الزواج والبيت المثالي نداء الرجاء اقتباسات منقحة من كتاب دائرة المعارف فهمي حناوي All Rights Reserved جميع الحقوق محفوظة جميع الحقوق محفوظة للمؤلف وال يجوز نشر أو إعادة نشر أو طبع هذا الكتاب بأي طريقة طباعية أو الكترونية بهدف بيعها أو المتاجرة بها أو وضعها على شبكة اإلنترنت إال بإذن من الخدمة العربية للكرازة باإلنجيل. يمكنك أن تحتفظ بالكتب والمقاالت لإلستخدام الشخصي كما يمكنك أن تنسخها ألجل توزيعها مجانا لتعم الفائدة. 0
المحتويات الفصل األول: الزواج من صنع السماء الفصل الثاني :اختيار شريك الحياة الفصل الثالث :الخطبة الفصل الرابع: أول الفصل الخامس: أسس أيام الزواج السعادة الزوجية الفصل السادس: ما يقوله الكتاب المقدس عن الزواج مسابقة كتاب الزواج والبيت المثالي 1
الفصل األول الزواج من صنع السماء )1( الزواج نظام إلهي ونسبة مقدسة بها يصير الزوجان واحدا باتحاد قوامه الحياة المشتركة واعتبار شخصية كل من االثنين ومساواتهما في الكرامة واالعتبار مع االتفاق الحقيقي في كل مقاصد الحياة لخيرهما األعظم ولمجد الله. وهذا االتحاد دائم إال بسبب الزنى. )2( وهو رباط ديني إلهي بين رجل واحد وامرأة واحدة - المرأة في ذلك بالطاعة والرجل بالمحبة واالثنان معا الواحد نحو اآلخر بالصداقة والتعاون. )3( لقد قرر الكتاب بأن الزواج كان من استنساب الل ه نفسه ومن صنعه إذ بعد أن عم ر الجنة وخلق آدم قال الرب اإلله: «ل ي س ج ي دا أ ن ي ك ون آد م و ح د ه ف أ ص ن ع ل ه م ع ينا ن ظ ير ه». و ج ب ل الر ب اإل له م ن األ ر ض ك ل ح ي و ان ات ال ب ر ي ة و ك ل ط ي ور الس م اء ف أ ح ض ر ه ا إ ل ى آد م ل ي ر ى م اذ ا ي د ع وه ا و ك ل م ا د ع ا ب ه آد م ذ ات ن ف س ح ي ة ف ه و اس م ه ا. ف د ع ا آد م ب أ س م ا ء ج م يع ال ب ه ائ م و ط ي ور الس م اء و ج م يع ح ي و ان ات ال ب ر ي ة. و أ م ا ل ن ف س ه ف ل م ي ج د م ع ينا ن ظ ير ه. ف أ و ق ع الر ب اإل له س ب اتا ع ل ى آد م ف ن ام ف أ خ ذ و اح د ة م ن أ ض ل ع ه و م ل م ك ان ه ا ل ح ما. و ب ن ى الر ب اإل له الض ل ع ال ت ي أ خ ذ ه ا م ن آد م ام ر أ ة و أ ح ض ر ه ا إ ل ى آد م. ف ق ال آد م : «هذ ه اآل ن ع ظ م م ن ع ظ ام ي و ل ح م م ن ل ح م ي. هذ ه ت د ع ى ام ر أ ة أل ن ه ا م ن ام ر ء أ خ ذ ت». ل ذل ك ي ت ر ك الر ج ل أ ب اه و أ م ه و ي ل ت ص ق ب ام ر أ ت ه و ي ك ون ان ج س دا و اح دا» )تك 22-2:12(. صحيح أن آدم نفسه رأى حاجته للزوجة لما رأى لكل ذكر من الحيوان أنثاه «أ م ا ل ن ف س ه ف ل م ي ج د م ع ينا ن ظ ير ه» )تك 2:22( لكنه قال هذا وطافت بعقله األمنية عن طريق المقارنة بينه وبين الحيوان في الحياة الزوجية وسكت. أما الله فرأى صوابية هذا األمر ودبره بخلق حواء من جنبه وأحضرها إلى آدم كعروس له راسما لهما عقد الزواج األول بنفسه )1( للمعاونة «معينا نظيره» )2( ول للفة «عظم من عظامي ولحم من لحمي» )3( ول لتحاد «لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته» )2( ولتكميل الواحد اآلخر «يكونان جسدا واحدا». )2( ومن أهداف الزواج إنجاب النسل: )1( لبقاء الجنس البشري )2( وإليجاد النسل الشبيه بمن نحبه فيرى الزوج في ابنه أو بنته شبها باألم أو ترى األم في ابنها أو بنتها شبيها باألب )3( ولحب التآلف )2( والجو العائلي الذي هو بذرة المجتمع )5( وحب تأريث أوالدنا ما عندنا )6( والتمتع بالمسرات المشتركة )7( والتسامي بالتفكير في العائلة األبدية الكبرى التي تضم أوالد الل ه وبناته من كل األجيال. 2
)5( والزواج شركة محبة متبادلة متساوية فهو قبل كل شيء عملية أخذ وعطاء واندماج فردين في واحد. قد يميل فريق أن يأخذ فقط وهنا األنانية مجسمة وقد يميل فريق أن يعطي فقط وهنا الكبرياء واالعتداد بالذات والرغبة في إذالل الفريق اآلخر في جعله كشحاذ ذليل يأخذ وال يعطي. أما دوام االنسجام فهو في االستعداد للعطاء واألخذ معا. )6( وفي شركة الزواج يحل الزوجان مشاكل الحياة معا وحل المشاكل يجلب السعادة للناس. ومن أجدر بحل مشاكل الزوج إال زوجته ومن أجدر بحل مشاكل الزوجة إال زوجها ومن يحنو على الزوج ويساعده على حل مشاكله إال الزوجة قال طبيب مشهور: «من مزايا الزواج أنه يؤثر تأثيرا مثمرا في عقلي الزوجين بما يوحيه كل من الزوجين إلى اآلخر. والزواج قوة رابطة كبيرة لما فيه من توحيد المصالح واألهداف إذ تقسم فيه األعمال والتبعات تقسيما صحيحا». كان جراهام بل مخترع التليفون مدر سا في مدرسة للصم وهناك وجد فتاة ثقيلة السمع أحبها وأراد أن يتغلب على صعوبة سمعها فاخترع التليفون! فقد أوحى إليه حبه لفتاته وشريكة حياته في المستقبل بهذا االختراع المجيد. وكم يوحي الزواج إلى الزوجين بأفكار نبيلة وإيحاءات سامية! يعتبر البعض الزواج شرا ال بد منه لما فيه من تحم ل المسؤولية نحو العائلة ولكنه في الواقع خير يخرجنا من دائرة الذاتية إلى محبة الغير لنهتم بالزوجة وباألوالد معا ونبدي نحوهم المحبة واإلهتمام. لعل الزواج أقوى دافع تعليمي في مدرسة الحياة بأكملها. وليست الحياة لعبة غبية فهنالك دروس: للتعاون والعطف والحنان والشعور بالمسؤولية والصداقة ومراعاة الشعور والتضحية والبذل واإلخاء والشجاعة والشهامة والمروءة عدا تعليم األطفال والعناية بهم والتضحية ألجلهم ليخرج جيل من األبطال لمجد الل ه ولخير الكنيسة والمجتمع. )7( بالزواج نحوز على الرضى اإللهي ما أجمل ما قاله الكتاب «م ن ي ج د ز و ج ة ي ج د خ ي را و ي ن ال ر ض ى م ن الر ب» )أمثال 12:22( فبالزواج نجد الخير الروحي والعقلي والجسدي مع نوال الرضى اإللهي بقبول مبدأ الل ه في الزواج والدخول في ع لقات المحبة ومسؤوليات التضحية والنسل والعمل على راحة الغير. كما أن العائلة المسيحية هي نواة الكنيسة وصورة مصغ رة لما ستكون عليه عائلة الل ه الكبرى في السماء!! الزواج من واحدة: 3
)2( من البدء سمح الل ه برجل واحد المرأة واحدة. خلق الل ه آدم وخلق له حواء )واحدة( وقد تكرر هذا الوضع بذاته لما أهلك الل ه العالم بالطوفان فقد أمر نوحا وامرأته وبنيه الث لثة ونساءهم بالدخول إلى الفلك )تك 7:13(. أي أن كل رجل دخل الفلك دخلت معه امرأة واحدة. ولو كان الل ه يبيح تعدد الزوجات لكان باأل و لى قد أباح ذلك بعد خ ل ق اإلنسان مباشرة لكي يعمر األرض... ولكان قد كرر ذلك بعد ترك الفلك لإلسراع بتعمير األرض مرة أخرى بعد خرابها بالطوفان. صحيح أن اليهود أباحوا الزواج بأكثر من واحدة قبل السبي ولكنهم بعد السبي اكتفوا بواحدة. )9( وتقرر المسيحية بج لء أن رج ل واحدا المرأة واحدة بالزواج يصبحان جسدا واحدا. وهذه القاعدة الطبيعية ال يمكن أن تتوفر في حالة رجل واحد يعاشر أكثر من إمرأة واحدة إذ كيف يكون الرجل مع أكثر من امرأة جسدا واحدا إنهم يكونون في هذه الحالة عدة أجساد! والرجل الواحد للمرأة الواحدة أمر تتوفر فيه المعاني التي ترمز إليها المسيحية وهي معاني الطهر والنعمة والقداسة وما ينتج عنها من محبة ووئام وتعاون وتضحية. ولكن في حالة تعدد الزوجات تتعدد هذه المعاني وهذا أمر مستحيل عق ل وبداهة ألن هذه المعاني الروحية العاطفية السامية غير قابلة للتجزئة واالنقسام والتوزيع ألنها بطبيعتها واحدة ال تنقسم ف ل يمكن للرجل أن يحب المرأة الثانية كاألولى أو كالثالثة. وال يمكن للزوجة أن تحب ذلك الرجل ما دام له زوجات أخريات ذات الحب الكامل الذي يتوفر في حالة انفرادها إذ يجب أن تتجه العاطفة كاملة من الرجل الواحد للمرأة الواحدة ومن المرأة الواحدة للرجل الواحد وبذلك يكون أساس هذه الرابطة معنويا وجسديا قائما على أساس واحد قوي دون أن يتعرض لعوامل الحقد أو الغيرة. هذه هي األسس الدينية والنفسية واالجتماعية التي قام عليها الزواج األول بين آدم )الرجل األول( وحواء )المرأة األولى(. وهي بذاتها التي يقوم عليها الزواج بين المسيحيين ألن المسيحية أزلية والمسيح أزلي مع اآلب )ككلمته(. القواعد المسيحية إذا واحدة ال تتغير بسير الزمن أو تطور األحوال والظروف. لم يقل الكتاب إن الل ه خلق آلدم غير حواء... وهذه الحالة األولى التي بدأت بها الخليقة كما جاء في الكتاب المقدس مستمرة دائمة ألن المسيحية حق والحق واحد وهي لذلك ال تقبل التغيير والتبديل والتعديل. ولما نجيء إلى أقوال السيد المسيح نراه يقرر ذات الشيء فيقول لليهود طالبي الط لق: «إن الله م ن ال ب د ء خ ل ق ه م ا ذ ك را و أ ن ث ى» أي ذكر واحد وأنثى واحدة )متى 19:2(. زواج مؤمن بمؤمنة: 4
)12( ال تصرح المسيحية للمسيحي بالتزوج من غير مؤمنة حقيقية بالمسيح حسب قول الكتاب: «ت ت ز و ج ب م ن ت ر يد ف ي الر ب ف ق ط» )1 كو 7:39( حتى ال يكون هناك تخالف. قال أحدهم: هذا أمر إلهي مدون في الوحي وموجب للطاعة كأي أمر آخر من أوامره المقدسة ويعتبر كسره عصيانا على الل ه مثل كسر أية وصية أخرى من الوصايا اإللهية. والمسألة هنا أبعد من أن تتصل بالزواج من دين آخر بل الشريعة المسيحية تقصد ما هو أهم من ذلك بكثير أن المسيحي الحقيقي والذي هو ابن لل ه بإيمانه بالمسيح ال يجوز له أن يأخذ حتى مسيحية باإلسم بل مسيحية حقيقية مثله ابنة لل ه بإيمانها بالمسيح ربا ومخلصا... وطبعا ما ينطبق على الرجل هنا ينطبق على المرأة أيضا... وهذا يقينا شر مصائب النير المتخالف كقوله: «ال ت ك ون وا ت ح ت ن ير م ع غ ي ر ال م ؤ م ن ين «)2 كورنثوس 6:12( ال تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين» فإن كان الكتاب قد منع النير المتخالف في ع شرة الناس بعض الوقت فماذا عن عشيرة أو عشير العمر كله قال أحدهم إن زواج مؤمن بغير مؤمنة هو ربط حمل مع خنزير في مكان واحد معا وعلى الدوام! )11( كثيرا ما يغير أحد الشريكين دينه ال حبا في الدين اآلخر- بل ليفوز بمن أراد وفي هذا عدة أخطار: )1( أن يصبح الدين لعبة في سبيل الزواج. )2( إن من غي ر دينه كثيرا ما يثوب إلى رشده ويندم على ما فعل في نشوة العاطفة ويعود إلى دينه فتبدأ المشاكل الخطيرة ويتهم الواحد اآلخر بالخداع والرياء. )3( فيتعذب األوالد في هذا السبيل عذابا شديدا من الجذب والدفع بين الدينين. )2( بعد هذا قد يعود أحدهما إلى شريكه السابق فتتفاقم المشاكل من خصام فط لق فتشويه سمعة فالتهديد بالقتل. قال كاتب مسلم نبيل بكل صراحة في جريدة األخبار: «سأشه ر بالزوج المسيحي الذي يعتنق اإلس لم ال عن إيمان واقتناع وإنما ليتخل ص من زوجته المسيحية!.. سأعلن أنه كافر وأن اإلس لم بريء منه. وأطالب بتجريده من كل الحقوق المدنية ألنه رجل حقير يحاول أن يخدع الل ه ليطعن امرأة ضعيفة»! ط لق فرجوع للزوج األول: )12( إن الكتاب واضح في أنه ال ط لق إال لعلة الزنى ولكنه يتصدى ألمر آخر هام وهو أنه إذا طلق رجل زوجته وصارت آلخر ال يجوز رجوعها لزوجها األول )تث 2-22:1(. ويذكر السبب فيقول: «ب ع د أ ن ت ن ج س ت «)آية 2 (. قال بعض المفسرين ألنها تنجست في نظر األول بالنسبة لما كان في قلب الل ه من البداءة أنه ال ط لق إال لعلة الزنى. وبما أن المفروض أن زوجها األول طلقها لهذه العلة فإنها قد انفصلت عنه شرعيا ف ل تعود إليه إذا طلقها زوجها الثاني أو إذا مات... وقال البعض إن الوحي قد ذكر ذلك حتى ال تكون 5
المرأة مزواجة تذهب من رجل إلى رجل آخر وخير لها أن تلبث غير متزوجة كما قال الرسول بولس عن المرأة التي يموت زوجها )1 كو 7:2( 6
الفصل الثاني اختيار شريك الحياة )13( قال أحد الحكماء: إذا أردت أن تسافر برا ففكر مرة! وإذا أردت أن تسافر بحرا ففكر مرتين!! وإذا أردت أن تسافر جوا ففكر ث لث مرات!!! وأما إن أردت أن تتزوج ففكر سبع مرات!! )12( يوجد مثل إيراني يقول: «إذا ذهبت لسفر فادع الل ه مرة.. وإذا ذهبت لحرب فادع الل ه مرتين.. وأما إذا أردت الزوجة فادع الل ه ث لث مرات!». أسئلة قبل الخطبة: )15( يحسن بالخطيب الذي يختار خطيبته أو الخطيبة التي تختار خطيبها أن يضعا األمور اآلتية قبل اختيارهما لتجعلهما أن يفكرا في خطورة األمر: إن الشريك اآلخر سيكون زميلنا طول العمر: إن بصحة جيدة أو سقام بأخ لق فاضلة أو بأخ لق رديئة إن بعلم أو بجهل. إن الشريك اآلخر سيكون أما أو أبا ألوالدنا وهم أعز من لنا في هذه الحياة سيكونون المدرسة األولى لتربيتهم فإما أن يخرجوا منهم أفضل ما يكون من األوالد إذا كان اختيارنا هو األفضل أو شيئا رديئا مماث ل الختيارنا الردئ. إن الظواهر قد ال تكون مثل البواطن فعلينا أن نحذر االندفاع الجنوني أو العاطفي أو مجرد اقتراح أحد الناس ولو كان أعز الناس عندنا بدون فحص أو تمحيص في أمر هو أخطر شأن من شؤون الحياة. إن هذا االختيار سيقرر مصيرنا في المجتمع إلى أبعد الحدود وهو إما أن يكون دافعا إلى السعادة والنجاح أو إلى الشقاء والفشل. إن هذا سيكون له مساهمته في تقرير ذات مصيرنا األبدي بما سيطبعه فينا من أخ لق بتفاعلنا مع الشريك اآلخر.. فلنعلم يقينا أن اختيارنا للشريك اآلخر هو أعظم اختيار لنا بعد اختيار تسليم حياتنا لل ه. )16( س ئل أحد خدام الل ه: هل كل زواج من الل ه فأجاب: ك ل بل يوجد زواج من الشيطان يتمم به مآربه كزواج أخآب بإيزابل. ويوجد زواج من البشر بتدخل الجسد والتسرع كزواج إبراهيم بهاجر مما سبب له ولسارة ولهاجر وولدها متاعب. ويوجد 7
زواج من الل ه رأسا كزواج إسحق برفقة. لذلك يجب أن نحترس لئ ل نسقط في نوع الزواج األول أو الثاني... بل يكون زواجنا كالنوع الثالث بترتيب الل ه وبإرشاده. )17( قيل عن الفيلسوف المشهور جان جاك روسو إنه كان جالسا ذات يوم يتحدث مع إحدى السيدات وكانت من معارفه فسألته ما هي الصفات الخارجية والداخلية التي يجوز لكل فتاة أن تتزي ن بها إن أرادت اإلقتران وأحبت أن ترضي زوجها وتجعله فيلسوفا. فأخذ الفيلسوف ورقة وكتب فيها اآلتي: الجمال )صفر(. المهارة في التدبير المنزلي )صفر(. العلم والمواهب العقلية )صفر(. الحسب والنسب )صفر(. الص لح القلبي )1(. فنظرت السيدة إلى هذا الجدول وذ هلت ألنها لم تفهم شيئا. ثم قالت للفيلسوف: «لعلك تمزح». فأجابها: «بل إن ما ذكرته هو الحق وإليك ج لء الغامض: إذا كان للفتاة قلب صالح فهو لها أساس تستطيع أن تبني عليه باقي الصفات والمزايا الحسنة. وقد قد رت هذه الميزة األساسية برقم )1( فإذا هي أضافت إلى ص لح القلب جماال فإنها تكون أضافت إلى الواحد صفرا فتصير قيمتها )12( وإذا أضافت إلى هاتين الصفتين عق ل راجحا فتكون قد أضافت إلى العشرة صفرا آخر فتصير )122(. وإذا إضافت إلى ذلك المهارة في التدبير المنزلي أصبحت قيمتها )1222(. وعليه فيكون ص لح القلب هو األساس لكل هذه القيم وبدونه تكون كل صفات المرأة ومزاياها أصفارا بجوار بعضها ال قيمة لها إال بإضافة الواحد الذي هو الص لح القلبي أساس كل الصفات والطيبة والفضائل». )12( قال أحدهم: ال يمكن أن نتصور أن إنسانا عاق ل يغفل عن أنه عندما يقترن بشريكة حياته يقترن أيضا بكامل أسرتها )1( من جهة سمعتها )2( وأمراضها الوراثية )3( وأخ لق أفرادها التي ال شك أنها حفرت عميقا في حياة زوجته وستؤثر حتما في نسله في المستقبل. وقال آخر إنك بارتباطك بعائلة بالزواج إما أن تضع نفسك في وجه المدفع في وجه عائلة متعبة أو مشاكسة أو تربح عائلة تصبح أنت ابنا جديدا عزيزا من أبنائها كما أن أسرتك تربح بنتا جديدة عزيزة ت ضاف إلى ع داد بنيها وبناتها. وويل لمن كانت حماته شريرة وخؤولة أوالده أثيمة وخاالت وعمات عياله شاذات فإنه يجني مر أثمار الكدر منهن جميعا. وطوبى لمن كان هؤالء كلهم من فض لء القوم فإنه يجني منهن أحلى الثمار له ولجميع أفراد عائلته... 8
)19( قالت فتاة: إنني ال أريد الرجل الذي يريد مني مجرد أن أرعاه وأنظم له حياته وال الرجل الذي أقف إلى جانبه كدمية جميلة يتباهى بحيازتها ولكني أريد الرجل الذي يتجاوب معي عق ل وروحا وجسدا. )22( وضع أحدهم هذه األسئلة التي يجب أن تسألها الشابة قبل أن ت قدم على اختيار شريك الحياة: )1( هل عمله هادئ أم يحتاج إلى جهد ينهكه )2( هل هو حر التصرف بعد انتهاء ساعات العمل المحددة أم يجب أن يكون مستعدا للعمل في كل لحظة وال يشعر مطلقا بأن له وقتا خاليا يتصرف فيه كيف يشاء وهل تستطيع هي أن تحتمل ذلك أم أن هذا فوق طاقتها )3( هل يقوم بعمله في مكان واحد أم يضطر أحيانا إلى السفر مسافات طويلة وأوقات كثيرة بعيدا عن بيته ماذا عن القومسيونجي )الس مسار( والمفتش والبح ار والواعظ المتجو ل هل ترضى بواحد مثل هؤالء أم خير لها أن تتنحى عن ذلك إذا لم تحتمله ليتحمله غيرها فليفكر العروسان في هذا األمر ألن ك ل منهما سيرهن نفسه لآلخر مدى الحياة. فإم ا التضحية والرضى المتواصل وإم ا رفض ذلك من البداءة. أما قبوله ثم التذمر عليه في ما بعد فليس من النبل أو العدل في شيء... )21( قبول الشريكة لشريكها مع عائلته: كانت مناقشة حادة بين الزوج وزوجته قالت الزوجة: «لماذا طلبت من والدتك أن تأتي للبقاء عندنا إن وجودها يصيبني بالعصبية. إنني أشعر أنها تنتقد كل ما أفعله أو أقوله ع لوة على أنها تفسد األوالد بالتدليل الزائد». وأجاب الزوج: «ال تفكري في أمر تدليل األطفال. سأحاول أن ألفت نظر أمي إلى هذا الموضوع». وقالت الزوجة: «ال أصدق إنك ستلفت نظر والدتك إلى أي شيء بدليل أننا نتشاجر معا في كل مرة تزورنا. فلماذا طلبت منها أن تحضر للبقاء فترة طويلة عندنا». وأجاب الزوج: «ألنها أمي». فقالت الزوجة: «وهل تزوجت أمك أم تزوجتك أنت». فألقى الزوج على زوجته درسا يجب أن تفهمه كل زوجة.. قال: «إن المرأة عندما تتزوج فهي تتزوج الرجل وأ سرته وهذا أمر ال يمكن الهروب منه وخصوصا إذا كان الزوج قد نشأ في أ سرة متماسكة مترابطة مبنية على أساس قوي من الحب والواجب. والزوجة التي تحاول أن تفك هذه الرابطة ترتكب ذنبا كبيرا في حق زوجها وفي حق أ سرته كلها. وكونها ال تحب أن تكون هي فردا من هذه األسرة أو كونها 9
ال تحب أن تفرض هذه األسرة نفسها على حياتها الزوجية ال يبرر أبدا حرمان زوجها أ سرته أو حرمان هذه األسرة منه. من إن واجب الزوج ومسؤوليته نحو والديه ال يقل بل يزيد مع الزواج ومع تقدم والديه في السن. ونفس الوضع أيضا بالنسبة للزوجة مع والديها. وهذه المسؤولية ال يستطيع الزوج وحده أن يتحملها- كما ال تتحملها الزوجة وحدها. فالمفروض أن يتعاون االثنان معا على القيام بهذه المهمة نحو الطرفين. إنني أوافقك في أن وجود الحماة في البيت يسبب خ لفات كثيرة بين الزوجين ولكن إذا كان ال بد من حضور الحماة ألنها وحيدة أو ألنها ال تجد من يرعاها ففي هذه الحالة ال يمكن التفكير في الخ لفات البسيطة التي قد تحدث بيننا. وفي حالة بقائها معنا في البيت يجب أن نتفق معا على أسلوب معي ن في معاملتها ومساعدتها فهذا أسلم وسيلة تضمن عدم نشوب أي سوء تفاهم بيننا. يجب أن نتفق أوال : هل سنشعرها إنها ضيفة عندنا أو بأنها في بيتها ولديها مطلق الحرية في التصرف إذا كنت ال تتحملين حماتك وتعتقدين أنها تكرهك وتغار منك ألنك خطفت ابنها فهذا يرجع إلى أنك لم تحاولي أن تبادليها الحب وأن تشعريها بعطفك واهتمامك. وحتى لو كان هذا األمر مستحي ل بالنسبة لك ولها فما زلت أنت مدينة نحوها بواجب االحترام والرعاية فهي أم زوجك. وبما أنك لم تتزوجي من رجل يتيم ف ل تفكري أبدا في أن تحرميه من أن يكون ابنا ما دام قد أصبح زوجا. إن الزوجة التي تنجح في حرمان زوجها من أهله ترتكب جريمة من اثنتين: إما أن تقتل قلب األسرة كلها وإما أن تقضي على حياتها الزوجية خصوصا إذا كانت منافستها وهي األ م أكثر قوة وعطفا وحبا البنها من الزوجة نفسها». كيف تجيء المعينة )22( كيف تأتي المعينة من عند الل ه كما في حالة رفقة )تك 22( لقد أتت )1( عن طريق أب حكيم رفض أن يزوج ابنه من جماعة ال يثق بهم )تك 22:3( )2( استخدم رج ل حكيما - خادمه األمين لعازر الدمشقي )تك 9-22:5( )3( باالعتماد على قيادة الل ه )آية 7( )2( واستخدمت الص لة لطلب اإلرشاد اإللهي )آية 12( )5( بااللتجاء إلى جراءة اإليمان بطلب ع لمة تقوية وتوضيح األمر )آية 12( )6( وبربط األمر وإنهائه لما توضحت األمور )آية 22( )7( ثم تنفيذ األمر ب ل إبطاء )آيات 66-33(. وقد عين الرب: )1( زوجة امتازت بالحسب والنسب )آية 15( )2( ومحبة للعمل «جرتها على كتفها» )آية 15( )3( وبالجمال )2( والعفة )5( وجاد ة غير متلك عة «م لت جرتها وطلعت» )آية 16( )6( وذات مروءة )آية 12( )7( وتذهب في خدمتها «الميل الثاني» فتسقي الجمال أيضا )آية 19( )2( وكانت نشيطة )آية 22( )9( وكانت اجتماعية لبقة 10
تجاوب بصراحة وبأدب وب ل لعثمة )12( كما كانت كريمة ومحبة للضيافة ب ل تردد )آيات.)22-25 )23( سأل شاب عاقل والده الحكيم هذا السؤال الخطير: «يا أبي ال شك إنك تحبني وتتمنى خيري ال سيما في أخطر أمر في حياتي وهو الزواج... فما هي شريكة حياتي المثالية التي تود أن تكون لي فس ر والده وأجابه بغبطة ظاهرة وبابتسامة حلوة راضية «باركك الرب يا ابني. إن الزوجة المثالية بحسب فكري يجب أن تكون: )1( مخل صة بنعمة المسيح والحذر من القول «ت خ ل ص فيما بعد» )2( وأن تكون وديعة هادئة ألن الزينة الحقيقية في نظر الرب للمرأة هي )زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الل ه كثير الثمن» )3( أن تكون من عائلة تقية بقدر اإلمكان ألنه يهمني أن يكون أخوال وأعمام وخاالت وعمات أوالدي من أتقياء القوم وإال عو دوا أوالد ابني على العادات الرديئة وصاروا قدوة سيئة أمامهم. )2( أن تكون مدبرة لبيتها تجيد تنظيم البيت وتنظيفه كما تجيد طهو الطعام. )5( أن تكون على قسط مناسب من التعليم )6( أن تكون ميالة إلى الروح االجتماعية في اعتدال ف ل تكون متهوسة ومندفعة وال خجولة منطوية على ذاتها بل تقدر أن تقابل الناس وتكسب صداقة الغير وأن تجيد إكرام الضيوف والعناية بهم. )7( بعد هذا كله حبذا لو كانت على قسط معتدل من الجمال. 11
الفصل الثالث الخطبة )22( الخطبة هي الفترة التي تتوسط ما بين الرضى بالزواج واالتفاق عليه إلى إتمام مراسيمه وهي عادة تتم بعد القيام باالستقصاءات األولى ال لزمة لرضى كل شريك بشريكه. أما الخطوبة فهي تثبيت هذه االستقصاءات والتأكد منها عن يقين وفيها تعارف أوثق بين الطرفين ومحاولة عمل مقدمة ل لندماج النهائي بالزواج. وقد عبر أحدهم عن الخطوبة بقول طريف هو: «إن الخطوبة هي الدهليز العظيم المؤدي إلى بهو الزواج الفخيم». )25( يجب مد مدة الخطوبة أطول مدة ممكنة حتى يتاح لكل من الشريكين أن يختبر الشريك اآلخر عن قرب فإنه بعد وقت ال بد أن يظهر على سجاياه مهما حاول أن يخفي عيوبه. إن االندفاع في الزواج مع تقصير مدة الخطوبة له خطورته. أما إن جاز القول إن في التأني الس لمة وفي العجلة الندامة في كل شيء فهو يصدق أكثر جدا في أمر خطير كالزواج. وقد وجد أنه كلما طالت مدة الخطوبة كان الزواج أسعد وتندر حاالت الط لق والعكس بالعكس. مصارحة: )26( قال حكيم: «أعتقد أنه من أسباب السعادة الزوجية أن يصارح الخطيب خطيبته في كل ما يكرهه أو يحبه وكذلك الخطيبة أيضا تصارح زوجها في كل ما تكرهه أو ما تحبه وذلك قبل الزواج». أعرف طبيبا صارح زوجته وقت الخطوبة بأنه يكره: )1( الملوخية )2( وأنه يكره في ألوان الفساتين اللون األصفر )3( وأنه يكره أن يدخل البيت قريب لها أو له في أثناء غيابه. فعاهدته على إجابة طلبه وكانت صادقة في وعدها. وقد صارحته هي أيضا )1( بأنها تكره أن يمتدح هو أية سيدة أخرى مما قد يجربها بأن تشك فيه بأنه يفضل أخرى عليها. )2( وأنها تكره أن يزور أصحابه بدونها )3( أو أن تطول سهراته خارج المنزل. وقد تعهد بإتمام رغباتها وكان هو أيضا صادقا في وعوده. وهكذا عاشا سعيدين جدا بعد أن تم زواجهما ترفرف على بيتهما م لئكة الس لم في ربوع بيتهما السعيد. )27( أسئلة الكتشاف محبة الخطيبين وتوافقهما معا. 12
قدم أحدهم هذه األسئلة للخطيبين الكتشاف ما بينهما من حب وتوافق: 1( هل هناك عدد كبير من األشياء تحبان أن تشتركا في عمله معا 2( هل تحس شريكتك بشعور من الضجر إذا قارن ت بينها وبين أخرى تعرفها 3( هل تحس بالقلق حين تكون بعيدا عنها أو عنه 2( إذا قامت بينكما مشاجرة هل تشعر بعد ذلك بأنك مرتاح لوجودكما معا 5( هل لديك رغبة ملحة في إدخال السرور على قلبه أو قلبها وهل يسرك أن تتنازل عن رغباتك وعما تفضله في هذا السبيل 6( هل تريد في قرارة قلبك أن تتزوج من الطرف اآلخر 7( هل لهذا الشخص رج ل أو امرأة المزايا التي تريدها في أطفالك 2( هل يعجب أصدقاؤك بهذا الشخص وهل يظنون أنه كفوء لك 9( هل يعتقد الوالدان من أن ك ل منكما يحب اآلخر 12( هل بدأت ترسم ولو في ذهنك خطوط المستقبل أي نوع من حف لت الزفاف تريد لزواجك وأي نوع يكون لك من األطفال هل فكرت في بيتك بعد الزواج... إذا كانت األجوبة باإليجاب فإن ك ل منكما يحب اآلخر ويوافق اآلخر. )22( القضاء على كل تناقص بين الخطيبين: هل قضيت على كل تناقض بينك وبين خطيبك قبل الزواج ربما تكونين قد أقدمت على إتمام خطبتك على عجل دون أن تتأكدي من أنك وخطيبك متفقان في طباعكما وأفكاركما. ولكن ال تتركي الوقت يسرقك في تأثيث البيت فتتم مراسيم الزواج بنفس هذه السرعة دون أن تحاولي التقريب بين طباعكما وأفكاركما ألنك إن لم تقومي بهذه المهمة في الفترة التي يكون فيها خطيبك مرنا وعلى استعداد للتطور والتغيير فلن تتمكني من تغيير طباعه فيما بعد. فإذا أردت أن تعرفي أوال مدى تجاوبك أو عدم تجاوبك مع خطيبك فاسألي نفسك األسئلة التالية: هل أنتما متفقان على الطريقة التي ستؤثثان بها بيتكما هل أنتما من النوع 13
االجتماعي الذي يحب الخروج واالخت لط بالناس ودعوتهم للبيت أم أن واحدا منكما يفضل العزلة هل أنتما من النوع البسيط المرح الذي ال يحمل أي هموم للدنيا أم أنه على العكس في هذه الناحية. هل تواجهان المتاعب والمصاعب بروح واحدة هل تفض لن قضاء وقتكما بطريقة واحدة هل أنتما متفقان في اختيار نوع معين من األصدقاء هل يضيق أحدكما بهوايات اآلخر أو بعمل اآلخر هل تفكران بمنطق واحد وتشعران بنفس اإلحساسات المتفائلة أو المتشائمة هل تتفقان على توزيع ميزانيتكما أم يفضل كل منكما اإلنفاق على بند معين دون اآلخر هل يرضى كل منكما عن تصرفات شريكه هل تجدان سهولة في التنازل عن رأيكما إذا اختلفتما في الرأي أو يتشبث كل منكما برأيه إذا وجدت أن خطيبك ال يتفق معك في ث لثة أرباع هذه االسئلة فحاولي بقدر اإلمكان أن تتقربي من طباعه أو أن تقربيه من طباعك ولكن ال تتغاضي عن أي فرق في شخصيتكما ألنه إذا بدا هذا الفارق بسيطا في فترة الخطبة فسوف يبدو كبيرا ومزعجا بعد الزواج. )29( رفض التزوج بمن ال يحب الل ه: رفضت فتاة خطيبها ألنه هزأ بالمؤمنين. فلما وبخته قال: يكون رجعيا حتى يعتبر الل ه والدين» فدهشت الفتاة. «إن رجل العالم ال يمكن أن ولما أفاقت من دهشتها قالت له: «من هذه الدقيقة يا سيدي التي اكتشفت فيها أنك ال تقد ر الدين أكف عن أن أكون لك ألن الذي ال يحب ويكرم الل ه ال يمكنه قط أن يحب زوجته دائما وبإخ لص». لو انفكت الخطوبة: )32( نعم يجب أن ال يندم أحد الشريكين إذا كان الشريك اآلخر قد خدعه أو نقض االتفاق فربما نكتشف عاج ل أم آج ل أن األمر كان لخيرنا. ويكفي ظهور األخ لق الفاسدة من تلون وخداع دلي ل على عدم النبل وعدم االستحقاق. )31( يحدث أن يخطب شاب شابة ثم تحدث المأساة فيفك خطبته إما لعيب يكتشفه في خطيبته أو في أهلها لكثرة مطاليب الخطيبة أو أهلها أو لخ لف يدب بين الطرفين على أمر ما لكن النبل يقضي بأنه إذا فشلت الجهود في اإلص لح بين الطرفين فاالنسحاب الشريف أفضل من تجريح الطرف اآلخر. وهذا ما عمله شاب نبيل فبعد انسحابه كان يسأل: لماذا تخليت عن خطيبتك مع أنه اكتشف فيها عيبا كان يقول: «هكذا أراد الل ه». 14
وعبثا حاول الناس أن يغروه ليدلهم على مواطن الضعف في الفتاة. ولكنه ظل نبي ل في عدم تجريح سمعتها بشيء. أو قد تكتشف الخطيبة عيبا في خطيبها أو ال يص لن إلى حل مشاكلهما أو ال يتم بينهما التفاهم في شيء أو في أشياء وهنا يحسن التراجع بحكمة ونبل ال يلحق بالشريك اآلخر ضررا وال يعطله عن زواج موفق يكون من نصيبه. )32( إن البعض إذ ت فسخ خطبتهم يشمئزون من الزواج على اإلط لق وقد يصرون بعد ذلك على رفض الزواج بالمرة... لكن هذا هو عين الجبن والهروب من الميدان واألجدى أن نقوم من كبوتنا وأن نعاود التفتيش على الشريك اآلخر الفاضل حتى نعثر عليه... ولماذا ال يكون فسخ الخطبة حافزا أعظم على ذلك 15
الفصل الرابع أول أيام الزواج )33( أهم ما ينبغي للعروسين إدراكه هو أن سعادتهما في الزواج ال تتوقف على ما يفع لنه قبل الزواج بل على ما يفع لنه في السنوات التي تلي الزواج. )32( إذا أردت أيتها الزوجة السعادة فادرسي زوجك ألن دراسته هي بالنسبة لك أعظم دراسة. ادرسيه ب ل انقطاع ألنه سيتغير باستمرار. وكوني فخورة بقواه وإنجازاته ولكن حللي نقاط ضعفه أيضا. وقد قلت لكل من ابنتي قبل أن تتزوجا: «لقد أحببت. وبهرك ذكاء الرجل وثقته وجاذبيته ومع ذلك فإن عليك أن تواجهي حاالت تردده وجوانب النقص فيه. ولكن هنا فقط تستطيعين أن تحبيه حقيقة وتقدمي له المساعدة الحقيقية وتكوني زوجة له حقا لذلك يجب أال تفزعي أو يخيب أملك عندما تكتشفين تلك الجوانب فيه بل تصرفي بحكمة». احترمي عمله فعندما تتزوجين رج ل فإنك تتزوجين وظيفته أيضا بل إنك ترين في بعض األحيان أن العمل يأتي قبلك. غير أن هذا ال يحدث حقا فإن أداء الرجل لعمله جيدا يعني بالنسبة له ما تعنيه األمومة للمرأة... ولنفس األسباب تقريبا. تعلمي فن االستيعاب المليء بالحكمة والتحريات ويبدو أن كثيرا من الزوجات الفاش لت يعتبرن أنفسهن كأن السماء قد جعلت منهن مراكز استقبال للحب فاهتمامهن المستمر ينحصر في م لحظة مدى االهتمام أو الحب الذي يحصلن عليه. وال شك أن الزوجة جديرة بالحب والوفاء غير أنه يجب عليها كذلك أن تتهيأ الستيعاب انفعاالت زوجها في بعض األحيان وامتصاص ومضات الغضب المنطلقة وعدم ارتياحه لعمله فمثل هذه األشياء ال بد من أن تجد لها منفذا في مكان ما. فإذا استطاعت الزوجة أن تعتبر نفسها نوعا من مانعة الصواعق التي تنقل الخوف وخيبة األمل دون ضرر إلى األرض فإنها لن تصبح ذات قيمة عظيمة بالنسبة لزوجها فحسب بل إن شخصيتها ذاتها سوف تنمو نموا عظيما. وتذكري أنه حتى عندما يصبح الرجل ناجحا ويدرك ذلك فإن جانبا خفيا حساسا غير مطمئن فيه سيظل يحتاج على الدوام إلى التأكيد والوفاء من امرأة تحبه. وربما كان ذاك بقية في نفسه من بقايا الصبى الصغير الذي كان يتجه يوما إلى أمه لتطمئنه. تدربي على فن اإلصغاء. إن غالبية الرجال في أشد الحاجة إلى جهاز للقياس يختبرون به أفكارهم وآمالهم وأح لمهم ومطامحهم ومشك لتهم وصراعاتهم الداخلية التي ال 16
يستطيعون أن يحل وها بمفردهم. إنهم في حاجة إلى أنثى تصغي إليهم يستطيعون أن ي ف ضوا إليها بدخائل أفكارهم ومشاعرهم دون خوف من السخرية أو الرفض. ويتضمن اإلصغاء الخ لق االستجابة والتخاطب وتبادل اآلراء ولكن هناك أيضا أوقاتا يجب أن تلتزم فيها الزوجة الصمت وأن تمسك لسانها وتكبح الكلمة الحادة التي يمكن أن تحيل المناقشة إلى مشاجرة أو الموقف السيء إلى أسوأ. وال شك أن الزوج يحمل مسؤولية متساوية غير أنني أعتقد أن وظيفة الرجل تتمثل أساسا في ترويض العالم. أما عمل المرأة فهو السيطرة على نفسها وعلى زوجها بطريق غير مباشر. دعي زوجك يعرف أنك تحتاجين إليه. منذ فترة قريبة أخبرتني زوجة شابة تملكها الغضب أنها لم تعد تتحمل عيني زوجها الهائمتين بين النساء. وكانت على وشك أن تهجره وتطلب الط لق إذا عاود النظر إلى امرأة أخرى. فقلت لها: «هل ترغبين حقا في حل لكل هذا اذهبي إذا إلى زوجك وقولي له: إنني أتألم فأنا تعيسة. وأعتقد أنك تعرف السبب. إنني زوجتك فأرجوك أن تساعدني». إن هذا هو كل ما يجب عليك أن تفعليه. إن اعترافك بحاجتك لحبه سوف يصنع المعجزات التي ال يستطيع أن يصنعها الغضب مهما بلغ مداه.. حاولي.. وسوف ترين». استخدمي مواهبك إن الزواج ال يدعو إلى تحديد آفاقك. فإذا كنت تمتلكين موهبة في الرسم أو التصوير أو الزخرفة أو قرض الشعر- أو أية موهبة كانت- ف ل تدعي الصدأ يعلوها بل استخدميها لتوسعي أفق حياتك الزوجية. أعرف فتاة ذكية تخرجت في الجامعة بدرجة امتياز وواصلت دراستها بعد التخرج ولديها اآلن ث لثة أطفال صغار باإلضافة إلى كل أعمال ربة المنزل وهي تقول: «إنني أحتاج لكل شيء تعلمته في الجامعة ألفهم عمل زوجي وأدير منزله بصورة مرضية وأظل على معرفة بكل ما يدور في العالم». وهناك أشياء قليلة جدا يجب على الزوجة أال ت قدم عليها. ال تثيري جدال حول المسائل البسيطة بل تجاوزي عنها. وسوف تجدين أن رأيك سيصبح له وزن أكبر في األمور الهامة. ال تخافي من االتفاق على وسط فاالتفاق ال يعني التسليم. بل هو مجرد أسلوب ناضج ل لعتراف بأن في هذا العالم المعقد توجد وجهات نظر أخرى غير وجهة نظرك وإدراك أن جانبا منها ربما كان صائبا في بعض األحيان. ال تنزعجي عندما تختلفين مع زوجك حول بعض األمور فالزواج مشاركة وليس اندماجا ألناس متماثلين. ال تواصلي التبرم من 17
األخطاء التي ال ع لج لها فكل إنسان يرتكبها. إن أفضل شيء تفعلينه هو أن تتعلمي من هذه األخطاء ثم تنسينها وإنني أجد لزاما علي أن أقول أن بعض النساء يقفن عاجزات عن ذلك خاصة إذا كان األزواج هم المخطئين. اعملي على توسيع وتنمية المشاركة ال في األمور الكبيرة والخطيرة فحسب بل وفي األمور البسيطة أيضا مثل: الكتاب الذي تقرأينه والنكتة التي تسمعينها وتدخرينها له ولحظة غروب الشمس التي تدعينه لمراقبتها والكلمات المدهشة والمعجزة التي يدلي بها طفلك البالغ من العمر ث لث سنوات ويمكنك أن تشيعي فيه السرور ببعض الورود أو بإيجاد ضحكة تستقبلينه بها في الصباح أو لدى العودة من العمل وحتى السخط المشترك يمكن االستمتاع به. حاولي إرضاء زوجك هل يحب الترتيب والنظام يمكن أن تكوني منظمة. هل يحب األصدقاء من حوله تعلمي كيف تقيمين الوالئم للضيوف. هل عمله مجهد اجعلي بيته واحة للهدوء وسط هذا العالم المليء بالضجيج. هل هو يريدك بجانبه احمدي الله وكوني إلى جانبه. إن هذا النوع من االهتمام هو تعبير عن الحب ومن المستحيل أن تمنحيه هذا دون أن ينعكس عليك مرة أخرى. في المسرات والمحبة كوني معه جسدا واحدا حتى الموت. يجب أن يشهد الزوج اهتمامك بعمله. وكثيرا ما نرى بعض الحمقاوات اللواتي يقلن: إن طباعنا ال تت لئم مع مهنة أزواجنا. لكن الطبائع يمكن أن تتغير حتى في سن السبعين إذا ما و جد الحب. ما أروع خفقات قلب الزوج حينما يعود إلى بيته فيجد فيه شريكا له يكلمه في الهندسة أو األدب أو التجارة. وأي شريك يشاركه اهتمامه أنت أخلص شريك ألنك زوجته!! إن األزواج أطفال يا فتاتي وكلهم بهم ضعف شديد يميلون ألن تدللهم نساؤهم! ومنح الدالل طبيعة موروثة في المرأة. فبوسعها أن تهب منه الكثير دون أن ينفد... لمسة من الزوجة على شعر الرأس أو غطاء بسيط على المخدع أو وردة تلصق على الصدر هي أنجح لمسات الحب! هذا هو دور الزوجة العظيم الذي يبعث في نفسها الرضا. فتجن بي الفكرة الخاطئة باعتبار ذلك الدور ثانويا. ففيما يتعلق بسفينة الزواج فإن زوجك هو محرك سفينة الزواج ولكنك تمثلين الدفة.. والدفة هي التي تحدد إلى أين تتجه السفينة! )35( التكي ف في بدء الحياة الزوجية: شهر العسل هو الفترة التي تبدأ به الحياة الزوجية باعتبارها من أهم األهداف التي يبغي فيها اإلنسان سعادته واستقرار حياته. ولئن ظنت الغالبية العظمى من المتزوجين الحديثين 18
والذين يعتزمون الزواج أن في شهر العسل قمة السعادة فإن واقع األمر يختلف عن هذا كثيرا ألن فترة شهر العسل من أشق فترات الحياة وأعقدها فهي تنطوي على عدة مشك لت رئيسية أهمها التكيف بين الزوجين ولهذا فلست أرى في هذا الشهر «عس ل» حقيقيا. ولربما صدق ذلك الذي أرجع هذه التسمية إلى ما كان سائدا بين قبائل وسط أوروبا في العصور الخالية حيث كان الزوجان يشربان ويقدمان لضيوفهما خ لل الث لثين يوما التالية لزواجهما خمرا مصنوعا من العسل! إن الفترة التي تسبق الزواج «فترة الخطبة» هي غالبا فترة أح لم وتسامح مصحوبة بالتصن ع الذي يلجأ إليه الخطيبان حتى يظهر كل منهما أمام اآلخر في أجمل صورة خلقية ويحاوالن إخفاء نقائصهما وطباعهما الخاصة. فهل شهر العسل )بدء الحياة الزوجية( امتداد لهذه الفترة المملوءة بالرقة والدفء والحنان الواقع أن استمرار هذه الفترة بعد الزواج بما تتضمنه من أساليب سلوك صناعية ومظاهر وتصرفات مستعارة وغير طبيعية ليس في صالح الزوجين إذ أنه يؤخر إتمام التكيف الطبيعي بينهما ذلك التكيف الذي من شروطه األساسية أن يسقط القناع المستعار من على وجه كل منهما والذي ال بد وأن يسقط يوما تحت ضغط الظروف والمواقف والع لقات الجديدة والذي كلما كان سقوطه سريعا كان من السهل على كل من الزوجين أن ينتقل من عالم األح لم إلى عالم الواقع الذي فيه يسترد شخصيته العادية وطباعه األصلية ومن ثم يصبح خاضعا ل لتجاهات والعادات التي اكتسبها من قبل والتي يجب أن يتم التكيف وفقا لها.. ولكن ما هي العوائق أو المشك لت التي تحول دون التكيف السليم بين الزوجين تطلب التشابه التام: يعتقد بعض الشباب أن أساس السعادة الزوجية هو التشابه التام بين الزوج والزوجة في األفكار واآلراء والعادات واالتجاهات. والشخص في هذه الحالة يطلب نسخة أخرى من نفسه أو هو يريد أن يرى في الطرف اآلخر صورة نفسه. وهذا االتجاه قد يبدو للوهلة األولى أنه دليل على قوة الحب وكماله من حيث أن يبغي االتحاد التام في االتجاهات واآلراء والعادات لدى كل من الزوجين ولكن الواقع عكس ذلك فهو يدل داللة أكيدة على نقص الحب وعدم نضجه فكأن الشخص عاجز عن أن يحب شخصا آخر سوى نفسه! وهذه مرحلة بدائية من الحب... 19
التفاوت: ومن أبرز صعوبات التكيف األخرى التفاوت الكبير بين الزوجين من حيث المستوى الثقافي أو االقتصادي. وقد اهتم كثير من المعنيين بشؤون األسرة والتربية بهذه الناحية وكتبوا فيها الكثير وذكروا أمثلة وحاالت عديدة. ولذا فإننا نود فقط أن نشير إلى أن هذا األمر نسبي وليس له مقياس معين. وإنما يحدد المقياس ويقدر مدى خطورة التفاوت الشخص نفسه ثم من يستنير بآرائهم وعلى الشخص أال ي ق د م على الزواج إال إذا شعر أن درجة التفاوت مقبولة ولها ما يبررها أو أن هناك ما يعوضها. وإال فإن هذا األمر سيكون وال شك عائقا كبيرا أمام تحقيق التكيف بين الزوجين بل وقد يؤدي إلى تصدع الحياة الزوجية. الغيرة: ومن عوائق التكيف الخطيرة في بدء الحياة الزوجية تدخل انفعال الغيرة في حياة الزوجين والسماح له بالنمو والتضخم. والغيرة حين تنفجر فإنها تهز بنيان الحياة الزوجية هزا عنيفا ال يخلف سوى الخراب والتدمير. ويقول أستاذ في علم النفس إن الغيرة حالة نفسية شاذة ومعقدة نظرا ألن الشخص الذي يغير على زوجته كثيرا ما يجهل ذلك بل ويؤكد- إذا سئل- أنه ال يعرف الغيرة! وقد يقال إن الغيرة من دالئل الحب أو مستلزماته ولكن علماء النفس أثبتوا عكس ذلك إذ أن الحب الذي يوحد بين شخصين يتنافى مع الغيرة التي هي في حقيقتها شقيقة «الحسد». والحسد نوع من البغضة. كما بي نوا أن الغيرة تعبير عن نزعة التمل ك المطلق واألنانية. الضغط واإلجبار: ال شك أن شعور أحد الزوجين بأنه مقبل على شريك حياته تحت ضغط بعض الظروف االجتماعية أو غيرها أو أن هذا الزواج قد فرض عليه فرضا عن طريق األسرة مث ل يقلل كثيرا من فرص التكيف المنشود بين الزوجين. وغالبا ما تبدأ متاعب مثل هذا الزواج منذ اليوم األول... ومهما كان األمر فعلى كل من الزوجين أن يهب نفسه لآلخر عن رضى واقتناع عام ل على توفير جو من الحرية ومن التقدير واالحترام المتبادل. وعلى الزوجين الحديثين أن ينظر كل منهما إلى اآلخر على أنه شخص واقعي له حسناته وسيئاته وليس مخلوقا خياليا ومثاليا. ولكي يصبح «العسل» جديرا باسمه ليعلم الزوجان أن التكيف بينهما هو مسؤولية كل من الزوج والزوجة بمعنى أن ك ل منهما مطالب بأن يبذل جهدا إيجابيا في سبيل التوافق مع 20
الطرف اآلخر. وال مانع لتحقيق ذلك من التنازل عن بعض الرغبات واآلراء والتخلي عن بعض المطالب المثالية أو غير الواقعية. ويصبح تحقيق التكيف أمرا يسيرا حين ينتبه الزوجان إلى هذه الحقائق الهامة منذ األيام األولى لزواجهما أي في فترة شهر العسل وحينئذ يصبح هذا الشهر جديرا باسمه. )36( قال هوميروس الشاعر اليوناني: «إذا اتخذت زوجة لك فكن لها أبا وأما وأخا ألن التي تترك أباها وأمها وإخوتها وتتبعك لها الحق أن ترى فيك رأفة األب وحنان األم ورفق األخ. فإذا عملت هكذا كنت نعم الزوج الموفق». )37( «هل أنت زوجة لرجل سعيد» هل تعتقدين أن زوجك بعد أن عاش معك هذه السنوات الطويلة وعرفك على حقيقتك يختارك زوجة له مرة أخرى إذا أتيحت له الفرصة لكي يبدأ حياته الزوجية من جديد ال تتسرعي وتقولي )طبعا ( فاإلحصائيات والدراسات التي قام بها علماء النفس واالجتماع في العالم تؤكد أن نسبة كبيرة من األزواج يكتشفون حقيقة زوجاتهم بعد الزواج ويشعرون بخيبة أمل ويرضون باستمرار حياتهم الزوجية حرصا على األوالد وإيمانا منهم بأن الزواج «نصيب». فهل يدخل زوجك ضمن النسبة الكبيرة من األزواج الذين يشعرون بخيبة أمل بعد الزواج إذا كنت تريدين معرفة الحقيقة... أجيبي بأمانة النفس واالجتماع: على األسئلة التالية التي وضعها لك علماء هل تبذلين نفس الجهود في االحتفاظ بهدوء أعصابك اآلن كما كنت تفعلين أيام الخطبة هل تصغين لزوجك بإمعان عندما يحدثك عن األشياء التي تهمه هو شخصيا وتعملين على إدارة الحديث في المجتمعات التي ترتادينها معه إلى الموضوعات التي يلمع هو في التحدث فيها هل تحولت خ لل فترة الزواج من فتاة تجيد الطهي إلى طاهية ممتازة هل تحسنين معاملة أهله وتتحدثين عنهم )بالطيب( حتى ولو انتقد هو تصرفاتك معهم هل تحرصين على عدم اإلنقاص من قيمة العمل الذي يقوم به وعدم اإلق لل من شأن الدخل الذي يدره على البيت 21
هل تعرفين أطباق الطعام التي يحبها وتعملين على تقديمها له دون أن يسعى إلى طلبها منك هل تعملين على إشعاره بأهميته في حياتك وحياة بيتك بأخذ رأيه من وقت آلخر في فساتينك وفي قطع األثاث التي تجددينها هل تحرصين على أن تكوني جميلة ومرتبة وفي مظهر مناسب أمامه في كل األوقات كما كنت تفعلين في أيام الخطبة هل تعرفين كيف تدبرين أمور بيتك في حدود الدخل الذي تحصلين عليه... وتحجزين منه شيئا للطوارئ هل تحرصين على إرضاء شعوره بعدم مقارنته بغيره من الرجال إال إذا كان الهدف من هذه المقارنة هو إظهاره بأنه يفوقهم في شيء ما وأخيرا هل تحرصين على أن تقولي له من وقت إلى آخر إنك سعيدة بزواجك منه. وتبحثين بجدية عن أسباب تؤكد له ذلك إذا كنت قد أجبت على كل هذه األسئلة بنعم فإن علماء النفس واالجتماع يقولون إنك زوجة ممتازة وزوجك ال بد أن يكون غير نادم على زواجه منك. أما إذا كنت قد أجبت بنعم على ستة أسئلة فقط فأنت في رأي الذين وضعوا األسئلة زوجة مقبولة وأغلب الظن أن زوجك ال يضيق بالحياة معك. أما إذا كانت إجابتك بنعم قد قل ت عن خمسة من هذه األسئلة فزوجك ب ل شك يدخل ضمن المجموعة الكبيرة من األزواج التعساء ولو في قرارة أنفسهم على حياتهم الزوجية. وأحسن شيء تفعلينه هو محاولة إص لح تصرفاتك أمام ومع زوجك وإال ضاقت به الدنيا ودفعه ضيقه إلى الفرار منك بأي ثمن! الزواج والبركات الدينية: )37( من ضمن أغراض تزو ج مؤمن بمؤمنة هو أن يقام في البيت مذبح عائلي كأساس للسعادة الزوجية وتربية األوالد وحل المشاكل العائلية أمام الرب وبإرشاده وتوجيهات كلمته وتقديم الشكر له على حسناته هذا وال شك أساسي وجوهري للسعادة الزوجية والعائلية. )32( تجددت سيدة وقبلت الرب يسوع فاديا ومخلصا لها وقد تحملت من زوجها اضطهادات شديدة وغير محتملة. وفي يوم ما كان أحد القسوس في زيارتها وسألها: «ماذا تفعلين عندما يغضب زوجك ويقسو عليك» فأجابت: «أطهو الطعام أفضل من األول. وعندما يتذمر ويشكو أنظف المنزل وأرتبه أجمل من األول. ولما يتكلم معي بشدة أجيبه 22
بكل لطف ومودة. إني أحاول أن أريه أني إذ أصبحت مسيحية صرت زوجة أفضل وأم ا أحسن». وكانت النتيجة أن ذلك الزوج الذي قاوم كلمة الله مرارا لم يستطع أن يقاوم التبشير العملي الذي قامت به زوجته فسلم حياته للمسيح وصار مسيحيا بالحق. قال الكتاب: «إ ن ك ان ال ب ع ض ال ي ط يع ون ال ك ل م ة ي ر ب ح ون ب س ير ة الن س اء ب د ون ك ل م ة «)1 بطرس.)3:1 )39( كان أحد األزواج رج ل تقيا هادئا أما زوجته فكانت حادة الطباع تزجر الخادمة بشدة ألتفه األسباب. فكان يشجع الخادمة لكي تستعمل الصبر- وكانت إذا كسرت إناء أو أتلفت شيئا تتهيج وتسخط على نفسها بينما كان زوجها يهون عليها األمر ويقول لها: «ال تحزني الله يعوض». وفي يوم رآها تبكي فسألها عن سر بكائها فقالت له: عزمت أن أتجدد». «لقد غلبتني بلطفك وهدوئك وقد وفع ل تجددت وصارت مثل زوجها وديعة وهادئة! )22( عندما يكون قلب الزوج مع الله يؤثر الرب في الزوجة فتخضع وفي األوالد فيطيعون- لكن لما ينحرف القلب عن الله ينهدم البيت ويسيطر الشيطان على األوالد والبنات وحتى الزوجة فيتمرد من يتمرد ويثور من يثور وكأني في وسط غوغاء ال تربطهم بي رابطة وال حتى سابق معرفة. فأثور أنا اآلخر لكرامتي المهانة حتى يوضع كل شيء في مكانه فتأخذ الزوجة مكان الخضوع ويأخذ األبناء مكان الطاعة وأكون أنا أخذت مكان الرأس المحرك والمدبر. ولكن هل تنتج ثورتي شيئا نعم تنتج: ترتبك األمور أكثر فيستميلني شعور بالهروب من هذا الجو الخانق توا برحلة بعيدة لمدة طويلة أو بأن أغلق على نفسي سبل االتصال بهذه الجماعة التي )رمتني الظروف السيئة( ألعيش معها. هذا ما أقوله لنفسي لكي أعزيها ولو بعض التعزية أو أقول هكذا ألظل على حفظ توازن رأسي الذي كان مرفوعا. وحتى جدران البيت الذي أعيش فيه والتي أرتبط بها كأنها من لزوميات حياتي العائلية والتي كانت إلى وقت قريب تساعدني على حفظ تيارات المحبة الدافئة حتى ال تتسرب مع الرياح العاصفة في الخارج- حتى هذه الجدران بدأت تتشقق وبياضها يتساقط فأثور عليها وأدعو من يضفي عليها ألوان البهجة بألوانه ولكنها تبقى على عبوستها وكأنها هي األخرى تقول: أين كتابك وأين ص لتك دع النفس ترجع إلى الله وإذا باألمور تهدأ ويعود الس لم إلى مجراه. 23
)21( قال أحد األفاضل: كنت أحتد مع زوجتي بسبب االخت لف حول بعض األمور وأخيرا قررنا أنه بدل الخ لف والجدال أن نضع أمورنا أمام الرب وهو يرشدنا إلى النافع من األمور فنهدأ أمام الرب وعندئذ ال يكون هناك مجال للخ لف وال التشبث باآلراء الخاصة وال رفع الصوت وما يقنعنا الرب به فهو الذي ينفذ.. وقد نجحت هذه الطريقة. )22( جاء رجل وزوجته إلى القسيس وكل منهما يود اإلنفصال فأجابهما: إني مستعد أن أنفذ رغبتكما على شرط أن تعداني بقراءة فصل من الكتاب المقدس كل يوم مع الص لة وذلك لمدة أسبوعين فقط وبعدئذ سأنظر في أمر الفصل بينكما. فمضيا وقد قب ل شرطه على أن يعودا إليه بعد المدة التي عي نها لهما. واستمر ا يقرآن فص ل من الكتاب ويصليان. وفي يوم ما وجد الرجل وهو يقرأ الكتاب هذه االقوال:» أ ي ت ه ا الن س اء اخ ض ع ن ل ر ج ال ك ن ك م ا ي ل يق ف ي الر ب. أ ي ه ا الر ج ال أ ح ب وا ن س اء ك م و ال ت ك ون وا ق س اة ع ل ي ه ن «)كو 3:12 19( فقال الرجل في نفسه: «متى كنت محبا لزوجتي لقد أحببت نفسي باستمرار وكنت آخذ لنفسي أفضل األشياء وأعطيها األردأ. لقد كنت حقا مخطئا» وأخذت هي تراجع نفسها قائلة: «متى كنت أنا خاضعة لزوجي كنت أتمرد عليه باستمرار وأعامله بكل عناد. حقا لقد كنت مخطئة جدا». ثم بدأ الواحد منهما يبتسم لآلخر. وكانت اعترافات وكان صفح وكان هناء ووالء. ومضى األسبوعان ورجعا إلى القسيس ال لكي يتمم لهما االنفصال والط لق بل ليقدما له هدية ألن ع لجه الذي فكر فيه نجح كل النجاح! أيتها العائ لت المتهدمة أيها األزواج الحائرون أمام تمرد زوجاتكم أيتها الزوجات المعذبات من قسوة أزواجكن: ادرسوا الكتاب ومارسوا الص لة العائلية تجدوا السعادة تسعى إليكم وتستقر في قلوبكم وفي بيوتكم... )23( قولي لصديقتك الحائرة اليائسة الراغبة في ربح زوجها للمسيح والتي حاولت وفشلت كثيرا : ال تنتقديه وال تزعجيه طول اليوم بعظاتك ونصائحك. إن المسيح ال يريدنا أن نكون وعاظا بقدر ما نكون شهودا أمناء. تكلمي معه قلي ل عن المسيح وصلي كثيرا من أجله. أن عشر كلمات مصحوبة بقوة الروح القدس لمدة دقيقة أنفع من آالف الكلمات التي ترددينها في عشر سنوات. ال تخبري اآلخرين عن خطاياه وال تعددي صفاته السيئة عند الص لة من أجله لئ ل تمنعيه عن الذهاب للكنيسة بهذا التصرف إذ يسمع أن كل الكنيسة تعرف عنه كل شيء. اطلبي الص لة من أجله دون أن تذكري التفاصيل. 24
ال تقارني زوجك بأزواج األخريات. ال تقولي كم كنت أتمنى أن تذهب معي إلى الكنيسة كما يذهب زوج ف لنة. إنك بذلك تجرحين كبري اء زوجك وتخسرين المعركة المقدسة. أشعريه أنه أحسن زوج وقولي له: «أكون سعيدة أكثر لو ذهبنا معا للكنيسة». ادفعيه للرغبة في التقدم الروحي دون أن يشعر بذلك زيدي فيه الثقة بالنفس. ال تثيري ضجة حول عاداته فهي ليست الهدف. إنه يخطئ ألنه خاطئ وسوف يقلع عن عاداته الرديئة عندما يسلم قلبه للمسيح. إذا قبل أن تحاولي معه أن يمتنع عن عادة ال تعجبك قوديه للرب يسوع الذي يخلصه تماما. ال تحاربي عاداته فهذا لن يجدي بل ربما يدفعه هذا أن ينق ب على أخطائك ليحاسبك على بعض عاداتك التي ال تعجبه. قال الزوج: «إني أدخن حقا ولكن زوجتي المؤمنة تمسك سيرة الناس فأيهما أخطر» عيشي كما يحق للمسيح. قال أحد الصينيين: «إنني لم أسمع اإلنجيل مطلقا بل رأيته في إحدى سيدات القرية». إن زوجك لن يؤمن بما يسمع في كلمة الله إال عندما يرى ذلك مجس ما في حياتك وسلوكك. اكتشفي هوايات زوجك. لكل منا هوايات ورغبات داخلية يحب أن يحققها. ابحثي عن هوايات زوجك وحاولي تحقيقها في دائرة نعمة الرب. أهو يحب الموسيقى إذن قوديه إلى الكنيسة في اجتماعات الترنيم. أهو طموح اتركي على مكتبه كتابا عن أحد رجال الله األمناء الناجحين. أهو محب للحف لت خذيه لحف لت الكنيسة وهناك سيجد خ لص نفسه في عشرة القديسين. تعلمي أن تربحي زوجك عن طريق اآلخرين. إن كنت ال تستطيعين أن تربحي زوجك بمفردك ساعديه على التعرف بالمؤمنين وبمعاشرتهم يكتشف فيهم حياة اإليمان ثم يكتشف نفسه. الرب معك 25
الفصل الخامس أسس السعادة الزوجية الوالء الكامل: )22( ذكر جمال الدين القفطي في تاريخ الحكماء: أن أبا جعفر المنصور قال لجورجيس بن بختيشوع الطبيب الشهير: «من يخدمك هنا» أجاب: «ت لمذتي» فقال المنصور: «سمعت أنه ليس لك امرأة» فقال: «لي زوجة كبيرة ضعيفة ال تقدر على النهوض من مكانها». ثم انصرف المنصور وأمر خادمه أن يختار من الجواري الروميات الحسان ث لثا ويحملهن إلى جورجيس مع ث لثة آالف دينار. ففعل ذلك. فلما انصرف جورجيس إلى منزله عرفه تلميذه بما جرى وأراه الجواري. فأنكر أمرهن وقال لخادمه: «يا تلميذ الشيطان لماذا أدخلت هؤالء إلى منزلي أأردت أن تنجسني امض وردهن إلى صاحبهن». ثم ركب جورجيس ومعه تلميذه مع الجواري إلى دار الخليفة وردهن إلى الخادم. فلما وصل الخبر إلى المنصور أحضره وسأله: «لماذا رددت الجواري» أجاب جورجيس: «ال يجوز أن يكون مثل هؤالء في منزلي ألننا نحن معشر النصارى ال نتزوج بأكثر من امرأة واحدة. وما دامت المرأة حية ف ل نأخذ غيرها. نعطيها قلبنا ووالءنا وحبنا ولن نرضى عنها بدي ل». فأعجب الخليفة بهذه الروح الطيبة وازداد له إكراما. ولما مرض أمر المنصور بحمله إلى دار الضيافة وخرج إليه ماشيا ليسأل عن حاله فطلب منه الطبيب أن يرجع إلى بلده ليدفن مع آبائه فأمر بتجهيزه ووصله بعشرة آالف دينار!! محبة وخضوع )25( إن واجب الزوجة الدائم هو الخضوع للرجل ألن الرجل رأس المرأة والرأس ال يتسلط بل يقود ويوجه. وهذا الخضوع ينبغي أن يكون شام ل إذ هو في كل شيء. كما ينبغي أن يتمثل بخضوع الكنيسة للمسيح. ويتم هذا الخضوع عمليا باالحترام واالج لل «أ م ا ال م ر أ ة ف ل ت ه ب ر ج ل ه ا» )أفسس 5:33(. وسر األخطار واألضرار التي تصيب المجتمع تأتي من ب ع د المرأة عن هذا الوالء والتقدير. أما الرجل فمن واجبه المحبة. على أن المحبة في ذاتها ال تحتاج إلى وصية لكن الرسول بولس ال يقف عند مجرد المحبة بل يرتقي بها إلى محبة المسيح الباذلة العجيبة وعندما توجد المحبة يوجد معها كل شيء. )26( ذكر األستاذ لويس بجامعة أكسفورد في كتاب «آداب السلوك المسيحي» ما يلي: 26
«تتعهد الزوجة المسيحية في رابطة الزواج أن تطيع زوجها والرجل في الزواج المسيحي هو «الرأس». وهنا يثير بعضهم أو على األصح بعضهن سؤالين: لماذا هذا الرأس ولماذا ال تكون مساواة ولماذا يكون الرجل هو الرأس.. والجواب هو: إن الحاجة إلى رأس ناشئة عن الفكرة بأن الزواج ع لقة مستديمة ثابتة وطبعا ما دام الوفاق قائما بين الزوج والزوجة ف ل مجال للتحدث والتفكير في من هو الرأس. وهذا هو الوضع الطبيعي الذي نرجوه في كل زواج مسيحي. ولكن إذا وقع شقاق فما الذي يحدث الشيء الطبيعي هو بذل الجهد إلزالته بالعتاب الودي والك لم العاقل. ولكن إذا فرض أنهما فع ل كل هذا ولم يص ل إلى اتفاق فما الذي يفع لنه بعد ذلك ال يمكن تسوية النزاع بأغلبية األصوات ألن مجلسا مؤلفا من اثنين فقط ال أغلبية فيه. ال شك أن الذي يحدث هو أحد أمرين: فإما أن ينفص ل ويذهب كل منهما لحال سبيله وإما أن يكون ألحدهما القول الفصل. وما دام الزواج رابطة مستديمة ف ل بد أن يكون ألحد الطرفين في آخر األمر حق تقرير سياسة األسرة ولن تعيش أية هيئة مستديمة بدون دستور يحكمها وسلطة ما تشرف عليها. وإن كانت هناك ضرورة للرأس فلماذا يكون الرجل أعتقد أن المرأة ذاتها لن تسيطر على رجلها إذا كانت تحبه فإن سلطة الزوجات على األزواج شيء غير طبيعي. والمرأة العاقلة الحكيمة ال ترضاها بل المرأة بصفة عامة تخجل من هذا الموقف وتحتقر الرجل الذي تكون هي رأسا له. ويقول القس بلي جراهام: «إن كان الزوج والزوجة على قدم المساواة في كل األمور إال أنه في أمور الترتيب واإلدارة في العائلة يكون الرجل رأس المرأة. والكتاب صريح في هذه النقطة في كل أجزائه من التكوين للرؤيا.. ولكن كم من نساء في العائ لت المسيحية يقلبن األوضاع إذ يقمن بدور الرجال». زينة المرأة )27( يقول الكتاب إن زينة المرأة ليست الزينة الخارجية من ضفر الشعر أو التحلي بالذهب والآللئ أو الثياب الفخمة بل «ز ين ة الر وح ال و د يع ال ه اد ئ ال ذ ي ه و ق د ام الل ه ك ث ير الث م ن» )1 بطرس 3:2(. وهذا ما ردده كاتب ياباني نصح الفتاة بأن تتحلى بالطاعة والحلم واللطف وطالبها بأن يكون لديها أنوثة رقيقة في كل شيء: 1- أنوثة في طبعها ممزوجة بالتواضع والخضوع. 2- أنوثة في لغتها تتخير األلفاظ والكلمات المناسبة مع رفض 27
المبالغة في الك لم وتجنب العبارات النابية. وأن تتكلم عند الحاجة فقط وتلزم الصمت في غير ذلك. 3- أنوثة في هندامها بتجن ب التبرج مع التمسك بالذوق الرفيع. 2- أنوثة في هواياتها كحياكة الم لبس وطهي الطعام. 5- أنوثة في القراءة المتفقة مع اآلداب السامية والبعيدة عن كل دنس مع تجنب الكتب الرخيصة التي تجرح اآلداب. )22( قال بلي جراهام الواعظ األمريكي المشهور: «ليست الزوجة لعبة أو أداة من أدوات الزينة في منزلك ولكنها شريكة حياتك في كل أمور الحياة. لذلك يجب أال تحتفظ بأسرار تخفيها عنها. بل اعرض عليها مشروعاتك وناقشها فيها». لكن آخر يرى أن لكل قاعدة شواذ فعندما ال تكون الزوجة مستحقة ألن تكون موضع ثقة فيستمع الزوج للقول اإللهي: «اح ف ظ أ ب و اب ف م ك ع ن ال م ض ط ج ع ة ف ي ح ض ن ك «)ميخا 7:5(. )29( كانت إحدى الزوجات تقول: إنها تحب زوجها من كل قلبها ألنه يحبها ويقدرها فتعمل هي بدورها على إسعاده بكل ما أ وتيت من قوة. وهذا يزيد الثقة متانة على مر األيام ويولد في النفوس صراحة طبيعية أسمى وأمجد.. فقط لتجتهد الزوجة أن توجد فيها ما يستحق التفات زوجها واهتمامه وتقديره. الثقة والصراحة )52( للثقة والصراحة بين الزوجين نتائجهما المباركة: 1- من ازدياد المحبة بين االثنين على توالي األيام 2- عدم فتح ثغرة للوشاة الخبثاء 3- استئمان الواحد منهما لآلخر على كل شيء 2- عدم تطر ق الشك إلى قلبيهما 5- اتخاذ كل منهما اآلخر صديقا ومعوانا على مصائب الدهر 6- تقاسم مسرات الحياة معا 7- سيادة الس لم القلبي بينهما والسعادة الصحيحة. )51( قال أحدهم: من آفات الزواج عدم الصراحة بين الزوجين وإن ك ل منهما ال يفضي لآلخر بما عنده. وهذا ما يكثر الشك والتوجس والظنون واالنتقاد. واألجدر أن يفضي كل منهما لآلخر برغباته أو انتقاداته بروح اللطف المسيحي. وباستعمال الصراحة تنقضي األفكار السيئة وتتوطد دعائم الصداقة بين الزوجين. )52( قد تتعطل الثقة والصراحة بين الزوجين ألسباب منها: 1- كتمان األمور الواحد عن اآلخر وعدم التشاور 2- دخول بعض الوشاة بين االثنين 3- ضعف الحياة الزوجية 2- وجود بعض التقلب في حياة أحدهما أو في االثنين 5- الميل لتصديق آخر أكثر من الشريك اآلخر 6- عدم الحكمة في بعض التصرفات 7- عمل أشياء مشكوك في أمرها من أحدهما أو من االثنين. التعاون 28
)53( إن الوضع الكتابي للزواج والغرض الرئيسي منه هو ما قاله الله: «ل ي س ج ي دا أ ن ي ك ون آد م و ح د ه ف أ ص ن ع ل ه م ع ينا ن ظ ير ه» )تكوين 2:12(. إذ قصد أن يتعاون الشريكان معا في السر اء والضراء وأن يعم ل بقانون المسيح: أن األعظم هو من يخدم وليس الذي يتكئ على الدوام لكي يخدمه غيره. قال الكتاب: «ا ح م ل وا ب ع ض ك م أ ث ق ال ب ع ض و هك ذ ا ت م م وا ن ام وس ال م س يح» )غ لطية 6:2(. وإن صح هذا عامة فهو ألزم للحياة الزوجية بين الشريكين. وال شك أنه ال تعاون إال بالصداقة فمتى توثقت عرى الصداقة بين الزوجين أمكن تعاونهما معا على الوجه الصحيح. وقد قال أحدهم: «طوبى للزوجين اللذين يحوالن حبهما الواحد لآلخر إلى الصداقة والصداقة في أعظم وأعمق معانيها- صداقة تستمر وتتعمق على مدى األيام». )52( قال أحدهم: «إن الفرق بين المنزل والعائلة هو أن األول هو اتحاد بين الحجارة والطوب أما الثاني فهو اتحاد بين القلوب- قلب الزوج مع زوجته. ويبدأ هذا االتحاد المقدس عندما يرتبطان برباط الزواج المقدس». )55( قال جي دي موباسان: «حين يتحاب اثنان فلن يسعدهما شيء أكثر من «المنح والعطاء». يعطي المحب دائما كل شيء: يعطي أفكاره وحياته وجسمه وكل ما يملك ويشعر بالمنح ولذته ويخاطر بكل شيء ليعطي المحبوب أكثر وأكثر». )56( قال أحد رجال االجتماع يخاطب الزوجين: «إنكما معا كشطري المقص ال يمكن فصلكما. كما أن ك ل منهما ال يستغني عن اآلخر ومن يدخل بين هذين الشقين ي قط ع» )57( بعض الطرق لع لج إهمال التعاون والصداقة بين الزوجين. قال أحدهم: 1- ليدرس الزوجان األسباب التي عطلت الصداقة والتعاون بينهما 2- لي ق ر كل منهما بخطئه بتواضع وإال تعذر الع لج لوجود الكبرياء والتعالي وليعرف كل منهما أن من يبدأ باالعتراف فهو األعظم وليس بالعكس 3- ليبدأ االثنان في الصداقة العملية وفي التعاون البناء في الحال 2- إذا اختلفا حول أمر من األمور ليأخذا المسألة بسهولة وباإلقناع باللطف ويتركا المسألة للزمن لزيادة الفهم إذا لم يتم اإلقناع 5- وإذا أمكن ليحتكم االثنان إلى صديق للطرفين أو لرجل من رجال الدين يثقان به وممن يحفظون أسرار الناس 6- وقد يحتكم البعض إلى إجراء القرعة عن األمر الذي يختلفان فيه إذا كان االثنان يستسيغان هذه الطريقة. )52( قال أحدهم: إن صفات اللطف والصبر واالحتمال هي كالشحم لآلالت يلي نها ويسهل عملها. وهكذا ال تسير عجلة الحياة الزوجية إن لم تشحم بشحم هذه الصفات السامية. 29
وكما أن اآللة تحدث أصواتا مزعجة ويصعب إدارتها بدون تشحيم هكذا تحدث لماكينة الحياة الزوجية تحدث صخبا وصياحا وإزعاجا بل تتعطل وتتوقف عن التقدم! التعبير عن العواطف )59( قال أحد رجال األعمال «إنني متزوج منذ أكثر من ثمانية أعوام وقلما ابتسمت لزوجتي خ لل هذا العمر الطويل بل قلما حدثتها أكثر من بضع عبارات ابتداء من الساعة التي أصحو فيها حتى أغادر البيت قاصدا إلى عملي. لقد كنت أسوأ مثل للرجل العبوس المتجه م! فلما قصدت أن أبتسم فكرت أن أجرب االبتسام مع زوجتي. ففي الصباح التالي بينما أنا أمشط شعري أمام المرآة تطلعت إلى صورتي وقلت لنفسي «اسمع! إنك ستمحو اليوم هذا العبوس المخيم على سحنتك ستبتسم دائما وستبدأ في التو واللحظة». فلما جلست على المائدة لتناول طعام اإلفطار حي يت زوجتي بهذه الكلمات: «صباح الخير يا عزيزتي» وابتسمت وأنا أقول ذلك. أما هي فقد ذ هلت! ولكني أسرعت فوعدتها أن تنتظر مني هذه التحية على الدوام. وقد جلب هذا الموقف الجديد لبيتنا خ لل الشهرين الماضيين سعادة لم نذق مثلها خ لل العام الماضي كله! رد الشر بالخير )62( كانت الزوجات المسيحيات كثيرا ما يعرضن أحوالهن مع أزواجهن على القديسة «مونيكا» أ م القديس أغسطينوس ويشكين لها مصابهن ويعجبن كيف تعيش مع زوجها براحة وس لم مع أنه مشهور بشراسته وغضبه الشديد فكانت تجيبهن بالقول: «إنه إذا احتد وغضب فإني أسكت سكوتا تاما بل كثيرا ما أنشغل بالص لة في أثناء هياجه وسخطه وعلى هذه الصورة يسكن غضبه ويهدأ اضطرابه فأعيش معه بحب وس لم حتى أني قد استملته إلى المسيحية. فافعلن مثل ذلك تعشن ورجالكن براحة بل تقدسن أنفسكن ورجالكن». )61( كان أحد األفاضل يتحادث مع شيخ تقي فسأله عن سبب تجديده فصمت دقيقة وكأن السؤال أصاب وترا حساسا في نفسه وأجاب بتأثر شديد وقد سالت الدموع من عينيه: «لقد جاءت زوجتي إلى الله قبلي بعدة سنين فاضطهدتها وأسأت إليها بسبب دينها غير أنها لم ترد علي إال بالشفقة. وكانت تظهر باستمرار اهتمامها لتزيد من راحتي وسعادتي. فكان سلوكها الطيب مع كل ما لقيته من ألم من سوء معاملتي لها هو أول ما أرسل سهام التبكيت إلى نفسي». 30