حولة اتشهة ( اصحاب الفيل ) في القشاى الكشين وفي كتة التفاسيش والتاسيخ والسيش أمد شزي عثذ الصاحة عثذ الحسيي هعهذ الف ىى الجويلة للث يي/ تعقىتة الولخص 0 يتناوؿ ىذا البحث د ارسة حممة ابرىة )أصحاب الفيؿ( عمى مكة ليد بيت ا الح ار فييا وماتذكره لنا كت ب التفاسير ومصادر التأريخ والسير مف روايات متشابية وأحيانا قميمة مختمفة أو منفردة في ذكر احداث وتفاصيؿ ىذه الحممة وعف اسبابيا ودوافعيا فبعد االحتالؿ الحبشي الثاني لميمف واسقاط الدولة الحميرية في عا ) ( وانف ارد أبرىة بف صباح أبويكسو االش ر في حك اليمف وقيامو ببناء كنيستو )الق م ي س( والتي ت عد مف أى أعمالو في اليمف وقد بالغ ابرىة في االعتناء بكنيستو ىذه وتزينيا وأتقانيا حتى يصرؼ الييا حجيج العرب لمحج والمتاجرة ولينافس بذلؾ مكة وبيتيا الح ار فمما أرى أنو فشؿ في ذلؾ فشال ذريعا واف العرب التتجو إال الى البيت العتيؽ و أرى أىؿ اليمف يدعوف البيت الذي بناه أبرىة واليعتبروف حجي مقبوال إال بمكة ل يجد حاك الحبشة عمى اليمف وسيمة إال ىد بيت ا الح ار لذلؾ سار ابرىة عمى أرس جيش كبير مف االحباش يتقدمي فيؿ ضخ يقاؿ لو )محمود( وعندما وجيوه لدخوؿ الحر ربض عمى االرض ورفض النيوض حتى إذا كاف الصباح نكبي ا وأذلي وارسؿ عميي طي ار كثيرة زم ار زم ار ترميي بحجارة مف سجيؿ فييا ىالكي وعذابي فجعمي كعصؼ مأكوؿ فأصيب أكثر مف في ىذه الحممة وىمؾ وفر مف بقي مني الى اليمف ومعي ابرىة وقد أصيب ببدنو وىمؾ بعد وصولي اليمف بقميؿ وحمى ا مكة وبيتيا الح ار وأفشؿ ا أبرىة وجنده وأخ ازى وكاف أرتداد أصحاب الفيؿ وما حمت بي مف نكبة قبؿ البعثة النبوية وكما صورىا سبحانو وتعالى تصوي ار بميغا في سورة الفيؿ وكما جاء في كتابو أ ل م ت ر ك ي ف ف ع ل ر ب ك ب أ ص ح اب ال ف ي ل 1 أ ل م ي ج ع ل ك ي د ه م ف ي ت ض ل يل 2 و أ ر س ل ع ل ي ه م ط ي ر ا أ ب اب يل 3 ت ر م يه م ب ح ج ار ة م ن س ج يل 4 ف ج ع ل ه م ك ع ص ف م أ ك ىل 5 ويعػػد فشػػؿ حممػػة ابرىػػة عمػػى مكػػة مػػف العوامػػؿ التػػي وطػػدت لمكػػة مركزىػػا وىيبتيػػا ودورىػػا الفاعػؿ بػيف قبا ػؿ شػبو الجزيػرة العربيػة واصػبه تػاريخ ىػذه الحممػة فػي عػا ) ( أساسػا لمتػأريخ يػػػ رخ بػػػو العػػػرب احػػػداثي الميمػػػة وسػػػمي ىػػػذا العػػػا بػػػػ)عا الفيػػػؿ( وقػػػد جػػػاءت روايػػػات المفسػػػريف والمػ رخيف وأىػؿ السػير مطابقػة لمػا جػاء فػي القػرف الكػري ولتوضػيه وتفسػير وتفصػيؿ مػا أجممػو القر ف الكري 35
Abraha s Campaign (Ashab- al Fil ) in holy Koran and books of Interpretations, History and BiograPhies PHDShatha Abid Al-Sahib Abid Al-Hussein Inistitute of Fine Arts / for Girls -Baquba Abstract: This research deals with Abraha s Campaign ( Ashab al Fil) on mecca to destroy Al-Kaaba ( Bait Allah Al-harram ) in (Five Hundred Seventy After Christ) ( AlFil year ) in which that all books of interpretations, history and biographies mentioned similar or different details about this campaign, its events and causes It is to worthy tomention that, after the fallen of ( AlHumyria state ) And the second Abyssian invasion to yemen, when Abraha and no one else rulled yemen, tried to diverse or prevent Arabs from going to mecca (Bait Allah Al Harram) to another place, so he decided to build a church in sanaa called ( Al- Kullayss) and spent every thing on its building decoration But he extremely faild because Arabs refused to replace (Bait Allah Al-Harram) with another place, amatter which made Abraha led agreat army headed by ahuge Fil, never seen like him befor, but he extremely defeted with his army and the huge Fil as it was mentioned by holy Koran, through (Al-Fil Sorraha) to show the greatness of Almighy God to destroy Abraha by sending huge birds Carried rigid stones throwing Abraha and his Soldiers By this great event, the pride and dignity of Kuraish increased among other tribes of Arab penensulla so, the date mentioned above became an essential date by which Arabs can registrate and document all their important events in Arab penessulla 36
المقدمة: تميػػزت مكػػة المكرمػػة عػػف سػػا ر مػػدف شػػبو الجزيػػرة العربيػػة بأىميػػة كبيػػرة لػػيس فػػي الحقبػػة االسالمية فحسب بؿ تمتد الى أبعد مف ذلؾ بكثير إذ ت عد مكة أولى مدف الحجاز وعاصمتو الحتضانيا بيػت ا الحػ ار فمػف ا عمييػا بػنع ل تتوافر لمثيالتيا مف المدف العربية مف قدسية وأمف وسال ومكانة متميزة في نفوس العرب ارتبط تاريخ مكة ونشأتيا ببناء الكعبة والحر ومناسػكيما المػذيف ارتبطػا بػالنبي ابػ ارىي وابنػو اسماعيؿ ( عمييما السال ) ويعود ىذا الى القرف التاسع عشر قبؿ المػيالد واف اسػماعيؿ وامػو ىػػاجر أوؿ مػػف أتخػػذ ىػػذا الػػوادي موضػػعا لسػػكناىما واف ىػػذا المكػػاف كػػاف قبػػؿ ذلػػؾ بقعػػة مباركػػة معروفة وكما اشػار الػى ذلػؾ ابػ ارىي ( عميػو السػال( فػي دعا ػو ر ب ن ا نيناأ س ك ات نت نمان ي يري نباأ نبا اد غ ي نر نيي ز ر ع نعند ب ي نبك ال م ح ر نم ر ب ن لني نقيم ا الص ال ة ف ج ع ل س ف نئد ة يمان الن ا نس ب و اني نل اي نوم ار ز م و ام يمن الث م ر ا نت ل ع ل و م ي ش ت ر ن ) ( واف ابػ ارىي وابنػو اسػماعيؿ عمييمػا السػال ىمػا اوؿ مػف بنػاه ورفػع قواعػده وكمػا جػاء فػي ) ( قولو اني ي ر ف ع نب ر ا نهيم ال ق ا نعد نمن ال ب ي نت انك م نعيل ر ب ن ب ق ب ل نمن نن ك س نت الك نميع ال ع لني م ومكػػة بمػػد فػػي واد ضػػيؽ ريػػر ذي زرع ت شػػرؼ عميػػو جبػػاؿ جػػرد ولػػيس فيػػو ميػػاه جاريػػة وعيوف رزيرة رير بار محفورة وىي بذلؾ التصػمه أف تكػوف ارضػا ذات نخيػؿ وزرع لكػف ا حباىا بموقع جغ ارفي متميز وسط طريؽ القوافؿ المحاذي لمبحػر االحمػر الػذي يػربط الػيمف بكػؿ مػف بالد الشا والع ارؽ وذلػؾ مكنيػا مػف أف تقػو بػدور الوسػيط فػي التجػارة مػا بػيف عػالميف مختمفػيف شأنيا في ذلؾ شأف تدمر بالنسبة لمفرس والروماف وساعد سػكانيا فػي اسػتي ارد مػا يحتػاجوف اليػو مػف االط ارؼ والخارج وبذلؾ ينعموا بتجارة تضمف معاشي وتغنيي وأف مف أى العوامؿ التػي سػاعدت أىػػؿ مكػػة عمػػى إقامػػة عالقػػات تجاريػػة طيبػػة مػػع قبا ػػؿ شػػبو الجزيػػرة العربيػػة واالسػػواؽ التجاريػػة فػػي أط ارفيػا والػدوؿ المجػاورة ليػا ىػو اسػتثمارى لمركػز مكػة الػديني بػيف العػرب حيػث الكعبػة بيػت ا الح ار الذي يحج اليو العرب مف مختمؼ انحاء شبو الجزيرة العربية لمتبػرؾ ولتقػدي النػذور والقػ اربيف وقػد كػاف الحػج الػى بيػت ا الحػ ار فػي مكػة مػف مصػادر الثػروة فييػا الػى جانػب كونػو مظيػ ار دينيػا لمعرب قبؿ االسال ومف وسا ؿ التكسب بالتجارة فكانت تقا في مواس الحج فػي االشػير الحػر اسػػواؽ تجاريػػة وأدبيػػة لقػػد كػػاف ابنػػاء القبا ػػؿ العربيػػة ينظػػروف الػػى ابنػػاء قبيمػػة قػػريش نظػػرة أكبػػار واحتػ ار ارمػر الػذي سػيؿ عمػيي عقػد أحػالؼ تجاريػة مػع القبا ػؿ والػدوؿ التػي تقػع مواطنيػا عمػى طريؽ قوافميػا التجاريػة لضػماف سػالمة ىػذه القوافػؿ اتجػاه االعتػداءات التػي قػد تتعػرض ليػا مػف قبػؿ ابناء تمؾ القبا ؿ ولتضمف ليا االمف والحماية عمى وفؽ شروط معينة وقد د عيت تمػؾ االحػالؼ 37
التجاريػة بػػ )االيػالؼ( وقػد شػار القػرف الكػري الػى ىػذه االحػالؼ وعػدىا مػف الػنع التػي أنعػ ا تعالى بيا عمى قريش لتضمف لنفسيا ارمف والرفاىية لقػػد كانػػت قبيمػػة قػػريش قبػػؿ عقػػد ىػػذه االحػػالؼ تمػػارس تجارتيػػا عمػػى نطػػاؽ ضػػيؽ وفػػي حدود مكة فكاف أىميا يتاجروف مع مف يقصد مكة لذا فقد كانت ارباحي قميمة وقد نجػه ابنػاء عبػد منػاؼ وىػ كػؿ مػف ىاشػ والمطمػب وعبػػد شػمس ونوفػؿ فػي الحصػوؿ عمػى موافقػة حكػا بػػالد الشا واليمف والحبشة بالسماح لقبيمة قريش بالمتاجرة في بالدى ومف المالحظ اف تجارة مكة كانت قد ازدىرت في القػرف السػادس المػيالدي وكػاف مػف ابػرز عوامؿ ازدىارىا تدىور االوضاع في اليمف وتطور الص ارع بيف االمب ارطورية الساسانية والبيزنطينيػة مما أفسه الطريؽ اما تجار مكة الستثمار ىذه الظروؼ لتنمية نشاطاتي التجارية وقد تضاءؿ بػذلؾ شػأف تجػار الػيمف واكتفػوا بالتجػارة مػع قػريش وقػد اسػتمر الحػاؿ كػذلؾ والسػيما بعػد االحػتالؿ الحبشي الثاني لميمف وسقوط الدولة الحميرية في عا ( ) لقػد دأب االحبػػاش منػػذ احػػتاللي لمػػيمف عمػػى نشػر المسػػيحية فييػػا والسػػيما بعػػد انفػػ ارد ابرىػػة الحبشي في حك اليمف كنا ب عف ممؾ الحبشة فييا وقد حاوؿ اف ينافس مكة في مكانتيا الدينيػة ولعمو بػذلؾ ينتػزع منيػا تجارتيػا الداخميػة فمػذلؾ قػا ببنػاء كنيسػة ( الق م ػي س ) فػي صػنعاء التػي تعػد مػػف اىػػػ اعمالػػػو فػػػي الػػػيمف وقػػػد بػػػالغ فػػي االعتنػػػاء ببنا يػػػا وتزينيػػػا ليجمػػػب الييػػػا العػػػرب لمحػػػج والمتجارة فمما فشؿ فػي ذلػؾ فشػال ذريعػا فمػ يجػد حػاك االحبػاش عمػى الػيمف وسػيمة اال ىػد بيػت ا الح ار في مكة فسار الى مكة عمى أرس جيش كبير مف االحباش يتقدمي فيؿ ضخ يقػاؿ لػو محمود وعند اقت ارب ابرىة وجنده مف مكة وعنػد تعب ػة جنػده واسػتعداده لػدخوؿ الحػر بعػث ا عمى ابرىة وجنده طي ار كثي ار زمػ ار زمػ ار مػف البحػر تمقػي عمػيي حجػارة مػف سػجيؿ فييػا ىالكيػ فمػ ينجػوا مػني اال القميػؿ ففػػر أبرىػة مػع مػػف بقػي مػف جنػػده منيزمػا الػى الػػيمف بعػد اف اصػيب ببدنػػو وىمػؾ بعػد وصػولو صػنعاء بقميػؿ وبػذلؾ افشػؿ ا تعػالى حممػة أبرىػة وحمػى ا تعػالى بيتػو وبمػده االميف مف طمػع الطػامعيف واعػز مكػة وأىميػا ورىميػة ىػذه الحادثػة ( اصػحاب الفيػؿ ) ومػا تركتػو مػػف أثػػر بميػػغ فػػي نفػػوس اىػػؿ مكػػة ومػػا اسػػػفرت عنػػو مػػف نتػػا ج ميمػػة أدت الػػى رفػػع مكانػػة مكػػػة وقدسػػيتيا بػػيف العػػرب وازدادت ىيبػػة قػػريش ومكانتيػػا بػػيف قبا ػػؿ شػػبو الجزيػػرة العربيػػة ليػػذا صػػور القرف الكري ىذه الحادثة ( اصحاب الفيؿ ) وما حؿ بأبرىة وجنده مف عذاب الي تصوي ار بميغػا فػي ( سورة الفيؿ( وقد اصبحت ىذه الحادثة مبدأ لمتاريخ فأرخ العرب ليذه الحادثة وسمي ىذا العا بعا الفيؿ الموافؽ ) ( وقػػػد اوردت المصػػػادر الميمػػػة مػػػف كتػػػب التفاسػػػير والتػػػأريخ والسػػػير روايػػػات متشػػػابية عػػػف تفاصيؿ ىذه الحادثة وقميال ماتنفرد المصادر في ذكر روايات ل تذكرىا المصادر االخرى 38
ولكػػي تعػػ فا ػػدة ىػػذا البحػػث ويػػزداد االنتفػػاع بػػو ووفقػػا لمػػا اقتضػػتو طبيعػػة ىػػذا البحػػث ومنيجيتػػػو أرتأيػػػت أ ف أجعمػػػو فػػػي أربعػػػة مباحػػػث وخاتمةتضػػػمف المبحػػػث االوؿ ال عالقػػػة مكػػػة مػػػع اليمف والثاني ال عالقة مكة مع الحبشة والثالث ال بناء الق م ي س وموقؼ العػرب منيػا أمػا المبحػث ال اربعال فيو حممة ابرىة عمى مكة ( اسبابيا ونتا جيا ) المبحث اال ل/ عالمة متة مع اليمن: إف العالقات اليمنية الحجازية قديمة جدا ترجع باصوليا الى مرحمة تأريخية أبعد في التأريخ مف مرحمة االحتالؿ الحبشي االوؿ والثاني لميمف وسقوط الدولة الحميرية فػي سػنة ) ( والتػي ترجػع الػى أيػػا الدولػة المعينيػػة ثػ السػػب ية والحميريػة ) ؽ ( الػػذيف أمتػد نفػػوذى إلى شماؿ بالد الحجاز حيث اسسوا لي محطات تجارية عمى طػوؿ الطريػؽ التجػاري فػي معػاف والعال وىذا ما اثبتتو النقوش التي وجدت في ىػذه المنػاطؽ وفػي أيػا ىػذه الػدوؿ ومكػة لػ تكػف سػوى محطػة تمػر بيػا القوافػؿ التجاريػة ) ( ابف ك مػى كػرب بػف زيػد بػف سػيؿ بػف عمػرو وتػذكر الروايػات التأريخيػة أف التبػع تبػاف أسػعد أبػي كػرب الػذي ينتيػي نسػبو الػى يعػرب بػف قحطػاف كػاف قػد عمػر البيػت الحػ ار وكسػاه الوصػا ؿ وىػي ثيػاب حبػرة مػف عصػب الػيمف وجعػؿ ليػا بابػا ي غمػؽ ولػ يكف ي غمؽ قبؿ ذلؾ بعد أف أ ارد ىدمو وتخريبو فصرفو ا تعالى عف ذلؾ ) ( لقد كانت القبا ؿ الجنوبية ىػي أوؿ مػف سػكف مكػة ومػني العمالقػة أو العمػاليؽ ال وىػ الء مػف ) ( القبا ػػؿ العربيػػة البا ػػدة التػػي ترجػػع اصػػوليا الػػى حميػػر المياجرة مف اليمف بعد اف تصدع سد مأرب فييا ) ( بػف عػامر ومػػف ثػػ جػػرى وىػػي مػػف القبا ػػؿ العربيػػة وى مف العرب البا دة ويعود نسبي الى قحطػاف وتػذكر الروايػات اف قبيمػة جػرى اليمانيػة ىػي اقػد القبا ػؿ التػي اقامػت فػي مكػة بعػد اف تفجرت زمز فييا وقد رمبت جرى عمى والية البيت وحك مكة ) ( ) ( وفي عيد قريش وخالؿ واليتي البيت وسيادتي عمى مكة وفي رواية البف حبيػب يػذكر فييػا اف قريش كانوا تجا ار وكانت تجارتي التعدوا مكة إنما يتقد عميي االعاج بالسمع فيشتروف مني ث يبتػػاعوف بيػػني ويبيعػػوف لمػػف حػػولي مػػف العػػرب حتػػى كػػاف عيػػد ابنػػاء عبػػد منػػاؼ بػػف قصػػي بػػف كالب وى ىاش والمطمب وعبد شمس ونوفؿ إذ نجه ى الء في الحصوؿ عمػى موافقػة حكػا بػالد الشػػا والعػػ ارؽ والػػيمف والحبشػػة بالسػػماح لقػػريش بالمتػػاجرة فػػي بالدىػػ وعقػػدوا االيػػالؼ معيػػ وقػػد يكػػوف ذلػػؾ فػػي مطمػػع القػػرف السػػادس المػػيالدي ويرجػػع الفضػػؿ الػػى ىاشػػ بػػف عبػػد منػػاؼ فػػي سػػف رحمتي قريشال رحمة الشتاء الى بالد الشػا ورحمػة الصػيؼ الػى الحبشػة وقيػؿ اف رحمػة الشػتاء الػى اليمف والحبشة والع ارؽ ورحمة الصيؼ الى الشا ) ( وقػػد اشػػار القػػر ف الكػػري الػػى ىػػذه االحػػالؼ التػػي عقػػدتيا قػػريش ايضػػا مػػع القبا ػػؿ واالقػػوا المجاورة والتي كانت تقطف عمػى طريػؽ قوافميػا التجاريػة لكػي تضػمف لنفسػيا االمػف والرفاىيػة وىػي 39
و مػػف الػػنع التػػي انعػػ ا تعػػالى بيػػا عمػػى قػػريش ومػػا كػػانوا يألفونػػو مػػف رحمتػػي الشػػتاء والصػػيؼ ثػػ يرجعوف الى بمدى منيف ) ( وكمػػا جػػاءفييقوله يياوى يي و: إ لإ ي ل لف إ ر ل لش ي 1 إإيف فإ إه ل ل إحلة ل لل ت ءا ل ل لص ي ت } ل ليإ/ ر ل لشي و) 11 ( ف ةي عب د يت ح ب} ه ذ ت ت ب يإت 3 ت } إذي أ طع م ه ءمن ج وع ي آم ن ه ءمن خ و 4 و و }2 لقػد كػاف المطم ػب اكبػر اوالد عبػد منػاؼ قػد اتصػؿ بأقيػاؿ الػيمف الحميػرييف وعقػد معيػ االيػالؼ عمى اف تقو قريش بالمتاجرة في بالدى ويبدو اف اتصاؿ تجارة قريش باليمف كانت قد بػدأت منػذ ذلػؾ الوقػت أي فػي بػدايات القػرف السػادس المػيالدي وبعػد اضػط ارب اروضػاع فػي الػيمف ومػف ثػ سقوط الدولة الحميرية فيو عمى يد االحباش في عا ) ( واشتداد الصػ ارع بػيف الفػرس والػرو وقد أدى ذلؾ الى فقداف اليمف لمركزىا التجاري وبذلؾ تضاءؿ دور تجار الػيمف واكتفػوا بالتجػارة مػع قريش إذ كانوا يبيعوف بضا عي الى تجار مكة اذ قدموا الػى الشػماؿ ) ( أمػا عػف أىػ البضػا ع التػي كػاف يتػاجر بيػا تجػار الػيمف مػع قػريش فيػي الجمػود المذىبػة )االد( التػي كانػت تصػنع فػي الطػا ؼ والػػيمف فضػػال عػػف ذلػػؾ مػػا اشػػتيرت بػػو الػػيمف مػػف أنػػواع الطيػػب والعطػػور والمبػػاف والمػػر والػػالدف ) ( والكافور ومثممػا كانػت لمكػة وكعبتيػا مػف مكانػة ونفػوذ كبيػر بػيف عػرب الشػماؿ كػذلؾ اصػبحت مكانتيػا عظيمة في نفوس عرب الجنوب مف اليمف الذيف فقدوا استقاللي بأحتالؿ االحباش لي لػذلؾ نػرى أف اىؿ اليمف رضبوا حيف جيز ابرىة حاك اليمف الحبشي حممتو لغزو مكة وىد كعبتيا فتصدت لو بعض القبا ؿ اليمانية واشػ ارفيا وىػذا مػاذكره لنػا ابػف ىشػا ) ( فػي روايتػو قػا ال ال فخػرج ربرىػة رجؿ مػف اشػ ارؼ اىػؿ الػيمف وممػوكي يقػاؿ لػو ال ذو نفػر فػدعا قومػو ومػف أجابػو مػف سػا ر العػرب الى حرب أبرىة وجياده عف بيت ا الح ار وما يريد مف ى د مو واخ اربو فأجابو الى ذلؾ مف اجاب ث عرض لو فقاتمو فيز ذو ن ف ر وأصحابو وأخذلو ذو نفر فأتى بو أسي ار وقػػد قامػػت عالقػػات صػػداقة ومػػودة بػػيف زعمػػاء مكػػة ورجػػاالت الػػيمف فتػػذكر لنػػا المصػػادر عػػف صداقة عبد المطمب بف ىاش لذي نفر وعػف صػداقة عبػد المطمػب وبعػض اقيػاؿ الػيمف ووفادتػو ىػو وجمة مف قومو الى قصػر رمػداف فػي صػنعاء لتين ػة سػيؼ بػف ذي يػزف أبػي مػرة بعػد انتصػاره عمػى االحباش وطردى مف اليمف وتنصيبو ممكا عمييا وكاف ابو سيؼ احد مموؾ اليمف وقد أكر سيؼ ) ( بف ذي يزف ىذا الوفد وقد عبد المطمب و ثره عميي جميعا 3:
المبحث الث نأ/ عالمة متة مع الحبشة: كانت شبو الجزيرة العربية تربطيا مع البالد المحيطػة بيػا وشػا ج قويػة واواصػر محكمػة فكانػت أحيانا تنقؿ ىذه الجزيرة الى جا ارتيا بواسطة تجارىا أف اردا وجماعػات محصػوالت بالدىػ ومػا ينقمونػو مف محصػوالت الػبالد االخػرى وأحيانػا اخػرى يفػد شػع ار ىا ور سػاء قبا ميػا واصػحاب الػ أري فييػا الػى مموؾ المناذرة أو الغساسنة أو بالط كسرى أو الحبشة ومصر ) ( ومػػا يعنينػػا فػػي بحثنػػا ىػػذا مػػف ىػػذه البمػػداف بػػالد الحبشػػة وقػػد وصػػفيا اليعقػػوبي مرتبتيا بيف ممالؾ االرض قا ال ال ث المممكة السادسة وىي مممكة النجاشي وىػو بمػد ) ( وصػػنؼ واسػع عظػي الشػأف ومدينػة المممكػة ك عبػر ولػ تػزؿ العػرب تػأتي الييػا لمتجػا ارت وليػ مػدف عظػا وسػاحمي د ىمػؾ أمػػا عػػف بػػدايات العالقػػة بػػيف مكػػة والحبشػػة فأنيػػا تبػػدأ منػػذ خرجػػت مكػػة بتجارتيػػا الػػى المجػػاؿ الخارجي أي في الوقت ذاتو الػذي اتصػؿ فيػو المطمػب بأقيػاؿ الػيمف وعقػد معيػ االيػالؼ لممتػاجرة في ارضي وخرج أخو ىاش عبد شمس بف عبد منػاؼ الػى النجاشػي االكبػر ممػؾ الحبشػة فأخػذ منو كتابا وعيدا لتجارة قريش في ارض الحبشة ويذكر اليعقوبي ) ( ) ( في رواية انفرد بيا ال ولما ىمؾ ىاش بف عبد مناؼ جزعت قريش وخافت اف تغمبيا العرب فخرج عبد شمس الى النجاشي ممؾ الحبشة فجدد بينو وبينو العيد ثػ انصػرؼ فمػ يمبث اف مات بمكة ونستدؿ مف ذلؾ اف خروج عبد شمس ربما كاف لمرتيف مرة في حياة أخيو لعقد االيالؼ وىذا مػا ذكرتػو المصػادر االخػرى ومػرة اخػرى عنػدما ارسػمتو قػريش لتجديػد ىػذا العيػد بعػد وفػاة اخيػو ىاشػ مػػػع نجاشػػػي الحبشػػػة خوفػػػا عمػػػى المكانػػػة التجاريػػػة واالمتيػػػا ازت التػػػي حصػػػمت عمييػػػا قػػػريش بفضػػػؿ االيالؼ الذي عقده اوالد عبد مناؼ مع القبا ؿ العربية والممالؾ المشرفة عمى طرؽ تجارتيا ومنػذ ) ( ذلؾ الوقت اصبحت أرض الحبشة متج ار لقريش يتجروف فيو فيجدوف سعة لمػرزؽ وأمنػا واصػبه تجػار مكػة وسػاداتيا ي فػدوف الحبشػة وتػربطي بنجاشػي الحبشػة وأىميػا صػالت طيبػة وتػذكر بعػض المصادر أف عبد المطمب لما تخاص مع نديمو أمية بػف حػرب تنػاف ار فػي خصػومتيما الػى نجاشػي الحبشػػػة اوال ) ( مصاله الحبشة التجارية ) ( وتػػػورد بعػػػض الروايػػػات اف جماعػػػة مػػػف االحبػػػاش كػػػانوا يقيمػػػوف فػػػي مكػػػة لرعايػػػة لقد كانت تجارة مكة بصورة عامة برية وعمى الرر مف ذلؾ فقد كاف لمكة صالت قوية بالحبشػة عػػف طريػػؽ البحػػر االحمػػر إذ كانػػت الشػػعيبة مينػػاء مكػػة قبػػؿ جػػدة وقيػػؿ اف قػػريش كانػػت تعتمػػد عمػػى سػػفف حبشػػية أو مصػػرية فػػي نقػػؿ تجارتيػػا وانيػػ كػػانوا يركبػػوف سػػفنا حبشػػية عنػػد ذىػػابي الػػى الحبشة ) ( 3;
وتعد الحبشة مصد ار ميما مف مصادر التجارة الشرقية فقد كانت تنػتج البخػور والػالدف واالطيػاب وريػػػش النعػػػا والجمػػػود والتوابػػػؿ وكػػػاف اىػػػؿ الحجػػػاز بزعامػػػة قػػػريش يشػػػتروف السػػػمع مػػػف الحبشػػػة ثػػػ يبيعونيػػا لحسػػابي فػػي اسػػواؽ مصػػر والشػػا ) ( كمػػا كانػػت منطقتيمػػا المصػػدر االوؿ لتجػػارة الرقيػػؽ االسود ويشكؿ ى الء النسبة االكبر مف العبيد في مكػة والتػي كانػت تطمػؽ عمػيي تسػمية االحبػاش نسػبة الػى الحبشػة إذ تمثػؿ مكػة سػوقا ار جػة ليػذه التجػارة الػى جانػب اسػواؽ اخػرى لمعػرب فػي شػبو الجزيػػػػرة العربيػػػػة ) ( وكانػػػػت قػػػػريش تحمػػػػؿ الػػػػى الحبشػػػػة ماتحتػػػػاج اليػػػػو مػػػػف حاصػػػػالت الشػػػػا ومصػنوعاتيا ومػف حاصػالت شػبو الجزيػرة العربيػة نفسػيا وكػاف اعجػب مػا يػأتي النجاشػي مػف مكة اآلد ) ( وتعػػػد الحبشػػػة مػػػف الم اركػػػز التػػػي انبعثػػػت منيػػػا النصػػػ ارنية الػػػى بػػػالد الػػػيمف والحجػػػاز ونجاشػػػي الحبشة كاف نص ارنيا عمى المذىب اليعقوبي ) ( وفػي العصػر المكػي لمػدعوة االسػالمية كانػت مكػة تتمتػع بعالقػات طيبػة ووطيػدة مػع الحبشػة وكػاف تجػار قػريش عمػى صػالت دا مػة معيػا وعمػى معرفػة بأحواليػا إذ كانػت الحبشػة متجػ ار ليػ ولربمػا ليػذه االسػباب وبػوحي مػف ا تعػالى امػر رسػولو الكػري محمػد ( صػمى ا عميػو و لػو وسػم( اصػحابو المسػمميف فػي مكػة بػاليجرة الػى ارض الحبشػة فػ ار ار بػديني مػف الفتنػة والسػيما بعػد تضػييؽ زعماء قػريش عمػيي ومحػاوالتي فتنػة المسػمميف مػف ابنػا ي واخػواني وقبػا مي وقػد اثنػى رسػوؿ ا )صمى ا عميو والو وسم( عمى نجاشي الحبشػة ووصػفو بأنػو حػاك عػادؿ اليظمػ عنػده أحػد وأف ارضو ارض صدؽ فوجد المسمموف في ارض الحبشػة ممجػأ و منػا وحسػف اسػتقباؿ ورعايػة ليػ وىذه كانت اليجرة االولى في االسال وعمى الرر مف العالقات الطيبة بيف الحبشة ومكػة اال اف نجاشػي الحبشػة رفػض مسػاعي وفػد قريش الذي كاف محمال باليدايا في اقناعو بأرجاع المياجريف مف المسمميف الى مكة ) ( المبحث الث لث/ بن ء الق ل ي س م مف العرب منو : أدت مكانة مكػة ومقػا بيتيػا الحػ ار الػى إقامػة بعػض الػبالد العربيػة البعيػدة معابػدا أو بيػوت عرفت ببيوت ا يقصدىا الحجيج في مواس معمومة تشترؾ فييا القبا ؿ البعيدة ومف ىػذه البيػوت عمػى سػػبيؿ المثػػاؿ معبػػد ( المقػػة( لػػو القمػػر اقامػو السػػب يوف فػػي مػػأرب وصػػرواح مػػف أرض الػػيمف وبيت) ار قيصر( في مشارؼ الشا مقصد قبا ؿ ق ضاعة ولخ وجذا وعاممة وأقا أبرىػة الحبشػي بيتا في اليمف ) ( وكػػاف ىػػذا بعػػد االحػػتالؿ الحبشػػي الثػػاني لمػػيمف واسػػقاط الدولػػة الحميريػػة التػػي كانػػت تحكػػ الػػيمف سػػنة ) ( وتػػذكر المصػػادر أف نجاشػػي الحبشػػة ارسػػؿ جيشػػا الػػى الػػيمف بعػػد أف وصػػمو 42
كتاب قيصر الرو يأمره بذلؾ وكػاف تعػداد ىػذا الجػيش سػبعيف الفػا مػف الحبشػة وأمػر عمػيي رجػال مػني يقػاؿ لػو أريػاط ومعػو فػي جنػده ابرىػة ) ( امػا ابػف اسػحاؽ ) ( فيػذكر اف تعػداد ىػذا الجػيش ) ( كاف ستيف الفا وقد يكوف جيش الحبشة كبي ار لكػف الػرواة بػالغوا فػي تعػداده امػا االزرقػي فيػذكر في رواية لو ال لما ظيرت الحبشة عمى ارض اليمف كاف م مكي إلى أرياط وأبرىة وكاف أرياط فوؽ ابرىة فأقػا أريػاط بػاليمف سػنتيف فػي سػمطانة الينازعػو أحػد ثػ نازعػو ابرىػة الحبشػي الم مػؾ بينمػا يذكر ابف اسحاؽ والطبرسي في رواية ينفرداف بيا اف قا د الجيش الحبشي المحتؿ لمػيمف كػاف اسػمو ) ( روزبة لقد استطاع ابرىة بالحيمة والدىاء اف يغدر بأرياط عند مبارزتو بعد اف رفػع اريػاط حربتػو فضػرب بيػا أرس ابرىػة فوقعػت عمػى جبيتػو فشػرمت حاجبػو وعينػو وانفػو وشػفتيو لػذلؾ لقػب ابرىػة باالشر ث استطاع بعد ذلؾ رال ابرىة عتودة مف قتؿ ارياط رػد ار واسػتأثر بعػد ذلػؾ ابرىػة بػف صػباح ابػو يكسػو فػي حكػ الػيمف دوف أذف ممكيػ نجاشػي الحبشػة فغضػب النجاشػي عمػى ابرىػة رضبا شديدا وتوعده بالعقاب لكف ابرىة مرة اخرى نجه بدىا و في استرضػاء والػدخوؿ فػي طاعػة ) ( نجاشي الحبشة وبقا و حاكما عمى اليمف لقد دأب االحباش منذ استيال ي عمى اليمف الػى نشػر الديانػة المسػيحية فييػا ليػذا كػاف بنػاء ) ( ابرىة لكنيستو ( الق م ي س( في صنعاء مف اى اعمالو في اليمف والق م ي س في المغة ال تصغير قمس وىو الحبؿ الضخ المصنوع مف ليؼ أو خوص النخيؿ ) ( وقمس ي قمس قمسا وقمسانا فيو قالس والتقميس ال لبس القمنسوة ال وىي لباس ال أرس مثؿ العمػا وقيػػؿ انيػػا سػػميت بػػالق معيس ررتفػػاع بنايتيػػا ومنػػو القالنػػس النيػػا توضػػع فػػي اعمػػى الػػر وس ويقػػاؿ ) ( تقمػػس الرجػػؿ اذا لػػبس القمنسػػوة وقمػػس طعامػػو إذا أرتفػػع مػػف معدتػػو الػػى فيػػو ويػػذكر االسػػتاذ ) ( جػػورجي زيػػداف اف اسػػ الق مػػعيس ىػػو تحريػػؼ لمكممػػة اليونانيػػة أكميػػ از Ekklessia اي كنيسػػة وتجمع المصادر عمى اف ابرىة قد ع ني راية العناية واجتيد في بناء وتزييف وزخرفة كنيستو القميس التي ل ير مثميا عمى االرض في ذلػؾ الزمػاف وقػد كػاف موقعيػا فػي صػنعاء عمػى بعػد ف ارسػخ مػف قصر الممكة بمقيس والذي فيو اثار ممكي وبمقيس صاحبة الصرح الػذي ذكػره ا تعػالى فػي قصػة سميماف ( عميو السال( في الق ارف الكري وقد نقؿ ابرىة مف ىذا القصػر كػؿ مايحتػاج اليػو مػف حجػر ) ( أو رخا أو لة لمبناء وقد استذؿ بذلؾ اىؿ اليمف وأجيدى بأنواع السخر في ىذا البناء ) ( لقد أورد االزرقي وصفا دقيقا ومفصال عف تصمي القميس وبنا و قا ال ال انو كاف مربعا مسػتوي التربيػع وجعػؿ طولػو فػي السػماء سػتيف ذ ارعػا يصػعد اليػو بػدرج مػف الرخػا وحولػو سػور بينػو وبيف القميس ما تا ذ ارع وكاف لو باب مف النحاس طولو عشر اذرع في اربعة أذرع عرضا وقػد بنيػت ىػذه الكنيسػة بحجػارة اىػؿ الػيمف الجػروب مطابقػة منقوشػة ثػ فصػميا بحجػر مػف الرخػػا المجػػزع االخضػػر واالحمػػر واالبػػيض المنقػػوش بالػػذىب والفضػػة والفسيفسػػاء ونصػػب فييػػا 43
صمبانا مف الذىب والفضة ومنابر مف العاج واالبنوس وحالىا بالذىب والفضة ورصعيا بالجواىر وفييا ياقوتة حم ارء عظيمة وأوقد فييا المندؿ ولطخيا بالمسؾ وجعؿ فييػا قبابػا مػف ذىػب وكػاف السبب و ارء ارتفاع بنيانيا حتى يشرؼ منيا عمى بحر عدف ) ( ولما انتيى أبرىة مف بناء الق م ي س كتب كتابا الى نجاشػي الحبشػة يخبػره بػذلؾ قػا ال ال أنػي قد بنيػت لػؾ اييػا الممػؾ كنيسػة لػ يػبف مثميػا لممػؾ كػاف قبمػؾ ولسػت بمنتػو حتػى أصػرؼ الييػا حػاج العرب ) ( ومػػف الممفػػت لمنظػػر اف كتػػاب السػػير باسػػتثناء ابػػف ىشػػا ) ( لػػ يػػذكروا نػػص رسػػالة ابرىػػة لنجاشي الحبشة وقد اكتفوا بالقوؿ ال أف ابرىة بعد انتيا و مف بناء الق م ي س أمر اىػؿ مممكتػو بػالحج الييا يضاىيبذلؾ البيت الح ار وقػػد يكػػوف الطبػػري قػػد ) ( عمما اف ابف ىشا ل يذكر مصدر روايتو تمػؾ وكػذلؾ الطبػري نقميػػا عػػف ابػػف ىشػػا ولربمػػا كػػاف و ارء بنػػاء ابرىػػة لكنيسػػتو القمػػيس دوافػػع واسػػباب عديػػدة نسػػتنتجيا مػػف خػػالؿ ق ارءتنػػا المتمعنػػة لمروايػػات والنصػػوص التػػي ذكرناىػػا فػػي ىػػذا البحػػث ولعػػؿ ابرزىػػا سػػعة طمػػوح ابرىػػة فػػي السػػيطرة والنفػػوذ ال يثنيػػو فػػي ذلػػؾ نػػوع الوسػػيمة فػػي الوصوؿ لتحقيػؽ طموحاتػو واىدافػو كمػا فػي قصػة قتمػو اريػاط ووصػولو الػى حكػ الػيمف إذا كػاف بنا ػػو لمقمػػيس حسػػب مػػا اورده فػػي كتابػػو لنجاشػػي الحبشػػة ليضػػاىي بيػػا مكػػة وبيتيػػا الحػػ ار ليػػذا حػرص عمػى اف تكػوف كنيسػتو فػي صػنعاء رايػة الفخامػة والروعػة لكػي يجمػب الييػا العػرب لمحػػج والمتاجرة وىذا ماسنوضحو في المبحث ال اربع وقد يكوف الدافع االخر مف و ارء بناء ابرىػة لمق م ػي س ىػو لنيػؿ رضػا واستحسػاف ممكػو نجاشػي الحبشة وىذا ما نستدؿ عميو مف كتاب ابرىة لمنجاشي الق م ػي س والتػي وزخرفتيا ) ( وقػػد يكػػوف طمػػوح ابرىػػة فػػي الوصػػوؿ الػػى المجػػد والشػػيرة أحػػد االسػػباب الميمػػة و ارء بنا ػػو عػدىا الم رخػوف أىػ اعمالػو فػي الػيمف ليػذا نػ اره قػد بػالغ واجتيػد فػي العنايػة ببنا يػا اما عف موقؼ العرب مف بناء ابرىػة لكنيسػتو الق م ػي س فػي صػنعاء ومحاولتػو اف يجمػب الييػا حجيج العرب لمحج ( والمتاجرة( اذ تسوؽ لنا الروايات حادثة نستطيع اف نسػتطمع مػف خالليػا ردة فعػؿ العػرب ومػوقفي مػف الق م ػي س فبعػد اف سػمع العػرب مػا جػاء فػي كتػاب ابرىػة لنجاشػي الحبشػة وتحدثوا بو كب ػر عمػيي ذلػؾ وفػي روايػة البػف ىشػا * رجؿ مف النسأة ) ( نقػال عػف ابػف اسػحاؽ قػاؿ فييػا ال رضػب أحد بني فقي بف عدي بػف عػامر والػذي ينتيػي نسػبو الػى كنانػة فخػرج حتػى أتػى الق م ي س فقعد فييا ال أي احدث فييا ث خرج فمحؽ بأرضو ولعػؿ فػي ىػذه الروايػة ردا حاسػما نسػتدؿ مػف خاللػو عمػى موقػؼ العػرب مػف الق م ػي س وفشػؿ ابرىة في محاولتو جعؿ كنيستو بديال ومنافسا لبيت ا الحػ ار فػي مكػة وعػف مػدى احتقػار العػرب 44
ليا رنيا ليسػت أ ىػؿ لتمػؾ المنافسػة وىػذا مػا ستوضػحو ايضػا فػي المبحػث ال اربػع فمػ يجػد ابرىػة حاك اليمف مف قبؿ االحباش وسيمة أمامو اال ىد بيت ا الح ار المبحث ال اربع/ حملة ابرهة على متة اكب بو نب ئجو : وتذكر لنػا المصػادر اف ابرىػة لمػا ب مػغ بمػا صػنع الرجػؿ الكنػاني مػف بنػي فقػي فػي احداثػو وتدنيسو الق م ي س رضب رضبا شديدا وقاؿ مف صػنع ىػذاف فقيػؿ صػنعو رجػؿ مػف اىػؿ ىػذا البيػت الػذي تحػج العػرب اليػو بمكػة لمػا سػمع مػف قولػؾ ال اصػرؼ اليػو حػاج العػرب أي انيػا ليسػت لػذلؾ أىؿ فأقس ابرىة ليسيرف الى البيت فييدمو ) ( وجيز ابرىة جيشا كبي ار مف االحباش ومف تبعو مف اىؿ اليمف وىػ قبا ػؿ عػؾ واالشػعريوف ) ( ) ( وخػػثع ويػػذكر ابػػف كثيػػر فػػي روايػػة لػػو ال اف ابرىػػة لمػػا سػػار الػػى مكػػة فػػي جػػيش كثيػػؼ استصحب معو فيال عظيما كبير الجثة ل ير مثمو ويقاؿ لو محمود ابيض الموف كاف قد بعثو اليو النجاشي ممؾ الحبشة لييػد بػو الكعبػة بػأف يجعػؿ السالسػؿ فػي االركػاف وتوضػع فػي عنػؽ الفيػؿ ثػ يزجر ليمقى الحا ط جممة واحدة امػػا المػػ رخ ابػػف االثيػػر فيػػذكر انػػو كػػاف مػػع جػػيش ابرىػػة ثالثػػة عشػػر فػػيال وىػػي تتبػػع الفيػػؿ محمود وقيؿ ثمانية فقط وقيؿ اثنا عشر فيال أما عف موقؼ ) ( العرب مف حممة ابرىة الحبشي عندما سمعت بمسيرتو الى مكة ليد الكعبػة إذ تذكر المصادر التاريخية وكتب التفاسير والسير ال ولمػا سػمعت بػذلؾ العػرب فأعضػموه وفظعػوا بو و أروا جياده حقا عميي ) ( فخرج عمى ابرىة رجؿ مف أش ارؼ اليمف وقيؿ مف مموكي يدعى ذو نفػػر فػػدعا قومػػو مػػف العػػرب لقتػػاؿ ابرىػػة ومػػف معػػو فقػػاتمي فيزمػػو ابرىػػة وأخػػذه أسػػي ار ) ( ثػػ تػػابع االحبػاش المسػير نحػو مكػة حتػى اذا كػانوا بػارض خػثع خػرج عمػيي ن ف يػؿ بػف حبيػب الخثعمػي فػي قبا ؿ خثع شي ارف وناىس ومف تبعو مف قبا ؿ العرب فقاتمي ثػ ى ػز ووقػع فػي االسػر فممػا ىػ ابرىة بقتمو طمب مف ابرىة بعد قتمو وتعيد لو بأف يكوف دليمو في ارض العرب وبالسمع والطاعة ىو وقومو فخمى سبيمو فسار ابرىة حتى مر عمى الطا ؼ فخرج اليو أىميا ثقيؼ فصانعوه خوفا عمػى بيػت ليػتي الػذي يسػمونو الػالت فتجػاوز عػني وقيػؿ انػو أكػرمي وبعثػوا معػو رجػؿ يدل ػو عمى الطريؽ يقاؿ لو ابو رراؿ فنزلوا فػي المغمػس ) ( فرجمت العرب قبره بعد ذلؾ ** حيػث ىمػؾ ابػو ررػاؿ فػي ذلػؾ الموضػع أمػػا عػػف االسػػباب والػػدوافع التػػي كانػػت و ارء حممػػة ابرىػػة الػػى مكػػة ليػػد بيتيػػا الحػػ ار والتػػي نستطيع اف نستنتجيا مف د ارسة المصادر والروايات التي ذكرناىػا فػي ىػذا الد ارسػة وقػد يكػوف اوؿ ىذه االسباب والدوافع ىو السبب أو الدافع االقتصادي المػرتبط بالػدافع الػديني ذ إذ أف االحبػاش فػي 45
احػتاللي لمػيمف كػانوا يمفنػوف انفسػي بػأف يمعبػوا دو ار كبيػ ار فػي التجػارة لكػني لػ يسػتطيعوا أف يقومػوا بػذلؾذ رف التجػارة اصػبه نقميػا يػت عمػى ايػدي التجػار المكيػيف الػذيف اصػبحوا الوسػطاء المسػيطريف عمػى قوافػؿ التجػارة الخارجيػة واضػؼ الػى ذلػؾ مػا كػاف يكفمػو ليػ وجػود بيػت ا الحػ ار فػي مكػة واالشػير الحػر التػي حػر ا القتػاؿ فييػا فيػأمف النػاس فييػا وينصػرفوا فييػا لقضػاء حػوا جي ولمحػج والمتػاجرة فػي مكػة اذ تقػا االسػواؽ فػي موسػ الحػج فػي منطقػة مكػة ونحػف فػي ىػذا الػ أري مػع الدكتور احمد ابػ ارىي الشػريؼ ) ( فضػال عػف ذلػؾ مػا وفرتػو االيػالؼ التػي عقػدىا ابنػاء عبػد منػاؼ لقػػريش مػػع القبا ػػؿ والػػدوؿ التػػي تقطػػف عمػػى طريػػؽ تجارتيػػا لتػػأميف ذلػػؾ مػػف أمػػف وسػػالمة قػػوافمي التجارية والمتاجرة مع ىذه الدوؿ وكؿ ذلؾ مكف مكة مف السيطرة عمى تجػارة شػبو الجزيػرة العربيػة الداخمية إما العامؿ أو الدافع الػديني الػذي تجسػد بقيػا الػرو وحمفػا ي االحبػاش فػي أدخػاؿ ونشػر الديانة المسيحية الى الػيمف وشػبو الجزيػرة العربيػة بواسػطة الرىبػاف اليعاقبػة الػذيف جػاءوا مػف الحبشػة ووفػػود المبشػػريف النسػػاطرة مػػف الحيػػرة والشػػا إذ قػػا ىػػ الء المبشػػريف والرىبػػاف ببنػػاء الكنػػا س فػػي اليمف لذلؾ دأب االحباش منذ احتاللي اليمف عمى نشر المسيحية فييا ليذا نرى اف حػاك الػيمف الحبشي ابرىة ا ارد اف ينافس مكة في مكانتيا الدينية والتجارية لعمو بذلؾ ينتػزع منيػا سػيطرتيا عمػى التجػارة الداخميػة ليػذا نػ اره اقػد عمػى بنػاء كنيسػتو الق م ػي س فػي صػنعاء والػذي حػرص عمػى اف تكػوف راية في الفخامة والروعة ليجمب الييا العرب لمحج والمتاجرة ) ( و راب عػف بػاؿ ابرىػة اف الغالبيػة العظمى مف قبا ؿ شبو الجزيرة العربية ىي وثنية تعبد االصػنا واالوثػاف التػي مقرىػا بيػت ا الحػ ار فػػي مكػػة وعػػف مػػدى تعمقيػػ وتمسػػكي بعبادتيػػا فيػػي تمثػػؿ ديػػني وديػػف ابػػا ي واجػػدادى وعػػف مػػا تتمتػػع بػػو مكػػة وكعبتيػػا مػػف قدسػػية ومكانػػة عظيمػػة فػػي نفػػوس العػػرب فيػػي قبمػػة حجيػػ وتجػػارتي يفدونيا في كؿ عا في االشير الحر التي حر ا فييا القتاؿ والكعبة ىي البيت الذي بناه ابػيي اب ارىي واسماعيؿ المذاف ي رد العرب انسػابي الييمػا فممػا أرى العػرب ال تتجػو إال الػى البيػت العتيػؽ فػػي مكػػة وأىػػؿ الػػيمف يػػدعوف البيػػت الػػذي بنػػى واليعتبػػروف حجيػػ مقبػػوال اال بمكػػة الحاك الحبشي عمى ) ( فمػػ يجػػد اليمف وسيمة اال القيا بالصدا المباشػر مػع مكػة وذلػؾ بأرسػالو حممػة عسػكرية الى مكػة ليػد بيتيػا الحػ ار فتسػقط بػذلؾ مكانتيػا وىيبتيػا الدينيػة فػي نفػوس العػرب ومػف ثػ السػيطرة عمى ىذه المحطة التجارية الميمة في طرؽ التجارة الدولية والتجارة الداخمية في شبو الجزيرة العربيػة - ولعػػؿ السػػبب أو الػػدافع السياسػػي ىػػو الػػدافع االسػػاس الػػذي كػػاف و ارء حممػػة ابرىػػة الػػى مكػػة فطبيعػػػة النػػػ ازع أو الصػػػ ارع الػػػذي نشػػػب بػػػيف ابرىػػػة ومكػػػة ىػػػو صػػػ ارع ذو طبيعػػػة سياسػػػية ولػػػو اف الروايػػات االخباريػػة لكتػػاب التػػاريخ والسػػير تحػػاوؿ اف ت عطػػي انطباعػػا واطػػا ار دينيػػا ليػػذا الصػػ ارع فػػالرو وىػػ الطػػرؼ الخفػػي الػػذي حػػث ابرىػػة عمػػى السػػير الػػى مكػػة واحتالليػػا ليسػػيؿ بػػذلؾ اتصػػاؿ 46
الحبشة عبر الطريؽ البري المػار بمكػة بحميفتيػا بيزنطػة التػي كانػت تسػيطر عمػى بػالد الشػا وبػذلؾ يت لي السيطرة عمى الجزء الغربي مف شبو الجزيرة العربية فيأمنوف بذلؾ عمى مصالحي الداخمية ويوجيػػوف بػػذلؾ ضػػربة كبيػػرة ال عػػدا ي الساسػػانييف وحمفػػا ي فػػي المنطقػػة ونحػػف بيػػذا الػػ أري مػػع الػػدكتور احمػػد الشػػريؼ والػػدكتور جػػواد عمػػي ) ( ودليػػؿ ذلػػؾ ماذكرتػػو لنػػا الروايػػات مػػف اف احػػتالؿ االحباش لمػيمف كػاف بأيعػاز مػف قيصػر الػرو تحػت ذريعػة اسػتنجاد رجػؿ نصػ ارني مػف مدينػة نجػ ارف في اليمف بقيصر الرو عمى ممػؾ حميػر ذي نػو اس والمعػروؼ بػأبي زرعػة إذ تػذكر بعػض الروايػات أنو تيود وتسمى بيوسؼ والبعض االخر يذكر انو كاف وثنيا وما صنعو ىو وجنده بأىؿ نج ارف التي كانت اكبر م اركز المسيحية في اليمف مف قتؿ وتحريؽ فحفر لي أخاديد لحرقي فييا وحرؽ انجيمي ليػردى عػف ديػني وقػد ورد ذكػر ىػذه الحادثػة فػي القػرف الكػري وكمػا جػاء فػي قولػو تعػالى ق ت ػؿ أ ص ػح اب ار خ ػد ود الن ػار ذ ات ال و ق ػود إ ذ ى ػ ع م ي ي ػا ق ع ػود و ى ػ ع م ػى م ػا ي ف ع م ػوف ب ػال م م ن يف ) ( ش ي ود فكتب قيصر الرو الى ممؾ الحبشة يػأمره بنصػرة ىػذا الرجػؿ وطمػب ثػأره رف االحبػاش ىػػ أقػػرب الػػى الػػيمف مػػف بػػالد الػػرو فأرسػػؿ نجاشػػي الحبشػػة جيشػػا بقيػػادة اريػػاط وفػػي جنػػده ابرىػػة فأحتػػػؿ الػػػيمف واسػػػقط حكػػػ ذو نػػػواس وخػػػرب ثمػػػث الػػػبالد وقتػػػؿ ثمػػػث رجػػػالي وسػػػبى ثمػػػث نسػػػا ي ) ( وابنا ي - ولعػؿ السػبب او الػدافع االخػر الػذي يتعمػؽ بالػدافع االقتصػادي )التجػارة(وطرؽ التجػارة الدوليػة ضعؼ دور اليمف بسبب الن ازعات الداخمية ومف ث احتالؿ االحباش لمػيمف وسػقوط الدولػة الحميريػة ومف ث االحتالؿ الفارسي لميمف اضػؼ الػى ذلػؾ الصػ ارع والحػروب المسػتمرة مػا بػيف الفػرس والػرو الػذي أدى الػى رمػؽ طريػؽ التجػارة الشػرقي المػار بػالع ارؽ والشػا امػا الطريػؽ البحػري عبػر البحػر االحمػػر فقػػد خػػال مػػف سػػفف الػػرو فأصػػبه ميػػداف لمق ارصػػنة مػػع صػػعوبة المالحػػة فيػػو بسػػبب الريػػاح الشػمالية ولوجػود الشػػعب المرجانيػة فمػ يبػػؽ طريقػا مفتوحػػا امػا التجػارة العالميػػة اال طريػؽ تيامػػة والحجاز ) ( -أمػا السػبب االخػر والمباشػر أو الذريعػة لحممػة ابرىػة عمػى مكػة ىػو احػداث الكنػاني فػي الق م ػي س وتدنيسيا ببعض القاذو ارت ونعود الى مسيرة حممة اصحاب الفيؿ الى مكة فمما نزؿ ابرىة في )المغمػس( بعػث طا فػة مػف جنده بقيادة رجؿ مف الحبشة يقاؿ لو االسود بف مقصود ويعتبر ى الء مقدمات وطال ع جيش ابرىػة فسػاقوا اليػو امػواؿ اىػػؿ مكػة مػف ابػػؿ وخيػؿ ويقػاؿ أنيػػا كانػت ترعػى بػػذي المجػاز واصػاب مػػا تي بعير لعبد المطمب بف ىاش بف عبد مناؼ وىو يوم ذ كبير قريش وسيدىا ) ( وتػذكر لنػا الروايػات ال اف قػريش وكنانػة وىػذيؿ ومػف كػاف بػذلؾ الحػر ىمػوا بقتػاؿ ابرىػة لكػػني عرفػػوا أنيػػ ال طاقػػة ليػػ بػػو فتركػػوا ذلػػؾ ) ( ونحػػف مػػع تػػرجيه ىػػذه الروايػػة فمػػيس مػػف 47
المعقػوؿ اف تغػزى مكػة وتنتيػؾ حرمتيػا ويعتػدى عمييػا وىػي الت ح ػرؾ سػاكنا وذلػؾ ممػا يػ ثر سػمبا عمػى مكانتيػا وىيبتيػا بػيف قبا ػؿ شػبو الجزيػرة العربيػة فمكػة بمػدة فييػا رجػاؿ أكفػاء متمرسػيف عمػى القتاؿ وليا تنظيماتيػا العسػكرية منػذ عيػد قصػي بػف كػالب ودليػؿ ذلػؾ مػا اثبتػوه مػف كفػاءة وقيػادة في معاركي مع المسمميف بعد قيا دولة المدينة في يثرب ولربمػا أف أىػؿ مكػة لمػا اسػتطمعوا وتبينػوا اف جيش ابرىة يفوقي كثي ار في العدة والعػدد اضػؼ الػى ذلػؾ مػا سػمعوه مػف اخبػار عػف فشػؿ كػؿ محػػاوالت القبا ػػؿ العربيػػة لمتصػػدي لػػو لػػذلؾ تركػػت قػػريش وحمفا ىػػا قتالػػو وتػػذكر لنػػا المصػػادر اف ابرىة قد بعث رجال مف رجالو ي دعى ح ن اطة الحميػري سػأؿ عػف سػيد مكػة وشػريفيا فػذىبوا بػو الػى عبد المطمب بف ىاش بف عبد مناؼ فأبمغو رسالة ابرىة ال انو ل يأت لحرب وانمػا جػاء ليػد البيػت فإف ل تحاربو مكة فال حاجة بو لدماء اىميا فذىب معو عبد المطمب وبعض ابنا و وبعض مف زعماء مكة لمقابمة ابرىة فمما أرى ابرىة عبد المطمب أجمو وأكر وفادتو وسألو عف حاجتو فأجاب عبػػد المطمػػب أف يػػرد عميػػو أبمػػو فتعجػػب مػػف ذلػػؾ ابرىػػة وقػػاؿ ال أنػػا رب ىػػذه االبػػؿ ولمبيػػت رب ) ( يمنعو وتورد بعض المصادر اف مف الذيف ذىبوا مع عبد المطمب لمقابمة ابرىة سػيد بنػي بكػر يعمػػر بػػف نفاثػػة بػػف عػػدي وسػػيد تيامة عمى اف يرجع عف ىد البيت فأبى عميي ذلؾ ىػػذيؿ خويمػػد بػػف وا مػػة اليػػذلي فعرضػػوا عمػػى ابرىػػة ثمػػث أمػػواؿ ) ( ومػػف المالحػػظ اف المصػػادر التػػي نقمػػت لنػػا ىػػذه الروايػػة كانػػت قػػد نقمتيػػا بتعبيػػر يدعولمشػػؾ عمى انيا م ازع لػبعض أىػؿ العمػ وا اعمػ بيػا دوف أف يػذكروا اسػنادىا أو التعميػؽ عمييػا ممػا يدعونا الى االعتقاد اف اصحاب ىػذه الروايػة لربمػا اعتمػدوا عمػى المصػدر نفسػو فػي نقػؿ الروايػة أو اني تناقموىا بعضي عف بعض والنعم السبب الحقيقي و ارء ذلؾ مع اف احداث ىذه الرواية والرواية التػػي بعػػدىا ممكػػف اف تكػػوف كنتيجػػة الحػػداث الروايػػة التػػي سػػبقتيا فمربمػػا أف قػػريش وحمفاءىػػا لمػػا ىموا بقتاؿ ابرىة وادركوا اف الطاقة لي بذلؾ فمربما اتخذوا طريؽ السم والمفاوضة لعػؿ ذلػؾ يجػدي نفعػا لحمايػة حرمػة مكػة وسػالمتيا وحفػظ ىيبتيػا فػي نفػوس قبا ػؿ شػبو الجزيػرة العربيػة فممػا فشػموا بذلؾ عاد عبد المطمب الى مكة ث قا ومعو نفر مػف قػريش يػدعوف ا ويستنصػرونو عمػى ابرىػة وجنده ث امسؾ عبد المطمب بحمقة باب الكعبة وقاؿ ال الجػػيش يارب ال أرجو لي سواكا الى اف الع ب د ي منع رحمو اف عدو البيت مف عاداكا يارب فامنع مني حماكا فامنع مني حماكػػػا امنعي اف يخربوا فناكا ) ( ) ( ثػ نصػه قػريش بػالخروج مػف مكػة والتحصػف فػي ر وس الجبػاؿ واروديػة خوفػا عمػيي مػف معػرة ينتظػػروف مػػػا ابرىػػة فاعػػؿ بمكػػػة اذا دخميػػا النيػػ الطاقػػػة ليػػ بقتالػػو واف لمبيػػػت رب 48
يحميػػػو إذ كػػػاف مػػػف عػػػادات اىػػػؿ مكػػػة اذا داىمػػػتي االخطػػػار اعتصػػػموا بػػػر وس الجبػػػاؿ وذلػػػؾ الفتقػار مكػػة الػػى وجػود ارطػػا والحصػػوف ورف مػف الخطػػأ مقاومػػة وقتػاؿ االعػػداء فػػي وادي مكػػة الضػيؽ المحصػور بػيف سالسػؿ الجبػاؿ ولكػف يمكػني االشػ ارؼ منيػا عمػى الػدروب والطػرؽ وبػذلؾ يصعب عمى مف يطمع بمكة الوصوؿ اليي فيضطر الى الت ارجع عني ث اف مف الممكف مبارتػة الجيش المياج وان ازؿ الخسا ر فيو فضال عف ذلؾ اف مكة حر امف حػر ا تعػالى القتػاؿ فيػو ليذا نرى اف القػادميف االوا ػؿ مػف جػرى الػى مكػة قػد سػكنوا المنػاطؽ المرتفعػة المحيطػة بػوادي مكػة ول يسكنوا البطاح المحيطة بالحر وفػػي روايػػة لميعقػػوبي ) ( ) ( اليغادر مجمسو المعتاد في فناء الكعبة يػػذكر فييػػا ال اف عبػػد المطمػػب قػػد بقػػى فػػي الحػػر وقػػد اقسػػ اف وتػػورد اكثػػر المصػػادر روايػػة تػػذكر فييػػا ال فممػػا اصػػبه ابرىػػة تييػػأ لػػدخوؿ مكػػة وىيػػأ فيمػػو محمػود ليػد البيػػت ثػ االنصػػ ارؼ الػى الػػيمف فممػا وجيػػوا الفيػؿ محمػػود الػى مكػػة لػدخوؿ الحػػر ربػػػض الػػػى االرض ولػػػز موضػػػعو اليتحػػػرؾ فضػػػربوه فتمػػػرغ فػػػي االرض ثػػػ ضػػػربوا أرسػػػو فػػػأبى اف يتحرؾ فم ي ازلوا عمى ذلؾ حتى ادموه فوجيوه ارجعا الػى الػيمف فقػا ييػروؿ ووجيػوه الػى الشػا ثػ المشرؽ ففعؿ مثؿ ذلؾ ووجيوه الى مكة مرة اخرى فأبى أف يتحرؾ ول ي ازلوا عمػى ذلػؾ االمػر حتػى ادركي الصبه اي عند شروؽ الشمس ) ( وتجمػػع المصػػادر التاريخيػػة وكتػػب التفاسػػير والسػػير فػػي نقػػؿ روايػػات متشػػابية تػػذكر فييػػا ال وعند الصباح أرسؿ ا تعالى عمى جند ابرىة ( اصحاب الفيػؿ ) طيػ ار أبابيػؿ ال اي كثيػرة زمػ ار زمػ ار متتابعة مف البحر مع كؿ طا ر منيا ثالثػة احجػار يحمميػا حجػر فػي منقػاره وحجػ ارف فػي رجميػو أمثػػاؿ الحمػػص والعػػدس الت صػػب مػػني أحػػدا إال ىمػػؾ ولػػيس كميػػ اصػػابت وخرجػػوا ىػػاربيف يبتدروف الطريؽ الذي منو جاءوا ) ( لكف الروايات اختمفت في ذكر صفات تمؾ الطيور فمػني مػف قػاؿ ىػي مثػؿ الطيػر لػ ت ػر قبمي ول ت ر بعدى وقيؿ امثاؿ الخطاطيؼ والبمساف ونحوىما وىما نوعاف مف الطير والخطاطيؼ جمع خطاؼ ال وىو طا ر اسود يقػاؿ لػو زوار الينػد وتػدعوه العامػة عصػفور الجنػة والبمسػاف ال يظػف ) ( انيا الز ارزير وزعموا أف ليا اكؼ كأكؼ الكالب وليا انياب كأنياب السباع وقيؿ ىي طيور سود بحرية وقيؿ خ ضر مناقارىا ص غر وقيؿ بيض ويػذكر الطبػري ) ( ) ( ىو موضع قرب مكة يسمى بػ ( نخمة اليمانية ) اف الموضػع الػذي كػاف فيػو جػيش ابرىػة عنػدما أرسػؿ ا الطيػر عمػيي لقد كاف لحممة ابرىة عمى مكة اىمية كبيرة إذ تركت اث ار بميغا فػي نفػوس اىػؿ مكػة وقػد ذكر ا تعالى ىذه الحادثة في الق ارف الكري مذك ار قريش بيذه الحممة ( اصحاب الفيؿ ) وقػد صػور 49
ا تعالى ما كاف مف أرتدادى وما حؿ بي مف نكبة قبؿ البعثة النبوية تصوي ار بميغا وكما جاء في قولػػو تعػػالىال أ ل ػػ ت ػػر ك ي ػػؼ ف ع ػػؿ ر فبػػؾ ب أ ص ػػح اب ال ف يػػ ؿ أ ل ػػ ي ج ع ػػؿ ك ي ػػد ى ف ػػي ت ض ػػم يؿ و أ ر س ػػؿ ) ( ع م ي ي ط ي ر ا أ ب اب يؿ ت ر م يي ب ح ج ار ة عمف س عجيؿ ف ج ع م ي ك ع ص ؼ م أ ك وؿ والسجيؿ ال ىو الطيف الشديد الصػمب كػاالجر وىمػا كممتػاف فػي االصػؿ فارسػية جعمتيمػا العػرب كممػة واحػدة ىماسػنج أي الحجػر والجػؿ ال الطػيف وقيػؿ السػجيف ىػي النػار وقػد شػبو سػبحانو وتعػػػالى اصػػػحاب الفيػػػؿ بعػػػد سػػػقوط الحجػػػارة عمػػػيي مثػػػؿ القشػػػر الخػػػارجي الػػػذي يكػػػوف عمػػػى حػػػب الحنطة أو التبف الذي أكمتو الدواب ف ارثتو فيبس وتفرقت اج از ه ) ( وفي رواية لمطبرسي وكاف اليحؾ االنساف مني جمدا إال تساقط لحمو ) ( قاؿ فييا ال أف ما أحد مني سقطت عميو الحجارة اال أخذتو الحكػة وتذكر الروايات ال اف اصػحاب ابرىػة لمػا اصػابي العػذاب مػني مػف ىمػؾ سػريعا ومػني مػف جعؿ يتساقط انممو انممو ومني ابرىة وقد فر مف نجا مني ىاربػا الػى الػيمف ومعيػ ابرىػة حتػى قػػدموا بػػو صػػنعاء فيمػػؾ بعػػد ذلػػؾ بقميػػؿ ) ( وتػػذكر المصػػادر اف ىنػػاؾ عالقػػة بػػيف مػػا أصػػاب جيش ابرىة بسبب ىذه الحجارة وبيف وباء الحصبة والجدري الذي ع رؼ روؿ مػرة فػي أرض العػرب في عا الفيؿ ) ( ويذكر الطبرسي ) ( في تفسيره لسورة قريش وابف كثير ) ( فػي تفسػيره لسػورة الفيػؿ أف مػف نع ا تعالى عمى قريش باالضافة الى رحمة الشتاء والصيؼ فيمػا صػرؼ عػني اصػحاب الفيػؿ الػػذيف عزمػػوا عمػػى ىػػد الكعبػػة ومحػػوا أثرىػػا فأبػػادى ا وخيػػب سػػعيي وأضػػؿ عمميػػ حتػػى تعػػود قػػريش الػػى مكػػة ويقيمػػوا بيػػا ويتػػملفوا ومػػف المالحػػظ عنػػد د ارسػػة المصػػادر التػػي ذكػػرت حادثػػة الفيػػؿ وأوردت تفاصيميا مف كتب التفاسير والتاريخ والسير وىو ذلؾ النشابو والتطابؽ احيانا في ذكر تمؾ االحداث الميمة ولعؿ السبب في ذلؾ يعود الى استخدامي الروايات نفسيا ونسػتطيع اف نتبػيف ذلػؾ مػػػف خػػػالؿ تتبعنػػػا لسمسػػػة الػػػرواة والمحػػػدثيف أو لربمػػػا اف اصػػػحاب تمػػػؾ المصػػػادر قػػػد تناقموىػػػا عػػػف بعضػي الػبعض ليػذا قمػيال مػا نػرى اف بعػض المصػادر تنفػرد فػي ذكػر روايػة مختمفػة فػي ذكػر تمػؾ االحداث وقد جاءت تمؾ الروايات كتفصيؿ وتفسير وتوضيه ما اجممو الق ارف الكري أما عف اىمية حممة ابرىة ( اصحاب الفيؿ( واى نتا جيا ال- لحممة ابرىة اىمية كبيرة ( اصحاب الفيؿ ) وذلؾ لما تركتػو مػف أثػر بميػغ فػي نفػوس اىػؿ مكػة ولذلؾ جاء ذكرىا في القر ف الكري تذكي ار منو تعالى بنعمو عمى قريش - لقػد انتيػت حممػة ابرىػة بالفشػؿ الػذريع فعػاد منيزمػا ىػو ومػف بقػي معػو مػف جنػده ىػاربيف الػى اليمف وىمؾ بعد وصولي الى اليمف فم مؾ بعده أبنو يكسو ث بعده اخوه مسروؽ بف ابرىة فػي حكػ اليمف وقد أتبع االثناف سياسة البطش والظم واستذالؿ اىؿ اليمف مما ادى الى نفور اىؿ اليمف مػف 4:
حكػ االحبػاش فتطمعػوا لمتحػرر فككػاف ذلػؾ عمػى يػد سػيؼ بػف ذي يػزف الحميػري بعػد اف اسػتعاف بالفرس لطرد االحباش مف اليمف ) ( -أف فشػػؿ حممػػة ابرىػػة يعػػد مػػف العوامػػؿ الميمػػة التػػي وطػػدت لمكػػة مركزىػػا الػػديني و ازد مػػف ىيبتيا ومكانتيا ودورىا الفاعؿ بيف قبا ؿ شبو الجزيرة العربية الذي بدوره عزز مكانتيا التجارية إذ يػذكر ابػػف ىشػػا ) ( فػي روايػػة لػػو ال فممػػا رد ا الحبشػة عػػف مكػػة وأصػػابي بمػا اصػػابي بػػو مػػف النقمة اعظمت العرب قريشا وقالوا ال ى أىؿ ا قاتؿ ا عني وكفاى ا م نة عدو ى وقػالوا في ذلؾ اشعا ار -والىميػػة حممػػة ( اصػػحاب الفيػػؿ ) واثرىػػا الكبيػػر فػػي نفػػوس اىػػؿ مكػػة بصػػفة خاصػػة والعػػرب بصفة عامػة اصػبحت ىػذه الحادثػة مبػدءا لمتػاريخ يػ ر خ بػو العػرب احػداثي الميمػة وسػمي ذلػؾ العػػا بعػػا الفيػػؿ ) ( الموافػػؽ لميػػو االوؿ مػػف محػػر سػػنة اثنتػػيف وثمػػانيف وثمانما ػػة سػػنة مػػف تاريخ ذي القرنيف وقيؿ في ثالث عشػرة ليمػة بقيػت مػف محػر وقيػؿ فػي النصػؼ مػف محػر وتػذكر الروايات اف رسوؿ ا )صمى ا عميو والو وسم( ولد الثني عشر ليمػة مضػت مػف ربيػع االوؿ مػف ىذا العا ويذكر اف ابناء اسماعيؿ واب ارىي كانوا ي رخوف مف بناء الكعبة فم يزلوا عمى ذلؾ حتى كانػػػت حادثػػػة الفيػػػؿ فػػػأرخوا مػػػف عػػػا الفيػػػؿ وكػػػاف سػػػا ر العػػػرب ي رخػػػوف بأيػػػامي المػػػذكورة وكػػػاف النصارى ي رخوف بعيد االسكندر ذي القرنيف وأما الفرس فأني كانوا ي رخوف بمموكي ) ( -وتذكر الروايات ال انو لما ىمؾ مف ىمؾ مف اصحاب الفيػؿ وفػر مػف فػر مػني نزلػت قػريش مػف الجباؿ التي كانت تتحرزفييػا ودخمػت معسػكر أبرىػة وجنػده ورنمػت مػا فيػو مػف متػاع وأمػواؿ وذىػب وجواىر ثمينة ) ( وعمى الرر مف ىذا العمؿ العػدواني مػف جانػب الحبشػة إال اف العالقػات ظمػت قا مػة بػيف مكة والحبشة لحاجػة كػؿ منيمػا الػى االخػرى ولػ تشػر المصػادر اف الحبشػة قػد فكػرت بتكػ ارر ىػذا العمؿ العدواني عمى مكة والسيما بعد اف تغيرت الظروؼ بطردىػا مػف الػيمف ورف قريشػا اطمأنػت لمركزىا التجاري بعد ت ارجع االحباش عنيا وبعد خروجي مف شبو الجزيرة العربية كميا بعػد ىػزيمتي امػا الفػرس ولػ يبػؽ امػا الحبشػة اال ىػذا الوسػيط العربػي الػذي يقػو عمػى ىػذه التجػارة وفػي ايػا البعثػػة النبويػػة كانػػت عالقػػة مكػػة مػػع الحبشػػة عالقػػة وطيػػدة وكػػاف تجػػار مكػػة عمػػى صػػمة دا مػػة وعالقات طيبة مع ىذه البالد ومعرفة بأحواليا االمر الذي جعػؿ النبػي محمد)صػمى ا عميػو والػو وسػم( يشػير الػى اصػحابو بػاليجرة الػى الحبشػة عنػدما حػاوؿ زعمػاء قػريش فتنػة المسػمميف فوجػدوا في الحبشة ممجأ وحماية وحسف استقباؿ ورعاية 4;
الخ بمة: يسػػمط ىػػذا البحػػث الضػػوء عمػػى حقػػا ؽ عػػدة وفػػي مقػػدمتيا مػػاتميزت بػػو مكػػة مػػف مكانػػة واىميػػة كبيػػرة بػػيف مػػدف الحجػػاز إذ تعػػد مكػػة أولػػى مػػدف الحجػػاز وعاصػػمتو الحتضػػانيا بيػػت ا الحػػ ار فمػػف ا عمييػػا بػػنع لػػ تتػػوافر لمثيالتيػػا مػػف المػػدف العربيػػة مػػف قدسػػية ومػػف وسػػال ومكانػػة متميزة في نفوس العػرب وقػد حبػى ا مكػة بنعمػة أخػرى اال وىػي الموقػع الجغ ارفػي المتميػز الميػ فػػي وسػػط طريػػؽ القوافػػؿ المحػػاذي لمبحػػر االحمػػر الػػذي يػػربط الػػيمف بكػػؿ مػػف الشػػا والعػػ ارؽ وىػػذا الطريػػؽ كػػاف أحػػد طػػرؽ التجػػارة الدوليػػة الميمػػة التػػي تمػػر عبرىػػا تجػػارة الشػػرؽ القادمػػة مػػف الصػػيف والينػد نحػو البحػر االبػيض المتوسػط وبػالعكس وبػذلؾ رػدت مكػة محطػة ميمػة الصػحاب القوافػؿ التجارية المػارة عبػر ىػذا الطريػؽ تقػو بتقػدي الخػدمات ليػذه القوافػؿ وتتعػاطى التجػارة معيػ وكػاف لتجار مكة قوافمي التجاريػة الخاصػة بيػ يتعػامموف بيػا بصػفة الوسػيط فػي عمميػات التبػادؿ التجػاري في السمع المحمية وتمؾ القادمة مف الصيف واليند واآلتية مف افريقيا الى اليمف ث الشا اف مف اى العوامؿ التي سػاعدت أىػؿ مكػة عمػى اقامػة عالقػات تجاريػة مػع القبا ػؿ العربيػة واالسػػواؽ التجاريػػة فػػي اطػػ ارؼ شػػبو الجزيػػرة العربيػػة والػػدوؿ المجػػاورة ىػػو اسػػتثمارى لمركػػز مكػػة الػديني بػيف العػرب حيػث بيػت ا الحػ ار الػذي يفػد اليػو العػرب مػف مختمػؼ انحػاء الجزيػرة العربيػة لمحػج والمتػػاجرة خػالؿ االشػػير الحػر التػػي يحػر فييػػا القتػاؿ والتػػي تقػا فييػػا االسػواؽ فػػي المنػػاطؽ المحيطة بمكة لقد كانػت الحبشػة مػف الػدوؿ التػي ارتبطػت مػع مكػة بعالقػات تجاريػة طيبػة بفضػؿ االيػالؼ الػػذي عقػػده عبػػد شػػمس بػػف عبػػد منػػاؼ مػػع نجاشػػي الحبشػػة والػػذي بفضػػمو اصػػبحت الحبشػػة متجػػ ار لقريش ومػف المالحػظ اف تجػارة قػريش قػد ازدىػرت فػي القػرف السػادس المػيالدي وكػاف مػف ابػػرز عوامػؿ ازدىارىػا تػدىور االوضػاع فػي الػيمف واالحػتالؿ الحبشػي الثػاني لمػيمف وتطػور الصػ ارع بػػيف االمب ارطورية الساسانية والبيزنطية مما اتاح الفرصة اما تجار مكة لتنمية نشاطاتي التجارية لقد اصبه االحباش منذ احتاللي لميمف اكثر قربا وتماسا في مصالحي وعالقػاتي مػع شػبو الجزيػرة العربيػة ولكػػني مػع ذلػػؾ فشػموا فػػي أف يمعبػوا دو ار كبيػػ ار فػي التجػػارة التػي اصػػبه نقميػا يػػت بواسػطة التجػار المكيػيف الػذيف اصػبحوا الوسػطاء المسػيطريف عمػى قوافػؿ التجػارة الخارجيػة ومػف ثػ قوافؿ التجارة الداخمية لشبو الجزيرة العربية ليذا فكر حاك اليمف الحبشي ابرىػة اف ينػافس مكػة فػي ىذه المكانة لعمو يستطيع اف ينتزع منيا تجارتيا الداخمية فأقا في صنعاء كنيسة اسػماىا الق م ػي س حػرص واجتيػد عمػى اف تكػوف رايػة الفخامػة والروعػة ليجمػب الييػا العػرب لمحػج والمتػاجرة لكنػو فشػػؿ بػػذلؾ فشػػال ذريعػػا الف الغالبيػػة العظمػػى لقبا ػػؿ شػػبو الجزيػػرة العربيػػة كػػانوا وثنيػػيف وكانػػت مكػػة 52
مػأوى اصػػنا العػػرب ديػػني وديػف أبػػا ي وأجػػدادى فممػػا أرى اف العػرب اليتجيػػوف بحجيػػ اال الػػى البيػت العتيػؽ واىػؿ الػيمف يػدعوف البيػت الػذي بنػاه ابرىػة واليعتبػروف حجيػ مقبػوال اال بمكػة ثػ كانت حادثة الكناني الذي أحدث في الق م ي س ودنسيا بػبعض القػاذو ارت فمػ يبػؽ امػا حػاك االحبػاش فػػي الػػيمف وسػػيمة اال رػػزو االحبػػاش لممكػػو وىػػد بيتيػػا ولػػو أف الروايػػات االخباريػػة لكتػػاب التػػاريخ والسػػػير تحػػػاوؿ اف تضػػػع الصػػػ ارع بػػػيف مكػػػة واالحبػػػاش بقالػػػب دينػػػي اال اف طبيعػػػة الصػػػ ارع بػػػيف الطػرفيف ىػو سياسػي واف الػرو ىػ الطػرؽ الخفػي الػذي حػث ابرىػة عمػى السػير الػى مكػة واحتالليػا ليسيؿ بذلؾ اتصالو بالحبشة عبر الطريػؽ البػري المػار بمكػة ولتوج ػو بػذلؾ ضػربة كبيػرة العػدا ي الساسانييف فتقػد ابرىػة عمػى أرس جػيش كبيػر مػف االحبػاش ومػف تػبعي مػف عػرب الػيمف يتقػدمي فيػؿ كبيػر ضػخ الجثػة اسػمو محمػود الػى مكػة ليػد بيتيػا الحػ ار لكػف ا تعػالى افشػؿ ىػذه الحممػة وأذؿ ابرىة وجنده وأخػ ازى وانػزؿ عمػيي عذابػو ونقمتػو وأرسػؿ عمػيي طيػ ار كثػر مػف البحػر تػرميي بحجػارة مف سجيؿ فييا ىالكي فيمؾ اكثر مػف فػي ىػذه الحممػة وفػر ىاربػا مػف بقػي مػني الػى الػيمف ومعيػ ابرىػػة وقػػد اصػػيب ببدنػػو وىمػػؾ بعػػد وصػػولي الػػيمف وقػػد ذكػػر ا تعػػالى ىػػذه الحادثػػة فػػي القػػرف الكري وصور ما اصاب اصػحاب الفيػؿ مػف نكبػة وبػالء تصػوي ار بميغػا فػي سػورة افردىػا تعػالى لػذلؾ سميت بػ ( سورة الفيؿ ) لتكوف عبرة وموعظة لمناس ونعمة يمف بيا ا تعالى عمى مكة واىميػا وقػػد كػػاف ليػػذه الحممػػة وفشػػميا نتػػا ج خطيػػرة وميمػػة انعكسػػت عمػػى مكػػة بصػػفة خاصػػة وقبا ػػؿ شػػبو الجزيػػرة العربيػػة بصػػفة عامػػة فقػػد اعػػز ا مكػػة وحمػػى بيتيػػا الحػػ ار وارتفعػػت بػػذلؾ مكانػػة قػػريش ودورىا بيف قبا ؿ شبو الجزيرة العربية وتعزز دورىػا التجػاري عمػى الصػعيد الػداخمي والخػارجي فػي شػػبو الجزيػػرة العربيػػة واصػػبه تػػاريخ ىػػذه الحممػػة ) ( أساسػػا لمتػػاريخ ي ػػ رخ بػػو العػػرب احػػداثي الميمة وسمي ىذا العا بعا الفيؿ ومػػف المالحػػظ عنػػد د ارسػػة المصػػادر التػػي ذكػػرت حادثػػة الفيػػؿ وأوردت تفاصػػيميا مػػف كتػػب التفاسػير والتػأريخ والسػير ىػو ذلػؾ التشػابو والتطػابؽ أحيانػا فػي ذكػر تمػؾ االحػداث الميمػة ولعػؿ السػػبب فػػي ذلػػؾ يعػػود الػػى اسػػتخدامي الروايػػات نفسػػيا ونسػػتطيع اف نتبػػيف ذلػػؾ مػػف خػػالؿ تتبعنػػا لسمسة الرواة والمحدثيف أو لربما اف اصحاب تمؾ المصادر قد تناقموىا عف بعضي البعض ليػذا قمػػيال مػػا نػػرى بعػػض المصػػادر تنفػػرد فػػي ذكػػر روايػػة مختمفػػة عػػف تمػػؾ االحػػداث وقػػد جػػاءت تمػػؾ الروايات لتفصيؿ وتوضيه وتفسير ما اجممو القرف الكري 53
الو امش المص در: 1- سورة اب ارىي االية ال 2- سورة البقرة االية ال 3- الشػػريؼ احمػػد ابػػ ارىي دور الحجػػاز فػػي الحيػػاة السياسػػية العامػػة فػػي القػػرف االوؿ والثػػاني لميجػػرة ط دار الفكػػر العربي ( ألقاىرة- ) ص 4- ابف ىشا عبد الممؾ بػف ىشػا بػف ايػوب الحميػري )ت ىػػ ) السػيرة النبويػة تحقيػؽ ال مصػطفى السػقاو وخػروف مطبعة مصطفى البابي ( مصر ) / - االزرقي محمػد بػف عبػد ا بػف احمػد )ت ىػػ( اخبػار مكة تحقيؽ ال رشدي صػاله ط مكتبػة الثقافػة ( مكػة ( / ذ الفاسػي تقػي الػديف محمػد بػف احمػد بػف عمي المالكي )ت ىػ( شفاء الغ ار بأخبار البمد الح ار دار احياء الكتب ألعربية ( مكة ) 5- ارزرقي اخبار مكة / / ذ الفاكيي محمد بف اسحاؽ بف العباس )ت ىػ( اخبار مكػة تحقيػؽ ال عبػػد الممػػؾ الػػدىش ط ( بيػػروت ىػػػ ( / الحنفػػي قطػػب الػػديف محمػػد بػػف احمػػد )ت ىػػػ( االعػػال باالعال بيت ا الح ار ط مطبعة السعادة ( القاىرة ىػ( ص 6- ابػف حػز عمػي بػف احمػد بػف سػعيد االندلسػي )ت ىػػ( جميػرة انسػاب العػرب تحقيػؽ عبػد السػال ىػاروف دار المعارؼ ( مصر ( ص 7- ابف ىشا السيرة / ذ الفاكيي اخبار مكة / ذ ابف الجوزي عبد الرحمف عمػي بػف محمػد )ت ىػػ( المنػػػتظ فػػػي تػػػاريخ الممػػػوؾ واالمػػػ تحقيػػػؽ ال محمػػػد عبػػػد القػػػادر عطػػػا ط دار الكتػػػب العمميػػػة ( بيػػػروت ( / ذ الجميمي خضير عباس فياض دور قريش قبؿ االسال رسالة ماجستير رير منشورة مقدمة الػى جامعػة الكوفػة كمية االداب ص - حذ العبيدي شذى عبػد الصػاحب مجتمػع مكػة مػف خػالؿ القػ ارف الكػري د ارسػة تاريخية اطروحة دكتو اره رير منشورة مقدمة الى جامعة بغداد كمية التربية ) ( ص 8- محمد بف حبيب بف امية البغدادي )ت ىػ( المنمؽ في أخبار قريش صححو وعمػؽ عميػو خورشػيد احمػد فػاروؽ ط دا رة المعارؼ )القاىرة - ( ص ) - ( ذ المالح ىاش يحيى الوسيط في السيرة النبوية والخالفة ال ارشدة مطبعة جامعة الموصؿ ( الموصؿ ( ص 9- اليعقػوبي احمػد بػف ابػي يعقػوب بػف جعفػر )ت ىػػ( تػاريخ اليعقػوبي دار صػادر )بيػروت دت ( / ذ ابف كثير ابو الفداء اسماعيؿ بف عمرو الدمشقي )ت ىػ( تفسير الق ارف العظي م سسػة المختػار ( القػاىرة ( / ذ الجميمي رشيد عبد ا تاريخ العر ب قبؿ االسال ط ( بغداد ( ص 11- ابف كثير تفسير / ذ عمي جواد المفصؿ فػي تػاريخ العػرب قبػؿ االسػال ط دار العمػ لمماليػيف ( بيروت _ ( - / - 11- سورة قريش االية ال - 12- ابف حبيب المنمؽ ص ذ الشريؼ احمد اب ارىي مكة والمدينػة فػي الجاىميػة وعيػد الرسػوؿ دار الفكػر العربػي )القاىرة- ( ص ذ المالح الوسيط ص ذ الجميمي تاريخ العرب ص 13- المالح الوسيط ص ذ الجميمي تاريخ العرب ص ص 14- السػيرة / ذ انظػر ايضػا ال ابػف االثيػر عػز الػديف عمػي بػف ابػي الكػر محمػد بػف محمػد بػف عبػد الكػري عبػد الواحػد الشػػيباني )ت ىػػػ( الكامػػؿ فػػي التػػاريخ تحقيػػؽ ال ابػػي الفػػداء عبػػد ا القاضػػي ط دار الكتػػب العمميػػة ( بيػػروت- ( / ذ ابف كثير أبو الفداء اسماعيؿ بف عمرو الدمشقي )ت ىػ( البداية والنياية مطبعػة السػعادة ( مصر ( / 15- ابػف ىشػا السػيرة / ذ االزرقػي اخبػار مكػة / ذ اليعقػوبي تػاريخ / ذ ابػف الجػوزي المنػتظ / / ذ الشريؼ مكة والمدينة ص 54
االسد ناصر الديف القياف والغناء في العصر الجاىمي دار صادر )بيروت ( ص 16- تاريخ / -17 ابػػف حبيػػب المنمػػػؽ ص الطبػػري محمػػػد بػػف جريػػر )ت ىػػػػ( تػػاريخ االمػػػ والممػػوؾ ط دار الكتػػػب 18- العممية ( بيروت - ىػ ) / ذ ابف الجوزي المنتظ / ذ ابف االثير الكامؿ في التاريخ / الطبري تاريخ / ذ ابف عبد البر يوسؼ بف عبد ا بف محمػد النمػري )ت ىػػ( الػدرر فػي اختصػار 19- المغازي والسير تحقيؽ ال شوقي ضيؼ ط دار المعارؼ ( القاىرة - ىػ( / - ابػف سػعد محمػد بػف منيػع البصػري )ت ىػػ( الطبقػات الكبػرى دار صػادر ( بيػروت ( / / ذ 21- ابف االثير الكامؿ في التاريخ / اميف احمد فجر االسال ط مطبعة لجنة التػأليؼ والترجمػة والنشػر ( مصػر ( / ذ االفغػاني 21- سعيد اسواؽ العرب في الجاىمية واالسال ط دار الفكر ( دمشؽ - ( ص االزرقي اخبار مكة / ذ جواد عمي المفصؿ / -22 احمد اميف فجر االسال / ذ الشريؼ مكة والمدينة ص ذ الجميمي تاريخ العرب ص 23-24- االسد القياف ص - ذ االفغاني اسواؽ العرب ص ذ الشريؼ مكة والمدينة ص ابف ىشا السيرة / -25 ( بيػروت اليعقوبي تاريخ / ذ حتػى فميػب وخػروف تػاريخ العػرب المطػوؿ قبػؿ االسػال ط 26- ) / الجميمي تاريخ العرب ص ابف اسحاؽ محمد بف اسحاؽ بف يسار المطمبي )ت ىػ( سيرة ابف اسػحاؽ تحقيػؽ ال محمػد حميػد ا معيػد 27- الد ارسات لالبحاث والتعريب )د دت( / ذ ابف ىشا السػيرة / ذ الطبػري تػاريخ / ذ ابػف عبػد البر الدرر / 28- ىيكػؿ محمػد حسػيف حيػاة محمػد ط مطبعػة مصػر ( مصػر ( ص ذ معػروؼ نػاجي أصػػالة الحضارة العربية ط مطبعة الزماف )بغداد- ( ص - ذ الشريؼ مكة والمدينة ص ابف ىشا السيرة / ذ الطبري تاريخ / ذ ابف الجوزي المنتظ / -29 السيرة / -31 اخبار مكة / -31 32- ابػػف اسػػحاؽ السػػيرة / - الطبرسػػي الفضػػؿ بػػف الحسػػف )ت ىػػػ( مجمػػع البيػػاف فػػي تفسػػير القػػ ارف تحقيػؽ ال لجنػة مػف العممػاء والمحققػيف المختصػيف وقػد لػو االمػا السػيد محسػف االمػيف العػاممي ط م سسػة االعممػي ( بيػػروت - ( / ويػػذكر الطبرسػػي فػػي روايتػػو نقػػال عػػف روايػػة محمػػد بػػف يسػػار أي ابػػف اسػػحاؽ انظػػر ال نفػػس الصفحة ابف ىشا السيرة / - ذ االزرقي اخبار مكة - / ذ الطبري تاريخ / -33 زيداف العرب قبؿ االسال ص ذ الجميمي تاريخ العرب ص 34- الف ارىيدي الخميؿ بػف احمػد ( ت ىػػ ( كتػاب العػيف تحقيػؽ ال د ميػدي المخزومػي لسػاف العػرب ط دار 35- صادر ( بيروت دت ) / الحمػوي شػياب الػديف يػاقوت بػف عبػد ا الرومػي )ت ىػػ( معجػ البمػداف دار الفكػر ( بيػروت دت ) 36- / / ذ الحمبي عمي بف ابػ ارىي بػف احمػد )ت ىػػ( انسػاب العيػوف فػي سػيرة االمػيف المػأموف المسػماة السيرة الحمبية دار المعرفة ( بيروت ىػ ) / العرب قبؿ االسال ص 37-55