جامعت وهران 2 أحمذ به محمذ كليت الحقىق و العلىم السياسيت مذكرة لىيل شهادة الماجسخير في القاوىن العام حخصص حقىق و حرياث أساسيت حق اإلنسان في بيئة صحية

جامعت وهران 2 أحمذ به محمذ كليت الحقىق و العلىم السياسيت مذكرة لىيل شهادة الماجسخير في القاوىن العام حخصص حقىق و حرياث أساسيت حق اإلنسان في بيئة صحية و نظيفة قذمج و وىقشج علىا مه طرف: الطالب مربىح عبذ القادر أمام لجنة المناقشة المتكونة من: فاصلة عبد اللطيف أستاذ التعليم العالي جامعة وهران 2 رئيسا برابح عبد المجيد أستاذ محاضر)أ( جامعة وهران 2 و مقررا مشرفا بلغول عباس أستاذ محاضر)أ( جامعة وهران 2 عضوا مناقشا األمين بلهاشمي محمد طيبي أستاذ محاضر)أ( جامعة وهران 2 عضوا مناقشا السنة الجامعية 2016-2015

شكر و تقدير أشكر اهلل عز وجل أن أنعم علي بإتمام هذا العمل أتقدم بجزيل الشكر و العرفان و التقدير إلىأستاذي المحترم السيد الدكتور برابح عبد المجيد على ما قدمه من مساهمة كريمة في تنقيح و نضج هذا البحث كما أشكر كل أساتذة القانون الذين قدموا لي النصح و اإلرشاد إلتمام هذا العمل و على رأسهم األستاذ الفاضل فاصلة عبد اللطيف و بلغول عباس وطيبي محمد بلهاشمي األمين. أ

إهداء أهدي هذا العمل المتواضع إلى أبي بوعالم و أمي ف اطمة و إلى كل أفراد أهل بيتي ب

أهم قائمة المختصرات أوال: ج ر د ت ص ص ص ق م ق م ج باللغة العربية الجريدة الرسميت دون تاريخ صفحت مند الصفحت إلي الصفحت قرن قبل الميالد القانون المدني الجزائري ق إ م إ ج م د غ ح م غ ح قانون اإلجراءاث المدنيت و اإلداريت المنظماث الدوليت غير الحكوميت المنظماث غير الحكوميت الجزائري ثانيا: باللغة الفرنسية AIEA ASSURPOL ITF 94 FAO FIPOL Agence de l énergie nucléaire. Assurance-pollution Installations Terrestres, modèle 1994 (France) Organisation Mondiale pour l agriculture Fonds international d indemnisation pour les dommages dus à la pollution par les hydrocarbures GARPOL N Numéro Groupement de coréassurance pollution et autres atteintes à l environnement (France) OCDE Organisation de coopération et de développement économique ج

OMI OMM OMS OP.Cit P Organisation maritime international Organisation Météorologique Mondiale Organisation Mondiale de la Santé Opere citato (Ouvrage précité) Page PANE Plan National d action pour l environnement (Algérie 1996) PNAE-DD PP UICN UNESCO Plan National d action pour l environnement et le développement durable (Algérie 2002) De la page à la page Union Mondial pour la conservation de la nature Organisation des Nations Unies pour l éducation, la science et la culture د

يمذيخ تتوؽ اإلنسانية منذ صدر التاريخ إلى العدؿ و المساواة و حماية الضعيؼ حيث نجدىا في ش ارئع حمو اربي مؤسس بابؿ و تظير في أفكار منغ تسو الكونفوشيوسي وجاء بيا الرسؿ و األنياء العظا عمى أرسي محمد بف عبد اهلل )عميو السبل(. لكف بالرغ مف الخطوات العمبلقة التي قطعتيا مجتمعاتنا يظؿ ما تعانيو اليو ىو نفسو ما عانتو منذ آالؼ السنيف. و مف ىذا المنطمؽ شيدت نياية القرف الماضي تحديات كبرى تمثمت في مجموعة مف المواضيع عمى أرسيا حقوؽ اإلنساف التنمية و البيئة. ىذه الشواغؿ كاف ل ازما مواجيتيا بما يتوافؽ وما جاء في اإلعبلف العالمي لحقوؽ اإلنساف مف خبلؿ إعماؿ الحقوؽ المحمية إعماال كامبل. كما شيد العال في العقود األخيرة تطو ارت تكنولوجية و معموماتية ساىمت في بروز طائفة جديدة مف حقوؽ اإلنساف و مع ت ازيد المخاطر التي يسببيا تنامي ظاىرة الخروج عمى القوانيف البيئية و اإلخبلؿ بالتوزف البيئي و ما يمكف أف تمحقو مف أض ارر عمى حياة و صحة اإلنساف أخذ البعض يتحدث عف " الحؽ في بيئة صحية و نظيفة ". رغ أف ىذه البيئة و مسألة المحافظة عمييا كانت حاضرة ضمف القضايا الفمسفية القديمة مرو ار بالديانات السماوية. فاإلسبل مثبل: اعتبرىا نعمة مف اهلل جؿ وعمى حيث جاء في سورة لقماف في قوؿ تعالى: " أ ل م ت ر و ا أ ن الم و س خ ر ل ك م م ا ف ي الس م او ات و م ا ف ي ا ل ر ض و أ س ب غ ع م ي ك م ن ع م و ظ اى ر ة و ب اط ن ة..." والنعمة تستمز شكرىا ومقتضى شكرىا أف نسعى لحمايتيا. و يقوؿ أيضا في سورة ىود "... ى و أ نش أ ك م م ن ا ل ر ض و اس ت ع م ر ك م ف يي ا..." أي أن و خمقك مف نفس المواد التي تتكوف منيا و طمب منك أف تعمروىا. و معنى اإلعمار ىو: صيانتيا و تنميتيا. لكف اإلنساف نص ب نفسو سيدا عمييا و تعامؿ معيا كممكية خاصة يتصرؼ فييا كيؼ يشاء. و مع التطور العممي و تعاظ قوتو االقتصادية خاصة مع بداية القرف الثامف عشر واندالع الثورة الصناعية ازدادت وتيرة تطور المجتمع محدثة اضط اربات تجاوزت قدرة الطبيعة عمى استيعابيا. في ىذه الفترة ظير عم البيئة و تعددت فروعو ونشط الباحثوف في كؿ أصقاع العال وانتشرت م اركز األبحاث وتدخؿ الساسة و االقتصاديوف وأقاموا المؤتم ارت و الممتقيات مف أجؿ الطبيعة لوضع حد ليذا التدىور المستمر. بد وانطبلقا مف ىذا الواقع السياسي واالقتصادي المحكو بالمصالح القومية لمدوؿ المسيطرة كاف ال لحك القانوف أف يتدخؿ بحز وأف يكوف لو موضع قد لعبلج مثؿ ىذه الظواىر ذات األبعاد 1

المتعددة وذلؾ بنظ قواعد قانونية أكثر عدال وانصافا وذلؾ مف أجؿ تعديؿ ما ىو كائف إلى ما ينبغي أف يكوف خاصة بعد أف أصبحت مشكمة البيئة مرتبطة بجوىر اإلنساف وحقوقو. معنوية ىنا جاء دور األم المتحدة باعتبارىا األكثر مصداقية وكفاءة بما تممكو مف إمكانات مادية و ومعطيات واقعية دقيقة الشعوب في تقرير المصير" و باعتبارىا أكبر جية رسمية دولية الدوؿ "حؽ في السيادة عمى مواردىا الطبيعية" و بعد خاصة بعد ترسيخ مبدأيف "حؽ انعقاد المؤتم ارت البيئية الدولية برعايتيا آخذتا شكؿ " دبموماسية المؤتم ارت و إعبلنات المبادئ". مناقشات فكرية مكثفة شممت مسألتيف محوريتيف ىما: والثانية: أىمية اإلعت ارؼ جاءت أولى النتائج بك ارمة و رفاىية و ريودي أوال: العديد مف وبعد طبيعة العبلقة بيف حقوؽ اإلنساف والبيئة بوجود حؽ جديد مف حقوؽ اإلنساف ىو " الحؽ في بيئة صحية ونظيفة ". إق ار ار يتحمؿ في وثيقة أممية مسؤولية حمايتيا بحؽ الفرد في بيئة مناسبة و نوعية و تحسينيا جانيرو أو ما سمي "بقمة األرض" الذي عقد في تكر ست فيو عدة مبادئ أساسية لمقانوف البيئي األوؿ المتعمؽ بحؽ اإلنساف في البيئة. وفي أعقاب ذلؾ ازد الوعي العالمي بالقضايا ك ىائؿ مف االتفاقيات المتعددة و الثنائية إال أنو و نقميا إلى األجياؿ القادمة. الب ارزيؿ في يوليو مف عا تسمح لو بالعيش ث جاء مؤتمر 1992 الذي سجؿ عميو ت ارجعا عمى مستوى صياغة المبدأ البيئية و اتسع نطاؽ صنع القانوف البيئي مف خبلؿ جميا جاءت بعد اإلعبلنيف. و المبلحظ ىذه أ ف ىنا االتفاقيات ال تتناوؿ حماية البيئة كحؽ مف حقوؽ اإلنساف فضبل عف أف أغمب المواثيؽ الدولية لحقوؽ اإلنساف ال تعترؼ بالحؽ في بيئة مناسبة و بصورة مستقمة. بؿ نجد وثائؽ دولية مثؿ: الميثاؽ العالمي لمطبيعة لعا أو اتفاقية التنو ع البيولوجي -الفقرة األولى مف الدباجة- تنص عمى حفظ القيمة الجوىرية لكؿ شكؿ مف أشكاؿ الحياة بغض النظر عف قيمتيا بالنسبة لمبشر. وىذا يتناقض مع ما جاء بو اإلعبلنيف فصياغة استوكيول أو ريو تشير في المبدأ األوؿ لكمييما إلى حؽ أساسي لمفرد في بيئة مناسبة تتيح لو حياة كريمة. وفي المقابؿ نجد البيئة ترمي بثقميا وآثارىا عمى كؿ الحقوؽ المحمية ىناؾ تداخؿ و اعتماد متبادؿ بيف ىذه الحقوؽ المحمية والبيئة. و تشمؿ مجاالت عدة ألف السبب الرئيسي الختيار الموضوع تأسيسا عمى ما سبؽ يظير جميا أىمية موضوع البيئة في إد ارؾ حقوؽ اإلنساف. وبالتالي فإف اعتبارىا حقا مف حقوؽ اإلنساف أصبح مجاال خصبا لمبحث لكونو موضوع مصيري وجؿ الد ارسات اإلست ارتجية ال يمكنيا أف تتجاوزه ميما كاف تخصصيا انطبلقا مف بعديف: البعد الديني -أي بالمصطمح الفقيي 2

تكميؼ شرعي- جانب أن و و البعد اإلنساني حساس و حديث ل -أي بالمصطمح القانوني واجب و يعطى حقو مف البحث و الد ارسة و ل مف الفقياء ألنو موضوع إلى اآلف يغمب عميو الطابع التنظيري. اليدف من اختيار الموضوع أما اليدؼ مف اختيار الموضوع ىو: يتناسب و التحديات ال ارىنة إيمانا أ ف إنضاج و تطوير معايير الت از الفرد نحو مجتمعو-. يعالج كما ينبغي إلى ويتفاداه العديد و آليات خاصة بحقوؽ اإلنساف بما مسيرة تكويف مادة حقوؽ اإلنساف كانت و ما ازلت تنطمؽ مف الجامعات. أىم الد ارسات السابقة أ- عمى أساس الوالية التي حد دىا كؿ مف المجمس االقتصادي واالجتماعي ولجنة حقوؽ اإلنساف والمجنة الفرعية لمنع التمييز - و حماية األقميات. قامت السيدة فاطمة زى ارء قسنطيني المقرر الخاصة بد ارسة تتعمؽ بمشكمة البيئة في سياؽ حقوؽ اإلنساف وقدمت التقارير التالية: التقرير المرحمي األوؿ E/CN.4/Sub.2/1992/7( )Add. 1 و - الذي يحتوي تحميبل لممعايير الوطنية و الدولية و ق ار ارت و مبلحظات الييئات المعنية بحقوؽ اإلنساف ذات صمة بحقوؽ اإلنساف والبيئة وكذلؾ معمومات عف نتائج مؤتمر األم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية الذي انعقد في ريو 2881. التقري ارلمرحمي الثاني )E/CN.4/Sub.2/1993/7( الذي استعرض فيو األحداث الجديدة المتعمقة باالعت ارؼ بالحؽ في البيئة وتنفيذه بصفتو حقا مف حقوؽ اإلنساف عمى أساس المعايير والممارسات الموضوعية عمى الصعيد الوطني واإلقميمي والعالمي. وتضمف التقرير توصيات أولية. التقرير النيائي الذي تضمف توصيات ومبادئ توجييية. - ب- د ارسة تحميمية لمعناصر الرئيسية لمعبلقة بيف حقوؽ اإلنساف والبيئة قدمتيا مفوضية األم المتحدة السامية لحقوؽ اإلنساف استجابة لطمب مجمس حقوؽ اإلنساف في ق ارره 22/25 بشأف حقوؽ اإلنساف والبيئة.)A/HRC/19/4( الصعوبات أىم يمكف إجماليا في النقاط التالية: أوال: ارتباط موضوع البيئة ارتباط عضويا بالعمو التجريبية النسبية في قواعدىا ثانيا: تشعب مواضيعو و تشتتيا بيف تخصصات قانونية مختمفة ثالثا: قمة الم ارجع التي تعالج الموضوع مف ازوية إنسانية لكوف الموضوع حديث 3

اربعا: طبيعة موضوع البيئة المركبة تصعب مف القدرة عمى إحتوائو خاصة في بعده التنموي و االقتصادي. اإلشكالية و لما كانت نتائج وكاف قانوف حقوؽ اإلنساف إلى ذلؾ التداخؿ المركزية حماية البيئة مف خبلؿ أكثر البعد تطو ار وانسجاما اإليكولوجي إلسعاد أي القانوف البيئي- اإلنساف وتحقيقا لتكاممو اإلنساني العميؽ بيف الحقوؽ البيئية وعدد مف حقوؽ اإلنساف كؿ التي يتعيف التصدي ليا ذلؾ يدفع إلى ل تكف مشجعة يضاؼ اإلشكالية وىي: ماىي طبيعة العبلقة بيف حقوؽ اإلنساف والبيئة و ىؿ ترقى إلى ضرورة اإلعتر اؼ بحؽ جديد مف حقو ؽ اإلنساف ىو " حؽ اإلنساف في بيئة صحية ونظيفة " المنيجية المتبعة ت االعتماد عمى المنيج التاريخي قصد تتبع تطور المفاىي مسايرة ولئلجابة عمى ىذا اإلشكاؿ لمتطو ارت التي مست الحياة بشكؿ عا وكذلؾ المنيج الوصفي التحميمي بقصد رصد دور العدالة إلى جانب المنيج التجريبي الموجود في اجتيادات المجاف االتفاقية المعنية بحقوؽ اإلنساف و األحكا القضائية كما اعتمد المنيج المقارف قصد ترشيد حماية حقوؽ اإلنساف بشكؿ فع اؿ. خطة البحث المشرع الج ازئري نحو تشريعات جديدة تستيدؼ وعميو جاءت خطة البحث مكونة مف فصميف: الفصؿ األوؿ: تعرض لماىية الحؽ في البيئة حيث أكد أف أصؿ مفيومو ذو بعديف: و أن و مفيو متطور و ضروري إلتما الحقوؽ المحمية األخرى. بعد إنساني و بعد إيكولوجي أما الفصؿ الثاني: خصص لحماية الحؽ في البيئة عمى المستوييف: عمى المستوى الدولي مف خبلؿ الحماية الدولي ث مف خبلؿ الحماية الدولي لمحؽ في إطار القانوف الدولي لمحؽ في إطار القانوف الدولي البيئي لحقوؽ اإلنساف. ث عمى المستوى الوطني مف خبلؿ التشريع الج ازئري. وبيذا نكوف قد عرضنا الخطوط األساسية و العريضة ليذا البحث. 4

األول: انفصم يبه خ انحك ف ث ئخ صح خ و ظ فخ عرفت البشرية رسوخ ثقافة مشروعية واحت ار حقوؽ اإلنساف كنتاج إلرتقاء حضاري كشفت عف 1 تقارب القي اإلنسانية األساسية في الحضا ارت المختمفة. باإلنساف. إلى حمايتيا فأصبحت البيئة مف الموضوعات األساسية بصفتيا حقا مف حقوؽ اإلنساف اإلنساف بحقوؽ الجيؿ الثالث حقوؽ أو و 2 التضامف. لحدود الدوؿ. متطوريف- اإلقميمي ىي مف المسائؿ الدولية بطبيعتيا و و مف أحدث ىذه القي التي تسعى الدوؿ والفاعموف البيئة المحيط غير الحكومييف التي باتت تعرؼ في أدبيات القانوف الدولي لحقوؽ خاصة أ ف القضايا واإلشكاليات التي تطرحيا البيئة فاألخطار والتحديات البيئية تتصؼ في الغالب بكونيا عابرة ومف ىذا المنطمؽ نبلحظ أننا إ ازء مفيوميف أثا ار جدال أكاديميا واسعا مف حيث كونيما مفيوميف مفيو حقوؽ اإلنساف و مفيو البيئة- والدولي. و إلستعاب يفسح المجاؿ إليجاد قواعد مشتركة اإلنساف التي تأتي كنتيجة طبيعية لمفيو وليما أكثر مف بعد عمى 3 ماىية الحؽ في البيئة البد مف تسميط الضوء عمى المستوى الوطني ىذيف مفيوم في و مما تمكننا مف التوسع في بحث الحؽ في البيئة كحؽ مف حقوؽ حقوؽ اإلنساف والبيئة. ان جحث األول: اإلطبر ان فبه نهحك ف انج ئخ يعتبر مفيو الحؽ في البيئة 4 حقوؽ اإلنساف إعتباره إبتكا ار جديدا وان ما لحداثتو التأثير األكبر عمى ذلؾ. اإلنساف و مف المواضيع بالغة التعقيد أل نو ليس فقط حقا ممي از عف باقي ب ألنو ما ازؿ مبيما ومحتوى عناصره غير واضحة قد يكوف لئلحاطة بمفيو و ال مناصة مف التطرؽ إلى أصؿ ىذا المفيو التكاممية بيف مفيومي حقوؽ اإلنساف و البيئة في الطمب الثاني. معنى الحؽ في البيئة بصفتو حؽ مف حقوؽ في المطمب األوؿ ث نتطرؽ إلى الطبيعة 1 محمود شريؼ بسيوني الوثائؽ الدولية المعنية بحقوؽ اإلنساف المجمد الثاني دار الشروؽ القاىرة 1002 ص ص 23-22. 2 3 حقوؽ التضامف ىي: الحؽ في التنمية الحؽ في البيئة المتوازف الحؽ في المي ارث المشترؾ لئلنسانية الحؽ في السم حؽ الشعوب في تقرير المصير. يقصد بعبارة " الحؽ في البيئة " في كؿ ىذا البحث الحؽ في بيئة صحية و نظيفة. 4 MICHEL PRIEUR, Droit de l environnement, DALLOZ, PARIS-2001.PP. 12-15. 5

ان طهت األول: أصم يفهىو انحك ف انج ئخ كؿ مف تتضمف 6 5 مواثيؽ حقوؽ اإلنساف و مواثيؽ البيئية مفيو " الحؽ في البيئة " و التي تدؿ عمى ت اربط بيف حقوؽ اإلنساف و البيئة. واذا أردنا إستعاب أصؿ ىذا المفيو البد مف الرجوع إلى ىذيف الحقميف مف خبلؿ ثبلثة فروع و ىي: أساس مفيو الحؽ في البيئة ث تطور مفيو الحؽ في البيئة ث أى المفاىي المكممة لمحؽ في البيئة. انفرع األول: أضبش يفهىو انحك ف انج ئخ و إلد ارؾ ىذا األساس سنعمد في ىذا الفرع إلى تسميط الضوء عمى األساس التاريخي لفكرة حقوؽ اإلنساف مف خبلؿ أى مفيو البيئة. مصدريف: أوال: أضبش فكرح حمىق اإل طب وىما القانوف الطبيعي ومبادئ الديف اإلسبلمي. ث نتطرؽ إلى تعتبر فكرة حقوؽ اإلنساف الوريث الحديث لمحقوؽ الطبيعية التقميدية وأف الحقوؽ الطبيعية مصدرىا األساسي ىو القانوف الطبيعي الذي ىو نتاج العقؿ الفمسفي اليوناني والمسيحي. إال أ ف أسبقيتي حيث تؤكد الحقائؽ التاريخية أف ذلؾ ال يعني وتفردى الفمسفات والثقافات الشرقية العريقة في الصيف واليند وفارس والديانات السماوية وأبرزىا عمى اإلطبلؽ التشريع والفكر اإلسبلمي قد اىتموا بفكرة حقوؽ اإلنساف. أ- القانون الطب ع يعتبر والضرورية القانوف الطبيعي النظا الذي تتجو لو فطرة اإلنساف ل ضماف الحقوؽ لتحقيؽ الغايات اإلنسانية. لضغوط أو إك اره فإنو سيتجو لتحقيؽ ك ارمتو و سعادتو. والقائموف بالقانوف الطبيعي يقولوف أف 7 " الواجبات و المطموبة اإلنساف إذا ل يتعرض عمر سعد اهلل معج في القانوف الدولي المعاصر ديواف المطبوعات الجامعية الطبعة الثالثة 2010 الج ازئر ص.352 6 5 6 7 أنظر: المادة 13 مف الميثاؽ اإلفريقي لحقوؽ اإلنساف و الشعوب.التي تنص عمى أنو: " لكؿ الشعوب الحؽ في بيئة مرضية و شاممة و مبلئمة لتنميتيا." أنظر: المبدأ األوؿ مف إعبلف ستوكيول " أف لئلنساف حؽ أساسي في ظروؼ الحياة المناسبة في بيئة نوعية تسمح لو بالعيش بك ارمة و رفاىية كما أف عميو مسؤولية حماية الطبيعة لؤلجياؿ القادمة".

كما يعرؼ بأنو: " مجموعة القواعد القانونية اآلمرة التي يفرضيا المنطؽ السمي األخبلؽ أو الضرو ارت األخبلقية. والتي تجد أساسيا في وىي حقوؽ ال يمنحيا المجتمع المتمد ف وانما يعترؼ بيا ويقر ىا بإعتبارىا شيئا نافذ المفعوؿ في العال أجمع. كما لقيت تأييدا كبي ار بعد عصر الن يضة تحت فكرة أف اإلنساف يمتمؾ بعض الحقوؽ األساسية الطبيعية و عندما نشأ المجتمع المتمد ف تبنى ىذه الحقوؽ و أسقطيا عمى وضعو المدني الجديد و ىي مصونة بالقانوف الطبيعي.... " ومف أى رو ادىا الفقيو البريطاني لوؾ قاؿ: الذي االجتماعي وفقا لمعقد إ ف 8 " (LOCKE) حقوقا كيذه تكوف شرعية وممزمة بفعؿ القانوف الطبيعي. ومما سبؽ يظير جميا أ ف مفيو القانوف الطبيعي مف وجية نظر فقياء أزمنة مختمفة ال يخرج عف كونو مجموعة مف المبادئ أو المثؿ العميا التي ييتدي إلييا العقؿ وىو ما أكدت عميو دعوات األدياف السماوية خاصة الديف اإلسبلمي عند حديثو عف الفطرة. ة- ان جبدئ اإلضالي خ ولما كاف اإلسبل ىو الرسالة الخاتمة لديانات السماء كميا... فقد ض منو اهلل ج ؿ 10 9 ما يكفؿ لمبشر حياة مستقرة تتناسب مع نداء الطبيعة البشرية نداء الفطرة. وعبل مف التعالي يقوؿ اهلل تعالى: " ف أ ق م و ج ي ك ل مد ين ح ن يف ا ف ط ر ت الم و ال ت ي ف ط ر الن ا س ع م ي ي ا ال ت ب د ي ل ل خ م ق 11." ال ق ي م و ل ك ن أ ك ث ر الن اس ال ي ع م م و ن الم و ذ ل ك الد ي ن وقبؿ الشروع في الكبل عف األسس التي يعتمد عمييا اإلسبل في بناء مبادئ حقوؽ اإلنساف ال بأس أف ننوه أ ف اإلسبل يؤكد عمى وجود حقوؽ ثابتة وطبيعية بؿ وضرورية لحرمة اإلنساف. وىي حقوؽ يتطابؽ العقؿ اإلنساني والوحي اإلليي عمى توكيدىا منذ األزؿ. وىي مستمدة مف إ اردة اهلل 8 9 صفاء الديف محمد عبد الحكي حؽ اإلنساف في التنمية االقتصادية و حمايتو دوليا منشو ارت الحمبي الحقوقية الطبعة األولى 2005 بيروت لبناف ص 35. محمد الغ ازلي حقوؽ اإلنساف بيف تعالي اإلسبل و إعبلف األم المتحدة دار المعرفة الطبعة األولى 2001 بولوغيف الج ازئر ص 11. 10 11 تنص المادة العاشرة مف إعبلف القاىرة حوؿ حقوؽ اإلنساف في اإلسبل ) 2880 ( أف : " اإلسبل ىو ديف الفطرة و ال يجوز ممارسة أي لوف مف اإلك اره عمى اإلنساف أو استغبلؿ فقره أو جيمو لحممو عمى تغيير دينو إلى ديف آخر أو إلى اإللحاد. متوفر إلكترونيا بالمغة العربية عمى ال اربط التالي: http://www.reefnet.gov.sy/booksproject/fikr/2/16-a3lan.pdf(15/05/2015). سورة الرو اآلية 30. 7

سبحانو وتعالى وحكمتو وتشريعو عميي وتفضمو فالمحتك ىنا ليس ما يريده اإلنساف بؿ ما قر ره سبحانو. اهلل فالمفيو اإلسبلمي أعطى ىذه الحقوؽ صبغة قانونية ال أخبلقية منذ البداية ول تكف أحبلما أو أمنيات لمفبلسفة لما يجب أف يكوف. و ىي خبلصة ثقافة معينة و تتويج لحركة إنسانية و تقدير جديد لقيمة اإلنساف- تقديره لنفسو وتقديره لمآلخريف- 12 الغربي العمماني في أيامنا ىذه. البعد ىذا المنظور الوجودي األوؿ: ربو المسم و الممي ز جعؿ أفقي يجعمو يمتفت نحو اآلخر. وىو منظور يختمؼ والشؾ عم ا نجده عند اإلنساف الفرد المسم يعيش في بعديف إثنيف متكامميف ال يقببلف التجزئة أما البعد الثاني: عمودي 13 ويسوس ىذه العبلقة قواعد دينية و روحانية ثابتة تثبيت مبدأيف عظيميف ىما مبدأ الكر امة ومبدأ العز ة. ينحصر جاءت في العبلقة المباشرة بيف 14 لتحقؽ لو السعادة عبر 1- يجذأ انكرايخ " و ينقؿ الدكتور صبحي الصالح عف تفسير اآللوسي لقولو تعالى:. " أي جعمناى قاطبة بارى و فاجرى ذوي كر شرؼ و 16 ومحاسف " 15 آد م... " و ل ق د ك ر م ن ا ب ن ي ال تتقيد بجنس أو لوف أو عرؽ أو انتماء اجتماعي. فيو تكري لئلنساف لذاتو ولمجرد كونو ابف آد أ ارد اهلل عز وج ؿ أف يستخمفو عمى األرض وأف يعممو األسماء كميا وأف يحممو مسؤولية مصيره ومصير الكوف كمو. ىذا التكري ليس خاص بالمسمميف إ نما ىو شامؿ لكؿ 17 مف تناسؿ مف ذرية آد عميو السبل. 12 13 مالؾ بف نبي مشكبلت الحضارة - القضايا الكبرى دار الفكر المعاصر-بيروت طبعة 1001 ص 227. مثاؿ عمى ذلؾ الزكاة و الصدقة المتيف تندرجاف ضمف العبلقة االجتماعية البشرية وىما تندرجاف في الوقت نفسو ضمف العبلقة الربانية. 14 15 16 جاء في دباجة إعبلف القاىرة حوؿ حقوؽ اإلنساف في اإلسبل ما يمي: " تأكيدا لمدور الحضاري و التاريخي لؤلمة اإلسبلمية التي جعميا اهلل خير أمة أورثت البشرية حضارة عالمية متوازنة ربطت الدنيا باآلخرة وجمعت بيف العم و اإليماف و ما يرجى أف تقو بو ىذه األمة اليو ليداية البشرية الحائرة...". أنظر: إعبلف القاىرة حوؿ حقوؽ اإلنساف في اإلسبل المرجع السابؽ. سورة اإلس ارء اآلية 60. ص 22. 17 عمر سعد اهلل حقوؽ اإلنساف وحقوؽ الشعوب ديواف المطبوعات الجامعية الطبعة ال اربعة 1006 الج ازئر تنص المادة 2 مف إعبلف القاىرة حوؿ حقوؽ اإلنساف في اإلسبل أف " البشر جميعا أسرة واحدة جمعت بيني العبودية هلل و النبوة آلد و جميع الناس متساووف في أصؿ الك ارمة اإلنسانية...". أنظر: إعبلف القاىرة حوؿ حقوؽ اإلنساف في اإلسبل نفس المرجع. 8

النظرة فيذه أي نظرة النموذج اإلسبلمي إلى اإلنساف- تضفي عمى اإلنساف شيئا مف القداسة ترفع قيمتو فوؽ كؿ قيمة تعطييا لو النماذج المدنية. فاإلنساف الذي يحمؿ الشعور بالتكري اإلالىي 18 يشعر بتقدير لنفسو و بتقدير لآلخريف مف خبلؿ تبدد الدوافع و الن ازعات السمبية في نفسو. وىذا التكري يقو عمى ك ارمتو وال يتنازؿ عنيا ألنيا عنواف عز تو. 19 ثبلث عناصر أساسية ىي: العقؿ والروح والجسد. كما أمره أف يدافع عف 2- يجذأ انؼسح يدع مبدأ العز ة 20 وهلل العزة ولرسولو و لممؤمنين". الشعوربالتكري بإعتباره تكري خاص قد منحو اهلل لممؤمنيف في قوؿ اهلل تعالى: " وىذه العز ة الموىوبة ال تعني المجد ال ازئؼ المتصؿ باألشياء المادية فقط بؿ ىي العز ة في سم و األخبلؽ وعمو اليمة المغروسة أوال في ضمير المسم 21 و قيمة اآلخريف. مع التقوي اإلالىي الذي حد د في نظره قيمتو إال أف بيذا تكوف العز ة منتيى التمتع بجميع حقوؽ اإلنساف و حقوؽ الشعوب ىذه الع زة. إلى سبيؿ وال يح رر ضمائرى ووجداني أوال ويغرس فيي الشعور بالك ارمة حتى إذا ما استقر ذلؾ في نفوسي كانت االستجابة 22 معيا مطالب اإلنساف و بالتالي تطور مفيو حقوؽ اإلنساف. مفيوم البيئة ثانيا: مما ال شؾ فيو أف تحديد مفيو البيئة ليس باألمر اليسير وال سميا أنيا تعد مف المفاىي الحديثة والشائكة. كما أف القانوف ال يمكف لو أف يحمييا ما ل تكف ىذه األخيرة محددة ومفيومة وغير مجيولة. 9 18 19 20 21 مالؾ بف نبي المرجع السابؽ ص 236. محمد الزحيمي حقوؽ اإلنساف في اإلسبل دار الكم الطيب ودار ابف كثير 2886 دمشؽ-بيروت ص 24. سورة المنافقوف اآلية 7. مالؾ بف نبي نفس المرجع ص 237. 22 حمود حمبمي الج ازئر ص 73. حقوؽ اإلنساف بيف النظ الوضعية و الشريعة اإلسبلمية ديواف المطبوعات الجامعية 1995

المفيوم المغوي أ- البيئة 23 لغة ىي: معجمو الشيير " بعضيما البعض بكممة " تبوأ ". واإلقامة. إس مأخوذ مف الفعؿ باء يبوء بوءا و مباءة وليا عدة معاني. قاؿ ابف منظور في لساف العرب " باء إلى الشيء أي رجع إليو وذكر المعج نفسو معنييف قريبيف مف األوؿ إصبلح المكاف و تييئتو لممبيت فيو وثاني بمعنى النزوؿ ب- المفيوم اإلسالمي لمبيئة يقوؿ تعالى: 24 في كتابو العزيز"...ىو أنشأ كم من ا لرض واستعمركم فييا...". أف تعمروىا وبحسب المفسر الطباطبائي ليذه اآلية فإ ف 25 اإلفساد فييا بتخريب عامرىا وتمويث ظاىرىا واىبلؾ أحيائيا واتبلؼ طيباتيا. أي طمب إليك عمارة األرض تقتضي حمايتيا وحظر 26 ث أنيط بو خبلفة األرض يقوؿ تعالى : "...إني جاعل في ا لرض خميفة..." و معنى االستخبلؼ ىو أف اإلنساف وصي عمى ىذه البيئة - األرض- والمحافظة عمييا. و مف أى الخصائص التي تميز البيئة في الحضارة اإلسبلمية ما يمي: 1 -البيئة خمقت بدقة بالغة قاؿ تعالى: 27 "... ص ن ع الم و ال ذ ي أ ت ق ن ك ل ش ي ء... ".... و " 28 إ ن ا ك ل ش ي ء خ م ق ن اه ب ق د ر...". 10 23 تضع المعاج االنجميزية لمبيئة مصطمحاف متداخبلف " "environment وىو يعني مجموعة الظروؼ والمؤث ارت الخارجية التي ليا تأثير في حياة الكائنات بما فييا اإلنساف. ومصطمح" "ecology و"تعني البيئة في عم البيئة بأنيا الوسط أو المجاؿ المكاني الذي يعيش فيو اإلنساف بما يض مف ظاى ارت طبيعية وبشرية يتأثر بيا ويؤثر فييا." أما في المغة الفرنسية يعتبر مصطمح" "environnement مصطمحا حديثا دخؿ إلى قاموس" rousse le grand la " في سنة 1972 و ىو مأخوذ مف الكممة االنجميزية."environment" حيث عرفو المجمس الدولي لمغة الفرنسية بأنيا:"مجموعة العوامؿ المادية والكيميائية و البيولوجية والعناصر االجتماعية القابمة في وقت معيف لمتأثير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حاليا أو في وقت الحؽ عمى الكائنات الحية أو النشاط اإلنساني. 24 سورة ىود اآلية 61. 25 مركز نوف لمتأليؼ و الترجمة البيئة نشر جمعية المعارؼ اإلسبلمية الثقافية الطبعة الثانية 2005 ص 9. 26 البقرة اآلية 30. 27 سورة النمؿ اآلية 88. 28 سورة القمر اآلية 49.

... و قاؿ أيضا " 29 و خ م ق ك ل ش ي ء ف ق د ر ه ت ق د ير ا...". ىذا التقدير بالغ الدقة 30 الذي ىو مف صنع حكي خبير. 2- حدود البيئة تعالى: اهلل يقوؿ "... و س خ ر ل ك م م ا ف ي الس م او ات و م ا ف ي ا ل ر ض ج م يع ا م ن و إ ن ف ي ذ ل ك ل ي ات 31 ل ق و م ي ت ف ك ر ون...". 3- البيئة مسخرة إلنسان يقوؿ تعالى:" أ ل م ت ر و ا أ ن الم و س خ ر ل ك م م ا ف ي الس م او ات و م ا ف ي ا ل ر ض و أ س ب غ ع م ي ك م ن ع م و 32 ظ اى ر ة و ب اط ن ة...". أي يعتبرىا اإلسبل نعمة مف اهلل تعالى يجب شكرىا ومقتضى شكرىا أف نسعى لحمايتيا. 4- الحماية المزدوجة لمبيئة اإلسبل يرى أف الحماية حتى تكوف فعالة يجب أف ننظر إلييا مف خبلؿ بعديف البعد المادي 17 والبعد المعنوي و ىو ما تؤكد عميو المادة 33 مف إعبلف القاىرة. ج- المفيوم القانوني ينظر لمبيئة مف الناحية القانونية عمى أن يا تمثؿ قيمة مف قي المجتمع فمنذ سنتي 1996 34 و 1997 اعتبرت محكمة العدؿ الدولية البيئة كقيمة اجتماعية ضرورية لمحياة والصحة يسعى 35 القانوف لحمايتيا ولم ا كاف النظا البيئي معقد تعذر وضع تعريؼ قانوني واحد لمبيئة باعتبارىا تشمؿ عمى العديد مف العناصر األمر الذي أنتج تعاريؼ فضفاضة ومتعددة المقاربات فالفقيو ميشاؿ 29 سورة الفرقاف اآلية 3. 30 عبد الر ازؽ مقري مشكبلت التنمية والبيئة و العبلقات الدولية دار الخمدونية الطبعة األولى 1007 الج ازئر. سورة الجاثية اآلية 13. 31 32 سورة لقماف اآلية 20. 33 تنص المادة 26 مف إعبلف القاىرة حوؿ حقوؽ اإلنساف في اإلسبل أف " لكؿ إنساف الحؽ في إف يعيش في بيئة نظيفة مف المفاسد و األوبئة األخبلقية تمكنو مف بناء ذاتو معنويا و عمى المجتمع و الدولة أف توفر لو ىذا الحؽ. 34 GEAN-MARC LAVIEILLE, Droit international de l environnement, 1 édition, Ellipses éditions marketing s.a.paris. 2004, p3. النظا البيئي ىو: مجموعة ديناميكية مشكمة مف أصناؼ النباتات و الحيوانات و أعضاء مميزة و بيئتيا غير 35 الحية و التي حسب تفاعميا تشكؿ وحدة وظيفية. 11

36 برييور) PRIEUR )MICHEL يعرفيا في إطار " مقاربة نسقية " مستعمبل الكائنات الحية فيما بينيا ينظر لمبيئة وبيف الوسط الذي تعيش فيو. 37 كمصطمح جامع يجمع بيف القانوف والعمو. أما بالنسبة لمكاتب عمر سعد اهلل والبيولوجية المتصمة بمصير الفقيو أما عبار ات رفائيؿ رومي مثؿ تفاعؿ وعبلقة )RAPHAEL ROMI( فيعتبر المفيو القانوني لمبيئة أ نو خميط مف العناصر الفيزيائية اإلنسانية والكائنات الحية عمى السواء والتي يسعى النظا القانوني بصفة عامة والقانوف الجنائي بصفة خاصة لحمايتيا. و يتضمف ىذا التعريؼ أربع عناصر ىي: * مجموعة مف العناصر المختمفة و التي تتفاعؿ فيما بينيا * تتكوف مف الوسط الذي يتصؿ بحياة اإلنسانية والكائنات الحية األخرى * تمثؿ قيمة مف قي المجتمع *صفة الحؽ في البيئة ىواء وماء وغابات عف الذي ينشأ 38 لمحفاظ عمييا والقانوف الجنائي لحمايتيا اإلخبلؿ بمبدأ حماية المجاالت التي تحيط باإلنساف مف وحيوانات وىدوء ومدف وغذاء وموجودات بشرية ويسعي النظا القانوني انفرع انثب : تطىر يفهىو انحك ف انج ئخ جاءت المحاوالت األولى لوضع اتفاقيات دولية في ما يتعمؽ بقضايا البيئة في القرف التاسع عشر مع التركيز عمى المحافظة عمى أو البيئي لؤلجياؿ القادمة حيث ث تمتيا البداية الحقيقية مع مسألة نقؿ ال أرس ماؿ الطبيعي الطبيعة 39 برزت بقوة في بداية القرف. 36 Vers une analyse systématique du droit de l environnement, la complexité des éléments composant l environnement et leurs interrelations a conduit de nombreux auteurs à utiliser la méthode systématique pour mieux étudier l environnement. C'est-à-dire : Une notion globale d équilibre écologique incluant l homme et ses motivations psychosociologiques (équilibre harmonieux et bien-être des populations) constitue les éléments de la prospective juridique. Voir : MICHEL PIEUR, Droit de l environnement, éditions Dalloz, Paris. 2001, p 10-11. 37 PHILIPPE MALINGREY, Introduction au droit de l environnement, 2 édition, Lavoisier, Paris. 2007 p2. 38 عمر سعد اهلل حقوؽ اإلنساف وحقوؽ الشعوب المرجع السابؽ ص 233. 12 39 تقرير المجنة الكندية لممحافظة عمى البيئة قد أشارت إلى ىذه المسألة منذ سنة 1915 كما أصدر االتحاد الدولي لممحافظة عمى الطبيعة الذي تأسس في سنة 1948 تقري ار حوؿ"بياف عف المحافظة عمى الطبيعة عبر العال في سنة 1950 ". أنظر: منظمة األم المتحدة لمتربية و العمو و المركز لمبحوث األنثروبولوجية والثقافة وى ارف-الج ازئر السنة 1996 بطاقة 3. الثقافة " العولمة والتنمية المستدامة " ترجمة مف الفرنسية

وقد اعتبرت ارئدة في مجاؿ المقاربات المتعمقة بالمصالحة بيف االقتصاد والبيئة. إال أ نو و حتى مع مؤتمر استوكيول الذي عقد في عا 2861 ل يكف ىناؾ أي وثيقة دولية مخصصة لئلق ارر بالحؽ في البيئة الصحية عمى نحو واضح وصريح. لكف بعد استكيول و بعد اإلعت ارؼ بالحؽ في البيئة ىذا المفيو تطور إلى مفيو شمولي. وعميو يمكف تمييز ثبلث م ارحؿ: أوال: من حماية الطبيعة إلى البيئة القانون وىي مرحمة المفاىي األولية حيث كاف مصطمح البيئة يحيؿ و بشكؿ شبو مطمؽ عمى الطبيعة. كما عرفت ىذه المرحمة نموا تقنيا بطيئا مما جعؿ انعكاسات األنشطة البشرية عمى البيئة ضعيفة ج دا إلى درجة أف األض ارر التي يتسبب فييا مواطف دولة ما ال تعيؽ حؽ المواطنيف اآلخريف. لذلؾ تجد أف المعاىدات األولى تناولت مسألة االتفاؽ عمى ممارسات مشتركة ترمي إما إلى حماية الموارد الحيوانية البحرية والبرية واما إلى توزيع عادؿ لبلستفادة مف مورد مشترؾ كحاؿ اتفاقية سنة 2801 الخاصة بحماية الطيور المفيدة لمز ارعة أو حاؿ اتفاقية سنة 2822 الخاصة بحماية أنواع عجوؿ البحر الميد دة باالنق ارض 40 المتحدة األمريكية. وحاؿ معاىدة سنة 2808 حوؿ المياه الحدودية بيف كندا والواليات 41 في نفس ىذه الفترة بدأ عم البيئة يشؽ طريقو إلى العالمية خاصة مع تفاق المشاكؿ البيئية حيث اتسع عم البيئة وتعددت فروعو ونشط الباحثوف في كؿ أنحاء العال. وانتشرت م اركز األبحاث البيئية والمحميات الطبيعية وتدخؿ االقتصاديوف والساسة لمحاولة السيطرة عمى ىذه المشاكؿ فأقاموا المؤتم ارت البيئية العالمية والجمعيات البيئية 42 التي تنادي بوقؼ تدىور البيئة. كؿ ذلؾ كاف محؿ متابعة مف طرؼ اإلعبل باعتباره ىمزة وصؿ بينيا وبيف المواطنيف. 40 41 42 منظمة األم المتحدة لمتربية و العمو و الثقافة المرجع السابؽ بطاقة 3.ب ص 1. مصطمح أو لفظ عم البيئة يعود إلى عال األحياء األلماني أرنست مايكؿ MAECKEL( )ERNEST 1869 و ىو لفظ ايكولوجيا) ECOLOGY ( وىو مشتؽ مف الكممتيف اليونانيتيف )OIKES( والتي تعني مسكف و) LOGOS ( تعني عم أو مبحث أو د ارسة وبذلؾ تكوف كممة ايكولوجي ىي عم د ارسة الوسط المحيط بالكائنات الحية مف جميع جوانبيا. منور أوسرير و محمد حمو االقتصاد البيئي دار الخمدونية لمنشر و التوزيع الطبعة األولى سنة 05 2010 شارع محمد مسعودي القبة القديمة-الج ازئر ص 29. 13

وساى في ذلؾ أيضا ظيور العديد مف الجمعيات والمنظمات األىمية غير الحكومية خاصة في 43 البمداف الصناعية. إال أف ىذه النوعية اإلعبلمية بمغت ذروتيا عند وقوع الكوارث المتتالية مثؿ: تحط السفينة البترولية العمبلقة )TORREY CANYOU( 200.000 سنة 2856 وتموث السواحؿ الفرنسية واالنجميزية بحوالي طف مف البتروؿ الخا. واعتبرت أوؿ كارثة ايكولوجية اىت بيا اإلعبل وبي ف مدى ىشاشة الوسط البحري ومدى المشاكؿ االقتصادية التي تنجر 44 عف مثؿ ىذا التموث. األمر الذي سرع مف 2858 اتفاقية بروكسؿ 18 نوفمبر حوؿ التدخؿ في أعالي البحار في حالة حادث تسبب أو يمكف أف يتسبب بتموث بوقود السفف. وكذالؾ حادثة (AMOCO CADIZ) البتروؿ الخا في 250 كيمومتر مف السواحؿ و 100.000 حتى انعقد مؤتمر " استوكيول " حوؿ البيئة اإلنسانية عا في فرنسا 2867 أفرغت السفينة حوالي 120,000 طف مف 45 ىكتار مف المساحة البحرية تموثت. 46 2861 بالسويد والذي كاف تعبي ار 47 ث شيئا فشيئا بدأت ترجمة ىذه واضحا عف تأثير اإلعبل الجماىيري عمى الجماعة الدولية الد ارسات واإلعبلنات والحمبلت اإلعبلمية إلى قوانيف والت ازمات كانت بمثابة بذرة لظيور القانوف البيئي. 43 طيب إب ارىي "دور وسائؿ اإلعبل في تكويف الوعي البيئي لدى الفرد الج ازئري" سنة النشر 2013 مجمة البحوث العممية في التشريعات البيئية العدد األوؿ ص 153. 44 CATHERINE ROCHE, Droit de l environnement, 2 édition, Gualino éditeur, ega-paris-2006, P.19. 45 CATHERINE ROCHE, Op., cit., P.20. 46 47 يقصد بمؤتمر ستوكيول: مؤتمر األم المتحدة المعني بالبيئة البشرية الذي اجتمع فيو ممثموف مف 222 دولة في ستوكيول في يوليو 2861. وقد نجح المؤتمر في وضع البيئة عمى جدوؿ األعماؿ العالمي باعتماده لخطة عمؿ ستوكيول وىي أوؿ خطة عمؿ عالمية بشأف البيئة وقد وفرت أساسا لجدوؿ أعماؿ معياري واطا ار لمسياسات المشتركة لمعالجة الجيؿ األوؿ مف األعماؿ البيئية. كما ت اعتماد إعبلف مبادئ وفر أساسا لتطور القانوف البيئي الدولي خبلؿ السبعينيات والثمانينيات. أنظر: عمر سعد اهلل معج في القانوف الدولي المعاصر المرجع السابؽ ص ص 264-.265 طيب إب ارىي " دور وسائؿ اإلعبل في تكويف الوعي البيئي لدى الفرد الج ازئري" المرجع السابؽ ص 152. 14

ثانيا: من قانون البيئة إلى الحق في البيئة إذا كانت حماية البيئة قد جذبت عناية رجاؿ العمو الطبيعية أو البيولوجية منذ وقت بعيد إال أ ف الفقو القانوني قد تأخر نسبيا في التنبو إلى المشكمة القانونية التي تثيرىا المخاطر التي تيدد البيئة. ونظ ار لكوف أف البيئة أصبحت عرضة 48 لئلستغبلؿ غير الرشيد مع ميبلد الثورة الصناعية... و نضوج الحركة البيئية الدولية التي تعززت بعد الحرب العالمية الثانية. التي كاف مف نتائجيا إلقاء أوؿ قنبمة نووية عمى مدينة ىيروشيما في 2834.07.05 و بعدىا مباشرة قنبمة ثانية عمى مدينة ناغا ازكي في 2834.07.08 لينطمؽ الص ارع عمى أشده في ميداف التسمح بدعوى أف السم يقتضي اإلستعداد لمحرب. المحافظة عمى وفي الساعة السابعة وأربع دقائؽ مف صباح يو 22 فيفري 2850 أقدمت السمطات العسكرية (GERBOISE BLEUE( الفرنسية عمى تفجير أوؿ قنبمة ليا أطمقت عمى ىذه التجربة إس اليربوع األزرؽ 49 في منطقة رقاف بالج ازئر. ونتيجة ليذه التجارب والمخاوؼ مف التموث اإلشعاعي اكتسبت الحركة البيئية الدولية زخما جديدا في مواجية المخاطر النووية وسباؽ التسمح بيف القوى العظمى حتى وصمت ذروتيا. 50 فكانت البداية مع المعاىدات الثنائية خبلؿ النصؼ الثاني مف القرف العشريف. وشيئا فشيئا تكاممت الممارسات الثنائية التقميدية مع الترتيبات المتعددة األط ارؼ عبر ثبلث م ارحؿ متعاقبة: -المرحمة األولى: تطورت ىذه المقاربة بشكؿ ىا لمواجية المشاكؿ القطاعية لحماية البيئة إذ كانت تأثي ارتيا واضحة عمى المستوى المحمي في حماية البحار والمياه القارية والغبلؼ الجوي -المرحمة الثانية: ت ازيدت االتفاقيات المتعددة األط ارؼ حوؿ البيئة وت إقامة قوانيف اعت ارضية خاصة بالمواد التي تضر بالبيئة عبر م ارحؿ وجودىا )صناعة نقؿ تسويؽ ث إتبلؼ ) فكانت لحظة إضافية في تطور القانوف الدولي لمبيئة 48 صبحي محمد أميف "مظاىر الوعي البيئي في المنظومة التشريعية الوطنية" العممية في التشريعات البيئية العدد األوؿ ص 112. 15 49 50 سنة النشر 2013 مجمة البحوث غيبلني السبتي " دور الدولة الج ازئرية في حماية اإلنساف مف التموث البيئي الذي خمفو االحتبلؿ الفرنسي " سنة النشر 2013 مجمة البحوث العممية في التشريعات البيئية العدد األوؿ ص ص 175-176. أد ى تكاثر المعاىدات الثنائية إلى تطوير القانوف الدولي البيئي في اتجاىيف: -الت از الدوؿ بعد اإلض ارر بالبيئة خارج أقاليميا -التعاوف واإلعبل المتبادؿ حوؿ التموث وخطره.

- في المرحمة الثالثة: مثؿ: ت المجوء إلى صياغة تشريع حقيقي ذي طابع وقائي لمعالجة المشاكؿ الشاممة حماية طبقة األوزوف والحفاظ عمى التنوع البيولوجي ومقاومة اإلحتباس الح ارري وفي كؿ قطاع 51 أو حقؿ اعت ارضي نبلحظ فيضا مف المعاىدات الدولية. أىميا الندوة األولى لؤلم المتحدة حوؿ البيئة المنعقد بستوكيول سنة 2861 التي كرست وجود حقؿ خاص مف القانوف الدولي ييت بالبيئة واعتبر ىذا التصريح كقاعدة لمحؽ في البيئة لكف ىذا الطرح لقي تجاوبا متباينا مف قبؿ الدوؿ النامية نتيجة اختبلؼ األوضاع والظروؼ الخاصة بكؿ دولة حيث جاء أوؿ رد فعؿ لدوؿ العال الثالث عمى ىذا الطرح الغربي لحماية البيئة مف خبلؿ قمة الج ازئر لدوؿ عد االنحياز إذ ن صت ىذه القمة في محورىا المتعمؽ بالبيئة إلى عد استعداد الدوؿ النامية إلدماج االنشغاؿ البيئي ضمف الخيا ارت االقتصادية...وأنيا تفضؿ توجيو ىذه 52 النفقات لتمبية الحاجات الممحة لشعوبيا. إال أنو بعد تطور السياسة البيئية الدولية...وظيور ما يطمؽ عميو مفيو التنمية المستدامة سنة 2876 مف طرؼ لجنة برونتبلند. التي كانت تيدؼ إلى تحقيؽ توازف بيف حماية البيئة والتنمية. الجميع أقنع الجديد الطرح ىذا عمى ضرورة التعاوف مف أجؿ إنقاذ ما يمكف إنقاذه. عندئذ أصبحت 53 الحاجة ممحة لقواعد قانونية ونظامية تضبط سموؾ اإلنساف في تعاممو مع بيئتو عمى نحو يحفظ عمييا توازنيا االيكولوجي فكاف ميبلد القانوف البيئي. ثالثا: من الحق في البيئة إلى الحق في التنمية المستدامة ابتدءا مف السبعينات عندما أصبح موضوع البيئة موضوع الساعة و محؿ اىتما دولي برزت عدة مدارس وتيا ارت فكرية جديدة حاولت أف تدمج الجانب االقتصادي لمبيئة في مقارباتيا أف عدد إال 51 منظمة األم المتحدة لمتربية و العمو و الثقافة المرجع السابؽ بطاقة 3.ب ص 1. 16 52 53 ببلؽ محمد "السياسة البيئية المتبعة عمى تطور العبلقة بيف التنمية و البيئة في الج ازئر" سنة النشر 2013 مجمة البحوث العممية في التشريعات البيئية العدد األوؿ ص 8. سنوات برونتبلند ىو اس الوزير األوؿ النرويجي والمعروؼ أكثر تحت اس "تقرير برونتبلند" و ىو ثمرة عمؿ دا ثبلث أعدتو المجنة الدولية لمبيئة و التنمية المتكونة مف أكثر مف عشريف شخصية سياسية مف الط ارز العالي و مف الخب ارء في البيئة و التنمية اآلتيف مف كؿ أقطار العال المعينيف مف طرؼ حكوماتي إذ نشر في أكثر مف عشريف لغة و يكرس مفيو التنمية المستدامة دوليا.

54 مف البمداف أبدى تحفظات حوؿ ىذا النص. و اعتبرت بعض البمداف النامية نفسيا غير معنية بيذا النص إذ اعتقدت أف التموث حصيمة األنشطة الصناعية المتطورة وخشي البعض أف يكوف تمويؿ حماية البيئة عمى حساب التنمية. لكف سرعاف ما تغير الوضع عندما أخذت الدوؿ النامية تنظر بعيف اإلعتبار إلى الرىانات االقتصادية والسياسية الكبرى لمبيئة. كما انعكست تمؾ التغي ارت أيضا عمى تقرير لجنة بروتبلند المعنوف " مستقبمنا المشترؾ " المعد في عا 2876 فيو يقوؿ أف األنظمة البيئة ال تعترؼ بالحدود الوطنية فالتموث سواء في الماء أو في اليواء ينتقؿ عبر الحدود والحوادث النووية مرتبطة أحدىا باآلخر. ويعتبر تقرير برنامج األم المتحدة لمبيئة لعا 2876 المعنوف "المنظور البيئي" حتى سنة و 1000 ما بعدىا " برىاف ساطع عمى التغي ارت التي أدخمت عمى مفيو ومضموف الحؽ في البيئة فقد لفت االنتباه إلى احت ار ذلؾ الحؽ مف أجؿ المحافظة عمى رفاىية الجنس البشري وحمايتو مف اآلثار التي تنج عف أفعاؿ البشر التي تؤدي إلى اإلخبلؿ بالتركيب وانتاجية النظ االيكولوجية 55 الطبيعية ". ومنذ ندوة ريو لسنة 2881 شرعت النصوص الدولية اليامة تدرج مفيو التنمية المستديمة بصورة شبو مطمقة. يمكف اعتبار المبادئ السبع والعشريف لتصريح ريو والفصوؿ األربعيف لمفكرة 12 نصوصا كما مرجعية كرست ندوة ريو المبادئ المعمنة بستوكيول إذ تحولت إلى قوانيف عرفية. ومف أى ما يمفت النظر في إعبلف ريو ىو المادة العاشرة المتعمقة بالحؽ في المعمومات البيئية والمشاركة في اتخاذ الق ار ارت وحؽ الم ارفعة أما القضاء في المجاؿ البيئي التي تمثؿ إج ارءات الحؽ 56 في العيش في بيئة نظيفة عمما بأف اتفاقية أرىيس )AARHUS( طورت ىذا المفيو. وقد ركز مؤتمر ريو عا 2881 عمى مواضيع حيوية كاالعت ارؼ بالحؽ في التنمية وادماج حماية البيئة في مسا ارت التنمية والمسؤولية المشتركة لكف المتباينة وارتباط التنمية المستدامة بإجتثاث الفقر. 54 منظمة األم المتحدة لمتربية و العمو و الثقافة المرجع السابؽ بطاقة 1.ب ص 4. 55 عمر سعد اهلل حقوؽ اإلنساف و حقوؽ الشعوب المرجع السابؽ ص 238. 17 56 اتفاقية آرىوس 2887 الخاصة بإتاحة فرص الحصوؿ عمى المعمومات ومشاركة الجميور في اتخاذ الق ار ارت بشأف البيئة. متوفر إلكترونيا بالمغة العربية عمى ال اربط التالي: http://www.unece.org/env/pp/documents/cep43arabi.pdf (01/01/2015).

ويبدو أف مؤتمر ريو عا 2881 قد تجاوز مفيو " المسؤولية غير المباشرة " التي مي زت مؤتمر استوكيول عا 2861 فبعد بمورت أسس " السمطة العالمية " مف أجؿ حماية البيئة )دعوة الىاي دفع 2878 ( لعا دوؿ الشماؿ أ ف تتطور سريعا نحو أنماط مف التضامف المشترؾ لكف المتبايف مع دوؿ ". الجنوب كما يعتبر جدوؿ أعماؿ القرف الحادي والعشريف أمبل لتحقيؽ ش اركة شمولية عبر إدماج البيئة واالعتبا ارت التنموية. ومف أجؿ تفعيؿ ب ارمجو استند جدوؿ أعماؿ القرف الحادي والعشريف إلى اإلعبلف العالمي لحقوؽ اإلنساف لعا 2837 واتفاقية األم المتحدة لمحقوؽ االقتصادية و االجتماعية و الثقافية لعا 2855. ومف واجب الحكومات الدخوؿ في حوار مع مواطنييا و التنظيمات المحمية اعتماد جدوؿ أعماؿ محمي لمقرف الحادي والعشريف ومف شأف مسار التشاور أف يعزز وعي األف ارد 57 بقضايا التنمية المستدامة ويقوي مف فرص اإلنتقاؿ إلى االقتصاد األخضر. كما تعتبر المسألة الجوىرية في جدوؿ أعماؿ القرف الحادي والعشريف ىي التحرؾ محميا لممساعدة عمى حؿ المشاكؿ الكونية بحسب مقاربة " التفكير دوليا والتحرؾ محميا ". ىذه المقاربة تعبر عف ت اربط القضايا البيئية كتموث اليواء واإلنحباس الح ارري وقطع الغابات وانج ارؼ التربة. الفرع الثالث: مفاىيم مكممة لمفيوم الحق في البيئة يوجد مجموعة مف المفاىي متكاممة فيما بينيا لصياغة مقاربة جديدة لحماية حقوؽ اإلنساف مركزىا مفيو الحؽ في البيئة. جميعيا تيدؼ إلى بناء عال أكثر عدال و إنصافا و سنكتفي بأى ثبلث مفاىي جوىرية و ىي: أوال: مفيوم الت ارث المشترك للنسانية كشؼ التطور اليائؿ في العمو التكنولوجية عف ثروات ضخمة خاصة في أعماؽ البحار و المحيطات مما جعؿ الدوؿ تسعى نحو مد حدودىا البحرية إلى ما و ارء الحدود المعروفة المتمثمة في البحر اإلقميمي و المنطقة المتاخمة - الشيئ الذي خمؽ حالة مف التناقض و التنازع. 57 منور أوسرير و محمد حمو االقتصاد البيئي ص 114 و ما بعدىا. 18

دفع الجمعية العامة إلى إصدار 59 البحار 58 إعبلف مبادئ تضمنتو توصية التي جعمت مف موارد أعماؽ فيما و ارء حدود الوالية االقميمية لمدوؿ مف قبيؿ " الت ارث المشترؾ لئلنسانية وضعت أى مبلمح 60 ". حيث و أسس النظا القانوني الذي يجب أف يدير ىذه المنطقة إدارة مستدامة. مفيوم اإلنسانية أ- يقصد باإلنسانية كؿ شعوب العال الحاضرة و المستقبمية- مجردة مف انتمائيا لدولة أو أخرى. بمعنى أنيا تشير إلى تكامؿ فيما بيف األجياؿ مما يضمف فاعمية و استم ارر أي تنظي قانوني يوضع لحماية و إدارة " الت ارث المشترؾ لئلنسانية" و خير مثاؿ: موارد قاع البحار. و عميو يمكف حصر مفيو اإلنسانية في النقاط التالية: 2- أف فكرة اإلنسانية تنطمؽ مف مبدأ المساواة بيف الشعوب جميعا بغض النظر عف الجنس أو الموف أو النوع أو الديف أو جنسية...الخ. 1- أف اإلنسانية تعتمد عمى فكرة التكامؿ فيما بيف الشعوب و ليس مجرد التعاوف و ىذا ما يميز فكرة اإلنسانية عف فكرة المجتمع الدولي. 2- أف كؿ جيؿ يعتبر مسؤوال عف إدارة ىذا الت ارث لحسابو و لحساب األجياؿ المقبمة و ال يعتبر مالكا لو. باإلضافة إلى ذلؾ نجد عوامؿ ساعدة عمى بمورة فكرة اإلنسانية أىميا: 2- تطور الفة في المجتمع الدولي حيث ل تبقى الدوؿ ىي الشخص الوحيد الفاعؿ عمى الصعيد الدولي بؿ نجد: المنظمات الدولية و غير الدولية و حتى الفرد بدأ يمعب دو ار متمي از شيئا فشيئا. 1- ل تعد مصالح الدوؿ القائمة عمى السيادة ىي العنصر الوحيد المؤثر في العبلقات الدولية و القواعد القانونية بؿ تضامف الدوؿ القائ عمى فكرة التكامؿ. ب- نموذج تطبيقي لمفيوم "الت ارث المشترك للنسانية" يتمثؿ ىذا النموذج في مبادرة "ب اردو" حيث أصدرت الجمعية العامة لؤلم المتحدة وثيقتيف: 2- ق ارر بتجميد اإلستغبلؿ الفردي لموارد قاع البحار مف جانب الدوؿ أو األشخاص الخاصة قبؿ وضع نظا قانوني لقاع البحار الذي صدر سنة 2858. 19 58 59 60 توصية األم المتحدة رق 1638 الصادرة في 26 ديسمبر سنة 2860. وما ينطبؽ عمى البحار و أعماقيا ينسحب عمى باقي المناطؽ التي ال تقع تحت سيادة أي دولة. عبارة " ت ارث مشترؾ لئلنسانية" يقصد بو الت ارث البحري أو الفضاء الكوني أو الكواكب.

1- اعبلف األم المتحدة حوؿ المبادئ التي تحك قاع البحار و المحيطات خارج حدود الوالية اإلقميمية و قد صدرت سنة 2860. فكانت مواقؼ الدوؿ متباينة في البداية فاإلتحاد السوفياتي سابقا و مجموعة الدوؿ اإلشت اركية و دوؿ العال الثالث في مجموعة 66 ساندت فكرة إعتبار أي استغبلؿ لموارد المنطقة بصفة فردية يعد غير شرعي عمى اعتبار أف موارد المنطقة مف قبيؿ الت ارث المشترؾ لئلنسانية. أما الدوؿ الصناعية بشكؿ عا و عمى أرسيا الواليات المتحدة األمريكية تمسكت بقاعدة "حرية البحار العامة " التي تسمح بإستغبلؿ موارد القيعاف دوف أي تعطيؿ مف أحد. لكف األحكا الصادرة 61 عف القضاء الدولي قد تضمنت أحكاما تعد تقنينا لعرؼ كشفت عنو مواقؼ دوؿ مف المشكبلت التي طرحت عمى المؤتمر الثالث لؤلم المتحدة لقانوف البحار. نخمص مما سبؽ أنو رغ الخبلؼ بيف الدوؿ المتقدمة و النامية حوؿ مضموف مفيو " الت ارث المشترؾ لئلنسانية " إال أف أعضاء المجتمع الدولي سمموا بو كمفيو واقعي يرمي إلى تحقيؽ مصمحة إنسانية بإعتبارىا األساس في وضع نظا قانوني إلستغبلؿ موارد أعماؽ البحار. ىذه المصمحة ترتكز عمى العناصر التالية: 2- إستتباب األمف و السبل بيف الدوؿ و الشعوب وتجنب أي ن ازع 1- تحقيؽ نمو مع العدالة في توزيع موارد الواقعة في مناطؽ "اإلرث المشترؾ لئلنسانية" -2 تحسيف ظروؼ المعيشة ألكبر عدد ممكف مف شعوب العال. 3- ضرورة حمايتيا بعتبارىا جزء مف البيئة اإلنسانية. 4- استثمارىا بشكؿ مستدا أي يحافظ عمى حقوؽ األجياؿ القادمة. ثانيا: مفيوم حقوق ا لجيال القادمة 61 ذىبت محكمة العدؿ الدولية في حكميا الصادر في 13 فب ارير سنة 2871 في الن ازع بيف كؿ مف ليبيا و تونس حوؿ اإلفريز القاري بينيما إلى أف المحكمة ال يمكف أف تغض الطرؼ عما ورد في مشروع معاىدة األم المتحدة لقانوف البحار مف أحكا التي يمكف أف تصبح ممزمة لكافة أعضاء المجتمع الدولي ألنيا تعتبر تأكيد لقاعدة دولية تتعمؽ بمبدأ الت ارث المشترؾ لئلنسانية- عرفية سبؽ وجودىا. كذلؾ يستفاد مما جاء في حك محكمة التحكي األنجمو فرنسية الصادرة في 20 يونيو سنة 2866 الخاص بتحديد األفريز القاري بيف انجمت ار وفرنسا. أنظر: MOHAMED ABDELWAHAB BEKHECHI, espaces nouveaux et droit international de l environnement, colloque d Oran, 22-13 décembre 1986, U.R.A.S.C.-université d Oran. 20

يعتبر مفيو 62 صياغة مفاىي أخرى. حقوؽ األجياؿ القادمة مف أبرز المفاىي الحديثة و المعقدة التي ساىمت و تساى في كما نجد لو وجود في أغمب المواثيؽ إما بشكؿ صريح أو ضمني. فعمى سبيؿ المثاؿ: وردت اإلشا ارت األولى ليذا المفيو بشكؿ صريح في إعبلف استوكيول 2861 في المبدأ األوؿ إذ ن ص أف عمى اإلنساف واجب حماية الطبيعة لؤلجياؿ الحالية و القادمة ينبغي لمسياسات البيئية أف تعز ز القدرة اإلنمائية في الحاضر و المستقبؿ لجميع الدوؿ. و وقد تطور ىذا المفيو شيئا فشيئا حتى ت ربطو بالتنمية مف خبلؿ إعبلف ريو إذ جاء فيو وجوب إنجاز التنمية بطريقة تضمف اإلنصاؼ لؤلجياؿ الحالية و المقبمة في قضايا الحاجات التنموية و البيئية. و ث أعاد مؤتمر جوىانسبرغ تأكيده الت از دوؿ العال بالتنمية المستدامة وج دد العز عمى المضي في 63 المسيرة العالمية لحماية البيئة و ضماف مستقبؿ أفضؿ لؤلجياؿ القادمة. عمى المستوى الوطني نجد عمى سبيؿ المثاؿ: المشرع الج ازئر قد أشار إلى ىذا المفيو بشكؿ ضمني مف خبلؿ إصداره لقانوف البيئة رق 20-02 الذي يتعمؽ بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة التي مف أى ركائزىا: نقؿ أرس الماؿ الطبيعي إلى األجياؿ القادمة إعماؿ الحؽ في التنمية بشكؿ يضمف اإلحتياجات اإلنمائية و البيئية لؤلجياؿ الحالية و القادمة. -2-1 لكف مف جية أخرى ىناؾ آ ارء مغايرة. فعمى سبيؿ المثاؿ: أي د " أناند و أمارتياصف " العمؿ الموجو نحو تحقيؽ اإلستدامة بقوليما أف اإلشتغاؿ باإلنصاؼ ما بيف األجياؿ مف دوف الن ظر إلى حج المشكؿ الناتج مف عد اإلنصاؼ بيف أف ارد الجيؿ الواحد ىو انتياؾ فظيع لمبدأ الحقوؽ األساسية العالمية". كما نجد أفكار مشابية خاصة في تقرير " ب ارنتبلند " و في عدد مف اإلعبلنات ال ت ازؿ تعالجو كموضوع متجدد. أما فكرة مبادئ اإلنصاؼ ما بيف األجياؿ ترتكز عمى ثبلثة اعتبا ارت: مثؿ مفيو التنمية المستدامة الذي ينص عمى أنو:" يجب إعماؿ الحؽ في التنمية عمى نحو يكفؿ الوفاء بشكؿ 62 منصؼ باالحتياجات اإلنمائية و البيئية لؤلجياؿ الحالية و المقبمة." فقد تكرر استخدا مصطمح التنمية المستدامة في 22 مبدأ آخر مف أصؿ 16 مبدأ تضمنيا إعبلف ريو. http://www.un.org/arabic/confrences/wssd/docs/summit_docs.html(15/02/2015). 21 63 ديباجة إعبلف جوىانسبيرغ لمتنمية المستدامة اإلعبلف متوفر بالمغة العربية عمى ال اربط التالي:

2- عد اإلف ارط في إستغبلؿ الموارد المتاحة مما قد يؤدي إلى حرماف األجياؿ المقبمة. ومف جية أخرى عد وضع قيود مفرطة و غير معقولة تحر األجياؿ الحالية ألجؿ مجابية إحتياجات األجياؿ القادمة المحتممة 1- أف ال نفرض عمى أي جيؿ مف األجياؿ التنبؤ بما ىو أفضؿ لؤلجياؿ القادمة بؿ نفسح المجاؿ لكؿ جيؿ يحدد خيا ارتو لتحقيؽ غاياتو 64 2- البحث عف القي و المبادئ التي تجمع و إعت ارؼ بيا. ثالثا: مفيوم التنمية عرؼ مفيو التنمية تطو ار متسارعا تحكمت فيو مجموعة مف العوامؿ األيديولوجية و الفنية. حيث أضحى مفيوميا الد ارسات الدولية المتخصصة. 65 أشمؿ بكثير مف مفيو النمو االقتصادي و ىو ما خمصت إليو مجموعة مف أ- مفيوم بسيط لمتنمية ىذا المفيو ذو بعد أحادي مركزيتو اإلنساف فعمى سبيؿ المثاؿ: تقرير ىمرشولد الذي أكد بشكؿ صريح أف " التنمية ىي تنمية اإلنساف- كؿ إنساف- و ليس تثمير األشياء فقط و التي ال تعتبر إال وسيمة. كما يؤكد أف التنمية ينبغي أف توجو إلشباع حاجات ىذا اإلنساف وىي عممية شاممة و حضارية تحتوي عمى قي تشمؿ البيئة الطبيعية و العبلقات اإلجتماعية و التعمي و اإلنتاج و اإلستيبلؾ و الرفاىية كما ال توجد صيغة عالمية و وحيدة لمتنمية و التنمية ينبغي أف تكوف موجية لمداخؿ و تعتمد بصفة أساسية عمى القوى الذاتية ث بالتعاوف مع المجتمعات األخرى التي تشارؾ مشاكميا و 66 تطمعاتيا". 64 انظر: شك ارني حسيف " مف مؤتمر ستوكيول 2861 إلى ريو 1021 : مدخؿ إلى تقيي السياسات البيئية العالمية " سنة النشر 1022 مجمة البحوث اقتصادية العربية العدداف 53-52 ص ص 254. متوفر بالمغة العربية عمى ال اربط التالي: http://www.un.org/arabic/confrences/wssd/docs/summit_docs.html(15/02/2015). 65 66 خاصة بعد فشؿ عقد األم المتحدة األوؿ لمتنمية 2852-2860 في إد ارؾ األىداؼ الحقيقية لمنمو و تقميص الفجوة بيف الدوؿ النامية و المتقدمة. أنظر: صفاء الديف محمد عبد الحكي المرجع السابؽ ص 267 وما بعدىا. أنظر: صفاء الديف محمد عبد الحكي المرجع السابؽ ص 143. 22

يبلحظ في ىذا التقرير أن و عالج موضوع التنمية بمفاىي و سياسات جديدة كونو نتاج أفكار مجموعة مف المفكريف مف جميع القا ارت أدانت المقاربة الغربية لمتنمية و يمكف حصر ىذا التبايف فيما يمي: 2- أنيا تركز عمى محورية اإلنساف في عممية التنمية وليس تثمير األشياء فقط 1- أنيا تنظر لمتنمية مف منظور شمولي أي ال تقتصر عمى الجانب اإلقتصادي فقط بؿ تتعداه إلى الجوانب األخرى اإلجتماعية و التقنية 2- ينبغي أف توجو التنمية باألساس نحو الداخؿ 3 -أف تتكامؿ التنمية المحمية مع البعد الدولي ليا. أما لجنة ب ارنت فقد أكدت عمى مشاركت الجميع مف خبلؿ التضامف و اإلعت ارؼ بأىمية قيمة " العدالة اإلجتماعية الدولية " وعبلوة عمى ذلؾ دعى التقرير إلى اإلعت ارؼ المت ازيد لحقوؽ اإلنساف. ب- مفيوم مركب لمتنمية إف استم ارر تدىور الوضع اإلقتصادي مف جية و تيديد البيئة مف جية أخرى دعا الجمعية العامة لؤلم المتحدة ممثمة باألميف العا أف تدعو في نياية 2872 لتأسيس لجنة عالمية خاصة و مستقمة تدرس و تبحث في مشاكؿ التنمية و عبلقتيا بالبيئة و قد باشرت ىذه المجنة نشاطيا سنة 2873 و أنيتو بتقرير سنة 67 2876 بعنواف " مستقبمنا المشترؾ". وقد طرحت ىذه المجنة مفيوما جديدا لمتنمية بعد انتقادىا لمفاىي و مضاميف و است ارتيجيات التنمية القائمة مف خبلؿ مايمي: " إف الكثير مف است ارتيجيات التنمية الحالية تؤدي إلى إفقار أعداد مت ازيدة عرضة لؤلذى بينما تؤدي في الوقت نفسو إلى تدىور البيئة. مف الن اس و تجعمي أكثر و أد ى إد اركنا ىذا إلى تعميؽ وجية نظرنا حوؿ التنمية و أصبحنا ن ارىا ليس ضمف إطارىا المحدد الخاص بالنمو اإلقتصادي في البمداف النامية... بؿ في الكوكب كمو و حتى في المستقبؿ البعيد و 68 ىكذا أصبحت " التنمية المستدامة " ىدفا ال لمشعوب النامية فحسب بؿ لمشعوب الصناعية كذلؾ. 67 68 ق ارر الجمعية العامة رق 27/252 الصادر عف الدورة الثامنة و الثبلثيف 2872. أنظر المجنة العالمية لمبيئة و التنمية مستقبمنا المشترؾ ص 18. نقبل عف صفاء الديف محمد عبد الحكي المرجع السابؽ ص 154. 23

يبلحظ في ىذا التقرير طرح جديد لمفيو التنمية يتمثؿ في التنمية المستدامة 69 األنظمة المتوافقة و ىي : التي تتطمب جممة مف نظا سياسي يؤمف المشاركة الفعالة لممواطنيف في صنع الق ارر نظا اقتصادي و معرفة فنية قائمة عمى أسس اإلعتماد عمى ذات و اإلستدامة نظا اجتماعي يقد الحموؿ لمتوت ارت الناجمة عف التنمية غير المتناغمة نظا انتاجي يحتر الحفاظ عمى القاعدة البيئية لمتنمية نظا تكنولوجي يبحث باستم ارر عف حموؿ جديدة نظا دولي يرعى األنماط المستديمة لمتجارة و التمويؿ نظا إداري مرف يممؾ القدرة عمى التصحيح الذاتي. - - - - - - - صفوة القوؿ: إف أصؿ مفيو الحؽ في البيئة ذو بعديف بعد إنساني و بعد إيكولوجي و أن و مفيو متطور عرؼ ثبلث محطات أساسية: - أوال مركزية الطبيعة و ىي تتمثؿ في المفيو الضيؽ الذي جعؿ الطبيعة مركز إىتمامو - ثانيا مركزية اإلنساف و ىو مفيو أوسع إعتبر الحؽ في البيئة حؽ مف حقوؽ اإلنساف غير قابمة لمتصرؼ انطبلقا مف مؤتمر استوكيول 2861 - ثالثا الرؤية الشاممة و التي تعني ادماج األبعاد الثبلث: النماء االقتصادي التطور االجتماعي و حماية البيئة انطبلقا مف مؤتمر ريو 2881. و أن و مفيو ضروري إلتما مفاىي أخرى مثؿ: مفيو الت ارث المشترؾ لئلنسانية مفيو حقوؽ األجياؿ القادمة مفيو التنمية. كما أف ىذه المفاىي ىي األخرى ضرورية إلتما مفيو الحؽ في البيئة تؤطرى طبيعة العبلقة بيف مفيومي حقوؽ اإلنساف و البيئة. المطمب الثاني: طبيعة العالقة بين مفيومي حقوق اإلنسان و البيئة أثارت العبلقة بيف مفيومي حقوؽ اإلنساف و البيئة سجاالت فكرية خاصة فيما يتعمؽ بطبيعة ىذه العبلقة التي يمكف إختصارىا في ثبلث نيج رئيسية تكوف جنبا إلى جنب في تكامؿ ب ن اء و ىي: - النيج األوؿ: يعتبر البيئة السميمة ىي شرط مسبؽ لمتمتع بحقوؽ اإلنساف أنظر نفس المرجع ص ص 220-208. 69 24

- النيج الثاني: يعتبر حقوؽ اإلنساف تمثؿ أدوات لتناوؿ المسائؿ البيئية - 70 النيج الثالث: يرى ضرورة إدماج حقوؽ اإلنساف و البيئة في إطار مفيو التنمية المستدامة. الفرع ا لول: البيئة السميمة شرط مسبق لمت متع بحقوق اإلنسان. تؤثر األض ارر البيئية عمى التمتع الفعمي بحقوؽ اإلنساف بشكؿ مباشر و غير مباشر ويكوف أكثر حدة عمى ش ارئح السكاف التي تواجو ظروؼ صعبة. وحسبما ىو معترؼ بو في المواثيؽ الدولية المتعمقة بحقوؽ اإلنساف ومعظ الدساتير الوطنية. و التي أىميا ما يمي: أوال: البيئة السميمة شرط لمحق في الحياة يتبوأ الحؽ في الحياة مف بيف الحقوؽ المحمية أرس الير المكوف ليذه الحقوؽ الحياة حقا أساسيا وشرطا مسبقا لمتمتع بسائر الحقوؽ األخرى المعترؼ بيا. فيظؿ الحؽ في و ىو ما يؤكده السيد غاليكي في أري 71 لو قدمو لممقررة الخاصة أف " الحؽ في الحياة ىو أى حقوؽ اإلنساف كافة المكفولة قانونا و المشمولة بحماية القانوف الدولي المعا صر وباإلضافة إلى ذالؾ أ ف الحؽ في الحياة ىو الذي يرتبط أوال و قبؿ كؿ شيء بالحماية الكافية لمبيئة البشرية والذي يعتمد عمى ىذه الحماية. و مف الممكف إذف أف يتعرض ىذا الحؽ أكثر مف أي حؽ أخر لتيديد مباشر ث فإف الحؽ في الحياة وفي نوعية الحياة الجيدة مرتبط وخطر مف ج ارء تدابير تضر بالبيئة. و مف مباشر بالظروؼ اإليجابية أو السمبية لمبيئة وفي الوقت نفسو يجب أال يغيب عف األذىاف أف ىذا الحؽ حؽ أصمي تنبع منو جميع حقوؽ اإلنساف األخرى ". كما تضيؼ المادة السادسة مف العيد الدولي الخاص بالحقوؽ المدنية و السياسية الحؽ في الحياة بأنو حؽ مبلز اإلنساف مما يعني أنو حؽ طبيعي مستمد مف الوجود اإلنساني ذاتو وأ ف القانوف يأتي كاشؼ عنو ال منشئا لو. ويتعيف عمى القانوف حسب ىذا النص أف يحمي ىذا الحؽ وال يجوز حرماف 72 أحد منو تعسفا. 70 71 أنظر: أنظر: الوثيقة التقرير A/HRC/19/4( ص ص 3-2.( E/CN.4/Sub.2/1994/9 الفقرة رق 273. 72 أنظر: محمد يوسؼ عمواف و محمد خميؿ الموسى القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف الحقوؽ المحمية الجزء الثاني دار الثقافة لمنشر و التوزيع الطبعة األولى 1008 عماف األردف ص 238. 25

و أرت المجنة المعنية بحقوؽ مف جيتيا في تعميقيا العا رق 5 أف الحؽ في الحياة ىو "...حؽ ال ينبغي تفسيره بالمعنى الضيؽ...وتقتضي حماية ىذا الحؽ أف تتخذ الدوؿ تدابير اجابية"... " مثؿ التدابير ال ارمية إلى" تخفيض وفيات األطفاؿ وزيادة المتوسط العمري و القضاء عمى سوء 73 التغدية و األوبئة". أ- االلت ازم االيجابي بحماية الحياة وبالحفاظ عمييا تمز الدوؿ في اتفاقيات حقوؽ االنساف باتخاذ التدابير واإلج ارءات الضرورية لمنع تعرض حياة أي مف الخاضعيف لواليتيا الى الخطر بسبب تقصيرىا في نظ الرعاية الصحية أو في نظ الصحة العامة والبيئة. مف خبلؿ وضع الموائح واألنظمة والتعميمات الوقائية اليادفة لضماف حماية الصحة العامة ومنع التموث البيئي و إعبل األف ارد عف أية مخاطر أو أض ارر بيئية 74 محتممة. ب- اإللت ازم اإليجابي بحماية الحياة و إحت ارميا ثمة الت از ايجابي آخر يقع عمى عاتؽ الدوؿ األط ارؼ في اتفاقيات حقوؽ اإلنساف يتعمؽ باحت ار الحؽ في الحياة مف خبلؿ تأميف الحاجات األساسية كالمأكؿ والممبس والمسكف والرعاية الصحية واالجتماعية و بخاصة حؽ اإلنساف في مستوى معيشي الئؽ وفي التمتع بأعمى مستوى مف الصحة 75 الجسمية والعقمية وحسبما ذكر فإف معظ األض ارر التي تمحؽ البيئة تؤدي إلى تدىور األحواؿ المعيشية وتشكؿ مخاطر تيدد البقاء عمى قيد الحياة وفي ىذا الصدد يذكر السيد ر ج رمشا ارف مايمي: " إف التيديدات لمبيئة أو المخاطر البيئية الجسيمة يمكف أف تيدد مباشرة حياة جماعات كبيرة مف الناس والصمة بيف الحؽ في الحياة وبيف البيئة صمة واضحة....غير أف مناقشة العبلقة المتبادلة بيف ىذيف الحقيف ينبغي أف تذىب الى أبعد مف ذلؾ...و يمكف تمخيصيا في النقاط التالية: 2- عمى الدوؿ وعمى المجتمع الدولي بأسره واجب محدد ىو اتخاذ تدابير فعالة لموقاية والحماية مف حدوث مخاطر بيئية تيدد حياة البشر 26 73 74 75 أنظر : الوثيقة E/CN.4/Sub.2/1994/9 الفقرة رق 262. محمد يوسؼ عمواف و محمد خميؿ الموسى نفس المرجع ص 240. أنظر: المادتاف 22 و 21 مف المعيد الدولي الخاص بالحقوؽ االقتصادية واالجتماعية.