رئيس مجلس االدارة رئيس التحرير WWW. almadasupplements.com 6 مع الزهاوي في معاركه االدبية جميل صدقي الزهاوي 150 عاما على التجديد
األسرة الزهاوية في بغداد رفعة عبد الرزاق محمد حفل تاريخنا القريب بعدد كبير من اعالم اليقظة الفكرية الذين حملوا لواء العلم واالدب وعملوا في منازع الفكر المختلفة. وقد تمكنت بعض الشخصياتان تغطي بشهرتها ونفوذها على االخرين. بينما توارت شخصيات كبيرة خلف سدود النسيان والعقوق ولم تكتسب حظا من الشهرة واالهتمام واصبحت اخبارها من الشوارد التاريخية التي اصبحت موضع اهتمام قلة من الباحثين. ومن الظواهر البارزة التي يقف عندها الباحث لبواكري النه ضة الفكرية يف العراق احلديث ظاهرة Tشهرة عدد من االSسر الكرمية باجنابها عددا كبريا من رجال العلم واالدب. وهذه الظاهرة ال تغرب عن ذهن اأي مطلع على تفاUصيل هذه النه ضة وحيثياتها. بل ان بع ض الباحثني ذهب اىل ان النه ضة الفكرية العراقية ( يف نهاية القرن التاSسع عûشر واوائ``ل القرن العûشرين ) ب`رزت ملتفة ح`ول ه`ذه االSسر التي امدتها بالرجال واملال. ومن هذه االSسر ال الزهاوي يف بغداد. وهي من االSسر الكردية الكرمية التي تركت من االثار والذكريات ما هو جدير بالتنويه والتقدير. واملقالة التي بني يديك نبذة بهذه االSسرة واعالمها. ي``ب``د أا جم``د االS ``س``رة ال`ع`ل`م`ي واالدب```ي بالûشيخ حممد في ضي الزهاوي وهو راSسها وق`د خلدت اخ`ب`اره يف الكتاب ال`ق`ي`م ال```ذي اخ``رج``ه امل``رح``وم العالمة حممد اخلال. وTشهرته نبعت من توليه منüصب االف``ت``اء ب`ب`غ`داد ع``ام 1273 ه / 1856 م. وظ``ل يûشغل ه``ذا املنüصب الرفيع حتى وفاته. وم`ن الطريف ان الûشاعر الكبري عبد الباقي العمري مدح الزهاوي عند اSسناد منüصب االفتاء اليه فقال: ق```د ق``ي``ل يل اذ رح````ت ان`` û ``ش``د عندما Tشاهدت دين حممد يتجدد يف م```ذه```ب ال``ن``ع``م``ان ب`````ال`````زوراء قد افتى االمام الûشافعي حممد واملفتي ال`زه`اوي هو حممد في ضي اف```ن```دي ب```ن االم``ي``ري اح``م``د ب```ن حùسن ب```ن رS ``س``ت``م ب```ن ك`ي`خ` ù `س`رو ب```ن االم`ي`ري ب``اب``ا S `س`ل`ي`م`ان ب``ن ف``ق``ي اح``م``د احد مûشاهري االSسرة البابانية الûشهرية يف الùسليمانية ( Tشهرزور وتوابعها ). وقد نقل املرحوم حممد امني زكي يف كتابه )تاريخ الùسليمانية( هذه الùسلùسلة نقال ع`ن ال``ل``واء خ`ال`دب`ن حم`م`ود ب`ن حممد في ضي ال``زه``اوي ال```ذي وج``ده``ا بخط املفتي نفùسه. وذك``ر االS `س`ت`اذ الûشاعر جميل Uصدقي الزهاوي يف رSسائله التي نûشرها االSستاذ حممد عيûش يف جملة )الكاتب املüصري ) Sسنة 1946 ان جده امل``ال اح`م`د ه`و ال``ذي لقب بالزهاوي ويعود نùسبه اىل الüصحابي اجلليل خالد بن الوليد. كما ذكر الزهاوي يف مقدمة رباعياته : ابي مفتي بغداد حممد في ضي كردي ينتùسب اىل امراء بابان وهوؤالء ينتمون اىل خالد بن الوليد وTشهرته الزهاوي هي الن اباه املال احمد هاجر اىل )زه```او( القريبة م`ن مدينة )فüصر Tشريين( يف االراVضي االيرانية وSسكنها Sسنني وتزوج بùسيدة ولدت له ابي. فلما رج`ع اىل الùسليمانية مع جنله اTشتهر بالزهاوي. وه``ذا يعني ان امل`ال احمد هو الذي لقب بالزهاوي. وقد ذكر االSستاذ هالل ناجي يف كتابه القيم )ال``زه``اوي ودي`وان`ه املفقود( ان االS ``س``ت``اذ ب`دي`ع T `ش`ري`ف ان``ف``رد برواية جميلة Sسمعها من الزهاوي مفادها ان جده البيه ترك اخ`اه اثر ح`ادث بùسيط بينهما اىل)زه````او( فاتüصل بامريها وح`ل من قلبه حمال رفيعا وك``ان لهذا االم`ري ابنا يدرSس على يد املال احمد. وملنزلته فقد ترك هذا االبن خطيبته اىل اSستاذه فولدت له حممد في ضي. بينما يذكر حممد امني زكي ان جد املفتي او ابيه هاجر اىل زه`او خلالف مع احد االم``راء البابانيني فولد حممد في ضي ه`ن`اك ون` ù `س`ب ال`ي`ه`ا ( مûشاهري الكرد وكردSستان يغداد 1945 ج U1 ص 228 ). ومهما يكن من Tشيء فقد ولد حممد في ضي الزهاوي عام 1208 ه / 1793 م وهو التاريخ نفùسه الذي ذكره حممد امني زكي غري ان الûشيخ حممد اخلال نقل عن اح`دى املخطوطات ان موؤلفها زار يف ب`غ`داد مفتيها ال`زه`اوي بداره ليلة الثالثاء 6 ج`م`ادى االوىل 1304 ه` )31 ك`ان`ون ال`ث`اين 1887( وSض أاله عن عمره فاجابه املفتي حاال بقوله : ( اوف ) اT `ش`ارة اىل ع`دد Sسني عمره بحùساب احل```روف وه``و )87 ) Sسنة وعلى هذا فوالدته كانت يف Sسنة 1218 ه / 1803 م. كان جميء حممد في ضي الزهاوي اىل بغداد يف Sسنة 1840 ولف ضله وجدارته العلمية فقد ع`ني يف املدرSسة العلية ب`ب`غ`داد ( بيت احلكمة ح`ال`ي`ا( وقيل ان Sسبب جميئه لبغداد ان`ه عندما كان مدرSسا يف مدرSسة احمد بك النفطجي يف كركوك Sسنة 1841 ذهب اىل بغداد ليتوSسط ل`دى ال``وايل علي رVضا الالز الحمد بك النفطجي ال`ذي اتهم بق ضية وUصدر حكم االعدام عليه. اال ان الوايل اTشرتط على الزهاوي لقبول وSساطته ان يقبل بنقله اىل بغداد فوافق واSستقر ببغداد.وTشاعت Tشهرته حتى عني مفتيا ببغداد عام 1856 م. وبقي بهذا املنüصب حتى وفاته يوم 3 جمادى االوىل 1308 ه )15 كانون االول 1890(. ولعل ابلغ ما تركه Tشعرا االبيات التالية : بان يل يف املراآة Tشيخ كبير عاTش حتى تعرف االحواال قلت كم عûشت قال تùسعني عاما قلت ماذا فعلت فقاال : اكالت دفعتها ف ضالت وTشروبا ارقتها ابواال وثيابا لبùستها فاخرات جددا ونزعتها اSسباال ومن املحاSسن ان ينهد االSستاذ الûشيخ حممد علي ال``ق``رداغ``ي اىل جمع Tشعر الûشيخ ال``زه``اوي وحتقيقه وطبعه يف مطابع كردSستان. كما ان لالSستاذ امل ؤورخ عباSس العزاوي جمموع باخبار واثار الزهاوي مل يزل خمطوطا. ***** 2
3 م`ن احلقائق التي يجدر ذك`ره`ا هنا نùسب االS `س`رة ال`زه`اوي`ة فقد قيل ان نùسبها يرقى اىل الüصحابي اجلليل خالد بن الوليد Sسيف الله املùسلول مع ان الروايات العديدة تواترت على انقطاع نùسل خالد بن الوليد. قال ابو عبد الله املüصعب الزبريي يف كتابه ( نùسب قريûش ) : وقد انقرVض ولد خالد ينب الوليد فلم يبق منهم احد ورثهم ايوب بن Sسلمة دارهم يف املدينة ) Uص 328 (. واكد هذه احلقيقة اب`ن ح`زم االندلùسي يف كتابه ( جمهرة انùساب العرب ) يف الüصفحة. 138 ونقل الدكتور مüصطفى جواد يف مقدمة حتقيقه كتاب ( خمتüصر التاريخ ) البن الكازروين ان خالدا انقرVض ولده ومل يبق منهم احدا يف الûشرق والغرب. فكل من ادعى نùسبا اليه فقد وهم وال تüصح دعواه وان انتمى اليه فهو مبطل يف منتماه ( Uص 26 (. وكتب املرحوم Uصديق الدملوجي مقاال عنوانه : اخلالديون والعباSسيون ذكر فيه : ان اخلالديني يدعون النùسب اىل خالد بن الوليد. ونûشوء هذه الدعوى على ما يظن من جم`يء Sسليمان بن خالد بن الوليد اىل كردSستان وتاأSسيùسه ح`ك`وم`ة يف ج``زي``رة اب``ن ع`م`ر وبعد وف`ات`ه انتقلت اىل اوالده ومنهم عبد ال`ع`زي`ز ث``اين اوالده. وم``ع غموVض الرواية من اSساSسها فان املتعارف عليه ان نùسل خالد انقرVض يف Uصدر الدولة االSسالمية كما يروي ابن قتيبة وغريه ( جملة اجلزيرة ( املوUصل( العدد 20 لùسنة 1947 Uص ) 9. وي`رد العالمة الûشيخ حممود Tشكري االلوSسي دعوى ه`ذه النùسبة. كما ي ضيف نùسبته اىل االم``راء البابانيني مل تùسمع منه وان اوالده هم الذين اTشاعوا ذلك بعد وفاته ( املùسك االذفر طبعة 1982 Uص )284. وم```ن ال``ط``ري``ف ان االS ``س``ت``اذ الûشاعر جميل Uصدقي الزهاوي كان بûشيع بني معاUصريه هذه النùسبة. وطاملا ذكرها يف كتاباته حتى ان امل`رح`وم ناجي القûشطيني ملا رثى الûشاعر الزهاوي عام 1936 قال : خلالد بن الوليد الفحل نùسبته والكون يعرف هذا الهادم الباين ***** اعقب املفتي حممد في ضي الزهاوي من الذكور احد عûشر ولدا وبنتا. وبع ض امل ضان ذكرت انهم ثالثة عûشر هم حùسب ترتيب والداتهم : عبد الله عبد احلكيم علي حممود حممد رTشيد حممد Uصالح حممد لطيف حممد Sسعيد عبد الغني عبد احلميد جميل Uصدقي عبد اجلليل. واغ`ل`ب اوالده م`ن مûشاهري ال`رج`ال. اما البنت فاSسمها ( حùسيبة ) وكانت من رائدات احلركة النùسوية يف العûشرينات. عبد الله : تويف Tشابا. حممد Sسعيد الزهاوي : ولد عام 1268 ه` )1869( ودرS ``س املنقول واملعقول على ابيه فتدرج يف املناUصب العلمية حتى توىل االفتاء بعد وال`ده وادارة االوق```اف ث`م ادارة امل``ع``ارف فرئيùس جم`ل` ù `س ال`ت`م`ي`ي`ز ال`` û ``ش``رع``ي ب``ب``غ``داد وتويف يف 13 مايùس 1921 وهو والد االSستاذ الûشيخ اجمد الزهاوي. ويبدو ان عالقته باخيه الûشاعر جميل Uصدقي ال`زه`اوي كانت Vضعيفة ولعل Tشغف الûشاعر ال`زه`اوي بالق ضايا الفلùسفية والطبيعية Sسبب ه``ذه ال`ن`ف`رة. ومن الطريف اين وقفت على رSسالة للûشاعر ال```زه```اوي كتبها اىل االب انùستاSس م``اري الكرملي يف 2 اذار 1907 جاء فيها : ان م``درS ``س الùسليمانية وان ك`ان اخ`ي ال يùسمح مبقابلتنا فقد ترك الدنيا واحلكومة حتى اوالده واطفاله وامره مûشتهرر بني الناSس... واذا قلت حل ضرتكم اين اره منذ Sسنتني فüصدقني الûشيخ اجمد الزهاوي مع الùسيد جواد الûشهرSستاين واع`ج`ب م`ن ذل``ك ان``ه مفتي ب`غ`داد وال `` حم`م`د رT `ش`ي`د ال```زه```اوي : ول```د عام ي``زور جملùس االدارة على ان``ه ع ضو 1264 ه``` وت``درج يف مناUصب الدولة وب```ق```ي ط```وي`ل`الع``` ```ض```وا يف حمكمة طبيعي. ك``ان حم`م`د Sسعيد ال``زه``اوي يقيم يف االSستئناف ووكيال ملتüصرف كربالء. املدرSسة الùسليمانية يقيم يف املدرSسة اوالده : نهاد ويونùس وظافر ومدحة. الùسليمانية يف حملة )البقجة( التي ت``ويف ي``وم 29 ك`ان`ون ال`ث`اين 1911 دف``ن فيها وال```ده املفتي. وق``د اهديت ف``رث``اه ال` û `ش`اع`ر ع`ب`د ال``رح``م``ن البناء مكتبته بعد Sسنوات اىل جمعية الرتبية بقüصيدة مطلعها : االSسالمية ببغداد. ومن اوالده االخرين Uصربا جميال فالزمان يجور احمد خمتار عادل عبد الرحمن عبد والعمر فان واحلياة غرور الله. دار الزهاوي `` حم``م``ود : وه```و وال```د ال``ل``واء خالد الزهاوي احد Vضباط احلرSس امللكي يف عهد فيüصل االول وامر الكلية العùسكرية يف الثالثينيات ووال``د القاVضي ناجي الزهاوي. عبد احلكيم : ولد عام )1840( 1256 ك``ان Vضابطا يف اجل`ي` û `ش ال`ع`ث`م`اين وعني مرافقا ملدحت باTشا الûشخüصية العثمانية الكبرية. تويف Sسنة 1939. م``ن اوالده ال`دك`ت`ور Tشوكة الزهاوي وحكمة احد رجال االدارة. ` حممد لطيف : م`ن اوالده ابراهيم بك وهو كان مûشرفا على امالك االSسرة الزهاوية. عبد الغني : ولد Sسنة )1861( 1277 كان Tشاعرا باللغات الرتكية والفارSسية. تويف نحو Sسنة ( 1323( )1903(. جميل Uصدقي : الûشاعر الكبري وامره اTشهر من بيانه يف هذه النبذة تويف يوم Tشباط 23. 1936 `` حممد Uصالح : ك``ان رج``ال ورع```ا من امل``ت`` ü ``ص``وف``ة. ت````ويف يف ح````دود Sسنة. 1919 ذكر املرحوم الدكتور عبد الله اجل`ب`وري يف مقدمة دي``وان )ابراهيم ادهم الزهاوي( ان حممد Uصالح اعقب عûشرة اوالد وخمùس بناتهم : ابراهيم اب`راه`ي`م اده```م ف`ت`اة توفيت Tشابة حم``م``ود حم`م`د ع`ب`د ال``ق``ادر عبد ال```رزاق. وه```وؤالء م`ن ام واح```دة ثم تزوج Tشقيقة زوجته االوىل فاجنبت له : عزة وثالثة اوالد واربع بنات وكلهم توفوا وكربى الفتيات تزوجها العالمة الûشيخ اجمد الزهاوي. عبد اجلليل : وال``د ناظم )اTشخüصية الوطنية املعروفة ووالد الùسيدين حارث وفالح ) حممد Sسليم : والد حميي الدين وعبد القادر وحممد امني. ***** يف القرن العûشرين اTشتهر من رجال االSسرة الزهاوية اربعة : الûشاعر الكبري جميل Uصدقي الزهاوي والûشيخ حممد Sسعيد ال``ذي ذك``رن``اه والûشيخ اجمد ال``زه``اوي وال` û `ش`اع`ر اب``راه``ي``م ادهم الزهاوي. اما الûشيخ اجمد فقد توفاه الله يوم 17 تûشرين االول 1967 وهو وال`د الûشيخ يونùس والدكتور Sسعيد. ومن الطريف هنا ان عمر الûشيخ اجمد ع`ن`د وف```اة ج``ده امل`ف`ت`ي ن`ح`و م``ن Sست Sسنوات وكان جده يالطفه وهو Uصغري فيقول : اجمد احتب اباك ام جد والûشاعر ابراهيم اده`م الزهاوي ابن حم`م`د U `ص`ال`ح ول```د S `س`ن`ة 1902 يف حملة البارودية ببغداد وام`ه Tشقيقة الùسيد اح`م`د الùسميننب اب`راه`ي`م اغا االلباين. درSس على اTشهر علماء بغداد وان`ت` ù `س`ب اىل ج`ام`ع`ة ال ال`ب`ي`ت عام 1926 وتخرج فيها عام. 1930 دخل الوظيفةاحلكومية عام 1944 وبقي فيها اىل ع``ام 1958 ح`ي`ث اح`ي`ل اىل التقاعد. اUصيب يف Sسنواته االخرية مب`رV `ض عüصبي وت``ويف ي``وم 16 اب. 1968 وقد خلد بجمع ديوان ونûشره ع`ل`ى ي``د ال``دك``ت``ور ع`ب`د ال`ل`ه اجلبوري )القاهرة ) 1969. واTشتهر رجال اآخرون من هذه االSسرة الكرمية Sسنذكرهم يف مناSسبة مقبلة امثال الدكتور Tشوكة ال`زه`اوي ونهاد الزهاوي وناظم الزهاوي وعبد القادر الزهاوي وخالد الزهاوي وSسواهم.
الزهاوي في االستانة T ```ش```اه```د ع```ل```ى ال```ع```ه```د ال```دS ```س```ت```وري د. علي شاكر علي الزهاوي والرUصايف وSسامي الûشوا ونوري ثابت وعبد الغفور البدري بين بغداد و استانبول أكثر من وشيجة تاريخية و دينية و سياسية, فكلتا المدينتين, كانتا عاصمة للخالفة, االولى الخالفة العباسية -132 656 ه وغدت الثانية عاصمة للخالفة العثمانية حتى سنة 1924 م, والمدينتان حملتا شعلة النور و االيمان الرجاء المعمورة, بل ان استانبول, غد ت فعال بعد دخولها في الحيز العثماني سنة 1534 م ))عاصمة الدنيا الثقافية ((, حيث امتزجت الثقافات في مدارسها, وبمرور الزمن و بموازاة توسع الدولة العثمانية سواء في الغرب او الشرق ومع اهتمام السالطين العثمانية بأفتتاح المدارس الدينية التي رفدت الواليات التابعة للدولة بمئات العلماء الذين شغلوا مناصب دينية والسيما في سلك القضاء. فتوثقت العالقات الثقافية و الدينية ب`ني اSستانبول و ب`غ`داد بعد دخول االخ``ي``رية ال``ف`` ``ض``اء ال``ع``ث``م``اين Sسنة 1453 م, وق````د وU ``ص``ف``ت االدب```ي```ات ال`ع`ث`م`ان`ي`ة ب``غ``داد ب``اأن``ه``ا ان``ب``ل مدن اSسيا, اTشارة اىل مكانتها التاريخية و الدينية واملتتبع للمüصادر والوثائق العثمانية يجد اSسماء مئات العلماء البغداديني ممن تتلقوا دراSستهم يف مدارSس اSسطنبول و تùسنموا مناUصب ه`ام`ة يف اج``ه``زة ال``دول``ة املختلفة, ويف النüصف الثاين من القرن التاSسع عûشر و يف ظل القوانيني االUصالحية ال``ت``ي ع``رف``ت ب``ف`ت`رتة التنظيمات, ازداد االرت``ب``اط ال`ث`ق`ايف ب`ني بغداد و اSستانبول.بفعل ع``دة اعتبارات منها تطور املواUصالت بني العاUصمة العثمانية ووالياتها وانتûشار دوائر التلغراف و الربيد ف ضال عن الطباعة و الüصحافة و افتتاح املدارSس احلديثة التي قربت املùسافة بني مثقفي بغداد و اSستانبول وابتداء من الربع االخري م``ن ال``ق``رن ال`ت`اS `س`ع ع` û `ش`ر, اذ قüصد البغداديون مدارSس اSستانبول مقر اخل`الف`ة و مدينة االم```ال و االح``الم اجلميلة كانت اSستانبول قبلة رجال العراق الطاحمني, فمن اراد وظيفة مرموقة مالأ حقيبته بالهدايا الثمينة وهرع اىل اSستانبول و من اراد ترقية و ترفيعا مالأ جيبه بعûشرات اللريات الذهبية وذه``ب اىل اSستانبول ومن اراد من العوائل املوSسرة ان يثقف ولده ثقافة عالية اوفده مدلال و معززا اىل اSستانبول و كان اكرثهم يلتحق اما بكلية احلقوق او امللكية الûشاهانية )كلية العلوم الùسياSسية و االدارية( ام``ا ال`ع`وائ`ل ال`ف`ق`رية فكانت تلحق ابناءها باملدرSسة االعدادية العùسكرية ليتùسنى لهم اكمال دراSسته يف الكلية العùسكرية يف االSستانة و يتخرجوا منها Vضباطا يف اجليûش العثماين بعد دراSسة اأمدها ثالث Sسنني. واىل ج``ان``ب ه`````وؤالء, ك```ان املثقف العراقي Sسواء ممن تلقى دراSسته يف املدارSس الدينية او املدارSس الرTشدية يجد Vضالته الùسياSسة و الفكرية يف اSستانبول, وق`د وق`ع اختيارنا على اثنني من ادب`اء بغداد وهما معروف الرUصايف )1876-1945( و جميل U `ص`دق`ي ال``زه``اوي )1939-1863( لدراSسة االث`ر ال`ذي تركته اSستانبول يف فكرهما الùسياSسي و االدبي بحيث مي`ك`ن ال``ق``ول ان االث``ن``ني ك`ان`ا حلقة وUصل بني الفكر العثماين املتجدد و الفكر العراقي احلديث من جهة, ومن ج`ه`ة اخ```رى ف``ان اج```واء اSستانبول الùسياSسية والثقافية تركت اثار هامة يف تعميق الوعي الùسياSسي والثقايف للالأديبني كما انهما اطلعا على الثقافة االج``ن``ب``ي``ة ح``ت``ى ال`ف`رن` ù `س`ي`ة فكانت 4
5 اSستانبول يف نظر املثقفني العراقيني منبع التجدد يف العهد العثماين. ومما الTشك فيه ان ما Sساعد االثنني, على االن`دم`اج يف جمتمع اSستانبول الثقايف و الùسياSسي, ه`و اتقانهما اللغة الرتكية, وتدريùسهما ل`الداب و اللغة العربية يف املدارSس البغدادية ف ضال عن ذلك ف` أان خلفيتهما الدينية, T ``ش ``ك``ل``ت ع```ام`ل`ال اخ````ر يف تعميق االحùساSس مبفردات كانت Tشائعة يف تلك احلقبة التاريخية مثل احلرية واملùساواة والعدل و الدميقراطية و اجلمهورية وSسيدفع هذا االحùساSس امل`ف`رط مب`ع`اين االل``ف``اظ يف اع`ل`اله, اىل التمرد على قيم وعادات و تقاليد تاأUصلت يف Sسلوكهما اثناء دراSستهما يف املدارSس الدينية البغدادية. مل`الح`ظ`ة اجل``دي``رة ب``االإT ``ش``ارة ه`ن`ا, ان ك``ال م`ن ال`رU `ص`ايف و ال``زه``اوي, ق`د رح``ال اىل العاUصمة العثمانية و قد اكتملت املعرفة التقليدية لديهما )فالزهاوي, قد تعلم الفارSسية حتى اتقنها ب``اأT ``ش``راف م``ن وال```ده الûشيخ..ال````ذي علمه اي` `ض`ا ال``ك``ردي``ة النها لغة الج```داده و علمه ال`رتك`ي`ة النها لغة البالد الرSسمية وعلمه العربية النها لغة ال`ق`ران فاUصبح يجيد عدة لغات كان لها اثرها يف ثقافته و يف حياته فيما بعد ثم درSسه له بنفùسه التفùسري يف البي ضاوي و الفقه يف Tشرح امل`وق`ف حتى اكتمل ن ضوجه الفكري, ف أالتحق Sسنة 1884 معلما باملدرSسة الùسليمانية و هي مدرSسة دينية ملحقة باأحد املùساجد يف حملة امل`ي`دان, وه``و يتزى ب``زي الûشيوخ )اجلبة والعمامة(. غري ان دروSسه يف املدرSسة الدينية مل متنعه من االطالع على ثقافة الغرب وابتكاراته العلمية, غري ان جهله باللغات االوربية يقف ح`ائ`ال دون تعمقه, فليقراأ اذن ما يرتجم اىل الرتكية او الفارSسية فقراأ م ؤولفات Tشكùسبري و جوته و هوجو و غريها, مرتجمة اىل الرتكية, فعاTش يف Uصراع فكري بني ما قد مته و يجد م``ا ت`ط`رح`ه ال`ن`ظ`ري`ات ال`غ`رب`ي`ة من افكار )اجلاذبية, والنûشوء و االرتقاء وموقف العلم املتطور من الدين( و يف اواخر 1887 عني مüصطفى باTشا واليا على العراق فح ضر الزهاوي مع والده املفتي حممد في ض الزهاوي, مراSسيم تنüصيب ال```وايل امل``ذك``ور, ف`ق`راأ ال`وال`د دع``اء التنüصيب باللغة العربية طبقا للمراSسيم التقليدية, ثم تقدم االب`ن الûشاعر فمدح الوايل بقüصيدة, فنالت اعجابه, فع ني اثر ذلك ع ضوا يف جملùس معارف بغداد )) وهو منüصب مل يحلم به اال قلة من Tشيوخ بغداد(( ويف الùسنة التالية اأي 1888 م اأSسندت اإليه مطبعة الوالية التي تطبع جريدة ال`زوراء الرSسمية غري انه تركها Sسنة 1890 م ليüصبح ع ضوا يف حمكمة االSستئناف )الن Uصلة ال`زوراء باالدب واهية,بينما Uصلة العدالة والقانون مبا درSس م``ن ف`ق`ه ق``وي``ة( ويف S `س`ن`ة 1892 م اقرتن بفتاة تركية من عائلة بغدادية معروفة, وهي االنùسة زكية. و يف Sسنة 1896 م دع```اه ال` ù `س`ل`ط`ان عبد احلميد الثاين )1909-1876( اىل العاUصمة العثمانية بوUصفه ابرز Tشعراء بغداد و فقائها و كانت الزيارة ب`داي`ة احتكاك ال`زه`اوي بالùسياSسة العثمانية بûشكل مباTشر يف Vضوء م`ا Sسبق نùستطيع القول, ان الûشاعرين قüصدا اSستانبول يف ظ``روف SسياSسية غاية يف التعقيد, حيث الüصراع ب`ني انüصار اجلامعة االSسالمية و خüصومها على اأTشده, ف ضال ع`ن املناقûشات احلامية التي ك`ان`ت ت```دور ب``ني اق``ط``اب التحديث, ودع```````اة امل``ح``اف``ظ``ة ع``ل``ى ال``وV ``ض``ع القائم يف ال`دول`ة العثمانية. االأول )ال``زه``اوي( اSستدعي م`ن قبل راأSس الهرم يف الدولة العثمانية )الùسلطان( ملùساندة مûشروعه االنقاذي للمùسلمني )اجل``ام``ع``ة االS ``س`ل`الم``ي``ة( و الثاين )ال``رU ``ص``ايف( اS `س`ت`دع`اه اح``د اقطاب التجديد يف العاUصمة. لنûشر افكاره باللغة العربية بني العرب يف الدولة العثماين. الزهاوي في استانبول S `س`ب`ق وان ن ``وه``ن``ا, ان ال``زه``اوي اSستدعي اىل اSستانبول Sسنة 1896 م ب``دع``وة م``ن ال` ù `س`ل`ط`ان ع`ب`د احلميد الثاين, و يف الùسنة التالية 1897 م, كلف مبهمة رSسمية Vضمن بعثة ارSسلت اىل اليمن ملعاجلة اوVضاعها الثائرة, وقد ام ضت البعثة عاما كامال جنحت خ`الل`ه م`ن تهدئة االأوV ``ض``اع يف هذا البلد فحüصل ال``زه``ازي على وSسام املجيدي من الدرجة الثالثة, غري أان هذا التكرمي مل مينع الûشاعرالزهاوي م`ن مهاجمة SسياSسة الùسلطان عبد احلميد ال`ث`اين يف قüصيدته ( حتام تغفل( و ختمها : وايديك ان طالت فال تغرتر بها ف أان يد االأيام منهن اأطول. فاأمر الùسلطان عبد احلميد باعتقاله وم`ع`ه ك`ل م`ن الûشاعر ال`رتك`ي Uصفا بك وعبد احلميد الزهراوي, واللذان كانا يûشاركان ال`زه`اوي يف التنديد بùسياSسة الùسلطان عبد احلميد غري ان مكوثه يف الùسجن مل يدم طويال, ف أاطلق Sسراحه وابعد عن العاUصمة العثمانية ليعود اىل بغداد,ثم رجع اىل اSستانبول مرة ثانية بعد انقالب 1908 م ف`ك`ل`ف ب`ت`دري` ù `س الفلùسفة االSسالمية يف املكتب امللكي, وكما عمل مدرSسا ل``الداب العربية يف دار الفنون يف العاUصمة العثمانية و األف يف هذه الفرتة كتابا باللغة الرتكية Sسماه ))حكمة اإSسالمية درSسلري(( اأي دروS `س يف احلكمة االSسالمية و كان Tشاهد عيان الح``داث اSستانبول بني Sسنتي 1909-1908. كما اطلع كما يذكر ذل`ك بنفùسه على كتب مرتجمة اىل ال`رتك`ي`ة ل`ك`ت`اب غ`رب`ي`ني امثال فيكتور هوجو و Tشكùسبري و الكùسندر توماSس و غريهم, ف ضال على قراءته كتبا تركية كلها يف العلوم العüصرية االم```ر ال```ذي ت``رك اث````ارا ع`ل`ى معظم م`وؤل`ف`ات`ه ال`ت`ي ت`ن`اول`ت )اجلاذبية( )وال``ن`` û ``ش``وء واالرت```ق```اء( وغ``ريه``ا, رمبا اطلع على نتاجات أادب`اء أاتراك معاUصرين غ`ري ان ت`اأث`ري ه```وؤالء مل يظهر يف Tشعره, مثلما ظهر على Tشعر الرUصايف كما اTشرنا Sسابقا. رمبا يكمن تفùسري ذلك يف انüصرافه للبحث يف امور اخرى متثلت بالدفاع عن امل``ر أاة, واندفاعه غري املتوازن احيانا يف لوى نüصوUص فقهية لüصالح أارائه الûشخüصية. ومهما يكن من اأمر, ف`ق`د ان`ت`خ`ب ال``زه``اوي Sسنة 1912 نائبا عن بغداد يف جملùس املبعوثان العثماين وكان انتخابه وهو كûشاعر و مدرSس مل`ادة ( املجلة( يف مدرSسة احل`ق`وق, يتوافق خ`ط االحتاديني يف اTشراك العناUصر املثقفة ببغداديف الùسياSسة العثمانية كما ان Uصلته ب``اأق``ط``اب ال` ù `س`ي`اS `س`ة ال`ع`ث`م`ان`ي`ة يف العاUصمة اSستانبول كلها تقف وراء ع ضويته يف الربملان العثماين وقد عرفته قاعة املناقûشات يف الربملان كنائب ج``رئ و ن`اق`د الذع و مهاجم عنيد لالفكار التي تطرح للمناقûشة و من املفيد ان نûشري هنا لالSستدالل على جر أاته يف الطرح دون ان ياأبه مبوقف املحافظني يف املبعوثان العثماين فقد تüصدى عند مناقûشة ميزانية وزارة احلربية ل` آالراء التي دعت اإىل تقليل ميزانية وزارة احلربية و االإبقاء على االأSساليب القدمية تقوية االأSسطول العثماينفكانUصوتالزهاويالداعي اإىل ا أالخذ بالتقنية العùسكرية احلديثة يف جتديد اجليûش واالأSسطول, و من ج``ان``ب اخ``ر جن``د االث```ر االجتماعي الSستانبول يف Sسلوك الزهاوي, وقد رافقه الطربوTش االSستانبويل طيلة حياته, كما ان بدلته االSستانبولية ظلت ترافقه اي ضا, اذ عرف عن كرهه ( للرباوة ) التي كان يتربم فيها اTشد التربم فاأUصبحت البدلة العثمانية, مقياSسا لكل بدالته الالحقة, ووSسيلة للتخلüص من مûشكلة الرباوة. واملتفحüص الأTشعار الزهاوي يالحظ تاثر الûشاعر بنزعة التخلüص من قيد القافية يف الûشعر, وذل``ك بدعوته اىل االخذ بالûشعر املرSسل او املنثور اع`ت`ق`ادا منه ان )القافية ه`ي Sسبب فقدان الûشعر القüصüصي عند العرب و القافية هي Sسبب قلة االبتكار وتفاهة املعاين و املوVضوعات اي ضا( االمر الذي اثار عليه انüصار الûشعر املنظوم, الذين اتهموه بتقليد الغرب, ففتح بذلك لنفùسه معركة فكرية اSستمرت لùسنوات كما لüصق به الكفر و التمرد على ا أالفكار الدينية خاUصة بعد نûشره Sسنة 1924 قüصيدته املعروفة باأSسم )ال``دم``ع ي`ن`ط`ق( ق``ال خüصومه عنها ان القüصيدة تتنكر لبع ض املعتقدات الدينية. الùض ؤوال الذي يطرح نفùسه, هل اراد الزهاوي يف دعوته الûشعر املرSسل تقليد املدرSسة الرتكية ( مدرSسة ثروت فنون( االدبية التي اتهمت انها تخرج على الكالئûش الûشعرية القدمية و تدعوااىل مزج الûشعر بالنرث ف أاذا ما قارنا بني قüصيدة الûشاعر الرتكي )توفيق فكرت( و قüصيدة الزهاوي جن``د ان االث``ن`ي`ني دع``ي``ا اىل ال``ت``زام اجلانب االنùساين يف احلياة كما ان االثنني اتهما بعدم التقيد بال ضوابط الكالSسيكية يف التعامل م`ع بع ض املعتقدات امل`ت`وارث`ة. اجل``واب على ذل`ك الùضوؤال املثار يف اع``اله نعم اذ ق ضى ال``زه``اوي T `ش`ط`را م``ن حياته و أاطلع على نتاج الûشعراء االتراك كما وقف على التيارات االدبية الغربية م``ن خ`ل`الل ال``رتج``م``ة ال``رتك``ي``ة رمبا ح``اول تقليد انüصار مدرSسة )ثروت فنون( والرتويج لها يف بيئة بغداد االدبية. وتاأSسيùسا على ما Sسبق كله, نùستطيع ال```ق```ول, ان اS ``س``ت``ان``ب``ول كعاUصمة للعلم واملدنية, Tشكلت مهادا فكريا للنخبة العراقية املثقفة بûشكل عام و الûشاعرين ال`زه`اوي و الرUصايف بûشكل خاUص فمن خالل تواجدهما يف اSستانبول فقد احتكا بالفكر الغربي والرتكي معا و اطلعا على التيارات الùسياSسية العاملية والعثمانية والتي وجدت لها اأرVضية Uصلبة يف اSستانبول واأUصبحت النخبة العراقية Sسواء املقيمة يف اSستانبول او القاUصدة لها يف مهام اإدارية او SسياSسية حتمل معها االأفكار الùسياSسية و تبûشر بها يف بغداد التي كانت هي االأخرى كمدينة للعلماء و املفكرين ترنو اإىل احت ضان االأفكار اجلديدة و القادمة و ه ضمها مب``ا ي``ت``الءم م``ع واق``ع``ه``ا التاريخي و ليùس أادل ع`ل`ى ذل``ك ف``ان االجت``اه االإUصالحي االجتماعي, الùسياSسي مل يكن إاال فرزا من إافرازات تلك ا أالفكار الداعية اإىل الفقر واجلهل و الف ضاء ال`رح`ب للحرية يف وط``ن مùستقل ال يتماها مع االحتالل االنكليزي للعراق. ال`زه`اوي و الرUصايف و دعوتهما للتحر االجتماعي و كùسر قيود التي حتول دون حترر امل``راأة كانا ميثالن منوذج للنخبة العراقية التي ه ضمت الثقافة اجلديدة القادمة من اSستانبول و اأVضفت عليها Uصبغة عراقية اأVضحت Sسمة الزمة لالأدب العراقي يف العüصر احلديث. اSسطنبول يف بداية القرن املاVضي
المعارك األدبية المشهورة التي يعرفها المثقفون العرب هي المعارك التي كانت تدور في الصحف والمجالت المصرية, ألنها هي وحدها التي كانت منتشرة في العالم العربي كله, وكان المثقفون يتتبعونها ويتفاعلون معها باهتمام كبير, ولعل من أهمها, ومن بواكيرها معركة كتاب ( الشعر الجاهلي ) لطه حسين, وكانت من أوسع تلك المعارك وأشرسها وأبعدها أثر ا. ثم تجيء معارك جماعة ( الديوان ) : العقاد والمازني. وتتالحق المعارك والمعارك التي كان يثيرها قلم الدكتور زكي مبارك هنا وهناك. عيسى الناعوري مع الزهاوي في معاركه االدبية حفلة املüصاحلة بني الûشاعرين الرUصايف والزهاوي يف بيت حممود Uصبحي الدفرتي اأم```ا املع```ارك الت```ي كان```ت ت```دور خ```ارج مüصر فق```ل أان يùسمع بها املثقفون العرب يف غ`ي`ري البل```د ال```ذي كان```ت ت```دور فيه. وكانت املعارك كثريا ما تدور يف لبنان, والع```راق, وSسوريا, وغريه```ا, ولكنها كانت تدور يف أاجواء حمدودة Vضيقة. له```ذا كان Sس```روري كب`ي`ريا يف أان أاتلق```ى كتاب```ا عنوان```ه )الزه```اوي يف معارك```ه ا أالدبي```ة والفكرية(, لالأSستاذ عبد الرزاق الهاليل. ف أاقبلت عليه اأكاد األتهمه التهاما, واأود ل```و آاتي على Uصفحات```ه ا أالربعمائة والتùسعني يف حلظة واحدة. كان الزه```اوي اأدبي```ا وTشاع```را عراقي```ا Tشه`ي`ريا, وكان حريüص```ا عل```ى أان يعرفه الناS ```س ( عامل```ا وفيلùسوف```ا وTشاع```را ), وكان يùس```ووؤه اأن يخ```رج كات```ب أاو ناقد عن النظر اإليه بغري الثالثة معا. ق```د جم```ع عب```د ال```رازق اله`ل`اليل معارك الزهاوي االأدبي```ة والفكرية كلها يف هذا الكتاب ليقدم للق```راء Uصورة عن املعارك االأدبي```ة يف تلك الفرتة م```ن عمر النه ضة ا أالدبية يف العراق, وهي فرتة كان النقد ا أالدبي فيها يتميز بالعنف, والûشراSسة, وا إالهانات املتبادل```ة, فال تناقûش الفكرة بالفكرة - وهو غاي```ة النقد - بل يتعارك الكات```ب والكاتب, ويتûشامت القلم والقلم, وينتفي دور ال ضمري يف هذه املعارك, وك أانه```ا ال تüصدر إاال ع```ن اأحقاد متوارثة ب`ي`ني ا أالدباء والكتاب, ال عن خالفات يف الراأي فقط. كذل```ك كان النقد الذي عرفناه لدى العقاد, واملازين, والرافعي, وزكي مبارك, - يف مüص```ر - وكذلك كان النقد الذي جنده على Uصفحات كت```اب عبد الرازق الهاليل : ب`ي`ني الزه```اوي والرUص```ايف, ورفائيل بط```ي, وحممد بهجت االأثري, واآخرين من العراقيني وبني الزهاوي والعقاد ونقد الزهاوي أالحمد Tشوقي. لق```د كان م```ن أامان```ة اله`ل`اليل يف عرV ```ض هذه املع```ارك أان جاء بها ب```كل تفاUصيلها ووقائعها وردودها, من أاي طرف كانت. وبهذا عرVض املتعاركني على احللبة اأمام املتفرج`ي`ني, باأTشداقهم املنتفخة املزبدة, وقب ضاته```م املûشرع```ة يف وجوه بع ضهم البع ض, وتركهم يتüصارعون بكل ما يف الüص```راع من TشراSس```ة وعنف وجتر د من تقاليد النقد والنقاTش الفكري. يف البداي```ة ت أاتي مقاالت حمم```ود أاحمد الùسيد, ورفائيل بطي, يف نقد رباعيات الزهاوي, تليها ردود الزهاوي متتابعة يف كيل الüصفع```ات ملنتقديه, ويف تفنيد آارائهم يف Tشعره. و أاق```دم للقراء هنا من```اذج قليلة جدا مما قي```ل يف ه```ذه املùساج`ل`الت البعي```دة عن روح النقد وروح ا أالدب : يق```ول حمم```ود الùسي```د : "نح```ن مل نقراأ الرباعي```ات, ولكن يعل```م الراSسخون يف العل```م أان م```ا نûش```ر منه```ا مل يك```ن جديرا به```ذا ا إالدع```اء الف```ارغ, ومل يك```ن فيه```ا Tش```يء جديد م```ن هذا الن```وع الذي يدعى بالتفلùسف - أاVضف إاىل ذلك تفاهتها..". ثم يروح يتهم الزهاوي بùسرقات Tشعرية كث`ي`رية, ملج```رد تûشاب```ه أابيات م```ن Tشعر الزه```اوي م```ع اأبي```ات لûشع```راء اآخرين. وه```ي طريقة عقيم```ة يف النقد, تدل على الف```راغ اأك`ث`رث مما ت```دل على فه```م النقد. وهي اإن كانت Uصاحلة يف عüصور Sسابقة, فليùست من مفاهيم النقد اليوم. ويق```ول رفائي```ل بط```ي بع```ده مدافع```ا ع```ن Tشع```ر الرUص```ايف, ومهاجم```ا Tشع```ر الزهاوي : " اإن الزهاوي ال يüصلح لكثري م```ن اأن```واع الûشعر الزه```اوي, وال Sسيما ) Tشعر االأطفال ), فيجيء نظمه غثا ثقيال وتافها ال معنى له ". ث```م ي```روح بطي يبح```ث ع```ن ( Sسرقات ) Tشعري```ة للزه```اوي, كم```ا فع```ل حمم```ود أاحمد الùسيد. فتج```يء ردود الزه```اوي عنيف```ة قاSسية. ويف ال```رد االأول يق```ول الزه```اوي ع```ن رفائيل بط```ي : " ال اأريد يف كتابتي هذه اإفه```ام املالأ يف بغ```داد اأن الرجل دعي يف االأدب, الأن الناS ```س يعرفون```ه, واإمن```ا لئ`ل`ال تغره```م جعجعة رح```اه فيظنون اأن له```ا طحنا. اأريد اأن اأفهمه```م اأنه خلو من االأدب, تهج م عل```ى Uصنعته اجلميلة قبل اأن يùستعد لها ". يل```ي ذلك مق```ال الأحم```د حام```د الüصراف دفاع```ا عن الزهاوي, بعنوان ( الزهاوي - اأنüصاره وخüصومه ). بع```د ذلك يث`ي`ري الزه```اوي نفùس```ه معركة ح```ول ( الûشع```ر املرSس```ل ) يهاج```م في```ه القافي```ة يف الûشع```ر العرب```ي, ويعتربها ( قي```دا ثقي`ل`ال يف أارجل الûشع```ر العربي( ويق```ول : " ك```م Tشاع```ر خùس```ر املعن```ى النüصرافه اإىل القافي```ة, واأخذ يùستخرج املع```اين منه```ا كاأنه```ا احلج```ر االأSساSسي لبن```اء اأبيات```ه, فه```و مل يتح```ر القافي```ة للمعن```ى, ب```ل حت```رى املعن```ى للقافي```ة ". ويق```ول كذل```ك : "والقافية هي Sسبب فق```دان الûشع```ر القüصüص```ي عن```د العرب, وSسب```ب قل```ة االبت```كار, وتفاه```ة املعاين واملوVضوعات عند الع```رب, وباختüصار ه```ي اآفة الûشعر العرب```ي, وعقبة الûشاعر العربي الكاأداء ". نûش```ر الزه```اوي مقال```ه ه```ذا يف جري```دة 6
7 )الùسياSس```ة( ع```ام, 1925 فاأي```ده Tشكري الف ضلي مبقال عنوانه ( الûشعر املرSسل(, كم```ا اأي```ده Sسلم```ان الûشي```خ داود, وعب```د ال```رازق الناUص```ري. ولكن عب```د الرازق اله`ل`اليل مل ي```ورد مق```ايل االأخريي```ن, واكتف```ي باإي```راد مقال Tشك```ري الف ضلي. وقد هاجمه الûشيخ حممد بهجت االأثري هجوم```ا عنيفا, داف```ع فيه عن القافية يف الûشع```ر العربي, وهاجم الûشعر املرSسل, كما هاج```م الزهاوي Uصاحب الدعوة إاىل الûشعر املرSسل, فقال : " ف`ل`ال ب```دع اإذا م```ا ث```ار ب```ركان غ ض```ب )املفح```م االألك```ن ), وUص```ب ج```ام لعانته عل```ى العربية واآدابه```ا, واأUص```در حكمه الüص```ارم على عجز اللغ```ة, وVضيق عطن االآداب, ث```م تناSس```ى عج```زه وجهل```ه, ليبني حججه على مقدمات هي اأفùسد من اأVضغاث االأحالم.. ". ث```م يج```يء ( راأي الرUص```ايف يف الûشع```ر املرSس```ل ), يف لقاء Uصحف```ي بني رفائيل بط```ي والرUص```ايف, وه```و ال يهاج```م الزه```اوي, ويب```دي يف املوVض```وع راأيا هادئا. فيث```ور الزه```اوي وي```رد عل```ى ناقدي```ه, ويحم```ل من جديد عل```ى القافية, ويدعو اإىل تخليü ```ص الûشع```ر العرب```ي منه```ا, لينطلق م```ن قيوده العùس`ي`رية, و أاكد يف رده أان " القافية Sسوف تزول من الûشعر, كما زال الùسجع من النرث ". وم```ا اأظ```ن إاال أان دعوة الزه```اوي هذه, التي ج```اءت يف ع```ام 1925 اإمن```ا كانت تهيئ```ة ملدرSس```ة ( الûشع```ر احل```ر ) الت```ي ظه```رت يف العراق ع```ام, 1947 على يد ن```ازك املالئكة, و إان تكن جاءت على غري ما دعا اإليه الزهاوي, اإىل حد ما. املعركة التالية كانت معركة بني الüصديقني القدميني : الزهاوي والرUصايف. والذي اأوق```ع بينهما ه```و اأحمد حام```د الüصراف, فق```د اأه```دى الزه```اوي اإىل الرUص```ايف نùسخ```ة من رباعيات```ه, فقراأها الرUصايف وعل```ق عل```ى حواTشيها تعليق```ا ال ترVضي الزهاوي. وزاره الüصراف يوما, واطلع عل```ى هذه التعليقات, فطل```ب اSستعارتها, فل```م مينعه```ا الرUص```ايف عن```ه. فاأخذها الüص```راف اإىل الزه```اوي ليطلع```ه عل```ى تعليقات الرUصايف. فغ ض```ب الزه```اوي, وراح يهاج```م الرUص```ايف, ويطع```ن يف Tشع```ره ويف االثري ذوق```ه, فكان```ت القطيعة ب`ي`ني الüصديقني الûشاعري```ن, وكان```ت حم`ل`الت متبادل```ة بينهما عل```ى Uصفحات الüصح```ف. ومات الزه```اوي ع```ام 1936 واخلüصوم```ة م```ا تزال على اأTشدها بني الرجلني. ه```ذا التناقد واملùساجالت ب`ي`ني الزهاوي ومواطنيه من اأدباء العراق وTشعرائه ال اأرى في```ه كبري غناء, ولذل```ك Sض أاقفز عنه اإىل نق```د الزه```اوي لûشوقي, ث```م املعارك احلامية التي دارت بينه وبني العقاد, يف Uصحف مüصر, ال يف Uصحف العراق, الأن هذه املعارك خرجت من دورها االإقليمي ال ضي```ق, ليقر أاها العرب خ```ارج العراق اأي ض```ا. ولكنن```ي قبل ذلك أاح```ب اأن أاذكر أان اأك`ث`رث املع```ارك التي أاثاره```ا الزهاوي واأث`ي`ريت عليه يف الع```راق, كانت تعتمد عل```ى اإبراز ما ي توهم أان```ه Sسرقات, و أانه أاخطاء لغوية, ولذلك كان مثل هذا النقد يبع```ث على امللل, وي```دل على عقم فكري وSسوء فهم للنقد ا أالدبي. واملوؤSسف أان الزهاوي نقل هذه الطريقة العقيم```ة نفùسه```ا إاىل مüص```ر يف معركت```ه م```ع العق```اد, واVضطر العق```اد - املüصارع الفك```ري - إاىل أان يرد مبثلها, اإىل جانب ردوده العنيفة القاSسية. يق```ول عبد ال```رزق اله`ل`اليل يف الüصفحة 218 من الكتاب : " مل يك```ن الزه```اوي يع`ت`رتف بûشاعرية غ`ي`ريه, فكي```ف إاذا كان ه```ذا الûشاع```ر ق```د اأUصب```ح )اأم`ي`ريا للûشع```راء(... اإن الزه```اوي ق```د اأغ ضب```ه ه```ذا التنüصيب, فه```و اأح```ق ب```ه م```ن أاحم```د Tشوق```ي, كما يعتق```د. اأع```رب الزه```اوي ع```ن ر أايه هذا م```رارا, إاال أانه تنازل Tشيئ```ا ما, فقبل اأن يك```ون Tشوقي ( اأمريا لûشعراء مüصر )... وق```د Sس```ر الزهاوي كث`ي`ريا عندم```ا بداأت )جماع```ة الدي```وان ) تهاج```م Tشع```ر أاحمد Tشوق```ي وحتط م```ن Tشاعريت```ه... و أاخذ يتحني الفرUص لنقد Tشعر Tشوقي ".. وجتيئ```ه الفرUص```ة ح`ي`ني نûش```رت إاحدى Uصحف بغ```داد مرثية Tشوق```ي الإSسماعيل Uص`ب`ربي, ف```راح الزه```اوي ينتق```د ه```ذه القüصيدة نقدا جارحا. يق```ول الهاليل إان هذا ا أالم```ر " اأثار Vضده ع```ددا من الكتاب الذي```ن يخالفونه الراأي ويف طليعته```م االأSست```اذ حمم```د بهج```ت االأث```ري, فقد كت```ب خمùس عûش```رة حلقة... بينما رد الهاTشمي على االأثري بتùسع احمد حامد الüصراف حلقات ". ويüص```در دي```وان Tشوق```ي ( الûشوقي```ات ) فيتناول الزه```اوي بالنقد ث`ل`الث قüصائد من```ه, متام```ا كم```ا كان يفع```ل العق```اد يف اختي```ار بع ```ض القüصائ```د الهزي`ل`الت من Tشعر Tشوقي, وي```روح يوSسعها ويوSسع Tشوق```ي تهكم```ا وSسخري```ة. غ`ي`ري اأن الزهاوي يتناولها من اجلانب اللغوي - وليت```ه كان Vضليعا يف اللغة! - والغريب أان ه```ذه املقاالت نûشرها الزهاوي - دون توقي```ع - يف جمل```ة ( لغة الع```رب ) التي كان يüصدره```ا يف بغ```داد العالم```ة االأب أانùستاS ```س الكرملي. ولذلك ظل املعروف أان املتط```وع لنقد القüصائ```د الûشوقية هو الكرملي نفùس```ه, Uصاحب املجلة, وليùس Sسواه. وطبع```ا مل يتنازل Tشوق```ي اإىل االكرتاث بنق```د الزه```اوي, كما مل يتن```ازل قط من قبل إاىل االكرتاث بنقد العقاد. و أاخ`ي`ريا تق```ع الواقع```ة ب`ي`ني الزه```اوي والعق```اد. وهي واقعة حق```ا, أالن العقاد مل يك```ن م```ن ن```وع الناقدي```ن العراقيني, ب```ل كان يتميز ب أاعن```ف العنف, واأTشرSس الûشراSسة, فيوSسع خüصمه متزيقا ونهûشا, بالùسخرية حينا, وبا إالهانة حينا. د أات املعرك```ة ب```ر أاي قال```ه العق```اد يف الزه```اوي ردا عل```ى Sسائ```ل تونùسي كتب إاىل العقاد يùض أاله ع```ن ر أايه يف الزهاوي. وهذا الر أاي جاء يف ختام مقال العقاد, وه```و : " أان خري مكان للزهاوي هو بني رجال العل```وم ورادة الق ضايا املنطقية, فهو ال يبلغ بني الفالSسفة والûشعراء مثل ذلك املكان ". نûش```ر العق```اد مقال```ه ه```ذا يف جري```دة )الب`ل`الغ( املüصري```ة ع```ام 1927 واطل```ع علي```ه الزه```اوي, فلم يعجب```ه هذا الر أاي ال```ذي يجرده من الûشع```ر والفلùسف```ة, وي ضعه بني العلماء فقط, ف```رد علي```ه يف جري```دة )الùسياSسة االأSسبوعية( القاهرية. مل يك```ن الزه```اوي عنيف```ا يف رده, فه```و يع```رف مع من وقع. ولكن```ه راح يناقûش مق```ال العقاد كله, متذرع```ا ب أان العقل هو اأSساSس كل تقدم وكل ح ضارة. ورد عليه العق```اد يف ( البالغ ) يفند آاراءه, ويوؤكد أان اخلي```ال والعاطفة - قبل العقل - هما الل```ذان Uصنع```ا كل احل ض```ارات. وكان العق```اد قوي```ا قي نقاTش```ه, ويف رد الراأي العلمي بالراأي املنطقي. الغري```ب يف رد الزه```اوي اأن```ه ال يوؤم```ن بغري العقل واملنط```ق, ويريد من الûشعر أان يعتم```د على العق```ل واملنطق. ولùست أادري كيف ميك```ن اأن يكون الûشعر Tشعرا اإن كان عقال كله ومنطقا, ومل يعتمد على العاطف```ة واخلي```ال. واأرى اأن الزهاوي بهذا يج```رد نفùسه م```ن الûشاعرية وهو ال يدري. وكع```ادة العق```اد, مل يرح```م الزهاوي من الùسخرية, والتهكم يف رده عليه. وهن```ا انحرف الزهاوي ع```ن النقاTش يف العقل واخليال والعاطفة, واأخذ ديوانا للعقاد Uصدر حديثا إاذ ذاك, وراح ينتقده يف جمل```ة ( لغ```ة الع```رب ) يف مق```االت متالحق```ة, دون توقيع اأي ض```ا, كما فعل يف نقده لûشوقي. وليù ```س من ع```ادة العق```اد اأن يùسكت على نقد, وم```ا كان ميكن اأن يخرج هذه املرة على القاع```دة التي اختطها لنفùسه. ويف ه```ذه امل```رة مل يع```رف م```ن كان Uصاح```ب النق```د يف )لغة الع```رب( وظن```ه الكرملي نفùسه, ف```راح يهاجمه بكل عنف وقùسوة, ويùسخ```ر من معرفت```ه اللغوية, وهو ال يعرف اأن الكرملي ال ذنب له يف ما يرميه به من Sسخرية ونقد الذع, واأنه من اأSسرة عربية عريقة تنتمي اإىل بني مراد. وعل```ى الرغم م```ن اأن املعرك```ة طالت بني الزه```اوي والعق```اد, ف```اإن الزه```اوي مل يكûشف عن اSسم```ه, وUصمت الكرملي عن الب```وح, وظ```ل يتلق```ى االأذى م```ن العقاد Uصابرا. وم```رت االأيام, ومات الزهاوي, ثم مات الكرمل```ي, ثم مات العق```اد, ومل يكتûشف اأن ال```ذي كان ينتق```د Tشع```ره يف ( لغ```ة الع```رب ) هو الزه```اوي ب```اأن يفüصح عن نفùس```ه, ويدف```ع االأذى ع```ن رج```ل بريء اأهني دون جريرة. والذي كûشف ه```ذه احلقيقة - بعد فوات االأوان بكث`ي`ري - هو عب```د الرزاق الهاليل يف كتاب```ه ه```ذا, ومل يكت```ف بالûشه```ادة فحùس```ب, ب```ل نûش```ر Uص```ورا م```ن مقاالت الزه```اوي بخط```ه. وق```د م```ات الكرملي مظلوم```ا ومل يûش```اأ اأن يدف```ع ع```ن نفùس```ه التهم```ة, وم```ات العقاد ظامل```ا وال يعرف اأن```ه ظامل, ومات الزه```اوي قبلهما, ومل يجع```ل الظ```امل يûشع```ر بظلم```ه, وال دفع التهمة عن املظلوم. واأورد فيم```ا يلي منوذجا Uصغريا من نقد العق```اد للكرملي, وهو يحùسب```ه املهاجم الذي يùستحق العقاب : " ويف ردن```ا عل```ى نقد هذه املجلة - اأي لغ```ة العرب - لديوانن```ا فائدة قيمة, غري فائ```دة التüصحيح واإظه```ار االأخطاء التي وق```ع فيها الناقد املغ```رور, وهي الكûشف عن حقيقة الûشه```رة التي ت نال اأحيانا يف بالدن```ا الûشرقي```ة, فق```د ت ذاع ع```ن بع ض Sسمعة العلم بالعربي```ة وهم يجهلون من أاولياتها واأUصولها م```ا يفرتVض علمه يف Uصغ```ار الûشداة املبتدئ`ي`ني! وترى هوؤالء املûشهوري```ن يبيح```ون الأنفùسه```م مق```ام االإفت```اء والتحليل والتح```رمي يف األùسنة الع```رب وهم ال يفقه```ون منها جائزا وال ممنوع```ا وال يقيم```ون فهم عب```ارات منها قلم```ا تخف```ى عل```ى Sس```واد الناS ```س! ويف طليعة هوؤالء Uصاحب جملة )لغة العرب(. فالكûشف عن حقيقة هذه الûشهرة الزائفة باب م```ن اأبواب العربة خلي```ق أان يقüصد لذات```ه, ويتخذ مثاال لغ`ي`ريه من Vضروب الùسمع```ة الت```ي ال تق```وم عل```ى اأSساSس! " العقاد يقول هذا ع```ن الكرملي, يف حني كان الكرملي من اأب```رز اأع ضاء املجمعني اللغوي`ي`ني يف القاه```رة ودمûش```ق, وم```ن اأك`ب`رب علم```اء اللغ```ة العربي```ة واأUصوله```ا وقواع```د Uصرفه```ا ونحوه```ا, وما يجوز فيها وما ال يجوز. ومع ذلك حتم```ل الكرملي االأذى اإىل اآخر م```داه, ومل يقل Tشيئ```ا, الأن الزهاوي مل يûش```اأ اأن يقول احلقيقة, ومل يùسعفه قلمه بûشيء يدفع به التهمة عن املتهم. ه```ذه كان```ت من```اذج م```ن Uصن```وف النق```د االأدب```ي يف ذل```ك احل`ي`ني, فه```ل تغ`ي`ري النق```اد اليوم وه```ل اأUصب```ح النقد اأكرث عف```ة وترفعا ع```ن الول```وغ يف املهاترات ب```دل مقارع```ة الفك```رة بالفك```رة واحلجة باحلجة, والراأي بالراأي مجلة الدوحة 1985/4
الزهاوي وثورته في الجحيم محمد الصالح سليمان الخيالية قد نبغت فجأة في قرائح الشعراء دونما سابق عهد بثقافة. فإن ما شك لت البيئة الثقافية لبنة أساسية في بناء الرحلة. لم تكن الرحلة وقد استلهم بعض الشعراء ما وصل إليه من ثقافة أسطورية شرقية أو عربية ووظ فها في رحلته كموضوع أساسي تقوم عليه الرحلة الخيالية في حين أخذت الصورة األسطورية رونقها الشف اف عند محمد عبد المعطي الهمشري الذي حم ل األسطورة رؤيته الروحية نحو الموت والحياة وقد بدا في أسطورته وكأن ه شخصية أسطورية تؤد ي فعال مقد س ا تستعيد فيه الروح بريقها الشف اف. ومل تك```ن الثقافة الدينية أاق```ل Tضاأنا من غريه```ا يف الت أاث`ي`ري عل```ى بن```ى الرحلة اخليالي ة بكل عناUصره```ا االأSساSسية من قراآن وحديث وفلùسفة اإSسالمية فحملت النüصوU ```ص القر آاني```ة وVض```وح الفك```رة ورونق الûشاعري```ة فلبùست ثوبا جديدا م```ن Tضاأنه اأن يûشك ل بذرة لûشكل اآخر من الûشعر العربي احلديث. واأSسهم```ت الثقاف```ة الفلùسفي```ة يف اإغناء الرح`ل`الت اخليالي ```ة مباد ته```ا الغني```ة م```ن الفلùسف```ة العربية القدمي```ة كفلùسفة املعر ي حيث Sساعدت هذه الثقافة على ترSسيخ النزع```ة التûشاوؤمية التي تاآخت مع مثيلتها يف النزوع الرومانتيكي. ولقد باحت الروؤية الفكرية يف الرحالت اخليالي ```ة مبكنوناتها ف```كان التاأم ل يف امل```وت واحلي```اة اللذي```ن تباين```ت اآراء الûشع```راء فيهم```ا فب```دا امل```وت Vضرورة طبيعي```ة تفرVضه```ا احلي```اة البûشري```ة يف ه```ذا الك```ون يف ح`ي`ني ه```و وSسيلة للخالU ```ص م```ن هم```وم الواق```ع وماآSسيه ولرمب ```ا ارتبط```ت Uصورت```ه باملعتق```د الدين```ي ال```ذي يرى في```ه طريق```ا حلياة اأخرى Tشقي ة اأو Sسعيدة. كم```ا تبل```ورت ر ؤواه```م نح```و ال```روح واجلùسد وكانوا أاك`ث`رث انتüصارا للروح باSستثناء الزهاوي ال```ذي انتüصر للعلم الوVضع```ي امل```ادي وTشفي```ق معلوف يف )نûشي```د اجلني ```ة( وق```د ابت```دع الûشعراء لكليهم```ا )اأي الروح واجلùس```د( رموزا م```ن Uصميم احلياة االإنùسانية وقد من ت ر ؤواه```م التاأم لي```ة عن Uص```راع خفي بني العل```م والدي```ن وب```رزت كذل```ك فلùسفة اجل`ب`رب واالختي```ار كامت```داد للفلùسف```ة االإSسالمية حي```ث مث ل اإبليùس االختيار احلر لدى أاغلب الûشعراء يف حني أادان بع ضه```م ا آالخر اجل`ب`رب ا إاللهي من خالل Tشخüصياته. وكان```ت املعاناة منعكùس```ا للواقع املوؤمل ال```ذي يعانيه الûشاع```ر من Uصراع اخلري والûش```ر يف داخل```ه و إان كان انتüص```ار أاغلب الûشعراء للخري ف إان هذا االنتüصار غلبت علي```ه النظ```رة التûشا ؤومية وكان اأن وج ه الûشاع```ر النقد الالذع للمجتمع العربي ورمب ا حث على الثورة وSسيلة للخالU ```ص كم```ا جع```ل الûشع```ر واحل```ب رائدين خلالUص االإنùسان. وق```د عرVض```ت البني```ة الفني ```ة الüصورة اجلمالي```ة للرحل```ة اخليالي ```ة نüص ```ا وتاأوي`ل`ال فانطلقت م```ن التقني```ة الفن ية لتحليل البداي```ات والنهايات وما بينها من حتو الت يف الûشخüصيات واملواقف فكان```ت البدايات متنو ع```ة بني املفاجئة والطويل```ة اململ ```ة والرتيب```ة املتناSسقة مع Sس`ي`ريورة ا أالحداث وج```اءت اأغلب النهاي```ات اSستم```رارا للنهاي```ة الرتاثية يف القüصي```دة العربي```ة اإذ تق```وم عل```ى احلكم```ة والتاأم ```ل. وكذل```ك تنو ع```ت العق```دة فجاءت مرجتلة Sساقتها طبيعة ا أالحداث وحادة يف بع ضها بلغت فيها الرحلة ذروة اجلم```ال الفن ي كما كانت غائبة يف بع ضها االآخر ومقن عة تغل فها غالل```ة م```ن الغموV ```ض الûشف ```اف أاحيانا اأخرى. وكان الüصراع منعكùس```ا فن يا للثنائيات ال ضد ية التي قامت عليها اأكرث الرحالت اخليالي ```ة وارتبط الزم```ان بعامل احللم واخلي```ال لذا ابتعد ع```ن الواقعية االأمر الذي اأفùسح املجال واSسعا اأمام امتداده يف بع ```ض الرح`ل`الت إاىل م```ا النهاي```ة. كذل```ك امتاز امل```كان يف الرحل```ة بüصباغ خاU ```ص ميي زه ع```ن بقية ا أالماك```ن فكان تارة علويا ذا Sسع```ة ورحابة واإن كانت الرحاب```ة ال تعني بال ض```رورة الùسعادة -وت```ارة اأخ```رى كان Sسفلي```ا غرائبي```ا عجيبا مه ```د بدوره لظه```ور Tشخüصيات غريب```ة اأSسطوري```ة اأو Tشب```ه اأSسطورية وقد ظل ```ت ا أالماك```ن يف Sسياقها املاألوف يف الثقاف```ة الدينية والûشعبية اإال املكان املاورائي )عامل املوت( فقد كان مبتكرا جديدا راآه الûشعراء باأرواحهم وSسمعوا اأUص```وات Tشخüصيات```ه م```ن خ`ل`الل اأن`ي`ني اأحاSسيùسهم املف عمة باللوعة واالأSسى. وكانت الûشخüصيات يف اأغلب الرحالت اخليالي ```ة متنو ع```ة ب`ي`ني اإنùساني```ة واأSسطوري```ة وال اإنùساني```ة كما انقùسمت يف مواقفها الفكري ة بني خري ة وTشريرة واإن مل تك```ن مقاييù ```س الûشعراء واحدة لهذه املùض أالة. واأSسه```م احل```وار بنوعي```ه الديال```وج واملنولوج يف رSس```م الüصورة الفك رية والûشعوري```ة للûشخüصي```ات وباح```ت م```ن خ`ل`الل عباراته```ا ع```ن مكنوناته```ا االنفعالية والفك رية وظ ل الديالوج يف اإطاره الرتاثي مرتبطا بفعل قال وقلت واأخواته```ا يف حني ع```رب املنولوج عن حال```ة م```ن االSست`ل`الب الروح```ي ف```كان اأTشبه بالبوح واملناجاة الذاتية. وظ```ل التناU ```ص راف```دا ثقافي```ا وفك ري```ا للûشاع```ر واملتلق ```ي يف اآن مع```ا ويعطي املتلق ```ي جم```اال للحري ة اأوSس```ع ليخ ضع النü ```ص لثقافت```ه يق```روؤه بعي```دا ع```ن عالقت```ه مببدع```ه وظروف```ه النفùسي```ة واالجتماعية. ويف وUص```ف الرح`ل`الت اخليالي ```ة يف الûشع```ر احلدي```ث تباي```ن امل```كان ال```ذي انطلق```ت اإلي```ه الرح`ل`الت اخليالي ```ة ف```كان لبع ضه```ا اأن اخت```ار ع```امل اجل```ن والûشياطني وامل```دن املùسحورة ليعيûش حلظ```ات اخلل```ق االأSسط```وري يف زم```ن البùساط```ة وال`ب`رباءة. وم```ن ث```م ليجلو غب```ار الزم```ان املرتاك```م ع```ن الروؤي```ة االأولي```ة لالإنùس```ان العربي نح```و املوت واحلي```اة والفن واجلùسد والروح وقد راأى بع ```ض Tشع```راء الرحل```ة يف امل```دن املùسحورة وSسيل```ة كûشف روحي يعينه على حتقيق اأدوات وجوده االإنùساين. يف ح`ي`ني اختار قùسم آاخر م```ن الûشعراء الùسماء واالأفالك وعامل االأرواح مراحا يطرحون في```ه ر ؤويتهم للع```امل موؤك دين أاهمية النقاء الروحي كوSسيلة لتحقيق الùسعادة االإنùسانية ومل ينùس الûشعراء وهم يحل ق```ون يف هذه العوامل العلوية اأن يûش`ي`ريوا باأUصابعه```م وكلماته```م إاىل الواق```ع املاأSس```وي ال```ذي ف```روا عن```ه فعرVضوا مفاSسده وTشروره. منتüصري```ن لذواته```م اأو ال ث```م للنوازع االإنùسانية العليا التي اأSسهمت يف إابراز الروح الûشعرية مميزا للûشاعر ا إالنùسان عن غريه من البûشر ففوزي معلوف ما ذاق طعم احلري ة اإال عندما عانقته روح الûشع```ر والفرات```ي مل يخ```رج يف ع```امل احللم اإال لينتüصر لûشاعريته. وكذلك اخت```ار الûشعراء املوت والربزخ وا آالخ```رة ليعرVضوا روؤاه```م ومواقفهم م```ن الواق```ع االجتماع```ي والùسياSس```ي واحلي```اة والفن فيه ورمب ا حمل املكان Tشيئ```ا من الرمزي```ة الûشفافة لدى بع ض ه ؤوالء الûشعراء. لق```د اجتهت بع ```ض الرح`ل`الت اخليالي ة اإىل ع```امل امل```وت وال`ب`ربزخ حتم```ل اإليه اأرواحه```ا املتعب```ة عùساها جت```د يف هذا العامل الرهيب خالUص```ا لها ورمب ا دفع حب االكتûشاف بهم لولوج هذه الظلمات الت```ي ال ميك```ن رSس```م مالحمه```ا اإال م```ن خالل الر ؤوى املجن حة اأم ا عامل االآخرة ف`ي`رياد ب```ه الüص```ورة املتخي ل```ة للقيامة ولكن هذه الروؤى البد أان تتلو ن باأفكار الûشاعر وموقفه نحو املجتمع واحلياة واالإنùس```ان. وه```ذه الرح`ل`الت ))ثورة يف اجلحي```م(( للز ه```اوي و))عل```ى Tشاط```ئ االأعراف(( ملحم```د عبد املعطي الهمûش```ري و))جحي```م النفùس(( ملحمد حùس```ن فق ي و))ملحم```ة القيامة(( لعبد الفتاح رواSس القلعجي. تعد قüصيدة ))ث```ورة يف اجلحيم(( من اأط```ول قüصائ```د الزهاوي الت```ي نûشرها اأو ل م```رة يف جمل ```ة الده```ور اللبناني```ة Sسنة 1931 ثم Vضم نها ديوانه ا أالوTشال وبل```غ ع```دد أابياته```ا ثالث```ة وثالث`ي`ني واأربعمائ```ة بي```ت وه```ي منظومة على البحر اخلفيف املوح د القافية والروي ))ال```ر اء(( وقùس مها اإىل ثالثني مقطوعة هي: 1- منكر ونك`ي`ري يف قرب املي ت ووUصف دقيق لهما. 2- ح```وار بني امللكني واملي ت فيه اأSسئلة ع```ن اأم```ور عدي```دة يجام```ل املي ```ت يف 8
9 االإجابة عنها. 3- مüصارحة املي ت. 4- وUصف الüصراط. 5- الùس```وؤال ع```ن املالئك```ة والûشياط`ي`ني واجلن واأجوبة املي ت. 6- الùسفور واحلجاب وجواب املي ت. 7- الùض ؤوال عن الله وجواب املي ت. 8- اإلقاء احلج ة. 9- الل```ه ه```و االأث`ي`ري واالخت`ل`الف يف االSسم. 10- امتن```اع املي ```ت ع```ن االإفاVض```ة يف اجلواب. 11- اتركاين وال تزعجاين. 12- تقريع املي ت. 13- االإحلاف يف الùضوؤال. 14- احلوار االأخري. 15- عذاب القرب. 16- اأخ```ذ املي ```ت إاىل اجلن ```ة ل`ي`ريى م```ا ح رمه من الثواب ثم وUصفها بدق ة. 17- ق```ذف املي ```ت يف اجلحيم ووUصف عذابها. 18- ح```وار ب`ي`ني الûشاع```ر وليل```ى يف جهن م. 19- الûشعراء يف اجلحيم. 20- عم```ر اخليام يتغن ```ى باخلمرة يف اجلحيم. 21- Sسق```راط يلق```ي حماVض```رة يف احلكماء يف اجلحيم. 22- منüص```ور احل`ل`ال ج يف اجلحي```م يعاتب الله. 23- اخ`ت`رتاع اأح```د اأه```ل اجلحي```م اآل```ة تطفئ النار. 24- خطبةاأح```د Tشباب اجلحيم يحدث بها ثورةعارمة. 25- املعر ي ينûشد نûشيد الثورة ويرد د له اجلمهور. 26- احل```رب ب`ي`ني الزباني```ة واأه```ل اجلحيم. 27- اإجن```اد الûشياطني بقي```ادة اإبليùس الأه```ل اجلحيم وانتüصار املالئكة بقيادة عزرائيل للزبانية. 28- نûشوب ح```رب مهولة بني الطرفني تنجلي عن انه```زام املالئكة واإطفاء نار اجلحيم واحتالل أاهل اجلحيم للجن ة طائرين على ظهور الûشياطني. 29- ط```رد اأه```ل اجلن```ة م```ن البل```ه بعد احتاللها. 30- اخلامتة. ت```دور اأح```داث الرحل```ة بع```د انتق```ال الزه```اوي اإىل ع```امل امل```وت وهناك يف الق`ب`رب يلتق```ي ملك```ي الùس```وؤال منك```را ونك`ي`ريا مبنظرهم```ا امله```ول وي```دور بينهم حوار طويل ح```ول ق ضايا الدين واالعتق```اد يف الدنيا يظه```ر الûشاعر فيه الùسخرية والتهك م م```ن هذه املعتقدات مم ا يدفع امللك`ي`ني إاىل نقله إاىل اجلحيم ليقاSس```ي العذاب االألي```م وهنا يبد أا قùسم اآخر يلتقي فيه الûشاعر رجال علم و أادب وف```ن وفك```ر وSسياSسي```ة يف اجلحي```م يحاورهم ويتح```د ث اإليهم ويùساهم يف التحري ```ض عل```ى الث```ورة الت```ي تنûشب ناره```ا ب`ي`ني Sس```كان اجلحي```م ومالئك```ة العذاب لتنتهي بانتüصار لقوى اجلحيم على املالئكة وينتهي معها احللم. يبداأ الزهاوي رحلته باالنتقال املفاجئ م```ن ع```امل االأحي```اء اإىل ع```امل االأموات وهن```اك يف القرب )اأو ل من```ازل االآخرة( يلتقي الûشاعر امللك`ي`ني منكرا ونكريا فيüص```ف منظرهم```ا بûشيء م```ن املبالغة والتهوي```ل الإظهار ه```ول املوقف فالقرب ليù ```س في```ه م```ا يوؤنù ```س وكان```ا فظ`ي`ني غليظ`ي`ني مع```ه يف املعامل```ة ث```م يب```د أاان بùضوؤال```ه ع```ن بع ض الق ضاي```ا التي كان يوؤم```ن بهاعندم```ا كان حي ```ا كاالإSس`ل`الم والتùسي`ي`ري والتخيري والûشع```ر والفن. غ`ي`ري اأن الûشاع```ر ينحرف بالùس``` ؤوال اإذ يظه```ر ترب مه من اأSسئلة املالئكة املتعل قة بالدي```ن وعندما يلحفان عليه بالùض ؤوال يترب م بهما ويûشكو ويئن ثم يفüصح عن مذهب```ه الذي عاTش علي```ه ويتلخ üص يف قوله: غ ري اأين اأ جل رب ي من اإت يان م ا ياأب اه احل جا وال ض مري ( ث```م يùضاأله املل```كان عن املالئك```ة واجلن والûشياط`ي`ني وهي اأمور يعد التüصديق بها من Uصل```ب العقي```دة واإنكارها يقود اإىل الكفر والتجدي```ف ويبدي الûشاعر كعادت```ه Tشك ```ه يف كل ما ال يقبل```ه العقل يقول: غ ري اأين اأرتاب يف كل ما ق د ع جز العقل ع ن ه والت فكري ث```م يتاب```ع املل```كان االأSسئل```ة والûشاع```ر يùسخ```ر م```ر ة ويرت```اب أاخ```رى ويراوغ ثالث```ة حت ى يظه```ر فلùسفت```ه املادي ة بكل وVض```وح يف رد ه على امللك`ي`ني مل ا Sض أااله عن الله: ليùس بني االأثري والله فرق يف Sس وى الل فظ اإن هداك الûش عور ويطل```ب بعد ذلك من امللك`ي`ني اأن يùض أااله عن الûشعر والفن وم```اذا قد م من أاعمال نüص```ر به```ا احل```ق والوف```اء والعمل يف Sسبي```ل رفع```ة الوط```ن وبنائ```ه غ`ي`ري اأن امللكني يوVضحان ل```ه اأن الدار للحùساب واأن ```ه ليù ```س للûشع```ر والف```ن مق```ام لدى اأه```ل القب```ور ويüصل احل```وار بعد ذلك إاىل ذروة اجلدل ويغ```دو مرك زا Sسريعا ينتهي اإىل Vض```رب الûشاعر وتقريعه من قب```ل امللك`ي`ني واإعالنهم```ا ان ضمامه اإىل أاهل اجلحيم يقول: ال ي فيد االإميان من بعد ك ف ر وكذ ا جد الط ائ ûشني ع ث ور ثم يطري به امللكان اإىل اجلن ة لريياه ما ح```رم من النعيم في```زداد حùسرة وحرقة وغüص ```ة فيüص```ف اجلن ```ة متكئ```ا عل```ى وUصف الق```راآن لها ثم يخرجان به منها اإىل اجلحي```م حيث يب```داأ القùسم الثاين من هذه الرحلة. اأو ل م```ن يلتقي```ه يف اجلحي```م فت```اة اSسمه```ا ليلى ف```ر ق بينها وب`ي`ني حبيبها Sسم`ي`ري فراحت تبكي```ه بحرق```ة وغüص ة فيحاوره```ا الûشاعر ويع```رف ما اأوجب عليها اجلحيم. ث```م يلتق```ي الûشع```راء يف اجلحي```م اأمث```ال الف```رزدق واملتنب```ي واملع```ر ي وبûشار واأب```ي نواSس واخلي```ام ودانته وTشكùسبري وامرئ القيùس فيقول: ق ل ت م اذا بك م فقال وا لقي نا م ن ج زاء ماال ي طيق ث بري اإن نا ك ن ا نù س ت خ ف باأمر الد م ين يف Tش عر ن ا فù س اء املü صري ويùستم```ع بعد ذل```ك اإىل اخلي ```ام يتغن ى باخلم```رة ويتمن ```ى ل```و اأن ```ه م```ا فارقها اأب```دا حت ```ى ول```و كان بقاء ال```ود بينهما يف اجلحي```م فه```ي ترب د الن```ار وتüصمد يف وجه الزمهري```ر وكذلك يùستمع اإىل Sسقراط الذي وقف خطيبا بني احلكماء والعلماء اأمثال: أارSسطا طاليùس وكوبر نيك وداروين وغريهم. حت ى احلال ج مل يùسلم م```ن العذاب يف النار وهو يعاتب الله الأن ه زج به يف اجلحيم. ث```م يل```وح التذم ```ر وال ضج```ر ب`ي`ني اأهل اجلحي```م م```ن Sس```وء املعامل```ة وSس```وء املق```دور الذي كتب عليه```م فيخطب اأحد Tشباب اجلحيم خطبة تثري روح الثورة بني أاهله```ا فت ضج اجلحي```م باالأUصوات تتع```اىل يف جوانبه```ا وق```د م```اج اأهلها وهاج```وا حت ```ى كادت الùسم```اوات تق```ع لثورته```م وانطلق```وا م```ن كل ح```دب وUص```وب يرفع```ون االأUص```وات باأناTشيد الث```ورة حت ```ى كان املع```ر ي موج هه```م الùسياSسي ومثري احلماSس يف Uصفوفهم يقول: املعر ي: غüص بوا حق ك م فيا ق وم ث وروا اإن غü صب احل قوق ظ ل م ك بري اجلمهور: غü ص ب وا حق نا ومل ي نüص ف ون ا اإمن ا نحن للحقوق نثور املعر ي: لك م االأك واخ املû شيد ة بالن ا ر وللب له يف اجلنان القü صور فته```ب زباني```ة الع```ذاب مذع```ورة اإىل اجلحي```م لüص```د الùسي```ل اجل```ارف الذي حت```ر ك يف النار وراحت االأذرع تتطاير والر ؤووS ```س تتهاوى والبط```ون تفرى وتتدخل الûشياطني الإجناد أاهل اجلحيم واملالئكة إالجناد مالئكة العذاب وتدور حرب طاحنة بني الفريقني يغدو اجلبل فيه```ا حüص```اة تتطاي```ر ب`ي`ني الفريق`ي`ني والûشه```ب والüصواعق Sسياط```ا يرتامى به```ا الطرفان اإىل اأن يùسفر دجى احلرب عن انتüصار جيû ```ش الûشياطني واندحار جيûش املالئكة بقيادة عزرائيل ثم يطري الثائرون على ظهور الûشياطني يريدون احتالل اجلن ة وال يجدون هناك مقاومة تذك```ر فيتم ```ون بذل```ك اإح```راز نüصره```م املب`ي`ني ويطردون من اجلنة من فيها من البل```ه والùس```ذج ويرتك```ون الüصالح من اأهله```ا. عندها يùستفيق الûشاعر على حر Tشمù ```س ال ضح```ى واإذا ب```ه كان يف حلم أاثاره اجلرجري يقول: وت ن ب هت م ن م ن ام ي Uص ب حا و إاذا الûش مùس يف الùس ماء ت نري واإذ ا االأم ر ليùس يف احلق اإال ح ل م ا ق د اأث ار ه اجل ر ج ري وبه```ذا تنته```ي اأمني```ة كان```ت تعيûش يف خل```د الز ه```اوي يعرV ```ض فيها ب```كل من يريد م```ن رموز تد عي الدي```ن والتقوى ذاهب```ا يف روؤيته اإىل اأبعد اأTشكال الرمز الûشع```ري ح`ي`ني يدف```ع بث```ورة البوؤSساء يف دنيا اخلي```ال اإىل حتطيم كل اأTشكال القهر واحلرمان يف االأرVض وهو الذي يقول عنه```ا يف رد ه على االأمري علي بن احلùسني Tشقيق املل```ك فيüصل حني Sضاأله عنه```ا: ))ي```ا Sسي ```دي وم```اذا تخûشى من Tشاعر بل```غ من الùسنني عتي```ا وحاربته االأيام وتكاث```رت حوله االأعداء فانفعل انفع```ال الûشع```راء ولكن ```ه اأعج```ز من اأن ي ض```رم الث```ورة يف االأرV ```ض فاأVضرمه```ا يف الùسم```اء(( كم```ا تكûش```ف الرحلة عن طبيعة تفكري الز ه```اوي الذي بدا مقل دا للفلùسف```ة الغربي```ة ذات النزع```ة املادي ```ة الغالب```ة ونفùسي ت```ه امل`ت`رتددة اخلائف```ة الت```ي ال تùستطيع الüصم```ود أامام Sسطوة الùسلط```ان كما تلمùس موقفه من احلياة االجتماعي ```ة يف عüص```ره وال Sسيم```ا ق ضاي```ا امل```راأة والت```زام الن ض```ال يف حي```اة الفرد الكرمية وغريه```ا من القيم االجتماعي ```ة الت```ي ب```داأت املجتمع```ات تفقده```ا يف ظ```ل احلكوم```ات الرازح```ة حتت االSستعمار. الزهاوي نائما يف حمطة قطار خانقني Sسنة 1932
الزهاوي بين تحرير المرأة.. وتحرير للعقل شمخي جبر يعد جميل Uصدقي الزهاوي واحدا من اأبرز رواد اليقظة الفكرية يف العراق اتùس```م اأSسلوب```ه االأدب```ي بالتطوي```ر والتجديد تعبريا عن جمريات احلياة الواقعية وما تختلجه النفوSس. وقد ول```د يف ع```ام 1863 يف بغ```داد م```ن ابوين كرديني يرجع نùسبه اىل امراء باب```ان يف الùسليماني```ة. والزه```اوي Tشاع```ر وفيلùسوف عراقي كبري كردي االأUص```ل ت```ويف ع```ام 1936 م. نظ```م الûشع```ر بالعربي```ة والفارSسي```ة من```ذ نعومة اأظافره فاأج```اد.كان الزهاوي معروفا على مùستوى العراق والعامل العرب```ي وكان جريئ```ا وطموح```ا وUصلبا يف مواقفه اما لقب الزهاوي فقد جاء عن طري```ق جده الذي هاجر اىل مدينة زه```او القريبة من خانقني ومك```ث فيه```ا ع```دة Sسن`ي`ني وت```زوج امراأة زهاوية فول```دت له والد جميل ) Uصدقي(. وبعد عودت```ه اىل الùسليمانية اTشتهر بالزه```اوي.. وكان وال```ده مفت```ي بغ```داد ت```اأدب Uصاح```ب الرتجمة على ي```د والده املاجد وتعل```م مبادئ اللغة واالأدب وفن```ون الûشع```ر وتقل```د عدة مناUصب رSسمية منها ع ضوية جملùس املعارف ببغداد ايام احلكم العثماين ومدير ملطبعة الوالية وحمرر للقùسم العربي يف جريدة الزوراء الرSسمية ث```م ع ض```و يف حمكم```ة االSستئن```اف ببغداد ثم عني واعظ```ا عاما وع ضوا يف اجلمعي```ة االUصالحي```ة وبعده```ا عاد اىل االأSستانة فنظم فيها قüصائده الت```ي تن```دد باالSستب```داد وSسياSس```ة الترتيك وكان ينûشرها باSسم مùستعار يف اجلرائد العربية يف مüصر. بداية دعوته قام```ت Vضج```ة مفتعلة نح```وه بùسبب مق```ال نûش```ره يف جري```دة امل ؤوي```د املüصري```ة طال```ب في```ه مبن```ح امل```راأة حقوقه```ا وانتûشاله```ا مم```ا تعانيه من ظلم الرجل لها واأدت هذه احلملة اىل حتري ```ض وايل بغ```داد حùس`ي`ني ناظم باTش```ا ع```ام 1910 م وحرV ```ض علم```اء بغ```داد الإUص```دار الفت```اوى Vضد جميل Uصدق```ي ويف مقدم```ة اأولئ```ك العلماء كان الûشيخ Sسعي```د النقûشبندي فكتب رSسالت```ه )الùسي```ف الب```ارق يف عن```ق امل```ارق( وتüصدى له كات```ب من مüصر ه```و حمم```د حم```دي النûش```ار فاأل```ف رSسال```ة اأSسماها - امل```راأة يف االإSسالم والùسف```ور واحلج```اب- طبعه```ا يف مüصر ع```ام 1911 ونتيجة لذلك هرب Tشاعرن```ا اىل القاه```رة لغاية تنüصيب جمال باTشا واليا على بغداد.. فاعاده ال```وايل اجلديد اىل وظيفته االأUصلية يف مدرSسة احلق```وق ثم انتخب نائبا عن املنتفك يف جملùس املبعوثات يف االSستانة. يف Uصبيح```ة الثال```ث والعûشري```ن من Tشب```اط ع```ام 1936 اSستيقظت بغداد على خ`ب`رب هزها م```ن االعم```اق مات الزه```اوي ع```ن )72( عام```ا فج```اأة بالùسكت```ة القلبية ودفنت معه هموم )الفالج( ال```ذي كان يعانيه وانطوت Uصفحة مûشرقة لرائد من رواد Tشعرنا العربي. تحرير المرأة داف```ع الزه```اوي ع```ن حق```وق امل```راأة وطال```ب بتحريره```ا وطالبه```ا برتك الزهاوي يلقي Tشعره يف املعرVض الüصناعي Sسنة 1932 احلجاب فقبل أاكرث م```ن ثمانني عاما أاطل```ق الûشاع```ر الفيلùس```وف العراقي جمي```ل Uصدق```ي الزه```اوي Uصيحت```ه املدوي```ة بتحرير امل```ر أاة من احلجاب وال```ذي هو حجاب على العقل وليùس على الراأS ```س فقط وذلك يف قüصيدته املûشه```ورة )اإSسفري يا بنت فهر( جاء فيها: اSسفري فاحلجاب يا بنت فهر هو داء يف االجتماع وخيم كل Tشيء إاىل التجدد ماVض فلماذا يقر هذا القدمي وهو القائل: ثوروا على العادات ثورة حانق ومتردوا حتى على االأقدار مواقفه من المجتمع والعادات والحياة العامة يقول الدكتور علي الوردي.. يف عام 1924 قامت Vضجة كربى يف العراق ح```ول ه```ذه الق ضي```ة اTش`ت`رتك فيه```ا Uصف```وة املفكري```ن وقادة ال```راأي كما اTش`ت`رتك فيه```ا العام```ة. وكان العامة مùستعدين لالعتداء على كل من يدعو اىل الùسف```ور اذ ه```م يعتربونه كافرا يري```د اإفùساد اأخ`ل`الق الناSس ودينهم. وكان الكث`ي`ري من املتعلم`ي`ني ي ؤويدون العامة يف ذلك. وام```ا دع```اة الùسف```ور فكان```وا قليلني ج```دا وكان معظمهم م```ن )االفندية( الûشبان. وع```ن دور الزه```اوي يق```ول الدكتور مفي```د مùس```وح كان الزه```اوي نüصريا عني```دا للم```ر أاة وكت```ب يف حريته```ا ومùساواته```ا بالرجل الكثري من النرث والûشع```ر. اإحدى مقاالت```ه يف الدفاع ع```ن امل```راأة نûش```رت يف ع```ام 1910 Sسببت ل```ه املتاعب وانتهت بتùسريحه من وظيفته يف اإحدى مدارSس بغداد تûشييع الزهاوي وترى خلف جثمانه الرUصايف والûشبيبي 10
11 وTشن حمالت كبرية م```ن قبل الكتاب املتûشددين الذي```ن وUصفوه باملارق.. قüصائ```ده يف حترر امل```راأة كانت اأTشد وقعا على الرجعيني واملتخلفني.. ع`ب`رب الزهاوي ع```ن اعرتاف```ه الكامل بدور املراأة الهام والكبري يف احلياة االأSسري```ة واملجتم```ع وبن```اء الوط```ن واأTشار اإىل مùساوئ املفاهيم الùسائدة التي حتط من قدرها وتظهرها كمتاع ميتلك```ه الرج```ل ويفع```ل به م```ا يûشاء ويحق ل```ه التخلي عن```ه اأو اSستبداله مت```ى رغب يف ذلك تلك املفاهيم التي ال تعرتف للم```راأة مبقوماتها ك إانùسان وبالت```ايل بحقوقه```ا البûشري```ة.. و اSستûشه```د باأمثل```ة م```ن من```ط احلياة االأوروبي```ة الت```ي تتمت```ع امل```راأة يف ظله```ا بحريتها م```ا يجعله```ا عنüصرا فع```اال مùساهم```ا يف بن```اء املجتم```ع واحل ض```ارة ويوف```ر له```ا الكرام```ة ا إالنùسانية واحرتام كامل حقوقها امل```راأة وتùسرته```ا اأم```ام الرج```ال حتدث الزهاوي مبينا اأن يف االأمر امتهان فظيع له```ا وتكريùس لثقافة اخل```وف وال ضع```ف واخليان```ة وانع```دام الثق```ة ب`ي`ني بن```ي البûشر وحم```ددا Sسلبيات احلج```اب على جمي```ع االأUصع```دة واإيجابي```ات الùسفور الرتبوي```ة واالجتماعية وانعكاSسه عل```ى قدرة املراأة على التفاع```ل م```ع الرج```ل يف تطوير املجتمع وبناء احل ضارة.. كان احلجاب يùسومها خùسفا ويرهقها عذابا اإن االأ ىل قد اأذنبوا هم Uصريوه لها عقابا وSسيطلب التاريخ من ناSس لها ظلموا احلùسابا ويق```ارن بحùسرة تطور الغرب وSسع```ي اأبنائ```ه اإىل التق```دم يف حني يغط Tشرقنا بالùسبات العميق: الûشرق ما زال يحبو وهو مغتم ض والغرب يرك ض وثبا وهو يقظان والغرب اأبناوؤه بالعلم قد Sسعدوا والûشرق اأهلوه يف جهل كما كانوا ويرى أان الùسب```ب الرئيùس يف نقüص حياتن```ا واكتم```ال احلي```اة يف الغرب هو موقع املراأة يف املجتمع: وكل جنùس له نقüص مبفرده اأم```ا احلياة فباجلنùسني تكتمل ذل```ك املوق```ع ال```ذي يجع```ل الناS ```س مûشغولني بالعمل واالإبداع وا إالنتاج الوف`ي`ري بينم```ا نح```ن مûشغول```ون بالرتهات وبتبادل االإتهام يف ق ضايا الدين: الغرب يûشغله مال ومرتبة والûش```رق يûشغل```ه كفر واإميان نح```ن Vضعف```اء وقريب```ون م```ن الهوان: الغ```رب ع```ز بن```وه أاينما نزلوا والûش```رق اإال قلي`ل`ال اأهل ه هانوا ولكن```ه مل يفقد االأمل بنه ضة العرب اإن هم اSستيقظوا: Sسرتق```ى ب`ل`الد الûشرق بعد انحطاطها لو ان بنيها اSستيقظوا وتعلموا يزول متام```ا ما بها من تاأخر ل```و ان حكوم```ات البالد ت نظم ويف معرV ```ض آاخ```ر يعي```د تاأخر الع```رب اإىل التعüص```ب والتمùس```ك مبفاهي```م املاVض```ي املتخلف```ة ومبواق```ف الرجال ا أالنانية من املراأة بالتحدي```د ترك```ت اآثارها الùسيئة على كل Tشيء: ه```و التعüص```ب ق```د والل```ه اأخ ركم ع```ن الûشعوب الت```ي تùسعى فتقرتب ويف ال```زواج غ`ي`ري املتكاف```ىء م```ن حيث الùس```ن وال القائم عل```ى اأSساSس م```ن امل```ودة واحل```ب واالإح`ت`رتام واالإع`ت`رتاف للم```راأة باإنùسانيته```ا يüص```ور احلي```اة اجلحيمي```ة وم```ا متتلىء به من ماآSس: كم قد تزوج ذو الùستني يافعة والûشيب يف راأSسه كالنار يûشتعل يق ضي لبانت ه منها اإىل اأجل وقد يكون قüصريا ذلك االأجل وه```و يج```د يف مùستن```دات املجتمع املتخل```ف Sسبب```ا Uصريح```ا الSستمرار مظاه```ر قه```ر النùس```اء واVضطهادهن وحرمانهن من احلرية واملùساواة: وددت من كل قلبي غري خمتûشع لو عاد يوما على اأعقابه االأزل فاأSضاأل الله تقديرا يغري ما ق ضاه قب ال فال ظلم وال دخ ل واأحد اأكرث مظاهر قهر املر أاة يتجلى يف Sسهول```ة الط`ل`الق عن```د الرج```ل والعüصمة يف ي```ده يلوح بها حينما يûش```اء وحتت أاية حج```ة أاو حالة من دون رادع اأو حتùس```ب مل```ا يرتكه هذا العم```ل ا أالن```اين م```ن إاهان```ة للم```راأة وحتطيم لالأSسرة وبوؤSس وحرمان: وقد يطلقها يف حانة ثمال وليùس تدري ملاذا طلق الثمل وقد حارب الزه```اوي الزواج املبكر او ال```زواج غ`ي`ري املتكاف```ئ اذ كان منتûش```را آان```ذاك كان ت```زوج Uصبي```ة Uصغرية من Tشيخ يف الùستني مثال: جلوها عروSسا بعد Sسبع فزمروا ويف مرح االأفراح خبوا و أاوVضعوا جلوها عروSسا ما بها من غ م يزة Sسوى Uصفرة فوق االأSسيلني تلمع وز ف ت اإىل الûشيخ الذي لûشقائها اأتى طالبا كيما بها يتمتع
الخصومة بين الرصافي والزهاوي الرUصايف يقف على قرب الزهاوي راثيا سليم طه التكريتي "ان الزه```اوي دعا الفيلùس```وف االملاين اينûش```تاين اىل املب```ارزة وان قواع```د هذه املب```ارزة دفع وجذب ورباعيات وال نخال اينûش```تاين يته```ور فيقدم على هذه املبارزة الن تالوة رباعية واحدة كافية اUصرعه يف حلبة الربازا". جملة الناTشئة اجلديدة انا بلبل انûشودتي اغرودتي اTشدو بها ويراعتي مناقاري ل```و مل اكن ذا حلية وSس```دارة حلùسبتني طريا من االطيار جمع االديب احلر Uصبحي Tشملنا يف داره اكرم بها من دار الزهاوي حفل```ت الف`ت`رتة التي م```رت عل```ى العراق م```ا بني احلرب`ي`ني العامليت`ي`ني بافانني من املع```ارك الùسياSسية واالدبية كانت منابر الربملان واملجالùس اخلاUصة وUصفحات اجلرائد مùسارحها Vضاقت ام رحبت. ولق```د كان```ت اخلüصوم```ة ب`ي`ني الرUصايف والزهاوي م```ن املظاهر املميزة للمعارك االدبي```ة يف تل```ك الف`ت`رتة الن ه```ذه اخلüصوم```ة Uصبغ```ت بالوانه```ا بواك`ي`ري احلرك```ة اجلديدة يف الûشعر والرن حيث انقùس```م ادباء الûشباب ان```ذاك اىل فريقني يناUص```ر كل منهم```ا واح```دا م```ن ذين```ك الûشاعرين اخلالدين. واحلقيق```ة ان تل```ك اخلüصوم```ة مل تك```ن ناTشئة كما يظن القارئ الأول وهلة عن اختالف يف العقيدة الùسياSسية التي كان كل م```ن الرUص```ايف والزه```اوي يعتنقها وال هي منبعثة عن تباين وجهات النظر لديهم```ا ع```ن مùستقب```ل الع```راق او االم```ة العربية جمعاء وامنا كان الûشعر وحده مبعث تل```ك اخلüصومة والدافع الرئيùس اليها اإذ كان كل منهما يرى نفùسه احق من االخر يف تقل```د زعامة الûشعر يف العراق ورمبا اىل ابعد من العراق اي ضا. والûشيء ال```ذي ال يجادل احد فيه تقريبا ه```و ان الزه```اوي رحم```ه الل```ه كان الùسباق يف اظه```ار خüصومته للرUصايف وان مبعثه```ا كان توهم```ه من```ذ االي```ام االوىل التي حاول النظم فيها بانه اعظم Tشعراء زمان```ه وان Tشعراء العروبة يف عهده ال يداونون```ه يف افكاره وتعابريه ويتخلفون عنه يف جراأته وعبقريته!. وه```ذا الزهو الذي اTشتهر ب```ه الزهاوي واعجاب```ه الûشديد بûشعره على ما يعتور بع ض```ه م```ن Vضعف ورك```ة وتفاه```ة كانا مüص```در قل```ق Tشديد ل```ه طوال حيات```ه اإذ ول```دا يف نفùس```ه الغ`ي`رية م```ن اي Tشاع```ر جميد تنûشر الüصحف واملجالت اTشعاره ويثني عليه املعجبون به. وقد يخيل للكثريين ممن واكبوا احلركة االدبية يف هذه البالد ان اخلüصومة بني الرUص```ايف والزه```اوي مل تنûش```ا اإال بعد قي```ام احلك```م الوطن```ي يف الع```راق يف اعقاب احل```رب العاملي```ة االوىل وان ما لقب```ه الزه```اوي من رعاية احلك```م القائم Sس```واء يف عه```دي االحت`ل`الل واالنتداب كان```ت م```ن اSسب```اب تل```ك اخلüصوم```ة ولك```ن احلقيق```ة ه```ي ان اخلüصومة بني الûشاعري```ن متت```د اىل م```ا قب```ل احل```رب العاملية االوىل بùسنوات عديدة. وق```د ظهرت هذه اخلüصومة أالول مرة وه```ي مظهر م```ن الغرية الت```ي ابتلى بها الزهاوي عندما نûشر الرUصايف قüصيدته الûشه`ي`رية "اليتي```م يف العي```د" يف جملة "املقتبùس" التي كان يüصدرها انذاك يف مüصر امل```وؤرخ املع```روف املرحوم حممد كردعل```ي فقد نûشرت املجلة تلك القüصيدة يف م```كان بارز فيها حت```ت عنوان "اكرب الûشعر. وم```ا ان اطل```ع الزهاوي على ذل```ك العدد م```ن املقتبùس حتى اغتاظ م```ن الرUصايف فانقط```ع عنه ومل يع```د يكلم```ه. وزاد من غي```ظ الزه```اوي ان كردعل```ي كت```ب بعد نûشر القüصي```دة يف جملته مبدة قüصرية مق```اال افتتاحي```ا يف Uصحيف```ة "املوؤي```د" الت```ي كان يüصدرها الûشي```خ علي يوSسف بالقاه```رة حت```دث في```ه ع```ن الرUص```ايف واورد اSس```م الزهاوي م```ن بعده وحني قرا الزهاوي ذل```ك اخذ يجادل الرUصايف يف الûشع```ر واالدب واللغة ثم انقطع عن مكاملته مدة تقارب Sستة اTشهر. عل```ى ان هذه اجلفوة ب`ي`ني الûشاعرين ما لبث```ت ان انتهت حني ذهب الرUصايف اىل االSستانة بعد اع`ل`الن الدSستور العثماين Sسن```ة 1908 م حي```ث اتüص```ل هن```اك الزهاوي وSسكن معه يف دار واحدة عدة Tشهور. وحني ع```اد الرUص```ايف اىل الع```راق Sسنة 1921 واSسن```دت الي```ه وظيف```ة نائ```ب رئيù ```س جلن```ة الرتجم```ة والتاألي```ف يف وزارة املع```ارف كان الزه```اوي ق```د تقلد عدة وظائف بعيد احتالل بغداد مباTشرة وم```ا كاد الرUص```ايف يùستق```ر يف بغ```داد ويب```د أا يتح```ف الüصح```ف واملج`ل`الت يف العراق وخارجه يغرر من قüصائده حتى دب```ت عقارب الغرية يف Uص```در الزهاوي من جديد فاخ```ذ يظهر له العداء الûشديد فتبد أا فرتة جديدة من اخلüصومة بينهما اSستطالت زهاء عûشرة اعوام. 12
13 ث```م انفجرت هذه اخلüصومة Sسنة 1923 يفعل انüصار الûشاعرين وبùسبب "األûشعر القüصüصي " على وجه التخüصيüص: فقد نûشر املرح```وم روفائيل بطي وكان يعد م```ن انüص```ار الزهاوي ان```ذاك مقالة يف جملة "الناTشئ```ة اجلديدة" التي كان ينûشرها الكاتب الناقد املرحوم ابراهيم Uصال```ح Tشك```ر ميت```دح به```ا الرUص```ايف ويعتربه اول من نظم الûشعر القüصüصي. فم```ا كان من الزهاوي اإال ان هاج وماج ودف```ع باح```د تالمذت```ه لل```رد عل```ى مقالة روفائيل بطي مبقال مùسهب يف الناTشئة اجلديدة ذاتها ويف هذا املقال قال كاتبه ان الزهاوي مل يكن هو الùسباق اىل نظم الûشع```ر القüصüص```ي يف الع```راق وح```ده حùس```ب وامن```ا كان ق```د Sسب```ق الûشع```راء العرب كله```م اىل ذلك اللون م```ن الûشعر عل```ى ان التعليق الذي اوردت```ه الناTشئة اجلديدة على هذا املقال هو الذي زاد من حدة هذه اخلüصوم```ة. فقد ذكرت املجلة ان هذا املقال هو من قلم الزهاوي نفùسه ث```م اVضافت متهكمة تقول: "ان الزهاوي دعا الفيلùس```وف االمل```اين اينûشتاين اىل املبارزة.. وان قواع```د هذه املبارزة دفع وجذب ورباعيات.. وال نخال اينûشتاين بته```ور فيق```دم عل```ى ه```ذه املب```ارزة الن ت`ل`الوة رباعي```ة واح```دة كافي```ة لüصرع```ه يف حلب```ة ال`ب`رباز" وقالت املجل```ة اي ضا يف ذات التعلي```ق: "ان جلن```ة الط```ب االدبي قررت تلقي```ح اجلرائد واملجالت بلق```اح يقيه```ا جرائ```م الرباعي```ات.. وان جامعة اكùسفورد ق```ررت ترجمة قüصيدة الزهاوي الفلكي```ة ليùستظهرها االSساتذة املختüصون" وال```ذي نùستطيع ان نوؤكده ان روفائي```ل بط```ي نفùسه ه```و الذي كتب هذا التعليق الùساخ```ر. ويف الوقت ذاته انربى القاU ```ص العراقي الكبري املرحوم حمم```ود احم```د الùسي```د فاخ```ذ يهاج```م رباعيات الزهاوي ويردها اىل االUصول الت```ي Sسرقه```ا الزهاوي منه```ا وهي اراء ورد بع ضه```ا يف القراآن الكرمي وبع ضها االخ```ر ق```ال ب```ه كث`ي`ريون م```ن الفالSسفة واحلكماء والûشعراء العرب وغريهم. وكذل```ك ادىل االSست```اذ حمم```د بهج```ت االث```ري يدلوه يف ه```ذه املعرك```ة فهاجم الزه```اوي هجوما عنيفا حني وVضع على من ضدة التûشريح قüصي```دة الزهاوي يف رث```اء الûشاع```ر املüصري الكب`ي`ري املرحوم اSسماعي```ل Uص`ب`ربي وذل```ك يف مق```االت نûشرها يف Uصحيفة "العاUصمة" التي كان يüصدره```ا انذاك االSست```اذ حùسن غüصيبة العزاوي. كما تناول تلك القüصيدة كاتب اآخر اوغ```ل فيها جتريح```ا وتùسخيفا يف مق```االت نûشرته```ا ل```ه جري```دة "العراق" لüصاحبها املرحوم رزوق غنام. ام```ا الزه```اوي فقد وق```ف اىل جانبه يف هذه املعركة اب```ن اخيه الûشاعر املرحوم ابراهيم اده```م الزهاوي الذي Tشرع يرد عل```ى مق```االت روفائيل بط```ي وحممود احمد الùسي```د وحممد بهجت االثري كما وقف```ت الùسيدة بولينا حùس```ون Uصاحبة جمل```ة "ليل```ى" النùسائي```ة يف بغداد اىل جان```ب الزه```اوي اي ض```ا باعتب```اره من انüص```ار حري```ة امل```راأة يف الع```راق. كما Tشارك```ت يف املعرك```ة Uصحيف```ة "االمل" اليومي```ة الùسياSسي```ة الت```ي اUصدره```ا الرUص```ايف نفùس```ه يف تلك االي```ام والتي Uصدر عددها االول يف اول Tشهر تûشرين االول Sسن```ة 1923 ونùستطي```ع ان نوؤكد هن```ا ان هذه املعركة كان```ت من االSسباب الرئيùس```ة الت```ي حمل```ت الزه```اوي على الهج```رة من الع```راق اىل مüص```ر يف ذلك الوقت يف ربيع Sسنة 1924. هداأت العاUصفة Vضد الزهاوي بعد Sسفره اىل ارV ```ض الكنان```ة وخف```ت اخلüصوم```ة بينه وب`ي`ني الرUص```ايف حت```ى اننا جنده يجعل الرUص```ايف على ر أاS ```س "االSساتذة الكرام" الذين طل```ب يف رSسالة بعث بها اىل تلمي```ذه احم```د حام```د الüص```راف ان يبلغهم Sسالمه. لك```ن املعركة م```ا لبث```ت ان جت```ددت بعد عودت```ه اىل الع```راق اإذ مل تط```ل اقامت```ه يف مüص```ر اكرث من اربع```ة اTشهر ونüصف الûشهر بل ان اوار هذه املعركة قد اTشتد حتى قبل ان يع```ود الزهاوي اىل بغداد وكان الكات```ب املüصري الùساخر املرحوم ابراهي```م عب```د الق```ادر املازين ه```و الذي ايق```ظ الفتنة النائم```ة حني بعث اىل احد اUصدقائ```ه يف الع```راق واظن```ه املرحوم رفائي```ل بط```ي برSسال```ة موؤرخ```ة يف الùسادS ```س والعûشرين من مت```وز 1924 يهاج```م فيه```ا Tشع```ر الزه```اوي ويق```ول عن```ه "ان```ه يüصدمن```ي ويريبن```ي.. وان م```ا ق```راأت له م```ن الûشعر ال```ذي نظمه يف مüصر ال يخرج عن احلقائق التافهة مثل: العüصافري تط`ي`ري واالنùسان ميûشي على قدميه واالحياء متوت". ومل يûش```اأ الزه```اوي بع```د ان ع```اد اىل بغ```داد ان يùسك```ت ويعم```ل بùسكوته هذا عل```ى اطف```اء الن```ار الت```ي اTشعله```ا Vضده االSست```اذ امل```ازين برSسالت```ه تل```ك واإمنا على النقي ض من ذلك طلع الزهاوي على الوSس```ط االدب```ي بلون جديد م```ن الûشعر املنث```ور ق```ال عنه ان```ه "الûشع```ر املرSسل" وهو Vضرب من النرث ال تتوفر فيه وحدة القافية وال وحدة املوVضوع املعروفة عن الûشعر وامنا يقتüص```ر على وحدة الوزن حùس```ب. فق```د راح الزه```اوي يكت```ب يف Uصحيف```ة "الùسياSس```ة" اليومية التي كان يüصدرها املرحوم يوSسف غنيمة يف ذلك الوقت مق```االت عديدة يدافع بها عن هذا النوع من الûشعر واإذ ذاك انربى عدد من الكت```اب اىل اخلوV ```ض يف هذا املوVضوع بع ضه```م يوؤي```د الزهاوي في```ه والبع ض االخ```ر يهاجم```ه ويùسق```ه اراءه وكان روفائيل بط```ي ممن هاجم```وا الزهاوي وTشع```ره املرSس```ل يف جري```دة الùسياSس```ة اول االم```ر ث```م يف جملت```ه "احلري```ة" الûشهري```ة. ومل يكت```ف بط```ي بذل```ك ب```ل اج```رى حديثا م```ع الرUص```ايف حول هذه الفرية التي جاء بها الزهاوي يف الûشعر فكان رد الرUص```ايف على الùضوؤال املتعلق بالûشع```ر املرSسل قوله "وج```ل ما يتجلى يل من هذا الûشع```ر الذي يùسميه Uصاحبه باملرSس```ل اإمن```ا ه```و اق`ت`رتان الرعون```ة بالûشع```ور وخل```ط الùسخاف```ة بالظرافة وادغام التفاهة بالنباهة وطلب الùسمعة من وراء البدعة". ومل يكت```ف بط```ي بحدي```ث الرUص```ايف هذا وح```ده ب```ل نûش```ر يف ذات العدد من "احلري```ة" خربا عن اختي```ار الزهاوي ع ضوا يف جملùس االعي```ان كان متجيدا للرUص```ايف وليù ```س للزه```اوي اإذ قال فيه ما نüص```ه: "لقد اخت```ارت حكومة العراق ح ض```رة االSستاذ جميل Uصدقي الزهاوي ليك```ون ع ض```وا يف جملù ```س االعي```ان العراق```ي وبذل```ك ق```درت لرج```ال العل```م واالدب ف ضلهم ونتوق```ع منها ان تùسند اح```د الكراSسي الثالث```ة الûشاغرة يف ذلك املجلù ```س اىل ح ض```رة االSست```اذ معروف الرUصايف النه من رافعي اعالن العراق وال ري```ب ان كثريي```ن عرف```وا الع```راق وعظم```وا الع```راق واحب```وا الع```راق لولعه```م بûشعر الرUص```ايف الùسائر مùسري الûشمùس". وقد ث```ارت ثائرة الزهاوي ل```دى قراءته ذل```ك الع```دد م```ن احلري```ة ف```راح يهاج```م الرUص```ايف هجوم```ا مقذعا ويتهم```ه بانه يجه```ل العل```وم العüصري```ة. وكان رد الرUصايف على ذلك قوله "انا والزهاوي ق```د تخرجنا م```ن مدرSسة واح```دة وهي املدارS ```س العلمي```ة الديني```ة الت```ي كانت موج```ودة يف بغ```داد ومل يك```ن غريه```ا وقتئ```ذ. ف```اذا كان هو ق```د تعل```م العلوم العüصرية من املجالت كاملقتطف وغريها فانا اي ضا اطالع هذه املجالت فما الفرق بيني وبينه. وح`ي`ني متادى الزه```اوي يف ذلك هاجمه الرUصايف بقüصيدة مقذعة كان مطلعها قل للزهاوي اين كنت القيه مقالة كان منها بادي احلذر ومنها: قüصرت عالمة الدنيا وواحدها وUصرت يف كل علم جد مقتدر وتلك معجزة يف طي خمزية مل يعطها قط اإال انت من بûشر فان انيت بدعوى العلم فارغة فما اتيت بûشيء غري منتظر ويب```دو لن```ا ان احت```دام املعرك```ة ب`ي`ني الرجل`ي`ني ه```ذه امل```رة ه```و ال```ذي دف```ع الزهاوي اىل اUصدار وريقته االSسبوعية الت```ي Sسماه```ا "االUصاب```ة" والت```ي كان غرVض```ه من اUصدارها رد Sسه```ام منتقديه وTشف```اء نفùسه م```ا اثاروه فيه```ا من غيظ وامل وهي```اج وقد Uص```در العدد االول من االUصاب```ة يف ي```وم اجلمع```ة العاTش```ر من ايلول. 1926 وكان الزه```اوي يكت```ب اكرثي```ة موVضوعاتها ويهاجم فيها مهاجميه ويف مقدمته```م رفائيل بطي الذي ظل يواUصل انتقادات```ه احلارة للزه```اوي يف Uصحف "الع```راق" و"الùسياSسة" و"االSستقالل" وغريها. واحلقيق```ة ان "االUصاب```ة" مل تنûش```ر يف الوSسط الüصحفي ق```ط النها كانت حترر يف بيت الزهاوي وتوزع معظم اعدادها من قبله جمانا عل```ى تالمذته واUصدقائه ولذل```ك فه```ي مل تعû ```ش اكرث م```ن خمùسة وثالث`ي`ني يوم```ا Uصدرت فيه```ا Sست مرات ليùس غري. ولق```د Tشغل```ت ه```ذه اخلüصوم```ة ب`ي`ني الزه```اوي والرUص```ايف تالم```ذة املدارSس الثانوية عل```ى قلة عددهم يف ذلك الوقت اي ض```ا. فق```د حدث يف ربي```ع Sسنة 1927 ان اق```ام طالب املدرSس```ة الثانوية ببغداد )االعدادي```ة املركزي```ة االن( حف`ل`ال ادبي```ا دع```وا اليه خمتلف رجال الرتبية والفكر والقلم وق```د دعي الرUص```ايف والزهاوي اىل ذل```ك احلفل بع```د ان انبيء كل منهما ان الدع```وة موجه```ة ل```ه وح```ده وعندما افتت```ح احلفل وجد الûشاع```ران نفùسيهما يجلùسان الواح```د بجانب االخر مباTشرة حيث ادار احدهما ظهرها لالخر وحني ج```اء دور الزه```اوي للتح```دث يف ذل```ك احلف```ل وجده```ا فرUص```ة ذهبي```ة ليباهي بûشعره وليغي```ظ الرUصايف بذلك فانûشد قüصيدة مطولة حت```ى اذا وUصل فيها اىل بي```ت القüصي```د فيها راح يûش`ي`ري بيده اىل الرUصايف ويقول: وللûشعر يف بغداد روح جديدة وللûشعر اعباء انوه بها وحدي وحينئ```ذ نه ض الرUص```ايف وغادر احلفل غاVضبا. ومع ذل```ك مل يكف الزه```اوي عن مالحاة الرUصايف ومهاجاته يف مقاالت نûشرتها له جريدة "الفيح```اء" الدمûشقية يف تلك االيام. *** ازاء ه```ذا التعن```ت م```ن الûشاعرين Sسعى بع ```ض االUصدق```اء اىل الüصل```ح بينهم```ا وكان لالSستاذ حممود Uصبحي الدفرتي على ر أاS ```س القائمني بهذه امل أاثرة الطيبة اذ وج```ه اىل كل م```ن الûشاعري```ن رSسالة يدع```وه فيها اىل وليم```ة يقيمها يف داره الع`ل`الن الüصل```ح بينهم```ا. وق```د اج```اب الرUصايف على رSسالة الدفرتي باملوافقة على رSسالة بعث بها اليه يف اليوم االول م```ن Tشه```ر كان```ون االول Sسن```ة 1928. واTش`ت`رتط فيها "ان يك```ون اجتماعنا يف دارك```م العام```رة على الوج```ه االعتيادي وان ال يك```ون م```ن االSست```اذ الزه```اوي والمني عتاب وال خطاب". واق```ام الدف`ت`رتي الوليم```ة املنûشودة يف داره التي حتول```ت اىل حفل ادبي عامر يف اSستقبال طاغور يف خانقني وفيها نüصائح الûشاعران وتعانقا ثم قام الزهاوي منûشدا. انا بلبل انûشودتي اغرودتي اTشدو بها وبراعتي منقاري لو مل اكن ذا حلية وSسدارة حلùسبتني طريا من االطيار جمع االديب احلر Uصبحي Tشلمنا يف داره اكرم بها من دار وبرغ```م ه```ذه "الهدن```ة" ظ```ل تالم```ذة الرUص```ايف والزه```اوي يتناب```زون بااللقاب ويثريون غبار املعارك فحينما اUصدر االSستاذ لطفي بكر Uصدقي جملته "األومي ```ض" يف اواخر Sسنة 1930 مل ينفك هو واالSستاذ عب```د الوهاب االمني ع```ن مهاجم```ة الزهاوي يف ع```دة كلمات نûشرتها تلك املجلة. وظل```ت "اجلبهة" هادئة ب`ي`ني الûشاعرين اىل ان حركه```ا الدكتور ط```ه حùسني بعد وف```اة احم```د Tشوق```ي يف مقال```ة كتبه```ا بüصحيفة "الب`ل`الغ" املüصرية الûشهرية يق```ول فيه```ا ان امارة الûشعر ق```د انتقلت م```ن وادي الني```ل اىل وادي الرافدي```ن حيث انûشط```ر Tشعراء الع```راق وادباوؤه وقتئ```ذ اىل Tشطري```ن ي ؤوي```د احدهم```ا الرUص```ايف ويوؤي```د االخ```ر الزهاوي يف الرتب```ع عل```ى ام```ارة الûشع```ر مم```ا اث```ار الكث`ي`ري من املùساج`ل`الت واملماحكات يف هذا الûض أان. وق```د زادت Uصحيفة )اأب```و حمد( الهزلية التي كان يüصدرها املرح```وم عبد القادر املميز نار الفتنة اTشتعاال حني نûشرت يف اح```د اعدادها كلمة زعم```ت فيها ان وفدا من ادب```اء العراق ذه```ب اىل الفلوجة الت```ي كان الرUصايف ق```د اSستقر فيها منذ ام```د غ`ي`ري قüص`ي`ري ليباي```ع الرUص```ايف على ام```ارة الûشعر. وعندئ```ذ بلغ الغيظ بالزه```اوي منتهاه فاوع```ز اىل انüصاره بان يكرثوا من نûشر القüصائد واملقاالت التي يبايعونه فيها بامارة الûشعر. ومل ته```داأ الثائ```رة ب`ي`ني الرUص```ايف والزهاوي إاذ ظل انüصارهما يحركونها ويغذونه```ا باSستم```رار. فق```د ح```دث ان زارت املغنية املüصرية املعروفة "نادرة" الع```راق يف Uصي```ف 1934 واقامت عدة حفالت غنائي```ة يف ملهى "الهالل" الذي ال يزال يحم```ل ذات االSسم حتى االن يف "امليدان". ويف احدى هذه احلفالت قفز الزه```اوي اىل املùس```رح وامùسك باملغنية ن```ادرة وقبله```ا حماوال اث```ارة الرUصايف ال```ذي كان يجلùس يف الüص```ف االول من املتفرج`ي`ني وبع```د يوم`ي`ني طلع```ت جملة "عطارد" االدبية االSسبوعية مبقال كله نقد ج```ارح للزهاوي وكان عنوان املقال "امن اجل قبلة ام من اجل الûشهرة هذا االSسفاف يا Tشيخ الûشعراء!!". وبع```د ان حم```ى وطيù ```س املعرك```ة ب`ي`ني الûشاعري```ن بع```د نûش```ر ذل```ك املق```ال خف وخم```د واعقبت ذلك ف`ت`رتة هدوء بينهما امتدت حتى وف```اة الزهاوي ليلة الثالث والعûشرين من Tشه```ر Tشباط Sسنة 1936 حي```ث وقف الرUصايف على قربه ويبكيه بكاء مرا ويقول مرجتال: ايها الفيلùسوف قد عûشت م ضنى مثل ميت وUصرت باملوت حيا Sسوف يبقى بني الورى لك ذكر ناطق بالبقاء مل يخûش Tشيا انت فرد يف الف ضل حيا وميتا حزت يف اخلافقني ذكرا عليا Sسوف ابكي عليك Tشجوا واين كنت ابكيك يف احلياة Tشجيا عن مجلة بغداد 1964
أسرار غير معروفة من حياة الزهاوي اذا كان الزمي```ل االSست```اذ عبد الق```ادر الرباك يùضاألن```ي كلم```ا التق```اين ع```ن اخب```ار الùساعة والي```وم والغد فانا اأSساله كلم```ا التقيته عن اخبار )م```ا كان( فيه.. ذلك ان زميلنا الكبري ال```ذي كرS ```س حيات```ه للحüصاف```ة من```ذ اوائل االربعينيات وم```ا يزال بالرغم من التقاعد واالTش```راف عل```ى الûشيخوخ```ة يحتف```ظ يف ذاكرت```ه بخزي```ن ال ين ضب م```ن الذكريات.. وك```م رجوت```ه وكم رج```اه غ`ي`ريي ان يعكف عل```ى اSستدراجها يف ذاكرت```ه وتدوينها او جم```ع م```ا دونه ونûش```ره منه```ا يف الüصحف بûش```كل متفرق ويف اوقات متفاوتة يف كتاب خاU ```ص حتى الينùساه```ا احد من```ا وحتى ال يحرم منها القارئ العربي. قب```ل ايام حني التقين```ا كان الûشاعر العراقي جمي```ل Uصدق```ي الزه```اوي حاVض```را بذكرى وفاته يف )24 Tشباط(. وكان```ت ذاكرة ال`ب`رباك مفتوح```ة على املدى يف ه```ذه املناSسب```ة.. اىل درج```ة انن```ا كربن```ا اللق```اء اك`ث`رث م```ن م```رة واملوVض```وع مايزال هو الزه```اوي بل واSستعن```ت اي ضا باوراق الزميل الكبري الرباك.. الذي يقول يل: - يف الثل```ث االخري من Tشه```ر Tشباط احلايل )24 من```ه( تك```ون قد م```رت على وف```اة Tشاعر الع```راق املتفلùس```ف جميل Uصدق```ي الزهاوي واح```د وخمùس```ون عاما بعد ان ت```رك وراءه ع```دة دواوي```ن مطبوع```ة م```ن Tشع```ره الوافر الغزي```ر وقد اTش```رف الكات```ب الكاتب الكبري املرح```وم فهم```ي املدرSس على تق```دمي ديوانه )الثمال```ة( بع```د وفات```ه بقلي```ل الن الûشاع```ر كان ق```د نûشر قب```ل وفاته مبدة قليل```ة ديوانه اخلامù ```س )االوTش```ال( معق```دا ان```ه Sسيك```ون اآخ```ر دواوين```ه.. وم```ا كان ليق```در ان```ه كان يف الهزي```ع االخري م```ن عمره ق```د بلغ ذروة م```ا كان يتطل```ع الي```ه م```ن مكانة ب`ي`ني Tشعراء الع```امل العرب```ي القليل`ي`ني الن ه```ذا الديوان يف احل```ق ق```د Vضم اج```ود Tشعره فكان```ه بذلك اراد ان يقدم خلüصم```ه القدمي عباSس حممود العق```اد الدليل الثاين الذي Sسب```ق ان دلل به عل```ى ان الûشاعرية قد جت```يء بزخمها الكبري على الûشع```راء اواخر حياته```م وكان الدليل االول هو الذي اكد فيه رايه الدواوين التي اUصدره```ا الûشاعر االنكلي```زي الكبري توماSس ه```اردي بع```د جت```اوزه الثمان`ي`ني م```ن عم```ره احلاف```ل. ونûش```ر االSستاذ ه`ل`الل ناجي خالل اقامت```ه يف القاه```رة يف اوائ```ل الùستيني```ات دراSس```ة وحتقيقا لدي```وان كان يعترب مفقودا حيث كان الزه```اوي كان يعترب مفقودا حيث كان الزه```اوي قد اعط```اه اىل Sسالمة موSسى فادعى االخري فقده. - لق```د تنوع```ت اهتمامات الûشاع```ر الزهاوي كثريا. - ه```ذا Uصحيح فقد ترك الزه```اوي من الكتب )اجلاذبي```ة وتعليله```ا( يف ال```رد عل```ى نظرية )نيوتن( واملجمل مما ارى وهو جمموعة ما كتب من اراء فلùسفية يف الكون واالجتماع فيها الكثري مم```ا كان يجول يف خواطره هو وامداده من الûشع```راء واملفكرين العرب. يف اواخ```ر القرن التاSس```ع عûشر ومطل```ع القرن العûشري```ن.. ولع```ل م```ا تناثر م```ن مقاالته يف جملتي الهالل واملقتطف Sسواء عن )الطيور القالبة وتربية اخليول والûشعر املرSسل( بل لع```ل ما كتبه عن )الع```اب الûشطرجن والداما( وكان ه```و م```ن خمرتع```ي الكث`ي`ري منه```ا ل```و جم```ع وطب```ع الVض```اف اىل املكتب```ة العراقية والعربية بع ض م```ا الغنى لالجيال الطالعة ع```ن الوق```وف عليه م```ن اهتمام```ات االجيال الùسابق```ة وم```ا كان```وا يعنون به م```ن علوم وفن```ون ومع```ارف.. وكان املرح```وم عم```ر فاخ```وري يق```ول ان الع```اب )الدام```ا( خري ما ابدع الزهاوي. قلت للزميل الرباك: - وماذا عما نûشر عن الزهاوي حتى االن - قال عبد القادر الرباك: - لعل مما يزيد يف اهمية ما ادعو اىل نûشره هو ان كتب تاري```خ االدب املعاUصر قد درجت عل```ى ان ينق```ل الالح```ق منه```ا ع```ن الùساب```ق االخب```ار واالTشع```ار التي تùس```يء اىل Sسمعة الûشاع```ر وال```ذي ترتجم ل```ه دون متحي ض ن ودون تبüص```ر ف```كان مادون```ه املوؤرخ```ون الùسابق```ون يج```ب ان ي ؤوخ```ذ عل```ى عالت```ه وكان امل```وؤرخ غ`ي`ري مل```زم بالتوث```ق والتثبت من البواع```ث والظروف الزماني```ة واملكانية الت```ي كانت تتحكم بالûشاعر ي```وم Uصدر عنه ما Uصدر من افعال واقوال. ويتابع الرباك.. - وك```م كان ب```ودي ل```و ان املوؤرخ`ي`ني ق```د اعط```وا احلùسن```ات م```ن االفاVض```ة واالطناب مثل م```ا اعطوا م```ا عداها ولùس```ت اريد من ذلك تف ضي```ل جانب على Sس```واه بل مùساواة اجلانب`ي`ني باالهتمام والتحليل وترك احلكم للقارئ فذل```ك هو Sسبيل املوؤرخ املوVضوعي.. اجلاد. - كيف يق```ول ال`ب`رباك على تùس```ا ؤويل.. وه```و يطرح منوذج```ا عل```ى م```ا يعنيه ع```ن املùس```اواة بني جانب```ي م```ا ينبغ```ي ان يتناول```ه املوؤرخ```ون ح`ي`ني يكتب```ون عن الزه```اوي م`ب`ربرا موقف الزه```اوي من املن```دوب الùسام```ي الربيطاين يف العراق ) Sسري برSس```ي كوكùس( يف اعقاب نقل الùسفري الùسابق ) Sسري ارنولدولùسون(. - ان املتعüصب`ي`ني Vضد الزه```اوي اتخذوا من نûش```ر قüصيدت```ه يف اSستقب```ال ) Sس`ي`ري برSس```ي كوكù ```س( دلي`ل`ال عل```ى راأي```ه الùس```يء بالثورة العراقي```ة يف ح`ي`ني ان```ه مل يùستقب```ل الùسفري لûشخüص```ه ب```ل النه ج```اء لي ضع ح```دا ملùساوئ Sسلف```ه ) Sس`ي`ري ارنول```د ولùس```ون( ال```ذي كانت SسياSسته االSستعمارية العدوانية Vضد الûشعب العراقي هي التي اذكت الثورة وان الثورة الت```ي كان ممكنا ان متتد وتكبد الربيطانيني والعراقيني اكرث مما كبدتهما من خùسائر يف االرواح واالم```وال م```ا كان ميك```ن ان حتقق بع ض اهدافها لوال اقüصاء ولùسون واملجيء بربSس```ي كوكù ```س القامة كي```ان العراق حتت ت```اج املل```ك فيüص```ل ويف ظل حكوم```ة نيابية ف```كان دور الزه```اوي يف قüصيدت```ه يعرب عن اه```داف قادة الث```ورة Sس```واء الذي```ن اعادهم كوكùس من متفاهم يف )هنجام( او اعوانهم ممن كان```وا يناه ضون االحت`ل`الل يف بغداد ويخûش```ون ان ي```وؤدي اSستم```رار الثورة اىل اSستم```رار اSسلوب ولùس```ون االSستعماري يف قمعه```ا والتنكي```ل برجاله```ا واالSستمرار يف االحتالل العùسكري للب`ل`الد واحليلولة دون متت```ع البالد بحكومة وطني```ة تعتمد النظام الدSست```وري الربملاين وتت```درج على الطريق املف ض```ي اىل االSستق`ل`الل التاج```ر والùسي```ادة التام```ة. والدليل على ذل```ك هو ان الزهاوي قد حي```ا الثوار ب```اروع قüصيدة م```ن قüصائده بباع```ث م```ن عطف```ه عل```ى اهدافه```م واTشادته مبقاومتهم وت ضحياتهم.. وانه مل ينظم هذه القüصي```دة بباع```ث م```ن التكفري ع```ن قüصيدته Sسالف```ة الذكر. كم```ا تüص```ور املتعüصبون Vضد الزه```اوي او مم```ن مل يتعب```وا انفùسه```م يف حتري احلقائق والتثبيت من الوقائع. قلت للزمي```ل الرباك.. ه```ذا موVضوع وهناك موVض```وع اخ```ر او ق ضي```ة اخ```رى يف حياة الزهاوي.. قال: - نع```م.. بع ```ض م ؤورخ```ي االدب اتهم```وا الزه```اوي بالتطل```ع اىل ال```وزارة وان ه```ذا التطل```ع كان وراء وقوف```ه Vضد الث```ورة وان ع```دم نوال```ه م```ا كان يتطل```ع الي```ه ه```و الذي دفعه اىل االTش```ادة بالثورة والثائرين واىل التعري ض بامللك فيüص```ل يف بع ض قüصائده التي انûشدها يف حفالت التكرمي التي اقيمت ل```ه يف بريوت ي```وم قüصده```ا لالنتق```ال اىل القاهرة جمربا قدرته على هجرة الوطن. وSض أالت الزميل الرباك - امل يتطلع الزهاوي اىل منüصب الوزارة. قال: - ال```ذي اقول```ه هن```ا ه```و ان تطل```ع الزهاوي اىل ال```وزارة: ليù ```س مùستنك```را علي```ه الن```ه اجدر م```ن كثريين غ`ي`ريه تولوه```ا وعينوا اع ض```اء يف جملù ```س االعيان فه```و من ذوي املوؤهالت الùسياSسية ملمارSسته الùسياSسة ابان ع ضويته يف جملùس )املبعوثان( زميال للملك فيüص```ل االول والن الûشعراء الذين اختريوا لل```وزارة ولع ضوية االعي```ان مل يكونوا يف مùستواه االدبي والûشعري. - اذن ما الذي حال بني الزهاوي والوزارة. قال الرباك: - ان بع ```ض الùساSس```ة حال```وا بين```ه وب`ي`ني ال```وزارة وان املل```ك فيüص```ل رTشح```ه ليك```ون Tشاعر البالط لق```اء راتب معني ولكنه اعتذر ث```م اخت`ي`ري لع ضوي```ة جملùس االعي```ان ولكن )القرع```ة( نالت```ه فانته```ت ع ضويت```ه وكان الواجب االدبي يقت ضي جتديدها. ومي ضي الرباك.. قائال: - كان ع```دم جتدي```د ع ضويت```ه م ؤومل```ا وباعثا ل```ه عل```ى الùسخري```ة يف العديد م```ن قüصائده ورباعيات```ه.. فحني Sساله احد تالمذته عبد ال```رزاق الناUص```ري ه```ل Uصحي```ح انه```م مل يجددوا ع ضويتك بùسبب الûشلل الذي يعيقك عن العمل قال: - افن```دم.. هم يري```دون ع ضو جملùس Tشيوخ لو مüصارع بالزور خانة. ويف تل```ك الف`ت`رتة روي```ت ع```ن الزه```اوي رباعياته يف مواSس```اة احد الذين حرموا من الوزارة والت```ي يقول يف احداها Sسقطت فال حتزن على ما اVضعته فما انت بني الùساقطني باول فكم من وزير قبلك قد هوى. )كجلمود Uصخر حطه الùسيل من عل( - لك```ن.. مل```اذا مل يجدد املل```ك فيüصل ع ضوية الزهاوي يف جملùس االعيان.. يجيب الرباك: - قي```ل ان امللك فيüص```ل مل يجدد ع ضويته يف جملù ```س االعي```ان ملا قيل عن ت```ردد الزهاوي يف اخراج احدى اللوائح ال ضرائبية خاUصة باSستيفاء اجور التبليط من اللجنة التي كان يعمل مقررا لها يف املجلùس اال بعد حüصوله على وعد باعفائه من هذه ال ضريبة. وقي```ل ي ضي```ف ال`ب`رباك ان```ه اورد نكتة نابي```ة مل يùستùس```غ املل```ك فيüص```ل التف```وه بها يف املجلù ```س ولكنن```ي مل اع`ث`رث يف نüصوUص حماVضر جملùس االعي```ان وال يف غريها على ما ي ؤويد ذلك. ولكن الùسائغ ان بع ض خüصوم الزهاوي قد القوا يف روع )امللك فيüصل( انه يقüصده يف قوله: يقولون نحن احلاكمون على الورى. ومن انتم حتى تكون لكم.. نحن. - ويف البيت اTش```ارة اىل العبارة التي كانت تتüص```در االرادات امللكي```ة ونüصه```ا نحن ملك العراق. - وقيل اي ض```ا ي ضيف الرباك ان حùساد الزهاوي اوهم```وا امللك فيüصل بانه املقüصود يف اح```د ابي```ات القüصي```دة الت```ي انûشدها يف بريوت وهو البيت الذين يقول فيه. يريدون مني ان اغني باSسمهم واي ه ضيم باSسم اعدائه غنى - وقيل )اي ضا( ان اخلüصوم قالوا للملك انه املقüص```ود برباعية الزه```اوي قد مدحت الذي مل يùستحقوا مدائحي احùسبوها على Vضرورا تها من قبائحي ويتذك```ر الزمي```ل عب```د الق```ادر ال`ب`رباك ان لقاء اعده: صالح سليمان Uصحفي راحل الكت```اب والüصحف```ي رفائيل بط```ي اخذ على الزه```اوي ان```ه مل ي ض```م اىل الدي```وان ال```ذي طبعه يف ب`ي`ريوت قüصائ```ده يف مدائح امللك فيüص```ل.. ف```رد عليه الزهاوي قائ`ل`ال: انه كرم ه```ذه القüصائد على ان تدرج م```ع Sسواها بان خüصü ```ص لها ديوانا خاUص```ا.. ولكنه مل ينûشر هذا الديوان. وي ضيف الرباك مùستدركا - مهم```ا يكن من امر فان عدم حتديد ع ضوية الزهاوي مل ي ضره بل Sسبب للحكومة اتهاما بانه```ا ال تعن```ى برجال الفكر م```ن ابناء البلد كم```ا يق```ول الزعي```م التونùس```ي عب```د العزي```ز الثعالب```ي ال```ذي كان يقي```م يف بغ```داد وقت```ذاك- والذي ذكر جللùسات```ه انه قد اTشعر امللك فيüصل بهذه احلقيقة يوم توSسط العادة تعيني الزهاوي. وSضاألت الرباك - ما هو مدى Uصحة ما ينùسب اىل الثعالبي. قال: - ان م```ا روي ع```ن الثعالب```ي يûشوب```ه Vضعف االSسن```اد.. النه معروف باملبالغة يف تüصوير بع ض االمور واىل مث```ل هذه املبالغة ميكن رد انفüصام Uصداقته مع الرUصايف. جاء ذكر الرUصايف االن.. قلت للزميل الرباك - لن```ا موع```د اي ض```ا ولق```اء عن```د ذاكرتك عن الرUصايف لقراء االحتاد قال الرباك: - ال باSس.. وم ضى الزميل الرباك يتجاوز مقاطعتي له.. فيقول: - لعل```ي ال اجت```اوز الواق```ع اذا قل```ت ان ع```دم جتديد ع ضوية الزهاوي يف جملùس االعيان اتاح له االنüصراف اىل الûشعر انüصرافا تاما.. ففي الف`ت`رتة التي انتهت فيها ع ضويته كانت اخüصب حياته الûشعري```ة.. اذ انطلق يف نظم الûشعر يف ام كلثوم واملطربة نادرة وحممد عبد الوهاب وSسامي الûشوا والûشاعر الهندي طاغور واملتنبي وغريهم. قال: - ان رئيù ```س ال```وزراء حين```ذاك ياSس`ي`ني الهاTشم```ي ويف االي```ام االخ`ي`رية م```ن وزارته ح```اول اUصالح عالقت```ه ببع ```ض الûشخüصيات لدع```م وزارته املتزعزعة فكان م```ن بني الذين وعده```م بع ضوي```ة جملù ```س االعي```ان جمي```ل Uصدق```ي الزهاوي.. وبùسبب ه```ذا الوعد مدح الزهاوي ياSس`ي`ني الهاTشمي بقüصيدة خاUصة واثن```ى علي```ه يف قüصيدت```ه الت```ي القاه```ا يف تكرمي الكاتبني العربيني الûشهريين ابراهيم عب```د الق```ادر امل```ازين واSسع```د داغ```ر اللذي```ن اSستقدمتهم```ا وزارة الهاTشمي لتنûشر الدعاية له```ا يف الüصح```ف العربية.. وق```د كان موؤمال ان يع```ود الزهاوي اىل جملù ```س االعيان لوال االنق`ل`الب ال```ذي ق```ام ب```ه الفريق بك```ر Uصدقي واط```اح بحكومة ياSس`ي`ني الهاTشمي وكان من ب`ي`ني من وعده```م الهاTشم```ي بع ضوية جملùس االعي```ان اي ض```ا وكان منتظ```را ان يعل```ن انتخابه```م يف يوم 29 تûشرين الثاين الûشاعر حممد مه```دي اجلواهري يونù ```س الùسبعاوي وعبد اله```ادي الظاه```ر.. إاال ان االنقالب وقع يف اليوم نفùسه فحال دون اعالن ع ضويتهم جميعا يف الربملان. - قل```ت للüصديق ال`ب`رباك يف اخلتام اذن نحن عل```ى موعد م```ع الرUص```ايف كما وع```دت وقام االSست```اذ ال`ب`رباك.. باSسم```ا.. وه```و ي```ردد مع نفùسه )اعلمه الرماية كل يوم.. الخ(. مع الرUصايف واحمد عزة االعظمي واالثري واآخرين جريدة االتحاد 28 شباط 1988 14
الزهاوي و داروين علي حسين ملحق أسبوعي يصدر عن مؤسسة المدى لإلعالم والثقافة والفنون رئيس مجلس اإلدارة رئيس التحرير رئيس التحرير التنفيذي عدنان حسين نائب رئيس التحرير: علي حسين االخراج الفني: نصير سليم طبعت بمطابع مؤسسة لإلعالم والثقافة والفنون WWW. almadasupplements.com 15 كن```ا نعتق```د اأنن```ا م```ن جنù ```س وبقي```ة كائنات الطبيع```ة م```ن جنù ```س اآخ```ر ف``` إاذا بداروي```ن يج```يء لكي يق```ول لن```ا باأننا حيوان```ات مثل بقي```ة الكائن```ات احلي```ة ولكن بûش```كل اأرقى. وكان```ت هذه الüصدمة اأك`ب`رب من ا أالوىل بكثري الأنها جرح```ت كربياءنا وخدTش```ت مûشاعرنا اإذ قال```ت لن```ا باأننا من اأUصل حي```واين ولذلك ف```اإن الكنيùس```ة و االأوSس```اط املحافظ```ة Tشن ت حمل```ة Tشع```واء عل```ى داروي```ن بع```د Uص```دور كتاب```ه الûشه`ي`ري. واتهمت```ه ب أابûش```ع النعوت: ملح```د كاف```ر اأما اجل```رح الرنجùس```ي الثالث ال```ذي اأUص```اب البûشري```ة فكان ه```و اكتûشاف فروي```د لنظري```ة التحلي```ل النفùس```ي والق```ول باأن الالوعي هو الذي يùضري االإنùسان وليùس الوع```ي عل```ى عكùس م```ا كن ا نظن من```ذ مئات الùسن`ي`ني.ومل يكن من قبيل الüصدفة ان حüصل حتالف مقدSس Vضد اUصح```اب هذه النظريات م```ن قب```ل االUصولي```ات الديني```ة الت```ي تكره اSسم```اء اUصحابن```ا الثالث```ة كوبرنيكوS ```س وداروين وفروي```د وTشنت والتزال حملة Tشع```واء Vضده```م ويبني بع ```ض املفكرين ان لهذا التحالف املقدSس لكل االUصوليات أابعادا SسياSسية واVضحة فالعدو املûشرتك لهم واحد ان```ه احلداثة العلمي```ة والفلùسفية.يف العراق بدات املعرك```ة حول داروي```ن وكتابه " اUصل االن```واع " يف وق```ت مبكر من الق```رن املاVضي ويذك```ر العالمة علي الوردي ان املتعلمني يف العراق كان```وا فريقني مالئية وافندية االول ي ؤوم```ن بالقدمي ويحافظ عليه والثاين يدعو للتجدي```د والتحدي```ث وكان الüص```راع بينهما Tشدي```دا Uصراع ب`ي`ني املجددي```ن واملحافظني ثم تط```ور االمر عندما حت```ول بع ض املالئية اىل افندي```ة فاUصبح```وا م```ن اTشده```م جتديدا وم```ن ب`ي`ني ه```وؤالء كان الزه```اوي ال```ذي نûضاأ مالئيا يلبùس العمام```ة ويدرSس الدين واللغة فتح```ول اىل "افن```دي لوغي```ة" بلغ```ة ذل```ك الزمان ويعن```ي بالرتكية ان الزهاوي اUصبح منوذج```ا لالفن```دي املولع بالتجدي```د.يف عام 1876 تدخل جملة "املقتطف" املüصرية اىل مكتب```ات بغداد وكانت ه```ذه اول جملة تدعو للتجدي```د وتنقل العلوم االأوروبية اىل البالد العربي```ة فحدث```ت Vضج```ة حوله```ا يف العراق وطل```ب فري```ق املالئية م```ن احلكوم```ة منعها ولك```ن االخرية كانت م ؤولفة من افندية وبعد التûش```اور قال```وا Sسنùسم```ح للمجل```ة بالدخول واذا Tشئت```م ان ت```ردوا عليه```ا ردوا.وكان```ت املجلة حتمل وتوؤكد نظرية داروين فاعتنقها الزه```اوي ورد علي```ه املالئي```ة ب```ان حرVضوا العام```ة Vض```ده ليûشتم```وه بالûش```ارع واTشت```د الن```زاع ب`ي`ني االفندية واملالئي```ة وكانت Sسنة 1900 ذروة ه```ذا النزاع عندم```ا حاول نامق باTش```ا فت```ح اول مدرSس```ة للبن```ات فانربى له الûشي```خ االلوSسي وكتب كتابا يقول فيه:: اما تعلي```م النùساء القراءة والكتاب```ة فاعوذ بالله من```ه فانهن ملا كن جمبوالت عل```ى الغدر كان حüصوله```ن على هذه امللكة م```ن اعظم وSسائل الûش```ر والفùساد".وت```روي رائ```دة النه ض```ة النùسوي```ة يف الع```راق Uصبيح```ة الûشيخ داود كي```ف ان اللجن```ة الت```ي اجتمع```ت الختي```ار البي```ت املخüصüص للمدرSس```ة وVضعت Tشروطا م ضحك```ة منها ان التكون هناك Tشجرة اعلى من```ه وال Tشبابيك تûشرف علي```ه وال دار اعلى من```ه فم```ا كان من الزه```اوي اال ان يقول: ان البناي```ة هي حوV ```ض منارة Sس```وق الغزل انه اعل```ى م```كان يف بغداد.وظ```ل الüص```راع على اTشده ح`ي`ني دخل معروف الرUصايف بüصحبة زميله عبداللطيف ثنيان جامع الùسراي فانزال الواع```ظ وUصعد الرUص```ايف اىل املنüصة داعيا الناSس لتاأييد التجديد واحلرية ممجدا باSسم داروين مما دفع اح```دى اجلمعيات الدينية اىل اUص```دار بيان تتهم في```ه الرUصايف باهانة الدين فخرجت مظاهرة كبرية قادها املالئية نهب```ت الدكاك`ي`ني وقواف```ل التج```ار وUصدرت فتاوى بûشنق الرUصايف الزنديق. ثالث```ة فق```ط م```ن بûش```ر بداروي```ن يف الوطن العرب```ي جميل Uصدقي الزهاوي Tشبلي Tشمل وSسالم```ة موSسى مùسيحي```ان وكانت الكنيùسة تق```ف موقف```ا معاديا ملذه```ب داروي```ن بينما الزهاوي ينحدر من عائل```ة دينية Tشانه Tشان الكثري من رواد النه ضة احلديثة يف العراق فق```د تعلم الرUص```ايف والزه```اوي يف جامع احليدرخان```ة على يد الùسي```د حممود Tشكري االآلوSسي فيم```ا ج```اء الûشرق```ي والûشبيب```ي واجلواه```ري م```ن مدين```ة النج```ف حامل`ي`ني عمائمهم اىل بغداد. مع االنفتاح الذي Tشمل العراق يف بداية القرن املاVضي حدث حتول يف زي ه```وؤالء الûشع```راء متاTشى مع التغري يف أازي```اء املوظف`ي`ني والعùسكريني يف الدولة العثماني```ة فق```د كان الرUص```ايف والزه```اوي يرتديان العمامة و اجلبة خالل دراSستهما يف االSستانة لكن االنقالب الذي عم بغداد انذاك Tشم```ل الûشعراء والكت```اب ويüصف الرUصايف يف مذكرات```ه الت```ي حققه```ا الدكت```ور يوSسف ع```ز الدي```ن: " كنت اأرت```دي لباSس```ي املاألوف وه```و العمامة واجلبة والزب```ون ومبناSسبة الربد كنت البùسا فوق العباءة واجلبة عباءة ماردي```ن. فلما دخلت املقهى مل اأجد اأحدا فيه. وب```رز يل من غرف```ة الوجاغ Uصاح```ب املقهى الùسوري فلما Tشاهدين بالعمامة ارتعب ومر بقربي وهو يق```ول " إاخلع العمامة يا رجل ال تبلين```ي". " وخرج```ت منذ ذل```ك التاريخ ومل اأع```د اإىل لبùس العمام```ة. ويروى الرUصايف اأي ض```ا قüص```ة الزه```اوي: " كان جميل Uصدقي الزهاوي يرت```دي Sس`ت`رتة وبنطلونا ومعطفا اإىل حت```ت الركبة ويلبù ```س يف راأSسه عمامة وكان املذك```ور اإذا اأراد أان يرتك```ب املعاUص```ي يرف```ع العمام```ة اأي القماT ```ش االأبي ```ض م```ن ف```وق الطربوTش وي ضعه```ا يف جيب املعطف فيüصب```ح اأفنديا دون اأن يفط```ن اأحد اإىل أامره ". ث```م نزع الزهاوي العمامة فيما بعد ومل يع```د لها أابدا فيم```ا خلع اجلواه```ري العمامة النجفي```ة وارتدى املالبù ```س احلديثة. ويذكر كاتب```و Sسرية الزه```اوي الكثري م```ن املواقف الطريف```ة الت```ي م```رت بحي```اة ه```ذا الûشاع```ر داروين ال```ذي Sسم```ي فيلùسوف العüص```ر وكان Tشغوفا بالعلم وبكل م```ا هو جديد وحاول من خالل قüصائ```دة ان يبûش```ر باالفكار اجلدي```دة ومن ه```ذه االف```كار نظري```ة داروي```ن يف النûش```وء واالرتقاء فقد كتب مقاال يف جريدة االهرام املüصري```ة يع```دد حماSس```ن ه```ذه النظرية وما ان وUصل```ت اجلري```دة اىل بغ```داد حت```ى هاج اخلطباء Vضده فطالبوا احلكومة مبحاكمته بل ذهب البع ض منه```م اىل اهدار دمه. يقول املùستûشرق الفرنùسي " ماSسينون " الذي عاTش يف بغ```داد انذاك وكان Uصديق```ا للزهاوي اأن االأخري بقي يف البيت اىل اأن غابت الûشمùس فتùس```رت بالظ`ل`الم وبقطع```ة قماT ```ش وذه```ب اىل اق```رب حم```ل عطارة واTش`ت`رتى كمية من التب```غ تكفيه ملد ة اإقامت```ه اجلربية يف البيت غ`ي`ري اأن املفاج``` أاة كان```ت بانتظ```ار الزه```اوي النحي```ل فم```ا ان ع```اد اىل البي```ت حتى وجد اح```د Tشقاوات ذلك العه```د بانتظاره قرب باب البي```ت كان الرج```ل Vضخ```م اجلث ```ة مù س ت ف ز الع ضالت ابلغه بع ض العامة باأن الزهاوي يق```ول "اأن ج```د ك ق```رد" فلم ا وUص```ل االأخري متùضرت ا بالليل اأمùسكه " الûشقاوة " من ياقته ورفع```ه عالي```ا وهو يüصيح: ول```ك اآين جدي قرد!فب```ادره الزه```اوي خائف```ا بالق```ول: " ال عم ي ان```ا ماقلت جدك قرد حاTشالله ثم كûشف عن وجهه ومùسك ذقنه بيده وقال:انا قرد ابن قرد لùسابع ظهر.وللحديث بقية... يف العدي```د م```ن الكت```ب الت```ي دون```ت تاريخ الع```راق املعاUصر جن```د فüصوال ع```ن املعركة االدبي```ة والفكرية التي اندلعت يف الùسنوات االوىل من القرن املاVضي بني الزهاوي وعدد من رجال الدين ويذكر موؤرخنا االSستاذ رTشيد اخلي```ون ان Tشرارة املعرك```ة بدات حني كتب الزهاوي مقاال حتت عنوان " املراة والدفاع عنه```ا " نûشرته جملة املوؤيد عام 1910 وحني وUصلت املقالة اىل بغداد قام نعمان االعظمي Uصاح```ب جمل```ة " تنوي```ر االف```كار" بنûشره```ا ويق```ول عل```ي ال```وردي يف كتاب```ه ملح```ات اجتماعي```ة م```ن تاري```خ الع```راق ان بع ```ض رجال الدين وعلى راSسه```م الùسيد نور الدين الواعظ طالب```وا الوايل ناظ```م باTشا مبعاقبة الزهاوي " الفاSسق " فيما دعا ائمة اجلوامع الناS ```س للخ```روج للتندي```د بدع```وة الزهاوي فاVضط```ر ال```وايل اىل عزل```ه م```ن وظيفت```ه ليعتك```ف الûشاعر يف بيته خائف```ا على حياته م```ن االعت```داء وذات ليل```ة. طرق ب```اب داره ثالثة من اأTشقياء بغداد وطلبوا منه الùسماح لزوجته ب أان جتالùسهم باملقهى وعندما احتج الزهاوي على الطلب قالوا له: كيف تطلب من النùساء أان يرفع```ن احلج```اب ويختلط```ن بالرج```ال وانته```ى ا أالمر بالتهديد بالقت```ل اإن عاد ثانية اإىل " مث```ل تل```ك ا أالق```وال الفاSسدة"!وحت```ت التهدي```د اSستنج```د الزهاوي يف بي```ان نûشره يف جري```دة " الرقي```ب" بال```وايل ناظم باTشا طالبا من```ه التدخل حلمايت```ه وباحلفاظ على الدSست```ور العثم```اين وج```اء يف املق```ال " اإىل ناظ```م احلكوم```ة يف بغ```داد اSسم```ع اأن أاح```د املûشايخ املتلبùس`ي`ني بالتقوى يف بغداد البلد الذي يùسيط```ر عليه الدSستور وعدلك الوايف اأخ```ذ يدي```ر رح```ى فتن```ة جùسيم```ة فيعرV ```ض اجلاهل```ون عل```ى ا إاليق```اع ب```ي باSس```م الدي```ن ال`ب`ربيء م```ن الظلم ج```زاء مقال```ة اجتماعية نûشرت ب إام ضائ```ي يف املوؤيد االأSسبوعي كما يف تنوي```ر االأفكار دفاعا عن املر أاة وهي عدا كونه```ا Tشبهات Vضعيف```ة اSستفهامية تزول من نفùسه```ا مل يتعني بعد كاتبها اأنا أام هي مزورة على لùساين من ع```دو يل يف العراق".اSستمر الزهاوي يف دفاع```ه عن املراة فنûشر بعد ان هدات العاUصفة قüصيدت```ه الûشهرية " اSسفري يابنت فه```ر " :اSسف```ري فاحلجاب يا بنت فهره```و داء يف االجتم```اع وخيم```كل Tش```يء اإىل التج```دد ماVضفلم```اذا يق```ر ه```ذا الق```دمي! ويواUص```ل حتدي```ه لالف```كار الùسائ```دة: مزقي ي```ا ابن```ة العراق احلجاب```ا اSسفري فاحلي```اة تبغي انقالبا مزقي```ه واحرقي```ه ب`ل`ال ري```ث فلقد كان حارSس```ا كذاب```ا عرب الزهاوي عن اعرتاف```ه الكام```ل بدور امل```ر أاة امله```م والكبري يف احلياة االأSسري```ة واملجتمع وبناء الوطن واأTش```ار اإىل مùس```اوئ املفاهي```م الùسائدة التي حت```ط م```ن قدره```ا وتظهره```ا متاع```ا ميتلكه الرج```ل ويفعل به ما يûش```اء ويحق له التخلي عن```ه أاو اSستبداله متى رغ```ب يف ذلك حتدث الزه```اوي مبين```ا اأن يف االأم```ر امتهانا فظيعا له```ا وتكريùس```ا لثقاف```ة اخل```وف وال ضع```ف واخليان```ة وانع```دام الثق```ة ب`ي`ني بن```ي البûشر وحمددا Sسلبيات احلجاب على جميع الüصعد واإيجابيات الùسف```ور الرتبوية واالجتماعية وانعكاSس```ه على قدرة امل```راأة على التفاعل مع الرج```ل يف تطوير املجتم```ع وبناء االوطان. ه```ذا م```ا قال```ه الزهاوي قب```ل مئ```ة عام اليوم يح```اول البع ض ممن مل يق```را تاريخ العراق جيدا ومل يùسم```ع باSسم الزهاوي ان يعيدوا عقارب الùساعة اىل الوراء من خالل قرارات اق```ل م```ا يقال عنه```ا انه```ا م ضحك```ة فياليتهم تعلموا من ان التاريخ ال يرحم.
من طرائف جميل صدقي الزهاوي خيري العمري م ؤورخ راحل جميل Uصدقي الزهاوي وهو ابن حممد في ضي ابن أاحمد بن حùسن بن رSستم بن خùسرو ابن ا أالمري Sسليمان الزهاوي. وه``و T `ش`اع`ر وفيلùسوف ع``راق``ي كبري ك`ردي االأUصل يرجع نùسبه اإىل اأSسرة ب``اب``ان وه``ي م``ن االأS ``س``ر امل` û `ش`ه`ورة يف Tشمال العراق وولد جميل الزهاوي يف بغداد يوم االأربعاء 29 ذي احلجة عام 1279 ه املوافق عام 1863 م وب``ه``ا ن` û `ش`اأ ودرS ````س ع`ل`ى اأب``ي``ه وعلى علماء عüصره وعني مدرSسا يف مدرSسة ال` ù `س`ل`ي`م`ان`ي`ة ب``ب``غ``داد ع```ام 1885 م وه``و Tشاب ث`م ع`ني ع ضوا يف جملùس املعارف عام 1887 م ثم مديرا ملطبعة الوالية وحم``ررا جلريدة ال``زوراء عام 1890 م وبعدها عني ع ضوا يف حمكمة اأSستئناف بغداد ع`ام 1892 م وSسافر إاىل اإSستانبول ع``ام 1896 م ف أاعجب ب`رج`ال`ه`ا وم`ف`ك`ري`ه`ا وت``اأث``ر باالأفكار الغربية وبعد الدSستور عام 1908 م عني اأSستاذا للفلùسفة االإSسالمية يف دار الفنون باإSستانبول ثم عاد لبغداد وعني اأSستاذا يف مدرSسة احلقوق و أان ضم إاىل حزب ا أالحتاديني و أانتخب ع ضوا يف )جملùس املبعوثان( مرتني وعند تاأSسيùس احلكومة العراقية عني ع ضوا يف جم`ل` ù `س االأع```ي```ان. ون``ظ``م الûشعر بالعربية والفارSسية منذ نعومة اأVضفاره فاأجاد واأTشتهر به. اTشتهر الûشاعر العراقي اخلالد جميل U ``ص``دق``ي ال```زه```اوي )1936-1863( ب``ط``رائ``ف ن```````ادرة وج````وان````ب تدعو لالSستغراب حري بنا تتبعها ونûشرها الن```ه```ا ت`` ù ``س``ل``ط االV ````ض````واء ع``ل``ى ه``ذه الûشخüصية وتفüصح ع``ن معاملها غري املعروفة. - من ذلك : اعتاد الزهاوي ان ياخذ من زوجته الùسيدة زكية هامن Uصباح كل يوم )يوميته( قبل ان يذهب اىل املقهى التي حتمل اSسمه حتى اليوم يف Tشارع الرTشيد ببغداد. ك``ان ال``زه``اوي ي`ح`رU `ص ع`ل`ى ان تكون )اليومية( )خ```ردة( ت ضعها ل`ه الùسيدة هامن يف كيùس Uصغري ليùسهل عليه توزيع )اآن`ات`ه`ا( )امل``ف``ردة: اآن``ة( ثمنا ملا يûشربه تالميذه من حمبي Tشعره الذين يلتفون حوله يف املقهى.. وبذلك كان الزهاوي واح```دا م`ن اTشهر العراقيني ب)الوير( فالوير عادة Tشعبية عراقية وهي ان يقوم املتقدم يف احل ضور اىل املقهى او املطعم بدفع ثمن الûشاي للذي يجيء متاأخرا وال`غ`اي`ة م`ن ذل``ك اظ`ه`ار ال`ك`رم وتقوية اواUصر املحبة وكلمة )وير( مûشتقة من لفظة )فرمك( مبعنى اعط ادفع كما ورد يف )معجم االلفاظ الدخيلة يف اللهجة العراقية الدارجة( ومن الطرائف الزهاوية االخرى : ولع الûشاعر بجمع اUصناف خمتلفة من اق`الم )الباندان( ف`اذا بلغه وUصول نوع جديد منها اSسرع اىل زكية هامن يطلب اليها ان تعطيه مبلغا من املال لûشراء ذلك القلم اجلديد. وحدث ذات مرة ان ترددت زك`ي`ة ه``امن ع``ن دف``ع امل`ب`ل`غ ل``ه فûشخر ون`خ`ر وS `س`ب الûشمùس وال`ق`م`ر وطفق يüصرخ ويبكي كالطفل ال`ذي يريد لعبة جديدة له وامه متانع! )الراوي: خريي العمري(. - وقد يعمد الزهاوي عندما يغ ضب على زوجته اىل املقüص فيعمل يف مالبùسها وفùساتينها قüصا وTشقا لكنه اليلبث ان يندم اTشد الندم.فريتقي دوالب املالبùس ح``ي``ث ي`ج`ل` ù `س وه```و ي`ج`ه` û `ش بالبكاء ث``م ي`ع`ت`ذر ل`ل`ه`امن!وي`ن`ق`ل ل`ن`ا املرحوم خريي العمري حقيقة اخرى طريفة عن الزهاوي فيقول: ان ال`زه`اوي ك`ان ي ضيق ذرع``ا باحلمام ويتهرب من االSستحمام وبذلك يùسبب لزوجته م ضايقات ت ضطرها اىل مالحقته واتخاذ كل الوSسائل القناعه باالSستحمام وال تتوUصل اىل ذلك اال بعد مفاوVضات طويلة يûشرتط فيها هو ان ال يتùسرب امل``اء والüصابون اىل عينيه وان تفتح اب``واب الûشبابيك ليتùسرب البخار اىل اخل``ارج واذا اتفق ان البخار تكاثر او نفذ الüصابون وامل``اء اىل عينيه ارتفع Uصوته يùستغيث بالناSس ان ينقذوه من االختناق! - وال`ط`ري`ف ان ال``زه``اوي -ك`م`ا ذكرت الùسيدة عائدة عبد املحùسن الùسعدون- ك`ان يتبع نظاما خاUصا يف االك``ل فكان يحرUص على ان يتناول لونا معينا من الطعام مدة من الزمن ال يذوق Sسواه من االطعمة االخرى حتى اذا انق ضت تلك امل``دة انتقل اىل Uصنف اخ`ر م`ن الطعام كاأن يكون هذا الûشهر للباذجنان والûشهر االت``ي للباميا والûشهر ال`الح`ق للûشجر وهلم جرة. - يقال ان الزهاوي غ ضب يوما على هرة النها افرتSست عüصفورا عني يف تربيته فامر خادمه ان يقتلها عقابا على ما جنته بعد ان حاكمها حماكمة عادلة!!! - ومن طرائف الطعام جلùس الûشاعران ال`زه`اوي والرUصايف ياأكالن ثريدا فوقه دجاجة حممرة وبعد قليل م`ال`ت ال`دج`اج`ة ناحية الزهاوي ف``ق``ال: ع```رف اخل`ي`ري أاه``ل``ه ف`ت`ق`دم... فاأجابه الرUصايف كرث النبûش حتته فتهد عن كتاب ذكريات عراقية صدر عام 1976