الا دوار الحضارية للمعلم ودواعي التجديد في فلسفة التعليم א א א א الا ستاذ المشارك آلية معارف الوحي والعلوم الا نسانية الجامعة الا سلامية العالمية ماليزیا א א א www.gulfkids.com
المجتمعات الا نسانية بصورة عامة بتحولات ضخمة ومتسارعة ذات تا ثير عميق في بن ى ال وعي وأنم اط التفكي ر وأن ساق المعرف ة ومن اهج التث اقف وطراي ق التعل يم وأس اليب الات صال والتفاع ل والتعام ل. وب سبب الت ا ثيرات المتزای دة للمنج زات التقني ة والتكنولوجي ة والعلمي ة والا لكتروني ة والتنظيمي ة والمو س سية وغيره ا تواج ه الا نظم ة التعليمي ة والتربوی ة وأن ساقها المعرفي ة وأطره ا الفكریة وفلسفاتها التوجيهية تحدیات ضخمة وعميقة. والعولمة آتحدي من التحدیات التي تواجهها الا مة تضع بمدها المتعاظم النظم التربویة العربية والا سلامية في عمق التحدي الصارم. والعولمة الا یدیولوجي ة القاي م ة م ا فتي ت تثي ر الت ساؤلات الكب رى ع ن روح ال نظم التربوی ة الا س لامية وجوهره ا ومقاص دها وقيمه ا الح ضاریة الا ن سانية. وم ن هن ا ف ا ن ال نظم التربوی ة ف ي ال بلاد الا سلامية ینبغي أن تضطلع بمهمة التوجيه الحضاري الا ن ساني للعولم ة حت ى تتح ول إل ى آ سب ح ضاري إن ساني لفاي دة الا ن سان عموم ا. وبحك م ال دور الح ضاري المن وط بالمنطق ة العربي ة والا سلامية فا ن مسا لة التعليم والمعلم والتربية تقف في مقدمة أولویات المرحلة الحالية لتطورن ا. ولكي نستوعب ونتجاوز وضع الاختلال والفوضى والارتب اك ال ذي یمك ن أن تحدث ه المعلوماتي ة والعولمة غير الموجهة- في مسار وعينا وتحضرنا ونظمنا التربویة والتعليمية والتثقيفية ینبغ ي أن ندرك أن رسالة المعلم أو الا ستاذ أصبحت اليوم أآثر من أي وقت مضى ذات أبع اد ح ضاریة مصيریة شاملة. وبالتالي فا عادة النظر في الا دوار الحضاریة للمعلم أمسى م ن الواجب ات الكب رى للقيادات التعليمية والتربویة والاجتماعية والسياسية بصورة عامة. ولما آان الا مر به ذه ال صورة والتعقيد ولم ا آ ان للعولم ة والمعلوماتي ة أبع اد ح ضاریة وآوني ة تطل ب الا م ر إع ادة النظ ر ف ي فلسفة التعليم ومراجعتها بصورة نعيد فيها تا آيد الا صالة الذاتية لا متنا وثقافتنا آما نستوعب فيها المنج زات ال ضخمة ف ي من اهج وأس اليب وتقني ات التعل يم والتربي ة والات صال والا دارة والتوجي ه والت سيير الحدیث ة. ولك ي نن اقش إش كالية الا دوار الح ضاریة الجدی دة للمعل م ودواع ي التجدی د ف ي فلسفة التعليم قسمنا البح ث إل ى: م دخل ع ام یت ضمن: الا ط ار المنهج ي الع ام لدراس ة دور المعل م وفل سفة التعل يم ف ي ض وء العولم ة والمعلوماتي ة الحدیث ة. أولا: م ن دواع ي تجدی د فل سفة التعل يم والدور الحضاري للمعلم. ثانيا: الا دوار الحضاریة للمعلم: الشروط والا فاق.
Abstract In general terms, the present human society is undergoing a very huge and rapid transformation. The latter, has deep consequence on the ways of thinking, the structure of human consciousness, the paradigms of knowledge, the models of acculturation, the methods of learning and education and the styles of communication and interaction. In view of the increasing pressure caused by the institutional, organizational, scientific, technological and electronic achievements of the human civilization, the educational systems of many countries face tremendous challenges. The epistemological, philosophical, intellectual and organizational structure and function of many educational systems are in threshold of a grand change. Globalization and information revolutions as new big events and emerging processes pose many challenges to the educational systems in the Muslim world. As a mater of fact, the present ideological orientation of Globalization puts several questions to the very essence of the Islamic educational systems and to the core of their civilizational values and aspirations. Hence, the educational systems in the Muslim world should undertake the task of elevating this burden and responding to these new challenges. In this respect, the civilizational orientation of globalization in a positive manner becomes one of the main missions of the educational systems in the Muslim world. Indeed, there should be a systematic process that gears towards orienting Globalization and benefiting from its achievements for the larger interest of humanity and not for the benefit of handful group of nations or companies. Given the civilizational mission of our region and the Muslim world at large, the It is the pinnacle role of education becomes more appealing and increasing. moment where the teachers and educators should assume a greater responsibility and play a pivotal role. Not only the role of teaching, transferring and disseminating knowledge but also the role of civilizational advocators that involve in disseminating the values of peace, tolerance, security, co-existence and mutual understanding. In other words, teachers and educators should carry out the role of civilizational agents of peace education, tolerance education, and prosperity education. For the teachers and educators to assume such a role besides their traditional role of teaching and education there should be a change in the philosophy, vision and objectives of the existing educational systems in many Muslim countries so as to allow new elements and ideas that can achieve the desired role of teachers. In line with this, the role of teachers and educators should be revised so as to include some new and urging roles to the already existing role of teachers. That is the civilizational role of the teacher. The present paper aspires towards examining the justifications that necessitates the change in the philosophy and objectives of education and the new roles of teachers and educators. The paper is divided into three parts. The first is meant to establish a methodological framework of the discussion. The second deals with the justifications that urge the process of revivification on the philosophy of the educational systems. The third provides an insight on the new roles of teachers and educators. The conclusion offers some suggestions and proposals.
المحتویات مدخل عام: من أجل تا طير منهاجي لا شكالية البحث أولا: من دواعي تجدید فلسفة التعليم والدور الحضاري للمعلم طبيعة العولمة وضرورة تفعيل التعليم حضاریا المعلوماتية الحدیثة ومسا لة تجدید التعليم ضرورة المنظور الحضاري في تجدید فلسفة التعليم العربي الا سلامي ثانيا: الا دوار الحضاریة للمعلم: الشروط والا فاق شروط تجدید الدور الحضاري للمعلم الشروط الخاصة بالمعلم الشروط الخاصة بالمتعلم الشروط الخاصة بالمو سسة التعليمية الشروط الخاصة بالنظام التعليمي الشروط الخاصة بفلسفة التعليم وأهدافه الشروط الخاصة بالمجتمع والثقافة والحضارة الشروط الخاصة بالتجدید في الوساي ل والا دوات والتقنيات والمناهج ا فاق الدور الحضاري للمعلم المعلم آمربي وناقل لقيم حضارة المعلم آا نسان رسالي وحامل لقيم السلام العالمي الخاتمة.
W W א مم ا لا ش ك في ه أن للتعل يم دورا ف اعلا ف ي حي اة المجتم ع ب صورة عام ة. إذ یع د التعل يم بمو س ساته المتع ددة بمثاب ة الا ط ار الحي وي ال ذي تتخل ق في ه م ضغ ال وعي وتن ضج في ه مف اهيم الا نسان حول ذاته ورسالته وتتشكل فيه أجنة النشاط الحضاري والتنمية العمراني ة ال شاملة الت ي یمارس فيها الفرد دورا حيویا ف اعلا باعتب اره یع يش ض من جماع ة له ا وظيف ة تاریخي ة ه ي ف ي الا ساس بناء هذا الا نسان الصالح آفرد وجماعة ودولة ومجتمع وأمة وحضارة متمي زة. وق د دلن ا تاریخ الاجتماع البشري منذ زم ن طوی ل وب صورة خاص ة ف ي ظ ل الاجتم اع العرب ي الا س لامي الا ول والاجتماع الغربي المعاصر لما للتعليم م ن دور أساس ي یت صل مباش رة بالفع ل الح ضاري للا نسان وإنجازاته ذات التا ثير التاریخي العالمي. والتعل يم الي وم وف ي ظ ل س يادة مف اهيم العولم ة والمعلوماتي ة والتكنولوجي ة ومف اهيم مجتم ع المعرف ة واقت صاد المعرف ة وسياس ة المعرف ة وثقاف ة المعرف ة وح ضارة المعرف ة وإع لام المعرفة وحرب المعرفة ووعي المعرفة... قد تج اوز ب دوره ووظيفت ه ح دوده التقليدی ة وأدواره التاریخية التي تداولتها المجتمعات لقرون من الزمان. وعندما نتحدث عن التعليم اليوم فا ننا ندرج فيه بالا ضافة إلى التعليم المدرسي الا آادیمي بكل مستویاته والتعليم الثقافي العام بك ل م ستویاته والتعل يم الاجتم اعي بك ل م ستویاته والتعل يم الا س ري بك ل م ستویاته والتعل يم الا علام ي..ن درج آذلك التعليم التكنولوجي والا لكتروني بكل أنواع ه الجدی دة مث ل التعل يم عب ر الانترني ت والتعل يم ع ن بع د والتعل يم المفت وح وغي ره.,التعل يم هن ا أص بح أآث ر ات صالا والت صاقا بحي اة الا ن سان والحضارة معا. ومن هنا فالتعليم اليوم ليس مجرد أداة بسيطة لنقل المعلوم ات إل ى الا خ رین ول يس مج رد إط ار ترسخ فيه قيم الولاء والوطنية والاعتزاز بالتراث والذات والتفاعل م ع الغي ر ول يس فق ط مج رد نظ ام ی تم بموجب ه تا هي ل أف راد ليح صلوا عل ى ش هادات ومعلوم ات تمك نهم م ن ش غل مناص ب وممارسة أدوار معينة داخل المجتمع وليس آذلك مجرد عمل یقوم به نظام تعليمي یحت وي عل ى إدارات وأساتذة وطلبة ومناهج ومعارف وآتب ووساي ل ومناخ تعليم ي مناس ب م ن أج ل تخ ریج مهنيين أو مهندسين أو أطباء أو أساتذة وغيرهم..ولك ن التعل يم الي وم بالا ض افة إل ى آ ل م ا س بق أصبح هو غریزة عصر المعلوماتي ة والعولم ة إذ بدون ه یفق د المجتم ع دوره ورس الته ووظيفت ه. فعلى سبيل المثال یعد التعليم في الدول المتقدمة مثل الولایات المتحدة واليابان وأوربا بمثابة القوة ال ضاربة الت ي به ا تتج سد وتتا آ د باس تمرار الق وة الع سكریة والتقني ة والاقت صادیة والاجتماعي ة والثقافي ة والفكری ة والح ضاریة والتكنولوجي ة والمعلوماتي ة له ذه ال دول. وعلي ه أص بح للتعل يم ومو سساته الدنيا والوسيطة والعليا والرسمية والشعبية والعامة والخاصة موقعا راسخا في إدارة حرآة الاجتماع الحضاري للمجتمعات حيث وص لت بع ض المجتمع ات المتقدم ة إل ى م ستویات م ن الن ضج التعليم ي أص بح بموجب ه النظ ام التعليم ي ه و مرآ ز الفاعلي ة الح ضاریة وأص بح لميزانية التعليم أوفر الا قساط في آل حسابات المجتمع. آما أص بح الاس تثمار التعليم ي م ن أنج ع وأفيد الاستثمارات في المجتمعات ذات الوعي التعليمي الحضاري المتقدم. وبحكم طبيعة العصر والمرحلة التاریخية التي تجتازها المجتمعات الا نسانية وبحكم غلبة منط ق العولمة والمعلوماتية فا ن التعليم أصبح یتا ثر آثيرا بما یحدث في عالم السياسة والعلاق ات الدولي ة والصراعات بين الا مم والمجتمعات وفي عالم الاقتصاد وعالم الا فكار والمعارف الحدیثة وع الم من اهج الفك ر والمعرف ة والعل م. وم ن هن ا فم سا لة إع ادة النظ ر ف ي دور المعل م وموض وع فل سفة التعليم أصبح من المهام الكبرى التي ینبغي أن یضطلع بها أبناء المجتمعات على اختلاف ثقافاتهم وأدیانهم. ولكن إعادة المراجعة لمفاهيم التعليم ولدور المعلم ولفلسفة التعليم لي ست عم لا اعتباطي ا
ارتجاليا عابرا وليست مجرد عمل فكري مف روض م ن الخ ارج ولك ن وف ي الا س اس ینبغ ي أن یكون نوعا من النضج والتطور الطبيعي لوعي المجتم ع ولمو س ساته التربوی ة والتعليمي ة بحي ث تبرز داخل المجتمع وفي هرم خبرته وفي سقف وعيه الحاجة الملحة لا جراء التغيير المطلوب. ذلك لا ن أي تغيير أو مراجعة لدور المعلم ولفلسفة التعليم تح ت ض غط الم و ثرات الخارجي ة غي ر الحقيقية وتحت ت ا ثير الموض ة الت ي تجت اح آ ل أن ساق الحي اة وال وعي المعاص ر وتف رض علي ه نماذج وعي جدیدة مستوردة فا ن ذلك التجدی د یع د نوع ا م ن الانتح ار له ذه ال نظم التعليمي ة الت ي تتا ثر بردود الا فعال أآثر ما تكون هي ذاته ا راي دة حرآ ة تغييره ا وتجدی دها. وم ن ه ذا المنطل ق ینبغ ي لن ا أن نراع ي التط ورات الداخلي ة والخارجي ة وآ ذلك العوام ل ال سياسية والثقافي ة والاجتماعية والنفسية والعلمية والتقنية التي تفرض شروطا جدیدة على التعليم المعاصر وبالت الي على المعلم وفلسفة التعليم. إن أي دراسة للوضع الذي تمر به الا نظم ة التربوی ة والتعليمي ة ف ي العدی د م ن البل دان الا س لامية ینبغ ي أن یك ون موض وعيا ومتوازن ا حت ى لا تطغ ى علي ه النزع ة النقدی ة ال سلبية المفرط ة الت ي تصف آل هذه النظم بالعقم والتخلف وأنها السبب الا ساسي لمعظم مشكلات الا م ة وآ ذلك ینبغ ي تجنب النزعة التبریریة التي لا ترى أي مشكلة في النظم التعليمي ة والتربوی ة وأنه ا عل ى أح سن حال وعلى ما یرام. فالمسا لة أآثر بكثير من الا فراط والتفریط وتتصل مباشرة بالنظرة الحضاریة الشمولية الموضوعية التي تعمل على تنمية وتطویر الا یجابيات وتسعى جاهدة لمعرفة ال سلبيات ومعالجتها بالطرق العلمية الرصينة. فمما لاشك فيه أن المو سسات التعليمية والتربویة ف ي الكثي ر من البلدان الا س لامية ت و دي دورا متمي زا ف ي التنمي ة والتوجي ه الع ام لحرآ ة التح ضر داخ ل ه ذه المجتمعات ولكن هناك بعض النقاي ص والمشكلات على مستوى الرؤیة التعليمية وفل سفة التعل يم والا ه داف التعليمي ة والا دوار الا ساس ية للمعل م وللمو س سات التعليمي ة عموم ا وآ ذلك ف ي الق درة على التوجيه الجيد للمقدرات البشریة والوساي لية والتقنية وغيرها من المشكلات. إلا أن الكثير من المجتمعات الا سلامية لها القدرة الفنية والمعرفية والوساي لية الكفيلة بمعالجة معظم هذه المشكلات ویبقى الا مر آله من وط بوج ود الرؤی ة التعليمي ة الاس تراتيجية والا رادة الب شریة الم صممة عل ى الا ب داع وف ي التوجي ه العلم ي المنهج ي لل نظم التعليمي ة لك ي ت ساهم بق وة ف ي التنمي ة الح ضاریة للمجتمعات الا سلامية. وفي الورقة الحالية محاولة متواضعة لتسليط بعض الا ض واء عل ى بع ض القضایا المهمة على طریق تجدید فلسفة التعليم وتحدید الا دوار الجدید للمعلم. ومن أجل معالجة موضوعية للدور الحضاري للمعلم وضرورة التجدی د ف ي فل سفة التعل يم ق سمت الورقة إلى مبحثين هما: من دواعي تجدید فلسفة التعليم والدور الحضاري للمعلم الا دوار الحضاریة للمعلم: الشروط والا فاق.
א א א א W 1 في الحقيقة هناك دواعي آثيرة وظروف متنوعة تستدعي إثارة السو ال ح ول م سا لة دور المعل م وضرورة التجدید في فلسفة التعليم. فالمجتمعات العربية خصوصا والمجتمعات الا سلامية عموما تمر بظروف وأوضاع استثناي ية متميزة وخطيرة. وهناك أوضاع جدیدة تستدعي إعادة النظر في آثير من الا مور بما فيها مسا لة التعليم عموما. وقد وصف لنا أح د الب احثين بع ض ال دواعي الت ي تدعو إلى ضرورة المراجعة بقوله: "عجز الا نسان الذي تخرجه هذه المو سسات عن التفاع ل م ع أبن اء مجتمع ه والا س هام ف ي ح شد الطاق ات ل صالح الجمي ع...عج ز الا ن سان ال ذي تخرج ه ه ذه المو سسات عن تحدید هویته بين بني الا نسان. ولذلك ما زال المتسلط أو المستعمر الخارجي یحدد ل ه هوی ة أو جن سية إقليمي ة أو قبلي ة أو طاي في ة أو قومي ة انطلاق ا م ن أه داف ه ذا الم ستعمر ف ي السيطرة والهيمنة والتصرف بالمقدرات..عجز الا نسان الذي تخرج ه ه ذه المو س سات ع ن تحدی د منهاج حياته ف ي ض وء المتغي رات المعاص رة الت ي ت و ثر ف ي واقع ه. فه و م ازال ی ستورد من اهج الحي اة آم ا ی ستورد أدوات الحي اة ووس اي لها ومو ونته ا..عج ز الا ن سان ال ذي تخرج ه المو س سات التربویة المذآورة عن التفاعل مع ماضيه وتراثه أي دراسته وه ضمه وتط ویر م ا آ ان إیجابي ا مفيدا في حاضره واتقاء م ا آ ان س لبيا معوق ا لحرآت ه..عج ز الا ن سان ال ذي تخرج ه المو س سات التربویة عن التفاعل مع بيي ته الطبيعية واستخراج آنوزها وتسخير مواردها لصنع الوساي ل الت ي 2 یحتاجها في حاضره والطور الذي یعاصره.." فا ذا آان هذا الوضع صحيح- ولو ب صورة ن سبية وبدون مبالغة مجحفة وبعيدا عن آل أن واع التعم يم المف رط- ف ا ن هن اك دواع ي أخ رى ذات قيم ة وینبغي اعتبارها وهي: 1) ت ا ثير تي ار العولم ة وم ده المتع اظم عل ى آاف ة من احي وأوج ه الن شاط الا نساني في البلدان الا سلامية بصورة خاصة 2) الا نج ازات الح ضاریة ال ضخمة والنوعي ة ف ي مي دان المعلوماتي ة والتكنولوجي ة والعل وم 3) مرحل ة التط ور الح الي للمجتمع ات العربي ة والا سلامية وضرورة تبني المنظور الحضاري في التعليم. وفيما یا تي شرح مختصر لا همية ه ذه العوامل. 1) طبيعة العولمة وضرورة تفعيل التعليم حضاریا حقيقة تواجه معظم المجتمعات الا نسانية حالة اس تنفار ق صوى ب سبب م ا أحدثت ه وتحدث ه العولمة من هزات عنيفة تطال العدید من أسس وق يم الاجتم اع الب شري المعت ادة. ف الملاحظ عل ى حرآ ة العولم ة وعملياته ا ال سياسية والاقت صادیة والثقافي ة والاجتماعي ة أنه ا حرآ ة تك اد تك ون موجه ة ب صورة تخ دم م صالح النم وذج الح ضاري ال ذي دف ع به ا إل ى الع الم وأراد له ا أن تك ون انت صارا للحری ة والدیمقراطي ة والليبرالي ة وق يم الاقت صاد الح ر عل ى وف ق الن سق الغرب ي ذات ه. والتعليم في البلدان العربية على سبيل الخصوص یواج ه وس يواجه ف ي الم ستقبل القری ب والبعي د أعنف الصدمات التي ستتلاحق مع تعاظم مد العولمة وتكاثف جهوده باتج اه تغيي ر أنظم ة التعل يم التي لا تتماشى وقيم الحداثة الغربية أو تقف حاجز عثرة في طریقها ومن هنا فقبل أن یتحدد موقع ودور المعلم ف ي ظ ل ه ذا الخ ضم الع ارم م ن التح دیات الت ي س تجلبها العولم ة ینبغ ي لن ا أولا أن ندرك طباي ع هذه العولمة ونحدد مدیات تا ثيرها في نظم التعليم العربية والا سلامية لكي نتمكن من تحدید طبيعة ونوعية الاستجابة المناسبة. في البدایة نحاول أن نحدد باختصار حقيقة العولمة وطبيعتها ثم نع رج عل ى ص لة م سا لة التعليم والمعلم بالعولم ة. فكم ا ه و معل وم ف ا ن هن اك تع اریف آثي رة للعولم ة وأن هن اك مقارب ات : ) 1.58-28 (1973 : ) : 2.107-106 (1997
آثي رة لتناوله ا ومعالجته ا. ویمكنن ا أن نلاح ظ عل ى الا ق ل خم سة م داخل آب رى لتن اول العولم ة ی شتمل آ ل م دخل عل ى ا راء ومواق ف ومعالج ات. ول و أنن ا أردن ا ت صنيف الت صورات الغربي ة لظاهرة العولمة لوجدنا مجموعة مداخل أهمها: أولا) - مدخل العولمة بمعنى التك اثف والت سارع ف ي العلاق ات الدولي ة Internationalization وهنا ینظر إلى العولمة على اعتبار أنها وصف أخر لمفهوم العلاقات الدولي ة ب ين ال دول وتعن ي ب صورة خاص ة الزی ادة الملحوظ ة ف ي تب ادل العلاق ات الدولي ة وتعاض دها وتكاثفه ا وت سارعها بصورة متشابكة ومتداخلة یتعذر فيها الفصل والعزل له ذه ال دول ع ن بع ضها ال بعض باعتباره ا وحدات مستقلة للتحليل آما آان الا مر في الزمن الماضي. وفي هذا ال سياق ی رى بع ض الب احثين 3 في العولمة أن " حجم ونمو حرآة التجارة واستثمارات رؤوس الا موال بين الدول" هي التعبي ر المحس عن العولمة الحالية. آ ذلك الحرآ ة المت سارعة والواس عة للا ش خاص والا فك ار والرس اي ل هي التعبير الا خر عن هذه العولمة. وبهذه الصورة تتزای د وتتك اثف وتت سارع حرآ ة الات صالات والعلاقات بين الدول بشكل یجعل صلتها وعلاقاتها متقربا مما یمكن تسميته بالعولمة هنا. ثانيا)- مدخل العولمة بمعنى الخوص صة الرأس مالية Liberalization وهن ا ی نظ ر إل ى ظ اهرة العولم ة عل ى أنه ا تل ك العملي ة المنهجي ة المنظم ة الت ي تعم ل م ن أج ل رف ع الق وانين والح واجز والعواي ق التي تضعها الدول على حرآة الا ش ياء والا ش خاص والا فك ار وذل ك م ن أج ل الوص ول إلى واقع اتصالي وتعاملي مفت وح وخ الي م ن الح دود والا ج راءات والق وانين الت ي تعي ق الن شاط الاقتصادي وحرآة الا موال والسلع والخ دمات. وه ذا ال ذي یعب ر عن ه بع ض الم شتغلين بالعولم ة 4 بعملية البحث عن التكامل الاقتصادي العالمي. ومن تجليات ه ذه النزع ة ف ي النظ ر إل ى ظ اهرة العولمة هو التقليص من القوانين والا جراءات التي تحد من التجارة والن شاط الاقت صادي والم الي الع المي وآ ذلك التقل يص م ن ال ضغوط والق وانين المفروض ة عل ى تا ش يرات دخ ول ال سلع والا شخاص بين الدول. ثالثا) مدخل العولمة بمعنى العالمية Universalization ویرى أصحاب هذه المقولة أن العولمة تعن ي ب شكل خ اص العالمي ة. یق ول ج ون ا رت س كولت "عن دما ح اول أوليف ر ودایف س ف ي الا ربعينيات من هذا القرن نحت الفعل Globalize)) ق دما ل ه تعریف ا یقت رب م ن معن ى العالمي ة وتوقعا أن یكون هناك ترآي ب ع المي للثقاف ات فيم ا س مي ا ن ذاك "بالا ن سانية العالمي ة." فف ي ه ذا الاستعمال لفظة "العولمة" تعني العالم آله آما تشير إلى عملية نشر ونقل مجموعة م ن الخب رات والقيم والمفاهيم إلى آل البشر على وجه الا رض. ومثال ذلك عولمة النظام الغریغوري وانتشار 5 السيارات في آل العالم وانتشار المطاعم الصينية وظاهرة الاستقلال ونظم الزراعة وغيرها. رابع ا: م دخل العولم ة بمعن ى الغربن ة أو الحداث ة Westernization and modernization وهنا ینظر إلى العولمة على أنها تعني الا مرآة واتباع النمط الغربي في الحياة والاقتصاد والثقافة والاجتماع. اتباعا لهذا المنطق تبدو العولمة على أنها التعبير المحس ع ن ظ اهر الحداث ة وعملي ة الا مرآة بما في ذلك مفاهيم وأطروحات الرأسمالية والعقلانية والتصنيع والبيروقراطية وأنماط التسيير الغربية الحدیثة وغيرها. فكل هذه الق يم والمف اهيم أص بحت ش اي عة عالمي ا ومتداول ة عل ى مستوى معولم مما یجعل قيم الحداثة الغربية عالمية الانتشار وهكذا تعزى ظاهرة العولمة إلى هذا الا صل الغربي الذي تهمين علي ه حالي ا الق يم الح ضاریة الا مریكي ة. وه ذه العملي ة التحدیثي ة عل ى 3 Paul, Hirst and Grahame, Thompson. (1996) Globalization: Ten Frequently Asked Questions and Some Surprising Answers, Soundings, vol. 4 (Autumn), pp. 47-66. 4 Jan, Araft Scholte. (2000) Globalization: A Critical Introduction, USA, St. Martin s Press, INC., p. 16. 5 See, Scholte, Globalization, p. 16.
وفق المنطق الغربي الا مریكي تقوم ضرورة "بتحطيم وتفكيك آل ما هو قاي م م ن الثقاف ات والق يم المحلية الخاصة بالمجتمع التي تتم عليها عملية العولمة. وفي هذا السياق آذلك آثي را م ا توص ف 6 العولم ة عل ى أنه ا إمبریالي ة ماآ دونلادز وهولي ود وس. أن. أن" وق د ذآ ر م ارتن آ وهر أن:" 7 العولمة هي ما یسمى في العالم الثالث لقرون عدیدة بالاستعمار." خام سا) م دخل العولم ة بمعن ى تقل ص الح دود الجغرافي ة Deterritorialization or supraterritorialization وهنا ینظر إلى العولمة على أنها إعادة تشكيل للمجالات الجغرافي ة البشریة ليس على أساس الحدود الجغرافية المعروفة للدول ولكن على أساس الات صال والتق ارب الذي به یختف ي ت ا ثير الح دود الجغرافي ة والم ساحات الجغرافي ة والمج الات الجغرافي ة. وف ي ه ذا المق ام یمك ن الق ول أن العولم ة تعن ي: العملي ة أو العملي ات الت ي ی تم بموجبه ا إح داث تح ولات جوهریة في المجال الجغرافي والمكاني بصورة تعيد عملية التنظيم الجغرافي والمكاني للعلاق ات 8 الا نسانية والتعاملات بين الا مم والمجتمعات. فالعولمة إذن إما أن تعبر عن النزعة الدولية في العلاقات بين الدول والثقافات الدولي ة أو العالمية أو الا مرآة أو الخوصصة أو الاستعمار الجدید تح ت م سميات مغ ایرة أو تلاش ي الح دود الجغرافية باتجاه تكثي ف وت سریع انتق ال وات صال وتفاع ل وتب ادل الا فك ار والا ش خاص والا ش ياء بصورة معينة. ومهما یكن الا مر فا ن آل هذه التحولات تو دي إلى احداث واقع إنساني جدید یت سم ب: 1) انفتاح مجالات الثقافات البشریة على بعضها البعض سواء بصورة إیجابي ة أو س لبية 2) تلاقي الا دیان والا جناس على خطوط التدافع الحضاري 3) انتقال الا فكار والا ش خاص والا ش ياء والسلع والخدمات وتداولها عالميا 4) تسارع انتقال المعلومات وزیادة حرآة الاتصال مم ا یزی د في سرعة نقل القيم والثقافات داخل مدارات المجتمعات المختلفة 5) انتقال ق يم ومف اهيم ونم اذج وأنساق المجتمعات المتحضرة من مراآزها الا صلية إلى عالم الثقافات والقيم الا خرى مما یح دث الصراع بين الوافد والا صيل 6) تكریس فلسفات وأنماط التعل يم الغربي ة المتغلب ة ح ضاریا عل ى فل سفات وق يم المجتمع ات المتخلف ة ح ضاریا 7) نق ل الق يم الحياتي ة والثقافي ة ب صورة مت سارعة ومتكاثفة مما یو دي إلى ذوبان الشخصية التابعة والضعيفة 8) اصطدام الا نسان المتخلف بثقافت ه المتخلف ة م ع ق يم واق ع ح ضاري مغ ایر وغ لاب ف ي حرآت ه وأهداف ه وم سيرته مم ا ی ضع بع ض المجتمعات في أوضاع المواجهة غير المتكافي ة أو الاضطرار إلى الانصياع وبالتالي فقدان الكثير م ن المقوم ات الا ساس ية 9) إحي اء القومي ات الدیني ة والثقافي ة آوس يلة م ن وس اي ل المقاوم ة والاس تجابة للتح دي 10) ن شر مف اهيم ومنط ق ال صراع والمواجه ة آا س لوب لتك ریس مق ولات العولمة بكل أنواعها 11) إن هذا الواقع الجدید یو دي إلى عولمة الا مراض والجراي م والمشكلات البيي ية والصحية وغيرها 12) إن هذا الواقع الجدید یو دي على نشر قيم التحرر الخاص ة ب المرأة والدیمقراطي ة وحق وق الا ن سان وغيره ا عل ى وف ق النم وذج الغال ب الي وم 13) انت شار ثقاف ة الاستهلاك والترفيه والتسلية اللهية في آثير من المجتمعات. فا ذا آان هذا هو الوضع بصورة عامة فا ن هذا لا یمنع من القول أن العولمة تخلق فرصا مهمة جدا للتحضر والتقدم لكثير من المجتمعات الواعية والذآية والتي تمتلك القدرة على التفاع ل والتعامل بصورة متكافي ة وبن اءة. فالمجتمع ات الذآي ة ت ستطيع أن ت ستفيد ب صورة فعال ة ج دا م ن العولمة وتتجنب أآبر قدر ممكن من تا ثيراتها ال سلبية القاتل ة. وم ن هن ا ت ا تي أهمي ة التعل يم ودور المعلم. فالنظام التعليمي ینبغي أن یكون مستوعبا لكل هذه التحولات التي تا خذ حيزه ا ف ي واقعن ا بالصورة التي تتيح له تفعيل إمكاناته وقدراته البشریة والفكریة والمادیة في خدمة التنمية ال شاملة 6 Scholte, Globalization, p. 16. 7 Martin, Khor. (1996) Globlization: Implications for Development Policy, Third World Resurgence, no. 74 (October), pp. 15-21. 8 See, et al. D. Held. (1999) Global Transformation: Politics, Economics and Culture. Cambridge: Polity Press, p. 16.
للمجتمع دون التا ثر القاتل بالعولم ة وتح دیاتها. فالنظ ام التعليم ي ال ذي یع يش ف ي ع صر العولم ة ینبغي أن یكون بالقدر الكافي من الحساسية والفاعلية بحيث یستطيع أن یغرس في وعي مو سساته وأفراده القيم والمهارات والخبرات والوعي اللازم لفهم العولمة والاستفادة من إمكاناتها ووساي لها وخبراتها. وعلى هذا الا ساس فا ن أي تغيير أو تجدید في فل سفة التعل يم وف ي دور المعل م ورس الته ینبغي أن یكون على وعي تام بطيبيعة وحقيقة وتحدیات الواقع المعولم الذي تتكرس فيه مرآزی ة النمط الغربي بصورة أو با خرى. 9 وعلى هذا الا ساس فا ن أول عمل ینبغي القيام به من أجل الاستفادة م ن العولم ة ب صورة مناس بة ولاي قة هو تفعيل التعليم حضاریا أي البحث في الرسالة الح ضاریة الكب رى للتعل يم ل يس فق ط م ن أجل تخریج المعلمين والمهنيين ال ذین نحت اج إل يهم ف ي المجتم ع ولك ن ب صورة أساس ية م ن أج ل ت شكيل الثقاف ة الح ضاریة والشخ صية الح ضاریة الت ي ت ستطيع أن تفه م تح ولات الع الم الكب رى وتساهم في إثراء المسيرة الا نسانية بالا نجازات والا فكار والرج ال والعلم اء والمو س سات الق ادرة عل ى الم شارآة الفاعل ة ف ي معالج ة م شكلات الح ضارة المعاص رة ول يس الا آتف اء ب الا نغلاق والدوران حول الذات في عالم معولم. فالرسالة الحضاریة للتعليم هي بالدرجة الا ولى تشكيل ه ذه الثقاف ة الح ضاریة وتخ ریج ه ذا الف رد الح ضاري الق ادر عل ى تك سير قي ود التخل ف والانع زال والانطواء والارتجال والفوضى والك سل وخل ق ش روط التح ضر والتفاع ل والانفت اح والتخط يط والتنظيم والاجتهاد والجد من أجل المشارآة في التنمية الحضاریة المعاصرة. إننا ینبغي أولا وقبل آل شيء أن نفك القي ود الت ي تجع ل م ن التعل يم عم لا روتيني ا رتيب ا قاتلا وقد تجعله في بعض المجتمعات العربية من أس واء وأتف ه وأفق ر المه ن..ونعي د ثق ة المجتم ع بالتعليم باعتباره أآبر وأخطر الوساي ل المعاصرة تا ثيرا ف ي ص ناعة الفك ر والتقني ة والتكنولوجي ة والقوة. ولن یتم لن ا ه ذا الا م ر إلا با ع ادة النظ ر ف ي دور المعل م ونق ل ذل ك ال دور م ن مج رد نق ل المعلومات وتلقين ال دروس وتعل يم المه ارات والخب رات إل ى ال دور الح ضاري المتفاع ل وال دور التربوي الذي ننقل فيه ثقاف ة وشخ صية وإط ارا أخلاقي ا ونمط ا س لوآيا أي إل ى أداء دور المرب ي والمرشد والموجه بما تعني ه ه ذه الكلم ات م ن ق يم وف ضاي ل وأخ لاق وس لوآيات وأفع ال وأعم ال وتنویر وصياغة للشخصية المتفاعلة حضاریا. 2) المعلوماتية الحدیثة ومسا لة تجدید التعليم إذا آانت العولمة مسا لة مهمة وضروریة عند التفكير ف ي إع ادة النظ ر ف ي فل سفة التعل يم ودور المعلم ف ا ن الاهتم ام بالمعلوماتي ة الحدیث ة وم ا أحدثت ه م ن تغيي ر جذری ة ف ي طراي ق الا داء وأس اليب التعل يم والات صال أم ر ض روري آ ذلك. فالا نج ازات النوعي ة الت ي تحقق ت ف ي ع الم المعلوماتية أدخلت تطویرات مهمة جدا وخاصة آيفيات وأدوات ووس اي ل الممارس ة والفع ل. مم ا سمح بتفعيل الا داء والانجاز واتقانه وتسریعه وتنوعيه وجعله أآث ر جاذبي ة وت ا ثيرا. والتعل يم م ن المو سسات التي استفادات آثيرا وخاصة في الدول المتقدمة من المعلوماتية الحدیثة وتقنيات الا داء والانج از وطراي ق الا دارة والتخط يط والتنظ يم الحدیث ة. وق د أدخل ت مف اهيم جدی دة عل ى الواق ع التعليمي مثل التعليم عن بعد والتعليم المستمر شبكيا وتدویل التعليم والمدرس ة المرآب ة وادارة المعرفة والتربية من أجل الا زمات والتربية من أجل الم ستقبل والتربي ة البيي ي ة وآ ذلك التعل يم المعولم وغيرها. ولما آان لكل هذه التحولات والتغيرات والانج ازات أث ر ب الغ ف ي فل سفة التعل يم وفي تحدید طبيعة الرسالة والدور والوظيفة المنوطة بالمعلم في عصر المعلوماتي ة والعولم ة ف ا ن سو الا أساسيا یثور أمامنا وهو هل یكفي أن نعتمد على المفهوم التقليدي ل دور المعل م لتحقي ق ه ذا الدور في عصر العولمة والمعلوماتية وبعبارة أخرى هل یكفي التكوین القدیم الذي نقدم ه للمعل م سواء ف ي تكوین ه المعرف ي أو ال سلوآي أو الروح ي أو المه اري أو الخبرات ي لك ي ی و دي الا دوار 9. 20 (2003 : ) 1
الجدیدة التي ستناط به في ظل نظام تعليمي معولم وهل فلسفة التعليم القاي مة منذ عقود ستتماش ى وتتناسب مع طبيعة الدور الجدید للمعلم في عصر العولمة والمعلوماتية المعقدة 3) ضرورة المنظور الحضاري في تجدید فلسفة التعليم العربي الا سلامي من أخطر الا زمات التي آثيرا ما تواجه نظم التعليم العربية والا سلامية المعاصرة غي اب الرؤیة الحضاریة الكلية الشمولية لقضایا التعليم والمعلم والتربية وغيرها. بحيث أص بحت ق ضية التعل يم وآا نه ا معزول ة ف ي جزی رة بعي دة ع ن مختل ف ق ضایا المجتم ع الاس تراتيجية والحيوی ة وأص بح المعل م نف سه وآا ن ه مع زول ف ي جزی رة التعل يم بعي دا ع ن مجری ات الا ح داث العالمي ة 10 والتاریخية والحضاریة الكبرى. وفلسفة التعليم في آثير م ن البل دان العربي ة والا س لامية تع اني من الفصام بين ما هو دیني وما هو مدني من العلوم والمعارف آم ا تع اني م ن من اهج وفل سفات المعرف ة الوض عية والمادی ة الت ي غ زت ع الم التعل يم وخاص ة الج امعي. فمختل ف التخص صات وخاص ة ف ي العل وم الا ن سانية وال سلوآية والاجتماعي ة تع اني م ن أزم ات معرفي ة منهجي ة ب سبب غياب الا صالة الذاتية فيها وصدورها عن رؤى آونية مغایرة للرؤى الكوني ة العربي ة الا س لامية وانتاجها في واقع وظروف مغایرة لما یعيشه الا نسان العربي المسلم ف ي أغل ب الح الات. فف رض هذا النوع من النظام المعرفي ومن المنهج العلمي المعرفي یو دي في آثير من الا حوال إلى تعميق الهوة بين المعرفة والواقع وبين المعلم والمتعلم وواقع الحياة العملية للناس. وم ن ه ذا المنطل ق ف الا مر یتطل ب تط ویر منظ ور ح ضاري عرب ي إس لامي للممارس ة المعرفي ة والتعليمي ة ی سمح با نت اج مع ارف ونظری ات تتناس ب ووع ي الا م ة ومرحل ة تطوره ا وظروفها وواقعها الراهن آما تا آد أصالة هذه الا مة وذاتيتها. وینبغي له ذا المنظ ور الح ضاري ف ي التعل يم أن یراع ي ض رورة 1) التا آي د عل ى الق يم والمنطلق ات الا ساس ية للتعل يم الت ي ینبغ ي أن لا تتع ارض وق يم المجتم ع ودین ه وثقافت ه وتراث ه وتاریخ ه 2) التا آي د عل ى ض رورة الا حاط ة والالم ام بالا نج از العلم ي والتقن ي والتكنول وجي الحاص ل ف ي واق ع التعل يم المعاص ر ومحاول ة الاس تفادة من ه بال صورة المثل ى 3) التا آي د عل ى ضرورة ال وعي الواض ح ب ا حوال المجتم ع ومرحل ة تط وره ونوعي ة الم شكلات والتح دیات الت ي یعيشها والا مكانات التي یتوفر عليها وال صعوبات الت ي یواجهه ا وطبيع ة التوازن ات الت ي تحكم ه وطبيع ة الح ساسيات الثقافي ة والدیني ة والفكری ة والاجتماعي ة الت ي ت شكل ج زءا م ن ن سيجه الاجتماعي 4) التا آي د عل ى ض رورة النظ رة الكلي ة الح ضاریة ال شمولية إل ى الا م ور بعي دا ع ن النظرة التجزیي ي ة والانتقاي ي ة والعاطفي ة لك ي ن تمكن م ن رؤی ة ال صورة التكامل ة للنظ ام التعليم ي ونتعرف على مختلف العوامل والا سباب التي تتحكم في مسيرته 5) أن نتعرف على حال النظام التعليمي وعل ى أوض اع المعل م م ن واقع ه وم ن ش روط عمل ه اليومي ة وم ن تكوین ه الح الي وم ن قدرات ه وخبرات ه ومهارات ه الحالي ة ث م ن ضع المخطط ات اللازم ة لنقل ه م ن وض ع أو أخ ر وم ن م ستوى إل ى أخ رى ف ي س لم ترقيت ه وتا هيلي ه لك ي ی ستوعب رس الته ودوره ف ي ع صر العولم ة والمعلوماتية بما یتطلبه ذلك من ضرورة امتلاك خبرات ومهارات وذهنية وثقافة جدیدة متفاعلة. آما ینبغي للمنظور الحضاري في التعليم أن یرآز على ضرورة أن یساهم التعليم بفلسفته الحضاریة في: مساهمة التعليم في رفع وعي الفرد وفهمه إلى مستوى الا حداث العالمية. مساهمة التعليم في إعادة ترتيب وتنظ يم وع ي الف رد ومعارف ه وقدرات ه ب صورة متناس قة ومنظمة. مساهمة التعليم في توجيه وترشيد موقف الفرد وسلوآياته بصورة أصيلة وفعالة. 10. 321 (1979 : )
م ساهمة التعل يم ف ي إع ادة ص ياغة ال صلة ب ين الف رد ونموذج ه الك وني وتاریخ ه وتراث ه وذاته. م ساهمة التعل يم ف ي إع ادة الت وتر والفاعلي ة لحرآ ة الف رد وترس يخ ق يم العط اء والب ذل والا بداع. مساهمة التعليم في إعادة تنظيم النظام المعرفي للفرد حتى تستقيم اجتهاداته وأفكاره. مساهمة التعليم في إع ادة تنظ يم وترتي ب النظ ام الثق افي للف رد بال صورة الت ي تمكن ه م ن تحقيق معاني وقيم نمط حياته وطراي ق سلوآه وأبنية علاقاته مع الذات والا خر. م ساهمة التعل يم ف ي خل ق الف رد الم تعلم المتمت ع باللحم ة المنهجي ة اللازم ة للتعام ل م ع الا ح داث والوق اي ع والم شكلات عل ى وف ق م نهج واض ح القواع د والا س س والخط وات والا جراءات والوساي ل والا ساليب والا دوات. مساهمة التعليم ف ي إع ادة ترتي ب س لم الق يم داخ ل عق ل الف رد وف ي نظ ام الثقاف ة ال ساي دة بحيث تترتب القيم حسب أهميتها وأولویتها فيفرق بين القيم النظری ة والق يم العملي ة وب ين القيم التعبدیة والروحية والا خلاقية والقيم الفعلية والسلوآية والاجتماعية. م ساهمة التعل يم ف ي إع ادة ش حذ الفعالي ة الروحي ة والفكری ة والاجتماعي ة والثقافي ة والا خلاقية والسلوآية للفرد والجماعة. م ساهمة التعل يم ف ي خل ق النظ ام الاجتم اعي ال لازم لتحقي ق الفاعلي ة الح ضاریة داخ ل مو سسات المجتمع وتوجيهها لخدمة العقد الاجتماعي للمجتمع. تعليم وتربية الفرد والجماعة على قيم رسالية وتاریخية تحقق له آينونته التاریخية وتتيح له إمكانيات الا سهام في التطور الحضاري ال ذاتي للمجتم ع وف ي الا س هام الح ضاري ف ي تطور الحضارة الا نسانية عموما. ضرورة مساهمة التعليم في تحدید الا دوار الاجتماعية الحقيقية لمختل ف طبق ات المجتم ع من ساسة وعلماء ومثقفين وحرفيين ومهنيين ورعایا وغيرهم. إع ادة النظ ر ف ي ض رورة إس هام التعل يم ف ي عملي ة ترتي ب وتنظ يم ق يم الا س رة وش بكة علاقات الا سرة مع أفرادها ومع النظام الاجتماعي العام. 11 ضرورة مساهمة التعليم في ضبط الصلة بين الفرد ودین ه وتراث ه وتاریخ ه وح ضارته وواقعه وحاضره ومستقبله. ض رورة توجي ه التعل يم لك ي ی ساهم ف ي ت شكيل الثقاف ة الت ي تت صف بالت سامح وال سلام والا م ن والاس تقرار والم شارآة الجماعي ة ف ي حم ل هم وم المجتم ع والقي ام بالواجب ات وغيرها من القيم. إذن عند إعادة النظر في دور المعلم وفي فلسفة التعليم ینبغي أن یكون الا طار النظري الذي ننطلق منه مستوعبا لكل المعطيات وواعيا على آل العوامل والمو ثرات الداخلية والخارجية الت ي تتحكم في مسيرة الا شياء ومنطقها. فالا مر ليس مجرد بحث عن التغيير والتجدید باعتباره موضة جدی دة تغ زو الا س واق والعق ول ولك ن إح داث التجدی د والتفعي ل باعتب اره نم وا طبيعي ا ض روریا لتفعيل فلسفة التعليم ولتدعيم الدور الح ضاري للمعل م لك ي یرق ى إل ى م ستوى الا ح داث الا ن سانية ليس فقط ف ي معلومات ه ومهارات ه وخبرات ه وأدوات ه ووس اي له ولك ن وبالدرج ة الا ول ى ف ي ذهنيت ه ووعي ه وثقافت ه وشخ صيته ورس الته. ذل ك لا ن أي تجدی د ف ي التقني ات والمه ارات والا دوات والوساي ل والتكنولوجيات ینبغي أن ی سنده تجدی د ف ي الذهني ة والعقلي ة والثقاف ة والشخ صية والق يم التي تحكم النظام التعليمي آله من أدناه إلى أعلاه.. 85 11 (2003 : ) 1 :
א א W א א א W 1- شروط تحدید الدور الحضاري للمعلم قبل تحليل الدور الحضاري للمعلم وم ا یقت ضيه ذل ك م ن إع ادة النظ ر ف ي الفل سفة التعليمي ة وف ي الا هداف العامة للعملي ة التعليمي ة والتربوی ة ینبغ ي التا آي د عل ى أن الح دیث ع ن المعل م ودوره لا یقتصر فقط عن هذا الفرد أو ال شخص أو الا ن سان ال ذي ن سميه المعل م وال ذي ل ه وظيف ة تدری سية وتعليمية متع ارف عليه ا. فالح دیث ع ن دور المعل م یتخ ذ ش كل منظوم ة متكامل ة ومرآب ة یتح دد بموجبها هذا الدور في إطار آلي شمولي تتدخل فيه عوامل آثيرة وعناصر متعددة إذا م ا نق ص منها عنصر أو اختل ارتبكت آامل المنظومة وفقدت تناسقها وفاعليتها وبالتالي یفقد المعلم الدور الحضاري الحيوي ویتحول من دور حضاري فاعل إلى مجرد عمل روتيني رتيب قات ل آم ا ه و معروف في آثير من البل دان. ومنظوم ة ال دور الح ضاري للمعل م لا تتح دد فق ط ب المعلم وتكوین ه وخبراته ومهاراته وقدراته وفنون أداي ه وأس اليب عمل ه ولك ن بمجموع ة عوام ل وأدوار أخ رى أساسية أهمها: -) العوامل والشروط والا دوار المتعلقة بالمتعلم نفسه آمتعلم أولا وآناقل لذلك العلم والمعرفة ثانيا وآعضو فاع ل ف ي المجتم ع ثالث ا وآ صاحب دور مع ين رابع ا: ف المتعلم باعتب اره اله دف الا ول ي للفعل التعليمي ووسيلته الا ساسية لاستمراره والضرورة اللازمة لمستقبله له دور آبير في تحدی د ال دور الح ضاري للمعل م. ف المتعلمون بك ل أعم ارهم وم ستویاتهم وتخص صاتهم والا دوار الت ي یلعبونها عند تخرجهم أو التحاقهم بمواقعهم في المجتمع یشكلون واحدا من العناص ر المهم ة لفه م الدور الحضاري للمعلم. ففي العالم المتقدم أصبح للمتخرجين والمتعلم ين ال دور الا ساس ي المح دد لمدى فاعلية المو سسات التعليمي ة وآفاءته ا وق درتها. ف المتعلم أص بح مح دد أساس ي لفاي دة وق درة المو سسة التعليمية على المناف سة داخ ل المجتم ع وف ي أس واق التعل يم والتوظي ف والاقت صاد الت ي ت ستقطب ه ذه الخب رات والقي ادات المتعلم ة. وعل ى ه ذا الا س اس أص بحت دراس ة س يكولوجية 12 وسوسيولوجية المتعلمين وأوضاعهم النفسية والاقتصادیة والثقافية والسياسية والفكریة والذهنية من أهم العوامل التي ینبغي أخذها بع ين الاعتب ار عن د الح دیث ع ن المعل م ودوره وم دى قدرت ه على الوصول إلى هذا المتعلم واعادة توجيهه وصياغة عقليت ه وذهنيت ه وشخ صيته. آم ا أن رأي المتعلم وتغذیته الراجعة في المعلم وفي المو سسة التعليمية وفي البرنامج التعليمي وفي المواد وفي الكتاب وفي المقرر وفي أساليب التوجيه والاش راف والتق ویم وف ي نظ ام التعل يم وآ ذلك رأیه في مو هلاته وقدرته حين التخرج والان دماج ف ي وظيفت ه أو عمل ه وقدرت ه وفاعليت ه الا داي ي ة والا نجازیة وشخصيته وسلوآه..فكل هذه الا مور أساسية في تحدید الدور الح ضاري للمعل م. ذل ك لا ن الدور الحضاري للمعلم لا یحدد فقط في داخل القسم أو في ساحات المو سسة ولكن یتقررجزء آبير منه في المجتمع وفي حياة المتعلم الذي تخرج من هذه المو سسات وحمل نموذج أو صورة أو مثال ذل ك التعل يم ونوعيت ه. وم ن هن ا ینبغ ي للق اي مين عل ى نظ ام التعل يم أن تك ون له م الدرای ة الكافية بالمتعلم وأوضاعه وظروفه النفسية والاجتماعية والاقتصادیة والثقافية والفكری ة والذهني ة ليس فقط حين تواجده في المو سسات التعليمية فحسب ولكن حال اندماجه في الفعل الاجتماعي. -) ال شروط والا دوار الخاص ة بالمو س سة التعليمي ة ومو هلاته ا وامكاناته ا وق دراتها وخبراته ا وسمعتها وطراي ق أداي ها وفلسفة تعليمها وأه دافها وآ ذلك بن وع المع ارف والا فك ار والمعلوم ات والنظریات والخبرات والمهارات التي تق دمها. فالمو س سة التعليمي ة المو هل ة ه ي الت ي ت ساهم ف ي 12. 1999 8-6
تا هيل المعلم لا داء دوره الحضاري آما تساعد المتعلم على التحصيل. والمو سسة هي ف ي الحقيق ة المسو ولة عن خلق الج و والمن اخ النف سي والاجتم اعي والثق افي ال لازم لنج اح العملي ة التعليمي ة وفي وقتنا الحاض ر تط ورت م سالك وم داخل جدی دة فعال ة ف ي الا دارة والتنظ يم والت سيير المبن ي عل ى مراع اة س يكولوجية وسوس يولوجية المعل م والم تعلم وآ ذلك ادخ ال أرق ى وس اي ل وتقني ات وتكنولوجيات الا داء الفاعل المساعدة على تسریع واتقان وتسهيل عملية التعل يم وال تعلم والتفاع ل التعليمي. -) الشروط والا دوار الخاصة بالنظام التعليمي داخل مجتمع ما فالنظام التعليمي والتربوي بفلسفته وأهدافه وغایاته ومبرراته ودوافعه وأسسه ومقوماته یعد م ن أهم العوامل المساعدة على تحقيق الدور الحضاري للمعلم. فالنظ ام التعليم ي المبن ي عل ى مف اهيم اس تهلاك المعرف ة واس تيراد المعرف ة والتقلي د والاتب اع ویفتق ر إل ى أس س الاب داع والاجته اد والطموح ولا یقوم على تشجيع البحث الا صيل والا بداع الا صيل ولا یطمح إلى تخریج مبدعين ومفكرین مجتهدین..فبطيبعة الحال نظام تعليمي یقوم على هذه المفاهيم لا یستطيع أن ین تج معلم ا یستطيع أن یو دي دورا حضاریا تربویا. فهو ینتج معلمين وآفى!. ف نظم التعل يم الراقي ة ه ي الت ي ت ضع فل سفة تطم ح م ن خلاله ا إل ى تخ ریج القي ادات والكف اءات والخب رات والق درات التعليمي ة الراقية والقادرة على المنافسة في المستوى العالمي وعلى آل الا صعدة. هذا من جهة وم ن جه ة أخرى فا ن النظ ام التعليم ي المو س س عل ى فل سفة لا ی شكل فيه ا ت راث المجتم ع وثقافت ه وتاریخ ه ورؤیته الكوني ة حج ر الا س اس نظ ام لا ی ستطيع أن ین تج معلم ين ق ادرین عل ى الا داء الح ضاري التربوي الذي یرتقي إلى مستوى الا نجازات العالمية الحضاریة القاي مة. -) الشروط والا دوار الخاصة بفلسفة التعليم وأهدافه ومم ا س بق یمك ن الق ول أن فل سفة التعل يم ینبغ ي أن تتح دد بال صورة الت ي تتعم ق فيه ا ق يم ال دور الحضاري الع المي للمعل م والرس الة التربوی ة التاریخي ة الت ي تن اط ب ه. ب صورة عام ة ف ا ن فل سفة حضاریة للتعليم تستطيع بطبيع ة الح ال أن تن تج معلم ا ق ادرا عل ى أداء دور ح ضاري أم ا فل سفة تعليمي ة م ن أج ل التعل يم والنف ع الم ادي فه ي فل سفة لا ت ستطيع أن تن تج رؤی ة ح ضاریة للتعل يم. وبطبيعة الحال الخلل الذي یحدث في نطاق فلسفة التعليم وفل سفة التربي ة س يو دي بال ضرورة إل ى إشكالات داخل منظومة أهداف التعليم وأهداف التربية وبالتالي التا ثير في دور المعلم ال ذي ی دور 13 بطبيعته حول فلسفة وأهداف التعليم. ومن هنا ینبغي التا آيد على أن فلسفة التعليم وأهدافه ینبغي أن تك ون ذات أف ق ح ضاري ممت د لك ي تخ رج معلم ين ذوي ق دارت ح ضاریة ف ي الفه م والنظ ر والا داء والممارسة والا نجاز والتفاعل. وآم ا یق ول أح د الب احثين ال ذین ح اولوا تلخ يص خط ورة الا هداف التتعليمية والتربویة في تشكيل دور المعلم وتحدید أفق رسالته: "وبسبب هذا الخلاف في تحدید الا هداف التربویة وتصنيفها تنوع ت ه ذه الا ه داف إل ى م ا لا نهای ة م ن الا راء. فهن اك م ن یقول إن أه داف التربي ة یج ب أن تترآ ز ح ول نم و الف رد معرفي ا وعقلي ا. بينم ا ی رى ا خ رون أن أهداف التربية یجب أن ترآز على مساعدة المتعلم على تطویر قدرات ه إل ى أق صى م دى وفری ق ثالث یرى أن الهدف الري يسي للتربية هو إیجاد التوازن في شخصية المتعلم. وفریق رابع یرى أن التربي ة یج ب أن ته دف إل ى تحقي ق الت وازن ب ين المع ارف النظری ة والتطبيق ات العملي ة أو ب ين الفنون والا داب وب ين العل وم وی رى فری ق خ امس الترآي ز عل ى التف وق ف ي مي ادین التخ صص. ویرى ا خرون أن الا هداف هي تلبية حاجات المجتمع م ن خ لال إیج اد طبق ة عامل ة مدرب ة تتمت ع بم ستوى مناس ب م ن التعل يم. أو م ن خ لال ت وفير الج و الملاي م للدیمقراطي ة أو الف ن أو الثقاف ة 13 See, J.C. Aggarwal, Teacher and Education in a Developing Society, First Edition, (Delhi:.Vikas Publishing House PVT LTD, 1995), pp. 3-24.
14 والا خلاق." فا ذا آان هذا هو حال المو سسات التربویة دون تعميم ولا مبالغ ة- وه ذا ه و ن وع المنتوج والثمرة التي تتحصل من جهادنا التعليم ي ف ا ن الا م ر یحت اج إل ى مراجع ة ش املة للفل سفة التعليمية ولدور المعلم. ومن هنا یمكن القول أنه لما آانت لفلسفة التعليم ولا هدافه دور حيوي في تحدید دور المعلم وا فاق وحدود دوره فا ن إخفاقنا في صياغة الفلسفة والا هداف المناسبة للمجتمع ولمرحلة تطوره ووعي ه سيو دي إلى إشكالات خطي رة ف ي م سيرة التعل يم وف ي دور المعل م ورس الته. وب صورة عام ة ف ا ن 15 آثيرا من الخبراء في مجال تحدید أهداف التربية والتعل يم ی رون أهمي ة الترآي ز عل ى الا ه داف الا تية للتعليم وهي: تنمية المهارات الا ساس ية تحدی د مفه وم ذات الف رد فه م الا خ رین اس تعمال المعلوم ات المتجمع ة لتف سير م ا یج ري ف ي الع الم ال تعلم الم ستمر ال سعادة العقلي ة والنف سية 16 المشارآة في عالم الاقت صاد الع ضویة الاجتماعي ة الم سو ولة الا ب داع والتع ایش م ع التط ور. فعلى أساس مثل هذه الا هداف تحاول المو سسات التعليمية وضع المناهج والبرامج الكفيلة بتخریج المعلمين القادرین على تحقيق هذه الا هداف للتعل يم. فالا ه داف إذن له ا وظيف ة أساس ية ف ي تحدی د دور المعلم وبها تتحدد آثير من معالم رسالته. -) الشروط والا دوار الخاصة بالمجتمع وثقافته وحضارته 17 إن دور المعل م ف ي التعل يم وف ي المجتم ع عموم ا ل ه ص لة بوض ع المجتم ع والثقاف ة والح ضارة الت ي یم ر به ا ه ذا المجتم ع. ف المجتمع ال ذي ت شكل في ه العملي ة التعليمي ة والوظيف ة الح ضاریة الرس الية للمعلم ين موقع ا حيوی ا وف اعلا یختل ف ع ن المجتم ع ال ذي اهتمام ه ب التعليم والتربية یا تي في مو خرة اهتماماته وآذلك الحال بالنسبة للمجتمع الذي تكون في ه التربي ة والتعل يم ذات دور بسيط أو هامشي. ودور المعلم وفاعليته إنم ا تتح دد بفل سفة المجتم ع للحي اة ورؤیت ه ف ي شو ون الاجتماع البشري ونظرته إل ى العلاق ات والتوازن ات الدولي ة ومواقف ه إزاء ق ضایا التنمي ة والبناء الحضاري عموما. ومن هنا فا ن تحدید دور المعلم لا یت ا تى لن ا إذا ل م نك ن عل ى وع ي ت ام بواق ع المجتم ع وقيم ه الثقافي ة وطموحات ه الح ضاریة. وله ذا ال سبب ف ا ن دراس ة ح ال المجتم ع وأوض اعه وثقافت ه وح ضارته ومعرف ة وض عه ومرحلت ه الثقافي ة والح ضاریة یع د م ن العوام ل المهمة في تحدید الدور الحضاري للمعلم. فمجتمع متخلف ومنهار ومجتمع في حروب مستمرة ومجتمع غير أمن وغير مستقر وغير متقدم ومجتم ع م ستقر ون امي ومجتم ع متق دم ومتح ضر..فهذه المجتمعات ليست على وعي واحد ومعالجة واح دة لق ضية ال دور الح ضاري للمعل م. وم ن هنا فلا یجوز الحدیث عن ال دور الح ضاري للمعل م بمع زل ع ن واق ع المجتم ع وظ روف تط وره وسقف وعيه وتحضره. -) الشروط الخاصة بالتجدید المتنامي في وساي ل وأدوات وأنماط وطري ق التعليم 18 إن الحاج ة ماس ة وأآي دة داي م ا لتا آي د ض رورة التجدی د والتفعي ل للوس اي ل والطراي ق والا دوات 19 والا نماط والتقنيات المتعلقة بتكوین المعلم والتعامل مع المتعلم ومع المو سسة التعليمية ومع دور 14 John White, The Aims of Education, (London: Routledge &Kegan Paul, 1982), 1-3. 15 : ) : :. (1994 16 The ASCD Committee on Research and Theory, Measuring and Attaining the Goals of Education, The Association for Supervision and Curriculum Development ASCD in the USA, 1980, pp. 3-4. 17. 17 18. 133
المجتمع في العملية التعليمية. فالتجدید ینبغي أن یطول آل العناصر اللازمة لنجاح الفعل التعليمي وليس فقط بعض التقنيات أو الوساي ل. والنظم التعليمية المعاصرة تعيش تحولات وتغيرات جذریة بسبب الا نج ازات ال ضخمة الت ي تا خ ذ حيزه ا ف ي مج الات المعلوماتي ة والتكنولوجي ا وآ ذلك ف ي مج ال الا دارة والتنظ يم والت سيير وف ي مج الات الدراس ات النف سية والاجتماعي ة والا علامي ة والاتصالية والاقتصادیة وغيرها. وعلى هذا الا ساس فلك ي نفع ل ونج دد دور المعل م یقت ضي من ا الا مر التجدید والتفعيل لكثير من العناصر المهمة. فالق ضية لي ست ترآي ز عل ى جان ب أو عن صر على حسب غيره ولكنها قضية منظور حضاري اس تراتيجي یع الج الق ضية م ن أساس ها ویتعام ل مع مختلف أبعادها وعناصرها آما سا شرح بعد قليل. 2- ا فاق الدور الحضاري للمعلم فبع د أن تعرفن ا عل ى ال شروط الا ساس ية اللازم ة لبع ث وتفعي ل ال دور الح ضاري للمعل م ینبغي أن معالجة هذا الدور نفسه. فالمعلم آما هو متعارف عليه في أنظمتنا التعليمية یقوم ب ا دوار معين ة وربم ا ف ي بع ض الم رات مح ددة. إذ عل ى المعل م واجب ات وم سو وليات داخ ل الق سم وم ع التلاميذ والمتعلم ين وم ع المو س سة التعليمي ة وم ع المح يط التعليم ي ب صورة عام ة بم ا ف ي ذل ك واجبات التحصيل والزیادة في العلم والخبرة والمهارات والاطلاع على الجدید ف ي ع الم المعرف ة والوساي ل والنتقينات وآ ذلك ف ي مج ال البح ث والاب داع والاجته اد والا نت اج للا فك ار والا عم ال وآذلك العمل على الا ثراء والا سهام في تطویر تخص صه. وربم ا نزی د هن ا دورا أخ ر للمعل م ه و المشارآة في النشاط والعمل الاجتماعي. ولكي تتوضح المسا لة یمكن تقسيم أدوار المعلم إلى ثلاثة أنواع عل ى الا ق ل ه ي: الا دوار 20 الا آادیمية والا دوار الاجتماعية والا دوار الحضاریة الرسالية. وتترآز الا دوار الا آادیمية للمعلم في وظيفته وما تتطلبه من تكوین معرفي وعقلي ومنهجي وسلوآي وم ن خب رات ومه ارات ف ي طراي ق التدریس وفي إدارة الق سم والمحاض رة والتق ویم ل لا داء وف ي اس تعمال الوس اي ل والا دوات التعليمية مثل الكتب والا جهزة والتقنيات الجدیدة. وآذلك في مناهج التعامل مع نفسيات المتعلم ين وقدراتهم العقلية والمعرفية وأوضاعهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادیة وغيرها. وآذلك یساهم المعلم في المستوى الا آادیمي في مساي ل البح ث والاط لاع والم شارآة ف ي الم و تمرات والن دوات والورشات التطویریة وآذلك النشاطات غير الا آادیمية داخ ل المو س سات التعليمي ة. إض افة إل ى المساي ل الا آادیمية الا خرى. وهن ا ینبغ ي للمو س سة التعليمي ة وللنظ ام التعليم ي ول سياسة المجتم ع با آمالها أن توفر المناج والشروط اللازمة لفعالية المعلم الا آادیمية. وأما الا دوار الاجتماعية للمعلم فتتلخص في إسهامه في تطویر وعي المجتمع وتنميته من خ لال الم شارآة ف ي الفعالي ات الاجتماعي ة المختلف ة والمتنوع ة وآ ذلك الاس تفادة م ن وس اي ل الاتصال والاعلام الحدیث لخدمة قضایا المجتمع. بالا ض افة إل ى الم ساهمة ف ي ن شاطات التوجي ه 21 والا رشاد والاشراف بكل أنواعه داخل المجتمع. وآذلك یمكن للمعلم أن یمارس دورا اجتماعي ا حيویا من خلال سلوآه وقدوته وممارسته الملتزمة داخل المجتمع وفي نطاق الا سرة وف ي مي دان العمل الخيري والاتصالي وغيرها. وأما الا دوار الحضاریة والثقافي ة وه ي الت ي تهمن ا ف ي ه ذا البح ث فت تلخص ف ي دوری ن مهمين: 1) دور المربي الناقل لقيم حضارة وثقافة 2) دور الا نسان الرسالي الحام ل لق يم ال سلام والا مان والتسامح والحوار والتعارف العالمي. 19 See, Allan C. Ornstein, Stratigies for Effective Teaching, New York: Harper Collins Publisher, Inc., 1990). 20 Patric Whitaker, Managing to Learn, First Ed. (London: Biddles Ltd Guilford and King s Lynn, 1995), 24. 21 Ibid., p. 90.
-) المعلم آمربي وناقل لقيم حضارة ففي الدور الا ول یتحول المعل م م ن مج رد ملق ن معل م وم درس وناق ل وش ارح للمع ارف والعل وم إل ى مرب ي ینق ل ق يم ح ضاریة وثقافي ة ت و ثر ف ي الشخ صية والعقلي ة والذهني ة وال سلوك. فالمربي بطبيعة الحال یتعدى معنى التعليم لا نه یحم ل نموذج ا ح ضاریا وثقافي ا وینتم ي إل ى دی ن وثقافة وحضارة راقية ینبغي أن یجسد قيمه ا ف ي ذات ه وشخ صيته وس لوآاته وعلاقات ه وتفاعلات ه وأعماله ونشاطاته الخاصة والعامة. فالمربي ليس مجرد معلم داخل المو س سات الا آادیمي ة ولكن ه صاحب مهمة في آ ل مك ان وف ي آ ل مج ال وم ا المو س سة الا آادیمي ة إلا ج زء واح د م ن عمل ه العام. وعندما نتحدث عن المعلم آمربي فا ننا لا نقصد الحدیث عنه آمعلم فقط بل نضيف إلى ذلك البعد الذي یجعل منه نموذجا للتا دیب والتربية الحضاریة ليس فقط لتلاميذه وطلبته ولكن للمجتمع آله. -) المعلم آا نسان رسالي وحامل لقيم السلام العالمي وأم ا ال دور الث اني للمعل م فه و ال دور ال ذي یتج اوز ب ه ح دود ذات ه وشخ صيته وتلامي ذه ومو سسته التعليمية ومجتمعه وقوميته ليصبح صاحب رسالة ح ضاریة آب رى ی ساهم م ن خلاله ا في أداء دور إنساني یفيد آل الناس. فم ا أح وج الح ضارة الا ن سانية الي وم وه ي تواج ه آ ل أن واع الا زمات والمشكلات العالمية الشاملة إلى معلم ين یرفع ون ق ضایاها وی ساهمون ف ي معالج ة ه ذه الم شكلات م ن أج ل رف ع ثق ل الا زم ات عل ى الكثي ر م ن ش عوب الع الم الت ي ت رزح تح ت وط ا ة الحروب والفقر والفساد وغيرها. والمعلم حين یربى ویعد لا داء دور إنساني آبير یصبح ص احب رس الة وص احب قيم ة وموق ع ف ي ع الم الن اس. وأعظ م رس الة ی ستطيع المعل م تا دیته ا للح ضارة الا نسانية اليوم هي إسهامه الفاع ل ف ي حم ل ون شر ق يم ال سلام والا م ن والت سامح ف ي وطن ه وف ي أوطان العالم الف سيح. فالا ن سانية الي وم بع د أن است شرت فيه ا أم راض الح روب والظل م أص بحت أحوج ما تكون إلى قيم السلام والا مان والتسامح والحوار والتعارف أآثر من ذي قبل. والحضارة الا نسانية إذا لم تتغلب فيها قيم الرحمة والتخفيف والتسامح وال سلام والح وار والتع ارف عل ى ق يم الت شدد والتع صب وال صراع والتن احر والهيمن ة ف ا ن م صيرها س يكون خطي را للغای ة. وم ن هن ا ینبغ ي عل ى آ ل معل م الي وم بالا ض افة إل ى دوره آمعل م ومرب ي أن یتا ه ل لي و دي دورا إن سانيا حضاریا رساليا مهما للغایة. وقد بين الدین الا س لامي أعظ م الوظ اي ف الح ضاریة الت ي ینبغ ي أن یضطلع بها المعلم حين یعي رسالته آخليفة استخلفه االله ليحمل قيم العلم والسلام والرحمة والا مان والاستقرار والحری ة والع دل والت سامح وین شرها ب ين بن ي جلدت ه وب ين الن اس أجمع ين. ذل ك ه و الدور الحضاري الكبير الذي ینبغي أن تنبني عليه فلسفة التعليم في بلاد الم سلمين. ففل سفة التعل يم ینبغي أن لا تق ف فق ط عن د ح د الا دوار الا آادیمي ة والاجتماعي ة للمعل م ب ل ینبغ ي أن ترس خ بق وة أهمية الا دوار الحضاریة للمعلم. فالدور الحضاري للمعلم یحتاج إلى ترسيخ جملة أمور في وعي 22 المعلم وفي جوهر الفلسفة التعليمية وهي: ضرورة ترسيخ المنظور الحضاري الكلي الشمولي في تكوین المعلم وفي فلسفة التعليم. ض رورة الا لت زام بم صادر المعرف ة المتكامل ة الت ي ت شكل ج زءا م ن واق ع المجتمع ات العربي ة والا سلامية والتي تتضمن الوحي والعقل والكون والتاریخ والتجربة والخب رة والفط رة والوج دان آمصادر ضروریة لفهم الحياة وبناء الحضارة المتوازنة. الرج وع إل ى أص ول ومقوم ات الح ضارة الا س لامية والثقاف ة الا س لامية والت راث الا س لامي وترسيخها في أي فلسفة تعليمية أو تكوین للمعلم. : 22. 12 2001 20-19
الا لت زام بق يم عالمي ة الا س لام وخطاب ه الح ضاري الا ن ساني ال ذي ی دعو إل ى الاجته اد والاب داع والسلام والا مان والتسامح. فكل هذه القيم ینبغي أن ترسخ ف ي وع ي المعلم ين لك ي یتا ه ل ه و لاء المعلمون لا داء دور حضاري من خلال تخ ریج أجي ال الا م ة المب دعين ال ذین یجمع ون ب ين الق يم الا خلاقية العالية والكفاءة العلمية والمعرفية والمهاریة الا بداعية والفعالية في الا داء والا نجاز. ضرورة الا نفتاح عل ى التج ارب والا نج ازات الح ضاریة الكب رى للح ضارة الا ن سانية والاس تفادة القصوى من هذه المنجزات والتقنيات والخبرات. تكوین ثقافة الا حسان إلى الا خرین والتحاور والتعارف معهم آا ساس للثقافة التعليمية الت ي ینبغ ي أن تنتشر في بلاد المسلمين. لا ن هذه الثقافة هي الوحي دة الق ادرة عل ى خل ق المعل م ال ذي ی ستطيع الا ضطلاع بالدور الحضاري المنوط بالمعلمين الرساليين. فا ذا آان الا مر بحاجة إلى عمل منهجي منظم ومستمر فا ن ما نحتاجه هو "قيام مو س سات تربوی ة تفرز نماذج جدیدة من العلماء الذین یحسنون إبراز معجزة الرس الة ف ي مي دان العل م وتك ون له م الكفاءة العلمي ة والتفكي ر العلم ي الل ذان ی و هلانهم لاع تلاء المن ابر الجدی دة الت ي أفرزه ا العل م ف ي مسجد قریة الكرة الا رضية الطهور الذي خص االله ب ه رس وله واع تلاء من ابر التلف زة ومحط ات الا رس ال الف ضاي ية والطباع ة العالمي ة ویخ اطبون الا ن سانية با ح سن مم ا عن دها علم ا وفك را 23 وأدبا." والتعليم اليوم ینبغي أن یتا هل لكي یو هل ب دوره الخ ریجين م ن مو س ساته ومنارات ه لا داء رس الة أآث ر بكثي ر م ن الح صول عل ى المعرف ة أو المه ارة أو الخب رة أو الوظيف ة أو المن صب المرموق...أداء رسالة لها صلة وطيدة با مان العالم وسلام حضارته واستمرار رساليته الحضاریة على طریق إثراء المسيرة الا نسانية بالعلوم والمعارف والمنجزات والوساي ل والا بداعات المتجددة في آ ل المج الات. بالا ض افة إل ى تح ول التعل يم ومو س ساته إل ى م صدر إش عار روح ي وأخلاق ي وحضاري یساهم في خدمة الوطن والا مة والا نسانية جميعا. א إن هذه الا مور التي ذآرناها وأن ح ال النظ ام التعليم ي الي وم ف ي آثي ر م ن البل دان الا س لامية ب دون تعم يم- وأن أداء المعل م ودوره ف ي ظ ل الواق ع الع المي المعاص ر ی دعونا ب صورة جدی ة لا عادة النظر في الفلسفة التعليمية القاي م ة وف ي الا ف اق الكب رى ل دور المعل م. وإذا آ ان أم ر إع ادة النظر والتجدید والتفعيل لدور المعلم ولفل سفة التعل يم أص بح ض روریا فا ن ه آ ذلك ینبغ ي ام تلاك رؤیة ومنظور حضاري استراتيجي لهذه المراجعة والتجدید وإلا أصبح الا مر ارتج الا وفوض ى آما هو الحال في آثير من البلدان حين نحاول تغيير النظام التعليم ي دون م نهج ولا اس تراتيجية فنجري تعدليلات وتغيي رات هن ا وهن ا ولك ن دون آثي ر فاي دة. والم سا لة آله ا إذن منوط ة بوج ود المنظور الحضاري والرؤی ة المتوازن ة والم نهج المتكام ل بالا ض افة إل ى ال وعي والتج اوب م ع سقف الا نجازات الحضاریة في مجالات التقنية والمعلوماتية والتكنولوجيا الحدیثة وآذلك الوعي على تا ثيرات العولمة عل ى الواق ع العرب ي الا س لامي الجدی د وت ا ثير م ا س يفرزه الوض ع ال دولي الحالي على آثير من المجتمعات والشعوب. 23.161