)573( فائدة من تفسري ابن جزي )التسهيل لعلوم التنزيل( انتقاء/
2 احلمد هلل أمجعني.. وبعد رب العاملني والصالة ولسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه فهذه بعض الفوائد منكتاب أمحد بن حممد وهو كتاب جزي الكليب التسهيل لعلوم التنزيل لإلمام حممد ابن الغرناطي املالكي املتوىف سنة ) 147 ه( خمتصر يف تفسري القرآن الكرمي وقد حوى الكثري من الفوائد واملعاين والعلوم قال رمحه اهلل يف مقدمته: )وسلكت مسلكا نافعا إذ جعلته وجيزا جامعا قصدت به أربع مقاصد: تتضمن أربع فوائد: الفائدة األوىل: مجع كثري من العلم يف كتاب صغري احلجم تسهيال الطالبني وتقريبا على الراغبني.. على الفائدة الثانية: ذكر نكت عجيبة وفوائد غريبة قلما توجد يف كتاب ألهنا من بنات صدري ونتائج فكري.. الفائدة الثالثة: إيضاح املشكالت.. الفائدة الرابعة: حتقيق أقوال املفسرين...( وقد رتبته حسب األجزاء والسور مع الرتقيم املستمر للفوائد. أسأل اهلل أن ينفع به وأن جيعله خالصا لوجهه الكرمي.
3 )الجزء األول( )سورة الفاتحة( احل م د أعم من الشكر ألن الشكر ال يكون إال جزاء على -7 نعمة واحلمد يكون جزاء كالشكر ويكون ثناء ابتداء كما أ ن الشكر قد يكون أعم من احلمد ألن احلمد باللسان والشكر باللسان والقلب واجلوارح..ويكفيك أن اهلل جعلها أو لكتابه وآخر دعوى أهل اجلنة. 2- النعم اليت جيب الشكر عليها ال حتصى ولكنها تنحصر يف ثالثة أقسام: نعم دنيوية: كالعافية واملال. ونعم دينية: كالعلم والتقوى. ونعم أخروية: وهي جزاؤه بالثواب الكثري على العمل القليل يف العمر القصري. إي اك 3- يف املوضعني مفعول بالفعل الذي بعده وإمنا قد م ليفيد احلصر. اه د نا : دعاء باهلدى كيف يطلب املؤمنون فإن قيل: -4 اهلدى وهو حاصل هلم فاجلواب: إن ذلك طلب للثبات عليه إىل املوت أو الزيادة منه فإن االرتقاء يف املقامات ال هناية له. 5- قدم احلمد والثناء على الدعاء ألن تلك السنة يف الدعاء وشأن الطلب أن يأيت بعد املدح وذلك أقرب لإلجابة. وكذلك قد م الرمحن على ملك يوم الدين ألن رمحة اهلل سبقت غضبه وكذلك قد م إياك نعبد على إياك نستعني ألن تقدمي الوسيلة قبل طلب احلاجة. إسناد أ ن ع م ت ع ل ي ه م إىل اهلل والغضب ملا مل يسم فاعله -6
4 فكأهنا نسخة على وجه التأدب. 1- هذه السورة مجعت معاين القرآن العظيم كله خمتصرة منه. )سورة البقرة( ذل ك ال ك تاب ل ا ر ي ب ف يه إن قيل: فهال قدم قوله: -8 فيه على الريب كقوله: ال فيها غول فاجلواب: أنه إمنا قصد نفي الريب عنه ولو قدم فيه لكان إشارة إىل أن مث كتاب آخر فيه ريب كما أن ال فيها غول إشارة إىل أن مخر الدنيا فيها غول وهذا املعىن يبعد قصده فال يقدم اخلرب. هدى للمتقني ه دى هنا مبعىن اإلرشاد لتخصيصه باملتقني -9 ولو كان مبعىن البيان لعم كقوله: ه دى ل لن اس. و م ن الن اس م ن ي ق ول آم ن ا ب الل ه و ب ال ي و م ال آخ ر و م ا ه م -71 ب م ؤ م ن ني إن قيل: كيف جاء قوهلم: آمنا مجلة فعلية وما هم مبؤمنني مجلة امسية فهال طابقتها فاجلواب: أن قوهلم: وما هم مبؤمنني ووأكد يف نفي اإلميان عنهم من لو قال: وما آمنوا. أبلغ و م ن الن اس م ن ي ق ول آم ن ا ب الل ه و ب ال ي و م ال آخ ر و م ا ه م -77 ب م ؤ م ن ني إن قيل: مل وما اآلخر باهلل وباليوم مقيدا آمنا جاء قوهلم: هم مبؤمنني مطلقا فاجلواب: أنه حيتمل وجهني: التقييد األو ل عليه واإلطالق وهو أعم يف سلبهم عن اإلميان. فرتكه لداللة -72 أ ل ا إ ن ه م ه م ال م ف س د ون باأللف والالم ليفيد حصر السفه والفساد فيهم. أ ل ا إ ن ه م ه م الس ف ه اء جاء
5-73 وجه قوهلم: إ ن ا م ع ك م إ ن ما ن ح ن م س ت ه ز ؤ ن جبملة امسية: مبالغة وتأكيد خبالف قوهلم: آمنا فإنه جاء بالفعل لضعف إمياهنم. -74 مل مشاكلة لقوله: قال: ذ ه ب الل ه ب ن ور ه م ومل يقل: ذهب اهلل بضوئهم ف ل م ا أ ضاء ت فاجلواب: أن إذهاب النور أبلغ إذهاب للقليل والكثري خبالف الضوء فإنه يطلق على الكثري. -75 أناملهم أبلغ ي ج ع ل ون أ ص اب ع ه م ف ي آذ ان ه م قال: مل واألنامل هي اليت جتعل يف اآلذان فاجلواب: ألهنا أعظم من األنامل ولذلك مجعها مع السبابة خاصة. -76 ك ل م ا أ ض اء ل ه م م ش و ا ف يه مل كلما أضاء هلم- ومع الظالم: أهنم ملا كانوا حراصا والكثرة. إذا على املشي ذكر معه أصابعهم ألنه ومل يقل: أن ذكر األصابع أن الذي جيعل يف اآلذان قال مع اإلضاءة: كلما -71 قال: فاجلواب: وإذا أظلم عليهم- فاجلواب: كلما و إ ن ك ن ت م ف ي ر ي ب م م ا ن ز ل ن ا ع ل ى ع ب د ن ا ألهنا تقتضي التكرار إن قيل: كيف وإن كنتم يف ريب ومعلوم أهنم كانوا يف ريب ويف تكذيب أنه ذكر حرف ( نإ ) مثل هذا األمر الساطع الربهان. -78 فأحياكم إشارة إىل أن الريب بعيد عند العقالء يف و ك ن ت م أ م و ات ا ف أ ح ي اك م ث م ي م يت ك م ث م ي ح ي يك م بالفاء ألن احلياة إثر العدم مييتكم ومث حيييكم ب )مث( للرتاخي الذي بينهما. وال تراخي بينهما وعطف عطف مث -79 ث م اس ت و ى إ ل ى الس م اء ف س و اه ن س ب ع س م او ات تقتضي أنه خلق السماء بعد األرض. هذه اآلية
6 و ل ا ت ق ر ب ا ه ذ ه الش ج ر ة هذا أصل يف سد الذرائع. -21-27 و ار ك ع وا صالة اليهود بال ركوع غريه. -22 بالتعريف بالالم للعهد مع الر اكع ني و ي ق ت ل ون الن ب ي ني ب غ ي ر املوضع اآلخر من آل عمران: خصص الركوع بعد ذكر الصالة أل ن فكأنه أمر بصالة املسلمني اليت فيها الركوع وقيل فائدة: قال هنا: ال ح ق ب غ ري احل ق ألنه قد تقررت املوجبات لقتل النفس وقال يف بغري حق بالتنكري )تلك( نزلت يف املعاصرين حملمد صل ى اهلل عليه وآله وسل م. -23 من فقد أمه. -24 اجلمعة: الستغراق النفي ألن اليتيم: هو من فقد والده قبل البلوغ واليتيم من سائر احليوان و ل ن ي ت م ن و ه وال يتمنونه مل فنفى هنا قال يف هذه السورة: بلن ويف اجلمعة ولن يتمنوه ويف سورة أنه..اجلواب: الب ملا كان الشرط يف املغفرة مستقبال وهو قوله: إ ن كان ت ل ك م الد ا ر اآل خ ر ة ع ن د الل ه خال ص ة جاء جوابه بلن اليت ختص االستقبال وملا كان الشرط يف اجلمعة حاال وهو قوله: إ ن ز ع م ت م أ ن ك م أ و ل ياء ل ل ه جاء جوابه الب : اليت تدخل على احلال وتدخل على املستقبل. و إ ذ ق ال إ ب ر اه يم ر ب اج ع ل ه ذ ا ب ل د ا آم ن ا إن قيل: ل م قال -25 يف البقرة: ب ل دا آم نا فعر ف يف إبراهيم ]آية: 35[ ونك ر يف البقرة أجيب عن ذلك بثالثة أجوبة: اجلواب األو ل: أنه تقد م يف البقرة ذكر البيت يف قوله: القواعد من البيت وذكر البيت يقتضي باملالزمة ذكر البلد الذي هو فيه فلم حيتج إىل تعريف خبالف آية إبراهيم فإهنا مل يتقدم قبلها ما يقتضي ذكر البلد وال املعرفة به فذكره بالم التعريف.
7 اجلواب الثاين: آية إبراهيم أن النيب صل ى اهلل عليه وآله وسل م كان مبكة حني نزلت ألهنا مكية للحضور خبالف آية البقرة فلذلك قال فيه: نزوهلا فلم يعرفها بالم احلضور ويف هذا نظر التعريف اليت بالم البلد فإهنا مدنية ومل تكن مكة حاضرة حني عن إبراهيم عليه السالم فال فرق بني نزوله مبكة أو املدينة. اجلواب الثالث: أنه قال: اجعل هذا املوضع بلدا هذا بلدا آمنا آمنا وقال: ألن ذلك الكالم حكاية قبل أن يكون بلدا فكأنه قال: هذا البلد بعد ما صار بلدا. يقتضي أن إبراهيم دعا هبذا الدعاء مرتني والظاهر أنه مرة واحدة لفظه فيها على وجهني. -26 وهذا حكي ق ال وا ن ع ب د إ ل ه ك و إ ل ه آب ائ ك إ ب ر اه يم و إ س م اع يل و إ س ح اق إمساعيلكان عمه والعم يسمى: أبا. )الجزء الثاني( -21 س ي ق ول الس فهاء م ن الن اس وقوعه إال أن ابن عباس قال: نزلت بعد قوهلم. -28 مل قد م ارجمرور يف قوله: وأخره يف قوله: شهداء على ظاهره: اإلعالم بقوهلم قبل و ي ك ون الر س ول ع ل ي ك م ش ه يد ا الناس فاجلواب: أن تقدمي املعموالت يفيد احلصر فقد م ارجمرور يف قوله: عليكم شهيدا الختصاص شهادة النيب صل ى اهلل عليه وآله وسل م بأمته ومل يقد مه يف قوله: شهداء على الناس ألنه مل يقصد احلصر. ف اذ ك ر ون ي أ ذ ك ر ك م هذه اآلية بيان لشرف الذكر. الذكر ثالثة أنواع: ذكر بالقلب وذكر باللسان وهبما معا -29-31
8 واعلم أن الذكر أفضل األعمال على اجلملة. -37 و ل ن ب ل و ن ك م أي: خنتربكم وحيث ما جاء االختبار يف حق اهلل فمعناه: أن يظهر يف الوجود ما يف علمه العبد. -32 و ال ذ ين آم ن وا أ ش د ح ب ا ل ل ه لتقوم احلجة على سبب حمبة اهلل: معرفته فتقوى احملبة على قدر قو ة املعرفة وتضعف على قدر ضعف املعرفة. -33 الشكر و اش ك ر وا ل ل ه إ ن ك ن ت م إ ي اه ت ع ب د ون : دليل على وجوب لقوله: إ ن ك ن ت م إ ي اه ت ع ب د ون. و ل ك ن ال ب ر م ن آم ن ب الل ه و ال ي و م ال آخ ر و ال م ل ائ ك ة -34 و ال ك ت اب و الن ب ي ني و آت ى ال م ال صدقة التطو ع وليست بالزكاة لقوله بعد ذلك: وآتى الزكاة. القصد بقوله: ك ما ك ت ب ع ل ى ال ذ ين م ن ق ب ل ك م وبقوله: -35 أ ي اما م ع د ودات تسهيل الصيام على املسلمني ومالطفة مجيلة. استدل املالكية على وجوب الوالية يف النكاح بقوله: وال -36 ت نك حوا املشركني ألنه أسند نكاح النساء إىل الرجال. -31 ح ت ى ت ن ك ح ز و ج ا غ ي ر ه هنا هو العقد مع الدخول والوطء. أمجعت األئمة على أن النكاح ل ا ت ض ار و ال د ة ب و ل د ه ا و ل ا م و ل ود ل ه ب و ل د ه املراد بقوله: وال -38 مولود له: الوالد وإمنا ذكره هبذا اللفظ إعالما بأن الولد ينسب له ال لألم.
9 م ن ذ ا ال ذ ي ي ق ر ض الل ه ذكر لفظ القرض تقريبا لألفهام -39 ألن املنفق ينتظر الثواب كما ينتظر املسلف رد ما أسلف. )الجزء الثالث( ت ل ك الر س ل ف ض ل ن ا ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ض نص يف التفضيل يف -41 اجلملة من غري تعيني مفضول: كقوله صل ى اهلل عليه وآله»ال وسل م: ختريوا بني األنبياء«فإن معناه النهي عن تعيني املفضول ألنه تنقيص له وذلك غيبة ممنوعة وقد صرح صل ى اهلل عليه وآله وسل م بفضله على مجيع األنبياء بقوله»أنا سيد ولد آدم«ال بفضله على واحد بعينه. -47 اهلل حيمل ما ورد من نفي الشفاعة يف القرآن..أن ال تقع إال بإذن فال تعارض بينه وبني إثباهتا وحيث ما كان سياق الكالم يف أهوال يوم القيامة والتخويف هبا نفيت الشفاعة على اإلطالق مبالغة يف التهويل. وحيث ما كان سياق الكالم تعظيم اهلل نفيت الشفاعة إال بإذنه. 42- ف إ ن الل ه ي أ ت ي ب الش م س م ن ال م ش ر ق ف أ ت ب ها م ن ال م غ ر ب ف ب ه ت ال ذ ي ك ف ر إن قيل: مل انتقل إبراهيم عن دليله األ ول إىل هذا الدليل الثاين واالنتقال عالمة االنقطاع فاجلواب: أنه مل ينقطع ولكنه ملا ذكر الدليل األو ل وهو اإلحياء واإلماتةكان له حقيقة وهو فعل اهلل وجمازا وهو فعل غريه فتعلق )منروذ( بارجماز غلطا منه أو مغالطة فحينئذ انتقل إبراهيم إىل الدليل الثاين ألنه ال جماز له وال ميكن الكافر عدول عنه أصال.
10-43 إ ن م ا ال ب ي ع م ث ل الر ب ا إن قيل: هال قيل: إمنا الربا مثل البيع ألهنم قاسوا الربا على البيع يف اجلواز فاجلواب: أن هذا مبالغة فإهنم جعلوا الربا أصال حىت شبهوا به البيع. -44 ويف ذلك دليل على أن القياس يهدمه النص. و إ ن ت ب د وا م ا ف ي أ ن ف س ك م أ و ت خ ف وه ي ح اس ب ك م ب ه -45 الل ه نسخت بآية: ال يكلف اهلل نفسا إال وسعها فإن قيل: إن اآلية األوىل- خرب )واألخبار ال يدخلها النسخ( فاجلواب: أن النسخ إمنا وقع يف املؤاخذة واحملاسبة وذلك حكم يصح دخول النسخ فيه فلفظ اآلية خرب ومعناها حكم. -46 يف احلسنات ألهنا هلا م ا ك س بت وعليه ا ما اكت س ب ت مما ينتفع جاءت العبارة ب هلا العبد به وجاءت ب عليها يف السيئات ألهنا مما يضر العبد وإمنا قال يف احلسنات: كسبت ويف الشر : اكتسبت ألن يف االكتساب ضرب من االعتمال واملعاجلة حسبما تقتضيه صيغة )افتعل( فالسيئات فاعلها يتكلف خمالفة أمر اهلل ويتعد اه خبالف احلسنات فإنه فيها على اجلاد ة من غري تكلف أو ألن السيئات جيد يف فعلها مليل النفس إليها فجعلت لذلك مكتسبة وملا مل يكن اإلنسان يف احلسنات كذلك: وصفت مبا ال داللة فيه على االعتمال. -41 )سورة آل عمران( و ي ح ذ ر ك م الل ه ن ف س ه و الل ه ر ء وف بالعباد )رؤوف( ذكر بعد التحذير تأنيسا لئال يفرط يف اخلوف أو ألن التحذير والتنبيه رأفة. -48 مسيتها مرمي ألن مرمي يف لغتهم مبعىن: العابدة فأرادت
11 بذلك التقرب إىل اهلل ويؤخذ من هذا: تسمية املولود يوم والدته. وكهال يف املهد الن اس ويكلم فيه إعالم بعيشه إىل أن -49 يبلغ سن الكهولة. -51 لقوله: قل ويف البقرة ق ل آم ن ا ب الل ه و م ا أ ن ز ل ع ل ي ن ا تعدى هنا ب ع ل ي مناسبة ب إىل لقوله: قولوا ألن على حرف استعالء يقتضي النزول من علو ونزوله على هذا املعىن خمتص بالنيب صل ى اهلل عليه وآله وسل م. وإىل حرف غاية وهو موصل إىل مجيع األم ة. )الجزء الرابع( -57 باملعروف و ل ت ك ن م ن ك م أ م ة.. اآلية: دليل على أن األمر والنهي عن املنكر واجب وقوله: منكم: دليل على أنه فرض كفاية ألن من للتبعيض وقيل: إهنا لبيان اجلنس وأن املعىن: كونوا أمة. -52 ك ن ت م خ ي ر أ م ة وكان اهلل غفورا رحيما. )كان( هنا هي اليت تقتضي الدوام كقوله: و إ ن ي ق ات ل وك م ي و ل وك م ال أ د ب ار ث م ل ا ي ن ص ر ون.. ي و ل وك م -53 ال أ د بار إخبار بغيب ظهر يف الوجود صدقه مث ال ي ن ص ر ون إخبار مستأنف غري معطوف على يول وكم وفائدة ذلك: أن توليهم األدبار مقيد بوقت القتال وعدم النصر على اإلطالق. -54 ح ت ى إ ذ ا ف ش ل ت م و ت ن از ع ت م ف ي ال أ م ر و ع ص ي ت م جاءت املخاطبة يف هذا جلميع املؤمنني وإن كان املخالف بعضهم وعظا
12 للجميع وسرتا على من فعل ذلك. -55 س ن ك ت ب م ا ق ال وا و ق ت ل ه م ال أ ن ب ي اء ب غ ي ر ح ق آبائهم لألنبياء وأسند إليهم ألهنم راضون آبائهم. -56 أي: قتل به ومتبعون ملن فعله من ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا اص ب ر وا و ص اب ر وا و ر اب ط وا املرابط عند الفقهاء: هو الذي يسكن الثغور فريابط فيها وهي غري موطنه فأما سكاهنا دائما بأهلهم ومعايشهم فليسوا مرابطني ولكنهم محاة حكاه ابن عطية. -51 )سورة النساء( ي وص يك م الل ه ف ي أ و ل اد ك م قال: يوصيكم ( هللا ( باالسم الظاهر ومل يقل: يوصيكم ألنه أراد تعظيم الوصية فجاء باالسم الذي هو أعظم األمساء. -58 و إ ن ك ان ت و اح د ة ف ل ه ا الن ص ف نص على أن للبنت النصف إذا انفردت ودليل على أن لالبن مجيع املال إذا انفرد ألن للذكر مثل حظ األنثيني. )الجزء الخامس( -59 ي ر يد الل ه ل ي ب ي ن ل ك م يبني لكم فزيدت الالم مؤكدة إلرادة التبيني. قال الزخمشري: أصله يريد اهلل أن 61- و ل ا ت ت م ن و ا م ا ف ض ل الل ه ب ه ب ع ض ك م ع ل ى ب ع ض يدخل يف
13 النهي: متين خمالفة األحكام الشرعية كلها. -67 و ال ي ك ت م ون الل ه ح د يثا إن قيل: كيف هذا مع قوهلم: و الل ه ر ب نا ما ك ن ا م ش ر ك ني فاجلواب من وجهني: أحدمها: أن الكتم ال ينفعهم ألهنم إذا كتموا تنطق جوارحهم فكأهنم مل يكتموا واآلخر: أهنم طوائف خمتلفة وهلم أوقات خمتلفة وقيل: إن قوله: وال يكتمون عطف على تسو ى أي: يتمنون أن ال يكتموا ألهنم إذا كتموا افتضحوا. -62 ح ت ى ت ع ل م وا ما ت ق ول ون يعلم ما يقول فأخذ بعض الناس من ذلك: وال إقراره. يظهر من هذا أن السكر: أن ال أن السكران ال يلزم طالقه -63 ف أ ع ر ض ع ن ه م القطيعة لقوله: و ع ظ ه م. أي عن معاقبتهم وليس املراد باإلعراض: -64 و خ ذ وا ح ذ ر ك م إ ن الل ه أ ع د ل ل كاف ر ين ع ذابا م ه ينا إن قيل: كيف طابق األمر باحلذر للعذاب املهني فاجلواب: أن األمر باحلذر من العدو يقتضي توه م قو هتم وعزهتم فنفى ذلك الوهم باإلخبار أن اهلل ي هينهم وال ينصرهم لتقوى قلوب املؤمنني يصح ذلك إذا كان العذاب املهني يف الدنيا. -65 ل ت ح ك م ب ي ن الن اس ب ما أ راك الل ه أو باالجتهاد أو هبما النظر والقياس. -قال ذلك الزخمشري- وإمنا حيتمل أن يريد بالوحي وإذا تضمنت االجتهاد ففيها دليل على إثبات -66 و ي ت ب ع غ ي ر س ب يل ال م ؤ م ن ني إمجاع املسلمني وأنه ال جيوز خمالفته. استدل األصوليون هبا على صحة
14 و م ن ي ع م ل م ن الص ال حات دخلت )م ن( للتبعيض رفقا -61 بالعباد ألن الصاحلات على الكمال ال يطيقها البشر. 68- م ن كان ي ر يد ث واب الد ن يا ف ع ن د الل ه ث و اب الد ن ي ا و ال آخ ر ة : تقتضي الرتغيب يف طلب ثواب اآلخرة ألنه خري من ثواب الدنيا وتقتضي أيضا أن يطلب ثواب الدنيا واآلخرة من اهلل وحده فإن ذلك بيده ال بيد غريه. م ا ي ف ع ل الل ه ب ع ذ اب ك م إ ن ش ك ر ت م و آم ن ت م قد م الشكر -69 على اإلميان ألن العبد ينظر إىل النعم فيش كر عليها مث يؤمن باملنعم فكان الشكر سببا لإلميان متقد م عليه وحيتمل أن يكون الشكر يتضمن اإلميان مث ذكر اإلميان بعده توكيدا واهتماما به. )الجزء السادس( و ق و ل ه م إ ن ا ق ت ل ن ا ال م س يح ع يس ى اب ن م ر ي م ر س ول الل ه إن -11 قيل:كيف قالوا فيه: رسول اهلل وهم يكفرون به ويسبونه فاجلواب من ثالثة أوجه: أحدها: أهنم قالوا ذلك على وجه التهكم واالستهزاء والثاين: أهنم قالوه على حسب اعتقاد املسلمني فيه كأهنم قالوا: رسول اهلل عندكم أو بزعمكم والثالث: أنه من قول اهلل ال من قوهلم فيوقف قبله وفائدته: تعظيم ذنبهم وتقبيح قوهلم: إنا قتلناه. )سورة المائدة( أ ح ل ت ل ك م ب ه يم ة ال أ ن ع ام املعروف من كالم العرب أن -17
15 )األنعام( ال تقع إال على اإلبل والبقر والغنم وأن حيوان ما عدا اإلنسان. )البهيمة( تقع على كل -12 و ت عاو ن وا ع ل ى ال ب ر و الت ق وى الفرق بني الرب والتقوى: أن )الرب (: عام يف فعل الواجبات واملندوبات وترك احملرمات ويف كل ما يقرب إىل اهلل و)التقوى(: يف الواجبات املندوبات فالرب أعم من التقوى. -13 و ال ت عاو ن وا ع ل ى ال إ ث م و ال ع د وان وترك احملرمات دون فعل الفرق بينهما: أن )اإلمث(: كل ذنب بني العبد وبني اهلل أو بينه وبني الناس و)العدوان(: على الناس. و ج ع ل ك م م ل وكا قيل: املل ك من له مسكن وامرأة -14 وخادم. -15 ف ك أ ن ما ق ت ل الن اس ج م يعا اجلميع يتصور من ثالث جهات إحداها: القصاص متثيل قاتل الواحد بقاتل فإن القصاص يف قاتل الواحد واجلميع سواء. الثانية: انتهاك احلرمة واإلقدام على العصيان والثالثة: اإلمث والعذاب األخروي قال جماهد: وعد اهلل قاتل النفس جبهنم واخللود فيها والغضب واللعنة والعذاب العظيم فلو قتل مجيع الناس مل يزد على ذلك وهذا الوجه هو األظهر. -16 ي ع ذ ب م ن ي ش اء و ي غ ف ر ل م ن ي ش اء املغفرة ألنه قوبل بذلك تقدم السرقة على التوبة والسارقة..فمن تاب..[. قدم العذاب على ]والسارق )م ث وب ة ) -11 ق ل ه ل أ ن ب ئ ك م ب ش ر م ن ذ ل ك م ث وب ة ع ن د الل ه هي من الثواب ووضع الثواب موضع العقاب هتكما هبم.
16-18 ك ل ما أ و ق د وا نارا ل ل ح ر ب أ ط ف أ ه ا الل ه إيقاد النار عبارة عن حماولة احلرب وإطفاؤها عبارة عن خذالهنم وعدم نصرهم وحيتمل أن يراد بذلك أسالفهم أو يراد من كان معاصرا للنيب صل ى اهلل عليه وعلى آله وسل م منهم ومن يأت بعدهم فيكون على هذا إخبار بغيب وبشارة للمسلمني. )الجزء السابع( -19 ل ت ج د ن أ ش د الن اس ع داو ة اآلية: إخبار عن شدة عداوة اليهود وعبدة األوثان للمسلمني..وهذا األمر باق إىل آخر الدهر يهودي شديد العداوة لإلسالم والكيد ألهله. -81 )ب ش يء م ن الص ي د ( ل ي ب ل و ن ك م الل ه ب ش ي ء إشعارا األمور اليت ميكن الصرب عنها. -87 )م ن ( و م ن ق ت ل ه م ن ك م م ت ع م دا الص ي د فكل إمنا قل ل ه يف قوله: بأنه ليس من الفنت العظيمة وإمنا هو من والناسي سواء يف وجوب اجلزاء مث اختلفوا يف قوله: أقوال: أحدها: قال مجهور الفقهاء: املتعمد متعمدا أن املتعمد إمنا ذكر ليناط به الوعيد يف قوله: على ثالثة ومن عاد فينتقم اهلل منه إذ ال وعيد على الناسي والثاين: أن اجلزاء على الناسي بالقياس على املتعمد والثالث: أن اجلزاء على املتعمد ثبت بالقرآن وأن اجلزاء على الناسي ثبت بالسنة. -82 ص ي د ال ب ح ر عذبا كالربك وحنوها. البحر هو املاء الكثري: سواء كان ملحا أو
17 )املائدة( 83- هي اليت عليها طعام فإن مل يكن عليها طعام فهي )خوان(. 84- إ ن ت ع ذ ب ه م ف إ ن ه م ع باد ك و إ ن ت غ ف ر ل ه م ف إ ن ك أ ن ت ال ع ز يز ال ح ك يم كيف قال: هلم واجلواب: عليه.. اعرتاض السالم حني وإن تغفر هلم والكفار ال يغفر وهم كفار أن املعىن تسليم األمر إىل اهلل وأنه إن عذب أو غفر فال وأما على قول من قال: إن هذا اخلطاب لعيسى عليه رفعه اهلل إىل السماء فال إشكال بالتوبة وكانوا حينئذ أحياء وكل حي معرض للتوبة. -85 فإنك و إ ن ت غ ف ر ل ه م ف إ ن ك أ ن ت ال ع ز يز ال ح ك يم أنت العزيز احلكيم لقوله: وإن تغفر هلم ألن املعىن إن تغفر هلم ما مناسبة قوله: واألليق مع ذكر املغفرة أن لو قيل: فإنك أنت الغفور الرحيم واجلواب من ثالثة أوجه: األول: يظهر يل أنه ملا قصد التسليم هلل والتعظيم له كان قوله: فإنك أنت العزيز احلكيم التعظيم له أليق فإن احلكمة تقتضي التسليم له والعزة تقتضي..اجلواب الثاين: إمنا مل يقل: الغفور الرحيم يف لئال يكون ذلك تعريض يف طلب املغفرة هلم فاقتصر على التسليم والتفويض دون الطلب إذ ال تطلب املغفرة للكفار.. الثالث:..الوقف على قوله: إ ن وجيعل: ت غ ف ر هل م فإهنم عبادك كأنه قال: حال. فإنك أنت العزيز يف قوله: ( نإ ) وجواب استئنافا إن تعذهبم وإن تغفر هلم فإهنم عبادك على كل )سورة األنعام( قالكعب: أول األنعام هو أول التوراة. ق ل س ري وا ف ي ال أ ر ض ث م ان ظ ر وا قال الزخمشري: إن قلت: -86-81
18 أي فرق بني قوله: سببا فانظروا عن السري يف قوله: سريوا ألجل النظر وأما قوله: وبني قوله: ]قل سريوا يف األرض[ مث انظروا قلت: جعل النظر فانظروا كأنه قال: فسريوا يف األرض مث انظروا: فمعناه إباحة السري للتجارة وغريها من املنافع وإجياب النظر يف اهلالكني رت به على ذلك ب مث لتباعد ما بني )الواجب( و)املباح(. -88 قال السهيلي: حيث ما ورد يف القرآن: )أساطري األولني( فإن قائلها هو النضر بن احلارث وكان قد دخل بلد فارس وتعلم أخبار ملوكهم فكان يقول حديثي أحسن من حديث حممد. و ل و ت رى إ ذ و ق ف وا ع لى ر ب ه م )إذا( موضع )إذ( وضع -89 لتحقيق وقوع الفعل حىت كأنه ماض. و قال وا ل و ال ن ز ل ع ل ي ه آي ة م ن ر ب ه إن قيل: فقد أتى بآية -91 ومعجزاته كثرية فلم طلبوا آية فاجلواب من وجهني: أحدمها: أهنم مل يعتد وا مبا أتى به وكأنه مل يأت بشيء عندهم لعنادهم وجحدهم واآلخر: أهنم إمنا طلبوا آية تضطرهم إىل اإلميان من غري نظر وال تفكر. و م ن ذ ر ي ت ه د او ود و س ل ي م ان و أ ي وب و ي وس ف و م وس ى -97 و ه ار ون و ك ذ ل ك ن ج ز ي ال م ح س ن ني * و ز ك ر ي ا و ي ح ي ى و ع يس ى فيه دليل على أن أوالد البنات يقال فيهم ذرية ألن عيسى ليس له أب فهو ابن ابنة نوح. ذل ك ت ق د ير ال ع ز يز ال ع ل يم )69( ما أحسن ذكر هذين -92 االمسني هنا ألن )العزيز( يغلب كل شيء ويقهره وهو قد قهر الشمس والقمر وسخرمهاكيف شاء و)العليم( ملا يف تقدير الشمس والقمر والليل والنهار من العلوم واحلكمة العظيمة وإتقان الصنعة.
19 الثامن( )الجزء -93 و ال ت أ ك ل وا م م ا ل م ي ذ ك ر اس م الل ه ع ل ي ه اآلية أمر بذكر اهلل على الذبح واألكل والشرب. قال عطاء: وهذه ق ال وا ش ه د ن ا ع ل ى أ ن ف س ن ا و غ ر ت ه م ال ح ي اة الد ن ي ا و ش ه د وا ع ل ى -94 أ ن ف س ه م أ ن ه م ك ان وا ك اف ر ين إن قيل: مل كر ر شهادهتم على أنفسهم فاجلواب أن قوهلم: شهدنا على أنفسنا قول قالوه هم وقوله: شهدوا على أنفسهم ذل هلم وتقبيح حلاهلم. ل ا ي ط ع م ه ا إ ل ا م ن ن ش اء ب ز ع م ه م أكثر ما يقال الزعم: يف -95 الكذب. -96 ق ل ت عال و ا أ ت ل ما ح ر م ر ب ك م ع ل ي ك م ذكر يف هذه اآليات )احملرمات( اليت أمجعت عليها مجيع الشرائع ومل تنسخ قط يف ملة. -91 ث م آت ي ن ا م وس ى ال ك ت اب معطوف على وصاكم به فإن قيل: فإن إيتاء موسى الكتاب متقدم على هذه الوصية فكيف عطفه عليها ب )مث( فاجلواب: أن هذه الوصية قدمية لكل أمة على لسان نبيها فصح الرتتيب وقيل: إهنا هنا لرتتيب األخبار والقول ال لرتتيب الزمان. -98 ق ال م ا م ن ع ك أ ل ا ت س ج د إ ذ أ م ر ت ك استدل به )بعض( األصوليني على: أن األمر يقتضي الوجوب والفور ولذلك وقع العقاب على ترك املبادرة بالسجود.
20-99 جمموع يف هذه اآلية. و ك ل وا و اش ر ب وا و ل ا ت س ر ف وا قال األطباء: إن الطب كله -711 و ن ز ع ن ا م ا ف ي ص د ور ه م م ن غ ل قال: نزعنا بلفظ )املاضي( وهو )مستقبل( لتحقق وقوعه يف املستقبل حىت عرب عنه مبا يعرب عن الواقع وكذلك كل ما جاء بعد هذا من األفعال املاضية يف اللفظ وهي تقع يف اآلخرة كقوله: ونادى أصحاب اجلنة ونادى أصحاب األعراف وغري ذلك. أ ن أ ف يض وا ع ل ي نا م ن ال ماء دليل على أن اجلنة فوق النار. -717-712 اد ع وا ر ب ك م ت ض ر ع ا و خ ف ي ة إ ن ه ل ا ي ح ب ال م ع ت د ين )ال م ع ت د ين (: قيل هنا هو: رفع الصوت بالدعاء. -713 ي ر س ل الر ياح ب ش را كانت للرمحة وإفرادها إذا كانت للعذاب. )الرياح( اطرد يف القرآن مجعها إذا -714 معناه حيث وقع. ل ب ل د م ي ت يعين: ال نبات فيه من شد ة القحط وكذلك -715 ق ال ي ا ق و م ل ي س ب ي ض ل ال ة إمنا قال: )ضاللة( ومل يقل )ضالل( ألن الضاللة أخص من الضالل كما إذا قيل لك: فتقول: ما عندي مترة فتعم بالنفي. -716 )هود( قوم ق ال ال م ل أ ال ذ ين ك ف ر وا من آمن )بالكفر( قي د هنا وهو مرثد بن سعيد خبالف قوم عندك متر ألن يف املأل من )نوح( يكن فيهم مؤمن فأطلق لفظ )املأل(. ]ق ال ال م أل م ن ق و م ه [. فإهنم مل
21 )الجزء التاسع( أ و ل ت ع ود ن ف ي م ل ت نا إن قيل: إن )العود( إىل الشيء -711 يقتضي: أنه قد كان ف ع ل قبل ذلك فيقتضي قوهلم: لتعودن يف ملتنا أن )شعيبا( كان على ملة قومه وذلك حمال فإن األنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدها فاجلواب من وجهني: أحدمها: أن )عاد ( قد تكون مبعىن )صار( فال يقتضي تقدم ذلك احلال الذي صار إليه والثاين: أن املراد بذلك: )الذين آمنوا بشعيب( دون شعيب وإمنا أدخلوه يف اخلطاب معهم بذلك كما أدخلوه يف اخلطاب معهم يف قوهلم: لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك. قال ال م ل أ م ن ق و م ف ر ع و ن إ ن هذا ل ساح ر ع ل يم حكى هذا -718 الكالم هنا عن ويف الشعراء عن )املأل( )فرعون( كأنه قاله هو وهم أو قاله هو ووافقوه عليه كعادة جلساء امللوك يف اتباعهم ملا يقول امللك. -719 إ م ا أ ن ت ل ق ي و إ م ا أ ن ن ك ون حن ن ال م ل ق ني انظر كيف عربوا عن إلقاء موسى )بالفعل( وعن إلقاء أنفسهم )باجلملة االمسية( إشارة إىل: أهنم أهل اإللقاء املتمكنون فيه. ف إ ذا جاء ت ه م ال ح س ن ة.. اآلية: إن قيل: مل قال: فإذا -771 جاءهتم احلسنة )بإذا( )وتعريف احلسنة( وإن تصبهم سيئة )بإن( )وتنكري السيئة( فاجلواب: أن وقوع احلسنة كثري والسيئة وقوعها نادر فعر ف كثري الوقوع )بالالم( اليت للعهد وذكره )بإذا( ألهنا تقتضي التحقيق وذكر السيئة )بإن( ألهنا تقتضي الشك )ونكرها( للتقليل. ال ي م : 777- البحر حيث وقع.
22 ق ال اب ن أ م كان هارون )شقيق( موسى وإمنا دعاه -772 )بأم ه( ألنه أدعى إىل العطف واحلنو. 773- و ل م ا س ك ت ع ن م وس ى ال غ ض ب قال الزخمشري: قوله: سكت مثل كأن الغضب كان يقول له: ألق األلواح وجر برأس مث سكت عن ذلك. أخيك ف خ ل ف م ن ب ع د ه م خ ل ف )اخلل ف( بسكون الالم ذم -774 وبفتحها مدح. ي س ئ ل ون ك ع ن الس اع ة مسيت القيامة: )ساعة( لسرعة -775 حساهبا. ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا إ ن ت ت ق وا الل ه ي ج ع ل ل ك م ف ر ق ان ا دليل -776 على أن )التقوى( تنو ر القلب وتشرح الصدر وتزيد يف العلم واملعرفة. )الجزء العاشر( )سورة األنفال( و أ ول وا ال أ ر حام ب ع ض ه م أ و ىل ب ب ع ض قال أبو حنيفة: هي يف -771 املرياث وأوجب هبا مرياث اخلال والعمة وغريمها من ذوي األرحام. -778 )سورة التوبة( اتفقت املصاحف والقراء على إسقاط البسملة من أوهلا قال علي بن أيب طالب: البسملة أمان وبراءة نزلت بالسيف باألمان. فلذلك مل تبدأ
23-779 ف إ ن ت اب وا و أ ق ام وا الص ل اة و آت و ا الز ك اة ف خ ل وا س ب يل ه م قرن باإلميان )الصالة والزكاة( وذلك دليل على قتال تارك الصالة والزكاة كما فعل أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه. -721 للمسلمني بالظفر. ي ع ذ ب ه م الل ه ب أ ي د يك م يريد: بالقتل واألسر ويف ذلك وعد و ق ال ت ال ي ه ود ع ز ي ر اب ن الل ه و ق ال ت الن ص ار ى ال م س يح اب ن -727 الل ه )ذ ل ك ق و ل ه م ب أ ف و اه ه م ( يدل على أهنم ال حجة هلم يف ذلك وإمنا هو جمرد دعوى كقولك ملن تكذبه: هذا قول بلسانك. ي ر يد ون أ ن ي ط ف ؤ ا ن ور الل ه )ب أ ف واه ه م ( إشارة أيضا- فيه -722 إىل ضعف حيلتهم فيما أرادوا. -723 له العتاب إكراما ع ف ا الل ه ع ن ك ل م أ ذ ن ت ل ه م.. صل ى اهلل عليه وسل م وقيل: إن قوله: اآلية: قدم العفو على عفا اهلل عنك ليس لذنب وال عتاب ولكنه استفتاح كالم كما يقول: أصلحك اهلل. -724 إ ن م ا الص د قات ل ل ف ق راء و ال م ساك ني.. ذكر مصرف الزكاة يف تضاعيف ذكر املنافقني اآلية: إن قيل: مل فاجلواب: أنه حصر مصرف الزكاة يف تلك األصناف ليقطع طمع املنافقني فيها فاتصلت هذه اآلية يف املعىن بقوله: ومنهم من يلمزك يف الصدقات.. اآلية. -725 و ع د الل ه ال م ن اف ق ني و ال م ن اف ق ات و ال ك ف ار ن ار ج ه ن م األصل يف الشر أن يقال: )أوعد( وإمنا يقال فيه: )وعد( إذا صرح بالشر.
24-726 و خ ض ت م ك ال ذ ي خ اض وا اخلوض يف املاء وال يقال إال يف الباطل من الكالم. -721 و ك ف ر وا ب ع د إ س الم ه م يقولون بألسنتهم آمنا ومل يدخل اإلميان يف قلوهبم. أي: خلطتم وهو مستعار من مل يقل: بعد إمياهنم ألهنم كانوا )الجزء الحادي عشر( 821- و آخ ر ون اع ت ر ف وا ب ذ ن وب ه م خ ل ط وا ع م ل ا ص ال ح ا و آخ ر س ي ئ ا ع س ى الل ه أ ن ي ت وب ع ل ي ه م إ ن الل ه غ ف ور ر ح يم قال بعضهم: ما يف القرآن آية أرجى هلذه األمة من هذه اآلية. -729 أ ن الل ه )ه و ( ي ق ب ل الت و ب ة ع ن ع باد ه ختصيص اهلل تعاىل بقبول التوبة دون غريه. فائدة الضمري املؤكد: -731 إ ن الل ه اش ت رى م ن ال م ؤ م ن ني أ ن ف س ه م و أ م وال ه م قال بعضهم: ما أكرم اهلل فإن )أنفسنا( هو خلقها )وأموالنا( هو رزقها مث وهبها لنا مث اشرتاها منا هبذا الثمن الغايل فإهنا لصفقة راحبة. )سورة يونس( -737 و إ ذا م س ال إ ن سان الض ر د عانا يدعو اهلل عند الضر ويغفل عنه عند العافية. عتاب يف ضمنه: هني ملن -732 ف ماذا ب ع د ال ح ق إ ل ا الض الل تدل اآلية على أنه ليس بني احلق والباطل منزلة يف علم االعتقادات إذ احلق فيها يف طرف واحد.
25-733 ق ل ه ل م ن ش ر كائ ك م م ن ي ب د ؤ ا ال خ ل ق ث م ي ع يد ه.. اآلية: إن قيل: كيف حيتج عليهم بإعادة اخللق وهم ال يعرتفون هبا فاجلواب: أهنم معرتفون أن شركاءهم ال يقدرون على االبتداء وال على اإلعادة ويف ذلك إبطال لربوبيتهم وأيضا: فوضعت اإلعادة موضع املتفق عليه لظهور برهاهنا. -734 و ما ت ت ل وا )م ن ه ( م ن ق ر آن واإلضمار قبل الذكر تفخيم للشيء. الضمري عائد على القرآن -831 اختلف أ ل ا إ ن أ و ل ي اء الل ه ل ا خ و ف ع ل ي ه م و ل ا ه م ي ح ز ن ون الناس يف معىن )الويل( اختالفا كثريا واحلق فيه ما فسره اهلل بعد هذا بقوله: الذين آمنوا وكانوا يتقون فمن مجع بني اإلميان والتقوى فهو الويل. 736- أ ن ت ب و آ ل ق و م ك م ا ب م ص ر ب ي وت ا و اج ع ل وا ب ي وت ك م ق ب ل ة إن قيل: مل خص موسى وهارون باخلطاب يف قوله: أن تبو ءا مث خاطب معهما بين إسرائيل يف قوله: واجعلوا األمور اليت خيتص هبا األنبياء وأولوا األمر. فاجلواب: أن قوله: تبو ءا من )الجزء الثاني عشر( -731 )سورة هود( و ما م ن د اب ة ف ي ال أ ر ض إ ل ا ع ل ى الل ه ر ز ق ها قال: على اهلل بلفظ الوجوب وإمنا هو تفضل شيء فاجلواب: أنه ذكره كذلك تأكيدا إن قيل: كيف ألن اهلل ال جيب عليه يف الضمان ألنه ملا وعد به
26 صار واقعا ال حمالة ألنه ال خيلف امليعاد. -738 و كان ع ر ش ه ع ل ى ال ماء موجودين قبل خلق السموات واألرض. دليل على أن العرش واملاء كانا -739 و ض ائ ق ب ه ص د ر ك إمنا قال: ضائق ليدل على اتساع صدره عليه السالم وقلة ضيقه. ومل يقل: )ضيق( و ي ا ق و م اس ت غ ف ر وا ر ب ك م ث م ت وب وا إ ل ي ه ي ر س ل الس م اء -841 ع ل ي ك م م د ر ار ا دليل على أن االستغفار والتوبة سبب لنزول األمطار. -747 ق ال وا س ل ام ا )ق ال س ل ام ( السالم فيكون قد حي اهم بأحسن مما حي وه. -742 ي و م م ج م وع ل ه الن اس إمنا رفع جوابه ليدل على إثبات عرب باسم املفعول )جمموع( دون الفعل ليدل على ثبوت اجلمع لذلك اليوم ألن لفظ )جمموع( أبلغ من لفظ )جيمع(. )سورة يوسف( ق ال ار ج ع إ ل ى ر ب ك ف اس أ ل ه م ا ب ال الن س و ة الل ات ي ق ط ع ن مل يذكر امرأة العزيز رعيا لذمام زوجها وسرتا هلا بل ذكر -743 أ ي د ي ه ن النسوة الاليت قطعن أيديهن.
27 )الجزء الثالث عشر( -744 ]حال يوسف مع امللك بعد سجنه[ قال أوال: ائتوين به فلما تبني له حاله قال: أستخلصه لنفسي ف ل م ا ك ل م ه قال : إ ن ك ال ي و م ل د ي نا م ك ني أ م ني. 745- اج ع ل ن ي ع لى خ زائ ن ال أ ر ض كان هذا امللك كافرا ويستدل بذلك على أنه جيوز للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر إذا علم أنه يصلح بعض األحوال. ق ال اج ع ل ن ي ع ل ى خ ز ائ ن ال أ ر ض إ ن ي ح ف يظ ع ل يم يستدل -746 بذلك أنه جيوز للرجل أن ي عرف بنفسه وميدح نفسه باحلق إذا جهل أمره وإذا كان يف ذلك فائدة. ف ت ح س س وا م ن ي وس ف و أ خ يه مل يذكر الولد الثالث ألنه -741 بقي هناك اختيارا منه وألن يوسف وأخاه كانا أحب إليه. إ ن ه ل ا ي ي أ س م ن ر و ح الل ه إ ل ا ال ق و م ال ك اف ر ون جعل -748 )اليأس( من صفة الكافر ألن سببه تكذيب الربوبية اهلل من قدرته وفضله ورمحته. بصفات أو جهال و ت ص د ق ع ل ي ن ا )إ ن الل ه ي ج ز ي ال م ت ص د ق ني ( قال النقاش: -749 هو من املعاريض وذلك أهنم كانوا يعتقدون أنه كافر ألهنم مل يعرفوه فظنوا أنه على دين أهل مصر فلو قالوا: )إن اهلل جيزيك بصدقتك( كذ بوا فقالوا لفظا يوهم أهنم أرادوه وهم مل يريدوه. 751- و ق د أ ح س ن ب ي إ ذ أ خ ر ج ن ي م ن الس ج ن إمنا مل يقل: أخرجين من )اجلب( لوجهني: أحدمها: أن يف ذكر اجلب خزي إلخوته
28 وتعريفهم مبا فعلوه فرتك ذكره توقريا هلم. واآلخر: أنه خرج من اجلب إىل الر ق ومن السجن إىل امللك فالنعمة به أكثر. -757 تعاىل قدير ومريد )سورة الرعد( و ن ف ض ل ب ع ض ها ع لى ب ع ض ف ي وبرهان على أنه حجة ال أ ك ل ألن اختالف مذاقها وأشكاهلا وألواهنا مع اتفاق املاء الذي تسقى به: دليل على القدرة واإلرادة ويف ذلك رد على القائلني بالطبيعة. )سورة إبراهيم( -752 ي د ع وك م ل ي غ ف ر ل ك م )م ن ( ذ ن وب ك م وقعت املغفرة )البعض( ومل يأت يف القرآن غفران )بعض( الذنوب إال )للكافر( يف - كهذا املوضع-. -753 )السقي( جتريدا م ن و ر ائ ه ج ه ن م و ي س ق ى م ن م اء ص د يد بعد ذكر جهنم ألنه من أشد عذاهبا. إمنا ذكر هذا -754 ف اج ع ل أ ف ئ د ة م ن الن اس ت ه و ي إ ل ي ه م وهلذه الدعوة حبب اهلل حج البيت إىل الناس على أنه قال )من الناس( بالتبعيض قال بعضهم: لو قال: )أفئدة الناس( حلجته فارس والروم. -755 ف ال ت ح س ب ن الل ه م خ ل ف و ع د ه ر س ل ه إن قيل: هال قال: )خملف رسله وعده( ومل قدم املفعول الثاين على األول فاجلواب: قدم الوعد ليعلم أنه ال خيلف الوعد أصال أنه على اإلطالق مث قال: رسله ليعلم أنه إذا مل خيلف وعد أحد من الناس فكيف خيلف وعد
29 رسله وخرية خلقه فقدم الوعد أوال لقصد )التخصيص(. بقصد )اإلطالق( مث ذكر الرسل )الجزء الرابع عشر( )سورة الحجر( ق ال ر ب ف أ ن ظ ر ن ي إ ل ى ي و م ي ب ع ث ون * ق ال ف إ ن ك م ن ال م ن ظ ر ين -756 إ ل ى ي و م ال و ق ت ال م ع ل وم قيل: الوقت املعلوم الذي أ نظر إليه: هو * يوم النفخ يف الصور النفخة األوىل حني ميوت من يف السموات ومن يف األرض وكان سؤال إبليس االنتظار إىل يوم القيامة جهال منه ومغالطة.. ألنه لو أعطي ما سأل مل ميت أبدا ألنه ال ميوت أحد بعد البعث فلما سأل ماال سبيل إليه: أعرض اهلل عنه وأعطاه االنتظار إىل النفخة األوىل. و م ن ي ق ن ط م ن ر ح م ة ر ب ه إ ل ا الض ال ون دليل على حترمي -751 القنوط. ل ع م ر ك يف ذلك كرامة للنيب صل ى اهلل عليه وسل م اهلل أ ن -758 أقسم حبياته. -759 ف و ر ب ك ل ن س ئ ل ن ه م أ ج م ع ني إن قيل: كيف جيمع بني هذا وبني قوله: فيومئذ ال يسأل عن ذنبه إنس وال جان فاجلواب: أن السؤال )املثبت( هو: على وجه )احلساب والتوبيخ( وأن السؤال )املنفي( هو: على وجه )االستفهام احملض( ألن اهلل يعلم األعمال فال حيتاج إىل السؤال عنها.
30-761 ترحيون( يعين: )سورة النحل( و ل ك م ف يها ج مال ح ني ت ر حي ون و ح ني ت س ر ح ون حني تردوهنا بالعشي إىل املنازل )وحني تسرحون(: تردوهنا بالغداة إىل الرعي وإمنا قدم ترحيون على تسرحون األنعام بالعشي أكثر ألهنا ترجع وبطوهنا مألى وضروعها حافلة. -767 و ج ع ل ل ك م س راب يل ت ق يك م ال ح ر )حني حني ألن مجال ذكر وقاية احلر ومل يذكر وقاية الربد ألن وقاية احلر أهم عندهم حلرارة بالدهم وقيل: ألن ذكر أحدمها يغين عن ذكر اآلخر. -762 ف ت ز ل ق د م ب ع د ث ب وت ها الزلل يف قدم واحدة فكيف يف أقدام كثرية. -763 إمنا أفرد )القدم( ونك رها: الستعظام إ ن ال ذ ين ال ي ؤ م ن ون ب آيات الل ه ال ي ه د يه م الل ه قال ابن عطية: املعىن إن الذين ال يهديهم اهلل ال يؤمنون باهلل ولكنه قدم يف هذا الرتتيب وأخر هتكما لتقبيح أفعاهلم. -764 احلكمة: والرتهيب واجلدال: اد ع إ ىل س ب يل ر ب ك ب ال ح ك م ة و ال م و ع ظ ة ال ح س ن ة هي الكالم الذي يظهر صوابه واملوعظة: هي الرتغيب هو الرد على املخالف وهذه األشياء الثالثة يسميها أهل العلوم العقلية بالربهان واخلطابة واجلدال.
31 )الجزء الخامس عشر( -765 أ س ر ى ب ع ب د ه ل ي ل ا )سورة اإلسراء( إن قيل: ما فائدة قوله: ليال مع أن )السرى( هو بالليل فاجلواب: أنه أراد بقوله: ليال بلفظ التنكري: )تقليل( مد ة اإلسراء وأنه أسرى به يف )بعض( الليل مسرية أربعني ليلة وذلك أبلغ يف األعجوبة. -766 ل ت ف س د ن ف ي ال أ ر ض م ر ت ي ن قتل زكريا واألخرى: قتل حيىي عليهما السالم. املرتان املشار إليهما: إحدامها: -761 إ م ا ي ب ل غ ن ع ن د ك الكرب حينئذ أحوج إىل الرب والقيام حبقوقهما لضعفهما. إمنا خص حالة الكرب ألهنما -768 يف القرآن فاجلواب: يف أصل اجلحيم. -769 و الش ج ر ة ال م ل ع ون ة ف ي ال ق ر آن إن قيل: مل الزقوم لعنت شجرة أن املراد لعنة آكلها وقيل: اللعنة مبعىن اإلبعاد ألهنا ف م ن ت ب ع ك م ن ه م ف إ ن ج ه ن م ج زاؤ ك م كان األصل أن يقال: )جزاؤهم( بضمري الغيبة لريجع إىل من اتبعك ولكنه ذكره بلفظ املخاطب تغليبا -711 للمخاطب على الغائب وليدخل إبليس معهم. و ل و ال أ ن ث ب ت ناك ل ق د ك د ت ت ر ك ن إ ل ي ه م ش ي ئا ق ل يل ا )لوال( تدل على امتناع شيء لوجود غريه فدلت هنا على امتناع مقاربة النيب صل ى اهلل عليه وسل م الركون إليهم ألجل تثبيت اهلل له وعصمته و)كدت( تقتضي نفي )الركون( ألن معىن كاد فالن يفعل كذا أي: أنه مل يفعله فانتفى الركون إليهم ومقاربته فليس يف ذلك نقص من جانب النيب صل ى
32 اهلل عليه وسل م ألن التثبيت منعه من مقاربة الركون ولو مل يثبته اهلل لكانت مقاربته للركون إليهم شيئا قليال وأما منع التثبيت فلم يركن قليال وال كثريا وال قارب ذلك. -717 و ل ق د ص ر ف نا ل لن اس ف ي هذ ا ال ق ر آن م ن ك ل م ث ل أن إعجاز القرآن مبا فيه من املعاين والعلوم. يدل على -712 )سورة الكهف( ف اب ع ث وا أ ح د ك م ب و ر ق ك م للمسافر أفضل من تركه. -713-714 ويستدل ببعث أحدهم على جواز الوكالة. يستدل بذلك على أن التزود ق ال وا ر ب ك م أ ع ل م ب م ا ل ب ث ت م ف اب ع ث وا أ ح د ك م كيف اتصل بعث أحدهم بتذكر مدة لبثهم فاجلواب: إن قيل: أهنم كانوا قالوا: ربكم أعلم مبا لبثتم وال سبيل لكم إىل العلم بذلك فخذوا فيما هو أهم من هذا وأنفع لكم فابعثوا أحدكم إ ىل ال م د ين ة. -715 الواو[- س ب ع ة )و (ثام ن ه م ك ل ب ه م قال الزخمشري: وفائدهتا -]أي: التوكيد والداللة على أن الذين قالوا: سبعة وثامنهم كلبهم صدقوا وأخربوا حبق. قال ابن عباس: أنا من ذلك القليل وكانوا سبعة وثامنهم كلبهم ألنه قال يف الثالثة واخلمسة: رمجا بالغيب ومل يقل ذلك يف سبعة وثامنهم كلبهم. -716 حشرناهم قبل تسيري اجلبال. و ت ر ى ال أ ر ض ب ار ز ة و ح ش ر ن اه م قال الزخمشري: إمنا جاء بلفظ املاضي بعد قوله: نسري للداللة على أن حشرناهم
33-711 بالقول و ك ان ال إ ن س ان أ ك ث ر ش ي ء ج د ل ا ويقتضي سياق الكالم ذم اجلدل. خماصمة ومدافعة أي: -718 قال ل ه م وسى ه ل أ ت ب ع ك.. اآلية: خماطبة فيها مالطفة وتواضع وكذلك ينبغي أن يكون اإلنسان مع من يريد أن يتعلم منه. )الجزء السادس عشر( -719 ف أ ر اد ر ب ك أ ن ي ب ل غ ا أ ش د ه م ا )اإلرادة( أسند هنا إىل اهلل ألهنا يف أمر مغيب مستأنف ال يعلم ما يكون منه إال اهلل وأسند )اخلضر( إىل نفسه يف قوله: فأردت أن أعيبها ألهنا لفظة عيب فتأدب بأن ال يسندها إىل اهلل وذلك كقول إبراهيم عليه السالم: و إ ذا م ر ض ت ف ه و ي ش ف ني فأسند املرض إىل نفسه والشفاء إىل اهلل تأدبا. -781 )سورة مريم( إ ذ ن اد ى ر ب ه ن د اء خ ف ي ا أخفاه ألنه يسمع اخلفي كما يسمع اجلهر وألن اإلخفاء أقرب إىل اإلخالص وأبعد من الرياء ولئال يلومه الناس على طلب الولد. -787 و ه ز ي إ ل ي ك ب ج ذ ع الن خ ل ة استدل بعض الناس هبذه اآلية على أن اإلنسان ينبغي له أن يتسبب يف طلب الرزق ألن اهلل أمر مرمي هبز النخلة. -782 و الس الم ع ل ي أدخل )الم التعريف( هنا لتقد م السالم املنك ر يف قصة حيىي فهو كقولك: رأيت رجال فأكرمت الرجل وقال
34 الزخمشري: الصحيح أن هذا التعريف تعريض بلغة من اهتم مرمي كأنه قال: السالم كله علي ال عليكم بل عليكم ضد ه. -783 ك ل ا س ن ك ت ب م ا ي ق ول و ن م د ل ه م ن ال ع ذ اب م د ا )مستقبال ( ألنه إمنا يظهر اجلزاء والعقاب يف املستقبل. إمنا جعله ي و م ن ح ش ر ال م ت ق ني إ ل ى الر ح م ن و ف د ا * و ن س وق ال م ج ر م ني -784 إ ل ى ج ه ن م و ر د ا و ف دا قيل: )مكرمون( ألن العادة إكرام الوفود و ر دا معناه: )عطاشا( ألن من يرد املاء ال يرده إال للعطش. -785 )سورة طه( ما أ ن ز ل نا ع ل ي ك ال ق ر آن ل ت ش قى نفى عنه مجيع أنواع الشقاء يف الدنيا واآلخرة ألنه أنزل عليه القرآن الذي هو سبب السعادة. -786 اش ر ح ل ي ص د ر ي إن قيل: مل قال: اشرح )يل( ويسر )يل( مع أن املعىن يصح دون قوله: )يل( فاجلواب: أن ذلك تأكيد وحتقيق للرغبة. -781 و اح ل ل ع ق د ة م ن ل سان ي إمنا قال: عقدة بالتنكري ألنه طلب حل بعضها ليفقهوا قوله ومل يطلب الفصاحة الكاملة. -788 ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض م ه دا انظر كيف وصف موسى رب ه تعاىل بأوصاف ال ميكن فرعون أن يتصف هبا ال على وجه احلقيقة وال على وجه ارجماز ولو قال له: هو القادر أو الرازق وشبه ذلك ألمكن فرعون أن يغالطه ويدعي ذلك لنفسه. 789- ال ت رى ف يها ع و جا املعروف يف اللغة: أن )العوج( بالكسر
35 يف )املعاين( وبالفتح يف )األشخاص( واألرض شخص فكان األصل أن يقال فيها بالفتح وإمنا قاله بالكسر مبالغة يف نفيه فإن الذي يف املعاين أدق من الذي يف األشخاص فنفاه ليكون غاية يف نفي العوج من كل وجه. -791 ز ه ر ة ال ح ياة الد ن يا الزهر له منظر حسن مث يذبل ويضمحل. شبه نعم الدنيا بالزهر وهو النوار ألن )الجزء السابع عشر( -797 )سورة األنبياء( اق ت ر ب ل لن اس ح ساب ه م إمنا أخرب عن الساعة بالقرب ألن الذي مضى من الزمان قبلها أكثر مما بقي هلا وألن كل آت قريب. -792 قال ر ب ي ي ع ل م ال ق و ل مناسبة لقوله: وأسر وا النجوى إن قيل: هال قال: يعلم )السر( فاجلواب: أن )القول( يشمل السر واجلهر فحصل به ذكر السر وزيادة. -793 ق ال وا أ ج ئ ت ن ا ب ال ح ق أ م أ ن ت م ن الل اع ب ني انظر كيف عرب عن احلق )بالفعل( وعن اللعب )باجلملة االمسية( ألنه أثبت عندهم. -794 وقال يف ]ص: و ل س ل ي مان الر يح عاص ف ة 36[ رخاء أي: لينة طيبة وكانت تسرع يف جريها كالعاصف إن قيل: كيف يقال: عاصفة لينة فاجلواب: أهنا كانت يف نفسها فجمعت الوصفني وقيل: كانت رخاء يف ذهابه وعاصفة يف رجوعه إىل وطنه ألن عادة املسافرين اإلسراع يف الرجوع وقيل: كانت تشتد إذا رفعت البساط وتلني إذا
36 محلته. -795 و م ا أ ر س ل ن اك إ ل ا ر ح م ة ل ل ع ال م ني فإن قيل: رمحة للعاملني عموم والكفار مل يرمحوا به فاجلواب من وجهني: أحدمها: أهنم كانوا معر ضني للرمحة به لو آمنوا واآلخر: أهنم رمحوا به لكوهنم مل املتقد مون من الطوفان والصيحة وشبه ذلك. فهم الذين تركوا الرمحة بعد تعريضها هلم يعاقبوا مبثل ما عوقب به الكفار -796 ت ذ ه ل ك ل م ر ض ع ة )سورة الحج( إمنا مل يقل: )مرضع( ألن )املرضعة( هي اليت يف حال اإلرضاع ملقمة ثديها للصيب )واملرضع( اليت شأهنا أن ترضع وإن مل تباشر اإلرضاع يف حال وصفها ذلك أعظم يف الذهول إذ تنزع ثديها من فم الصيب. -791 ي د ع وا ل م ن ض ر ه أ ق ر ب م ن ن ف ع ه به فقال: مرضعة ليكون ]فيه إشكال[ وهو كونه وصف األصنام بأهنا ال تضر وال تنفع مث وصفها بأن ضر ها أقرب من نفعها فنفى الضر مث أثبته فاجلواب: أن الضر املنفي أوال يراد به ما يكون من فعلها وهي ال تفعل شيئا والضر الثاين: يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغريه. -798 س و اء ال خيتص به أحد دون أحد ال عاك ف ف يه و ال باد وذلك إمجاع. الناس سواء يف املسجد احلرام -799 مجيع املفسرين. و ل ي ط و ف وا ب ال ب ي ت ال ع ت يق املراد هنا طواف اإلفاضة عند
37 211- ذ ل ك و م ن ع اق ب ب م ث ل م ا ع وق ب ب ه ث م ب غ ي ع ل ي ه ل ي ن ص ر ن ه الل ه إ ن الل ه )ل ع ف و غ ف ور ( ما مناسبة هذين الوصفني للمعاقبة فاجلواب: من وجهني: أحدمها: أن يف ذكر هذين الوصفني إشعار بأن العفو أفضل من العقوبة فكأنه حض على العفو والثاين: أن يف ذكرمها إعالما بعفو اهلل عن املعاقب حني عاقب ومل يأخذ بالعفو الذي هو أوىل. -217 و ج اه د وا ف ي الل ه ح ق ج ه اد ه ليبني بذلك فضله واختصاصه باهلل. أضاف اجلهاد إىل اهلل )الجزء الثامن عشر( )سورة المؤمنون( -212 و ال ذ ين ه م ل لز ك اة ف اع ل ون يقل )مؤد ون( فاجلواب: أن الزكاة هلا معنيان: أي: يفعله املزكي املال واملراد هنا: إن قيل: مل أحدمها: قال فاعلون ومل )الفعل( الذي أداء ما جيب على املال واآلخر )املقدار( املخرج من )الفعل( لقوله: فاعلون حذف تقديره: هم ألداء الزكاة فاعلون. ويصح املعىن اآلخر على -213 م ا ه ذ ا إ ل ا ب ش ر م ث ل ك م فيا عجبا منهم إذ أثبتوا الربوبية حلجر!. استبعدوا أن تكون النبو ة لبشر
38-214 ف م ا اس ت ك ان وا ل ر ب ه م و م ا ي ت ض ر ع ون إن قيل: هال قال: فما استكانوا وما تضرعوا أو: فما يستكينون وما يتضرعون باتفاق الفعلني يف املاضي أو يف االستقبال فاجلواب: أن ما استكانوا عند العذاب الذي أصاهبم وما يتضرعون حىت يفتح عليهم باب عذاب شديد -215 فنفى االستكانة فيما مضى ونفى التضرع يف احلال واالستقبال. بني هذا وبني قوله: فاجلواب: ف ل ا أ ن س اب ب ي ن ه م ي و م ئ ذ و ل ا ي ت س اء ل ون و أ ق ب ل ب ع ض ه م ع لى ب ع ض ي ت ساء ل ون أن ترك التساؤل عند النفخة األوىل فإن يوم القيامة يوم طويل فيه مواقفكثرية. إن قيل: كيف اجلمع 25[ ]الطور: -216 إ ن ه ال ي ف ل ح ال كاف ر ون املؤمنني وختمها بعدم فالح الكافرين مث يتساءلون بعد ذلك انظر كيف افتتح السورة بفالح ليبني البون بني الفريقني. )سورة النور( -211 الز ان ي ة و الز ان ي قدم الزانية ألن أكثر فإنهكان منهن إماء وبغايا جياهرن بذلك. -218 إ ن ال ذ ين جاؤ ب ال إ ف ك الزنا كان حينئذ يف النساء اهلل برأ أربعة بأربعة: برأ يوسف بشهادة الشاهد من أهلها وبرأ موسى من قول اليهود باحلجر الذي ذهب بثوبه وبرأ مرمي بكالم ولدها يف حجرها وبرأ عائشة من اإلفك بإنزال القرآن يف شأهنا ولقد تضمنت هذه اآليات الغاية القصوى يف االعتناء هبا والكرامة هلا والتشديد على من قذفها.
39 219- ل و ال إ ذ س م ع ت م وه ظ ن ال م ؤ م ن ون و ال م ؤ م نات إن قيل: مل قال:مسعتموه بلفظ اخلطاب مث عدل إىل لفظ الغيبة يف قوله: ظ ن الم ؤ م ن ون ومل يقل: )ظننتم( فاجلواب: أن ذلك التفات قصد به املبالغة والتصريح )باإلميان( الذي يوجب أن ال يصدق املؤمن على املؤمن شرا. -271 إ ذ ت ل ق و ن ه ب أ ل س ن ت ك م فائدة قوله: بألسنتكم وبأفواهكم اإلشارة إىل أن ذلك احلديث كان باللسان دون القلب إذ كانوا مل يعلموا حقيقته بقلوهبم. -277 و ل و ال إ ذ س م ع ت م وه ق ل ت م ما ي ك ون ل نا أ ن ن ت ك ل م ب هذا لوال يف هذه اآلية عرض وكان حقها أن يليها الفعل من غري فاصل بينهما ولكنه فصل بينهما بقوله: )إذ( مسعتموه ألن الظروف جيوز فيها ما ال جيوز يف غريها والقصد بتقدمي هذا الظرف االعتناء به وبيان أنه كان الواجب املبادرة إىل إنكار الكالم يف أول وقت مسعتموه. -272 و ال ي أ ت ل أ ول وا ال ف ض ل م ن ك م و الس ع ة أ ن ي ؤ ت وا أ ول ي ال ق ر بى قال بعضهم: هذه أرجى آية يف القرآن ألن اهلل أوصى باإلحسان إىل القاذف مث إن لفظ اآلية على عمومه يف أن عمل صاحل. ال حيلف أحد على ترك -273 و ت وب وا إ ل ى الل ه ج م يعا أ ي ه ا ال م ؤ م ن ون مؤمن مكلف بدليل الكتاب والسنة وإمجاع األمة. التوبة واجبة على كل -274 الصديق بالقرابة القرابة. أ و ص د يق ك م ل ي س ع ل ي ك م ج ناح أ ن ت أ ك ل وا قرن اهلل لقرب مود ته وقال ابن عباس: الصديق أوكد من
40 )الجزء التاسع عشر( -275 )سورة الفرقان( إ ن ه م إ ل ا ك ال أ ن ع ام ب ل ه م أ ض ل س ب يل ا ألن األنعام تطلب ما ينفعها وجتتنب ما يضرها وهؤالء يرتكون أنفع األشياء وهو الثواب وال خيافون أضر األشياء وهو العقاب. -276 و ت و ك ل ع ل ى ال ح ي ال ذ ي ال ي م وت قرأ هذه اآلية بعض السلف فقال: ال ينبغي لذي عقل أن يثق بعدها مبخلوق فإنه ميوت. و ع باد الر ح من العبودية هنا للتشريف والكرامة. -271-278 ألنه أضاف األعناق )سورة الشعراء( ف ظ ل ت أ ع ناق ه م ل ها خاض ع ني مجع خاضعني مجع العقالء إىل العقالء وألنه وصفها بفعل ال يكون إال من العقالء وقيل: األعناق الرؤساء من الناس شبهوا باألعناق كما يقال هلم: رؤوس وصدور وقيل: هم اجلماعات من الناس فال حيتاج مجع خاضعني إىل تأويل. -279 ف أ ت ي ا ف ر ع و ن ف ق ول ا إ ن ا )ر س ول ( ر ب ال ع ال م ني إن قيل: مل أفرده ومها اثنان فاجلواب من ثالثة أوجه: األول: أن التقدير كل واحد منا رسول. الثاين: أهنما جعال كشخص واحد التفاقهما يف الشريعة وألهنما أخوان فكأهنما واحد. الثالث: أن رسول هنا مصدر وصف به فلذلك أطلق على الواحد واالثنني واجلماعة فإنه يقال: رسول مبعىن
41 رسالة خبالف قوله: إنا رسوال فإنه مبعىن الرسل. إ ذ ق ال ل أ ب يه و ق و م ه م ا ت ع ب د ون * ق ال وا ن ع ب د أ ص ن ام ا ف ن ظ ل -221 ل ه ا ع اك ف ني إن قيل: مل صرحوا بقوهلم: نعبد مع أن السؤال وهو قوله: ما تعبدون يغين عن التصريح بذلك -وقياس مثل هذا االستغناء بداللة السؤال كقوله: ماذا أ ن ز ل ر ب ك م قال وا: خ ريا - فاجلواب: أهنم صرحوا بذلك على وجه )االفتخار واالبتهاج( بعبادة األصنام مث زادوا قوهلم: فنظل هلا عاكفني مبالغة يف ذلك. -227 و إ ذا م ر ض ت ف ه و ي ش ف ني الشفاء إىل اهلل تأدبا مع اهلل. أسند املرض إىل نفسه وأسند -222 ف م ا ل ن ا م ن ش اف ع ني * و ل ا ص د يق ح م يم قال الزخمشري: مجع )الشفعاء( ووحد )الصديق( لكثرة الشفعاء يف العادة وقلة األصدقاء. -223 باجلمع اجلنس واآلخر: والسالم ك ذ ب ت ق و م ن وح ال م ر س ل ني وإمنا كذبوا نوحا كقولك: فالن يركب اخليل أن من كذب نبيا إن قيل: كيف قال: وحده فاجلواب من وجهني: أحدمها: واحدا وإمنا مل يركب إال فرسا املرسلني أنه أراد واحدا فقد كذب مجيع األنبياء عليهم الصالة ألن قوهلم واحد ودعوهتم سواء وكذلك اجلواب يف: عاد املرسلني وغريه. كذبت )سورة النمل( 224- ف ت ب س م ضاح كا تبسم ألحد أمرين: أحدمها: سروره مبا
42 أعطاه اهلل. واآلخر: ثناء النملة عليه وعلى جنوده فإن قوهلا: وهم ال يشعرون: وصف هلم بالتقوى والتحفظ من مضرة احليوان. -225 ما ش ه د نا م ه ل ك أ ه ل ه إن قيل: إن قوهلم يقتضي التربي من دم أهله دون التربي من دمه فاجلواب من ثالثة أوجه: األول: أرادوا ما شهدنا مهلكه ومهلك أهله وحذف مهلكه لنبيتنه وأهله والثاين: وأغرقنا آل فرعون خاصة ليكونوا صادقني التعريض يفكالمهم لئال يكذبوا. أهنم لداللة قوهلم: أن أهل اإلنسان قد يراد به هو وهم لقوله: يعين فرعون وقومه الثالث: أهنم قالوا: مهلك أهله فإهنم شهدوا مهلكه ومهلك أهله معا وأرادوا )الجزء العشرون( -226 و ل ا ت س م ع الص م الد ع اء إ ذ ا و ل و ا م د ب ر ين أكد عدم مساعهم بقوله: إذا ولوا مدبرين ألن األصم إذا أدبر وبعد عن الداعي زاد صممه وعدم مساعه بالكلية. -221 )سورة القصص( إ ن ي ظ ل م ت ن ف س ي ف اغ ف ر ل ي إن قيل: كيف استغفر من القتل وكان املقتول كافرا فاجلواب: أنه مل ي ؤذن له يف قتله ولذلك يقول يوم القيامة: إين قتلت نفسا مل أومر بقتلها. -228 قال ر ب ب ما أ ن ع م ت ع ل ي ف ل ن أ ك ون ظ ه ريا ل ل م ج ر م ني هبذه اآلية على املنع من صحبة والة اجلور. حيتج
43 ق ال ع س ى ر ب ي أ ن ي ه د ي ن ي س و اء الس ب يل يدل كالمه هذا -229 على أنه كان عارفا باهلل قبل نبوته. إ ن خ ي ر م ن اس ت أ ج ر ت ال ق و ي ال أ م ني هذا الكالم )حكمة -231 جامعة بليغة( روي أن أباها قال هلا: من أين عرفت قوته وأمانته قالت: أما قوته: ففي رفعه احلجر عن فم البئر وأما أمانته: -237 قال إ ن ي أ ر يد أ ن أ ن ك ح ك إ ح د ى اب ن ت ي إيل. فإنه مل ينظر من لفظ شعيب ح س ن أن يقال يف عقود األنكحة: )أنكحه إياها( أكثر من أن يقال: أنكحها إياه. و اض م م إ ل ي ك ج ناح ك أمره اهلل ملا خاف من احلية أن -232 يضمه إىل جنبه ليخف بذلك خوفه فإن من شأن اإلنسان إذا فعل ذلك يف وقت فزعه أن خيف خوفه وقيل: ذلك على وجه ارجماز. قال ال ذ ين ح ق ع ل ي ه م ال ق و ل ر ب نا هؤ الء ال ذ ين أ غ و ي نا إن -233 قيل: كيف اجلمع بني قوهلم: أغوينا وبني قوهلم: تربأنا إليك فإهنم اعرتفوا بإغوائهم وتربأوا مع ذلك منهم فاجلواب: أن إغواءهم هلم هو أمرهم هلم بالشرك..ولكن مل يكونوا يعبدوننا إمنا كانوا يعبدون غرينا من األصنام وغريها فتربأنا إليك من عبادهتم لنا. م ن إ ل ه غ ي ر الل ه ي أ ت يك م ب ض ي اء إن قيل: كيف قال: -234 يأتيكم بضياء وهال قال: يأتيكم )بنهار( يف مقابلة قوله: يأتيكم )بليل( فاجلواب: أنه ذكر )الضياء( جلملة ما فيه من املنافع والعرب. و ل ا ي س أ ل ع ن ذ ن وب ه م ال م ج ر م ون حيثما ورد يف القرآن -235 )إثبات( السؤال يف اآلخرة فهو على معىن احملاسبة والتوبيخ وحيثما ورد )نفيه( فهو على وجه االستخبار والتعريف.
44-236 )سورة العنكبوت( ف ل ب ث ف يه م أ ل ف س ن ة إ ل ا خ م س ني عاما إن قيل: مل قال: ألف )سنة( مث قال: إال مخسني )عاما( فاختلف اللفظ مع اتفاق املعىن فاجلواب: أن ذلك كراهة لتكرار لفظ السنة فإن التكرار مكروه إال إذا قصد به تفخيم أو هتويل. -231 ال ي م ل ك ون ل ك م ر ز قا..اآلية: إن قيل: مل ن كر )الرزق( أوال مث عر فه يف قوله: فابتغوا عند اهلل )الرزق( فاجلواب: أنه نكره يف قوله: ال ميلكون لكم رزقا لقصد العموم يف النفي فإن النكرة يف سياق النفي تقتضي العموم مث عر فه بعد ذلك لقصد العموم يف طلب الرزق كله من اهلل ألنه ال يقتضي العموم يف سياق اإلثبات إال مع التعريف فكأنه قال: ابتغوا الرزق كله عند اهلل. )الجزء الحادي والعشرون( -238 )سورة الروم( و إ ذ ا أ ذ ق ن ا الن اس ر ح م ة ف ر ح وا ب ه ا و إ ن ت ص ب ه م س ي ئ ة انظر كيف قال ]يف الرمحة[: إذا وقال يف الشر: )إن( تصبهم سيئة ألن )إذا( للقطع بوقوع الشرط خبالف )إن( فإهنا للشك يف وقوعه ففي ذلك إشارة إىل أن اخلري الذي يصيب به عباده أكثر من الشر. )سورة لقمان( 239- و ل و أ ن ما ف ي ال أ ر ض م ن ش ج ر ة أ ق الم.. اآلية إن قيل مل
45 قال: م ن شجرة ومل يقل: من )شجر( باسم اجلنس الذي يقتضي العموم فاجلواب: أنه أراد تفصيل الشجر إىل شجرة شجرة حىت ال يبقى منها واحدة. -241 م ا ن ف د ت ك ل م ات الل ه إن قيل: مل قال: كلمات اهلل ومل يقل كالم اهلل جبمع الكثرة فاجلواب: أن هذا أبلغ ألنه إذا مل تنفد الكلمات مع أنه مجع قلة فكيف ينفد اجلمع الكثري. -247 )سورة السجدة( ذ وق وا ع ذاب الن ار ال ذ ي ك ن ت م ب ه ت ك ذ ب ون وصف هنا العذاب وأعاد )عليه( قيل: مل إن الضمري ووصف يف سبأ النار وأعاد )عليها( الضمري وقال: عذاب النار اليت كنتم هبا تكذبون فاجلواب: من ثالثة أوجه: األول: أنه خص العذاب يف السجدة بالوصف اعتناء به ملا تكرر ذكره يف قوله: ولنذيقنهم من العذاب األدىن دون العذاب األكرب والثاين: أنه قدم يف السجدة ذكر النار فكان األصل أن يذكرها بعد ذلك بلفظ الضمري لكنه جعل الظاهر مكان املضمر فكما ال يوصف املضمر مل يوصف ما قام مقامه وهو النار ووصف العذاب ومل يصف النار الثالث: وهو األقوى أنه امتنع يف السجدة وصف النار فوصف العذاب وإمنا امتنع وصفها لتقدم ذكرها فإنك إذا ذكرت شيئا مث كررت ذكره مل جيز وصفه كقولك: رأيت رجال فأكرمت الرجل فال جيوز وصفه لئال يفهم أنه غريه. و م ن أ ظ ل م م م ن ذ ك ر ب آي ات ر ب ه ث م أ ع ر ض ع ن ه ا إ ن ا م ن -242 ال م ج ر م ني م ن ت ق م ون كان األصل أن يقول: إنا )منه( منتقمون ولكنه وضع ارجمرمني موضع املضمر ليصفهم باإلجرام.
46 )الجزء الثاني والعشرون( -243 )سورة األحزاب( ي ا ن س اء الن ب ي ل س ت ن ك أ ح د م ن الن س اء إ ن ات ق ي ت ن وقد حصل هلن التقوى فحصل التفضيل على مجيع النساء إال أنه خيرج من هذا العموم: عمران فاطمة بنت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ومرمي بنت وآسية امرأة فرعون لشهادة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لكل واحدة منهن بأهنا سيدة نساء عاملها. -244 و ال م ؤ م ن ني و ال م ؤ م نات اإلسالم واإلميان يطلقان بثالثة أوجه: باختالف املعىن كقوله: مل ت ؤ م ن وا و لك ن ق ول وا أ س ل م نا. وباالتفاق الجتماعهما كقوله: ف أ خ ر ج نا م ن كان ف يها م ن ال م ؤ م ن ني اآلية. وبالعموم فيكون اإلسالم أعم ألنه بالقلب واجلوارح واإلميان أخص ألنه بالقلب خاصة وهذا هو األظهر يف هذا املوضع. -245 إليه تشريفا هلا. ف ل م ا ق ض ى ز ي د م ن ه ا و ط ر ا )ز و ج ن اك ه ا( أسند اهلل تزوجيها -246 استدل بعضهم بقوله: ز و ج ن اك ه ا على أن األوىل أن يقال يف كتاب الصداق: )أنكحه إياها( بتقدمي ضمري الزوج على ضمري الزوجة. -241 و خات م الن ب ي ني إن قيل: إن عيسى ينزل يف آخر الزمان فيكون بعده عليه الصالة والسالم فاجلواب: أن النبو ة أوتيت عيسى قبله عليه الصالة والسالم وأيضا فإن عيسى يكون إذا نزل على شريعته عليه الصالة والسالم فكأنه واحد من أمته.
47-248 اذ ك ر وا الل ه ذ ك را ك ث ريا أمر به خبالف سائر األعمال. اشرتط اهلل الكثرة يف الذكر حيثما إ ن أ ر اد الن ب ي أ ن )ي س ت ن ك ح ه ا( خ ال ص ة )ل ك ( م ن د ون -249 ال م ؤ م ن ني وحده. انظر كيف رجع من الغيبة إىل اخلطاب ليخص املخاطب -251 و ل و أ ع ج ب ك ح س ن ه ن املرأة إذا أراد الرجل أن يتزوجها. يف هذا دليل على جواز النظر إىل -257 )سورة سبأ( ح ت ى إ ذا ف ز ع ع ن ق ل وب ه م أي: املالئكة فإن قيل: كيف ذلك ومل يتقدم هلم ذكر يعود الضمري عليه فاجلواب: أنه قد وقعت إليهم إشارة بقوله: و ال ت ن ف ع الش فاع ة ع ن د ه إ ال ل م ن أ ذ ن ل ه ألن بعض العرب كانوا يعبدون املالئكة ويقولون: هؤالء شفعاؤنا عند اهلل فذكر الشفاعة يقتضي ذكر الشافعني فعاد الضمري على الشفعاء الذين دل عليهم لفظ الشفاعة. -252 ودوامه بالليل والنهار. ب ل م ك ر الل ي ل و الن هار دلت اإلضافة على كثرة املكر 253- ق ال ال ذ ين اس ت ك ب ر وا.. و ق ال ال ذ ين اس ت ض ع ف وا إن قيل: مل أثبت الواو يف قول الذين استضعفوا دون قول الذين استكربوا فاجلواب: أنه قد تقدم كالم الذين استضعفوا قبل ذلك فعطف عليه كالمهم الثاين ومل يتقدم للذين استكربواكالم آخر فيعطف عليه.
48 254- ق ل إ ن ر ب ي ي ب س ط الر ز ق ل م ن ي ش اء و ي ق د ر..ق ل إ ن ر ب ي ي ب س ط الر ز ق ل م ن ي ش اء م ن ع ب اد ه كررت الختالف القصد فإن القصد باألول على الكفار والقصد هنا ترغيب املؤمنني باإلنفاق. )سورة فاطر( م ا ي ف ت ح الل ه ل لن اس م ن ر ح م ة ف ل ا م م س ك ل ه ا و م ا ي م س ك ف ل ا -255 م ر س ل ل ه إن قيل: مل أنث الضمري يف قوله: ف ال مم س ك )هل ا( وذك ره يف قوله: ف ال م ر س ل )ل ه ( وكالمها يعود على )ما( الشرطية فاجلواب: أنه ملا فسر من األوىل بقوله: من رمحة أن ثه لتأنيث الرمحة وترك اآلخر على األصل من التذكري. -256 ي ا أ ي ه ا الن اس أ ن ت م ال ف ق ر اء إ ل ى الل ه عرف الفقر باأللف والالم ليدل على اختصاص الفقر جبنس الناس وإن كان غريهم فقراء ولكن فقراء -251 الناس أعظم. ف م ن ه م ظ ال م ل ن ف س ه و م ن ه م م ق ت ص د و م ن ه م س اب ق ب ال خ ي ر ات إن قيل: مل قد م الظامل ووسط املقتصد وأخر السابق فاجلواب: أنه قد م الظامل لنفسه رفقا به لئال ييئس وقال الزخمشري: قد م الظامل لكثرة الظاملني السابقني. وأخر السابق لئال يعجب بنفسه وأخر السابق لقلة