Print ISSN: 1735-9767 Online ISSN: 2423-6187 jal-lq.ut.ac.ir جملة اللغة العربية وآداهبا علمية حمكمة السنة 14 العدد 1 ربيع 1439 ه صفحة -87 113 امللخ ص أسلوبية االنزياح يف ديوان "اللزوميات" أليب العالء املعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( 3 رسول فتحي بهروز قربان زاده 1* جواد محمدزاده 2 1. أستاذ مساعد قسم اللغة العربية وآداهبا جبامعة مازندران بابلسر 2 و 3. طالب دكتورا قسم اللغة العربية وآداهبا جبامعة بوعلي سينا مهدان )تاريخ االستالم: 2017/11/28 تاريخ القبول: 2018/6/3( إن االنزياح يعر اخلروج عن مقتضى الظ اهر وهذا اخلروج يظهر إزاء النص على نوعني : إن إم ا خروج على االستعمال املةلوف للغة وإم ا خروج على النظام اللغوي نفس غري أن ال يتم إال بقصد من الكاتب أو املتكلم ومن هنا تناول هذا البحت ظاهرة االنزياح باملنهج الوصفي- التحليلي يف شعر أيب العالء املعري السيما يف ديوان "اللزوميات" ألن كإرياا ما يستخدم إمكانات اللغة بشكل يالف ملا هو املعتاد يف االستعمال العادي مما عاجلنا ظواهر اإلبداعية على ال ة مستويات: الصويت واالستبداي والتركييب. من أبرز النتائج الل توصل إليها هذا البحت هو أن الشاعر يف املستوى الصويت استخدم التجانس الصويت كإرياا وكةن أراد بتلك اجملانسة إظهار قدرت الفنية يف تقليب وجو املعاين والدالالت كما أن استعان بظاهريت التضمني العروضي والتدوير ليخلق يف القصيدة وحدة اجلو النفسي والوحدة العضوية. يف املستوى االستبداي جلة املعر ي إىل تشخيص املعاين اجملر دة وهو استعان باإلضافة االستعارية أكإر من أي منط آخر أم ا االنزياح املتمإل يف التشبي فتحقق يف استخدام الشاعر املصطلحات النحوية والعروضية مادةا للتشبي ولعل اإلكإار يف استخدام مإل هذ املصطلحات هو إظهار علم الواسع يف هذ العلوم. إن ذروة االنزياح على املستوى التركييب فتتبدى يف التشكيل األسلويب اخلاص حيت شكل الشاعر لوحة فنية تتمازج فيها العناصر وتتفاعل لتحقق أكق قدر من اإلدهاش والتة ري. الكلمات الرئيسة أبوالعالء املعري االنزياح والتحليل األسلويب اللزوميات. Email: b.ghorbanzadeh@umz.ac.ir الكاتب املسؤول *
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 88 مقدمة إن الشعر هو الكالم املوزون املقفى املعق عن األخيلة البديعة والصور البليغة حيت ال قيمة ألي عنصر في مامل يعب ر عن مقصد لكن طريقة التعبري عن املقاصد في صتلف لضجناس األدبية األخرى ألننا نلتمس في العناصر الرئيسة البد منها وهي العنصر االنفعاي العاطفي واملوسيقى والتعطش إىل اجلمال واخليال الواسع والشيء الذي يسهم يف إ راء الشعر والوصول ب إىل أقصى درجات االرتقاء هو النقد ألن النقد فن يقو م الشعر وحيلل حتليالا قائما على أساس علمي. يتميز النقد األديب بتعدد مشارب ولقد اتسم يف بعض أمإلت باالنطباعية )التة رية( وكما اتسم يف بعضها اآلخر بالعلمية واالجتماعية والنفسية والتاريية فكةن النقد كتب علي أال ينفصل عن هاتيك العلوم. هلذا نرى يف عصرنا هذا أدرك نقاد األدب أن البحت عن سرية الشاعر ودراسة نتاج األديب إمنا هو إغفال لضدب وصارت العناية بالعالقات االجتماعية هلذا السبب نادوا باملناهج الداخلية اجلديدة للنقد والل هتتم بالنص أو بلسان النص وقالوا إن النقد علي أن ينطلق من النص وينتهي ب حيت ظهرت االجتاهات اجلديدة منها "األسلوبية" الل أصبح من التعبريات الشائعة يف النقد احلديت.»إن األسلوبية فرع من فروع الدرس اللغوي احلديت يهتم ببيان اخلصائص الل متيز كتابات أديب ما أو مفردات يؤ رها صاحب النص األديب وإن هذ اخلصائص متإل اختيار األديب لنمط لغوي بعين من بني أمناط لغوية متعددة وهي أيضا متإ ل خروجا على النمط الشائع أو املةلوف وأن األديب ال يستعمل اللغة ذلك االستعمال الذي يتعارف علي سائر مستعملي اللغة«)جق 1998 م: 6(. إن علم األسلوب هو اإلطار النقدي الذي حيتضن قضية االنزياح فاالنزياح يعر»استعمال املبدع للغة مفردات وتراكيب وصور استعماالا يرج هبا عم ا هو معتاد ومةلوف حبيت أن يؤدي ما ينبغي ل أن يتصف ب من تفرد وإبداع وقوة جذب وأسر«)ويس 2005 م: 7(. لكل طائفة من الشعراء صبغة يف أشعارهم حسب غرضها فإن كال منها صتص بةسلوب يفل وكذك اللزوميات هلا مميزات تنفرد أيب العالء عن بقية الشعراء. إن شخصيت وما يتمتع ب من قافة أدبية وفكرية جعل شعر يف مستوى عال من اهتمام وشهرة. إذن قمنا بدراسة هذ الظاهرة )االنزياح( يف أشعار هذا الشاعر وخاصة ديوان "اللزوميات" ولقد كان منهجنا يف كتابة هذ الدراسة هو املنهج الوصفي- التطبيقي الذي يقوم ع ىل النظر والبحت يف األسلوب األديب للوقوف على أسرار التقنيات اللغوية في
89 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( معتمدا ع ىل كتب البالغة والنحو والنقد األديب احلديت. سعى هذا البحت إىل اإلجابة عن عدة أسئلة رئيسة وهي: 1. ما هي جتلي ات االنزياح بشكل الف يف اللزوميات صوتيا ودالليا وتركيبيا 2. على أي عنصر يتوقف فهم التعابري املزناحة عند املعر ي 3. ما هو املعيار األنسب لدراسة آليات االنزياح يف أدب أيب العالء 4. ما هي مجالية أمناط االنزياح والغرض الرئيسي من العدول عند الشاعر أم ا فرضيات البحت فهي: - تتمإل أشكال االنزياح الصويت يف التكرار الصويت والتضمني العروضي ويف املستوى الدالي )االستبداي( حتقق االنزياح اإلضايف أهم التجليات اجلمالية يف اللزوميات وذلك بتنوع األغراض البالغية واألداءات اجلمالية أم ا يف مستوى التركيب فقد حظي االنزياح األسلويب )السياقي( مبا في من تشظي األلفاظ ومتزيق أوصال الكلمة بالنصيب األوفر. - إن املعيار األنسب لدراسة االنزياح يف اللزوميات باإلضافة إىل البالغة والنحو هو اللغة العادية. - يتوقف فهم التعابري املزناحة عن املةلوف لدى املعر ي على معرفة املتلق ي اخلاصة بشعر ال سي ما التعر ف باملصطلحات العروضية والنحوية. - يتلف الغرض اجلماي لالنزياح عند الشاعر باختالف السياق لكن غرض األساس هو حت املتلقي ع ىل املتابعة والتفكري. خلفية البحت مبا أن االنزياح أخذ حيزا مهما يف جمال الدراسات اللسانية واألسلوبية ملا ل من أ ر بالغ يف تشكيل مجاليات النص األديب لذلك لقد درس أعمال األدباء شعرا كان أو نإرا عدد من الدارسني فيما يلي عرض لبعض هذ الدراسات:»أفعال الكالم يف ديوان "لزوم ما ال يلزم" أليب العالء املعري دراسة تداولية«الكاتب: عبد الر ن ) 2014 م( من النتائج الل توصل إليها الكاتب يف هذ الر سالة هي أن غلبة االجتا العقلي- املنطقي يف ديوان اللزوميات سبب اإلكإار يف استخدام األفعال التقريرية.»مجالية توظيف املصطلحات الصرفية والنحوية والعروضية يف لزوميات أيب العالء املعر ي«الكتاب: مهدي مسبوق علي باقر طاهري نيا ومهدي تركاشوند ) 2010 م( قد اختص هذا املقال إىل كيفية استخدام الشاعر من هذ املصطلحات للتعبري عن أفكار يف قالب التشبيهات واالستعارات وفيما أعلم أن هذ الظاهرة مل تدرس يف شعر أيب العالء املعري ومن هنا حاول البحت أن يكشف عنها ويستجلي أبعادها.
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 90 بني يدي الديوان إن»اللزوميات«مصدر للعربية جند في الفرائد والنوادر مما الجند يف كتاب من كتب العربية وكان ل فهم يف التصرف هبذ الإروة اللغوية. )السامرائي 1417 ه: 39( وهي ديوان شعر كبري مرتب ع ىل حروف املعجم يذكر كل حرف بوجوه األربعة من ضم وفتح وكسر وسكون وحيتوي حنو أحد عشر ألف بي كل فلسفة واعتبار ونقد للحياة وهي متإ ل حياة عقل أيب العالء ووجدان وخلق متإيالا صادقا. )شرتح 1426 ه: 75( حتديد املصطلح يعد االنزياح من الظواهر املهم ة وخباص ة يف الدراسات األسلوبية الل تدرس النص األديب عىل أن لغة خمالفة للمةلوف والعادي فقد تنب الدارسون العرب القدماء إىل نة بارزة من نات األسلوب العريب هي نة املراوحة بني األساليبب واالنتقال املفاجق من أسلوب إىل آخر وقد أطلقوا على هذ الظاهرة مصطلحات عدة منها: اجملاز والنقل واالنتقال والتحريف واالحنراف والرجوع وااللتفات والعدول وغري ذ ك.ل )هنداوي 2002 م: 141( مفهوم االنزياح يف األدب وعلم األسلوب إن االنزياح إمنا هو ترمجة للمصطلح الفرنسي (Ecart) وهو يعر: خروج التعبري عن السائد أو املتعارف علي قياسا يف االستعمال رؤية ولغة وصياغة وتركيبا. )اليايف 1995 م: 92( أما نور الدين السد فيقول»االنزياح هو احنراف الكالم عن نسق املةلوف وهو حدث لغوي يظهر يف تشكيل الكالم وصياغت وميك ن بواسطت التعرف على طبيعة األسلوب األديب بل ميكن اعتبار االنزياح هو األسلوب األديب ذات» )نور الدين 1997 م: 179(. 1 مفهوم االنزياح عند جون كوهن عندما نتحدث عن االنزياح يف الشعرية اللسانية البالغية فنحن يف الواقع نتحدث عن الناقد الفرنسي جون كوهن بالدرجة األوىل نالحظ عند التنظري الفعلي ملفهوم االنزياح ودور يف بناء مجاليات النص. لقد مإل جون كوهن هذا االجتا يف كتاب "بنية اللغة الشعرية" حيت ظهر هذا الكتاب عام 1966 كإحدى احملاوالت النظرية اجلادة يف حقل الدراسات البالغية 1. J. Cohen
ك) 91 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( ني والشعرية. )التجديل 1987 م: 47( لقد ذهب هذا الناقد األسلويب الفرنسي إىل كشف مالمح االختالف بني األساليب بدءا مبدى احنراف الكتاب عن النمط املةلوف والطقوس املتداولة يف الكتابة يف سياق نصوصهم اإلبداعية إذ»إن األسلوب هو كل ما ليس شائعا وال عاديا وال خطة مقصود وحممود خطة ولكن انزياح بالنسبة ملعيار أي إن مطابقا ملعيار املةلوف... إن مادام حيمل مجاالا فنيا«)كوهن 1986 م: 15(. بدأ مشروع كوهن من تزنع النفس إلي عندها البالغة القدمية باعتبارها علما معياريا مقننا فراح كوهن اخلطوة الل وقف تعد البالغة يبحت عن القاسم املشترك ب االنزياحات مبختلف أصنافها بعدما كان القدمية الصور البالغية وحدات مستقلة عن بعضها البعض فحاول كوهن العمل على وصل األشكال مبستويات ووظائف متجانسة تكون قواسم مشتركة بينهما. )ناظم 1994 م: 111( هذ ما يسمى باالنزياح. يعتق كوهن من جهة أخرى أن الصورة الكلية تنضوي حت فهذ انزياح عن معيار»الصورة البالغية ما هي إال خرق لقانون من قوانني اللغة وأن الشعر عند وهن 1986 م: 109(. هو قانون اللغة«مستويات دراسة االنزياح كما هو معلوم إن االنزياح»اختراق مإالية اللغة والتجرؤ عليها يف األداء اإلبداعي حبيت يفضي هذا االختراق إىل انتهاك الصياغة الل عليها النسق املةلوف أو املإاي أو إىل العدول يف مستويي اللغة الصويت والدالي عما علي هذا النسق«)رشيد الددة 2009 م: 15( يرى جون ك وهن أن الصورة البالغية هي السمة احملددة واجلوهرية للغة الشعرية وهي يف ذلك تشكل املوضوع الفعلي للشعرية ولكل نظرية يف الشاعرية لذلك راح كوهن يدرس الصور يف كتاب "بنية اللغة الشعرية" انطالقا من مستويني للغة: الصويت والدالي فعلى املستوى الصويت يدرس النظم ويدرس حتت الوزن والقافية واجلناس ويرى أهنا مإل باقي الصور تعمل يف خط معاكس للنإر ألهنا صلق يف الشعر التجانس الصويت أما على املستوى الدالي فيدرس كوهن عدة صور انطالقا من الوظائف النحوية الإالث: اإلسناد التحديد التواصل. )كوهن 1986 م: 109( وهذا ما أشار إلي أ د ويس عندما قال:»إذا كان قوام النص ال يعدو أن يكون يف النهاية إال كلمات ومجالا فإن االنزياح قادر أن جييء يف الكإري من هذ الكلمات وهذ اجلمل. ورمبا صح من أجل ذلك أن تنقسم االنزياحات إىل نوعني رئيسيني تنطوي فيهما كل أشكال االنزياح. فةم ا النوع األول فهو ما يكون في االنزياح جبوهر املاد ة اللغوية مما ن ا
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 92 كوهن "االنزياح االستبداي" وأم ا النوع اآلخر فهو يتعل ق بتركيب هذ مع جاراهتا يف الس ياق الذي ترد في فهذا ما ني "االنزياح التركييب"«)حممد ويس 2005 م: 111(. فنحن يف هذ املقالة أمام ال ة مستويات لدراسة االنزياح يف ديوان "اللزوميات" وهي: - االنزياحات على مستوى حمور الصوت: وفي نتحدث عن كل تقنية حتدث يف النص املعري "التما ل الصويت" ومنها: التكرار مبا في من التكرار الصويت )الصام والصائ ) والكلمات املتجانسة وكذلك التضمني الإنائي والتدوير ألن مإلما قال كوهن حالة خاص ة من التعارض بني العروض والتركيب. - االنزياحات على مستوى حمور االستبدال: أشاد جان كوهن باالنزياح االستبداي ويرى عماد يف االستعارة ألن ها خرق لقانون اللغة لكن ال يقتصر على االستعارة وحدها وإن كان حتتل الرقعة األوسع من وتكل منا عن التشبي ومبدأ التناقض ال سي ما التدبيج اللوين بسبب تواتر وكإرة ورود يف اللزوميات. - االنزياحات على مستوى حمور التركيب: وفي تتب عنا مواقع االنزياحات يف أهم مكو نات هذا احملور فهي: احلذف التقدمي والتةخري وانزياح األساليب باإلضافة إىل االلتفات ومادام االنزياح هو خروج عن القاعدة كما يرا جان كوهن أي ال بد من خمالفة معيار ما فسنجد أن االنزياح يف كل هذ احملاور الإال ة سيخالف قاعدة حمددة ويف املستوى الصويت يكون املعيار هو "العروض" والقاعدة احملددة يف املستوى االستبداي هي "البالغة" والنسق املةلوف يف املستوى التركييب هو "النحو". االنزياح الصويت إن احلركات تعتق عامالا أساسيا يف التناسق العجيب بني الكلمات واالنسجام بينها داخل السياق ومع دالالت األلفاظ والتراكيب والتوافق مع احلالة النفسية للمتلقني أو املقصودين يف اخلطاب وإن ع ىل مقدار ما يكون يف الكالم البليغ من هذا الصوت يكون في من روح البالغة. )الرافعي دون تا: 221( املراد من االنزياح الصويت هو جلوء الشاعر إىل التجنيس الصويت )تكإيف األصوات( وهو تكرير بعض احلروف دون غريها مما يعزز النسيج الصويت لقصائد وجيذب مشاعر املتلقي. من األصوات الل استحوذت على قلب الشاعر صوت اخلاء كقول الشاعر: ح اط ني خ ال قي ف ع ش و ل وال ج س د ي خ رق ة ت خ اط إ ل ى األرض خ وف ق ل ل يت ل م ي ح طن ي ف ي ا خ ائ ط الع وال م خ طن ي ج 296/3 )
ف» 93 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( بقطعة قماش وعند بالئها سوف تضم إىل األخري جسد أبو العالء يف البي شب األرض لتصبح جزءا منها وهي صورة حسية تبعت على التةم ل والتفكري بنهايتها املقبلة الصورة حيت نرجع إىل األرض كما أن ها تؤ ر يف النفس غاية التة ري وللتعبري عن هذ احلسية جلة الشاعر إىل تكرار حرف "اخلاء" وقد تكرر )6( مرات وتكرارها يدل على حالة الشاعر التشاؤمية حلظة اإلبداع ويبدو أن الشاعر يف حالة االختناق وهذا احلرف هو صدى كإريا. ومن الشواهد صاحبها صدى روح فكرت كإريا وشعرت وشقي حالة نفسية انتاب الل ميكن تقدميها كمإال على التكرار لبعض احلروف واألصوات والذي ينعكس جرسها على النص الشعري فتؤدي وظيفة إيقاعية تتناسب مع املعىن قول : ولكنهم يف باطن األمر نسناس أناس كقوم ذاهبني وجوههم مجيال ففي اإلحياش ما هو إيناس جزى اهلل عر مؤنسي بصدود وعندك شيطان من اإلنس خناس صافني شيطانا من اجلن ماردا املقطوعة تكرار حرف السني سواء الذي يتكرر عن طريق حرف فنالحظ يف هذ مما أدى إىل جتاوب األحرف مرة فما فوق يف كل بي الروي أو الذي يتخلل األبيات بتكرار بناء هندسيا منظما املكررة داخل األبيات ممإلة يف حرف السني مع حرف الروي فشكل هيمن على موسيقى هذا املقطع وانطالقا من هذا القول يتبني أن حرف السني تكرر )7( األول جند إضافة إىل حرف السني كروي حرفني آخرين املقطوعة ففي البي مرات يف هذ الإالت أي حرف السني مرتني وكذا بنفس الدرجة يف البي الإاين فتكرر في أما يف البي تكرر مرتني. ومن األبيات الل اعتمد فيها على تكرار حرف "العني" قول : ي ذ ر ون م ن أ س ف د م وعا كم ب لد ة ف ار قت ه ا و م ع اش ر لوداد إخوان الصفاء مضيعا و إ ذ ا أ ض اع تن ي اخل ط وب فلن أرى فمىت أودع خلي التوديعا! خالل توديع األصادق للنوى ج 361/3 ) نالحظ من خالل هذ األبيات أن حرف العني مكرر مثاين مرات ففي الشطر األول تكرر )3( مرات وتظهر يف كل من )معاشر علي دموعا( ويف الشطر الإاين تظهر مرتني يف حرف الروي )مضيعا( وأيضا يف الشطر األول من البي الإالت وهي )أضاعتر(. كما نلحظ يف البي الإالت تكرار حرف العني )3( مرات يف كل من )توديع أودع أضاعتر( إضافة إىل كل من هذ األصوات صوت كإرة الشدة والل تظهر يف احلروف التالية )ن د ل ت (
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 94 شديد والصفة الل جتمع بينها هي احنباس اهلواء معها عند خمرج كل منها احنباسا ال يسمح مبرور حىت ينفصل العضوان فجةة وحيدث النفس صوتا انفجاريا«)أنيس دون تا: 25(. فهي تنسجم انسجاما كبريا مع غربت عن أهل وأصدقائ فتزيد بذلك املعىن تركيزا وتةكيدا. وإذا كان األحرف الصامتة هلا هذا الدور الوظيفي يف األداء املوسيقي فإن الصوائ الطويلة )األلف والواو والياء( يكون وقعها أكإر وضوحا يف إيقاع النص وتكرارها يعطيها بروزا يسم الفضاء اإليقاع بطابعها اخلاص وهي تةيت يف تنويعات خمتلفة ومن أمإلة هذا النمط التكرار جند تكرار حرف "األلف" و»هو حرف يوحي باالمتداد يف املكان والزمان«)عباس 1998 م: 97(. تتناوب "األلف" املمدودة مع احلركات السريعة لتعطي إيقاعا متنوعا كما نرا يف هذا البي : ياهلف نفسي على أين رجع إىل إذا رأي أمورا ال توافقر هذي البالد ومل أهلك ببغداذا قل اإلياب اىل األوطان أدى ذا ج 37/2 ) كما هو املعلوم أن داللة املد األلف حتديدا ترتبط بداللة السياق الذي جاءت في وصوت األلف أمكن يف املد من الواو والياء مما قيل:»يؤد ي طول املقطع إىل التة ري يف املتلق ي ويتحقق هذا يف أصوات اللني )األلف والواو والياء( ألن ها أوضح يف الس مع وأكإر أ را يف الن فس من األصوات الساكنة«)عكاشة 2005 م: 42(. إذا رأينا إىل البي الإاين الحظنا أن األلف قد تكررت تسع مرات ونالحظ أن هذا التكرار املتعمد هلذا احلرف حيدث باإلضافة إىل التشكيل الصويت للصورة السمعية أ را يف نفس املتلق ي. فقراءة املد تإري االنتبا وحتمل داللة يعيها السامع فإطالة املد وكإافت يف البي الإاين حتديدا ما هو إال انعكاس لكإافة األمل الذي يعتمل يف صدر الش اعر والذي يطغى على كل مشاعر وإن وجود األلف أضفى على البي نوعا من احلزن واالنكسار شاع يف موسيقاها»إذ إن مد الصوت كتنف س الصعداء وهذ املدود الك إرية املتنوعة واملصاحبة للنص إىل منتها إفضاءات بآالم الشاعر داخل إفضاء الظاهر بشكوا إن ها موسيقى شجون صلل موسيقى العروض إن ها أنفاس داخل كلمات هتب األبيات حياة وصدقا«)علي 1978 م: 67(. إن التجانس الصويت بني الكلمات يعد مصدرا آخر من مصادر خلق االنزياح يف جمال املوسيقى ألن هذ التقنية جتذب انتبا القارئ حينما يقوم بقراءة اللزوميات ومن مإل هذا التجانس الصويت قول : ا هج ر والت هج ر و ه جر م ال ت هج ر في ذه ب ماء ك اإلهج ار )املعري 1994: ج 101/2 )
95 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( ا هج ر: من اهل جر وهو يعر االبتعاد ال هتج ر: ال ت هذ يف م نط ق ك وه جر: من التهجري وال ت هج ر أي: ال تةت باهل جر وهو اخلنا. )املعري 1994: ج 101/2 ( واملالحظ أن الشاعر يةيت بكلمات جذرها واحد لكن مدلوالهتا خمتلفة واإلتيان هبذ الكلمات املتجانسة يعد مظهرا من مظاهر التما ل الصويت ومن مإل أيضا قول : أ ل كن ي إل ى م ن ل ح كم ة أ ل كن ي إ ل ي أ ل كن ي أ ل ك )املعري 1994: ج 390/2 ) جلة الشاعر يف هذا البي إىل استخدام ألفاظ ال يستبني معناها إال إذا شرحنا مفردات البي ك ل ها ففي هذا البي صعب على القارئ فهم الداللة واملعىن الذي أراد أبو العالء من خالل اجملانسة بني "أ ل كن ي" وأ ل كن ي أ ل ك" و»أ ل كن ي أي: بل غ عن ي فاشتقاق من األلوك واملةلكة وهي الر سالة. وهو وإن كان من يف املعىن فليس من يف اللفظ ألن األلوك فعول واهلمزة فاء الفعل إال أن يكون مقلوبا أو على التوه م«)املعري 1994 ج: 390/2(. وكةن أراد بتلك اجملانسة إظهار قدرت الفنية يف تقليب وجو املعاين والدالالت وإكإار املعر ي من اجلناس يدل على متكن من املفردات ألن كان يتالعب باأللفاظ واملعاين. من خالل ما سبق يتضح أن اجلناس مظهر من مظاهر التكرار اجللية وهو نظام صويت دالي ووسيلة من وسائل التوصيل املتميزة بقو ة التة ري واإلحياء وسرعة النفاذ إىل األذن وهو إحدى الصور الشعرية يف اللزوميات. التضمني العروضي إن التضمني هو ظاهرة من الظواهر املزناحة يف علم العروض وهو احتياج البي الشعري إىل البي الذي بعد حنويا ومعنويا وعدم اكتمال إال ب»وهو متام وزن البي قبل متام املعىن أو هو تةخري معىن بي إىل آخر«)علي 1997 م: 189( يف. حني أن املعاصر الغريب جان كوهن يعرف قائالا»إن التضمني العروضي تعارض بني الوزن والتركيب«)كوهن 1986 م: 175(. فيالحظ جان كوهن أن التضمني باملعىن الد قيق»حالة خاص ة من التعارض بني العروض والتركيب إذ يقوم التنافس بني نسقني من الوقفة يتعذر التمييز بينهما واختزال هذا التعارض سيلتزم لقاء تاما بني الوقفة العروضية والوقفة الداللية«)كوهن 1986 م: 60(. إن التضمني يف الشعر قد ال يكون عيبا في ألن للشعر لغت اخلاصة فمىت ر ىأ الش اعر أن يف التضمني )تعلق البي بالبي الذي بعد ) حتقيق قيمة مجالية تؤ ر يف املتلق ي فإن جيوز ل ما ال جيوز لغري ألن اللغة الشعرية أكق من أن تدرك وحتدد بقوانني اللغة والعروض
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 96 ومإلما يقول كوهن»بةن النظم مناف للنحو وانزياح عن» )كوهن 1986 م: 69(. إذا أمعنا النظر يف ديوان اللزوميات نرى أن منطا من التضمني العروضي مسيطر ع ىل جسد القصيدة أال وهو التضمني الإنائي وهو التضمني الذي يلق وحدة تركيبية داللية بني سطرين شعريني ويشيع هذا النوع من التضمني بشكل الف للنظر حبيت أصبح عينة أسلوبية يف اللزوميات. ع ىل سبيل املإال قال املعر ي: ب ط ول س ر اك و ت رح الكا تك ل م ف خ بر ب ن ي آد م و ت مك م ن ب عد إ حن الكا ب م ا ع ل م اهلل م ن ح ال كا )املعري 1994: ج 368/2 ) كما نالحظ يف هذين البيتني إن البي األول ال يتم معنا إال مبواصلة البي الإاين ألن البي األول يشمل اجلار واجملرور )ب ط ول س ر اك( يف حني جاء متعل قهما يف البي الإاين وهو فعل " تك ل م" مبعىن آخر إن البي األول في متام وزن البي "فعول ن فعول ن فعول ن فع ل" لكن املعىن ليس بكامل بل يةيت البي الإاين ليتم املعىن. استعان الشاعر هبذا النمط األسلويب ليخلق يف القصيدة وحدة اجلو النفسي والوحدة العضوية ومن مإل ذ كل أيضا قول : و ال ز م ان أال ف ق ول وا ز ع مت م و ب ال م كان م عنا ل يس ل نا ع ق ول هذا كالم ل خ ب ي )املعري 1994: ج 410/2 ) األول يف حني يف هذين البيتني يرى أن الشاعر جاء بفعل "قولوا" يف هناية البي الالف األول مع أن الوزن التاي مبعىن آخر إن املعىن ليس بكامل يف البي يف البي جاء مبفعول تام. كإريا ما نرى أن أبا العالء يةيت بتقنية أخرى تسم ى بالتدوير فةغلب قصائد يف البي املدور يف تعريف العروضيني هو ذلك الذي اشترك شطرا حتتوي على هذا النوع و»البي يف كلمة واحدة بةن يكون بعضها يف الشطر األول وبعضها يف الشطر الإاين«)السكاكي 1990 م: 430( ويظهر يفل ذك قول املعري: أ ال ي ا جون ما و ف ق و رأيي ل ك يف الع ال إىل أن يقول: ف إ ن الو حش ف ي الب يد ا و ال ت ةم ن ف ي احل ند أ ن ز اي ل ق ام وس ك م أ ن ت لز م ن ام وس ك ء ض اه ى س وس ه ا س وس ك س م ن و طئك ف اع وس ك )املعري 1994: ج 383/2 )
97 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( إىل آخر القصيدة فهي كلها تقريبا مبنية هبذا الشكل والتدوير واضح بني تفعيلة "مفاعيل ن" الل تنتهي حبرف "القاف" يف البي األول فكلمة "وفق " اشترك بني الشطرين والشيء املالحظ أن التدوير أكسب البي غنائية عذبة وانسيابا لضحلان وليونة وذلك ألن ميد ويطيل نغمات. باإلضافة إىل التدوير الواضح يف هذ القصيدة نرى ظاهرة أسلوبية أخرى وهي التزام نظام القافية يف آخر كل بي من أبيات القصيدة أكإر من حرف قبل الروي وهذا ما ن ا "لزوم ما ال يلزم" وكما نالحظ أن الشاعر مل يكتف يف هذ القصيدة بالكاف بل التزم قبلها "السني والواو" أيضا وهو ما يسم ى التزام بإال ة أحرف قبل الروي وهذ احلروف ع ىل الترتيب: الواو والسني والكاف وهو من الشعراء الذين ابتدعوا مإل هذ الظاهرة األسلوبية الفريدة وكةن يتعم د يف ذلك ليظهر علم الواسع وليزيد من تعقيدات لزوميات ورفعها عن مستوى الشعراء العاديني. االنزياح االستبدايل يف هذا النوع يكون االنزياح متعلقا جبوهر املادة اللغوية ومتإل االستعارة عماد هذا النوع من االنزياح واملقصود هنا هو االستعارة املفردة حصرا تلك الل تقوم على كلمة واحدة. )ويس 2005 م: 111( واجلدير بالذكر أن ليس كل استعارة شعرية إال إذا كان مدلول الإاين منتميا إىل جمال دالي معني. )كوهن 1986 م: 205( االستعارة وقد عر ف كوهن االستعارة الشعرية بقول :»إن ها انتقال من اللغة ذات اللغة املطابقة إىل اللغة اإلحيائية انتقال يتحقق بفضل استدارة كالم معني يفقد معناها على مستوى اللغة األوىل ألجل العإور علي يف املستوى الإاين«)كوهن 1986 م: 205(. قد تفطن النقاد القدماء ألمهيتها البالغية ووظيفتها يف إيصال املعىن املراد تبليغ فها هو القاضي اجلرجاين يوحي بةن يعول عليها يف»التوسع والتصرف وهبا يتوصل إىل تزيني اللفظ وحتسني النظم والنإر«)اجلرجاين دون تا: 428(. و»هي اختيار معجمي تقترن مبقتضا كلمتان يف مركب لفظي اقترانا دالليا ينطوي على تعارض أو عدم انسجام منطقي. ويتولد عن بالضرورة مفارقة داللية تإري لدى املتلقي شعورا بالدهشة والطرافة فيما حتد املفارقة الداللية من مفاجةة للمتلقي مبخالفتها االختيار املنطقي املتوقع«)مصلوح 1993 م: 187(. جلة املعر ي يف صور إىل تشخيص املعاين اجملر دة وهو يعكس من خالهلا نفسيت احلزينة القلقة على حنو ما نرى يف قول :
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 98 ح ر ام ع ل ى الن فس اخل بيإة بين ها ع ن اجل سم ح ت ى جتزي الس وء حمسنا ج 225/3 ) ىل يف احلقيقة من صفات املعاين إن الشاعر وصف "النفس" بصفة "اخلبيإة" وهي ليس اجملر دة بل هي صفة اإلنسان مإل قول : ولد ذو خبت: ذو مكر وفساد ومكرو وأيضا: يا ل من رجل خبيت: أي كإري املكر وسيء اخللق لكن أبا العالء شخ ص النفس بإنسان خبيت قد ظلم يف حكم فهو ال جيزي احملسنني ما يكسبون بل يكافةهم بالسيئات وقد وظ ف املعر ي هذا التشخيص للتةكيد ع أن احملاسبة من أفعال اهلل وحد. كإريا ما نرى أن الشاعر عمد وهي كإرية يف وترك املشب ب إىل توظيف نوع من الصور االستعارية حبيت حذف املشب شعر املعري والل سوف نعمد إىل ذكر بعض منها: سيةكل هذا الت رب أ عض اء ب اد ن و ت ور ث أ حج ال ل ها و د م ال ج ج 308/1 ) فقد استعار هنا الشاعر صفة األكل الل هي نة من نات اإلنسان عموما وألصق بالتراب فيكون بذلك قد ذكر املشب وهو التراب وحذف املشب ب وهو اإلنسان ولكن ترك داللة علي وهو األكل فهذ الصورة االستعارية زادت البي مجاال لشدة اتساق أسلوبا وجودة سبك فجعل كل من يقرأ يتةمل يف الطريقة الل كتب هبا هذا البي وباإلضافة إىل هذا النوع من االستعارات لدي نوع آخر من االستعارة وهو اإلضافة االستعارية وهو استعان هبذا النوع من االستعارة يف كإري من قصائد يف اللزوميات وهو يعر إضافة إحدى لوازم املشب ب إىل املشب مإل قول : م اد ام ف ي الف ل ك امل ريخ أ و ز ح ل ف ال ي ز ال ع ب اب الش ر ي لت ط م ج 94/3 ) الش ر وهو أمر معنوي هو تركيب "عباب الش ر " والشاعر شب والشاهد يف هذا البي وهو هنا "العباب" وعباب البحر أي: بالبحر مث حذف البحر وأشار إىل شيء من لوازم وهو هبذا التركيب يعرض نظرة وذ كر فعل "يلتطم" ترشيح ل ارتفاع موج البحر واصطخاب موطن الشر ما دام فيها كواكب كاملريخ أو زحل إشارة إىل األساطري سوداوية فاألرض عند ترمز إليها بةهنما كوكب للنحس واحلرب والشر ومن مناذج االنزياح واخلرافات الل كان اإلضايف عند املعر ي قول : و كون الف ت ى ف ي ر هط ن يل ع ز ة ع ل ى أ ن د اء الد هر ل يس ل ح سم ج 67/3 )
99 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( حدث االنزياح هنا يف التركيب اإلضايف أي: "داء الد هر" والسياق يقتضي توافق املضاف إلي مع املضاف يف املعىن والداللة كةن تقول "كتاب الطالب" فاملضاف يتناسب مع املضاف إلي يف املعىن والداللة وعند حدوث عدم انسجام أو منافرة بني املضاف واملضاف إلي فإن النص يرج عن داللت وحيتاج إىل داللة معنوية يتناسب فيها املضاف مع املضاف إلي. إن انزياح اإلضافة يف قول الشاعر "داء الد هر" يشكل خرقا واضحا للمعىن الدالي ذلك أن لفظة "دهر" ال تتناسب معجميا مع الد هر فنقول مإال "داء الر جل" فكل من لفظ "داء" و"الدهر" ل جمال حمدد يف االستعمال فالداء - كما هو املعلوم - معنا احلقيقي املعجمي هو املرض والعل ة واجلمع أدواء والد هر حقيقت مد ة احلياة الدنيا كل ها والسؤال املهم : ما هو سر االنزياح عن احلقيقة إىل اجملاز يف هذا البي ميإل البي الس ابق الزنعة التشاؤمية الل يعيشها الشاعر والل يرجع مصدرها إىل النوائب الل مر هبا الشاعر واألحداث الل عايشها يف وقت وعصر وهي الل جعلت يسخط على هذا الزمان وينعت مبختلف النعوت مبعىن آخر إن رؤية الشاعر وجتربت مع الدهر هي الل قادت إىل هذا التشكيل الفر والدهر عند ال يزال مفطورا على اهلم وهو يعكس لنا معانات النفسية وغربت الزمانية الل تتناسب مع نزعت التشاؤمية وميل إىل الشكوى. التشبي من الظواهر األسلوبية يف لزوميات استخدام املصطلحات العروضية والنحوية والصرفية كمادة لطريف التشبي مبعىن آخر كإريا ما نرى أن املعري يةيت بتشبيهات نادرة مةخوذا مادهتا من علم العروض والنحو والصرف وهذا يدل على شدة ولع إىل هذ العلوم مإل قول هذا البي : ىل ع روض ط و يل ق بض ه ا ل يس ي بس ط غ د وت أ س ريا ف ي الز م ان كة ن ر ج 311/2 ) وكلمة )طويل( إشارة إىل هو آخر جزء يف الشطر األول من البي إن عروض البي البحر العروضي الذي يبر ع التفعيلتني مها )فعولن مفاعيلن( ويتميز الشاعر هذا البحر )مقبوضة( وهو حذف اخلامس الساكن. النفس بالبحر الطويل الذي مصاب استعمال نادر وخاص وهو تشبي آخر يةيت الشاعر بتشبي نادر. ويف تشبي بزحاف القبض تشبي بالفعل املعتل حيت يقول: نفس أ عل ل عل ة )ق ال ( و هي ق دمي ة أ عي ى األط ب ة كل ه م إبراؤ ه ا ج 65/1 )
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 100 إن هذا التشبي قوام حالة إبداعية ممتعة حيس هبا الشاعر يعيشها أ ناء إنشاد القصيدة إذن إن هذا التشبي خمتلف عن سائر أشكال التشبي الذي نعرف وهو ممتع باإلبداع وإزالة التعر ف. أيضا حنن نرى شدة ولع إىل العروض وهو اصذ من هذا العلم مادة للتشبي حيت يقول: و ق رب ه م ل لح ج ي و الدين أ دو اء ب عد ي م ن الن اس ب رء م ن س ق ام ه م و ال س ن اد و ال ف ي الل فظ إقواء كالب ي أ فر د ل ا إ يط اء ي در ك ج 60/1 ) الإاين مبصطلح "اإليطاء" من مواد العروض وهو كما يبدو أن الشاعر لقد جاء يف البي واحد فإذا اتفق اللفظان واختلف أن يتكرر لفظ القافية ومعناها وليس بينهما غري بي املعىن مل يكن اإليطاء. و"السناد": وهو كل عيب حيدث قبل "الروي" كإرداف قافية وجتريد من عيوب القافية. )املعري 1994: أخرى واإلقواء هو اختالف إعراب القوايف وهذا كل الزمان أو الدهر على حنو قول : ج 60/1 ( فقد شب الدهر كالشاعر املقوي وحنن ب مإل الفواصل خمفوض ومرفوع ج 526/2 ) فقد شب الشاعر الدهر الذي كان فيما سبق من أهم األلفاظ الدالة على االغتراب الزماين الذي استحوذ على عدد كبري من التكرارات يف ديوان شبه بشاعر استعمل اإلقواء فريفع روي هذا البي تارة ويفض تارة أخرى مإل الدهر واإلنسان في ال يستقر على حال ولعل اإلكإار يف استخدام مإل هذ املصطلحات هو إظهار علم الواسع يف هذ العلوم. من الظواهر األسلوبية األخرى الل نشهدها مبرات كإرية يف لزوميات االستخدام يف التشبي التمإيل وهو ابتدع يف هذا النوع من التشبي بإتيان املصطلحات النحوية والصرفية والعروضية أيضا مإل قول : ق ص رت أ ن ت در ك الع لي اء ف ي ش ر ف إ ن الق ص ائ د ل م ي لح ق ب ه ا الر ج ز ج 94/3 ) قد شب املعري حال مإل هذا الشخص بالر جز الذي ال يعد قصيدا وال يعتق النقاد شعرا حبيت مل يلحق بالقصائد لتقصري مقام كما أن جار جمرى التعليل للحكم الس ابق. منوذج آخر للتمإيل الذي جاء ب أبو العالء أ ناء قصائد نرا يف هذين البيتني حيت يقول:
101 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( إ ذ ا ص غ ر انا ح اس د وك ف ل ا ت ر ع ف إ ن الإر ي ا و اللج ني و ح سب ن ا ل ذ ل ك و الد ني ا ب س عد ك ت فغ ر ب ه ا و س ه يل ا كله ن م ص غ ر ج 60/2 ) تعمل الصورة يف البي الإاين على استإارة وعي املتلقي حبيت مارس الشاعر نوعا من اإلبداع على املعجم الإقايف واللغوي. غالبا ما نرى أن الشخص إذا أراد أن يهجو شخصا آخر حو ل ان إىل التصغري ولكن أبو العالء يرفض ويةيت باألناء )الإريا اللجني والسهيل( الل هلا رتبة ومزنلة كبرية ورفيعة رغم أن هن على زنة التصغري. ويف مكان آخر يقول: ال تدن و ن م ن النس ا و الب اء م إل الب اء ت خ ء فإن غ ب األري م ر ف ض للد ناء ة أو ت ج ر ج 121/2 ) يبدو من هذين البيتني أن الشاعر كان شديد القساوة ع ىل املرأة وكان يريد من الرجال أن يبعدوا منهن قدر اإلمكان ومن وجهة نظر أن النساء مصدر للدناءة لذلك نرى أن يةيت بتشبي نادر وهو تشبي النساء بالباء اجلار ة )الباء األول: النكاح والباء الإاين: احلرف اجلار( وكما أن حرف الباء اجلارة جير حرك ة اإلسم بعدها والنس اء تقود الرجال إىل الدناءة واملهلكة. ملخص القول يف استخدام مإل هذ املصطلحات إظهار مقدرت البالغية والفنية وعمق أفكار وسعة قافت. البنية الداللية ومبدأ التناقض إن مبدأ التناقض يفترض وجود تنافر بني املسند واملسند إلي على مستوى الصفات فإننا إذا أطلقنا صفة شيء مادي على شيء معنوي كاللون يف األمإلة اآلتية احتضار أبيض ورياح سوداء فنالحظ خاصية اخلروج الدالي فاملنطقي أن نستعمل كلمة "أ ر" لضشياء امللونة فهنالك أشياء مادية لكنها غري قابلة للون مإل عبارة: الرياح السوداء )كوهن 2000 م: 81-80( فمبدأ التناقض موجود بني الرياح الل ال لون هلا وبني اللون األسود فعندما نقول: أصوات األجراس زرقاء»فمن ناحية التصور اللغوي فإن النفي إطالقا من تعريف املتضمنات يظل حمتويا على املتضمن فإن ننفي عن املسند إلي لونا ما فإن ذلك يعر أن ل لونا آخر«)كوهن 2000 م: 83(. كإريا ما نرى أن املعر ي نظم ونسج قصائد واستخدم األلوان يف األشياء الل ال لون هلا يف الواقع لذلك دب جها بصفات لونية متخالفة ما بني احلقيقة والفهم وعب ر عن أسلوب بلمسات فنية
ك) مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 102 ساحرة إذن التدبيج اللوين هو الظاهرة التنافرية نراها كإريا يف قصائد. والتدبيج اللوين لون من ألوان التعبري يف علم البديع حيت يستخدم املتكل م األلوان )األ ر واألبيض واألسود..( توريةا وكنايةا عن معىن يقصد فهو»فن بديعي يستخدم في الشاعر األلوان استعارةا أو توريةا أو كنايةا ليدل على املعىن املقصود«)التوجني 1999 م: 236(. ومن أمإلة التدبيج اللوين قول : جاء تك ل ذ ة س اع ة ف ة خ ذت ه ا ب الع ار ل م ت حف ل س و اد الع ار ج 241/2 ) كما نعلم أن العار ليس من األشياء الل قابلة للون وهو ما يعري ب اإلنسان قوالا وفعال وكيف يكون ل لون فاألسود ل إهلامات املعهودة ليوحي باحلزن واألمل ومن دالالت أيضا القتامة واألخالق الدنيئة لذلك وصف الشاعر "العار" لونيا باألسود ألن األسود يناسب العار الذي يكون من األخالق الدنيئة ويؤد ي إىل اهلم واحلزن. ومن مناذج أيضا ما يلي: كاد الع ذ اب م ن اخل ضر اء ي مط ر ن ا و كاد ت األ رض ت رغ و ت حت ن ا ض ج را ج 151/2 ) عندما نقول إن السماء أرزق فال نتجاوز كالم ك ل الناس. إن الدرجة احليادية أو الدرجة صفر للتعبري ولكن أن نبتدع كما ابتدع املعري فنقول:»السماء أخضر«فإن هذا ميإل حد ا أسلوبيا كما يقول املعري حني مجع بني خضرة السيف وخضرة نبات اآلسي يف قول : و ش رب الف ن اء ب خ ضر الف ر ند كة ن ع ل ى أ سهن الف ن ا ج 98/1 ) شب دماء املنايا على خضرة السيوف حب ب شجر الفنا األ ر على رياحني اآلسي اخلضراء فهل السيف أخضر اللون حقيقة إن املعري مبساعدة االنزياح يف اللون لقد مجع بني االضداد على حنو مجاي من خالل الصراع القائم يف نفس. التركييب االنزياح قال جون كوهن:»إن النحو هو الركيزة الل تستند إليها الداللة فبمجرد ما يتحقق االنزياح بدرجة معينة عن قواعد ترتيب وتطابق الكلمات تذوب اجلملة وتتالشى قابلية الفهم ويرى بةن العالقة بني األلفاظ تعينها مواقعها اخلاصة أكإر مما تعينها حركتها اإلعرابية وقد نرى بةن نظام الكلمات تزنل احملد د قبل احملدد واملسند إلي قبل الفعل والفعل قبل الفضلة )املكملة( وأي احنراف عن هذ القاعدة يسم ى القلب«وهن 1986 م: 180(.
ك) 103 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( التقدمي والتةخري يعد التقدمي والتةخري من أهم امليزات األسلوبية وليس ذ كل لكون تقدم شيء بعين عن شيء آخر بل للدور الدالي واجلماي الذي يلعب هذا اخلرق من تقدمي وتةخري ألن ما يكون تقدميا يف لغة ما مإال قد يكون األصل يف لغة أخرى وقد أشار إىل ذ كل "كوهن" إذ يقول:»ففي اإلجنليزية مإال تقدمي الصفة شيء عادي ومن هنا ال تترتب علي أي خصائص أسلوبية... فليس موقعية الصفة يف ذاهتا إذن هي املسئولة عن اخلاصة األسلوبية املنتجة بل كوهنا "غري عادية"«وهن 1986 م: 220(. والذي يإرينا يف كل هذا ليس ما وقع للجملة من خمالفة لنظام النحو بل ما توقع فينا جبماليتها من تة ري وما تضفي من قوة أو تغيري للداللة»عندما يرق املتكل م أو الكاتب األطر واألنظمة اللغوية املةلوفة عق أسلوب التقدمي والتةخري يتجاوز كالم دالالت األولية اخلاصة ب فيتاح ل أن يضيف إىل مباحإ بعدا مجاليا يف تركيب الكالم يتمي ز بقدرت على إبراز الداللة بتقدمي جزء على آخر أو تةخري عن» )جماز 664(. 1437: النقطة الل جيب االنتبا إليها هي أن طبيعة الشعر أحيانا قد تسهل من هذ املهمة إىل حد كبري ألن التركيب يف الشعر ليس كما هو يف النإر وذلك ألن الشعر يضع لعوامل أخرى تتعلق بالوزن واملوسيقى الداخلية وحنومها مما ال يسمح حبرية حرك ة تنقل عناصر اجلمل كما لو كان يف تركيب نإري عادي ويقول عباس حسن يف التقدمي اجلائز:»بغري نظر ملا تقتضي األوزان الشعرية أحيانا من وجوب التقدمي والتةخري ملراعاة الوزن وحد واحملافظة علي فلو مل نراع الوزن الشعري جلاز األمران كما يف النإر أيضا«)حسن دون تا: ج 492/1 (. كإريا ما نرى أن املعر ي يقد م الفاعل ع ىل الفعل مإل قول : اهلل يقتص اجلرائم كل ها ويعيدها يف حنر من ذا دأب ج 291/1 ) كما نرى أن املعري قد م الفاعل )اهلل( على الفعل )يقتص ( واألصل أن يقول الشاعر )يقتص اهلل( فقد م الفاعل لريينا أن اهلل تعاىل هو الذي سيعاقب اإلنسان لفعلت الدنيئة مبعىن آخر إن القارئ األسلويب يرى أن يف هذا البي ال يكون التؤكيد في على احلدث فاحلدث قائم واقع ال حيادل في أحد ولكن اجلدل الطويل كان فيمن حيدث هذا احلدث أو يقدر علي وأمإلت يف ديوان اللزوميات كإرية أيضا منها قول : امل رء ي قد م د نيا ع ل ى خ ط ر ب الكر م ن و ي نآها ع ل ى س خ ط ج 322/2 )
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 104 ال شك أن املعىن سيكون مفهوما بذات الدرجة لو قال الشاعر )يقدم املرء دنيا على خطر( فاخلق الذي يريد الشاعر إيصال للمتلقي سيصل بكال التركيبني باجلملة اإلنية أو باجلملة الفعلية ولكن الغرض ليس جمرد إيصال هذا اخلق إىل الناس فحسب ولكن الشاعر أراد استخدام اخلق كةساس للتة ري والتحذير والتنبي إىل خطورة األمر لذلك جلة إىل تقدمي الفاعل ألن )املرء( هو املقصود باخلطر والك ر واملعاناة واملصائب وك ل ما سيالقي يف دنيا ولو أخ ر إىل ما بعد الفعل لرمبا قلل من قوة هذا التنوي. من أمإلة هذا النمط أيضا قول : اهلل ي شه د أ ني ج اهل و ر ع ف لي حض ر الن اس إ قر اري و إ شه اد ي ج 351/3 ) والتقدمي دليل على أن املقد م "اهلل" هو الغرض املتعمد بالذكر وإن الكالم إن ما سيق ألجل ولو كان اجلملة "يشهد اهلل" لكان مجلة توليدية فعلية ال تركيز فيها على أي جزء من أجزاء املعىن وهدفها هو اإلخبار ال غري ولكن قصد الشاعر هنا نقل اخلق بتركيز على الفاعل وهو "اهلل" وإلظهار عنايت واهتمام ب لذلك قد م ذ كل اجلزء فيدرك السامع املعىن اجلديد فاهلل هو فاعل مقد م لغرض التوكيد. من الظواهر األسلوبية يف مستوى التقدمي هي تقدمي اجلار واجملرور املتعل قان بالفعل علي وهو كإري يف ديوان اللزوميات لكننا نةيت بشواهد تؤ ر يف املعىن ألن كل تقدمي يف الشعر ال يكون دائما لغرض يتعل ق باملعىن بل يتعل ق لغرض يتعل ق بالبنية الشكلية أو مبوسيقى الكالم ومن هذا النمط قول : ىل ىل ىل ىل كل ا الر ج ل ني غ د ا ف امت ر ى ف تاى ز ار ع و ف تاى د ار ع و ذ اك ي ؤ وب ب ض اد و ر ا ف ه ذ ا ب ع ني و ز اي ي ر وح ج 93/1 ) فقول : "بع ني و زاي" جار وجمرور متعل قان بفعل "يروح" والغرض يف هذا التقدمي ليس حمصورا ع مراعاة الوزن أو البنية الشكلية بل التقدمي "بع ني و زاي" دليل ع أن املقد م هو الغرض املتعم د بالذكر وإن ما الكالم سيق ألجل ألنن ا نستطيع أن نؤخر هذا التقدمي دون أن أن يقول: "ف ه ذ ا ي ر وح إىل اخللل يف الوزن مبعىن آخر إن الشاعر كان بإمكان يؤد ي البي هو املتقارب "ف ع ول ن ف ع ول ن ف ع ول ن ف ع ول" يف هذا البي ب ع ني و ز اي " ألن البحر الذي اختار فهذا يعر أن تفعيلة "ي ر وح " ال صتلف مع تفعيلة "ب ع ني " وكالمها يساوي من حيت الوزن. من ع الفاعل يف قول : النماذج الدالة ع هذا النمط من االنزياح تقدمي املفعول ب
105 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( ل ق د ر ج اهلل النفوس ل كشف أ م ورا ف ةعط ى أنف س ا م ا ت رج ج 262/1 ) يستدعى هذا االستخدام بيان األصل الذي يفترض النحو يف صورت املإالية املةلوفة املتحققة يف قولنا )لقد رج النفوس اهلل( غري أن املعري عدل عن ذلك ليخص اهلل بالرجاء وقد م املفعول ب ع ىل الفاعل ومن صور التقدمي عند : ل خالق نا احل كم القدمي وكم ف ت ي ل خلق رحب وعيشت ض نك ج 340/2 ) ففي قول الشاعر )ل خالق نا احل كم القدمي ( انزياح واضح فقد أخر الشاعر املبتدأ لغرض التخصيص وهو يف مإل هذا الكالم تقدمي ما حق التةخري يفيد احلصر. االنزياح يف األسلوب هذا النمط من االنزياح هو استخدام لون حواري من اللغة يف الشعر )صفوي 1373 ش: 53( جتدر اإلشارة هنا إىل أن البالغة القدمية مل تكن متيز بني االنزياح األسلويب )السياقي( واالنزياح االستبداي غري أن هذا التمييز عرف مع سوسور يف نائية اللغة langue والكالم parole ألن االنزياح السياقي هو منافرة صرق قانون الكالم أو حتدث فيما هو مكتوب أو حاضر أو منقول. )ناظم 1994 م: 119( استعان الشاعر هبذا االنزياح يف كإري من قصائد ومع هذ التقنية استطاع أن يلق يف شعر فضاء حار ا. إن النسق األدائي لدى املعر ي تصنع قوام قافة الشاعر وزاد اللغوي ومن أهم هذا األداء اإلبداعي هو ظاهرة التشكيلية الل تسبب حتو ل القصيدة من قافة الكلمة إىل قافة "التشكيل" الذي يذيب اللغة الشعرية يف فنون أخر. )التالوي 2006 م: 171( ال يعتر الشاعر يف هذا النوع من اإلبداع مبجرد التنسيق لكلمات الشعرية وإمنا يعتر بالتشكيل الذي حيدد طريقة القراءة باإلضافة إىل إكساب الصفحة نسقا فنيا خاصا لتصبح جزءا حقيقيا من التجربة التشكيلية وجزءا من الصورة الشعرية الكلية بكل معطياهتا النفسية والفكرية والصوتية املوسيقية. )التالوي 2006 م: 172( جلة أبو العالء إىل وسائل خمتلفة إلضفاء نة التشكيل ومنها تشظي األلفاظ ومتزيق أوصال الكلمة و»إن هذا التشظي ما هو إىل شظايا االنفجار الدالي الذي يدفع النص حنو التكإيف واإلحياء والتوتر الدرامي ويقز عنف الصدمة وانعكاساهتا على وجدان الشاعر«)حس ونة 2006 م: 139( ومن ذ كل قول :
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 106 كل ىل كا ء ع ند الإر ي ا و ع ند الإ رى ب ن و آدم ي طل ب ون الإرا كل ا الر ج ل ني غ د ا ف امت ر ى ف تاى ز ار ع و ف تاى د ار ع و ذ اك ي ؤ وب ب ض اد و ر ا ف ه ذ ا ب ع ني و ز اي ي ر وح ج 93/1 ) األخري بكلمتني ممزقة أوصاهلما ومها: "عني وزاي" كما نالحظ جاء املعر ي يف البي هو ض رن فتحقق بذلك على هو ع زن ويف الشطر الإاين "ضاد وراء" واملقصود من واملقصود من مستوى التشكيل البصري مفارقة بني التماسك والتشظي. من الظواهر األسلوبية يف لزوميات مستعينا باحلروف األجبدية ومن ذ قول : استخدام األلفاظ الغامضة لتحقيق هدف لك ن ب س كون الب اء م فق ود كسر ت الص بر ي وج د إن ب اء ل ال ع اج ز ب ع ر ى الت قص ري م عق ود و ي حم د الص اب ر امل وف ى ع ل ى غ ر ض ج 414/1 ) يف أسلوبية الذي يشب ففي هذين البيتني حنتاج إىل فضل روية وإمعان لنتفهم ما عنا بكسر الباء يف الصق يعر عصارة الشجر املر أما بسكون الباء األحاجي واأللغاز فةراد أن آخر يقول: يعر التجل د. )العبهري 2005 م: 292( ويف بي و ب ين ي و ل م ي وص ل ب ل امي ب اء ت و اص ل ح بل الن سل م ا ب ني آد م ج 54/1 ) والالم: الشخص والباء : النكاح وهذا لغز يقول: رغب الناس يف النسل... ولكن حبل يف النكاح ع معىن قول القائل: لزهد انقطع عند ح ي اة و أ ن ي شت اق ف ي إ ل ى الن سل و م ا الد هر أهل أ ن ت ؤم ل ع ند ج 54/1 ) ويدل على قافة الشاعر اللغوية والعلمية وهناك أبيات يبدعها الشاعر وصتص بةسلوب واحد كما قال: منها اللجوء إىل تزاحم مفردات كلها مذكرة أو مؤن إة يف بي و كذ املؤ ن إات إ م اء للم ل يك امل ذ كرات ع ب يد ق د و الص بح و الإ ر ى و امل اء ف اهل ل ال امل ن يف و الب در و الف ر ر ة و األ رض و الض ح ى و الس م اء و الإر ي ا و الش مس و الن ار و الن إ ب ك ف ي ق ول ذ لك احل كم اء ج 68/1 ) كله ا ل ر بك م ا ع ا ه ذ»يقول املعر ي يف هذ األبيات: مجيع األشياء خ لق هلل تعاىل وم لك ل فاملذكرات منها كالعبيد واملؤنإات كاإلماء مث أتبع ذلك بيتني أوهلما من أشياء كلها مذكرة والإاين من
107 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( أشياء كلها مؤن إة«هو معتاد. احلذف )املعري 1994: ج 68/1 (. وهذا األسلوب بديع يف نوع حبيت خمالفة ملا وهو من الظواهر األسلوبية اللغوية الل توسع الداللة. يقول عبد القاهر اجلرجاين يف هذا الباب إن احلذف»باب دقيق املسلك لطيف املةخذ عجيب األمر شبي بالسحر فإنك ترى ب ترك الذكر أفصح من الذكر والصم عن اإلفادة أزيد لإلفادة وجتدك أنطق ما تكون إذا مل تنطق وأمت ما يكون بيانا إذا مل تن«)اجلرجاين 1978 م: 170(. واحلذف هو»إسقاط ألحد عناصر التركيب اللغوي هذا اإلسقاط ل أمهيت يف النظام التركييب للغة إذ يعد من أبرز املظاهر الطارئة على التركيب املعدول هبا عن مستوى التعبري العادي وتتنوع مظاهر احلذف وصتلف من سياق آلخر تبعا ملالبسات هذا السياق أو ذاك يف سياق األكق )النص( هذا التنوع يعطي للحذف قيمت التعبريية ويبعت على دالالت جديدة ويشرك القارئ يف عملية التوصيل من خالل إعطائ مساحة إىل التةويل والتقدير«)حممود 2005 م: 257(. ويكون احلذف لعلل كإرية منها وضوح الداللة احلت على أمر مطلوب و... باد وكل إل ى ط بع ل ج ذب ا اهلل ال ر يب ف ي ف هو م حت ج ب ج 138/1 ) األبصار يف هذا البي إن املعري يؤكد على وجود اهلل تعاىل احملتجب الذي ال تدرك عند )هو باد ( بسبب معرفة اهلل تعاىل وتعيين وهو يدرك األبصار فحذف املسند إلي اجلميع. ومإل هذا القول: ن كل كل ق لن ا ص د قت م كذ ا ن ق ول ق لت م ل ن ا خ الق ح كيم ج 410/2 ) )هو خالق( ألن اخلالق معروف وال حاجة إىل كما نالحظ إن املعري حذف املسند إلي. كما حيذف الركن األول من اجلملة االنية ميك أن حيذف الركن الإاين ذكر لو أبلغ مما يؤدي )املسند( حمد ا بذلك انزياحا عن القاعدة إذ يلعب ذ احلذف دور كان ذك ر ومن ذ قول املعر ي: ف ال كذ ب ي ق ال وال ن م يم و ال غ ل ط ي خ اف وال غ ل اط ج 314/2 )
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 108 ماذا عسا يريد أن يقول أبو العالء بعد وال منيم لو قال أي خق لتحددت قيمة اجلملة واتضح الفكرة وكيف توضح العبارة وقد بعدت الفكرة أبو العالء مل يكمل خق ألن كل قول أقل تعبريا مما يريد وهنا نذكر قول عبد القاهر: "فإنك ترى ب الترك أفصح من الذ كر" والسر يف مجال هذا اخلروج عن القاعدة أن أبا العالء نقلك إىل حال فعال. فقول حيتمل مإال: يقال ي سم ع يفس د وموجود و.. أليس كل هذ األخبار يف حال حذفها أبلغ من وجودها لقد وصل الفكرة ولك ن وصل باحلذف. كإريا ما نرى أن الشاعر حيذف املوصوف ويةيت بصفة حمل ومما حذف في املوصوف وعق عن بالصفة قول : أعم ى الب ص ري ة ال ي هد ي ن اظ ر إذ كل أ عم ى ل د ي م ن ع صا هاد ج 4/2 ) فاملراد من القول )أعم ى البصرية وأعمى أي: رجل أو شخص أو امرئ أعمى( ولو أن الشاعر ذكر املوصوف لتبادر إىل األذهان أن اخلسارة ستكون هلذ الذات املوصوفة وهذا التناوب أي نيابة الصفة بدل موصوف أمر كإر ورود يف اللزوميات وهو بوصف شاعرا فيلسوفا ال يهتم بالذوات بل باألحوال لذلك ذكر الصفة املعقة عن احلال. االلتفات )العدول( إن االلتفات أسلوب من األساليب البالغية اجلميلة داخل النص ويرتبط ارتباطا و يقا بظاهرة االنزياح اللغوي فقال السكاكي»وهذا النوع قد يتص مواقع بلطائف معان قلما تتضح إال ألفراد بلغائهم أو للحذاق واملهرة يف هذا الفن والعلماء ومىت اختص موقع بشق من ذ كل كسا فضل هباء ورونق وأورث السامع زيادة هزة ونشاط ووجد عند القبول أرفع مزنلة«)السكاكي 96(. 1990: وااللتفات يؤ ر يف السامع فيحإ على املتابعة والتفكري»ألن الكالم إذا نقل من أسلوب إىل أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع وإيقاظا لإلصغاء إلي من إجرائ على أسلوب واحد«)الزخمشري 2009 م: 29(. ولقد تنوع أسلوب االلتفات يف ديوان اللزوميات ليضفي إىل البناء الفر عناصر مجالية ومن هذا التنوع: - االلتفات من مجلة إنشائية إىل خقية ورد هذا النوع من االلتفات يف مواضع كإرية من الديوان ويتمإ ل يف قول الشاعر: ت ح ل ى ب ة سن ى احل لي واحت ل ب ي الغ ن ي فةفضل م ن أمإ ال ك الن ف ر الش عت ج 291/1 )
109 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( ومإلها أيضا: أ فط ر و ص م أو ص م وأ فط ر خ ائ ف ا ص وم امل ن ي ة م ا ل إفط ار ج 97/2 ) يتكلم الشاعر يف الشطر األول بصورة األمر أو باجلملة اإلنشائية لكن يعدل عن هذا اخلطاب باجلملة اخلقية يف الشطر الإاين. أم ا النوع اآلخر من االلتفات فهو االلتفات من املخاطب إىل الغائب مإل قول : خ ذ وا ف ي س بيل الع قل ت هد وا ب ه دي و ل ا ي رج و ن غ ري امل ه يم ن ر اج ج 322/1 ) إن املعر ي جاء يف الشطر األو ل بالفعل املخاطب الذي يظهر يف فعل )خذوا( وجاء يف الشطر الإاين بالفعل الغائب )وال يرج و ن( ومعلوم أن هذ األضرب من اخلطاب هلا دور يف تلوين اخلطاب للتة ري يف السامع ودفع السةم عن. إذا أخذنا تعريف ابن رشيق حول االلتفات استطعنا أن نقبل "االعتراض" نوعا من العدول فااللتفات عند»يشمل التنويع بني الضمائر واالنتقال من معىن إىل معىن كما يشمل معاين االعتراض والرجوع والتتميم«)طبل 1998 م: 20(. ووفقا هلذا التعريف بإمكاننا أن نالحظ ظاهرة االعتراض شك الا من أشكال االلتفات كقول : الق ق ال ريب مزنول فما أر يب إ ل ى ارت ق اء ر ف يع الس مك م صع ود ج 7/2 ) "ال ريب " فهو اعتراض كالم يف كالم والغرض من هذا االعتراض هو التنبي للغافل مبعىن أن ليس في ما يوجب ارتيابا يف صحت أي ليس يف اضطراب وال اختالف ومن مإل هذا االنزياح قوال الشاعر: ال ت شر ب ن - م ا ع ش - م ن د م أبي ض س ب ط وال سود يل حن جعاد ج 350/3 ) فجملة "ما عش " مجلة اعتراضية والغرض منها هو التنبي إىل أمهية األمر فحني أورد هذ اجلملة االعتراضية أراد من الس امع أن يتوق ف قليالا ليشعر بةن هناك أمرا هام ا سيبل غ إيا بعد هذ اجلملة االعتراضية.
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 110 النتائج بالنسبة للمالمح األسلوبية املزناحة فقد توصلنا إىل نتائج ندرجها يف النقاط التالية: 1. قد أكإر املعر ي يف استخدام التكرار الصويت فهو يعر تكرير بعض احلروف دون غريها حيت أصبح هذ التقنية ملمحا أسلوبيا يف ديوان اللزوميات وتكمن مجاليت يف تعزيز النسيج الصويت للقصائد وجذب مشاعر املتلقي. 2. شك ل اجلناس يف ديوان اللزوميات ظاهرة فنية وصوتية قبل أن يكون وجها من أوج البديع واستعمل املعر ي كظاهرة فنية ومجالية أحد يف قصائد نوعا من املوسيقى والتنغيم والغرض من تلك اجملانسة إم ا التنويع يف النص وإم ا إظهار متكن من املفردات. 3. استعان الشاعر بظاهرة التضمني العروضي أيضا ليخلق يف القصيدة وحدة اجلو النفسي وهو كإريا ما يستخدم التضمني العروضي بالتدوير أي ميزج بني هاتني التقنيتني وخلق بنية كلية وتال ا بني سطور النص. إن الغرض الرئيس الستخدام التضمني هو إيإار الشاعر الوقفة الداللية ع ىل العروضية. 4. إن "االنزياح اإلضافي" هو منط يتميز بالتنوع الد الي الذي يسمح لل فظة باشتغال أكإر من حمل مم ا يإري املعىن ويعطي مجالية وفن ية للن ص باإلضافة إىل التشبي التمإيلي حيت نرى أن الشاعر جلة إىل استخدام املصطلحات النحوية والصرفية والعروضية كعنصر من العناصر الرئيسة يف املشب ب أو املستعار من. الغرض الرئيس يف استخدام مإل هذ املصطلحات يف التشبي هو إظهار مقدرت البالغية والفنية وعمق أفكار وسعة قافت. 5. إن بنية املفارقة اللفظية الل نراها كإريا يف االنزياح اللوين بةشكاهلا يف اللزوميات جتاوزت دالالهتا املعجمية إىل إحياءات كشف عن رؤية املعر ي للواقع املتشظي مبا في من تناقضات كبرية مل تعد األساليب املباشرة قادرةا على اإلحياء هبا حمق قا بذلك خصوصيت األسلوبية. 6. إن ذروة االنزياح على املستوى التركييب فتتبدى يف التشكيل األسلويب اخلاص حيت شكل الشاعر لوحة فنية تتمازج فيها العناصر وتتفاعل لتحقق أكق قدر من اإلدهاش والتة ري. 7. التقدمي والتةخري من الس مات البارزة يف اللزوميات وكان ل دور يف إظهار العناية باملقد م ولف انتبا املتلق ي إلي وأفاد دالالت بالغية مهم ة كاالختصاص وتقوية املعىن وتوكيد والعناية واالهتمام.
111 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( أن جيعل اخلطاب 8. وفيما يتعلق باحلذف فهو نة أسلوبية استطاع الشاعر من خالل حنو الشعرية للتةويل مما نةى باخلطاب عن امللل واإلطناب وانزاح ب قابالا لكإري من أوج ملا هو مقصود من املتلقي والدفع بتخيل يف جذب انتبا واإلجياز باإلضافة إىل تة ري دالالت احملذوف. 9. لاللتفات أشكال خمتلفة يف اللزوميات منها: التحو ل الصيغي االعتراض والعدول من ضمري الغيبة إىل اخلطاب ويكمن الغرض الرئيس هلذا النمط من االنزياح تقوية املعىن والتلوين يف األسلوب خاص ة حني كان يعدل بالكالم من الغيبة إىل اخلطاب.
مجلة اللغة العربية وآدابها علمية محكمة السنة الرابعة عشر العدد األول ربيع 1439 112 املصادر واملراجع 1. أنيس إبراهيم ) 1952 م(. موسيقى الشعر. ط 2 مصر: مكتبة األجنلو املصرية. 2. التجديل نزار ) 1987 م(.»نظرية االنزياح عند جون كوهن«. جم لة دراسات سيميائية أدبية لسانية. املغرب العدد 1. 3. التالوي حممد ) 2006 م(. القصيدة التشكيلية يف الشعر العريب. القاهرة: دار الفكر احلديت. 4. التوجني حممد ) 1999 م(. املعجم املفصل يف األدب. ط 2 بريوت: دار الكتب العلمية. 5. جق حممد عبداهلل ) 1988 م(. األسلوب والنحو. اإلسكندرية: دار الدعوة. 6. اجلرجاين عبدالقاهر ) 1987 م(. دالئل اإلعجاز. تصحيح حممد رشيد رضا. بريوت: دار املعرفة. 7. اجلرجاين القاضي )دون تا(. الوساطة بني املتنيب وخصوم. حتقيق أبو الفضل إبراهيم علي البيجاوي. بريوت: منشورات املكتبة العصرية. 8. حسن عباس )دون تا(. النحو الوافي. الطبعة 3. مصر: دار املعارف. 9. حس ونة حممد إناعيل ) 2007 م(.»صناعة األحياز يف شعر هاين حازم الصلوي ديوان: "على ضفة يف خيال املغر" منوذجا«. جملة اجلامعة اإلسالمية )سلسلة الدراسات اإلنسانية(.العدد األول. 10. الرافعي مصطفى صادق )دون تا(. إعجاز القرآن والبالغة النبوية. ط 8. بريوت: دار الكتاب العريب. 11. رشيد الددة عباس ) 2009 م(. االنزياح يف اخلطاب النقدي والبالغي عند العرب. بغداد: دار الشؤون الإقافية العامة. 12. الزخمشري حممود بن عمر ) 2009 م(. تفسري الكشاف. تعليق خليل مةمون بريوت: دار املعرفة. 13. السامرائي ابراهيم ) 1417 ه(.»مع املعري يف اللزوميات«. جملة اللغة العربية األردين. العدد 52. 14. سعد مصلوح ) 1993 م(. يف النص األديب. عني للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية. 15. السكاكي يوسف بن أيب بكر ) 1990 م(. مفتاح العلوم. ط 2 القاهرة: مصطفى البايب احلليب. 16. شرتح عصام ) 1426 ه(.»شاعرية أيب العالء املعري يف لزوميات «. جملة املعرفة العدد 506. 17. صفوي كورش ) 1373 ه(. از زبانشناسي ب ادبيات. ج 1 ط هران: نشر جشم. 18. طبل حسن ) 1998 م(. أسلوب االلتفات يف البالغة القرآنية. القاهرة: دار الفكر العريب. 19. عباس حسن ) 1998 م(. خصائص احلروف العربية ومعانيها دراسة. دمشق: منشورات احتاد الكتاب العرب.
113 أسلوبية االنزياح في ديوان "اللزوميات" ألبي العالء المعر ي )على أساس نظرية جان كوهن( 20. العبهري ميسون ) 2005 م(. النقد االجتماعي يف لزوميات أيب العالء املعري. فلسطني: جامعة النجاح الوطنية يف نابلس. 21. عكاشة حممود ) 2005 م(. التحليل اللغوي يف ضوء علم الداللة. مصر: دار النشر للجامعات. 22. علي عبد الرضا ) 1997 م(. موسيقي الشعر العريب قدمي وحديإ. القاهرة: دار الشروق. 23. علي عز الدين ) 1978 م(. التكرير بني املإري والتة ري. القاهرة: دار الطباعة احملمدية. 24. كوهن جان ) 1986 م(. بنية اللغة الشعرية. ترمجة حممد الواي وحممد العمري. الدار البيضاء: دار توبقال للنشر. 25. ) 2000 م(. اللغة العليا النظرية الشعرية. ترمجة أ د درويش ط 2 دمشق: اجمللس األعلى للإقافة. 26. جماز خبتيار وآخرون ) 1437 ه(.»االنزياح التركييب )التقدمي والتةخري( يف خطب هنج البالغة«. جمل ة اللغة العربية وآداهبا السنة 11 العدد 4 صص 671-655. 27. حممود عبد الباسط ) 2005 م(. الغزل يف شعر بشار بن برد دراسة أسلوبية. ليبيا: دار طيبة للنشر والتوزيع والتجهيزات العلمية. 28. املعر ي أبو العالء ) 1994 م(. شرح اللزوميات. حتقيق سي دة حامد منري املدين زينب القوصي وفاء األعصر القاهرة: اهليئة املصرية العامة للكتاب. 29. ناظم حسن ) 1994 م(. مفاهيم شعرية دراسة مقارنة يف األصول واملنهج واملفاهيم. ط 3 بريوت: املركز الإقافي العريب. 30. نور الدين السد ) 1997 م(. األسلوبية وحتليل اخلطاب. ج 1 اجلزائر: دار هوم. 31. هنداوي عبد احلميد أ د يوسف ) 2002 م(. اإلعجاز الصرفي يف القرآن الكرمي دراسة نظرية تطبيقية التوظيف البالغي لصيغة الكلمة. بريوت: املكتبة العصرية. 32. ويس أ د حممد ) 2005 م(. االنزياح. بريوت: املؤسسة اجلامعية. 33. اليافي نعيم ) 1995 م(. أطياف الوج الواحد. دمشق: منشورات احتاد الكتاب العريب.