1
متهيد o بسملهللا احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف املرسلني دمحم هللاىلص وبعد: فقد قال تعاىل يف كتابه واصفا نفسه أنه جممعون على وجوب تنزيه هللا تعاىل عن كل نقص وعيب }ل ي س ك م ث ل ه ش ي ء{]الشورى: 11 [ وعن كل مشاهبة للمخلوقني واملسلمون ورغم أن مذهب السلف يف هذا األمر واضح بني وهو أننا نصف هللا تعاىل بكل ما )1( وصف به نفسه ووصفه به رسوله هللاىلص من غري حتريف وال تعطيل وال أتويل وال متثيل فإن كثريا ممن خالفوا منهج السلف يرمون أصحاب هذا القول أبهنم مشب هة مبا ال جيوز وصفه والسنة ابن عبد الرب: قال وأبهنم يصفون هللا تعاىل به "أهل السنة جمموعون على اإلقرار ابلصفات الواردة كلها يف واإلميان هبا ومحلها على احلقيقة ال على اجملاز حيد ون فيه صفة حمصورة حيمل شيئا منها على احلقيقة إال أهنم ال يكي فون شيئا من ذلك وأما أهل البدع واجلهمية واملعتزلة كلها واخلوارج )2 القرآن وال فكلهم ينكرها وال ويزعمون أن من أقر هبا مشب ه وهم عند من أثبتها انفون للمعبود " ( ومن الصفات اليت يظهر فيها هذا اخلالف جيدا صفة العلو القضية حيتاج إىل جملد ضخم أثر يف املسائل األخرى الورقة نقتصر على أن لكثرة شبهات أهل البدع يف هذه املسألة وتفصيل القول على هذا النحو متعذر يف تلك الورقة نلقي الضوء على مذهب السلف ومقالة املخالفني وأهم عنها وأثر مقالتهم تلك وهللا املوفق واملعني o مذهب السلف واستقصاء القول يف هذه ولكوهنا يرتتب عليها لذا فإننا يف شبهاهتم هذه واجلواب )1( انظر: العقيدة الواسطية البن تيمية مبجموع الفتاوى )162/3( )2( التمهيد البن عبد الرب )141/7( 2
أهل السنة يقولون إن هللا تعاىل يف السماء مستو على عرشه بكيفية ال نعلمها فاالستواء معلوم والكيف جمهول واإلميان به واجب )3( )4( مالك علمنا وهذا تفويض للكيفية ال املعىن فنوقن أن هللا فوق العرش وال نتكلف من العلم ما ال نعلم قال أبو زرعة الرازي: )1( من مذهبهم: أن هللا عز وجل على عرشه )6( لسان رسوله هللاىلص بالكيف«احلسن األشعري وقال أبو والسؤال عنه بدعة كما قال اإلمام وال ندري كيف»أدركنا العلماء يف مجيع األمصار حجازا وعراقا وشاما ومينا ابئن والسنة: وأن هللا سبحانه على عرشه كما قال: وجل: وقال أيضا: }الر ح ن ع ل ى يف حكاية مذهب أهل السنة:»وقال أهل السنة وأصحاب احلديث: ال ع ر ش اس ت و ى{ «من خلقه كما وصف نفسه يف كتابه وهذا منتهى فكان وعلى مجلة ما عليه أهل احلديث )7( }الر ح ن ع ل ى ال ع ر ش اس ت و ى{«األدلة على مذهب السلف )8( كيف«o اس ت و ى{ =من كتاب هللا: األدلة على ذلك ]طه: 22 [ من كتاب هللا تعاىل وال نقدم بني يدي هللا يف القول قوله كثرية منها وأنه على العرش كما قال عز تعاىل: وذلك مذكور يف سبعة مواضع يف كتاب هللا عز وجل بل نقول استوى بال }الر ح ن ع ل ى ال ع ر ش )3( انظر: مقاالت اإلسالميني لألشعري ( ص: 168 ( خمتصر العلو لأللباين ( ص 38-36( )4( رواه الدارمي يف الرد على اجلهمية )124( وصححه األلباين يف خمتصر العلو )ص 142( )1( ورد ذلك يف مواضع كثرية من جمموع الفتاوى لشيخ اإلسالم وانظر على سبيل املثال )18/3( )41/1( )6( انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة واجلماعة للاللكائي )197/1( )7( مقاالت اإلسالميني لألشعري )ص: 226( )8( مقاالت اإلسالميني لألشعري ( ص: 168( 3
وأيضا ]امللك: 16 [ قوله تعاىل: }أ أ م ن ت م م ن ف الس م اء أ ن ي س ف ب ك م األ ر ض ف إ ذ ا ه ي مت ور { واآلايت الدالة على هذا املعىن كثرية ويف بيان ذلك يقول ابن تيمية: والسنن املستفيضة املتواترة وغري املتواترة وكالم السابقني إن القرآن «والتابعني وسائر القرون الثالثة: مملوء مبا فيه إثبات العلو هلل تعاىل على عرشه أبنواع من الدالالت ووجوه من الصفات وأصناف من العبارات اترة خيرب أنه خلق السموات واألرض يف ستة أايم مث استوى على العرش االستواء على العرش يف سبعة مواضع النساء: ]املعارج: وقد ذكر واترة خيرب بعروج األشياء وصعودها وارتفاعها إليه كقوله تعاىل: }ب ل ر ف ع ه ا لل إ ل ي ه{ [ 118[ } إ ن م ت و ف يك و ر اف ع ك إ ل {]آل عمران: 11[ }ت ع ر ج ال م ل ئ ك ة و الر وح إ ل ي ه { 4[ وقوله تعاىل: }إ ل ي ه ي ص ع د ال ك ل م الط ي ب و ال ع م ل الص ال ح ي ر ف ع ه { ]فاطر: 12[ واترة خيرب بنزوهلا منه أو من عنده كقوله تعاىل: }و ال ذ ين آت ي ن اه م ال ك ت اب ي ع ل م ون أ ن ه م ن ز ل م ن ر ب ك ب ل ق {]األنعام: 114[ { ق ل ن ز ل ه ر وح ال ق د س م ن ر ب ك ب ل ق {]النحل: 122[ }حم ت ن ز يل م ن الر ح ن الر ح ي م{ ]فصلت: 2-1[ }حم ت ن ز يل ال ك ت اب م ن ا لل ال ع ز ي ز ا ل ك يم { ]اجلاثية: 2-1 األحقاف: 2-1[ واترة خيرب أبنه العلي }و ه و ال ع ل ي ال ع ظ يم { األعلى كقوله تعاىل: }س ب ح اس م ر ب ك األ ع ل ى{ [ األعلى: ]1 [ البقرة: 211 الشورى: ]4 واترة خيرب أبنه يف السماء كقوله تعاىل: وقوله: }أ أ م ن ت م م ن ف الس م اء أ ن ي س ف ب ك م األ ر ض ف إ ذ ا )9( ه ي مت و ر{]امللك: 16 [ }أ م أ م ن ت م م ن ف الس م اء أ ن ي ر س ل ع ل ي ك م ح اص ب ا{]امللك: 17[«=األدلة من السنة: األحاديث الدالة على هذا املعىن كثرية»أين هللا «قالت: يف السماء للصحايب:»أعتقها فإهنا مؤمنة«قال: )12( ومن أصرحها يف الداللة:»من أان «قالت: أنت رسول هللا قول النيب هللا ىلص للجارية: النيب هللاىلص فقال 4 )9( انظر: جمموع الفتاوى )161-164/1( )12( رواه مسلم )137(
وكذلك قول النيب: هللاىلص )11( ر حيت غلبت غضي«=إمجاع السلف»ملا قضى هللا اخللق كتب ف كتاب ه فه و عن دو ف و الع رش: إن هذا الذي ذكرانه هو املنقول عن أئمة السلف ال ينقل عنهم يف ذلك اختالف حبمد هللا قاال أبااو نصار السااجزي يف اإلابنااة:»فأئمتناااكسافيان الثااوري ومالاك وساافيان بان عيينااة ومحاااد باان ساالمة ومحاااد باان زيااد وعبااد هللا باان املبااار والفضاايل باان عياااض وأمحااد باان حنباال وإسااحق باان إبااراهيم احلنظلااي متفقااون علااى أن هللا ساابحانه بذاتااه فااوق العاارش وأن علمااه بكاال )12( مكان«قاال اإلماام الصاابوين الشاافعي:»وعلمااء األماة وأعياان األئماة مان السالف رمحهام هللا خيتلفاوا يف أن هللا تعاىل على عرشه )13( وعرشه فوق مساواته«وأقاااوال أئماااة السااالفكثااارية يف هاااذا املعاااىن وقاااد سااابق قاااول اإلماااامني أيب زرعاااة الااارازي وأيب احلسن األشعري وفيما ذكر كفاية o مقالة املخالفني: من خالف أهل السنة يف هذا الباب هم اجلهمية واملعتزلة واألشاعرة تعاىل يف السماء مست و على العرش وفيما يلي بيان مذهبهم من يقول: =مذهب املعتزلة: مجهور املعتزلة على أن هللا يف كل مكان الباري ال يف مكان! بل هو على ما يزل عليه )14( فهم ينفون أن هللا وأن معىن ذلك أن تدبريه يف كل مكان ومنهم )11( رواه البخاري )3222( مسلم )2711( )12( انظر: العرش للذهيب )437/2( )13( عقيدة السلف أصحاب احلديث للصابوين )ص: 412 ( مطبوع مع رسائل أخرى بعنوان: مجهرة عقائد السلف )14( انظر: جمموع الفتاوى )187/1( 5
)11( وهم يقولون إن استوى يفكتاب هللا معناها استوىل مذهب األشاعرة: استقر مذهب األشاعرة على أتويل العلوكما هو احلال عند املعتزلة وذلك على الرغم من )16( أن متقدمي األشاعرة يقولوا بتأويل صفة العلو فاألشعري النقل عنه! مث الذي ينتسبون إليه ويزعمون أهنم يقولون بقوله: وكذلك الباقالين وهو من أبرز أئمة األشاعرة ال يؤول صفة العلو أيضا بدأ يظهر والتدبري وكذلك أتويل صفة العلو على يد ابن فور 6 ال يؤول صفة العلو كما سبق )17( )18( فأول االستواء أبنه مبعىن العلو ابلقهر )19( البغدادي أوله أبنه مبعىن امللك وهم مع ذلك يردون مذهب املعتزلة أن االستواء معناه االستيالء إىل أن جاء اجلويين فوافق املعتزلة أن االستواء معناه االستيالء أن هذا أول اجلويين هو بل قرر القول يستقيم على أصول األشاعرة أكثر من استقامته على أصول املعتزلة! وبذلك يكون )22( من ارتضى هذا التأويل االعتزايل مث جاء الغزايل ليؤصل ملنهج التأويل وينقل )21( معركة األشاعرة منكوهنا مع املعتزلة لتكون مع الفالسفة ويستقر األمر على هذا املذهب o مستند أهل التأويل يؤ ولون الذين علو الرمحن يف السماء واستوائه على العرش يفعلون ذلك بزعم التنزيه )11( انظر: شرح األصول اخلمسة للقاضي عبد اجلبار )ص: 226( مقاالت اإلسالميني لألشعري )ص: 131( فهم )16( انظر هذه القضية ابلتفصيل يف: موقف ابن تيمية من األشاعرة فقد تعرض هلا عند ذكر نبذة عن كل إمام من أئمة األشاعرة مهم )17( انظر: اإلنصاف للباقالين )ص: 41( موقف ابن تيمية من األشاعرة )474-473/1( ط ابن اجلوزي فيه حتقيق )18( انظر: مشكل احلديث البن فور )ص: 119( موقف ابن تيمية من األشاعرة )122-496/1( )19( انظر: أصول الدين لعبدالقاهر البغدادي )ص: 112 ( ودراسة حول ذلك يف: موقف ابن تيمية من األشاعرة )126/1( )ط ابن اجلوزي( )22( انظر: موقف ابن تيمية من األشاعرة )136-134/1( )21( انظر : املصدر السابق )114/1(
إثبات يرون أن يشبه خملوقاته العلو يلزم منه إثبات اجلهة ولذا ذهبوا إىل أتويل االستواء يف ويلزم منه أن هللا تعاىل حيويه مكان اآلية فقالوا هو )22( ابمللك واعتمدوا يف ذلك التأويل على بيت من الشعر هو: قد استوى بشر على العراق = أما حديث اجلارية فلهم فيها أتويالتكثرية منها: - أتويله - )21( وهم يف العقيدة )24( أبن املراد منه هو علو املنزلة والقدر مبعىن االستيالء )23( من غري سيف وال دم مهراق وكذلك أتويله أبن املراد التفرقة بني عبادة هللا وعبادة األواثن وكذلك مىت أعياهم التأويل )26( على يستدلون ردوا األحاديث الواردة أبهنا أحاديث آحاد ال مذهبهم وجوده شيء قبله أو وجود شيء معه ابلفوقية من حيث اجلهة إال بعد خلق العا ما هو يف جهة األسفل حادث ولذا فهي ال تصلح صفة هلل تعاىل ببعض احلجج العقلية منها: ويلزم منه أن هللا وفسروا العرش ألن األواثن يف األرض أن صفة القدم تقبل فال تفيد العلم تنفي أن يسبق وإثبات اجلهة واملكان يقتضي أن هللا يكن متصفا فقبل خلق العا يكن يف جهة الفوق لعدم وجود وهبذا تكون الفوقية املكانية أو العلو املكاين صفة حادثة نتجت عن )27( ويزعمون كذلك أن هذا هو املنقول عن بعض قال: «كان هللا وال مكان وهو اآلن على ما عليهكان األئمة )28(» علي فنقلوا أن بن أيب طالب هللايضر )22( انظر: شرح األصول اخلمسة )ص 226 ( وأصول الدين أليب منصور عبد القاهر البغدادي )ص 113-112 ( غاية املرام لآلمدي ( ص: 141 ( )23( هذا البيت منسوب إىل األخطل وأنكركثري من أهل اللغة صحة نسبته وسيأيت احلديث عنه )24( انظر: مشكل احلديث البن فور )ص: 119 ( )21( انظر: مناقب الشافعي للبيهقي )397/1( )26( انظر: اإلرشاد للجويين )ص: 161 ( الصواعق املرسلة )1183/3( )27( انظر: املتشددون لعلي مجعة )ص: 19( )28( ذكره على مجعة يف كتابه املتشددون )ص: 18 ( وعزاه إىل )الفرق بني الفرق( وهو غري موجود فيه هبذا اللفظ وهو 7
قال: حنيفة وأن أاب مكان قبل أن خيلق اخللق «)29(» وكذلك نسبوا للشافعي قلت أرأيت لو قيل أين هللا تعاىل يقال له: كان هللا تعاىل وال وكان هللا تعاىل و يكن أين وال خلق وال شيء أنه قال:»إن هللا كان وال مكان وهو خالق كل شيء فخلق املكان على الصفة األزلية كماكان قبل خلقه املكان وال جيوز عليه التغيري يف ذاته وال التبديل يف صفاته«o الرد على هذو الشبهات أول : وسر كيفيتها عن نفسه اثني ا: ال يلزم من إثبات االستواء ما ذكروه من اللوازم ذلك أن هذه اللوازم إمنا فال تلزمنا كل هذه اللوازم ومسعه ليس وليست كاستوائنا وهذا وقد ساق وال خنوض فيما كتم عنا علمه تلزم من فنحن نثبت يطلب كيفية الصفة الصفة كما أثبتها هللا لنفسه )32( )31( ال يلزم من إثبات صفة هلل أن يكون فيها وبصري وبصره ليس كبصران )32( الرد على بساطته ال خمرج هلم منه! اجلويين الصفات دون بعضها! مثل )33( وذكره اآلمديكاعرتاض مشاهبة للمخلوقني فهو مستو على عرشه: وحنن نقول ال جيوز طلب وننفي عنه ما نفاه فكما أن هللا مسيع كسمعنا بصفة ال نعلمها هذا الدليل وهو يرد على متقدمي األشاعرة الذين يؤولون بعض على مذهب اآلشاعرة وملا كان ال خمرج له منه: أبنه وإن كان رده مذكور بدون نسبة لعلي بن أيب طالب هللايضر يف جمموع الفتاوى )272/2( ونسبه ابن فور لعلي ابن أيب طالب هللايضر يف تفسريه )211/3( بلفظ :»أين سؤال عن املكان وكان هللا وال مكان«)29( املتشددون )ص: 18 ( وعزاه للفقه األبسط )ص: 21 ( وهو كذلك )32( إحتاف السادة املتقني )24/2( )31( انظر: درء تعارض العقل والنقل )141/1( )32( انظر: جمموع الفتاوى )194/1( وما بعدها )33( انظر: اإلرشاد للجويين )ص: 111 ( 8
ال ميتنع لكنه جمرد احتمال العقلية! اثلث ا: )34( وأما اجلواب عن والعقائد ال تثبت ابالحتمال أن العلو يلزم منه إثبات اجلهة االحتمال اآلخر أما ابألدلة فيرتجح فيقال هلم: لفظ اجلهة من األلفاظ اليت ترد يف الكتاب والسنة فهو لفظ جممل فال ينفى إبطالق وال ي ثبت إبطالق وإمنا نتبني ما املعىن املقصود من لفظ اجلهة فإن كان املقصود: نفي علو هللا تعاىل على عرشه ونفي أنه ابئن عن خلقه فهذا قول ابطل قد دل الدليل على خالفه وإن كان املراد أن اجلهة شيء خملوق وأن املقصود هو أن هللا تعاىل مباين خللقه فهذا معىن )31( صحيح اللغة رابع ا: أتويل االستواء ابالستيالء ابطل من وجوه عدة: األول: أن أتويل االستواء ابالستيالء بل إن ابن األعرايب أنكره الشعر الذي ذكروه الثا ن: أن هذا التأويل يقل به أحد كاف يف رد هذا التأويل وبيان بطالنه ال تعرفه العرب يف لغتها )37( )36( وكذلك اخلليل بن أمحد )38( من السلف من الصحابة والتابعني و يقله أحد من أهل وسيأيت احلديث عن بيت وهذا وحده الثالث: أن االستواء لو يكن مبعناه املعروف ملا احتاج ألن يقول أن الكيف جمهول فقول مالك: الكيف جمهول دليل على أن املراد ابالستواء: االستواء املعلوم من لغة العرب الرابع: على التسليم أبن االستيالء معىن جمازي جيوز محل اللفظ عليه فإنه ال جيوز يف حق هللا تعاىل ألن االستيالء على الشيء ال يكون إال بعد منازعة وهو واضح يف بيت الشعر الذي 9 )34( انظر: غاية املرام )ص: 138( )31( انظر: جمموع الفتاوى البن تيمية )14/3( )36( انظر: الصواعق املرسلة )292/1( )37( انظر: جمموع الفتاوى )146/1( )38( انظر: جمموع الفتاوى )144/1(
يذكرونه اخلامس: 11 لو كان استوى مبعىن استوىل: القتضى ذلك جواز نسبة االستواء إىل املوجودات كلها كنسبته إىل العرش وجلاز أن يقال: استوى على السماء وعلى البحار و يقال استوى على العرش وقد اتفق املسلمون على أن ذلك ال جيوز أن يقال أما البيت الذي ذكروه فاجلواب عنه ما يلي : على )39( األرض كما األول: هذا البيت مصنوع ال يعلم قائله ولو كان هذا االستدالل حبديث لرسول هللا هللا ىلص الحتجنا للبحث عن صحته فكيف ببيت شعر ال يعلم قائله! وال نعلم صحة نسبته إليه! بل وأنكره أئمة اللغة الكبار! الثا ن: من نسب إليه هذا البيت هو صحة تلك النسبة فال حجة فيه مطلقا ألمور: األخطل يف مدح بشر )42( بن مروان وعلى فرض منها: أن هذا القول من قائله على سبيل اجملاز وال يصح يف املعىن اجملازي أن يقال إنه من معاين هذا اللفظ كما ال يصح القول إن من معاين األسد الرجل الشجاع وإن كان يطلق عليه على سبيل اجملاز ومنها: أن هذا القول على سبيل اجملاز واجملاز ال جيوز محل الكالم عليه إال مع قرينة تدل )41( على إرادته وليس يف اخلطاب قرينة تدل على أن املراد هو االستواء خامس ا: حيث اجلهة إال بعد خلق العا األول: بعد وجود املسموع يف سائر الصفات الثا ن: ما ذكروه من أن إثبات اجلهة واملكان يقتضي أن هللا يكن متصف ا ابلفوقية من كالم ابطل واجلواب عنه من وجهني: أن هذا يلزم منه أنه أيضا يتصف ابلعلم إال بعد وجود املعلوم وكذلك يستحق اسم اخلالق إال بعد وجود املخلوقات وجواهبم عنه هو جوابنا عن سائر الصفات أن هذا الزم ملن يطلب معرفة كيفية الصفة )39( انظر: جمموع الفتاوى )141/1( )42( انظر: البداية والنهاية )241/12( )41( انظر: جمموع الفتاوى )147/1( وال ابلسمع إال فما يقال هنا يقال وحنن نفوض معرفة كيفيتها إىل هللا
تعاىل فال يلزمنا ذلك سادس ا: اجلواب عما نقلوه عن األئمة كالتايل : = النقل األول: ما ن سب لعلي بن أيب طالب ما ن سب لعلي بن أيب طالب هللا يضر: ال وجود له يف كتب السنة )42( اللفظة ال وجود هلا يف شيء من دواوين السنة! ووهللا إن العجب ال ينقضي من هذا! ويؤولون آايت القرآن على غري ظاهرها مث يقبلون على ظاهره كيف ثوابه فإهنم يرد ون حديث النيب هللا ىلص أثرا عن صحايب وال يقبلون أتويله فأي اتباع للحق هذا الذي يفعلوه! = النقل الثا ن : ما نسب أليب حنيفة قبل احلديث عن ما نسب أليب حنيفة نذكر النقل املنسوب لهكامال: قال:»ال وهو قول يوصف هللا تعاىل بصفات املخلوقني أهل السنة واجلماعة ونصفه كما وصف نفسه: مسيع بصري عا ووجهه ليس كوجوه خلقه وهو يغضب ويرضى وقد ذكر ابن تيمية أن هذه الصحيح ألنه آحاد ال سند له مطلق ا مث جيرونه وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بال وال يقال غضبه عقوبته ورضاه أحد صمد يلد و يولد و يكن له كفوا أحد حي قيوم قادر يد هللا فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه وهو خالق كل الوجوه النفوس { ل ي س ك م ث ل ه ش ي ء و ه و الس م يع ال ب ص ي { اخللق قلت: وكان الشائي املشيء أرأيت لو قيل أين هللا تعاىل فقال: هللا تعاىل و يكن أين وال خلق ابلصفة فقل: وليست جارحة وهو خالق األيدي ونفسه ليست كنفس خلقه وهو خالق كل ]الشورى : ]11 )43( ابمللك«وجوابنا عن هذا من وجوو: يقال له كان هللا تعاىل وال مكان قبل وهو خالق كل شيء وهو قادر يقدر ابلقدرة أن خيلق فإن قيل أبي شيء شاء ومالك ميلك وعا يعلم ابلعلم )42( انظر: جمموع الفتاوى )272/2( )43( الفقه األكرب واألبسط مطبوعان مع شرحهما حملمد بن عبدالرمحن اخلميس )161/1( 11
أول : يلزم املستدل هبذا القول أن يثبت أن قول أيب حنيفة يف الصفات الفعلية خبالف قول األشاعرة وهم ال يقولون ذلك! اثني ا: الواضح من سياق الكالم أنه يتحدث عن أن صفات هللا ال تشبه صفات املخلوقني فاهلل كان مسيعا قبل خلق املوجودات األماكن واجلهات وليس يف هذا النقل ما يدل على نفي العلو فكذلك يف مكانه الذي دلت عليه اآلايت قبل خلق اثلث ا: هذا كله على فرض صحة نسبة الفقه األكرب والفقه األبسط أليب حنيفة فرواة هذه )44( النصوص ما بني ضعيف وجمهول = النقل الثالث: ما نسب للشافعي ما نسب كتبه اليت بني أيدان للشافعي مث إن الثابت عنه خالف ذلك! قال الشافعي يف وصيته: مذكور يف كتاب )إحتاف السادة املتقني( اآلخرة ينظر إليه املؤمنون عياان جهارا ويسمعونكالمه وأنه وقال يف عقيدته: )41( بال سند وغري موجود يف»وأشهد أن اإلميان قول وعمل وأن هللا عز وجل يرى يف )46( فوق العرشوأؤمن برؤية هللا وأن هللا على عرشه يف مسائه يقرب من خلقه كيف )47( شاء وأن هللا تعاىل ينزل إىل السماء الدنياكيف شاء«سابع ا: كيف تكون كل هذه اآلايت واألحاديث على كثرهتا غري مرادة الظاهر أن خياطب هللا عباده بكل هذه اآلايت ويكون ظاهرها غري مراد! هللا عليه وسلم أصحابه بنفس مضمون اخلطاب ويكون ظاهره غري مراد! مث خياطب رسول هللا وهل يعقل وكيف يكون هذا التأويل صحيحا وهو قول يعرف له قائل من الصحابة وال التابعني صلى بل )44( انظر حترير ذلك يفكتاب: براءة األئمة األربعة من مسائل املتكلمني املبتدعة لعبد العزيز احلميدي )24/2( )41( )46( وصية الشافعي )ص: 162( مطبوع مع غريه يف مجهرة عقائد السلف )47( عقيدة الشافعي )ص: 118( مطبوع مع غريه يف مجهرة عقائد السلف 12
املتواتر عن األئمة رده والتابعني مجيعا سبحانك ربنا هذا هبتان عظيم اثمن ا: وهل يعقل أن يكون املراد من هذه اآلايت واألحاديث فات الصحابة تطور مذهب األشاعرة من إثبات الصفة مث أتويلها ابلقهر مث ابمللك مث ابالستيالء دليل يف نفسه على بطالن هذا املذهب إذ لو كان صحيحا ملا تغريت أقواهلم وتبدلت وهم يقولون إنه أمر قطعي ال جمال للظن فيه فكيف يكون قطعيا وهم أنفسهم خمتلفون فيه! اتسع ا: دعوى أن أحاديث اآلحاد ال تقبل يف العقائد دعوى ابطلة واستدالل فاسد فاحلديث مىت صح إسناده فهو حجة بنفسه سواء يف العقائد واألحكام واألدلة على ذلك كثرية منها: = حديث حتويل القبلة حيث حتول املسلمون يف صالهتم من جهة بيت املقدس إىل جهة )48( الكعبة وهم يصلون عندما أاتهم آت فأخربهم أن القبلة ح ولت إىل املسجد احلرام = أن النيب هللا ىلص كان يرسل الرسل إلبالغ دين هللا إىل القبائل يعلموهنم أمور دينهم وهم آحاد ولو كان حديث اآلحاد غري مقبول لوسع أحدهم أن حيتج أبن ما بلغه إمنا بلغه عن طريق شخص واحد )49( ولوكانت تلك حجة صحيحة ملا فعل النيب هللاىلص ذلك = رد حديث اآلحاد مبين على أنه ال يفيد اليقني الغالب ال يقبل يف أمور االعتقاد دعوى ال دليل عليها واألمور االعتقادية إذ الكل شرع من عند هللا o أثر نفي العلو ف مقالت املخالفني: بل يفيد الظن الغالب وكون الظن وال وجه للتفرقة بني األمور العملية كان لنفي صفة العلو وأتويلها أثر يف مقاالت املعتزلة واألشاعرة نذكر أبرزها فيما يلي: األول: نفي املعتزلة لرؤية هللا تعاىل املعتزلة ينفون الرؤية مطلق ا فهم يقولون ابستحالة رؤية هللا تعاىل عقال )12( ومسع ا وسبب )48( رواه البخاري )423( ومسلم )127( )49( انظر: اختالف احلديث للشافعي ( فقرة 41-38( )12( انظر: شرح األصول اخلمسة للقاضي عبداجلبار )ص 233( 13
ذلك أهنم بنوا مسألة الرؤية على مسألة العلو تعاىل يف اآلخرة وهم إذ ينفون العلو فيلزم من ذلك نفي الرؤية هلل أما سر بناء مسألة الرؤية على مسألة العلو عندهم فهو أهنم ظنوا أن إثبات العلو يقتضي إثبات اجلهة هلل تعاىل وحيث انتفت اجلهة انتفت اآلخرة وأن الرؤية البد أن تكون إىل جهة 14 )11( الرؤية فحيث انتفى العلو تنتفي اجلهة وهكذا جرهم نفي العلو إىل نفي ما ثبت ابلسنة الصحيحة أن هللا تعاىل يراه املؤمنون يف وزعموا أن داللة العقل على ذلك قطعية ومسلم الصرحية يف ذلك ولذا فإهنم الثا ن: اضطراب قول األشاعرة ف رؤية هللا عز وجل األشاعرة يقطعون برد أحاديث البخاري )13( )12( يثبتون رؤية هللا تعاىل يف اآلخرة لكنهم يقولون: الرؤية ليست إىل جهة وذلك ألهنم ينفون صفة العلو وألزمهم املعتزلة أبهنم إذا قالوا جبواز الرؤية أن يكون ذلك إىل جهة وقالوا هلم: ممتنعة ورؤية بعضه فيها وهذا إذا كان يرى تبعيض وجتزئة له فهل يرى كله أم بعضه فرؤيته كله )14( فهذا تشبيه له ابحلوادث وهي اإلحاطة به هي: اإللزام ح د ا ابألشاعرة أن يا ؤ و لوا معىن الرؤية فأثبتوا لفظها مث اختلفوا يف تفسريها فمنهم من فسرها مبجرد اإلدرا احلقيقة )16( )11( ومنهم من جعله إدراكا زائدا مبعىن العلم وهذا يف )17( نفي هلا بل إن بعض املعتزلة ال خيالفوهنم يف هذا الثالث: وصفهم للقائلني مبذهب السلف أبهنم جمسمة ومشبهة املعتزلة واألشاعرة يرون أن الزم إثبات العلو إثبات اجلهة )11( انظر: املصدر السابق )ص 248( )12( انظر: اإلنصاف للباقالين )ص: 48 ( غاية املرام لآلمدي )119( )13( انظر: غاية املرام لآلمدي )ص: 181 ( )14( انظر يف إلزامات املعتزلة لألشاعرة وجواهبم عنها: اإلرشاد للجويين )ص: 181-168 ( )11( انظر: حاشية العطار على شرح مجع اجلوامع )463/2( شرح املقاصد للتفتازاين )118/2( )16( انظر: غاية املرام لآلمدي )ص 169 ( )17( انظر: مقاالت اإلسالميني لألشعري )ص: 173 ( والزم إثبات اجلهة إثبات أن هللا
حيويه مكان ولذا فهم يرون أن القول ابلعلو يقتضي تشبيه هللا مبخلوقاته وقد جرهم هذا الفهم إىل نسبة القائلني ابلعلو إىل أهنم مشبهة هلل تعاىل خبلقه وهذا مناف للتنزيه ونسبتهم )18( للتجسيم وقد كان من أثر ذلك أن كفر بعض األشاعرة بعضا من أئمة املسلمني الذين عاصروهم الرابع: وسيأيت احلديث عن ذلك نفي الصفات الفعلية املتعلقة بصفة العلو الصفات الفعلية أحد حماور اخلالف الرئيسية بني أهل السنة من جهة واملعتزلة واألشاعرة من جهة أخرى فيؤولوهنا ألهنم فأهل السنة يثبتون يرون أن ظاهرها يقتضي التشبيه ما وردت به األخبار وال يؤولونه أما املعتزلة واألشاعرة )19( ومن هذه الصفات الفعلية صفة النزول إىل السماء الدنيا اليت وردت يف احلديث املتفق عليه من حديث أيب سعيد اخلدري أن رسول هللا هللا ىلص قال :»ينزل هللا تبارك وتعاىل كل ليلة إىل السماء الدنيا حني يبقى ثلث الليل اآلخر فأستجيب له هل من سائل يسألين فأعطيه فيقول: أان امللك أان امللك هل من داع يدعو ن )62( هل من مستغفر يستغفر ن فأغفر له«ومما يستدلون به على وجوب أتويل هذه الصفة أن إثبات النزول يقتضي إثبات العلو هلل تعاىل وهم يؤولون النزول يف هذا احلديث مبعىن اللطف والرمحة )61( وكذلك يؤولون صفة اجمليء يوم القيامة اليت ثبتت يف كتاب هللا تعاىل يف قوله: و ال م ل ك ص ف ا ص ف ا{ [ الفجر : ]22 )62( فيقولون : وجاء أمر ربك }و ج اء ر ب ك )63( ومذهب السلف يف هذه الصفات هي إثباهتا وإيكال معرفةكيفيتها إىل هللا تعاىل اخلامس : تكفيهم ألعيان من العلماء الذين خالفوهم ف ذلك: )18( انظر: شرح األصول اخلمسة للقاضي عبداجلبار )ص 233( )19( انظر: غاية املرام يف علم الكالم لآلمدي )ص: 138( )62( رواه البخاري )1294( ومسلم )718( )61( انظر: غاية املرام يف علم الكالم لآلمدي )ص: 142 ( )62( انظر: شرح األصول اخلمسة للقاضي عبداجلبار )ص: 232( )63( انظر: التمهيد البن عبد الرب )141/7( 15
حفظت لنا كتب صرح أبن هللا تعاىل يف السماء على العرش القيامة التاريخ والرتاجم الكثري من املواقف اليت حكم فيها األشاعرة بكفر وأنه ينزل إىل السماء الدنيا كل ليلة من وأنه جييء يوم وذلك ألهنم رأوا أن ذلك يقتضي التجسيم بل قد بلغت اجلرأة ببعضهم أن ادعى أن )64( ظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر! مثالني فقط: اإلمام األول: = وال حول وال قوة إال ابهلل ويكفي هنا أن نشري إىل تقي الدين أبو دمحم عبد الغين بن عبد الواحد املقدسي احلنبلي )ت : = 622 ها( وهو أكرب من أخيه املوفق ابن قدامة صاحب املغين )61( اجتمع له األشاعرة مبصر وحكموا بكفره وهم يناظرونه يف مسألة العلو الثاين: شيخ اإلسالم ابن تيمية مشهور عن كثري من متعصيب األشاعرة البن تيمية متوارث بينهم إىل اليوم وإان هلل وإان إليه راجعون o اخلامتة اخلالصة اليت خنتم هبا كالمنا هي ما وغري املتواترة وكالم السابقني على عرشه أبنواع من الدالالت واحلمد هلل رب العاملني ومعلوم ما القاه من علماء األشاعرة يف عصره وتكفريه )66( بسبب ما اهتموه به أنه يقول ابلتجسيم وهذا التكفري ابن تيمية: قاله»إن القرآن والسنن املستفيضة املتواترة والتابعني وسائر القرون الثالثة: مملوء مبا فيه إثبات العلو هلل تعاىل ووجوه من الصفات وأصناف من العبارات«)67( )64( قال أمحد الصاوي يف حاشيته على تفسري اجلاللني )9/3(:»وال جيوز تقليد ما عدا األربعة ولو وافق قول الصحابة واحلديث الصحيح واآلية فاخلارج عن املذاهب األربعة ضال مضل ورمبا أداه ذلك للكفر ألن األخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر«)61( انظر: ذيل طبقات احلنابلة )22/2( سري أعالم النبالء )463/21( )66( انظر: دفع شبه من شب ه ومت رد للحصين )ص: 123 ( اجلوهر املنظم البن حجر اهليتمي )ص: 21 ( 16 )67( انظر: جمموع الفتاوى )164/1(