Microsoft Word - آخر طبعة

ملفّات مشابهة
الدِّيكُ الظَّرِيفُ

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا

د ع اء ك م يل بن ز ياد د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها

Microsoft Word - 55

تحصن القرار الاداري - دراسة مقارنة

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

SKRIPS~1.RTF

الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا

Microsoft Word - 47-Matthew

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

ش ط TRANQUILITY ش ط Tranquility دومي ي ه منتج سك رائ ص ي ئ ب ت ست ى إق م م ا ر ا و. ا ط ط ا ع ة التصم د م ا ن س ا عم ري وأس ب ء ه ا ا م ا ي سي أجن سكن

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

اامتح ن الج ي الم حد امتح ن البك ل ري ( الد رة الع دي : ي ني ) 4102 المست ى 0 من س ك البك ل ري الشع أ المس لك مس ك الع الشرعي شعب الع التجريبي شعب الع

E-EH/ 3'EJ 'D('1H/J >> (BH) P 'D9DEP *BHI 4HC) O 'D#EEP

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن

Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????

Microsoft Word - 50-John

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

easy - translation

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

اشارات النت جة رقم الجلوس جامعة ع ن شمس كل ة االداب-التعل م المفتوح وحدة تكنولوج ا المعلومات نت جة امتحان التعل م المفتوح نا ر )2015( 1 المستوى الثامن

<4D F736F F D20E3DECFE3C920C7E1D5CDC7DDC920C7E1E3CACED5D5C92E646F63>

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ−

brochure

Layout 2

Microsoft Word doc

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام

آذار 2017 B الص ف الث اني م ساب ق ة ال لغاز الد و لي ة في الر ياض ي ات االسم ال شخصي: اسم العا ئل ة: الص ف : اسم المدرسة: بلد ة اسم المدرسة: عنوان مكا

الجامعة الأردنية

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث

Microsoft Word - Sample Weights.doc

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

م ق د م ة الفهرست ال ف ص ل ال أاو ل : م راج عات ق ب ل ي ة ال م ف عول ب ه ال م ب ت د أا و ال خ ب ر الن ع ت ال ع ط ف ال ع د د و ال م ع دود )11 19( ال ف

untitled

10) série d'exercices chute libre d'un corps solide

Microsoft Word - SOCIAL-DEVELOPMENT-BRIEF-ARB-2006AM.doc

اسم المفعول

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

Microsoft Word - article-pere-salah

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

<4D F736F F D20C7E1CACDE1EDE120C7E1E3C7E1ED20E6C7E1DDE4ED>

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو

Microsoft Word - QA-Reliability

Microsoft Word - Conversion - Tagheyer - Rougoua

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

المقدمة

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه:

Microsoft Word - Kollo_ ARA.docx

))اوراق عمل مادة التوح د(( اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتاب الدراس

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

لغة الضاد عنواني

بسم رلا هللا من قوله : وبعدها أمر بالهجرة إلى المد نة... إلى قوله : حتى تطلع الشمس من مغربها... وبعدها أمر بالهجرة عن بعد ان مكث النب هللاىلص ف مكة عش

OtterBox Global Warranty Final _multi_final.xlsx

Sum Practical Attendence Mid

الملف الأول على قسم الترجمات: الاتجاه التنقيحي وأثره في الدرس الاستشراقي للقرآن الكريم وعلومه... مدخل تعريفي بالملف

سلسلة تمارين حول القوة المطبقة من طرف جسم نابض

جملة جواب الشرط الغير جازم

التعصيب و الحجب

* *على كل طالبة التأكد من رقم جهازها قبل دخولها المعمل سوف تكون هناك قائمة على الباب بذلك ** **ال سمح ألي طالبة الدخول للمعمل اذا لم تكن ه فترتها المح

الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from th

Microsoft Word - Q2_2003 .DOC

مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية 1 هاتف : مدارس األكاد م ة العرب ة الحد ثة إعداد المعلم أحمد الصالح

BREVET NATIONAL JUIN+SECOURS 2011

S_ARB_032810_Chapter1

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

البكريةA5.indd

سلسلة العمل الذاتي لمادة الریاضیات رقم (01) المستوى: 3 ثانوي علوم تجريبية الا ستاذ :عبداالله بالرقي المتتالیات العددیة 1 )المتتالیة الحسابیة التمرین(

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف

الحروف المتشابهة شكلا - لعبة إنشاء خطوط المحتوى: 12 غطاء قنينة لوحة بوليجال 12 بطاقة صفراء دائرية الشكل )لكتابة الحروف المتشابهة شكال

بسم الله الرحمن الرحيم

les ondes mecaniques progressives cours

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

المدرسة المصر ة للغات قسم اللغة العرب ة و الترب ة اإلسالم ة للصف السادس االبتدائ مراجعة عامة أوال التعب ر : التعب ر الوظ ف :- اكتب الفته تحث ف ها زمال

د. ط در ءة ز ا ت ا دزة (درا ا ا ت) د. ط در را ر ا م م ا ا ا : ا ت ا ا ا م وا ا ي و إ ى ا ت ا ا ا دو إ و دة ا و أ اد ا. و ف ا ا إ وا ا ت ا دزة م ا أ ا

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

1

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو

الشريحة 1

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر

( اختبارات الفروق لعينتين مستقلتين Samples) 2) Independent مان- ويتني( U (Mann-Whitney ب( نحتاج الى ھذا القانون الغراض المقارنة بين مجموعتين او عينتين

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

اللغة العربية Items الدروس المطلوبة المتحان الفصل الدراسى األول 2019/2018 Primary 2 القراءة المحفوظات : كل الدروس : االناشيد + اآليات واالحاديث األسال

????? ??????? ????????? :::...

Microsoft Word - Aliyat Ikhtilaf_ 13 Juillet.doc

نظرية الملاحظة

قيمة الوقت عند المسلم

جامعة حضرموت

مقدمة عن الاوناش

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

التعريف بعلم الإحصاء

النسخ:

رثاء الزوجة في الشعر العربي الحديث ديوان حصاد الدمع لمحمد البيومي ا نموذجا Wife Elegy in Modern Arabic Poetry Diwan Hsad Al-Dam'e as an Example ا عداد: ا مال عودة سليمان ا بو عاذرة الدكتور ا شراف: عمر الا سعد قدمت هذه الرسالة استكما لا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في تخصص اللغة العربية وا دابها جامعة الشرق الا وسط للدراسات العليا كلية الا داب/ قسم اللغة العربية وا دابها

تفويض ا نا الطالبة ا مال عودة سليمان ا بو عاذرة ا فوض جامعة الشرق الا وسط للدراسات العليا بتزويد نسخ من رسالتي ورقيا وا لكترونيا للمكتبات ا و المنظمات ا و الهيي ات والمو سسات المعنية بالا بحاث والدراسات العلمية عند طلبها. الاسم: التاريخ: التوقيع:

قرار لجنة المناقشة نوقشت هذه الرسالة وعنوانها: "رثاء الزوجة في البيومي ا نموذجا. الشعر العربي" ديوان حصاد الدمع لمحمد وا جيزت بتاريخ: / / أعضاء لجنة المناقشة التوقيع... د.عمر األسعد /جامعة الشرق األوسط/ رئيسا ومشرفا.1...... أ.د. عبد الرؤوف زھدي/ جامعة الشرق األوسط/عضوا أ.د. سعود عبد الجابر/جامعة الشرق األوسط/ عضوا.2.3... د. أ. أحمد الخطيب/جامعة البترا/ مناقشا خارجيا.4

صفحة الشكر والتقدير ا توجه بالشكر ا لى مشرفي الفاضل الدكتور عمر الا سعد الذي تحلى بالصبر والتروي على طالبته التي حاولت جاهدة ا ن يليق اقتران اسمها باسمه على صفحة واحدة فقد كان نعم الا ب الحاني والموجه الصبور والمعلم الواسع الصدر وله كل الفضل بتوجيهي لاختيار هذا الموضوع الذي ما كنت ا ستطيع اختياره دون علمه الث ر ومعرفته الواسعة بالمكتبة العربية وج ل ما يسعدني ا ن يكون راضيا عن ا داي ي وا ن يستشعر ا ن صبره قد ا ثمر طيبا كما زرع طيبا. وعون. كما ا توجه بالشكر ا لى كل العاملين في المكتبات ممن وفروا لي ما احتجته من مساعدة

الا هداء ا لى كل من بكى على ا وتار الوفاء وعرف معنى الا خلاص بعد فقد ا ليفه ا لى كل من ذاق لوعة الفراق وصان ذكرياته الهاني ة مع ا نيسه. ا لى كل وف ي يذكر ا ن له وطنا باكيا ذرف دموعا حرى ستين عاما ا لى كل من فقد حبيبا في غزة وما زال وفيا لذكراه وا خيرا ا لى ا مي الحبيبة التي شدت من ا زري ليرى هذا العمل النور. ا هدي هذا العمل

فھرس المحتويات الموضوع التفويض قرار لجنة المناقشة الشكر اإلھداء فھرس المحتويات الملخص باللغة العربية الملخص باللغة االنجليزية الفصل األول: مقدمات عامة مقدمة الدراسة مشكلة الدراسة وفرضياتھا ھدف الدراسة أھميتھا محدداتھا منھجھا الدراسات السابقة الفصل الثاني:الرثاء ومنزلته في الشعر العربي ( 1 )تمھيد ( 2 )رثاء الزوجة في الشعر العربي القديم نماذج تطبيقية ( 3 )رثاء الزوجة في الشعر العربي الحديث محمود سامي البارودي (نموذجا) الصفحة ب ج د ھ و ح ط 1 1 2 2 2 3 3 4 11 11 16 28 37 37 40 40 46 51 51 52 54 58 الفصل الثالث: دواوين رثاء الزوجة رثاء الزوجة بديوان مستقل دواوين رثاء الزوجات عزيز أباظة عبد الرحمن صدقي محمد رجب البيومي عناوين الدواوين لوعة الفقد استرجاع الماضي األوالد

60 63 65 67 70 72 74 81 85 91 91 94 102 107 112 119 122 125 129 129 132 135 139 141 143 156 164 167 171 الوقوف على القبر مرض الزوجة لحظة النھاية صفات المرثية الرحلة تمني الموت األساليب العاطفة الفصل الرابع: ديوان حصاد الدمع ( 1 )حول الديوان ( 2 )موضوعات الديوان لوعة الفقد دواعي الرثاء الذكرى عالقة الشاعر بزوجته اآلثار النفسية في زيارة قبر الزوجة ماذا بكى الشاعر في زوجته العتاب واللوم (3) األساليب والتراكيب اللغوية الحوار والسرد والوصف االستفھام الضمير التأثر بالتراث األلفاظ والتراكيب (4) الصور الفنية ( 5 )عاطفة الشاعر النتائج والتوصيات ملحق: حياة الشاعر المصادر والمراجع

الملخص باللغة العربية رثاء الزوجة في الشعر العربي الحديث ديوان حصاد الدمع لمحمد البيومي أنموذجا إعداد: آمال عودة سليمان أبو عاذرة إشراف: د. عمر األسعد جاءت ھذه الرسالة تلبية لحاجة المكتب ة العربي ة إل ى دراس ة تس تجلي حقيق ة ظ اھرة أدبي ة جدي دة متمثل ة بال دواوين الت ي ر ث ي ت فيھ ا الزوج ة فع ني ت بدراس ة دي وان منھ ا ھ و حص اد ال دمع للش اعر المصري محمد رجب البيومي وحت ى تتع رف الباحث ة ھ ذه الظ اھرة تتبع ت مراح ل رث اء الزوج ة عبر العصور األدبية المختلفة ابتداء من العصر الجاھلي وانتھاء بالصورة التي أصبحت عليھا. وتكونت ھ ذه الدراس ة م ن خمس ة فص ول وملح ق احت وى الفص ل األول عل ى مش كلة الدراس ة وھدفھا وأھميتھا ومحدداتھا ومنھجيتھ ا وأخي را اإلط ار النظ ري لھ ا وم ا اتص ل بھ ا م ن دراس ات سابقة. واحت وى الفص ل الث اني عل ى مق دمات عام ة لرث اء الزوج ة ف ي األدب الق ديم وعرض ت في ه الباح ثة نم اذج متع ددة لش عراء رث وا زوج اتھم ف ي ك ل ع صر م ن العص ور األدب ية المختلف ة وتدرجت الباحثة في العرض إلى أن وصلت إلى شعراء رثوا زوج اتھم بقص ائد منف ردة ف ي العص ر الحديث. وفي كل ذلك كانت الباحثة تعمل على تحليل ھذه القص ائد نفس يا وفني ا للتع رف إل ى طبيع ة ھذا الرثاء ومدى صدقه ومسوغاته. أم ا الفص ل الثال ث فعرض ت في ه الباحث ة أص حاب ال دواوين ال ذين رث وا زوج اتھم وھ م: عزي ز أباظة وعبد الرحمن صدقي ومحمد رجب البيومي وكان عرض ھذه الدواوين عام ا للتع رف إل ى أب رز نق اط االش تراك واالخ تالف بينھ ا عل ى مس توى الموض وعات واألس اليب الفني ة والعاطف ة وعرضت نبذة عن حياة الشاعرين عزيز أباظة وعبد الرحمن صدقي. وانص ب الفص ل الراب ع عل ى دراس ة دي وان حص اد ال دمع للش اعر محم د رج ب البي ومي وعمل ت الباحثة على تحلي ل ھ ذا ال ديوان تحل يال أدبي ا فاستعرض ت أھ م الموض وعات الت ي طرقھ ا الش اعر واألس اليب اللغوي ة الت ي ع رض ف ي قالبھ ا موض وعاته م ن ألف اظ وتراكي ب وم دى ت أثر الش اعر بالتراث في انتقاء ألفاظه وتأليف تراكيبه كم ا توقف ت الباحث ة عن د الص ور الفني ة الت ي أل ف الش اعر بين أطرافھا بما في ذلك ألوان التشبيه واالستعارة وألفاظ الح ركة والص وت ودالل ة ذل ك النفس ية

وآخر ما جاء في ھذا الفصل كان حول عاطفة الشاعر التي ضج بھا الديوان واستش ھدت الباحث ة ف ي كل ذلك بنماذج من الديوان. وكان الفصل األخير يختص بالنتائج والتوصيات الخاصة بالدراسة. Abstract This study came in response to the Arab library need to explore, the reality of a new Literary phenomenon which is represented by the Divan where the wife has been lamented, This study analyzed the harvest of tears of the Divan of the Egyptian poet Muhammad Rajab al-bayoumi, who lamented his wife in the Divan. To familiarize herself with this phenomenon the researcher traced the stages of the wife's lament over different literary ages, from pre-islamic age until the present day. This study consists of five chapters and an extension. The first one contains the study points, relevance, parameters, methodology and finally the theoretical framework, and about what contacted by the previous studies. The second chapter contains general introductions to the wife lament in the old literary research, and the researcher presented the multiple forms of the poets who lamented their wives in every literary age, the researcher moved until she reached poets who lamented their wives in single poems in the modern age. In all of this the researcher was working on the analysis of these poems psychologically and technically; to identify the nature of the lamentations, its sincerity and credentials. In the third chapter the researcher presented the writers of the Divans who lamented their wives like: Aziz Abaza, Abdel-Rahman Sudqi and Mohammed Ragab Al-Bayoumi. And the presentation of these Divans was in general to identify the highlights of the contribution and differences among them, in terms of themes, artistic styles and passion. Accompanied by a biography for the poets Aziz Abaza and Abdel-Rahman Sudqi. Chapter IV focused on the study of the "harvest tears" Diwan by Mohamed Ragab Bayoumi. The researcher worked on literary analysis of this, reviewed the most important issues that the poet presented, and methods of language that he has been displayed, terms and the poet heritage reaction in his words and terms. She also stopped on the method that the poet connected in between the parties, including the simile, metaphor, movement and sound words, and the psychological effect, and

the last in this chapter was about the Full passion of the poet in the Divan, and the researcher gave some parts from the Divan. The final chapter presents the findings and recommendations of the study. الفصل الا ول تمهيد مقدمات عامة كان الرثاء وما يزال غرضا شعريا ا نسانيا يعبر عن ذروة العواطف عندما يصاب المرء بحادث جلل يتمثل بفقد عزيز ا نسان ولا يكاد يخلو ديوان شاعر من قصيدة رثى فيها قاي دا ا و اللافت في ا ن ا لا عزي زا ا و ا مي را ا و اب نا افتقار الا مر دواوين هو لاء الشعراء في العصور المختلفة الا دبية _في كثير من ا لى الا حيان_ رثاء الزوجة وا ذا وجد المرء رثاء لها في قصيدة كاملة فهذه القصاي د قليلة ا ضف ا ن هذا الرثاء كان _في ا كثر الا حيان_ على استحياء ووجل ا بياته الشاعر فيه ينظم متحفظا في عاطفته ا بياته مقلا في كل هذا ضمن موضوع لا يقوم ا خر على رثاء الزوجة بشكل ا ساسي. وا ما في العصر الحديث فظهرت دواوين كاملة تقوم على رثاء الزوجة مما يعني بروز ا دبية ظاهرة جديدة تستدعي الوقوف والتا مل والدراسة ومن تلك الدواوين ديوان الشاعر محمد رجب البيومي في ديوانه الدمع) (حصاد الذي رثى فيه زوجته وهو موضوع هذه الدراسة. وما دفع الباحثة لدراسة هذا الموضوع قلة الدراسات التي ع رفت بهذه الدواوين ا و حاولت استجلاء ا سبابها فالدراسات_على ندرتها_ انصبت على دراسة هذه الدواوين من الناحية الفنية واللغوية ولم تفرد دراسة لتتبع ا لى وصلت ا ن ا لى مراحلها الصورة التي هي عليها الا ن.

ومن جهة ا خرى تمثل هذه الدواوين ذروة الوفاء والا خلاص للزوجات فبمقدار ما كان بالمرا ة التغزل واضحا في اللغة والصورة فا ن رثاءها ظاهرة لا تتضح معالمها للكثيرين ومن هنا فالدراسة لقيت ميلا لدى الباحثة لجدتها وطرافتها. وا توجه بالشكر ا لى مشرفي الفاضل الدكتور عمر الا سعد الذي وجهني لاختيار هذا الموضوع الذي لقي صدى طيبا في نفسي وا حسست من خلاله ا ن تكريم هو لاء الشعراء الذين رثوا زوجاتهم واجب على من يقدر قيمة الوفاء والا خلاص ولا ا قل من النهوض بتقديم مثل هذه الدواوين بصورة راقية ومشرقة من خلال دراستها. وا ما ا برز المشكلات التي واجهتني في ا ثناء الدراسة فتتمثل في قلة المراجع التي تناولت الحديث عن رثاء الزوجة في الشعر العربي وصعوبة ا يجاد معلومات تتعلق بالشاعر(محمد رجب البيومي) وبديوانه. مشكلة الدراسة وفرضياتها تكمن مشكلة الدراسة في الا جابة عن الا سي لة التالية: 1.ما المستجدات وراء ظاهرة رثاء الزوجة في ديوان مستقل 2.كيف رثى الشاعر محمد رجب البيومي زوجته 3.بم امتاز رثاء محمد البيومي زوجته عن رثاء الشاعر القديم من حيث الدوافع والمعطيات هدف الدراسة تهدف هذه الدراسة ا لى التعرف ديوان ا لى (حصاد الدمع) الذي رثى فيه محمد رجب البيومي زوجته واستجلاء ا سباب هذه الظاهرة ومدلولاتها الفنية وتوضيح الا ساليب اللغوية والتعرف ا لى ما ا ضافه هذا الديوان وا مثاله ا لى الا دب العربي الحديث.

ا همية الدراسة جاءت هذه الدراسة استجابة لحاجة المكتبة العربية ا لى دراسة تتعلق برثاء الشعراء زوجاتهم في دواوين كاملة لتساعد الدارسين على استجلاء مميزات الرثاء في العصر الحديث عندما ينصب على رثاء الزوجة والعمل على رصد الجديد الذي جاء به الشاعر وا مكانات اتساع القول للشاعر في داي رة يتيحها له ديوان كامل تتعدد فيه ضروب القول وا فكاره وصوره. محددات الدراسة تتحدد هذه الرسالة بدراسة ديوان محمد رجب البيومي (حصاد الدمع) والتعرف ا لى الا ساليب اللغوية فيه والا غراض الري يسية والا فكار العامة التي تضمنها ديوانه والصور الواردة الشعرية في قصاي ده. منهجية الدراسة اعتمدت الباحثة لدراسة ديوان الشاعر محمد رجب البيومي المنهج الوصفي والمنهج التحليلي متمثلا في تناول بعض قصاي د الديوان بالتحليل والنقد.

الدراسات السابقة المحمد ا فردت (1983) في دراستها فصلا (اتجاهات الرثاء في القرن الثالث الهجري) تحدثت فيه عن رثاء الزوجات في القرن الثالث ا لا ولم يحت و على مقطعات قصيرة لم تصل ا لى حد القصاي د الكاملة. وتعزو الباحثة السبب في ذلك قصر القصاي د ا ن ا لى ا برز الخصاي ص الشكلية في رثاء الزوجة فلا تكاد تزيد ا حداها على خمسة ا بيات. وتمثل المحمد على ذلك برثاء ابن الرومي زوجته فقد ع رف من بين شعراء عصره بطول قصاي ده وامتداد نفسه وفي مجال الرثاء خاصة يطيل في رثاء خاله وابنه الا وسط ويتحدث ا شياء عن كثيرة تغطي الموقف من جوانبه ا لهمه كذلك كلها موت المغنية (بستان) قصيدة الا حاسيس من با لوان زاخرة طويلة والرو ى ا ن ومعنى ذلك قصر مراثيه الزوجية لم يكن ناتجا عن طبيعة الغرض الشعري وتتساءل المحمد: كان ناتجا شيء عن ا ي ا ذن وتجيب الباحثة: ا ن تعود الا سباب ا لى ضمور المضمون وشدة محدوديته ويتجلى هذا الضمور الفكري لمراثي ابن الرومي الزوجية ا نها في تدور حول فكرة واحدة تتكرر داي ما هي شدة حزنه الناتج عن عظم ا حساسه بالمصيبة. وخلصت الباحثة المرا ة رثاء ا ن ا لى كان شعرا جف ماو ه ونضبت حرارته وتتساءل في ضوء ذلك: كيف لا يكتب الشاعر في رثاء زوجته عن مواقف وذكريات وا حاسيس مشتركة بين الزوجين صحيح الحزن هو ا ن الا حساس الوحيد في مثل موقفه ولكنه حزن له ا سبابه

ومحركاته ويستطيع الشاعر من خلال علاقته الزوجية ا ن من با سباب يمتد القول لا تتيحه ا خرى. علاقة وتعزو الباحثة السبب في كل ذلك ا ن ا لى المجتمع كان يعد رثاء الزوجة مظهرا من مظاهر الضعف المحرم على الرجل حتى وا ن كان فيه وفاء الروابط. لا قدس غانم تناول في دراسته الرثاء في شعر العصر العباسي المرا ة رثاء الا ول) ) (1984) بشكل عام وخص بالحديث رثاء الزوجة في هذا العصر حظيت حيث برثاء وافر من لدن زوجها الذي وهو من بها ا صيب يعرف قدر حليلته حق المعرفة فيتغلغل في وصف ما للحلاي ل من ا لفة وما للرجل من الا نس بزوجه حين يطارحها الا حاديث فيشعر والمودة بالا نس لا يامه ادخرها وبا نه والرحمة الصعبة لتكون عونا في تحمل صروف الدهر وعثرات الزمان. الباحث ويعزو قلة رثاء الزوجة في تلك العصور على الرغم من الانفتاح الاجتماعي ا لى العوامل الاجتماعية التي كانت تتحرج من رثاء المرا ة فا نف شعراء العصر الا سلامي من رثاي ها وتبعهم في ذلك شعراء العصر الا موي والعصور العباسية. الا سعد تناول في دراسته (رثاء الزوجة في شعر عزيز ا باظة) نموذجا من (1992) ديوان (ا نات حاي رة) لعزيز ا باظة وعمل على تحليله معتمدا على النواحي اللغوية والا دبية والعاطفية لاستجلاء هذه الظاهرة والتعرف ا لى خصاي ص رثاء الزوجة في الشعر الحديث وخلص الباحث ا لى ا ن الشاعر التزم بروح الرثاء في الشعر القديم ا لا ا نه جدد في طريقة العرض والا سلوب.

ومن خلال النموذج الذي قام بتحليله ا لى الباحث تطرق عناصر الذكرى المو لمة التي ا لحت على الشاعر في الزمان والمكان والحدث ثم تحدث بالتفصيل عن كل جانب. كما عالج الباحث القضايا اللغوية والا داء الفني في الديوان من خلال النموذج كالحكم والتا ثر بالقرا ن الكريم والا فعال التي ا كثر الشاعر من استخدامها وا وزان الخليل العروضية التي تكررت في الديوان والصور الشعرية الكثيرة والا ساليب التي استخدمها كالا سلوب الحواري والسردي. في كتابه (لا.ت) موافي ركز (رثاء الزوجة بين عزيز ا باظة وعبد الرحمن صدقي) على رثاء المرا ة في العصر الحديث وقامت موضوعات الكتاب على المقارنة بين ديواني عزيز ا باظة (ا نات حاي رة) وعبد الرحمن صدقي (من وحي المرا ة) من حيث الا ثر الذي تركه غياب الفقيدة عند كل و منهما لحظة النهاية وموقف الشاعرين ا مام قبر الزوجة ولوعة الفقد الا ولاد ولوعة ولوعة الذكريات ومدى تا ثير المحنة على كل من الشاعرين كما ض من كتابه رثاء ا ن ا لى فيها ا شار مق دمة المرا ة ليس ظاهرة فريدة نادرة ا و والدليل وجود نماذج كثيرة في الا دب تضمنت نصوصا رثى فيها الشعراء زوجاتهم. الظاهرة التي وا ما تستوقف المرء _من منظور موافي_ فهي تلك الدواوين التي ا فرد فيها الشاعر الحديث على موضوع واحد هو رثاء زوجته ولم تتبع هذه الدراسة ظاهرة رثاء نشا تها ا سباب دراسة من حيث المرا ة بل اكتفى بدراسة فنية تقوم على المقارنة بين الديوانين. وعرض الباحث في نهاية الكتاب نماذج شعرية لكل من الديوانين دون يعلق عليها ا ن ا و يوازن بينها.

جبر ذكرت (1999) في رسالتها (فن الرثاء في الشعر الا موي) في المرا ة رثاء ا ن الا موي العصر كان نادرا وعزت السبب في ذلك ا لى قلة الصفات فيها مما يضيق على الشاعر الكلام فيها وعرضت الباحثة قصيدتي جرير والفرزدق اللتين رثى كل من الشاعرين فيهما زوجته وبعد التحل لي السريع لكل منهما خلصت الباحثة جريرا كان ا ن ا لى ا كثر صدقا ووفاء في رثاء زوجته فشعره كان رقيقا يو ثر في القلب ويا سر الوجدان ا لا الشاعر قد ا ن ا خطا عندما جعل رثاءه مقدمة لهجاء الفرزدق وعلى الرغم من ذلك يبقى جرير مختلفا عن الفرزدق كان بارد الذي الا حساس سطحي المشاعر وا ن كان قد حزن فحزنه كان منصبا على الجنين الذي كان في ا حشاي ها المنية لو ا ن ويتمنى انتظرت خروجه وفي المقابل ا مه ثم اغتالت ترى ا ساس ا ن الباحثة رثاء جرير كان صدق التجربة ا ليها والانتماء والتعبير عن المعاناة الداخلية وبالرغم من ذلك لم تتبع الدراسة الكامنة وراء الا سباب ندرة رثاء الزوجة في العصر الا موي بل اكتفت بعرض النموذجين السابقين والتعليق عليهما. جرادة قالت (2001) في دراستها (فن الرثاء في الشعر في العصرين الفاطمي والا يوبي) ا ن ا غراض الشعر تنوعت في العصرين الفاطمي والا يوبي وشمل الرثاء_ بالا ضافة ا لى الا مهات والا باء والا بناء والا قارب_ ما يمكن ا ن يرثيه الشاعر من كاي نات وجمادات واتسم رثاو هم بصدق العاطفة وتوهجها الا حبة مع ذكرياتهم فبكوا وكان رثاء الزوجة قليلا ما ا ذا قورن برثاي هم ا قرباءهم ولعل في ذلك دلالة اجتماعية عند الشاعر العربي ا ن ا ذ التعبير عن المشاعر تجاه الزوجة فيه نوع من الحياء لا لا ن الزوجة لا تستحق ذلك ولكن لا ن العلاقة بالزوجة تبلغ ا على درجات الخصوصية عند الشاعر مما يجعلها بمنا ى عن التصريح مما حال والا علان دون ا ن يرثي الشاعر زوجته لا نه لم يتع ود ذلك.

ا شارت العبداللات( 2002 ) في دراستها (شعر الرثاء في الا ندلس في ظل بني الا حمر) ا لى ا ن الشعراء نظموا في ا لوان الرثاء المختلفة في عصر بني رثاء في قالوا فقد الا حمر الا قارب والا باعد ورثاء النفس والبلاد والحيوان الرثاء وكتبوا على شواهد القبور. وتوسع الشعراء في هذا العصر في رثاء الملوك والا مراء والعلماء وفي والبلاد والا بناء المقابل قلت ا شعارهم في ا خرى ا لوان مثل رثاء الا خوال والا مهات والبنات والا عمام وا غلب المعاني الرثاء جاءت في والا ساليب تقليدية. ذكر قاسم( 2002 ) في دراسته (الرثاء في الا ندلس عصر ملوك الطواي ف) رثاء ا ن الزوجة في عصر الطواي ف قد شاع وانتشر فعبر الشعراء عن عواطفهم بقصاي د ح ملوها لواعج ا نهكتها قلوب الحوادث وقضى عليها وذكر الشاعر الا سى ا مثلة على هو لاء الشعراء مثل: ا بي ا سحاق الا لبيري والا عمى التطيلي وابن حمديس وعالج الشاعر الا فكار الري يسية في كل قصيدة والعاطفة وما تضمنته تلك القصاي د من شوق وحنين وعهد ووفاء. وا شار الباحث ا ن ا لى ابن حمديس في رثاي ه زوجته كان متحفظا فقد اقتصر في قصيدته على الضماي ر المذكرة كما ا ن القصيدة كانت على لسان ابنه ا ن وهذا يكشف رثاء الزوجة في تلك العصور ما زال يعاني من الخجل وبناء على ذلك لم يذكر الشاعر تفاصيل حياته مع زوجته بل اكتفى بالا شارة ا ليها دون تصريح. تحدث النجار( 2004 ) في رسالته (قصيدة الرثاء في العصر العباسي حتى نهاية القرن الثالث الهجري) عن الرثاء من ناحيته النفسية فقصيدة الرثاء من منظوره ا تاحت للشاعر ا ن

يقف مع نفسه لحظة صدق معتمدا فيها على المرجعية الدينية لا ن الموت انفصال عن حياة واتصال با خرى ا كثر تميزا ومن هنا كان السبب وراء تضمين القصيدة الرثاي ية الكثير من ا يات القرا ن الكريم فالباحث يرى ا ن الرثاء ليس بكاء محضا بل حمل ثقافة ا دت وظيفة ا صلاحية تمثلت في ا حياء بعض القيم الا يجابية كالوفاء والصبر. وتلقي القصيدة الرثاي ية الضوء على العادات والتقاليد فالموت يكشف قيمة العلاقات الاجتماعية كما تلبي هذه القصيدة حاجة نفسية لدى الشاعر فهو يحدث غيره بمشاعره بغية نشر الحزن وتعميمه وهو بذلك يعلي من شا ن المرثي من جهة ومن جهة ا خرى يجد مشاركة ا حزانه في وكا نه يدعو الناس ا لى ا ن يحملوا جزء ا من معاناته. ا بو حسين( 2005 ) تحدث في رسالته عن (صورة المرا ة في الا دب الا ندلسي في عصر الطواي ف والمرابطين) وانصب حديثه الا ندلسية المرا ة على ملهمة ومبدعة في ا غراض الشعر العربي المختلفة وفي ا طار حديثه تطرق لرثاء المرا ة في ذلك العصر حيث ا شار ا لى ا ن رثاء المرا ة كثر كثرة واضحة في هذا العصر وما بعده حتى بلغ الا مر بابن جبير مثلا ا لى نظم ديوان كامل من الشعر والموشح في رثاء زوجته ا م المجد كما ذكر رثوا لشعراء الا مثلة بعض زوجاتهم مثل ابن حمديس والا عمى التطيلي وابن قاق البلنسي ا زل وعرض نماذج من شعرهم في رثاء زوجاتهم معلقا عليها تعليقا بسيطا دون تحليل لاستجلاء ا سباب ظهور هذه الظاهرة على نحو كبير في الشعر الا ندلسي. السعودي قال (2006) في دراسته (رثاء المرا ة في الشعر الا ندلسي) في المرا ة رثاء ا ن العصر كان هذا على النقيض تماما من رثاء المرا ة في الشعر المشرقي الذي امتاز بالقلة

والندرة وا شار الباحث ا لى المرا ة رثاء ا ن في الشعر الا ندلسي انصب حول رثاء الزوجة والابنة والا م فقد بلغت نسبة رثاي هن ثلاثة بعامة الا ندلس في المرا ة رثاء ا رباع كذلك تناولت الدراسة قضايا رثاء المرا ة والموضوعات التي طرقها الا ندلسيون في رثاي هم وعالجت الدراسة ا هم السمات الفنية لرثاء المرا ة من حيث بنية القصيدة ولغتها وا سلوبها. ويستخلص من هذه الدراسات ا نها انصبت على الرثاء في العصور الا دبية القديمة دون ا ن تتطرق ا لى الرثاء في العصر الحديث (1992) _عدا دراسة الا سعد وموافي(لا.ت)_ دراسة ا ما رثاء الشاعر محمد رجب البيومي زوجته في ديوان كامل فهي دراسة غير مسبوقة ستنهض بها هذه الدراسة.

الفصل الثاني الرثاء ومنزلته في الشعر العربي تمهيد الموت حقيقة تو لم النفس البشرية وتقض مضجعها وتتزامن هذه الحقيقة مع استمرار الحياة والوجود فطالما وجدت حياة وجد الموت وع بر الا نسان عن ا لامه وجزعه ا زاء هذه الحقيقة بانفعالات شتى ترافقها ممارسات تتحدد بالا طر الثقافية والدينية للمجتمع ا لا ا ن البكاء هو ا كثر صور الانفعال الا نساني فطرية وصدقا ا زاء الموت الذي بقي يشكل ا كبر تحد للا نسان ونتيجة لتلك الهواجس المخيفة له حاك الا نسان على م ر العصور ا ساطير تتناول قضية الخلود وكانت تلك الا ساطير تنتهي غالبا بفشل الا نسانية المجسدة ببطل الا سطورة في الحصول على الخلود ا و التنصل من الموت. ومع تعاقب العصور لم يجد الا نسان ملاذا من الموت وا من باستحالة الانتصار في هذا التحدي فتوجه نحو ترسيخ الذكرى الا نسانية علها تقاوم النسيان الناتج عن الموت فحفظ تلك الروايات المتصلة به وعلى صعيد الا دب العربي والشعر على وجه الخصوص ظهر الرثاء غرضا يعبر فيه الشاعر عن ا شجانه وا حزانه ا زاء فقد عزيز ولا يمكن تحديد ظهوره على وجه الدقة ا و ترجيح ا ول من قال شعرا في الرثاء ومما لا شك فيه ا ن التفجع والحزن الشديدين

على ا نسان وافته المنية وجد منذ وجود الا نسان فالحزن ظاهرة ا نسانية لا تعتمد على ثقافة ا و مرحلة ما. وصورة الرثاء الذي وصل ا لينا يجعل الباحثة تجزم ا نه مر بمراحل ص قل فيها وه ذب ا لا ا ن تلك المراحل معماة ومن الصعوبة دراستها ويظن شوقي ضيف ا ن الرثاء "بدا عند العرب كما بدا عند كثير من الا مم الا خرى بصورة تشبه ا ن تكون سحرا حتى يطمي ن المي ت في مرقده ولا تصيب روح ه الا حياء من وراي ه بش ر ثم ا خد يفقد هذه الغاية مع الزمن وما زال حتى انتهى ا لى الصورة الجاهلية من الا فصاح عن ا حساس الناس العميق بالحزن ق ب ل الموتى ومحاولة ذكراهم بتمجيدهم وبيان فضاي لهم التي ماتت بموتهم مع التفكير في القدر وقصور الناس ا مامه وعبثه بهم ولعبه بحياتهم وموتهم" وا ما معنى الرثاء فجاء في لسان العرب رثا: رثي ت المي ت ر ث ي ا و رثاء وم ر ثا ة ومر ث ي ة ورثي ته: مدح ته بعد الموت وبكيته ور ثو ت المي ت ا يضا ا ذا بكيته وعددت محاسنه وكذلك ا ذا نظمت فيه شعر ا. وبعد ا ن ا صبح الرثاء غرضا شعريا مهما صار مفهوما يقصد به: "غرض من ا غراض الشعر الغناي ي يقضي الشاعر بقوله حقوقا سلفت ا و يرسل تعدادا لما ثر الا هل مبللة بالدموع". ا ما شوقي ضيف فقسم الرثاء ا لى ا لوان ثلاثة هي (الندب والتا بين والعزاء) معتمدا في تقسيمه على درجة القرابة والتا ثر نتيجة هذا الموت. فالندب: هو ا على درجات الحزن فالشاعر يبكي الا هل والا قارب ومن ينزل منزلة الا قارب حين يعصف بهم الموت. ا ما التا بين: فهو ا دنى ا لى الثناء منه ا لى البكاء والنشيج وهو يتعلق بالشخصيات اللامعة على الصعيد الاجتماعي ا و الرثاء 7. المعجم المفصل في الا دب 473.

السياسي وفيه يعبر الشاعر عن ه م اجتماعي. وا خر مستويات الرثاء هو العزاء الذي ينفذ فيه الشاعر من حادثة الموت الفردية التي هو بصددها ا لى التفكير في حقيقة الموت والحياة فيميل الشاعر فيه ا لى فلسفة الموت ويتعامل معه بشكل عقلي ا كثر منه عاطفي". وعرضت الباحثة بعد هذه النظرة العامة للرثاء صورة رثاء الزوجة في كل عصر من العصور الا دبية ومنزلته التي احتلها وكان هذا العرض متدرجا ابتداء من العصر الجاهلي وانتهاء بالعصر الحديث لتبين مراحل تطوره وانتهاي ه بالصورة التي وصل عليها. يمكن القول ا ن الرثاء من ا صدق المجالات الشعرية لاتصاله بالفجيعة والجزع وجاء ا كثره في العصر الجاهلي على ا لسنة النساء بحكم حرارة عاطفتها وحضور دمعتها وعلى ذلك ظل شعر الرثاء النسوي هو الغالب وتوغل في هذا العصر لا نه كان يقوم على استنهاض الرجولة ابتغاء الثا ر للقتيل وهو ا مر قد تجيده الا نوثة ا كثر مما تجيده الذكورة. واتصلت العوامل الاقتصادية في العصر الجاهلي بالرثاء اتصالا وثيقا فقد كان الغزو مصدر رزق لبعض القباي ل وبناء على ذلك بات من الضروري ا ن تستنفد الطاقات من ا جل ا عداد القوة الغازية وليس هناك سبيل لتحقيق ذلك ا فضل من ا ثارة عاطفتي الانتقام والثا ر (3) بواسطة الرثاء. وليس المقصود بذلك ا غفال الجانب الذاتي والنفسي للشاعر ا لا ا ن الباحثة ا ثرت الحديث عن دوافع الرثاء قديما واتصاله بالحياة الاجتماعية بما يفيد في تحديد المنزلة التي كان يحتلها وهي منزلة لا شك غير قليلة. الرثاء 5. انظر مقالات في الشعر الجاهلي 335. انظر المصدر نفسه 335. (3)

ا ما على الصعيد الذاتي فخير من يمثله الخنساء التي رثت ا خويها وا باها في قصاي د تنزف دما وحرقة مما يو كد ا نسانية الرثاء ا ذا اتخذنا الخنساء ا نموذجا لصورة الرثاء في العصر الجاهلي. ومن الجدير بالذكر ا ن الرثاء لم يكن حكرا على رثاء الا خرين بل وصل الا مر ببعض الشعراء ا لى رثاء ا نفسهم ا مثال الممزق العبدي وعلقمة بن سهل. وا ما ما قيل في رثاء الزوجة فهو قليل جدا ا لى حد الندرة ومن ا مثلة ذلك قول عمرو بن قيس بن مسعود المرار الذي خاطب سعيدة ا خت زوجه ا و ابنتها فقال: عي د س ق ومي عل ى س عدى فب كيها ت فلس مح صي ة ك ل الذي فيها في ما ت م كظبا ء قرحت قد ال رو ض البكا ء من على س عدى ما قيها ولم تر ث المرا ة في هذا العصر كثيرا على نحو رثاء الرجال ا و حتى الا بناء ولعل مرد ذلك يعود ا لى العرف الساي د في ا ن يكون الرجل جلدا صبورا قليل الجزع بالا ضافة ا لى ما قاله ابن رشيق في الصعوبة المتمثلة في رثاء الطفل ا و المرا ة وذلك لقلة صفاتهما وضيق الكلام (3) على الشاعر فيهما. وفي العصر الا سلامي جوبهت الدعوة الا سلامية بقوة في مختلف المجالات وتمثل العداء على الصعيد النفسي بهجاء الرسول الكريم مما ا ثر في طبيعة الا غراض الشعرية في هذا العصر ا ضف ا ن الغزوات والمعارك التي كانت تنشب بين المسلمين والكفار خ لفت عددا كبيرا من الشهداء ا لا ا ن الشعراء لم يرثوا هو لاء الشهداء على نحو ما كان الرثاء في العصر الجاهلي فالنفوس تغيرت فط وعها الا سلام وغي ر كثيرا مما ترسب في فكرها من ثقافة جاهلية الشعر الجاهلي خصاي صه وفنونه 324 و 325. المصدر نفسه 327. العمدة في محاسن الشعر 154. 2: (3)

كانت تدعو ا لى الثا ر والانتقام فالعاطفة المسيطرة غدت عاطفة دينية محضة تتقبل القضاء والقدر وتسعد بالشهادة في سبيل مثل عليا كما عمل الا سلام في سبيل ا حكام الرابطة الدينية على نقل حق الا خذ بالثا ر من القبيلة ا لى الدولة. وبناء على ذلك ق ل الرثاء بشكل ملحوظ في هذا العصر وحتى القبلي منه اكتسى بالحلة الا سلامية ته يج النزعة ال قب لية. الجديدة التي تنا ى عن الا خذ بالثا ر ا و وعلى ذلك فالخمول الذي حصل في الحركة الشعرية بعامة في العصر الا سلامي رافقه خمول واضح في الرثاء ومن هنا للمرء ا ن يتصور مقدار رثاء المرا ة في هذا العصر. ولم ينتف رثاء الزوجة في هذا العصر على نحو خالص فلا بد من صرخة تعلو في الا فق لموت زوجة وممن رثى زوجته النمر بن تولب ا لا ا نه لا يمكن النظر ا لى ا بيات قليلة قيلت في رثاء الزوجة على ا نها اتجاه عام بل هي حالة خاصة لم تتبلور لتشكل حركة توحي بالتطور في رثاء الزوجة. ويمثل العصر الا موي امتدادا للعصر الا سلامي الذي لم يظهر فيه اتجاه يرثي المرا ة وبناء على ذلك فرثاء الزوجة في هذا العصر ا يضا بقي خجلا لا يذكر باستثناء ما قاله جرير في زوجته في مقدمة ا حدى قصاي ده التي هجا فيها غريمه الفرزدق. انظر العصر الا سلامي 19. ديوان رثاء الا زواج في الشعر العربي 13.

رثاء الزوجة في الشعر العربي القديم نماذج تطبيقية ا شهر من رثى زوجته في العصر الا موي جرير الذي بكاها بحرارة في ا ربعة وعشرين بيتا عبر فيها ا لى جانب حزنه العميق عن جرا ة منقطعة النظير لدى شاعر استبدل المقدمة الرثاي ية بالمقدمة الغزلية المعهودة ومهما كان را ي الباحثين فيها فجرير يعد بحق مو سسا لرثاء الزوجة ا ن صح التعبير. وعلى الرغم من ذلك بقي رثاء المرا ة قليلا ا لى حد الندرة وبقي من المحظورات الشعرية وخير دليل على ذلك ا ن الفرزدق عي ر جرير ا برثاء زوجته فقال له: (كامل) ا ن ال زي ار ة ف ي الحياة ولا ا ر ى ور ثي تها وفض ح تها في قب رها م ي ت ا ا ذا د خ ل ال قب ور ي ز ار ما م ث ل ذلك تف عل الا خ يار ولعل الفرزدق في هذا يعبر عن اتجاه فكري للمجتمع حتى لو تقدم هذا المجتمع زمنيا وحضاريا ا لا ا ن تلك النظرة لرثاء المرا ة لم تنل حظا من هذا التطور. وكان جرير من الشعراء السباقين الذين رثوا زوجاتهم ولعله ا جرا من فعل ذلك فلم يكن رثاء الزوجة ا مرا يقبل عليه الشعراء بيسر ولعل السبب الذي كان يحول دون ذلك الخصوصية الشديدة بين الرجل وزوجه وليس الشاعر فقط من يحظر عليه التكلم عن تلك العلاقة بل ا ن الا نسان العادي كان يتحرج من ذكر ا بسط الا مور بينه وزوجه وعلى ذلك فالشاعر ا كثر مساءلة عندما يتحدث عن تلك العلاقة فهو الناطق الرسمي للعادات والتقاليد ومن الصعوبة ا ن يتجاوز القصيدة في ديوان جرير 199. 1: ديوان الفرزدق 375. 1:

هذا العرف ومن ناحية ا خرى ترى الباحثة ا ن المجتمع يرفض جزع الرجل وا ظهار ضعفه في مطلق الا حوال فكيف به يقبل هذا الجزع على زوجته هذه الا سباب الاجتماعية وغيرها مما لا يزال يقبع في ا عماق العربي شاعرا كان ا و غير شاعر من النظرة رثاي ها بالحماسة نفسها التي ر ثي بها الرجال وحتى الا بناء. ا لى المرا ة حالت دون جرا ته_ _على وجرير لم يفرد لرثاء زوجته قصيدة كاملة بل هجا فيها غريمه الفرزدق وهذا ما يو كد ما ا شارت ا ليه الباحثة سابقا من صعوبة الانعتاق من الا طر الاجتماعية التي تفرض صورة معينة للمرا ة فالزوجة لم تح ظ في العصر الا موي بقصيدة مستقلة ترثى فيها وفي ذلك تجسيد للسياق الاجتماعي الذي تعكسه ا عمال الشاعر وفي رثاء جرير زوجته يكون قد فتح بابا كان الشعراء يخشون ولوجه وهو رثاء الزوجة غير ا نه لم يسلم من تعرضه للسخرية من الفرزدق الذي عيره برثاي ها كما سبقت الا شارة ا لى ذلك. وجرير لم يرث زوجته على ذلك النحو الذي يرتمي فيه الشاعر بين ا حضان الاستسلام والضعف والضياع بل جاء رثاو ه رزينا وكان فيه متماسكا في حزنه وس وغ رثاءه في القصيدة التي ظهر فيها استحياو ه من البكاء عليها وزيارتها وهنا ا يضا تتجلى القيود الاجتماعية تلك التي ترفع قيما وتحط ا خرى ورثاء الزوجة لم يكن من الموضوعات الشعرية التي ترفع قدر الشاعر ا لا ا ن جرير ا رثاها في ا ربعة وعشرين بيتا ويمكن عد هذه الا بيات قصيدة كاملة تتوحد في موضوعها ا لا ا نها تبقى غير مستقلة الغرض مما يو كد ا ن رثاء المرا ة لم يكن من الا غراض التي يحفل بها المجتمع وكذلك الشاعر العربي الذي يمثل صدى لروح المجتمع. يقول جرير في مطلع قصيدته: (كامل) شرح ديوان جرير 199. 1:

لولا الحي اء لهاج ن ي اس ت ع با ر و لز ر ت قب ر ك والحبيب ي ز ا ر وجرير على جرا ته حي ي من البكاء عليها فيكتفي بالنظر ا لى لحدها حيث حفر المعول قبرها فلم يملك ا لا ا ن يدعو لها: و ل قد ن ظر ت وما تم ت ع نظ رة فجزاك ر بك في عشي رك نظرة ف ي ا للح د حي ث تم ك ن الم ح ف ار وس قى ص داك م ج ل ج ل م د رار وا ما الا سباب التي دفعت به لرثاي ها فقد سوغ جرير رثاءها بكبر السن والخشية من الوحدة والضعف والحاجة ا لى من يعينه عند الكبر وكذلك ا طفالها الصغار الذين غدرت بهم الدنيا وحرمتهم الا م الحنون كل ذلك صعد من ا لم الشاعر وجعله يستمري رثاءها ففي حزنه عليها ا نما هو في حقيقة الا مر يشفق على نفسه وعلى ا ولاده: و له ت قلب ي ا ذ ع لت ن ي كب ر ة و ذوو ال تماي م من ب نيك ص غا ر وذكر جرير زوجته على ا نها ا نموذج صالح للزوجة ومثال ح ي لرفيقة الدرب فزوجته نعم القرين فبالا ضافة ا لى جمالها تمتعت بالخلق الرفيع من سكينة ووقار وعفة وطهارة حتى ا ن الملاي كة والصالحين صلوا عليها: ن ع م القرين وكنت ع ل ق م ض ن ة ولقد ا راك كسيت ا جمل م ن ظ ر والر يح طي ب ة ا ذا اس تق ب ل تها ص لى الملاي ك ة الذين ت خ يروا وارى بنعف ب ل ي ة الا حجار وم ع الجم ا ل س كينة ووق ار (3) والع رض لا د ن س ولا خ و ار والصالحون عليك و الا برار المجلجل: السحاب الذي فيه صوت الرعد. القرين: الزوج. والعلق: النفيس من كل شيء يتعلق بالقلب. المضنة: ما يضن به ويتنافس عليه. وعلق مضنة: ما تعلق به القلب وضن به. النعف: المكان المرتفع. بلية: هضبة باليمامة دفنت زوجه ا سفلها. (3) العرض: ما يمدح ويذم من الا نسان. عرض دنس: ملطخ. خوار: لين ضعيف.

ويختم رثاءها بتا كيده ا نها كاتمة ا سراره وحافظة له في غيبته ولا شك في ا ن هذه الصفات من ا رفع وا جل ما يتمناه الزوج في زوجه وما يا سف عليه عند رحيلها. واحتل الرثاء مكانة مهمة في العصر العباسي فالتناحر السياسي والانتماءات المذهبية صنعت رموزا تدافع عن مبادي ها وقناعاتها وض حت هذه الشخصيات بحياتها ثمنا لهذه المبادي فكثر رثاء الرجال الذين مثلوا الاتجاهات السياسة ا و الدينية وعلى هذا فالعاطفة التي ظهرت في الرثاء كانت تتراوح بين الفجيعة الشخصية في حال فقد ا حد الا قارب وبين الحسرة لفقدان رمز سياسي ا ما رثاء المرا ة بشكل عام فلم ي عن الشعراء به فهي لا تنازل بالسيف ولا تذود عن الحمى وليست من زينة الحياة التي ذكرها القران الكريم والنساء كذلك ينجبن الا عداء ولا يشد ا زر المرء بهن ولا يعتد بهن من حيث السند والقوة المتمثلتين بالا بناء من الذكور ولا ينتسب ا ليهن على خلاف الرجل الذي ينسب ا ليه الا بناء وعلى ذلك فالبحتري يستنكر بكاء الا هل عليهن ويعد ذلك من الضعف والعجز فيقول في تعزية ا بي نهشل في ابنته: وس فاه ا ن ي ج ز ع الم ر ء م م كان حتم ا على الع باد قضاء ا تب ك ي م ن لا ي ن ا زل بال سي ف م شيح ا ولا ي ه ز ا للوا ء لس ن م ن زين ة ال حي اة كع د ال قد و لد ن الا عداء ق دم ا وو رث له منها الا موال والا بناء ن ال تلاد الا قاص ي الب ع داء ولع م ري ما الع ج ز عندي ا لا ا ن تبي ت الرجال تبكي النسا ء ديوان البحتري :39. 1 شاح في الا مر شي حا: والمقصود منع لما وراء ظهره وحماه.

وفي البيت الا خير دلالة واضحة على ا ن هناك من الشعراء من رثى المرا ة بشكل عام وهو ا مر لمسه البحتري وتحدث عنه فعاب به رجال عصره ورغم ذلك لم يصبح رثاء المرا ة في العصر العباسي تيارا شعريا مستقلا والسبب تكشفه هذه الا بيات من مكانة المرا ة زوجة ا و ابنة ا و ا ختا. فالبحتري لا يتكلم في هذه الا بيات من منظور شخصي ا و من طابع نفسي فحسب بل هو يعبر عن سياق اجتماعي فمثل هذه النظرة هي وليدة ا عراف اجتماعية تراكمت جيلا وراء جيل وعلى ذلك فليس ا مرا غريبا ا ن يقل رثاء المرا ة في هذا العصر حتى لو كان عصرا وسم بالانفتاح والتحرر ا لا ا نه ما زال يحمل رو ية حيال المرا ة هي تلك التي عبر عنها البحتري في الا بيات السابقة. وممن رثى زوجته في هذا العصر مسلم بن الوليد الا نصاري (140_208 ها) جاء بغداد في ا يام الرشيد قبل نكبة البرامكة وشعره حسن النظم سليم الشعر متين السبك صحيح المعنى كان متفننا متصرفا في فنون الشعر مدحا ورثاء وهجاء وغزلا ونسيبا. وكان مسلم بن الوليد ممن رثى زوجته في ا بيات تضج بالحزن والا سى وا علن فيها انقطاعه عن الخمر فنا ى عن الملذات التي طالما صرفته عن جادة الحق وطلب من رفقة السمر ا ن يتركوه وشا نه ليمعن في البكاء عليها يقول في مطلع قصيدته: (طويل) بك اء وك ا س كي ف ي تفق ا ن دعاني وا ف را ط الب ك اء ف ا نني وكان عدد الا بيات التي رثى بها الشاعر زوجته سبيلاه ما في ال قل ب م خ تل ف ا ن (3) ا رى الي وم في ه غي ر م ا تري ا ن قليلا ا لا ا نها كانت تختزن عاطفة صادقة ولاسيما عزم الشاعر على الا قلاع عن الشرب مما يوحي بمدى الصدمة التي وقعت عليه فنا ى تاريخ الا دب العربي :177. 2 شرح ديوان صريع الغواني. 341 دعاني : فعل ا مر للمثنى من الفعل ودع. (3)

عن بواعث اللذة وانصرف ا لى التنسك وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا بتلك العلاقة التي تربطه بزوجه فمسلم مما تظهره الا بيات كان شديد التعلق بزوجه ولذلك كانت ردة فعله كبيرة. والحق ا ن مسلم بن الوليد لم يبد قوة ا ثر موت زوجته بل عبر عن ضعفه واستسلامه ويتمثل ذلك في قوله: وكي ف ب دف ع الي ا س والو ج د بع د ها وسهماه ما في القل ب يع تل جا ن والشاعر هنا يبكي بكاء مر ا حتى ا نه يريد لبكاي ه ا ن يستمر ا لى ا ن تنفد دموعه وهنا ا يضا يلحظ تطور ا خر لم ي ر عند جرير الذي على الرغم من حزنه الشديد استكبر على البكاء فيقول مسلم: فلا و ج د ح تى تن ز ف العين ماء ها وتعتر ف الا ح شاء بال خ فقان ومهما كانت نفسية الشاعر فلا يمكن ا نكار ا ن عاطفته كانت قوية وجلية وقلبه كان منفطرا على فراق زوجته وما يو كد ذلك غياب المحسنات البديعية التي برع فيها مسلم ولا يخفى على القاري ا ن هذا الفن يحتاج ا لى الكثير من ا عمال العقل والتكلف ا لا ا ن غيابه يدل دلالة واضحة على فطرية العاطفة وصدقها فغاب ذلك التصنع اللفظي الذي كثيرا ما تتلاشى في ظله العاطفة مهما كان نوعها وليس المقصود بذلك ا ن هذه المحسنات غابت غيابا مطلقا : ففي البيت غد ت وال ثرى ا ولى بها من ولي ها ا لى منز ل ناء لعينك دا ن جاء الطباق بسيطا دون ا قحامه عنوة على البيت بل جاء منسابا انسيابا طبيعيا مع السياق مما يو كد صدق العاطفة التي تملكت الشاعر وهي ما دفعه ا لى رثاي ها بجرا ة وقدرة على التصريح. وعلى الرغم من صدق عاطفة الشاعر وحزنه الشديد ا لا ا ن قلة ا بياته طوقت ا غراضه وحدت من تعدد القضايا التي ا لحت عليه.

ومهما يكن من ا مر لم يكن مسلم الشاعر الوحيد الذي رثى زوجته في ذلك العصر فا بو حية النميري ومحمد بن عبد الملك الزيات وابن الرومي شعراء رثوا زوجاتهم مما يوحي با ن ارتقاء طفيفا حدث على رثاء الزوجة وخاصة ا ن كل واحد منهم ا فرد قصيدة لرثاء زوجته على. النقيض من جرير الذي ا درج رثاءه في معرض هجاي ه الفرزدق _كما ذكر_ ومن هنا يمكن القول ا خيرا ا ن رثاء الزوجة في العصر العباسي تجاذبه اتجاهان: ا حدهما يرى ا ن رثاءها ليس ا لا تجاوزا للا عرف الاجتماعية وتمردا على ما طبعت به عقول العرب وعبر البحتري عن هذا الاتجاه. وا ما الاتجاه الا خر فقد تجلى با ولي ك الشعراء الذي رثوا زوجاتهم ووجدوا في رثاي هن الملاذ للتعبير عن ا حزانهم غير عابي ين بتلك النظرة التي تهمش من رثاها وهذا من منظور الباحثة يمثل تطورا في رثاء الزوجة وهو تطور محكوم بمنظومة اجتماعية ارتقى فيها العقل العربي قليلا لما ج د من ثقافات طرا ت على البيي ة العباسية وعلى الرغم من ذلك لا يمكن القول ا ن رثاء المرا ة في هذا العصر وصل ا لى المستوى المطلوب من حيث العدد والكم بل بقي غرضا يتوجس الشاعر عند نظمه على الرغم من الا لام التي اعتصرت قلبه ويكون الشعر بذلك قد استجاب لما تفرضه عليه حضارة بلاده والمفاهيم الاجتماعية المهيمنة على ا فاقه والعصر العباسي _على تطوره_ لم يخرج وقتها من تلك البوتقة الاجتماعية الحريصة كل الحرص على الصورة المحافظة لعلاقة الرجل وزوجته ولذلك بقي رثاء الزوجة قليلا ا ذا ما قورن بالتطور الحضاري الذي امتاز به ذلك العصر. ا ما المرا ة الا ندلسية فحظيت بمكانة لم تح ظ بها المرا ة المشرقية ولعل السبب في ذلك يعود ا لى طبيعة الا ندلس المفتوحة على الثقافات الا خرى وهذا لا يعني ا ن التغير جاء من الثقافة الا ندلسية بل هو من صلب الا سلام الذي كرم المرا ة ا م ا و زوجة و ا ختا وابنة لكن طبيعة الا ندلس بلورت هذا التكريم في ظل جمالها وانطلاقا من ارتباط الحركة الا دبية بطبيعة

الحياة فقد حشد الشعر الا ندلسي كثيرا من مظاهر الاهتمام بالمرا ة فظهرت الا غراض الشعرية التقليدية ا لا ا نها جاءت معبرة عن البيي ة الا ندلسية الجديدة وبرزت شخصية المرا ة فيها بشكل جلي فغدت ملهمة الشاعر في نظمه من جهة وشاعرة من جهة ا خرى. ومن هنا احتلت المرا ة الا ندلسية مكانة كبيرة في الشعر فتغزل الشعراء بها ومدحوها وخاصة في عصور الطواي ف وعصر المرابطين فقد" كانت تتمتع المرا ة بنفوذ واسع ومكانة مرموقة وسلطة كبيرة لم تعهدها عصور الحكم الا سلامي في الا ندلس طوال ثمانية قرون" ويمكن القول ا ن الحركة الشعرية دارت حول التغني بالطبيعة ووصف ملذات الحياة في الا ندلس والسعادة التي ح فت حاضرة العرب الا ندلسية وبالقوة ذاتها اتصلت هذه الحركة برثاء هذا النعيم الزاي ل الذي ظهر على شكل رثاء ي بكي دما ولا شك ا ن رثاءها فاق تمجيدها فقد ا حس العربي بلذة الحياة وطواعيتها له وبالمقابل ا حس بفقدها وزوالها الا بدي فكانت الا ندلس كالحلم الجميل فرثيت رثاء صادقا نابضا بالا سى والتفجع وربما مثلت المرا ة عنصرا من عناصر الطبيعة الا ندلسية البهية فرثاها الشاعر الا ندلسي وكان رثاو ها كثيرا في هذا العصر وهذا ما ا كده نزار ا براهيم جبرا في دراسة ا جراها ا حصى فيها عدد الا بيات التي رثيت فيها والزوجة بعامة المرا ة بخاصة ومن هذه الدراسة ظهر ا ن الزوجة حققت تفوقا ملحوظا من حيث ا ن عدد الا بيات التي رثيت بها بلغ( 424 ) بيتا في مقابل ا ن عدد الا بيات التي رثيت فيها الا م كان( 113 ) بيتا ووصل رثاء الابنة ا لى( 257 ) بيتا وهذا يدل على ا ن رثاء الزوجة في هذا العصر بات ا مرا ما لوفا لم يعهده الا دب العربي سابقا ولم يعد غرضا محظورا على الا قل من الناحية النفسية للشاعر. صورة المرا ة في الا دب الا ندلسي في عصر الطواي ف والمرابطين 153. رثاء الزوجة في العصر الا ندلسي 18.

وحتى تتجلى صورة تطور رثاء الزوجة في الشعر القديم كان لزاما على الباحثة ا ن تقف عند العصر الا ندلسي وتدرس طبيعة رثاء الزوجة فيه ووقع الاختيار على شاعر ا ندلسي من القرنين الخامس والسادس اتخذته الباحثة نموذجا لرثاء الزوجة في العصر الا ندلسي هو ابن حمديس وما دعا الباحثة ا لى ذلك طول القصيدة التي رثى فيها زوجته مما يهيي فرصة ا كبر لاستجلاء ملامح الرثاء في ذلك العصر والتعرف كذلك ا لى الخطوط العريضة التي خطها ا ولي ك الشعراء في رثاي هم فقد بلغ عدد الا بيات التي نظمها ابن حمديس في زوجته خمسين بيتا. وابن حمديس ( 529_447 ه) هو عبد الجبار بن ا بي بكر محمد بن حمديس الا زدي الصقلي من ا كبر شعراء الا ندلس نظم على عمود الشعر العربي في شعره نفس مشرقي في الفنون التقليدية. وكان مطلع القصيدة التي رثى فيها ابن حمديس زوجته يقول: (خفيف) ا ي خط ب عن قو س ه الم و ت ي ر مي (3) وسها م تصيب منه ف تص مي وقد ا دار ا بيات القصيدة على لسان ولده عمر ولعله فعل ذلك ا ما تعظيما لمصابه فهو لم يفقد زوجته حسب بل فقد ا م ولديه ا و ا نه ما زال حييا من رثاي ها على لسانه وربما كان الدافع وراء رثاي ها السببين معا. فيقول على لسان ولده: شر ح االله صدر ها لي فا ش هى بحنان كا نها في ر ضاعي م ا ا ليه ا ا حض ان جس مي وض م ي (4) ا م سق ب د رت علي ه ب ش م تاريخ الا دب العربي :202. 5 ديوان ابن حمديس 477. الخطب : الا مر الشديد يكثر فيه التخاطب والجمع خطوب. ا صمى السهم: ا صاب. السقب: ولد الناقة الذكر ساعة يولد. (3) (4)

ي ا ب ن ا م ي ا ن ي بح ك م ك ا بك ي قس م الح ز ن بيننا فثبير فق د ا م ي الغدا ة فاب ك بح كمي لك ق سم وي ذ ب ل منه ق س مي والمشاركة الوجدانية التي ا وجدها الشاعر لابنه الا خر ضاعفت من الا سى وا وجد الحوار مشهدا باكيا وخاصة في نداء عمر ا خاه وحثه على البكاء معه ومشاطرته الا حزان وكان لقوة الا لفاظ وجزالتها وقعها الحسن والمو ثر في النفس وهي ا لفاظ بسيطة لم تغرق المعنى في الغموض بل ا كدت انبثاقها من نفس مكلومة وحزينة وقريحة شعرية ماهرة. وزخرت هذه القصيدة بالحكمة الناضجة المنبثقة عن نفس مكلومة وعت كيف تحول تجربتها الذاتية ا لى تجربة ا نسانية عامة فيقول: ي سرع الح ي في الحياة بب ر ء فهو كالبد ر ينقص ال نور منه ثم ي فضي ا لى الممات بس ق م بم حاق وكان من قبل ي ن مي ك ل نفس ر م ية لزمان قد ر س ه م له ف قل: كيف يرمي والشاعر في رثاي ه يتجاوز حدود الما ساة الشخصية وينطلق عبر نظرته التا ملية ا لى اقتحام ا زمان الا مم السابقة والوقوف على ا مجادها ونهايتها الطبيعية لها وهي الموت فيقول: ا ين م ن ع م ر اليباب وجيل (3) ل بس ال دهر م ن ج ديس و طس م وملوك من ح م ي ر ملو وا الا ر ض (4) وكانت من حكمهم تح ت خت م ثبير: جبل بمكة. ويذبل: جبل بنجد. المحاق (مثلثة الميم): ما يرى في القمر من نقص في جرمه بعد انتهاء ليالي اكتماله.ينمي: ينتشر. الا رض اليباب:البور. لبس الدهر: عاش فيه.جديس : اسم قبيلة انقرضت. طسم: قبيلة من عاد كانوا فانقرضوا. حمير: قبيلة من اليمن. (3) (4)

ك ش ر ال دهر عن ح داد نيوب و م ح وا من صحيفة ال دهر طر ا ا ك ل ته م بك ل قض م و خض م م ح و ه و ج الري اح ا ي ات ر س م ويختم الشاعر قصيدته بالدعاء لزوجته على لسان ابنه ا يضا في قوله: فسقى الترب ة التي ا نت فيها (3) عارض منه رحم ة االله ته مي ولبس ت العزاء يا خير فر ع (4) قد بكى حسر ة على خي ر جذ م ولم يفصح ابن حمديس عن ا حزانه بعامة بعامة ولم يقدم رثاء ه بصورة تقليدية تلك التي يبكي فيه الزوج فقيدته فالعاطفة الغالبة هي عاطفة البنوة المقهورة التي فقدت معينا من الرحمة نضب بموت الا م وربما ارتا ى ابن حمديس ا ن رثاءها على لسان ولدها حقق استقطابا ا كبر لعاطفة القاري ا و السامع وعلى ا ية حال ا ذا ما قورن الرثاء في هذا العصر بسابقه من العصور يلحظ ا ن حالة من التمرد قد لاحت في الا فق تعمل على النيل من المعطيات الاجتماعية الثقيلة التي رزح تحتها الشاعر وكان ذلك برثاء الزوجة في قصيدة كاملة دون ا ن يزاحمها موضوع ا خر وبث الشاعر لواعجه دون تردد ا و تقييد. وبعد هذا الاستعراض السريع لرثاء المرا ة في العصور المختلفة يلحظ ا ن رثاءها كان قليلا ا ذا ما قيس برثاء الا بناء مثلا فلم تح ظ بحظ وافر في الشعر العربي المشرقي تحديدا ا لا ا ن تجنب رثاي ها لم يسر على وتيرة واحدة بل شهد صعودا غير منتظم ابتداء من العصر الجاهلي وانتهاء بالعصر العباسي. ومهما يكن من ا مر يمكن الا قرار ا ن رثاء المرا ة شهد تطورا على الصعيدين النوعي والكمي في العصر الا ندلسي وهو من العصور المتا خرة وحين يقترب المرء من العصر القضم: الكسر با طراف الا سنان. الخضم: الا كل بجميع الفم. طرا: جميعا.هوج الرياح: قوتها وتدميرها.رسم الدار: ا ثارها الباقية. العارض: السحاب. تهمي: تسيل. العزاء: الصبر. ال جذم: الا صل جذم الرجل: ا هله وعشيرته. (3) (4)

الحديث فا ن القاري يلحظ ا ن رثاء المرا ة انتهج لنفسه خطا مغايرا له في العصور السابقة ولتبين ذلك فا ن الباحثة ستتبع الشعراء المحدثين في القرن الماضي الذين رثوا زوجاتهم حتى ا ن المرء ليجرو ا ن يطلق عليه تسمية جديدة وهي الغزل الرثاي ي لما يحمل من حب كبير دفع الشاعر ا لى رثاي ها رثاء مرا. وستبدا الباحثة بالبارودي.

(3) رثاء الزوجة في الشعر العربي الحديث كان لزاما على الباحثة ا ن تنظر قي القصيدة الحديثة التي رثت الزوجة وعدم الاكتفاء بنظيرتها القديمة حتى تتبين ملامح رثاء الزوجة في القصيدة الحديثة وما امتازت به عن تلك القديمة ومعرفة ا ذا ما حملت ا رهاصات قدمت لولادة دواوين كاملة في رثاء الزوجة. ولتحقيق هذه الغاية تم اختيار شاعر من العصر الحديث واتخاذ قصيدته ا نموذجا للتعرف على طبيعة رثاء الزوجة في الشعر العربي الحديث وهو محمود سامي البارودي. وما دفع الباحثة لاختيار هذا الشاعر هو ا ن البارودي كان ا ول من رفع لواء النهضة الشعرية المحافظة وبذلك قد تتحدد ملامح الشعر الحديث بما جاء به في قصيدته. _1839) لقب البارودي بر ب السيف والقلم 1904 م) وقد ولد في السادس من تشرين الا ول في القاهرة من ا سرة جركسية تجري في عروقها دماء الا مراء من دولة المماليك الجراكسة ونفي ا لى سرنديب (جزيرة سيلان) ا ثر مشاركته في الثورة العرابية فا قام فيها سبعة عشر عاما نظم فيها لواعج قلبه ا ثر موت ا حبته بعيدا عن عينه مما ا نضج تجربته الشعرية وا ذكاها على الصعيدين العاطفي والفني فقد كانت ملكة الشعر كامنة في حنايا صدره وما ا جج ا وارها الغربة التي فطرت قلبه وا جاشت مشاعره فسال ذلك على لسانه شعرا م ث ل ذروة عطاي ه الشعري غير ا ن النعيم الذي حظي به الا دب العربي لم يقابله نعيم في حياة الشاعر فقد كان خط الشعر وخط حياة الشاعر يسيران في اتجاهين مختلفين فشهد الجانب الفني صعودا وارتقاء ورافقه انحطاط على الصعيد الصحي والنفسي للشاعر الذي ا نهكته الغربة وهدته حوادث الدهر ف كف بصره وضعف سمعه ووهن جسمه. وعندما عاد من منفاه ا لى بلده

مصر عاد وفي يمينه سفر الخلود وهو ديوانه الذي اختزن فيه حياة ا ضناها البعد والفراق واستقبل من ا هل مصر بالترحاب والمحبة فكانت عودته عيدا للا دب الرفيع. توفي البارودي في ا صيل يوم الاثنين الثاني عشر من كانون الا ول من عام 1904 م. وفي مجال رثاي ه زوجته نظم البارودي قصيدة تعد من ا طول قصاي د رثاء الزوجة في الشعر العربي وربما يعود السبب في ذلك ا لى تواطو الا حزان عليه ونيل الغربة منه وفقد ا حبته واحدا تلو الا خر هذه الا سباب جعلته ينظم قصيدة بلغ عدد ا بياتها سبعة وستين بيتا في رثاء زوجته. حشد فيها ا حزانه المتراكمة وكثف فيها مشاعره المحترقة ولو قيس طول القصيدة بمقدار تا ثر الشاعر بالحدث لعرف مدى تا ثر البارودي بالفاجعة وطول ن فس ه الحزين الذي امتد على طول الا بيات الشعرية ونظرة عامة ا لى القصيدة تظهر ا ن عاطفة الشاعر لا تخبو فهي مشحونة بالا لم على وتيرة واحدة وعلى الرغم من طولها لا يلحظ فيها تكرار ا و حشو بل ضم ن الشاعر فيها ا فكارا تح لقت حول فكرة واحدة ا ساسية هي رثاء الزوجة عبر الشاعر بها عن عواطف مختلفة ا نضجتها الغربة والبعد فكانت دقات قلبه تنضح ا لما ولوعة ا جاد الشاعر في الا حاطة بدقاي قها فصورها تصويرا حافلا بالا سى والمرارة واستهل الشاعر قصيدته بما يصف ضعفا مطبقا وخورا يعجز الشاعر عن مقاومته: (كامل) ا ي د المن و ن ق دحت ا ي زن اد ا و ه ن ت عز م ي وه و حمل ة في ل ق (3) وا طر ت ا ي ة شع لة بفو ادي (4) وح طم ت عودي وهو رمح ط راد انظر مقدمة ديوان محمود سامي البارودي 9. القصيدة في ديوانه _237 :1.248 (3) المنون: مفردها المنية وهي الموت. قدح الزند:ضرب به حجره ليخرج النار به. ويقال قدح النار من الزند: ا خرجها منه. (4) الفيلق: الجيش ا و الكتيبة العظيمة منه. العود: يقصد به جسده.. رمح طراد: الرمح الذي يطارد به الا عداء.

لم ا د ر هل خطب ا ل م بساحتي ا ق ذى العي ون فا سب لت بمدامع فا ناخ ا م سه م ا صاب سوادي تجري على الخ دين كالف رصا د والاستفهام الا نكاري يعكس حيرته المعذبة ويجتلب الشاعر معه صورة تعاضد سو اله اللاهث لتلهب بعدي ذ فو اد القاري فالموت قدح بالزناد وسلب زوجته غير ا ن الشعلة ا صابت فو اده فا ردته قتيلا ويبكي البارودي على فراق زوجته بكاء مرا ويطلق العنان لدموع عينيه فيتركها تنهمر على خديه وللشاعر كل الحق في استدعاء ا حزانه فبعد ا ن كانت القوة تدب في جسده تواطا ت المحن واشتدت عليه وتركت جسده دون مقاومة ا و حياة والبارودي ا نما يرثي نفسه كما يرثي زوجته فتتصاعد ا ناته الحاي رة ويظهر ذلك في ندبه ا يام قوته ورباطة جا شه فيلهث وراء سو ال عقيم يحتمل جانباه خيارين ا حلاهما م ر وذلك في قوله: لم ا د ر هل خط ب ا ل م بساحتي وسواء رثى الشاعر زوجته ا م رثى نفسه فا نا خ ا م سهم ا صاب س وادي فا ن لوعته واحدة في الموقفين ويحاول الشاعر ا ن يجد تفسيرا لما يحدث فيجد نفسه ا مام مصيبة ا حاطت به بغلاي لها السوداء فيعجز عن التمييز بين الا مور. وما يميز ا سلوب البارودي بالا ضافة ا لى الدقة المتناهية في رصد عواطفه ا لفاظه الجزلة المستقاة من ميدان المعركة وساحة الحرب فمن المهارة ا ن يستعير شاعر ا لفاظا عنيفة مشحونة بالنار والحديد ليعبر بها عن نفس ضاقت بها الحياة وا رهقتها الا هات ا لا ا ن شاعرا مثل البارودي دخل غمار الحرب في الحياة استطاع ا ن يدخل غمار الا دب بجدارة ويحقق اتساقا فريدا بين المجالين فالرجل شاعر قبل ا ن يكون محاربا ولعل الشاعرية وحدها لا تصنع شاعرا سواد القلب : حبته. ا قذى الخطب العيون: جعل فيها القذى وهو ما يسقط في العين فيهيجها ويسيل دموعها.ا سبلت العيون الدمع: ا رسلته. الف ر صاد: صبغ ا حمر.

فلا بد من احتضانها وصقلها والبارودي اطلع على الا دب القديم ونهل منه وغذى روحه من : ينابيعه فا ورقت وا ثمرت وبذلك اتحدت العناصر الثلاثة الشاعرية وميدان عمل الشاعر وثقافته لينتج بتا لف هذه العناصر شعرا يواكب روح العصر ويكتسي بحلته التقليدية المحافظة فانظر ا لى الا لفاظ ) فيلق رمح قدحت زناد) التي تظهر ثقافة ترعرعت في بيي ة حربية ورغم ذلك لم تكن السياقات التي وردت بها هذه الا لفاظ عنيفة بالمعنى المعهود بل كان عنفها عاطفيا لا يحتمل ا فراط المصاي ب في الانقضاض عليه. والقاري يحس ا ن الشاعر ملتاع النفس محروق الفو اد يستعين بالزفرات عله يتخفف بها من همومه فلا تو دي غرضه بل تزيد في حرقة نفسه ا ما دموعه فلا تنهض بما في نفسه فيراها دون مصابه: ا ستنجد ال ز فرات وهي ل وافح وا س ف ه الع ب رات وهي بوادي والبارودي نفسه لم يكن يحسب ا ن يصيبه الدهر بهذه الدرجة من الحوادث ا لا ا ن سهمه نفذ في صميم قلبه وترك جسما واهنا لا يكاد يراه الراي ي: ا ب لت ني الح س را ت حتى لم ي كد جسمي يلوح لا عين العو ا د وعلى ما في هذا الكلام من مبالغة ا لا ا نها مبالغة تخدم تصوير ا ثار الغربة والا حزان عليه وعندما يضيق صدر الشاعر بالفاجعة فا نه يتوجه ا لى الدهر مخاطبا ا ياه فيخاطبه متساي لا منكرا عليه فعلته في سلب زوجته: يا دهر فيم فجع تني بحليلة (3) كان ت خلاص ة ع دتي وعت ادي الزفرات: الا نفاس الطويلة الممتدة. لوافح: محرقة لوافح: جمع لافحة. ا سفه العبرات: ا نسبها ا لى السفه والطيش. بواد : ظاهرة. ا بلتني الحسرات: ا نحلتني وهزلتني. العواد: زوار المريض. فجعه: ا لمه ا يلاما شديدا. الحليلة: الزوجة. العدة والعتاد: ما يتهيا به المرء للدهر. (3)

والاستفهام هنا لا يبغي جوابا وما نفعه والموت لا يرد حبيبا سلبه ا لا ا نه ا راد به تعظيم مصابه وتصوير فداحة خسارته بسو ال حاي ر مستنكر. وتتعالى ا هات الشاعر وتتصاعد حدة الا لم ووقع موت زوجته على نفسه عندما يلوح ذكر ا بناي ه الذين خ لي بينهم وا مهم وخلي بينهم والرحمة والرا فة. فا ن الشاعر يستدعي ا لفاظه المو سية التي تفصح هذه المرة عن قلب عن قلب والد لا زوج فيلقي باللاي مة على الدهر في قوله: ا ن كن ت ل م ت رحم ض ناي ل ب ع دها ا فر د ته ن فلم ي نم ن تو جعا ا لقي ن د ر عقوده ن وص غ ن من يبكين من و له فرا ق حفي ة فخ دوده ن م ن ال د موع ندي ة ا ف لا ر ح م ت م ن الا س ى ا ولادي قر حى العيو ن رواج ف الا كباد د ر ال دمو ع قلاي د الا جي اد (3) كانت له ن كثي ر ة الا سعاد (4) وقلوب ه ن من الهمو م صوادي ويتوسل الشاعر الدهر ا ن يرحم ا بناءه لكن بعد ماذا فدعاو ه جاء متا خرا والشاعر يعي ذلك ا لا ا نه ا راد استدعاء عواطفه كاملة بما فيها من ضراعة ا لى القدر الذي ا نزل به حكمه الموجع. ويرسم البارودي صورة ا ولاده بعد موت الا م بشكل تلتاع له القلوب فبناته لا يستطعن النوم من ا ثار التوجع وكيف ينمن وقد ا فردهن الدهر وتركهن دون ا م والحقيقة ا ن البارودي حذر في انتقاء ا لفاظه الكفيلة بالتعبير عن فاجعته فكلمة (ا فردتهن) مثلا توحي بالوحدة القاسية التي خلفتها المنية حين اغتالت الوالدة. الضنى: المرض الشديد. قرحى العيون: جمع قريح بمعنى مقروح والمعنى مجرحات العيون. رواجف الا كباد: كناية عن الخوف والاضطراب. الوله: الحزن. حفية: م ن حفي به: والمعنى من ا كرمه و سر به. صوادي: جمع صاد وهو الشديد العطش. (3) (4)

وتطالع القاري في هذه الا بيات صورة فنية وهي على ما فيها من تكرار ا لا ا ن ا سى بالغا ينضح فيها يوحي با نها صورة غير مسبوقة ومن الطبيعي ا ن ينهض البارودي بالصورة المختزنة في التراث القديم فهو راي د حركة النهضة والا حياء ففي تصويره عقود بناته با نها منظومة من دموعهن صورة محزنة ومو ثرة وعلى الرغم من عدم جدتها ا لا ا نها تحمل ا سى يصلح في كل زمان فلا يحس القاري ا لا بما يحس به البارودي. وتعزو الباحثة عدم وجود صور مبتكرة في قصيدة البارودي ا لى جملة من الا سباب ا همها انشغال الشاعر بتصوير ا حزانه بشكل مباشر وقريب بعيدا عن التصوير الذي يحتاج ا حيانا ا لى ك د الذهن وا عمال الفكر كما ا ن ا حزانه كبحت جماح خياله فحالت بينه وتلك الفسحة من التا مل فلم يتا ت للبارودي ابتكار صور في ا وج ساعات حزنه وانفعاله. ا ما الصبر فهو قرين الا زمات ولا بد للشاعر ا ن يكون له موقف منه والبارودي لا يفترق عن الشعراء الذي رثوا زوجاتهم في نظرته للصبر فالطغراي ي مثلا رفض الصبر ومقته وع ده ذميما فقال في ذلك: وي ا ص بر ز ل ع ن ي ذميم ا وخ لن ي ولا تع د ني الا ج ر عنها فا نها ولو ع ة و ج دي والد موع التي تم ري ا ل ذ وا حلى في فو ادي من الا ج ر ويقول البارودي في السياق نفسه : ا فا ستعين الص بر وهو قساوة ج ز ع الفت ى س م ة الوف اء وص ب ر ه ا م ا ص حب ال سلوان وهو تعادي غد ر يد ل به على الا حقاد ديوان الطغراي ي 153. السلوان: النسيان. التعادي: التباعد. يرى ا ن صبره ضرب من القساوة والا جحاف في حق زوجته كما ا ن السلو عنده يدل على قلة الوفاء لها.

والشاعر يخالف العرف الاجتماعي في رو يته الصبر وهذه النظرة حددتها ما ساته وتجربته. والشاعر وعى معنى المصاي ب والمحن وربما وصل ا لى ا ن الصبر عليها خيانة وغدر لا نه يحتم على المرء التماسك والتجلد ولا يملك البارودي ما يعينه على ذلك والشاعر الذي يتجرا على رثاء زوجته بهذه الانفعالات المعلنة يتجرا على ا علان ضعفه والتصريح بقلة حيلته وهوان صبره وفي ذلك ينا ى البارودي عن الاتجاه الديني الذي يشد من ا زر المرء ويحثه على المضي قدما للاستمرار في الحياة متسلحا بالصبر متزودا به. وبالابتعاد عن النظرة الدينية والاقتراب من الناحية الفنية يمكن القول: ا ن البارودي بضعفه ونا يه عن الصبر مثل الجانب الا نساني الا قرب ا لى الواقعية منها ا لى المثالية فيظهر بقصيدته ا ن الضعف الا نساني صفة لصيقة بالا نسان وم ن البل ي ة ا ن ي س ام ا خ و الا س ى يمتاز بها عن الجمادات: ر ع ي ال تجل د وه و غي ر جم ا د وهو را ي وافقه عليه الدكتور طه حسين في مقدمة ديوان "ا نات حاي رة" للشاعر عزيز ا باظة حين قال: " الحق ا ن الضعف البشري هو فيما ا قدر ا نبل ما في الا نسان وا كرم ما طويت عليه شيمهم وخلاي قهم. فهو يدعو ا لى الرحمة والا حسان وهو يثير العطف والا شفاق وهو يحقق بين البشر التضامن والتعاون... ولو خلي بين عقولنا وحدها وبين الحياة لا صبحت حياتنا مجدبة لا خفض فيها ولا لين ولا راحة فيها ولا روح... فنحن نرتفع بالشقاء والسعادة فنصبح ا ناسا لا نفكر فحسب بل نشعر ونقدر ما نشعر به" ومن هنا فالبارودي لم يترك عاطفة ملتاعة تعاتبه فقد ا عطاها كل الحق عندما عبر عنها با روع ا سلوب. سام الا مر : كلفه وا لزمه ا ياه. رعي التجلد: الثبات والصبر. مقدمة ا نات حاي رة 4.