ب س م الل ه الر ح م ن الر ح يم حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( بحث مقد إلى مؤتمر "اإلسالم والتحديات املعاصرة " المنعقد بكمية أصكؿ الديف في الجامعة اإلسبلمية في الفترة: 2007/4/3-2 د عصام العبد زهد أستاذ مشارك في قسم التفسير كمية أصول الدين - الجامعة اإلسالمية إعداد: د مجال اهلوبي أستاذ مساعد في قسم التفسير كمية أصول الدين - الجامعة اإلسالمية أبريل/ 7
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( ممخص البحث إف قضية تحكي الشريعة اإلسبلمية مف أى القضايا التي تكاجو العال اإلسبلمي ألف مصير العرب كالمسمميف بؿ البشرية مرتبط بتحكي الشريعة اإلسبلمية فإذا احتك الناس لممنيج اإلسبلمي في جميع جكانب حياتي السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية كاألخبلقية ي سعدكا في الدنيا كاآلخرة كالتاريخ البشرم يشيد أف أسعد فت ارت البشرية في حياتيا عندما قامت الخبلفة اإلسبلمية حيث تحقؽ األمف كالسبل كساد العدؿ كالرخاء كالحضارة حياة الناس الناس ب فمسفات ساقطة ككانت أككر فت ارت الحياة البشرية شقا ن ء كنكدان عندما ى ح ى ؾ ى مستكردة مف الشرؽ أك الغرب كدخمت شبيات المستشرقيف كالمبشريف عالمنا اإلسبلمي لمتشكيؾ في تطبيؽ الشريعة اإلسبلمية قكتي كبيا انتصرنا ألؼ عا كابعاد المسمميف عف ع قيدتي التي ىي مصدر كبغيرىا ي ىزمنا ك تطرؽ البحث لكضع الحمكؿ كالعبلج إلعادة الحاكمية هلل سبحانو كتضمنت الخاتمة ألى النتائج كالتكصيات ABSTRACT The Arbitration of legitimate legislation This case of study is one of the most important difficulties which faces the Islamic world That s due to a big linkage for Islamic people with the legislations of Islam When people apply and accept these legislated roles in their system of life in all its aspects, the will not have this much of suffer and conflect also they live happy and gain happiness in their after death life History shows that the most human happiness goes back to the time of relment states, and the most suffering time when human depended on their philosophy in man made legislations 1154
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي المقدمة إف قضية تحكي الشريعة اإلسبلمية كاجب شرعي كىي جز ه ء ال يتج أز عف عقيدة المسمميف كاذا حدكت الزحزحة في حياة األمة عف تحكي الشريعة اإلسبلمية كاالحتكا إلى المناىج األرضية اليابطة المستكردة مف الشرؽ أك الغرب فيذا يعني الكفر كالفسكؽ كالظم كضياع لمقد ارت األمة كمصدر قكتيا كازدىار حضارتيا كلقد اىت القرآف الكري بتطبيؽ الشريعة كاعتنى بيا عناية فائقة فجاء ذكرىا في أككر مف مائتي آية في حكالي خمسيف سكرة مف القرآف الكري كىذا االىتما يرجع إلى أف مصير اإلنسانية مرتبط بتحكي الشريعة فإذا احتك الناس إلييا في جميع جكانب حياتي سعدكا في الدنيا كاآلخرة كاطمأنت نفكسي لتطبيقيا ألنيا تكافؽ الفطرة التي فطر اهلل الناس عمييا كالتاريخ البشرم يشيد أف أسعد فت ارت البشرية في حياتيا الناس إلى القرآف الكري كالسنة النبكية المطيرة في ع كانت حينما احتك ىد الخبلفة اإلسبلمية حيث نعمت باألمف كاإليماف كالسبلمة كاالستق ارر كساد العدؿ كالرخاء المجتمع اإلسبلمي بأسره بينما كانت أككر فت ارت البشرية شقا ن ء حينما عطؿ طكاغيت األرض الحاكمية هلل كحكمكا الناس بفمسفاتي الساقطة التي ل تحقؽ إال النكد كالك ارىية كالشقاء لؿ بشرية كلتحقيؽ الفائدة جعمنا خطة البحث مف كبلكة مباحث كىي: المبحث األول: "معنى الحكم بما أنزل اهلل وحكمو وثم ارتو" كفيو المطالب التالية: المطمب األول: تعريؼ الحاكمية والثاني : كجكب الحك بما أنزؿ اهلل والثالث : مفاسد اإلع ارض عف الحك بما أنزؿ اهلل وال اربع : مقتضيات الحاكمية هلل والخامس: كم ارت الحك بما أنزؿ اهلل المبحث الثاني: "معوقات وتحديات الحكم بما أنزل اهلل" كيتككف مف: 1155
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( المطمب األول: إكارة الشبيات والثاني : معارضة الحكا والثالث : جيؿ المسمميف كتقصير العمماء المبحث الثالث: "الحمول والعالج إلعادة حكم اهلل" كفيو أربعة مطالب: المطمب األول: يتحدث عف الصبر والثاني : نشر العم كالكعي والثالث : الكحدة كالتعاكف كاالعتصا وال اربع : التغيير كاإلصبلح ك أتبعنا البحث بخاتمة تضمنت أى النتائج كالتكصيات ككبت بأسماء المصادر كالم ارجع 1156
المطمب األول: المبحث األول معنى الحكم بما أنزل اهلل وحكمو وثم ارتو تعريف الحاكمية: د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي الحاكمية في المغة: ىي اس مصدر مف الفعؿ الكبلكي حك بمعنى قضى كمنو قكؿ العرب: "حك باألمر حكمان" أم قضى بو كيقاؿ: حك لو كحك عميو كحك فيو قاؿ تعالى: و ا ذ ا ح ك م ت م ب ي ن الن اس أ ن ت ح ك م وا ب ال ع د ل إ ن الم و ن ع م ا ي ع ظ ك م ب و إ ن الم و ك ان س م يعا ب ص ي ار )النساء: 58( كالحك أصمو المنع كمنو ي سميت المجا ى ح ىكمةى الد ابة فقي ىؿ حكم ي ت الدابةى أم منعتيا بالحكمة ككذلؾ يقاؿ حكمت السفينة كأحكمتيا أم جعمت ليا حكمة الحاكمية في االصطالح الشرعي: الحاكمية هلل سبحانو ألنو بيده القضاء في شئكف العباد كىك صاحب الحك فيي خمقي كل يتركي ىمبلن فأنزؿ لي الكتاب تبيانان لكؿ شيء كىدل كمكعظة لممتقيف حؽ التشريع لمناس جميعان إلى يك الديف شرع اهلل أك يأمر أحدان باتباع شرع مخالؼ لشرع اهلل عز كجؿ كلو كال يحؽ ألم إنساف مف البشر أف يشرع غير )3( قاؿ تعالى: ث م ج ع م ن اك ع م ى ش ر يع ة م ن األ م ر ف ات ب ع ي ا و ال ت ت بع أ ى و اء ال ذ ين ال ي ع م م ون إ ن ي م ل ن ي غ ن وا ع ن ك م ن الم و ش ي ا )الجاكية: 19-18( كبحث العمماء في معنى الحاكمية فكانت مف أى األبحاث ألف عمى معرفتيا يتكقؼ معرفة الحك كنكعو كليس الم ارد بالحاك صاحب السمطاف المنفذ لكؿ شيء في المجتمع بما لو مف سمطاف عميي بؿ الم ارد بالحاك مف يممؾ إصدار الحك عمى األفعاؿ كعمى األشياء تفسير مفردات ألفاظ القرآف الكري لسميح عاطؼ الزيف ص 251 250 انظر: المفردات في غريب القرآف لم ارغب األصفياني ص 127 126 )3( النظ اإلسبلمية ص 219 الطبعة ال اربعة 1157
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( تعالى: كالحاك عمى األفعاؿ كاألشياء مف حيث الككاب كالعقاب ىك اهلل كحده قاؿ إ ن ال ح ك م إ ال ل م و أ م ر أ ال ت ع ب د وا إ ال إ ي اه ذ ل ك الد ين ال ق ي م و ل ك ن أ ك ث ر الن اس ال ي ع م م ون )يكسؼ: 40( يتضح مف ذلؾ أف تكحيد اهلل في الحاكمية كاف ارده بيا أم ه ر الز لكؿ مسم لزك نطقو بالشيادتيف التي تعني تكحيد الربكبية كاأللكىية فبل يكفي مف اإلنساف أف يؤمف بكحدانية اهلل في الخمؽ كاألجؿ كالرزؽ كال يكحده في الربكبية قاؿ تعالى : أ ال ل و ال خ م ق و األ م ر ت ب ار ك الم و ر بب ال ع ال م ي ن ا) ألع ارؼ: 54( الحاكمية في االصطالح القانوني: كتطمؽ الحاكمية في القانكف عمى السمطة العميا كالسمطة المطمقة يصطمح عميو اليك في عم السياسة كالسمطات الكمية غير المحدكدة لينفذ ح طكعان أك كرىان كىك ما أف الحاك ىك الذم يمتمؾ الصبلحيات التامة كمو في أف ارد الدكلة كى مضطركف إلى طاعتو كال يكجد مف يحد صبلحياتو في الحك غير إ اردتو كمشيئتو ىك نفسو كأف القانكف يسف بإ اردتو فيك صاحب الحاكمية كيجب عمى األف ارد طاعتو فيك القادر المطمؽ في ذاتو كال يجكز سؤالو فيما أصدر مف أحكا عف الخير أ الخطأ كال يحؿ ألحد ممف يتبعو أف يرل منو شيئان خطأ بككنو سبكحان قدكسان منزىان عف الخطأ ك الشر كال عف الصكاب أك فبل بد أف يعترؼ لو الجميع وخالصة األمر: يجب أف نؤمف أف الحاكمية هلل كحده كاألمر لو سبحانو كحده كالطاعة كاجبة لو كحده كااللت از كاجب بأ ره كحده كال طاعة ألحد كااللت از بأمر أحد إال إذا أمر سبحانو بذلؾ ي م قاؿ تعالى: ات خ ذ وا أ ح ب ار ى م و ر ى ب ان ي م أ ر ب ابا م ن د ون الم و و ال م س يح اب ن م ر و م ا أ م ر وا إ ال ل ي ع ب د وا إ ل يا و اح دا ال إ ل و إ ال ى و س ب ح ان و ع م ا ي ش ر ك و ن )التكبة: 31 ( فقد مكقع شبكة المعمكمات: wwwalokabcom انظر: نظرية اإلسبل كىديو في السياسة كالقانكف كالدستكر ص 251 1158
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي شنع اهلل سبحانو عمى الييكد كالنصارل عندما قبمكا أف يككف اآلمر كالناىي فيي رىباني كأحبارى كاعتبر ذلؾ شركان ليس فقط مف األحبار كالرىباف كالرىباف فأطاعكى فيما حممكا لي كحرمكا عميي بؿ كمف الذيف اتبعكا األحبار المطمب الثاني: وجوب الحكم بما أنزل اهلل: إف مسألة الحك بما أنزؿ اهلل مف المسائؿ الخطيرة في حياة األمة المسممة ألنيا ترتبط بمسألة العقيدة حيث إنيا تمكؿ الجانب األى مف عقيدتنا اإلسبلمية القالب العممي لعقيدة التكحيد المتمكمة في الشيادتيف ك كىي تمكؿ التي تعني الرفض لكؿ اآللية المصطنعة مف دكف اهلل عز كجؿ كالحك بما جاء عف اهلل كعف رسكلو و ل ق د ب ع ث ن ا ف ي ك ل أ م ة ر س وال أ ن اع ب د وا الم و و اج ت ن ب وا الط اا وت )النحؿ: 36( الشعا ارت الجكفاء فالطاغكت ىك كؿ ما يعبد مف دكف اهلل سكاء مف قاؿ تعالى : الشجر كالحجر كالبشر أك كنجد أف اهلل سبحانو قد اختص نفسو بالتشريع ككضع األحكا التشريعية لممجتمع قاؿ تعالى : أ م ل ي م ش ر ك اء ش ر ع وا ل ي م م ن الد ين م ا ل م ي ذ ن ب و الم و )الشكرل: 21( كل يكتؼ سبحانو بطمب اال حصكؿ الرضا كاالطمئناف لحكمو لت از بتطبيؽ شرعو في األرض بؿ حرص عمى كأنو لف يت اإليماف إال إذا احتك المجتمع ليذه الشريعة قاؿ تعالى: ف ال و ر ب ك ال ي ؤ م ن ون ح ت ى ي ح ك م وك ف يم ا ش ج ر ب ي ن ي م ث م ال ي ج د وا ف ي أ ن ف س ي م ح ر جا م م ا ق ي ت و ي س م م وا ت س م يما )النساء: 65 ( فيك سبحانو يقس بربكبيتو قسمان مؤكدان أنو ال يصمح اإليماف إال بالتحاك في كؿ ن ازع إلى رسكؿ اهلل كأف تنشرح الصدكر بحكمو كال يككف في النفكس حرج كضيؽ منو كأف يحصؿ التسمي التا بقبكؿ ما حك بو كأنزؿ في كتابو الكري )3( تفسير الطبرم مجمد 6 ص 355 انظر: أعبل المكقعيف البف القي ج 50/2 ط 1 1374 ىػ- 1955 )3( انظر: تفسير الشع اركم مجمد 4 ص 2377 1159
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( كبنا ن ء عمى ما سبؽ فإف الحاك كاحد ىك اهلل سبحانو كىك الخالؽ لمككف كاإلنساف كالحياة كالمشرع لمقكانيف كاحد ىك اهلل لذلؾ أنزؿ ىذه الشريعة لتمبي حاجات األجياؿ إلى يك الديف كأف عمى الدكلة اإلسبلمية التطبيؽ الكامؿ لكؿ ما شرعو اهلل في كتابق أك جاء عمى لساف رسكلو لرجاؿ التشريع حينئذ إال التطبيؽ كالعمؿ بما جاء عف فحيث يكجد نص رباني يجب اتباعو كال يككف اهلل سبحانو كاذا ل يكجد نص في ىذا القانكف الرباني كاف لرجاؿ التشريع اإلسبلمي مجاؿ لبلجتياد كاالستنباط كفؽ ركح الشريعة اإلسبلمية فيشرعكف األحكا فيما ال نص فيو بكاسطة القياس األدلة عمى وجوب الحكم بما أنزل اهلل: إف تحكي الشريعة اإلسبلمية كابت بالقرآف كالسنة كاإلجماع كجكب تحكي شرع اهلل كالتحاك إليو كاآليات الدالة عمى كالمحذرة مف التحاك إلى غيره ككيرة في كتاب اهلل تعالى ككبل العؿماء في تفسيرىا معركؼ حتى أضحى ذلؾ ع ممان ضركريان عند المسمميف حيث قاؿ العبلمة ابف باز رحمو اهلل كمعنى ىذا أف العبد يجب عميو االنقياد التا لقكؿ اهلل تعالى كقكؿ رسكلو كتقديميما عمى قكؿ كؿ أحد بالضركرة كىذا أمر معمك مف الديف أوال : القرآن الكريم: جاءت آيات ككيرة تكجب الحك بما أنزؿ اهلل كالتحاك إليو التحاك إلى الطاغكت: كبياف التحذير مف 1 -قاؿ تعالى: ك ان الن اس أ م ة و اح د ة ف ب ع ث الم و الن ب ي ين م ب ش ر ين و م ن ذ ر ين و أ ن ز ل ب ين الن اس ف يم ا اخ ت م ف وا ف ي و )البقرة: 213( كقاؿ م ع ي م ال ك ت اب ب ال ح ق ل ي ح ك م تعالى: إ ن ا أ ن ز ل ن ا إ ل ي ك ال ك ت اب ب ال ح ق ل ت ح ك م ب ي ن الن اس ب م ا أ ر اك الم و )النساء: 105( أكضح الحؽ سبحانو أف الغاية مف إن ازؿ الكتاب ىك الحك بيف الناس السياسة الشرعية عبدالكىاب خبلؼ ص 43 مجمكع فتاكل الشيخ ابف باز 82/1 1160
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي بالعدؿ قاؿ ابف تيمية رحمو اهلل -: "إف اهلل سبحانو ىك ال ى ح ىك الذم يحك بيف عباده كالحك لو كحده كقد أنزؿ اهلل الكتب كأرسؿ الرسؿ ليحك بيني فمف أطاع الرسكؿ كاف مف أكليائو المتقيف الرسكؿ كاف مف أىؿ الشقاء كالعذاب ككانت لو سعادة الدنيا كاآلخرة كمف عصى -قاؿ تعاؿل: إ ن الم و ي م ر ك م أ ن ت ؤ بدوا األ م ان ات إ ل ى أ ى م ي ا و ا ذ ا ح ك م ت م ب ي ن الن اس أ ن ت ح ك م وا ب ال ع د ل )النساء : 58( حيث أمر الحؽ سبحانو بالمحافظة عمى أمانات الناس كارجاعيا إلى أصحابيا غير منقكصة كأمر أيضان بتحقيؽ العدا في الحك بيف الناس -كحذر سبحانو مف الرككف إلى أحكا كأع ارؼ الجاىمية كأفضؿ منيج عرفتو البشرية في تاريخيا الطكيؿ ي ب غ ون و م ن أ ح س ن م ن الم و ح ك ما ل ق و م ي وق ن ون )المائدة: 50 ( لة كقد أنزؿ لنا خير كتاب قاؿ تعالى : أ ف ح ك م ال ج اى م ي ة فقد ذ اهلل سبحانو مف يبتغي حك الجاىمية كىك كؿ حك مخالؼ لشرع اهلل فكيؼ بمف يشر عكف ما ل يأذف بو اهلل كيصفكنو بالقداسة كالحرمة المجرميف الذيف تجب معاقبتي كيجعمكف تشريعي عامان الزمان كيعتبركف مف خالفو أك ل يرض بو مف أكابر مع أنو مخالؼ ؿ حك اهلل جيا ارن نيا ارن كأف يستغيث بميت أك يدعك إلى بدعة أك يشرب الخمر أك يقد ىكاه كما يستحسنو عقمو عمى الحك بكتاب اهلل كسنة رسكلو قتالو حتى يرجع إلى حك اهلل كرسكلو فمف فعؿ ذلؾ فيك كافر يجب - أكجب اهلل عز كجؿ عمى عباده تحكي شرع اهلل بالصيغة الطمبي ة كىي فعؿ األمر في قكلو تعالى: ات ب ع وا م ا أ ن ز ل إ ل ي ك م م ن ر ب ك م و ال ت ت ب ع وا م ن د ون و أ و ل ي اء ق م يال م ا ت ذ ك ر ون ا) ألع ارؼ :3( فاألمر ىنا باتباع ما أنزؿ اهلل يشمؿ كؿ ما جاء في المصحؼ مف أكامر كنكاىي كأحكا كحدكد كارشاد كتكجيو في جميع 2 3 4 مجمكع الفتاكل البف تيمية 361/35 انظر: تفسير ابف ككير 123 122/3 ط دار الفيحاء كانظر: في ظبلؿ القرآف سيد قطب مجمد 2 ص 89 1161
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( مجاالت الحياة السياسية كاالجتماعية كاألخبلقية كاالقتصادية كالعبلقات الدكلية في الحرب كالسم كآيات الجياد كالماؿ كذلؾ كمو كنظائره مما أنزلو اهلل فيك كاجب االتباع 5 -قاؿ تعالى : ال ي ش ر ك ف ي ح ك م و أ ح دا تفسيره )الكيؼ: 26( لقد ذكر الشنقيطي " اإلش ارؾ باهلل في حكمو كاإلش ارؾ بو في عبادتو كميا بمعنى كاحد فرؽ بينيما ألبتة في ال فالذم يتبع نظامان غير نظا اهلل كتشريعان غير تشريع اهلل كالذم يعبد الصن كيسجد لمككف ال فرؽ بينيما ككبلىما شرؾ باهلل " 6 البتة بكجو مف الكجكه فيما كاحد -كقاؿ تعالى: ف م ي ح ذ ر ال ذ ين ي خ ال ف ون ع ن أ م ر ه أ ن ت ص يب ي م ف ت ن ة أ و ي ص يب ي م أ ل يم )النكر: 63 ( كقاؿ تعالى : و م ا ك ان ل م ؤ م ن و ال م ؤ م ن ة إ ذ ا ق ى ع ذ اب الم و و ر س ول و أ م ار أ ن ي ك ون ل ي م ال خ ي ر ة م ن أ م ر ى م و م ن ي ع ص الم و و ر س ول و ف ق د ل الال م ب ينا )األح ازب: 36 ( ذكر المفسركف أنو إذا كبت هلل كرسكلو في كؿ مسألة مف المسائؿ حك طمبي أك خبرم فإنو ليس ألحد أف يتخير لنفسو غير ذلؾ الحك فيذىب إليو كأنو ليس لمؤمف كال مؤمنة ذلؾ ا لتخير ألف ذلؾ منا وؼ لئليماف كما كبت بالكتاب كالسنة فيك مقطكع بإتيانو كتطبيقو كاف ترؾ مسم أك مسممة ما عم مف أمر اهلل كرسكلو كذىب إلى غيره كاف مستحقان لمعذاب )3( كمف اتبع منيج اهلل كرسكلو كاف موتديان كفائ ازن في الدنيا كاآلخرة ثانيا : السنة النبوية المطىرة: 362 262/8 كانظر : صفكة انظر: التفسير المنير الجزء: 8 ص )138 139( اإليماف: )3( انظر : ابف ككير التفاسير 527/2 أركاىنو حقيقتو فكاقضو ص )174 175( 539/3 دار الفيحاء كانظر : تفسير القاسمي 1162
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي 1 لقد جاءت األحاديث النبكية المطيرة بالنص الصريح كالقاطع عمى كجكب الحك بما أنزؿ اهلل كاتباع شرع اهلل في كؿ مسألة مف المسائؿ أك قضية مف القضايا التي تكاجو األمة في أم مجاؿ مف مجاالت الحياة نذكر مف ىذه األحاديث ما يمي: -عف أبي ىريرة عف النبي قا ؿ: " ذركني ما تركتك فإنما ىمؾ مف كاف قبمك بككرة سؤالي كاختبلفي عمى أنبيائي فإذا أمرتك بأمر فأتكا منو ما استطعت كاذا نييتك عف شيء فدعكه " -عف أبي ىريرة 2 أبى أف رسكؿ اهلل قاؿ: " كؿ أمتي يدخمكف الجنة إال مف " قالكا : يا رسكؿ اهلل عصاني فقد أبى " كمف يأبل قاؿ : " مف أطاعني دخؿ الجنة كمف 3 -عف أبي نجيح العرباض بف سارية قاؿ: " كعظنا رسكؿ اهلل مكعظة بميغة كجمت منيا القمكب كذرفت منيا العيكف فقمنا: يا رسكؿ اهلل كأنيا مكعظة مكد وع فأكصنا قاؿ: " أكصيك بتقكل اهلل كالسمع كالطاعة كاف تأم ر عميك عبد كانو مف يعش منك فسيرل اختبلفان كبي ارن فعميك بسنتي كسنة الخمفاء ال ارشديف الميدييف عضكا عمييا بالنكاجد كاياك كمحدكات األمكر فإف كؿ بدعة ضبللة )3( " ثالثا : اإلجماع: إف حقيقة اإلسبل ىي االستسبل التا هلل عز كجؿ كال يت ذلؾ إال بقبكؿ د ينو كالتسمي لشرعو كالرضا بحكمو كمف أسم هلل كلغيره كاف مشركان كمف ل يذعف لمنيج اهلل كاف مستكب ارن كالمشرؾ كالمستكبر فيك في عداد الكافريف صحيح مسم ؾ 15 )الحج( ب 74 )فرض الحج( 975/2 ح )1337( صحيح البخارم مع الفتح ؾ )االعتصا بالكتاب كالسنة ( ب )االقتداء بسنف 1163 ( رسكؿ اهلل 214/13 )3( سنف أبي داكد ؾ )السنة( ب )في لزك السنة ) 200/4 حديث رق )4607( كسنف الترمذم ؾ 42 )العم ) ب 16 )ما جاء في األخذ بالسنة صحيح ) 44/5 حديث رق )2676( كقاؿ عنو حديث حسف
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( كأجمع عمماء األمة عمى أنو ال شرع إال ما شرعو اهلل كال حبلؿ إال ما أحمو اهلل كال ح ار إال ما حرمو اهلل كأف تشريع األحكا ىك حؽ هلل كحده فمف أعطى غيره ىذا الحؽ أك أعرض عف شرع اهلل كل يرض بو فيك كافر بإجماع المسمميف المطمب الثالث: مفاسد اإلع ارض عن الحكم بما أنزل اهلل: إف مف أعظ ما ابتمى بو المسممكف في ىذا القرف األخير سقكط الخبلفة اإلسبلمية الذم كاف مف نتائجق الكخيمة تنحية شرع اهلل تعالى كعد التحاك إليو في سائر شئكف الحياة كاستبدالو بمناىج أرضية ساقطة مستكردة مف الشرؽ أك مف الغرب ل تحقؽ لؤلمة إال الي ازئ كالدمار كالعكاقب الكخيمة كألجؿ عظ ىذه المفاسد كصؼ اهلل سبحانو 1 في مكضع كاحد مف سكرة المائدة مف ل يحك بكتابو الكري بالكفر كالظم كالفسكؽ كنستطيع أف نكجز ىذه المفاسد المترتبة عف االبتعاد عف منيج اهلل في التالي: -انتشار الشرؾ كشيكع البدع كظيكر الدعاة إلييما الماكرة حكؿ ىذا الديف كنشر دعكاتي اليدامة كتمكني مف بث شبياتي 2 3 -تعطيؿ الككير مف األحكا الشرعية ذلؾ كفريضة الزكاة كالصبلة كاقامة الحدكد كغير -ظيكر الفرقة كاالختبلؼ كالشقاؽ كالن ازع بيف المسمميف الذم يؤدم إلى سفؾ الدماء كسمب األمكاؿ كاضعاؼ الشككة كتقك اإلسبل 4 ية مطامع األعداء في أمة -زعزعة العقيدة في قمكب المسمميف مف خبلؿ إحداث الزحزحة في حياة المسم عف مبادئ ىذا الديف الحنيؼ الديف ال عمى أساس الجنس أك الكطف أك المغة كمبدأ الكالء كالب ارء كمبدأ األخكة عمى أساس يف انظر مجمكع الفتاكم 268 267/3 كانظر تفسير السعدم 90/2 النظا السياسي في اإلسبل ص 39 1164
5 د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي -ظيكر المعاصي كاإلعبلف بيا جيا ارن نيا ارن بؿ التبجح بيا كالتنافس في ارتكابيا 6 7 عند بعض الناس -سيطرة أصحاب المبادئ اليدامة عمى م اركز النفكذ في لي تحقيؽ مخططاتي اليدامة كتطبيؽ ب ارمجي المنافية ليذا الديف ببلد المسمميف مما سيؿ -تحقيؽ الذؿ كاليكاف في حياة المسمميف نتيجة لخضكعي لق ار ارت الكفرة كالخارجيف عف ديف اهلل إلى غير ذلؾ مف المفاسد الككيرة المترتبة عف اإلع ارض عف الحاكمية بكتاب اهلل سبحانو كتعالى كالتي ال يعم مدل خطكرتيا كضررىا عمى األمة إال اهلل تبارؾ كتعالى المطمب ال اربع: مقت يات الحاكمية هلل: أرينا أنو مف األىمية بمكاف الحديث عف مقتضيات تتعمؽ بكجكب الحك بما أنزؿ اهلل كقد حصرنا أىميا في التالي: 1 -البيعة لمحاك بتحكيمو لمشريعة الحك بما أنزؿ اهلل : يجب أف يككف الحاك مسممان كال يبايع إال عمى كىذا تجمى كاضحان في بيعة عمي ب ف أبي طالب عندما اشترط عميو عبد الرحمف بف عكؼ قائبلن : ىؿ أنت مبايعي عمى كتاب اهلل كسنة نبيو كفعؿ أبي بكر الصديؽ كعمر الفاركؽ رضي اهلل عنيما قاؿ : المي نع لذلؾ ال يجكز ؿألمة أف تنصب حاكمان ليحكميا بشرع غير شرع رب العالميف كاف فعمت ذلؾ فقد أكمت ألنيا بيذا الفعؿ تككف خارجة عف ديف اهلل عز كجؿ 2 -كجكب الخركج عمى الحاك إذا ل يحك بالشريعة اإلسبلمية فإذا غير الحاك كبدؿ أحكا رب العالميف بعد تنصيبو فم يحك بما أنزؿ اهلل ؼيجب الخركج عميو بحد السيؼ كقتالو كىي الحالة الكحيدة التي يخرج فييا عمى الحاك لعظ جرمو كلنقضو شركط بيعتو حيث جاء في الحديث عف عبادة بف الصامت أنو قاؿ " : مذك ارت في نظا الحك كاإلدارة في الدكلة اإلسبلمية ص اإلسبل ص 311 )36( كانظر : النظا السياسي في 1165
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( دعانا رسكؿ اهلل فبايعناه فكاف فيما أخذ عمينا أف بايعنا عمى السمع كالطاعة في منشطنا كمكرىنا كعسرنا ك تركا كف ارن بكاحان عندك مف اهلل فيو برىاف -ضبلؿ مف ل يحك بالشريعة يسرنا كأكره عمينا كأف ال ننازع األمر أىمو إال أف " : ال يجكز ألحد أف يتخير لنفسو غير حك رب العالميف ألنو مناؼ لئليماف كمخالؼ لمعنى العبكدية هلل كقد جعؿ اهلل سبحانو أم حك غير حكمو حك ان جاىميان كجعؿ مف يبتغي غير حكمو جاىبلن كاف ارن إف كاف غير مكقف بحسف كعدؿ حك رب العالميف أك كاف معتقدان بصبلح غيره مف األحكا قاؿ تعالى )المائدة: 44 ( ل م ي ح ك م ب م ا أ ن ز ل الم و ف ول ك ى م ال ك اف ر ون و م ن : -الفتنة كالعذاب لمف ل يحك بالشريعة : إف االحتكا لغير شرع اهلل يعني االحتكا إلى الطاغكت كقد حذر الحؽ سبحانو مف االلتفات عف شرعو أك الزحزحة عف دينو قاؿ تعالى: ف م ي ح ذ ر ال ذ ين ي خ ال ف ون ع ن أ م ر ه أ ن ت ص يب ي م ف ت ن ة أ و ي ص يب ي م أ ل يم )النكر: 63( كما نشاىده مف فتف كآال في مجتمعاتنا اليك ما ىك ع ذ اب )3( إال نتيجة عف ابتعادنا عف شريعتنا كالحك بمناىج كضعية -حرمة انتخاب مف يشارؾ في سف قكانيف منافية لشرع اهلل : إف النظا اإلسبلمي قائ عمى الشكرل لذلؾ ال بد مف مجمس ليجمع فيو مف يؤخذ ب أريي نيابة عف األ ة كليسمع الخميفة أرم الناس كيمكف أف يطمؽ عميو " مجمس األمة " ألنو نائب عف األمة في المحاسبة كالشكرل قاؿ تعالى : أ م ل ي م ش ر ك اء ش ر ع وا ل ي م م ن الد ين م ا ل م ي ذ ن ب و الم و )الشكرل: 21( لذلؾ ال يجكز ألحد أف ينتخب أحدان ليمارس سف تشريعات أك يصادؽ عمى تشريعات مخالفة لشرع اهلل خاصة 3 4 5 صحيح مسم ؾ )33( اإلمارة ب 8 )كجكب طاعة األم ارء( 1471 1470/3 ح )1709( الجامع ألحكا القرآف لمقرطبي جمد 3 ج 5 ص 187 ط دار الفكر كانظر : ازد المسير مجمد 2 ص 148 )3( أيسر التفاسير مجمد 3 ص 595 1166
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي كنحف نعيش في ظركؼ ال يطبؽ فييا إال أحكا الكفر كالضبلؿ لذلؾ ينبغي عمى المنتخب أف يستككؽ مف المرشح قبؿ انتخابو لمبرلماف أم مجمس األمة كعمى المرشح أف يعمف ص ارحة أنو لف يشارؾ في سف أم تشريع مخالؼ لشرع اهلل كأنو لف يعطي الكقة ألم حككمة ل تحك بشرع اهلل المطمب الخامس: ثم ارت الحكم بما أنزل اهلل: إف األمة اإلسبلمية إف أ اردت أف تعيش في سعادة كىناء عمييا أف تعكد إلى تطبيؽ شريعة اهلل في كافة المجاالت الحياتية السياسية كاألخبلقية كاالجتماعية كاالقتصادية كالجيادية كعمى كجو الخصكص تطبيقيا لنظا العقكبات في اإلسبل فإنو يساعد عمى تيذيب الشخصية كالت ازميا بكتاب ربيا كتحمييا باألخبلؽ الحسنة لذلؾ ال بد مف تطبيؽ شريعة اهلل ألنو في ظبلليا تتحقؽ اليداية كتطيب الحياة كيينأ األحياء كاإلنسانية اليك كالمسممكف عمى كجو الخصكص ؼم أمس الحاجة إلى تطبيؽ ىذا الديف : كالحك بشرع اهلل ليسكد األمف كاإليماف كالسبل كاالستق ارر في المجتمع قاؿ تعالى و م ن أ ح س ن د ينا م م ن أ س م م و ج ي و ل م و و ى و م ح س ن و ات ب ع م م ة إ ب ر اى يم ح ن يفا و ات خ ذ الم و إ ب ر اه يم خ م يال )النساء: 125 ( كنستطيع حصر الكم ارت الناتجة عف تطبيؽ الشريعة اإلسبلمية في التالي: - تحقيق العدالة وحماية المجتمع من أذى المجرمين: إف تطبيؽ العقكبات سبيؿ لتحقيؽ العدالة كقد أكجبتيا الشريعة اإلسبلمية ألنيا تؤدم إلى مصمحة الجماعة كالمنفعة العامة لمببلد كالعباد العقكبات في اإلسبل تقك عمى العدالة كأيضان تيدؼ إلى حماية المجتمع كالمصمحة العامة كالفضيمة كاألخبلؽ كالمحافظة عمى المصالح الضركرية لكياف المجتمع لذلؾ قررت الشريعة عقكبات اردعة لمف ينتيؾ حرمات المجتمع التي ىي حرمات اهلل 1167
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( سبحانو أ - حفظ األصول الخمسة التي يقوم عمييا أمن المجتمع: إف المصالح التي يحمييا اإلسبل بتقرير نظا العقكبات حيف االعتداء عمييا ترجع إلى أصكؿ خمسة كصيانتيا تعتبر أساسية في المجتمع كقد عممت الش ارئع السماكية عمى حفظ ىذه المصالح الخمسة كبفقداف أم منيا تنيار الحياة اإلنسا المجتمع كىي تتمكؿ فيما يمي: ب ج د ق إلا) نية في -حفظ الديف مف حيث حرية العقيدة كصكف المقدسات كتعظي حرمات اهلل فإنيا مف تقكل القمكب -حفظ النفس البشرية مف حيث حقيا في الحياة كصكف الك ارمة كالحريات الشخصية كالفكرية كأنو ال يجكز قتؿ النفس بغير حؽ كأنو مف قتميا فكأنما ؽتؿ الناس جميعان قاؿ تعالى : و ال ت ق ت م وا الن ف س ال ت ي ح ر م الم و إ ال ب ال ح ق س ارء: 33( -حفظ العرض كذلؾ بمنع كقكع ج ارئ الزنا ك ان ف اح ش ة و س اء س ب يال س ارء: 32 ( إلا) قاؿ تعالى : و ال ت ق ر ب وا الز ن ى إ ن و -حفظ الماؿ : ينع اإلسبل االعتداء عمى الماؿ الشخصي لؤلف ارد كالماؿ العا سكاء بالسرقة أك النصب أك االستيبلء عمى ممتمكات الغير أك أف يأكؿ الناس أمكالي بيني بالباطؿ قاؿ تعالى: و ال ت ك م وا أ م و ال ك م ب ي ن ك م ب ال ب اط ل و ت د ل وا ب ي ا إ ل ى ال ح ك ام ل ت ك م وا ف ر يقا م ن أ م و ال الن اس ب ا إلث م و أ ن ت م ت ع م م و ن )البقرة: 188 ( -حفظ العقؿ : تعمؿ الشريعة اإلسبلمية عمى حفظ العقؿ مف أف يصاب بسكء كعممت عمى كقايتيا باالبتعاد عف الخمر ككؿ ما يفسد العقؿ التشريع الجنائي اإلسبلمي الجزء األكؿ ص 627 انظر الجريمة كالعقكبة في الفقو اإلسبلمي ص 34 كانظر المدخؿ الفقيي العا إلى الحقكؽ المدنية ص 64 1168
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي كمف يعتدم عمى ىذه األصكؿ الخمسة التي قص د الشارع الحكي حمايتيا كالحفاظ عمييا حؽ عميو العقاب كبتطبيؽ نظا العقكبات تصاف الحياة اإلنسانية كيحافظ عمى أمف كسبلمة كاستق ارر المجتمع - حفظ األخالق والمساواة بين الناس: إف القكانيف الكضعية تكاد تيمؿ المسائؿ األخبلقية إىماالن تامان إال إذا أصاب ضررىا المباشر األف ارد أك األمف أك النظا العا كالعقكبات السماكية تختمؼ عف الكضعية مف حيث إنيا ال تميز بيف البشر بؿ تتكخى العدالة كالفضيمة كتشمؿ السمطاف كالرعي ة كتقي العقكبة عمى أم كاف ميما كاف لكنو كجنسو كمركزه االعتبارم في المجتمع - - إصالح لمفرد ومنع للجريمة: إف العقكبة شر عت في اإلسبل إلصبلح األف ارد كلتمنع كافة الج ارئ كبتطبيؽ نظا العقكبات زجر لآلخريف فبل يجرؤ أحد عمى اإلقدا عمى ارتكاب الجريمة حيث إف العقكبات في اإلسبل تككف بالقدر الكافي لزجر اآلخريف عف اإلقدا عمييا تحفظ التوازن االقتصادي بين أبناء المجتمع: إف الساسة كاالقتصادييف في المجتمع ال يمكني رس سياسة اقتصادية كابتة إال بالرجكع إلى عقيدة األمة كمصدر فكرتيا الكمية عف الككف كاإلنساف كالحياة كىذا يعني أف السياسة االقتصادية لمببلد يجب أف تككف أحكامان شرعية مستقاة مف القرآف الكري كالسنة المطيرة أما عدا ذلؾ فسيؤدم إلى ت ازيد المشكبلت االقتصادية كانتشار الفقر في حياة الناس كمف ىنا كانت سياسة االقتصاد في اإلسبل ىي ضماف إشباع حاجات اإلنساف األساسية إشباعان تامان في حيف يجب مساعدتو في إشباع حاجاتو الكمالية قدر استطاعتو ألنو يعيش في مجتمع ميز لو طابعو الخاص يعمؿ عمى رفع مستكل معيشة الفرد كزيادة الدخؿ القكمي كتكفير سبؿ العيش الكريمة لجميع أبناء المجتمع مف خبلؿ تكزيع كركة الببلد الداخمية كالخارجية عمى جميع أف ارد الدكلة اإلسبلمية 1169 انظر المدخؿ الفقيي العا ص 618
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( مدخل البحث: المبحث الثاني معوقات وتحديات الحكم بما أنزل اهلل إف أعداء اإلسبل ل يرؽ لي أف تظؿ أمة اإلسبل في مركز الصدارة كالقيادة لمبشرية جمعاء في جميع مجاالت الحياة فمكركا الميؿ كالنيار لتنحية األمة كزحزحتيا عف إسبلميا كمنيجيا الرباني األخير ىك سقكط الخبلفة كعد التحاك إليو في شئكف الحياة فكاف مف أعظ المفاسد التي ابتمي بيا المسممكف في القرف اإلسبلمية الذم كاف مف نتائجو الكخيمة تنحية شرع اهلل تعالى كلقد ازداد األمر سكءان عندما تكالت شبيات الكفار كالمبشريف كالمستشرقيف كأذنابي مف المنتسبيف إلى اإلسبل التي كاف الغرض مف ك ارئيا التشكيؾ في صبلحية أحكا اإلسبل في عصر التقد العممي التكنكلكجي كسمككا سببلن يتسممكف منيا لمتشكيؾ في ىذا الديف القكي مف خبلؿ قضايا الم أرة كقضايا الرؽ كقضايا الحدكد كقطع يد السارؽ كرج ال ازني المحصف كقضايا الحرية الشخصية كقتؿ المرتد إلى غير ذلؾ مف القضايا التي أ اردكا مف خبلليا الطعف في اإلسبل كإليضاح ذلؾ جعمنا ىذا المبحث مف كبلكة مطالب تحدث األكؿ منيا عف إكارة الشبيات حكؿ التحاك إلى منيج اهلل أما المطمب الكاني ت الحديث فيو معارضة الحكا كابتعادى عف الحك بما أنزؿ اهلل ككاف الكالث منيا يتحدث عف جيؿ المسمميف كتقصير العمماء في رد األمة إلى دينيا كالتصدم لشبيات الحاقديف في زمف الضعؼ الذم انتاب األمة المطمب األول: إثارة الشبيات: لقد تكالت شبيات الكفرة كالممحديف كالتقت مع شبيات الحاقديف مف المبشريف كالمستشرقيف كبككا سمكمي في جسد األمة عف الديف في فترة ضعؼ المسمميف كتناحرى كبعدى الصحيح كتمؾ الشبيات الغبية الضعيفة التي أكاركىا ل تفعؿ فعمتيا الشنيعة كتصؿ إلى قمكب المسمميف إال عندما رك ج ليا مف ى أذناب لبلستعمار في شرقنا اإلسبلمي 1170
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي فأصبح مف يدع ي إلى تحكي الشريعة قد أتى جريمة فظيعة لذلؾ أردنا حصر الشبيات التي أكاركىا حكؿ تطبيؽ الشريعة اإلسبلمية كالرد عمييا بالنقؿ كالعقؿ أوال : شبية تعارض أحكام الشريعة مع متطمبات الح ارة: الخاطئ قضية تعارض أحكا الشريعة مع مقتضيات الحضارة الحديكة نابع مف الفي "أف كؿ جديد ىك بالضركرة خير مف كؿ قدي لمجرد أف ىذا جديد كذاؾ قدي " كقد نشأ ىذا الك ى أك ىذه الشبية في أكركبا في العصر الذم ساد فيو الديف الكنسي كأخذ بعض المسمميف تنطمي عميي ىذه الشبيات فمني مف نادل بإقصاء الديف عف الدكلة كي تتقد الحضارة الرد عمى ىذه الشبية: إف مفيك الحضارة في اإلسبل يختمؼ عف المفيك الغربي فالحضارة في المفو ك اإلسبلمي ىي مجمكع النشاط الذم يقك بو اإلنساف في شتى مجاالت حياتو ليحقؽ غاية كجكده المتمكؿ في تحقيؽ معنى العبكدية هلل سبحانو كتعالى و م ا خ م ق ت ال ج ن و األ ن س إ ال ل ي ع ب د ون قاؿ تعالى : )الذريات: 56 ( كقكلو تعالى : ى و ال ذ ي ج ع ل ل ك م األ ر ض ذ ل وال ف ام ش وا ف ي م ن اك ب ي ا و ك م وا م ن ر ز ق و و ا ل ي و ال بنش ور )الممؾ: 15 ( نفي مف اآليتيف أف اإلنساف خمؽ ليعبد اهلل كليككف خميفة هلل في أمره كأرضو ليعمر األرض بالسعي كاإلعمار كىذا يعني المفيك الصحيح لمحضارة فيي ليس مقصكرة عمى العمارة المادية كانما ىي عمارة األرض بمقتضى المنيج الرباني بما أنزؿ اهلل ت الحك الذم يحقؽ معنى العبكدية الكاسع الذم تشممو اآلية الكريمة : ق ل إ ن ص الت ي و ن س ك ي و م ح ي اي و م م ات ي ل م و ر ب ال ع ال م ين )األنعا: 162 ( أما ب النسبة لتطبيؽ الحدكد الشرعية أخذ مكضكع الجريمة كالعقاب مف جميع جكانبو فالديف اإلسبلمي ىك التشريع الكحيد الذم فاإلسبل ال يبدأ بالعقكبة كانما يبدأ بالكقاية مف الجريمة مف خبلؿ التربية اإلسبلمية التي تربط الفرد بممكة الم ارقبة هلل سبحانو فيستقي في حياتو بتعد كمعف الشر كاآلكا شبيات حكؿ اإلسبل ص: 157 شبيات التغريب في غزك الفكر اإلسبلمي ص: 241 1171
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( كاإلسبل نظا كاقعي يكافح أسباب المرض في الكقت الذم يربي فيو األف ارد عمى التقكل كعمى سبيؿ المكاؿ السرقة مرض سببو الجكع كالفقر كالنظا اإلسبلمي يسعى إلى مكافحة الجكع كالفقر بتشريعاتو حتى ال يضطر جائع لمسرقة كالزنا أيضان مرض سببو ذلؾ كيحاربو كيدعك إلى التعجيؿ في الزكاج الشرعي الفتنة كاإلكارة كالتبرج كضعؼ اإليماف كاإلسبل يمنع ككذلؾ في بقية الحدكد ينظر اإلسبل في كؿ حالة إذا كاف مرتكبيا معذك ارن ال يقي الحد كال يكقعو إال عند التيقف كأنو غير معذكر كاف قامت الشبية فإف اإلسبل يد أر الحد بالشبيات 1 ثانيا : شبية عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب وجود األقميات اير المسممة: الرد عمى ىذه الشبية المنكرة مف جانبيف: -ال يحؽ في التاريخ البشرم ألقمية أف تتحك في األغمبية كلنتصكر حاؿ األقميات المسممة في ببلد األرض في كاقعنا المعاصر أنيا طالبت األ ككرية الحاكمة بالكؼ عف ممارسة دينيا فكيؼ يككف رد الفعؿ عند األككرية الحاكمة! إننا نتصكر المذابح تنصب لممسمميف لتسيؿ منيا الدماء كاألنيار يذبح المسممكف لمجرد أني مسممكف قتؿ المسممكف ففي اليند " في ظؿ النظا الشيكعي حقكقي السياسية ألني مسممكف "مف الككنييف اليندكس! كفي ركسيا كالصيف كفي الحبشة يحر المسممكف مف 2 -إف األقميات غير المسممة عاشت في ظؿ الدكلة المسممة المطبقة لمشريعة اإلسبلمية ردحان مف الزمف ال تشككا بأمف كسبل بؿ تعيش حياة آمنة مطمئنة يأتييا رزقيا كالتاريخ كالكاقع يشيد بذلؾ إذف ال خكؼ عمى ا ألقميات الغير مسممة في ظؿ تطبيؽ الشريعة ألف اإلسبل يدعك إلى التسامح كتحقيؽ العدالة بيف أبناء المجتمع اإلسبلمي كاألقميات األخرل التي تعيش في كنؼ الدكلة اإلسبلمية حيث يقكؿ سيرت أرنكلد في كتابو الجيش اإلسبلمي كادم األردف كعسكر "الدعكة إلى اإلسبل أبك عبيدة بف الج ارح في محؿ " "لما بمغ كتب انظر: المسممكف في معركة البقاء ص 84-78 1172
األىالي المسيحيكف في ىذه الببلد إلى العرب يقكلكف أحب إلينا مف الرك ظممنا كأحسف كالية عمينا" د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي : يا معشر المسمميف أنت كاف كانكا عمى ديننا أنت أكفى لنا كأ أرؼ بنا كأكؼ عف 1 2 ثالثا : شبية عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب غط الدول العظمى: الرد عمى ىذه الشبية يككف مف جانبيف: -إف معظ الدكؿ التي أقصت الشريعة اإلسبلمية عف الحك نتيجة التدخؿ العسكرم ألعداء اإلسبل ما ت ازؿ عاجزة عف السيطرة الحقيقية عمى شئكنيا كمكاردىا كاف كانت قد استقمت ظاىريان أما الدكؿ كالشعكب فيي ما ت ازؿ كاقعة تحت نير االستعمار كتحت السيطرة االقتصادية كالسياسية ليذه الدكلة أك تمؾ مف القكل العالمية التي تسمى عمى أم ق ارر في مجمس األمف الدكلي اهلل )بالدكؿ العظمى( التي تممؾ حؽ الفيتك في االعت ارض -ال يستطيع أحد أف يقكؿ إننا ال نستطيع فعؿ أم شيء إ ازء األعداء فإننا نممؾ الجىاد كالعزيمة الصادقة إذا أردنا التحرر كامتبلؾ حرية الق ارر كالحك بما أنزؿ كالذيف يتييبكف جياد األعداء يقدمكف بدائؿ يحسبكنيا تؤدم إلى الخبلص كتعفيي مف الجياد كيركزكف عمى الجانب االقتصادم فيذا ال يعفينا مف الجياد كالذيف يتحكمكف في ببلدنا كيمنعكنا اقتصادنا عالة عميي كال يستقؿ عني مف تطبيؽ شريعتنا اإلسبلمية ى أنفسي يتحكمكف فينا ليبقى كخير شاىد عمى ذلؾ : الببلد التي انتشر فييا اإلسبل ىي مف أغنى الببلد بكركاتيا البشرية كالمعدنية كالمائية ككؿ أنكاع الطاقة لكف أىميا أفقر سكاف األرض كأشدى جكعان كتخلفان فمف الذم يمنعي مف امتبلؾ مقد ارتي اإلجابة كاضحة ى األعداء الذيف يمنعكني مف تطبيؽ الشريعة ففي السكداف مساحة كبيرة مف األرض يقكؿ الخب ارء : إنيا لك زرعت قمحان لكفت الكطف العربي بأسره كلكانت سمة غذاء لؤلمة العربية بأسرىا شبيات حكؿ اإلسبل ص 195 انظر: شبيات التغريب ص: )359-361( 1173
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( لذلؾ ينبغي أف نتعم كيؼ نرفع الجكر كالظم المحيط باألمة اإلسبلمية كلكف أبناءنا حينما يتعممكف بغير ركح الجياد في ظؿ األنظمة الياربة عف الحك هلل يتعممكف قشك ارن مف العم لمحصكؿ عمى كرقة تؤىمي لمكظيفة ىنا أك ىناؾ في ظؿ المناىج الكضعية كيقكؿ بعضي: كيؼ نجاىد األعداء كنحف في ؽ بضتي نقكؿ ليؤالء : انظركا إلى الجياد في فمسطيف فمف كاف يتصكر أف أمة شبو عزالء بدأت جيادىا بالحجر تيرغ أكبر قكة كحشية في التاريخ المعاصر أف تسحب قطعاف مستكطنييا كجيشيا بالكامؿ مف قطاع غزة لقد فعمت الحجارة في يد األطفاؿ الفمسطينييف ما ل تفعمو المناكر ات الكاذبة كالمحادكات الجكفاء كالمفاكضات العمياء ال بد لؤلمة اإلسبلمية لكي تستعيد مجدىا أف تتحاك إلى شرع اهلل كال بد ليا مف الجياد كالمشكار طكيؿ يحتاج عمى تربية جيؿ يحمؿ القرآف في يد كشعمة الجياد في اليد األخرل كاذا تعممنا ركح الجياد كعممنا بركحو كطب قنا الشريعة اقتربنا مف النصر بإذف اهلل قاؿ تعالى : إ ن ا ل ن ن ص ر ر س م ن ا و ال ذ ين آم ن وا ف ي ال ح ي اة ال بدن ي ا و ي و م ي ق وم األ ش ي اد )غافر: 51 ( المطمب الثاني: معار ة الحكام: أوال : الم ارد بالحكام: نقصد بالحكا أك الحاك ىك الذم يمي أمر المسمميف كيحك المسمميف كالذم يأمر فيطاع كينيى فيطاع كينفذ األحكا عمى الدكلة كأف اردىا مف المسمميف كرعايا المسمميف مف أىؿ الذمة كسكاء كصؿ الحك بطريؽ شرعي أك بتأكؿ كمسك غ غير شرعي أك خطأ كسكاء كاف لقبو خميفة أك أمي ارن أك ممكان رئيسان أك أك سمطانان أك ما إلى ذلؾ كسكاء حك باإلسبل أك ببعضو أك بغيره كمف مقتضيات حكمو أنو يبسط سمطانو كنفكذه عمى أرض محددة تض المسمميف كغيرى كلو قكة كأعكاف في ذلؾ مف جيش ككز ارء كأم ارء الخ 1174
ص) كفي اإلسبل تحديدان الم ارد بالحكا الخبلفة العظمى رئاسة الدكلة اإلسبلمية د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي كىي : "تعني الخبلفة أك اإل مامة فالخميفة أك اإلما األعظ ق ك رئيس الدكلة اإلسبلمية األعمى" كقد أشار القرآف الكري إلى الحكا الشرعييف في قكلو : ي ا أ بيي ا ال ذ ين آم ن وا أ ط يع وا الم و و أ ط يع وا الر س ول و أ ول ي األ م ر م ن ك م )النساء : 59( كقاؿ : )اسمعكا كأطيعكا كاف استعمؿ عميك عبد حبشي كأنو أرس زبيبة( كمف األنبياء الذيف أكتكا الحك داكد عميو السبل كابنو سميماف عميو السبل - قاؿ تعالى : و ق ت ل د او د ج ال وت و آت اه الم و ال م مك و ال ح ك مة و ع م م و م م ا ي ش ا ء )البقرة: 251( قاؿ المفسركف: "الم ارد بالممؾ: السمطاف في بني إس ارئيؿ كالحكمة: النبكة كل يجتمعا ألحد قبمو" )3( كقاؿ تعالى : ي ا د او د إ ن ا ج ع م ن اك خ م يف ة ف ي األ ر ض ف اح ك م ب ي ن الن اس ب ال ح ق و ال ت ت ب ع ال ي و ى ف ي م ك ع ن س ب يل الم و : 26( كفي التفسير : "كخبلفة داكد بالنبكة كالممؾ كالممؾ : السمطاف كالحك " كقاؿ تعالى : و و ر ث س م ي م ان د او د و ق ال ي ا أ بيي ا )4( الن اس ع م م ن ا م ن ط ق الط ي ر و أ وت ين ا م ن ك ل ش ي ء إ ن ى ذ ا ل ي و ال ف ل ال م ب ي ن ل س م ي م ان ج ن ود ه م ن ال ج ن و األ ن س و الط ي ر ف ي م ي وز ع ون )النمؿ: 17 16 ( كسيدنا محمد و ح ش ر معركؼ ممكو حيث أنشأ الدكلة اإلسبلمية األكلى في المدينة المنكرة كأسسيا عمى المساجد )بيكت اهلل( كالجيش )جند اهلل( كالدستكر )القرآف كالسنة ) ك تكسعت في عصره حتى شممت غالب الجزيرة العربية ثانيا : واجب الحاكم في اإلسالم: اإلسبل لسعيد حكل ص: 142 صحيح البخارم مع الفتح ؾ )األحكا( ب )السمع كالطاعة لئلما( 104/13 )3( تفسير الجبلليف لممحمي كالسيكطي / 55 )4( التسييؿ لعمك التنزيؿ لمكمبي 184/2 كانظر: الدر المنككر لمسيكطي 170 169/7 1175
ص) حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( أى ما يجب عمى الحاك المسم كاجباف كىما مف شركط البيعة كىما مف حؽ المسمميف عميو كىما: أ- حكم المسممين بالشريعة اإلسالمية: يعتبر ىذا الكاجب مف شركط صحة بيعتو بحيث لك خالفو النتقضت بيعتو كالمقصكد بذلؾ أف يحك باإلسبل جممة كتفصيبلن في سائر مناحي الحياة قاؿ تعالى : و أ ن اح ك م ب ي ن ي م ب م ا أ ن ز ل الم و و ال ت ت ب ع أ ى و اء ى م و اح ذ ر ى م أ ن ي ف ت ن وك ع ن ب ع ض م ا أ ن ز ل الم و إ ل ي ك )المائدة: 49( كاألمر في اآلية لمرسكؿ كيشمؿ أيضان حكا المسمميف إلى يك القيامة ألني خمفاء الرسكؿ في إقامة حك اهلل في األرض كاألدلة عمى ذلؾ ككيرة ذكرناىا في المبحث األكؿ مما أغنى عف إعادتيا ىنا كلكف نذكر ىنا يقكؿ أبي بكر الناس بعد بيعتو خميفة لممسمميف عصيت اهلل كرسكلو فبل طاعة لي عميك " ب- حكم المسممين بالعدل: عندما خطب : "أييا الناس أطيعكني ما أطعت اهلل كرسكلو فإذا أم يجب عمى الحاك المسم أف يحك بيف رعايا الدكلة المسممة مف المسمميف كأىؿ الذة بالعدؿ كاإلنصاؼ بعيدان عف اليكل كالظم كالجكر فبل يفرؽ في ذلؾ بيف مسم كذمي كبيف غني كفقير كبيف قكم كضعيؼ كبيف شريؼ ككضيع كبيف حاك كمحكك كبيف كبير كصغير كبيف ذكر كأنكى كاألدلة عمى ذلؾ ككيرة منيا قكلو تعالى : ي ا د او د إ ن ا ج ع م ن اك خ م يف ة ف ي األ ر ض ف اح ك م ب ي ن الن اس ب ال ح ق و ال ت ت ب ع ال ي و ى ف ي م ك ع ن س ب ي ل الم و : 26( كقكلو تعالى : إ ن الم و ي م ر ك م أ ن ت ؤ بدوا األ م ان ات إ ل ى أ ى م ي ا و ا ذ ا ح ك م ت م ب ي ن الن اس أ ن ت ح ك م وا ب ال ع د ل )النساء: 58( كقد ركل الترمذم عف عائشة أف قريشان أىمي شأف الم أرة المخزكمية التي سرقت فقالكا : مف يكم رسكؿ اهلل يجترئ عميو إال أسامة بف زيد حب رسكؿ اهلل 1176 فقالكا: مف : فكممو أسامة فقاؿ رسكؿ اهلل )أتشفع في حد مف حدكد اهلل ك قا فاختطب فقاؿ: إنما أىمؾ الذيف مف قبمك أني كانكا انظر: اإلسبل لسعيد حكل ص: 163-161 البداية كالنياية البف ككير 301/6 قاؿ ابف ككير: كىذا إسناد صحيح
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي إذا سرؽ فيي الشريؼ ترككه فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدىا ) أ ال ت ع د ل وا اع د ل وا ى و أ ق ر ب ل لت ق و ى )المائدة: 8( ثالثا : واجب المحكومين في اإلسالم: كاذا سرؽ فيي الضعيؼ أقامكا عميو الحد كأي اهلل لك أف كقاؿ تعالى : و ال ي ج ر م ن ك م ش ن آن ق و م ع م ى إذا كفى الحاك المسم بشركط البيعة مف الحك بما أنزؿ اهلل كبالعدؿ بيف الناس كجب عمى المسمميف أف يطيعكه فيما يأمر كفيما ينيى مما ال يخالؼ اإلسبل قاؿ تعالى في كجكب طاعة أكلي األمر : ي ا أ بيي ا ال ذ ين آم ن وا أ ط يع وا الم و و أ ط يع وا الر س ول و أ ول ي األ م ر م ن ك م )النساء: 59( كقاؿ تعالى في النيي عف طاعة الحاك أك غيره حتى الكالديف في معصية اهلل: و ا ن ج اى د اك ع م ى أ ن ت ش ر ك ب ي م ا ل ي س ل ك ب و ع م م ف ال ت ط ع ى م ا )لقماف : 15( كىذا األمر مف األمكر المعمكمة مف الديف بالضركرة قاؿ رسكؿ اهلل : )عمى المرء المسم السمع كالطاعة فيما أحب ككره إال أف يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فبل سمع كال طاعة( كقاؿ أبك بكر الصديؽ الخميفة األكؿ لرسكؿ اهلل بعد أف بكيع بالخبل فة : " أطيعكني ما أطعت اهلل كرسكلو عصيت اهلل كرسكلو فبل طاعة لي عميك" فإف )3( اربعا : أسباب معار ة بعض الحكام لتحكيم الشريعة اإلسالمية: ىناؾ بعض الحكا الذيف يمكف أمكر بعض المسمميف في أزمنة معينة كأماكف معينة يعطمكف كؿ أحكا الشريعة أك أككرىا أك ب عضيا كأى أسباب معارضتي لتحكي الشريعة ما يمي: أ- عف اإليمان والتقوى: سنف الترمذم ؾ 1 )الحدكد( ب 6 )ما جاء في ك ارىية أف يشفع في الحدكد ) 29/4 ح )1430( قاؿ عنو: حديث حسف صحيح صحيح البخارم مع الفتح ؾ )األحكا( ب )السمع كالطاعة لئلما ( 105/13 كصحيح مسم ؾ) 33 ( )االمارة( ب 8 )كجكب طاعة األم ارء( 2469/3 ح )1839( )3( البداية كالنياية البف ككير 301/6 قاؿ ابف ككير عف الركاية: كىذا إسناد صحيح 1177
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( فاإليماف ىك اعتقاد بالقمب كاق ارر بالمساف كعمؿ باألركاف كاإليماف ما انبكؽ مف القمب في صكرة عمؿ صالح كالتقكل ىي طاعة اهلل بامتكاؿ أكامره كاجتناب نكاىيو كتحكي الشريعة اإلسبلمية ىي اؿجزء األكبر مف اإليماف كمف التقكل كلذلؾ حك اهلل عمى الحاك الذم ال يحك بالشريعة بالكفر كالظم كالفسؽ كالجاىمية كالبعد عف اإليماف قاؿ تعالى : و م ن ل م ي ح ك م ب م ا أ ن ز ل الم و ف ول ك ى م ال ك اف ر ون )المائدة: 44( و م ن ل م ي ح ك م ب م ا أ ن ز ل الم و ف ول ك ى م الظ ال م و ن )المائدة: 45( و م ن ل م ي ح ك م ب م ا أ ن ز ل الم و ف ول ك ى م ال ف اس ق ون )المائدة :47( فالصفات الكبلكة المذككرة في اآليات مف الكفر كالظم كالفسؽ تنطبؽ جميعيا عمى فاعؿ كاحد كىك الذم ال يحك بما أنزؿ اهلل كيعدؿ إلى غير شريعة اهلل قمنا: كيضاؼ إلييا صفتاف أخرياف كىما : الجاىمية تعالى: كنفي اإليماف كيدؿ عمى ذلؾ قكلو أ ف ح ك م ال ج اى م ي ة ي ب غ ون و م ن أ ح س ن م ن الم و ح ك ما ل ق و م ي وق ن و ن )المائدة: 50 ( كقكلو: ف ال و ر ب ك ال ي ؤ م ن ون ح ت ى ي ح ك م وك ف يم ا ش ج ر ب ي ن ي م )النساء: 65( ب- الجيل بوجوب تحكيم الشريعة: الديف بالضركرة ىذا السبب نادر الكقكع ألف كجكب تحكي اؿشريعة مف األمكر المعمكمة مف كاف حدث فبل عذر لمحاك ألنو يجب عميو شرعان كما يعم أمكر دنياه كسمطانو كسياستو أف يعم أمكر الديف كقد قاؿ تعالى : ف اس لوا أ ى ل الذ ك ر إ ن ك ن ت م ال ت ع م م ون )النحؿ: 43( ك عمى أم أساس يحك الببلد كالعباد كيأخذ البيعة لنفسو مف الناس كىك جاىؿ ال يعم ىذا الحك الشرعي! ج- خوف السمطان من تحكيم الشريعة: كنقصد بذلؾ أف السمطاف يعطؿ تحكي الشريعة ألنو يخشى عمى نفسو أك أىمو أك حاشيتو أك أعكانو أك أنصاره أف تطالي أحكا الشريعة الغ ارء ألني أكؿ مف يخالؼ كىا انظر: في ظبلؿ القرآف لسيد قطب 901/2 1178
كبذلؾ يككف الحاك قد ارتكب إكميف كبيريف أكليما د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي : تعطيؿ تحكي الشريعة ككانييما: مخالفة كانتياؾ أحكا الشريعة مف ظم كقتؿ أك سكر أك سرقة أك زنىإلخ ال ح ك م كفي ىذا المقا نذكر قكلو تعالى : ي ا ي ح ي ى خ ذ ال ك ت اب ب ق و ة و آت ي ن اه ص ب ي ا )مري: 12 ( كمعنى اآلية : أم تعم التك ارة بقكة أم بجد كحرص كاجتياد كأتاه اهلل الحك أم: الفي كالعم كالعمؿ كما فسرىا ابف ككير كقاؿ الكمبي: ")خذ الكتاب( يعني التك ارة د- خ وع السمطان لألعداء: )ب قكة( أم: في العم بو كالعمؿ بو" أم أف أعداء اهلل ف الكفار ييكد أك نصارل أك منافقيف أك غير ذلؾ مف الكفار يشيركف عميو كيأمركنو بتعطيؿ تحكي الشريعة فيستجيب لي 1 2 ع ن ك ال ي ي ود و ال الن ص ار ى ح ت ى ت ت ب ع م م ت ي م ق ل إ ن ى د ى الم و ى و ال ي د ى و ل ن قاؿ تعالى : و ل ن ت ر ى ات ب ع أ ى و اء ى م ب ع د ال ذ ي ج اء ك م ن ال ع م م م ا ل ك م ن الم و م ن و ل ي ي و ال ن ص ير )البقرة: 120 ( كأسباب استجابتو لي كاتباعو أىكاءى نمخصيا فيما يمي: ت -مكافقة ىكاه ليكاى: كذلؾ ككنو كافر أك منافؽ لي فاتحدت أىكاؤى كالتقت عمى تعطيؿ الشريعة -طمعو في إغ ارءاتي : كذلؾ أنو يعطؿ تحكي الشريعة لتحصيؿ منافع مادية كمعنكية مني كأف يعطكنو ماالن أك سبلحان أك طعامان أك جيشان مني يحارب معو أك تأييدان سياسيان في المحافؿ الدكلية أك يقفكا معو ضد أعدائو إلخ الس م اء ر ز ق ك م و م ا ت وع د و ن )الذ اريات: 22 ( كىنا نذكر قكلو تعالى : و ف ي كقكلو : )نفث ركح القدس في ركعي أف نفسان لف تخرج مف الدنيا حتى تستكمؿ أجميا كتستكعب رزقيا فأجممكا في الطمب كال يحممنك استبطاء الرزؽ أف تطمبكه بمعصية اهلل فإف اهلل ال يناؿ ما عنده إال بطاعتو( )3( 3 -خكفو مف تو ديداتي : كذلؾ بأف يخكفكه كيرعبكه كييددكه بالحرب كالغزك أك تفسير القرآف العظي البف ككير 113/3 ط "دار المعرفة" 1179 التسييؿ لعمك التنزيؿ لمؾلبي 3/3 )3( المعج الكبير لمطب ارني 166/8 ح )7694(
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( بالحصار أك بتأليب األعداء كالمنافقيف عميو إلخ كىنا نذكر قكلو تعالى: ي ا أ بيي ا الن ب بي ات ق الم و و ال ت ط ع ال ك اف ر ين و ال م ن اف ق ين إ ن الم و ك ان ع م يما ح ك يما و ات ب ع م ا ي وح ى إ ل ي ك م ن ر ب ك إ ن الم و ك ان ب م ا ت ع م م ون خ ب ي ار و ت و ك ل ع م ى الم و و ك ف ى ب الم و و ك يال )األح ازب: 3-1 ( خامسا : أساليب ووسا ل الحكام في تعطيل تحكيم الشريعة: إف الحاك الذم يتج أر عمى تعطيؿ أحكا الشريعة يتج أر أيضان عمى استخدا كؿ أسمكب ممكف ككؿ كسيمة ممكنة لتحقيؽ ىدفو الخبيث فيستخد في ذلؾ أساليب ككسائؿ الترىيب مف التشيير كالتعذيب كالسجف كالحرماف مف التكظيؼ بؿ كالفصؿ مف الكظيفة كالحصار كالقتؿ إلخ كيستخد أساليب ككسائؿ الترغيب مف الماؿ كاؿكظائؼ كالرتب كالمنح إلخ كيستعيف في ذلؾ بسمطانو كجيشو كعمبلئو بؿ كبالمنافقيف كالكفار كبكسائؿ اإلعبل المختمفة كغير ذلؾ كقصص األنبياء عميي السبل في القرآف الكري عامة كقصة محمد في القرآف كفي السيرة النبكية خاصة حافمة بكسائؿ كأساليب الترغيب كاؿترىيب إلبعاد المؤمف عف دينو ككؿ ىذا مف باب الفتنة كيكفي ىنا أف نذكر دليميف: قاؿ تعالى : و أ ن اح ك م ب ي ن ي م ب م ا أ ن ز ل الم و و ال ت ت ب ع أ ى و اء ى م و اح ذ ر ى م أ ن ي ف ت ن وك ع ن ب ع ض م ا أ ن ز ل الم و إ ل ي ك )المائدة: 49( كقاؿ لعمو حيف ىددتو قريش كرغبتو : )يا ع كاهلل لك كضعكا الشمس في ) يميف كالقمر في يسارم عمى أف أترؾ ىذا األمر حتى يظيره اهلل أك أىمؾ دكنو ما تركتو المطمب الثالث: جيل مسممين وتقصير عمماء: أوال : جيل بعض المسممين: السيرة النبكية البف ىشا 277 276/1 1180
إنو لمف العجيب أف يجيؿ بعض المسمميف د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي سألة كجكب تحكي الشريعة اإلسبلمية كىذا سبب ال يعذر صاحبو ألف كجكب تحكي الشريعة مف األمكر المعمكمة مف الديف بالضركرة فطالما كتاب اهلل بيننا قاؿ تعالى : إ ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا الذ ك ر و ا ن ا ل و ل ح اف ظ ون )الحجر: 9 ( كسنة رسكؿ اهلل بيننا قاؿ تعالى: و م ا آت اك م الر س ول ف خ ذ وه و م ا ن ي اك م ع ن و ف ان ت ي وا )الحشر: 7( كقاؿ: و ي ع م م ي م ال ك ت اب و ال ح ك م ة )الجمعة: 2( : قاؿ الطبرم الكتاب : القرآف كالحكمة : السنة كالعمماء الكقات الذيف نكؽ بديني كأمانتي كعممي ا بينف فبل حجة ألحد بجيمو بكجكب تحكي الشريعة قاؿ تعالى : ف اس لوا أ ى ل الذ ك ر إ ن ك ن ت م ال ت ع م م ون )النحؿ: 43( كىذا الجيؿ ناتج عف كبلكة أمكر عف أمكر ديني كذلؾ بسبب انشغالي بالدنيا أوليا تقصير ىذا البعض مف الناس في السؤاؿ قاؿ تعالى : ي ا أ بيي ا الن اس إ ن و ع د الم و ح قق ف ال ت غ ر ن ك م ال ح ي اة ال بدن ي ا و ال ي غ ر ن ك م ب الم و ال غ ر ور )فاطر: 5 ( كبسبب ضعؼ الكازع الديني عندى وثانييا ضعؼ أكلي األمر في االىتما بالمسمميف دينيان كتكقيفي كتعميمي أمكر ديني بكافة األساليب كالكسائؿ وثالثيا تقصير بعض العمماء في تبميغ ىذا الحك الشرعي لمناس كىك ما سنتناكلو بالحديث في النقطة التالية كجيؿ بعض المسمميف أك ككير مني بكجكب تحكي الشريعة كبكجكب العمؿ بكافة األساليب كالكسائؿ الشرعية المتاحة لتحكي الشريعة ىذا الجيؿ يساعد 1 2 3 تحكي الشريعة لما يترتب عميو مف آكار سيئة تقع مف بعض الناس نجمميا فيما يمي: -إىماؿ أك ضعؼ معارضة الحاك في تعطيمو لحك اهلل في األرض -إىماؿ أك ضعؼ مطالبة الحاك بكجكب تحكي شريعة اهلل في األرض -الرضا أك السككت عمى تعطيؿ حك اهلل كعمى تحكي الجاىمية في تعطيؿ أم: القكانيف الكضعية أم: الحك بغير ما أنزؿ اهلل كىذا جر كبير يؤكر عمى إيماف المسم كعقيدتو 4 -تأييد كمناصرة المعارضيف لتحكي الشريعة مف الحكا كالمنافقيف كالجيمة جامع البياف لمطبرم 94/28 ط 3 الحمبي مصر 1181
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( كاألعداء الكفرة 5 -معارضة كعداكة المؤمنيف الممتزميف باإلسبل المطالبيف بتطبيؽ شريعة اهلل بيف الناس في األرض كىذا الجيؿ بآكاره السيئة يذكرنا بخطر الجيؿ عمى المسم ى ل ي س ت و ي ال ذ ين ي ع م م ون و ال ذ ين ال ي ع م م ون العابد كفضمي عمى أدناك قاؿ تعالى : ق ل )الزمر 9 ( كقاؿ : )فضؿ العال عمى إف اهلل كمبلئكتو كأىؿ السمكات كاألرض حتى الف ممة في جحرىا كحتى الحكت ليصمكف عمى معممي الناس الخير( ثانيا : تقصير بعض العمماء: يجب عمى العمماء أف يبمغكا أحكا اهلل لمناس بما فييا حك كجكب تحكي الشريعة كخاصة ما تركو الناس مف أحكا اإلسبل كإىمالي تحكي الشريعة كذلؾ لقكلو تعالى: ي ا أ بيي ا الر س ول ب م غ م ا أ ن ز ل إ ل ي ك م ن ر ب ك و ا ن ل م ت ف ع ل ف م ا ب م غ ت ر س ال ت و و الم و ي ع ص م ك م ن الن اس )المائدة: 67( "قاؿ ابف عباس : المعنى بمغ جميع ما أنزؿ إليؾ مف ربؾ فإف كتمت شيئان منو فما بمغت رسالتو يكتمكا شيئان مف أمر شريعتو " كلقكلو كىذا تأديب لحممة العم مف أمتو أال : ) كاف العمماء كركة األنبياء كاف األنبياء )3( ل يكرككا دينا ارن كال درىمان كانما كرث كا العم فمف أخذه أخذ بحظ كافر( كال يجكز لمعمماء أف يكتمكا عف الناس شيئان مف تعالي اإلسبل كالحاكمية مكبلن قاؿ تعالى: إ ن ال ذ ين ي ك ت م ون م ا أ ن ز ل ن ا م ن ال ب ي ن ات و ال ي د ى م ن ب ع د م ا ب ي ن اه ل من اس ف ي ال ك ت اب أ ول ك ي م ع ن ي م الم و و ي م ع ن ي م الال ع ن ون إ ال ال ذ ين ت اب وا و أ ص م ح وا و ب ي ن وا ف ول ك الر ح يم )البقرة: 159 160( قاؿ الشككاني : "فيو اإلخبار بأف أ ت وب ع م ي ي م و أ ن ا الت و اب ) 48/5 ح )2685( ) 47/5 ح )2682( سنف الترمذم ؾ 42 )العم ( ب 19 )ما جاء في فضؿ الفقو عمى العبادة صححو شعيب األرنؤكط رياض الصالحيف / 526 صفكة التفاسير لمصابكني 355/1 )3( سنف الترمذم ؾ 42 )العم ( ب 19 )ما جاء في فضؿ الفقو عمى العبادة كسنف أبي داكد ؾ )العم( ب )الحث عمى طمب العم( 317/3 ح )3641( 1182
د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي الذم يكت ذلؾ ممعكف كاختمفكا مف الم ارد بذلؾ فقيؿ أحبار الييكد كرىباف النصارل الذيف كتمكا أمر محمد كقيؿ كؿ مف كت الحؽ كترؾ بياف ما أكجب اهلل بيانو كىك ال ارجح ألف االعتبار بعمك المفظ ال بخصكص السبب كما تقرر في األصكؿ" كقاؿ : )مف سئؿ عف عم فكتمو أيلج يك القيامة بمجا مف نار( 1 كيرجع تقصير بعض العمماء في إىماؿ تبميغ حك اهلل إلى أسباب عديدة أىميا: -عد الدعكة إلى اإلسبل بشمكليتو فقد يركز العال عمى مسائؿ العقيدة مسائؿ العبادة أك مسائؿ الجياد أك مسائؿ الدعكة إلى اهلل إلخ كىذا خطأ كبير ألف أخطر ما يعاني منو المسممكف تضييع الخبلفة أحكا الشريعة ألنو عمى ىاتيف يقك الديف أك كتعطيؿ 2 -إرضاء الحكا رغبة فيما عندى مف عركض الدنيا كاأل كاؿ كالكظائؼ كالرتب إلخ كىذه معصية كبيرة في ديف العال لقكلو تعالى: إ ن ال ذ ين ي ك ت م ون م ا أ ن ز ل الم و م ن ال ك ت اب و ي ش ت ر ون ب و ث م نا ق م يال أ ول ك م ا ي ك م ون ف ي ب ط ون ي م إ ال الن ار أ ل يم )البقرة: 174 ( قاؿ و ال ي ك م م ي م الل ه ي و م ال ق ي ام ة و ال ي ز ك يي م و ل ي م ع ذ اب القرطبي في تفسير اآلية الكريمة : "يعني عمماء الييكد كتمكا ما أنزؿ اهلل في التك ارة مف صفة محمد فإنيا تتناكؿ مف المسمميف مف ؾ كقاؿ كصحة رسالتو كىذه اآلية كاف كانت في اإلخبار ت الحؽ مختا ارن لذلؾ السبب دنيا يصيبيا : )مف سكف البادية جفا كمف ا تبع الصيد غفؿ السمطاف افتتف( )3( " كمف أتى أبكاب )4( فتح القدير لمشككاني 161/1 كانظر: الدر المنككر لمسيكطي 390/1 1183 سنف أبي داكد ؾ )العم ( ب )ك ارىية منع العم ) 321/3 ح )3658( كسنف الترمذم ؾ 42 )العم( ب 3 )ما جاء في كتماف العم ) 29/5 ح األرنؤكط: )كاسناده صحيح( رياض الصالحيف/ 527 )3( الجامع ألحكا القرآف لمقرطبي 625/1 ط "دار الحديث" )2649( قاؿ الترمذم : حديث حسف كقاؿ شعيب )4( سنف الترمذم ؾ 34 )الفتف( ب )69( 454/4 ح )2256( قاؿ عنو الترمذم )ىذا حديث حسف صحيح غريب(
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( -عد إغضاب الحكا رىبة مف بطشي كفتنتي كالتعذيب أك السجف كالفصؿ مف الكظيفة أك الحصار أك ربما القتؿ إلخ كىنا نذكر العال بقكلو تعالى: و ك ي ن م ن ن ب ي ي ق اتل م ع و ر ب بيون ك ث ير ف م ا و ى ن وا ل م ا أ ص اب ي م ف ي س ب يل الم و و م ا ع ف وا و م ا اس ت ك انوا و الم و ي ح بب الص اب ر ين ؿآ) عم ارف: 146 ( كبقكلو : )سيد الشيداء حمزة كرجؿ قا إلى إما جائر فأمره كنياه فقتمو( كبقكلو : )إف مف أعظ الجياد كممةي عد وؿ عند سمطاف جائر ) 3 المستدرؾ لمحاك 215/3 ح )4884( صححو الحاك سنف الترمذم ؾ 34 )الفتف( ب 13 )ما جاء أفضؿ الجياد ( 409/4 ح )2174( قاؿ عنو الترمذم: "كىذا حديث حسف غريب مف ىذا الكجو" 1184
المطمب األول: الصبر: أوال : تعريف الصبر وحكمو وخصالو: الجزع المبحث الثالث الحمول والعالج إلعادة حكم اهلل د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي " تعريف الصبر : الصبر لغة : الحبس كىك نقيض الجزع أم: حبس النفس عف كاصطبلحان: " الصبر في القرآف حبس النفس عمى ما تكره ابتغاء مرضاة اهلل عمى االبتبلء بأنكاعو خصال الصبر: أى خصاؿ الصبر: الصبر عند الصدمة األكلى كالرضا بقضاء اهلل كقدره كأف ال نقكؿ إال ما يرضي ربنا كاالحتساب عند اهلل كاالسترجاع أم نقكؿ : إنا هلل كانا إليو ارجعكف المي أجرنا في مصيبتنا كاخمؼ لنا خي ارن منيا حكم الصبر : الصبر كاجب عمى المسم فيما ابتمي بو لقكلو تعالى : ي ا أ بيي ا ال ذ ين آم ن وا اص ب ر وا و ص اب ر وا و ر اب ط وا و ات ق وا الم و ل ع م ك م ت ف م ح ون )آؿ عم ارف: 200 ( كلؽكلو : )إف عظ الج ازء مع عظ الببلء كاف اهلل تعالى إذا أحب قكمان ابتبلى فمف رضي فمو الرضا كمف سخط فمو السخط( أنواع الصبر: أ ب )3( -الصبر عمى المصيبة : كالمذكك ارت في قكلو تعالى : و ل ن ب م و ن ك م ب ش ي ء م ن ال خ و ف و ال ج وع و ن ق ص م ن األ م و ال و األ ن ف س و الث م ر ات و ب ش ر الص اب ر ي ن )البقرة: 155 ( كمف ذلؾ الصبر عمى الحكا المعطميف أحكا الشريعة - الصبر عمى النعمة : أم أف يصبر المسم عمى نع اهلل التي أنعميا اهلل عميو فيستخدميا في الحبلؿ دكف الح ار كنعمة الماؿ يخرج زكاتو كيتصدؽ على الفق ارء انظر: لساف العرب البف منظكر 267/5 كمختار الصحاح لم ارزم ص 354 الصبر في القرآف الكري لمقرضاكم ص 3 )3( سنف الترمذم ؾ 37 )الزىد ( ب 56 )ما جاء في الصبر عمى الببلء ) 519/5 ح )2396( قاؿ الترمذم: ىذا حديث حسف غرمب 1185
حتكيم الشريعة ومعوقات التطبيق )دراسة قرآنية( كالمحتاجيف كيصؿ األرحا كينصر اإلسبل كالمسمميف كال يستغمو في الح ار كالزنى أك السكر أك الميسر قاؿ تعالى: و ن ب م وك م ب الش ر و ال خ ي ر ف ت ن ة )األنبياء: )35 ج- الصبر عمى أكامر اهلل كصي ا كحج كجياد في سبيؿ اهلل كنصرة اإل كمف ذلؾ: تكعية ذلؾ : أم يصبر المسم عمى ما أمره اهلل مف صبلة كزكاة سبل كالمسمميف كالدعكة إلى اهلل الناس بكجكب تحكي الشريعة إلخ فبل يقصر في شيء مف د- الصبر عمى نكاىي اهلل: أم أف يصبر المسم عمى ما نياه اهلل عنو فبل يسرؽ كال يسكر كال يزني كال يقتؿ كال يتكبر كال يؾ الناس بالباطؿ إلخ فبل يفعؿ شيئان مف ذلؾ ذب كال يغش كال يعؽ كال يأكؿ أمكاؿ قاؿ تعالى: ي ا أ بيي ا ال ذ ين آم ن وا أ ط يع وا الم و و أ ط يع وا الر س ول و أ ول ي األ م ر م ن ك م )النساء : 59( كقاؿ : )ما نييتك عنو فاجتنبكه كما أمرتك بو فافعمكا منو ما استطعت فإنما أىمؾ الذيف مف قبمك ككرة مسائمي كاختبلفي عمى أنبيائي( ثالثا : ثم ارت الصبر وأثره عمى الحاكمية: أ- ثم ارت الصبر: لمصبر كم ارت في الدنيا كاآلخرة يمكننا أف نمخص أىميا فيما يمي: 1 -التبشير كالرحمة كاليداية: قاؿ تعالى: و ب ش ر الص اب ر ي ن ال ذ ين إ ذ ا أ ص اب ت ي م م ص يب ة ق ال وا إ ن ا ل م و و ا ن ا إ ل ي و ر اج ع ون أ ول ك ع م ي ي م ص م و ات م ن ر ب ي م و ر ح م ة و أ ول ك ى م ال م ي ت د ون )البقرة :157-155( قاؿ الصابكني : أم الصابركف المكصكفكف ب ما ذكر في اآليات لي البشرل بجنات النعي كلي كناء كتمجيد كرحمة مف اهلل كى الميتدكف إلى طريؽ السعادة كقكلو )ربي( إلظيار مزيد العناية بي كقكلو )ى الميتدكف( صيغة قصر كىك مف نكع قصر الصفة عمى المكصكؼ كىاتاف صكرتاف ببلغيتاف جميمتاف صحيح مسم ؾ 43 )الفضائؿ( ب 37 )تكقيره ( 1830/4 ح )1337( صفكة التفاسير لمصابكني بتصرؼ 107/1 كانظر: جامع البياف لمطبرم 43 42/2 1186
2 د عصام العبد زهد ود مجال اهلوبي -الفبلح: قاؿ تعالى: ي ا أ بيي ا ال ذ ين آم ن وا اص ب ر وا و ص اب ر وا و ر اب ط وا و ات ق وا الم و ل ع م ك م ت ف م ح ون )آؿ عم ارف: 200 ( قاؿ المفسركف: فقكلو: )لعمك تفمحكف ) أم: لعمك تفكزكف بسعادة الداريف أما في اآلخرة بالفكز بالجنة كالنجاة مف النار كأما في ا لدنيا عمى االستم اررية في ىذا الفبلح فبخيرىا كمف ذلؾ التمكيف لشريعة اهلل كعبر بالمضارع ليدؿ 3 -معية اهلل كمحبتو : قاؿ تعالى : و الم و ي ح بب الص اب ر ين )آؿ عم ارف: 146( كقاؿ تعالى : ي ا أ بيي ا ال ذ ين آم ن وا اس ت ع ين وا ب الص ب ر و الص الة إ ن الم و م ع الص اب ر ين )البقرة :153( كمعنى اآلية : "أم استعينكا عمى أمكر دنياك كآخرتك بالصبر كالصبلة فبالصبر تنالكف كؿ فضيمة كبالصبلة تنيكف عف كؿ رذيمة إ ن الم و م ع الص اب ر ين أم معي بالنصر كالمعكنة كالحفظ كالتأييد " ك إف اهلل يحب الصابريف فما ظف مف يحبي اهلل 4 -رضا اهلل : قاؿ الرضا كمف سخط فمو السخط( : )كاف اهلل تعالى إذا أحب قكمان ابتبلى فمف رضي فمو )3( 5 - الككاب بغير حساب : إ ن م ا ي و ف ى الص اب ر ون أ ج ر ى م ب غ ي ر ح س اب )الزمر : 10( أم: الصابركف يأخذكف حسناتي كدرجاتي في الجنة ببل حساب حسنات كدرجات ككيرة كعظيمة ال يعمميا إال اهلل سبحانو ب- أثر الصبر عمى تحقيق الحاكمية: لحاكمية الشريعة الصابر المحتسب المسترجع عمى ما ابتيمينا بو مف ىؤالء الحكا المعطميف أم كالعامؿ عمى تغيير ىذا المنكر الفاحش ب كؿ األساليب كالكسائؿ لشرعية مكعكد مف اهلل تعالى برضاه سبحانو كتكفيقو كتسديده كىدايتو كمحبتو كمعيتو كرحمتو ص: انظر: تفسير القرآف العظي البف ككير 447/1 ط "دار المعرفة كتفسير الجبلليف لممحمي كالسيكطي 4 كصفكة الت فاسير لمصابكني 254/1 صفكة التفاسير لمصابكني 106/1 كانظر: جامع البياف لمطبرم 38/2 1187 )3( سبؽ تخريجو ص 30