2 1 القوة والقدرة أ.م.د. أسامة أحمد حسين الطائي عضو االكاديمية الرياضية العراقية جامعة بغداد كلية التربية الرياضية كانون الثاني 2009 - المقدمة: ال يوجد شك أو قد ال يختلف اثنان بأن كال من القوة العضلية والقدرة ھما مبدآن أساسيان في اإلنجاز الرياضي إذ إن كل فعالية رياضية أو لعبة رياضية تعتمد على ھذين المكونين وبدرجات متفاوتة وحسب نوع وطبيعة اللعبة أو الفعالية. وباالعتماد على تحديد نوع اللعبة أو الفعالية فإن متطلبات القوة والقدرة تكون ھي األخرى محددة ھذا األمر قاد العديد من العلماء والباحثين والمدربين للتفكير والتجريب لطرائق التدريب والتي ستكون أكثر مالئمة لتطوير قوة وقدرة العبيھم. وغالبا ما نجد إن مفھوم القدرة يرتبط بمفھوم القوة إال أنه يوجد فرق بينھما ھذا الفرق ھو األساس الذي يعتمد عليه المدربون في تطوير كل من الصفتين على حدى. إن ارتباط مفھوم القدرة أو عالقة القدرة بالقوة آتية من إن القدرة ھي شكل من أشكال القوة إذ إن القوة تكون بشكلھا األساس ھي القوة القصوى والصفات األخرى (القوة االنفجارية (القدرة) القوة المميزة بالسرعة ومطاولة القوة) ھي مشتقات إن جاز التعبير من القوة القصوى. وبكالم آخر إن باقي الصفات أعاله ھي مركبة من صفتين أساسھا القوة مع صفة أخرى قد تكون السرعة أو المطاولة أو كالھما كما في مطاولة القوة المميزة بالسرعة. - الفرق بين القوة والقدرة: ألجل التمييز والتفريق بين مصطلحي القوة والقدرة فأنه يمكن تعريفھما بشكل مختلف لھذا معناھما سوف يتغير إذ إن الفصل بين القوة والقدرة فسيولوجيا وبيوميكانيكيا أمر صعب إلى حد ما ألن كالھما يعتمد على مستوى الفعالية (التحفيز) العصبي وعليه يمكن تعريف القوة على إنھا قابلية العضلة إلظھار أكبر قوة في حين إن القدرة ھي الصيغة أو الطبيعة االنفجارية لتقويم القوة. وھنا يجب أن نميز بين أنواع القدرة فمنھا ما ھو انفجاري ومنھا ما ھو غير انفجاري. النوع األول للقدرة وتسمى القوة االنفجارية وھو القابلية إلظھار أقصى انقباض فوري أو لحظي وبطبيعة انفجارية ولمرة واحدة. وھنا يرى الباحث إن تسمية القوة االنفجارية ھي تسمية خاطئة إلى حد ما ألن كلمة لحظية أو انفجارية تعني السرعة في األداء وھذا يعني األداء بأقل زمن ممكن وھذه قدرة وليس قوة. أما النوع اآلخر للقدرة فھو القوة المميزة بالسرعة والتي تعني القوة التي تمتاز بالسرعة وھي بھذا المعنى تعني القدرة أيضا. والسؤال اآلن والذي يطرح نفسه ھو: ما الفرق بين القدرة االنفجارية والقوة المميزة بالسرعة طالما إن كالھما قدرة. ولإلجابة على ھذا السؤال نقول: إن القوة المميزة بالسرعة ال تعني األداء اللحظي ولمرة واحدة وإنما األداء خالل زمن معين وألكبر عدد من التكرارات أي السرعة باألداء. في حين إن القدرة االنفجارية ھي وكما ذكرنا القوة اللحظية وبطبيعة انفجارية ولمرة واحدة. أما عن عدد تكرارات القوة المميزة بالسرعة فھو ينحصر بزمن معين وھذا الزمن يكون بين (15-10) ثانية وذلك ألنه خالل ھذا الزمن يكون ناتج العمل العضلي نتيجة لنظام الطاقة الفوسفاجيني (ATP-CP) وما زاد عن ذلك فأنه يدخل ضمن نظام حامض الالكتيك. في حين إن زمن أداء القدرة االنفجارية يجب أن ال يزيد عن (3-2) ثانية لكي يكون العمل ضمن نظام الطاقة الالھوائي من تحلل ATP فقط دون استعمال فوسفات الكرياتين.CP وعليه فإن اختبارات القوة المميزة بالسرعة يجب أن تنحصر بين (15-10) ثانية واختبارات القدرة االنفجارية بين (3-2) ثانية أو أقل. ويرى الباحث تسمية اختبارات القدرة االنفجارية ب: اختبارات القدرة الالھوائية القصيرة جدا Test of Ultra Short-Term Maximal Anaerobic Power وتسمية اختبارات القوة المميزة بالسرعة ب: اختبارات القدرة الالھوائية القصيرة. Test of Short-Term Anaerobic Power أما االختبارات التي تصل إلى (30-25 ثا) فھي اختبارات تقيس السعة الالھوائية Capacity) (Anaerobic أو المطاولة الالھوائية Endurance) (Anaerobic " وھي القدرة على االحتفاظ أو تكرار انقباضات عضلية قصوية اعتمادا على إنتاج الطاقة الالھوائية بنظام حامض الالكتيك" والتي ما تعرف حديثا ب: مطاولة القوة المميزة بالسرعة. وبالرجوع إلى الفرق بين القوة والقدرة فأن القدرة تعرف ميكانيكيا على إنھا الشغل المنجز في وحدة الزمن وتقاس بوحدة الواط أو "إمكانية بذل مستوى عالي من الشغل (ناتج القوة والمسافة) بمستوى عالي من السرعة". وبھذا نرى إن مصطلح القدرة مرتبط دائما بزمن األداء وعليه فإن أي عمل ال يأخذ بنظر االعتبار زمنه ھو شغل وليس قدرة ومفھوم القدرة الھوائية ھو ليس قدرة بالمعنى الدقيق والحقيقي وإنما ھي قابلية أو سعة. أما القوة فھي المقدرة على استخدام ومواجھة المقاومات المختلفة وھي تساوي القوة = الكتلة التعجيل. وعليه فإن الزيادة في القوة ترتبط بالتغير في عامل الكتلة أو والتعجيل أي الحصول على أكبر قوة (أقصى قوة). وبالرجوع إلى الفرق بين القوة والقدرة نجد إن "القدرة ھي مقياس كمية العمل الكلية التي تتمكن العضلة من إنجازھا في فترة زمنية معينة وال يتعين ذلك بقوة الفعل العضلي فقط ولكن أيضا بمسافة التقلص وبعدد مرات التقلص في الدقيقة الواحدة [السرعة] أي إن العضلة التي تتمكن من رفع كغم واحد إلى ارتفاع متر واحد أو تلك التي تحرك جسما بصورة جانبية مقابل قوة كغم واحد ولمسافة متر واحد في دقيقة واحدة يقال لھا إنھا قدرة تساوي ( 1 كغم.م.د). أما القوة العضلية فتقدر بصورة رئيسة بحجم العضلة" (أي كتلتھا وعن طريق مساحة المقطع العرضي). إن الوصول ألعلى قوة بمعدالت سريعة عالية يعتبر متطلبا أساسيا في العديد من الفعاليات واأللعاب الرياضية [وإن امتالك الالعب لقوة قصوية ال يعني بالضرورة امتالكه لقدرة عالية أو العكس]. إذ يوضح الشكل (1) ثالثة منحنيات تمثل الوصول بالقوة العضلية إلى أقصى قيمة لھا خالل زمن محدد 400 ملي ثانية. إذ يوضح المنحنى األول العب يتمتع بقدر كبير من القوة المطلقة (القصوى) ولكنه يفتقر إلى القدرة ومن أمثلته العب األثقال. أما المنحنى الثاني فيوضح العب يتمتع بقوة مطلقة أقل نسبيا من الحالة األولى وھو يصل في 1 واط = 6,12 كغم.م/ثا (جول).
4 3 ھذه الحالة إلى الحد األقصى لالنقباض في زمن أقل نسبيا مثل العب الوثب العالي والطويل. أما المنحنى الثالث فيوضح العب يؤدي ما لديه من قوة مطلقة (قصوية) بمعدل سريع ولكنه ال يتمتع بقدرة عضلية كبيرة وبالتالي فھذا النوع من الالعبين ال يصلح ألنواع الرياضات التي تتطلب كل من القوة والقدرة في آن واحد. الشكل (1) يوضح المنحنيات النظرية (القوة-الزمن) ألفراد مختلفين في مستوى القدرة عن (طلحة حسام الدين وآخرون 1997 م) إن الوصول ألقصى قوة وقدرة يكون من خالل توليد حركات قوية ومتناسقة بسبب تجمع القوى والذي يعني تضافر العديد من التقلصات العضلية (النفظات- Twitch ) مع بعض البعض ويحدث تجمع القوى بصورة عامة بطريقتين: Multiple Fiber Summation: 1. التجمع متعدد األلياف: ويتم عن طريق زيادة عدد الوحدات الحركية المتقلصة معا وفي وقت واحد فعندما يرسل الجھاز العصبي المركزي إشارة ضعيفة تتقلص إحدى العضالت وتنبه الوحدات الحركية فيھا التي تحوي على أصغر األلياف العضلية وأقلھا عددا مفضلة ذلك على تنبيه الوحدات الحركية الكبيرة وعند زيادة شدة اإلثارة يبدأ تنبيه الوحدات الحركية األكبر تدريجيا. والمعروف إن ألكبر الوحدات الحركية شدة تقلصية تساوي (50) ضعف الشدة التقلصية ألصغر الوحدات ويسمى ذلك مبدأ الحجم Principle).(Size وھذا يسمح لتدرج شدة التقلص العضلي بأن يكون بدرجات صغيرة بينما تصبح الدرجات أكبر شدة تدرجيا عندما تدعو الحاجة إلى درجات أكبر من الشدة وسبب ذلك ھو إن الوحدات الحركية الصغيرة تتغذى بألياف عصبية حركية صغيرة وھي أكثر استثارة من األلياف العصبية الكبيرة التي تغذي الوحدات الحركية الكبيرة لذلك فإن األولى تستثار أوال. يوجد الكثير من العوامل والتي تؤثر في القدرة االنفجارية وھذه العوامل ھي نفسھا إلى حد ما والتي تؤثر في القوة نظرا للتشابه الكبير بين القوة والقدرة وعليه فأننا سوف نقسم العوامل المؤثرة إلى ثالثة محاور رئيسة ھي: 1. العوامل البيوميكانيكية. 2. العوامل الفسيولوجية. 3. الحالة التدريبية. وسوف نكتفي بھذه الدراسة على تقديم العوامل البيوميكانيكية وستكون لنا رجعة إلى ذكر العوامل الفسيولوجية والحالة التدريبية في الدراسات القادمة. 1. العوامل البيوميكانيكية: وتشمل Force-Velocity Relationship: أ. عالقة القوة-السرعة: إن قانون القدرة ھو (القدرة = ق س) وھذا يعني وكما أسلفنا إن القدرة تتأثر بالقوة والسرعة إذ أنھا تزداد بزيادة أحد ھذين العنصرين. ولكن السؤال اآلن: ما ھي العالقة بين القوة والسرعة من خالل مالحظتنا للقانون نعرف إن العالقة عكسية "ھذه العالقة الكالسيكية بين القوة-السرعة اكتشفت أوال عن طريق (ھيل) Hill عام 1938". إن سرعة انقباض العضلة لھا تأثير ملحوظ وواضح على سعة العضالت لتوليد القوة كما إن نوع االنقباض العضلي يلعب دورا كبيرا في ذلك فخالل االنقباض المركزي( Concentric ) والذي فيه تقصر العضالت أثناء االنقباض فإن القوة القصوى تنخفض تدريجيا مع زيادة السرعة في حين إن العكس صحيح خالل االنقباض الالمركزي (Eccentric) [أي تزداد القوة مع زيادة السرعة] عندما تكون العضالت العاملة خاضعة لإلطالة الشكل (2). الشكل (2) يوضح منحنى القوة-السرعة عن Hall-1995) (Susan.J كما إنه عندما يتطور شد العضلة ضد حمل عالي فإن سرعة تقصير العضالت يجب أن تبطئ نسبيا وعندما تكون المقاومة واطئة فإن سرعة التقصير ممكن أن تسرع نسبيا..2 التجمع الترددي والتكزيز (التكزز) - and Frequency Summation Tetanization إن التقلصات العضلية تكون فردية وتحدث واحدة بعد األخرى بنفس تردد التنبيه وعند ازدياد التردد تأتي فترة يحدث فيھا كل تقلص جديد قبل انتھاء التقلص الذي يسبقه وبھذا ترتفع شدة التقلص الكلية تدريجيا كلما زادت سرعة التردد وعند وصول ھذا التردد إلى مستوى حرج تصبح التقلصات المتتالية سريعة جدا لدرجة تجعلھا تندمج في الواقع مع بعضھا عندما تصل شدة التقلص أقصاھا بحيث لن يكون ھناك ألية زيادة إضافية في سرعة التردد أي تأثير إضافي على شدة التقلص العضلي. - العوامل المؤثرة في القدرة االنفجارية:
6 5 وھذا ال يعني أنه من غير الممكن تحريك مقاومة عالية بسرعة عالية. [إذ إن مثل ھذه الحالة تدل على امتالك الالعب لقدرة عالية]. إن انخفاض القوة المتولدة من الشد المركزي تدريجيا مع زيادة سرعة الحركة يكون نتيجة : 1. لزوجة الوسط الذي يقاوم الحركة مع زيادة السرعة. 2. انفصال وعودة االتصال للجسور المستعرضة بمعدالت سريعة مما يؤدي إلى تقليل الشد أو التوتر. 3. إن سرعة االنقباض العالية ال تسمح بتوفر زمن كافي لتوليد أقصى قوة انقباضية. وعند وصول السرعة إلى الصفر فإن االنقباض يكون ثابتا.(Isometric) ويذكر (سامي عبد الفتاح نقال عن أي ديركس وآخرون- 1988 A). Dirix etal بأنه يفسر االنقباض الثابت ميكانيكيا على إن الشد المتولد ھو بسبب فعل المكون االنقباضي (االكتومايوسين) (CC) Contractile Component على المكون المطاطي المتتالي (المتسلسل) (SEC) Series Elastic Component أما االنقباض المركزي فأنه دائما يسبق بانقباض ثابت لحين أن يكون الفعل للمكون االنقباضي على المكون المطاطي قد ساوى أو تعدى المقاومات الخارجية (الحمل) وعندھا تتقلص العضلة. أما الشد الالمركزي فأن القوى الخارجية كالجاذبية األرضية والعضالت المضادة ھي التي تؤدي بالعضلة لتطول. (الشكل ). 3 وان أعظم قوة وقدرة يمكن توليدھا من الشد الالمركزي حيث يمكن مالحظة ذلك من منحنى القوة-السرعة (أرجع للشكل 2). إن الزيادة في القوة المتولدة من الشد الالمركزي تعود إلى اصل كيوميكانيكي Origin) (Chemomechical وھذا أثبته (ايدمان وآخرون عام 1978 (Edman etal إذ وجد إنه إذا سحبت العضلة بعد تقلص آيزومتري قصوي فإن القوة المتولدة ستزداد "وقد تصل ھذه القوة إلى ثالثة أضعاف القوة بالتقلص المركزي". ھذا المبدأ الميكانيكي العضلي (القوة-السرعة) له دور كبير في تطوير قدرة العضالت إذ ال يمكن تطوير كال القوة والسرعة إلى الحد األقصى في الوقت نفسه وھو ما تتطلبه القدرة (قد = ق س) بل يمكن تطوير أحدھما على حساب اآلخر وكما يلي: 1. قوة كبيرة بسرعة منخفضة تطوير القوة قوة مميزة بالسرعة (العب األثقال). 2. سرعة عالية بقوة منخفضة تطوير السرعة سرعة مميزة بقوة (العب الموانع). 3. قيم متوسطة لكل من القوة والسرعة يطور القوة والسرعة القدرة بصورة عامة. المكون االنقباضي (االكتومايوسين) Contractile Component - CC ھو خاصية العضلة للقدرة على تطوير االنقباض العضلي بواسطة إثارة األلياف العضلية. المكون المطاطي المتتالي (المتسلسل) Series Elastic Component - SEC ھو الخاصية المطاطية الفعالة للعضلة والمسخرة من األوتار وأما المكون المطاطي المتوازي Parallel Elastic - PEC Component ھو الخاصية المطاطية الفعالة للعضلة والمسخرة من قبل األغشية العضلية. الشكل (3) يوضح االنقباضات العضلية عن (1988 (A.Dirix etal ومما تجدر أليه اإلشارة إن تطوير القدرة العضلية عن طريق التدريب يمكن أن تحدث بدون عملية التضخم العضلي وإنما عن طريق مجموعة من التكيفات العصبية والتي حددھا etal-1975) (Milliner-Brown ب: 1. فعالية أكثر للعضالت الرئيسة العاملة. 2. تحسين التوافق لعمل العضالت المساعدة. 3. زيادة كبح العضالت المضادة (المعاكسة) وزيادة التحفيز المتزامن للوحدات الحركية العاملة. [إضافة إلى العوامل الوراثية المحددة لنوعية األلياف العضلية]. Force-Time Relationship: عالقة القوة - الزمن: عندما تحفز العضلة فإن ھناك مدة أو وقت قصير األمد يقتضي وجوده قبل أن تبدأ العضلة بتقديم تطور الشد (الشكل 4) والذي يشار أليه بالتأخير الكھروميكانيكي Delay-EMD).(Electromechanical إن ھذه المدة من الزمن يعتقد إنھا ضرورية لكي تزيح المكونات االنقباضية (CC) للعضلة المكونات المطاطية (SEC) وخالل ھذا الزمن فإن ارتخاء العضلة ي زال وحال كفاية مط المكون المطاطي فأنه يشرع تطور االنقباض العضلي. وإن طول التأخير الكھروميكانيكي يتفاوت إلى حد بعيد بين عضالت الجسم البشري وتكون قيمته بين (100-20) ملي ثانية الباحثون وجدوا إن أقل زمن للتأخير الكھروميكانيكي يقدم بواسطة العضالت الحاوية على نسبة عالية من األلياف السريعة (FT) لذا تعد (FT) األفضل في تقديم القدرة إذ إن (FT) تمتاز بسرعة االستجابة للمثير العصبي والوصول ألكبر قوة وبأقل زمن مقارنتا باأللياف العضلية البطيئة (ST) وكما في (الشكل 5). إن ظھور أكبر وأسرع انقباض عضلي يرتبط مع قصر (EMD) وذلك ألن التأخير الزائد يؤدي إلى تقليل القوة وحسب قانون (الدفع = القوة الزمن) إذ يالحظ إن مقدار القوة يتناسب عكسيا مع الزمن. التأخير الكھروميكانيكي - Delay-EMD :Electromechanical ھو الوقت الالزم بين وصول المثير العصبي وتطور االنقباض بواسطة العضلة (االستجابة).
8 7 اتصالھا بوتر العضلة له أھمية اعتبارية في عضالت الجسم. ھذه االعتبارات البنائية تؤثر في قوة االنقباض العضلي للعضالت وفي المدى الحركي للمجاميع العضلية التي تحرك أجزاء الجسم. وإن التصنيف األساس لترتيب األلياف العضلية يكون بنوعين ھما: الشكل المتوازي (المغزلي) والشكل الريشي. بالرغم من وجود أنواع مشتقة أخرى من ھذين النوعين ويعد التمييز بين ھذين النوعين أمر بالغ األھمية لمناقشة المميزات البايوميكانيكية للعضالت. ففي الترتيب المتوازي لأللياف العضلية: فإن األلياف تتوجه لتنتظم بشكل موازي للمحور الطولي للعضلة ومن أمثلتھا العضلة البطيئة المستقيمة والعضلة ذات الرأسين العضدية. أما في الترتيب الريشي لأللياف العضلية فإن األلياف تمتد بزاوية على المحور الطولي للعضلة وكل ليف في العضالت الريشية يتصل بالوتر ومن أملتھا العضلة الدالية. أثناء التقلص العضلي في األلياف المتوازية فإن أي قصر في العضلة سببه الرئيس ھو نتيجة التقصير في األلياف العضلية في حين أنه في األلياف الريشية تحدث زيادة في زوايا اتصال األلياف بالوتر وبھذا فأنھا تدور حول وترھا المتصلة به أو األوتار المتصلة بھا وكلما زاد التقلص زادت الزاوية (زاوية اتصال الليف بالوتر). ومن المعروف إن الزاوية الكبرى التصال األلياف بالوتر تظھر أقل كمية من القوة الفعالة والمنقولة للوتر أو األوتار لتحريك العظام وإحداث الحركة وإن كمية القوة المنقولة إلى الوتر ھي أقل من نصف القوة الحقيقية المتولدة في األلياف العضلية. وبالرغم من إن زيادة زوايا اتصال األلياف بالوتر تقلل من القوة الناتجة من انقباض األلياف فإن ھذا الترتيب الريشي يسمح بتجنيد ألياف عضلية أكثر كمية من التي تستطيع األلياف المتوازية تجنيدھا وفي نفس المساحة المكانية للعضلة مما يجعلھا تنتج قوة أكبر من األلياف المتوازية. ولكن إن الترتيب المتوازي لأللياف يسمح بأكبر تقصير تام ممكن للعضالت مقارنتا بالترتيب الريشي لذا فإن أليافه ممكن أن تحرك أجزاء الجسم خالل مديات حركية واسعة مقارنتا بزيادة األلياف في العضالت الريشية والتي تكون مدى حركتھا قليل. الشكل (4) يوضح التأخير الكھروميكانيكي EMD عن 1995) - J.Hall (Susan (FT) والبطيئة (ST) عن الشكل (5) يوضح سرعة وقوة انقباض األلياف العضلية السريعة (Susan J.Hall - 1995) - طول العضلة ومقطعھا العرضي وتوجيه األلياف: Muscle Length, Cross Section and Fiber Orientation: بصورة عامة: العضلة األطول ھي العضلة التي تنقبض بسرعة أكبر ألن العضلة األطول تعني ساركوميرات أكثر مرتبة الواحدة بعد األخرى (بشكل متتالي) وإذا قصرت كل ھذه الساركوميرات بنفس المعدل فإن الفرد صاحب العضلة األطول سوف يكون له (سرعة) تقصير (انقباض) كبيرة في وحدة الزمن. أما تطور أكبر شد للعضلة فھو متعلق بصورة مباشرة بسمك العضلة أو مقطعھا العرضي. إذ إن زيادة المقطع العرضي يعني زيادة الجسور المستعرضة والتي تكون بشكل متوازي. ھذه القوة والسرعة القصوية لالنقباض العضلي (القدرة) تعتمد بشكل كبير على نوع الليف العضلي. وبكالم آخر: العضالت التي تحوي على أعداد كبيرة من الساركوميرات وال مرتبة بشكل متتالي ممكن أن تعطي سرعة أكبر من العضالت التي تحوي على عدد أقل من الساركوميرات المرتبة بشكل متتالي. في حين إن عدد اللويفات العضلية وما يتصل بھا من ساركوميرات والتي تكون متوازية تكون ھي العامل الحاسم في القوة المنتجة. كما يعد شكل البناء الليفي للعضلة متغير آخر يؤثر في وظيفة العضلة من خالل شكل ترتيب األلياف العضلية إذ أن تنظيم وترتيب األلياف العضلية داخل العضلة وطريقة الشكل (6) يوضح ترتيب األلياف العضلية المتوازي (المغزلي) Parallel والريشي Pennate عن 1995) - J.Hall (Susan
9 يوضح العضالت الريشية أثناء: A الراحة B االنقباض عن 1995) - J.Hall (Susan الشكل (7) المصادر العربية واألجنبية - العربية: بھاء الدين إبراھيم سالمة : التمثيل الحيوي للطاقة في المجال الرياضي مصر دار الفكر العربي 1999 م. سامي عبد الفتاح : محاضرات طلبة الماجستير للعام الدراسي 1998-1997 م. طلحة حسام الدين وآخرون : الموسوعة العلمية في التدريب ط 1 مصر القاھرة مركز الكتاب للنشر 1997 م. عويس الجبالي : التدريب الرياضي-النظرية والتطبيق ط 1 دار GMS للطباعة والنشر والتوزيع واإلعالن 2000 م. كايتون وھول : المرجع في الفسيولوجيا الطبية (ترجمة صادق الھاللي) بيروت لبنان دار أكاديميا انترناشونال 1997 م. - األجنبية: A.Dirix etal: The Olympic Book of Sport Medicine, Volume 1, Black Well Scientific Publications, W.Germany, 1988. George A.Brooks, Thomas D.Fahey: Exercise Physiology, Macmillan Publishing.Co, USA, 1985. Scott K. Powers, Edward T. Howley: Exercise Physiology, 4 th edition, McGraw-Hill Companies, Inc-New York, USA, 2001. Susan J. Hall: Basic Biomechnics, 2ed edition, USA, Mc Graw-Hill Companies, Ine, 1995.