رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد )4411( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )17( ني سان m a n a r a t توماس كون
3 2 العدد )4411( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )17( ني سان العدد )4411( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )17( ني سان ف ي فلس فة العل م... بني ة الثورات العلمية هل في العلم ثورات قراءة في كتاب توماس كون عن الثورات العلمية كتاب "بنية الثورات العلمية" لفيلسوف العلم األمريكي توماس س كون )كوهن (..)1996-1922( تبدأ الثورات السياسية بأزمة ال تلبث مع الوقت إال أن تتفاقم مؤدية إىل رصاع بني كتلة ثورية تدعو إىل نظام جديد وبني املتمس كني بالنظ ام القديم وألن يف مثل هذه الحالة ال ميكن الرجوع ليشء لالحتكام إليه فإن األقدر عىل اإلقناع والتحريض هو من ينترص. فهل يف تاريخ العل م ثورات متاثل الثورات السياس ية يف كونها منبثقة عن أزمات متفاقمة واس تقطابية وال مرجعية لها يف هذا املقال أحاول أن أتبني الفكرة األساسية يف كتاب )توماس كون Thomas )Kuhn ع ن الث ورات العلمية مع بيان أهم املفاهيم التي اعتمد عليها الكاتب وبس طها من خالل األمثل بغية إعطاء صورة عامة تساعد القارئ عىل التعرف عىل الكتاب وأهميته. مفهوم التقدم الرتاكمي للعلم يف مقابل مفهوم التقدم من خالل الثورات محمد أبو الغيط ح ص ل ك ون عل ى شهادت ه اجلامعي ة يف الفيزياء م ن جامعة هارفرد ع ام 1943 ثم املاج ست ي ر 1946 ث م الدكت وراه يف ع ام 1949 در س منه ج تاري خ العل وم للفرتة م ن 1948 اإىل 1956 بن اء عل ى رغب ة رئي س جامع ة هارف رد جيم س كونانت. بع د مغادرته لهارفرد شغ ل كوهن من صبا تدري سي ا يف جامعة كاليفورني ا بركلي يف ق سم ي الفل سف ة و التاري خ. ح ص ل عل ى درج ة الأ ستاذي ة يف تاري خ العلوم ع ام 1961.ع ام 1964 انتق ل إاىل جامع ة برن ست ون و يف ع ام 1979 التحق مبعهد ما سا شو سيت س للتكنولوجي ا MIT و بقى هناك اإىل 1991.يعت ب ر ه ذا الكتاب "بني ة الثورات العلمي ة" هو كت اب ك ون الأ سا سي والذي يحم ل اأف كاره الأك ث ر تاأث ي را وانت ش ارا. ص در ه ذا الكت اب سن ة 1962 ول ي زال اأثره ممتدا. الفك رة الأ سا سية يف م ساهمة ك ون يف فل سف ة العلم ه ي اأن تاريخ العلم لي س دائما سل سل ة من التط ور الرتاكمي الذي تنت ج فيه النظري ات العلمية انطالقا م ن النقطة الت ي توقفت عنده ا النظريات ال سابق ة لها. يرى ك ون اأن الأمور ل ت شر كما ترى هذه النظرة املثالية ال صاحلة فقط يف الكتب املدر سي ة. اأما ال سجل التاريخي للن شاط البحثي ذات ه فيقول شيئا خمتلفا. يق ول ان تاري خ العلم يحت وي العديد من النقطاع ات "الث ورات العلمي ة" الت ي تنت ج ع ن فه م مغاي ر لل ساب ق وتثمر عن توج ه جدي د يف العل م ونظ رة خمتلف ة. ه ذه الث ورات البنيوي ة تعني حت و ل يف الراديغم "النموذج" والراديغم عند كون هو "جمموعة القوانني والتقنيات والأدوات املرتبط ة بنظري ة علمي ة وامل سرت ش دة عبدهللا المطيري بها والت ي بها ميار س الباحث ون عملهم ويديرون ن شاطاتهم. وحاملا تتاأ س س تتخذ ا سم العلم العادي". ولذا ف إان تاري خ العلم عند ك ون ي شر بهذا ال ش كل : ت ص در نظري ة علمية م ا وحتظى بقب ول املخت صني شيئا ف شيئ ا حتى تتحول إاىل شبكة متكاملة من النظريات والتطبيقات والأدوات الت ي اأ صبح ت تعط ي اجل واب احلا س م يف جماله ا وي صب ح الغالبي ة م ن العلم اء يفك رون من خالله ا وين شغلون يف داخلها. يف ه ذه احلالة ت صبح هذه النظرية براديغ م مبعنى منوذج ل بد من الحتذاء به داخ ل العل م واإل مت ال ستبع اد والتجاهل. ت ستمر الأمور على هذه احلال حتى يبد أا هذا الراديغ م يف الت أازم ح ي ني يعجز عن الإجابة عل ى اأ سئلة معينة. يف البداي ة يتم اللتفاف عل ى ه ذه الأ سئل ة م ن أاج ل الإبق اء عل ى الراديغم ولكن مع باحثني شباب يف الغالب وم ع تزاي د الأ سئلة حت ي ني الث ورة العلمية الت ي تبداأ بت صورات ونظري ات خارج اإطار الراديغ م ال سابق ب ل ومعار ضة له وحتمل ت ص ورا للكون واملجال يختل ف عن ال سابق وبهذا يتكون براديغم جديد وهكذا. هدف هذا الكتاب : يتك ون الكتاب من مقدم ة واثني ع شر ف صال وخامت ة بالإ ضاف ة إاىل ثب ت مه م تعريف ي وثب ت بامل صطلح ات. ويف املقدم ة ي ش ي ر ك ون مبا شرة إاىل هدفه من هذا الكتاب بقوله "ه دف حماولتن ا ه ذه يتمث ل يف عر ض خمت ص ر لت صو ر خمتلف متام ا للعلم منبثق من ال سجل التاريخي للن شاط البحثي ذاته". هذا الت صور املختل ف يعار ض فكرة الرتاكم يف العلم. الفكرة التي ترت سخ اأكر يف الكتب املدر سي ة الرتبوية الت ي حتاول أان جتل من تاري خ العلم سل سل ة من الجن ازات املبنية على بع ضه ا واملت سل سلة بخطوات وا ضحة. واملثر أان فك رة الرتاكمية هي الفكرة الأكر قب ول ومالءم ة للفك ر ال سائ د ال ذي ينبني على فك رة التط ور الب شري امل ستم ر لالأمام بال ض رورة. ك ون هن ا ه و أاح د فال سف ة النقطاع مع فيل سوف القطيعة ال شهر با شالر صاح ب مفه وم القطيع ة الأب ستمولوجي ة والت ي هي أا شمل من مفه وم الثورة العلمية ل دى كون كونه اقت صر عل ى العلم واإن كانت تطبيق ات مفاهيم ه ق د امت دت م ع باحثني اآخرين إاىل العل وم الإن سانية أاي ضا. فال سفة النقط اع ي رون أان تاري خ الفك ر والعل م لي س سل سلة مت صلة مرتاكم ة بل هو تاريخ م ن النقطاع ات والرتاجع ات واخلط وط املتعار ضة واملت شابك ة التي حتتاج درا ستها لأكر من ا ستح ض ار الت سل سل التاريخي بل إاىل درا سة البنا الفكرية واملقولت الأ سا سية لكل فرتة من الفرتات. بني الثورات العلمية والثورات ال سيا سية م ن املعل وم أان م صطلح ثورة ه و م صطلح ا شتهر يف املج ال ال سيا سي بالدرجة الأوىل وما ح صل بعد ذلك هو ا ستعارة لهذا امل صطلح يف جمالت أاخ رى هنا ي ش أال كون عن مرر هذه ال ستعارة وم ا هي اأوجه ال شبه املمكنة ب ي ني الث ورة ال سيا سية والث ورة العلمية اأي ماالذي يجمع كال احلديثني ليمكن ت سميتهما "ثورة". إان الثورة العلمية هي جملة سل سلة الأح داث التطوري ة الالتراكمي ة التي يحل فيه ا كلي ا أاو جزئي ا براديغ م جديد حمل براديغم أاقدم منه ول يكون مت سقا معه. واإذا كان ت الث ورة العلمي ة عملية إازاح ة ل شبكة الت صورات التي من خاللها ينظر العلماء اإىل العامل ف إان الثورة ال سيا سية هي عملية تزيح فيه ا جماعة سيا سي ة جماعة اأخ رى نتيجة الخت ل الف يف النظ رة للع امل اأي الختالف الأيديولوجي. وبالتف صيل يرى كون اأن الثورات ال سيا سية تب داأ ب شع ور النا س ال ذي غالب ا يك ون حم صورا يف ق سم من املجتمع ال سيا سي باأن املوؤ س س ات القائمة توقفت ع ن احلل الكايف مل ش كالت بيئي ة كانت ق د اأوجدته ا جزئيا. وبطريق ة مماثل ة تك ون الث ورات العلمي ة الت ي تبداأ بن شوء شع ور متزايد وهو غالبا م ا يكون حم صورا يف فئ ة ضيقة من املتحد العلم ي ب اأن موؤ س س ات قائم ة توقفت عن العم ل مبا فيه الكفاي ة يف الك شف عن ناحية م ن نواح ي الطبيعة سب ق لذل ك الراديغم ذات ه اأن اأدى اإليه ا. تبداأ الأم ور بهذا ال شكل ث م تتط ور اإىل اأن اجلماع ات ال سيا سي ة والعلمي ة امل ست اءة م ن الواق ع ت سعى اإىل تغي ي ر املوؤ س س ات القائمة بو سائ ل متنعها هذه املوؤ س س ات فاملوؤ س سة ال سيا سية متنع بالق وة اخل روج عليه ا واملوؤ س س ة العلمية متنع من خالل سلطتها العلمية وقدرتها على من ح اأو سل ب و ص ف العلمية م ن الأعمال تل ك الأعم ال التي تخ رق "الإجم اع". هذه احلال ة م ن الن سداد تنت ج عنه ا اأزمة عامة وي زداد ال شعور بالغرتاب ل دى املعار ضني داخ ل املوؤ س س ات القائم ة وترتف ع معدلت ال سلوكي ات النحرافي ة يبدو ه ذا وا ضحا يف املج ال ال سيا سي ولكن كون ميدنا باأمثلة م ن املج ال العلمي عن علم اء ت صرفوا وقت الأزم ات عل ى ه ذا ال ش كل فمنه م م ن كفر بالعل م ومنهم م ن اأ صبح ي سخ ر منه ويندم عل ى كل حلظة ق ضاها في ه. بعد هذه املرحلة تتط ور الأم ور اإىل اقرتاح ات حم سو س ة للتغي ي ر مما يق سم النا س اإىل ق سمني مدافع ع ن القائ م وثائ ر ي سع ى للتغي ي ر. يح دث ه ذا بالفعل ال سيا س ي وبالن شق اق العلمي والقطيعة وتكوين جماع ات م ستقلة ت ستقل بت صوراته ا ويب داأ هنا العمل عل ى حماولة الإقن اع ال شعبي املرتافق م ع القوة سيا سيا ومع الك شف وامل صارحة علميا. "كون" والنقطاع عل ى طول هذا الكت اب حاول ك ون اأن يثبت روؤيت ه يف تط ور العل م باأنه ل يت م تراكميا كم ا ي رى الغالبي ة ب ل ع ن طريق ث ورات علمية جذرية وخمتلف ة جزئيا اأو كليا عن ما سبقه ا. التاريخ اأي ضا يقول ان ه نادرا ما مت اإقناع "اجليل القدمي" من القدماء بالنظريات اجلديدة رمبا لأن احل س الثوري قد انتهى لديه م اأو اأنه م اأ صبح وا ينتم ون لل سائد و متاهوا معه واأ صبح يعر عنهم. يقول ماك س بالن ك بح زن وه و يلقي نظ رة عام ة على حيات ه اخلا صة يف كتاب ه شرة ذاتية علمية قائال "ل تفوز حقيقة علمية جديدة عن طريق اإقناعه ا خ صومها وجعلهم ي رون النور بل لأن خ صومه ا سينته ون بامل وت واأن جيال جديدا سوف يرتعرع وي أالفها". "كون" هنا وب سب ب اأنن ا يف الثقاف ة العربي ة نفتق د للفك ر العلمي فما بالك الث ورات العلمية فاإن اأطروحات توما س كون براأيي تاأخذ اأهميتها الك ب رى يف حماول ة تطبيقه ا عل ى التاريخ الفك ري والفل سفي من خ ل الل حماولة اإدراك "براديغ م" اأو منوذج كل فرتة من الفرتات اأو كم ا ي سمي ه فوك و "الأب ستم ي" ورمب ا جن د اأن هن اك براديغ م فكري ا مل يتغر منذ البدايات الأوىل وبالتايل فاإن اإحداث التغير احلقيق ي يكون يف تغي ي ر هذا النم وذج اأو النظ ام املع ريف كما ي سميه عاب د اجلابري. عمل بهذا امل ست وى من العمق واجلذرية هو براأيي ضرورة هذه الفرتة من تاريخ الثقافة العربي ة التي براأيي اأنه ا تواجه فيه إامكانية قدرتها على البقاء اأم بد أا )توما س كون(* فيزيائيا وانتهى كفيل سوف. يف العام 1962 م ن ش ر )ك ون( كتاب ه )بنية الث ورات العلمية(** ال ذي ن ص به بني اأه م فال سفة العلم املعا صري ن وقد أاثار الكتاب جدل وا سعا واأ صبح حدثا فارقا يف درا سة املعرفة العلمية م ن نواحيها التاريخية والفل سفي ة والجتماعية والنف سية مبا اأ ضافه من ر ؤوية جديدة يف مو ضوعه. وتب داأ روؤية )كون( مع مالحظت ه أان أامهات الكتب العلمية التي اأ س ست للعلم احلديث غالبا ما تعطينا صورة مغلوطة عن تطور العلم ذلك اأنها قد ك تبت بعد أان ا ستقرت املناهج العلمي ة واكتملت بينما هي ل تف ص ح عن الو ضع ما قبل ه ذا ال ستقرار. اإن جلوءن ا لهذه الكت ب كمراجع لتاأريخ العل م يجعلنا نتلقى ص ورة غر كاملة ع ن العلم مفادها أان العل م عملي ة تطور تراكمي ة عن طريق جت اوز نق ص املعلوم ات وخلط املفاهي م واخلرافات. يب ني )كون( من خالل ق راءة خمتلفة لتاريخ العلم أان العلم يعمل من خالل م ا ي سميه النماذج الإر شادية ويتطور من خالل الثورات على هذه النماذج احلاكمة. العلم العادي والنموذج الإر شادي يالحظ )ك ون( أان العلوم ل تولد نا ضج ة واإمنا يبد أا كل علم مبرحلة من البح ث الع شوائي والتي يتوافر فيها كم كب ي ر م ن امل شاه دات اأو الوقائع»اخل ام«ولكن ل ميكن لتل ك الوقائ ع اأن ت وؤدي لأي معنى ما مل يك ن هناك ر ؤوية م ا )جمموعة من املعتقدات النظري ة واملنهجية املتكاملة( ت سمح بالختيار والتقييم والنقد. يف هذه املرحلة ميكننا أان ن سمى هذا العلم ب أانه علم غر نا ضج. يقول )كون(: واإذا مل تك ن ه ذه املجموع ة م ن املعتق دات ]النظري ة واملنهجي ة[ قائمة بني ح صاد الوقائع يتعني اإ ضافتها من اخل ارج رمبا عن طريق نظرة ميتافيزيقية سائدة أاو عن طريق علم اآخ ر أاو عن طريق حدث شخ صي اأو تاريخي. ول عج ب إاذن اأن ه يف املراح ل املبك رة لتط ور اأي عل م يك ون لالأ شخا ص املختلفني الذي يواجه ون نف س املدى م ن الظواهر دون أان تكون بال ض رورة نف س الظواهر حتديدا اأو صاف وتف شرات متباينة. اأي اأن الظواه ر نف سها تكون قابلة لأكر من تف شر واأكر م ن روؤية وفق ا لنظ رة كل تيار تل ك الت ي ي ستمدها من عنا ص ر غر مو ضوعي ة وتفرز تلك ال ر ؤوى مع تطورها جمموعة م ن املدار س املتباين ة واملتناف سة فيم ا بينها. ولأ سب اب تتعلق بقدرة كل مدر سة عل ى ا ستخدام روؤيتها للت أاكيد على شيء مميز يف جمموعة الوقائع التي تختارها وتقوم بتقييمه ا وتف شرها تتحول ر ؤوية املدر سة الأكر اإجن ازا إاىل أاول من وذج اإر ش ادي Paradigm يهيمن على باقي ال ر ؤوى ويطغى عليها! ويف هذه املرحلة ي سمى ذلك العلم علما عاديا.Normal Science الطبيعة التحكمية للعلم العادي للعلم الع ادي والنم وذج الإر شادي تعريف ان متداخالن فالعل م العادي هو الن شاط العلم ي الذي ر سخ بنيانه على إاجن از علمي اأو اأك ث ر والنم وذج الإر شادي ه و القالب املبحث ي Disciplinary Matrix املنبث ق ع ن جمموع ة الإجن ازات الرا سخة يف فرع علم ي ما والذي يتف ق حول ه أاهل ذل ك العلم وير س م لهم كي ف يحددون م شكالته م وكي ف يبحث ون حلوله ا يف امل ستقب ل***. ويك ون عمل الباحثني ه و اأن يف سروا كل امل شاهدات على اأ سا س الفرو ض املكونة لذلك النم وذج وبعبارة أاخرى ا ستخدمه ا )ك ون(»اأن يدفعوا الطبيعة ق س را داخل إاطار مع د م سبقا وجام د ن سبيا زودنا به النم وذج الإر شادي«)الف ص ل الثالث ص 58( هذا اجلم ود والتحكمية هما من وجه ة نظر )كون( م ا مييزان العل م يف مرحلة الن ضوج وهم ا ما يجعالن ه قادرا عل ى الوف اء بالتزامات ه. يقول )كون(: إان العل م العادي ه و الن شاط الذي ير صد ل ه العلماء جل وقته م ويق وم على افرتا ض اأن املجتم ع العلمي يعرف ص ورة الع امل ويتوقف القدر الأكر م ن جناح امل شروع عل ى رغب ة ه ذا املجتم ع العلم ي يف الدف اع ع ن ه ذا الفرتا ض حتى لو كلفه كثرا عند ال ضرورة. مثال ذلك اأن العل م العادي غالبا ما يقمع الإبداعات اجلديدة الأ سا سية لأنها تدمر بال ضرورة التزاماته واعتقاداته الرا سخة! إان افرتا ض العلم اء أانهم»يعرفون ص ورة العامل«يعني أانه م ل يبحثون عن صورة جمهولة ولك ن ج ل عمل هم اأن ياأت وا بامل شاه دات والإثباتات على صح ة ال صورة التي»يعرفونه ا م سبق ا«! ولع ل ه ذه الفكرة والت ي ميار س العلماء من خاللها عملهم بوعى أاو بدون وعي تتنايف مع الت صور ال شائع لدور العامل بو صفه كا شفا للحقيقة.. م ا الذي يح دث مل سار العل م عندما ت أات ي امل شاهدات على عك س ما توقعت النماذج الإر شادية اإذا كان الأمر كذلك ف سيكون مهما لنا اأن نعرف ما هو م شر العل م الذي يقم ع املجددين فيه عندم ا يواجه م شكالت ل توافق توقعاته املبنية على منوذجه الإر شادي. وعلينا اأن نتبني هنا بو ضوح اأن تلك امل شكالت سوف تظهر ل حمالة لأن الطبيعة ل ميكن اأن توافق النظرية بال شكل التام. هناك ت صور تقليدي مفاده اأن امل شاهدات ال شاذة هي سبب كاف لرف ض النظرية علميا وذل ك ما يرى )كون( اأنه غر مواف ق للواق ع.. اإن الواقع التاريخي يب ي ني أان العلماء ل يعت ب رون امل شاه دات الت ي تاأتي عل ى عك س التوقعات شذوذا عن النم وذج الإر شادي واإمن ا يعترونها ك أالغاز ت ستدعي منهم براع ة اأكر.. ولذا فهم يطورون اأجهزتهم ويزي دون معلوماته م ويج رون تعدي ل الت جزئي ة على فهمه م للنم وذج الإر ش ادي كل ذل ك بغي ة التوفي ق بني امل شاه دات غ ي ر املتوقع ة والنم وذج الإر ش ادي. وق د ينجح ون يف م ساعيه م ولكن حتى عندم ا يف شلون رغم كل ذل ك ف إانهم ل يتخلون ع ن منوذجهم الإر شادي و إامنا يت م تنحية تلك امل شكالت على اأ سا س أان فهمها هو م شاألة وقت اأو إامكانيات. ا ستمرار ال شذوذ يوؤدي اإىل انبثاق اأزمة غ ي ر أان ذل ك ل ي دوم للنهاي ة لأن تل ك امل ش كالت عندما ترتاك م أاو يط ول عليه ا الزم ن ب ل ال ح ل اأو ت سف ر عن م ش كالت تقني ة جتع ل م ن النم وذج الإر ش ادي قا صرا ع ن أاداء وظيفت ه أاو ت ؤودي اإىل إافراز ص ور متباينة من تف س ي ر النموذج الإر شادي الواح د اأو اأن يحدث بع ض أاو كل م ا سبق- ف إانه ا تتحول من جمرد أالغاز حتت عباءة النم وذج الإر ش ادي اإىل م ا ي شب ه ال ش ذوذ ال سافر عنه ويب داأ بع ض العلماء يف الياأ س م ن العمل بالطريقة ذاتها )العلم العادي( وال شك يف قدرته على ال ستمرارية وهنا ترز الأزمة. ولن ا يف من وذج بطليمو س الفلك ي Geocentric Ptolemaic Model بو صفه منوذجا اإر شاديا عانى مث ل تلك الأزمة خر مثال فقد قام العلماء على مر ال سنني ب إادخ ال تعديالت على فرو ض النم وذج بغية التغلب على امل شكالت يف تف س ي ر الظواهر وقد مت ال ستعانة مبفهوم الدوائ ر املركب ة اأو اأف ل الك التدوي ر deferents and epicycles كم ا ه و بال ص ورة م ن اأجل تعليل م شاه دات احلرك ة الظاهري ة املخالفة للتوقع ات لبع ض الأجرام )ترى ذلك النموذج متحركا من هنا( حتى اأ صبح النم وذج عل ى درج ة عالية جدا م ن التعقي د ويف نف س الوق ت غر دقي ق يف تنب ؤواته مم ا اأدى باملعا صرين من املخت ص ي ني وغ ي ر املخت ص ي ني اإىل اإب داء شكوكه م يف اأن يكون مثل ذلك الت صور املعقد للكون صحيحا. ا ستمرار الأزمة يقود اإىل نظرة جديدة للعال اإن ا ستم رار الأزم ة مع عدم ق درة النم وذج الإر شادي املهيم ن عل ى التغل ب عليها يزع زع الثق ة يف النموذج الإر ش ادي نف س ه مم ا يعني ض رورة التخل ي عن تلك النظ رة التي ن ستمدها من النموذج الإر شادي اإىل نظرة جدي دة. ويف تلك الأثناء ي صيب احلق ل العلمي فو ضى وع شوائي ة ت شبه تلك الت ي كانت قبل ظهور اأول منوذج اإر ش ادي اأي اأن ه يك ون لدين ا ع دة تف س ي رات ت ستمد من نظ رات بديلة تتناف س فيما بينها كبدي ل للنموذج الإر شادي الفا شل القدمي. وعندم ا يثبت اأحد تلك التف س ي رات اجلديدة قدرته على تولي د روؤية كاملة ق ادرة على حل امل ش كالت التي كانت سبب ا يف الأزم ة ال سابق ة ول ي ش ت رتط اأن تكون تلك الر ؤوي ة ق ادرة على ح ل كل امل شكالت ب ل ي شرتط فقط اأن تكون ق ادرة على التعاطي مع امل شكالت التي ت سببت يف الأزم ة م ن ث م يكون ل ه الأف ضلية عل ى النموذج الإر ش ادي القدمي وعل ى كل املحاولت الأخ رى لتوليد روؤي ة جدي دة. وه ذا م ا ي سمي ه )ك ون( بالتحول يف النموذج الإر شادي.Paradigm-shift يف مث ال منوذج بطليمو س كان حتول يف النموذج هو التخل ي عن فكرة الأر ض كمرك ز الكون Ptolemaic Geocentrism واإحالل ال شم س حملها يف منوذج كوبرنيكو س Copernican heliocentrism وق د ق ادت النظ رة اجلدي دة إاىل نظري ة ق ادرة على اأن تف س ر بدق ة اأك ب ر حرك ة الأج رام دون احلاجة إاىل تعقي دات اأف ل الك تدوي ر. اإن ه ذه النظري ة اجلديدة ونظريات اأخرى داعمة تنبثق من نف س النظرة اجلديدة ساهمت يف انبثاق قالب مبحثي جديد تبناه اأهل العلم وجعل وا له مركزي ة خا ص ة يف تف شر باق ي الظواهر وحتديد امل شكالت. اإن مفهوم الثورة العلمية scientific revolution الذي اختار )كون( اأن يجعله ا سما للكتاب يت ضح معناه عن د مقابلته ملفهوم الرتاكم فالتح ول هنا ح صل ب شكل ث وري اأي ب شكل اإحالل التف س ي ر اجلديد حمل القدمي وبتل ك الطريق ة وحده ا يتط ور العل م. ولي س ب شكل تدريجي قطعة قطعة عن طريق رف ض امل شاهدات ال شاذة واح دة واحدة اإذ اإن هذا ال شكل ل و فر ضنا حدوثه فلن يقود اإىل أاى معنى بل قد يعود بالعلم اإىل مرحلة ما قبل الن ضوج وهي مرحلة ن شوء العلم ل مرحلة عمله. كذلك فاإن ر ؤوية )كون( تقودنا اإىل ت صور جديد عن العلم ومن ثم عن العامل scientist فهو لي س شخ صا ينتظر من جتاربه اأن تفاجئه بنتائج غر متوقعة ليحقق إاجنازا علمي ا ب ل هو يج ري التج ارب الت ي ميكن ه أان يتنباأ بنتائجها م سبقا. واحلقيقة أان النتيجة غر املتوقعة هي الأكر إارباكا للع امل اإذ تعني أان عطبا ما بالطريقة التي يعمل بها اأو بالنظرية التي يعمل على اأ سا سها! كذل ك ف اإن التق دم العلم ي scientific development م ن وجه ة نظ ر )ك ون( ل يعني الق ت رتاب اأك ث ر م ن حقيق ة الك ون والطبيع ة كما هو املفه وم ال شائع للتق دم عند العامة وعن د فال سفة العلم واإمن ا هو يعني ح صرا اإحالل نظريات علمية اأحدث تك ون اأف ض ل م ن سابقته ا من حي ث قدرته ا على حل امل شكالت التي تقابلها.
5 4 العدد )4411( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )17( ني سان العدد )4411( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )17( ني سان توم اس ك ون«وخفاي ا الثورات العلمية يعد كتاب عامل الفيزياء توماس كون "بنية الثورات العلمية" أحد أهم النصوص يف مجال فلسفة العل م والت ي وجدت صدى هائال حيث ترجم إىل أكرث من عرشين لغة وظل منذ أول طبعة له س نة 1962 من أكرث األعال املستش هد بها ولنا يف لغ ة الضاد ثالث ترج مات: ترجمة الدكتور عيل نعمة عن دار الحداثة للطباعة والنرش ببريوت س نة 1986. وترجمة سامل يفوت بعنوان "بنية االنقالبات العلمية" عن دار الثقافة الدار البيضاء س نة 2005 وترجمة الدكتور. حيدر حاج إس ماعيل عن املنظمة العربية للرتجمة س نة 2007. يتش كل الكت اب من 13 فصال همه ا الوحيد إبراز كيف تتشكل النظريات العلمية وكيف تتنافس وتسقط بعضها بعضا محسن المحمدي بعبارة اأخرى كيف ت صبح منظومة علمية يف حقبة زمنية حمددة لغية وغر ق ادرة على الإجابة عن ماآزق جتابهها وحت رج أاركانه ا ما ال ذي يدفع العلم اء إاىل التفكر يف التخل ي ع ن نظ رة سائ دة للع امل وتعوي ضه ا باأخ رى جدي دة بكلمة واحدة ما مررات الث ورة العلمية #2# للجوب عن هذه الأ سئلة نحت توما س كون مفهوما اأ صبح ذائع ال صيت وهو مفهوم "الباراديغم" اأو "البارادمي" اأو "املنوال"بح سب آاخر ا ستدراكات املرحوم سامل يفوت يف مقال له يف جملة م دارات فل سفية املغربية العدد سنة 19 2010. وه و مفهوم يدل عل ى النموذج املوجه أاي الإطار النظ ري والأ سا س الذي ي سمح بط رح امل شكالت وطرق حلها عند متحد علم ي ما. بعبارة أاخرى فالبارادمي يعني جمم وع القواع د وامل سلم ات واملفاهي م والأدوات التي يتحرك من داخلها العلماء فالعلماء ينظرون للواقع بعني ه ذا الب ارادمي. فهو مبنزل ة اخللفية الت ي ت سمح بروؤية دون أاخ رى. فالعل م وهو ي شتغل وفق مب ادئ البارادامي يكون بح سب تعبر توما س كون: "علما سويا" اأو "علما معياري ا" يتدرب عليه العامل ويقدم ل ه على شاكلة تربية مهني ة ت صبح مبنزل ة الأطر ال صريحة وغ ي ر ال صريحة امل شكل ة لر ؤوي ة العامل فالع امل ي سج ن الطبيعة يف علب ت صوراتية يفر ضها هذا العلم املعيار وهو الذي يف سر لنا مل اذا يرف ض املتحد العلمي يف غالب الأحيان امل ستجدات لأنه ا تخ رب اللتزام ات الأ سا سي ة للعل م ال س وي إان الب ارادمي هو قوالب و صي غ متفق حولها يج ب اإتباعها مث ل ما يفعل يف ال صيغ ال صرفية لفعل معني. انطالقا من مفه وم البارادامي والعلم املعيار أاي العلم الذي نقي س به الأم ور ميكن فه م جوهر الثورات العلمي ة وتلك النقلة النوعي ة الت ي حتدث يف تاريخ العلم م ن منوذج قيا سي قدمي نحو منوذج اآخر جديد أاي تلك الفرتات التي يحدث فيها الفوران: كالثورة الفلكية الكوبرنيكية يف علم الفلك وث ورة اين شت ي ني يف الفيزي اء والث ورة الدارويني ة يف البيولوجي ا. فالثورة العلمية ت وؤدي اإىل تغير جوهري يف النظرة للعامل من خالل الإطاحة مبجموعة من الأفكار امل ستق رة بوا سط ة جمموع ة جدي دة فكي ف يت م ذلك يجي ب توما س ك ون أان ه إاذا كان الب ارادامي هو منوذج للعل م ومعاي ي ر م شرتكة للحكم عند جماع ة علمية معينة ت سعفه م يف احلك م على الوقائ ع العلمي ة و إاذا كان هو العلم املعيار الذي ل ه ا صطالحاته وخمططاته التي على العلم اء ال شر وفقها حل ل امل شاكل والألغ از والأحاجي التي تعرت ض طريقهم ف إانه ويف حلظات معينة تكر هذه الأحاج ي إاىل درجة الإحراجات الت ي ترتاكم على شاكلة ح الت شاذة ت ص ل إاىل عتبة جتع ل الب ارادمي يف أازمة خانق ة تفقده قوت ه وترتاجع الثقة فيه مم ا ينبئ بعلمية إابدال منوايل وثورة علمي ة جديدة في ضطر العلماء اإىل تغي ي ر قواعد اللعب و إاعادة ت شكيل املبادئ والأدوات اأي باخت ص ار خلق علم معي اري جديد. ن ستنت ج من موقف توما س كون أان العلم اء هم جمرد خدام للب ارادمي فهم ي ساهم ون يف اإكم ال ص ورة الع امل املفرت ض ة من قبل العل م املعيار الذي ي شايعونه. فالثورة العلمية يف حقيقة أامرها جمرد مالذ اأخر عند العلماء. لأن العامل يف الأ صل ل ي سائ ل النم وذج القيا س ي املعتمد فهو يق وم باأبحاثه يف نطاق احل دود التي ي ضعها و إاذا م ا ظهرت له نتيجة جتريبية تتناق ض مع الب ارادامي فاإنه سيفرت ض عادة أان تقنية التجربة معيبة ولي س العيب يف النموذج املحتذى فه و يف الأ ص ل غر قاب ل للنقا ش لأنه ال سق ف املعتمد والإطار الذي ت سوى به الأبحاث فالبارادامي ي سعى نحو الق رار واملحافظة واحتواء الإحراج ات املوجهة له ففي الب ارادامي نوع التحي ز والوثوقي ة إاىل درجة الإميان. وهو م ا يخلق التناف س بني النماذج القيا سية والتي لن يتن ازل العلماء عن القدمي منها ب سهولة اإل بعد تراكمات هائل ة من ال شذوذ املربك الذي ي ؤوه ل لإ سقاطه ومن ثم فق ط يتم القبول بجه از مفاهيمي جدي د لروؤية العامل. لهذا فلحظة الثورات العلمية يكون فيها حوار الطر شان ب ي ني الن سق ي ني املتبارزي ن. إان التط ور والنتق ال من ب ارادامي اإىل آاخ ر يف شكل ثورة انقالبي ة ي شبه اإىل حد ما التطور ال سيا سي رغم الفروق ال شا سعة بينهما. فالث ورات ال سيا سية تبد أا بال شع ور املتنامي لدى فئة ضيقة من الطبق ة ال سيا سية ب أان املوؤ س سات القائمة مل تع د ت ستجيب ب صورة مر ضي ة ومالئمة للم شاكل التي يطرحها املحيط وهو نف س الأمر تقريبا يحدث يف الث ورات العلمية حيث يظه ر شعور متزايد لدى جمموعة حم صورة من العلماء ب أان البارادامي القائم مل يعد ي شتغل ب صورة مر ضية ومالئمة ت ساعد على ك ش ف جانب م ن اأ سرار الطبيع ة. إاذن يف املجالني معا ال سيا سي والعلمي يظل ال شعور بوجود اخللل أاو العي ب يف نظام العمل و شر الأمور هو ال شرط الذي ينبئ بق رب الثورة واإ سق اط القدمي ل صالح اجلدي د. اإذ ل يتم النتقال م ن القدمي اإىل اجلديد فج اأة واإمنا ل ب د من خما ض ع س ي ر واإىل فرتة زمني ة قد تطول وقد تق صر إانها فرتة الأزمة.و إاذا م ا أاخذنا علم الفل ك كمثال تو ضيح ي ن شرح من خالله فكرة كيف حتدث الثورة العلمية نقول ب أان الفلك القدمي كان عب ارة عن بارادامي كامل الأركان أار سى قواع ده اأر سطو مببادئ ا ستمرت زهاء 20 قرنا. واإذا كنا نريد حتديد م سلمات البارادامي الأر سطي بو ضوح فهي: اأول الع امل ك رة حم دودة ثاني ا الأر ض مركزه ا ثالثا ال دوران يف ال سم اء دائ ري رابعا الع امل ق سمان عامل عل وي أاي ما ف وق القمر حي ث الدوران والكم ال وعامل سفل ي أاي م ا حتت القمر حي ث الكون والف س اد. فالذين جا ؤووا من بعد أار سطو كانوا شارحني ومعدلني وم صوبني ومنقح ي ني لك ن ي سبح ون كله م يف فلك ه وي شتغل ون مب سلماته فعندما جاء بطليمو س بكتابه املج سطي وهو خال ص ة الفلك القدمي صح ح اأعطابا فلكي ة قائمة ووجد لها حل ول مبتكرا ما ي سمى عند الفلكي ي ني باأفالك التدوير لكن ه مل يخ رج اأب دا ع ن الن س ق الأر سط ي ومنوذج ه القيا س ي اإىل درجة أانه ونظرا لعيب يف احل ساب ا ضطر أان ي ضي ف اإىل منوذجه املقرتح نقط ة خيالية افرتا ضية ت سم ى مع دل امل س ي ر وب ش كل تع سف ي تدور عليها الكواكب بالإ ضافة إاىل الأر ض. هكذا سي صل الأم ر عند العرب امل سلمني و سيت م ال شتغال يف ظ ل نف س البارادامي الأر سط ي/ البطليمي ولكن ونظرا لدق ة الر ص د العرب ي لل سم اء ستظه ر عي وب جتريبية ترب ك البارادامي املعمول به مما دف ع العلماء العرب اإىل سده ا يف عملي ة اإنق اذ للبارادامي م ن ال سق وط ودائما بنف س الثوابت الأر سطية وما كتاب ابن الهيثم ال صارخ بعنوان ه "ال شك وك عل ى بطليمو س" اإل مث ال على ذلك فاب ن الهيثم مل يقبل فك رة بطليمو س ح ول اإن شاء نقطة خيالي ة ل توج د يف الواق ع ملجرد ضب ط احل ساب فهو سيعتره ا عيب ا رهيبا وق ع فيه عقل فذ ه و بطليمو س اإذ ل يعق ل اأن يك ون ال دوران عل ى الأر ض وعل ى هذه النقطة املفرت ضة اأي معدل امل شر ففي هذا القرتاح خلف ب ارز. فكان ابن الهيث م كمن و ضع م شروع ا للعمل ق صد ترمي م الب ارادامي وهو م ا أاجنزته حقا مدر س ة مراغة الإ سالمي ة بزعام ة ن شر الدي ن الطو سي الت ي اأجهدت نف سه ا كي تخل ص النم وذج القيا سي الفلك ي القدمي م ن عيوبه لك ن دائم ا بنف س الثواب ت الأر سطية. وبه ذا سي صبح الفل ك القدمي يف الق رن ال 16 معقدا ومزعج ا لك ن دائما هو مقبول ويت م التعاي ش معه اإل اأن ه ستح دث اإحراج ات ش اذة ستق ض م ضج ع الب ارادامي القائم حيث ستظهر فك رة إامكانية دوران الأر ض م ع كوبرنيكو س ثم سياأتي من بعده غاليليو ال ذي طور املنظ ار الهولندي و ضاعف قوت ه اإىل اأزيد م ن 30 م رة ووجهه نح و ال سم اء يف سن ة م شهورة ه ي 1609 فا ستطاع اأن يكت ش ف جنوما جديدة وهو ما جعل مملكة ال سماء تت س ع كما اكت شف اأقمارا اأربعة للم ش ت رتي ت دور حوله ما يعن ي اأن ال دوران ميكن اأن يك ون لغر الأر ض وهو ما يجعل فك رة مركزية الأر ض مه ددة كما ن ش ر اأول خرائط ح ول القمر ال ذي اأ صبح شبيه ا بالأر ض به الوديان واجلبال ف سطحه لي س ناعما اأو م صق ول لكنه سطح وعر وغر م ست و به النتوءات واله وات العميق ة والتعرج ات.. م ا يجعل فك رة كمال الع امل العلوي تنه ار ناهيك عن اكت ش اف العامل كبلر اأن ال دوران ل يتم كما اعتقد القدم اء على شكل دائرة كاملة ب ل على شكل اهليلج.ه ذه اإذن جمموعة معطيات وهناك اأخرى ق د تراكمت ف أاحدثت شقوقا ل ميكن اخلال ص منها اإل اأن يتجاوز البارادامي الق دمي و إاعالن بارادامي جديد إانها الثورة العلمية كما يراها توما س كون. *اأ ستاذ الفل سفة املغرب ت وم اس ك ون ف ي ال س ي ن م ا ج اءت سينم ا املوؤل ف لتك ون ث ورة يف ال سينم ا بعد سي ادة كال سيكي ات ال سينما من درام ا يف ال صورة واحلكاية وان سانية بحت ه يف املعن ي وووف رة يف التقني ات والهتم ام بواقعي ة الفك رة وتقليدي ة ال صورة وذلك قبل ال ستينيات وهذا يحلينا ايل درا س ة التاري خ ال سينم ا ب ش كل غ ي ر تقلي دي وفقا لتوما س ك ون درا سة التاريخ ال سينمائ ي لفه م املفاهي م الت ي حترك ت ب ش كل زئبقي وغ ي ر مرتب ومعرف ة ابعاد لل صورة عر هذا التاريخ مل يذكرها التاريخ الكال سيكي العادي. وبالنظ ر ايل تغ ي رات يف ع امل الداخل ي لل سينم ا للمخرج او الع امل املحيط وتاأثر عل ي تطور الع امل ال سينمائي جند ان هناك تغرات يف ه ذه العامل نتيج ة تغرات يف احد ال روؤي للمبدع ال سينمائ ي او تغرات يف البيئ ة املحيطة فمثال ج ودار الفرن سي بداأ افالمه ب صيغة فردية مبعني ان احلكاية ت دور ح ول شخ صي ات فردي ة للمو ضوع مث ل اف ل الم تعي ش حياتها وبي ي ر املجنون محمد احمد واللهث ة وكانت فردية ح ول افكار وجودية وفل سفي ة ثم انتق ل يف مرحل ة اخرى اكر تعقيدا م ن حيث التجريد الفل سفي والروؤية الفل سفية يف افالم الع شق والختيار فكانت املو ضوع ات ح ول اف كار وجودي ة للعامل وكانت ال شخا ص ثانوية فكانت هناك تغر وبنية ثوري ة يف اختيار من يحرك احلكاية او احلدث لدي جودار حول ذلك فما ال سبب يف ه ذا لتغر هل الظ رف التاريخي للعامل يف كال املرحتل ي ني او تط ور وتغر ما لدي جودار جعله يتغر نحو ذلك. وه ذا التغ ي ر والتط ور اي ض ا جن ده لدي بيالتار املج ري ولكن العك س فقد حتول من الكلي لل شخ صي ات والعامل ايل الفردي لدي املو ض وع ف كان فيلمه الطوي ل سانتايجو وانغ ام ويكما س ت رت ح ول صراع ات الب شر مع ال سلط ة ال سيا سي ة او اللهية او صراع م ع املجمت ع او صراع ات ب ي ني ع دد كبر م ن الب شر ميثل ون جممتع ا او ر ؤوي ة كلية للوجود وقد حتول ذلك فيلمه الخر ح صان تورين و حي ث مثال البن ت وابوه ا مف صل توم اس كون صاحب نظرية بنية الثورات ب دون ميعاد او ثورات يف وقت ما كان محدد س ابقا او ثورات تتفاعل مع القائم ولكنها تغري مفاهيم او ثورات اعلنت ع ن نفس ها ولكنها مازلت يف مرحل ة اللغز او ثورات ترتك مس احة للقديم ان يعال ج ويتعام ل م ع اش ياء يف وقتها التي تس طري علي ه توماس ك ون ادرك املفهوم املتح رك والفكرة التي تفكك كل ش ئ امامها واالبداعات والتطورات التي تحمل مايض وح ارض مختلفان او الحض ور الث وري يف غي اب محقق له فليس مل يأذن له يعلن عن نفسه. يف الس ينا توماس ك ون يعلن حضوره الطاغي فكل بنية يف الس ينا او موجة سينائية جاءت تعلن عن نفسها قبل ان تظهر فاملوجة الجديدة يف فرنسا جاءت م ن اجل حرية ووجودية االنس ان فكانت هناك ارهاصات من واقع ش هد حرب عاملية ثانية وثورات يف كل انحاء العامل احلكاي ة والفيل م وكان وا يج س دون ه ذه الروؤي ة العدمية البائ س ة لل صراع وللوجود والع امل دون النطالق م ن صراعات كري تعر عن ذل ك فكانت حال ة الب وحواراته جت سد ر ؤوي ة العامل والكل ي ولي س العك س وهذا التغر لدي بيالتار ما سببه. قد يكون شدة البوؤ س والعدمية لدي بيالتار كانت التغ ي ر والتطور للكل ي ايل فردي هو ال سب ب وخا ص ة ان ذل ك ح دث يف فيلم ه الخ ي ر وق د يكون ال سبب ل دي جودار هو النتق ال من الر ؤوية الوجودي ة لدي الفردي ايل ر ؤوي ة وجودي ة للع امل واكث ي ر تعقيدا وبالفع ل يالح ظ ان مو ضوع ات افالمه يف ال سبيعين ات كان ت اك ث ر تعقي دا لنفت اح املو ضوع ات الفل سفي ة لدي ه اىل م ساح ات اخ رى وكان ت م ساح ات احل زن الف ردي والوج ودي اق ل ل صال ح نقا ش ات فكري ة وفل سفية جمردة ل حتتاح اىل م شاعر فردية وخا ص ة بعك س افالمه يف ال ستينيات التي كانت حزينة ووجودية فردية وت شاوؤمية. توما س كون و سينما املوؤلف النتق ال ايل سينما املوؤل ف ترتب عليه نقلة مفاهيمي ة يف التقني ات ولي س فق ط قي ام املخ رج بتاألي ف الن ص ال سينمائ ي فهناك تغ ي رات شامل ة يف ع وامل سينم ا املوؤل ف حتي يت م تقبل هذه التغر فع دم ال ستعانة بامكاني ات ال ستدي و والتكلف ة العالي ة قد يك ون وراء اله دف من ه حماول ه تقبل هذا التغ ي ر ولي س شرط ا يف سينم ا املوؤل ف نف سها واي ضا ب ساط ة الق صة وال صورة من اجل ر ؤوي ة املخرج ب شكل اف راط كان اجتاه لرت سي خ ه ذا التوجه حتي يثب ت نف سه يف مواجهة التي ارات ال سينمائية الخري وذلك يعن ي ان هن اك من وذج معريف له ذا التيار احت وي عل ي طبيع ة ه ذا التغ ي ر و شبك ة مفاهيمي ة املختلفه واجلدي دة والتي سعت لإثبات نف سه امام مثال ال سينما الكال سيكية. وكان هن اك اتف اق ضمن ي ب ي ني اأع ض اء ه ذا التي ار مث ل ج ودار ولوم ي ر وتروفو و شاب رول عل ى ه ذه النمذجة له ذا التيار وكان مث ل ال جودار يق ود مالمح ه ذا التيار ب إافراط ذهني للمخرج علي الفيلم وكان باقيه ه وؤلء الأع ضاء يحاولون اتب اع هذا النهج دون وع ي منه م بذل ك وقد ترتاج ع بع ض مالحمهم روؤيتهم من جل هذه النمذجة ورغ م ان ه ذه املوج ة كان ت ت سع ي ايل جمالي ات ص ورة و سينم ا اك ث ر تقدما من ال سينم ا ال سائ دة او التي قبله ا مثل اأفالم فيت شك وك واأور س ن ويل ز مث ل ال الن ان ه ذه الدع اء بالق درة بالتح ول مل ا يكون ال احتم ال ذ ا فعالي ة فاجتهت ه ذه املوجه بال سينم ا نحو جماليات عقلي ه وذهنية يف مق ام جمالي ات ال صورة ال صرف ة التي هي تعني اخلط اب ال سينمائي بالأ سا س والتي متيز التيارات الخري. ورغم ان هذا الدعاء بالتح سن يف جماليات ال صورة لهذه املوجه ق د يكون مثار ت ساءل ال هناك م ساح ه للتقدم ولكن لي س لالف ضل خا صه ان الفن يعتمد علي الذائقة بالأ سا س فذائق ة ال سينما الخرى غ ي ر سينما املوؤلف لي ست اف ضل من ذائق ة سينما املوؤلف ولكن هناك تغ ي ر وتق دم وبنية ثوري ة لدي هذه التيارات ال سينمائية.
7 6 العدد )4411( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )17( ني سان العدد )4411( ال سنة ال ساد سة ع شرة - الأربعاء )17( ني سان manarat WWW. almadasupplements.com قبل اكرث من خمسني عاما, قامت دار النرش التابعة لجامعة شيكاجو بطباعة أحد أكرث الكتب تأثريا يف القرن العرشين. كثري من عام ة الناس إن مل يكن أغلبهم مل يسمعوا باملؤلف توماس كون وال بكتابه ب نية الثورات العلمية ولكن أفكار هذا املؤلف أث رت يف تفكريهم غالبا. هذا التأثري يتمث ل يف استخدامهم أو ساعهم لكلمة )تحو ل البارادايم( أو )تحو ل النسق الفكري( وهذا املصطلح من أكرث املصطلحات التي يتم استخدامها ويساء فهمها أيضا عند الحديث عن التطورات الفكرية. وما يؤك د ذلك أن ك عندما تبحث عن هذا املصطلح يف محرك البحث جوجل ستظهر لك عرشة ماليني نتيجة. كا أن البحث يف املوقع التجاري الشهري أمازون ي ظه ر مثانية عرش ألفا وثالمثائة كتاب تحوي هذا املصطلح. باإلضافة إىل أن كتاب بنية الثورات العلمية أكرث الكتب األكادميية التي يتم االقتباس منها يف أبحاث وكتب أخرى. فهذا الكتاب وما يحويه من أفكار ي ع د من أرسع الكتب انتشارا عىل اإلطالق. يوسف العتيبي توماس كون.. الرجل الذي غي ر نظرة العال م للع لم املقيا س احلقيقي لأهمية كون ل يكمن يف مدى انت شار اإحدى اأفكاره ومفاهيمه امل عد ية ولك ن اأهم يته تكمن يف أانه ا س تطاع لوحده م ن تغي ي ر طريق ة تفكرنا ح ول الو س يلة املنظ مة الوحيدة التي ا س تخدمتها الب ش رية لفهم العامل. قب ل كون كانت نظرتنا للعلم حت ت تاأث ي ر أاف كار فل س فية تتمح ور حول الطريقة التي من املفرت ض أان حتد د خطوات املمار س ة العلمية املنهج العلمي بالإ ضافة اإىل أان التق دم العلم ي سابق ا كان ي ع ر ف ب اإ ضاف ة حقائ ق جدي دة حلزم ة احلقائق القدمي ة أاو زي ادة دق ة النظري ات العلمية, و يف بع ض احل الت الن ادرة ت صحيح الأخطاء ال سابقة كم ا هو و صف مو سوعة ستانف ورد الفل سفي ة. وبعبارة اأخ رى, كن ا قب ل ك ون ننظ ر للعل م ح س ب نظري ة whig التاريخي ة الت ي تف س ر التاريخ العلم ي باأن ه عبارة ع ن ال سع ي التدريجي الطوي ل للباحث ي ني واملنظ ري ن واأ صح اب التج ارب العلمية نحو احلقيقة أاو على الأقل نحو فهم أاف ضل للعامل الذي نعي ش فيه. تف شر كون للتطور العلمي يختلف جذريا عن تف شر. whig ه ذا التف شر ال شائع ي رى التقدم العلمي عب ارة عن منو تدريجي منتظ م بينما تف شر كون ي رى منو ا غر منتظم مراحل متعاقب ة من التقدم العادي والتقدم الثوري حيث جمموعة من الباحثني يف جم الت معي ن ة ي صطدم ون ب أاوق ات ع صيب ة م ن ال ش ك والقل ق واحل ي رة. هذه املراح ل الثورية على سبيل املثال التحو ل م ن ميكاني كا نيوت ن اإىل ميكاني كا الك م تتزام ن مع تقد مات فكري ة ومفاهيمي ة هائلة ت ض ع الأ سا س للتط ورات الالحق ة وهكذا ت ستم ر. حقيق ة أان ه ذا التف س ي ر ل يب دو مذه ل ال لنا الآن يف وقتنا احلايل هو بوجه ما املقيا س احلقيقي لنجاح كون. ولكن يف عام 1962 أاثار هذا التف شر بكل جوانبه ج دل وا سعا ب سبب التحد ي ات التي واجهها ب صفت ه تف س ي را يق ف يف وج ه امل سل م ات الفل سفي ة القوي ة الت ي كانت تف س ر طبيعة العلم ومنهجه. وال ذي زاد الأم ر س وءا لفال سف ة العلم هو أان ك ون نف س ه كان فيزيائي ا ومل يك ن فيل سوفا. و ل د ك ون عام 1922 يف مدينة سين سينات ي التابع ة لولي ة اأوهاي و ودر س الفيزي اء يف هارف ارد حي ث تخر ج مبرتب ة ال شرف عام 1943. بع د ذلك ا ضطر للعم ل يف وحدة الرادار اأثناء احلرب. وبعد احل رب عاد ك ون إاىل هارف ارد لتح شر ر سال ة الدكت وراة يف الفيزي اء والت ي ح ص ل عليه ا ع ام 1949. مت اختي اره بعد ذل ك لالن ضم ام للمجموعة الت ي ت ضم نخبة اأ سات ذة اجلامعة وكان سي ستم ر يف درا سة فيزي اء الكم اإىل اآخر اأيام حياته لول اأن ط ل ب من ه تدري س مادة عن العل م الطبيعي لطالب العل وم الإن ساني ة حي ث كان ت ه ذه املادة ج زء من املنهج التعليمي آان ذاك. كان رئي س هارف ارد الإ صالح ي جيم س كونان ت ه و صاحب فك رة و ضع هذه امل ادة العلمية و إالزام الطالب بدرا سته ا لأنه كان يوؤمن اأن ه ل ب د ل كل شخ ص متعل م اأن يع رف شيئا عن العلم الطبيعي. كان ت ه ذه امل ادة العلمي ة تتمح ور ح ول الدرا س ة التاريخي ة للعل م ولذل ك ا ضط ر ك ون لدرا س ة ن صو ص علمي ة قدمي ة بالتف صي ل للم رة الأوىل بالن سب ة ل ه )كان الفيزيائي ون ول يزال ون ل يحب ون التعم ق يف التاري خ(. درا س ة ك ون لن صو ص أار سط و كان مبثابة جتربة ثورية اأث رت عل ى حيات ه وم س اره املهن ي ب شكل كبر. يقول كون : ال س وؤال ال ذي اأردت اأن أاجيب عليه كان: اإىل اأي ح د كان أار سطو م ل م ا بعلم امليكانيكا وكم ترك لغ ي ره مثال غاليليو و نيوتن اأن يكت شف وا حينها عل م ت اأن أار سطو مل يك ن يعرف شيئا عن امليكانيكا على الإطالق! هذا ال ستنتاج كان شائعا آانذاك وقد يكون مبدئيا ا ستنتاج صائب, ولكن ي وجدت اأن ه ا ستنتاج م شك ل لأن اأثناء قراءتي لن صو ص أار سط و بدا يل اأن ه مل يك ن جاهال بامليكانيكا فح س ب, ب ل ات ضح أانه ع امل فيزيائي سيء ب شكل موؤ سف. فيما يتعل ق باحلركة على وجه اخل صو ص, كان ت كتاباته مليئ ة بالأخطاء الفادح ة سواء يف صياغته ا املنطقية اأو يف اعتمادها على املالحظة. اجلان ب ال ذي هاجم ه ك ون ه و نقط ة ال ضع ف املركزي ة يف تف س ي ر whig للتاريخ العلمي. مبعاي ي ر الفيزياء احلديثة يب دو أار سطو غبي ا, ولكن ن ا نعلم اأن هذا غر صحي ح. اكت شاف كون الكبر كان نتيجة ا ستيعابه املفاجئ حلقيقة اأن ه لكي نفهم العلم الأر سطي يجب علينا اأن نعرف املناخ الفكري الذي كان يعمل أار سطو خالله. يجب اأن نفهم على سبيل املثال اأن ه بالن سبة لأر سطو ف اإن كلمة حرك ة تعني التغ ر ب شكل عام ولي س انتقال اجل س م الفيزيائي من مو ضع ملو ضع اآخر كما هو تعريفنا للحركة يف وقتنا احلا ضر. وبعبارة اأ شم ل,لكي نفهم التطور العلم ي يجب علينا اأن نع رف الب نية الفكرية التي يعمل العلماء مبقت ضاها. هذا الكت شاف ه و الأ سا س ال ذي بنى عليه ك ون كتابه العظيم. بقي ك ون يف هارفارد حت ى عام 1956. وبع د اأن ف ش ل يف احل ص ول عل ى وظيف ة دائمة يف اجلامع ة انتقل جلامعة كاليفورنيا يف بركل ي حي ث األ ف كتاب ه ال شهر هناك. ومت ت ترقيته اإىل مرتب ة بروفي سور عام 1961. يف الع ام الت ايل ن ش رت دار الن ش ر التابع ة جلامعة شيكاج و كتاب ه وعلى الرغم م ن اأن الطبع ة الأوىل كان ت تق ع يف 172 صفح ة اإل اأن ك ون بطريقته املعهودة كان يتح دث عن الكت اب بو صفه حم ض م س ود ة بدائية اأو من وذج اأو يل. كان ي ف ض ل بالتاأكي د اأن يكت ب م ا يق ارب صفح ة 800 طويلة وممل ة. ولكن حجم هذه امل س ود ة البدائية وقابلي تها للق راءة كان ا عام ل ي ني م ه م ني لنج اح الكتاب فيم ا بع د. عل ى الرغ م م ن اأن الكت اب يف بدايات ه مل ي شته ر بال سرع ة املطلوبة حيث مت بيع 919 ن سخة يف عام 1963-1962 اإل اأن ه يف منت صف ع ام 1982 مت بيع اأكر من ستمائ ة وخم سني أالف ن سخ ة وعدد الن سخ حت ى يومنا احل ايل تبلغ ملي ون واأربع مئة األ ف ن سخ ة. كتاب به ذا احلج م والنت شار يق ارب يف شهرت ه سل سل ة رواي ات ه اري بوتر العاملية. دع وى ك ون الرئي سي ة يف ه ذا الكتاب ه ي أان الدرا س ة الدقيق ة للتاري خ العلم ي تك شف اأن التطور يف أاي جمال علمي يحدث ع ب ر مراح ل متعاقب ة. أاطل ق عل ى املرحلة الأوىل ا سم العل م العتيادي أاو العمل الروتين ي, يف هذه املرحل ة يقوم جمموعة من الباحثني امل شرتكني يف بنية فكرية واحدة ت سم ى بارادامي أاو ن س ق فكري يقوم ه وؤلء مبحاول ة ح ل امل ش اكل الناجتة عن الفروقات بني ما تظه ره املالحظات العلمية والتج ارب وب ي ني التوق عات الت ي يفرت ضها ه ذا الن سق الفكري امل ش ت رتك البارادامي. غالبا هذه الفروقات يت م حل ها اإما بتعديالت طفيفة عل ى البارادامي امل شرتك أاو باكت شاف اأخط اء يف املالحظ ات والتج ارب. يق ول الفيل س وف اإي ان هاكين ج يف مقدمت ه الرائع ة لكتاب كون : العل م العتيادي ل يه دف اإىل البتكار ولكن يهدف اإىل تو ضيح وتنقي ح املفاهي م العلمي ة ال سائ دة, اإن ه يكت شف ما يتوق ع اأن يكت شفه. امل شكل ة تكمن يف اأن ه ذه الفروقات ترتاكم عر الزم ن حتى ت ص ل ملرحلة تدف ع بع ض العلم اء للت شكي ك يف الن س ق الفك ري أاو الب ارادامي نف س ه. حينه ا يدخ ل ه ذا املج ال العلم ي يف مرحلة اأزم ة على حد تعبر ك ون تتمث ل ب تزاي د املطالبات بتف س ي رات وا ضحة, الرغب ة يف جتربة أاي ش يء, التعب ي ر عن ال سخط وع دم الر ضا, الرج وع للفل سف ة ومناق ش ة صح ة املبادئ الفل سفي ة يف النهاي ة يتم حل ه ذه الأزمة ع ن طريق تغي ي ر جذري ث وري يف نظرتنا للعامل حيث يتم ا ستبدال البارادامي الناق ص احل ايل باآخ ر جدي د. ه ذه العملي ة هي ما ي ع ر ف الآن ب حت و ل الب ارادامي أاو حت و ل الن سق الفك ري, بعد اأن يح صل هذا التح و ل يرجع املجال العلم ي للمرحلة الأوىل الت ي ذكرناه ا ( العل م العتي ادي( وي ستم ر احل ال عل ى ه ذه املرحل ة حت ى يح صل التحو ل مرة اأخرى وهكذا. هذا الخت ص ار املخل الذي ذكرن اه للمرحلة الثوري ة ل ي ويف بح ق تعقي د و عمق فكرة كون, يجب اأن تقراأ كتاب ب نية الثورات العلمية لك ي تفهمها ب ش كل اأو ضح. ولكن ب ش كل عام هذا الخت ص ار يو ض ح ملاذا كان هذا الكتاب مبثابة صاعق ة مدوي ة بالن سبة للفال سف ة واملوؤر خني ال ذي صاغوا تف شر whig التاريخي للتقدم العلمي الذي ذكرناه سابقا. للتو ضيح دعونا نلقي ال ضوء على مرحلة العل م العتي ادي عند ك ون. اأكر فال سفة العل م تاأثرا يف ع ام 1962 كان كارل بوب ر الذي و صف ه هاكينج باأن ه الع امل الأ شد تاأث ي را يف كتاباته على العلماء التجريبي ني. خل ص كارل بوب ر جوه ر املنهج العلم ي يف عنوان اأح د كتب ه الفر ضي ات والتخطئة. و فق ا لبوب ر, العلم اء احلقيقي ون ( على خ ل الف املحل ل ي ني النف سي ي ني مثال ( يتمي زون مبحاول ة تخطئ ة ورف ض نظرياته م ب دل من حماول ة اإثباته ا. ولكن نظرية ك ون تن ص على أان حماولة رف ض النظريات العلمية املت ضم نة داخل البارادامي اأو الن سق الفكري ال سائد هو اآخر شيء يريد اأن يفعله العلماء العتيادي ون. اأث ار ك ون غ ض ب الكثر عندم ا و صف املمار س ة العلمي ة باأن ه ا جمر د ح ل األغاز واأ حجي ات. و كاأن رحلة اجلن س الب شري ال شاق ة نح و املعرف ة م شابه ة ملحاول ة حل الكلم ات املتقاطع ة يف جمل ة التاميز. ولكن يف احلقيق ة ح سا سي ة ه وؤلء النق اد كانت مفرطة. اللغز اأو الأحجية هي شيء يوجد له حل, وهذا ل يعني اأن العثور على احلل سهل اأو اأنه ل يتطلب جه د م ستمر واإبداع فكري. على سبيل املثال, رحلة البحث ال شاقة املكل فة ع ن بوزون هيجز والت ي اأثمرت نتائجها موؤخ را يف معامل شرن النووية ت عت ر مثال رئي سي ا ل ح ل الألغ از ال ذي كان يقوله كون لأن وجود هذا اجل س يم كان م ت وق عا و ف ق الب ارادامي ال سائ د اأو م ا ي ع ر ف ب النموذج املعياري لفيزياء اجل سيمات. الأم ر الذي اأث ار ج دل فل سفي ا وا سعا كان اإحدى نتائج نظرية كون املتعلقة بتحو ل الن سق الفكري, يق ول كون اأن الأن ساق الفكري ة املتعار ض ة غ ي ر قابل ة للمقارن ة. بعب ارة اأخرى, ل يوج د طريقة مو ضوعية لقيا س قيم ة كل ن س ق. على سبي ل املثال: ل توج د طريق ة لعم ل مقارن ة ب ي ني قيم ة ميكاني كا نيوت ن ( والتي تتعام ل مع كرات البلي اردو والكواك ب لك ن ل تنطب ق عل ى اجل سيم ات حتت الذري ة( و ب ي ني ميكانيكا الك م )والت ي تتعامل م ع اجل سيمات حتت الذرية(. ولكن األ يل زم من عدم القدرة على املقارنة بني الأن س اق الفكرية بناء الثورات العلمي ة على اأ س س غر عقالنية )ولو بوجه م ا ) ويف ه ذه احلال ة األ تك ون حتو لت الأن س اق الفكري ة )حت و ل الب ارادامي( والت ي نحتفل بها بو صفه ا فتوحات علمية, األ تك ون تل ك الفتوح ات جم ر د نتائ ج حم ض ة ملخالف ة ال سائ د اأو خمالف ة ما ي ع ر ف ب سايكولوجي ة اجلمهور كت اب كون أاث ار العدي د م ن النقا شات والتعليق ات والتحلي ل الت النقدي ة. تاأكيده على أاهمي ة اجتماع الباحث ي ني امل شرتكني يف ن س ق فكري مع ني اأد ى اإىل اإن شاء فرع أاكادمي ي ي ع ر ف ب اجتماعي ات العلوم حيث يق وم الباحث ون مبالحظ ة املجالت العلمي ة ودرا س ة سلوك العلم اء متاما كما يدر س علم اء الأنروبولوجي ا القبائ ل البدائي ة الغريب ة وبالت ايل ي عت ر العل م الطبيعي جمرد ثقافة م ن الثقافات املتنوعة يف املجتمع ول يتم النظر إاليه على اأن ه منتج مقد س غ ي ر قابل للم س م ن منتجات ع صر التنوير. أام ا فيم ا يخ ص فكرت ه الكب ي رة تل ك املتعل ق ة بالب ارادامي بو صف ه ب ني ة فكري ة جتع ل العل م والبح ث ممكن ا انت ش رت هذه الفك رة انت شارا وا سعا حتى أان التج ار واأ ساتذة موؤ س سات الأعمال واأهل الت سويق قام وا بتبن ي ه ذه الفكرة بو صفه ا طريقة لتف س ي ر احلاجة لتغ ر ات جذري ة اإبداعية عند من سوبيهم. وعلم اء الجتماع راأوا يف تبن ي ن سق فكري أاو ب ارادامي معني و سيلة للح ص ول عل ى الح ت رتام وعل ى متوي ل لأبحاثه م وال ذي اأد ى اإىل ظه ور اأن س اق فكري ة م ر ضي ة يف جمالت مث ل القت صاد حيث اأ صب ح إاتقان الريا ضي ات مقد ما على فهم كيفية عمل امل صرفي ة واإتقانها والعواقب التي ا ضطررنا إاىل حتم لها الآن. الفك رة املث ي رة حق ا ه ي ا ستخ دام فك رة ك ون لتف س ي ر إاجن ازه العظي م نف سه. بطريقت ه الهادئ ة, متك ن ك ون من بناء ث ورة فكري ة ع ن طري ق حتوي ل نظرتن ا وفهمن ا للعل وم م ن ال سي اق التاريخ ي اخلا ص ب whig اإىل النظرة الكوني ة التي ج اء بها. ومعظم ما يت م عمله الآن يف تاريخ وفل سفة العلوم ي عت ر من مرحلة العلم العتيادي وفق البارادامي اجلديد ولكن الفروقات التي حتدثنا عنها )بني املالحظات والتج ارب العلمي ة وب ي ني التوق ع ات التي يفر ضه ا الب ارادامي( ب داأت الآن بالرتاك م. كون كان يرى اأن العلم يعتمد ب ش كل اأ سا س ي عل ى النظرية كما كان يعتقد بوبر ولك ن العديد م ن الأبح اث العلمي ة الريادي ة تعتم د عل ى البيان ات واملعلوم ات اأكر م ن اعتماده ا على النظري ات. وبينما كانت الفيزياء ه ي م ل ك ة العلوم ح ي ني ت أاليف كت اب بنية الث ورات العلمي ة, أام ا الآن فه ذا الدور انتقل اإىل عل م اجلين ات اجلزيئي ة والتكنولوجي ا احليوي ة. فهل ينطبق حتليل كون على هذه املجالت العلمية واإذا مل ينطب ق, ه ل ح ان الوق ت للتحو ل ل ب ارادامي اآخر يف الوق ت احل ايل, اإن كنت تريد عم ل قائمة بالكتب التي ت ود قراءتها قب ل موتك, ل بد أان تك ون حتفة ك ون هذه من ضمن القائمة. رئي س جمل س الإدارة رئي س التحرير رئي س التحرير التنفيذي ------------------------ علي ح سني سكرتري التحرير ------------------------ رفعة عبد الرزاق الخراج الفني ---------------- خالد خ ضري طبعت مبطابع موؤ س سة املدى لالعالم والثقافة والفنون
توماس كون.. العلم ونظرياته الثورية قبل صدور كتاب س تيفن هوكينغ الش هري " تاري خ موجز للزمان " باك رث م ن عرشين عاما تلقت االوس اط الفلس فية والعلمية يف الع امل كتاب مثري للجدل بعنوان " بنية الثورات العلمية " للكاتب االمرييك توماس كون والعجيب ان هذا الكتاب ايضا القى صدى يف ترجمت ه العربي ة التي صدرت املرة االوىل عن سلس لة عامل املعرف ة الكويتي ة عام 1997 برتجمة ش وقي ج الل ثم توالت طبعاته ليصدر ع ن املنظمة العربية للرتجمة ع ام 2008 برتجمة حيدر حاج اس ماعيل وليعاد طبعه من جديد عام 2017 برتجمة شوقي جالل مع مقدمة جديدة كتبها إيان هاكينج.. علي حسين كان توما س ك ون طال ب درا س ات علي ا يف الفيزي اء عندم ا طل ب من ه ان يق دم حما ضرات يف دورة تدريبي ة ح ول تاري خ العل م جلمهور لينتمي اىل ف صيل ة العلماء ويخرنا يف مقالة له ان ه ذه الدورة التدريبية غ ي رت وجهة نظره ح ول العل م فا ضط ر ان ي ت رتك اتطروحت ه يف الفيزي اء ليكتب بع د خم س سن وات كتابا عن " كوبرنيكو س " وعندما بل غ الربعني من عمره ا ص در عام 1962 كتابه " بني ة الثورات العلمية " ومل ي شتهر الكتاب يف البداية حيث بيع منه م ا يق ارب الت سعمائ ة ن سخ ة فق ط ال انه يف بداي ة الثمانيني ات بيع اكر م ن مليون ن سخة ثم توال ت طبعاته ومتت ترجمت ه اىل اكر من ثالثني لغة حتى ان مون قال لزوجته لقد ا صبت بال صدمة هل يعقل ان كتاب عن العلوم يجعلني اح صل على كل هذه الروة. كان ك ون يف بداي ة المر يخطط ل ص دار كتاب بعن وان " مو سوع ة العل وم املوح دة " لكن ه اكت شف وهو يراجع العديد من امل ؤولفات ان الكتب التقليدية التي يقراها الطلبة يف اجلامعات والتي تناق ش تطور العلوم ما هي ال عبارة عن " كتب سياحي ة " كما يقول فهي ت صف نظريات ن شاأت م ن جتارب علمية ناجح ة ادت اىل زيادة املعرفة ويت س اءل كون : ه ل يتقدم العلم به ذه الطريقة وال س ؤوال الآخ ر : هل تاريخ العل م هو سل سلة م ن التط ور الرتاكمي الذي تنتج في ه النظريات العلمي ة انطالقا م ن النقطة الت ي توقفت عندها النظري ات ال سابق ة له ا. يرى ك ون أان الأمور ل ت س ي ر كما يرى ا صح اب " الكتب املدر سية " لن البحث العلم ي يقول كالما آاخر وهو ان هذه النظ رة املثالية صاحلة فقط يف الكتب املدر سية. لن تاريخ العلم يحتوي العديد من النقطاعات او م ا ي سميه كون "الثورات العلمية" التي تنتج ع ن فه م مغاير لل ساب ق وتثمر ع ن توجه جديد يف العل م ونظ رة خمتلف ة. هذه الث ورات تعني حتو ل يف النم وذج املتعارف علي ه من القوانني والتقني ات والأدوات املرتبط ة بنظري ة علمي ة وامل سرت ش دة به ا والتي بها ميار س الباحثون عملهم ويديرون ن شاطاتهم. وحاملا تتاأ س س تتخذ ا س م " العل م الع ادي". ولذا ف اإن تاري خ العلم ح سب نظرية كون يتطور ب شكل مغاير وعلى هذا النح و : ت صدر نظرية علمية ما ثم حتظى بقبول املخت ص ي ني حتى تتح ول إاىل جمموعة متكاملة م ن النظري ات والتطبيق ات والأدوات الت ي تتمك ن م ن اعطاء اجل واب احلا س م يف جمالها وي صبح الغالبية من العلم اء يفكرون من خاللها وين شغل ون فيه ا. يف ه ذه احلال ة ت صبح هذه النظري ة منوذج ل بد من الحتذاء به داخل العلم واإل مت ال ستبعاد والتجاهل. ت ستمر الأمور على هذه احلال حتى يبد أا هذا النموذج بعد سنوات او عق ود او حتى قرون الجاب ة على اأ سئلة معينة. يف البداي ة يتم اللتفاف عل ى هذه الأ سئلة من اأج ل الإبقاء على النم وذج ولكن مع تزايد الأ سئلة حتني الثورة العلمية الت ي تبد أا بت ص ورات ونظريات خارج إاطار النموذج ال سابق بل ومعار ضة ل ه وحتمل ت صورا للك ون واملج ال يختل ف ع ن ال ساب ق وبه ذا يتكون منوذج علمي جديد. عندما صدر كت اب " بنية الث ورات العلمي ة " كان صادم ا للق راء ح ي ني يفرت ض ان العل م لياخذ الن ساني ة عل ى م س ار خط ي اني ق نح و حقيقة مو ضوعية عن واقع العامل من خ ل الل مراكم ة مراقبات جتريبية لكنه ابداع الن سان يف الواق ع. يكت ب توما س ك ون : إان كان العل م حماول ة جلع ل نظرياتنا تتوافق مع الطبيع ة ف ان طبيع ة الن س ان حينه ا ه ي م ا علينا ان ننا ضل من اجلها اول ". تاث ر توما س ك ون بالفيل سوف الكبر كارل بوبر ( ولد عام 1902 وتويف عام 1994 ) والذي لعب دورا كبرا يف يف و ضع مفاهي م جدي دة لفل سف ة العل وم وذلك م ن خالل كتاب ه ال شهر " منط ق البح ث العلم ي " ال ذي صدر ع ام - 1934 صدرت ترجمنه العربية يف طبعت ي ني الوىل ع ام 1982 والثاني ة ع ام - 2009 كان كارل بوب ر ال ذي و صفه هوكينغ بانه الفيل سوف الكر تاثرا عل ى العلم اء يف الع صر احلديث حيث يرى بوبر ان العلم اء احلقيقي ون يتمي زون مبحاولة تخطئة ورف ض نظرياته م بدل من حماولة إاثباتها حيث ت سنتد فل سفة بوبر كما جاءت بكتابه ال شه ي ر ه ذا اإىل أان اخلا ص ة املنطقي ة املميزة للعلم التجريبي ه ي إام كان تكذي ب عبارات ه هي قابليت ه امل ستمرة للمواجهة مع الواقع والوقائ ع للنق د واملراجع ة واكت ش اف الأخطاء وبالتايل الت صويب والقرتاب الأكر م ن ال ص دق التق دم امل ستمر يكت ب توما س كون ان بوبر :" علمن ا كيف تكون فل سفة العلم هي منطق قابل للتقدم امل ستمر". ولد توما س كون عام 1922 لب مهند س وام تعمل يف ال صحاف ة وقد ن ش أا يف نيويورك در س الفل سفة ثم ب د أا يتخ ص ص يف تاريخ العل وم مل يح صل على كر سي ال ستاذية يف هارف ارد التي تخرج منها ع ام 1945 فعمل يف جامع ة كاليفوروني ا وبعد صدور كتابه بنية الث ورات العلمية عر ض ت عليه هارفارد من ص ب بروفي س ور لكن ه ف ض ل جامع ة برن ستون اول كتبه صدر عام 1957 بعنوان " الثورة الكوبرنيكية " بعدها ا صدر عام 1961 كت اب وظيف ة البح ث العلم ي ع ام " 1962 بني ة الث ورات العلمي ة " ثم ا ص در كتاب " م ص ادر تاريخ فيزي اء الكم عام 1967 وكتاب درا سات خمتارة ع ام 1977 تويف توما س كون عام. 1994