سلسة «ما يسرهم أنهم عندنا»... (13) ربح البيع ربيع الخير.. كلمات فيرثاء ربيع الخير الشنقيطي محمد عبد االله بن حذيفة الحسني اليوسفي تقبله االله في الشهداء.. بقلم: أبي الا شبال المغربي منشورات صفر 1438 ه
بسم االله الرحمان الرحيم. الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه أما بعد: تبديلا ينتظر وما بدلوا ومنهم من فمنهم من قضى نحبه عليه المو منين رجال صدقوا ما عاهدوا االله من [الا حزاب الا ية: 23)] أخي ربيع الخير... لم يطب لي المقام أن أكتب عن بعض من كتبت عنهم وأترك الكتابة عنك فلقد طاردني خيالك يا ربيع!.. وكيف أترك الكتابة عن رجل شاهدت صورته فرأيت الحياء يعلو محي اه.. وهل أترك الكتابة عن رجال هم عزنا بعد االله وهم فخرنا ورجالنا وأبطالنا في زمن الذل والخنوع.. زمن الذل الذي تقاعس فيه المسلمون والكثير منهم كالساي مة من الا نعام يحصل لدينهم وأمتهم (هداهم االله)... يا كلون ويشربون ولا هم لهم بما المجامع أولي ك بمثلهم فجي ني (إخواني) أخي) (يا جمعتنا إذا أحفاد (طارق) و(يوسف) تعرفهم سوح الجهاد التي في وجهها صمدوا أخي المسلم: لا تزال دماء رجال الا سلام تتدفق وتروي أرض مالي الحبيبة وغيرها من بلاد المسلمين قال صلى االله عليه وسلم: «لا يزال االله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته» [رواه أحمد وبن ماجة وبن حبان].. يقول الشيخ المجاهد عبد االله عزام رحمه االله تعالى: (فدماء هو لاء الشباب الا طهار تحيي الا مة من جديد وتعيد الحياة إلى عروقها التي كادت تجف.. إن شجرة هذا الدين القويم لا تنبت ولا تترعرع إلا إذا رويت بدماء الصادقين وبعرق المخلصين فطريق هذا الدين طويل مفروش بالا شلاء مروي بالدماء وإن أقرب طريق إلى الجنة هو الشهادة في سبيل االله وإن في الجنة مي ة درجة أعدها االله للمجاهدين في سبيله ( [من كتاب: عشاق الحور]. ويقول: (فلقد شاءت إرادة االله أن تحيا الا مم بالنماذج الفذة وأن تبنى الا مجاد بالقمم وأن تنصر المبادئ بتضحيات الا فراد الا فذاذ هو لاء الا فراد يكونون غرباء في مجتمعاتهم ولكن المجتمعات بهم تحفظ وبا مثالهم تنصر وترزق.
هو لاء الا ذكياء.. لا نهم عرفوا طريقهم إلى االله وإن كان غيرهم يرثي لحالهم ويسخر من تفكيرهم هم السادة.. مجالسهم. وإن كان أهل الدنيا المحرومون من لذة العيش الحق يردون هو لاء عن أبوابهم ويدفعونهم من هم القادة.. لا نهم يملكون نياط القلوب ويا سرون الا في دة بحبهم وقادة الدنيا هم المنبوذون حقا لا نهم كما قالت أم هارون الرشيد عندما رأت الا لاف المو لفة تجتمع حول رجل فقالت: من هذا قالوا: هذا عبد االله بن المبارك عالم خراسان فقالت: هو لاء هم الملوك وليس أمثال هارون الذي لا يستقبل الناس إلا بجنود وشرط. هم الملوك كما قال ابن المبارك عندما سي ل من الملوك قال: الذين يصلحون دنيا غيرهم با فساد دينهم).. (هم الزهاد فقيل له: فمن السفلة فقال : هم هم الذين يخطون تاريخ الا مم.. لا ن صروح المجد لا تبنى إلا بالجماجم والا شلاء هم الذين يحفظون شجرة هذا الدين من أن تضمحل أو تذوى لا ن شجرة بذكرهم في الا رض والسماء.. لا ن بذكرهم تحيا القلوب وإذا رؤوا ذكر االله. هذا الدين لا تروى إلا بالدماء هم الخالدون وفوق هذا كله جنة عرضها السماوات والا رض تنتظرهم!! وحور تشتاق للقاي هم وتتحرق للقرب منهم!!. هو لاء هم المجاهدون في سبيل االله يا تون في المرتبة بعد النبيين والصديقين بل تمنى رسول االله صلى عليه وسلم الشهادة في سبيل االله ففي الصحيحين: «والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل االله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحياء ثم أقتل» وفي الصحيحين: «لغدوة في سبيل االله أو روحة خير من الدنيا وما فيها»...هو لاء يبحثون عن الموت وكما قال صلى االله عليه وسلم في صحيح مسلم: «إن من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل االله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه.«ومن هو لاء إن شاء االله شهداؤنا الذين مضوا بعد أن بلغوا أمتهم ومجتمعهم وأسرهم واجباتهم بالدم لا بالمداد!!
إن المبادئ أثمن من الحياة! وإن العقاي د أثمن من الا جساد! وإن القيم أعظم من الا رواح!) اه [من كتاب: عشاق الحور] ويقول أيضا: (فا ن أسباب الشرف في الدنيا كثيرة فمنهم من ترفعه قبيلته با عدادها ومنهم من تظهره ثروته بذهبها ودنانيرها وبعضهم من يبرزه علمه ومداد قلمه وقليل هم الذين يرفعهم النجيع والمداد الا حمر الذي يخط التاريخ ويصنع الا مجاد ويشيد الممالك) [من كتاب: عشاق الحور].. هم الرجال با فياء الجهاد نموا والخاطبون من العلياء أكرمها وتحت س والسابقون قف المعالي والندى ولدوا ما االله وغير ومن أولي ك الرجال الذين أشرنا إليهم فارس الا سلام وابن شنقيط: ربيع الخير.. ربيع الفضل.. ربيع الحياء.. ربيع البذل.. ربيع الوفاء.. عبدوا! ربيع شنقيط لا بل ربيع المغرب الا سلامي لا.لا بل ربيع الا سلام وربيع المسلمين فرحمك االله يا ربيع وإن لم يقدر االله لي أن ألتقي بك وأخبرك أنني أحبك فيه فا شهد من يقرأ هذه الكلمات أنني أحببتك في االله مع حسرتي أنني لم أسمع منك: وملك ممن يتسابق الناس في التملق لهم! أحبك االله الذي أحببتني فيه فا تشرف بذلك لا نك لست صاحب جاه لم أحبك يا ربيع لغرض زاي ل ولا لمصلحة نفعية ذاتية لا أبدا.. وإنما أحببتك لا نك تحفظ الزهراوين: (البقرة) و(آل عمران) بل وتحفظ كتاب االله تعالى وأنعم به من فضل.. وأحببتك لا نك طالب علم بحق وصدق كيف لا وقد برهنت على ذلك بالواقع العملي الذي يشهد على ذلك و(والشاحنة التي حملت 5 أطنان من المتفجرات تشهد على ذلك!).. أحببتك يا ربيع لا نك تركت أهلك وأولادك وآثرت الا جلة على العاجلة.. وأحببتك لا نك سكبت دمك لنصرة دينك ودفاعا عن أمتك.. أحببتك لا نك فجرت نفسك وأنت تمتطي شاحنة تحمل 5 طن من المتفجرات وغفر االله لك يا ربيع لماذا لم تكن الحمولة عشرين أو أربعين طنا ليعلم أعداء الدين من كل النحل مدى حبنا لرسولنا الكريم صلى االله عليه وسلم وأننا لا ولن ننسى الثا ر له ما بقي الليل والنهار فلا شيء أغلى عندنا في هذا الوجود منه صلى
االله عليه وسلم ومن هذا الدين الذي جاءنا به فعليه ولا جله نركب الا خطار ويهون البذل والعطاء فداه أرواحنا وكل ما نملك.. لا جل ما مضى مما ذكرته ومما لم أذكره أحببتك يا ربيع الخير وأسا ل االله أن يجمعني بك يا صاحب الخلق والحياء والبذل والوفاء في جنات النعيم إخوانا على سرر متقابلين.. نحسبه كذلك ولا نزكي على االله أحدا.. وإلى أهل ربيع الخير وأولاده وعشيرته علام كثرة الحزن بارك االله فيكم وعلام الهم والغم عافاكم االله تذكروا : (اللهم لا عيش إلا عيش الا خرة) فا ن الدنيا إلى فناء وانتهاء ونهدي لكم جميعا هذا الحديث ولو كان في نطاق الا مكان لصغته بماء الذهب: قال سيد المرسلين وإمام المجاهدين صلى االله عليه وسلم: «للشهيد عند االله سبع خصال يغفر له في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الا يمان ويزو ج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويجار من عذاب القبر ويا من من الفزع الا كبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته «[رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه] فا ي بشارة أعظم من هذه! ولا تنسوا هذه فهي لكم العزاء: «ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته» وأنعم به من ذخر صالح.. نعم.. لا ننفي أن الحزن ينتاب المرء ولو على فراق ديك كان يوقظه لصلاة الفجر! فما الظن بابن كريم وزوج كريم وأب كريم وأخ كريم وطالب علم حافظ لكتاب االله وذلك كله الحزن على الفراق طبيعة في نفوس البشر ولا با س بذلك إن شاء االله وقد حزن أنبياء االله عليهم السلام لفراق من يحبونه وكذلك صحابة نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وغيرهم.. ولكن لا ينبغي أن يطغى ذلك وأن يقف في وجه رجاء الا جر ومن لم يصبر يهلكه الجزع! عافاكم االله ورزقكم الوفاء والصبر.. سمعت وصية أخي ربيع رحمه االله فقلت في نفسي: يا لها من كلمات تركها ربيع لا ولاده حفظهم االله وأنبتهم نباتا حسنا وقارنوا أيها المسلمون بين من يربون أولادهم على الفحش والخنا والتخنث حتى إنك لا تميز بعض أولادهم أذكر أم أنثى! وبين ربيع الخير الذي أوصى أولاده با ن يلتحقوا بالجهاد إذا بلغوا سن التكليف.. االله أكبر ما أعظمها من وصية!
, باالله عليكم أي رجال هو لاء وأي عقيدة تلك التي جعلتهم كالجبال الرواسي.. إنه واالله الا يمان حين تخالطه بشاشته القلوب. قتل ربيع : ف: االله يرحمه ويعظم أجره و قدره يرفع االله رحمك االله يا ربيع وأعلى منزلتك في علي ين.. النيران لف حة من ويجيره ثوابه في جنة الفردوس خير جنان وأخبروا (شنقيط) أن ولدك البار ربيع قد جاهد ووفى نحسبه واالله حسيبه وقولوا لجميع أبناي ها ما قاله سيد رحمه االله: (وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام كما نصرها باستشهاده وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة مثل خطبته الا خيرة التي يكتبها بدمه, بعد حين.. ويحفز الا لوف إلى الا عمال الكبيرة بخطبة فتبقى حافزا محركا لخطى التاريخ كله مدى الا جيال ( ولتعلمن نبا ه كم هي سيرتك وساي ر إخوانك عظيمة يا ربيع فماذا أكتب وماذا أدع!.. فيا أيها القارئ ويا عشيرة ربيع عفوا وغفرا.. اللهم هذا عبدك ربيع الخير, خرج مهاجرا في سبيلك, وإلى كل المسلمين: من سره أن يرى تاريخ أمتنا فقتل شهيدا نحسبه كذلك ولا نزكي على االله أحدا.. وحطين بدر لنا منه تعود فبين كابل والا قصى له صو ر بها تقام على الباغي البراه ين الا رض انفروا في سبيل االله اثاقلتم إلى قيل لكم الذين آمنوا ما لكم إذا ونذكركم بقول االله تعالى : يا أيها قليل عذابا أليما الا خرة إلا الحياة الدنيا في الا خرة ف من بالحياة الدنيا أرضيتم إلا تنفروا يعذبكم ما متاع قدير [التوبة: [39 38 شيء ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيي ا واالله على كل ذلكم خير لكم إن كنتم وأنفسكم في سبيل االله با موالكم وجاهدوا وثقالا وقوله سبحانه: (انفروا خ فافا تعلمون ( [التوبة:.[41 وتلك حروب من يغب عن غمارها سن نادم ليسلم يقرع بعدها
ولا يفوتنا المقام أن نوجه رسالة شكر إلى المرابطين على ثغر الا علام الجهادي ممن قاموا بعمل الا صدار (عزف الرصاص 2) وبذلوا جهدهم في نشره فجزاهم االله عن الجهاد وأهله ذكرهم في الدارين وآخر دعوانا أن الحمد الله تعالى بثوابه وأعلى رب العالمين. خير الجزاء ووصلهم االله أخوكم: أبو الا شبال المغربي عفا االله عنه صفر 1438 ه/ 2016 ميلادية.