كتاب شرح شروط»ال إله إال اهلل«فضيلة الشيخ العالمة حمود بن عقالء الشعيبي رحمه اهلل تعالى (1(
بسم اهلل الرحمن الرحيم مقدمة إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن حممد ا عبده ورسوله. يا أ يه ا ال ذ ين آم ن وا ات ق وا الل ه ح ق ت ق ات ه و ال ت وت ن إال و أ نت م م س ل م ون ]آل عمران: 102 [. يا أ يه ا الن اس ات ق وا ر ب ك م ال ذ ي خ ل ق ك م م ن ن ف س و اح د ة و خ ل ق م ن ه ا ز و ج ه ا و ب ث م ن ه م ا ر ج اال ك ث ري ا و ن س اء و ات ق وا الل ه ال ذ ي ت س اء ل ون ب ه و األ ر ح ام إن الل ه ك ان ع ل يك م ر ق يب ا ]]لنساء: 1 [. يا أ يه ا ال ذ ين آم ن وا ات ق وا الل ه و ق ول وا ق و ال س د يد ا (70) يص ل ح ل ك م أ ع م ال ك م و يغ ف ر ل ك م ذ ن وب ك م و م ن يط ع الل ه و ر س ول ه ف ق د ف از ف و ز ا ع ظ يم ا ]األحزاب: 11 10 [. أما بعد: فإن أصدق احلديث كتاب اهلل وخري اهلدي هدي حممد صلى اهلل عليه وسلم وشر األمور حم دثاهتا وكل حمدثة بدعة وكل بدعة ضاللة وكل ضاللة يف النار. فإن أشرف وأجل وأعظم كلمة هي كلمة التوحيد )ال إله إال اهلل(: أفضل ما ن طق به ألجلها خلق اهلل اخللق وأرسل الرسل وأنزل الكتب وشر ع الشرائع وش رع اجلهاد والوالء والرباء. وهي كلمة لو وزنت بالسموات واألرض لرجحت هبن كما يف حديث أيب سعيد اخلدري رضي اهلل عنه عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال:»قال موسى: يا رب علمين شيئ ا أذكرك وأدعوك به (2(
قال: قل يا موسى: ال إله إال اهلل قال: يا ربكل عبادك يقولون هذا قال: يا موسى لو أن السموات 1 السبع وعامرهن غريي واألرضني السبع يفكفة وال إله إال اهلل يفكفة مالت هبن ال إله إال اهلل«. قال الشيخ عبد الرمحن بن حسن رمحه اهلل: 2 إليه«.»والقرآن من أوله إىل آخره يبني هذا ويقرره ويرشد ولقد ع ين مشاخينا وعلماؤنا ببيان معىن كلمة التوحيد وأفردوا هلا املصنفات بيان معناها وحكم تاركها وحضوا على تعلمها وتعليمها. وحرروا املسائل يف وملا هلذه الكلمة من أمهية كبرية ومن زلة عالية رفيعة آثرت الكالم عنها ألديل بدلوي ولبيان احلق والصواب يف مفهوم هذه الكلمة مبا يفتح اهلل علي يف بيان معناها وأقوال أئمة العلم فيها راجيا من اهلل عز وجل أن جيعلها ذخر ا يل يوم يقوم األشهاد إنه ويل ذلك والقادر عليه. أماله فضيلة الشيخ حمود بن عقالء الشعيبي 2211/12/12 1 أخرجه النسائي يف»عمل اليوم والليلة«برقم )438( واحلاكم يف»املستدرك«)824/1( وصحح 2 احلافظ ابن حجر إسناده يف»فتح الباري«)204/11(.»فتح اجمليد لشرح كتاب التوحيد«)122/1(. (3(
الفصل األول معنى اإلله أله يف اللغة معناه: عبد. واإلله: هو املعبود. يقال: أله يأل ه بالفتح مبعىن عبد يعبد. والتأله: التنسك والتعبد. 3 والتأليه: التعبيد. قال ابن فارس:»اهلمزة والالم واهلاء أصل واحد وهو التعبد فاإلله اهلل تعاىل ومسي بذلك ألنه 8 معبود ويقال: تأله الرجل إذا تعبد«. وقال الزجاج: 8 سواه«.»معىن قولنا: )إله( إمنا هو الذي يستحق العبادة وهو تعاىل املستحق هلا دون وقال الفريوز أبادي: 6»أله يأله إهلة وتأهلاكعبد يعبد عبادة وتعبد ا«. وقال ابن جرير:»أله مبعىن عبد واإلله مصدره من قول القائل: أله اهلل فالن إالهة كما يقال: 1 عبد اهلل فالن عبادة«. وهبذا يتضح أن لفظة )إله( مأخوذة من التأله وهو التعبد ومعناه املعبود املطاع سواءكان حبق أو بغري حق فكل ما عبد بأي نوع من أنواع العبادات ولو كان املعبود مجاد ا فهو إله عند عابده كما قال 3 8 8 6 1 بتصرف من»لسان العرب«)861/13(.»معجم مقاييس اللغة«)121/1(.»تفسري أمساء اهلل احلسىن«)ص 26 (.»بصائر ذوي التمييز«)18/2(.»تفسري ابن جرير«)88/1(. (8(
تعاىل : ف م ا أ غ ن ت ع ن ه م آهل ت ه م ال ت يد ع ون م ن د ون الل ه م ن ش يء ل م ا ج اء أ م ر ر ب ك و م ا ز اد وه م غ ري ت ت ب يب ]هود: 101 [. ولكن هذا اللفظ غلب على املعبود حبق وهو اهلل سبحانه وتعاىل وهذا هو التفسري الصحيح لكلمة اإلله. وقيل يف اسم الباري سبحانه: إنه مأخوذ من أل ه يأله إذا حتري ألن العقول تأله يف عظمته. وال يطلق لفظ اجلاللة «هللا» يطلق على غريه. إال على املعبود حبق وهو اهلل سبحانه وتعاىل وهو خمتص به ال وقد بني شيخ اإلسالم ابن تيمية معىن اإلله احلق فقال:»فاإلله هو الذي تأهله القلوب عبادة واستعانة وحمبة وتعظيم ا وخوف ا ورجاء وإجالال وإكرام ا واهلل عز وجل له حق ال يشاركه فيه غريه فال 4 يعبد إال اهلل وال يدعى إال اهلل وال خياف إال اهلل وال يطاع إال اهلل«. قال ابن رجب رمحه اهلل :»اإلله هو الذي يطاع فال يعصى هيبة له وإجالال وحمبة وخوف ا ورجاء وتوكال عليه وسؤاال له ودعاء له وال يصلح ذلك كله إال هلل عز وجل فمن أشرك خملوق ا يف شيء من هذه األمور ال ت هي من خصائص اإلهلية كان ذلك قدح ا يف إخالصه يف قوله:»ال إله إال اهلل«9 وكان فيه من عبودية املخلوق حبسب ما فيه من ذلك«. وقال الشيخ سليمان بن عبد اهلل رمحه اهلل : 10 واحد«.»ومعىن ال إله إال اهلل أي ال معبود حبق إال إله وقال الشيخ عبد الرمحن بن حسن رمحه اهلل : 11»ال إله إال اهلل أي: ال معبود حق إال اهلل«. وشهادة التوحيد ال تنفي مطلق اآلهلة من الوجود وإمنا تنفي مطلق اآلهلة ال ت تستحق وصف اإلهلية ال ت تستحق أن ت عبد من دون أو مع اهلل تعاىل. 4 9 10 11»الفتاوى» )36/1(.»قرة عيون املوحدين«)ص 28 (.»تيسري العزيز احلميد شرحكتاب التوحيد«)ص 83 (.»فتح اجمليد لشرح كتاب التوحيد«)121/1(. (8(
وندرك من خالل هذا التعريف بطالن من فسر شهادة التوحيد بقوله:»ال خالق إال اهلل«أو»ال رازق أو ال نافع إال اهلل«فإن هذا املعىنكان املشركون يقرون به ويعرتفون به قال تعاىل : و ل ئ ن س أ ل ت ه م م ن خ ل ق الس م و ات و األ ر ض و س خ ر الش م س و ال ق م ر ل يق ول ن الل ه ف أ ن يؤ ف ك ون ]العنكبوت: 61 [. وقال تعاىل : و ل ئ ن س أ ل ت ه م م ن ن ز ل م ن الس م اء م اء ف أ ح يا ب ه األ ر ض م ن ب ع د م و هت ا ل يق ول ن الل ه ق ل احل م د ل ل ه ب ل أ ك ث ر ه م ال يع ق ل ون ]العنكبوت: 63 [. وقال تعاىل : و ل ئ ن س أ ل ت ه م م ن خ ل ق الس م و ات و األ ر ض ل يق ول ن الل ه ق ل أ ف ر أ يت م م ا ت د ع ون م ن د ون الل ه إن أ ر اد ن الل ه ب ض ر ه ل ه ن ك اش ف ات ض ر ه أ و أ ر اد ن ب ر مح ة ه ل ه ن م س ك ات ر مح ت ه ق ل ح س ب الل ه ع ل يه يت و ك ل ال م ت و ك ل ون ]الزمر: 34 [. وقال تعاىل : و ل ئ ن س أ ل ت ه م م ن خ ل ق ه م ل يق ول ن الل ه ف أ ن يؤ ف ك ون ]الزخرف: 41 [ فهم مل خيالفوا الرسل واألنبياء يف ذلك وإمناكان اخلالف يف معىن»اإلله«ومن يستحق العبادة خالصة. (6(
الفصل الثانى أركان ال إله إال اهلل الركن يف اللغة: جانب الشيء األقوى الذي يستند إليه وللرجل ملا فيه من عزة ومنعة وعشرية أو سلطان وملا يتقوى به. ومجعه أركان وأركن. 12 وأركان اإلنسان جوارحه وأركان الشيء جوانبه ال ت يستند إليها. والركن يف االصطالح: ما يقوم به ذلك الشيء. وقيل: الركن ما 13 يتم به وهو داخل فيه خبالف شرطه وهو خارج عنه. وقيل :الركن ما توقف الشيء على وجوده وكان جزء ا من حقيقته كقراءة ]الفاحتة[ يف الصالة فإهنا ركن هلا لتوقف وجودها يف نظر الشرع على حتقيقها وهي جزء من حقيقة الصالة وهكذا كل ما كان ركن ا لشيء فإن ذلك الشيء ال يكون له وجود يف نظر الشارع إال إذا حتقق ذلك الركن. ومن هذه التعريفات يتبني لنا أن أركان الشيء أجزاؤه ال ت ال يتحقق بدوهنا. وعليه فللشهادة ركنان: الركن األول: نفي يف قوله:»ال إله«. الركن الثا ن: إثبات يف قوله:»إال اهلل«. الركن األول: ال إله: النفي املطلق لوجود اآلهلة ال ت تستحق أن ت عبد. الركن الثا ن: إال اهلل: اإلثبات وهو إثبات أن املعبود حبق هو اهلل تعاىل وحده. 12 13»الصحاح«للجوهري )6212/8( و»لسان العرب«)912/1(.»التعريفات«للجرجا ن )ص 111 (. (1(
فهي تنفي أن يكون يف الوجود معبود حبق غري اهلل سبحانه وتعاىل وتثبت العبادة له وحده ال شريك له. فمن أتى جبانب النفي دون جانب اإلثبات ال يكون مؤمن ا ومن أتى جبانب اإلثبات دون جانب النفي ال يكون مؤمن ا بل البد للمرء أن يأيت بالركنني مع ا. قال شارح الطحاوية رمحه اهلل:»وإثبات التوحيد هبذه الكلمة باعتبار النفي واإلثبات املقتضي للحصر فإن اإلثبات اجملرد قد يتطرق إليه االحتمال وهلذا واهلل أعلم ملا قال تعاىل : و إهل ك م إل ه 18 و اح د قال بعده : ال إل ه إال ه و الر مح ن الر ح يم ]البقرة: 163 [ «. وكما قال تعاىل عن أصحاب الكهف : و إذ اع ت ز ل ت م وه م و م ا يع ب د ون إال الل ه ف أ و وا إىل ال ك ه ف ينش ر ل ك م ر ب ك م م ن ر مح ت ه و يه يئ ل ك م م ن أ م ر ك م م ر ف ق ا ]الكهف: 16 [. وقال تعاىل عن نبيه إبراهيم عليه السالم : و إذ ق ال إب ر اه يم أل ب يه و ق و م ه إن ين ب ر اء م ا ت ع ب د ون )26( إال ال ذ ي ف ط ر ن ف إن ه س يه د ين ]الزخرف: 21 26 [ وقال تعاىل : ق ال أ ف ر أ يت م م ا ك نت م ت ع ب د ون )18( أ نت م و آب اؤ ك م األ ق د م ون )16( ف إن ه م ع د و يل إال ر ب ال ع ال م ني ]الشعراء: 11_18 [. فهو عليه السالم يعلن عداوته واعتزاله جلميع اآلهلة ال ت تعبد إال اهلل تعاىل املعبود حبق. 18»شرح العقيدة الطحاوية«)ص 109( (4(
الفصل الثالث إعراب ال إله إال اهلل لقد اهتم العلماء رمحهم اهلل تعاىل يف بيان إعراب ال إله إال اهلل منهم شارح الطحاوية وكذلك بدر الدين الزركشي وعلماء الدعوة فقالوا يف إعراهبا: ال: نافية للجنس. إله: اسم ال النافية للجنس مبين على الفتح ألنه مفرد نكرة تضمن معىن احلرف. وقال سيبويه:»ال إله«مجلة يف حمل رفع مبتدأ. واتفق مجيع النحاة على أن اخلرب حمذوف واختلف تقديرهم للخرب والصواب تقديره بكلمة )حق( ألن املعبود حبق هو اهلل سبحانه وتعاىل أما غريه من املعبودات فهي موجودة ولكنها معبودات باطلة قال تعاىل : ذ ل ك ب أ ن الل ه ه و احل ق و أ ن م ا يد ع ون م ن د ون ه ال ب اط ل و أ ن الل ه ه و ال ع ل ي ال ك ب ري ]لقمان: 30 [. قال الزركشي:»قول: )ال إله إال اهلل( قدر فيه األكثرون خرب»ال«حمذوف ا فقدر بعضهم:»الوجود«وبعضهم:»لنا«وبعضهم:»حبق«قال: ألن آهلة الباطل موجودة يف الوجود كالوثن واملقصود نفي ما عدا إله احلق ونازع فيه بعضهم ونفى احلاجة إىل قيد مقدر حمتج ا بأن نفي املاهية من غري قيد أعم من نفيها بقيد. والتقدير أوىل جريا على القاعدة العربية يف تقدير اخلرب وعلى هذا فاألحسن تقدير األخري ملا 18 ذكر ولتكون الكلمة جامعة لثبوت ما يستحيل نفيه ونفي ما يستحيل ثبوته«وقال حافظ حكمي رمحه اهلل:»فتقدير خرب»ال«احملذوف ب»حق«هو الذي جاءت به نصوص الكتاب والسنةكما سنوردها إن شاء اهلل وأما تقديره ب»موجود«فيفهم منه االحتاد فإن اإلله هو املعبود فإن قيل: ال معبود ب»موجود«إال اهلل لزم منه أن اإلله هو املعبود. 18»معىن ال إله إال اهلل«)ص 40-41(. (9(
فإذا قيل: ال معبود موجود إال اهلل لزم منه أن كل معبود عبد حبق أو باطل هو اهلل فيكون ما عبده املشركون من الشمس والقمر والنجوم واألشجار واألحجار واملالئكة واألنبياء واألولياء وغري ذلك هي اهلل فيكون ذلك كله توحيد ا فما عبد على هذا التقدير إال اهلل إذ هي هو وهذا والعياذ باهلل أعظم الكفر وأقبحه على اإلطالق. وفيه إبطال لرساالت مجيع الرسل وكفر جبميع الكتب وجحود جلميع الشرائع وتكذيب بكل ذلك وتزكية لكل كافر من أن يكون كافر ا إذ كل ما عبده من املخلوقات هو اهلل فلم يكن عندهم مشرك ا بل موحد ا تعاىل اهلل عما يقول الظاملون واجلاحدون علو ا كبري ا. فإذا فهمنا هذا فال جيوز تقدير اخلرب موجود إال أن ينعت اسم»ال«ب»حق«16 التقدير ال إله حق ا موجود إال اهلل فبقيد االستحقاق ينتفي احملذور الذي ذكرنا«. فال بأس ويكون إال: حرف استثناء. اهلل: لفظ اجلاللة بدل من اخلرب احملذوف مرفوع. ويف هذا القدر من اإلعراب كفاية إن شاء اهلل تعاىل. 16»معارج القبول«)816/2( (10(
و] الفصل الرابع شروط ال إله إال اهلل قال الشيخ حافظ حكمي رمحه اهلل يف منظومته: وبشروط سبعة قد ق يدت فإنه لم ينتفع قائلها العلم واليقين والقبول الصدق و اإلخالص و الم ح ب ة وفي نصوص الوحي حق ا وردت بالنطق إال حيث يستكملها واالنقياد فادر ما أقول و ف ق ك اهلل ل م ا أح ب ه[ ف»ال إله إال اهلل«هلا شروط ال يصح إميان صاحبها إال هبا وقبل الدخول يف بيان شروط هذه الكلمة ال بد أن نذكر قاعدة مهمة وهي أنه ال بد ملن أراد الدخول يف اإلسالم أن يقر لفظ ا بشهادة التوحيد. ومن أىب مع القدرة أن يقر بالشهادة ال يكون مسلم ا معصوم الدم باإلسالم. كما يف احلديث الصحيح عن سعيد بن املسيب عن أبيه قال: ملا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد اهلل بن أيب أمية بن املغرية فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم:»يا عم قل ال إله إال اهلل كلمة أحاج لك هبا عند اهلل. فقاال له: أترغب عن ملة عبد املطلب فأعاد عليه الن ب صلى اهلل عليه وسلم فأعاد. فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد املطلب وأىب أن يقول: ال إله إال اهلل. فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم:»أما واهلل ألستغفرن لك ما مل أنه عنك«فأنزل اهلل تعاىل : م ا ك ان ل لن ب و ال ذ ين آم ن وا أ ن يس ت غ ف ر وا ل ل م ش ر ك ني و ل و ك ان وا أ و يل ق ر ىب م ن ب ع د م ا ت ب ني هل م أ ن ه م أ ص ح اب اجل ح يم ]التوبة: 113 [ وأنزل اهلل تعاىل يف أيب طالب : إن ك ال ت ه د ي م ن أ ح ب ب ت 11 و ل ك ن الل ه يه د ي م ن يش اء و ه و أ ع ل م ب ال م ه ت د ين ]القصص: 86 [. 11 أخرجه البخاري برقم )1298( ومسلم برقم )28(. (11(
وقال صلى اهلل عليه وسلم:»أمرت أن أقاتل الناس حىت يشهدوا أن ال إله إال اهلل وأن حممد ا رسول اهلل ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مين دماءهم وأمواهلم إال حبق اإلسالم 14 وحساهبم على اهلل«. قال النووي رمحه اهلل:»فيه أن اإلميان شرطه اإلقرار بالشهادتني مع 19 أتى به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم«. اعتقادمها واعتقاد مجيع ما وقال ابن تيمية رمحه اهلل :»الشهادتان إذا مل يتكلم هبما مع القدرة فهوكافر باتفاق املسلمني 20 وهوكافر باطن ا وظاهر ا عند سلف األمة وأئمتها ومجاهري علمائها«. * * * 14 19 20 أخرجه البخاري برقم )28( ومسلم برقم )21(.»شرح مسلم«)212/1(.»جمموع الفتاوى«)690/1(. (12(
الشرط األول: العلم بمعناها نفيا وإثبات ا فالعلم بالتوحيد شرط لصحته قال اهلل عز وجل : ف اع ل م أ ن ه ال إل ه إال الل ه ]حممد: 19 [. وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم: 21»من مات وهو يعلم أنه ال إله إال اهلل دخل اجلنة«. ومفهوم احلديث أن من مات وهو ال يعلم التوحيد ال يدخل اجلنة. وكان الن ب صلى اهلل عليه وسلم إذا أرسل أحد ا من أصحابه إىل بلد يأمره بأن يدعو أهلها أوال إىل التوحيد قبل أن يدعوهم إىل أي شيء آخر كما يف حديث ابن عباس أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ملا بعث معاذ ا إىل اليمن قال له:»إنك تأيت قوم ا من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن ال إله إال اهلل ويف رواية: إىل أن يوحدوا اهلل فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن اهلل 22 افرتض عليهم مخس صلوات يفكل يوم وليلة...«. وقال ابن تيمية رمحه اهلل :»الكفر يكون بتكذيب الرسول فيما أخرب أو االمتناع عن املتابعة 23 مع العلم بصدقه مثلكفر فرعون واليهود وحنوهم«. وقال الشيخ حممد بن عبد الوهاب رمحه اهلل: «فاهلل اهلل يا إخوا ن تسكوا بأصل دينكم أوله وآخره وأ سه ورأسه شهادة أن ال إله إال اهلل واعرفوا معناه وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين». 28 وقال سيد قطب رمحه اهلل :»كل من ينطق بالشهادتني :شهادة أن ال إله إال اهلل وأن حممد ا رسول اهلل ال يقال له: إنه شهد إال أن يؤدي مدلول هذه الشهادة ومقتضاها ومدلوهلا هو أال يتخذ 28 إال اهلل إهل ا ومن مث ال يتلقى الشريعة إال من اهلل«. 21 22 23 28 28 أخرجه مسلم برقم )83(. أخرجه البخاري برقم )1331( و مسلم برقم )29(.»درء تعارض العقل والنقل«)282/1(.»جمموعة التوحيد«)ص 104 (.»يف ظالل القرآن«)841/8( (13(
وقال أيضا»ولن يكون اإلسالم إذن هو النطق بالشهادتني دون أن يتبع شهادة أن ال إله إال اهلل معناها وحقيقتها وهي توحيد األلوهية وتوحيد القوامة مث توحيد العبودية وتوحيد االجتاه... هذا هو اإلسالم كما يريده اهلل وال عربة باإلسالم كما تريده أهواء البشرية يف جيل منكود من 26 أجيال الناس والكما تصوره رغائب أعدائه املرتبصني به وعمالئهم هنا وهناك«. ولكن يف زماننا هذا أصبح العلم هبذه الشهادة العظيمة علم ا نظريا ومل تعد منهج حياة وركيزة عمل بل مل تالمس هذه الكلمة شغاف قلوهبم. قال الشيخ عبد الرمحن بن حسن رمحه اهلل:»ف )ال إله إال اهلل(: ال تنفع إال من عرف مدلوهلا نفيا وإثبات ا واعتقد ذلك وق ب ل ه وع م ل به وأما من قاهلا عن غري علم واعتقاد وعمل فقد تقدم كالم 21 العلماء أن هذا جهل ص رف فهو حجة عليه بال ريب«. * * * 26 21»يف ظالل القرآن«)823/3(»فتح اجمليد لشرح كتاب التوحيد«)124/1(. (18(
الشرط الثاني اليقين المنافي للشك فهو شرط من شروط شهادة التوحيد قال اهلل تعاىل : أ مل يأ ت ك م ن ب أ ال ذ ين م ن ق ب ل ك م ق و م ن وح و ع اد و ث ود و ال ذ ين م ن ب ع د ه م ال يع ل م ه م إال الل ه ج اء ت ه م ر س ل ه م ب ال ب ين ات ف ر د وا أ يد يه م يف أ ف و ا هه م و ق ال وا إن ا ك ف ر ن ا مب ا أ ر س ل ت م ب ه و إن ا ل ف ي ش ك م ا ت د ع ون ن ا إل يه م ر يب )9( ق ال ت ر س ل ه م أ يف الل ه ش ك ف اط ر الس م و ات و األ ر ض ]إبراهيم: 9 10[ فهم كفروا ألهنم شكوا يف صحة دعوة الرسل هلم. وقال تعاىل : إمن ا ال م ؤ م ن ون ال ذ ين آم ن وا ب الل ه و ر س ول ه مث مل ير ت اب وا و ج اه د وا ب أ م و اهل م و أ نف س ه م يف س ب يل الل ه أ و ل ئ ك ه م الص اد ق ون ]احلجرات: 18 [ ويف احلديث الصحيح أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال: 24 رسول اهلل ال يلقى اهلل هبما عبد غري شاك فيهما إال دخل اجلنة«.»أشهد أن ال إله إال اهلل وأ ن مفهوم احلديث أن من لقي اهلل تعاىل بشهاديت التوحيد شاك ا فيهما ال يدخل اجلنة وال يكون من أهلها. * * * 24 رواه مسلم برقم )21(. (18(
الشرط الثالث القبول المنافي للرد فمن علم مبعىن شهادة أال إله علماء أهل الكتاب قال تعاىل: إال اهلل وأيقن مبدلوهلا ولكنه يردها إما كرب ا أو حسد ا فقد شابه و د ك ث ري م ن أ ه ل ال ك ت اب ل و ير د ون ك م م ن ب ع د إمي ان ك م ك ف ار ا ح س د ا م ن ع ند أ نف س ه م م ن ب ع د م ا ت ب ني هل م احل ق ]البقرة: 109 [. ولقد عرف املشركون من قبل معىن ما كان يدعوهم إليه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ولكنهم استكربوا عن قبوله قال تعاىل: إن ه م ك ان وا إذ ا ق يل هل م ال إل ه إال الل ه يس ت ك رب ون )38( و يق ول ون أ ئ ن ا ل ت ار ك وا آهل ت ن ا ل ش اع ر جم ن ون ]الصافات: 36 38 [. * * * (16(
الشرط الرابع االنقياد والتسليم لها ظاهر ا وباطن ا قال تعاىل : ف ال و ر ب ك ال يؤ م ن ون ح ىت حي ك م وك ف يم ا ش ج ر ب ين ه م مث ال جي د وا يف أ نف س ه م ح ر ج ا م ا ق ض يت و يس ل م وا ت س ل يم ا ]النساء: 68 [. فال يكفي لتحقيق اإلميان أن حتتكم إىل الشرع إال إذا رضيت به وانتفى احلرج : مث ال جي د وا يف أ نف س ه م ح ر ج ا م ا ق ض يت مث ال يكفي ذلك بل ال بد من التسليم ظاهر ا وباطن ا الذي يتناىف معه أد ن اعرتاض و يس ل م وا ت س ل يم ا. قال ابن تيمية رمحه اهلل يف تفسري هذه اآلية:»فكل من خرج عن سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وشريعته فقد أقسم اهلل بنفسه املقدسة أنه ال يؤمن حىت يرضى حبكم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف مجيع ما يشجر بينهم من أمور الدين والدنيا وحىت ال يبقى يف قلوهبم حرج من حكمه 29 ودالئل القرآن على هذا األصلكثرية«. وقال سيد قطب رمحه اهلل : «ف ال و ر ب ك ال يؤ م ن ون ومرة أخرى جندنا أمام شرط اإلميان وحد اإلسالم يقرره اهلل سبحانه بنفسه ويقسم عليه بذاته فال يبقى بعد ذلك قول لقائل يف حتديد شرط اإلميان وحد اإلسالم وال تأويل ملؤول اللهم إال ماحكة ال تستحق االحرتام... وإذا كان يكفي إلثبات اإلسالم أن يتحاكم الناس إىل شريعة اهلل وحكم رسوله فإنه ال يكفي يف اإلميان هذا ما مل 30 يصحبه الرضا النفسي والقبول القل ب وإسالم القلب واجلنان». وقال تعاىل : يا أ يه ا ال ذ ين آم ن وا ال ت ق د م وا ب ني يد ي الل ه و ر س ول ه و ات ق وا الل ه إن الل ه مس يع ع ل يم )1( يا أ يه ا ال ذ ين آم ن وا ال ت ر ف ع وا أ ص و ات ك م ف و ق ص و ت الن ب و ال جت ه ر وا ل ه ب ال ق و ل ك ج ه ر ب ع ض ك م ل ب ع ض أ ن حت ب ط أ ع م ال ك م و أ نت م ال ت ش ع ر ون )2( إن ال ذ ين يغ ض ون أ ص و ات ه م ع ند ر س ول الل ه أ و ل ئ ك ال ذ ين ام ت ح ن الل ه ق ل وب ه م ل لت ق و ى هل م م غ ف ر ة و أ ج ر ع ظ يم ]احلجرات: 31 [. 29 30»جمموع الفتاوى«)811/24(.»يف ظالل القرآن«8( 696/.)691 (11(
قال ابن القيم رمحه اهلل :»فإذا كان رفع أصواهتم فوق صوته سبب ا حلبوط أعماهلم فكيف تقدمي آرائهم وعقوهلم وأذواقهم وسياستهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعها عليه أليس هذا أوىل أن يكون 31 حم بط ا ألعماهلم «. وقال تعاىل : و م ا ك ان ل م ؤ م ن و ال م ؤ م ن ة إذ ا ق ض ى الل ه و ر س ول ه أ م ر ا أ ن يك ون هل م اخل ري ة م ن أ م ر ه م و م ن يع ص الل ه و ر س ول ه ف ق د ض ل ض الال م ب ين ا ]األحزاب: 36 [. مسألة: ما الفرق بني االنقياد والقبول لعل الفرق بني االنقياد والقبول أن االنقياد خاص باألفعال وأما القبول فخاص منهما مجيع ا االتباع. باألقوال ويلزم * * * 31»إعالم املوقعني«)81/1(. (14(
وهو أن يقوهلا صادق ا من قلبه قال تعاىل: الشرط الخامس الصدق فيها المنافي للكذب و م ن الن اس م ن يق ول آم ن ا ب الل ه و ب ال يو م اآلخ ر و م ا ه م مب ؤ م ن ني )4( خي اد ع ون الل ه و ال ذ ين آم ن وا و م ا خي د ع ون إال أ ن ف س ه م و م ا يش ع ر ون )9( يف ق ل وهب م م ر ض ف ز اد ه م الل ه م ر ض ا و هل م ع ذ اب أ ل يم مب ا ك ان وا يك ذ ب ون ]البقرة: 4 10 [. ويف»الصحيحني«من حديث معاذ قال: قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم:»ما من أح د 32 يشهد أن ال إله إال اهلل وأن حممد ا رسول اهلل صدق ا من قلبه إال حرمه اهلل على النار«. * * * 32 أخرجه البخاري برقم )124( وم س ل م برقم )32(. (19(
الشرط السادس اإلخالص المنافي للشرك وهي النية الصاحلة النقية من شوائب الشرك والرياء قال تعاىل: ق ل إمن ا أ ن ا ب ش ر م ث ل ك م يوح ى إيل أ من ا إهل ك م إل ه و اح د ف م ن ك ان ير ج و ل ق اء ر ب ه ف ل يع م ل ع م ال ص احل ا و ال يش ر ك ب ع ب اد ة ر ب ه أ ح د ا ]الكهف: 110[. فاإلخالص شرط لصحة العبادة. وقال أهل التفسري يف قوله تعاىل وأخلصه. : ل يب ل و ك م أ يك م أ ح س ن ع م ال ]تبارك: 2 [ أي: أصوبه ويف حديث أيب هريرة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال: 33 بشفاع ت من قال: ال إله إال اهلل خالص ا من قلبه أو نفسه«.»أسعد الناس * * * 33 أخرجه البخاري برقم )99(. (20(
الشرط السابع المحبة المنافية للكراهية وصفة هذه احملبة أن يكون اهلل تعاىل ورسوله صلى اهلل عليه وسلم أحب إليه ما سوامها وأن يكون اهلل تعاىل وحده هو احملبوب لذاته وما سواه فهو حمبوب له وفيه ال حيب مع اهلل أحدا. قال اهلل تعاىل : و م ن الن اس م ن يت خ ذ م ن د ون الل ه أ ند اد ا حي ب ون ه م ك ح ب الل ه و ال ذ ين آم ن وا أ ش د ح ب ا ل ل ه و ل و ير ى ال ذ ين ظ ل م وا إذ ير و ن ال ع ذ اب أ ن ال ق و ة ل ل ه مج يع ا و أ ن الل ه ش د ي د ال ع ذ اب ]البقرة: 168 [. قال ابن تيمية رمحه اهلل :»ال جيوز أن حيب شيء من املوجودات لذاته إال هو سبحانه وحبمده فكل حمبوب يف العامل إمنا جيوز أن حيب لغريه ال لذاته والرب تعاىل هو الذي جيب أن حيب لنفسه وهذا من معا ن إهليته : ل و ك ان ف يه م ا آهل ة إال الل ه ل ف س د ت ا ]األنبياء: 22 [ فإن حمبة الشيء لذاته شرك فال حيب لذاته إال اهلل فإن ذلك من خصائص إهليته فال يستحق ذلك إال اهلل وحده وكل 38 حمبوب سواه مل حيب ألجله فمحبته فاسدة«وقال تعاىل : ق ل إن ك نت م حت ب ون الل ه ف ات ب ع و ن حي ب ب ك م الل ه و يغ ف ر ل ك م ذ ن وب ك م و الل ه غ ف ور ر ح يم )31( ق ل أ ط يع وا الل ه و الر س ول ف إن ت و ل و ا ف إن الل ه ال حي ب ال ك اف ر ين ]آل عمران: 32 31 [. وقال ابن تيمية رمحه اهلل :»فكل من ادعى أنه حيب اهلل ومل يتبع الرسول فقد كذب وليست حمبته هلل وحده بل إنكان حيبه فهي حمبة شرك فإمنا يتبع ما يهواه كدعوى اليهود والنصارى حمبة اهلل فإهنم لو أخلصوا له احملبة مل حيبوا إال ما أحب فكانوا يتبعون الرسول فلما أحبوا ما أبغض اهلل مع 38 دعواهم حبهكانت حمبتهم من جنس حمبة املشركني«. وقال تعاىل : ق ل إن ك ان آب اؤ ك م و أ ب ن اؤ ك م و إخ و ان ك م و أ ز و اج ك م و ع ش ري ت ك م و أ م و ال اق ت ر ف ت م وه ا و جت ار ة ت ش و ن ك س اد ه ا و م س اك ن ت ر ض و ن ه ا أ ح ب إل يك م م ن الل ه و ر س ول ه و ج ه اد يف س ب يل ه ف ت ر ب ص وا ح ىت يأ يت الل ه ب أ م ر ه و الل ه ال يه د ي ال ق و م ال ف اس ق ني ]التوبة: 28 [ 38 38»جمموع الفتاوى«)261/10(.»جمموع الفتاوى«)306/4(. (21(
قال ابن القيم رمحه اهلل :»دل على أن متابعة الرسول صلى اهلل عليه وسلم هي حب اهلل ورسوله وطاعة أمره وال يكفي ذلك يف العبودية حىت يكون اهلل ورسوله أحب إىل العبد ما سوامها فال يكون عنده شيء أحب إليه من اهلل ورسوله ومىتكان عنده شيء أحب إليه منهما فهذا هو الشرك الذي ال يغفره اهلل لصاحبه ألبتة وال يهديه اهلل قال اهلل تعاىل : ق ل إن ك ان آب اؤ ك م و أ ب ن اؤ ك م و إخ و ان ك م و أ ز و اج ك م و ع ش ري ت ك م و أ م و ال اق ت ر ف ت م وه ا و جت ار ة ت ش و ن ك س اد ه ا و م س اك ن ت ر ض و ن ه ا أ ح ب إل يك م م ن الل ه و ر س ول ه و ج ه اد يف س ب يل ه ف ت ر ب ص وا ح ىت يأ يت الل ه ب أ م ر ه و الل ه ال يه د ي ال ق و م ال ف اس ق ني. فكل من قدم طاعة أحد من هؤالء على طاعة اهلل ورسوله أو قول أحد منهم على قول اهلل ورسوله أو مرضاة أحد منهم على مرضاة اهلل ورسوله أو خوف أحد منهم ورجاءه والتوكل عليه على خوف اهلل ورجائه والتوكل عليه أو معاملة أحدهم على معاملة اهلل فهو من ليس اهلل ورسوله أحب إليه ما سوامها وإن قاله بلسانه فهوكذب منه وإخبار خبالف ما هو عليه. وكذلك من قدم حكم أحد على حكم اهلل ورسوله فذلك املقد م عنده أحب إليه من اهلل 36 ورسوله صلى اهلل عليه وسلم«. وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم: 31»من أطاعين دخل اجلنة ومن عصا ن دخل النار«. وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم:»ال يؤمن عبد حىت أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أمجعني«ويف رواية:»ال يؤمن أحدكم حىت أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس 34 أمجعني«. قال أبو سليمان اخلطايب رمحه اهلل يف شرحه للحديث:»فمعناه ال تصدق يف ح ب حىت تفين 39 يف طاع ت نفسك وتؤثر رضاي على هواك وإنكان فيه هالكك«وقال ابن القيم رمحه اهلل 80 له واالنقياد ألمره«. :»فاهلل تعاىل إمنا خلق اخللق لعبادته اجلامعة لكمال حمبته مع اخلضوع 36 31 34 39 80»مدارج السالكني«)100/1(. أخرجه الطربا ن يف»األوسط«وقال اهليثمي رجاله رجال الصحيح. أخرجه البخاري برقم )18( ومسلم برقم )88(.»شرح صحيح مسلم«)18/2(.»مدارج السالكني«)99/1(. (22(
* * * الشرط الثامن الكفر بالطاغوت من شروط صحة التوحيد الكفر بالطاغوت إذ ال إميان إال بعد الكفر بالطاغوت ظاهر ا وباطن ا اس ت م سك ب ال ع ر و ة ال و ث ق ى ال انف ص ام هل ا و الل ه مس ي ع قال تعاىل : ف م ن يك ف ر ب الط اغ وت و يؤ م ن ب الل ه ف ق د ع ل يم ]البقرة: 286 [. وقال تعاىل : و ل ق د ب ع ث ن ا يف ك ل أ م ة ر س وال أ ن اع ب د وا الل ه و اج ت ن ب وا الط اغ وت ]النحل: 36 [. وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم: 81 ماله ودمه وحسابه على اهلل«.»من قال ال إله إال اهلل وكفر مبا يعبد من دون اهلل حرم قال الشيخ حممد بن عبد الوهاب:»فمن عبد اهلل ليال وهنار ا مث دعا نبيا أو وليا عند قربه فقد ا تذ إهلني اثنني ومل يشهد أن ال إله إال اهلل ألن اإلله هو املدعو كما يفعل املشركون عند قرب الزبري أو عبد القادر أو غريهم ومن ذبح هلل ألف ضحية مث ذبح لن ب أو غريه فقد جعل إهلني اثنني : ق ل إن 82 ص اليت و ن س ك ي و حم ياي و م ايت ل ل ه ر ب ال ع ال م ني ]األنعام: 162 [«. 83 قال الشيخ سليمان بن سحمان رمحه اهلل : فع ادي ال ذي ع ادى ل دين حمم د وأحب ب حل ب اهلل م نك ان مؤمن ا وم ا ال دين إال احل ب وال بغض وال وال ووال ال ذي وااله م ن ك ل مهت د وأبغ ض ل بغض اهلل أه ل التم رد ك ذاك ال ربا م ن ك ل غ او ومعت د * * * 81 82 83 أخرجه مسلم برقم )31(.»الرسائل الشخصية للشيخ حممد بن عبد الوهاب«)ص 166 (.»الدرر السنية«843/1. (23(
الشرط التاسع الموت عليها مث بعد كل ذلك ال بد له من أن ميوت عليها لكي ينتفع هبا فإن مات على ضدها من الشرك والكفر مل ينفعه شيء فمن خ تم له بالتوحيد ومات عليه فهو من أهل اجلنة ومن خ تم له بالشرك ومات عليه فهو من أهل النار. قال تعاىل : و م ن ير ت د د م نك م ع ن د ين ه ف يم ت و ه و ك اف ر ف أ و ل ئ ك ح ب ط ت أ ع م اهل م يف الد ن يا و اآلخ ر ة و أ و ل ئ ك أ ص ح اب الن ار ه م ف يه ا خ ال د ون ]البقرة: 211 [. وقال تعاىل : إن ال ذ ين ك ف ر وا و م ات وا و ه م ك ف ار أ و ل ئ ك ع ل يه م ل ع ن ة الل ه و ال م الئ ك ة و الن اس أ مج ع ني )161( خ ال د ين ف يه ا ال خي ف ف ع ن ه م ال ع ذ اب و ال ه م ينظ ر ون ]البقرة: 162 161 [. فعلق اهلل سبحانه وتعاىل عذاهبم يف النار وخلودهم فيها باملوت على الكفر املناقض للتوحيد. وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم: 88 دخل اجلنة«.»ما من عبد قال: ال إله إال اهلل مث مات على ذلك إال وقال صلى اهلل عليه وسلم:»فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل اجلنة حىت ما يكون بينه وبينها إال ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حىت ما يكون بينه وبينها إال ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل اجلنة 88 فيدخلها«. قال النووي رمحه اهلل :»فال خيلد يف النار أحد مات على التوحيد ولو عمل من املعاصي ما عمل كما أنه ال يدخل اجلنة أحد مات على الكفر ولو عمل من أعمال الرب ما عمل هذا خمتصر 86 جامع ملذهب أهل احلق يف هذه املسألة. نسأل اهلل تعاىل الثبات يف الدنيا واآلخرة ونسأله حسن اخلا تة إنه تعاىل مسيع قريب جميب. 88 88 86 أخرجه البخاري برقم )1140( ومسلم برقم )98(. أخرجه البخاري برقم )3036( ومسلم برقم )2638(.»شرح صحيح مسلم«)211/1(. (28(
مسألة : قد يقول قائل: إنك جعلت شروط التوحيد تسعة وثان قد جعلها عشرة وآخر جعلها ثانية وآخر جعلها سبعة فما الصحيح يف ذلك أقول :ال تضاد يف كل ذلك وإمنا هذا من باب اختالف تنوع فالذي عدها سبعة أدخل ثالثة شروط أو شرطني يف شرط واحد والذي جعلها عشرة أو تسعة شروط إمنا فصل يف بعض الشروط. * * * (28(