيوين مقاالت 071 موقف الرءيس محمود عباس بداية يجب القول ا ن الرءيس مهمود عباس لم يكن مرتاحا للتسسريبات التي وصصلت ا ليه عن صصفقة القرن التي وصصفها مهقا با نها ''صصفعة القرن'' وهو عارضض بششدة اعتراف ترامب بالقدس عاصصمة موحدة ل سسراءيل. ومعلوم موقفه في موءتمر القمة ال سسلامي الذي ع قد في ا سستانبول في ٦ كانون ال ول/ ديسسمبر ٢٠١٧ واعتبارها ن الولايات المتهدة لم تعد وسسيطا نزيها للتوسسط ل حلال السسلام بين الفلسسطينيين وال سسراءيليين ورفض ه اسستقبال ناءب الرءيس ال ميركي وعرضض قرارات ترامب على مجلس ال من والجمعية العامة لل مم المتهدة ال مر الذيا دى ا لى ا ظهار الولايات المتهدة معزولة على المسستوى الدولي ا ذ لم يقف معها سسوى الكيان الصصهيوني وبض ع دويلات لاا ثر لها في السسياسسات الدولية. كما سسعى الرءيس مهمود عباس جاهدا لمهاولة ا ششراكا طرافا خرى في رعاية عملية السسلام المتخيلة وحملها على الض غط على الولايات المتهدة مشل روسسيا والاتهاد ال وروبي والصصين. وقد عرضض مششروعه في خطاباه مام مجلس ال من الدولي في ٢٠ ششباط/فبراير ٢٠١٨ والذي اقتره فيه ''تششكيلا لية دولية متعددة ال طراف لهل قض ايا الوض ع الداءم بهسسب اتفاقا وسسلو'' وهي: قض ايا القدس والهدود وال من والمياه والمسستعمرات وال سسرى واللاجي ين وطالب بعقد موءتمر دولي للسسلام تهض ره جميع ال طراف با ششراف ال مم المتهدة واششترطا ن تلتزما طراف النزاع ''بالتوقف عن اتخاذ ال جراءات ال حادية التي توءثر في مفاوض ات الهل النهاءي'' وقد م من جهته وعدا بعدم الانض مام ا لى ٢٢ منظمة دولية كان قد تعهد سسابقا بالانض مام ا ليها ا مام الدورة ٢٨ للمجلس المركزي لمنظمة التهرير الذي ع قد في رام الله في ١٦ كانون الشاني/يناير.٢٠١٨ ا ن ما سسي عرضض على الفلسسطينيين ض من مششروع ترامب لا يتعدى كونه كانتونات منفصصلة ومتقطعة ال وصصال في الض فة الغربية علىا قل من ١٦ من مسساحة الض فة وذلك ض من حكم ذاتي على السسكان وليس دولة ذات سسيادة ومرتبط عض ويا بالنظام الصصهيوني وال دارة ال سسراءيلية. نعم رفضض الرءيس عباس هذا المششروع لكنه لم يسستطع الخروج من داءرته واكتفى بتدوير الزوايا ففي خطاباه مام مجلس ال من في ششباط/فبراير ا عاد طره ما قيل منذ سسنة ١٩٧٤ حين طره مششروع الم ءوتمر الدولي للسسلام. لكن من الواض ها ن ثمة اسستدارة عن مقررات المجلس المركزي وعدم رغبة فيها ا و ربما عدم قدرة على الذهاب في مواجهة المششروع ال ميركي حتى النهاية ولذا جرى الاكتفاء با حالة توصصيات المجلس المركزي ا لى لجان فنية ا ي دفنها في ال دراج والاكتفاء بموقف مبدءي يعارضض المبادرة من دون اتخاذ خطوات جدية في مواجهتها. وقد يكون ذلك تم بناء على مششورة بعضض ال طراف ال قليمية التي نصصهته بتجنب المواجهة مع الولايات المتهدة ا و تغيير نمط العلاقة السساءد مع الكيان الصصهيوني في الفترة الهالية. وترافق ذلك مع دعوة خبيشة ا لى قيام دولة فلسسطينية في قطاع غزة تمتد ا لىا جزاء من سسيناء ض من ترتيبات ا قليمية ت وهم الفلسسطينيين با ن لهم دولة وتهدف حقيقة
072 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 ا لى تصصفية القض ية الفلسسطينية. ومن هنا تا تيا همية المبادرة ا لى احتض ان القطاع وليس فرضض العقوبات عليه. فالموض وعا كبر من ششروط للمصصالهة يفرض ها هذا الطرفا و ذاك وا خطر من المطالبة بتمكين وهمي على سسلطات زاءلة. نهو مشروع وطني فلس طيني جديد ثمة نقطتان مهمتان حكمتا على اتفاق ا وسسلو بالفششل قبلا ن يجف الهبر الذي و ق ع به: ال ولىا نه لم يتعامل مع جميع مكونات القض ية الفلسسطينية وا نما ركز على ا قامة حكم ذاتي انتقالي في الض فة الغربية وا همل الششتات والفلسسطينيين في فلسسطين المهتلة منذ سسنة ١٩٤٨ كماا نها ج ل القض ايا المهمة كلها ا لى مفاوض ات الهل النهاءي بعدا ن قدم اعترافا مجانيا بهق ا سسراءيل في الوجود تاركا كل ششيء معلقا بل ا نه حتى لم يوقف الاسستيطانا و ي فرج عن ال سسرىا و ينجز انسسهابا ا سسراءيليا من المناطق الفلسسطينية. وعلى العكس من ذلك ر بط كل ششيء بال دارة ال سسراءيلية فيما يتعلق بال من والاقتصصاد بتفصصيلاتهما الكبيرة والصصغيرة وف سسه المجا ال مام الدول العربية ال خرى للتطبيع مع العدو والتنصصل من التزاماتها تجاه القض ية الفلسسطينية. والنقطة الشانية هيا ن توقيع هذا الاتفاق ورهن جميع القض ايا الرءيسسية فيه بالمسستقبل ا نما ينم عن عدم ا دراك حقيقي لماهية المششروع الصصهيوني في فلسسطين. لقد تبلور اتجاهان في الهركة الصصهيونية ع ب ر عنهما بعد ا علان قيام ا سسراءيل وذلك حين احتج بعضض الصصهيونيين على ديفيد بن غوريونل نه لم يسسمه للهاغاناه بالتقدم لاحتلال سساءر فلسسطين والوصصول ا لى الض فة الششرقية لنهر ال ردن وهو ما سسنطلق عليه الاتجاه التوراتي.ا م ا الاتجاه ال خر فهو الذي مش له م ن يمكن اعتبارهم ال باء ال واءل ل سسراءيل من بن غوريون وصصولا ا لى يتسسهاق رابين الذي قتلها حد المتطرفين اليهود المتا ثرين بالاتجاه التوراتي. وهذا الاتجاه الشاني يربط توسسع الدولة الصصهيونية بازدياد نسسبة اليهود ا لى عدد السسكان ال جمالي وقد حذ ر بن غوريون في رد ه على منتقديه منا ن اختلال هذه النسسبة تجعل من المجتمع ال سسراءيلي مكانا لممارسسة جميع ا ششكال التمييز العنصصري ا يا ن قدرة الدولة على التوسسع مرتبطة بزيادة عدد المهاجرين ا ليها. في ال عوام ال خيرة تغيرت المعادلة داخل المجتمع الصصهيوني الذي ازداد انهرافا نهو اليمين الصصهيوني التوراتي وا صصبهت عملية التوسسع الصصهيوني مرتبطة بمزاعم الهقوق التاريخية والدينية. لذا نلاحظ موجة من القوانين العنصصرية التي يجري تقديمها في الكنيسست وتتعلق بيهودية الدولة ا و ما يسسمونه الدولة القومية التي سستهكمها قوانين خاصصة باليهود وا خرى خاصصة بالعرب ا ذ لن تنطبق على العربي صصفة مواطن في الدولة بل سسي عتبر مقيما فيها وا ن قام بما يعتبره العدو مخالفاتا منية مشل التظاهر والرششق بالهجارة فا ن هذا ي عتبر مبررا كافيا ل بعاده وطرده. وقدا قر موءخرا قانون خاصص بذلك ينطبق علىا هل القدس وثمة مششاريع متعددة تتهدش عن سسيناريوهات لض م الض فة الغربية وتقسسيم العرب وفق درجات مختلفة بهسسب ولاءهم للدولة العبرية. لقد انتهى حل الدولتين ومات ودفنته
مواجهة الدولة اليهودية ذات النظام ين وتفكيك نظام األبارتهايد الصهيوين مقاالت 073 المسستعمرات وربع قرن من المفاوض ات. كما ا ن حل الدولة الواحدة ككيان ديمقراطي تتعايشش فيه جميع ال ديان مرهون بتفكيك البنية الصصهيونية للدولة العبرية لكنه ما زال حلا بعيد المنال وا ن كان يجب الهذر من الذين يظنونا نهم بتلويههم بفكرة حل الدولة الواحدة يخيفون الخصصم فيلجا ا لى حل الدولتين على اعتبارها هون الششرور ا وا ولي ك الذين يسستخدمون الفكرة ذاتها للتقليل من مخاطر الاسستيطان وض م ال راض ي على اعتبارا ن الجميع سسيكون في دولة واحدة. ا ن ششرط تهقيق الدولة الواحدة كدولة ديمقراطية في فلسسطين هو الخلاصص النهاءي من الصصهيونية. الهل المطروه من وجهة نظر صصهيونية هو حل الدولة الواحدة بنظام ين: نظام عنصصري للعرب وا خر لليهود هو حل الدولة القومية اليهودية التي يعيشش فيها العرب في ظل كانتونات وهو نظام بقاء الاحتلال وتطبيق نظام ال بارتهايد والتمييز العنصصري ومصصادرة ال راض ي وتكشيف الاسستيطان وتهجير الفلسسطينيين بمختلف الوسساءل. تفكك نظام الا بارتهايد الصصهيوني لا يمكن مواجهة المششروع الصصهيوني با نصصاف حلول ولا توجد مسساحات بيض اء ومسساحات رمادية للتفاوضض بش ا نها وهذا نابع من طبيعة المششروع الصصهيوني نفسسه ومن روايته التاريخية التي لا يمكن مواجهتها ا لا عبر التمسسك بروايتنا نهن وا ي تخل عنها يعني الانزلاق المتدرج في سسلسسلة من التنازلات تبدا ولا تنتهي والتجربة التاريخية خير ششاهد على ذلك. فا ي مششروع وطني فلسسطيني يجبا ن يكون مششروعا ممشلا للششعب العربي الفلسسطيني كله بجميع مناطقه ويعب ر عن تطلعاته: حق العودة في الششتات دحر الاحتلال في الض فة والقطاع رفع الهصصار عن غزة نض الا هلنا في فلسسطين المهتلة منذ سسنة ١٩٤٨ في التشبت في ا رض هم وض د القوانين العنصصرية التي تسستهدف ا بعادهم عنها. ا ن هذا يعني وحدة البرنامج الوطني الفلسسطيني مع تقدير خصصوصصيات قض اياه المتعددة التي فرض ها واقع النكبة والاحتلال من دون المسساس بوحدة قض يته وثوابته الوطنية. كماا ن بذور فناء المششروع الصصهيوني تكمن في داخله باعتباره مششروعا صصهيونيا اسستعماريا عنصصريا وانجراف هذا المششروع ا كشر فا كشر في اتجاه نظام ال بارتهايد يوسسع من ا فاق تعزيز النض ال ض ده ويمك ن من تهقيقا وسسع جبهة عربية وعالمية ض ده. ذلك با ن نظام ال بارتهايد الصصهيونيا عمق كشيرا ومختلف عن ذلك الذي كان يمار س في جنوبا فريقيا فهو نظام يمس ششراءه الششعب الفلسسطيني كله فمن جهة يمارس هذا النظام على الفلسسطينيين في الششتات بطردهم وتهجيرهم منا رض هم وبلدهم ومنعهم بالقوة من العودة ا ليها بينما يسسه ل ويششجع اليهود نظرا ا لى ديانتهم على الهجرة والاسستيطان في فلسسطين. كماا نه وعبر احتلاله العسسكري للض فة وحصصاره لقطاع غزة وا وامر الاحتلال العسسكرية وا قامة المسستعمرات ومصصادرة ال راض ي وما ا لى ذلك من ممارسسات احتلالية يرسسخا ششكالا متعددة من ال بارتهايد وهو ما ينطبقا يض ا على الششعب الفلسسطيني في فلسسطين المهتلة وفي القدس ا ذ ثمة قوانين متنوعة تميز بين العرب وال سسراءيليين وتششج ع على طرد العرب وتهجيرهم.
074 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 والقض اء على نظام ال بارتهايد الصصهيوني لا يتعلق بتعديل قانون هناا و هناك وا نما بتفكيك المنظومة الصصهيونية كاملة بجوانبها القانونية والفكرية والاجتماعية والاقتصصادية والعسسكرية كافة. يوءكد القانون الدوليا ن التعامل مع نظام ا بارتهايد هو جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وهو ينطبق على ال فراد والدول لذا فا ن ثمة برامج رءيسسية يجبا ن يتض منها المششروع الوطني الفلسسطيني مشل مقاومة التطبيع لل فراد والدول وتششجيع حركات المقاطعة وا قامة تهالفات عربية ودولية في مواجهته والسسعي ل حالة مجرمي الهرب الصصهيونيين ا لى مهكمة الجنايات الدولية وخصصوصصا بعدا نا قر مدعي المهكمة العام با ن الاسستيطان ي عتبر جريمة حرب. من المسسلم بها ن جميعا ششكال النض ال ض د الكيان الصصهيوني العسسكرية والسسياسسية والاقتصصادية والفكرية هيا ششكال مششروعة من حيش المباد والششعب الفلسسطيني وحده هو الذي يهدد الششكل الرءيسسي لكل مرحلة من مراحل نض اله من دون ا ن يعني هذا ا دانة ل يا ششكال ا خرى ا و مبادرات فردية كانت ا و جماعية بل يجب اسستيعاب هذه المبادرات كلها ض من بوتقة مششروع وطني فلسسطيني جامع. يتعلق ششكل النض ال الرءيسسي لهذه المرحلة بتصصعيد الهب ات الششعبية في ال رضض المهتلة وصصولا ا لى انتفاض ة ششعبية ششاملة ت نهي مرحلة الاحتلال غير مدفوع الشمن وتقطعا ي روابط معه مهما يكن نوعها ال مر الذي من ش ا نه ا ن ي عج ل بدحر الاحتلال من دون قيدا و ششرط عن ال راض ي الفلسسطينية المهتلة منذ سسنة ١٩٦٧ ومن دون مفاوض ات تباد ولا تنتهي. ولناا ن نتوقع بعدا عوام من النض ال في الانتفاض ة والتمسسك بهدفها في دحر الاحتلال ا ن يصصل العدو ا لى درجة من ال نهاك والانقسسام الداخلي وا ن يعاني العزلة والض غط الدولي وا ن يترهل جيششه الذي تجبره الانتفاض ة على التهول ا لى قوات ششرطة. وقتها قد يكون الخيار الذي يض طر ا ليه هو الانسسهاب من المناطق المهتلة في حرب ١٩٦٧ وتفكيك المسستعمرات وا طلاق ال سسرى ومن دونا ي التزامات مسسبقة ت فرضض على الجانب الفلسسطيني. هذا السسيناريو يض ع في حسسابه ا جبار العدو على القيام بخطوات تخدما هدافا على طريق التهرير الششامل لكن تهقيقها يبقى رهن موازين القوى والتطورات التي تهدش في حينه. ا ن تهقيق هذا الهدف ليس ششعارا بقدر ما هوا مر مرتبط بقدرة الششعب العربي الفلسسطيني على النض ال منا جل تهقيقه ومدى الدعم والتا ييد المقدم له من المجتمعات العربية والدولية. فهو برنامج نض الي عماده الششعب الفلسسطيني في فلسسطين كلها ويسستند ا لى انتفاض ة ششعبية واسسعة تششكل ال طار العام للنض ال الفلسسطيني في المرحلة المقبلة ويض م في داخلها ششكال الهراك الجماهيرية والمقاومة كافة. الانتفاض ة ششكل متقدم منا ششكال النض ال الفلسسطيني تقوم به الجماهير العريض ة ويقتض ي نجاحها مششاركةا وسسع قطاع من النسساء والرجال والششباب والششيوخ من مختلف الششراءه الاجتماعية ومجمل القوى السسياسسية والوطنية والاتجاهات الفكرية المتفقة على هدف دحر الاحتلال. وتتض من فاعلياتها كل نششاط جماهيري معاد للاحتلال ورافضض لوجوده ومناهضض لممارسساته من تظاهرات
مواجهة الدولة اليهودية ذات النظام ين وتفكيك نظام األبارتهايد الصهيوين مقاالت 075 ششعبية واعتصصامات ومسسيرات ومهرجانات وتششييع للششهداء ورعايةا سسرهم والاهتمام بال سسرى وزيارة الجرحى. كما تششمل اششتباك الششبان مع الجنود على الهواجز الصصهيونية ونقاط التماس مع المسستوطنين وتنظيم لجان الهراسسة لهماية القرى الفلسسطينية من هجمات المسستوطنين وقطع الطرق وا عاقة الهركة عليها فض لا عن مقاطعة بض اءعه ومنتوجاته مقاطعة كاملة والابتعاد عن العمل فيا سسواقه والامتناع من دفع الض راءب والمخالفات والرسسوم وفض ه المتعاونين مع العدو وعزلهم في بيي تهم الاجتماعية وا جبارهم على ا علان توبتهم كما جرى خلال الانتفاض ة ال ولى. هذا كله يسستلزم تششكيل قيادات مهلية لها صصفة تمشيلية لمجتمعاتها وعلى مسستوى الوطن تهتم بفاعليات الانتفاض ة اليومية علاوة على اهتمامها بتسسيير الش وءون الهياتية اليومية ض من اقتصصاد مقاوم وتكافل اجتماعي وتض امن المجتمع المهلي يعززها ويششد منا زرها تض امن المجتمع الفلسسطيني في الششتات وتا ييد الجمهور العربي والسسعي لتهقيق عزلة ا سسراءيل على مسستوى العالم. ومن نافل القولا نا حد المخاطر الكبرى التي تتهددا ي انتفاض ة يكمن في ا حلال النخب المسسلهة مكان العمل الجماهيري الواسسع المششارك والمهرك لمختلف نششاطاتها ا ذ يسسهل حينها عزل هذه النخب ومطاردتها والقض اء عليها في حينا ن العدو ومهما تبلغ قوته لن يتمكن من عزل جمهور ششعب كامل مسستعد للتض هية ا و القض اء على انتفاض ته. ا ن اسستخدام السسلاه ا ذا دعت الض رورة ا ليه يجبا ن يكون بعيدا عنا ماكن فاعليات الانتفاض ة الجماهيرية وهو بجميع ال حوال ليس بديلا منها وا نما مسساعد لها وم ششعل لششراراتها المتعاقبة ووسسيلة لمعاقبة العدو في عمق مراكزه كلما ارتكب مجزرة جديدة بهق المدنيين. وي فترضض بالعمليات المسسلهة في مجملهاا ن تسستهدف قواته العسسكرية ومسستوطنيه الذين يجب ردع اعتداءاتهم المسسلهة على القرى والتصصدي لها. وغني عن القولا ن هذه المجموعات الفداءية يج اب ن تكون سسرية وا لا تظهر بسسلاحهاا لى العلن وا ن تكون بعيدة عن فاعليات الانتفاض ة اليومية ولا تتدخل فيها مع وجوب المهافظة على سسلاه المقاومة في غزة وتطويره وصصد ا ي اعتداءاتا و اجتياحات تتعرضض لها. نخلصص ا لىا ن عوامل نجاه هذه الاسستراتيجيا النض الية للششعب الفلسسطيني يمكن تلخيصصها عبر انتفاض ة في الض فة وتعزيز المقاومة في غزة ونض ال جماهيري يومي فيا راض ي فلسسطين المهتلة منذ سسنة ١٩٤٨ وتنظيم جهد فلسسطينيي الششتات وبناءا وسسع جبهة عربية وعالمية ض د نظام ال بارتهايد الصصهيوني وهيا مور تقتض ي المهافظة على البعد الششعبي للانتفاض ة ومقاومة مهاولات الالتفاف عليها تهت ششعار جني مكاسسب سسياسسية تمك ن من العودة ا لى سسياسسة المفاوض ات السسابقة معا همية الهفاظ على الوحدة الوطنية وتهقيق المصصالهة التي سستترسسخ عبر المواجهات اليومية والتركيز على مواجهة العدو الصصهيوني وا نهاكه وا ض عاف جبهته الداخلية وربط النض ال الفلسسطيني في مختلف المناطق: ض فة وقطاعا وا راض ي ٤٨ ض من برنامج موحد وتفعيل الششتات الفلسسطيني
076 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 والدعم العربي الششعبي والمقاطعة الدولية للكيان الصصهيوني على المسستوى العالمي وصصولا ا لى نموذج عزلة النظام العنصصري في جنوبا فريقيا. ا ن هذا سسيوءدي ا لى دحر الاحتلال كمرحلةا ولى بل سسيجري عبر ذلك تفكيك النظام الصصهيوني كاملا وصصولا ا لى ا قامة دولة فلسسطينية ديمقراطية فوقا رضض فلسسطين كلها. ا ن العدو الصصهيوني بدا بالانهدار وقوته التي يهاولا ن يظهر بها ا نما هي قوة زاءفة مسستمدة من ض عفنا وما لجووءه السسافر ا لى دولة بنظام ين حيش سسيغدو نموذجا لنظام ال بارتهايد والتمييز العنصصري ا لا دليل واض ه على المصصير المهتوم الذي سسيلاقيه. وباختصصار فا ن مششكلتنا الراهنة لا تتمشل في قوة العدو وا نما في وض عنا ال قليمي وفي عجز قيادتنا الراهنة عنا ن تمتلك ا رادة المواجهة ا و تتبن ى برنامجها. منطقتنا حبلى بالتطورات وسس هب الهرب تتكاثر في سسماءها وا بواب الصصراع مع العدو مفتوحة على الرغم من مهاولات ا دخاله طرفا في معادلات المنطقة العربية وحليفا لبعضضا نظمتها. وعليناا ن نراقب بدقة هذه التطورات كلها منطلقين منا ن كل صصراع مع العدو يقو ينا وا ن الاسستكانة والتخاذل عن مواجهته هما طريقناا لى الهلاك وا ن ال نجاز التاريخي يتهقق عبر العمل على تغيير موازين القوى لا الاسستسسلام لها. املصادر ١ نقصصد بالمششروع الوطني الفلس طيني الاتجاه العام الذي ت جمع عليه ا غلبية مكونات الششعب الفلس طيني والذي ترتس م الاس تراتيجيا الفلس طينية على ا س اس ه. ولا يخفى على القاري ا ن هذا لا يعني عدم وجود اتجاهات ا خرى. ٢ مجموعات مصصطفى حافظ. ٣ كتيبة الاس تطلاع التي كانت بقيادة ا كرم الصصفدي.