Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna. Saleh Ali Almahfali, Mohammed Published in: Semat 2016 Link to publication Citation for published v

ملفّات مشابهة
دفرتالأطفال

البرامج المنفذة خالل شهر محرم 1433 ه

Microsoft Word - 47-Matthew

د ر و س ف ق ه ي ة ا ل ث ان ي ا ل ثان وي

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

مدى تطبيق معلمي الرياضيات يف مديرية تربية مشال اخلليل لألنشطة التعليمية املبنية على منوذج فان هايل Hiele( )Van يف التفكري اهلندسي د. عادل عطية ريان تا

تعلم للحياة والعمل واإلتقان 1 الئحة المعادالت واالنتقال من النظام الفصلي إلى المقررات

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

مر سوم سلطاين رقم 94/102 باإ صدار قانون ا ستثمار راأ س املال الأجنبي نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم 75/26 ب إاUص

رؤيتنا : اأ صالة وعاملية.. جودة ومتيز لنكون من أاف ضل اخليارات لدى أاولياء الأمور. رسالتنا : ت سعى مدار س التعل م ل أالخذ بيد الطالب لكت ساب القيم الإ

العدد الثاين يف اختتام فعالياته مؤتمر جودة التعليم العالي يوجه رسالة شكر وتقدير إىل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي املؤتمر ويوصي

Microsoft Word - 50-John

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

Magazine No. 23- A

بسم الله الرحمن الرحيم

الذكاء

تجربة السقوط الحر

الدورة الرابعة

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri

مدى تطبيق جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية لمعايير الجودة الشاملة في التخطيط الاستراتيجي وفقا للأنموذج الأوروبي (EFQM)

مر سوم سلطاين رقم 81/53 باإ صدار قانون ال صيد البحري وحماية الرثوة املائية احلية نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

دليل التعامل مع املا شية لتطوير الت صال والإنتاج ورفاهية احليوانات يف منطقة ال شرق الأو سط و شمال اأفريقيا

نـمو المتعلم

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

أاعمال الر سل 507

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

2 سل سلة القانون واالقت صاد املن ش آت ال صغرية واملتو سطة ب ي ن ال ن ص وال ت ط ب ي ق موا ضيع خمتارة 2010 اجل زء ال ث ال ث 1

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

اجلريدة الرSسمية العدد )1076( وزارة الزراعة والثروة الùسمكية قرار وزاري رقم 2014/272 ب إ صدار لئحة تنظيم ا ستخدام الأرا ضي الزراعية ا ستنادا إاىل املر

الشريحة 1

وزارة التربية والتعليم مجلس االمارات التعليمي 1 النطاق 3 مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي Ministry of Education Emirates Educational Council 1 Cluster

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

الدليل التعريفي لبرنامج التحول األول بالمنطقة الشرقية إصدار مجموعة التواصل للتجمع الصحي األول بالمنطقة الشرقية

تطوير البرامج اإلقتصادية دليل لألحزاب السياسية

م ساعدة الأ شخا ص املت ضررين ب سبب النزاع امل سلح وحالت العنف الأخرى موجز

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

الإمارات العربية املتحدة وزارة ش ؤوون مجل س الوزراء الأمانة العامة ملجل س الوزراء دليل اأعمال نظام جمل س الوزراء يناير 2010

2

امل ؤمتر الدويل 160 اخلام س للغة العربية نحو صناعة قامو س اإلكرتوين م صو ر للغة العربي ة د. صفوت علي صالح ملخ ص فكرة ا ستخدام ال صورة أاو الر سم فى شر

1

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2015.indd

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

سل سلة تقارير رقم ( )53 فعالية ومناعة نظام النزاهة يف عمل اإلدارة العامة للمعابر والحدود فهرس المحتويات مقدمة 2... متهيد : املعابر واحلدود 2... الأ س

واقع ر ضا طلبة كلية الدرا سات العليا بجامعة الكويت عن اخلربات االأكادميية والعلمية يف ضوء بع ض املتغريات الدكتورة نبيلة يو سف الكندري كلية الرتبية - ج

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

التقديم الإلكتروني

امل ؤمتر الدويل 160 ال سابع للغة العربية نظرية توليد املفردات واملعاين حممد يحيى كعدان مقد مة ي شهد عاملنا املعا صر تطورا كبريا يف املعارف الب شرية في

قوائم التميز العلمي يف الوطن العريب 1 د. موزه بنت حممد الربان يف هذه السلسلة من الدراسات الوصفية حناول تسليط الضوء على التمي ز يف االنتاج العلمي العري

من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني امل

E-EH/ 3'EJ 'D('1H/J >> (BH) P 'D9DEP *BHI 4HC) O 'D#EEP

طور المضغة

5 بحوث ودراسات فاعلية برنامج تدريبي مقرتح يف تنمية بع ض مهارات ا سرتاتيجيات التعلم الن شط لدى ع ضوات هيئة التدري س بجامعة الطائف د. سميحة حممد سعيد سل

ورقة قانونية حتليلية حول: انتهاكات حرية الراأي والتعبري واحلريات الإعالمية يف مناطق ال سلطة الوطنية الفل سطينية د. ع صام عابدين - م ؤ س سة احلق 2012

تصور مقترح لتطبيق الإشراف التربوي المتنوع في التعليم قبل الجامعي بمصر

كلية

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

دليل اشتراع قانون الأونسيترال النموذجي للاشتراء العمومي

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف

Guidelines for gender-inclusive language in Arabic_Toolbox/ Self-paced activity: Apply the guidelines to a text تطبيق الوثيقة التي تحتوي على أفضل المم

كني سة مهجورة تتحول إىل سكن عائلي ممتع أعادة ت أهيل A House in a Church Along the river De Rotte in Rotterdam stands a wooden church from the 1930 s.

هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو

نموذج توصيف مقرر دراسي

نشـــــرة نصـــف سنويـــة - العـــدد الخامس «يناير يونيو» افتتاحية -2 فعاليات وأنشطة المركـز -3 أخبار من الصناعـة الماليـة اإلسالميـة -4 تعريف ب

العدد الثاني والخمسون : جمادى األولى ١٤٤٠ ه - يناير 2019 م ملحق مجلة التفاهم تصدره وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع األشباه والنظائر في التأو

برن مج ت أهيل واإعداد املحكمني 2016 ال شه دة الإحرتافية مركز التحكيم التج ري لدول جمل ض التع ون لدول اخلليج العربية بتنظيم م شرتك مركز التحكيم والت شو

الت ناص يف روايات واسيين األعرج )رمل املاية أمنوذجا( أ. مجانة )حممد عزمي( زكريا زلوم تاريخ التسليم: 2016/3/13 م تاريخ القبول: 2016/7/10 م. مدر س/ مدرس

1438 ه / م / 1

امل ؤمتر الدويل 160 ال ساد س للغة العربية العدول يف املقابلة واأ سراره البالغية يف الربع الأخري من القراآن الكرمي - درا سة بالغية - نوره حممد ماجد الد

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا

أ شدرته منظمة ليون شكو عام 1996 عدد 155 لأربعاء 6 متوز )يوليو( 2011 إ بن ر شد د. حممد حافظ يعقوب ر شوم: نايلة حن ا ملوؤ ش شة لر عية ل رشيك لثقايف

ا إالبداع االإداري وعالقت ه با أالداء الوظيفي للعاملني االإداري ني يف كلية الرتبية بربيدة يف جامعة الق صيم )درا سة ميدانية( د. هيله بنت منديل حممد الت

easy - translation

274 كتاب راعوث ه وذا م جاع ة ف ي ي 1 ح د ث ت ف ي ز م ن الق ضاة أ م جاع ة ف ي اأر ض ي ه وذا. و ت غ ر ب ف ي ت ل ك الف ت ر ة ر ج ل و ز و ج ت ه و اب ناه م

ش ط TRANQUILITY ش ط Tranquility دومي ي ه منتج سك رائ ص ي ئ ب ت ست ى إق م م ا ر ا و. ا ط ط ا ع ة التصم د م ا ن س ا عم ري وأس ب ء ه ا ا م ا ي سي أجن سكن

جملة جامعة القد س املفتوحة للأبحاث والدرا سات الرتبوية والنف سية- املجلد الثاين-ع )7(- ت رشين اأول 2014 مدى التزام كليات الرتبية فى جامعات قطاع غزة بأ

تفكيك مفهوم القوة عند ميشيل فوكو إعادة فتح امللف اإليراني حممد صفار

الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا

كتاب حكايات حملة ترشيد الكهرباء مركز الت واصل:

فاعلية تدريس مقرر العلوم العامة باستخدام استراتيجية الفصل المقلوب في تنمية التحصيل المعرفي والقيمة العلمية المضافة لدى طلاب كلية التربية

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

اسم المفعول

م ق د م ة الفهرست ال ف ص ل ال أاو ل : م راج عات ق ب ل ي ة ال م ف عول ب ه ال م ب ت د أا و ال خ ب ر الن ع ت ال ع ط ف ال ع د د و ال م ع دود )11 19( ال ف

قرار وزاري رقم 2017/10 اجلريدة الرSسمية العدد )1177( ب إ صدار لئحة تنظيم ا ستخدام الأرا ضي الزراعية ا ستنادا إاىل نظام الزراعة ال صادر باملر سوم ال سل

املعامل املركزية معامل مركز أحباث املؤثرات العقلية قامت جامعة جازان مشكورة بتجهيز معامل املركز املركزية ابألجهزة املتطورة واالدوات الالزمة اليت حيتاجه

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

2 وزارة الرتبية والتعليم أمن وحماية املعلومات كتاب الطالب ال صف الثاين االبتدائي 2 نحو ثقافة إلكرتونية آمنة 1

كتيب بشأن التعامل مع السجناء الشديدي الخطورة

Microsoft Word - حلقات 2الجودة لمدير التعليم مشروع نهائي عائشة.docx

معززات التفاوؤل يف الرتبية االإ سالمية لدى طلبة كليات حمافظة القويعية بجامعة شقراء بحوث ودراس تا 3 Boosters of Optimism In Islamic Education among the

Recognizing and Preventing Commercial Fraud

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2016.indd

اامتح ن الج ي الم حد امتح ن البك ل ري ( الد رة الع دي : ي ني ) 4102 المست ى 0 من س ك البك ل ري الشع أ المس لك مس ك الع الشرعي شعب الع التجريبي شعب الع

Microsoft Word - Study Plan _ Arabic

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

النسخ:

Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna. Saleh Ali Almahfali, Mohammed Published in: Semat 2016 Link to publication Citation for published version (APA): Saleh Ali Almahfali, M. (2016). Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna. Semat, 4(1), 15. General rights Copyright and moral rights for the publications made accessible in the public portal are retained by the authors and/or other copyright owners and it is a condition of accessing publications that users recognise and abide by the legal requirements associated with these rights. Users may download and print one copy of any publication from the public portal for the purpose of private study or research. You may not further distribute the material or use it for any profit-making activity or commercial gain You may freely distribute the URL identifying the publication in the public portal Take down policy If you believe that this document breaches copyright please contact us providing details, and we will remove access to the work immediately and investigate your claim. L UNDUNI VERS I TY PO Box117 22100L und +46462220000

األنساق الثقافية في كتاب كليلة ودمنة محمد المحفلي جامعة حضرموت اليمن almahfale@hotmail.com Received: 05 Sept. 2015, Revised: 20 Oct. 2015, Accepted: 30 Nov. 2015 Published online: 1 (January) 2016

Semat ISSN 2210-173H Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) األنساق الثقافية في كتاب كليلة ودمنة حممد املحفلي جامعة ح ضرموت اليمن امللخ ص تنطلق هذه القراءة معتمدة على فكرة الن سق الثقايف الذي يعد بدوره اأهم اآلية من آاليات النقد الثقايف وهو ما يعني اأن القراءة تاأخذ منهجي ا اأداة من أادوات النقد الثقايف واالنطالق عرب مدخل منهجي إاىل البحث يف واحدة من اأهم املدونات يف الرتاث العربي واالإن ساين وهو كتاب كليلة ودمنة والدخول معه يف قراءة تتجاوز حد البحث عن العنا صر اجلمالية والفنية للبحث عن االأن ساق الثقافية املتجذرة فيه. وقد بينت القراءة وجود تلك االأن ساق على نوعني االأول: اأن ساق ثقافية ظاهرة مبعنى أان وجودها داخل املنت وجود متجل وهو ما ي سهل ت صنيفها وال سيطرة عليها سواء كان ذلك من قبل املوؤلف اأو من قبل القارئ. وقد تعددت هذه االأن ساق التي منها ن سق ال سلطة واملراوغة وجت سيد خطورة الن سق ال سلطوي وكذلك ت صوير صراع االأن ساق لالقرتاب من ال سلطة. والنوع االآخر: يت ضمن االأن ساق الثقافية امل ضمرة التي ا ستطاعت لقوة ن سقيتها اأن توا صل تخفيها حتت الغطاء الفني واجلمايل وقد مت تو ضيح ثالثة اأن ساق تتحدد حتت: ن سق الرتميز الن سق الديني والن سق االجتماعي. الكلمات املفتاحية: ن سق نقد ثقايف كليلة ودمنة حتليل ثقايف م ضمر.

17 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna Mohammed Almahfali Hadhramout University Yemen Abstract Reading is based on the idea of Cultural Patterns, which happen to be the most important tool of Cultural Criticism Forms. This means that reading has taken a systematic path to the Cultural Criticism that led to explosion of research in the most important Blogs in the Arab and Humanistic Heritage. Taking cue from this insight, researches argue that, the book of Kalila and Domna demonstrates the existence of such esthetic patterns that lead the readers to be engaged in both its aesthetic cultural patterns. There are two types of Cultural Patterns; the first one is the existence of Cultural format, which means that, the reader and the author can easily classify and identify the formats; such as power patterns, fraud patterns, conveying of conflict forms and the dangerous portrayal of the authoritarian patterns The other type includes the implicit Cultural Patterns which have been able to force its format beyond the esthetic arts and have been clarified and determined into three formats; Coding, Religious and Social Patterns. Keywords: Patterns, Cultural Criticism, Kalila and Domna, Analysis, Implicit.

Asem Shehadeh Ali: Linguistic Sign: Between the Ancient Arabs... 18 األنساق الثقافية في كتاب كليلة ودمنة حممد املحفلي كلية االآداب جامعة ح ضرموت اليمن مقدمة القراءة: ياأتي النقد الثقايف بو صفه واحد ا من املناهج النقدية احلديثة واإن راأى بع ض الباحثني اأنه قد ياأخذ مكان النقد االأدبي فمن املوؤكد اأن هذا النقد ميكن اأن يكون رافد ا للحركة الفكرية والثقافية احلديثة واأن ي شكل نوع ا من التكامل املعريف مع النقد االأدبي اإذا ما اأح سن ا ستعمال اأدواته. فهو ميتلك من االأدوات ما متكنه من الغو ص يف اأعماق االأعمال مبختلف ت شكالتها لينطلق من االأدبي اإىل الثقايف ومن االأعمال الفنية اإىل كل ما يتعلق بالثقافة ومظاهرها املادية وغري املادية وهنا ياأتي الن ص القدمي ليكون واحد ا من حقول ا شتغاله ليعيد اكت شاف ما هو مطمور فيه واإعادة م ساءلة ما ظل لع صور عديدة رهن البحث يف اجلانب اجلمايل والفني وا ستخراج جوانب اأخرى مل ت ستخرج بعد. وميثل كتاب كليلة ودمنة واحد ا من اأهم الكتب الرتاثية يف االأدب العربي واملنقول اإليه من ثقافات وح ضارات اأخرى وهذا التنا سخ والتنقل مينح هذا الكتاب املزيد من الغمو ض ويجعل منه مثار العديد من االأ سئلة املنبثقة من طبيعة ت شكيله ومتظهره يف ذاته ومن خالل العالقة الرابطة بينه وبني موؤلفه والظروف االجتماعية وال سيا سية التي ت شكل ال سياق العام لظهوره. تنطلق هذه القراءة لتغو ص يف الكتاب م ستفيدة من اآليات النقد الثقايف ال سيما اآلية الن سق الثقايف التي ميكن القول: اإنها حمور النقد الثقايف فكل ما عداها عنا صر مرتبطة بهذا املحور للبحث يف منت كتاب كليلة ودمنة فقد بينت القراءة ا أالولية وجود عدد من االأن ساق الثقافية ظاهرة وم ضمرة. اإذ تنطلق القراءة لتحاول ا إالجابة عن كثري من الت ساوؤالت من مثل: ماهي االأن ساق الثقافية وكيف تتجلى يف كتاب كليلة ودمنة وما عالقة ت شكل الن ص على األ سنة احليوانات بالن سق الثقايف وهل يت ضمن الكتاب اأن ساق ا م ضمرة رغم اأنه مبني على قواعد فل سفية ضابطة وكيف تتجلى تلك االأن ساق اإن وجدت. تعمل القراءة يف البداية على حماولة و ضع مدخل منهجي ي شمل النقد الثقايف واأ س سه وعالقته بالنقد االأدبي واأهميته ومن ثم البحث يف الن سق ومفهومه. ثم الدخول بعد ذلك يف درا سة الكتاب بداية من فح ص برنامج االإر سال ملعرفة م ستويات االأن ساق فيها ثم الدخول يف بحث االأن ساق الثقافية يف ق سمني: االأول االأن ساق الثقافية الظاهرة واملدركة واالآخر: االأن ساق الثقافية امل ضمرة. يف مفهوم النقد الثقايف: قبل الدخول اإىل حتديد أابعاد م صطلح الن سق الثقايف ومفهومه ال بد من الرجوع اإىل م صدره فقد ظهر م صطلح الن سق الثقايف بو صفه واحد ا من م صطلحات النقد الثقايف يف فرتة متاأخرة من عمر النقد العربي احلديث ومع كتاب الناقد Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna

19 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) العربي عبداهلل الغذامي ال صادر مطلع االألفية الثالثة الذي ا ستفاد - بدوره - من م صنفات ليت ش يف النقد الثقايف الغربي. وبح سب الغذامي فاإن النقد الثقايف يقوم -عند ليت ش- على ثالث خ صائ ص هي: 1- اأنه ال يوؤطر فعله حتت اإطار الت صنيف املوؤ س ساتي للن ص اجلمايل بل ينفتح على جمال عري ض من االهتمامات سواء كان خطاب ا اأو ظاهرة. 2- اإنه ي ستفيد من مناهج التحليل املعرفية من مثل تاأويل الن صو ص ودرا سة اخللفية التاريخية اإ ضافة اإىل اإفادته من املوقف الثقايف النقدي والتحليل املوؤ س ساتي. - 3 تركيزه اجلوهري على اأنظمة اخلطاب واأنظمة االإف صاح الن صو صي واأن ال شيء خارج الن ص وهي مقولة ي صفها ليت ش باأنها مبثابة الربوتوكول للنقد الثقايف املا بعد بنيوي )1(. وهو بهذه اخل صائ ص الرئي سة الثالث يحدد املنطلقات االأ سا سية لهذا املنهج اجلديد. ولكن ميكن من خالل هذه املحددات الو صول اإىل مفهوم ينطلق من عمق هذه االأ س س الفكرية والفنية واالإجرائية اإذ يعرفه عبداهلل االأن صاري باأنه:»هو الذي يدر س الن ص ال من الناحية اجلمالية بل من حيث عالقته با إاليديولوجيات واملوؤثرات التاريخية وال سيا سية واالجتماعية واالقت صادية والفكرية ويقوم بالك شف عنها وحتليلها بعد عملية الت شريح الن صية«)2(. فالنقد الثقايف عملية تقنية ت سري يف اأكرث من اجتاه اإذ متر -اأوال - باجلانب الفني واجلمايل ثم تغو ص بعد ذلك يف البنية العميقة التي تت شكل حتت هذا امل ستوى الفني املتخفي -غالب ا- حتت رداء اجلمال والدالالت ذات البعد الفني واجلمايل. ويكون النقد الثقايف موجه ا ب صورة اأ سا سية- نحو 1 ينظر: عبداهلل الغذامي النقد الثقايف املركز الثقايف العربي الدار البي ضاء املغرب ط/ 3 2005 م ص: 32. - 2 يو سف عبداهلل االأن صاري النقد الثقايف واأ سئلة املتلقي جامعة أام القرى مكة املكرمة اململكة العربية ال سعودية 2008 م( رابط املقال:.https://uqu.edu.sa/page/ar/84250 تلك اجلوانب التي تتوارى ومترر للثقافة واملجتمع اأن ساقها وي ستهلكها املجتمع جمالي ا وهي تت شكل على م ستويات خمتلفة بوعي املجتمع وثقافته حل ساب موؤثرات فكرية واأيديولوجية معينة. ويف ضل حممد عبداملطلب م صطلح القراءة الثقافية على م صطلح النقد الثقايف فيعرف القراءة الثقافية ب أانها:»تلك التي تتجه اإىل الن ص تتاأمله بهدف رده اإىل االأن ساق الثقافية التي تدخلت يف إانتاج خطوط الداللة سواء تلك اخلطوط الطولية التي تتحرك باملعنى اإىل ا أالمام اأو تلك التي تف سح الطريق اأمامه ومن هذه وتلك يتحقق ما ن سميه )املعنى التكاملي( وهذه اخلطوط الطولية تتعانق مع اخلطوط الراأ سية التي حتفر يف الداللة للو صول إاىل منابعها العميقة أاو امل ضمرة اأي الو صول إاىل الطبقات الثقافية املرت سبة يف هذه االأعماق«)3( فالن سق الثقايف مرتبط باخلطوط الداللية داخل الن ص عرب البنية ال سطحية له والقراءة الثقافية تبتغي الو صول إاىل كل ذلك. وعلى ما بني امل صطلحني بح سب ا إالجراءات- من تطابق ف إان النقد الثقايف اأكرث ا ستعماال بني الكتاب والنقاد على أان كلمة القراءة تعطي اأبعاد ا تقنية متعلقة باجلانب احلواري للن ص كون العملية النقدية عملية حماورة للن ص ولي ست متعالية عليه. لكن ما يهم يف امل ضاألة هو م صطلح الن سق الذي يظهر هنا وهناك حمور ا اأ سا سي ا تنبني عليه القراءة الثقافية أاو النقد الثقايف. ويرتبط النقد الثقايف بالثقافة فهي على تنوع تعريفاتها بتعدد امل صادر من: علم االجتماع اإىل الفل سفة إاىل علم النف س.. اإلخ ف إانها قد برزت يف االآونة االأخرية وبارتباطها بالنقد الثقايف والدرا سات الثقافية لتعرب عن م ستويات أايديولوجية وجتلياتها يف الفن والعلم وال سلوك بل اإنها مل تعد»جمرد تعبري عن كتل ا أالعمال الفنية اأو تراكمات ل أالفكار الفل سفية أاو جتميع للمفاهيم املنهجية املكونة لهرم اجتماعي ولكنها تعبري 3- حممد عبداملطلب القراءة الثقافية املجل س االأعلى للثقافة القاهرة - م صر ط/ 1 2013 م ص: 20.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 20 عن حلول للم شاكل احليوية جلماعة اجتماعية هم شتها ال سلطة املركزية«)4( ومن ثم ي صبح للثقافة يف هذا اجلانب- م سارين االأول هو ال سلوك واالأن ساق الهام شية داخل املجتمع واالآخر: ك شف تلك االأن ساق ومعاجلتها. النقد الثقايف والنقد الأدبي: يقول الغذامي باأن النقد الثقايف جاء يف مرحلة كان النقد االأدبي فيها قد ا ستنفذ تقريب ا- جممل ما ميتلكه من طاقة يف سبيل ا ستكناه اجلوانب اجلمالية يف االأدب حيث»التزم بالنظر اإىل الن ص االأدبي بو صفه قيمة جمالية يجري دائم ا ال سعي لك شف هذا البعد اجلمايل وتربير اأي فعل للن ص مهما كان حتت مبداأ االأ صل اجلمايل مما جعل )اجلمال( منتج ا بالغي ا حمتكر ا و صار للجمايل شرط موؤ س ساتي ي صنعه ال سيد ال شاعر ويقوم الفعل النقدي بعمليات الت سويق والتعميم«)5( فياأتي النقد الثقايف ليقوم مبهمة مل تكن يف سلم اهتمامات النقد االأدبي عرب البحث عن املو ضوعات غري االأدبية التي يحملها الن ص التي قد ت شكل حمولة كبرية ال تقل اأهمية عن احلمولة االأدبية وهو ما سوغ له املطالبة مبوت النقد االأدبي وهذا فيه من املبالغة ال شيء الذي حدا بالكثري من النقاد الرد على مثل هذا القول الذي يبالغ يف االإعالء من ضاأن الوافد اجلديد على ح ساب النقد االأدبي اإذ جند من هذه الردود ما قدمه عبدالنبي اأ صطيف يف رده على الغذامي بالقول:»واخلال صة اأن لكل من النقد االأدبي والنقد الثقايف ضاأن يغنيه وال يغني اأي منهما عن االآخر وامل ضاألة هي يف صدور اأي نظام اأدبي من شود يتج سد يف نظرية اأدبية اأو نقدية عن النتاج اخلا ص باأدب االأمة املعنية التي يفرت ض بهذا النظام اأن يحكمه ويف سره ويوجهه ال يف حماكاة النظم االأدبية االأخرى اخلا صة بالتقاليد - 4 سعيد علو ش نقد ثقايف اأم حداثة سلفية املجل س ا أالعلى للثقافة القاهرة - م صر ط/ 1 2010 م ص: 17-5 عبداهلل الغذامي النقد الثقايف ص: 15. االأدبية والتي ت صدر عنها«)6( اأي أان لكل من النقد الثقايف والنقد االأدبي اأ س سه وقواعده ومو ضوعاته وهذا بالفعل ما ي ؤوكد عليه الغذامي يف كتاب النقد الثقايف نف سه. لقد فهم البع ض خطاأ- من كتاب الغذامي أان خطابه يف الكتاب املتبني للنقد الثقايف يعني به موت النقد االأدبي باملعنى احلريف للكلمة واحلقيقة اأنه يو ضح أان النقد الثقايف ال ميكن اأن يكون بديال للنقد االأدبي بل يرى أان بني النقدين تكامال واأن النقد الثقايف ينبغي أان يكون امتداد ا للنقد االأدبي»حيث إان احلد فيما بني احلداثة وما بعد احلداثة أاو بني البنيوية وما بعد البنيوية لي س حد ا فا صال يعلن عن نهاية ولكنه حد ينبئ عن بداية أاخرى لها امتدادها وبعدها اجلديد. وهذه صورة احلال فيما بني النقد الن صو صي )االأل سني( كما نعهده وبداية حد جديد هو )النقد الثقايف( واحلدود املتقاطعة من كافة املداخل النقدية«)7( ف سيظل النقد ا أالدبي املعتمد على ك شف اللغة وت شكيلها اجلمايل فاعال ما دام الن ص ا أالدبي يكتب و سيكون النقد الثقايف امتداد ا لذلك النقد بل وم ستفيد ا من كل ما اأنتجه وما ميتلكه من مناهج ونظريات قد ت ساعد النقد الثقايف على بلوغ غاياته التي ي سعى إاليها. كما يذكر الغذامي عن بنفن ست وليت ش منظري النقد الثقايف. ويقطع الغذامي صراحة ب» أان النقد الثقايف لن يكون إالغاء منهجي ا للنقد االأدبي بل اإنه سيعتمد اعتماد ا جوهري ا على املنجز املنهجي ا إالجرائي للنقد االأدبي«)8( وهذا قول وا ضح و صريح با ستحالة اال ستغناء عن النقد االأدبي. واأن»هذه املقابلة بني النقد ا أالدبي والنقد الثقايف ال تعني بحال االنف صال فيما بينهما واإمنا بينهما متاه اإذ النقد ا أالدبي وجمالياته جزء من الثقافة وبذلك ال ي هدد النقد الثقايف فكرة االأدبي ة اأو اجلمالية - 6 عبدالنبي اأ صطيف بل نقد أادبي. يف كتاب: عبداهلل الغذامي و عبدالنبي اأ صطيف: نقد ثقايف اأم نقد أادبي دار الفكر دم شق- سوريا ط/ 1 2004 م ص: 69. - 7 عبداهلل الغذامي النقد الثقايف ص: 16. - 8 عبداهلل الغذامي إاعالن موت النقد ا أالدبي. يف كتاب: عبداهلل الغذامي و عبدالنبي اأ صطيف: نقد ثقايف أام نقد اأدبي ص: 21.

21 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) اخلا صة باالأدب بل هي م سار مهم من م سارات النقد الثقايف اإىل جانب التاريخ والفل سفة والعلوم االجتماعية«)9( واأن»املبادئ االأ سا سية للدرا سات الثقافية لي ست ا ستبداال للدرا سات االأدبية واإمنا تطعيم ا لها يخدم خ صو صيات جديدة حتتاج اإىل الرتكيز على عنا صر وتقنيات التحليل االأدبي يف الثقافة«)10( وهنا ي صبح النقد االأدبي جزء ا اأ صيال من النقد الثقايف ويكون النقد الثقايف واحد ا من مناهج النقد االأدبي احلديث فتلغى فكرة املفا ضلة بينهما حيث اإن التفريق بني املنهجني يعتمد على اختالف يف تفا صيل مو ضوع كل منهما فاإذا كان النقد االأدبي ال سيما مبناهجه احلديثة- يركز على درا سة الن ص يف ذاته فاإن النقد الثقايف ينظر اإىل الن ص»من حيث ما يتحقق فيه وما يتك شف عنه من أانظمة ثقافية. فالن ص هنا و سيلة واأداة وح سب مفهوم )الدرا سات الثقافية( لي س الن ص سوى مادة خام ي ستخدم ال ستك شاف اأمناط معينة من االأنظمة ال سردية واالإ شكاليات ا أاليديولوجية واأن ساق التمثيل وكل ما ميكن جتريده من الن ص. لكن الن ص لي س هو الغاية الق صوى للدرا سات الثقافية واإمنا غايتها املبدئية هي االأنظمة الذاتية يف فعلها االجتماعي يف اأي متو ضع كان«)11(. وميكن القول باأن النقد الثقايف يقوم مبهمة ما ميكن اأن مير عليه النقد االأدبي فاإذا ا ستنفذ النقد االأدبي كل زوايا الن ص اجلمالية والفنية فاإن النقد الثقايف سيفت ش عن االأمور التي ميررها املوؤلف اأو الن سق الثقايف الذي ميثله حتت غالف جمالية الن ص وفنيته. على اأن ذلك ال مينع اأن ينظر النقد الثقايف يف جماليات الن ص للو صول اإىل اجلوانب الن سقية فيه وال مينع الناقد االأدبي من النظر يف اجلوانب الن سقية يف اأثناء التحليل الفني والقراءة خا صة اأن النقد احلديث يتجاوز التقييم اإىل الو صف وحماورة جوانب الن ص املتجلية واخلفية ال سطحية والعميقة. - 9 هاين علي سعيد م سارات النقد الثقايف جملة الرافد )دائرة االإعالم والثقافة حكومة ال شارقة االإمارات العربية املتحدة( رابط املقال: http://www.arrafid.ae/m10.html - 10 سعيد علو ش نقد أادبي اأم حداثة سلفية ص: 47. - 11 عبداهلل الغذامي النقد الثقايف ص: 17. وي ستفيد النقد الثقايف من النقد االأدبي ومن خمتلف النتاجات املعرفية املرتاكمة يف اخلربات االإن سانية. ويف الوقت نف سه ي ضع تلك النتاجات على طاولة النقد اإذ اإن»نقاد الثقافة ي أاتون من جماالت خمتلفة وي ستخدمون اأفكار ا ومفاهيم متنوعة ومبقدور النقد الثقايف اأن ي شمل نظرية ا أالدب واجلمال والنقد ف ضال عن التفكري الفل سفي وحتليل الو سائط والنقد الثقايف ال شعبي ومبقدوره اأي ض ا أان يف سر نظريات وجماالت علم العالمات ونظرية التحليل النف سي والنظرية املارك سية والنظرية االجتماعية واالأنرثوبولوجية«)12( فهو ي ستفيد من تلك النظريات واملعارف يف ك شف االأن ساق الثقافية ويف الوقت نف سه قد يعمل على ك شفها داخل العلوم ذاتها. وهنا يكون النقد الثقايف اأداة لفح ص االأن ساق الثقافية وك شفها يف خمتلف ما تنتجه الثقافة يف بعديها ال شعبي والر سمي والعلمي واالإبداعي. وعلى الرغم من كرثة العلوم التي ي ستفيد منها النقد الثقايف فاإن»ثمة علوم ا بعينها تبدو وا ضحة يف حياة االإن سان اليومية ويف تف سري الكثري من الظواهر الب شرية الكربى يكون لها جتليها ا أالكرب يف اجلانب االإجرائي للنقد الثقايف ونعني: علم النف س أاو التحليل النف سي وعلم االجتماع وبينها علم العالمات ويف سر االأول املجتمع من داخله وي ستبطن الذات بو صفها ال شريحة املثلى للك شف عن املجتمع ويف سر الثاين املجتمع من خارجه يف ر صده للظواهر املوؤثرة والتحوالت ذات ا أالثر الوا ضح يف ال سياق االجتماعي«)13( وهي ت شكل يف جمملها اأدوات فاعلة بيد الناقد الثقايف ي ستعني بها للو صول إاىل بواطن الثقافة وهي ت شتغل بو صفها آاليات فاعلة يف ذهن الناقد الثقايف ت ساعده على الو صول إاىل تفكيك االأن ساق الثقافية: الب سيطة واملعقدة. - 12 حنفاوي بعلي مدخل يف نظرية النقد الثقايف املقارن من شورات االختالف اجلزائر العا صمة اجلزائر ط/ 1 2007 م ص: 20. - 13 م صطفى ال ضبع اأ سئلة النقد الثقايف م ؤومتر اأدباء م صر يف االأقاليم املنيا - م صر 26-23 دي سمرب 2003 م ص: 6-5.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 22 اأهمية النقد الثقايف: تكمن اأهمية النقد الثقايف من اأنه مرتبط بالثقافة والثقافة باملجتمع ومن ثم»يجب اأن تفهم كلمة املجتمع والثقافة واجتماعي وثقايف على اأنهما يت صالن ببع ضهما اإذ ال توجد ثقافة بدون جمتمع واأي ض ا ال يوجد جمتمع بدون اأفراد«)14( ومن هذا الرتابط ميكن النقد الثقايف اأن ي سهم يف الو صول اإىل كثري من االختالالت التي ت ستكني يف عمق ثقافة املجتمع وت سليط ال ضوء عليها بغية تقوميها. ويرتبط النقد الثقايف بالعنا صر املختلفة يف املجتمع سواء تعلق االأمر باجلانب ال شكلي اأو اجلوهري ولكن ب صورة مركزة- جند النقد الثقايف مرتبط باجلانب الداليل والعميق فاأين يكمن املعنى يف هذا اجلانب اإن املعنى يف النقد الثقايف»ال يكمن يف بطن ال شاعر كما قال القدماء العرب وال يف بنية الن ص كما قال البنيويون الغربيون وال عند القارئ كما يقول احلداثيون فح سب بل يكمن يف التفاعل اخلالق بني عنا صر الثقافة والعنا صر االأدبية داخل الن ص وهي اأي القراءة الثقافية حمددة باأفق تاريخي معني يتعلق بثقافة املوؤلف وثقافة القارئ املحددة هي االأخرى باأفق تاريخي مغاير«)15( وهذا التفاعل بني خمتلف عنا صر الثقافة يف جانب االإنتاج واال ستهالك يعمل على اإعادة تنظيم العالقات يف صورتها االإيجابية التي ال تنحاز اإىل طرف دون اآخر وال اإىل م ستوى دون غريه. كما يعمل على اإلغاء فكرة التهمي ش التي كانت سائدة على م ستوى وا سع من االإنتاج الفكري واالأدبي. كيف يكون النقد الثقايف فاعال : يناق ش كثري من النقاد م ضاألة تطوير مفهوم النقد الثقايف وحماولة الو صول به اإىل م ستوى نا ضج قادر على االإتيان مبا هو مطلوب منه. وقد و ضع بع ض النقاد عدد ا من املحددات التي - 14 حممد ح سن غامري املدخل الثقايف يف درا سة ال شخ صية املكتب اجلامعي احلديث االإ سكندرية م صر 1989 م ص: 5. - 15 عبدالفتاح اأحمد يو سف قراءة الن ص و ضوؤال الثقافة عامل الكتب احلديث اإربد - ا أالردن ط/ 1 2009 م ص: 14. ميكن اأن تكون ضرورية انطالق ا من مقوالت النقد الثقايف ذاته. وهذه املحددات هي: التكامل مع ا أالنواع االأخرى من النقد. والتو سع إاذ عليه اأن يو سع من اهتماماته مبجمل الن شاط االإن ساين بحيث ي صبح املجال مفتوح ا اأمام اأ شكال متعددة من الن شاط. واأي ض ا على النقد اأن يو سع منظوره ليجعله شامال لكل مناحي احلياة مما يك سب النقد نف سه قيم ا اأخرى جديدة. و ضرورة التطوير فبالنقد الثقايف يتم تطوير ا أالفكار القدمية واالإ ضافة إاليها. واالكت شاف اإذ ي سعى النقد الثقايف إاىل اكت شاف اأو توجيه النظر الكت شاف جماليات جديدة. واحلرية إاذ يتطلب النقد الثقايف م ساحة اأو سع منها سواء يف مو ضوعه أاو يف طرائق التناول. وكذلك االبتعاد عن حدود الكلمات املبا شرة وربط الن ص بكل حميط. وعليه تناول اخلطاب اجلماهريي الذي يحظى مبقروئية عري ضة من النا س بغ ض النظر عن شكله اأكان شعر ا اأم نرث ا حكمة أام مثال نكتة اأم اأغنية. ثم اال ستفادة من العلوم االإن سانية املرتبطة باأ شكال اخلطاب املنقود. والبحث فيما ورائية اخلطاب من م ضمرات ن سقية. واأي ض ا ا إالملام بال سرية التاريخية ملبدع اخلطاب املنقود. والربط بني املبدع ون ص ه وثقافته. وكذلك الربط بني اللغة والن ص من جهة واللغة والن ص والثقافة من جهة اأخرى. والقدرة على ت أاويل الرموز واالأقنعة وحتليلها.والك شف عن املثاقفة التي تعرب عن ات صال ثقافتني خمتلفتني بحيث يفر ض هذا االت صال تغيري ا يف شكل الثقافة ال سائدة. وعدم إاهمال اجلانب اجلمايل وعدم ق صر التحليل عليه فهو عن صر ثقايف ي ضاف إاىل بقية العنا صر ا أالخرى يف اخلطاب املنقود )16(. فهذه املحددات ميكنها اأن ت ضاعف من م ستوى اأداء النقد الثقايف يف م ستوى النقد االأدبي ب صورة خا صة والثقافة ب صورة عامة ويالحظ من بع ض املحددات ال سابقة أانها تتقاطع مع ا شرتاطات النقد الثقايف واآلياته و أانها اإعادة تو صيف الآليات - 16 ينظر: م صطفى ال ضبع اأ سئلة النقد الثقايف ص: 10-13 وهاين علي سعيد م سارات النقد الثقايف http://www. arrafid.ae/m10.htm

23 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) ا شتغاله ولكن ميكن القول: اإنها اإذا ما مت اال ستعانة بها فاإنها ستعمل على تاليف الكثري من املاآخذ التي و ضعها بع ض النقاد على النقد الثقايف وت ضاعف من م ستوى اأدائه. الن سق الثقايف: يقدم الغذامي مفهومه للن سق الثقايف:»عرب وظيفته ولي س عرب وجوده املجرد والوظيفة الن سقية ال حتدث اإال يف و ضع حمدد ومقيد وهذا يكون حينما يتعار ض ن سقان اأو نظامان من اأنظمة اخلطاب اأحدهما ظاهر واالآخر م ضمر ويكون امل ضمر ناق ض ا ونا سخ ا للظاهر. ويكون ذلك يف ن ص واحد اأو يف ما هو يف حكم الن ص الواحد. وي شرتط يف الن ص اأن يكون جمالي ا واأن يكون جماهريي ا ول سنا نق صد باجلمايل ح سب ال شرط النقدي املوؤ س ساتي واإمنا اجلمايل هو ما اعتربته الرعية الثقافية جميال «)17( ففي هذا التحديد تظهر موا صفات الن سق وموا صفات الن ص احلامل له فالن سق تبع ا لهذا التحديد- عبارة عن تعار ض نظامني يكون الن سق الثقايف فيه م ضمر ا ومناق ض ا للظاهر ويكون يف خطاب جمايل باملعنى املبا شر للجمال كون اجلمال اإحدى حيل الثقافة لتمرير اأن ساقها. ويتحقق الن سق»بوجود نظام ثابت ينغر س يف وجدان املجتمع ويتغلغل داخل ذاكرته ومل يلبث اأن ي سيطر عليها الأنه ينبني من تراكم اأثر على اأثر يف العقل اجلماعي ثم االنت شار وهنا يتملك القدرة على التحكم يف ردود االأفعال ومن ثم ال سيطرة والهيمنة على االأفراد وي صبح الن سق ال هم له سوى اأن يجعل من قيمه اأقنعة الأفكار مثالية توهم الذات باأنها ال سبيل اإىل احلياة الأنها اأي االأن ساق الثقافية- تعمل يف اأيديولوجيتها- على تغييب فردية االإن سان يف اأعماق ضمري جمعي قابل الأي تاأويل هو»نحن«مكان اخل صو صية فيه حمفوف باملخاطر. ولهذا تخ ضع الذات غري مت سائلة لهذه االأن ساق ويتخذ الن سق من»االأ صالةالقيمالتقاليد«- 17 عبداهلل الغذامي النقد الثقايف ص: 77. لعبة ت شوي ش على الذات ومرجعيتها فنجد اأنف سنا اأمام»خرافة«اأو»اأكذوبة«ت سعى إاىل تك سري الوعي بالذات وزعزعة ثقتها يف إامكانيتها وقدراتها«)18( ولكنها ال تك شف نف سها ب سهولة فتظل مراوغة مما ميكنها من جتاوز كل العقبات فتتوالد داخل اخلطاب بل ومتر عرب اخلطابات املختلفة وبتجليات متنوعة. ويف تو ضيح بع ض التفا صيل يعقب الناقد ر شيد العلوي حماوال نقد الغذامي يف مفهومه للن سق وفيما يتعلق بثباته بالقول:»اإن احلديث عن جوهر ثابت لالأن ساق الثقافية ي ضرب بعر ض احلائط اجلوهر احلقيقي لالأن ساق الثقافية. فالن سق الثقايف يف اعتقادنا هو ن سق ب شري منتوج ب شري م شروط بو ضع االإن سان عرب الزمان واملكان. وهذا هو سر اختالف االأن ساق الثقافية. اأي اأن الن سق الثقايف بنية م شروطة تاريخي ا بتغريات وطبائع النا س واأحوالهم. وعليه ال ي صح عد الن سق الثقايف ن سق ا قار ا يقع وراء التاريخ بل هو يف صلب التاريخ مما يطرح ضرورة النظر إاىل االأن ساق باعتبارها اأن ساق ا متغرية ومتفاعلة فيما بينها فهل ميكن القول على اأن االأن ساق الثقافية التي حتكم االأدب العربي هي اأن ساق منغلقة وبعيدة عن أاي تفاعل مع غريها «)19( فهل بالفعل اأن الغذامي يعني اأن االأن ساق قارة من حيث جتليها اأم من حيث وجودها اأي هل هي موجودة ب شكلها اأم بكينونتها الظاهر بح سب قول الغذامي اأنه يعني ثبات الن سق من حيث الوجود ومن حيث هو كامن واأما املتغري فيه فهو اجلانب ال شكلي إان االأن ساق الثقافية تتميز بر سوخها وقدرتها على العبور على الثقافات واالأزمنة دون أان يتنبه لها اأحد وهو ثبات ن سبي ولي س قطعي و إاال فذلك ينفي قدرة النقد الثقايف على ك شفها ناهيك عن حماولة تقوميها. - 18 عبدالفتاح أاحمد يو سف قراءة الن ص و ض ؤوال الثقافة ص: 79. - 19 ر شيد العلوي النقد الثقايف عند عبداهلل الغذامي جملة دفاتر االختالف ا إاللكرتونية املغرب 2009/9/27 م رابط املقال:/ http://cahiersdifference.over-blog.net article-36573268.html

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 24 كما يعار ض يو سف عليمات فكرة الغذامي بوجود ن سقني متعار ضني ظاهر وم ضمر اإذ يرى يف ضوء التاأويل الثقايف اأن»الن سق الظاهر مبا هو وجود متعني يف الن ص االأدبي ال ميكن اأن ينتج ن سق ا اأحادي ا م ضمر ا كما اأ شار الغذامي- بل اإن هذا الن سق الظاهر يتميز باملخاتلة التي تفر ض على املوؤول الثقايف التح صن بكفاءات وخربات لفح ص هذا الن سق وم ساءلة اإ ضماراته مما مينح املوؤول الثقايف وكما هي ال صورة يف الدائرة التاأويلية يكت شف اأن الن سق الظاهر ينتج سل سلة من االأن ساق امل ضمرة الالمتناهية«)20( وكما يوؤكد معجب الزهراين بتنوع الن سق وتعدده»فتاريخ املعرفة وواقع الثقافات الب شرية كلها يفيدان باأن االأن ساق الثقافية متنوعة خمتلفة متعار ضة متناق ضة متغرية متطورة وقابلة للحياة واملوت«)21( فالن سق الظاهر ن سق اأحادي ويوؤدي دور ا واحد ا يف ال سياق اجلمايل بيد اأن االأن ساق امل ضمرة قد تكون خمتلفة ومتعددة بل قد تكون مت صارعة لكن هذا يف سياق التاأويل اأو ممار سة النقد التاأويلي كما جاء يف سياق درا سة عليمات والزهراين لكن يف اإطار النقد الثقايف فاإن الن سق الثقايف يعود االأمر يف حتديده اإىل ال سياقات الثقافية واالجتماعية والتاريخية التي تقرتب قدر االإمكان من الو صول اإليه داخل الن ص أاو اخلطاب وقد يكون التاأويل جزء ا من هذه املهمة وهنا نكون اإزاء تعار ض ن سقني ظاهر جميل وم ضمر ن سقي. وذلك ال مينع من وجود اأن ساق اأخرى على اعتبار وجود اأن ساق ظاهرة ت شرتك يف بنية الن ص ال سيما الن ص الفني الغني بدالالته وتكثيفاتها. على الرغم من اأن الغذامي قد و ضع ستة اأ س س ت شكل املنطلق النظري واملنهجي للنقد الثقايف - 20 يو سف عليمات الظعينة يف ق صيدتي الهجاء واملديح عن ب شر بن اأبي خازم االأ سدي قراءة تاأويلية ثقافية املجلة ا أالردنية يف اللغة واآدابها مج) 3 ( ع) 3 ( جامعة موؤتة ا أالردن متوز 2007 م ص:.155-21 معجب الزهراين مفهوم الن سق من منظور املعرفة جريدة الريا ض ع: 13331 موؤ س سة اليمامة الريا ض- اململكة العربية ال سعودية رابط املقال: http://www.alriyadh. com/11617 التي هي: الوظيفة الن سقية واملجاز الكلي والتورية الثقافية والداللة الن سقية واجلملة الثقافية وامل ؤولف املزدوج )22( فاإنه ميكن اإيجاز هذه االأ س س يف م ض أالة الن سق وا شتغاله بح سب ما ات ضح يف الفقرات ال سابقة وميكن اأن تكون الوظيفة الن سقية التي ي ضعها الغذامي وظيفة سابعة اإ ضافة إاىل وظائف اللغة عند جاكب سون هي حمور النقد الثقايف. فهو يرتكز على عمق املفارقة إاذ ت ضمر «يف بنيتها الرئي سة كل ما هو اإ شكايل ناجم عن التوتر بني ن سقني مت ضادين الن سق الثقايف ل صانع املفارقة والن سق الثقايف ل آالخر ال ضحية. ونتيجة لتعار ض هذين الن سقني وت صادمهما تربز للوجود الق ضية الكربى أاو الهاج س الرئي س وهو تاأ سي س عامل أاحادي الر ؤوية والن سق«)23( وعلى هذا االأ سا س ميكن القول: إان فكرة الن سق الثقايف هي التي يقوم عليها هذا النقد كما تبني من خالل الكثري من الدرا سات التي اعتمدت هذا املنهج منها درا سة الغذامي نف سه وكما ستبني هذه القراءة. فالن سق الثقايف هو احلامل االأ سا سي مل شروع النقد الثقايف واأن خمتلف االأ س س سواء تلك التي ذكرها الغذامي أاو التي ا شرتطها غريه لتح سني أادائه تدور جميعها حول فكرة الن سق الثقايف ومن هنا ف إان هذه القراءة تف ضل االنطالق من هذه االأداة للتعمق داخل اخلطاب كونها جت سد ب صورة مركزة فكرة النقد الثقايف ب صورة شاملة. الأن ساق الثقافية يف كتاب كليلة ودمنة: يتجلى كتاب كليلة ودمنة يف اأول ا أالمر بكونه كتاب ا اإ شكالي ا يف الثقافة العربية الر سمية فهو كتاب مرتبط بالطبقة احلاكمة على عك س األف ليلة وليلة -كما يبني الغذامي- فقد»اعتربت مما ال يليق إاال بال صبيان والن ساء و ضعاف النفو س وهذه صفات تك شف عن الن سق الثقايف الذي يتحرك وفقه اخلطاب البالغي الر سمي يف نظرته اإىل االآخر املختلف وال ضعيف كاملر أاة والطفل ويف نظرته اإىل خطاب ينت سب اإىل ه ؤوالء ال ضعفاء 22- ينظر: عبداهلل الغذامي النقد الثقايف ص: 63-76. - 23 يو سف عليمات جماليات التحليل الثقايف املوؤ س سة العربية للدرا سات والن شر بريوت لبنان ط/ 1 2004 م ص: 278.

25 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) مما يجعله حمتقرا مثلهم. ويف مقابل ذلك نرى تقدير ا عالي ا لكتاب )كليلة ودمنة( الأنه ينت سب اإىل املوؤ س سة الثقافية الر سمية فكاتبه )مرتجم( هو اأحد فحول اخلطاب الثقايف كما اأنه كتاب مو ضوع للملوك ومن يو صفون بالعقالء وهو لذا ينطوي على احلكمة والعقل ال على متعة ال سفهاء كما يف ( أالف ليلة وليلة(«)24( وهنا يتبني اأن كتاب كليلة ودمنة يعد -من هذه الناحية- ن ص ا م شكال بكونه يت شكل ضمن الثقافة للموؤ س سة الر سمية فهو ينطلق من هذه النقطة التي تعطي للنقد الثقايف النظر فيها من زاويتني: االأوىل بو صفها صوت ا للموؤ س سة الر سمية واالأخرى بو صفها ذات اأن ساق ثقافية فالكتاب يثري يف البداية العديد من االأ سئلة التي تنطلق من عمق النقد الثقايف من مثل: من املر سل داخل الكتاب وما داللة ارتباط احليوانات بامل ستوى ال سطحي للن ص واحلكمة بامل ستوى العميق وما هي االأن ساق الثقافية املدركة التي يفككها اخلطاب داخل الكتاب وما هي االأن ساق التي مرت لت صل اإىل قارئها متجاوزة حدود الزمن منذ التاأليف حتى اللحظة وما الداللة الن سقية الرتباط دالالت معينة مب ضامني حمل حيوانات معينة كارتباط االأ سد بامللك مثال واحليلة بابن اآوى وغري ذلك من االأ سئلة. اإن حماولة االإجابة عن جممل هذه الت ساوؤالت جتر معها عدد ا من الدالالت اأوال : اأن هناك الكثري من االأن ساق املعقدة واملركبة التي يت ضمنها اخلطاب واأنها متنوعة فمنها ما ظل -على الرغم من امل سافة الزمنية الكبرية- على حاله من الثبات يف حني اأن االأخرى قد حتولت وقد اكت سبت مع الوقت دالالت خمتلفة. كما يقدم -بوجه من الوجوه- قدرة النقد الثقايف على التعامل مع اخلطاب مبختلف جتلياته القدمية واحلديثة وقدرته على الو صول اإىل نتائج بغ ض النظر عن زمن اخلطاب اأو مكانه. منظومة الإر سال يف كليلة ودمنة: اإن فح ص منظومة االإر سال يف كتاب كليلة - 24 عبداهلل الغذامي النقد الثقايف 58. ودمنة يبني م ستويات االأن ساق داخل هذا الكتاب فاإذا علمنا بح سب م ضامني الكتاب- اأنه مير كما يبدو- عرب ثالث مراحل رئي سة هي: الكتاب بلغته الهندية للم ؤولف بيدبا الفيل سوف والكتاب بلغته الفار سية للمرتجم املنقول منه اإىل العربية علي بن شاه الفار سي والكتاب بلغته العربية ملرتجمه عبداهلل بن املقفع. وعلى الرغم من امل سافة الفا صلة بني ابن املقفع وبيدبا الفيل سوف فاإن ن ص كليلة ودمنة يعد ن ص ا»تتداخل فيه اأقوال بيدبا الفيل سوف ب أاقوال ابن املقفع وتت شابك فيه مقا صد ابن املقفع مبقا صد الفيل سوف وتت شابه يف الغاية التي ي سعيان فيها اإىل تغيري منط ال سيا سة واحلكم. وهذا الت شابه يف املقا صد يعك س ت شابه ا اآخر يف اال سرتاتيجيات«)25( فاالأ س س الفكرية والفل سفية لبناء الن ص االأ صلي وترجمته تبدو واحدة إاال أان االختالف بني بنيتني اجتماعيتني وثقافيتني خمتلفتني اختالفات تاريخية وفكرية فقد تتوحد على م ستوى ال شكل البنية الظاهرة اأو ال سطحية يف حني اأن االأن ساق الثقافية امل ضمرة تختلف بني الن صني االأ صلي وترجمته. وهذا االختالف املبطن خمتلف باختالف املق صد من الت أاليف واملق صد من الرتجمة بال ضرورة. وهنا نقف لنقول: إانه رمبا يكون لن ص كليلة ودمنة اأكرث من ن سق ثقايف فعلى م ستوى الكتاب املاثل اأمامنا ن سق ثقايف مرتبط بالفيل سوف الذي و ضعه ون سق ثقايف مرتبط بابن املقفع ون سق ثقايف مرتبط بالرتجمة الفار سية عن الهندية.. إالخ. فكل جتل لغوي للكتاب سيحمل معه ن سق ا ثقافي ا م ضمر ا بال ضرورة م ستغال الثقل الفكري والعمق الفل سفي للكتاب االأ صلي. فهذه امل ستويات الثالثة تبني اأن هناك اأن ساق ا ثقافية مركبة تبع ا لهذه املنظومة املعقدة لالإر سال داخل الن ص فالكتاب بلغته االأ صلية سيحمل اأن ساق ا ثقافية تبع ا لل سياقات التي وجد فيها كما اأنه سيعمل على ك شف اأن ساق ثقافية تت صارع - 25 بلخري عمر مقا صد الكالم وا سرتاتيجيات اخلطاب يف كتاب»كليلة ودمنة«جملة االأثر ع) 12 ( جامعة قا صدي مرباح ورقلة اجلزائر 2010 م ص: 247.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 26 ظاهري ا فيه وهي تختلف عن االأن ساق الثقافية يف امل ستويني الالحقني سواء يف لغته الفار سية اأو يف اللغة العربية. اإن اإدراك كل هذا التعقيد يف بنية اخلطاب داخل الكتاب يحتم النظر فيه انطالق ا من لغته احلالية حمكوم ا ب سياقات ظهوره يف اللغة العربية وكون هذا يتوافق مع مقا صد تاأليفه اإذ «يحتوي على منطني توا صليني متطابقني يلتقيان يف رغبة ابن املقفع يف تبني فل سفة بيدبا ومقت ضيات خطابه نظر ا ملا وجد فيه من حكمة هو بحاجة اإليها لتقوي ض الو ضع ال سائد يف زمانه والناجت عن ف ساد يف احلكم«)26( مبا يعني اأن ابن املقفع ي سعى لك شف اأن ساق م ضمرة تخالف االأن ساق الظاهرة التي تتجلى يف البنية ال سطحية للن صو ص ولكن يف الوقت نف سه قد يكون اخلطاب قد مر على بع ض االأن ساق الثقافية دون مراجعتها اأو حماولة ك شفها ومن ثم يكون مروره حامال لها ومتبني ا م ضامينها. اأول : الأن ساق الثقافية الظاهرة: عند قراءة كتاب كليلة ودمنة -تبع ا للغاية من تاأليفه وترجمته- يتبني اأنه ي سعى بدرجة اأ سا سية- اإىل ك شف الكثري من االأن ساق الثقافية سواء املرتبط بال سلطة اأو تلك املرتبطة باملجتمع. فابتداء من العنوان املكون من كلمتني فقط هما )كليلة ودمنة( فرمبا تكون»هاتني العالمتني هما»اخلري وال شر«ولعل تقدمي ا سم»كليلة«على ا سم»دمنة«من باب تقدمي االإيجابي على ال سلبي حيث اإن»كليلة«متثل جانب اخلري يف باب»االأ سد والثور«يف حني متثل»دمنة«جانب ال شر ومن هذا املنطلق يكون مطابق ا عنوان»كليلة ودمنة«لعنوان»اخلري وال شر«وبالتايل تكون اللفظتان ا أالخريتان مبثابة العالمتني امل سترتتني ضمن العنوان البارز يف غالف الكتاب«)27( ونحن هنا نت ساءل: كيف يت سنى ترتيب اخلري وال شر من العنوان اإىل املنت - 26 بلخري عمر مقا صد الكالم وا سرتاتيجيات اخلطاب يف كتاب»كليلة ودمنة«ص: 246. - 27 حبي حكيمة ال سياق التداويل يف كليلة ودمنة البن املقفع ر سالة ماج ستري جامعة مولودي معمري تيزي وزو كلية االآداب ق سم اللغة العربية ص: 40. وما يرمزان إاليه مع امل ضامني الداللية وما الداللة الن سقية لهذا الرتتيب وما عالقة العنوان ب سياقات املنت إان هذا الرتتيب يف العنوان يتك شف يف سياقات الكتاب الالحقة وعليه يتم ك شف االأن ساق الثقافية ال سلبية التي ترتبط بدمنة. من خالل التجلي اخلطابي لهذه ال شخ صية ولكل ما يحيط بها وما متثله من م ستوى ال يقت صر على الزمن املا ضي فح سب بل متتد حتى ع صرنا احلا ضر. فقد مت ر صد الكثري من تلك االأن ساق التي تبدو اأنها ظاهرة لعيان امل ؤولف املرتجم والفيل سوف املوؤلف الذي يبتغي ك شفها وحما صرتها وربطها بالعديد من اجلوانب ال سلبية التي جتعل منها مثار نبذ وابتعاد فت صبح هذه االأن ساق منبوذة وغري فاعلة مبا يعمل على إالغاء فاعليتها الن سقية ويحولها إاىل اأن ساق مك شوفة وظاهرة. ي سهل للمتتبع اإدراكها ومتييزها ومن ثم االبتعاد عنها. 1. ن سق ال سلطة واملراوغة: مع أان الكتاب و ضع يف االأ سا س للملوك فاإنه قد سرب للقارئ وال سلطة الكثري من االأن ساق املك شوفة التي تو ضح العالقة امللتب سة وغري ال سوية بني بع ض اأداوت ال سلطة وبع ض املظاهر ال سلبية يف املجتمع اإذ ت صبح بع ض تلك االأدوات ال سلبية و سيلة للو صول اإىل اأماكن قريبة من صنع القرار. ومل يكن هذا الت سريب ب صورة مبا شرة بل تغلف غالب ا- بالغالف احلكائي وال سردي الذي يعمل على تقدمي هذه ال سلوكيات ال سيئة يف صورة سردية مراوغة وهي تعمل على نقد مثل هذه الت صرفات التي تتناق ض مع سلم القيم واملبادئ التي حتكم العالقات النموذجية داخل املجتمع من ذلك مثال - يف حكاية )الذئب والغراب وابن آاوى واجلمل( حني احتال الذئب والغراب وابن اآوى على االأ سد العاجز عن ال صيد لكي ي أاكل اجلمل الذي هو يف حمايته وعهده. فقد انت صر االأ سد ملبادئه وقيمه التي حتتم عليه حماية من هو يف ذمته إاذ قال -يف البداية رد ا على مقرتح الغراب ب أاكله- :»ما اأخطاأ راأيك! وما أاعجز مقالك! و أابعدك عن الوفاء والرحمة! وما كنت حقيق ا اأن جترتئ علي بهذه املقالة وت ستقبلني

27 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) بهذا اخلطاب مع ما علمت اأين قد اأمنت اجلمل وجعلت له من ذمتي...«)28( ثم بعد كل هذا الرف ض جند اأن ال سلطة املمثلة باالأ سد ت ست سلم خلطاب التزلف والنفاق ولو كانت تعلم اأنه غري صادق واأنه يحمل الكثري من الكذب والتدلي س وهو ن سق عابر لكل االأزمنة يظهر بجالء يف قول الغراب التايل:»قال الغراب: اإين ال اأعرف ما يقول امللك النف س الواحدة يفتدى بها اأهل البيت واأهل البيت تفتدى بهم القبيلة والقبيلة يفتدى بها اأهل امل صر واأهل امل صر فداء امللك...«)29( وعند هذه اجلملة االأخرية يكون اخلطاب املخاتل قد و صل ذروته عرب ربط االأمة والوطن بكله وجعله فداء للملك ومن ثم ا ست سالم امللك لهذا اخلطاب املنافق الذي جعله يبدي موافقته من حينه على و ضع حيلة منا سبة الأكل اجلمل ون سيان ما كان قد سرده من قبل من مبادئ وقيم. فالن سق الثقايف هنا ظاهر وباطن يف الوقت نف سه. فهو ظاهر الأنه مرتبط ب سياق احليلة واملكر واخلداع ومرتبط بالغراب والذئب وابن اآوى وهذه ال شخ صيات الثالث حتمل يف سياق الكتاب دالالت املكر واخلديعة ويبدو فيه الن سق ظاهرا للموؤلف الذي تبدو مالمح وقوع االأ سد يف فخ اخلطاب املنافق للغراب وا ست سالمه له ومن ثم تنازله عن كل القيم التي يدافع عنها. وقد يكون الن سق خفي ا من خالل هذا الربط اخلفي واملاكر بني الوطن وامللك وجعل الوطن بكله فداء للملك وهذا هو املفتاح ال سحري لتحويله من حالة الرف ض للتنازل عن املبادئ اإىل حالة القبول بهذا التنازل في شبع داخليا نزعة ال سلطة واأي ض ا ي شبع معدته التي تهدده بالفناء. وقد ت ست سلم ال سلطة خلطاب الو شاية وهو ما يجعلها غالب ا- تلغي أاي تعاقدات سابقة و أاي التزامات قانونية اأو اأخالقية مهما عظمت ويتبني ذلك يف اأكرث من مو ضع ولعل اأهم مو ضعني يقدمان مثل هذا الن سق املو ضع االأول: غدر االأ سد - 28 بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ترجمة: عبداهلل بن املقع دار الهالل القاهرة - م صر 1999 م ص: 78. - 29 بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 78. )امللك( ب صديقه الثور ) شرتبة( بعد و شاية دمنة وتلفيق التهم له بغية اإعادة ترميم مكانته التي فقدها ب سبب قرب الثور من االأ سد. واملو ضع االآخر: حماولة االأ سد الغدر بالنا سك ابن آاوى ملا و شى به بع ض جال س امللك الذين ح سدوا ابن آاوى على مرتبته التي حظي بها بالقرب من االأ سد فدبروا له مكيدة للتخل ص منه فكاد اأن يفعل لوال اأن اأم االأ سد -مرة اأخرى- نبهته لعدم اال ستعجال وهو الذي أارغم ابن اآوى على القرب منه واملجيء خلدمته بعد أان تعهد له م سبق ا بعدم اال ستماع الأية و شاية والتثبت من اأي منها قبل االإقدام على العقوبة )30( اإن هذين املو ضعني يك شفان عن طبيعة هذا الن سق الثقايف ال سلطوي العابر ل أالزمنة والذي ي ضع غ شاوة على عيونها فيعميها عن التثبت خا صة حني يتعلق االأمر بال سلطة ف إان ال شبهة تعد داال كافي ا للتخل ص من اخل صم عرب هذه ال سلطة وبا ستعمال اأدواتها امل شروعة للتخل ص من أاي خ صم كان. ويف إاطار هذا اخلطاب املراوغ الذي يبنى على إادراك نقطة ضعف يف وعي ال سلطة التي ت ست سلم له وتن ساق وراءه دون احل ساب للعواقب مهما كانت و إان كانت تاأتي عليها بالوبال بالدرجة ا أالوىل فقد ي ستعمل هذا اخلطاب التزلف والتملق لل سلطة عرب وهم التقدي س وجند ذلك يف احلوار بني دمنة املتهم بتلفيق التهمة ل شرتبة وهو يف املحاكمة واخلنزير القائم على خدمة االأ سد عرب تعداد عيوب اخلنزير وتنزيه االأ سد واإظهار ما له من قدا سة ينبغي اأن ينزه فيها عن االقرتاب من اخلنزير في صل احلوار اإىل االأ سد فيعمل على اإبعاد اخلنزير عن عمله )31( فقد عمل خطاب دمنة على اللعب على عن صر االإعالء من ض أان ال سلطة و إاظهار قدا ستها يف مقابل حتقري اخل صم وجعله يف مرتبة املدن س مع اأنهم جميع ا حيوانات متوح شة وهو خطاب مك شوف يف مراوغته ومع ذلك فاإنه ي ؤودي دوره ال سلبي كما يريد مطلقه كل هذه تقدم طبيعة هذا الن سق الذي ال ميثل ع صر 30 ينظر: امل صدر نف سه ص: 100-57 162-157. - 31 ينظر: بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 97.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 28 بيدبا فقط وال ع صر ابن املقفع بل يتجاوز املكان والزمان لي صل اإىل كل زمان كا شف ا ثبات هذا الن سق الثقايف القار يف وعي كل سلطة. 2. جت سيد خطورة الن سق ال سلطوي: ال يكتفي الكتاب بتقدمي ن سق ال سلطة وعالقته بكل ما يحيط به من خطاب مراوغ مت سم بالتزلف والنفاق واملخاتلة ولكنه يعمل يف اأكرث من مو ضع ب صورة مبا شرة وغري مبا شرة حتت غالف البنية ال سردية والرمزية على تقدمي اأكرث من حتذير لتو ضيح خطورة االقرتاب من ال سلطة وعلى اأن االقرتاب من مراكز صنع القرار فيه جمازفة وتهور ال يعادله اأي تهور وميكن اأن نتبني كيف مت تقدمي ذلك عرب سياقات خمتلفة وكيف جتلى ذلك فني ا. ي صور الكتاب املقرتب من ال سلطة باملغفل اأو االأهوج اأو الفاجر فيقول مثال : «وقد قالت العلماء: اإن اأمور ا ثالثة ال يجرتئ عليهن اإال اأهوج وال ي سلم منهن اإال قليل وهي: صحبة ال سلطان وائتمان الن ساء على االأ سرار و شرب ال سم للتجربة«)32( ويف مو ضوع اآخر:»قال ابن اآوى: اإمنا ي ستطيع خدمة ال سلطان رجالن ل ست بواحد منهما: اإما فاجر م صانع ينال حاجته بفجوره وي سلم مب صانعته واإما مغفل ال يح سده اأحد. فمن اأراد اأن يخدم ال سلطان بال صدق والعفاف فال يخلط ذلك مب صانعته وحينئذ قل اأن ي سلم على ذلك: الأنه يجتمع عليه عدو ال سلطان و صديقه بالعداوة واحل سد. اأما ال صديق فيناف سه يف منزلته ويبغى عليه فيها ويعاديه الأجلها واأما عدو ال سلطان في ضطغن عليه لن صيحته ل سلطانه واإغنائه عنه. فاإذا اجتمع عليه هذان ال صنفان فقد تعر ض للهالك«)33( اإن هذه املقوالت املنطوقة على ل سان احليوان درء ا لعداوة ال سلطة تقدم فكرة عن خطورة االقرتاب من هذا املكان الذي ال يبدو اأنه يقيم حرمة اأو قيمة الأي قاعدة أاو قانون اأو عرف حتى يكون املقرتب منه اإما مغفال اأو فاجر ا 32 امل صدر نف سه ص: 61. 33 امل صدر نف سه ص: 158. لذا جنده يف اأكرث من مو ضع ي شبه االقرتاب من ال سلطان مبثابة االقرتاب من الثعبان وع شرة ال سلطة كع شرة احليات»ما صاحب ال سلطان اإال ك صاحب احلية التي يف مبيته ومقيله فال يدري متى تهيج به«)34( ويقول يف مو ضع اآخر»فاإن م صاحبة ال سلطان خطرة واإن صوحب بال سالمة والثقة واملودة وح سن ال صحبة. واإن مل يكن هذا فبع ض ما أاوتيت من الف ضل قد جعل يل فيه الهالك. و إان مل يكن هذا وال هذا فهو اإذا من مواقع الق ضاء والقدر الذي ال يدفع عنه وهو الذي يحمل الرجل ال ضعيف على ظهر الفيل الهائج وهو الذي ي سلط على احلية ذات احلمة من ينزع حمتها ويلعب بها«)35( وهذا كله يقدم االأن ساق ال سلطوية ويقدم خطورتها على الذات ب أانها ال تعمل على وفق سلم قيم يخ ضع لها املجتمع لذلك و ضع مثاال لالقرتاب من ال سلطة باحلية التي ي صعب تروي ضها اإذ ميكن لالإن سان اأن يرو ض اأي كائن حي ويجعله طوع يديه إاال احلية فمهما رو ضها فاإنه ال ي أامن لدغتها املميتة يف أاي حلظة فال ميكن أان يبقى ب أامان بالقرب من هذه احلية مامل ينتزع اأنيابها. ف إاذا كان يف ال سابق قد و ضح طبيعة ا شتغال االأن ساق املحيطة بال سلطة فاإنه قدم هنا رموز ا وتو ضيحات بحدود معينة خلطورة ذلك املكان املحرم الذي تتقلب عنده القواعد والقوانني املعروفة وي صبح كل شيء قابال للتطبيق يف أاي حلظة ولو خالف كل القواعد املرعية. وجنده يف حلظة الحقة ال يقف عند م ستوى هذا الرتميز بل يهاجم ال سلطة مبا شرة و إان كان ذلك الهجوم على ل سان احليوان إاال اأنه يحمل جممل امل ضامني التي ت ستفيد من كل ما خربه من تقلبات تلك ا أالن ساق ومن م ستوى خطورتها سواء على ال سلطة ذاتها اأو على املجتمع فعلى سبيل املثال يف باب ابن امللك والطائر فنزة يتبني كم الهجوم الذي ال يقف عند حدود امللك يف الق صة بل يتخذ خطاب ا عام ا ي صل إاىل خمتلف ما يتعلق بال سلطة ويتبني مثال هذا الهجوم صراحة على - 34 بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 83. 35 امل صدر نف سه ص: 76

29 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) ل سان الطائر فنزة:»قبحا للملوك الذين ال عهد لهم وال وفاء ويل ملن ابتلى ب صحبة امللوك الذين ال حمى لهم وال حرمة وال يحبون اأحد ا وال يكرم عليهم اإال اإذا طمعوا فيما عنده من غناه واحتاجوا اإىل ما عنده من علم: فيكرمونه لذلك فاإذا ظفروا بحاجتهم منه فال ود وال اإخاء وال اإح سان وال غفران ذنب وال معرفة حق هم الذين اأمرهم مبني على الرياء والفجور. وهم ي ست صغرون ما يرتكبونه من عظيم الذنوب وي ستعظمون الي سري اإذا خولفت فيه أاهوا ؤوهم«)36( يت ضح يف هذا اخلطاب صفة التعميم التي ال تقف عند حدود احلادث الذي جرى البنه بل ي صل اإىل تفنيد كل ال سلوك ال سلطوي املبني على امل صالح ا آالنية التي تتحكم بكل ما عداها وهنا يتبني اأن الكتاب مل يعمل على ك شف االأن ساق مب ستويات مواربة بل ي صل عند هذه اللحظة اإىل حالة وا ضحة من املكا شفة التي تعطي املجال لكل االأ صوات املقموعة يف املجتمع اأن تعرب عن كل ما تعر ضت له من هذا الن سق دون اأن يلحقها اأي ضرر م شفوعة بهذا االإطار ال سردي اجلمايل. 3. صراع الأن ساق لالقرتاب من ال سلطة: تبني يف النقاط ال سابقة الك شف عن االأن ساق يف اإطار ال سلطة سواء تلك املتعلقة بحركتها اأو ما كانت يف عالقة مبا شرة معها كما يتبني من قراءة الكتاب اأنه يت ضمن يف م ستوى من م ستوياته تقدمي صورة عن ال صراع بني االأن ساق يف سبيل الو صول اإىل اأقرب نقطة من ال سلطة. اإن الك شف ال شفاف لالأن ساق الثقافية ال سلطوية يف امل ستويات ال سابقة يتحول هنا اإىل ما ي شبه ال سرد الذي يعر ض فيه املر سل صراع تلك االأن ساق يف سبيل حركتها الدائبة باجتاه ال سلطة. ويج سد هذا ال صراع ما ميثله ابن اآوى )دمنة( والثور ) شرتبة( للقرب من امللك اإذ يتخذ دمنة كل ما ي ستطيعه من مكر ودهاء وخداع يف سبيل اإبعاد شرتبة واإعادة نف سه اإىل النقطة املقربة من االأ سد فقد ا ستخدم كل و سائله املتاحة التي هي يف اأغلبها غري م شروعة ولو كانت عاقبتها املوت كما ح صل له يف االأخري. ويف هذا ال سياق ينبغي الت أامل يف اأمر بالغ االأهمية ويتعلق باحلجاج وكيف توظفه تلك االأن ساق يف سبيل و صولها لتحقيق أاهدافها. يظهر احلجاج امتداد ا للتداولية يف الدر س النقدي احلديث ويعرف ب أانه:»درا سة التقنيات اخلطابية التي تتيح إاثارة أاو زيادة اإذعان العقول لالأطاريح للح صول على الت صديق«)37( فهو ذو جتل متعلق باللغة داخل اخلطاب ويف الوقت نف سه ربط اللغة بال سياق الذي يعد العن صر االأبرز يف الدرا سات التداولية وعلى هذا ميكن درا سة صراع خطاب االأن ساق الثقافية يف كتاب كليلة ودمنة مبا يقدم إامكانية اال ستفادة من التداولية واحلجاج خ صو ص ا يف حتليل الن سق الثقايف ال سيما الظاهر منه. يقدم الكتاب اأكرب عملية صراع بني االأن ساق يف باب االأ سد والثور ويرتكز احلجاج ب صورة كبرية- يف هذا الباب اأي ض ا ويتمثل ذلك يف احلجاج بني دمنة واالأ سد )ال سلطة( الذي حاول يف كل ذلك اأن يقنعه بخطورة شرتبة واأنه ي ضمر له ال شر. لقد ا ستطاع دمنة عرب ح شد احلجج اأن يقنع االأ سد على ما بني الطرفني )االأ سد والثور( من فارق لقد ا ستطاع اأن يقنع االأ سد اأن الثور ي ضمر ال شر ويريد اأن يقتل االأ سد وقد ا ستخدم دمنة يف اأغلب حجاجه مع االأ سد حجة املثال عرب ضرب االأمثلة و سرد احلكايات التي يريد من خاللها اإقناع االأ سد ويعد احلجاج باملثل اإحدى حجج التماثل التي ترتكز»على اإقامة متاثل بني منطقتني متباعدتني يف الواقع ي سمح بنقل خ صائ ص إاحداهما املعروفة اإىل االأخرى«)38( وقد جنح بالفعل عرب كل هذه احلجج اأن يوغر صدر االأ سد ومن ثم يتوجه بعد ذلك ليحر ض الثور ليكتمل م شهد ال صراع الذي سيكون حتم ا ل صالح االأ سد. - 37 فيليب بروطون احلجاج يف التوا صل. ترجمة: حممد م شبال وعبدالواحد التهامي العلمي املركز القومي للرتجمة م صر القاهرة ط/ 1 2003 م ص: 22. - 38 فيليب بروطون احلجاج يف التوا صل ص: 119. 36 امل صدر نف سه ص: 151.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 30 وقد ي ستخدم احلجاج بالت ساوؤل اإذ يعد اال ستفهام جزء ا من هند سة احلجاج يف الن ص»ذلك اأن صيغة اال ستفهام اأداة حجاجية ناجعة حتفز املتلقي على ا ستيعاب جوهر خطاب احلجاج واالإ صغاء اإليه انطالقا من افرتا ض ضمني مفاده اأن ما يوؤ س سه اخلطاب حقيقة مطلقة ال ميكن الت شكيك بها«)39( فلننظر مثال يف هذه الت ساوؤالت التي يقدمها دمنة للثور على ما فيها من تناق ض وا ضح يف صح عن ن سقية اخلطاب املعتمد على هذه االأ س س احلجاجية يقول:»قال شرتبة: وما الذي حدث? قال دمنة: حدث ما قدر وهو كائن. ومن ذا الذي غالب القدر ومن ذا الذي بلغ من الدنيا ج سيم ا من االأمور فلم يبطر ومن ذا الذي بلغ منياه فلم يغرت ومن ذا الذي تبع هواه فلم يخ سر ومن ذا الذي طلب من اللئام فلم يحرم ومن ذا الذي خالط االأ شرار ف سلم ومن ذا الذي صحب ال سلطان فدام له منه االأمن واالإح سان «)40( فكل هذه الت ساوؤالت التي يفهم من خاللها شرتبة اأنه يعني االأ سد ميهد ليقول له: اإن امل ستهدف شرتبة نف سه وهكذا تكون هذه الت ساوؤالت حاملة الإجابات مبطنة ت صل ر سائلها باأقرب الو سائل واأكرثها فاعلية وهي تظهر مدى توظيفها اأداة فاعلة للن سق يف سبيل صراعه للو صول اإىل ال سلطة. وخال صة ملو ضوع احلجاج يف صراع االأن ساق الثقافية الظاهرة ميكن القول: اإن مو ضوع احلجاج ذاته والقدرة النموذجية عليه ت صبح تهمة بحد ذاتها اإذ ترى ال سلطة اأن م ضاألة القدرة على االإقناع متثل م صدر تهديد لل سلطة القائمة. فمثال جند هذا االأمر يف الق صة ال سابقة بعد اأن ت صل احلكاية نهايتها ي صبح مكر دمنة ودهائه وقدرته على االإقناع مو ضوع تهمة ت ستوجب - 39 هيثم سرحان اخلطاب احلجاجي يف شعر ب شار بن برد مقاربة يف حتوالت الهوية الثقافية. جملة جامعة اأم القرى لعلوم اللغة واآدابها ع: 11 مكة اململكة العربية ال سعودية نوفمرب 2013 م ص: 89. - 40 بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 74 وينظر اأي ض ا ص: 93 كما يت ضمن احلجاج اأنواع واأ صناف كثرية داخل الكتاب وميكن اأن يفرد لها بحث م ستقل ولكن فقط مت االإ شارة هنا لتوظيف احلجاج من قبل الن سق يف اإطار ال صراع. التخل ص منه»فقالت حني تدبرت كالم دمنة لالأ سد: لقد صار اهتمامي مبا اأتخوف من احتيال دمنة لك مبكره ودهائه حتى يقتلك اأو يف سد عليك اأمرك أاعظم من اهتمامي مبا سلف من ذنبه اإليك يف الغ ش وال سعاية حتى قتلت صديقك. بغري ذنب. فوقع قولها يف نف سه«)41( حيث ا ستطاعت اأم االأ سد اأن ت ضع هذا االأمر تهمة توجب التخل ص منه فلقد اأ صبح دمنة ضحية خطابه احلجاجي فهو الذي عجل يف اآخر ا أالمر الو صول به إاىل املوت وهو االأمر املح سوم لكل من يقرتب من احلكم. لقد تبني -من كل ما سبق- اأن االأن ساق الثقافية الظاهرة يف سريورتها و صراعها وحركتها وثبوتها قد ظلت على م سافة معينة من اإدراك املر سل على خمتلف زوايا ا إالر سال داخل اخلطاب وهذا ما جعل منها اأن ساق ا ظاهرة أاي مبعنى اأن إادراك وظيفتها الن سقية موجود ولكن مب ستويات خمتلفة. فمنها ما كان يف امل ستوى ال سطحي واملبا شر الذي ظهر دون مورابة ومنها ما كان يف م ستويات عميقة ومنها يف م ستوى اأعمق ولكنها ب صورة عامة- اأن ساق ظاهرة تعر ضت للنقد عرب إاظهارها ومراجعتها ونقدها اأو فقط ك شفها لتكون يف موقع النقد من القارئ. ثاني ا: الأن ساق الثقافية امل ضمرة: عرفنا فيما سبق كيف يكون الن سق الثقايف مدرك ا من قبل املر سل في صبح الن سق ظاهر ا ومك شوف ا واأقل قدرة على املراوغة اإذ يعمل الن ص على احتوائه وتقدميه يف صورة تبني ن سقيته وال توهم القارئ بغري ذلك مع االحتفاظ قدر ا إالمكان- بالعمق الفكري والفني للغة دون االإيغال يف الت سطيح الأهداف خمتلفة لي س أاقلها مترير الر سائل املراد تو صيلها دون إاثارة ال سلطة التي تتبنى غالب ا- فعل تلك االأن ساق. ولكن على الرغم من كل ذلك فقد و صلت إالينا الكثري من االأن ساق التي مرت على كل تلك احلقب لت صل حاملة العديد من القيم الن سقية التي حتمل دالالت خمتلفة سيا سية واجتماعية ودينية 41- بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 100.

31 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) وميكن هنا الوقوف على بع ضها لتبيان طبيعة ن سقيتها وكيف مترر اأن ساقها وعالقة كل ذلك بالبنية الفنية للعمل. 1. ن سقية الرتميز: يبداأ الكتاب بت سويغ بناءه الفني القائم على اأمرين: االأول تقدميه على األ سنة البهائم واحليوانات واالآخر: جعل احلكمة والعربة والعظة يف امل ضمون. اإذ يقول:»و سماه كتاب كليلة ودمنة. ثم جعل كالمه على األ سن البهائم وال سباع والطري: ليكون ظاهره لهوا للخوا ص والعوام وباطنه ريا ضة لعقول اخلا صة«)42( فاجلانب ال شكلي واملرتبط باحليوانات يكون للعامة يف حني اأن ريا ضة العقول وا ستخال ص االأفكار املت ضمنة مرتبط باخلا صة اإن هذا التفريق بني اأمرين -على ما بينهما من ترابط وثيق- يعد مدخال ال ستك شاف بع ض االأن ساق التي تظهر يف طبيعة الرتميز داخل الكتاب والقائمة على هذه الثنائية اخلا صة والعامة واحليوانية واحلكمة ال شعب وال سلطة املحكوم واحلاكم. فعند تاأمل شخ صية امللك يف معظم اأبواب الكتاب واحلكايات املت ضمنة يف كل باب جنده اإما اأن يكون يف صورته االإن سانية اأو يف صورة االأ سد اأو الفيل. وعند فح ص شخ صية االأ سد على سبيل التمثيل فاإن هذه ال شخ صية امللكية حتمل كل معاين الكمال والقوة وال شجاعة والت ضحية والوفاء. اإال ما كان من ذلك بدوافع الو شاية اأو اخلديعة. ويف املقابل فاإن اخلديعة واملراوغة واالحتيال واخلوف واأغلب املعاين ال سلبية مرتبطة بغريه من احليوانات الرمزية داخل املنت. اإن هذا الرتميز يثري الكثري من االأ سئلة التي قد تولد ال شك باأن الكتاب واإن كان قد و ضع يف االأ صل لتهذيب النظام ال سلطوي ونقده فاإنه مع ذلك قد مرر الكثري من االأن ساق الثقافية التي مل مي سها وظلت على حالها من الركود وال سكون حتى و صلت اإلينا. فمثال لننظر يف هذه االأمثلة التي يحاول فيها املحاججة وهي تنطلق من عامل احليوان وتاأتي بو صفها قواعد ثابتة وم سلم بها من ذلك:»وال - 42 بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: حتزن لقلة املال: ف إان الرجل ذا املروءة قد يكرم على غري مال: كاالأ سد الذي يهاب و إان كان راب ض ا والغني الذي ال مروءة له يهان و إان كان كثري املال: كالكلب ال يحفل به واإن طوق وخلخل بالذهب. فال تكربن عليك غربتك: ف إان العاقل ال غربة له: كاالأ سد الذي ال ينقلب إاال ومعه قوته«)43( فا أالمثلة املذكورة لتدعيم حجج يف حوار ال يخفى عنه البعد االإن ساين ولكنه ميتد إاىل عامل احليوان ياأخذ منه هذه املعاين املتكاملة والنموذجية لالأ سد يف مقابل الدونية الظاهرة للكلب اإن هذا االإعالء من ضاأن االأ سد واحتقار الكلب وبربط املو ضوع مع الرتميز الكلي ل شخ صية االأ سد يف الكتاب يجعل من هذا الرتميز حامال اأبعاد ا ن سقية جتعل من شخ صية احلاكم شخ صية متجاوزة حلدود النقد وحتمل اأبعاد قدا سة يختلط فيها الديني بالدنيوي واالإن ساين بال سماوي. وميكن القول: اإنه يحمل - إا ضافة اإىل تقدي س امللك وتنزيهه عن أان يكون م شابه ا لغريه- حتقري ا لغريه من احليوانات ويف هذا ا إالطار جنده يحمل الكثري من القيم التي حتمل دالالت ن سقية فنجد مثال قول دمنة للخنزير:»فاالأحرى بك اأال تدنو إاىل عمل من االأعمال واأال تكون دباغ ا وال حجام ا لعام ي ف ضال عن خا ص خدمة امللك«)44( فيتبني يف هذا القول عدة أامور: اأولها تقدي س االأ سد واختالفه عن سائر احليوانات مبا يجعله خملوق ا خمتلف ا وهو ما يعني اأن امللك كائن خمتلف عن سائر الب شر بال ضرورة أاما االأمر االآخر وهو االحتقار للمهن املذكورة )الدباغة واحلجامة( مبا يعني اأن هناك مهن ا حمرتمة واأخرى و ضيعة وهكذا يتبني اأن الرتميز املعتمد على اأن االأ سد يف جانب وبقية احليوانات يف اجلانب االآخر قد ضم حوله العديد من االأن ساق الفرعية. 2. الن سق الديني: ويتمثل هذا الن سق عرب الربط بني أامر االإميان بالق ضاء والقدر وامللك وقد بد أا الكتاب حتى 43 امل صدر نف سه ص: 111-110. - 44 بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 97.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 32 ال ي أاخذ بعد ا ديني ا حمدد ا- بتوفري م صدر القيم الدينية التي ي سري عليها اإذا قال:»فلما خفت من الرتدد والتحول راأيت اأال اأتعر ض ملا اأتخوف منه املكروه واأن أاقت صر على عمل ت شهد النف س اأنه يوافق كل االأديان. فكففت يدي عن القتل وال ضرب وطرحت نف سي عن املكروه والغ ضب وال سرقة واخليانة والكذب والبهتان والغيبة واأ ضمرت يف نف سي اأال اأبغي على اأحد وال اأكذب بالبعث وال القيامة وال الثواب وال العقاب«)45( فهذه القيم املذكورة هي من القيم امل شرتكة بني االأديان ال سماوية واأغلب ال شرائع املو ضوعة التي تتوافق مع القيم االإن سانية العادلة وياأتي االإميان بالق ضاء والقدر بو صفه واحد ا من هذه القيم التي تعمل على خلق نوع من التوازن بني االإن سان وحياته ولكن ما يثري الت ساوؤل هنا هو الربط يف غري مو ضع يف الكتاب بني ال سلطة واالإميان بالق ضاء والقدر حتى يبدو امللك وكاأنه جزء من الق ضاء والقدر. ميكن هنا اأن نتاأمل يف باب )ابن امللك واأ صحابه( الثالثة الذين كانوا يف طريق ثم اأ صابتهم حاجة فقدم كل واحد منهم ما يوؤمن به وكيف يجعل من ذلك االإميان طريق ا له يف احلياة اإذ»قال ابن امللك: اإمنا اأمر الدنيا كله بالق ضاء والقدر والذي قدر على االإن سان ياأتيه على كل حال وال صرب للق ضاء والقدر وانتظارهما اأف ضل االأمور وقال ابن التاجر: العقل اأف ضل من كل شيء وقال ابن ال شريف: اجلمال اأف ضل مما ذكرمت. ثم قال ابن االأكار: لي س يف الدنيا اأف ضل من االجتهاد يف العمل«)46( وتبع ا لهذا االإميان جند يف نهاية الق صة اأن كل هذه القيم املعنوية ت أاخذ بعد ا مادي ا صرف ا وميكن لنا اأن نتلم س قيمة كل اختيار لهم جميع ا فاإميان ابن االأكار باجلد واالجتهاد كان مقابله املادي ي ساوي درهم ا واختيار ابن ال شريف الذي اختار اجلمال ي ساوي: خم س مائة درهم واأما ابن التاجر الذي اختار العقل فاإنه ي ساوي مائة األف درهم يف حني ي ساوي اختيار ابن امللك الذي اختار الق ضاء والقدر ح صل على امللك 45- امل صدر نف سه ص: 50. 46- بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 191. ويف االأخري جنده ال ي سجل كما عمل رفقا ؤوه على باب املدينة قيمة اختياره بل ياأمر أان ي سجل:»اإن االجتهاد واجلمال والعقل وما اأ صاب الرجل يف الدنيا من خري اأو شر إامنا هو بق ضاء وقدر من اهلل عز وجل«)47(. وهنا ال خالف على م صداقية العبارة وال ن سقية يف ذلك اأي ض ا ولكن املو ضوع الن سقي فيه هو ذلك الربط بني االإميان بالق ضاء والقدر وامللك لي س يف هذه احلكاية فح سب بل ويف أاكرث من مو ضع داخل الكتاب مما يجعل ذلك يف مو ضع الت ساوؤل اأن يكون يف االأمر توظيف للدين يف خدمة ال سلطة وتغليف كل ذلك يف هذه احلكايات التي جاءت لنقد الت سلط بالدرجة االأوىل. ثم اإن االأمر ا آالخر املرتبط باحلكاية ال سابقة اأن ابن امللك ملا ا ستقر له امللك يف هذا املكان اجلديد الذي كان من دواعي إاميانه بالق ضاء والقدر اأن ي صبح ملك ا عليها دون أاي م سوغ فقرب رفقاءه منه وجعل كل واحد منهم يف املكان املالئم له عدا الذي ي ؤومن باجلمال ف إانه قد نفاه كي ال يفتنت به فهل اجلمال واالإميان به فتنة توجب النفي اإن هذا النفي يعد نفي ا ن سقي ا وي ضع هنا ت ساوؤال عن أان يكون هذا ا أالمر داخال على البناء الكلي ملنت الكتاب اأو اأنه يقدم هنا- وظيفة ن سقية رئي سة تعلي من الت سلط وتعادي اجلمايل وتعمل على نفيه خ شية الفتنة فهل من امل سلمات الدينية اأن ت ؤومن بالق ضاء والقدر ثم تنفي اجلمال فقط الأنه جميل اإن الربط بني ثبوت االإميان بالق ضاء وال سلطة مع إامكانية التنازل عن جوانب قيمية اأخرى يوؤكد وجود اأن ساق دينية ت سربت إاىل عمق هذه احلكايات إاما أان يكون هذا الت سرب من امل صدر أاو داخال عليه خالل م سريته حتى و صل اإىل هذه اللحظة. 3. الن سق الجتماعي: يحوي هذا اجلانب عدد ا من االأن ساق ذات ا أالبعاد االجتماعية التي اأمكن مالحظتها داخل املنت وهي تتحرك بحرية دون اأن تتدخل اأية أاداة ن صية لتعمل على ك شف وظيفتها الن سقية مما 47- امل صدر نف سه ص: 193.

33 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) يجعلها مثار ريبة و شك فهي واإن كانت مدركة من قبل املوؤلف ال ضمني الناظم ملجمل العالقات اخلفية بدالالته ال سلبية واالإيجابية فاإنها تبدو على صورتها احلالية- حاملة للوظيفة الن سقية املبا شرة. وميكن تاأمل اجلوانب التي تعك س وجود بع ض االأن ساق االجتماعية فمنها مثال االإعالء من ضاأن اخلديعة وجعل املراوغة واالحتيال عن صر ا إايجابي ا ي ساعد على الو صول اإىل الغايات النبيلة ففي باب البوم والغربان حني ي ضاأل ملك الغربان م ست شاريه اخلم سة عن حل ي ستطيعون به كف اأذى البوم الذي كاد اأن يهلكهم جميع ا يكون الراأي االأخري واملنت صر واحلا سم هو للم ست شار اخلام س الذي راأى اأن احلل يتمثل يف خداع البوم وهو الذي بادر بنف سه حني دبر حيلة معينة ف ضربه زمالوؤه ونتفوا ري شه فادعى عند البوم اأنه تعر ض لكل ذلك الأنه كان الوحيد ح سب ادعائه- الذي يرى اأنه ال طاقة لهم بقتال البوم واأنهم يجب اأن يقدموا لهم دالئل الوالء وال سمع والطاعة فظفر حينئذ بثقة البوم وملكها وعا ش معهم ليعرف اأ سرارهم ونقاط ضعفهم ثم وظف كل ذلك لياأتي بزمالئه الغربان فيحرق البوم داخل كهفها )48( اإن هذه احلكاية وغريها تتعا ضد لتوؤدي يف االأخري اإىل االإعالء من شان املكر واخلديعة يف سبيل الو صول اإىل حل املع ضالت التي تواجه املجتمع فاإن اخلديعة متثل يف احلكاية ال سابقة الراأي اخلام س واالأخري وهو الذي انت صر فتقدم هذا الراأي على )الهجرة املواجهة ال صلح وال سالم( التي كانت مطروحة من قبل امل ست شارين االآخرين فت صبح اخلديعة عن صر ا فاعال واأ سا سي ا يف اإقامة املجتمع مقابل حمور جمتمع البوم بكامله. وامتداد ا لهذا االأمر يبدو ن سق اآخر متمثل يف الرتويج لال ستكانة والذل من اأجل امل صلحة وهو ما يتعار ض مع سلم القيم التي تعلي من ضاأن العزة والكرامة وتاأبى دائم ا- اال ستكانة لالإذالل وميكن مالحظة ذلك يف حكاية الثعبان الذي كرب وكان دائم ا ياأكل من ال ضفادع فلما اأ صبح عاجز ا 48- بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 115 وما بعدها. عن ال صيد تظاهر ب أان نا سك ا دعا عليه بعد اأن لدغ ابنه باأن ي صبح مركب ا مللك ال ضفادع ف صدقه ملك ال ضفادع فاأ صبح له مركب ا فيوفر له امللك كل يوم ماأكال سهال يوفر عليه عناء ال صيد )49( فلكي ي ستمر الثعبان يف احلياة كان عليه أان ي صبح مركب ا مللك ال ضفادع التي كانت م صدر غذائه والتي كانت شريدة منه اأ صبحت راكبة على ظهره. ت أاتي هذه احلكاية يف سياق املو ضوع ال سابق املرتبط باحليلة واملكر ولكنها ت صل هنا اإىل مو ضوع تقدمي التنازل عن املبادئ والقيم من أاجل امل صلحة. إان ال سياق العام للق صة ياأتي يف اإطار تقدمي منظور منوذجي لل سيا سة العامة حلياة املجتمع كما اأن هذه الق صة و سواها تخلو متام ا من أاية مراجعة داخلية جتعل من مثل هذه االأحداث اأن ساق ا مدركة وم سيطر ا عليها بل تبدو هنا وهي تنطلق يف ف ضاء عام يجعل منها ن سق ا ثقافي ا. اأمر اآخر شديد االأهمية يف تعلقه بالن سق االجتماعي واملتمثل يف مظهر ا أالنثى التي تغلب الذكر مهما كانت قوته وجربوته وياأتي هذا الن سق يف ت شكالت خمتلفة وحتت رداء جمايل متنوع ليكون العن صر ال سردي وبنية احلكاية العامة غالبة على روح الفكرة التي حتمل هذا الن سق امل ضمر. ويبد أا هذا الن سق من مقدمة الكتاب يف ق صة القنربة والفيل التي ميكن اأن ن ضعها هنا لتاأمل القيم الن سقية التي تتخفى حتت اجلانب اجلمايل واحلكمي يف الق صة»واملثل يف ذلك اأن قنربة اتخذت اأدخية وبا ضت فيها على طريق الفيل وكان للفيل م شرب يرتدد إاليه. فمر ذات يوم على عادته لريد مورده فوطئ ع ش القنربة وه شم بي ضها وقتل فراخها. فلما نظرت ما ساءها علمت أان الذي نالها من الفيل ال من غريه. فطارت فوقعت على راأ سه باكية ثم قالت: أايها امللك مل ه شمت بي ضي وقتلت فراخي و أانا يف جوارك اأفعلت هذا ا ست صغار ا منك أالمري واحتقار ا ل ضاأين. قال: هو الذي حملني على ذلك. فرتكته وان صرفت إاىل جماعة الطري ف شكت إاليها ما نالها من الفيل. فقلن لها وما ع سى اأن نبلغ منه ونحن الطيور 49- ينظر: امل صدر نف سه ص: 130-129.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 34 فقالت للعقاعق والغربان: اأحب منكن أان ت صرن معي اإليه فتفقاأن عينيه فاإين اأحتال له بعد ذلك حيلة اأخرى. فاأجبنها اإىل ذلك وذهنب اإىل الفيل ومل يزلن ينقرن عينيه حتى ذهنب بهما. وبقي ال يهتدي اإىل طريق مطعمه وم شربه اإال ما يلقمه من مو ضعه. فلما علمت ذلك منه جاءت اإىل غدير فيه ضفادع كثري ف شكت اإليها ما نالها من الفيل. قالت ال ضفادع: ما حيلتنا نحن يف عظم الفيل واأين نبلغ منه. قالت: اأحب منكن أان ت صرن معي إاىل وهدة قريبة منه فتنققن فيها وت ضججن. فاإنه اإذا سمع اأ صواتكن مل ي شك يف املاء فيهوي فيها. فاأجبنها اإىل ذلك واجتمعن يف الهاوية ف سمع الفيل نقيق ال ضفادع وقد اجهده العط ش فاأقبل حتى وقع يف الوهدة فارتطم فيها. وجاءت القنربة ترفرف على راأ سه وقالت: اأيها الطاغي املغرت بقوته املحتقر الأمري كيف راأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك و صغر همتك «)50(. حتوي هذه الق صة جانب ا جمالي ا واآخر ن سقي ا اأما اجلمايل فيتمثل بهذه الق صة التي تبني قوة العقل واحليلة مع ال صغر التي تفوز على القوة مهما عظمت واإن كان ال صغر بحجم ع صفورة والكرب بحجم الفيل ولكن اجلانب الن سقي يف الق صة يتمثل يف اأن ال صغرية هذه هي اأنثى واأن القوي هو الذكر فاالأمر يتعدى فكرة الع صفورة والفيل لي صل اإىل عمق التجني س اآخذ ا معه فكرة قدرة االأنثى على االإطاحة بالذكر مهما كانت قوته وجربوته وعظمة سلطانه وميكن مثال التاأمل يف ق صة املارد والفتاة يف األف ليلة وليلة التي كانت حمبو سة داخل قمقم املارد ومع ذلك فاإنها ت ضاجع كل يوم اإن سان ا دون علمه ويعزز هذه الفر ضية ق صة االأرنب التي تغلبت على االأ سد والتي عملت بحيلتها ودهائها ومكرها على االنت صار على االأ سد الذي كان ياأكل كل يوم حيوان ا وخل صت بقية احليوانات من شره حني اأودت به يف النهاية اإىل ال سقوط يف اجلب )51(. وميكن القول: اإن الن سقية هنا تتعزز بعدد من االأمور داخل املنت من ذلك مثال هذا القول الذي 50- بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ص: 13. - 51 ينظر: امل صدر نف سه ص: 67. مت اال ست شهاد به من قبل يف ك شف ن سق خطورة االقرتاب من ال سلطة:»وقد قالت العلماء: اإن اأمور ا ثالثة ال يجرتئ عليهن إاال اأهوج وال ي سلم منهن إاال قليل وهي: صحبة ال سلطان وائتمان الن ساء على االأ سرار و شرب ال سم للتجربة«)52( فاإذا كان التنبيه خلطورة االقرتاب من ال سلطة ك شف للن سق ف إان التحذير من ائتمان الن ساء على االأ سرار مترير لن سق اجتماعي وبتعبري آاخر: اإن العبارة ال سابقة قد ك شفت ن سق ا سيا سي ا ومررت ن سق ا اجتماعي ا إا ضافة اإىل هذا االأمر ما جنده يف باب النا سك وابن عر س عندما كان النا سك يتمنى اأن يكون مولوده ذكر ا )53( وهو ما يجر معه رف ضه اأو متنيه أان ال يكون املولود اأنثى فكل هذه االإ شارات الن سقية ت ؤوكد ر سوخ نظرة معينة نحو ا أالنثى ابتداء من تف ضيل الذكر عليها وانتهاء بجعلها م صدر املكر واخلديعة و أانها بهذا املكر واخلديعة قادرة على أان تلحق بالذكر الهزمية واأن ا أالنثى مهما كانت صغرية وال متلك اأي و سائل صد اأو مقاومة ف إانها قادرة باحليلة واخلداع واملكر والدهاء أان تطيح بالذكر فالن سقية هنا ال تر سخ يف ا أالنثى قيمة القوة بقدر ما تر سخ فيها قيمة اخلداع واملكر والدهاء وهنا تكمن خطورة هذا الن سق الذي ي صعب تتبع م صدره وكيف ت شكل حتى و صل إاىل هذه ال صورة. اإن هذا الن سق الثقايف ممتد لكثري من الثقافات ومنها ماله جذور دينية حتط من ضاأن ا أالنثى وجتعلها م صدر ال شرور و أانها هي ال سبب يف إاخراج الب شر من اجلنة و أانها خملوقة من ضلع اأعوج... كل هذه املقوالت تتنا سخ مع ما جاء يف م ضمون هذا الكتاب الذي ياأتي هنا لرت سيخها وعمل غالف فني جميل ال ميكن الو صول إاىل جذوره الن سق إاال ب صعوبة. اإن االأن ساق امل ضمرة ال سابقة سواء الدينية اأو الرتميز أاو االجتماعية كلها تبني كيف اأنها قادرة على التخفي يف أاثناء ال صياغة الفنية مل ضامني الكتاب وقد جتاوزت بكمونها قدرة القارئ 52 امل صدر نف سه ص: 61. - 53 ينظر: امل صدر نف سه ص: 141.

35 Semat 4, No. 1, (Jan. 2016) العادي وتطلب الك شف عنها اال ستعانة بو سائل النقد الثقايف مبا ميتلكه من اأداوت ا ستطاعت الك شف عنها مع االإميان باأن الكتاب بحاجة اإىل املزيد من القراءة لالطالع على اأن ساق اأخرى اأو العمل على البحث املعمق والراأ سي يف م صادر هذه االأن ساق ومالحقة ت سربها اإىل هذا املنت حيث اإن العائق الرئي س االآن- يتمثل باأن هذا املنت لي س منتج لع صر معني بل نتاج تنا سل حل ضارات خمتلفة ابتداء من الهند ومرور ا بالفر س وانتهاء باحل ضارة العربية وهو ما يعني اأن بحث ا من نوع اآخر قد ال يكتفي بالك شف عن هذه االأن ساق بل مبحاولة و صلها مب صادرها االأ سا سية و صوال اإىل شكلها احلايل. اخلامتة: لقد بني البحث اأن كتاب كليلة ودمنة قد احتوى على اأن ساق ثقافية ت شكلت فيه على شقني االأول كانت فيه تلك االأن ساق ظاهرة عمل الكتاب على نقدها داخل بنية املجتمع ومن ثم على مراجعتها وك شفها وتقدميها يف صورتها التي ينبغي اأن تكون عليها ولكن يف سياقات جمالية وفنية ا ستطاعت اأن تنجو من الت سطيح الذي سيجعلها يف حالة صدام مع ال سلطة يف م ستواها ال سيا سي واالجتماعي اأما ال شق االآخر وهو الذي بقيت فيه اأن ساق م ضمرة وخمتفية ت سربت يف خفايا املنت وظلت حاملة معها ن سقيتها متجاوزة حدود الزمن واملكان ومن خلفيات دينية وثقافية متعددة حتى و صلت اإلينا االآن وماتزال حاملة لتلك الن سقية على اأنه ينبغي التاأكيد يف هذا ال سياق على ضرورة وجود بحث معمق عن م صادر تلك االأن ساق وكيفية حتولها وتر سخها يف هذا الكتاب ومن ثم يف عمق الثقافة التي مازالت تفعل يف املتجمع حتى اللحظة. م صادر البحث ومراجعه: بلخري عمر مقا صد الكالم وا سرتاتيجيات اخلطاب يف كتاب»كليلة ودمنة«جملة االأثر ع) 12 ( جامعة قا صدي مرباح ورقلة اجلزائر 2010 م. بيدبا الفيل سوف كليلة ودمنة ترجمة: عبداهلل بن املقع دار الهالل القاهرة - م صر 1999 م. حبي حكيمة ال سياق التداويل يف كليلة ودمنة البن املقفع ر سالة ماج ستري جامعة مولودي معمري تيزي وزو كلية االآداب ق سم اللغة العربية. حنفاوي بعلي مدخل يف نظرية النقد الثقايف املقارن من شورات االختالف اجلزائر العا صمة اجلزائر ط/ 1 2007 م. ر شيد العلوي النقد الثقايف عن عبداهلل الغذامي جملة دفاتر االختالف ا إاللكرتونية املغرب 2009/9/27 م رابط املقال: http:// cahiersdifference.over-blog.net/ article-36573268.html سعيد علو ش نقد ثقايف اأم حداثة سلفية املجل س ا أالعلى للثقافة القاهرة - م صر ط/ 1 2010 م. عبدالفتاح اأحمد يو سف قراءة الن ص و ضوؤال الثقافة عامل الكتب احلديث اإربد - االأردن ط/ 1 2009 م. عبداهلل الغذامي النقد الثقايف املركز الثقايف العربي الدار البي ضاء املغرب ط/ 3 2005 م. عبداهلل الغذامي و عبدالنبي اأ صطيف نقد ثقايف اأم نقد أادبي دار الفكر دم شق - سوريا ط/ 1 2004 م. فيليب بروطون احلجاج يف التوا صل. ترجمة: حممد م شبال وعبدالواحد التهامي العلمي املركز القومي للرتجمة القاهرة - م صر ط/ 1 2003 م. حممد ح سن غامري املدخل الثقايف يف درا سة ال شخ صية املكتب اجلامعي احلديث االإ سكندرية م صر 1989 م.

Mohammed Almahfali: Cultural Patterns in the Book of Kalila and Domna 36 حممد عبداملطلب القراءة الثقافية املجل س االأعلى للثقافة القاهرة م صر ط/ 1 201 م. م صطفى ال ضبع اأ سئلة النقد الثقايف موؤمتر اأدباء م صر يف االأقاليم املنيا - م صر 23-26 دي سمرب 2003 مم. معجب الزهراين مفهوم الن سق من منظور املعرفة جريدة الريا ض ع: 13331 موؤ س سة اليمامة الريا ض - اململكة العربية ال سعودية رابط املقال: http://www.alriyadh. com/11617 هاين علي سعيد م سارات النقد الثقايف جملة الرافد دائرة االإعالم والثقافة حكومة ال شارقة االإمارات العربية املتحدة رابط املقال: http://www.arrafid.ae/m10.html هيثم سرحان اخلطاب احلجاجي يف شعر ب شار بن برد مقاربة يف حتوالت الهوية الثقافية جملة جامعة اأم القرى لعلوم اللغة واآدابها ع: 11 مكة اململكة العربية ال سعودية نوفمرب 2013 م. يو سف عبداهلل االأن صاري النقد الثقايف واأ سئلة املتلقي جامعة أام القرى مكة املكرمة اململكة العربية ال سعودية 2008 م رابط املقال: https://uqu.edu.sa/page/ar/84250 يو سف عليمات جماليات التحليل الثقايف املوؤ س سة العربية للدرا سات والن شر بريوت لبنان ط/ 1 2004 م. الظعينة يف ق صيدتي الهجاء واملديح عن ب شر بن اأبي خازم االأ سدي قراءة تاأويلية ثقافية املجلة االأردنية يف اللغة و آادابها مج) 3 ( ع) 3 ( جامعة موؤتة االأردن متوز 2007 م.