الصحة الوقائية يف اإلسالم د. مروان علي القدومي أستاذ مشارك/ كلية الشريعة/ جامعة النجاح الوطنية/ نابلس/ فلسطين. 185
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي ملخص: نحاول من خلل هذه الدراSسة تركيز الأVضواء على الوقاية الüصحية يف الإSسلم دراSسة مقارنة تظهر ما يتميز به الطب الوقائي يف الûرشيعة الإSسلمية من خüصائüص عظيمة على نظريه يف القرن احلادي والعûرشين فالإSسلم مل يرتك Tشاردة ول واردة تتعلق بالطب الوقائي Gإل ذكرها تلميحا Gأو تüرصيحا. وقد اTشتملت الدراSسة على التûرشيعات الوقائية للرعاية الüصحية التي يقوم عليها بناء الüصحة املتكامل على مùستوى الفرد واملجتمع وهي النظافة والطهارة وحترمي اخلبائث وGأخطار التدخني ومنع اقتناء الكلب Gإل لل رضورة وGإجراء الفحüص املخربي قبل الزواج والذبح وفق الطريقة الإSسلمية والوقاية من احلوادث والûرشوط الüصحية للدفن ودور ولية احلùسبة يف الرقابة الüصحية وبخاUصة على الüصناعات الغذائية والüصناعات الدوائية والطبية. وركزت الدراSسة على خüصائüص الوقاية الüصحية من حيث ف ضل الùسبق والûشمولية والبùساطة والتيùسري وUصفة الدميومة ل ضمان قيام جمتمع متميز. ثم تطرقت Gإىل القواعد الüصحية ملنع انتûشار الأوبئة مثل قاعدة العزل وقاعدة احلجر الüصحي وقاعدة حترمي بع ض الأطعمة وGلTرشبة وSسنن الفطرة والدعوة Gإىل التعقيم واحلذر من التلوث. وحتدث البحث عن دور العبادات يف الوقاية الüصحية وGأثر الإميان يف الûشفاء من الأمراVض باأذنه تعاىل. ويف نهاية البحث رU صدت Gأهم النتائج والتوUصيات. واهلل ويل التوفيق 186
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 Abstract: This paper examines health protection from an Islamic perspective. It specifically highlights the features of preventive medicine in Islamic Shari a in comparison with its 21st century counterpart. Islam has not left one stone unturned pertinent to medicine and healthcare. There are numerous texts which refer explicitly or implicitly to this kind of medicine. The paper began with preventive legislations for healthcare on which integrated/ comprehensive preventive medicine, on the individual and community levels, builds on. These include cleanliness, purity, forbiddance of badness and avoidance of smoking health risks. Further, Islam has made it taboo to keep dogs at home, except for necessity. It has asked for a lab medical test before marriage and slaughter of animals in accordance with the Islamic tradition and accident prevention measures. It has set conditions for burial procedures. In addition, Islam has introduced the hisba system to ensure health protection when it comes to foodstuff industry and pharmaceuticals as well. The paper also dwelt on health procedures to prevent infectious diseases. These included isolation and quarantine measures, principle of banning some foods and drinks, like pork and alcohol, patterns of instinct control and call for sterilization and caution from pollution. The paper then examined the role of ibadat (actions of serving Allah) in health protection and impact of iman (belief/ conviction) on cure from diseases, God willing. The paper concluded with some important results and recommendations. 187
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي مقدمة: احلمد هلل الذي خلق الإنùسان وGأSسبغ عليه نعما كثرية منها نعمة الüصحة والعافية وحث املùسلمني على Gلهتمام بالتعليمات الüصحية وGللتزام وTرسر ع للبدن حقوقا طبيعية Gأوجبها على الفرد نفùسه وعلى الدولة والهيئة Gلجتماعية. وقد اعتمد الإSسلم- بûشكل ايجابي ملبادئ الüصحة العامة- على الرتكيز يف املجالت التûرشيعية ومن خüصائüصها Gلتزان وGلعتدال والتوازن Gإزاء اجلùسم والعقل والروح والنفùس وقد كانت عنايته بالتدابري الوقائية من الأمراVض واملخاطر فائقة وذات اهتمام كبري حيث طلب من املùسلم Gأن يتخذ من التدابري ما يüصون به نفùسه وGأهله ويجنبهم وGإياه كل GأSسباب الأذى والهلك يف الدنيا وGلخره قال تعاىل {...ول تلقوا ب أايديكم Gإىل التهلكة} )1(. والوقاية من الأمراVض يتفق ومقاUصد الûرشيعة الإSسلمية ويحقق للإنùسان مüصلحة كربى حيث يعيûش Sسليما معافى من الأمراVض واملûشاغل واملûشكلت.ويعد الأUصل التûرشيعي املعروف» Sسد الذرائع قمة املنهج الوقائي يف الإSسلم حيث متنع طبقا لهذا الأUصل كل الأفعال املباحة Gإذا كان فعلها Sسي ؤودي Gإىل م رضة Gأو مفùسدة ومن القواعد الفقهية للأSساليب الوقائية درء املفùسدة مقدم على جلب املüصلحة«ومن هنا تعد الوقاية الüصحية مبدGأ GإSسلميا GأUصيل يدخل Vضمن املقüصد العام الذي وVضعت الûرشيعة من Gأجله وهو جلب املüصالح للخلق ودرء املفاSسد عنهم. هدف الدراسة: تهدف الدراSسة التعرف اإىل جملة من االأهداف تتمثل فيما ي أاتي:. 1 التعرف 1 Gإىل التعليمات والإرTشادات والتوجيهات التي حتمي الإنùسان من الأوبئة والأمراVض الùسارية.. 2 بيان 2 الإجراءات الوقائية حلماية الفرد واملجتمع من الأوبئة قبل حدوثها.. G3 لطلع 3 على الإجراءات الوقائية حلماية املجتمع من الأمراVض والأوبئة الوافدة.. 4 بيان 4 الإجراءات املتخذة ملنع العدوى وانتûشارها.. 5 بيان 5 العلقة التي تربط بني الدين والüصحة. 188
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 دراسات سابقة: كثرية هي املراجع التي حتدثت عن مبادئ الüصحة العامة يف الإSسلم فهناك العûرشات من املوؤلفات القدمية واحلديثة التي تناولت الق ضية الطبية حيث لقيت اهتماما كبريا من علماء الûرشيعة الإSسلمية فقد نüص عليها الإمام مالك رحمه اهلل تعاىل يف املوطاأ, وGأفرد الإمام البخاري جزءا من Uصحيحة للطب ووVضع الإمام الûشافعي- رVضي اهلل عنه- بابا GإVضافيا يف اجلزء الùسابع من كتاب الأم بعنوان»خطاأ الطبيب«ومل تخل الكتب الفقهية من احلديث عن هذا املوVضوع يف Gأبواب متعددة وكذا Gأبواب احلùسبة املوجودة يف كتب الùسياSسة الûرشعية. يقول العز بن عبد الùسلم رحمه اهلل تعاىل:»والطب كالûرشع وVضع جللب مüصالح )2( الùسلمة والعافية ولدرء مفاSسد املعاطب والأSسقام«Gأما الüصحة الوقائية باأمناطها املتعددة فلم حتظ بقدر كاف من الدراSسة والتحليل من الزاوية الûرشعية يف وقتنا احلايل وهذا ل ينفي وجود العديد من املقالت والدراSسات التي تتحدث عن هذه اجلزئية Gأو تلك من جزئيات هذا البحث ومن هذه الدراSسات التي تيùرس يل الإطلع عليها: تفوق الطب الوقائي يف الإSسلم للدكتور عبد احلميد الق ضاة )3( حيث GأTشار اىل GأSسùس الطب الوقائي وخüصائüصه وGإرTشاداته, والطب الوقائي يف الإSسلم للدكتور عمر حممود عبد اهلل الذي تناول املوVضوع بûشمولية واSسعة ولكنه مل يتناوله من خلل بعده الفقهي وما يرتبط به من Gأحكام وVضوابط كما هو احلال يف هذا البحث Gإل نادرا وهو ما Gأمل Gأن تùسهم هذه الدراSسة بûشيء منه واهلل املوفق منهج البحث: اSستخدم الباحث املنهج الوUصفي باأحد Uصوره التحليلية نظرا مللءمتة لأغراVض الدراSسة وذلك من خلل دراSسة املواVضيع ذات العلقة وحتليلها واجتهدت يف عرVض الأمور منه وجمعت Tشتات هذا املوVضوع واجتهدت يف Gإخراج زبدها ف أالفت بني مواVضيعها فكان هذا البحث وقùسمته Gإىل Gأربعة مباحث كان املبحث الأول: يف التûرشيعات الوقائية للرعاية الüصحية يف الإSسلم والثاين: يف خüصائüص الوقاية الüصحية يف الإSسلم والثالث: يف القواعد الüصحية ملنع انتûشار الأوبئة, والرابع: يف دور الإميان وGأثره يف الûشفاء من الأمراVض ثم اتبعت كل ذلك باخلامتة والتوUصيات 189
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي املبحث األول: التشريعات الوقائية للرعاية الصحية يف اإلسالم: Gأكد الإSسلم من هذه الزاوية على الüصحة واملعافاة ودعا الإنùسان Gإىل حùسن GلSستفادة من هذه النعمة واحلفاظ عليها وعمل على تعزيزها وتقويتها وتنميتها لئل يعرVض الإنùسان نفùسه للمكاره Gأيا كانت )درهم وقاية خري من قنطار علج( وورد Gأن )احلمية رGأSس كل دواء( )4( فخري علج للمرVض هو Gأن نتفادى الوقوع فيه. لذلك Gأمر الإSسلم بالوقاية اتقاء لأي مكروه ميكن Gأن يقع Sسواء Gأكان ذلك مرVضا Gأم )5( Vرضرا متوقعا. فالإرTشادات النبوية واVضحة جلية يف الوقاية بدرجة تكون Gأقرب Gإىل الأمر والإلزام وكلما كانت احلماية مرتبطة باملقاUصد اخلمùسة التي جاءت بها الûرشيعة كلما كانت درجة الإلزام Gأكرب وقد طرق عليه الüسلة و الùسلم موVضوع التلوث بûشكل مباTرش حمذرا Gأمته من املخاطرة فقد حدد لهم مüصادر التلوث وعلمهم طرق الوقاية منها فاعترب ف سلت الإنùسان جنùسه )ملوثة( ويجب على كل مùسلم Gأن يتنظف منها وتûشخيüصها بهذا الûشكل املحدد هو خطوة كبرية يف مùسرية الطب الوقائي. قال- Uصلى اهلل عليه وSسلم- :» Gإذا ذهب Gأحدكم Gإىل الغائط فليùستطب بثلثة Gأحجار فاإنها جتزي عنه«. )6( وعن عائûشة- رVضي اهلل عنها- قالت:»ما رGأيت رSسول اهلل Uصلى اهلل عليه وSسلم-»خرج من غائط قط Gإل مùصس ماء«. )7( فيجب تنظيف خمرج البول وخمرج الرباز والأع ضاء التناSسلية بالSستنجاء Gأو GلSستطابة وهو غùسلها باملاء Gأو مùسحها بالورق Gأو احلجرعند تعذر وجود املاء لأنه يزيل النجاSسة بالكامل. ويجب تقليم الأظفار وGإزالة الأTشعار التي ترتاكم فيها الأوSساخ وتعهد Tشعر الرGأSس بالنظافة. قال Uصلى اهلل عليه وSسلم:»خمùس من الفطرة: اخلتان وGلSستحداد ونتف الإبط و تقليم الأظفار وقüص الûشارب«. )8( وعالج القرGآن الكرمي Gأهم الأSسùس التي يقوم عليها بناء الüصحة املتكامل على مùستوى الفرد واملجتمع ومنها )9( : النظافة والطهارة: اهتم القرGآن الكرمي اهتماما خاUصا بالنظافة الûشخüصية ونظافة البيئة فقد ح ض القرGآن الكرمي على Gأمرين مهمني يف حياة الفرد وهما: الطهارة والوVضوء. قال تعاىل: 190
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 {يا Gأيها الذين امنوا Gإذا قمتم Gإىل الüسلة فاغùسلوا وجوهكم وGأيديكم Gإىل املرافق وامùسحوا بر ؤووSسكم وGأرجلكم Gإىل الكعبني}. )10( فاإذا علمنا Gأن عدد الüصلوات يف اليوم هي خمùس Uصلوات ما عدا الùسنن وعلمنا اTشرتاط الوVضوء للطواف بالبيت العتيق وملùس املüصحف {ل ميùسه Gإل املطهرون}. )11( Gأدركنا تاأثري الوVضوء الوقائي وفوائده الüصحية يف تخليüص الأجزاء املكûشوفة من البدن من الأوSساخ التي تعلق بها باSستمرار ويف تنûشيط الدورة الدموية العامة وجتديد حيوية اجلùسم بتنبيه الأعüصاب وتدليك الأع ضاء. وكذلك فقد حبب القرGآن الكرمي Gإىل الطهارة عامة باأSسلوب رقيق فقال تعاىل: {فيه رجال يحبون Gأن يتطهروا واهلل يحب املطر هرين} )12( وميكن تقùسيم الطهارة Gإىل قùسمني: طهارة اجلùسم وطهارة امللبùس وطهارة اجلùسم من اجلنابة بالنùسبة للرجال والنùساء {وان كنتم جنبا فاطهروا}. )13( وكذلك الطهارة من احلي ض Gأو النفاSس بالنùسبة للمرGأة. وفوائد الطهارة الüصحية متعددة منها تنûشيط اجلùسم وبث احليوية فيه وتخليüصه من الأدران العالقة به. وهناك دراSسات عديدة قام بها علماء متخüصüصون منهم الربوفùسور فايندوف الذي اثبت Gأن GلSستحمام الواحد يزيل عن جلد الإنùسان Gأكرث من مائتي مليون جرثومة ولأن هذه اجلراثيم ل تقف حلظة عن التكاثر فل بد من Gإزالتها بûشكل دوري ومùستمر. واملتتبع ملوVضوع الغùسل والنظافة يجد كثريا من املناSسبات التي يكون فيها تنظيف البدن كالغùسل يوم اجلمعة. قال عليه الüسلة والùسلم:»ل يغتùسل رجل يوم اجلمعة ويتطهر ما اSستطاع من طهر ويدهن من دهنه Gأو ميùس من طيب بيته ثم يخرج فل يفرق بني اثنني ثم يüصلي ما كتب له ثم ينüصت Gإذا تكلم الإمام Gإل غفر ما بينه وبني اجلمعة الأخرى«. )14( Gإن الطهارة والنظافة جزء من تعاليم الإSسلم وجزء من العبادة املقررة على املùسلم Gأن ياأتي بها حتى يكون موؤمنا حقا. واللباSس كذلك من نعم اهلل عزر وجل لدفع الربد واحلر وللزينة والتجمل ويûشرتط فيه النظافة واجلمال قال تعاىل: {وثيابك فطهر} )15( فطهارة الثياب Tرشط لüصحة الüسلة التي ل تنقطع وهذا يتطلب من الإنùسان حرUصا دائما على طهارة ملبùسه من جميع النجاSسات ول يخفى ما لهذا الأمر من قيمة يف Gإبعاد الإنùسان عن مüصادر التلوث بالعوامل املعدية )16( وGأما نظافة البيئة وطهارتها فتعاليم الإSسلم تدعو Gإىل حمايتها واملحافظة عليها من التلوث وجتعل تلويث البيئة ب أاي ملوث من جناSسة Gأو خملفات Vضارة Gأو مواد Sسامة من الإفùساد يف الأرVض يحاSسب اهلل تعاىل عليه حùسابا Tشديدا. 191
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي ومن املعلوم Gأن تلويث املاء يوؤدي Gإىل خماطر جùسيمة وGأVرضار بالغة ومينع GأSسباب احلياة فكان Gأمر رSسول اهلل Uصلى اهلل عليه وSسلم- مبنع تلوث املاء وذلك بنهيه عن البول يف املاء الراكد حيث قال:»ل يبولن Gأحدكم يف املاء الراكد«. )17( وذلك Gأن البول ينجùسه ويلحق ال رضر مبن اSستعمله. ويلحق بالتبول التغوط لأنه Gأقبح والنهي عنه GأTشد ويقاSس عليهما كل ما يتلوث به املاء ويüصيب الإنùسان يف Uصحته ك إالقاء ف سلت املüصانع واحليوانات النافقة والقمامة يف الأنهار والرتع. واعترب الإSسلم من Tرشوط Uصحة الüسلة Gأن تكون الüسلة يف مكان طاهر من النجùس والأقذار ول Tشك يف Gأن اعتبار البول والغائط وامليتة وغريها من الف سلت جنùسا يقت ضي العمل على تüرصيف هذه الف سلت باأحùسن الùسبل وعدم اSستخدامها يف ري الأراVضي واملزروعات مباTرشة فمن املعروف يف الطب الوقائي Gأن Sسوء تüرصيف الف سلت من Gأهم GأSسباب انتûشار الأوبئة والأمراVض يف البلدان املتخلقة. حتريم اخلبائث: حرم الإSسلم Gأنواعا من الطعام والûرشاب وGأحلر ما طاب منها قال تعاىل: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم اخلبائث}. )18( ومن الأنواع التي حرمها اهلل تعاىل: حلم اخلنزير وحلم امليتة وحلوم احليوانات املفرتSسة وحلوم الطيور اجلارحة والدم املùسفوح واخلمر. قال اهلل تعاىل: {حرمت عليكم امليتة والدم وحلم اخلنزير ومما Gأهل لغري اهلل به واملنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما Gأكل الùسبع Gإل ما ذكيتم وما ذبح على النüصب}. )19( وعن عائûشة رVضي اهلل عنها Gأن رSسول اهلل Uصلى اهلل عليه وSسلم- قال:»كل Tرشاب GأSسكر فهو حرام«. )20( لقد جاء الإSسلم مطهرا لنفوSس البûرش يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم اخلبائث فاخلمر وهي Gأم الكبائر ويتبعها يف هذا التحرمي املخدرات بüصورها املختلفة كما حرم التعامل بالربا وحرم الزنا وقتل النفùس وهذه كلها من البليا التي ابتليت بها املجتمعات الغربية فالنظام الربوي Gأوجد ظروفا يرتتب عليها GإفلSس كثري من التجار مما يùسلمهم Gإىل Gلكتئاب فالنتحار وانتûشار املخدرات واخلمور يوؤدي Gإىل كثري من احلوادث التي يرتتب عليها Gإزهاق النفùس الربيئة و غياب العقل واجلنون والإUصابة باأمراVض خمتلفة GإVضافة Gإىل انتûشار اجلرائم. )21( وعد الإSسلم امليتة Gأذى ورجùسا وحرم Gلنتفاع منها باأي Tشيء Gأي Gأن اهلل حرم امليتة ملا يتوقع من Vرضرها لأن امليتة Gإما Gأن تكون ماتت مبرVض Sسابق Gأو بعلة عارVضة وكلهما ل ي ؤومن Vرضره بالإVضافة Gإىل Gأن الطباع الùسليمة تعافها وتكرهها وتùستقذرها. واهلل عزر وجلر مل يحرم Tشيئا Gإل وفيه Vرضر حمقق. )22( 192
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 والعامل الآن يئن من وطاأة الأمراVض اجلنùسية التي GأUصبحت تتüصدر قائمة الأمراVض املعدية. وعليه فاإن حكمة اهلل بالغة يف حترمي هذه الأTشياء كما حرم جمرد Gلقرتاب منها والتفكري فيها حيث يقول اهلل تعاىل: {ول تقربوا الزنا Gإنه كان فاحûشة وSساء Sسبيل}. )23( ول ريب Gأن مقررات العلم والطب املعاUرصين وما كûشفته من Gآثار التدخني على GأUصحابه وكذا على من يكون قرب املدخن قد Gأكدت وقوع ال رضر فتلوث الهواء يف الغرف Gأو احلافلة Gأو القاعة ي رض Vرضرا بالغا باحلاVرضين يقول عليه الüسلة والùسلم:»ل Vرضر ول Vرضار«. )24( أخطار التدخني: فالتدخني Gإذا مرفوVض من قبل الإSسلم بل Gإنه عادة ممقوتة لأنه ي رض باملüصالح ال رضورية للخلق نظرا ملا يجلبه من الأذى على مدخنه يف البدن والنفùس واملال وGأنه نوع من Gلنتحار البطيء. منع اقتناء الكالب إال للضرورة: فقد Gأثبت العلم احلديث Gأن الكلب تنقل GأمراVضا كثرية للإنùسان كداء الكلب والأكياSس املائية والرSسول Uصلى اهلل عليه وSسلم- يقول:»من اتخذ كلبا Gإل كلب Uصيد Gأو زرع Gأو ماTشية انتقüص من Gأجره لكل يوم قرياط«. )25( وقد Gأخذ جمهور Gأهل العلم من احلنفية واملالكية والûشافعية واحلنابلة من هذا احلديث حترمي اقتناء الكلب لغري حاجة مûرشوعة ككلب الüصيد واحلراSسة. )26( إجراء الفحص املخربي الطيب قبل الزواج: Gأوىل الإSسلم عنايته بالأSرسة ورSسم لها الأحكام الûرشعية الكفيلة ببقائها وUسلحها فهي متثل لبنة يف بنيان املجتمع وركز ديننا احلنيف على توفري ال ضمانات للزواج الناجح ف أامر بتحري الدين يف الأزواج وحث على الكفاءة بني الزوجني لتوفري Vضمانات لüصحة النùسل حيث اعترب الإجناب مقüصدا GأSساSسيا من مقاUصد الزواج وحثر على Gلغرتاب يف الزواج وGلبتعاد ما Gأمكن عن الزواج من القريبات وذلك ليكون املواليد Gأقوياء وGأذكياء وقد وردت يف ذلك Gآثار عن الرSسول Uصلى اهلل عليه وSسلم- وGأقوال منùسوبة Gإىل Gأمري املوؤمنني عمر بن اخلطاب رVضي اهلل عنه- وGإيل بع ض الüصحابة منها:»اغرتبوا ل ت ضوواول تنكحوا القرابة فاإن الولد يخلق Vضاويا «Gأي Vضعيفا. )27( 193
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي وGأرTشد الûشارع Gإىل اSستحباب التخري للنطف وGأثبتت الدراSسات الطبية وجود بع ض الأمراVض الوراثية التي تنتقل Gإىل الأبناء ويùستعüصي علجها. وميكن تليف كثري من هذه الأمراVض Gإذا Gأجري الفحüص الطبي للخاطبني قبل Gإجراء العقد. ويف ذلك حتقيق الùسعادة لهما وجتنيب النûشئ الأمراVض والإعاقات وحفظ املجتمع وحتüصينه بقوة Gأبنائه. قال عليه الüسلة والùسلم:»تزوجوا يف احلجر الüصالح فاإن العرق دSساSس«. )28( الذبح وفق الطريقة اإلسالمية: اTشرتط الإSسلم Gأن يكون الذبح وقطع الأوعية الدموية الكبرية والذبيحة بني Gأيدي القائم بالفعل يف Gأمت Uصحتها ونûشاطها ويùستمر قلبها بالنب ض حتى يطرح Gأكرث ما ميكن من الدم بقوة الدفع هذه حتى متوت وتكون قد تخلüصت من Gأكرث دمها. وطريقة الذبح الإSسلمي هي الف ضلى لأنها Gأرفق باحليوان من جانب وGأن اللحم الناجت عن هذه الطريقة Gأطيب حيث يبدو طازجا بينما اللحم املذبوح الناجت عن الüصعق Gأزرق اللون كاأنه خمنوق وهو فعل حكمه كاملخنوق لأن الدم املûشبع بثاين Gأوكùسيد الكربون مل يغادر الذبيحة وSرسعان ما يتغري ويتفùسخ. )29( الشروط الصحية للدفن: ومن تعاليم الإSسلم يف الدفن: الإSرساع يف تغùسيل امليت وتكفينه والüسلة عليه ويكون الدفن يف اللحد ويف تطبيق هذه الإجراءات بعناية الوقاية التامة للأحياء الذين يûشيعون امليت ففي الغùسل والإSرساع يف الدفن قبل Gأن تتفùسخ اجلثة وتنتûرش اجلراثيم فت ؤوذي من حوله من املûشيعني له وخاUصة عند انتûشار الأوبئة. ويف طريقة الدفن رحمة بالإنùسان Gأن يحفظ رفاته الرتاب ل كما تفعل بع ض الûشعوب يف حرق اجلثة وان كان يف ذلك وقاية تعادل الدفن يف باطن الأرVض ولكنها حتمل كثريا من الإهانة والقùسوة بالإنùسان الذي كرمه الإSسلم حيا وميتا. )30( الوقاية من احلوادث: ول يجوز للمùسلم Gأن يتخذ Sسلوكا يعرVضه للخطر Gأو يلقي به Gإىل املهالك كتعري ض نفùسه وبيته للحريق Gأو تعري ض طعامه وTرشابه للتلوث وينùسحب ذلك على جميع Gأنواع البلء )31( )مثل حوادث الùسيارات وSسائر احلوادث(. قال تعاىل: {ول تلقوا ب أايديكم Gإىل التهلكة}. 194
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 وقال عليه الüسلة والùسلم:» Gأطفئوا املüصابيح Gإذا رقدمت وغلقوا الأبواب وGأوكوا الأSسقية وخمروا الطعام والûرشاب«. )32( وهكذا وVضع الإSسلم القواعد الأSساSسية للوقاية من احلوادث قبل Gأن يظهر علم الùسلمة ويتبلور يف Gإجراءات حمددة يف جمالت الüصناعة وحوادث الطرق وحوادث املنازل. دور والية احلسبة يف الرقابة الصحية: احلùسبة وظيفة دينية تعمل على الأمر باملعروف والنهي عن املنكر وحمل الناSس على رعاية املüصلحة العامة وقد فرVض املùسلمون نظام احلùسبة للتفتيûش على GأUصحاب املهن الغذائية وحوانيت الأطعمة ومراقبة النظافة وعدم غûش الأغذية وحفظ الüصحة العامة. وكان وايل احلùسبة ي أامر الطباخني بتغطية Gأوانيهم وحفظها من الذباب وهوام الأرVض بعد غùسلها باملاء احلار ومينعهم من طبخ حلوم املعز مع حلوم ال س أان. وكان يقوم بتفتيûش حوانيت القüصابني ومينعهم من الذبح على Gأبواب دكانيهم خûشية تلويث الطريق بالدم. وحüرص الذبح يف املجازر وي أامرهم باإدخال اللحوم داخل حوانيتهم فل يعلقونها خارجا لئل توؤذي املارة وتلوث ملبùسهم. )33( وكان وايل احلùسبة يراقب الطحانني ويلزمهم بغربلة القمح وتنقيته قبل الطحن, ويراقب اخلبازين يف حوانيتهم وخمابزهم ويطالبهم بنظافة املعاجن ونظافة املاء املùستعمل للعجني وGأن يكون العجان ملثما, )34( وكان وايل احلùسبة ي أامر البقالني بغùسل البقول وتنقيتها من احلûشائûش وينهى باعة اخل رضوات عن بيع ما فùسد ومينع جلبي الزبل من الدخول Gإىل الأSسواق ملا فيه من ال رضر من الرائحة اخلبيئة وGإفùساد لباSس الناSس عند املحاكة يف الأSسواق والطرقات ال ضيقة وت ضييق Gأماكن البيع والûرشاء على املùسلمني وعليه Gأن يعني لهوؤلء اجللبني مكانا خاUصا يقفون فيه وي ضعون ب ضاعتهم ويقüصدهم من يحتاج Gإليهم يف ذلك املكان. )35( حتى Gإن املحتùسب كان يراقب الأطباء وي أاخذ عليهم عهد Gأبو قراط ويجرب الطبيب على دفع دية املري ض Gإذا مات بùسبب Sسوء تüرصفه ويتفقد Gأحواله الüصناع الذين يüصنعون الأTرشبة والأطعمة وامللبùس والآلت وغريها فيمنعهم من Uصناعة املحرم على الإطلق )36( ومن مهمات املحتùسب: Gإتلف الب ضائع الفاSسدة وGإراقة اخلمور ومنع التاجر الغûشاTش من العمل وGإعلن اSسمه ليتجنبه الناSس وكذلك كان يùستعمل عقوبة التجريùس Gأي التûشهري ببع ض الüصناع الذين يùسيئون Gلئتمان ويغûشون. )37( 195
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي املبحث الثاني: خصائص الوقاية الصحية يف اإلسالم: اإن املتتبع لنظرية الهدي الüصحي يف االإSسالم يùستطيع اإدراك جملة من اخلüصائüص االآتية:. 1 ف 1 ضل الùسبق: Gإن الإSسلم جاء ليعالج حياة الإنùسان على الأرVض معاجلة دقيقة من خلل النظم والتûرشيعات التي تعمل على Sسعادة الإنùسان وخريه ومن Vضمن هذه التûرشيعات جمموعة القواعد الوقائية يف املجال الüصحي والتي اSستنبطها فقهاء املùسلمني من Gآيات الأحكام الواردة يف القران الكرمي والùسنة املطهرة والتوجيهات الدينية التي تتüصل باأمناط احلياة وSسلوكيات الإنùسان العديدة واملباTرشة حيث يحقق اتباعها حفظ Uصحة الإنùسان وتعزيزها. Gإن GإTشارات الرSسول Uصلى اهلل عليه وSسلم يف الطب الوقائي واVضحة كل الوVضوح يف ق ضايا كثرية ومنها GإTشارته بل دعوته Gإىل اSستعمال الùسواك وقد Gأورد املحدثون Gأحاديث كثرية تدعو املùسلم Gإىل اSستعمال الùسواك وهي من الأحاديث الüصحيحة كقوله Uصلوات اهلل عليه:»لول Gأن GأTشق على Gأمتي لأمرتهم بالùسواك مع كل Uسلة«)38( وبعد 14 قرنا وجد الأطباء فوائد ل حتüصى يف اSستعمال الùسواك تتعلق بالطب الوقائي وجعلوا مقارنة بينه وبني اSستعمال الفرTشاة واملعجون معا فتبني لهم: ) Gأن الùسواك يفوق من الناحية الكيماوية وامليكانيكية الفرTشاة واملعجون مبرات عديدة(. )39( ومما يفخر به كل مùسلم Gأن الإSسلم يف Gأول Tرشوق Tشمùسه على الوجود دعا Gإىل التعقيم وحذر من التلوث بامليكروبات وGأطلق على ذلك مüصطلح الطهارة لتكون البيئة التي يعيûش فيها الإنùسان بعيدة عن امليكروبات وحذر من النجاSسة ودعا Gإىل الوقاية منها و Gإزالتها Gإذا وجدت ومفهوم احلجر الüصحي مل يعرفه العامل Gإل يف Gأواخر القرن التاSسع عûرش بينما تكلم فيه من ل ينطق عن الهوى قبل Gأربعة عûرش قرنا وهذه معجزة من معجزات الرSسول- Uصلى اهلل عليه وSسلم- الباهرة فوق معجزاته الكثرية يف الوقت الذي كان العامل يغط يف Sسبات عميق. 196
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012. 2 الûشمولية: 2 يتüصف الإSسلم بالتكامل يف Gأحكامه وتûرشيعاته كما يتüصف بالûشمول يف مبادئه وتوجيهاته وهذا Tساأن القواعد الوقائية يف الإSسلم لأنها تتüصف بالûشمولية Gأي ضا Gإذ Gإنها تتعامل مع الإنùسان على Gأنه مادة وروح وعلى Gأنها ملزمة لكل من حتققت به Uصفة الإSسلم لذا جند القرGآن الكرمي يف كثري من Gآياته يوؤكد اجلانب الوقائي حلياة الإنùسان من املرVض وSسلوكيته من Gلنحراف والتجاوز وجاءت التعليمات الوقائية متداخلة مع العبادات على الوجة املطلوب من Gللتزام واجلدية والتطبيق اليومي املùستمر. فامل ؤومن مدعو Gإذن- حلماية جùسمه من العلل وUصيانته من الأمراVض وعدم التفريط به فيما ي رضه ول ينفعه, ومعرفة طاقة اجلùسد ول يتعداها وان يعطي اجلùسد حقه من الراحة لSستجماع واSستعادة قابليته ولياقته ليكون مهيئا خلدمة الإنùسان وقد قال )40( الرSسول Uصلى اهلل عليه وSسلم: )وGإن جلùسدك عليك حقا ( ويح ض الإSسلم على التعلم ويجعله فري ضة على كل مùسلم ومùسلمة ويوؤكد على العمل الذي ينفع وليùس يخفى Gأن التعلم يرفعه من املùستوى الüصحي واحل ضاري للمتعلم قال تعاىل: {هل يùستوي الذين يعلمون و الذين ل يعلمون}. )41(. 3 الدميومة: 3 ان Gللتزام بقواعد الوقاية الüصحية يف الإSسلم ليùس مرهونا مبدة حمددة ول بùسن معينة Gإمنا يùستمر Gللتزام به طيلة حياته لأنها جزء من عقيدته فاإذا تخلف عن تنفيذها يكون قد ترك تكليفا Tرشعيا وعطل حكما من Gأحكام الإSسلم ي ؤوثم عليه. وبهذه الدميومة ي ضمن الإSسلم مùسلما قويا وجمتمعا نظيفا. )42( 197. 4 البùساطة 4 والتيùسري: ان املتتبع لنظرية الطب الوقائي يف الإSسلم يلحظ فيها خاUصية البùساطة يف التكليف واليùرس يف التنفيذ فالùسواك والوVضوء واخلتان وGلSستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وطهارة البدن والثوب وجتنب امللعن الثلث عدم الوطء يف احلي ض والنفاSس وحتري الغذاء الطيب واجتناب الغذاء اخلبيث وحüرص النûشاط اجلنùسي يف Gإطار الزواج وهي Gأمور ل تùستلزم كلفة مالية تثقل الكاهل فيها خاUصة البùساطة واليùرس ويف ذلك Vضمان للüصحة وانùسجام مع Sسنن اهلل يف اجلùسم والنفùس ويف الفرد والأSرسة واملجتمع ويف الإنùسان وبيئته.
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي املبحث الثالث: القواعد الصحية ملنع انتشار األوبئة: يعد النظام االإSسالمي أاول نظام اإنùساين Sسن القواعد الüصحية ملنع انتûشار االأوبئة كقاعدة العزل وقاعدة احلجر الüصحي. قاعدة العزل: لقد وVضع الإSسلم تعاليم واVضحة لعزل املرVضى املüصابني بداء معد يف البيوت Gأو املùستûشفيات وعدم الùسماح لهم بالختلط بعوادهم Gأو بالآخرين وعلى املري ض Gأيا كان موقعه Gأن يراعي اهلل يف الناSس يف Uصحتهم ويف ذلك GأTشار رSسول اهلل Uصلى اهلل عليه وSسلم بقوله:»ل يورد ممرVض على مüصح«)43( Gأي ل ياأتي Uصاحب الإبل املري ضة ليوردها املاء وعلى املاء Gإبل Gأخرى Uصحيحة تûرشب قبله فيوؤدي ذلك Gإىل اختلطها فتحüصل العدوى وينتûرش املرVض لذا منع الإSسلم خلط املري ضة بالüصحيحة. وGإن كان لهذه العناية باحليوانات فالعناية بالإنùسان Gأوىل وGأوجب وهكذا يكون عزل املüصابني بالأمراVض املعدية كاخلانوق )44( والùسل الرئوي واجلدري وداء الكلب والكولريا وGأنفلونزا اخلنازير.» Vرضورة حتمية حث عليها الإSسلم ليüصون احلياة ويبقي على Sسلمتها ويدفع عن الإنùسان الأذى واملكروه وما يعكر Uصفو احلياة ويعطلها«. )45( فعلى املüصاب Gأن يخلد للراحة Gأياما عدة للحد من انتûشار املرVض وما يوؤذي الناSس فيكون Sسببا يف GإUصابة غريه من الناSس من جراء Gلختلط بهم يف املùساجد والأSسواق واملحلت العامة قال الإمام الطربي يف تهذيب الآثار:»فانه غري جائز ملري ض Gأن يورد على Uصحيح ول ينبغي لذي Uصحة الدنو منه ل لأن ذلك حرام ولكن حذرا من ان يظن الüصحيح ان نزل ذلك به يوما Gأو GأUصابه Gإنه Gإمنا GأUصابه مبا كان من دنوه منه وقربه Gأو من موؤاكلته ومûشاربته فيوجب له ذلك الدخول«. ويبني هذا ويوؤكده ويزيده وVضوحا Gأن الداء لو كان Tساأنه Gأن يعدي ملا Sسلم Gأحد منه لذا نرى Gأن Gأكرث من يلمùس املرVضى من Gأهاليهم وخدامهم وملبùسهم ل يüصيبهم Tشيء من ذك مع طول امللزمة وكرثة املجالùسة. )46( قاعدة احلجر الüصحي: Gأقر الرSسول الأكرم- Uصلى اهلل عليه وSسلم- مبدGأ احلجر الüصحي وقاية من الأمراVض 198
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 املعدية اخلطرية وظهر ذلك جليا يف موVضوعني: مرVض الطاعون ومرVض اجلذام:. أمرVض الطاعون: قال عليه الüسلة والùسلم:»الطاعون رجز GأرSسل على طائفة من بني GإSرسائيل وعلى من كان قبلكم فاإذا Sسمعتم به باأرVض فل تدخلوا عليه وGإذا وقع باأرVض وGأنتم بها فل تخرجوا فرارا منه«. )47( واSستنادا لهذا احلديث النبوي الûرشيف فقد فرVض Gأمري املوؤمنني عمر بن اخلطاب رVضي اهلل عنهما احلجر الüصحي على مناطق يف بلد الûشام وذلك حينما انتûرش مرVض الطاعون الذي عرف بطاعون عمواSس نùسبة Gإىل بلدة عمواSس يف فلùسطني التي تبعد عن مدينة القدSس 30 كلم من اجلهة الغربية وقد اكتûشف مرVض الطاعون Gأول ما اكتûشف فيها )48(. والطاعون من الأمراVض الفتاكة اخلطرية ولهذا Gأمر النبي- Uصلى اهلل عليه وSسلم- باأن ل يخرج من الأرVض التي وقع فيها وGأمر الùسليم باأن ل يدخل Gإليها وذلك حتى يبقى املرVض حمüصورا يف بقعة واحدة فل ينتûرش ول تتùسع دائرة الإUصابة به. وقد روي عن ابن مùسعود رVضي اهلل عنه Gإنه قال:»الطاعون فتنة على املقيم وعلى الفار Gأما الفار فيقول فررت فنجوت Gأما املقيم فيقول: Gأقمت فهلكت وGإمنا فر مùسلم من مل يجيء Gأجله وGأقام فهلك من جاء Gأجله فالنهي عن الدخول Gإىل GأرVض الطاعون تاأديب وتعليم والأمر باملقام باأرVضه تفوي ض وتùسليم.«)49( واحتùسابه امتحان من اهلل يكفر ر فيه خطايا املبتلني حتى يüرصف اهلل عنهم هذا الوباء.بمرVض اجلذام: قال عليه الüسلة والùسلم بحق مرVض اجلذام»فر من املجذوم فرارك من GلSسد«. )50( واملجذوم هو املüصاب مبرVض اجلذام من الأمراVض املعدية وهو عبارة عن تاآكل يف الأع ضاء واSستنادا Gإىل هذا احلديث النبوي الûرشيف فقد مر Gأمري امل ؤومنني عمر بن اخلطاب- رVضي اهلل عنه- وهو يف طريقه Gإىل الûشام على قوم جمذومني Gأي مüصابني مبرVض اجلذام من نüصارى جنران فاأمر مبعاجلتمهم وفرVض لهم Tشي من املال وهذا يوؤكد اهتمام الإSسلم مبعاجلة املرVضى مùسلمني وغري مùسلمني على حد Sسواء كما ورد Gأن اخلليفة الراTشدي اخلامùس عمر بن عبد العزيز الأموي قد عزل املجذومني وGأمر مبعاجلتهم ويقاSس على الطاعون واجلذام كل مرVض معد فالأمراVض الùسارية التي تفتك بالناSس فقد حرUص الإSسلم على Uصحة الأفراد واجلماعات وبني للبûرشية ان هناك Gأوبئة وجراثيم تنقل العدوى من مكان Gإىل Gأخر فتùرسي من املرVضى Gإىل الأUصحاء فهذا بيان عظيم للبûرشية قاطبة. Gإن الإSسلم كûشف Sرس الكون قبل 14 قرنا قبل ظهور الأجهزة احلديثة بل Gإنه مل يعطل العمل بالعلم ودواعيه وGإمنا حثر على 199
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي مواUصلة العلم وGلكتûشاف والتقدم التكنولوجي فلم يقل بهذه الأحاديث ويتوقف بل Sساهم يف حل مûشكلت العüرص ودعا Gإىل مواUصلة التقدم العلمي واكتûشاف امليكروب. وعلى Sسبيل الوقاية الüصحية التي Tرشعها الإSسلم للتخفيف من حدة انتûشار الأوبئة والأمراVض الفتاكة فقد Gأمر بالتطعيم العام للناSس Gأجمعني ليùس هروبا من ق ضاء اهلل وقدره بل ترSسيخا له»فقد روي Gأن رSسول اهلل Uصلى اهلل عليه وSسلم رد على رجل جاء يùساأله عن Gأدوية يتعاطاها للوقاية من املرVض Gأمينع هذا من قدر اهلل فقال رSسول اهلل Uصلى اهلل عليه وSسلم- : بل هي من قدر اهلل«. )51( ومن الرعاية الüصحية للأطفال تطعيمهم Vضد الأمراVض املهلكة والتفريط بذلك نوع من الت ضييع لهم بل قتل لهم وهو خùرسان مبني قال اهلل تعاىل: {قد خùرس الذين قتلوا Gأولدهم Sسفها بغري علم}. )52( وهذا يعني لكل دللة وVضوح حرUص الإSسلم الأكيد على التخفيف من حدة انتûشار الأوبئة والأمراVض الفتاكة وذلك بحüصار املرVض ومنع انتقاله واحلجر الüصحي Uصورة من Uصور املحافظة على البيئة وSسبب من GأSسباب املحافظة على Uصحة الناSس يف املجتمع. املبحث الرابع: دور اإلميان وأثره يف الشفاء من األمراض: ان الإSسلم اهتم بüصحة الإنùسان وجعلها من Gأعظم النعم التي يتنعم بها الإنùسان باإنعام اهلل على عبده بعد نعمة الإميان واليقني وقد قال النبي Uصلى اهلل عليه وSسلم:»ان )53( الناSس مل يعطوا يف الدنيا خريا من اليقني واملعافاة فùسلموهما اهلل عز وجل. وميكن القول Gإن Uصحة الإنùسان مرتبطة ارتباطا مباTرشا بثلث من ال رضورات اخلمùس )54( التي Gأمر اهلل باحلفاظ عليها ورعايتها وهي النفùس والعقل والنùسل لأن انتفاء الرعاية الüصحية Sسيوؤثر Sسلبا على النفùس وعلى العقل وعلى النùسل ويحتاج الإنùسان Gإىل الüصحة كذلك للحفاظ على الدين وعلى املال. ويعدر الإSسلم الüصحة كحق من احلقوق الأSساSسية لكل Gإنùسان تùستند املùسوؤولية فيها يف ثلثة اجتاهات خمتلفة النفùس واملجتمع والدولة. واعتمد الإSسلم بûشكل Gإيجابي ملبادئ الüصحة العامة على الرتكيز يف املجالت التûرشيعية فالنظافة وهي واحدة من Gأهم عناUرص التكوين وGلزدهار يف احلياة املادية والتي حتمي من الأمراVض والأوبئة الفتاكة وقد حث الإSسلم على النظافة يف كل Tشيء حيث تûشمل البدن وامللبùس واملكان واعترب النظافة من الإميان كما نهى عن تلويث البيئة 200
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 ومنع من التبول يف املاء الراكد غري اجلاري. ومن ف ضل اهلل عز وجل علينا وعلى الناSس Gأن التوجيهات الدينية التي تتüصل باأمناط احلياة وSسلوكيات الإنùسان عديدة ومباTرشة فهنا دعوة Gإىل عدم الإSرساف يف الطعام والûرشاب وهناك حتذير من ظهور الفùساد يف الرب والبحر مبا كùسبت Gأيدي الناSس وهناك ثمة نهي عن ال رضر وال رضار وعن Gإحلاق الأذى بالنفùس والغري فيùستطيع الإنùسان حفظ Uصحته باأن يحافظ على امليزان الüصحي يف حال اعتدال فل يطغى يف هذا امليزان ول يخùرس امليزان التزاما مبا Gأمر به القرGآن الكرمي قال تعاىل: {ووVضع امليزان Gأل تطغوا يف امليزان وGأقيموا الوزن بالقùسط ول تخùرسوا امليزان}. )55( فالعتدال يف Gأي Gأمر هو GأSسمى درجاته وGلعتدال يف Gأمر الطعام والûرشاب هو القاعدة الüصحية العري ضة التي Gأقرها الإSسلم فقد كان هذا Gلعتدال واقعا يف حياة الرSسول- Uصلى اهلل عليه وSسلم- وحياة Uصحابته فلم تقتüرص توجيهاته على عدم الإفراط يف الطعام بل حذر Gأي ضا من التقتري فيه ومنع Gأقواما عن الüصوم Gأياما متتاليات دون Gإفطار. يقول لقمان احلكيم يوUصي ولده بقوله:»واذا كنت يف الطعام فاحفظ معدتك وعمر بن اخلطاب رVضي اهلل عنه يحذر من البطنة فيقول:»وGإياكم والبطنة يف الطعام فانها مفùسدة للجùسم مورثة )56( للùسقم...«. على Gأن الدقة يف بيان Gلعتدال يف الطعام و الûرشاب تظهر جليا يف حديث الرSسول- Uصلى اهلل عليه وSسلم- حيث يقول:»ما ملأ Gآدمي وعاء قط TرسرG من بطنه بحùسب ابن Gآدم )57( لقيمات يقمن Uصلبه فاإن كان ل بد فاعل : فثلث لطعامه وثلث لûرشابه وثلث لنفùسه.«وجاء الإSسلم يدعو Gإىل مكارم الأخلق مما يùساعد على حتقيق الùسلم بني Gأفراد املجتمع ويùساعدهم على التمتع بالüصحة النفùسية. ول Tشك يف Gأن اتباع املùسلم للمنهج الإSسلمي اتباعا Uصادقا هو خري ما يùساعده على بناء Tشخüصية Sسوية متوافقة فوSسائل العلج الذاتي من العبادة هو GلSستغفار والتوبة والüصرب والذكر وغريها يùساعد الفرد على الûشفاء من الأمراVض حيث يقوي الإميان الناحية النفùسية ويحمي من GأمراVض القلوب وينûشط جهاز املناعة فيüصبح اجلùسم Gأقدر على مقاومة الأمراVض علوة على Gأن الإSسلم يرى يف املرVض مكفرا Gأو كف ارا للذنوب وبهذا املعنى يقول Uصلى اهلل عليه وSسلم- :»ما من مùسلم يüصيبه Gأذى من مرVض فما Sسواه Gإل حط اهلل به Sسيئاته كما حتط الûشجرة ورقها«. )58( وحث الإSسلم جموع املùسلمني على التحلي بالüصرب وهدوء الأعüصاب حني حتل بهم مüصيبة املرVض. فل يتربم من املرVض ول يùسخط لأن ذلك ليùس من خلق املùسلم فالرVضا 201
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي بقدر اهلل تعاىل تبارك والتùسليم الكامل بذلك والتوجه Gإىل اهلل وحده بالدعاء وال رضاعة يكùسب Gلمن والأمان يف قلب املوؤمن ويزيل من النفوSس الهم والغم. هكذا دعا الإSسلم Gإىل اSستخدام اجلانب الروحي يف العلج ولكنه رTشد هذا GلSستخدام بالأدعية والآيات القرGآنية ملا يف ذلك من راحة للمري ض وطماأنينة له ولأهله لكنه Gأنكر على املري ض وGأهله Gأن يهملوا العلج الطبي على حùساب الأدعية داعيا Gإياهم الأخذ بالأSسباب لتحقيق الûشفاء وهذا يقت ضي Vرضورة GلSستعانة بالطبيب لتûشخيüص الداء وحتديد الدواء فقد Gأثر عن رSسول اهلل Uصلى اهلل عليه وSسلم- Gأنه قال:»تداووا فاإن اهلل عز وجل مل ي ضع داء Gإل وVضع له دواء فاذا GأUصيب دواء الداء برGأ باإذن اهلل عزر وجل«. )59( اخلامتة: مما تقدم من التûرشيعات الوقائية الüصحية وخüصائüصها والقواعد الüصحية ملنع انتûشار Gلوبئة ودور الدين يف الûشفاء يتبني اهتمام الإSسلم بالüصحة والعافية وجعلها مطلبا Vرضوريا يحرUص الإنùسان عليه ول يفرط بها ويدعو اهلل Gأن يدمي عافيته عليه باعتبار الüصحة والعافية من نعم اهلل على الإنùسان. ومما تقدم يت ضح عناية الإSسلم بالتثقيف الüصحي من خلل تعاليم الدين ويحقق اتباعها حفظ Uصحة الإنùسان وتعزيزها وSسلمة العلئق Gلجتماعية والإنùسانية ففي ظل املنهج الإSسلمي تعيûش الأSرسة حياة Sسعيدة هانئة مطمئنة خالية من الأمراVض املعدية. وتزداد Gأهمية علم الطب وف ضله لوروده يف القران الكرمي والùسنة النبوية الûرشيفة وGأنه من فروVض الكفايات لتùستغني عنه اجلماعة البûرشية. والتعاليم GلSسلمية غنية بالتدابري الوقائية يف املجال الüصحي التي حتدر من مدى املûشكلت والùسيطرة عليها وقد تبني Gأن هناك عددا كبريا من الأمراVض املعدية ميكن الùسيطرة عليها ومنعها من خلل اتباع تعاليم الإSسلم. ولذلك جند Gأن الإSسلم مل يرتك جزءا من الطب الوقائي Gإل GأTشار Gإليه بعموميات واVضعا بذلك اخلطوة الأوىل تاركا لعقل الإنùسان وخمترباته Gأن يبحث على هداها وقد عني كثري من العلماء العرب واملùسلمني بجميع ما ورد عن الرSسول الكرمي حممد Uصلى اهلل عليه وSسلم يف الأدوية وUصنفوا يف ذلك موؤلفات مùستقلة ودونوا فيها ما Gأثر عنه عليه الüسلة والùسلم ونûرشوا ذلك بني الناSس لينتفعوا مبا جاء فيها من هدي نبوي يûشفي القلب والبدن. 202
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 التوصيات: مما تقدم ميكن تخليüص التوUصيات االآتية:. 1 على 1 املùسلمني Gأن يلتزموا بهذه التعليمات الüصحية ذات الüصلة بالطب الوقائي لأنها جزء من الدين وGأنها ذات قيمة كبرية على الüصحة.. 2 التحذير 2 من عواقب الزنا والفواحûش وGلنحرافات الùسلوكية والûشذوذ اجلنùسي وغريها من املوبقات ففي الطهر والعفة والعناية بالأخلق العلج الùسليم للأمراVض الفتاكة املعدية واملùستعüصية وبدون ذلك ل علج.. 3 والتحذير 3 من املخدرات وGأكل امليتة ملا يرتتب على ذلك من الأمراVض واخلùسائر املادية واملعنوية.. G4 إجراء 4 الفحüص الكامل للدم وذلك قبل Gإجراء عقد الزواج للتاأكد من Sسلمة اخلاطبني Gأو Sسلمة احدهما: الûشاب Gأو الفتاة.. 5 وتطبيق 5 اSسùس الرعاية الüصحية )الوقاية والعلج( من Gأجل بناء جمتمع مùسلم Uصحيح Gأقدر على حتمل الأمانة وGأداء الرSسالة يف الأرVض.. 6 تدريùس 6 مادة القانون الطبي وGأخلقيات الطبيب يف كليات الطب والقانون والûرشيعة.. 7 اتخاذ 7 جميع GأSسباب الوقاية من الأمراVض بالتطعيم لتقاء الأمراVض املعدية وGلبتعاد عن كل مüصدر من مüصادر العدوى..8 Vرضورة 8 ربط موVضوع املحافظة على الüصحة بالرتبية الإميانية ذلك Gأن الإميان هو Gأف ضل الùسبل وGأمثلها يف املحافظة على الüصحة وحمايتها ومنع التعدي عليها ف سل عن دوره الفعال يف الûشفاء من الأمراVض,. 203
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي اهلوامش: S1 سورة 1. البقرة اية رقم 195 2 العز 2. بن عبد الùسلم: قواعد الأحكام يف مüصالح الأنام 4 1/ 3 الق. 3 ضاة عبد احلميد تفوق الوقائي يف الإSسلم رSسالة املùسجد العدد Tشوال 5 / 1424 2003. 4 من 4 كلم احلارث بن كلده وكان يقول: رGأSس الطب احلمية.وذكره علي بن Sسلطان حممد الهروي القارئ يف املüصنوع رقم )306( حتقيق الûشيخ عبد الفتاح ابو غدة 1/ 172ww.al3ez.net/ vb/ showthreda.php 5 الهاTشمي. 5 عابد توفيق: مدخل اىل التüصور الإSسلمي Uص 97. 6 ابن. 6 ماجة: Sسنن ابن ماجة 1\114-115- ورواه احمد والنùسائي 1 / 41 و 42 وابو داوود رقم )40( الدار قطني وقال اSسناده Uصحيح حùسن الûشوكاين: نيل Gلوطار.90\1 7 رواه. 7 الرتمذي رقم 19 يف الطهارة باب ما جاء يف GلSستنجاء باملاء.وقال حùسن Uصحيح ابن Gلثري: جامع GلUصول يف Gأحاديث الرSسول ج ب Uص 140 رقم 5125 8 مùسلم:. 8 Uصحيح مùسلم جملد )1( Uص 221 رقم احلديث. 257 9 د. 9. عبد احلميد دياب/ د. Gأحمد قرقوز: مع الطب يف القران الكرمي Uص 119-123 S1010 سورة املائدة: Gآية رقم )6 ). Sسورة 111 الواقعة: Gآية رقم. 79 S1212 سورة التوبة: Gآية رقم )108 ). S1313 سورة املائدة: Gآية رقم )6 ). 1414 البخاري: اجلامع الüصحيح كتاب اجلمعة باب الدهن للجمعة م 2 Uص 3. S1515 سورة املائدة: Gآية. 6 1616 دياب عبد احلميد وGآخر: مع الطب يف القران الكرمي Uص: 121-123. 1717 مùسلم Uصحيح مùسلم جملد 1 Uص 238 رقم احلديث 281 ابن ماجة: Sسنن ابن ماجة كتاب الطهارة باب النهي عن البول يف املاء الراكد م 1 Uص 123. S1818 سورة الأعراف: رقم )157 ). S1919 سورة املائدة Gآية رقم )3 ). 2020 البخاري: اجلامع الüصحيح كتاب GلTرشبة باب اخلمر من العùسل م 7 Uص 119. 204
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 2121 الûشناوي حممد حمروSس: بحوث يف التوجيه الإSسلمي Uص 12. Uصربي 222 عكرمة: فتاوى يف Tسوؤون Uصحية: Uص 16 -. 17 S2323 سورة الإSرساء: Gآية رقم )32 ). 2424 ابن ماجة: Sسنن ابن ماجة ج 2 Uص: 784 ابن حنبل: مùسند ابن حنبل: ج 5 Uص 327.ومن مùسند عبادة بن الüصامت حديث رقم 22830,ج ه Uص 326, قال Tشعيب Gلرنوؤوط: حديث حùسن 2525 البخاري Uصحيح البخاري كتاب املزارعة باب اقتناء الكلب للحرث ج 2198. 2626 ابن قدامة املغنى ج 4 Uص: 191 ابن عابدين رد املختار 5\134. 2727 فعن Gأبي مليكة ان عمر بن اخلطاب قال: يابني الùسائب! Gأنكم قد GأVضويتم فاأنكحوا يف النزائع والنزائع: النùساء من الغرائب من عûشريتكم الهندي: علء املتقي بن حùسام الدين كنز العمال يف Sسنن Gلقوال وGلفعال جملد Uص 16 498 2828 الùسيوطي: اجلامع الüصغري 1\130.رواه الديلمي يف مùسند الفردوSس.وقال احلافظ العراقي حديث Vضعيف والذي عليه جمهور العلماء Gأنه يùستحب العمل به يف ف ضائل الأعمال املناوي/ في ض القدير Tرشح اجلامع الüصغري ج 3 / 241 رقم 3283 2929 عبداهلل عمر حممود: الطب الوقائي يف الإSسلم Uص:. 165 3030 املرجع الùسابق Uص 68. S3131 سورة البقرة: اية رقم )195 ). 3232 البخاري جملد U6 ص 250 معنى خمروا: غطوا Uصحيح مùسلم م 3 Uص 1594. 333 عبد العزيز بن حممد: نظام احلùسبة يف الإSسلم/ Uص: 117-119. 3434 البكري د عادل: الطب الإSسلمي Uص. 333 3535 الûشريزي: نهاية الرتبة يف طلب احلùسبة Uص 13. 3636 ابن قيم اجلوزي الطرق احلكمية Uص 219. 3737 الرفاعي: النظم GلSسلمية Uص 128. 3838 البخاري : Uصحيح البخاري جملد 1 Uص: 214 باب الùسواك يوم اجلمعة. 3939 عبد الرازق عبد اهلل: الùسواك والعناية بالSسنان Uص:. 11 4040 مùسلم: Uصحيح مùسلم مU2 ص 813 رقم احلديث 1159 S4141 سورة الزمر: Gآية رقم )9 ). 4242 الق ضاة عبد احلميد: تفوق الطب الوقائي يف GلSسلم رSسالة املùسجد العدد 5 Uص 77 Sسنة 2003 م 205
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي 4343 مùسلم Uصحيح مùسلم: جملد 4 Uص: 1743. رقم احلديث 2221 444 مرVض اخلانوق: هو الدفرتيا مرVض معدي وخطري جدا يعرف مبرVض اخلانوق ويüصيب Gلطفال الذين ترتاوح اعمارهم مابني الùسابعة والعاTرشة.واعراVضه: ارتفاع درجة حرارة اجلùسم مع حدوث Uصداع يف الرGأSس وGلUصابة بالùسعال مع Uصعوبة التنفùس والûشعور بالأختناق.forums.graam.com/ 59750.html 4545 عبد اهلل عمر حممود: الطب الوقائي يف GلSسلمي Uص: 83-84. 4646 الùسمردي يوSسف مùسعود حممد كتاب فيه ذكر الوباء والطاعون Uصفحة. 68 4747 مùسلم Uصحيح مùسلم جملد 4 Uص: 1738 البخاري Uصحيح البخاري جملد 7 Uص: 20. باب يف الطاعون 4848 قرية عمواSس: قرية فلùسطينية احتلت عام 1967 ودمرها اجليûش GلSرسائيلي وطرد Gأهلها وكانت تقع يف منطقة اللطرون جنوب Tرشق الرملة وكانت تقع على مفرتق طرق يوUصل بني مدن رئيùسية هي: رام اهلل الرملة يافا القدSس غزة تبعد عن يافا حوايل 30 كم ومثل ذلك تقريبا عن القدSس قبل النكبة.الدباغ مüصطفى مراد بلدنا فلùسطني جزء ج 7 Uص 510-514 4949 الùرسمدي يوSسف بن حممد بن مùسعود: كتاب ذكر فيه الوباء والطاعون Uص 83. 5050 البخاري اجلامع الüصحيح كتاب الطب باب اجلذام جملد 7 Uص:. 143 5151 ابن ماجة Sسنن ابن ماجة 1954. جملد Uص 499 2,ابن حنبل مùسند Gلمام احمد بن حنبل جملد U3 ص 421 S5252 سورة Gلنعام Gلية رقم )140 ). 5353 ابن حنبل: مùسند Gلمام احمد بن حنبل جملد U1 ص 8, الرقم )38 ). قال الرتمذي: هذا حديث حùسن غريب من هذا الوجه ج Sسنن 912 2/ الرتميذي. 5454 الدين النفùس النùسل املال العقل حيث ل يùستطيع Gلنùسان العيûش يف املجتمع بكرامة واSستقرار وطماأنية وامن وامان Gل اذا حتققت له حماية ال رضورات اخلمùس التي اقرتها الûرشيعة GلSسلمية الùسمحاء. Sسورة 555 الرحمن Gلية رقم )7-9 ) 5656 ذياب عبد احلميد واخرون مع القطب يف القران الكرمي Uص:. 128 5757 خرجه الرتمذي من حديث املقدام بن معدي كرب وقال حديث حùسن 5858 مùسلم حيح مùسلم م 4 Uص: 1991 رقم احلديث. 2571 5959 مùسلم Uصحيح مùسلم 1955 البخاري Uصحيح البخاري 11 7/ باب ما انزل اهلل داء Gل انزل له Tشفاء. 206
مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )1( - كانون الثاني 2012 املصادر واملراجع:. 1 القران 1 الكرمي. 2 ابن 2 الأثري جمد الدين بن حممد اجلزري جامع الأUصول يف Gأحاديث الرSسول ط ) 1392 ه- 1972 م( مكتبة احللواين الرياVض.. 3 البار 3 عدنان احمد الطب الوقائي يف الإSسلم الùسعودية GإSسلم Sست www.islamicmedicines.com. 4 البخاري 4 حممد بن GإSسماعيل بن Gإبراهيم بن املغرية Uصحيح البخاري دار الفكر بريوت 1998 م,. 5 البكري 5 عادل الطب الإSسلمي. 6 البنا. 6 عائدة عبد العظيم الإSسلم والرتبية الüصحية ط 1 1404 ه- 1984 م(. مكتب الرتبية العربي لدول اخلليج الرياVض.. 7 ابن 7 حنبل الإمام احمد املùسند املكتب الإSسلمي بريوت لبنان. 8 دياب. 8 عبد احلميد مع الطب يف القران الكرمي ط 2 ) 1402 ه- 1982 م( موؤSسùسة علوم القران دمûشق. 9 الذهبي. 9 حممد Tشمùس الدين الطب النبوي ط ) 1961 م( حتقيق: مüصطفى البابي احللبي القاهرة ط 2 )1986( دار احباء العلوم بريوت. 1010 الرفاعي Gأنور النظم الإSسلمية ط ) 1393 ه 1973 م( دار الفكر. 111 الùرسمدي يوSسف بن حممد بن مùسعود بن حممد ذكر الوباء والطاعون تعليق Tشوكت بن رفقي/ بن Tشوكت ط ) 1425 ه- 2005 م( الدار الأثرية عمان 1212 الùسيوطي جلل الدين اجلامع الüصغري باإعلء Tرشحه في ض القدير للمناوي طبع دار املعرفة بريوت. 1313 الûشناوي حممد حمروSس بحوث يف التوجيه الإSسلمي للإرTشاد والعلج النفùسي ط ) 1999 م( دار غريب للطباعة والنûرش. مüرص. 1414 الûشريزي نهاية الرتبة يف طلب احلùسبة. U1515 صربي عكرمه Sسعيد فتاوي يف Tسوؤون Uصحية ط 1 ) 2005 م( مركز رزان التخüصüصي بنابلùس 207
الصحة الوقائية في اإلسالم د.مروان القدومي 1616 ابن عابدين حممد Gأمني عمر بن عبد العزيز در املحتار على الدر املختار يف Tرشح تنوير الإبüصار. 1717 عبد الرزاق عبداهلل الùسواك والعناية بالأSسنان ط 1 )1402 ) الدار الùسعودية. 1818 عبد العزيز حممد بن مرTشد نظام احلùسبة يف الإSسلم ط ) 1392 ه- 1393 ه( املعهد العايل للق ضاء الùسعودية. 1919 عبداهلل عمر حممود. الطب الوقائي يف الإSسلم ط 1 ) 1410 ه- 1990 م( موUصل. العراق. 2020 العز بن عبد الùسلم قواعد الأحكام يف مüصالح الأنام ط ) 1388 ه( دار الûرشق للطباعة والنûرش مûرش. 2121 علوان توفيق معجزة الüسلة يف الوقاية من مرVض الدوايل الùساقني ط 3 )1410-1995( دار الوفاء املنüصورة. 222 ابن قدامة Gأبو حممد عبد اهلل بن Gأحمد بن حممد املغني مكتبة الرياVض احلديثة بالرياVض الùسعودية. 2323 الق ضاة عبد احلميد تفوق الطب الوقائي يف الإSسلم رSسالة املùسجد العدد اخلامùس Tشوال -1424 )2003. 2424 ابن قيم ابو عبد اهلل بن القيم اجلوزي الطرق احلكمية يف الùسياSسة الûرشعية مطبعة املدين القاهرة مüرص. 2525 ابن ماجة حممد بن يزيد القزيويني Sسنن بن ماجة طبعة دار Gإحياء الكتب العربية. 2626 مبارك قيùس حممد Gأل الûشيخ التداوي واملùسوؤولية الطبية يف الûرشيعة الإSسلمية ط 1 )1412-1991( مكتبة الفارابي دمûشق 2727 مùسلم احلجاج القûشريي Uصحيح مùسلم ط ) 1400 ه- 1980 م( نûرش ادارات البحوث العلمية وGلفتاء والدعوة وGلرTشاد الùسعودية. 2828 منüصور حممد خالد الإحكام الطبية املتعلقة بالنùساء يف الفقة الإSسلمي ط 2 ) 1420 ه- 1999 م( دار النفائùس الأردن. 2929 منظمة الüصحة العاملية الهدي الüصحي ط )1995 ) الإSسكندرية مüرص. 3030 النجار عبد اهلل مربوك احلùسبة ودور الفرد فيها هدية جملة الأزهر لûشهر ذي احلجة ) 1415 ه(. 3131 الهاTشمي عابد توفيق مدخل Gإىل التüصور الإSسلمي. 208