برنامج "في ظ الل الكلمة" دراس ة ل رسالة ب ول س الرس ول األ ولى إلى أهل ك ورنث وس عددا بعد اآلخر )الجزء األو ل( ك ت ي ب الدراسة رقم 18 Mini Bible College Study Booklet # 18 Verse-by-Verse Study of First Corinthians (Part 1) By Rev. Dr. Dick Woodward ب ق ل م: الق س الد كت ور د ك و ودو رد ت رج م ة: الق س الد كت ور بيار فرنسيس All Rights Reserved جميع الحقوق محفوظة جميع الحقوق محفوظة للمؤلف وال يجوز نشر أو إعادة نشر أو طبع هذا الكتاب بأي طريقة طباعية أو الكترونية بهدف بيعها أو المتاجرة بها أو وضعها على شبكة اإلنترنت إال بإذن من الخدمة العربية للكرازة باإلنجيل. يمكنك أن تحتفظ بالكتب والمقاالت لإلستخدام الشخصي كما يمكنك أن تنسخها ألجل توزيعها مجانا لتعم الفائدة. 0
محتويات الكتاب 2 4 7 01 01 01 01 21 22 24 22 22 10 11 11 17 12 40 41 41 47 42 10 11 الفصل األول )ر سالة ك ورنث وس األ ولى 9-1( 1: الف صل الث ان ي "ه ل إنق س م المسيح " ) 1 ك ورنث وس 11-11( 1: الفصل الثال ث "الك راز ة باإلنجيل" ) 1 ك ورنث وس - 11 1: 2: 5( الف صل الراب ع "اإلنسان الط ب يعي واإلنسان الر وح ي " ) 1 ك ورنث وس 6-2: 16( الف صل الخام س "ك ل مات ي ع ل م ها الر وح الق د س" ) 1 ك ورنث وس 6-2: 16( الف صل الساد س "م ن ه و ب ول س " ) 1 ك ورنث وس 1-3: 1( الف صل الساب ع "الب ناء على األساس" ) 1 ك ورنث وس 1-3: 11( الف صل الثام ن "اإلنسان الح كيم واإلنسان الجاه ل" ) 1 ك ورنث وس 11-3: 21( الف صل الت اس ع "م د ب ر و األسرار" ) 1 ك ورنث وس 21-3: 4: 5( الف صل العاش ر "نماذ ج من الش هاد ة" ) 1 ك ورنث وس 6-4: 21( الف صل الحاد ي عش ر "نظام الك نيسة" ) 1 ك ورنث وس 1-5: 5( الف صل الثاني عشر "ل ك ي ترب ح أخاك" ) 1 ك ورنث وس 6-5: 12( الف صل الثال ث عش ر "خ الفات بين التالميذ" ) 1 ك ورنث وس 1-6: 1( الف صل الر اب ع عش ر "ح ل ول خاص ة للخطايا الج نسي ة" ) 1 ك ورنث وس 9-6: 21( الف صل الخام س عش ر "د ليل الز واج" ) 1 ك ورنث وس 1( الفصل الساد س عش ر "الحياة الج نسي ة عند الم ت ز و ج ين الم ؤم نين" ) 1 ك ورنث وس 1-1: 6( الف صل الساب ع عش ر "ن صيح ة ب ول س الم وحاة للم ت زو جين" ) 1 ك ورنث وس 1-1: 16( الف صل الثام ن عش ر "خ لف ي ات الزيجات الم خت ل ط ة" ) 1 ك ورنث وس 11-1: 24( الف صل التاس ع عش ر "ق دس ي ة الع ز وب ي ة" ) 1 ك ورنث وس 25-1: 41( الف صل الع شر ون "محب ة األخ األضع ف" ) 1 ك ورنث وس 1( الف صل الحادي والع شر ون "ك ل األشياء لك ل الن اس" ) 1 ك ورنث وس 1-9: 23( الف صل الثاني والع شر ون "أرك ض وا لك ي تنال وا" ) 1 ك ورنث وس 24-9: 21( الفصل الثال ث والع شر ون "نماذ ج وتحذيرات " ) 1 ك ورنث وس 1-11: 22( الف صل الر اب ع والع شر ون "م باد ئ المحب ة الثالثة" ) 1 كورنث وس 23-11: 33( 1
الفصل األول )ر سالة ك ورنث وس األ ولى 1-1: 9( كان لدى الك نيسة التي أس س ها ب ول س في ك ورنث وس عد ة أسئ لة ومشاك ل كانت تحتا ج إلى نصيح ة أعظ م م رس ل وم ؤس س كنائ س عرفت ه كنيسة يس وع المسيح. كانت الكنيسة م جز أ ة بسبب تحز ب أعضائ ها حول بعض القادة الذين وضع ه م ب ول س ه ناك لي ت لم ذ وا وي ع ل م وا الم ؤمنين. ويبد و أن أحد األعضاء الذي كان في مرك ز ق ياد ي في ت لك الكنيسة كان على عالق ة غير أخالق ي ة مع زوج ة أبيه. كان الجميع يعر فون ذلك ولكن لم يأت أحد بأي ة حرك ة تجاه هذه الم شك ل ة. وكان الم ؤمن ون ي قاض ون بعض هم بعضا أمام المحاك م الم د ني ة في ك ورنث وس وكان وا يسك رون بالخ مر عند تناو ل هم عشاء الر ب. ولقد أ خب ر ب ول س عن الكثير من هذه المشاك ل من ق ب ل إحدى كنائ س المنز ل ه ناك. وأيضا كتب له الك ورنث وس ي ون ر سال ة سأل وه فيها عن الز واج وعن م شك لة تتعل ق بعباد ة األوثان وعن د ور الن ساء في الكنيسة خاص ة عن بعض أوج ه العبادة في الكنيسة وعن عمل الر وح الق د س في الكنيسة وعن القيامة وعن قضايا تتعل ق بالتلمذة. ولقد عال ج ب ول س م شك ل ة إنش قاق هم في اإلصحاحات 1 إلى 4 والمشاك ل األخالقي ة والم قاضاة في اإلصحاحات 5 و 6 ث م القضايا التي تناو ل ت ه ا رسالت ه م في اإلصحاحات 1 إلى 16. مع هذه اللمحة على ر سال ة ك ورنث وس األ ولى د عونا ن نظ ر إلى األعداد اإلفت تاح ي ة. في العدد األو ل وصف ب ول س نفس ه كالت الي: "ب ول س الم دع و ر س وال ل ي س وع الم سيح ب م ش يئ ة الله." عند ما ت ص ل إلى م حت وى هذه الر سالة والر سال ة الثان ية إلى أهل ك ورنث وس تكت ش ف أن ك نيسة ك ورنث وس شك ك ت ب ر س ولي ة ب ول س نفسه. فأوضح م باش ر ة أن ه كان "مدع و ا ر سوال ليس وع المسيح بمشيئة الله." وج ه ب ول س هذه الر سالة إلى "الم قد س ين في الم سيح يس وع الم دع و ين ق د يسين." )1: ) 2 تعني كلمة "م قد سين": "مفر وزين جان با." فعندما ت فر ز جان با إلت باع الم سيح بالطبع سوف تبت ع د عن األ م ور اآلث مة. ولكن التشديد على التقديس في كلمة الله ليس على كون ك قد ف رزت عن الخطي ة بل على كون ك قد د ع يت لتنف ر ز وتتخص ص للر ب الذي د عاك للشرك ة مع ه )1: 9(. إن الطريق ة الم فض لة عند ب ول س لإلشار ة إلى الم ؤمنين ه ي ب ت سم يت هم "ق د يسين." إن ك ون ب ول س قد كتب لهؤالء الم ؤمنين وه و عال م بمشاك ل هم الكثيرة وأن ه قد دعاه م "ق د يسين " ي ظه ر لنا أن التقديس ال يعني أن تخت في ك ل خطي ة من حيات ك. بل يعني أن الم ؤم ن م دع و ليحيا حيات ه م خ ص صا للمسيح وبعيدا عن الخطي ة. 2
في الن صف الثاني من العدد كتب ب ول س يق ول "...مع جميع الذين ي دع ون بإسم ر ب نا يس وع الم سيح في ك ل مكان له م ولنا." لم تك ن هذه الر سال ة م وج ه ة فقط إلى كنيسة الله في ك ورنث وس ب ل أيضا إلى ك ل من كان يدع و بإسم يس وع المسيح منذ ك ت ب ت هذه الر سالة وحت ى ي وم نا هذا على م ر األجيال وفي شت ى أنحاء العال م. هذا يعن ي أن هذه الر سالة م وج ه ة لك ولي. "ك نيسة الله" هي الكنيسة الشام لة غير الم رئ ي ة و"كنيسة الله في ك ورنث وس" هي الكنيسة الم رئ ي ة بمعناها الم ح ل ي. يحت وي العدد الثال ث على تح ي ة: "ن عم ة لك م وسالم من الله أبينا والر ب يس وع الم سيح." كانت هذه تحي ة ب ول س النم وذ جي ة ألن ه آمن أن ه إن كان لدى الم ؤمن نعمة سيك ون عند ه ك ل أنواع الب ركات الرائعة التي يمنح ه إي اها الله في حيات ه ليس بسبب إست حقاق ه لها أو أن ه أنج ز ه بج ه ود ه الذات ي ة بل ألن الله منح ه هذه الب ركات. فالن عم ة ليس ت عطي ة الله الوحيدة التي ال نست ح ق ها ولكن ها أيضا س لطة وكاريزما الله التي ت مك ن نا من أن نتصر ف ك أ تباع ليس وع المسيح. إن نتيج ة ح ياز ة نعم ة الله هي أن الم ؤم نين الك ورنث وسي ين كان وا قد "إست غن وا في ك ل ش يء ولم ت عو ز ه م أي ة موه ب ة ر وحي ة." )1: 1( 5 كان التعليم عن مجيء المسيح ثان ي ة من أه م تعاليم ب ول س. فأخب ر هؤالء الم ؤمنين في الق رن األو ل في ك ورنث وس أن ه م كان وا "م ت وق ع ين إست عالن ر ب نا يس وع المسيح." )1: 1( وبينما كان وا ينت ظ ر ون ر ج وع ه كت ب ب ول س أن يس وع "سي ثب ت ك م أيضا إلى الن هاي ة ب ال لوم في يوم ر ب نا يس وع المسيح." )1: 1( كيف أمك ن ل ب ول س أن تك ون عند ه هذه الث ق ة )خاص ة في هذه الكنيسة بك ل ما فيها من مشاك ل( بأن هؤالء الم ؤمنين سوف ي تاب ع ون مسير ت ه م دون أن يسق ط وا حت ى يوم مجيء يس وع المسيح لقد كانت ث ق ة ب ول س الرس ول أن ه : "أمين ه و الله الذي ب ه د عيت م إلى ش ر ك ة إبن ه يس وع الم سيح ر ب نا." )1: 9( 3
الف صل الث ان ي "ه ل إنق س م المسيح " ) 1 ك ورنث وس -11 :1 )11 هذه األعداد في اإلصحاح األو ل ت كش ف عن قصد هذه الرسالة. وكما ه و مذك ور إن ر سالة ك ورنث وس األ ولى ك ت ب ت لك نيسة عان ت من ع د ة مشاك ل. في اإلصحاحات األرب عة األ ولى عال ج ب ول س م شك ل ة اإلنشقاقات في الكنيسة. وكان قد أ خب ر عن هذه اإلنشقاقات في الكنيسة "من أهل خ ل وي." )1: 11( كانت كنيسة ك ورنث وس تلت قي في كاف ة أرجاء مدين ة ك ورنث وس في كنائ س المنز ل. وك ل الكنائ س التي أس س ها ب ول س كانت تلت قي بهذه الطريقة. وعندما خاط ب ب ول س ش ي وخ كنيسة أفس س قال له م "كما عل مت ك م ج هرا وفي ك ل ب يت." فع ند ما تحد اه م بأن يرع وا ر عي ة الله التي إئت م ن ه م عليها الر وح الق د س بإمكان نا أن نتصو ر أن الش ي وخ قاد وا كنائ س منز لي ة في أفس س وكان وا مسؤولين عن اإلشراف على الن م و الر وح ي للذين إلت قوهم في الكنائ س المنز لي ة. )أعمال 21( 21: كانت الكنيسة األ ولى تلت قي في الكنائس المنز لي ة في الق رون الثالث ة األ ولى. لقد تمحو ر ت كنائ س ك ورنث وس الم نز لي ة حول قاد ت ها. وبما أن ب ول س كان الشخص الذي جاء إلى ك ورنث وس وكرز باإلنجيل عندما خ ل ص هؤالء قال بعض هم بالنتيجة "أنا سأتب ع ب ول س. فب ول س ه و الذي قاد ني للمسيح ولهذا سأتب ع ه." وقبل أن تجد د ب ول س كان دارسا عظيما للنام وس أو راب ي ا وكان فر يسي ا درس عند أقدام غمالئيل الم عل م الشهير. )أعمال ) 3 22: أن تتمك ن من القول في ت لك األي ام أن ك جلست عند أقدام م ع ل م ع ظيم ي شب ه القول في أي ام نا الحاض رة أن ك تحم ل شهاد ة من إحد ى الجام عات الشهيرة. بكلمات أ خرى كان لدى ب ول س ك ل األهلي ة الفكري ة. فالحضار ة اليوناني ة في أي ام ب ول س أول ت الكثير من القيمة للتعل م. وكان الم ؤمن ون الك ورنث وس ي ون الذي كان وا يحت ر م ون التحصيل الف كري بشكل كبير كان وا ي صغ ون بإهت مام ك بير لب ول س ولكن ليس لب طر س. ولكن لم يك ن الجميع في ك ورنث وس م ثق فين وهكذا أح ب الك ثيرون منه م الوعظ الم تواض ع والم نس ح ق الذي قد م ه إليه م بطر س. بعض هم لم يفه م تعليم ب ول س كما فه م وا وعظ ب طر س التأم ل ي. ف ر غم أن ب طر س لم يك ن م ت عل ما ترون عندما تقر أ ون رسائ ل ه أن ه كان ي شد د على التطبيق التعب دي والع م لي لأل م ور الر وحي ة. ث م كان ه ناك شخص إسم ه أب ول وس الذي يبدو أن ه كان ي وناني ا فصيحا قبل أن يتجد د. وبما أن الك ورنث وسي ين كان وا ي عط ون قيمة ك برى للف صاحة قال بعض ه م "أنا سأتب ع أب ول وس. فه و وحد ه الذي ي ؤث ر في ب كالم ه." 4
وأخيرا كان ت ت وج د مجم وع ة في كنيسة ك ورنث وس كانت تقي ة جد ا. هؤالء ه م الذين دعاه م ب ول س بأن ه م كان وا "للمسيح." يعني ب ول س أن هؤ الء كان وا يق ول ون "أنا ال أتبع إنسانا بل أتب ع المسيح." )1: 12( بعد أن وصف ب ول س هذه اإلنشقاقات في الكنيسة عال ج تمحو ر الم ؤمنين ه ناك حول قاد ت هم ب س ؤالهم: "هل إنق س م المسيح " في عدد واحد أعطى ب ول س لمح ة خاط ف ة عم ا ه و الخالص. كتب يق ول "أ مين ه و الله الذي ب ه د ع يت م إلى ش ر ك ة إبن ه يس وع المسيح ر ب نا." )1: 9( فإن كان الخالص بمعناه الحقيقي دعو ة للعالق ة مع المسيح فإن كان م مك نا لنا أن نتمت ع ب عالق ة مع الم سيح الح ي الم قام عندها يطر ح ب ول س علينا س ؤاال وجيها : "هل إنق س م المسيح " في ر سال ت ه إلى الك ولوس ي ين كتب ب ول س ما معناه أن المسيح في ق لوب نا ه و رجاؤ نا الو حيد. )ك ول وسي 21( 1: فس ؤال ه بالواق ع ه و الت ال ي "كيف يشع ر الم سيح الذي يحيا فينا وه و على عالق ة معنا كيف يشع ر ح يال الع رق الطبقي ة اإلجتماع ي ة اإلجهاض إست نساخ الجنس الب ش ري أشكال الع بادة العقيدة أو أي ة قضي ة أ خرى ت ق س م نا هل إنق س م الم سيح فك ر بهذا. الجواب الص ريح ينب غي أن يك ون ب و ض وح "كال!" ولك ن هذا اإلستنتاج الواض ح ينب غي أن يك ون على أساس أن ه إن كان المسيح حي ا فينا بالف عل عندها علينا أن ال نك ون م نق س مين. وإن ك ن ا م نق س مين لكون نا نتمحو ر حول قاد ت نا فه ناك خ ل ل ما في عالق ت نا مع المسيح وه ناك خل ل في طريق ة نظر ت نا إلى قاد ت نا. في العدد 13 يست خد م ب ول س نفس ه ك م ثال عن كيف ينب غي أن ي نظ ر ل لقادة. "أل ع ل ب ول س ص ل ب ألجل ك م أم بإسم ب ولس إعت م دت م " فهو يق ول م تسائ ال "أنا لم أم ت على الصليب من أجل ك م أليس كذلك فل ماذا يق ول البعض منك م: أنا ل ب ول س " لم ي خاط ب ب ول س أولئ ك المت حز بين ل قاد ة آخرين. بل خاطب بد بل وماس ي ة أ ولئك الذين يتب ع ون ه ه ناك في "الكنيسة األ ولى في ك ورنث وس." ولقد أشار ب ول س إلى كون ه قد عم د الق ليلين فقط من الم ؤمنين في ك ورنث وس ث م قد م هذا التصريح الع ميق الذي ي قار ن بين المعم ودي ة واإلنجيل: "ألن الم سيح لم ي رس ل ني أل عم د ب ل أل بش ر. ال ب حكم ة كالم ل ئال يتعط ل ص ليب المسيح." )1: 11( أن نفص ل بين المعم ودي ة واإلنجيل يعني أن نا ال نعت م د لك ي نخل ص. بل نعت م د ألن نا خ ل صنا. فالمعم ود ي ة هي بمثاب ة إحت فال ع رس حيث نق وم بتصريح ع ل ن ي عن قرار سبق وتم إت خاذ ه على إنف راد. ل ك ي ي وض ح ب ول س هذه الن قطة إست خد م ب ول س ما تبق ى من اإلصحاح األو ل واإلصحاحات الثاني والثال ث والر اب ع ليشر ح ما يحص ل ف عال عند ما ي كر ز باإلنجيل وي ؤم ن 5
الناس ويتجد د ون. من الواض ح أن ه ي خاط ب أ ولئك الذين سي تب ع ون قائد هم فقط ألن ه كان الشخص الذي كرز له م باإلنجيل في ك ورنث وس عندما تجد د وا. ك ثيرون يقع ون في خطأ م حاو لة جعل إنجيل الم سيح م ش و قا من الناحية الف كري ة. هؤالء كان وا ي ح ب ون أن يجع ل وا من اإلنجيل عميقا وم نط قي ا وكأن ه م كان وا ي فك ر ون كالتالي: "لو إستطعت أن أ جيب ك على ك ل أسئ لت ك الفكري ة فأنا م ت ي ق ن أن ك ستخل ص." ي خب ر نا ب ول س ه نا أن ليس هذا ما حد ث عندما كرز باإلنجيل في ك ورنث وس. فه و لم يكر ز باإلنجيل م ست خد ما كالم الحكم ة اإلنسان ي ة الم قن ع. بل أعل ن أن ه لم ي رس ل ليكر ز باإلنجيل بكالم الحكمة اإلنساني ة الم قنع. ولو فعل ذلك لفر غ صليب المسيح من ق و ت ه ولكا ن إيمان الذين آمن وا م رس خا في الحكم ة اإلنساني ة. بل كتب ب ول س يق ول أن ه كان بين هم في ضعف ور عد ة. وقر ر عن ساب ق تص و ر وت صم يم أن ال يعر ف شيئا بين الك ورنث وسي ين إال المسيح وإي اه م صل وبا. وعندما أعل ن اإلنجيل في مدينت ه م ش ه د وا ب رهانا لق و ة الر وح الق د س. 6
الفصل الثال ث "الك راز ة باإلنجيل" ) 1 ك ورنث وس -18 :1 :2 )5 لو فه م م ست ل م و هذه الر سالة وطب ق وا ما كتب ه له م ب ول س في هذه األعداد التي سب ق ونظرنا إليها )1: 11-11( لما تحل ق وا ح ول قاد ت هم ولما كانت بينهم إنشقاقات. في العدد 11 يشرح ب ول س ما هي كراز ة الصليب وكيف يتجاو ب الناس مع هذه الر سالة: "فإن ك ل م ة الصليب عند الهال ك ين جهال ة وأم ا عند نا نحن الم خ ل ص ين فه ي ق و ة الله." عندما قال ب ول س أن ه جاء إلى ك ورنث وس ليكر ز باإلنجيل الكلمة التي إستخد مها للكرازة تعني أن ه جاء وأعلن اإلنجيل ببساط ة كما ي بو ق الحار س الم ل كي لي عل ن مرس وما م ل كي ا. عندما ي عل ن ب ول س أن ه ص م م أن ال يعر ف بين هم إال يس وع المسيح وإي اه م صل وبا ت ساع د نا الخلف ي ة التاريخي ة التي نتعل م ها من سفر األعمال لك ي ن قد ر قيمة هذه الكلمات التي نطق بها ب ول س للك ورنثوسي ين. اإلصحاح الساب ع عشر من سفر األعمال ي ص ف إختبار ا إجتاز ه ب ول س في أثينا الذي أث ر بع مق على خدمت ه في ك ورنث وس. فعندما كان في أثينا د ع ي لي ع ظ في األري وباغ وس وهو مكان ش هير ذ و رون ق ثقاف ي فكري عريق ي ط ل على أثينا وكان ي دعى إليه الم فك ر ون والس ياس ي ون والخ طباء المشه ورون ليتجاد ل وا حول القضايا الف لس ف ي ة الهامة في تلك األي ام أو لكي ي عل م وا ه ناك. يعت ق د بعض الم فس رين أن ب ول س إست سلم للض غ وطات الحضاري ة في ذلك المكان وللتشديد على الفلسفة والمجادالت الفكري ة. فألقى عظة عظيمة ه ناك على ت ل ة مارس آخ ذا نص ه الذي وعظ منه من قول مكت وب تحت أحد تماثيلهم وخات ما عظت ه بإقتباس من الفالسفة والش عراء الي ونان. كانت العظة رائعة أم ا النتائ ج فهزيل ة. فال نجد رسال ة من ب ول س لألثيني ين ونجد أن ه لم ي ؤس س كنيسة ه ناك. ق ليل ون فقط تجاو ب وا مع عظت ه العقالني ة. إنت ق ل ب ول س إلى ك ورنث وس م باش رة بعد هذا اإلخت بار في أثينا: "ال ت خ ف بل تكل م وال تسك ت. ألن ي معك وال ي ق ع بك أح د ل ي ؤذ ي ك. ألن لي شعبا كثيرا في هذه الم دينة." )أعمال 11( 9-11: وعظ ب ول س باإلنجيل في ك ورنث وس لم د ة سن ة ون صف. إقرأ ما كتب ه ب ول س للك ورنث وسي ين عن وعظ ه باإلنجيل في ك ورنث وس آخ ذا بعين اإلعت بار اإلطار التاريخي الذي نتعل م ه من سفر أعمال الر س ل عن خدمة ب ول س في ك ورنث وس )أعمال 11-11(. في ك ورنث وس لم يست خد م ب ول س أقواال منق وش ة على األصنام 7
ك ن ص يع ظ منه. ولم يقت ب س من فالسفة الي ونان وش عرائ ها. بل أعلن ببساطة حقيق تين عن يس وع المسيح. لقد كرز باإلنجيل. لم ي جاد ل باإلنجيل ولم ي داف ع عنه. بل إكت فى بم جر د إعالن ه ) 1 ك ورنث وس -1 :2.)5 خت م هذه الر سالة بإعالن لإلنجيل وكيف كرز به في ك ورنث وس )15: 1-4(. آمن ب ول س أن ه عندما كرز باإلنجيل أن المسيح مات من أجل خطايانا وقام من الموت بح س ب الك ت ب كان الر وح الق د س سي عط ي ه ب ة اإليمان لبعض الذين سم ع وا اإلنجيل. أ ولئك الذين آمن وا كان وا الذين قصد ه م الله عندما قال لب ول س أن له شعبا كثيرا في ك ورنث وس. لماذا ي ؤم ن الب عض لماذا ي ؤم ن البعض فقط باإلنجيل عندما ي كر ز به والبعض اآلخر ال ي ؤم ن ون ليس أن الذين ي ؤم ن ون ه م أغب ياء والذين ال ي ؤم ن ون ه م أذك ياء. وليس ألن الذين ي ؤم ن ون ه م أذك ياء والذين ال ي ؤمن ون ه م أغب ياء. ي خب ر نا ب ول س أن اإليمان ه و ع ط ي ة أو ه ب ة يمن ح ها الر وح الق د س للذين ي ؤمن ون عندما يسم ع ون الك راز ة باإلنجيل. فالر وح الق د س ي ح ر ك هؤالء ليعر ف وا أن ما يسم ع ون ه ه و حقيقي. فه م ي ؤم ن ون ألن ه م م ن ح وا ع طي ة اإليمان )أفس س 1 2: وفيلب ي.)29 :1 في العدد 19 يقت ب س ب ول س من الن ب ي إشعياء: "أ بيد حكم ة الح كماء وأ خفي فه م الف هماء." )إشعياء 14( 29: في العدد 19 من اإلصحاح الثال ث يقت ب س ب ول س من سفر أي وب: "اآلخ ذ الح كماء بحيلت هم فت ت هو ر م ش ور ة الماك رين." )أي وب 13( 5: كان الله يتنب أ من خالل إشعياء بأن فكر اإلنسان سي سب ب خراب ه. وكدليل على تحق ق هذه الن ب و ة يسأل ب ول س "أين الحكيم أين الكات ب أين م باح ث هذا الد هر ألم ي ج ه ل الله حكمة هذا العالم )1: 21( بدأ الله حوار ه مع اإلنسان ب س ؤال ه "أين أنت " ث م سأل قايين "أين أخ وك " وفيما بعد سأ ل الله إبراه يم "أين ز وج ت ك " والسؤال ه نا ه و "أين الح كيم " والمقص ود بهذا السؤال ه و "أين اإلنسان الح كيم ر وحي ا " لماذا ت عت ب ر ح كم ة هذا العالم جهالة عند الله أجاب ب ول س "العال م لم يعر ف الله بالحكمة." )1: 21( الله يعل م أن الحكم ة تبد أ ب خ وف ومعر ف ة الله خال قنا. )أمثال 11( 9: لخ ص ب ول س الطريقة التي بها يقت ر ب الي هود من الله عندما قال "الي هود يطل ب ون آي ة." وفس ر الطريق ة التي بها كان أهل ك ورنث وس يقت ر ب ون من الله أو غ ير ه عندما قال "والي ونان ي ون يطل ب ون حكم ة." لهذا ي عت ب ر اإلعالن الب سيط إلنجيل يس وع المسيح الم صل وب عثر ة للي هود. هذا ال ي عطيهم آي ة أكب ر من اآلي ة التي ينال ها ك ل واح د عندما يسم ع اإلنجيل. 8
يظ ن اليونان ي ون أن اإلنجيل "جهال ة" ألن ه ال يتوج ب عليك أن تك ون م فك را أو عال ما لتفهم اإلنجيل. ولكن بالن سب ة لألشخاص الم دع و ين ب غ ض النظ ر عم ا إذا كان وا يهودا أم ي ونان ي ين فإن الوعظ بإنجيل المسيح الم صلوب ه و حكم ة الله وق و ة الله وه و الذي ي نج ز م عج ز ة الخالص في حيات هم عندما يسم ع ون وي ؤم ن ون. 9
الف صل الراب ع "اإلنسان الط ب يعي واإلنسان الر وح ي " ) 1 ك ورنث وس -6 :2 )16 في العدد الساد س من اإلصحاح الث اني كتب ب ول س أحد أجمل المقاط ع في كلمة الله: "ل ك ن نا نتكل م ب ح كم ة بين الكام لين. ولكن ب ح كم ة ل يس ت من هذا الد هر وال من ع ظ ماء هذا الد هر الذين ي بط ل ون. ب ل نتكل م ب ح كم ة الله في س ر. الحكمة الم كت ومة التي سبق الله فع ي ن ها قبل الد ه ور لم جد نا. التي لم يعل م ها أح د من ع ظماء هذا الد هر. ألن لو عر فوا لما ص ل ب وا ر ب المجد. ب ل كما ه و مكت وب ما ل م تر عين ولم تسم ع به أ ذ ن ولم يخط ر على بال إنسان ما أعد ه الله للذين ي ح ب ون ه. فأعل ن ه الله لنا نحن ب ر وح ه. ألن الر وح يفح ص ك ل ش يء حت ى أعماق الله. ألن م ن م ن الن اس يعر ف أ م ور اإلنسان إال ر وح اإلنسان الذي فيه. هكذا أيضا أ م ور الله ال ي عر ف ها أح د إال ر وح الله. ونحن لم نأخ ذ ر وح العالم ب ل الر وح الذي من الله لن عر ف األشياء الم وه وب ة لنا من الله. التي نتكل م بها أيضا ال بأقوال ت ع ل م ها ح كم ة إنساني ة بل بما ي عل م ه الر وح الق د س قار نين الر وح ي ات بالر وح ي ات. ولكن اإلنسان الطبيعي ال يقب ل ما ل ر وح الله ألن عند ه جهالة. وال يقد ر أن يعر ف ه ألن ه إن ما ي حك م فيه ر وحي ا. وأم ا الر وح ي في حك م في ك ل ش يء وه و ال ي حك م فيه من أح د. ألن ه من عرف ف كر الر ب ف ي عل م ه. وأم ا نحن ف ل نا فكر المسيح." )2: 6-16( ك ل م عل م عظيم مثل ب ول س يفه م كيف يتعل م الن اس. فالناس يتعل م ون من خ الل "با ب األ ذ ن " أو بما يسم ع ون ه. هذا يشم ل ك ل ما نتعل م ه من أهل نا ق س وس نا م ع ل مينا واآلخرين. ونتعل م أيضا من خ الل "باب الع ين." نتعل م م ما نراه. هذا يشم ل ك ل ما نقر أ ه ون الح ظه. ل هذا ت عت ب ر الث قاف ة الس م عي ة الب ص ري ة التي نتعل م فيها من باب الع ين و األ ذ ن معا طريق ة فع ال ة جد ا للتعليم. يذك ر ب ول س في هذا المقط ع الع ين األ ذ ن والق لب. الق لب ي شير إلى اإلرادة. من الصعب أن ن عل م أ ولئك الذين ال ي ريد ون أن يتعل م وا. أخب ر نا رب نا قائ ال "إن أراد أحد أن يعم ل فسيعل م." )ي وحن ا 11( 1: فالت الميذ أتباع المسيح يتعل م ون بالع م ل ومن ثم ب قضاء ما تبق ى من حيات هم بعم ل ماتعل م وه. هذا ه و المعنى الجوه ري لكلمة "تلميذ." فال عج ب أن يس وع كان ي فت ش عن أشخاص كانت له م اإلرادة بأن يعم ل وا ما يعل م وه. رسالة هذا اإلصحاح الع ظيم األساسي ة هي أن ه لكي نتعل م حقيق ة ر وحي ة ينب غي أن يك ون لد ينا باب آخ ر ينب غي أن يك ون لدينا باب الر وح الق د س. يست خد م ب ول س إيضاحا 10
ج ميال لكي يوضح ما ي ريد قول ه. فه و يتحد انا بأن ن فك ر بكون روح اإلنسان وحد ها تعر ف أفكار اإلنسان. الطريق ة الو حيد ة التي ب ها نستطيع أن نعر ف ما ي فك ر به شخص آخر هي أن يك ون لدينا ر وح هذا الشخص اآلخر. بالطريق ة نفس ها الشخص الوحيد الذي يعر ف أفكار الله ه و ر وح الله الق د وس. فع ند ما يك ون لد ينا الر وح الق د س يك ون لدينا إمكاني ة معر فة أفكار الله. فب عنى حقيقي عندما يك ون لدينا الر وح الق د س ساك نا فينا يك ون لد ينا فكر المسيح بع ين ه. ي عل م ب ول س بإسهاب أن الطريقة الو حيدة لنعر ف حقيق ة روحي ة هي بأن يك ون لدينا الر وح الق د س ألن الحقيق ة الر وحي ة ت عر ف ر وحي ا. فإن لم يك ن لديك الر وح الق د س لن يك ون بإمكان ك أن تعر ف حقيق ة ر وحي ة. في 1 ك ورنث وس 15 2: تجد عبار ة "اإلنسان الر وحي". عم ن يتكل م ب ول س ه نا إن ه ي ص ف الشخص الذي كان قد آمن باإلنجيل وإخت ب ر م عج ز ة الخالص التي من خ الل ها يك ون قد ق ب ل الر وح الق د س. هذا الشخص ال ينب غي أن يك ون م فك را عقالني ا أو م ثق فا اله وت ي ا ر غم أن ه من الر ائع لشخص ر وح ي أن تك ون لد يه ثقاف ة اله وت ي ة. ما ي ح ي ر ني ه و أن الر س ل األربعة األوائ ل كان وا جميعا أ م ي ين. ولقد إستطاع وا أن ي بش ر وا العالم أجم ع بيس وع ألن ه م كان وا أشخاصا ر وح ي ين وكان وا قد ق ب ل وا ا لر وح الق د س. ي وجد حوالي ملي ونا قس يس أو راعي كنيسة في هذا العالم اليوم ولكن أقل من مائة ألف منه م يحم ل ون شهادات في الاله وت. ولكن المسيح الح ي الم قام من األموات ال يزال ي ص ل إلى ق لوب الناس في العال م أجم ع من خ الل أشخاص مثل هؤالء ا لر س ل األ م ي ين. في هذه األعداد يتكل م ب ول س عن نوع ين من الناس. وهذا نم وذ ج نراه على سائ ر صفحات الكتاب المقد س. فالمزامير ت شير إلى الر ج ل الم بار ك وإلى الر ج ل الش ر ير ويس وع يتكل م عن الر ج ل الح كيم وعن الر ج ل الجاه ل. )المزم ور 1 ومت ى 24-1: 21( ويتكل م ب ول س ه نا عن اإلنسان الر وحي واإلنسان الط ب يعي. والكلمة التي يست خد م ها ب ول س "الطبيعي" تعني "غير الر وح ي." فالذي ي قد م ه لنا ه و ب بساطة الرج ل الذي يسك ن فيه الر وح الق د س والر ج ل الذي ال يسك ن فيه الر وح الق د س. عندما ي ع ظ الق س وس وي عل م ون كلمة الله اليوم من الم مك ن أن ينظ ر وا إلى جمه ور الح ضور وي مي ز وا بين اإلنسان الر وح ي واإلنسان الطبيعي. عندما صل ى ب ول س لألف س س ي ين صل ى قائ ال "م ست نير ة عي ون أذهان ك م." )أفس س 11( 1: أ ولئك الذين ي شار ك ون كلمة الله مع اآلخرين بإمكان هم أن ير وا العي ون تستنير بالفهم عندما يسم ع الناس كلمة الله. 11
وعلى هذا الم ثال من السهل أحيانا أن ن م ي ز اإلنسان الذي ي ص ف ه ب ول س باإلنسان الط ب يعي أو اإلنسان غ ير الر وح ي. هذا اإلنسان ال يفه م األ مور الر وح ي ة. ال ب ل يعت ب ر ها جهال ة. لماذا ألن ه ليس لديه الر وح الق د س. وألن عينيه غير م ست نير تين بالفهم. )وأحيانا تك ون عيناه م غط تان بالق ش ور حت ى أن ه عندما يسم ع كلمة الله يستسل م للن وم.( ع لينا أن ال نتوق ع من األشخاص غير الر وح ي ين أن يفه م وا الحقيق ة الر وحي ة أو أن تك ون له م ق ي م ر وحي ة. فبينما ت حاو ل أن ت شار ك إيمان ك وإخت بار ك للمسيح مع أشخاص عال مي ين غير م ؤمنين عليك أن ت صل ي لكي يفت ح الر وح الق د س نفس ه الذي فت ح عيني ك وأ ذ ن يك حت ى يفت ح أعي ن ه م وأذان ه م أيضا لكي ي ول د وا ثان ي ة ويقب ل وا روح الله. هذا يضع أمام نا بعض األسئ لة الهام ة. فب ن عم ة الله هل آمنت باإلنجيل وهل و ل دت ثان ي ة وهل يحيا الر وح الق د س فيك وهل لديك "باب الر وح" الذي بإمكان ه أن يفت ح با ب عينك وباب أ ذ ن ك وباب قلب ك لي عل م ك الحقيق ة الر وحي ة وهل لد يك و ص ول إلى أفكار الله وفكر المسيح ألن لد يك الر وح الق د س حي ا فيك أم أن ك اإلنسان الط ب يعي غير الر وح ي الذي ال يستطيع أن يفه م الحقيق ة الر وحي ة والذي ي سم ي اإلنجيل جهال ة 12
الف صل الخام س "ك ل مات ي ع ل م ها الر وح الق د س" ) 1 ك ورنث وس -6 :2 )16 لدى الر وح الق د س عد ة خدمات وم ه م ات. فه و الم عز ي والم رش د. وه و ي ج د د نا ويجع ل نا خالئ ق جديد ة من الداخ ل إلى الخار ج. ولقد دعاه يس وع "الم عز ي." وتعني هذه الكلمة الي وناني ة أن ه "يأتي إلى جان بنا ويلت ص ق بنا لي ساع د نا." إحد ى أهم خدمات الر وح الق د س هي أن ي ع ل م نا. فع ندما أدخ ل يس وع مفه وم الر وح الق د س للر س ل أخب ر ه م أن هذا سيك ون إحدى م هم ات ه: "ي رش د ك م إلى ج ميع الح ق... وي خب ر ك م بأ م ور آت ي ة." )ي وحن ا 13( 16: في م ناس ب ة م ع ي ن ة وبعد أن عل م يس وع جهارا كان وحد ه مع الر س ل ي جيب على أسئ لت هم وي فس ر له م تعليم ه على إنفر اد. فأخب ر ه م أنه أ عط ي له م أن يفه م وا تعليم ه ولكن ليس لآلخ رين. فما ه و األمر الذي أ عط ي للر س ل لك ي يفه م وا تعليم ه غال با ما قد م يس وع هذه الم الحظة عن تعليمه. بعد أن قد م تعليم ه عن الز واج قال أن ه فقط الذين أ عط ي له م يستطيع ون أن يقب ل وا تعليم ه عن الز واج. )مت ى 11( 19: فع ند ما س ئ ل لماذا عل م بأمثال أجاب أن ه فقط أ ولئك الذين أ عط ي له م كان وا يفه م ون ه. )مت ى 11( 13: فواض ح أن الذي أ عط ي للتالميذ ليفه م وا تعليم ه كان الر وح الق د س. كتب الرس ول ي وحن ا أن لدينا مسح ة فينا وهذه الم سح ة قاد رة أن ت ع ل م نا. وحت ى أن ه ذه ب إلى درجة أن ه أخب ر نا أن نا ال نحتاج أن ي ع ل م نا إنسان ألن لنا هذه المسحة فينا وهي قاد ر ة أن ت ع ل منا ) 1 ي وحن ا 21( 21 2: يت ف ق الرس ول ب ول س تماما مع ر ب ه ومع ر فاق ه الر س ل عندما ي خب ر نا أن الر وح الق د س الذي يحيا فينا يقد ر أن ي عل م نا الحقيق ة الر وحي ة. ي عب ر ب ول س عن هذه الحقيقة بشكل ج ميل عندما ي قد م أهداف رسالت ه كم عل م لكلمة الله. فه و ي عل ن أن ه ي عل م الحقيقة الر وحي ة لألشخاص الر وحي ين "ب ك ل مات ي عل م ها الر وح." هذا ما يقصد ه عندما يق ول أن الحقيق ة الر وحي ة ت م ي ز ر وحي ا وأن ه ي عل م الحقيق ة الر وح ي ة لألشخاص الر وح ي ين. ) 1 ك ور 13( 2: عندما تقر أ أو تسم ع الوعظ والتعليم بكلمة الله هل تج د نفس ك م ت ف ك را وقائ ال "هذا له عالق ة بما قرأت ه أو س م عت ه األ سب وع الماضي أو البار حة." هل بإمكان ي أن أضع أمام ك هذا التحد ي لت در ك شيئا وه و أن الر وح الق د س هو الذي ي عل م ك ه نا كلمة الله "ب ك ل مات ي عل م ها الر وح الق د س ب ع ين ه." ب ح س ب يس وع وب ول س وي وحن ا الرس ول الطريق ة الوحيد ة التي بها نستطيع أن نفه م كلمة الله هي بأن يك ون لدينا الر وح الق د س فينا ك م ع ل م كاش فا عن أ م و ر 13
ر وحي ة لنا. هذا واح د من األسباب التي من أجل ها جاء ل ي حيا فيك التي يتعام ل الر وح بها معك. وواحد ة من أهم الط ر ق لو كانت الق در ة على فهم الحقيق ة الر وحي ة م عت م د ة على ذكاء اإلنسان أو ثقاف ت ه لما كان هذا عاد ال بتاتا. فليس لدينا جميعا نفس الق د ر من الذ كاء أو ف ر ص التعل م. فمن ه و الذي يختار الجينات التي ت كو ن مواه ب ه العقلي ة أو ظ ر وف الحياة التي ت حد د ف ر ص ه الثقافي ة لم يك ن بإمكان بطر س أن يكت ب رسائ ل ه ولكن عندما تدر س رسائ ل بطر س هل تجد أن ه كان يعر ف عن األ مور الر وح ي ة لقد كان بطر س عمالقا ر وحي ا! وكتب يق ول أن الله "وهب لنا ك ل ما ه و ل لح ياة والت قوى." ) 2 ب طر س 3( 1: لم يك ن م حتاجا أن يتعل م الق راء ة والك تاب ة ليك ون ر وحي ا. كان لد يه الر وح الق د س ساك نا فيه ولم يك ن يحتاج ألي كان لي ع ل م ه ألن الر وح الق د س عل م ه. هذا الفهم الر وح ي نفسه م توف ر للم ؤم نين اليوم. قال يس وع "إسأل وا ت عط وا أطل ب وا ت ج د وا إقر ع وا ي فت ح لك م." )مت ى 1( 1: فإن إقت ر بت م من ك ل م ة الله سائ لين طال بين وقار عين فإن الر وح الق د س سيفت ح لك م كلمة الله وسي ع ل م ك م. 14
الف صل الساد س "م ن ه و ب ول س " ) 1 ك ورنث وس -1 :3 )1 بعد أن قسم ب ول س العائ لة الب ش ري ة إلى إنسان ط ب يعي وإنسان ر وح ي قد م صنفا ثال ثا عندما بدأ اإلصحاح الثال ث من رسالت ه األ ولى إلى أهل ك ورنث وس. فقال بكلمات ك ثيرة ما معناه "بماذا أدع وك م أي ها األوغاد واألنذال الذين في ك ورنث وس وكيف ي مك ن أن أ خاط ب ك م ك ر وح ي ين بينما أنت م م نق س م ون وم ت حز ب ون حول قاد ت ك م الب ش ري ين " ويخت م ب ول س قائال "ال أستطيع أن أ خاط ب ك م ك ر وح ي ين بل ك ج س د ي ين كأطفال في المسيح." ) 1 ك ورنثوس 1( 3: فاآلن لدينا اإلنسان الر وح ي )الذي ق ب ل الر وح الق د س وأصب ح يفه م األ م ور الر وح ي ة( واإلنسان الط ب يعي )الذي لم يقب ل الر وح الق د س وال يفه م األ م ور الر وح ي ة( واإلنسان الج س د ي. )يست خد م ب ول س ك ل مة "إنسان" بمعنى الر ج ل أو المرأة(. فعلينا أن نتساء ل "من ه و هذا اإلنسان الج س دي " إن كلمة "جس د ي " هي ترجم ة للكلمة الي وناني ة "ج س د أو لحم." فهل ما ي شير إليه ب ول س ه نا ه و ثالثة أنواع من الناس هذا م مك ن ولكن ه ناك طريق ة أ خرى ي نظ ر بها إلى هذا المقط ع. فاإلنسان الط ب يعي ال ي مك ن ه أن يك ون ر وحي ا ألن ه ليس لديه الر وح. فليس لدي ه خ ي ار. وه و يسل ك بالجسد ط وال الوقت ألن ه ليس لديه اإلمكان ي ة للس ل وك بالر وح. اإلنسان الر وحي من جه ة أ خرى لديه الر وح الق د س ولكن هل ه و ر وح ي طوا ل الوقت وهل يسل ك بالر وح بإست مرار كال بل لد يه خيار. فبإمكان ه أن يسل ك بالر وح ويعيش ويتحر ك ويكون كيان ه مسوقا بالر وح وي ؤت ي ث مار الر وح. ولكن ليس هذا يما يفع ل ه دائما. فعندما ال يسل ك اإلنسان الر وح ي بالر وح ي سم يه ب ول س "جسدي ا ". وبإمكان ك القول "إنت ظ ر لحظ ة. ليس ه ناك ما ي سم ى باإلنسان الجسدي الر وحي." ولكن فك ر بهذا. هل ي وج د أي ن وع آخ ر من اإلنسان الر وح ي يس وع المسيح كان ر وح ي ا مائة بالمائة طوال الوقت ولكن هل نحن كذلك علينا أن ن ك ون ر وح ي ين بإستمرار ونح ن مدع و ون ل ن ك ون كذلك وبإمكان نا أن نك ون كذلك ولكن هل نحن ر وح ي ين ط وال الوقت ي عر ف أحد م فس ري الكتاب المقد س كلمة "جس د" "بالطبيعة الب ش ري ة بدون م ساعد ة الله." عندما يعت م د اإلنسان الر وح ي على طبيعت ه اإلنساني ة وال يطل ب م ساع د ة من الله يك ون ج س د ي ا بح س ب الرس ول ب ول س. 15
بدأ ب ول س هذه الر سالة بت ذك ير الم ؤم نين الك ورنث وسي ين أن ه م م قد س ون وم دع و ون ق د يسين. واآلن يق ول له م أن ه م ال يعيش ون على م ست وى د عو ت هم. والدليل على ذلك ه و حسد ه م وخصام هم. وللتفسير والتلخيص كتب ب ول س يق ول: "كان علي أن أ عام ل ك م كأشخاص يسل ك ون بالج س د ألن هذا بالتحديد ما تعم ل ون ه. وبالواق ع لقد قر رت أن أ عام ل ك م تماما كاألطفال ألن هذا ما أنت م عل يه. فاألطفال الر وح ي ون لم يتعل م وا بعد أن ه عليهم أن ال ي حاو ل وا عمل أي ش يء بد ون م ساع د ة الله. لذلك ي حاو ل ون أن يعيش وا كالقد يسين بق و ت هم بدون طل ب الم ساع دة من الله. كتب ب ول س يق ول أن األطفال لم ي طو روا بعد جهاز ه م اله ضم ي ولهذا ينب غي أن ت ت م تغذ ي ت هم بالطعام الذي سبق هضم ه كالح ليب مثال. ويأسف ب ول س إذ عليه اإلست مرار ب ت غذ يت هم بطعام األطفال وأن ي عام ل كنيسة ك ورنث وس وكأن ها بكام ل ها حضان ة أطفال. إن كان الطعام الر وح ي الو حيد الذي تتناو ل ه هو ما قام أحد آخر مثل القس يس مثال بهضم ه ساب قا فمن الم مك ن أن تك ون طفال ر وحي ا وأن تك ون تتغذ ى على ح ليب أو ل ب ن الكلمة. فعندما تك ون ط فال يك ون الحليب طعاما رائ عا. يح ض نا بطر س كأطفال م ول ود ي ن حديثا أن نشت ه ي حليب الكلمة العديم الغ ش لك ي ننم و به. )1 بطر س 2( 2: ولكن الوقت الوحيد الذي ت طع م فيه شخصا بال غا وجب ة من الح ليب أو اللبن ه و عندما يك ون هذا الشخص مريضا. من الم ه م أن نت ت ب ع الموض وع مع ب ول س وأن ن قد ر ح ج ة هذه اإلصحاحات األرب عة األ ولى. تذك ر وا أن ب ول س يتعام ل مع م شك لة اإلنش قاق في الكنيسة عندما يسأل "فمن ه و أب ول وس ومن ه و ب ول س " ي جيب ب ول س على س ؤال ه هذا عد ة مر ات عندما يكت ب أن ه ه و وأب ول وس ليسا سوى خاد م ين بواس ط ت هما آمن هؤ الء الك ورنث وسي ون "وك ما أعط ى الر ب ل ك ل واح د." ) 1 ك ورنث وس 5( 3: يبدأ ب ول س م عظ م رسائ ل ه بوصف نفس ه كع بد يس وع الم سيح. فب ول س وأب ل وس لم يك ون ا سوى عبد ين م عي ن ين من الله للكراز ة باإلنجيل ول رعاي ة الكنيسة في مدين ة ك ورنث وس. ويت اب ع ب ول س باإلجاب ة على س ؤال ه : "أنا غ رست وأب ل وس سق ى لكن الله كان ي نمي. إذا ليس الغار س ش يئا وال الساق ي بل الله الذي ي نم ي." ) 1 ك ورنث وس 1( 6 3: ولقد وب خ ب ول س الك ورنث وسي ين بسبب تحز ب هم حول قاد ت هم األمر الذي سب ب إنشقاقات في الكنيسة. باإلخت صار يخت م ب ول س بالق ول أن هم كان وا ال يزال ون يسل ك ون بالجسد ألن م جت م ع هم الر وح ي كان مملووءا بالن زاع والحسد. ولقد أظه ر س لوك هم أيضا أن ه م كان وا أطفاال ر وح ي ين. الن قط ة التي 16
كان ي رك ز عليها بشكل أساسي كان ت أن ه بما أن الله ه و الق و ة الكام نة وراء م عج ز ة الخالص العظيمة والتي إخت ب روها من خالل وعظه باإلنجيل في ك ورنث وس فعل يهم أن يتحل ق وا حول الله وليس حول الخ د ام الذين أرس ل ه م الله إلى ك ورنث وس ليزر ع وا ويسق وا. وعليهم أن يستسل م وا لله ويتب ع وه ألن ه أرس ل إبن ه إلى العالم من أجل خالص هم وأرس ل ه ه و ب ول س إلى ك ورنث وس لي ب ش ر ه م باألخبار الس ار ة. 17
الف صل الساب ع "الب ناء على األساس" ) 1 ك ورنث وس -8 :3 )11 في اإلصحاح الثال ث من رسالة ب ول س الرس ول األ ولى إلى أهل ك ورنث وس يستخد م ب ول س إست عار ة ج ميل ة عندما يكت ب أن الم ؤمنين في ك ورنث وس ه م حقل الله. فه و وأ ب ل وس ه ما ب مثاب ة م زار ع ين أو كر ام ين. فه و غرس ب ذ ور اإلنجيل وكلمة الله في حقل ك ورنث وس وأب ل وس سقى هذه الب ذ ور ولكن الله ه و الذي أعطى الح ياة لهذه الب ذ ور وجعل ها تنم و. في العدد 9 غي ر ب ول س اإلست عار ة وقال لهؤالء الم ؤمنين "أنت م ب ناء الله." إن ك ال من ب طر س وب ول س عل ما أن الهيك ل الذي يعيش الله فيه اآلن ه و جسد الم ؤمن. ي ض يف ب طر س إلى هذه اإلست عار ة مفه وم كون نا حجار ة ح ي ة في الهيك ل الذي يبنيه الله اليوم. ) 1 ب طر س 5( 2: يا ل هذا الوصف الجميل لكنيسة المسيح القائ م من الموت. ي تاب ع ب ول س م ست خد ما إيضاح الب ناء ي تاب ع بالق ول "حسب ن عم ة الله الم عطاة لي ك ب ن اء ح كيم قد وض عت أساسا وآخر ي بني عليه. ولكن ف لي نظ ر ك ل واح د ك يف يبني عليه. فإن ه ال يستطيع أحد أن يضع أساسا آخ ر غير الذي و ض ع الذي ه و يس وع المسيح." ) 1 ك ورنث وس 11( 11-3: يق ول ب ول س أن الكنيسة في ك ورنث وس هي مثل ب ناء وه و وضع أساس هذا الب ناء عندما كرز باإلنجيل فاخت ب ر أعضاء الكنيسة الم ؤس س ون الخالص. كان ب ول س م رس ال. وه و لم ي شأ أن يكرز باإلنجيل حيث سبق وك ر ز بالمسيح من ق بل. بل أراد أن يكر ز حيث لم ي كر ز بالمسيح بتاتا من ق بل. لقد أراد أن يضع األساسات. ولكن ب ول س عرف أن الم سيحي ة هي عمل فريق وآمن أن اآلخرين مثل أب ل وس وبطر س سي تاب ع ون اإلهت مام بخدمت ه في أماك ن مثل ك ورنث وس. وسوف يبن ون على هذا األساس الذي وضع ه بول س عندما كرز باإلنجيل. ولكن اآلن نقر أ تحذ يرا ي طل ق ه أل ولئك الذين كان وا سيبن ون على هذا األساس: "ولكن إن كان أح د ي بن ي على هذا األساس ذ ه با ف ض ة ح جار ة ك ريم ة خ ش با ع شبا ق ش ا. فع م ل ك ل واح د سي ص ير ظاه را ألن اليوم سي ب ي ن ه. ألن ه ب نار ي ست عل ن وستمت ح ن الن ار عم ل ك ل واح د ما ه و. إن ب ق ي ع م ل أح د قد بناه ع ل يه فسيأخ ذ أ جر ة. إن إحت ر ق عم ل أحد فس يخس ر وأم ا ه و ف س يخل ص ولكن كما ب نار." ) 1 ك ورنث وس 12-3: 15( 18
يعت ق د الكثير ون من دار سي الكتاب المقد س أن ب ول س ي شير إلى ك رس ي المسيح للح ساب أو الد ين ونة حيث سي حاس ب الم ؤمن ون. ه ناك دين ون ة أ خرى ت وص ف في كلمة الله وه ي دين ون ة العرش األبيض العظيم حيث سي دان غير الم ؤمنين بالم وت األبدي. )ر ؤيا 21:.)15-11 ولكن هذه الدين ونة أو الح ساب أمام ك رس ي المسيح ليست بمعنى الدين ون ة للهالك. فلن ي دان أحد في هذا الح ساب. بل الق ضي ة ه نا هي حساب للت قييم. فما ه و نتاج قيم ة حيات ك بع د أن آمنت بالمسيح كم خل ص ش خصي لك "فحيات نا س رعان ما ست ز ول ولن يتب ق ى ما عم لناه من أجل الم سيح." فماذا تبني على أساس الم سيح هل ت بني أ م ورا تبقى كالذهب والف ض ة والحجار ة الك ريمة أم أن ك ت بني أ مورا تز ول كالخ ش ب والع شب والق ش إن هذه اإلستعارة أو الص ورة المجاز ي ة عن الد ين ونة ت رينا أن نا نخز ن الخ ش ب والع شب والق ش ممز وجا مع الذ هب والف ض ة والح جار ة الك ريمة. فع ندما ي ت م تقي يم نا ك م ؤم نين سوف ي عب ر يس وع المسيح ك ل ما كد سناه في الن ار. فعندما تم ر الن ار على الخ ش ب الع شب والق ش سوف تحت ر ق هذه جميع ها. وهكذا ست نق ي النار الذ هب والف ض ة والحجار ة الكريمة. الحقيق ة التي يتم تعليم ها ه نا هي أن نا بعد أن نخت ب ر الخالص وعندما نك ون ج س د ي ين ون حاو ل أن نحيا ألجل المسيح ونخد م ه بد ون أن نث ق ب ه لنجع ل هذا م مك نا نك ون نجم ع قش ا وع شبا وق ش ا. عندما نك ون ر وح ي ين ونحيا ونتحر ك م عت م دين على المسيح نك ون نجم ع المعاد ن الثمينة والح جار ة الك ريمة. وعندما تخم د النار ستتحد د نوع ي ة أبدي ت نا. إن ب ول س ال ي عل م أن نا نخل ص بأعمال نا. فالذي يحت ر ق في هذه الن ار ليس خالصنا. بالواق ع إن ه ي ح ذ ر أ ولئك الذين كان وا يبن ون على األساس الذي وضع ه ه و كبن اء ح كيم في حياة الم ؤمنين في ك ورنث وس. هذا األساس كان الم سيح الذي كان أساس خ الص أ ولئك الذين آمن وا في ك ورنث وس. وإذ ي تاب ع ب ول س تشبيه الم ؤمنين الك ورنث وسي ين بالب ناء ي واف ق مع ب طر س عندما يسأل : "أما تعل م ون أن ك م هيكل الله ور وح الله يسك ن فيك م إن كان أحد ي فس د هيك ل الله فس ي فس د ه الله ألن هيك ل الله م قد س الذي أنت م ه و." ) 1 ك ورنث وس 16-3: 11( يت ف ق ب ول س وب طر س على أن الله ال يحيا في هياك ل مصن وعة بأيدي الن اس. وه و لم يع د يسك ن في خ يم ة الع باد ة في الب ر ي ة وال في ه يك ل س ليمان. فإن ك ن ا م ؤمنين فإن جس د نا ه و هيك ل الله... وه و يحيا فينا وع لينا أن ال ن ن ج س هذا الهيكل أبدا بتاتا. 19
الف صل الثام ن "اإلنسان الح كيم واإلنسان الجاه ل" ) 1 ك ورنث وس -18 :3 )21 عاد ب ول س ليتكل م عن الم وض وع الذي بد أ ه في العدد 11 من اإلصحاح األو ل حيث يكت ب ه نا في اإلصحاح الث ال ث: "ال يخد ع ن أحد نفس ه. إن كان أح د ي ظ ن أن ه ح ك يم ب ين ك م في هذا الد هر ف لي ص ر جاه ال ل ك ي ي صير ح كيما. ألن ح كم ة هذا العالم هي ج هال ة عند الله ألن ه مكت وب اآلخ ذ الح ك ماء ب م كر ه م. وأيضا الر ب يعل م أفكار الح كماء أن ها باط ل ة." ) 1 ك ورنث وس )21-11 :3 ال ي عل م ب ول س أن نا عندما ن صب ح أتباع ا للمسيح نك ف عن إست خدام عق ول نا. فلقد أخب رنا ب ول س في اإلصحاح الث اني أن الر وح الق د س ي عل م نا وي فس ر األ م ور الر وح ي ة لألشخاص الر وح ي ين. )2: 13( الكثير من األشخاص نظيري مثال لم يعر ف وا أن لديهم عقل لي ست خد م وه قبل أن يتعر ف وا على المسيح. ك نت في الت اس ع ة عشر من ع مرى عندما إخت ب رت الخالص. وفي ذل ك الوقت ك نت أ ظ ن أن رأسي ليس سوى م جر د ث قل على الجسد. ولكن بعد أن تعر فت إلى المسيح أصب حت م در كا أن الله أعطاني عقال. وب مسح ة من الر وح الق د س إست خد مت هذا العقل أكثر جدا بعد أن تعر فت إلى المسيح مم ا ك نت أست خد م ه من ق بل. وهذا ي صح على الك ثير من الم ؤمنين. فما الذي يقص د ه ب ول س بحكم ة هذا العالم أحيانا عندما تستخد م األسفار الم قد س ة كلمة "العالم" ت شير بها إلى نظام م عت ق دات وق ي م وإلى طريق ة تفكير هذا العالم أو ما يعت ب ر ه العال م م ه م ا. هذا ما قصد ه ب ول س بهذا الد هر. )11( فإذا تأم لنا بهذا علينا أن ال نتوق ع من األشخاص غ ير الر وح ي ين أن تك ون له م ق يمة األشخاص الر وح ي ين. إن الكتاب المقد س ي وض ح هذا تماما أن نا عندما ن صير م ؤم نين ي صب ح لدينا ق ي م ر وح ي ة. ونك ون قد إخت ب رنا "تجديد أذهان نا." )ر ومية ) 2 12: فليس علينا أن ن فك ر بالطريق ة التي ي فك ر بها العالم. فنحن في إت حاد مع المسيح الح ي. والر وح الق د س يحيا فينا. وأصب ح الله مصد ر ق ي م نا وأفكار نا. فعندما يضع ب ول س أمام نا هذا التناق ض م جد دا حكمة هذا العالم وحكمة الله يكت ب قائ ال "إقب ل أن ي نظ ر إليك من ق ب ل هذا العالم كجاه ل لك ي تك ون في عيني الله ح كيما بالف عل." )أمثال 11( 9: إن خ وف الر ب ه و األمر نفس ه كاإليمان بالر ب. فخوف الله ال يعني أن 20
تنظ ر إليه وكأن ه طاغ ي ة. بل يعني إجالال لله ألن ك ت ؤم ن به. فبما أن ك ت ؤم ن بالله سوف تخاف أن ت ن ج س الهي كل الذي يحيا الله فيه. فهل تخاف من عد م طاع ة الله وهل ت ؤم ن بالله لدرجة أن ك تخاف أن تقت ر ف الخ طي ة وأن ال ت طيع ه ألن ك ت ؤم ن أن ه سي ؤد ب ك هذا خ وف س ليم لله. وه و أيضا ب رهان اإليمان وبدء الحكمة. فأنت تبد أ بأن ت صير ح ك يما عندما ت ؤم ن بالله. فإن أردت أن تك ون ح كيما في عيني الله عند ها عليك أن تقب ل بأن ي نظ ر إليك في هذا العالم كجاه ل. فهل أنت ح كيم في أ م و ر الله وهل أنت ح كيم في األ م ور الر وح ي ة وهل أنت ح كيم في فهم ك لألسفار المقد سة العال م يدع و شعب الله الح كماء ر وحي ا بالج ه ال. فال ينب غي أن نتفاج أ عندما نعر ف أ ن "حكمة " العالم ه ي جهال ة عند الله ألن هم لم يعر ف وه بالحكمة. إن خ ط ة الله هي أن ي خل ص الناس من خ الل الكرازة باإلنجيل. الشخص غير الر وحي يسم ع اإلنجيل ويق ول "جهال ة." أم ا الله فينظ ر إلى ح كم ة هذا الرج ل العال مي ويق ول "جهالة!" في ص الت ه العظيمة من أجل ر س ل ه وكنيست ه نسم ع يس وع ي صل ي قائال "هذه هي الحياة األبدي ة أن يعر ف وك أنت اإلله الح قيقي وحد ك ويس وع المسيح الذي أرسلت ه." )ي وحن ا 11: 3( بحسب يس وع معر فة الله وإبن ه هي المكان الذي تبد أ فيه الحياة. وي واف ق ب ول س مع يس وع عندما يكت ب في هذه األعداد أن أ ولئك الذين ي ح ق ق ون هذا اإلكت شاف الع ظيم ه م ح ك ماء والذين ي ف و ت ون على أنف س هم ت لك الن وع ي ة األبدي ة للحياة ه م ج ه ال. 21
الف صل الت اس ع "م د ب ر و األسرار" ) 1 ك ورنث وس -21 :3 :4 )5 يص ل ب ول س اآلن إلى إستنتاج ه حيال الم شك لة األ ولى التي عالج ها في كنيسة ك ورنث وس وهي م شك لة اإلنش قاق بين الم ؤمنين بسبب تحز ب هم حول قاد ة كنيست هم. نجد إستنتاج ه أو خات م ت ه هذه في 1 ك ورنث وس 21 3: "إذا ال ي فت خ ر ن أح د بالن اس. فإن ك ل ش يء لك م. أب ول س أم أب ل وس أم صفا أم العالم أم الحياة أم الموت أم األشياء الحاض رة أم الم ست قب لة ك ل ش يء لك م. وأم ا أنت م ف ل لم سيح والم سيح لله. )21-23( ي ق ول ب ول س أن الله يعر ف األشياء التي تحتاج ها لكي ي ص ل بك إلى الخ الص ولكي تنم و في اإليمان. وه و سيحر ص على أن تحصل على ك ل ما تحتاج ه لكي تتحق ق هذه الم عج زات في حيات ك. فإذا كان الله يعر ف أن ك تحتاج ل ب ول س سي رس ل لك ب ول س. وإذا عرف الله أن ك تحتاج إلى أب ل وس فسي رس ل لك أب ل وس. وإذا عرف أن ك تحتاج إلى صفا )ب طر س( فسي رسل بطر س. إن الله سيستخد م ك ل األحداث في حيات ك ليجع لها تعم ل معا من أجل خير ك. فه و الم حر ك األو ل واألساس ي في ك ل هذا. لهذا ختم ب ول س ح ج ت ه بإخبار هؤ الء الك ورنث وسي ين أن ال يفت خ ر وا حيال هؤالء الر جال الذين أرسل ه م إليهم. قال ب ول س في اإلصحاح الر اب ع "هكذا ف لي حس بنا اإلنسان ك خ د ام الم سيح وو ك الء س رائ ر الله." ) 1 ك ورنث وس 1( 4: ما يقص د ب ول س قول ه ه نا ه و "نحن لسنا س وى خ د ام )ع بيد( للمسيح. ولقد ج ئنا إلى ك ورنث وس ألن المسيح أرس ل نا إلى ك ورنث وس. وك ل ما حد ث في ك ورنث وس حد ث بسبب الله وليس بسب ب نا نحن." في اإلصحاح الثاني كتب ب ول س عن "حكمة الله في س ر." فالس ر ه و حقيق ة مخف ي ة ست عل ن في الن هاية. وي مك ن إعت بار اإلنجيل س ر ا ب م عن ي ين. فاإلنجيل سي عل ن عندما سيرج ع يس وع المسيح ثان ي ة وعندما سي خت ت م تاريخ الب ش ري ة في المسيح. لدى الكتاب المقد س الكثير ليق ول ه عن الم ست قب ل. وعندما ي خب ر نا ب ول س الح قا في هذه الر سالة عن الحياة بعد الق بر يق ول "ه و ذا س ر أق ول ه لك م." )15: ) 51 فأحداث الم ستقب ل هي س ر بالن سب ة لنا اآلن ولكن ها يوما ما سوف ت عل ن. ولكن ب ول س ي فس ر لهؤالء الم ؤمنين في ك ورنث وس أن ه ه و وباقي القاد ة الذين أوصلوا لهم الخالص ينب غي أن ي عت ب ر وا ك و ك الء على أسرار الله الحاض رة والم ست قب ل ة. ه ناك الك ثير الذي ينب غي قول ه عن اإلنجيل وعن المقاط ع الكتاب ي ة التي ال يزال معناها خ ف ي ا ع لينا إلى أن 22
ي عل ن ها الر وح الق د س. بهذا المعنى ك ل الحقيق ة الر وحي ة التي ي ريد الله أن ي شار ك ها مع نا هي س ر. ولقد إعت ب ر ب ول س نفس ه واآلخرين الذي ي عل م ون الكلمة و كالء سرائر الله. ي تاب ع ب ول س قائال "ث م ي سأ ل في الو ك الء ل ك ي ي وج د اإلنسان أمينا." 2( 4: أعطانا يس وع في ل وقا 16 م ث ال ي علم ب م فه وم الت لم ذ ة. في هذه المث ل وأمثال أ خرى م شاب هة ي عل م نا يس وع أن نا جميع نا و ك الء. وكأبناء الله نحن ن دير أم ورا ت خ ص شخصا آخر. "ألن ك م لست م ألنف س ك م بل قد إشت ريت م ب ث من " كما يق ول ب ول س الح قا في هذه الر سالة. )6: 19-21( الو ك الء ه م م دير و أعمال. فالوكال ة تعني أن وقت نا ليس لنا وأن طاق ت نا ليس ت لنا. فالوكال ة ال ترت ب ط فقط بأموال نا وب م مت ل كات نا. وهي تتعل ق ب ك ل ب عد من أبعاد حيات نا. في هذا المقط ع العميق يرب ط ب ول س الوكالة بأسرار الله الحاض رة والم ست قب ل ة. ما ي ه م هو أن يك ون الو كيل أمينا ألن نا يوما ما سن عط ي ح سابا عن وكال ت نا. فهل سنك ون قاد رين أن نفر ح بهذه الكلمات من الم عل م "ن ع م ا أي ها العبد الصال ح واألمين " بعد أن قد م ب ول س هذه الف كرة في العدد الثاني قال ما معناه "لقد ك نت م تحك م ون علي وت شك ك ون ب ح سن وكال تي. ب صراح ة أنا غير مسرور بما فعلت م." )تذك ر وا أن ه ال يزال ب ول س ي خاط ب أتباع ه في ك ورنث وس أ ولئك الذين ي ظ ن ون أن ه األعظ م.( يسأل ب ول س ه نا "ماذا تعر ف ون عن ي ال ب ل ماذا أعر ف أنا عن نفسي ولماذا ال أحك م أنا على ن فسي. سأ خب ر ك م لماذا. أنا ال أعر ف ما ه ي دواف ع ق لبي. الله وحد ه يعر ف دواف عي ولهذا ه و الشخص الو حيد الم ؤه ل ليحك م علي. )إرميا 11 9 11: مزم ور 23 139: 24( ل هذا الر ب ه و الذي يحك م علي. ففيما يتعل ق بالح كم على اآلخرين )إيجاب ي ا وليس بسبب الخطية( ال تحك م وا في ش يء إلى أن يأت ي الر ب." بالنسب ة لب ول س عندما يأتي الر ب "سي نير خفايا الظ الم وي ظه ر آراء الق ل وب. وحينئ ذ يك ون المدح ل ك ل واح د من الله." ) 1 ك ورنث وس )5 :4 23
الف صل العاش ر "نماذ ج من الش هاد ة" ) 1 ك ورنث وس -6 :4 )21 في العدد الساب ع من اإلصحاح الر اب ع يطر ح ب ول س ثالث ة أسئ ل ة عميقة. الس ؤال األو ل ه و "من ه و الذي يجع ل ك م خت ل فا عن ك ل ش خص آخر " فإحد ى أعظم م عج زات الله هي أن الب شر يخت ل ف ون عن بعض ه م الب عض من حيث الشكل ولله خ ط ة م خت ل ف ة لك ل منه م. مثال في ن هاي ة إنجيل ي وحن ا سأل ب طر س يس وع عم ا كانت خ ط ت ه لي وحن ا. فأجاب ه الر ب "إن ك ن ت أشاء أن ه يبق ى حت ى أج يء فماذا لك إتب عني أنت." )ي وحن ا 22( 21: أكثر من ست ة م ليارات من الب شر يعيش ون على األرض الي وم ور غم ذلك ك ل واح د من ا ف ريد. فك ل واح د من ا له بصمات أصاب ع م خت ل فة عن اآلخر. وخانات أصوات نا ي مك ن تحد يد ها بواس ط ة أجه زة إلكتروني ة م ت ط و رة ألن ك ل واح د من ا له خان ة صوت تخت ل ف تماما عن اآلخر. وهيكلي ة أسنان نا تخت ل ف من شخص إلى آخر. وح مض نا الن و و ي ي ؤك د تماما أن ه عندما خلق ك الله وخلق ني وخلق الباليين الم ت بق ي ة من الناس خلق ك ل واحد من ا وكس ر القال ب الذي صنع ه فيه. وه و ال يزال يعم ل هذا منذ أن خلق أو ل رج ل وامرأة. والسؤال الثاني الذي طر ح ه ب ول س في العدد الساب ع ه و "وأي ش يء لك لم تأ خ ذ ه " فلي س هناك ش يء لم تأخ ذ ه من الله. فك ر بن فس ك كم ك نت س لب ي ا في خلق ك أي أن ك لم يك ن لك أي د ور. فهل أنت م ن إخت رت أن ت ول د وهل أنت م ن إخت رت وال د يك وهل أنت م ن قر رت في أي جزء من العالم وفي أي ة حقب ة من التار يخ أردت أن تول د وهل أنت م ن حد د ت إمكان ي ات ك ومواه ب ك الر وحي ة إن ك نت ست فك ر بك ل هذا لن يك ون ه ناك ش يء ل د يك الذي لم تأخ ذ ه من الله. وكان السؤال الثال ث الذي طرح ه ب ول س "وإن ك نت قد أخذت فلماذا تفت خ ر كأن ك لم تأخ ذ " فأي ح ق لك أن تفت خ ر بأي ة م وه ب ة لديك ط بيعي ة أو ر وحي ة- وكأن ك لم تأخ ذ هذه الموه ب ة أصال من الله إقر أ ب ع ناي ة أجو ب ة ب ول س على هذه األسئ لة التي طرح ها على نفس ها وعلى باقي الر س ل. "نح ن ج ه ال من أجل الم سيح... نحن ض عفاء... نحن ب ال كرامة! إلى هذه الساعة نج وع ونعط ش ونعرى ون لك م وليس لنا إقام ة. ونتع ب عام لين بأيد ينا. ن شت م فن بار ك. ن ضط ه د فنحت م ل. ي فت رى علينا فن ع ظ. ص رنا كأقذار العالم ووسخ ك ل ش يء إلى اآلن." ) 1 ك ورنث وس 11-4: 13( 24
من الواض ح أن هذا كان ث م ن إت باع المسيح. لقد كان ب ول س والر س ل اآلخرون "نماذ ج في الشهاد ة." ولكن ب ول س لم يك ن يكت ب هذا ليجع ل الك ورنث وسي ين يستاؤ ون. بل كان ذلك تذك يرا بأن ه عليه م أن ي رك ز وا أفكار ه م وق ل وب ه م على الق ي م الس ماو ي ة وليس على الك ن وز األرض ي ة. ولكن م باش ر ة قبل أن يذه ب يس وع إلى الص ليب صل ى قائ ال "أي ها اآلب لقد أت ت الساعة. م ج د إبن ك ل ك ي ي م ج د ك إبن ك أيضا." )ي وحن ا 1( 11: Dr..A.W Tozer الذي كان ق س يسا تقي ا جدا غال با ما عل م قائال أن ك ل ت لميذ ليس وع ينب غي أن ي ص ل ي كالتالي: "أي ها اآلب م ج د نفسك وأرس ل لي مقدار الكلف ة ألدفع ها. أي ها اآلب مج د نفس ك مهما كان الث من الذي سيترت ب علي أن أدف ع ه." فك ل ت لميذ ليس وع ينب غي أن يك ون راغ با بأن "يحم ل ص ليب ه." ولتحقيق هذه الغاية كان ب ول س ور فاق ه من الر س ل مثاال رائعا لنا جميعا. لهذا ترج ى ب ول س الك ورنث وسي ين وغيره م أن يتب ع وا م ثال ه. ) 1 ك ورنث وس 4: )16 25
الف صل الحاد ي عش ر "نظام الك نيسة" ) 1 ك ورنث وس -1 :5 )5 بعد أن خص ص ب ول س أرب ع ة إصحاحات من هذه الر سالة لم شك ل ة اإلنش قاقات في ك نيسة ك ورنث وس عندما وصل إلى اإلصحاح الخام س تعام ل مع م شك ل ة أ خرى. كان من المعروف في الكنائس الم نز لي ة في ك ورنث وس أن ه كان ت ت وج د خ ط ي ة الأخالق ي ة بين هم. وبالتحديد كان ه ناك رج ل على عالق ة مع ز وج ة أبيه. فكتب ب ول س يق ول "أفأنت م م نت ف خ ون وب الح ري ل م تن وح وا حت ى ي رف ع من و س ط ك م الذي فعل هذا الف عل " )2( الطريقة التي ي عال ج بها ب ول س هذه الم شك لة الثان ي ة بين الك ورنث وسي ين ت قد م لنا نم وذجا ك تاب ي ا عم ا ن سم يه اليوم بالتأديب الك ن س ي. الداف ع وراء التأديب الك ن سي إن الداف ع الكام ن وراء التأديب الك ن سي ه و نفس داف ع الوال د ين عندما ي ؤد ب ون أوالد هم المحب ة والر جاء أن الشخص الم شاك س سيرج ع في الن هاي ة إلى ر شد ه وسوف ي عاد إعت بار ه ويخل ص بالمعنى الح رف ي للك ل مة. إن ن صيح ة ب ول س الرس ول الم وحاة ألهل ك ورنث وس هي: "عليك م أن ال ت ت جاه ل وا الخ ط ي ة في الك نيسة. وعليكم أن ت واج ه وا الخ طي ة وأن ت طال بوا بإسترجاع الم ؤمن الشار د." باإلضاف ة إلى محب ت نا للم ؤمنين الساق طين الد اف ع الذي ينب غي أن يك ون وراء التأديب الك ن س ي ينب غي أن يك ون م جذ ر ا في حقيق ة أن ه بمعن ى ما جميع نا نحتاج أن نك ون قاد رين أن نق و ل للشخص الذي ي حاو ل أن يعر ف عن يس وع المسيح: "إن ك نت ت ريد أن تعر ف ماذا يعني أن تك ون تلميذا ليس وع المسيح مولودا من جديد تعال وع ش معي في م نز ل ي ل ب ضع ة أشه ر." بن عم ة الله علينا أن نك ون حاض رين وقاد رين أن ن قد م هكذا د عوة مملووء ة بالتحد ي للخ طاة الذين يبح ث ون عن الح ق. هذا ه و نوع شهاد ة الحياة الديناميكي ة التي نشر ت اإلنجيل في أرجاء العال م الر ومان ي في الق رون األ ولى من تاريخ الكنيسة. دعا يس وع تالميذ ه اإلثني عشر لي ع يش وا مع ه لم د ة ثالث سنوات. ولقد غي ر هذا اإلخت بار حياة الر س ل إلى األبد. بهذه الطريقة نفس ها الم قص ود أن تك ون الك نيسة م ثاال في العالم "سراج على منار ة" كما وصفها يس وع. في إطار هذه الص ورة المجاز ي ة قال يس وع "فلي ض ئ ن ور ك م هكذا ق د ام الن اس لك ي ير وا أعمال ك م الح س نة وي م ج دوا أباك م الذي في السماوات." )مت ى )16 :5 26
إن النماذ ج الفردي ة والج ماع ي ة التي ت قد م ها الكنيسة لهذا العالم هي ق لب اإلنجيل الذي ت عل ن ه الك نيس ة في هذا العالم. وبما أن الش يطان يعر ف أن هذا حقيقة فإن ستراتيجي ت ه هي م هاج مة هذه النماذ ج. لهذا ه ناك دائما م شك لة مع الالأخالقي ة في جسد المسيح خاص ة بين القاد ة أو النماذ ج. فالشر ير ي ريد أن ي جر د القاد ة من كون هم م ثاال أو نم وذ جا ألن فشل ه م األخالق ي والر وح ي سوف ي ؤث ر س لبي ا على عدد ك بير من الن اس. كيف ينب غي أن نتعام ل مع الخطايا الالأخالقي ة بين الم ؤمنين هذا اإلصحاح من ر سال ة ب ول س إلى أهل ك ورنث وس ه و واح د من أكثر األجو ب ة أهم ي ة التي ي قد م ها العهد الجديد على هذا الس ؤال. ب النسب ة ل ب ول س إذا تور ط ر ج ل في خط ي ة ج نسي ة ينب غي أن ي واج ه ه الم ؤم ن ون في الكنيسة وأن يضعوه تحت التأديب الك ن س ي. إن الهد ف من هذه الم واج هة ه و أن يعت ر ف هذا الر ج ل بخ ط ي ت ه وي تر ك ها. واألخبار السار ة هي أن الله سوف يغف ر له خطاياه. ) 1 ي وحن ا 1: 9( وبعد ذلك يت م إرجاع ه وإعاد ة إعت بار ه )غالطية 1( 6: من الم ه م أن ن الح ظ أن ه في ك نيسة ك ورنث وس لم تك ن الخ ط ي ة م جر د أمر من الماضي. بل كانت ال تزال م ست مر ة عندما كتب له م ب ول س هذه الر سالة. واألسوأ من ذلك أن ها كانت معر وف ة عالن ي ة وال س ي ما عند الذي أخب ر وا ب ول س بهذه الم شك لة. يبدو أن الجميع عرف وا بأمر هذه الخطي ة ولكن لم يفع ل أحد شيئا تجاه ها. ه نا نجد نصيح ة ب ول س حيال هذه الم شك لة: "فإن ي أنا كأن ي غائ ب بالج س د ولكن حاض ر بالر وح قد ح ك مت كأن ي حاض ر في الذي فعل هذا هكذا. بإسم ر ب نا يس وع المسيح إذ أنت م ور وحي م جت م ع ون مع ق و ة ر ب نا يس وع الم سيح. أن ي سل م هذا للش يطان لهالك الجسد لك ي تخل ص الر وح في يوم الر ب يس وع." ) 1 ك ورنث وس 5: )5-3 ستراتيجي ة التأديب الك ن سي الجزء األخ ير من نصائ ح ب ول س يكش ف عن ستراتيجي ة الر س ول التي هي الخالص الحاض ر والم ست قب ل لإلنسان الخاط ئ والذي ينب غي أن يخل ص من خ طاياه. ويتوج ب على الكنيسة أن ت حاو ل إسترجاع األخ الذي ضل طريق ه. عندما أتبع ب ول س ر سالت ه ب رسال ة أ خرى للك ورنث وسي ين أعطى توجيهات للكنيسة بأن ت ع ود وتقب ل عود ة هذا الر جل إلى ش رك ة الكنيسة. ) 2 ك ورنث وس -4 :2 )1 27
قاد ة الن ظام في الكنيسة إن ط بيع ة نظام الكنيسة العام تق ود بعض الم فس رين لإلعت قاد بأن هذا الر ج ل الذي كان م ت و ر طا بالخ طي ة لر ب ما كان قائدا في ك نيسة ك ورنث وس. في ر س ائ ل ه الر ع وي ة عل م ب ول س تي م وثاو س قائ ال "الذين ي خط ئ ون و ب خ ه م أمام الجميع لك ي يك ون عند الباق ين خ وف. أ ناش د ك أمام الله والر ب يس وع المسيح والم الئ كة الم خت ار ين أن تحف ظ هذا ب د ون غ ر ض وال تعم ل ش يئا بم حاباة." ) 1 تيم وثاو س 19-5: 21( عندما ن قار ن هذه الن ص يحة التي كتبها ب ول س لتيم وثاو س مع التوص ي ة بالتأديب الك ن سي في اإلصحاح الخام س من ك ورنث وس األ ولى نستنت ج أن الر ج ل المقص ود لر ب ما كان قائ دا في كنيسة ك ورنث وس. بعد أن وب خ هؤالء الم ؤم نين في اإلصحاح الر اب ع بسبب ح كم ه م عليه وبعد أن عل م ه م أن ال يحك م وا على ش يء إلى أن يأتي الر ب ي وب خ ه م في هذا اإلصحاح على عد م ح كم ه م على هذا األخ. فال ب ول س وال يس وع لم ي عل ما أن ه ال ينب غي علينا أن نحك م على أي ش يء أو أي كان. عل م يس وع أن ه علينا أن نحك م على أنف س نا قبل أن نحك م على اآلخرين )مت ى 1-1: 5(. عل م ب ول س أن ه علينا أن ال نحك م على دواف ع اآلخرين ألن نا ال نعر ف حت ى دواف ع ق ل وب نا نحن. في هذا اإلصحاح ي خب ر نا ب ول س أن ه علينا أن نحك م ون ؤد ب أ ولئك األشخاص الذي ي خط ئ و ن داخ ل الكنيسة خاص ة القاد ة. هذا ال ي عن ي أن ه إذا أخط أ قائ د ر وح ي سوف يفق د خالص ه أو أن ه ينب غ ي ط رد ه من الك نيسة. الخ طي ة الو حيدة التي من أجل ها ينب غي طرد الشخص من الكنيسة ه ي تلك الخ طي ة التي تست م ر ر غم الم واج هة بد ون إعت راف وال توبة. 28
5 الف صل الثاني عشر "ل ك ي ترب ح أخاك" ) 1 ك ورنث وس -6 :5 )12 ليس ت الكنيسة اليوم في الق و ة والت أث ير الل ت ين ي ريد هما لها يس وع المسيح. وه ناك عد ة أسبا ب لذلك. ونجد واح دا من هذه األسباب ه نا في ك ورنث وس األ ولى 5 ت قص ير في التأديب الك نسي. إذا شعر ب ول س باإلمت عاض من غ ياب التأديب الك ن سي في ك ورنث وس فكيف كان سيشع ر زار ع الكنائ س الشهير هذا ح يال كنائ س نا الي وم فالك نيس ة و ض ع ت أصال لتك و ن مسك ن الله في هذا العالم. وي خب ر نا ك ل من بطر س وب ول س أن الم ؤمنين في الكنيسة ينب غي أن يك ون وا حجار ة ح ي ة في الكنيسة التي يبن يها الم سيح الم قام في هذا العال م اليوم. ) 1 ب طر س 2: 1 ك ورنث وس.)16 9 :3 فه ل يهت م المسيح بنقاو ة وق و ة كنيست ه اليوم اإلثنان يسيران جنبا إلى جنب. فإن لم ت ك ن الكنيسة نق ي ة لن تك ون ق وي ة. فالقصد من التأديب الك ن سي إبقاء الكنيسة قوي ة ونقي ة. هد ف التأديب الكنسي أحد أهداف التأديب الك ن س ي ه و إرجاع األخ الض ال الذي سقط في الخ طي ة. فالقصد من التأديب الك ن س ي ليس م جر د م عاق بة الم خ ال ف. أعطانا يس وع في مت ى 11 التعليم التالي: "وإن أخط أ إليك أخ وك فاذه ب وعات ب ه بين ك وب ين ه وحد ك ما. إن س م ع م نك فقد ر ب حت أخاك. وإن لم يسم ع فخ ذ معك أيضا واح دا أو إثن ين ل ك ي ت ق وم ك ل ك ل م ة على ف م شاه د ين أو ثالث ة. وإن لم يسم ع منه م فق ل للك نيسة. وإن لم يسم ع من الك نيسة فلي ك ن ع ند ك كالو ث ن ي والعش ار." مت ى )11-15 :11 قد يبد و هذا قاس يا جدا. ولكن ما ه و القصد من التأديب الك ن س ي "أن ترب ح أخاك." فإنط القا من محب ت ك له عليك أن ت واج ه ه وت ؤد ب ه. فإن كان شخصا ر وح ي ا ب ح ق سوف يعت ر ف بخ ط ي ت ه وسوف يت وب ويرج ع عن خ ط ي ت ه. وهكذا يتم إرجاع ه إلى المكان الذي سقط منه. وهكذا تك ون قد ر ب حت أخاك. ولكن إن لم يك ن أخا ح قيقي ا في المسيح بل كان م جر د ذ ئب في ث ياب ح م ل فإنط القا من محب ت ك للم سيح ولكنيست ه ينب غي أن ت حاف ظ على نقاو ة الكنيسة بم عام ل ت ه ك و ث ن ي ألن ه بالحقيق ة كذلك. هد ف آخ ر للتأديب الك نسي ه و المحب ة للمسيح ولكنيست ه. فمجد الله ومجد المسيح ونقاو ة وق و ة وشهاد ة الكنيسة في العالم هي جميع ها من مقاص د أو أهداف التأديب الكنسي. فإذا ف ش لنا في تطبيق التأد يب الك ن س ي وكأن نا نق ول أن نا ال نكت ر ث بك ل هذه األ م ور وأن نا ال نهت م 29