مجمة جامعة تشرين لمبحوث والد ارسات العممية _ سمسمة اآلداب والعموم اإلنسانية المجمد )39( العدد )5(2017 Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies - Arts and Humanities Series Vol. (39) No. (5) 2017 "الت رن م عند المغويين" مدخل إلى المفهوم واألدوات والقيمة د. حسين إرشيد * األسود العظامات د. منير تيسير منصور الشطناوي** )2017 / 11 )تاريخ اإليداع.2017 / 10 / 18 قبل لمنشر في / 7 ممخ ص حاولت ىذه الد ارسة الوقوؼ عمى ظاىرة مف ظواىر األداء المغوي ىي: "الترن" إذ تتجمى في ىذه الظاىرة كيفية أداء ال نص المغوي و تنوع وسائميا المغوية التي قد تكوف بإشباع حركة أو بإضافة الحقة أو إبداؿ مد أو حذفو. وخمصت الد ارسة إلى أف الترن ىيئة مقصودة مف األداء الصوتي تغمب في الشعر وتقو عمى المد والترجيع لتحقيؽ التطريب مف خالؿ المد بالحركات الطويمة أو االستعانة بالحقة غالبا ما تكوف الحقة التنويف. وليس الترن مقصو ار عمى تنويف الترن بؿ يتحقؽ في بعض أنواع التونيف األخرى. فالترن بالنوف جائز ال إشكاؿ فيو واف خالؼ أري بعض النحوييف لما لمنوف مف قيمة إيقاعية محببة وغن ة ذات ترددات موسيقية متناسقة. كما خمصت الد ارسة إلى أف الترن يختمؼ عف اإلنشاد الذي ال يعدو رفع الصوت باإللقاء مف غير تغف أو تطريب ومظيره إبداؿ المدة نونا أو إل از آخر الكم التسكيف. الكممات المفتاحية: الترن المد الحركة الغن ة النوف التنويف * أستاذ مشارك كمية اآلداب جامعة آل البيت األردن. ** أستاذ مشارك كمية اآلداب جامعة آل البيت األردن. 423
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي مجمة جامعة تشرين لمبحوث والد ارسات العممية _ سمسمة اآلداب والعموم اإلنسانية المجمد )39( العدد )5(2017 Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies - Arts and Humanities Series Vol. (39) No. (5) 2017 Altarnum An entrance to the concept tools and value Dr. Huseen ALazamat * Dr. Mouneer ALshentawe** (Received 18 / 10 / 2017. Accepted 7 / 11 / 2017) ABSTRACT This study tried to stand on the phenomenon of Altarnum performance as reflected in this phenomenon how to perform text linguistic and linguistic diversity of the means which may be the satiation of an articulation or subsequent prolongation or modifying and deletion. The study concluded that Altarnum is a kind of audible performance which is dominant in poetry. It is based on prolongation a and rewind to achieve homonymy during the long tidal articulation or the use of suffix often Al- Tanween Altarnum is not limited to the Tanween of Altarnum but achieved in some types of diversity in other kinds of Al- Tanween. In Altarnum using Al-Tanween is legal even if it contradicts with other grammarians' opinions because of Nun's value rhythmic grainy and systematic musical frequencies. The study also concluded that Altarnum which is different from Solomon(chanting) which is nothing more than raising the voice without homonymy which seems to replace the "Maddah" with "Noan" or bind the end of speech Soothing. * Associate Professor, Faculty of Arts and Humanities, University AL Beet, Jordan. ** Associate Professor, Faculty of Arts and Humanities, University AL Beet, Jordan. 424
مجلة جامعة تشرين اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد )39( العدد )5( 2017 Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series مقدمة: تعد المغة الوسيمة المثمى لمتواصؿ فبيا يعبر كؿ قو عف أغ ارضي ويتحقؽ الفي بيني وال نتصور مجتمعا إنسانيا مف غير لغة فيي أبرز مقومات المجتمع اإلنساني في كؿ زماف ومكاف. وال تقؼ حاجة اإلنساف لمغة عند التواصؿ مع غيره ونقؿ أفكاره وأغ ارضو بؿ لمغة وظيفة أخرى تتصؿ بتواصؿ اإلنساف مع نفسو ػ إف صح التعبيرػ إذ يمجأ اإلنساف إلى المغة أحيانا لبث مجموعة مف األحاسيس عف طريؽ غناء يشدو بو أو إنشاد يتطرب بسماعو أو ترن يتمذذ بترداده وىذا مف مكونات النفس اإلنسانية وخصائصيا الفطرية. )1( يقوؿ أبو نصر الفا اربي في نشأة األلحاف الغنائية : "... منيا الييئة الشعرية التي ىي غريزية لإلنساف ومركوزة فيو مف أوؿ كونو ومنيا الفطرة الحيوانية التي يصو ت بيا عند كؿ حاؿ مف أحواليا المذيذة أو المؤذية ومنيا محبة اإلنساف ال ارحة بعقب التعب... فإف الترنمات مما تشغؿ عف التعب أوقات األعماؿ فال يحس بيا ولذلؾ ال يحس بالزماف الذي فيو فعؿ الشيء وال يضجر بو ويواظب عميو أكثر... " وربما كاف الغناء أجدر في إيصاؿ المأموؿ وبموغ المرغوب إذ "ي حكى عف عمقمة بف عبدة الشاعر حيث صار إلى الحارث بف ش م ر ممؾ غساف في حاجتو فم يصغ لقولو حتى لح ف شعره وغن ى بو بيف يديو فقضى حينئذ )2( حاجتو. " وفي ىذه الد ارسة سنقؼ عمى ظاىرة تواصمية نيطت باألداء المغوي لنصوص خاصة وىي ظاىرة "الترن" بوصفيما مظي ار مف مظاىر المغة يتحقؽ مف خالليا أبعاد ذات قي سيكولوجية ولغوية محاوليف إب ارز األدوات المغوية في العربية ليذه الظاىرة وبياف عناصرىا وخصائصيا التي تعد إمكانات لغوية أتاحتيا العربية لممارسة ىذه الظاىرة. وليس الترن ػ واف كاف عمماء المغة في الدرس المغوي القدي قد وقفوا عنده وبحثوه ػ مف قبيؿ الموروث المغوي فحسب وانما ىو مظير مف مظاىر المغات قديما وحديثا ألف اإلنساف عموما ذو خصيصة واحدة بطبعو وم ازجو وأحاسيسو. فالغناء مثال ل يكف في زمف دوف زمف وال عند قو دوف آخريف. فما ىو الترن وما ىي أدواتو التي يت مف خالليا وكيؼ يمكف الكشؼ عنيا وماىي الخصائص المغوية التي مكنت وسائؿ ىذه الظاىرة مف تحقيؽ "التطريب" وما سياقاتيا التي ترد فييا ث ما ىي قيمتيا وأىميتيا المغوية وما الفرؽ بيف الترن و اإلنشاد وىؿ وقؼ عمماء المغة في الدرس المغوي عندىا وبينوا مظاىرىا وخصائصيا تحاوؿ ىذه الد ارسة أف تجتيد في بياف ىذه التساؤالت مف خالؿ بياف جيود عممائنا في الدرس المغوي في ت ارثنا المغوي في بحث ظاىرة "الترن" مف خالؿ الوقوؼ عمى مفيوميا وأدواتيا وقيميا. "الترنم" مفهومه وأدواته: "الترن" لغة ىو مف"الر ن : فعؿ ممات مف اشتقاؽ الترن ترن يترن ترن ما إذا رج ع صوتو وكذلؾ ترن الطائر ترن ما إذا مد صوتو والمغني إذا مد في غنائو ورن ترنيما وسمعت ر ن م ة حسنة. " )3( وجاء في تيذيب المغة "الر ني: تطريب الصوت والترن منو. والحمامة تترن والم ك اء في صوتو ترني. والقوس والعود ما استمذذت صوتو فمو )4( : ترني... " أما ابف منظور فيقوؿ )5( : "رن: الرني والترني تطريب الصوت وفي الحديث: ما أذف اهلل لشيء أذ ن و لنبي حسف الترن بالقرآف... والترن: التطريب والتغني وتحسيف الصوت بالتالوة ويطمؽ عمى الحيواف والجماد ورن الحما والم ك اء والجندب. قاؿ ذو الرمة: كأف ر ج ميو ر ج ال م ق ط ؼ ع ج ؿ ترني إذا تجاوب مف برديو 425
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي وكؿ ما استمذ صوتو وسمع منو ر ن مة حسنة فمو ترني.... ليا حنيف عند الرمي... " والر ن : المغنيات المجيدات... وقوس ت ر ن موف: )6( ويقوؿ ابف ىشا : "... الترن ىو التغني يحصؿ بأحرؼ اإلطالؽ لقبوليا لمد الصوت فييا... " وقد المس األصفياني فيما أورده مف أبيات المجنوف تعالؽ الترن بالطرب واشتياؽ النفس ونشوتيا يقوؿ: )7(.".. وقاؿ الييث: مر المجنوف بواد في أيا الربيع وحمامو يتجاوب فأنشأ يقوؿ: أال يا حما األيؾ مػا لػؾ بػاكػيا دعاؾ اليوى والشوؽ لما ترن ػمػت أفارقت إلفػا أ جػفػاؾ حػبػيب ىتوؼ الضحى بيف الغصوف طروب تجاوب ورقا قد أذف لػصػوتػيػا فكؿ لكػؿ مػسػعػد ومػجػيب. " يجد المتأمؿ لما أوردتو معاج المغة أف معاني "الترن" يتجاذبيا الترجيع والمد والتحسيف والتطريب والتمذذ وىو قوا الغناء ووسيمتو. وجمعوا بيف الغناء والترن حتى وصفوا ابف سريج بأنو "سي د مف غن ى وواحد مف ترن. " )8( والمد وسيمتاف مف وسائؿ تحقيؽ ىذه الظاىرة أما التطريب والتمذذ فيما غايتاف ليا. فالترن ظاىرة ذات أبعاد كما يمحظ أف الترجيع السيكولوجية يت فييا تفريغ الشحنات النفسية التي يختمج بيا صدر المترن بغية الوصوؿ إلى مرحمة التمذذ ببث ما ىو مكبوت أو محصور وعميو فميس بالضرورة أف يكوف الترن بما ىو مبيج لمنفس فقد يترن اإلنساف في لحظة مف لحظات األل والتوجع فقد يترن الصوفي كما يترن العاشؽ وقد تترن الثكمى كما يترن المنتشي. يقوؿ )9( األصفياني :"لما حضرت الحطيئة الوفاة اجتمع إليو قومو فقالوا: يا أبا مميكة: أوص فقاؿ: ويؿ لمشعر مف اروية السوء قالوا: أوص رحمؾ اهلل يا حطىء قاؿ: مف الذي يقوؿ : إذا أنبض ال ارموف عنيا ترنمت قالوا: الشم اخ قاؿ: أبمغوا غطفاف أنو أشعر العرب... " ترن ثكمى أوجعتيا الجنػائز وقبؿ محاولة االجتياد بصياغة مفيو مصطمح ىذه الظاىرة يحسف أف نتعرؼ عمييا مف خالؿ كتب المغة وأقواؿ المغوييف. ولعؿ "سيبويو" أو ؿ مف فص ؿ الحديث في ظاىرة الترن وأوؿ مف تحدث عنيا مف النحاة بوصفيا ظاىرة مف ظواىر األداء المغوي فقد عقد بابا سم اه )ىذا باب وجوه القوافي في اإلنشاد( يقوؿ فيو )10( : "أما إذا ترن موا فإني يمحقوف األلؼ والياء والواو ما ينو ف وما ال ينو ف ألني أ اردوا مد الصوت وذلؾ قولي وىو المرئ القيس: قفا بنؾ مف ذكرى حبيب ومنزلي... وقاؿ: في النصب ليزيد بف الطثرية: فبتنا تحيد الوحش عنا كأننا وقاؿ في الرفع لألعشى: ىريرة ود ع يا واف ال الئمو قتيالف ل يعم لنا الناس مصرعا وىذا ما ينوف فيو وما ال ينوف فيو قولي لجرير: أقم ي المو عاذؿ والعتابا وقاؿ في الرفع لجرير: وقاؿ في الجر لجرير أيضا : متى كاف الخيا بذي طموح أي يات منزل نا بنعؼ س و يقة سقيت الغيث أيتيا الخيامػػػػو كانت مباركة مف األي امي وانما ألحقوا ىذه المدة في حروؼ الروى ألف الشعر وضع لمغناء والترن فالحقوا كؿ حرؼ الذي حركتو منو. " 426
مجلة جامعة تشرين اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد )39( العدد )5( 2017 Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series لقد رصد سيبويو لموسيمة التي يتوصؿ بيا إلى الترن وىي االستعانة بحروؼ المد وجعؿ كؿ حرؼ مف جنس الحركة التي ىي منو فيمد الصوت باأللؼ إف كاف آخر الروي مفتوحا أو كاف ذا تنويف نصب وبالياء إف كاف مكسو ار أو كاف ذا تنويف كسر وبالواو إف كاف مضموما أو كاف ذا تنويف ض. والعمة في ذلؾ ىي تحقيؽ المد الذي يظير مف خاللو الترن. سواء أكاف الروي مما يدخمو تنويف نحو "منزؿ" مف قوؿ امرئ القيس أو مما ال يدخمو التنويف نحو "العتابا" مف قوؿ جرير إذ جاء معرفا بأؿ. والى نحو ذلؾ ذىب أبو الحسف األخفش يقوؿ )11( : "أما إذا أ اردوا الحداء والغناء والترن فإف كمي يتبع الروي المضمو واوا والمفتوح ألفا والمكسور ياء والساكف إذا كاف مطمقا ياء في الوقؼ والوصؿ فيما ينوف وما ال ينوف فمف ذلؾ: قفا نبؾ مف ذكرى حبيب ومنزلي... وقولو: أعطى فأعطى حسبا ورزقا وقولو: أطربا وأنت قنسريو. وما ال ينوف: الحمد هلل الوىوب المجزلي" إف مد الصوت بالحركة القصيرة واشباعيا لتصير طويمة ىو مف قبيؿ إ اردة الترن واحداث التطريب والمحف بالغناء وليس مف قبيؿ الخصائص الميجية التي كانت عمييا بعض قبائؿ العرب فمف العرب مف يجعؿ الحركة القصيرة طويمة عند الوقؼ مف غير قصد ترن أو إنشاد يقوؿ ابف رشيؽ القيرواني يقؼ عمى إشباع الحركة: فتجر الضمة واوا والكسرة )12( : "ومف ترن. " العرب مف في لغتو أف ياء والفتحة ألفا فينشد ىذا كمو موصوال مف غير قصد غناء وال فميس إحداث ىذا اإلشباع بغية ترن ولذلؾ نجد أف استكماؿ عناصر الترن وم ارعاة سياقات مقامو مما ال غنى )13( عنو في بياف ىذه الظاىرة ومعرفة مكنوناتيا يقوؿ ابف رشيؽ القيرواني : "ليس بيف العرب اختالؼ إذا أ اردوا ومد الترن الصوت في الغناء والحداء في إتباع القافية المطمقة مثميا مف حروؼ المد والميف في حاؿ الرفع والنصب والخفض سواء كانت مما ينوف أو مما ال ينوف... " ويعمؿ األخفش إلحاؽ حروؼ المد )الحركات الطويمة( عند الترن بقولو )14( : "إنما ألحقوا ىذه الحروؼ التي يجري فييا الصوت إذا أ اردوا الترن ألف الصوت ال تجري في غيرىا فمم ا أ اردوا الترن ألحقوا ىذه الحروؼ التي يجري فييا الصوت. " لقد حد د سيبويو بما سبؽ معال ىذه الظاىرة ويبدو فييا أف الترن خصيصة مف خصائص األداء المغوي واذا كاف سيبويو قد مث ؿ عميو مف الشعر فقط والغاية منو النشوة بالغناء والتطريب بالمسموع ألف الشعر كما يرى سيبويو وضع لمغناء والترن وىذه حقيقة ال م ارء فييا فالشعر العربي شعر غنائي. يقوؿ ابف رشيؽ القيرواني )15( : "ومما يدخؿ في شفاعة ىذا الباب )باب اإلنشاد وما ناسبو(: الغناء والحداء والتغبير قاؿ الشاعر: تغف بالشعر إم ا كنت قائمو... إف الغناء ليذا الشعر مضمار ويقولوف: فالف يتغنى بفالف أو بفالنة إذا صنع فيو شع ار.... وكذلؾ يقولوف: حدا بو إذا عمؿ فيو شع ار.... " ويمحظ المتأمؿ في كال سيبويو أف ظاىرة الترن تتحقؽ بإلحاؽ حروؼ المد )الحركات الطويمة(: األلؼ والواو والياء مف خالؿ إشباع حركة الروي بحركة طويمة مف جنسو وتمحؽ ىذه الحروؼ ما يدخمو التنويف وىو النكرة المعرب وما ال يدخمو التنويف وىو المعرفة وغير المعرب. ولكف ل خصت ىذه الحروؼ أكثر مف غيرىا لتكوف مف أبرز أدوات ىذه الظاىرة أغمب الظف أف سبب اختصاص ىذه األصوات )حروؼ المد ( يعود لخصائصيا الفونولوجية صفاتيا الصوتية ومخارجيا النطقية إذ مكنتيا ىذه الخصائص والصفات مف امتداد النغ بيا. 427
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي واذا عدنا إلى ما قد مو سيبويو فإننا نخمص إلى مفيو ظاىرة "الت رن " التي ن ارىا: "ىيئة مخصوصة مف األداء الصوتي ذات صبغة تنغيمية تسعى إلى تحقيؽ التطريب مف خالؿ المد والترجيع المذيف يعمالف عمى تخصيص نغمة األداء لتخرجو إلى كيفية خاصة تميزه مف الكال العادي. " الفرق بين الترنم واإلنشاد: اإلنشاد لغة كما يعرفو ابف منظور مف "نشد: نشدت الضالة إذا ناديت وسألت عنيا قاؿ أبو عبيد: المنشد: الم ع ر ؼ والطالب ىو الناشد قاؿ: ومما يبيف لؾ أف الناشد ىو الطالب حديث النبي صمى اهلل عميو وسم حيف سمع رجال ينشد ضالة في المسجد فقاؿ: يا أييا الناشد غيرؾ الواجد معناه: ال وجدت... وىو مف النشيد: رفع الصوت. قاؿ أبو منصور: وانما قيؿ لمطالب ناشد لرفع صوتو بالطمب والنشيد رفع الصوت وكذلؾ المعرؼ يرفع صوتو بالتعريؼ... ومف ىذا إنشاد الشعر إنما ىو رفع الصوت. وقولي نشدتؾ باهلل وبالرح معناه: طمبت إليؾ باهلل وبحؽ الرح برفع نشيدي أي صوتي وقاؿ أبو العباس في قولي: نشدتؾ اهلل قاؿ النشيد: الصوت أي سألتؾ باهلل برفع نشيدي أي صوتي. قاؿ: وقولي نشدت الضالة أي رفعت نشيدي أي صوتي بطمبيا. قاؿ: ومنو نشد الشعر وأنشده... والنشيد: )16( الشعر المتناشد بيف القو ينشد بعضي بعضا. " لعؿ فيما ذكره ابف منظور كفاية المؤونة في الوقوؼ عمى مفيو اإلنشاد الذي ال يعدو رفع الصوت بالمنطوؽ وقد نص عمى ذلؾ ص ارحة في قولو: " ومف ىذا إنشاد الشعر إنما ىو رفع الصوت. " مف غير مد لحركة الروي وتحسيف لألداء بغية التطريب وال اعتبار فيو لمتمذذ بحروؼ المد وترجيعيا. وانما اإلنشاد رفع الصوت باإللقاء. يقوؿ )17( الزمخشري : "سمعت صوت الن ش اد وىو الذي ينشد الض واؿ وأصاخ الناشد لممنشد: الطالب لممعروؼ... ومف المجاز: نشدتؾ اهلل وناشدتؾ اهلل... أي سألتؾ بو... وأنشدني شع ار إنشادا حسنا ألف المنشد يرفع صوتو كما يفعؿ المعر ؼ... ". )18( و يقوؿ السفاريني :"ونشيد األ عر اب ك م ا ت نشد األ ع ارب أ و ي ح د ق ولو ومف يتؿ آيات ال كت اب ال م مج د )كما ت ن ش د األ ع ارب ) في محافمي وخم و اتي ومجامعي وأ ع ي ادى وحروبي وفر حي وس ر ورى ي ق اؿ ن ش د الش عر أ ي ق أر ه ون شد بي ت و الش ع ر ال م تناشد ك األ ن شودة ىجاى وت ناشدوا الش عر ن شد بعض ي بعض ا والنشدة بالكسر الص وت والنش يد رفع الص و وال ج مع أ ن اش يد واس ت ن شد الش ع ر طمب إنشاده كما في ال ق اموس ( أ و ) أ ي و أ ق ب ؿ مف غير ك ارىة في ال مع تمد أ ف )ي ح د ( الحادي )قولو( أ ي مقولو في الح د اء. " والممفت لمنظر أف سيبويو فر ؽ بيف الت رن واإلنشاد فمفيو الترن عنده يخالؼ مفيو اإلنشاد يقوؿ أنشدوا ول يترنموا فعمى ثالثة أوجو: أما أىؿ الحجاز فيدعوف ىذه القوافي ما نوف منيا وما ل ينوف عمى حاليا في الترن ليفرقوا بينو وبيف الكال الذي ل يوضع لمغناء. " )19( :"فإذا يحدثنا سيبويو عف وجو مف وجوه تأدية القوافي وصفو باإلنشاد وقد كاف واعيا لمفرؽ بيف اإلنشاد والترن بدليؿ قولو: "فإذا أنشدوا ول يترنموا... " مما يشي بدقة تناولو لممفيوميف. وذكر سيبويو وجيا آخر لإلنشاد نسبو إلى بني )20( تمي يقوؿ : "وأما ناس كثير مف بني تمي فإني يبدلوف مكاف المدة النوف فيما ينوف وما ل ينوف لما ل يريدوا الترن أبدلوا مكاف المدة نونا ولفظوا تما البناء وما ىو منو كما فعؿ أىؿ الحجاز ذلؾ بحروؼ المد سمعناى يقولوف: يا أبتا عم كا أو عساكف ولمعجاج: يا صاح ما ىاج الدموع الذ ر ف ف... 428
مجلة جامعة تشرين اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد )39( العدد )5( 2017 Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series وكذلؾ الجر والرفع والمكسور والمفتوح والمضمو في جميع ىذا كالمجرور والمنصوب والمرفوع. " وعميو فإف حاؿ القوافي في اإلنشاد عند الحجازييف ىو حاليا مف حيث الالحقة في الترن واذا كاف اإلنشاد عند أىؿ الحجاز ظاىرة يمحؽ فييا القوافي ما يمحقيا في الترن إال أنيا تختمؼ عف الترن وعف الكال العادي ففرقوا بالمد بيف اإلنشاد والكال الذي ل يوضع لمغناء. فميس كؿ مد لمحركة ترنما. وبالعودة إلى أنواع اإلنشاد التي ذكرىا سيبويو كاف لمعرب فييا وجوه: وجو مف إنشاد القوافي بمد الحركة ولكف ال يعد ترنما وكأف سيبويو يخبرنا أف الترن ال يقؼ عند حدود مد الحركة بؿ ال بد مف "توجيو االعتبار" إلى النغ والتنغي فالمد الذي يحقؽ التطريب والتمذذ ىو مد الترن لما فيو مف مد منغ ال مجرد مد. وعميو فإف الظاىرتيف مختمفتاف مف حيث األداء النطقي فبالترن يمجأ المترن إلى توظيؼ ظاىرة التنغي )تنغي الغناء( فتغنى القوافي غناء بما تتيحو األساليب السابقة الذكر مف تصرؼ لممترن. أما في اإلنشاء فيو إلقاء القوافي إلقاء مف خالؿ رفع الصوت الذي قد يكوف بالزيادة: )مف خالؿ مطؿ حركة الروي ومدىا أو بزيادة النوف( وقد يكوف بالحذؼ وكؿ ذلؾ برفع الصوت والقائو. واذا تأممنا ما نسبو سيبويو إلى التميمييف فإني كانوا يبدلوف في إنشادى لمقوافي مكاف المدة نونا فيما ينوف وفيما ال ينوف ونص سيبويو ص ارحة أني صنعوا ىذا لما ل يريدوا الترن. في بإلحاؽ النوف أردوا اإلنشاد ول يريدوا الترن واختيار نوع التنويف يكوف وفؽ حركة الروي تماما كما اختار الحجازيوف نوع المد. ولذلؾ قاؿ الترن أبدلوا مكاف المدة نونا ولفظوا تما البناء وما ىو منو كما فعؿ أىؿ الحجاز ذلؾ بحروؼ المد. " أما الوجو الثالث مف وجوه اإلنشاد التي عد ىا سيبويو فقد عب ر عنو بقولو: )22( )21( :"لما ل يريدوا "وأما الثالث فأف يجروا القوافي مج ارىا لو كانت في الكال ول تكف قواعد شعر جعموه كالكال حيث ل يترنموا وتركوا المدة لعممي أنيا في أصؿ البناء سمعناى يقولوف لجرير: أقمي المو عادؾ والعتاب... وكاف ىذا أخؼ عميي ويقولوف: قد اربني حفص فحر ؾ حفصا يثبتوف األلؼ ألنيا كذلؾ في الكال. " وىذا الوجو اإلنشادي ل ينسبو سيبويو لمحجاز أو تمي بؿ أطمقو ول يقيده وفيو تجرى القافية كما لو كانت كالما عاديا ال شعريا فال يمحقوف بو النوف وال حروؼ المد وانما يمزموف آخر الكم التسكيف والوقؼ بإسقاط الحركة ىو عالمة الوقؼ. وأضاؼ األخفش في وجوه اإلنشاد أف أقمي المو عاذؾ والعتابا. واذا وقؼ في الرفع والجر أسكف فقاؿ: "بعضي يقؼ عمى المنصوب منونا كاف أو غير منوف باأللؼ فيقوؿ: )23( متى كاف الخيا بذي طموح سقيت الغيث أيتيا الخيا " لقد جعؿ سيبويو مف قبيؿ الوجو الثالث الذي يت بالحذؼ ما يحذؼ إذا كاف آخر الروي ياء أو واوا إذ يحذفاف كما لو كانا حروؼ مد وقد قيست الواو والياء إذا ل تكونا رويا عمى الواو والياء إذا كانتا مدا لحرؼ الروي إذ يجمع بينيما أف ما قبميما يصمح أف يكوف رويا. واف رج ح بعض العمماء إثبات الواو والياء في الروي يقوؿ األعم )24( الشنتمري : "وأنشد سيبويو لزىير بف أبي سممى: وأ ارؾ تفري ما خمقت وبعض القو يخ م ؽ ث ال ي ف ر أنشده عمى حذؼ الياء مف يفري في القافية وىذا كقولو عز وجؿ )ذلؾ ما كنا نبغ( قاؿ: واثبات الياء أقيس. " 429
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي ولكف ماذا إذا كاف الروي ضمي ار نحو واو الجماعة أو ياء المخاطبة أو ألؼ االثنيف ىؿ يجري عميو الحذؼ في إنشاد القوافي يجيب عف ذلؾ سيبويو بقولو: )25( "وقد دعاى حذؼ ياء يقضي إلى أف حذؼ ناس كثير مف قيس وأسد الياء والواو المتيف ىما عالمة المضمر. ول تكثر واحدة منيما في الحذؼ ككثرة ياء يقضي ألنيما تجيئاف لمعنى األسماء... سمعت ممف يروي ىذا الشعر مف العرب ينشده: تركت ي ال ي ب ع د اهلل أصحابا يريد: صنعوا... وقاؿ ابف مقبؿ: ل أدر بعد غداة البيف ما ص ن ع وقمت لش ف اع المدينة أوج ؼ ج ز ي ت ابف أروى بالمدينة قرض و يريد: أوجفوا. وقاؿ عنترة: يا دار ع ب م ة بالج واء ت كم. يريد: تكم مي... " وعميو فقد تحذؼ الواو والياء واف كانا ضميريف وبذلؾ نمحظ أف المغة أعطت جانبا مف األولوية لألداء المغوي ال سيما في الشعر الذي فيو مف سعة التصرؼ ما يمكنو مف تجاوز القاعدة المغوية التي تقتضي المطابقة أحيانا. لواحق الترنم عناصرها الفونولوجية وايقاعاتها الصوتية: يرى الباحثاف أف الترن بالنوف يحوي بعدا خاصا مف الوجية الصوتية فاختيار النوف لو قيمة مف الوجية اإليقاعية وليس اختيارىا الحقة في إنشاد القوافي اعتباطا فالنوف مف األصوات التي يتم بيا بناء المفظ وىو صوت ذو إيقاع خاص لما فيو غن ة وترددات موسيقية عذبة يقوؿ إب ارىي أنيس موسيقية محببة إلى األذف العربية. " )27( ويقوؿ أحمد مختار عمر : )26( : "الغن ة مع النوف المشددة تيب نغمة "النوف األنفية التي يت نطقيا عف طريؽ اتصاؿ طرؼ المساف بالمثة اتصاال محكما يمنع مرور اليواء وتخفيض الطبؽ الميف ليسمح بمرور اليواء مف تجويؼ األنؼ. " وال يخفى أف مد الصوت ببعض األصوات في العربية كما مر بنا مما يحس ف مسموع النغ وليس كؿ صوت كذلؾ فالحركات الطويمة بما فييا مف فرط مد تحقؽ حسف النغ أما مف الصوامت فإف ما يحقؽ حسف النغ ما أشبو أصوات المد. )28( يقوؿ الفا اربي : "والحروؼ الممتدة بامتداد النغ منيا ما يبش ع مسموع الن غ إذا اقترنت بيا مثؿ العيف والحاء والظاء وما أشبو ذلؾ ومنيا ما ال يبش عو وىي ىذه الثالثة: الال والمي والنوف. " ولذلؾ يغمب استخدامو لما لو مف إيقاع مميز فنجده في أغمب فواصؿ القرآف الكري. يقوؿ أحمد كشؾ )29( : "يحدد المغويوف العرب التنويف بأنو عبارة عف نوف ساكنة ازئدة تمحؽ آخر االس لفظا ال كتابة... وىذا العنصر الصوتي يمثؿ ث ارء لغويا تبيف المغة مف خاللو فعمى مستوى اإليقاع ال شؾ أن و يمثؿ رن ة تحدث قوة إسماع حاممة ترددا زمنيا طويال ألف موقعا يحوؿ الوحدة "فاعالتف" إلى "تف تتف تف"... لمدرؾ تماما القيمة اإليقاعية التي يقو بيا التنويف باعتباره عنص ار موسيقيا إيقاعيا. لقد فطف عروضيو العرب إليو والى قيمتو فاستخدموه ضابطا قافويا فيما يسم ى تنويف الترن والتنويف الغالي وألجمو جو زوا صرؼ الممنوع مف الصرؼ في الشعر لما في قبولو مف مسايرة لغاية اإليقاع المطموب. " وذىب نفر مف العمماء كابف يعيش إلى أف الترن يحصؿ بالتنويف مخالفا سيبويو. )30( يقوؿ خالد األزىري :.".. كما صر ح بو)تنويف الترن ( ابف يعيش مد عيا أف الترن يحصؿ بالنوف نفسيا ألنيا حرؼ أغف وكذا قاؿ شارح المباب إنما جيء بو لوجود الترن وذلؾ ألف حرؼ العم ة مد ة في الحمؽ فإذا أبدؿ منيا التنويف حصؿ الترن ألف التنويف غن ة في الخيشو... " 430
مجلة جامعة تشرين اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد )39( العدد )5( 2017 Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series. وينقؿ ابف ىشا زع بعضي مف: "أف الترن يحصؿ بالنوف نفسيا ألنيا حرؼ أغف قاؿ: وانما سمي المغني مغنيا ألنو يغن ف صوتو: )31( أي يجعؿ فيو غن ة واألصؿ عنده مغن ف بثالث نونات فأبدلت األخيرة ياء تخفيفا... " فالنوف مف "أكثر األصوات الساكنة وضوحا وأقربيا إلى طبيعة أصوات الميف )ومثميا الال والمي( ولذا يميؿ بعضي إلى تسميتيا "أشباه أصوات الميف" ومف الممكف أف تعد حمقة وسطى بيف األصوات الساكنة وأصوات الميف ففييا مف صفات األولى أف مجرى النفس معيا تعترضو بعض الحوائؿ وفييا أيضا مف صفات أصوات الميف أنيا ال )32( يكاد يسمع ليا أي نوع مف الحفيؼ وأنيا أكثر وضوحا في السمع. " ومما يجدر ذكره أف ظاىرة إلحاؽ التنويف إلحداث أنساؽ إيقاعية واف خالفت القواعد النحوية ليا شاىدىا في الق ارءات القرآنية يقوؿ ابف خالويو معقبا عمى ق ارءة قولو تعالى: "والفجر ولياؿ عشر والشفع والوتر والميؿ إذا يسر.. )33( اآليات" : "والفجر والوتر ويسر بالتنويف في الجميع. قاؿ ابف خالويو كما روى عف بعض العرب أنو يقؼ عمى أواخر القوافي بالتنويف واف كاف فعال واف كاف فيو ألؼ وال ومف بعض أشعاره: أقمي المو عاذؿ والعتابا وقولي إف أصبت فقد أصابا " ولذلؾ تعارؼ النحاة عمى ما سم وه "تنويف الترن" و أرى بعضي أنو عوض مف المد فقد "زع أبو الحجاج ابف معزوز أف ظاىر كال سيبويو في المسم ى "تنويف الترن" أنو نوف عوض مف المد ة وليس بتنويف وزع ابف مالؾ في )34( التحفة أف تسمية الالحؽ لمقوافي المطمقة والقوافي المقي دة تنوينا مجاز وانما ىو نوف أخرى ازئدة... " و أ طمؽ عمى ىذا التنويف الذي قد يمحؽ بعض القوافي المقيدة نحو )35( ولعؿ األخفش كاف أوؿ مف ابتدعو يقوؿ : "المخترق ف " مصطمح "التنويف الغالي" "ومما ل يذكر الخميؿ مف األسماء:... الغمو والغالي... والغمو حركة قاؼ: "وقات األعماؽ خاوي المخترقف " والنوف ىي الغالي. " وفس ر العمماء ىذا النوع مف التنويف بأنو يمحؽ القوافي المقيدة ومثموا عميو بأبيات رؤبة السابقة )37( األزىري : "وزع ابف الحاجب أنو إنما سم ي غاليا لقمتو ونفاه السي ارفي والزجاج وزعما أف الشاعر ازد " فأ )36(. يقوؿ خالد " في آخر البيت إيذانا بتمامو فضعؼ صوتو باليمزة... والمشيور تحريؾ ما قبمو بالكسرة... واختار ابف الحاجب الفتح... وسمعت بعض العصرييف يسك ف ما قبمو... واختمؼ مثبتوه تنوينا في فائدتو: فقاؿ ابف يعيش فائدتو: الترن أيضا... وقاؿ الجرجاني لحؽ إمارة عمى الوقؼ إذ ال يعم في الشعر المسك ف اآلخر: أواصؿ أنت أ واقؼ ووقع في شرح المب أف ىذا التنويف إنما يمحؽ الكم إذا أريد بو ترؾ الوقؼ ووصؿ آخر البيت األوؿ بأوؿ البيت الثاني... " وذىب ابف جني إلى أنو "يمحؽ زيادة بعد استيفاء البيت جميع أج ازئو نيفا مف آخره بمنزلة الزيادة المسماة خزما.. مف أولو. إليو الوزف... وانما ازدوا ىذه النوف في ىذا الموضع ونحوه بعد تما الوزف ألف مف عادتي أف يمحقوه في ما يحتاج )38( فمما اعتادوه في ما يكمؿ وزنو ألحقوه أيضا في ما ىو مستغف عنو. " ونرى أف التنويف الغالي إنما ىو تنويف يحقؽ غير فائدة فيو إلفادة الترن كما ذىب ابف يعيش لما عرفناه مف قي إيقاعية وموسيقية في صوت النوف وال مانع مف أف يحقؽ االستشعار بالوقؼ أو بالوصؿ. ولذلؾ نتفؽ مع وجية مف ذىب إلى قسمة التنويف إلى تنويف نحوي وتنويف غنائي وال ريب أف تنويف الترن والتنويف الغالي ىما قسيما التنويف الغنائي فكالىما يحقؽ إيقاعا غنائيا يصؿ إلى التطريب والتمذذ بالمنطوؽ يقوؿ سمير استيتية )39( : "وأما تسميتو)التنويف( بأنو تنويف غنائي فألنني جعمتو مقابال لمتنويف النحوي والتقابؿ بينيما مف باب الثنائية الضدية ال الثنائية المتماثمة... " 431
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي والذي يدعو لمعجب أف النحاة دأبوا عمى تسمية أحد أنواع التنويف بتنويف الترن عمما أف سيبويو ذكره في سياؽ ترؾ الترن. وقد فطف ليذا ابف ىشا يقوؿ )40( : "وتنويف الترن: وىو الالحؽ لمقوافي المطمقة بدال مف حرؼ اإلطالؽ وىو األلؼ والواو والياء وذلؾ في إنشاد بني تمي وظاىر قولي أنو تنويف محص ؿ لمترن وقد صر ح بذلؾ ابف يعيش... والذي صر ح بو سيبويو وغيره مف المحققيف أنو جيء بو لقطع الترن وأف الترن ىو التغني يحصؿ بأحرؼ اإلطالؽ لقبوليا لمد الصوت فييا فإذا انشدوا ول يترنموا جاؤوا بالنوف مكانيا... " وأكد خالد األزىري ما ذىب إليو ابف ىشا وروى المصطمح الدقيؽ ليذا التنويف وىو "تنويف ترؾ الترن". )41( يقوؿ : "وقاؿ جماعة ىو بدؿ مف الترن ث اختمفوا في التعبير عنو فقيؿ: الصواب أف يقاؿ "تنويف ترؾ الترن... وقيؿ: يجوز أف يقاؿ: "تنويف الترن" عمى حذؼ مضاؼ وىو اختيار ابف مالؾ في شرح الكافية... " وبناء عمى ما سبؽ فإف األولى مف الوجية االصطالحية أف يسمى "تنويف ترؾ الترن" أو ب أرينا "تنويف اإلنشاد" ال تنويف الترن فقوؿ سيبويو السابؽ يحدثنا عف لحاؽ ىذه النوف )التنويف(عندما ال يريدوف الترن. وأما ما ذىب إليو ابف مالؾ بتقدير حذؼ المضاؼ فنزع أف حذؼ المضاؼ ممتنع إذا أوقع في لبس وال يخفى المبس الذي نحف فيو بحذؼ المضاؼ "ترؾ" أو "عد". وأغمب الظف أف تطو ار دالليا بعد سيبويو دخؿ إلى مفيو المصطمح إذ وقفنا عمى استخدا مصطمح "النشيد" في سياؽ حديث الفا اربي عف مبادئ األلحاف واستيالالتيا في الغناء يقوؿ )42( : "وأما مبادئ األلحاف فإنيا تكوف بأشياء كثيرة منيا بالترن أو بنغ آخر يتقد المحف... واف كاف عمى مجرى العادة وكاف جزءا أوسط فما فوقو فإف العرب تسميو: النشيد. " وكما جرى تطور لغوي آخر في إطالؽ مصطمح "تنويف الترن " عمى التنويف )النوف( الذي يمحؽ أواخر الفواصؿ أو القوافي عند بعضي فصير إلى تسمية التنويف بتنويف الترن. أما المواحؽ المتفؽ عمييا في ظاىرة الترن فيي حروؼ المد )الحركات الطويمة( وبيا يمتد النغ وتتجمى التطري ازت الصوتية ويبدو التمويف الصوتي. وىذا ما نمحظو كثي ار في فواصؿ القرآف الكري. يقوؿ السيوطي )43( : "كثر في القرآف الكري خت الفواصؿ بحروؼ المد والميف والحاؽ النوف وحكمتو وجود التمكف مف التطريب بذلؾ. كما قاؿ سيبويو أني إذا ترنموا يمحقوف األلؼ والياء والنوف ألني أ اردوا مد الصوت ويتركوف ذلؾ إذا ل يترنموا وجاء في القرآف عمى أسيؿ موقؼ وأعذب مقطع". فاألصوات المغوية الرئيسة ىي صوامت وحركات والصوامت كما يدؿ عمييا اسميا صامتة ال امتداد فييا بؿ ال يمكف إظيارىا مف غير حركة. أما الحركة فيمكف إظيارىا والنطؽ بيا ممكف وال تحتاج إلى صامت فالحركات أصوات حر ة طميقة جوفية ىوائية القناة النطقية كميا مجرى ليا واختيرت الحركات الطويمة "حروؼ المد" ألنيا أنسب في امتداد النغ. ولعؿ جماليات الصوت ال تبرز جمية إال في مجموعة المدود التي يسعى فييا المترن إلى بياف التطري ازت الصوتية بما تتيحو مف مد لمنغ ال يحققو صوت آخر كما يتحقؽ بيا. ولعؿ المتأمؿ في فواصؿ القرآف الكري يمحظ حضور أصوات المد يمييا النوف في معظ تيؾ الفواصؿ. يقوؿ )44( حسا النعيمي : "الفاصمة في القرآف الكري ىي كممة آخر اآلية كقافية الشعر وقرينة السجع وىي جزء مف موسيقى اآليات حيث تتناغ األلفاظ بعضيا مع بعض في نسؽ غير شعر واف توافؽ في مواضع منو مع شيء مف األو ازف التي نظ العرب عمييا شعرى... " وقد وقؼ العمماء عمى ظاىرة إشباع الحركة في بعض فواصؿ اآليات في القرآف الكري وأشاروا إلى م ارعاة التجانس اإليقاعي في رؤوس اآليات. )45( يقوؿ ابف جني : "وأما قولو تعالى: "وتظنوف باهلل الظنونا" )فأضمونا السبيال( 432
مجلة جامعة تشرين اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد )39( العدد )5( 2017 Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series فإنما ذلؾ عمى إشباع الفتحة لموقؼ عمى رؤوس اآلي كما ق أرت الق ارء "والميؿ إذا ي س ر" الياء في ىذا ونحوه في الوقؼ إنما ىو لرؤوس اآلي وتشبييي إياىا بالقوافي في نحو قوؿ زىير: "ذلؾ ما كنا نب غ" فحذفت وألنت تفرى ما خمقت وبعض القو يخم ؽ ث ال ي ف ر يريد: يفري وكذلؾ أيضا مف ق أر )السبيال( و )الظنونا( إنما ىو مشب و بوقوفي عمى القوافي في نحو قوؿ جرير: أقمي المو عاذؿ والعتابا وقولي إف أصبت : لقد أصابا ونحو قوؿ لقيط: يا دار عمرة مف م ح تم يا الج ر عا ىاجت لي الي واألح ازف والوج عا فيذه ىي أشياء تعرض في الوقؼ". ويحدثنا السيوطي عم ا ابتدعو الناس في ق ارءة القرآف الكري مف أصوات الغناء يقوؿ )46( :.".. ومما ابتدعوه شيء سم وه الترعيد.. وآخر سم وه الترقيص... ووآخر يسم ى التطريب: وىو أف يترن بالقرآف ويتنغ بو فيمد في غير مواضع المد ويزيد في المد عمى ما ينبغي... " البعد القيمي لظاهرة الترن م: إف الترن ظاىرة قديمة متجمية غالبا في األداء الشعري وبيا يميز العربي ما كاف شع ار مما كاف مف الكال غير الشعري. ويرى الباحثاف أف الترن ال إشكاؿ فيو في التدليؿ عمى النص الشعري ألنو ال يكوف في الكال العادي. وأف رفع الصوت والقاءه يحقؽ اإلنشاد واف ل تستعمؿ الالحقة. كما أف المغة تبيح التصرؼ في ظاىرة الترن نحو: حذؼ المد أو إشباع الحركة القصيرة لتصير مدة إنما ىو مف قبيؿ السعة في المغة وال يخفى أف ىذا التصرؼ نجده في مظيريف: أحدىما الكيفية التي يؤدى فييا البيت الشعري والييئة التي يكوف عمييا. واآلخر ما تمحقو المغة مف لواحؽ أو حذؼ في الروي. وىذا التصرؼ غالبا ما يت في سياؽ الوقؼ فالتصرؼ في الوقؼ أكثر منو في الوصؿ إذ ي ر د الوصؿ مكونات السياؽ المغوي إلى أصوليا أما الوقؼ فيو سياؽ الحذؼ اإلبداؿ والزيادة. ويؤكد سيبويو السعة المغوية في مظاىر الترن بأف الساكف والمجزو قد يحركاف وتحريكيما أىوف مف إلحاؽ حرؼ المد عند مطؿ الحركة القصيرة وجعميا حركة طويمة مف جنسيا. يقوؿ سيبويو )47( : "واعم أف الساكف والمجزو يقعاف في القوافي ولو ل يفعموا ذلؾ لضاؽ عميي ولكني توسعوا بذلؾ فإذا وقع واحد منيما في القافية حر ؾ وليس إلحاقي إياه الحركة بأشد مف إلحاؽ حرؼ المد ما ليس ىو فيو وال يمزمو في الكال. ولو ل يقفوا إال بكؿ حرؼ فيو حرؼ مد لضاؽ عميي ولكني توسعوا بذلؾ. " وليس مف نافمة القوؿ أف الترن واإلنشاد قد يجتمعاف فيرفع الصوت بالشعر وتتجم ى المدود بحركات الروي بغية التطريب والتمذذ والتغني. كما قد يؤدى النص الشعري إنشادا مف غير ترن أو ترن ما مف غير إنشاد. إف طريقة أداء النص الشعري )اإلنشاد والترن( ما ازلت ماثمة إلى يومنا ىذا في ق ارءة النص الشعري إذ نسمع الظاىرتيف باختالؼ مقا أداء النص الشعري وفييا يحقؽ القارئ م ارده مف خالؿ تقدي ارت يقدرىا المتكم بما يخد مقصده ويحقؽ مأربو مستعينا بما تتيحو المغة مف إمكانات تجعؿ المنشد أو المترن متمكنا مف استخدا لواحؽ خاصة ذات قي إيقاعية بما ليا مف ترددات صوتية متناسقة التحتاج إلى بذؿ كمفة نطقية عالية وما ليا مف خصائص فونولوجية توفرىا صفاتيا الصوتية ومخارجيا النطقة تفضي إلى تحقيؽ مقاصد المترن والمنشد وىو ما نمحظو في األصوات الالحقة في الظاىرتيف إذ نجد أصوات المد حر ة طميؽ ىوائية تك ف المنشد والمترن مف تحقيؽ المدود وتمكنو كذلؾ مف تحقيؽ التطري ازت الصوتية في أنغامو وكذلؾ التنويف بما فيو مف تناسؽ سببو الغن ة التي تمكف مف إب ارز النغمة وتموينيا. 433
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي الهوامش:.1 العربي القاىرة.2.3 أبو نصر محمد ب محمد الفا اربي ت 339 ىػ/ 950 الموسيقى الكبير تح غطاس خشبة دار الكاتب 1900 ج 71-70/1 ويضيؼ الفا اربي: أف الترنمات قد تفعؿ أيضا في بعض الحيوانات مثؿ ما يعرض لمجماؿ العربية عند الحداء... انظر المصدر نفسو بالجزء والصفحة. الفا اربي الموسيقى الكبير ج 73/1 ابف دريد أبو زكريا محمد بف الحسف ت دار الكتب العممية بيروت. ط 2005/1.4 أبو منصور األزىري محمد بف أحمد اليروي ت المعرفة بيروتط 2001/1 مادة رن ج 1481/2.5.6.7 321 ىػ/ 933 جميرة المغة عم ؽ عميو إب ارىي شمس الديف باب ال ارء والمي مع ما بعدىما مف الحروؼ )ر ف( مجمد 134/2 370 ىػ/ 980 تيذيب المغة تح رياض قاس دار ابف منظور أبو الفضؿ محمد بف مكر بف عمى جماؿ الديف ابف منظور األنصاري ت 711 ىػ/ 1311 لساف العرب دار إحياء الت ارث العربي مؤسسة التاريخ العربي بيروت / لبناف ط 3 ج 334/5 ابف ىشا أبو محمد عبد اهلل جماؿ الديف بف يوسؼ األنصاري ت 761 ىػ/ 1359 مغني المبيب عف كتب األعاريب تح محمد محيي الديف عبد الحميد المكتبة العصرية بيروت/ 1995 ج 394/2 ذلؾ أيضا قوؿ ابف ميادة: أبو الفرج األصفياني عمي بف الحسيف ت بعنتريس كأف الدبػر يمػسػعػيػا لما أتيتػؾ مف نجػػد وساكنػو انظر: األغاني 206/1 356 ىػ/ 967 األغاني دار الفكر بيروت ج إذا ترنػ حػاد خػمػفػيػا طػرب نفحت لي نفحة طػارت بيا العػػرب 184/1 ومف.8.9.10 األصفياني األغاني ج 84/1 األصفياني األغاني 173/1 سيبويو أبو بشر عمرو بف عثماف بف قنبر 1982 مكتبة الخانجي ج 4 206-204 / 180 ىػ/ 796 الكتاب تحقيؽ عبد السال ىاروف ط / 2.11 ط 1974/1 ص 117.12 سر صناعة اإلع ارب األخفش أبو الحسف سعيد بف مسعدة البمخي ت 215 ىػ/ 830 القوافي دار األمانة تح ارتب الن فاخ القيرواني ابف رشيؽ العمدة في صناعة الشعر ونقده ج 312/1 ونسبت ىذه المغة ألزد الس ارة وانظر: ابف جني تح محمد حسف إسماعيؿ واحمد رشدي عامر دار الكتب العممية بيروت ط 2000/1 ج 179/2 قاؿ: "قاؿ سيبويو "وزع أبو الخطاب أف ازد الس ارة يقولوف: ىذا زيدو ومررت بعمري جعموه قياسا واحدا فأثبتوا الواو والياء كما أثبتوا األلؼ". وانظر: مؤسسة شباب الجامعية االسكندرية/ 1986.13.14 )أو المصوت( ص 15-14 محمد سال محيسف المقتبس مف الميجات العربية والقرآنية أبو عمي الحسف بف رشيؽ القيرواني العمدة في صناعة الشعر ونقده ج 311/1 األخفش القوافي ص 119 وكال األخفش ىذا يذكرنا بدقة بمفيو المصطمحيف: الصامت والصائت 434
مجلة جامعة تشرين اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد )39( العدد )5( 2017 Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series.15 محيي الديف عبد الحميد القيرواني أبو عمي الحسف بف رشيؽ ت انظر ديوانو دار الفكر المبناني بيروت/ 2003.16.17 بيروت/ 2004 ص 632.18 463 ىػ / 1071 العمدة في صناعة الشعر ونقده دار الجيؿ ط 1981/5 ج 312/1 والبيت لحساف بف ثابت األنصاري ت ( 54 ىػ( ابف منظور لساف العرب دار إحياء الت ارث العربي مؤسسة التاريخ العربي بيروت / لبناف ط 3 الزمخشري جار اهلل أبو القاس محمود بف عمر ت السفاريني أبو العوف شمس الديف محمد بفاحمد الحنبمي ت منظومة اآلداب تح محمد خالدي دار الكتب العممية بيروت ط 2002/2 ج 150/1.19 سيبويو الكتاب ج 4 207-206 / القيرواني في حديثو عف أوجو العرب في اإلنشاد وانظر: يقوؿ: تح محمد 674 538 ىػ/ 1143 أساس البالغة دار الفكر 1188 ىػ/ 1774 غذاء األلباب لشرح األخفش القوافي ص 119 والى نحو ذلؾ ذىب ابف رشيؽ "فإذا أنشدوا ول يترنموا فعمى ثالثة أوجو: أما أىؿ الحجاز فيدعوف ىذه القوافي ما نوف منيا وما ل ينوف عمى حاليا في الترن ليفرقوا بينو وبيف الكال الذي ل يوضع لمغناء. " انظر: ابف رشيؽ القيرواني العمدة في صناعة الشعر ونقده ج 311/1.20 سيبويو الكتاب ج 207-206/4 ونسب األخفش ىذا الوجو إلى ناس كثير مف قيس باإلضافة إلى تمي يقوؿ: "وأما ناس كثير مف تمي وقيس فإني إذا ل يريدوا الترن جعموا الذي يمحقونو نونا فيقولوف: داينت ليمى والديوف تقضف. و: الحمد هلل الوىوب المجزلف و: متى كاف الخيا بذي طموح.21.22.23.24 سيبويو الكتاب ج 4 207 / سيبويو الكتاب ج 4 208 / األخفش القوافي ص 120-119 األعم الشنتمري أبو الحجاج يوسؼ يف سميماف ت يحيى م ارد دار الكتب العممية بيروت ط 2005/1 سقيت الغيث أيتيا الخيامف " انظر: األخفش القوافي ص 119 476 ىػ/ 1083 النكت في تفسير كتاب سيبويو.25.26.27.28 سيبويو الكتاب 211-210/4 إب ارىي أنيس األصوات المغوية مكتبة األنجمو المصرية / 1995 ص 27 وانظر ص 73 أحمد مختار عمر د ارسة الصوت المغوي عال الكتب / 1991 ص 316 الفا اربي الموسيقى الكبير ج 1073-1072/2 ويقوؿ حسا النعيمي: "... ويجمع عمى ىذه مف غير المصوتات الممتدة )الحركات حروؼ المد الطويمة( تمؾ الثالث التي ال تبشع مسموع النغ ) ف ؿ( فتكوف جميع الحروؼ التي تساوؽ النغ وتقترف بيا وال تنفؾ منيا بنغمة إنسانية وتستعمؿ استعماال سمسا وتبيف بيانا غير مستكرة وتحس حس ا غير مستشبع. " انظر: النعيمي حسا العامة بغداد ص 89 أبحاث في أصوات العربية ط 1 /.29.30.31 أحمد كشؾ مف وظائؼ الصوت المغوي 1998 دار الشؤوف الثقافية دار غريب القاىرة/ 2007 ص 17 وانظر: الشايب فوزي )التأكيد بالنوف طبيعتو أصمو وأثره مجمة د ارسات/ الجامعة األردنية 1988 السنة 15 العدد 3 األزىري خالد بف عبد اهلل شرح التصريح عمى التوضيح ج 26/1 ابف ىشا مغني المبيب ج 395/2 435
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي.32.33 إب ارىي أنيس األصوات المغوية ص 27 وانظر ص 64 ابف خالويو أبو عبد اهلل الحسيف بف أحمد ت برجشت ارسر دار اليجرة ص 173 وانظر:.34.35.36.37.38.39 370 ىػ/ 980 مختصر في شواذ القرآف مف كتاب البديع األزىري خالد شرح التصريح عمى التوضيح ج 28/1 وجعمو الشيخ خالد نقال عف ابف ىشا مف باب إبداؿ التنويف مف أحرؼ اإلطالؽ في غير القوافي وذكر ق ارءة "والميؿ إذا يسر " بالتنويف. ابف ىشا مغني المبيب ج 395/2 األخفش القوافي ص 41 ابف ىشا مغني المبيب ج 395/2 األزىري خالد. شرح التصريح عمى التوضيح ج 28/1 ابف جني سر صناعة اإلع ارب ج 162-161/2 استيتية سمير شريؼ عم األصوات النحوي دار وائؿ لمنشر ط 2012/1 ص.40.41 702 ويرى الدكتور سمير أنو ال عالقة لتنويف الترن والتنويف الغالي بالتنويف بالمعنى النحوي وف كاف النحاة يذكرونيما في باب التنويف وعالمات االس فيما مف وجية نظره نوناف زيدتا صوتيا لمتغني وال عالقة ليما بالتنويف. انظر كتابو ص 704-702 ابف ىشا مغني المبيب عف كتب األعاريب ج 394/2 األزىري خالد بف عبد اهلل ت السود دار الكتب العممية بيروت ط 2000/1 ج 26/1.42.43.44.45 الفا اربي الموسيقى الكبير ج 1160/2 السيوطي اإلتقاف في عمو القرآف ص 157-156 905 ىػ/ 1499 شرح التصريح عمى التوضيح النعيمي حسا. أبحاث في أصوات العربية دار الشؤوف الثقافية العامة بغداد ط 1 1998 / تح محمد باسؿ عيوف ابف جني أبو الفتح عثماف بف جني ت 392 ىػ/ 1001 سر صناعة اإلع ارب تح محمد حسف إسماعيؿ واحمد رشدي عامر دار الكتب العممية بيروت ط 2000/1.46 السيوطي أبو بكر محمد بف الكماؿ ت مسم ىاش دار الكتب العممية بيروت ط 2 2007 / ص. ج 136-135/2 911 ىػ/ 980 اإلتقاف في عمو القرآف ضبطو وصححو محمد 466 ومما تجدر اإلشارة إليو أن و ال يجوز التغني بالقرآف إذا أدى التغني بو إلى تغيير فيو فإنو ساعتئذ تحريؼ. يقوؿ محمد بف أحمد السفاريني: "... )وفصؿ قو فيو... يعني ق ارءة األلحاف... فقالوا: إذا حركات المفظ ب د ل ف أحرفا ب إ شب اعو ح ر ل ذ اؾ... )وشد د( في الن ي ي عنو والت ح ر ي أل ن و ز يادة أ ح ر ؼ في ال قرآف ال عظ ي....... ق اؿ في اإل قن اع: وكره اإل ما أ حمد ق ارءة األ ل حاف وقاؿ ىي بدعة ف إ ف ح ر. و ق اؿ الش يخ: الت مح يف ال ذي يش ب و ال غ ناء مكروه وال يكره حصؿ معيا ت غ ي ير نظ ال قرآف وجعؿ ال حركات حروف ا الت رجيع وت حس يف ال ق ارءة... ق اؿ اإل ما ابف ال ق ي في ال ف ت اوى الط ارب م س ي ة: ون ق ؿ عن و في ت سي يؿ الس ب يؿ في باب ت حر ي تم حيف ال ق رآف والت غ ن ي ب و: ل ي ث ب ت ف يو ش يء مف األ حاد يث يع ني في الن ي ي عف الت م ح يف والت غ ن ي بو بؿ ورد خ الؼ ذلؾ في الص ح يح انظر:.47 السفاريني غذاء األلباب لشرح منظومة اآلداب ج 154-153/1 سيبويو الكتاب ج 214/4 436
مجلة جامعة تشرين اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد )39( العدد )5( 2017 Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series المصادر والم ارجع:.1.2 أنيس إب ارىي- األصوات المغوية. مكتبة األنجمو المصرية القاىرة. 1995 ابف جني أبو الفتح عثماف- رشدي عامر دار الكتب العممية بيروت. 2000.3.4 سر صناعة اإلع ارب. الطبعة األولى تح محمد حسف إسماعيؿ واحمد ابف خالويو أبو عبد اهلل الحسيف بف أحمد مختصر في شواذ القرآف مف كتاب البديع. دار اليجرة. ابف دريد أبو زكريا محمد بف الحسف- جميرة المغة. الطبعة األولى عم ؽ عميو إب ارىي شمس الديف دار الكتب العممية بيروت. 2005.5.6 ابف مالؾ أبو عبد اهلل جماؿ الديف- شرح الكافية الشافية. الطبعة األولى تح عمي محمد معوض وعادؿ أحمد عبد الموجود دار الكتب العممية بيروت 2000. التاريخ العربي بيروت..7.8.9 ابف منظور جماؿ الديف األنصاري لساف العرب. الطبعة الثالثة دار إحياء الت ارث العربي ومؤسسة ابف ىشا أبو محمد عبد اهلل جماؿ الديف بف يوسؼ األنصاري- محمد محيي الديف عبد الحميد المكتبة العصرية بيروت 1995..10 األمانة 1974..11 كشؾ أحمد- مف وظائؼ الصوت المغوي. دار غريب القاىرة 2007. مختار عمر أحمد- د ارسة الصوت المغوي. عال الكتب 1991. األخفش أبو الحسف سعيد بف مسعدة البمخي- مغني المبيب عف كتب األعاريب. تح القوافي. الطبعة األولى تح أحمد ارتب الن فاخ دار األزىري خالد بف عبد اهلل- شرح التصريح عمى التوضيح. الطبعة األولى تح محمد باسؿ عيوف السود دار الكتب العممية بيروت 2000..12.13.14.15.16.17.2000 األزىري محمد بف أحمد اليروي- تيذيب المغة. الطبعة األولى تح رياض قاس دار المعرفة بيروت استيتية سمير شريؼ - عم األصوات النحوي. الطبعة األولى دار وائؿ لمنشر 2012. األصفياني أبو الفرج األغاني. دار الفكر بيروت. حساف بف ثابت- ديواف حساف بف ثابت. دار الفكر المبناني بيروت 2003. الزمخشري جار اهلل أبو القاس محمود بف عمر- أساس البالغة. دار الفكر بيروت 2004. السفاريني أبو العوف شمس الديف محمد بفاحمد الثانية تح محمد خالدي دار الكتب العممية بيروت 2002..18 الخانجي القاىرة 1982..19 سيبويو أبو بشر عمرو بف عثماف بف قنبر- السيوطي أبو بكر محمد بف الكماؿ- مسم ىاش دار الكتب العممية بيروت 2007..20 بيروت 2005. الحنبمي- غذاء األلباب لشرح منظومة اآلداب. الطبعة الكتاب. الطبعة الثانية تح عبد السال ىاروف مكتبة اإلتقاف في عمو القرآف. الطبعة الثانية ضبطو وصححو محمد الشنتمري األعم- النكت في تفسير كتاب سيبويو. الطبعة األولى تح يحيى م ارد دار الكتب العممية 437
"الت رن عند المغوييف" مدخؿ إلى المفيو واألدوات والقيمة العظامات الشطناوي.21.22 الفا اربي- الموسيقى الكبير. تح غطاس خشبة دار الكاتب العربي القاىرة 1900. القيرواني أبو عمي الحسف بف رشيؽ- العمدة في صناعة الشعر ونقده. الطبعة الخامسة الديف عبد الحميد دار الجيؿ 1981..23 محيسف محمد سال- المقتبس مف الميجات العربية والقرآنية تح محمد محيي. مؤسسة شباب الجامعية اإلسكندرية.24.1986 العدد 3. الدوريات: النعيمي حسا- أبحاث في أصوات العربية. الطبعة األولى دار الشؤوف الثقافية العامة بغداد 1998. * الشايب فوزي- التأكيد بالنوف طبيعتو أصمو وأثره. مجمة د ارسات الجامعة األردنية 1988 السنة 15 438