رئيùس جملùس االدارة رئيùس التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف اSسبوعي يüصدر عن جريدة املدى العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 2012 m a n a

النسخ

1 رئيùس جملùس االدارة رئيùس التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف اSسبوعي يüصدر عن جريدة املدى العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران m a n a r a t روجيه غارودي قرن من الفلسفة

2 3 العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 2 مع زوجته Sسلمى الفاروقي غارودي يطوي آخر صفحاته السيرة الذاتية ط```وى " إام```ام مûشاغب```ي العüصر" كم```ا وUصفه بع ضه```م والفيلùس```وف والكات```ب الفرنùس```ي روجيه غاردوي اأو "رج```اء" كما Sسمى نفùسه بعد اعتناقه الإSسالم ط```وى الüصفحة الثامنة والتùسع`ي`ن م```ن كت```اب حياته وم ض```ى خملفا وراءه الكث`ي`ر م```ن املوؤلفات املتنوع```ة وعددا م```ن املواق```ف املوؤث```رة واملث`ي`رة للج```دل التي تûشهد لفرادة هذا الرجل. م```ن رف ض```ه الجتي```اح الإSسرائيل```ي للبن```ان يف 1982 اإىل تûشكيك```ه بالهولكوSس```ت ظ```ل غ```ارودي يح```ارب الüصهيوين```ة ومل ترهب```ه هجم```ات الإعالم الغربي وانتقاداته ومل تثنه الإج```راءات املتخذة يف حقه ع```ن اإUصراره يف حتطي```م الأUصن```ام والأSساط`ي`ر والأغالل التي يرزح حتتها العامل. بعد جم```ازر Uصربا وTشاتي`ل`ال يف لبنان اأUصدر غارودي بيان```ا احتل الüصفح```ة الثانية عûشرة من اإUص```دار 17 حزي```ران/ يوني```و 1982 من جري```دة لومون```د الفرنùسي```ة بعن```وان "معنى العدوان الإSسرائيلي بعد جمازر لبنان". ووقع البيان مع غارودي كل من الأب ميûشال لولون والقù ```س إايتان ماتيو. وTشك ل هذا البيان بداية Uصدام غارودي مع املنظمات الüصهيونية التي Tشنت حملة Vضده يف فرنùسا والعامل. يف 2 مت```وز/ يولي```و 1982 اأTشه```ر غارودي اإSسالم```ه يف املركز الإSسالمي يف جنيف مغرا اإSسم```ه إاىل رج```اء وحمدث```ا Vضج```ة كبرة يف الغرب. وكان لإSسالمه قüصة... Sسردها بنفùسه لإحدى الüصحف اجلزائرية. يق```ول غ```ارودي "الرUصي```د الأب```رز يف حياتي وال```ذي Uصاغ وج```داين وهي```اأين للدخول اإىل الإSس`ل`الم ب```د أا يتûش```كل يف اجلزائ```ر )معùسك```ر ع`ي`ن اأSس```رار - اجللفة(. فلقد عûش```ت يف بداية احل```رب العاملي```ة الثاني```ة جترب```ة فري```دة م```ن نوعه```ا لأن ق```وات الحتالل الأمل```اين قب ضت عل```ى املجموع```ة الأوىل للمقاوم```ة الفرنùسي```ة ح`ي`ن Sسقط```ت باريù ```س. وUص```در الأم```ر بنقلها اإىل معùسك```ر اجللف```ة. وكن```ت أاح```د اأف```راد تلك املجموع```ة فدع```وت رفاق```ي إاىل مت```رد يف الùسج```ن ويف اذار/مارSس من 1941 دعوت ح```واىل خمùسمئ```ة منه```م إاىل التظاه```ر لتاأكيد اعرتاVضن```ا على الùسياSسة النازية. وبعد ثالثة إانذارات من قائ```د املعùسكر أاUصدر اأوامره اإىل اجلن```ود باإطالق النار علين```ا. فوجئنا برف ض اجلن```ود تنفي```ذ الأوام```ر حت```ى بع```د تهديدهم بالùسي```اط. ومل اأفه```م للوهل```ة الأوىل Sسب```ب رف ضه```م ث```م عرف```ت اأن هوؤلء اجلن```ود كانوا م```ن اجلزائري`ي`ن املùسلم`ي`ن الذين ي```رون اأن Tشرف املح```ارب املùسل```م واأخالق```ه تقت ضي األ يطلق النار على اإنùسان أاعزل". ويتابع "كانت الüصدم```ة الأوىل التي زلزل```ت حياتي ويومها عرفت اأن الإSس`ل`الم هو الذي اأنقذ حياتي واأنا عم```ري 28 عام```ا وظل بداخلي حت```ى اعتنقت الإSسالم يف وي ضيف غ```ارودي: " Uصوروا لن```ا املùسلم على اأن```ه متوحûش همج```ي ف إاذا بي اأم```ام منظومة قي```م متكامل```ة له```ا اعتباره```ا. وعلمن```ي ه```ذا املوقف واSستفدت منه اأكرث من اSستفادتي من عûشر Sسنوات يف الùسوربون" ويف اأح```دى موؤلفات```ه يق```ول غ```اردوي "اإن اعتناق```ي الإSس`ل`الم مل يك```ن Tشيئ```ا م```ن قبي```ل التجربة ولكنه كان Tشيئا كالإجنازات الكربى منال ناUصر يف حياة الإنùسان". ويف حدي```ث اآخ```ر يق```ول غ```اردوي "نع```م لقد وج```دت يف الSسالم مبتغ```اي ومقüصدي ففي الإSس`ل`الم جتد العالق```ة بن الل```ه اخلالق وبن املخل```وق الإنùس```ان عالقة مباTش```رة بال وSسيط بينهما". ويف كتاب```ه "الإSس`ل`الم دين املùستقب```ل" يقول غارودي عن Tشمولية الإSسالم: "اأظهر الإSسالم Tشمولية كربى ع```ن اSستيعابه لùسائر الûشعوب ذات الديان```ات املختلفة فق```د كان اأكرث الأديان Tشمولي```ة يف اSستقباله للناS ```س الذين يوؤمنون بالتوحيد وكان يف قبوله لتباع هذه الديانات يف داره منفتح```ا على ثقافاته```م وح ضاراتهم واملثر للدهûشة انه يف اطار توجهات الإSسالم اSستط```اع الع```رب اآن```ذاك ليù ```س فق```ط اإعط```اء اإمكاني```ة تعايû ```ش من```اذج له```ذه احل ض```ارات. ب```ل اأي ض```ا اإعطاء زخم قوي لالمي```ان اجلديد: الإSس`ل`الم. فقد متكن املùسلم```ون يف ذلك الوقت من تقبل معظم احل ضارات والثقافات الكربى يف الûش```رق واأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبرة وعظيمة له و أاعتقد ان هذا النفتاح هو الذي جعل الإSسالم قويا ومنيعا ". لك```ن غارودي مل ينكر مطلقا مدى تاأثر الفكر املاركùس```ي عل```ى حيات```ه حي```ث كان غارودي يف ثالثينات الق```رن العûشرين من ضويا حتت ل```واء احل```زب الûشيوع```ي الفرنùس```ي. ويف 1945 ان ض```م اىل اللجن```ة املركزية للحزب. ويف 1956 اىل املكت```ب الùسياSس```ي. ويف 1970 ط رد من احل```زب الûشيوعي لتوجيهه باSستم```رار انتقاداته لالحتاد الùسوفياتي. ويف الùسنة ذاتها اأSسùس مركز الدراSسات والبحوث املاركùسية وبقي مديرا له مدة عûشر Sسنوات. وكان```ت Uصحيف```ة "لومانيتي```ه" الûشيوعي```ة الفرنùسية اأTش```ادت بغارودي ال```ذي "اVضطلع يف نظر ع```دد كبر من املفكرين الûشيوعين يف احلقبة الùستالينية ب```دور الفيلùسوف الرSسمي ال```ذي ل ميكن تüصوره اليوم للحزب الûشيوعي الفرنùسي". وعن تل```ك احلقبة يقول "ل اأنك```ر اأن املاركùسية Tشكل```ت فك```ري وUصاغ```ت وج```داين يف املرحلة الأوىل من حياتي يف وقت كنت اأوؤمن باملùسيح الذي ميثل عندي قمة الطهر. واإمياين باملùسيح )ع( كان دافع```ا قوي```ا لإقبايل على الSسالم بعد 40 عاما من تديني املùسيحي وفكري املاركùسي. وذل```ك لأن الإSس`ل`الم احرتم املùسي```ح )ع( وهو الدي```ن الأك`ث`رث تفتح```ا بينم```ا رف ضت```ه الديانة اليهودي```ة كم```ا رف ```ض املùسيحي```ون العرتاف بالنبي حممد Uصلى الله عليه وSسلم". يف 1998 حكم```ت حمكم```ة فرنùسي```ة عل```ى غ```ارودي بتهم```ة التûشكي```ك يف حمرق```ة اليهود )الهولوكوSست( يف كتابه "الأSساطر املوؤSسùسة لدول```ة اإSسرائي```ل" حي```ث Tش```كك يف الأرق```ام الûشائع```ة ح```ول إابادة يه```ود اأوروب```ا يف غرف الغاز على اأيدي النازين. عن احلياة اللندنية ول```د الفيلùس```وف الفرنùسي يف 17 متوز/يولي```و 1913 يف مرSسيليا من عائلة بروتùستانتين```ة لأب يعمل يف جمال املحاSسبة. اعتنق غارودي الكاثوليكية اأول وكان ع ضوا يف احلوار املùسيحي - الûشيوعي يف Sستينات القرن العûشرين فوجد نفùس```ه منجذب```ا اإىل الدين وح```اول أان يجمع الكاثوليكية مع الûشيوعية خالل الùسبعين```ات. وبداأ مييل ويقرتب اإىل الإSسالم يف تلك الفرتة حتى اعتنقه يف الثمانينات. يف 1933 ان ضم غارودي املجاز يف الفلùسفة والدكتور يف الآداب اىل احلزب الûشيوعي. يف 1940 Sسجن ثالثن Tشهرا بعدما اأخذ كاأSصر حرب لفرنùسا الفيûشية يف معùسكر باجلزائر. Uصدرت اأوىل موؤلفاته يف حüص```ل غ```ارودي على درجة الدكتوراه الأوىل يف 1953 من جامعة الùسورب```ون عن النظرية املادية يف املعرفة ثم حüصل على درجة الدكتوراه الثانية عن احلرية عام 1954 من موSسكو. انتخب غارودي نائبا يف 1954 بعدما خùسر يف 1951 واأعيد انتخابه يف اجلمعية الوطنية ) ( ثم يف جملùس الûشيوخ ) (. ت```وىل تدريù ```س الفلùسفة يف مدرSس```ة الليùسيه يف األبي واجلزائ```ر العاUصمة وباريù ```س ) ( ثم اUصبح حماVضرا فاأSستاذا اUصيال يف اجلامعة. ن```ال جائ```زة امللك فيüصل العاملية يف 1985 عن خدم```ة الإSسالم وذلك عن كتابيه "وع```ود الإSسالم" Promesses de l'islam و" الإSس`ل`الم يùسك```ن مùستقبلن```ا" L'Islam habite notre avenir ولدفاعه عن الق ضية الفلùسطينية. حüصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونيا يف تركيا Sسنة ومن موؤلفاته: - املùسجد مراآة الإSسالم l'islam(.)mosquée, miroir de - جولتي وحيد ا حول هذا القرن solitaire( )Mon tour du siècle en - فلùسطن مهد الرSسالت الùسماوية divins(.)palestine, terre des messages - "الوليات املتحدة طليعة التدهور" الإرهاب الغربي تويف غارودي يف 15 حزيران/ يونيو عن عمر 98 عاما.

3 5 حزيران )27( االربعاء - التاSسعة ) 2520 (الùسنة العدد حزيران )27( االربعاء - التاSسعة ) 2520 (الùسنة العدد 4 في أكون من غارودي: روجيه اعتقادكم فرنùس``ا يف املولود الفرنùس``ي والفيلùس``وف املفكر غارودي روجيه اأن بعد خاUص``ة العربي عاملنا اإىل رف يع اأن من اأTش``هر 1913 Sس``نة غارودي«. رجاء «باإSسم عرف ي واأUص``بح 1982 Sسنة اإSسالمه اأTش``هر يعتنق اأن قبل واملاركùسية لالTشرتاكية ين ظر طويال عمرا عاTش االSسالم حدوث اليه``ود ادع``اء اأن وي``رى الSس``رائيل عني``د خüص``م وه``و Sس``تة Tش``ملت الثانية العاملية احلرب خالل لها تعرVض``وا حمرقة يف ده اأك ال``ذي االأم``ر وهو ج``دا فيه مبال``غ اأم``ر يه``ودي مالي`ين مواجهة اإىل ذلك واVضطره كتابا اخلمùسن على زادت التي كتبه وحكم للùسامية معاداته بدعوى 1988 Sس``نة الفرنùس``ية املحكمة دوالر. أالف 50 قدرها مالية بغرامة عليه الùسماوي كرمي كيفية غ```ارودي رجاء يذكره م```ا أاطرف وم```ن النازين ق بل م```ن اأSسر حن املوت من جنات```ه الثانية العاملي```ة احل```رب خ`ل`الل اجلزائ```ر يف ضت ق فقد ب`ي`ن ما الفرتة يف املعتقل يف وهو علي```ه النار باطالق الأوام```ر تنفيذ ضوا رف اجلزائري`ي`ن احلراSس أان غ`ي`ر Tشرف من ليù ```س أان ب لإميانهم وذل```ك الأوام```ر على النار املùسل```ح الرجل يطل```ق أان املح```ارب اأعزل.» اعتقادك```م يف أاك```ون م ```ن «روايت```ه ويف بعد ضائ```ع ال اجلي```ل ع```ن غ```ارودي يتح```دث ينتمي الرئيùسي بطلي إان يقول:» لذا احل```رب منتüصف ولد الذي اجليل يبهرين.. جي```ل إاىل Sسنة عûش```رة الثامنة بل```غ وقد متام```ا الق```رن 2000 Sسن```ة اخلمùس`ي`ن وSسيبل```غ 1968 العüصابات يف واTشرتك املخدرات عرف ولقد تûشي اأحالم وعانى كامتاندو««طريق وSسلك النووي. العüصر قلق وكذلك غيفارا واأنا رمب```ا ج```دا.. مبك```را Tش```يء كل ب```داأ لق```د العنف Uص```ورة اإن عم```ري. من الùسادSس```ة يف تالحقني تزال ل التي جدا الùساذجة الأوىل ضاء.. وبي وردية لبالب```ة Uصورة هي ذلك م```ع تبتùس```م كان```ت اإيل توم```ئ اللبالب```ة كان```ت ببùسمة. أاجيبه```ا وكن```ت مداعب```ة بعذوب```ة يل عûشرين زه```اء حياتي.. بداي```ة بالختüص```ار والتمرد. أام الùص من عاما ج```وع اإل بع```د للحي```اة ج```وع ب```ي يك```ن مل يف الأوىل وللم```رة نùس```رق كن```ا النتق```ام. العüصابة م```ع Sسعي```د اأين اأحùسùس```ت حيات```ي هي يوم كل الùسرق```ة كان```ت املûشارك```ة حù ```س كما والنحراف املخاطرة التجدي```د املاأثرة املدرSسة ```ض نقي نظري يف وكانت يقول```ون. املùسلùسل.. العمل ونظ```ام واجليûش والأSسرة احلرية..! هي كانت مقدمتهم ويف رفاقه مع الرواية بطل ويعيûش Sسبع```ة جميع```ا وعدده```م بالون```ا Uصديقت```ه الûشب```ان اأUصغ```ر م```ن واثن```ان العم`ل`الق وه```م حلظات يعيû ```ش وهو واحلطاب```ان وبالون```ا واجليûش امليليûشيا قب```ل من TشرSس```ة مطاردة بفتح ان احلطابان يق```وم حيث الغابة وSس```ط اأن اإنùسان لقدم يùسبق مل الدغ```ال عرب ثغرات وطئتها. اإن رفاق```ه: مûشجع```ا العم`ل`الق ويق```ول اجلوهري والأمر اخلوف. هو أاخطرالعداء ميوتون ل البûشر اإن املùسي```ح.. ننتظر األ هو وهذا احلياة يف مربراتهم فقدوا اإذا اإل حق```ا بعد. أاعيûش يجعلني ما وحده اأثر يقتفون واجليûش امليليûشيا رجال من األف اجلبل باأSسفل Tشالل حول ضيق م يف الùسبعة نهûشهم وام```راأة الرج```ال من Sست```ة يط```اردون اأعلى يüصل```وا اأن والغاية احلقيق```ي اجل```وع الهرب.. يف طريقه```م لتحدي```د التالي```ة القم```ة الثاين فيùسحب أاحدهما قدم تزل منهما اإثنان واأربعة امراأة خمùسة ويبقى القاع نحو مع```ه العمالق مبقتل تنتهي املط```اردة ولكن رجال. بتجريد القائ```د ياأم```ر حيث الآخري```ن واأSس```ر يقوم ثم جلنده واباحتها مالبùسها من بالون```ا بط```ل يقتلها.ي ع```زل اأن قب```ل ه```و باغتüصابه```ا بانتظار النفùسية لالأمراVض مûشفى يف الرواية ومùساومات مفاوVضات بعد لبلده تùسليمه معزولة جزي```رة اإىل ينق```ل بل```ده يف وهن```اك قوية مبعارVض```ة ه يواج ن```ووي مفاع```ل فيه```ا اVضطرابات.. اجلزي```رة.. يف مت```رد لبنائه.. الثورة.. قادة ثورة.. القتل.. جنون حريق.. الذرية الطاقة Uصيح```ات: وSسط ولهيب. ودم بوليùس```ي... نظ```ام إاىل تقودن```ا املمرك```زة ويرد» Sسيربئ```ك. الذي احلكم علي```ك» Sسنق```راأ جمنونا اأكون اأن جميعا يناSسبكم هل عليه```م: يكون واأل جرمية. اأية ارتكبت قد اأك```ون واأل وخزعبالت تخيالت اإل اعرتافاتي تùسمونه ما خادعة.!!.. نفùسي أامام اأموت اأن اإل بعد يل باقيا يكن مل الûشرطة قائد اأما قدري. اأمام مûشاريعي اأمام حتى الياأS ```س ق```اع اإىل ب```ي ضى اأف ق```د ف```كان الûشعب ه```ذا كان ما اأكون اأن عل```ي اجلن```ون. تل```ك يف وه```و بحاج```ة كان من```ي ينتظ```ره ومل نبي اإىل بط```ل اإىل كفاح```ه من املرحل```ة كان لقد املهم```ة. له```ذه اأع```دين قد Tش```يء يك```ن رجل يطرح أان مبتذلة حماكمة مبناSسبة كافيا ينهار حتى» اللماذا «Sس```وؤال قاتل ذلك هومع له.. هدف ل عامل القاذفات قامت والثورة العüصي```ان على وردا القذائف إاح```دى واأUصابت اجلزي```رة بقüص```ف بعدها Uصع```د الüصميم يف النووي```ة املحط```ة بقعة انتûشرت ثم كيلومرتات ضعة لب الدخ```ان مùسافة على املوت قطاع وامتد الùسوداء الفطر كل يف احلي```اة توقف```ت كيلوم`ت`رتا. اأربع`ي`ن مئات احلقيقية. الرعب أافالم م```ن فيلم مكان وعûشرون وخمùسة Tشيء كل دمروا احلرائق اخلوف وبات الأوىل الùساعات يف قتيل األ```ف اجلثام`ي`ن تل```ك كل م```ع الأوبئ```ة تفûش```ي م```ن اأرVض على اجلميع اأUصب```ح لقد والتûشوه```ات غرباء الفوVضى ه```ذه اإىل ينتمون اجلزي```رة الأموات. عامل يف ملوثة منطقة نف Sسنüص هل ```ض البع وتùساءل ثمة ليùس ولكن القنبل```ة. بعد ناجازاكي مث```ل بعدها هن```اك الناS ```س اإج`ل`الء يف يرغ```ب م```ن واحلجر احلüصار رحمة حتت اجلميع وVض```ع اSستمر حمتمال.. وباء باتوا اأن بعد الüصح```ي جيل عاTش وهن```اك عاما. لعûشري```ن احلüص```ار الالعودة. م```ن متك```ن م```ن ه```رب الح```داث ض```م خ ويف اأولدهم ض البع ترك الذعر Tشد ة ومن الهرب اSستطاع والتيه ضياع لل وتركوهم مات```وا اأو نفùس```ه Sسم```ى ول```د طفل`ي`ن يتبن```ى اأن بطلن```ا بالونا فùسماها اSسمه```ا تعرف مل وفتاة م```ارك مع يكربان وTشاهدهما حبيبته لذكرى اإحي```اء ولكن اجلميلة بالون```ا مارك أاحب اجلزي```رة. ابن والرSسام املوSسيقار دانيال مع كان هواها اأنها حتى حلبه خملüص```ا مارك ظل اخل```وري دانيال تراقüص وهي حل```ادث تعرVضت عندما حياته م```ارك وفقد هي فعاTش```ت بدمه فداه```ا حب لعظمة تü ص```دم جعلها ال```ذي الأمر وه```و رغم بدانيال عالقته```ا عن عزفت ثم له```ا مارك ولدت وح`ي`ن اأحûشائه```ا. يف اجلن`ي`ن وج```ود مارك يف عرف```ت لأنها» م```ارك «ابنها اأSسم```ت موته. بعد ولكن واحلقيقي الكامل احلب ؤولف امل ل```ه يجعل مل ال```ذي الرواية بط```ل بل```غ بلغ منا واح```د اأي يكون أان اأراد لأن```ه Sسمي```ا يتذكر وهو اأوان```ه قبل فيها Tشاخ اخلمùس`ي`ن قبل بامل```وت عليه ي حك```م اأن يج```ب كان كي```ف اأن اآمن وق```د الثورة ويتذك```ر عام```ا. عûشري```ن غالي```ا الث```ورات تكل```ف املختüص```رة الط```رق تلك عرب Uصوره مبûشاهدة يقوم كان أانه حتى لالأمل مراآة فيها وي```رى أاخطائه جلرد الف`ت`رتة املكùسور. ض البع تك يف الطويلة الùسنوات تلك وخ`ل`الل باخرتاعات ضهم بع وقام اجلزيرة طبيعة مع الآخر ```ض البع اكتûشف كم```ا متطورة علمي```ة وكانوا العامل يف املجاع```ة مûشكلة حلل طرق```ا الخرتاع```ات ه```ذه يبادل```ون ل```و ي```ودون حقوقهم واكتùس```اب بحريته```م والكتûشاف```ات اإنذارا كان الرد اأن غر بلدهم اأSسياد ليكون```وا األ```وف والتقطت```ه بالرادي```و الق```ارة أارSسلت```ه من الرغم عل```ى اجلزي```رة لحت`ل`الل الأجه```زة تقاومهم. قوة اأو جيûش وجود بعدم معرفتهم خاUص```ة يواجهونه```م اأن ```ض البع ارت```اأى واجلوع التعذيب وج```ه يف متح```دون واأنهم واملوت: والتنكيل عûشرين بع```د اليوم تدمرن```ا يري```دون فه```م «ضح يف ب```ات وجودنا لأن احلüص```ار من عام```ا» Vضاللهم. الفكرية التحوالت رجل غارودي روجيه الأديان بوحدة حيات```ه مقتبل يف حلم الذي الفيلùس```وف نفùسه يüصف والإSس`ل`الم( واليهودية )املùسيحي```ة الثالثة اله```واء( )طواح`ي`ن Vض```د يناVض```ل كيûش```وت( )دون باأن```ه رحليف الذي غ```ارودي, روجيه املفك ر اإنه الراأSسمالي```ة. من 98 عاما م نهيا اجلاري حزيران من عûشر الثالث ي```وم الفكري ة. لت التحو يûشهده م```ا تبعة وحمله```ا الغربي```ة احلداث```ة ```ض رف لق```د اآثر وك```وارث, وعدمي```ة وتف```كك قه```ر م```ن الي```وم الع```امل الدينية,فهو البدايات زمن اإىل مرت```دا اخلروج غارودي واملùسيحية اليهودي```ة اإحي```اء يف البûشري```ة خالU ```ص يعد التي ينùس```ىالبوذية ول الأوىل, منابعه```ا من والإSس`ل`الم بلغ بها التي الروحي```ةالكربى الهبات من واحدة يعده```ا يتخلى ل ذلك ع```ن ضال وهوف, اإنùسانيته عتب```ة الإنùس```ان الناSس وع```دت التي تع```ومياملاركùسي```ة على العم```ل ع```ن طريقتها. على الفردوSس بتحقيق نùستطيعوUصفه غارودي روجيه الراحل الفرنùسي املفكر Sسواء علىاملفاآجات عودنا فقد الفكرية, التحولت برجل التعامل وطريقة العقائدي```ة خياراته يف اأو موؤلفات```ه يف عن خروجه حتولت```ه اأول كان```ت الفكري```ة, هويت```ه م```ع منظرا حيات```ه من Tشط```راكبرا ضى ق الت```ي املاركùسي```ة, املذهب ليتبن```ى املاركùسية يغ```ادر مل وه```و فيها, وقائ```دا الأوىل Tشريعته ويتبن```ى الإSس`ل`الم ليختار بل اللي`ب`ربايل البûشري```ة خلالU ```ص ودع```وة للحي```اة مûشروع```ا بوUصف```ه كتابه يف ذل```ك ع```ن عرب كم```ا قب```لالآخروي```ة الدنيوي```ة القرن ثمانينيات مطلع يف Uصدر الذي الإSسالم" "وعود املاVضي. الذي والإSسالم واملاركùسية املùسيحية بن غارودي تنقل ول لاملاركùسية ينكر مل اإنه اإل املط```اف, نهاية عن```ده كان له ليتùسنى "اأيلالإSس`ل`الم" اختي```اره كان بل املùسيحي```ة خالUصتها دعوة كل من اأنيùستبقي ل```ه تتيح تركيبة عمل عن جوابا بقوله أاكده ما وهذا عقي```دةUصفوتها, كل ومن اأتيح "لو املتقلبة: الفكرية Sصرته بûصاأن طرحعليه Sصوؤال عاودت كنت بل مùس```اري, غرت ملا جديد من أاب```دا اأن يل ذاتها العقائدية التج```ارب يف وانخرط```ت نفùسه```ا الك```رة ". والإSسالم واملاركùسية املùسيحية يف متمثلة من كل مع وملتبùس```ة معقدة غ```ارودي عالقة تب```دو وهنا تعاليمهاالأSساSسية عن يدافع فهو به```ا, آامن التي العقائد الوقت اإنهيف اإل الإنùساني```ة, أابعادها و الأUصيلة وقيمه```ا والإيديولوجي```ة الùسياSسي```ة توظيفاته```ا ينتق```د نفùس```ه تدعي التي واحل```ركات املوؤSسùسات عل```ى بعنف ويحم```ل تعاليم تخون - حدتعب`ي`ره -على فه```ي باSسمها, النط```ق خرافات اإىل احلقيقية الûشرائ```ع وحتول الأول املوؤSسùس والSستعباد. والتùسلط للهيمنة اأنظمة اإىل اأو واأVضاليل اأول لأنه الفرنùسي الûشيوع```ي احلزب من غ```ارودي طرد بلدا الùسوفيتيليùس الحت```اد باأن القول: على أا جت```ر من الإميان فقد املùسيحيةلأنه عن يخ```رج مل وهو اTشرتاكيا, للùسيطرة" أاقامت"تيولوجيا لأنها الكنيùسة هاجم بل بها املùسيح. لتعاليم وفية تكن ومل تخون الأUصولية الإSسالمي```ة النزع```ات يع```د ضا اأي وه```و كتاب```ه يف ذل```ك يظه```ر كم```ا تعاليم```ه وتûش```وه الإSس`ل`الم حقيقته```ا, عل```ى الûشريع```ة إاحي```اء اإىل داعي```ا "الإSس`ل`الم" الوفاء باSس```م الديني```ة الأUصولي```ات عل```ى حرب```ه ويعل```ن فك```را املنتهك```ة العظيم```ة والبداي```ات احلق```ة للûشرائ```ع الأتباع. لدى وممارSسة وفيلùسوففموقفه كمفكر عمله ميارSس كله هذا يف وه```و ع```نالنغالق بعي```د مفت```وح موق```ف الإSس`ل`الم ق```راءة يف املرجع اإىل روؤي```ة بكونه لالأمر ينظر وه```و والSستعب```اد, كل ل```دى والنظري```ةالنهائي```ة الت```ام والنم```وذج املقدS ```س ممكنة. عقيدة للùسياSسةالSسرائيلية" املوؤSسùسة "الأSساطر الأخر كتابه اإبان اليهود لها التيتعرVض املحرقة اأSسطورة بها ينùسف اليهودية بالرواي```ة اأملاني```ا,ومûش```ككا يف الن```ازي العه```د جهة اإىل الوقائع Sسرد اأم جهةالأرقام من Sسواء املعتم```دة بدر حذام د. احلدثوتاأويله. تفùصر يعد مالين نح```و البالغة ضحايا ال باأرق```ام يتعلق ففيم```ا رقمخيايل هو بل الüصحة, من له اأSساSس ل الأمر غارودي يف الüصهيوينللتاأثر العقل وظفها اأSسطورة اإىل حت```ول الدولة بناء حتقيقمûشروع أاجل من العاملي, العام أاي الر بريء اإنùسان قتل أان ب غارودييرى اأن مع هذا اليهودية, للبûشريةجمعاء. انتهاكا يعد واحد يف الف```رد ح```ق ه```ي الأوىل غ```ارودي ضي```ة ق كان```ت يف يجري م```ا لكل العق`ل`الين النق```دي التفك`ي`ر ممارSس```ة واأراد عامل```ي مûش```روع Uصاح```ب يع```د فغ```ارودي الع```امل, اSسرائيلية(اأن للùسياSس```ة املوؤSسùس```ة كتاب)الأSساط`ي`ر يف التعمية ضح لف مùساهم```ة ويكون الأUص```ويل الفكر ينتق```د اختالف على الأUصوليات متارSسه```ا التي الإيديولوجي```ة واأTشكالها. جذورها هوكûشف ما بقدر والذات للمواقف اإVضعافا ليùس فالنق```د عج```زهباخرتاق ع```ن امل```رء وخ```روج ض```ح وف وتعري```ة املعريف وكùسرالقالب إالمكانات ل املعوق النفùسي احلاجز للحياة جديدة اإمكانات امتالك اإىل ضي يف فالنقد ضيق, ال مر على غ```ارودي به ماقام وه```ذا للتغير قوة وامت`ل`الك عاTشها التي الùسنوات والتحولت. النقد ورجل املواقف لرجل فوداعا roger garaudy Pour être à votre avis?

4 7 العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 6 فيلسوف على ضفاف السياسة جمال اخلرSسان فاVضل الùسلطاين غارودي.. "نظرات حول اإلنسان" يف قدمي الزمان ويف العüصر احلديث هناك فالSسفة غربيون كرث لفتوا اليهم نظر اأهل املûشرق لكن جميعهم يف واد وما تركه الفيلùسوف الفرنùسي روجيه غارودي من اأثر يف نفوSس املûشرقين يف واد اآخر فمùصرته املثرة للجدل وموؤلفاته ذات الطابع النقدي واملتزن عن الإSسالم جعلت منه مفكرا مرغوبا فيه بûشدة يف العامل العربي والإSسالمي. وما تو ج ذلك التعاطف اجلارف هو حماكمة غارودي العام 1998 على خلفية تûشكيكه يف املحرقة اليهودية "الهولوكوSست" وهذه الأخرة هي أابرز ما يùستحي منه الغرب حكاما وTشعوبا فالùسياقات هناك تكفل احلرية بال قيود فال ثالوث مقدSسا هناك ولهم يحزنون لكن التعامل مع ملف "الهولوكوSست" خمتلف عن جميع الùسياقات املتعارفة ول يùستثنى من ذلك فيلùسوف اأو عامل يف التاريخ وتلك نقطة Vضعف الغرب دون اأدنى Tشك. ل ميك```ن فه```م جوه```ر التح```ولت الفكري```ة الك`ب`ربى يف النüص```ف الث```اين م```ن الق```رن العûشري```ن م```ن دون الرج```وع اإىل فك```ر غ```ارودي. كان وح```ده كتيب```ة فكري```ة م```ن معركت```ه الكربى مع الوجودية التي اعتربها»فلùسف```ة غ`ي`ر اإنùساني```ة«وهو عن```وان كتاب له ردا عل```ى كتاب Sسارت```ر»الوجودية فلùسفة اإنùساني```ة«اإىل معركت```ه م```ع بيت```ه الداخلي ونعن```ي حزب```ه الûشيوع```ي الفرنùس```ي ال```ذي كان ع ض```وا يف مكتب```ه الùسياSس```ي واحلركة الTشرتاكي```ة العاملي```ة. كان```ت معرك```ة م```ع إامرباطورية فكري```ة كاملة ودفع ثمنا باهظا مواجهات غارودي يف وق```ت مبك```ر مل يج```روؤ اأحد في```ه على رفع Sسبابت```ه يف وجه من كان يùسمونه```م اآنذاك «املنظرين الùسوفيات«الذين رSسموا SسياSسات الأح```زاب الûشيوعي```ة يف اأوروب```ا وخارجها من مقاعده```م يف الكرملن.. لقد حول هوؤلء الفك```ر املاركùسي اإىل مق```ولت معلبة اأرادوها اأن تüصل```ح لكل زمان ومكان وجعلوا الأفكار حتل حم```ل الواقع ب```ل اأن يùستنب```ط الأفكار م```ن الواقع كما كان يفع```ل ماركùس اأي اأنهم بكلم```ة اأخ```رى جعل```وا النظري```ة املاركùسية تق```ف عل```ى راأSسها بع```د اأن كان```ت واقفة على قدميه```ا وه```و عكù ```س م```ا فعل```ه ماركù ```س مع ديالكتيك هيغل. هذا ما كان يذكر به غارودي دائم```ا ويناVضل اإىل جان```ب بع ض رفاقه يف احلزب الûشيوعي الفرنùسي مثل الفيلùسوفن ه`ن`ري لوفيف```ر ولويù ```س األتوSسر م```ن أاجل تüصحيح```ه بال ج```دوى. وفعل ذل```ك اأي ضا مع»الواقعي```ة الTشرتاكي```ة«الت```ي اأرادها الفكر اجلدان```ويف اأن تك```ون التعب`ي`ر اجلم```ايل والأدب```ي ع```ن احلرك```ة العمالي```ة والفك```ر الTشرتاكي. رفع غارودي Uصوته قويا تقريبا Vض```د هذا الجت```اه الذي يتنافى م```ع املبادئ املاركùسي```ة الأUصلية وحتى مع فكر لينن يف ما يخüص الأدب الإنùساين. لقد أاعاد غارودي يف كتاب```ه»واقعية بال Vضف```اف«العتبار اإىل كت```اب وفنان`ي`ن Uصنفه```م الفك```ر اجلدان```ويف الùسوفيات```ي باعتباره```م كتاب```ا برجوازي`ي`ن Uصغارا وبالتايل حظرت أاعمالهم يف البلدان الTشرتاكي```ة مث```ل فران```ز كافكا وSس```ان جون بريù ```س وبيكاSسو على الرغ```م من ع ضوية الأخ`ي`ر يف احل```زب الûشيوع```ي الفرنùس```ي. اSستند غ```ارودي يف قراءت```ه الرائدة تلك اإىل فك```ر ماركù ```س نفùسه ال```ذي اأح```ب Tشكùسبر وكان يف ض```ل النبي```ل بل```زاك عل```ى روائ```ي الطبق```ة العاملة اإمي```ل زول مثلما كان لينن يف ضل بوTشك`ي`ن على ماي```ا كوفùسكي Tشاعر ث```ورة اأكتوبر/ تûشري```ن الأول اإذ كان هوؤلء ينظرون للعم```ل الأدبي كقيم```ة جمالية اأول واأخ`ي`را. ابت```داء م```ن ه```ذا الكت```اب ب```داأت الهوة تتùسع بن غ```ارودي وحزبه الûشيوعي الفرنùس```ي املتمùس```ك كغ`ي`ره م```ن الأح```زاب الûشيوعية اآنذاك باخل```ط الùسوفياتي ومبا كان يùسمى اآن```ذاك»علم اجلم```ال املاركùسي«ال```ذي اأSساء ل`ل`الأدب كثرا كم```ا اأSساء ملاركùس نفùس```ه. وبع```د معركت```ه اجلمالي```ة الك`ب`ربى ه```ذه انتق```ل غ```ارودي اإىل معركت```ه الفكرية م```ع النظرية الùسوفياتي```ة الùسائدة اآنذاك يف ما يخüص مفه```وم الطبقة العامل```ة والتطور الراأSسم```ايل والنتق```ال اإىل الTشرتاكي```ة ومراحله وديكتاتوريي الربوليتاريا وذلك يف كتابه»منعطف الTشرتاكية الكبر«الذي اSستخدم فيه للمرة الأوىل يف الفكر املاركùسي مüصطل```ح»املل```ف التاريخي اجلدي```د«. وهو يعن```ي بذلك أان مفه```وم الطبقة العاملة مل يعد كما هو يف فرتة ماركùس واإمنا توSسع كثرا خاUصة بعد احل```رب العاملية الثانية والتقدم التقني يف البلدان الراأSسمالية ف أاUصبح ي ضم Tشرائ```ح واSسع```ة م```ن املجتمع غ`ي`ر مرتبطة بالعم```ل الي```دوي املباTش```ر واإمن```ا بالعم```ل الذهن```ي كاملعلم`ي`ن واملدرSس`ي`ن واملهندSصن والأطب```اء واملثقفن املنùسحقن حتت Vضغط راأS ```س املال والذين يبيعون اإنتاجهم الفكري والذهن```ي كم```ا يبي```ع العامل اإنتاج```ه املادي متاما. دف```ع غ```ارودي كث`ي`را ثم```ن ه```ذه الûشجاع```ة الن```ادرة يف مواجهة تيار عاملي عارم وبنية فكري```ة مرتSسخ```ة يف البل```دان الTشرتاكي```ة الùسابق```ة والأح```زاب الûشيوعي```ة املنتûش```رة يف عم```وم الكرة الأرVضية فلحق به ما يûشبه التكف`ي`ر يف اأيامن```ا ه```ذه حت```ت التùسمي```ات اجلاهزة آانذاك: حتريفي برجوازي Uصغر مع```اد للطبق```ة العامل```ة اأو مرت```د. وهي تهم جاهزة دائما لالأSسف يف الكثر من الأحزاب الûشيوعي```ة اآن```ذاك. اأدت القطيع```ة الفكري```ة والتنظيمي```ة مع احل```زب الفرنùسي واملنهج الفك```ري الùسائ```د اإىل م```ا يûشب```ه الهت```زاز النفùس```ي فليù ```س Sسه`ل`ال اأن يجد امل```رء نفùسه فج```اأة يف العراء بع```د أان فقد اإميان```ه بفكرة م```ا ملكت عقله وروحه اأغلب Sسنوات حياته. Sسيùس```ود Tشع```ور بخ```واء فك```ري وروحي ل ميك```ن ردم```ه اإل ببدائ```ل اأخ```رى وهمية اأو غر وهمية. و إاذا كان رفيقه أالتوSصر ع ضو املكت```ب الùسياSسي للح```زب الفرنùس```ي اآنذاك واأح```د اأك`ب`رب مفكري```ه قد فق```د عقل```ه واأنهى حياته فاإن غ```ارودي الذي مل يكن يùستطيع اأن يعيû ```ش بال اإمي```ان اأو دين كما Uصرح اأكرث م```ن مرة اخت```ار الüصوفية كبدي```ل مل يüصمد طوي`ل`ال. ووجد ه```ذا الرجل ال```ذي ثار على منهج Sستالن نفùسه مروجا لنظرية القذايف العاملي```ة الثالثة! ومدافعا خج```ول عن نظام Uص```دام حùس`ي`ن. فق```د زار الع```راق يف اأوج القمع الفك```ري والùسياSسي وذكر يف مقابلة م```ع تلفزيون بغ```داد اأن ما يق```ال عن انتهاك حقوق الإنùسان يف العراق اأمر ل يعنيه فهو ل يتدخ```ل يف الûصوؤون الداخلي```ة لهذا البلد واإنه»قابل املùصوؤولن العراقين وتعلم منهم الûشيء الكثر.«ه```ي اأخط```اء ك`ب`ربى بالنùسب```ة لرج```ل مث```ل غ```ارودي لكنه```ا ل حتجب مùس`ي`رة فلùسفية وفكري```ة ك`ب`ربى Sساهم```ت يف رSس```م مùس```ار الق```رن العûشري```ن وSستبق```ى موؤلف```ات مث```ل»واقعي```ة ب`ل`ال Vضف```اف«و»النظري```ة املادي```ة يف املعرف```ة«و»ماركùسية الق```رن العûشرين«و»املنعطف الكبر لالTشرتاكية«و»املاركùسية والوجودي```ة«و»املاركùسي```ة والأخ`ل`الق«و»نح```و واقعي```ة الق```رن العûشري```ن - دراSسة حول يرنان```د ليجر«و»مùساهم```ة تاريخية يف احل ض```ارة«و»الإSس`ل`الم واأزمة الغرب«مرجعي```ات ك`ب`ربى يحتاج اإليه```ا املرء يف كل زمان ومكان. ق```دم لنا املفك```ر الراحل "روجيه غ```ارودي" Uصورة حية لأك`ث`رث التيارات الفلùسفي```ة املعاUص```رة التي ج```اءت تعبر ا ع```ن اأزمات العüص```ر يف كتابه "نظرات حول الإنùسان" حيث عانى العامل بعد احلرب العاملية الثانية م```ن العدي```د م```ن الüصراع```ات الت```ي Tشكل```ت ماأSس```اة الإنùس```ان املعاUص```ر وحاUصرت الإنùسان املعاUصر والعلم احلديث واحلياة املعيûشة. Uص```در كت```اب "نظرات ح```ول الإنùسان" عن املجلù ```س الأعل```ى للثقافة عام 1983 م```ن ترجم```ة الدكت```ور يحي```ى الهوي```دي الذي ذك```ر يف كلمته يف افتتاحي```ة الكت```اب: يقدم لن```ا يف ه```ذا الكتاب من```اذج متع```ددة لالإنùسانن كم```ا قدمت```ه الفلùسفة الوجودي```ة امللح```دة والفلùسفة الوجودي```ة املوؤمنة ويف الفلùسف```ة الكاثوليكي```ة ويف الفلùسف```ة الûشخüصانية ويف غرها من الفلùسف```ات حي```ث ي ضم مع امل الفلùسف```ة الفرنùسية يف تطوره```ا املعاUصر واTشتم```ل الكتاب على اآراء ه```وؤلء الفالSسفة ويف تط```وره الأخر اأTشهر غارودي اإSسالمه واأطلق على نفùسه اSسم رجاء غارودي. ظه```رت الطبع```ة الأوىل له```ذا الكت```اب ع```ام 1959 حي```ث كان يهدف من عرVض: منارات تقدمي```ه "غارودي" اقرتاح ```ا للماركùسية وذلك لSستيع```اب اأكرث ما قدمه عüصرنا من اإVضافات حية حول تüصور الإنùسان. واملنه```ج ال```ذي ط بق يف ه```ذا الكتاب منذ عûش```رات الùسن```وات كان الأول م```ن نوع```ه حينذاك فغ```ارودي عم```ل على اإج```راء "حوار ب`ي`ن الفالSسفة الأحي```اء" حيث قام مبناقûشة الفالSسف```ة واأفكارهم كذلك مناقûشة روؤاهم واعرتاVضاته```م على اأراء غارودي نفùسه وهو م```ا اأتاح للمفكر الإSسالمي الراح```ل انتûش```ار ا واSسع ا باعتب```ار اأن احلوار هو اأكرث م```ا مييز احلياة العقلية والùسياSسية. ويف مقدم```ة الكتاب يق```دم غارودي Tشكر خاUص للفالSسف```ة الذين Sسيقراأ له```م الق```ارئ يف هذا الكتاب عل```ى ما قدموه من نقد وم```ا اأSسهموا به من ح```وار وهم: "جان بول Sسارت```ر جربيل مارSسل جان لكروا ترميونتا وكوين```و هري وال```ون" حيث اأن```ه يرى أان```ه بف ضل وعيه```م اSستطاع ه```ذا العمل اأن يüص```ل اإىل الهدف الذي Sسعى اإليه وه```و اإدارة حوار بن املعاUصرين والأحياء يف نظراتهم لالإنùسان وق ضاياه. تن```اول الكتاب يف فüصله الأول الفلùسفة الوجودي```ة واأUصول الوجودية الفرنùسي```ة ومûشاكله```ا ومüصادره```ا الفلùسفي```ة وUص```ول اإىل حماوره```ا الفكرية واختüص حديثه هنا عن مùسرح وروايات Sسارتر حيث اعتربه Tشاهد ا على العüصر فتحدث عن التطور الفلùسفي عنده ومنهجه ونهجية جان فال وجان هيبوليت. جدي```ر باملالحظ```ة قب```ل احلدي```ث ع```ن موVضوع```ات الفüص```ل الث```اين اأن الوجودي```ة ازده```رت يف اأملاني```ا بعد هزمي```ة ع```ام 1918 ويف فرنùسا بعد هزمية 1940 وذلك لأن انهيار النظم الجتماعية والùسياSسية والقومية والروحي```ة الت```ي كان```ت تقدم حت```ى ذلك احل`ي`ن املقومات حلي```اة الفرد وم```ن اخلارج مبعنى م```ن املعاين قد انته```ت ب أان جعل```ت الإنùسان يûشعر مبùصوؤليته الûشخüصية وبحريته وSسط عامل كله اأTشالء حيث كان لûشيوع الVضط```راب والكارثة اأثره يف نûصاأة اأSسل```وب جديد ذي طابع درامي يف الفلùسف```ة املعاUصرة ففي اأملانيا من هيدجر حتى ياSسربز ويف فرنùسا من Sسارتر حتى جربيل مارSسل. اأما الفüصل الثاين فقد خüصüصه للحديث عن الفلùسفة الكاثوليكية فقد بداأ حديثه بالتحول الفلùسفي يف الفكر الكاثوليكي حيث يرى "غارودي" اأن الفلùسف```ة املùسيحية يف هذا الوقت Tشهدت حتول فلùسفي ا حقيقي ا رغم اأنه اأت```ى بüصعوبة ثم يتعرVض اإىل أاعم```ال الأب "دانييلو" التي عربت بüصفة خاUص```ة عن القرون الأوىل للمùسيحية وبخاUص```ة كتابه عن الأفالطونية والالهوت الüصويف. وي```رى اأي ض ا "غارودي" يف نفùس الفüصل اأن العامل املاركùسي واملùسيحي وال`ل`ال إارادي متفق```ون جميع ```ا عل```ى أان يخ ضع```وا اأنفùسهم لدق```ة املنهج العلم```ي وللدرS ```س ال```ذي تلقن```ه له```م دائم ```ا التجرب```ة حي```ث اأن الواقع املوVضوعي عنده له قوة القانون ويراه اأSستاذهم املûشرتك. لبن مرSسيليا الذي ولد العام 1913 واحلاUصل على Tشهادة الدكتوراه من جامعة الùسوربون العام 1953 مùصرة حافلة بالإثارة واجلدل وSسنينه التي امتدت اإىل 99 عاما جعلت منه مùسيحيا بروتùستانتيا - كاثوليكيا Tشيوعيا مùسلما Tشيعيا - Sسنيا مفكرا ناقدا من الدرجة الأوىل لكل مذهب ديني اأو SسياSسي ينتمي إاليه. ان غارودي يعرف طريق الفكر والفلùسفة والعلوم اأكرث مما يعرف الùسياSسة ودروبها املظلمة والوعرة ولهذا طرد من احلزب الûشيوعي الفرنùسي العام 1970 لكرثة انتقاداته الالذعة لالحتاد الùسوفيتي اإذ اأن نزعته للتمرد وروحه املنجذبة لالأداء النقدي ل تùسمح له بالتقيد ب ضوابط الùسياSسة ول قيود الدين. على طاولة غارودي توجد م ؤولفات كثرة عن الûشرق والإSسالم ومنها تولدت ر ؤوى و أافكار وقناعات جديدة بلمùسة املفكر والناقد وحاول غارودي اأن يلقي مزيدا من ال ضوء على تاريخ هذه املنطقة وبعيدا عن املزاجية لإبراز الوجه املûشرق يف الدين الإSسالمي. ول يرتدد كثرا يف تكرار حادثة Tشهرة Uصادفته يف اجلزائر تعكùس Tشيئا من ذلك "وقعت يف معùسكر عن اأSسرار )اجللفة( حيث كنت جنديا فرنùسيا Vضمن قوات الحتالل ووقعت مع جمموعة من اجلنود اأSسرى يف اأيدي الثوار اجلزائرين وحدث مترد من الأSسرى الفرنùسين يف معùسكر العتقال فاأمر قائد املعùسكر ب إاطالق النار على املتمردين وكانت الùسرية اجلزائرية املكلفة باإطالق النران من املùسلمن وفوجئت بهم يرف ضون إاطالق النار على الأSسرى واأنا معهم وSصاألت قائد الùسرية: ملاذا فعلوا ذلك فقال يل: لأننا مùسلمون ومن العار اأن نطلق النار على اأSصر أاعزل ل Sسالح معه". جراأة الرجل وTشجاعته امللفتة تùسعفه اي ضا كي يوج ه نقدا لذعا لكثر من الùسلبيات التي تعيûشها احلواVضن الإSسالمية. يف ذات الùسياق قد اأنùسى له كثرا من الوقفات العلمية املùستüصرخة للنه ضة املûشرقية لكني لن اأنùسى اأبدا مقولته الûشهرة "احلوار هو الذي يعرتف باجلميع ول يلغي اأحدا احلوار الذي ي ؤومن باأن هناك Tشيئا لدينا ميكن تقدميه لالآخر وهناك Tشيئا عند الآخر ميكن اأخذه منه ولكن الب ؤوSس الثقايف والتعنت الùسياSسي املوجود يف العامل الإSسالمي مينع من وجود مناذج م ضيئة تùستطيع اSستيعاب اجلميع وتقدمي حلول ملûشكالتهم". Uصدقت ايها الغارودي الفيلùسوف

5 9 العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 8 بوعي اإنùساين و إارادة حرة اتخذ الفيلùسوف واملفك```ر الفرنùس```ي الب```ارز رج```اء غ```ارودي ق```راره احلاSسم بالوقوف مع أاUصدقاء التحرر والتقدم يف الإنùسانية. واملي```زة احلقيقي```ة له```ذا الختي```ار ان```ه ج```اء يف وق```ت عüصي```ب اTشت```دت في```ه الهجم```ة الSسرائيلية Vض```د أاحرار الع```امل واSستûشرى فيه ذلك الüصراع املجيد بن النزوع الإنùساين نحو احلري```ة والتقدم والوعي من جهة وبن الطغي```ان والقه```ر والSست`ل`الب والهيمن```ة من جهة أاخ```رى لكن غارودي متك```ن من جتاوز كل العوائ```ق واملüصاع```ب الت```ي تواجه املفكر احلر وهو يبحر يف هذا املركب الüصعب. ولعل املي```زة الأخ```رى الأكرث ب```روزا يف هذا املق```ام إان الرج```ل بق```ي خملüصا اأمين```ا Uصادقا خلياره احلر املùستنر ه```ذا يف الوقت الذي ح```ار فيه آاخرون من كبار املفكرين يف العامل وليù ```س ذلك وحده بل اإن غارودي الذي تنقل ع`ب`رب رحلة فكري```ة مرتامية الأط```راف امتدت لأكرث من 60 عام```ا بن اليمن واليùسار وبن التحريفي```ة واليùس```ار الطفويل بق```ي متوثب الفكر موؤهال لSستيعاب كل مûشكالت العüصر وموؤه`ل`ال للتطور ع`ب`رب منحى تاريخ```ي يقدم Uص```ورة رائع```ة للتطور احلي بع```د التحولت الك`ب`ربى التي Tشهده```ا مùسار الأف```كار يف هذا العüصر. ومن خ`ل`الل جهد مع```ريف ويف جتربة كيانية قاSسي```ة وUصارمة وUصادقة انته```ى مفكرنا اإىل اأن احل ض```ارة الإنùساني```ة تقف اأم```ام امتحان عùصر ومع اأن كثرين بن املفكرين الأحرار املùستنري```ن اأدرك```وا ذل```ك اأو اSستûشع```روه ال انه```م مل يج```رءوا عل```ى اخلروج م```ن اأطر وحدود منظوماتهم الفكرية غر اأن غارودي انùسج```م م```ع فكره احل```ر املتج```دد واملتطور فبداأ م```ن اإTشكالي```ات اللقاء ب`ي`ن احل ضارات واللقاء احل```ي بن الùسم```اء والأرVض وتاأمل الüصرورة املتجددة لالإنùسان. لقد كان Tشاهد Uص```دق على العüصر كله باآماله التي مل ت```ر النور وباآلم```ه الطاغية باخلر الكام```ن فيه وبالûش```رور املحيطة املùستفحلة وكان```ت جتربته الüصادق```ة يف حتوله الفكري لوVض```ع اأSسù ```س احل```وار ب`ي`ن احل ض```ارات حت```ى توUص```ل بع```د كل ذاك اإىل اأن احلل الإSسالم```ي هو الأمث```ل لكل مûش```كالت العüصر واآلم```ه واأزمات```ه وه```و وح```ده الق```ادر على الإجاب```ة الأمين```ة مل```ا يطرحه العق```ل البûشري م```ن اأSسئل```ة وم```ن هنا كان```ت دعوت```ه حلوار احل ضارات وتاأكي```ده على انه من هناك يبداأ اأمل الإنùسانية حوارا ل Uصراعا. يف زيارت```ه الأخرة لبغ```داد التقيناه وطفنا مع```ه يف جوانب مما يûشغ```ل باله اليوم ومن بغداد عرب غارودي عن Sسعادته لوجوده فيها ثاني```ة بعد مرور Sسن```وات 10 حيث زارها مع بداي```ة ح```رب اخللي```ج الثانية ع```ام 1991 ثم Sسج```ن ثالث Sسنوات بع```د عودته منها.. وهو الآن يب```داأ من الüصفر جترب```ة الكتابة والنûشر والإع`ل`الم فبعد )55( كتاب```ا ومûشاركات يف الüصحاف```ة واحل```وارات التلفزيوني```ة بلغ```ت املئ```ات غ`ي`ر اأن كتاب```ه الûشه`ي`ر )الأSساط`ي`ر املوؤSسùس```ة للùسياSس```ة الإSسرائيلي```ة( وزع يف جمي```ع اأنحاء العامل بعد اأن ترجم اإىل 33 لغة عاملية. ويفاحلوارالذياأجريناهمعهحتدثالأSستاذ غ```ارودي ع```ن الإSس`ل`الم وع```ن الüصهيوني```ة العاملي```ة ع```ن الولي```ات املتح```دة وانفرادها بالع```امل وقب```ل كل ه```ذا أادان املمارSس```ات الSسرائيلي```ة الوحûشي```ة يف فلùسطن وSسخر م```ن اإع`ل`الن الùسف```اح اإيه```ود ب```اراك )اأوقف```وا العن```ف( يف الوق```ت الذي قتل في```ه نحو 200 فلùسطين```ي وج```رح الآلف منهم موؤك```دا باأنه يجب اأن ندعم الق ضي```ة الفلùسطينية بكل قوة وبجميع املجالت وكان هذا احلوار... م```ن خ`ل`ال جتربت```ك يف كت```اب )الأSس```اطري املƒؤSسùس```ة للùسياSس```ة الإSس```رائيلية( ه```ل تفùس```ر كي```ف اSس```تغلت الüص```هيونية Tش```عور الغ```رب املùسيحي بالذنب - اSستثم```رت الüصهيوني```ة عق```دة الذن```ب عن```د املùسيحي```ة لتمري```ر اأهدافه```ا الùسياSسي```ة ومüصاحله```ا الSستعماري```ة والإمربيالي```ة وه```ي اأSساSسا اأSسطورة وليùس```ت حقيقة مثل كل الأSساط`ي`ر املوج```ودة ويج```ب اأن نف```رق ب`ي`ن الüصهيوني```ة كحرك```ة SسياSسي```ة وب`ي`ن اليهودية كدي```ن فالüصهيونية حركة SسياSسية اSستعمارية تهدف اإىل امتüصاUص دم الûشعوب ونهب خراتها. الأSسطورت`ي`ن الرئيùست`ي`ن الت```ي اعتمدته```ا الüصهيوني```ة يف بن```اء دولته```ا قائم```ة عل```ى فكرتن الأوىل: هي اأرVض امليعاد والثانية: ه```ي الûشعور بالذن```ب عند الغ```رب املùسيحي فال```رب الإSسرائيل```ي وعده```م به```ذه الأرV ```ض كوط```ن لليهود وال```دول الSستعمارية وعدت اليهود بهذه الأرVض. احلقيق```ة اإن قüص```ة ه```ذا الكي```ان بني```ت عل```ى اأSساS ```س عنüص```ري بال ضب```ط مثلم```ا جرى يف الوليات املتحدة عندما ذبحوا الهنود احلمر من اأجل الSستي`ل`الء على اأرVضهم الüصهيونية العاملي```ة قام```ت بنفù ```س الûشيء عندم```ا ذبحت الفلùسطيني`ي`ن واأبع```دت ثالث```ة مالين عربي اإىل اخل```ارج وه```ي الآن حتت```ل اأرVضه```م والüصهيونية بالأSساSس حركة علمانية ملحدة وموؤSسùسه```ا هرت```زل يعت`ب`رب ملح```دا وليù ```س يهوديا حيث اعرتف بنفùسه بذلك كما اعرتف باأن تطلعاته واأهدافه اSستعمارية وكان يهزاأ من فلùسطن ومل يقبلها كوطن لليهود اأول. لق```د وافق على اأنغ```ول وموزمبيق وجزء من الربازي```ل ومن ثم ع```اد اإىل اأSسط```ورة اأرVض امليع```اد )فلùسط`ي`ن( وكان```ت هذه فك```رة جيدة جلذب اليهود اإىل فلùسطن. الüصهيوني```ة ليùس```ت حرك```ة ديني```ة بدلي```ل اإن وزي```ر الداخلية الإSسرائيل```ي اعرتف اإن %15 فقط من اليه```ود ميارSسون طقوSسهم الدينية ه```ذا ويعني اإن ال %85 الآخرين يعتقدون اإن هذه الأرV ```ض منحها اإياهم الرب وهم اأUصال ل يوؤمن```ون به هذا ه```و التناق ض الرئيùسي يف احلركة الüصهيونية. غولدا مائر قالت: من يùستطيع أان يحاججنا يف هذه الأرVض الت```ي منحنا اإياها الرب يف ح`ي`ن Uصرح```ت بنفùسها باأنه```ا ليùس```ت موؤمنة باليهودية هذه هي الüصهيونية التي اأSسùست وفق مفهوم )الرب الذي ل يوؤمنون به(. م```ا تعليقك على العتذار الذي قد مه البابا باSس```م املùس```يحيني إاىل اليهود يف زيارته الأخرية اإىل الأراVضي الفلùسطينية - نع```م اعت```ذر الباب```ا وك أان اليه```ود فق```ط هم الذي```ن ماتوا يف احلرب`ي`ن العامليتن يف حن كان هن```اك اأكرث م```ن )50( ملي```ون قتيل مما هو موؤك```د اإن القول باإحراق هتلر لليهود كان مبالغا في```ه لقد اخرتق الباب```ا يوحنا الثاين عûش```ر تقاليد الكنيùسة قبل اأكرث من )50( Sسنة ح`ي`ن ق```ال اإن القدSس ل تتب```ع اأي دي```ن واإنها يجب اأن تدار من قب```ل املùسيحين واملùسلمن واليهود يف وقت واحد. كي```ف ت```رى مايح```دث يف فلùسط`ي`ني الآن ه```ل تراها حرب```ا دينية كم```ا ي وره```ا البع ض أام Uصراعا بني فكرتني ومûشروعني - م```ن املوؤك```د ان ما يح```دث الآن يف فلùسطن ليùست حربا دينية اإمنا هي حرب اSستعمارية هي Uصراع بن مûشروع احلرية وبن مûشروع الSستعمار بتعبر اأدق. الفك```رة الüصهيونية فكرة تق```ود اإىل اجلرمية والقت```ل وهذا لميك```ن ان يتماTشى مع الذات الإلهية العادلة والرحيمة. م```ا الذي جذبك للإSسام وهل عو Vضك عن العقائ```د الأخ```رى الديني```ة والùسياSسية التي كنت اعتنقتها يف الùسابق - باختüص```ار وج```دت النبي حمم```د Uصلى الله علي```ه وSسل```م ه```و الوحي```د ال```ذي يوؤم```ن بكل الأنبياء ومن جانب اآخر تقبلت فكرة الإSسالم لأن```ه دين اأكرث Tشمولي```ة لكن لùسوء احلظ فاأن الكثري```ن يف الغرب ل يرون هذا اجلانب يف الإSسالم من حيث املبد أا القراآن يتحدث بûشكل مùسه```ب ع```ن كل الأنبي```اء يتحدث ع```ن النبي عيùسى ومرمي الع```ذراء بûشكل رائع هذه هي النقطة الأوىل التي جذبتني لالإSسالم. لق```د كان الإSس`ل`الم Vضحي```ة للمùستعمري```ن الفرنùسي`ي`ن والربيطاني`ي`ن اقتùسم```وا فيم```ا بينهم هذه الأرV ```ض التي كان عليها املùسلمن وه```ذا اأحلق ظلم```ا كبرا باملùسلم`ي`ن وعندما نق```ارن ب`ي`ن الإجنيل والآي```ات التي نزلت يف القراآن خاUصة تل```ك التي نزلت يف مكة جند تقاربا كبرا من حي```ث تفùصر القران الكرمي لالأمور احلياتية النبي عيùسى والنبي حممد Uصلى الله عليه وSسل```م تعرVضا اإىل حماولت القتل بنفùس الطريقة لكن النبي حممد Uصلى الله عليه وSسل```م عندما ذهب اإىل املدينة Uصار زعيم الأمة الإSسالمية. طرح```ت اأمري```كا من```ذ انفراده```ا بالع```امل ) Sسي```ادة القط```ب الواح```د( نظرية نهاي```ة التاريخ وUصدام احل ض```ارات هل تعتقد اإن هذا الطرح يûش`ي`ري اإىل املùستقب```ل اأم ه```و تهدي```د ب ض```رب الإSسام - ما يùسمى بالعوملة هو وجه اآخر لالSستعمار كان يف الùسابق اSستعمار فرنùسي وبريطاين واإSسباين الآن ل يوجد فقط غر الSستعمار الأمريكي ممثال بالنظام الدويل اجلديد وما كان يùسمى بالSستعمار الفرنùسي والربيطاين والإSسباين Uصار جزءا من هذا النظام ولأجل أان نواج```ه ه```ذا اخلط```ر علين```ا اأن نوؤSسù ```س جمتمعا جدي```دا ل اإمربيايل ليùس كما تقدمه الولي```ات املتحدة بل يج```ب اأن يكون هناك جمتم```ع Sسمف```وين متناغم هارومني```ا مثلما موج```ود يف الأوركùس`ت`رتا الùسمفوني```ة كل عازف يعزف على اآل```ة موSسيقية حتى تخرج Sسمفونية جميلة اأما ما يفعله الأمريكان فهو تذوي```ب لثقاف```ات الûشع```وب الأخ```رى وهذا يحدث بùسبب بربرية الوليات املتحدة لأنها جمتمع ل ثقافة. من هنا فان الفكرة القائلة بüصراع احل ضارات فك```رة خطرة جدا وتûش```كل تهديدا لالإSسالم البنتاغون طرح فكرة تالقح مùسيحي يهودي يكون موجها Vض```د الإSسالم وVضد القوة التي تبûش ر بها الüصن يف املùستقبل. نع```م عندم```ا يتح```دث فوكويام```ا ع```ن نهاي```ة التاري```خ فهي اللحظة التي يكون فيه الùسوق متحكم```ا بالعالق```ات الإنùساني```ة اأو العالقات العاملي```ة مبعن```ى ليù ```س الل```ه هو ال```ذي يدير الع```امل ب```ل إان فوكويام```ا يùسع```ى اإىل اإلغاء فك```رة إان الله هو الذي يحدد املùستقبل مثبتا عوVض```ا عنه```ا الفكرة التي تق```ول اأن الùسوق هو الذي يحدد مùستقبل العامل ومüصره. لذلك اأدعو اإىل بناء جمتمع جديد ل اإمربيايل جمتمع متناغم كما يف اجلوقة املوSسيقية كل واحد يع`ب`رب عن ثقافته مع اح`ت`رتام الثقافات الأخرى واأخذها بنظر العتبار. من نتائ```ج SسياSسة )حتكم الùس```وق( اإن اآلف الأطف```ال يف الع```امل الثال```ث الي```وم ميوتون بùسب```ب Sس```وء التغذية وحùس```ب اإحüصائيات اليونùسيف مي```وت يف كل يومن عددا يعادل الذي```ن مات```وا يف هروTشيم```ا وه```ذه ه```ي الرببري```ة الت```ي يري```دون اأن حتك```م الع```امل والآن الإمربيالي```ة تري```د اأن تفرV ```ض اأفكارها ومعتقداتها على الإSسالم وعلى املùسيحية. اأي```ن ت ض```ع مفه```وم النظام العامل```ي اجلديد اإذن - اخ`ت`رتاع نظ```ام جدي```د للع```امل ليù ```س جمرد كلمات يج```ري الرتويج لها كما يجري الن انه Tش```يء اخر خمتلف متام```ا هذا من جهة وم```ن جه```ة اأخرى ف```اإن النظ```ام العاملي الذي تùسع```ى الولي```ات املتح```دة إاىل فرVض```ه علينا خط```ر حقيق```ي ب```كل مع```اين الكلم```ة خط```ر موج```ه للجمي```ع الفقراء والأغني```اء على حد Sس```واء مم```ا يفرVض عل```ى اجلمي```ع Vضرورة التüصدي له. انه نظام قات```ل لكل قيم احل ضارة النùسانية ولùس```ت اأبال```غ بالقول ان ه```ذا النظ```ام اأSسواأ ماعرفت```ه البûشرية ع`ب`رب تاريخها ان```ه اإعادة انت```اج للنظام الذي قتل عûشرات الوف البûشر يف حلظتن واحدة يف هروTشيما وواحدة يف ناكازاكي. لدي```ك الآن مûش```روع SسياSس```ي اقتüص```ادي ملواجه```ة العوملة هل ميكن أان تق```دم اإي ضاحات عنه - املûش```روع ال```ذي اأدع```و للقي```ام ب```ه واب```ذل جهودي حالي```ا من اأجله هو مûش```روع إاقامة موؤمتر باندون```غ جديد باندون```غ اقتüصادي بالدرج```ة الأSساS ```س دون اإهم```ال اجلوان```ب الùسياSسية. علين```ا تنظي```م جتم```ع جدي```د ل```دول اآSسي```ا واأفريقيا من اجل خلق عملة جديدة ملواجهة هيمنة الدولر الأمريكي على اأSسواق العامل لقد كان```ت دعوة الع```راق لSستخ```دام اليورو Tشرخ```ا يف اجل```دار امل ض```روب ح```ول الدول الآSسيوي```ة والأفريقي```ة واملطل```وب الآن توSسي```ع ه```ذا الûش```رخ حت```ى نواج```ه هيمنة الدولر الSستعماري. كيف - علين```ا أان نوج```ه لأعدائن```ا Vضرب```ات يف الأماك```ن الرخ```وة فبالرغ```م م```ن كل دعاوى أاتيحت يل يف العام 1983 فرUصة اللقاء ا أالول باملفكر الفرنùسي الûشهري رجاء غارودي كان ذلك يف قاعة إافريقيا باإمارة الûشارقة بدولة ا إالمارات العربية املتحدة حيث األقى حماVضرة اSستعرVض فيها حتوله الفكري من الكاثوليكية فاملاركùسية اإىل ا إالSسالم. وبعد 17 عاما أاتيحت يل فرUصة أاخرى هي احلوار املباTشر مع غارودي رحمه اهلل وخالل تلك املرة أاجريت مع املفكر الكبري حوارا مطو ال امتد على جلùستن يف مقر إاقامته بفندق الرTشيد ببغداد حينها. المفكر الفرنسي رجاء غارودي: علينا أن نؤسس مجتمعا متناسق هارموني ا يجب أن ندعم القضية الفلسطينية وكانت احلüصيلة هذه الùسطور.. يجب إقامة مؤتمر باندونغ جديد يعنى باالقتصاد أوال الزده```ار القتüصادي يف الولي```ات املتحدة فاإن هذا البلد يعد الأكرب مديونية يف العامل حيث تبلغ مديونيته اكرث من )3000( مليار دولر ولأن املي```زان التج```اري الأمريك```ي يع```اين من خلل كبر فان```ه ل يùستطيع حتمل أاي خùس```ارة اقتüصادية وه```ذا ما يجب علينا اSستثماره على نحو يجعل الفرUصة املتحققة الآن بن اأيدينا حقيقية وقائمة بالفعل. خ```ذ مايج```ري يف فرنùس```ا مث`ل`ال وه```ي دولة لتعاين م```ن مثلث اجلوع والفق```ر واملرVض إاذا تüصفحت يف القوانن التي يتم تبنيها يف فرنùس```ا جتده```ا مüصنوعة يف اخل```ارج انها اإم`ل`الءات الحتاد الأوروبي اأو اإمالءات عامل املال يف نيويورك. اإذن كي```ف تقي```م مفه```وم الدميقراطي```ة الغربية - الدميقراطي```ة مبعنى حكم الûشعب لنفùسه مل توج```د عرب التاريخ أاب```دا انظر اىل اأمثلة تاريخي```ة ع```دة من قبي```ل الث```ورة الفرنùسية قيام الوليات املحدة اعالن اSسرائيل الخ.. اأي```ن Sستج```د ه```ذه الدميقراطي```ة احلق```ة يف الوقت ال```ذي يدعي أاUصحاب ه```ذه التجارب التاريخي```ة ب أانه```م دميقراطي```ون ب```ل انه```م يقدم```ون اأنفùسهم باعتباره```م النماذج احلية للدميقراطية. بع```د جتربت```ك الفكري```ة الطويل```ة م```ن الكاثوليكي```ة اإىل املاركùسي```ة فالSس`ل`ام ماه```ي نüصيحتك للمùسلمني - اأمتنى اأن اأرى مùسلمن بحق.. ماذا تعني بقولك مùسلمني بحق - باختüص```ار أاعن```ي انهم ليج```ب اأن يكونوا اآكل```ي رم```اد أاو كم```ا ق```ال فيلùس```وف الùسن```د املùسل```م حمم```د إاقب```ال انه```م يق```ر ؤوون القران بعيون املوتى. دعم```ي أاUص```ور الأم```ر بûش```كل اآخ```ر لأق```ول حتديدا اننا ليج```وز اأن ندخل اىل املùستقبل من بوابات القرون الوSسطى وان نخلط بن الûشريعة اخلالدة والتûشريع املتغر.. اخللط ب`ي`ن ما ه```و اأزيل )الûشريعة( وم```ا هو متغر تبع```ا للظروف )التûشريع( اأك`ب`رب خطاأ يùسقط فيه املفكرون املùسلمون اليوم يجب اأن ننظر إاىل املùستقب```ل بعيون احلاVض```ر املتطلعة اإىل املùستقبل. األيùس```ت مفارق```ة ظامل```ة أان```ه يف ظ```ل الSسالم العظي```م تعيûش كل ال```دول الSسالمي```ة اليوم وه```ي تعاين م```ن الفق```ر والتخل```ف واملرVض واجل```وع فيما ق```د م الSسالم حي```اة جديدة Uصرورة جديدة للبûشرية كلها. لميك```ن لأح```د أان يحتك```ر احلقيق```ة الإلهي```ة املطلقة Sسواء كان هذا الفرد حاخاما يهوديا اأو Tشي```خ الأزهر او باب```ا يف كنيùسة القديùس بطرSس يف الفاتي```كان لأنه ل اأحد ميلك هذه احلقيق```ة Sس```وى الله ول```و أادركنا ذل```ك فعال لتغرت حياتنا بطريقة مذهلة. على املùسلمن الأف```راد اأن يتذكروا نüصيحة الق```ر آان الك```رمي له```م ب```اأن يعتن```وا باأنفùسهم ف```كل انùس```ان مùصوؤول ع```ن تüصرفات```ه كفرد واأن ي`ت`رتك تقري```ر احلقيقة املطلق```ة لüصاحب احلقيقة املطلقة. هذا احلوار نûشر يف Uصفحات اVضواء جملة افاق عربية/ 2001

6 10 العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 11 على عكùس حياته املليئة باملتناق ضات رحل املفكر والفيلùسوف الفرنùسي روجيه غارودي بهدوء بعد اأن مالأ الدنيا نقاTشا وفكرا وبحثا لكن رحيله بقي لغزا مل يعلن عنه اال بعد ثالثة اأيام مع وUصية له بحرق جùسده قيل عنها فيما بعد ب أانها قرار العائلة ومل تكن وUصيه وهو ما يطرح تùساوؤالت عن هذا االختيارالذي يرف ضه اأSسالم " احلاج حممد رجاء غارودي". رافق ذلك تغيب أاعالمي بدا كاأنه مقüصود يفùسره اأنüصار غارودي بانه رد على مواقف الفيلùسوف واملفكر Vضد الهولكوSست املحرقة التي وUصفها يف كتابه "االSساطري امل ؤوSسùسة للùسياSسة االSسرائيلية" بانها "اأكذوبة العüصر". روجيه غارودي.. آخر المتمردين ما هو دين غارودي أامير احللو غارودي يرحل بهدوء بعد حياة ضاجة رحل املفك```ر املثر للجدل عن عمر يناهز ال" 98 " عام```ا وهو من مدين```ة مرSسيليا املتوSسطي```ة. ولد فيه```ا يف الùسابع عûشر م```ن متوز/يوليو ع```ام 1913 من عائلة متوSسطة الدخل حي```ث كان والده يعمل حماSسب```ا وكان غ```ارودي يختل```ف م```ع عائلت```ه الربوتùستانتيي```ة وميي```ل اىل الكاثوليكي```ة الت```ي هجره```ا فيم```ا بع```د ليعتن```ق الSس`ل`الم يف الثمانين```ات. ومن اأTشهر كتبه التي قادته اىل خوVض معارك يف املحاك```م الفرنùسية كت```اب "الSساطر املوؤSسùس```ة للùسياSس```ة الSسرائيلي```ة" وبùسب```ب ه```ذا الكت```اب واجه غ```ارودي تهم```ة التûشكي```ك يف ارت```كاب جرائم Vضد النùساني```ة بعدما اثار ج```دل واSسعا يف فرنùسا والعامل. ويف 1998 ادي```ن غ```ارودي م ؤول```ف كت```اب "الSساط`ي`ر املوؤSسùس```ة للùسياSس```ة الSسرائيلي```ة" الüص```ادر يف 1996 بتهمة التûشكي```ك يف ارتكاب جرائ```م Vضد النùسانية بعدما اثار جدل حادا. ورحب بكتابه املذكور النظام الSسالم```ي الي```راين والزعيم الليبي الراح```ل معمر القذايف والم`ي`ن العام حلزب الله اللبناين حùسن نüصرالله.. املفك```ر غ```ارودي كان منفتح```ا عل```ى احل```وار وداعيا اىل احلوار بن املùسيحية والûشيوعية. ثم أاخ```ذ يقرتب م```ن الفكر الإSسالم```ي فاأعلن اإSسالمه يف جنيف عام وقد Uصرح يف كتابه "الإSس`ل`الم دين املùستقب```ل" احلائز على جائزة امللك فيüصل ع```ام 1985" ب أان الإSسالم كان أاكرث الأديان Tشمولية يف اSستقباله للناSس الذي```ن ي ؤومن```ون بالتوحي```د وكان يف قبول```ه لتب```اع ه```ذه الديان```ات يف داره منفتحا على ثقافاتهم وح ضاراتهم واملثر للدهûشة انه يف اطار توجهات الإSسالم اSستطاع العرب اآنذاك ليù ```س فق```ط اإعط```اء إامكاني```ة تعايû ```ش متاذج لهذه احل ض```ارات. بل أاي ضا اإعطاء زخم قوي لالميان اجلديدمن خ`ل`الل الإSسالم. فقد متكن املùسلم```ون يف ذل```ك الوق```ت م```ن تقب```ل معظم احل ض```ارات والثقاف```ات الك`ب`ربى يف الûشرق و أافريقي```ا والغ```رب وكان```ت هذه ق```وة كبرة وعظيمة له و أاعتقد ان هذا النفتاح هو الذي جعل الإSسالم قويا ومنيعا. تق```ول Sسلم```ى الفاروق```ي زوج```ة غ```ارودي الفلùسطيني```ة ع```ن قüص```ة اأرتباطهم```ا عندم```ا التقت```ه يف جني```ف يف بداي```ات ثمانينات الق```رن املاVضي ال Sسالم هو ال```ذي جمعنا. مل اأنùسى تل```ك الليلة عندما الح روجيه على ح ضوري رغم اين حتججت بانني Uصائمة فتعجب كيف اUصوم ونحن يف Tشه```ر غ`ي`ر Tشهر رم ض```ان ولكن```ه اSستدرجني بحكايات```ه اجلميل```ه ع```ن ف`ت`رتة اعتقال```ه يف اجلزائ```ر وعن رف ```ض املùسلم`ي`ن تنفيذ اوامر اط`ل`الق الن```ار علين```ا ونح```ن يف الSسروق```د اأوVض```ح لنا احده```م ليùس من Tشي```م املùسلم ان يطل```ق النار على مقاتل أاع```زل من تلك الفرتة وانا معجب بالSسالم وبعد نقاTش عميق عن الSسالم ومبفاهيمه حينه```ا قلت له أان ق ضية التوحيد يف الSس`ل`الم حتتل مكانة كبرة يف كتاباتك ولينقüصك Sسوى النطق بالûشهادتن لك```ي تكون من ه```ذا الدين ال```ذي اعجبت به, مل يق```ل Tش```ئ يف حينه```ا وSساف```ر اىل فرنùس```ا ثم ع```اد بعد ثالثة اTشهر للق```اء حماVضرة يف جني```ف ويدع```وين بعد املحاVض```رة للقاء مهم ومüص`ي`ري والتقين```ا يف املرك```ز الSسالم```ي وفاجئن```ي بنطق```ه للûشهادت`ي`ن وبلغ```ة عربية حمبب```ة عنده```ا مل امتاSسك نفùس```ي وانهمرت دموع```ي ولSسيما بع```د ان اكد يل بانه اراد ان اكون أاول من يùسمعه```ا ومن يومها وانا اردد اللهم اعز الSس`ل`الم بغارودي"بعدها تقدم يل لكون زوجة له فوافقت على الفور. ونتيج```ة ه```ذا النتم```اء إاىل الإSس`ل`الم اأخ```ذ يûش```كك باملحرق```ة اليهودي```ة ف أاUصبح يف نظر الإع`ل`الم الغرب```ي معاديا للùسامي```ة. واتهم من قبل حممك```ة فرنùسي```ة بانه م```ن املûشككن يف حمرق```ة اليهود عل```ى يد النازية بع```د كتابه " الSساط`ي`ر املوؤSسùسة للùسياSس```ة الSسرائيلية" يف ه```ذا الكتاب يف```كك روجيه غ```ارودي بناء م```ن اخلرافات التي ي```رى أان عليها قام البناء الüصهيوين وه```ي اخلرافة الالهوتية املمثلة بالوع```د الإله```ي ب أارV ```ض امليع```اد اخلراف```ة العرفي```ة التي حت```رم ال```زواج بغ`ي`ر يهودية باريùس/ Sسعد املùسعودي,وان م```ا اTشي```ع ع```ن غ```رف الغ```از ماه```ي ال اكاذيب ويùستûشه```د بûشهادة مهندSس امريكي متخüصüص كûشف زيف قüصة تلك الغرف واعد دراSس```ة حتليلي```ة وVض```ح فيه```ا ب```ان املعدات التي وج```دت يف معùسكرات العتقال النازية الملاني```ة مل تùستطع ان تقتل فاأرا وهي ليùست خمüصüص```ة لليه```ود,,وحك```م عل```ى غ```ارودي بغرام```ة ماليه دفعتها دول```ة المارات العربية املتحدة.وكانت بحدود عûشرين الف دولر.. يقاتل مبفرده مل يكت```ف غ```ارودي بف ض```ح الüصهيوني```ة واكاذي```ب املحرق```ة ب```ل ذه```ب اك`ث`رث م```ن ذلك عندم```ا وقع```ت جم```ازر Uص`ب`ربا وTشاتي`ل`ال يف لبن```ان اأUص```در غ```ارودي بيانا Tشدي```د اللهجة Vض```د املجازر التي اأحدثته```ا اإSسرائيل يف حق اللبناني`ي`ن البيان بعن```وان: )معنى العدوان الإSسرائيلي بعد جم```ازر لبنان( وقام بنûشره يف جري```دة لوموند الفرنùسية الûشهرة وقام بحمل```ة جم```ع التواقي```ع له```م الûشخüصي```ات الفرنùسية ومنهم 'الأب ميûشيل لولون' و'القùس اإيت```ان ماتيو' وكان هذا البي```ان بداية Uصدام غارودي مع املنظمات الüصهيونية التي Tشنت Vضده حملة Tشعواء يف فرنùسا والعامل. 'اأVضاف```ة اىل اUص```داره للعدي```د م```ن املوؤلف```ات القيم```ة والدراSس```ات الرUصين```ة تتن```وع يف الكث`ي`ر م```ن املج```الت الفلùسفي```ة والفكري```ة والتاريخي```ة عن الل```ه والإنùسان واملراأة عن الTشرتاكي```ة والغرب عن الإSسالم واليهودية واملùسيحي```ة... وم```ن بينها: النظري```ة املادية للمعرف```ة احلري```ة أافاق الإنùس```ان ماركùسية الق```رن العûشري```ن الإSس`ل`الم مûش```روع الأمل يف Sسبي```ل ارتق```اء امل```راأة البدي```ل ح```وار احل ض```ارات حف```ارو القب```ور والإره```اب الغربي... وغرها وق```د ترجمت اإىل العديد من اللغات العاملية. األتحق غارودي احلاUصل على الدكتوراه يف الداب واملج```از يف الفلùسف```ة Uصفوف احلزب الûشيوع```ي الفرنùسي ع```ام 1933 اىل احلزب الûشيوع```ي. ويف Sسج```ن 1940 ثالثن Tشهرا يف معùسك```ر باجلزائ```ر. ويف 1945 ان ض```م اىل اللجن```ة املركزي```ة للحزب ويف 1956 اىل املكتب الùسياSسي. وانتخب غارودي نائبا يف 1954 وخùسر يف 1951 واعيد انتخابه يف اجلمعية الوطنية ) ( ث```م يف جملù ```س الûشي```وخ.) ( وبعده```ا ت```وىل تدريù ```س الفلùسف```ة يف األب```ي )جن```وب( واجلزائ```ر العاUصم```ة وباريù ```س ) ( اUصب```ح روجي```ه غ```ارودي حماVضرا ثم اSستاذا اSساSسيا يف اجلامعة. علمت برحيل املفك```ر الفرنùسي روجيه غارودي 17( يولي```و/ مت```وز يوني```و/ حزي```ران ( ع```ن طري```ق أاح```د الأUصدقاء وه```و يقول يل:»هل Sسمع```ت برحيل Uصديقك «فاأUصابن```ي الهل```ع فقلت على الف```ور:»من يكون ه```ذا الüصدي```ق «ق```ال:»روجي```ه غ```ارودي«. وSسرع```ان م```ا ع```ادت ذاكرت```ي إاىل الأي```ام الت```ي كن```ت اأزوره في```ه يف منزل```ه اأو أالتق```ي ب```ه يف امللتقي```ات الفكري```ة والأدبي```ة. اللق```اء باملفك```ر الفرنùسي روجيه غ```ارودي ليùس بالأمر الùسهل اإذ اإن امل```رء Sسرع```ان م```ا يج```د نفùسه أام```ام رجل اإTش```كايل ترك بüصمات```ه الواVضحة على عüصره. حت```ى أاواخ```ر حيات```ه كان يتميز ب```روح متقدة م```ن الفكاه```ة والنكت```ة الùساخ```رة ومل اأر مفكرا يتحل```ى بهذا التواVضع وبه```ذا الأدب اجلم الذي ين```م ع```ن روح اإنùساني```ة كب`ي`رة كم```ا جتùس```ده أاعمال```ه الفكرية.بع```د ع```ام 1982 أاUصب```ح ج```ل اأUصدقائ```ه من الع```رب بعد أان تخل```ى عنه غالبية الفرنùسي`ي`ن خاUص```ة دور النûش```ر. ب```داأت يف تقليب الüصحف الفرنùسية الكربى:»اللوموند«و»الفيغ```ارو«و»ليرباSسي```ون«وTشع```رت بالأمل يعتüصر قلب```ي لأنها ولالأSس```ف الûشديد مل تقدم رحيل```ه بûش```كل موVضوع```ي ومل ت``` أات عل```ى ذكر كلم```ة مفك```ر وفيلùسوف واكتفت بذك```ر»املûشكك يف الهولوكوSس```ت«خاUص```ة بالنùسب```ة لüصحف مرموقة يفرتVض بها التحلي باملوVضوعية حيث اإن الüصح```ف الثالث حتدثت ع```ن رحيل»املûشكك يف الهولوكوSس```ت«املحرقة اليهودية على يد النازية. تقول Uصحيف```ة»اللوموند«:»اإن موقعا حلركة اليمن املتط```رف )املùساواة واملüصاحلة( اأول م```ن نûش```ر يف فرنùس```ا خ`ب`رب م```وت روجي```ه غ```ارودي«وليùس عن طري```ق الüصدفة أان يرو ج هذا املوقع لنج```دة النظام الùسوري. فقد اختفى Tشاكر نوري Uصاح```ب أاطروح```ة التûشكي```ك يف غ```رف الغ```از الأملاني```ة»الهولوكوSس```ت«حي```ث إان اختي```اره املعاكù ```س للغرب منحه Tشهرة وTشعبية يف العامل العرب```ي. هناك Uصح```ف اأخرى Sسردت م```ا قالته بع ```ض الûشخüصيات فيه مث```ل املثقفن الأردنين الذي```ن قالوا عن```ه اإنه»اأهم Tشخüصي```ة ثقافية يف القرن العûشرين«. وج```اءت Uصح```ف أاخ```رى عل```ى إادان```ة فرنùس```ا ملحاكمته. و أاخ```رى ذكرت كيف Sسددت الإمارات الغرام```ة املالية التي قررته```ا املحكمة الفرنùسية علي```ه. وغره```ا م```ن ردود الفعل التي ي```راد بها النتقاUص من Tشخüصيته وفكره الفلùسفي. ومل تق```م أاي Uصحيف```ة فرنùسي```ة بكتاب```ة خ`ب`رب موVضوع```ي اإل القليل النادر وه```ذا Tشيء موؤمل بالنùسب```ة ملفك```ر وفيلùس```وف م```ن ط```راز روجيه غ```ارودي ب```ل ذهبت ه```ذه الüصح```ف اإىل اإدانته عن```د Uصدور كتابه الûشه`ي`ر»الأSساطر املوؤSسùسة للùسياSس```ة الإSسرائيلي```ة«ال```ذي ح ك```م مبوجب```ه بدف```ع غرامة مالي```ة. فال ميك```ن أان تتجاهل هذه الüصح```ف أاعمال```ه الفكرية الب```ارزة خاUصة اأنها كان```ت متتدحه قبل عام 1982 الùسنة التي اأدان فيه```ا الحت`ل`الل الإSسرائيل```ي للبن```ان ومن هذه الكتب من 1949 اإىل 2004»املüصادر الفرنùسية لالTشرتاكية العلمية«و»مات الإله دراSسة عن هيغ```ل ولين`ي`ن«و»النظرية املادي```ة يف املعرفة«و»احلري```ة«و» آاف```اق الإنùس```ان«و»ماركùسي```ة الق```رن العûشري```ن.. م```ن أاج```ل من```وذج فرنùسي لالTشرتاكي```ة«و»ه```ل ميكن أان نك```ون Tشيوعين الي```وم «و»املنعط```ف الكب`ي`ر لالTشرتاكي```ة«و»املاركùسي```ة والوجودية«و»اأSسئل```ة جان بول Sسارتر«و»احلري```ة امل ؤوجل```ة«و»احلقيقية كلها«و»التاريخ القüصر لالحت```اد الùسوفياتي«و»من اللعنة اإىل احلوار«و»عدم حتمية التاريخ م```ن الûشخüصيات املهمة والغريبة الت```ي قر أات لها وعنها كثرا الفيلùس```وف والكات```ب الفرنùس```ي روجي```ه غ```ارودي Uصاح```ب املوؤلف```ات الكثرة ومن اأهمه```ا )الSساطر املوؤSسùسة للùسياSسة الSسرائيلي```ة( وتكمن اأهمي```ة كتاب```ه اأن الSسرائيلين يتهمون كل م```ن يناقûشهم يف أافكارهم وخمططاته```م ب أانه عدو للùسامية يف ح`ي`ن اأن الكثرين ل يعرفون ب أان العرب من اأUصول Sسامية اأي ضا ول اأدري كيف يجري إاتهام بع ض الكتاب العرب بالعداء للùسامية وهم منها مبكرا عرفت غارودي عن طريق موؤلفاته املاركùسية واأعجبتني طروحات```ه غر التقليدي```ة يف الكتابة عن املاركùسي```ة حتى اأنه )اإبتدع( ماركùسية الق```رن العûشرين وكل ذلك باعتقادي Sسواء كان غارودي اأو ج```ان بول Sسارتر واأخرون هو الفهم اخلاطئ للماركùسي```ة فهي منه```ج يف التحليل العلمي ال```ذي يوUصل اىل نتائج جديدة تتالءم مع روح العüصر وليùست نظرية جامدة تüصل```ح )ل```كل زمان وم```كان( لذل```ك ب```د أا الكث`ي`رون مبحاولة جتميلها لتكون منùسجمة مع روح املجتمع اجلديد وتطوراته وقد ق```ال غارودي بعد اأن وVضع Sسبعن كتاب```ا مهما باأن )اأTشد م```ا يحملن```ي على الفخر هو متùسكي باحلل```م الذي راودين يف Sس```ن العûشرين وه```و بحث مûشرتكات الدي```ان الثالثة الSسالم واملùسيحية واليهودية( ولكن ذلك مل مينعه من اأن يüصف نفùسه يف تل```ك املرحل```ة من حياته ب أان```ه )دون كيûش```وت( يناVضل Vضد طواحن الهواء الراأSسمالية. وكم```ا فع```ل الكثر م```ن كب```ار الûشيوعي`ي`ن انتق```د التطبيع يف تûشكùسلوفاكي```ا مم```ا أادى اىل ط```رده م```ن احل```زب الûشيوع```ي الفرنùس```ي فراح يبحث عن جم```الت أاخرى للبح```ث والكتابة ومنها الأديان وخالل تعمقه يف دراSسة الدين الSسالمي اأعلن اأنه اعتنق هذا الدين وتزوج اأمر أاة مùسلمة )حمجبة( زارت معه بغداد قبل ثالثة عقود تقريبا. وم```ن أاكرث الناS ```س عداوة لغ```ارودي ه```م الSسرائيلين بùسبب كتاب```ه )الSساط`ي`ر املوؤSسùس```ة للùسياSس```ة الSسرائيلي```ة( ال```ذي فن ```د في```ه الSسùس التي برر فيه```ا اليهود إاقام```ة دولتهم الدينية اخلاUصة. ان رج```ال رحل```وا م```ن أامث```ال غ```ارودي تعت```ز به```م النùسانية والثقافة والفلùسفة مهم```ا كان ر أاينا بكتاباتهم و)تقلباتهم( فق```د خدم```وا الفك```ر وTشجع```وا عل```ى البح```ث والتط```ور وعدم الوقوف على ناحية واحدة والبكاء على الطالل

7 12 العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 13 روجيه غارودي يغلق العصر امله```م اأنه بعد هذا احل```ادث اأSسدل على الرجل Sستار كثي```ف من الüصم```ت يف فرنùسا وعموم الغ```رب وق`ب`رب حيا مل```دة عûشري```ن Sسنة حتى م```ات اأخ`ي`را. اأن```ا Tشخüصي```ا ل اأواف```ق عل```ى إانكاره حلüص```ول املحرقة النازية الإجرامية. ول اأتفق مع```ه يف هذه النقط```ة أابدا. موقفي به```ذا اخلüصوU ```ص هو نفù ```س موق```ف اإدوارد Sسعي```د. لق```د حüصل```ت بالفع```ل. يق```ول املفكر الفلùسطين```ي الûشه`ي`ر موجه```ا حتذي```ره اإىل املثقفن الع```رب امليالن بûش```كل اأوتوماتيكي للùس`ي`ر وراء اأي Tشخü ```ص ينك```ر عذاب```ات اليه```ود وحمرقتهم الك`ب`ربى:»ينبغ```ي العلم ب```اأن الùصر وراء روجيه غارودي واأUصدقائه التحريفي`ي`ن بخüصوU ```ص هذه املùص أال```ة باSسم الدفاع عن حرية التعبر ما هو اإل عبارة عن حيل```ة غبية لن ت```وؤدي اإل اإىل فق```دان املثقفن الع```رب ملüصداقيته```م اأك`ث`رث يف نظ```ر العامل«. وق```د Uص```دق. ولك```ن هل ت`ب`ربر ه```ذه املحرقة ح```رق الآخري```ن اأو اSستئüصاله```م وتûشيي```د دول```ة عل```ى اأنقاVضهم هذا ه```و الùصوؤال الذي ل يùستطي```ع اأك`ب`رب فيلùس```وف Uصهي```وين يف الع```امل اأن يتحاTشاه مهم```ا فعل أاو مهما ناور وراوغ.. نع```م اإنن```ا Vض```د املحرق```ة اليهودي```ة وندينه```ا بûشكل كامل ومطل```ق. ولكننا اأي ضا Vض```د املحرق```ة الفلùسطينية الت```ي نتجت عنها مباTشرة. لو أان روجيه غارودي اكتفى بقول ذل```ك ملا كان هناك أاي غب```ار على كتابه. ولكنه مل يكت```ف واإمنا راح ينكر حüص```ول املحرقة وي`ب`ربئ الغرب من املùصوؤولية. يف الواقع اأن الغ```رب املهيمن املتغطرSس ه```و املùص ؤوول عن عذاب اليهود والفلùسطينين على حد Sسواء. ب```ل وما الفكرة الüصهيوني```ة ذاتها اإل «إابداع«غرب```ي إاذا ج```از التعبر. انظ```ر كيف يتحدث عنها Sسارك```وزي اأو برنار هري ليفي بûشكل عûشق```ي غرام```ي ويعتربه```ا معج```زة العüصر وحتفة الوجود. وبالت```ايل فقد قدم غارودي هدي```ة مùسموم```ة اإىل املثقفن الع```رب اإذ اأنكر حüص```ول املحرق```ة ولالأSسف فق```د وقعوا يف الفخ اإل من رحم ربك.. لك```ن من هو روجيه غارودي كم من الüصعب الإجابة عن هذا الùص ؤوال!.. فالرجل من كرثة تقلبات```ه وتناق ضات```ه Vضي```ع البوUصلة وحر اجلمي```ع. ل يوج```د اأي متاSس```ك يف مùس```اره الفك```ري اأو الùسياSسي اأو قل إانه متماSسك من خالل الالمتاSس```ك. فقد انتقل من الكاثوليكية اإىل الربوتùسانتي```ة وم```ن الربوتùساتنية اإىل الûشيوعي```ة ومن الûشيوعية اإىل الإSسالم ومن الإSس`ل`الم إاىل نق```د كل الأUصولي```ات املتزمتة.. يف الواق```ع اأن```ه طيلة حياته كله```ا كان يبحث ع```ن يق`ي`ن راSسخ ع```ن دي```ن يحمي```ه ويخلع املعن```ى عل```ى وج```وده. وه```ذا ليù ```س Tشيئ```ا Sسلبي```ا بح```د ذات```ه ب```ل اإن```ه مûش```روع متاما. فهن```اك قل```ق وج```ودي يف هذا الع```امل ويحق لنا أان نبحث عن ط```وق النجاة مع علمنا باأن النهاي```ة معروفة وحمتومة مهما طال الزمن. وق```د ط```ال بغ```ارودي حت```ى بل```غ م```ن العمر عتي```ا.. يبدو اأن```ه كان يك```ره دائم```ا الأقوياء واملهيمن`ي`ن. وهذه Uصفة إايجابية بحد ذاتها. فف```ي البداية كان يكره تغطرS ```س الراأSسمالية الأمركي```ة عل```ى العامل وله```ذا الùسبب أاUصبح Tشيوعيا يف العûشرين من عمره. وبقي لهواه الûشيوع```ي خملüص```ا حتى جت```اوز اخلمùصن وTش```ارف عل```ى الùستن. طيل```ة كل تلك الفرتة كان Tشيوعيا متحمùس```ا. وقد وUصل به العمى الآيديولوجي اإىل درجة اأنه كان يعر ف نفùسه عل```ى النح```و الت```ايل: اأن```ا Tشخü ```ص Sستاليني م```ن اأعلى راأSس```ه اإىل اأخمü ```ص قدميه! برافو! م`ب`ربوك علي```ك! وبن```اء عل```ى ه```ذا التüصريح منحته جامعة موSسكو دكتوراه يف الفلùسفة. ولك```ن ما قيم```ة Tشهادات جامع```ة موSسكو يف ذلك الوقت ولك```ن للحقيقة والتاريخ ينبغي العرتاف ب```اأن هذا العم```ى الآيديولوجي مل يك```ن مقتüص```را عليه اأب```دا. واإمن```ا كان يûشمل اأغلبية املثقفن الفرنùسين يف ذلك الوقت. ه```ل يûشكل ذلك عزاء للمثقفن العرب الذين ل يخرجون من عمى أايديولوجي حتى يدخلوا يف اآخ```ر ل اأع```رف. اأمل يكون```وا متدين`ي`ن Tشيوعي```ا طيل```ة اخلمùسين```ات والùستين```ات من عام 1913 اإىل عام يكون روجيه غارودي قد عاTش قرنا باأSسره تقريبا. لقد اأغلق العüصر متاما. عندما فتحت على مواقع اجلرائد الفرنùسية لالطالع فوجئت باأنها جميعها تذكر اخلرب على النحو التايل: موت أاحد منكري املحرقة اليهودية! كدت أانفجر بال ضحك والغ ضب يف ذات الوقت. هل ميكن اختزال رجل عاTش كل هذا العمر وTشغل العامل بكتاباته ون ضاالته الùسياSسية على مدار نüصف قرن اإىل حدث واحد فقط اأمل يفعل يف حياته Tشيئا اآخر غري إانكار املحرقة اليهودية واأعتقد اأنه مل ينكرها إاال لالحتجاج على الهيمنة املطلقة التي ال تطاق والتي ميارSسها اللوبي الüصهيوين على الùساحة الفرنùسية واالأمريكية والعامل الغربي مبجمله. اأو قل باأن كتابه موؤلف من أاطروحتن اأSساSسيتن: االأوىل Uصحيحة والثانية خاطئة. تفكيكه لالأSساطري الالهوتية القدمية التي اSستخدمتها احلركة الüصهيونية خللع املûشروعية على تاأSسيùس الدولة االإSسرائيلية بارع ومقنع. ولكن إانكاره للمحرقة اليهودية اإبان احلرب العاملية الثانية على يد هتلر خاطئ. وبûش```كل أاعمى اأي ضا قبل أان ينقلبوا على ذلك لحق```ا ويركب```وا موجة احل```ركات الأUصولية واخلميني```ة املعاكùسة متام```ا. والآن يريدون اإقناعن```ا باأن الإخوان املùسلمن ميثلون ذروة الدميقراطي```ة! يف الواق```ع اأنه```م انتقلوا من اآيديولوجي```ا ديني```ة إاىل اآيديولوجي```ا دينية اأخ```رى. الûشيوعي```ة كان```ت دين```ا. نقطة على الùسط```ر. اأين ه```و احلùس النق```دي ل يوجد. ولك```ن اإذا كان املثقف```ون الع```رب معذوري```ن بùسب```ب Vضعف الثقاف```ة العربي```ة وهûشاTشتها علمي```ا وفلùسفي```ا ف``` إان روجيه غ```ارودي غر معذور على الإطالق. هل ميك```ن اختزال```ه اإىل ذل```ك ل اأعتق```د. اإنه Tشخü ```ص معقد ج```دا ومفكر متع```دد اجلوانب ول يخل```و من املوهب```ة أاو العمق فلùسفي. اإنه يعرف كيف يثور على الدوغمائية املتحجرة عندما تüصبح امتثالية طاغية. ولذلك ثار على الحتاد الùسوفياتي بعد اأن Sسحق بالدم ربيع ب```راغ ع```ام وه```ذا موق```ف يùسجل له وكان الùسب```ب يف طرده من املكتب الùسياSسي للح```زب الûشيوع```ي الفرنùس```ي ع```ام وعندئ```ذ اأUص```در كتاب```ه:»اTشرتاكي```ة بوج```ه اإنùس```اين«. وكان يقüصد Vضمن```ا اأن اTشرتاكية الûشيوعي`ي`ن ليùست اإنùساني```ة و إامنا همجية. وكان قد ابت```د أا ينقلب عل```ى الùستالينية التي عبدها Sسابقا بعد اأن اكتûشف طابعها الدموي الإجرام```ي. ب```ل وراح ينقل```ب عل```ى نظري```ة الواقعي```ة الTشرتاكية يف الأدب والفن. وهي النظري```ة الت```ي فرVضوها بالق```وة على جميع كت```اب الحتاد الùسوفياتي منذ اأيام جدانوف الùسي```ئ الذكر. فكان اأن انتهى الفكر والإبداع مل```دة Sسبع`ي`ن Sسن```ة متواUصل```ة يف رب```وع الûشيوعي```ة العمي```اء. وهذا هو اأح```د اأSسباب Sسقوطه```ا ع```ام 1990 لأن الكذب```ة مهما كانت كب`ي`رة تùسق```ط يوما م```ا واحلقيق```ة تنتüصر يف نهاي```ة املطاف وكذلك احلري```ة. لقد نûشر غارودي كتابا جميال يف منتüصف الùستينات بعنوان:»واقعية ب`ل`ال Vضفاف«. وهو مبثابة رد قوي عل```ى الواقعية الTشرتاكية املتحنطة الت```ي تقت```ل روح الإب```داع والفن. لق```د اعتمد غارودي على الûشاعر الكبر اأراغون والرSسام العبقري بيكاSسو لكي يجدد النظرية الأدبية ويخرجه```ا من قوقع```ة الواقعية الTشرتاكية. وقدم للكتاب بيكاSسو Tشخüصيا. ل اأع```رف فيم```ا اإذا كان التاري```خ Sسيذك```ره هاTشم Uصالح كفيلùسوف كبر ولكنه حتما مفكر ل يùستهان ب```ه. واأعتقد Tشخüصيا اأنه بع```د خطيئة Tشبابه الك`ب`ربى يف النتùس```اب اإىل الدوغمائي```ة الûشيوعي```ة وتعطيل```ه مللكات```ه العقلي```ة طيلة ف`ت`رتة طويلة اأUصب```ح اأكرث مرون```ة فيما بعد. بل و أاUصبح اأكرث حذرا جتاه الآيديولوجيات النغالقي```ة التي قد تùسح```رك وتعطل ملكاتك النقدي```ة الإبداعية إاذا مل تنتبه حلالك جيدا.. يلومه البع ض يف الغرب لأنه اعتنق الإSسالم ويùستهزئ```ون به! ولك```ن ل أاح```د يتحدث عن نقده الذك```ي والعميق لالأUصولي```ة الإSسالمية وكل الأUصولي```ات الأخ```رى م```ن مùسيحية أاو يهودي```ة Uصهيوني```ة اأو حتى مادي```ة احلادية. مل```اذا ل يذك```رون كتاب```ه:»م```ن اأج```ل اإSس`ل`الم يليق بالقرن العûشري```ن «أاو كتاب:»الإSسالم والأUصولي```ة املتزمت```ة «مل```اذا ل يتحدث أاحد عن كتابه اجلميل ال```ذي اكتûشفته فج أاة يوما ما واSستمتعت ب```ه كل الSستمت```اع:»الإSسالم والغرب: قرطب```ة كعاUصمة للفك```ر البûشري «ول اأع```رف مل```اذا مل يرتجم```ه الع```رب حت```ى الآن يف ه```ذا الكت```اب يûشرح غ```ارودي مدى عظم```ة الفكر العرب```ي الإSسالمي يف الأندلùس وم```دى مديوني```ة اأوروب```ا ل```ه. اإنه يق```ول لنا باأن اإSسالم التنوي```ر كان موجودا واإن اإSسالم الفقه```اء الظالمين هو ال```ذي ق ضى عليه يف نهاي```ة املطاف. اإنه يطال```ب الغرب بالتواVضع والع`ت`رتاف باأن الع```رب املùسلمن ه```م اأUصل النه ض```ة الأوروبي```ة. وبالت```ايل فالرج```ل مل يüصب```ح مùسلم```ا بûش```كل أاعمى عل```ى الطريقة النغالقي```ة الùسلفي```ة واإمن```ا كان معجبا فعال باإSس`ل`الم الأنوار الذي اأTشع عل```ى العامل يوما ما. اإن م```ا كتبه عن علل الع```امل الإSسالمي الراهن وحتج```ره العقل```ي مفي```د ج```دا لن```ا. وينبغي اأن نطل```ع علي```ه لك```ي نùستفي```د من```ه ونحاول اخلروج م```ن املغطù ```س الذي وقعن```ا فيه بعد الدخول يف عüص```ر النحطاط عüصر التكرار والجرتار. يا ليت اأن هناك مùسلمن كثرين م```ن حج```م روجي```ه غ```ارودي ونوعيت```ه! لو حüص```ل ذل```ك لكانت الدني```ا باألف خ`ي`ر ولكان العامل الإSسالمي قد التح```ق بركب احل ضارة منذ زمن طويل. جريدة الûشرق االوSسط 18 حزيران طوت الفلùسفة اأحد Uصفحاتها الرمادية احلافلة التى امتدت على مدار ما يقرب من قرن كامل بوفاة الفيلùسوف الفرنùسي روجية جارودي اأو رجاء جارودي كما اأطلق على نفùسه بعد اإSسالمه. حفلت حياة جارودي الذى رحل االأربعاء املاVضى فى Uصمت عن عمر ناهز 98 عاما بالتحوالت الفكرية العنيفة التى ترواحت بن ر ؤوية مادية للماركùسية اإىل اأخرى اأكرث انفتاحا على التيارات الفكرية االأخري اإىل مراوحة بن الكاثوليكية والربتùستانتية اإىل اكتûشاف االإSسالم. غارودى.. إسالم بال ضفاف.. وانحياز لإلنسان بي```د اأن غارودي الذى مل يك```ن جمرد منظراأو فيلùس```وف وحùسب ولكن رمب```ا SسياSسيا أاثار الزواب```ع حول```ه اأك`ث`رث م```ن كون```ه فيلùسوفا اعتنق غ```ارودي اإSسالما بال Vضف```اف اإSسالما منفتح```ا ومتùسع```ا ويجع```ل م```ن قراءته الآن درSس```ا ف```ى اأن اخلطر الفادح والق```ادم فى تلك اللحظة هو القراءة املغلقة لالإSسالم. كلف```ت آاراء غارودي الùسياSسي```ة الكثر ومنها تûشكيكه باملحرق```ة النازية لليهود والتى حكم علي```ه بùسببه```ا بالùسج```ن م```ع اإيق```اف التنفي```ذ وتغرميه اآلف الفرنكات فى عام 1997 وقوله اأنه```ا من اخ`ت`رتاع "تûصرTش```ل" و"اأيزنهاور" "ودى ج```ول" لتربي```ر احت`ل`الل اأملاني```ا وتدمرها وتüصريح```ه فى حوار اأخر له باأن هجم```ات Sسبتمرب 11 منظمة من قبل الوليات املتحدة نفùسها. ب```داأ غ```ارودي املول```ود ع```ام 1913 حيات```ه الùسياSسي```ة مبكرا منخرط```ا وبقوة فى اأوSساط اليùس```ار الفرنùس```ى املاركùسى بûش```كل اأSساSسي خ`ل`الل الثالثينيات من القرن املاVضي والتحق باملقاوم```ة الفرنùسي```ة Vضد املحت```ل النازى فى احلرب العاملية الثانية. مع انتهاء احلرب العاملية الثانية زاد انخراطه ف```ى اأوSس```اط اليùس```ار الفرنùس```ي واإميان```ه باملاركùسية الت```ى كانت موVضة ذلك الزمان بن املفكري```ن الفرنùسين والغربين بûشكل عام اإذ كان الف ض```اء الأوروبى منقùسما ب`ي`ن الفلùسفة املاركùسية والوجودية بحùسب د. على مربوك اأSست```اذ الفلùسف```ة الإSسالمية بجامع```ة القاهرة والت```زم غ```ارودي ف```ى تل```ك الف`ت`رتة بالر ؤوي```ة الùستاليني```ة للنظري```ة املاركùسي```ة وبالنظرية املادي```ة ف```ى املعرف```ة والت```ى كان```ت ت ؤوم```ن بالتفùصر الآىل وامليكانيك```ى للكون وتقüصى كل ما هو روحانى واإنùسانى من اعتبارها. مل يك```ن ارتب```اط غ```ارودي باملاركùسي```ة جمرد ارتب```اط فك```ري ب```ل ارتب```اط SسياSس```ي اإذ كان ع ضوا باحلزب الTشرتاكى الفرنùسي ووUصل فيه اإىل مرات```ب مرموقة حت```ى الùسبعينيات ولع```ل تل```ك النقطة ه```ى إاحدى نق```اط ال ضعف التى ياأخذها البع ض على غارودي وانعكùست علي```ه Sسلب```ا إاذ كان غ```ارودي يعط```ى الأهمية الأكرب لنحيازاته الùسياSسية فكان يكتب دائما والùسياSسة ف```ى ذهنه كما يقول د. أانور مغيث اأSستاذ الفلùسفة املعاUصرة بجامعة حلوان. م```ع Uصعود خروتûش```وف للùسلطة ف```ى الحتاد الùسوفيت```ى وف ضح```ه ملمارSس```ات احلقب```ة الùستاليني```ة والت```ى انحرف```ت ع```ن تعالي```م املاركùسية ومل تخلق اليوتوبيا املاركùسية فى حتقي```ق الرخاء للطبق```ات العاملة بل حتولت اإىل ديكتاتورية دموية عنيفة كلفت الإنùسانية اأنهارا من الدماء. فبداأ غارودي فى مراجعة موقفه منها. عن```د تل```ك اللحظ```ة ب```د أات نغم```ة النق```د فى كتابتاته للكتلة الTشرتاكي```ة فى العلو فكان كمنظ```ر وكفيلùسوف حمبط```ا ومüصدوما مما آال```ت إالي```ه املاركùسي```ة ليù ```س كممارSس```ة فقط ولكن كنظرية اأي ضا كما يرى د.على مربوك وTشاركه فى ذلك عدد من املفكرين الفرنùسين و أادى نق```ده للكتل```ة الإTشرتاكي```ة لط```رده من احل```زب الTشرتاك```ى الفرنùس```ى خاUص```ة بعد انتقاده العلنى لالحتاد الùسوفيتى لجتياحه تûشيكوSسلوفاكيا. أازالت تلك املرحلة الغûشاة عن عينى غارودي كم```ا يقول مربوك واكتûش```ف أانه كان اأSصرا لنظري```ة جام```دة فحم```ل عل```ى عاتق```ه مهمة إاخراجه```ا م```ن أازمته```ا الت```ى يع```د افتقارها للحù ```س الإنùسان```ى أاب```رز عالماته```ا بحùسب مربوك الذى يرى اأن ماركùسية Sستالن كانت ت ض```ع الإنùس```ان حتت Sسط```وة امل```ادة بûشكل قاS ```س يüصبح مع```ه الإنùسان جم```رد انعكاSس لها ول كيان له ول اإرادة. وف```ى Sسبي```ل ذلك ب```د أا غ```ارودي ف```ى العودة للمùسيحية الربوتùستانتي```ة والتوفيق بينها وب`ي`ن املاركùسي```ة بحùس```ب اأن```ور مغي```ث لإVضفاء بع```د روحانى عليها وكانت العالمة املمي```زة لتل```ك الفرتة ه```و كتاب```ة "ماركùسية القرن العûشرين" والذى انحاز فيه ملاركùسية منفتحة على كل Tشيء. ولك```ن اأنور مغيث ي```رى اأن حماولته مل تكن فلùسفي```ة بقدر م```ا كانت SسياSسي```ة ومل ترتك اأثرا عميقا ل فى التفكر الفلùسفى بûشكل عام ول عل```ى النظرية املاركùسية فهو مل يكن من جمددى املاركùسية ولكن اأح```د اأهم مفùسريها وTشراحها. فى تل```ك الفرتة اكتûش```ف غ```ارودي الإSسالم وSساف```ر لإيران حيث اأعل```ن اعتناقه لالإSسالم هن```اك ولكن الإSسالم الذى عرف```ه اأو اعتنقه غ```ارودي مل يك```ن ه```و الإSسالم ال```ذى نعرفه نح```ن كما يرى عل```ى م`ب`ربوك اإذ اأن الإSسالم ال```ذى عرفه غارودي كان اإSسالما بال Vضفاف اإSسالما منفتحا متùسع```ا كان يùستلهم اأSساSسا قراءة املتüصوف الكبر ابن عربي. ويقول مربوك ان اعتن```اق غارودي الإSسالم جعله يدرك اأزمة الفكر املاركùسى والأوروبى بûشكل عام وينفتح على الفكر الالاأوروبي. يüص```ف اأن```ور مغي```ث رحل```ة غ```ارودي م```ع حممد Sسعد الإSس`ل`الم باأنه```ا رحل```ة مليئ```ة بالتح```ولت والüصخ```ب ب```د أات ب إاعالنه اعتن```اق الإSسالم فى اإيران متاأثرا باملذهب الûشيعي ثم حتول نح```و املذهب الùسني انتقال اإىل مرحلة اأراد فيه```ا التجدي```د ف```ى الإSس`ل`الم وه```ى مرحلة جلبت عليه الكثر م```ن النقد لآرائه اجلريئة والتى طالب فيها على Sسبيل املثال مبùساواة الذك```ر والأنث```ى فى امل`ي`راث وه```و ما جعل اجلماع```ات الإSسالمية التى حتمùست له تدير ظهرها اإليه. الدرS ```س ال```ذى نتعلم```ه م```ن قراءة غ```ارودي الآن ب```راأى م`ب`ربوك ه```و اأن الإSس`ل`الم اأغن```ى واأث```رى م```ن الق```راءة املغلق```ة الت```ى حتاول بع ض اجلماع```ات التى يùسميه```ا بالأUصولية ف```ى ترويجه```ا كق```راءة وحي```دة و أان ندرك اأن الإSس`ل`الم الأUص```وىل واملغلق ه```و اخلطر القادم. نوع الإSس`ل`الم الذى انفتح عليه غارودي كان اإSسالما منح```ازا لالإنùسانية اإSسالم يùستوعب ول يقüص```ى ول يطرد وجوهر الدرSس هو اأن علين```ا األ نحيل الأTشياء اإىل مطلقات يخ ضع لها الناSس جريدة االهرام/ حزيران

8 14 العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 15 manarat هذا املقال يناقûش فيه الفيلùسوف العربي الراحل زكي جنيب حممود حتول غارودي اىل االSسالم تلقيت يف يوم واحد رSسالتن كلتاهما تùستند يف Sسياق حديثها اإىل اأقوال قالها املفكر الفرنùسي الكبري روجيه جارودي ولقد قالها يف معرVض حديثه إاىل الناSس هنا يف مüصر- عن الدوافع التي انتهت به اإىل اإعتناق ا إالSسالم أاما اإحدى الرSسالتن فقد جاءت من قاريء يباهي ب إاSسالمه لكنه كما رايته ال يتخلق ب أاخالق املùسلمن يف اأدب احلديث واأما الرSسالة الثانية فمن Tشاب اأخذته احلرية ومل يعد يدري أاين يكون الüصواب يف النظر اإىل ح ضارة هذا العüصر و أاين يكون اخلطاأ على اأن الذي اSستوقفني يف الرSسالتن معا اأTشرتاكهما يف نقطة اأوردها جارودي يف اأحاديثه عن اإSسالمه ف أابرزتاها باهتمام Tشديد وخالUصتها هي اأن ح ضارة الغرب يف عüصرنا هذا اإمنا هي ح ضارة بال اأهداف واأن ا إالSسالم ميثل احلياة الكاملة التي تعرف اأهدافها فاأما Uصاحب الرSسالة االأوىل وهو ذو منüصب تربوي كبري- فيùسوق يل هذه الفكرة يف نغمة التوبيخ على ما اأردده من دعوة اإىل االأخذ بح ضارة العüصر و أاما الرSسالة الثانية فمن طالب حريان وعلى اأي احلالتن فالفكرة تتطلب وقفة هادئة مرتوية نزيهة لعلنا نرSسو بها على نتيجة نطمئن اإليها فهي ليùس بالفكرة الثانوية التي ال ناأبه لها بل هي يف احلقيقة فكرة حمورية أاSساSسية يف رSسم اأجتاهنا احل ضاري الذي Tساأنه اأن يوؤثر يف كل فروع حياتنا: فكيف يكون التعليم وكيف يكون االقتüصاد وكيف تكون Uصورة احلكم وكيف تكون كل Uصورة اأخرى من Uصور احلياة االجتماعية واحلياة الفردية على الùسواء اأمنيل بذلك كله نحو العüصر وح ضارته بدرجة كبرية أاو بدرجة Uصغرية بحùسب ما يقت ضيه كل جانب على حدة اأم نغلق اأبوابنا ونوافذنا دون العüصر وح ضارته حتى ال يüصيبنا منه بالء التيه الذي ن ضرب فيه على غري هدى. اإذ هو Sسري اإىل غري هدف معلوم واأغ ض النظر عن الرSسالة ا أالوىل التي اأعوذها اأدب ا إالSسالم يف توجيه اخلطاب وهذا هو اأقل ما يقال فيها واأقف عن الرSسالة الثانية وفيها جاء ما ي أاتي مكتفيا منه مب ضمون معناه: زكي نجيب محمود يناقش افكار غارودي... إان`ه لت أاخذين ح`يرة ويùساورين قلق إازاء ما تدعو إاليه من حتمية اللحاق بح ضارة ال`غ`رب فها اأن``ذا اأق``ر أا عن الغرب اأن``ه يحيا حياة مادية كانت نتيجتها حياة اجتماعية تتùسم بالSستعباد والùسخرية من املجتمع الûشيوعي اأو ت أاخذ طابع املنافùسة والüصراع يف املجتمع الراأSسمايل واأما الأقتüصاد فقد أاUصبح هدفه جمرد تûشغيل الآلة لتنتج هذه الآل`ة ما تقدر قيمته مبالين ال``دولرات من اأSسلحة الدمار ثم حتول املجتمع اإىل جمتمع اSستهالكي يهدف إاىل خلق حاجات ثم اإىل اأTشباعها. وبالتايل فقد أاUصبح الفرد يعيûش معيûشة حيوان كل همه اإTشباع حاجاته اأما الثقافة فهي إاما جممدة و إاما مùسخرة خللق نùسخ أاخ``رى من جمتمعات جتيء على تلك الüصورة الفاSسدة وSسبب ذل`ك هو الفüصل بن العلم واحلكمة.. وبن الوSسيلة والغاية فاحلياة هي ملجرد احلياة والعلم هو ملجرد العلم... "هذه يا Sسيدي هي اآراء اأحد اأبناء ال``غ``رب ب``ل اأح```د ف`الS `س`ف`ت`ه وه``و روجيه جاوردي" ثم يùص أال Uصاحب الرSسالة قائال : أاهذه هي احلياة التي تدعوننا لنلحق بها فاأي Tشيء مما قاله جارودي يغري الإنùسان ب`` أان يحاول خلق جمتمع تلك هي حياته وهذه هي نهايته واأب```دا ق``ويل باأنني اأق```در الùسيد ج``ارودي تقديرا يرتفع ما ارتفعت مكانته العليا يف دنيا الفكر املعاUصر ومل يكن فكره من ذلك ال``ن``وع امل``ج``رد الأج````رد اخل```ايل م``ن ال``روح واحل`ي`وي`ة ب`ل ك``ان ف`ك`را ف`ع`ال مùستجيبا للحياة وظ``روف``ه``ا ومل ي`ك`ن ليتحرج من الأنتقال بفكرة من طرف اإىل طرف إاذا وجد أان متابعة احلق كما يراه هو تقت ضيه مثل ذلك النتقال وهذا ما حدث بالفعل فقد كان Tشيوعيا ذات يوم ثم ها هو ذات اليوم يعتنق الإS `س`الم وب`ين الûشيوعية الإSسالم ما بينهما من اختالف يف الأSسùس املبدئية الأوىل. لكن تقديري للرجل ل مينعني من مالحظات اأبديها واأولها أانني كنت اأمتنى لإSسالمه اأن يجيء على اأSساSس "العقيدة" ذاتها ل على اأSساSس " احل ضارة" لأنه اإذا كان من الأSسباب التي دفعته اإىل اعتناق الإSسالم ما وجده من نقüص جوهري يف "ح ضارة" الغرب إاذ وجد اإنها ح ضارة بال هدف فهي تخلق يف الناSس حاجات مل تكن بهم من قبل ثم تعمل بعد ذلك على اإTشباع تلك احلاجات مبا تنتجه الآلت. دون اأن يوؤدي ذلك إاىل الرتقاء بالإنùسان من حيث هو اإنùسان فماذا لو مل يكن يف ح ضارة الغرب مثل هذا النقüص واVضح اأن النتيجة هنا هي أان مل يكن جارودي ليجد ما يدعوه إاىل اإS ``س``الم وامل`الح`ظ`ة الثانية ه`ي اأن املفكر الفرنùسي الكبر حن هاجم ح ضارة ال`غ`رب مب`ا هاجمها ب``ه ف`اإمن`ا ك``ان يف ذلك مùسلحا بثقافة الغرب ذاته ومثل هذا املوقف املنطوي على مفارقة كثرا جدا ما نراه عند أاعداء العüصر وح ضارته فنجد الواحد منهم مثال - يلعن ح ضارة الآلت لكنه يوجه تلك اللعنة من إاحدى الآلت التي يلعنها: من تلفزيون- رادي``و- أاو أاية وSسيلة اأخ`رى من وSسائل العüصر. اإن``ه ل ب`اأS `س ي`ا Sسيدي يف اأن يüصيح مفكر ف`رن` ù `س`ي ك`ب`ير Uصيحة ال`غ` `ض`ب م``ن العلم احلديث وما متخ ض عنه من اآلت أاقول اإنه ل ب أاSس يف اأن يüصيح Uصيحة غ ضبه تلك يف اأرجاء الغرب بعد اأن Tشبع ذلك الغرب علما و أارت`وى بالعلم لأنه إاذا كان ذلك الغرب قد Tشطح مبعلومه واآلت```ه حتى اأن``ح``رف عن جادة الüصواب فبدل أان ينتج للناSس خبزا اأخذ ينتج لهم Sسالحا فتاكا فاإنه ليùس حمال عليه أان يعود على هدى الüصيحة الغاVضبة فيلتزم ج``ادة احل``ق. بعلومه تلك واآلت```ه وذلك ب أان يبقى على ما ينفع الناSس وميحو ما ي ؤوذيهم ذلك كله ميكن للغرب ما دام العلم بن يديه يüصنع به ما اSستطاع اأن يüصنع لكن الب أاSس كل الب أاSس يا Sسيدي يف اأن توجه مثل زكي جنيب حممود تلك الüصيحة الغاVضبة يف بلد ما يزال عند أالف باء العلم والüصناعة لأنك اإذا اأTشعت يف نفوSس أاهله مثل ذلك الرتف العقلي و أاعني ب`ه التûشكك يف ح ضارة العلم والüصناعة التي هي ح ضارة هذا العüصر فكاأنك اأTشعت يف Uصدورهم دعوة إاىل اجلمود ل بل دعوة اإىل العودة إاىل الوراء حيث ل علوم ول Uصناعة ول اأجهزة ول اآلت ولن يحدث لهم عندئذ اإل اأن تزداد حاجتهم إاىل العتماد على الغرب يف كل ما ينتجه من علم وما يüصنعه من اآلت. واأن``ت أاعلم مني يا Sسيدي ب` أان تلك العلوم والآلت ال`ت`ي ه`ي اأب```رز Sسمة م`ن Sسمات احل ضارة العüصرية ليùست كلها Tشرا على الإنùسان بل اإن الكرثة الكاثرة منها إامنا هي اخلر كل اخلر وماذا تكون تلك الآلت اإل امتدادات ملا يف التكوين الع ضوي لالإنùسان نفùسه ففي الإنùسان عينان تبüصران ولكنهما تبüصران اإىل م``دى تقيده احل`دي`د اأبعادا واأحجاما فهما ل تريان ما بعد بعدا يجاوز احلد كاأفالك الùسماء- وهما كذلك ل تريان ما بلغ من الüصغر معلوما فجاءت اآلت الروؤية لتمد أابعاد البüصر حتى يبلغ ما Tشاء الله له اأن يبلغه واأن تزيد من أاحجام الكائنات البالغة الüصغر حتى تüصبح لالإنùسان جمال روؤيته وقل مثل ذلك يف حاSسة الùسمع فلقد جعل الإنùسان لنفùسه من الرادار اأذنا تتاأثر مبا هو أاوه``ى من دبيب النمل و إاذا ك`ان يف خلقه الإنùسان رجالن يùصر بهما ويجري لينتقل من مكان اإىل مكان فاأنظر كم اأV `ض`اف اإىل ق`درة رجليه حن Uصنع الطيارة بل وبعد الطيارة امل أالوفة جاء Uصاروخ الف ضاء وماذا نقول ع`ن اأج`ه`زة الفحüص الطبي وغرها وغ`يره`ا اإن`ن`ي لأTشعر الآن بغر قليل من اخلجل حن اأذك`ر اأمثال هذه الأم``ور التي اأU ``ص``ب``ح``ت يف حم``ف``وظ``ات الأط```ف```ال لكن م``اذا اأUصنع ي`ا Sسيدي اإذا كانت Uصيحتك الغاVضبة قد اأثرت يف رجالنا وTشبابنا فكان م`ن اأU ``ص``داء ذل``ك م`ا ج``اءين يف الرSسالتن امل``ذك``ورت`ين واأح``داه``م``ا م`ن عميد لأح``دى الكليات اجل`ام`ع`ي`ة والأخ````رى لطالب يف إاحدى كليات الهندSسة و أاعود فاأقول: اإننا لو كنا Tشبعنا علما و أارتوينا علما كما Tشبعتم وارتويتم- ملا كان هنالك من ب أاSس فيما قلته عن العلم واحلديث واأجهزته واآلت``ه لأننا كنا عندئذ اإذا ما اأدركنا انحرافنا أاUصلحنا النحراف والعلم واأجهزته واآلت`ه مل تزل يف اأيدينا. لقد أاعجبتم الناSس هنا اإعجابا Tشديدا فيما يبدو- بقولكم اإن ح ضارة الغرب فيها علم للعلم واآل``ة لالآلة نفùسها ولكن ليùس فيها هدف يùستهدف العلم وتùستهدفه الآل`ة واأن إايثاركم لالإSسالم إامنا جاء من كون الإSسالم كيانا متكامال هدفا ووSسيلة لكن الناSس اإذا اأخذهم العجاب بذلك وهو اعجاب ظهر يف الرSسالتن املذكورتن نùسوا اأنهم يف حياتهم الفعلية الآن ومنذ أاربعة قرون على الأق``ول اأUصبحت اأمامهم اأه``داف الإSسالم دون اأن يعيûشوا وSسائلها فاإذا كانت ح ضارة ال``غ``رب ق``د ب``دت ل``ك وS `س`ائ`ل بغر اأه```داف فحياتنا هنا أاهداف بال وSسائل وقد كان الأمل اأننا اإذا ما قويت اأع`وادن`ا علما وUصناعة ازددنا اقرتابا من حياة القوة عند املùسلمن الأوائ`ل فتتكامل لنا احلياة كما تكاملت لهم وSسيلة وه``دف``ا. ف`ج`اءت دعوتكم يا Sسيدي لتûشكك الûشباب يف قيمة العلم وقيمة الآلت كما ترى يف رSسالة طالب الهندSسة التي اأSسلفتها. اإن التاريخ البûشري مل يûشهد مرحلة واحدة خلت ممن يتûشككون يف اأجهزة احل ضارة كلما اSستحدث Tشيء منها و إاين لأتüصور الإنùسان يف العüصر احلجري عندما عرف كيف يقد لنفùسه من احلجر Sسكينا مل يخل من رجال يعارVضون تلك الùسكينة بحجة اأن الإنùسان قد يقتل بها اإنùسانا مثله وينùسى مثل ذلك الناقد اأنها كلما قتلت باخلطاأ اإنùسانا واحدا فاإنها تكون قد قتلت باحلق األف األف من الüصيد احليواين ال`ذي يقتات الإنùسان به. وهكذا مت ضي احل ضارة قدما يف Sصرها ومع كل خطوة اإىل الأمام يظهر املعارVضون الناقمون لكنها مت ضي فانظر إاىل Uصيحات الûشعراء يف أاورب````ا عندما ر أاوا تباTصر النقالب الüصناعي وهي اآخ`ذة يف الظهور والنتûشار فك أاخذهم الهلع واجلزع عندما ب``داأت املüصانع تعلو يف الùسماء مبداخنها ولأV ``ض``رب هنا مثال واح```دا اأSسوقه لûشاعر اجن``ل``ي``زي روم``ان`` ù ``س``ي ال``ن``زع``ة متüصوف بطبعه هو وليم بليك الذي اأنûصاأ قüصيدته املعنونة "ملنت" ليقول فيها ما معناه حùسرة عميقة على حياة م ضت كانت وادعة مطمئنة باإميانها اإنها مل تكن تعرف وقتئذ اإل املروج اليانعة واجل`ب`ال املخ ضرة بعûشبها وهل كانت رSسالت الهل إاىل أانبيائه لتهبط عليهم وهم يف اأمثال هذه املدن اجلديدة مبداخنها التي كاأنها قرون الûشياطن ثم أاعلن الûشاعر يف قüصيدته تلك عزميته على اجل`ه`اد يف حماربة الüصناعة اجلديدة واآلتها و أاظنني ما زلت اأذكر اأبيتها التي يقول فيها: أاعطوين قوSسي الذهبية امللتهبة اأع`ط`وين الùسهام ورحم`ي فلن أاك`ف عن اجلهاد الفكري كال ولن يرقد Sسيفي خامال يف يدي حتى أاعيد اإىل بالدي البهجة اخل ضراء. ومل يكن وليم بليك هو وحده الûشاعر الثائر على الآلت اجل``دي``دة وق``ت ظ`ه`وره`ا لكن قطار احل ضارة نفث نفثاته النارية وم ضى يطوي الطريق اإىل الأم``ام تالحقه لعنات الالعنن. الآلت احلديثة هي نفùسها العلم احلديث ف```اإذا Sسمعت ال`ن`اS `س ي`ق`ول`ون اإن العلم قد ت`ق`دم خ`ط`وة فاأعلم اأن معنى ذل``ك ه`و اأن الآلت قد تقدمت تلك اخلطوة وكذلك اإذا Sسمعتهم يقولون عن الآلت احلديثة اإنها تقدمت ف أاعلم اإنهم اإمنا يقولون بذلك Vضمنا إان العلم تقدم ف``اإذا Sسمعنا Uصوتا غاVضبا يùسالنا: وماذا جناه الإنùسان من علم واألته تقدمت أاو تاأخرت فليكن جوابك يا اأخي يف الوطن ويا اأخي يف الإSسالم هو: اإن ما جناه اإنùسان تقدمت علومه واجهزتها هو أان Uصار اإنùسانا بدرجة اأعلى وغ`ور اأغزر اإذا هو قد تفكر يف خلق الùسموات والأرVض كما اأمره ربه اأن يفعل فكان ان ازداد علما بالùسموات والأرV ````ض وم``ع زي``ادت``ه علما ازداد اإميانا. وه`ن`ا اأبùسط ال`ق`ول فيما ل ب`د أان ي ضيفه املùسلمون اإىل ح ضارة هذا العüصر فيكمل بهم ويكتملوا ب``ه نعم إان``ن``ا ل``و تüصورنا اإن` ù `س`ان`ا يق ضي احل`ي`اة على ه``ذه الأرV ``ض ث``م مي ضي ب``امل``وت إاىل ع``دم ل ق`ي`ام بعده ول قيامة لكان هنالك مكان فùسيح لأSسئلة الùسائلن: واأين الهدف البعيد الذي من اأجله اأعيûش و أاعمل اأهو لقمة اليوم لأUصبح بها ق``ادرا على اأداء العمل يوما اآخ`ر ومن هنا نûصاأ يف اأه``ل ال`غ`رب م`ا نûصاأ م`ن قلق ومن Tشعور الغ`رتاب فهو قلق من غياب الهدف ال``ذي من اأجله يعملون وه`و اغ``رتاب لأن الواحد منهم يحùس وك أانه انùسلخ عن ذات نفùسه ليüصنع اأTشياء لالآخرين. وهنا تكون للحياة الدينية قيمة كربى لأنها حياة من Tصاأنها أان تق ضي على الûشعورين معا : الûشعور بالقلق والûشعور بالغرتاب ملاذا لأن الإنùسان يعمل طاعة لربه وابتغاء رVضاه فال Sصوؤال بعد هذا ملاذا اأعمل بل ول Sصوؤال بعد هذا: ملن اأعمل اإن`ه اإذا كانت املذاهب الفلùسفية يف العüصر املعن هي اأدق ما يüصور حقيقة ذلك العüصر منظورا اإليها يف اأعماقها فمذاهب الفلùسفة يف عüصرنا بكل تياراتها تüصور الإنùسان وكاأنه يبداأ هنا وينتهي هنا ومل يكن منه Tشيء قبل ظ`ه`وره ول``ن يكون منه Tشيء بعد غيابه فالفلùسفة املعاUصرة اجتاهان اأSساSسيان يكمل اأحدهما الآخر: اجتاه م```ن```ه```م```ا ي`` ü ``ص``ب اهتمامه على " العلم" يف بنيته ويف منهجه والجتاه الآخر يüصب اهتمامه على حياة الإن` ù `س`ان نفùسها أام``ا وه``و فرد حر مùصوؤول واأم``ا وه`و ع ضو يف جمتمع ل`ه ت`اري`خ وك``ال الجت`اه`ين كما ن``رى ل يفùسح م`ك`ان`ا مل``ا ه``و وراء ه``ذه احلياة بتاريخها املاVضي وعلمها احلاVضر اإذ هو ل يهتم مبا كان من قبل احلياة ونûصاأتها ول مبا Sسوف يكون بعد فنائها فالذي يجري أام``ام``ك على امل` ù `س`رح ه`و ال``رواي``ة كلها من فاحتتها اإىل خامتها و إاذن فقد حق للùسائل اأن يùصاأل: ثم ماذا فاإذا هو مل يجد اجلواب اأخذه الûشعور بالقلق وTشعور الغرتاب. لكن املùسلمن عندهم يف ديانتهم اجلواب. فالüصورة يف عقيدتهم الدينية مل`ا Sسوف يكون بعد فنائها الأرV ```ض وم``ا عليها ومن عليها U `ص`ورة واV `ض`ح`ة بكل تفüصيالتها فهنالك البعث والنûشور وهنالك احلùساب وهنالك الثواب والعقاب وهنالك الطريقة التي يكون بها هذا ويكون بها ذلك وبكلمة واح`````دة ن``ق``ول إان ه``ن``ال``ك ال``ع``دال``ة ب```اأدق موازينها اأتùصاألني بعد ه``ذا: فيم احلياة وT `ش`ق`اوؤه`ا إاذن ف``اجل``واب ه``و: اإن``ك حتيا باأمر الله وتعمل طاعة لله وSسيكون يوم احلùساب م`وع`دا لإق`ام`ة ال`ع`دل فيما قدمت يداك وبهذا تنتفي دواعي القلق والغرتاب وغ`ير ذل`ك من احلüصاد امل`ر ال``ذي تغüص به حلوق املعاUصرين. ويف اإVضافة هذا اجلانب اإىل حياة العüصر ي`ك`ون دور املùسلمن امل`ع`اU `ص`ري`ن إان``ن``ا ل نرف ض العüصر بل ن ضيف اإليه ما ينقüصه ويف هذه الإVضافة نفùسها يتحقق بالإSسالم ما اأSسلم روجيه ج``ارودي من أاج`ل حتقيقه لنفùسه وهو اأن يكون للحياة الدنيا هدفها لكن تلك احلياة الدنيا ل بد اأن جنعلها حياة مليئة بكل ما انتجه العقل البûشري من علوم و أاج`ه`زة واآلت وبكل ما انتجه الوجدان البûشري من فنون واآداب من كتاب زكي جنيب حممود )قيم من الرتاث( رئيùس جملùس االإدارة رئيùس التحرير مدير التحرير علي حùسن االخراج الفني ديار خالد التüصحيح اللغوي حممد حنون طبعت مبطابع موؤSسùسة املدى لالعالم والثقافة والفنون

9