160 ال ساد س للغة العربية " نا صر الد ين الأ سد : روؤى ومواقف تعريب الت عليم اجلامعي منوذجا " ( 1922 م- 2015 م( عم ار عبد القادر حمم د شبلي امللخ ص حتمل هذه الورقة ر ؤوية نا صر الدين الأ سد يف تعريب التعليم اجلامعي و أهمية ذلك يف نه ضة الأم ة إذ ي عد اللغة مكونا أ سا سيا من مكونات ه وية املجتمع ويرى أن الأمم ل تنه ض إل بلغات ها و أن اللغة العربية جديرة بذلك و سبق لها و أن كانت وحد ها لغة الفل سفة ولغة العلم النظري والتطبيقي ويقول إن العربية كانت الو سيط لنقل علوم الإغريق والعرب وامل سلمني إىل أوروبا وا ست شهد باأقوال بع ض العلماء الغربيني الذين أدركوا مكانة العربية ودور ها يف العلم كان منهم روجر بيكون. وتبني الورقة ال صعوبات واملخاطر التي تواجه اللغة العربية يف احلا ضر وامل ستقبل وتتمثل يف العوملة الثقافية والت شكيك يف قدرت ها على الوفاء مبطالب العلم احلديث و متغريات الع صر ثم يقدم الأ سد ردودا على هذه الد عوات وينادي باعتماد العربية لغة ر سمية يف التدري س اجلامعي ول تعني دعوت ه إىل العناية باللغة القومية إهمال اللغات الأجنبية بل يدعو إىل لهتمام بهذه اللغات لأنها النافذة إىل الثقافة العاملي ة. متهيد تبقى اللغات عر ضة للت ذبذب يف قو ت ها و ضعف ها جر اء تداخل املعارف والت غير ات امل ستمر ة التي ت صيب املجتمعات يف علوم ها وثقافت ها وفك ر ها وتقاليد ها وتظلر قو ة االنتماء اإىل اللغة حتميها من االنزواء والت همي ش فاللغة كائن حي يزداد ن شاط ه اإذا و ظ ف يف البحث العلمي والت دري س اجلامعي. واللغة العربي ة واحدة من اللغات التي قد ال تكون مبناأى عن هذه املخاطر رغم قو ت ها وتعد د اأبنيت ها وتراكيب ها الأن اإ سهام العامل العربي يف احل ضارة االإن ساني ة يف هذا الع صر مازال متوا ضعا وفردي ا يفتقد االحت ضان والر عاية الر سمي ة الكافية ومل يرتق جماعي ا اإىل م ستوى عال ي صل اإىل حد تناف س الد ول املتقد مة ومزاحمت ها وي عزى ذلك اإىل اإق صاء اللغة العربي ة من الت عليم اجلامعي وال سي ما يف العلوم التطبيقي ة واإق صائ ها من سجالت الوزارات املختلفة ومناذج ها واخلطاأ االإمالئير متف ش واالنزالق النح وير حا ضر ال يربح صفحات املجالت واجلرائد ومت اإق صا ؤوها أاي ضا من صياغة اللوائح وا أالنظمة والقوانني وعمل املحاكم بدرجات ها املختلفة ومن مل صقات الد عاية واالإعالنات لل شركات وامل صارف واملطاعم ومن يافطات الد كاكني واالأ سواق وغي ذلك من االأ سباب التي ال ح صر لها. تعريب التعليم اجلامعي يعر ف االأ سد تعريب الت عليم اجلامعي بقوله " تعبي تعريب العلوم يعني: اأن جنعل العلوم عربي ة وذلك باأن يكون لنا اإ سهام نا احلقيقير يف تطوير العلم ويف االبتكار واالختراع واأن نواكب اأحدث ما و صل إاليه العلم يف هذا امل ضمار ثمر نحاول اأن يكون لنا جهد نا اخلا شص الذي ي ضيف اإىل املعرفة العلمي ة العاملي ة " )1(. وهذا الت عبي كثيا ما ي ستخدم مكان الت عبي ال ص حيح االآخ ر وهو ا ستعمال اللغة العربي ة يف الت دري س... واإن ا ستخدام االإجنليزي ة يف الت دري س يجعل اأكرث الطلبة مرتد دين يف توجيه االأ سئلة اأو تقدمي ا إالجابات لالأ سئلة املوج هة وذلك ل ضعف هم يف هذه اللغة )2(. وي عيب اأحيانا نف ر من ا اعتماد اللغة العربي ة بع ض امل صطلحات ا أالعجمي ة ويعدر ها انتقا صة يف حق اللغة ولكن االأ صل اأن يبقى امل صطلح - كما قال االأ سد - الأ صحاب ه الأن هم م ن و ضعوه وهم اأ صحاب امل ن ج ز وال عيب اأن ن ستورد املنجز مع امل صطلح ولي س بال ض رورة اأن يكون داال على الوظيفة )3(.
161 ال ساد س للغة العربية ويرى اأن ق ضية امل صطلح العلمي " لي ست ق ضي ة لغوي ة بقد ر ما هي ق ضي ة علمي ة ح ضاري ة ") 4 (. فهناك م صطلحات تكون رمزا ل شيء ما كما هي احلال مع ال ضص ورة اأو ال ش عار. وميكن اأن نرى اأجواء اإيجابي ة - لدعوة االأ سد اإىل الت عريب - يف حديث صالح جر ار " وقد كانت اللغة العربي ة يف موؤ س سات التعليم العالي كاف ة ويف وزارة التعليم العالي عندما كان الد كتور االأ سد رئي سا للجامعة االأردنية ووزيرا للتعليم العالي ت شهد ازدهارا وتاألقا حت ى اإن كثيا م ن اأ ساتذة الكلي ات العلمي ة كانوا ي عنون بالعربي ة ويدر سون بها ويدافعون عنها ومنهم الد كتور هم ام غ صيب والد كتور عادل جر ار والد كتور عبد املجيد ب ضي والد كتور حمم د زكي خ ضر والدر كتور قنديل شاكر واملرحوم الد كتور اأحمد سعيدان و سواهم كثيون" )5(. واأ شار صالح جر ار اإىل اأن بع ض هوؤالء املدر سني تبن ى الد عوة اإىل الت عريب منهم عادل جر ار من خالل كتاب ه )تعريب العلوم : درا سات ومقاالت( الذي ر أاى فيه اأن تدري س نا بغي العربي ة يجعل املتحد ث ال يعرب ب شكل صحيح عم ا يتحد ث ب ضاأن ه وال ينجح يف نقل املفاهيم العميقة وبالت ايل يتلقى ال س امع منه حم صوال ناق صا ال ي صلح للت مث ل واالإبداع )6(. اإ سهام اللغة العربي ة يف احل ضارة الإن ساني ة لقد كان للعرب امل سلمني اإ سهام كبي يف رف د احل ضارة االإن ساني ة بالعلوم واملعارف وينو ه االأ سد اإىل اأن الفك ر املنهجي الغربي يف البحث االأدبي والعلمي : الن ظري والت طبيقي هو حلقة من سل سلة سبقت ه. كما اأ سهموا يف تطوير العقل الغربي ومنهج ه وال سي ما عندما بداأ املنهج الت جريبير على يد روجر بيكون الذي اأخذ ه عن اأ ساتذت ه العرب يف ا أالندل س )7(. ويذكر االأ سد اأن اللغة العربي ة على مدى قرون كانت لغة العلم وعلم االإغريق مل ي صل اإىل أاوروبا باللغة االإغريقي ة الأن ه ضاع وو صل إاليهم باللغة العربي ة وبع ض العلماء االأوروبي ني قر ؤووا كتب العلم عندهم بالعربي ة حيث قال روجر بيكون: ال ت ستطيع اأن تتعلم العلم اإال بالعربي ة وال تتعلم الفل سفة اإال باليوناني ة )8(. ويرى االأ سد اأن الد ولة ال تنه ض بغير لغت ها وميكن تف سي ذلك باأن الن ه ضة عند ه هي نه ضة علمي ة فكري ة ولي ست اقت صادي ة الأن من ال س هل اأن نجد يف معظم بقاع االأر ض أاقطارا قوي ة يف اقت صاد ها لكنها م ستوردة إالجنازات العلوم والتكنولوجيا دون دراية كافية باأنظمة ت شغيل ها واإ صالح ها وذلك بف ضل اعتماد ها املطلق على اال ستهالك والتلقي بينما اليابان نه ضت بلغت ها وكذلك أاملانيا وفرن سا ومن الطبيعي اإذا ا ستورد نا اللغة يف علوم نا سن ستورد املنجز. وفي اإحدى املحا ضرات اأثناء درا ستي للد كتوراه اأملى علينا اأدل ة أاخرى تثبت قو ة اللغة العربي ة وحيوي ت ها عندما قال باأن الطب والهند سة يف جامعات ال ش ام ي در سان بالعربي ة وقد ناف س خريجوها الكثي من نظرائه م يف اأعتى اجلامعات االأوروبي ة واالأمريكي ة كما در ست الكلي ة الربوت ستانتي ة ال ضس وري ة هذه العلوم بالعربي ة وكان يراأ س ها فانداك الذي اأتقن العربي ة وهو اأمريكي من اأ صل هولندي وعندما تغي ر ا سم ها اإلى اجلامعة االأمريكي ة وف ر ض آانذاك التعليم فيها باالإجنليزي ة قد م ا ستقالت ه احتجاجا على ذلك. واأ ك د االأ سد اأن "الواقع العملي يدلر نا على اأن الت دري س باللغة ا إالجنليزي ة يف العلوم مل يهي ء للعرب اأن يكون لهم اإ سهام يف احل ضارة االإن ساني ة )9(. م ن وخماط ر لقد تعر ضت اللغة العربي ة اإىل حمن وجتارب كثية واجتازت ها ومتثل اأو ل ها بتلك الت جارب التي واجهت تو ضس ع الد ولة االإ سالمي ة وانت شار العرب يف بقاع خمتلفة بني اأجنا س ولغات متعد دة ومن نتائج ذلك اأن تعل م غي العرب هذه اللغة واأتقنوها واأل فوا فيها واأ ص لوا لبع ض علوم ها وننو ه اإىل اأن اللغة العربي ة آانذاك كانت وحد ها لغة الفل سفة والعلم النظري والتطبيقي. كما كانت الو سيط كما سلف - لنقل علوم ا إالغريق والعرب وامل سلمني اإىل أاوروبا) 10 (. اأم ا املحنة الثانية فقد كانت اأواخر احل كم الرتر كي عندما أاخذ يعل م العربي ة من خالل اللغة الرتكي ة. وعمل هذا احل كم على اإق صاء العربي ة من الت دري س واإحالل الرتكي ة مكان ها وجع ل قراءة القراآن وال ص الة باللغة الرتكي ة يف الواليات اخلا ضعة له) 11 (. ومن املخاطر احلا ضرة وامل ستقبلي ة التي يراها االأ سد العوملة وال سي ما العوملة الثقافي ة التي اأ صبحت ت ه د د دوال قوي ة كانت ت سعى إاىل ن شر لغت ها وثقافت ها وت ه د د اليوم يف فك ر ها ولغت ها. وي سوق مثاال آاخر على هذه املخاطر وهو الد عوات التي بداأت املجل س الدويل للغة العربية
162 ال ساد س للغة العربية يف م صر ولبنان منذ القرن الت ا سع ع شر وا ستمر ت اإىل يوم نا هذا وهي الت شكيك يف قدرة اللغة العربي ة على الوفاء مبطالب العلم احلديث ومتغيات الع صر )12(. وان ربى نا صر الد ين االأ سد للر د على هذه ال ش كوك الأن ه اعترب االأم ة بغي لغة اأم ة بغي وطن وراأى ما قام به حممد علي با شا الذي حكم م صر خي دليل لتفنيد هذه الد عوات حيث ا ست شعر عروبت ها وقيمة لغت ها فكان يفر ض على كل طالب ي ب ت ع ث اإىل اأوروبا اأن يرتجم اإىل العربي ة كتابا واحدا على اأقل تقدير من الكتب التي در س ها يف الغرب وكانت يف علوم خمتلفة كالطب والهند سة وقد ا ست خدمت الحقا لتكون مراجع للت دري س باللغة العربي ة )13(. وي شد د االأ سد على اأهمي ة االت صال والتوا صل بالثقافات االأخرى بغية احلفاظ على تقدر م االأم ة وتطور ر لغت ها ويرى اإذا " مل تت صل اإحدى الثقافات بثقافات ع صر ها املتعددة وبروائع االأعمال الفكري ة واالأدبي ة والفني ة العاملي ة يف الع صور ال سابقة واكتفت باجرتار نف س ها ذ ب لت و ض ع فت وق ص رت عن اأن توؤد ي ر سالت ها نحو نف س ها ونحو االإن ساني ة. فال ضاأن هنا هو ضاأن التوا صل والتبادل والتفاعل ولي س جمر د ات صال من جانب واحد. ولقد كانت الثقافة العربي ة من اجلاهلي ة وخالل الع صور االإ سالمي ة ثقافة منفتحة على غي ها من الثقافات اأخذت منها دون تردر د وال شعور بالنق ص ")14( ثم ا ست شهد بقول ه تعاىل" يا اأير ها الن ا س اإن ا خلقناك م من ذكر واأنثى وجعلناك م ش عوبا وقبائل لتعارفوا...".)15( وعر ض اإىل انت شار اللغة العربي ة وثقافت ها يف اآ سيا واأجزاء من اإفريقيا واأوروبا بقول ه " ال يزال يحتاج اإىل مزيد من الدرا سة املن صفة لبيان و سائل هذا االنت شار ولبيان مدى التاأثر والتاأثي بينها وبني غي ها من ثقافات تلك البالد ولغات ها" )16( وللتخفيف من املخاطر التي ترتب ص باللغة العربي ة يدعو االأ سد النخبة واملثقفني العرب لدعوة االأم ة اإىل" االأخذ باأ سباب احل ضارة احلديثة ودخول ع صر التح ضي والتحديث بالرجوع اإىل املنهج الفكري واأ ساليب البحث العلمي واعتماد العقل والتحرر من اخلرافات واالأباطيل واالأوهام والثقة بكرامة ا إالن سان ومنزلت ه وقدرت ه...واحل ضارة احلديثة ذات منبع وم صب اأم ا منبع ها فم صادر ها واأ سباب ها ومناهج ها واأم ا م صبر ها فنتائج ها ومظاهر ها من التقدم العلمي والتكنولوجي وما جنم عنه من املنجزات املادي ة املختلفة.)17( " الت عريب والل غات الأجنبي ة ال ي فهم من دعوات نا صر الد ين االأ سد اإىل الت عريب اجلامعي اأن ه يدعو اإىل مقاطعة تعلم اللغات االأجنبي ة فهو على عك س ذلك بل من املت شد دين يف هذا االأمر حيث اأ شار " إاىل ضرورة اأن يت سلح الطلبة والعلماء بلغة اأجنبي ة واحدة على االأقل االإجنليزي ة أاو الفرن سي ة اأو حت ى االأملاني ة فنحن ال ندعو اإىل ا ستخدام اللغة العربي ة يف الت دري س اجلامعي والبحث العلمي حت ى ننعزل عن العامل واإمن ا من اأجل اأن ن شارك م شاركة حقيقي ة يف الت طو ر العلمي ويف احل ضارة ا إالن ساني ة وهذا ال بد من لغة اأجنبي ة نتقو ى بها ولكن ال تكون على ح ساب لغت نا الوطني ة " )18(. ويف حمفل آاخر يكر ر هذه الد عوة بقول ه " ال بد من تكرار الت نبيه الذي ننادي به دائما وهو اأن العناية باللغة القومي ة ال يعني - باأي حال - اإهمال اللغة االأجنبي ة اأو إا ضعاف ها بل ال بد من العناية بها الأن ها النافذة اإىل الثقافة العاملي ة والأن معرفت ها واإتقان ها ي عينان على الت بحر ر يف اللغة العربي ة نف س ها") 19 (. وينادي االأ سد إاىل عدم اكتفاء املثقف عربي ا كان اأم اأعجمي ا " اأن يكتفي مبا عند ه واأن يدعو اإىل االنغالق الثقايف فعند غي نا كثي مم ا نحتاج اإليه من روائع االآداب والفنون مم ا ي ضيف اإىل فكر نا فك را ويفتح نفو س نا وعقول نا على اآفاق رحبة وعوامل متجددة فيكون مع كنوز نا النفي سة من الرتاث اللغوي والنرثي وال شعري والفل سفي واملو سيقي والفقهي - و سيلة للتوا صل والتبادل بني الثقافات ا إالن سانية وللتعارف والتفاهم بني ال شعوب واإ شاعة روح التقارب وال سالم العاملي " )20(. اأم ا اال ستمرار يف اعتماد اللغة االأجنبي ة يف الت دري س فهو "من اأ سباب ح ص ر العلم يف دائرة ضي قة من املتخ ص صني الذين يفك رون- من خالل تلك اللغة - بعقلي ة اأهل ها دون انتماء لقوم هم ودون القدرة على اإيجاد م ناخ علمي عام يف االأم ة ي ساعد على بناء القاعدة العلمي ة التي ينطلق منها البحث العلمير االأ صيل مبا يقود اإليه من تقد م العلم وتطو ر تطبيقات ه " )21(. واللغة العربي ة لي ست ق ضي ة لغوي ة اأو اإمالئي ة اأو نح وي ة واإمن ا ج سم متعا ضد ت سكن ه روح اإذ ال فائدة لالأع ضاء دون ها
163 ال ساد س للغة العربية والن قل. واللغة روح االأم ة اإذا غابت غابت االأم ة. وهناك لغات مي تة كما يقول االأ سد عمل اأ صحاب ها على اإنعا ش ها وجعلوها لغة للت دري س والبحث العلمي. كما هي احلال مع اللغة العربي ة التي اأ صبحت حي ة وبل لغة علمي ة اأي ضا. يف حني اأن اللغة العربي ة حي ة وهناك م ن يحاول طم س ها واإخماد ها )22(. واللغة العربي ة نامية وقادرة على اجلمع بني الثوابت واملتغي ات : االأ صول والفروع كما هي الثقافة التي جتمع بني الثابت واملتغي ر )23( اأم ا اأن تبقى اللغة اأو الث قافة معتمدة يف الن هل على معين ها دون روافد - يف خ ض م هذا الربكان من امل صطلحات واملنجزات العلمي ة وا ستحداث االأ ساليب - فاإن معين ها سي صاب باجلفاف ثم ين ض ب واملق صود هنا لي س نفاد الكلمات ودالالت ها واإمن ا فقدان موط ئ القدم بني اللغات العلمي ة العاملي ة كاالإجنليزي ة والفرن سي ة واالأملاني ة. ولعل ما يمي ز اللغة العربي ة ويجعل ها مهياأة الأن تكون لغة علمي ة ات سام ها بالليونة يف ا ستقبال امل صطلحات العلمي ة بعد اإخ ضاع ها ملقايي س وطرق خا ص ة يف الت عريب. كما اأن ها تت سم مب زية اال شتقاق. ويوجد لغات قوي ة خ شيت على نف س ها من الد خيل عليها ب سبب العوملة والت سارع يف االإنجاز كاللغة الفرن سي ة حيث قامت احلكومة الفرن سي ة بتنقيت ها من الكلمات والت عبيرات االأجنبي ة الد خيلة وخا ص ة االإجنليزي ة )24(. تعدر اللغة العربي ة حا ضنة للرتر اث والفك ر واله وي ة ومنافحة عنها فالرتر اث ال يحيا اإال باللغة واالإن سان ال ي عر ف اإال من لغت ه واأير اأم ة ال ترتقي اإال بعلوم ها وفك ر ها. " والفك ر هو اللغة الأن نا ال ن ستطيع اأن نفك ر يف شيء بغي لغة اأي بغير ا سم لذلك ال ش يء حت ى ولو كان يف الغيبي ات اأو االأ ساطي اأو اخلرافات ")25(. اإن تاأثر اأي لغة وتداخل ها ب أاخرى الأمر حيوي و ضروري شريطة اأن يكون هذا الت داخل والت اأثر موؤ ص ال له عرب قنوات علمي ة ر صينة ال عرب االألفاظ املت سللة اإلينا من ال ش ارع واملقهى والقطار. اإذ جتعل امل صاهرة والن سب بني اللغات ا إالن ساني ة املجتمعات اأكثر تقاربا وتعاونا وف ه ما لالآخر وبالت ايل فنق ل الفك ر والعادات واملعتقدات والعلوم املختلفة يكون اأي سر وتبادل اخل ب رات يكون أاعم واأ شمل مم ا يوؤدي اإىل االإفادة من االأ ساليب املختلفة يف تدري س اللغات و سبل توظيف ها يف البحث العلمي و إاىل متا سك حل مة العالقة بني هذه املجتمعات التي حتتاج اإىل مثل هذه العالقة واإال كيف نف س رر ما اأثبت ت ه زيغريد هونيكه يف كتاب ها ) شم س العرب ت سطع على الغرب ) حول عدد الكلمات االأملاني ة التي تنحدر من اأ صول عربي ة اأو فار سي ة اإذ و صلت اإىل ( 199: مئة وت سع وت سعني( كلمة. منها شطرجن وج ب ة وهناك ث ب ت آاخر - يت بع ه- باأ سماء كواكب عربي ة االأ صل بلغ عدد ها )46: ست ا واأربعني( كلمة. منها راأ س اجلوزاء واجلدي اإذ لم يتجل هذا ا أالمر اإال من خالل االحتكاك والتفاعل بني املجتمعات مم ا يف ضي إاىل اكت شاف ا آالخر وفهم ه وا إالفادة منه. كلر هذا ال يتاأت ى إاال باللغة. وا إالن سان العربير مهما أاجنز باللغة االأجنبي ة سيبقى فهم االآخر له منقو صا الأن هناك الكثي من االإبداعات تختفي حتت عباءة الرت جمة من اأقوال امل ست شرقني يف اللغة العربية هناك الكثي من أاقوال امل ست شرقني التي جتلو ولو جزءا من ال ش كوك يف ضعف لغت نا وعدم قدرت ها على جماراة الت قد م احل ضاري والبحث العلمي واأرى اأن ها تدعم االأ سد فيما ذهب اإليه من ت كرار دعوات ه اإىل تعريب الت عليم اجلامعي منها: 1- امل ست شرق ا أالمريكير )كوتهيل(: قل من ا نحن الغربيني م ن يقد ر اللغة العربي ة حق قد ر ها من حيث اأهميت ها وغ ناها فهي بف ضل تاريخ ا أالقوام التي نطقت بها وبداعي انت شار ها يف اأقاليم كثية واحتكاك ها مبدني ات خمتلفة قد منت اإىل اأن اأ صبحت لغة مدني ة باأ سر ها بعد اأن كانت لغة قبلي ة. لقد كان للعربي ة ما ض جميد ويف تقديري سيكون لها م ستقبل باهر. 2- امل ست شرق االأملاينر ( كارل بروكلمان(: بلغت العربي ة بف ضل القراآن من االت ساع مدى ال تكاد تعرف ه اأير لغة اأخرى من لغات الدر نيا. 3- امل ست شرق الفرن سير )رينان(: اإن من أاغرب املده شات اأن تنبت تلك اللغة القومي ة وت صل اإىل درجة الكمال و س ط ال ص حاري عند اأم ة من الرر ح ل تلك العربي ة التي فاقت أاخوات ها بكرثة مفردات ها ودق ة معانيها. 4- امل ست شرق االأملاينر )اأوغ ست في شر(: " و إاذا ا ستثنينا ال ص ني فال يوجد شعب آاخر يحقر له الفخر بو ف رة كتب علوم لغت ه غي العرب " )26(. 5- امل ست شرق االأمريكير )وليام ورل(: اإن املجل س الدويل للغة العربية
164 ال ساد س للغة العربية للغة العربي ة من الل ني واملرونة ما ميك نان ها من التكير ف و فق مقت ضيات الع صر وهي مل تتقهقر فيما م ضى اأمام اأي لغة اأخرى من اللغات التي احتك ت بها وهي ستحافظ على كيان ها يف امل ستقبل كما حافظت عليه يف املا ضي. 6- امل ست شرق الفرن سير )وليام مر سيه(: شب ه العبارة العربي ة كالعود اإذا ن ق ر ت على اأحد اأوتار ه رن ت لديك االأوتار جميع ها وخفقت ثم حت ر ك اللغة يف اأعماق الن ف س من وراء حدود املعنى املبا شر موكبا من العواطف وال ص ور. 7- امل ست شرق االأملاينر )يوهان فوك(: لقد برهن جربوت التر راث العربي اخلالد على اأن ه أاقوى من كل حماولة ي ق صد بها زحزحة العربي ة الف صحى عن مقام ها امل سيطر. وعندما س ئلت امل ست شرقة االأملاني ة )زيغريد هونيكه( عن جمال العربي ة و سحر ها قالت: كيف ي ستطيع االإن سان اأن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطق ها ال س ليم و سحر ها الفريد 8- امل ست شرق الفرن سير )لوي س ما سينون(: اللغة العربي ة هي التي اأدخلت يف الغرب طريقة الت عبير العلمي والعربي ة من أانقى اللغات فقد تفر دت يف طرق الت عبي العلمي والفني وال ص ويف. 9- امل ست شرق الهولندير )رينهارت دوزي(: يقول يف كتاب ه )االإ سالم االأندل سير (: اإن أارباب الفطنة والت ذو ق من الن صارى سحر هم رنني االأدب العربي فاحتقروا الالتيني ة و صاروا يكتبون بلغة قاهريهم دون غير هم. وميكن اأن نرى أادلة كثية تتعلق باجلانب الت طبيقي وتبني اأهمي ة اللغة العربي ة من ذلك مراكز تعليم اللغة العربي ة للن اطقني بغي ها التي تنت شر يف اأرجاء الوطن العربي وكذلك االإقبال ال ش ديد على تعلر م العربي ة من االأوروبي ني واالأمريكي ني واالآ سيوي ني وانت شار اجلامعات التي تدر س اللغة العربي ة منها جامعة ال س وربون وجامعة لندن وجامعة هايدلبيغ وجامعة توبينجن وجامعة برلني وجامعة مت شيغان وغي ها اإذ متنح معظم هذه اجلامعات درجت ي املاج ستي والدر كتوراه يف اللغة العربي ة. اإ ضافة اإىل ما اأ شار اإليه االأ سد من إاطالق بع ض الف ضائي ات باللغة العربي ة يف الغرب كف ضائية احلر ة يف الواليات املتحدة االأميكي ة ويعد ها دليال "على قيمة اللغة العربي ة وتاأثي ها واإال ما تكل فوا إان شاء ها") 27 (. وهذا االهتمام باللغة العربي ة من االآخ ر يقابل ه ع زوف كبي عنها من االأنا. وختاما : أارى اأن اللغة العربي ة يف ع صر نا جراب ف ضفا ض على اإجنازات نا العلمي ة بينما بع ض اللغات االأجنبي ة لبا س ضاق على حجم اإجنازات ها الكبير فا ضطر ت إالى الت مدر د والتكير ف مع حجم هذا االإجناز ومع ذلك تبقى اللغة العربي ة كامل صباح حمافظا على مكونات ه ونظام ت شغيل ه ومبجر د ال ض غط على امل فتاح س رعان ما يتوه ج وبيننا وبني ال ض غط عليه صحراء بلقع!! التي ال ميكن طير ها اإال بالعزمية واالإ ص رار. هوام ش البحث 1- صالح جر ار جهود العالمة الراحل نا صر الدين االأ سد يف خدمة العربية جريدة الد ستور 2015-9-15. 2- صالح جر ار جهود العالمة الراحل نا صر الدين االأ سد يف خدمة العربية جريدة الد ستور 2015-9-15. 3- نا صر الدين االأ سد جتديد الفكر ندوة اجلامعة االأردنية 2012. 4- ينظر: مي مظفر نا صر الدين االأ سد ج سر بني الع صور ص 71. 5- صالح جر ار جهود العالمة الراحل نا صر الدين االأ سد يف خدمة العربية جريدة الد ستور 2015-9-15. 6- صالح جر ار جهود العالمة الراحل نا صر الدين االأ سد يف خدمة العربية جريدة الد ستور 2015-9-15. 7- ينظر: مي مظفر نا صر الدين االأ سد ج سر بني الع صور ص 48. 8- نا صر الدين االأ سد جتديد الفكر ندوة اجلامعة االأردنية 2012. 9- صالح جر ار جهود العالمة الراحل نا صر الدين االأ سد يف خدمة العربية جريدة الد ستور 2015-9-15.
165 ال ساد س للغة العربية 10- ينظر: نا صر الدين االأ سد م ستقبل اللغة العربية يف عامل متغي ص - 6 حما ضرة أالقيت يف منتدى عبد احلميد شومان الثقايف بتاريخ: 5-7-.2007 11- ينظر: نا صر الدين االأ سد م ستقبل اللغة العربية يف عامل متغي ص 7. 12- ينظر: نا صر الدين االأ سد م ستقبل اللغة العربية يف عامل متغي ص 9. 13- ينظر: نا صر الدين االأ سد م ستقبل اللغة العربية يف عامل متغي ص 10. 14- نا صر الدين االأ سد املثقفون العرب والتوا صل بني احل ضارات جملة العربي ص 34. 15- سورة احلجرات اآية 13. 16- نا صر الدين االأ سد املثقفون العرب والتوا صل بني احل ضارات جملة العربي ص 34. 17- نا صر الدين االأ سد املثقفون العرب والتوا صل بني احل ضارات جملة العربي ص 32. 18- وحيد تاجا لقاء مع نا صر الدين االأ سد تي ضي الن ح و واللغة من شورات دار الفكر www.fiker.com 19- ينظر: نا صر الدين االأ سد م ستقبل اللغة العربية يف عامل متغي ص 18. 20- نا صر الدين االأ سد املثقفون العرب والتوا صل بني احل ضارات جملة العربي ص 34. 21- نا صر الدين االأ سد ت صو رات اإ سالمية يف التعليم اجلامعي والبحث العلمي ص 67. 22- وحيد تاجا لقاء مع نا صر الدين االأ سد تي ضي الن ح و واللغة من شورات دار الفكر www.fiker.com 23- نا صر الدين االأ سد حتقيقات يف اللغة واالأدب ص 275. 24- ينظر: نا صر الدين االأ سد مقدمة لدرا سة اللغة وه وية االأم ة ندوة منتدى عبد احلميد شومان الثقايف ص 7. 25- اأحمد زهي رحاحلة حماورة مع االأ سد جملة ر سالة املعلم جملد 51 عدد 1 ت شرين أاول 2013. 26- أاوغ ست في شر املعجم اللغوي العربي مقدمة الق سم االأول. 27- نا صر الدين االأ سد م ستقبل اللغة العربية يف عامل متغي ص 17. مراجع البحث - القراآن الكرمي اأوال - االأ سد نا صر الدين: 1- جتديد الفكر: ندوة اجلامعة االأردنية 2012. 2- حتقيقات يف اللغة واالأدب عمان دار اأروقة ط 1 2013. 3- ت صور رات اإ سالمية يف التعليم اجلامعي والبحث العلمي ع م ان املطابع التعاونية ط 1 1993. 4- املثقفون العرب والتوا صل االجتماعير جملة العربير عدد 533 آاذار 2003. 5- م ستقبل اللغة العربية يف عامل متغي ندوة منتدى عبد احلميد شومان 2007. 6- مقدمة لدرا سة اللغة وه وية االأم ة ندوة منتدى عبد احلميد شومان الثقايف 2004. ثانيا - تاجا وحيد لقاء مع الدكتور نا صر الدين االأ سد تي ضي الن ح و واللغة اأمر مطلوب شرط اأن ال يكون بابا للهدم من شورات دار الفكر www. fiker.com ثالثا - جر ار صالح جهود العالمة الر احل نا صر الدين االأ سد يف خدمة اللغة العربية جريدة الد ستور 2017-9-15. رابعا - رحاحلة اأحمد زهي لقاء مع االأ سد جملة ر سالة املعلم جملد 51 عدد 1 ت شرين أاول 2013. خام سا - في شر أاوغ ست املعجم اللغوي العربي القاهرة جممع اللغة العربية العربية ط 1 1967. ساد سا - مظفر مي نا صر الدين االأ سد ج سر بني الع صور القاهرة الدار امل صرية اللبنانية ط 1 2000. املجل س الدويل للغة العربية