120 مجلة الدراس ات الفلس طينية 55 ص يف 2003 ذكرياتي مع مجمع خاص كي س لطان المعماري ''العمارة العامرة'' يوس ف س عيد النتش ه لا يهدف نش ر المقال بالعربية ا لى دراس ة مجمع خاص كي س لطان فهذا ا مر لا يتس ع له المقام هنا علاوة على ا ن المجمع نال حظا كبيرا من الدراس ة قياس ا بغيره من موءخرا في الكتاب العماءر. فا لى جانب الدراس ة المعمارية التي ا نجزها الكاتب (١) نش رت في الموس وعي القدس العشمانية هناك دراس ة ا خرى قام بها مهندس بريطاني (٢) الكتاب نفس ه. والمقابلة بين الدراس تين وا ن كانت كل منهما تعتمد على منهج مختلف تظهر ا همية هذا المجمع علاوة على الا نجاز وخص وص ا فيما يتعلق بالمعلومات التاريخية التي توفرت عنه. ولم يقف الا مر عند هذا الهد بل ا ن ا حد الزملاء الباحشين (٣) ا خرى س جل مجمع خاص كي س لطان موض وعا لا طروحته لدرجة الدكتوراه. وهناك باحشة (٤) وقد في جامعة تل ا بيب بص دد ا خراج كتاب ا خر عن ش خص ية الواقفة خاص كي س لطان. (٥) ) ( المص در: 29-35. pp. Jerusalem Quarterly File, no. 7, Winter 2000, ا دخل الكاتب بعض التعديلات على الترجمة هذه وا خذنا الص ور المدرجة هنا من: Sylvia Auld and Robert Hillenbrand, eds., Ottoman Jerusalem: The Living City: 1517-1917 (London: Altajir World of Islam Trust, 2000), part II, pp. 778, 781, 783. ) ( باحش في عمارة القدس يعمل رءيس ا لقس م الا ثار الا س لامية في داءرة ا وقاف القدس. (١) Yusuf Natsheh, "Catalogue of Buildings, no. 15: Al-'Imara al-'amira (Khassaki Sultan), in Auld and Hillenbrand, eds., op. cit., part II, pp. 747-790. David Myres, "Al-'Imara al-'amira: The Charitable Foundation of Khassaki Sultan (٢) (959/1552)," in Auld and Hillenbrand, eds., op. cit., part I, pp. 539-581. (٣) غس ان مهبيش وقد س جل الموض وع في جامعة عين ش مس في جمهورية مص ر العربية. (٤) ا مي س ينغر Singer) (Amy وهي متخص ص ة بالفترة العشمانية ولها كتاب مش هور بعنوان: Palestinian Peasants and Ottoman Officials: Rural Administration around Sixteenthcentury Jerusalem (Cambridge, 1994). (٥) ص در الكتاب موءخرا في نهاية س نة ٢٠٠٢ بعنوان Constructing Ottoman beneficence: An Imperial Soup Kitchen in Jerusalem (New York: State University of New York).
ملف القدس 121 ت وجت هذه الجهود بما يقوم به المكتب الفني في موءس س ة التعاون من دراس ات مس تفيض ة عن هذا المجمع تغطي المناحي التاريخية والمعمارية والميكانيكية والكهرباءية تمهيدا لترميمه وص يانته ومده با س باب المنعة والبقاء. وتس عى الدكتورة ش ادية طوقان مديرة المكتب الفني لا خراج دراس ة عن مجمع دار الا يتام الا س لامية تغطي مش روع الترميم وتمد المعرفة بمعلومات معمارية وتاريخية ش املة. يوجد مجمع خاص كي س لطان ا و كما يس مى بالوقفية (٦) ''العمارة العامرة'' في قلب البلدة القديمة من مدينة القدس حيش يبعد نهو ١٥٠ مترا ا لى الغرب من باب الناظر ا حد ا بواب الهرم الش ريف. العمارة العامرة (خاص كي س لطان) الواجهة الجنوبية للمجمع بمهاذاة عقبة الس رايا. والمدخل الش مالي للمجمع يقع في طريق عقبة التكية والتكية تعني في لغة ا هل القدس العامية مكان الا كل المجاني. والمدخل الجنوبي يقع في طريق عقبة الس رايا والس رايا تعني مقر الهاكم ا و الوالي نس بة ا لى مقر المهافظ العشماني قبيل الانتداب البريطاني ومبنى رباط (١٩١٧ ١٩٤٨). ويهيط بالمجمع من الش رق مبنى المدرس ة الماوردية (٧) وقد تداخلت واندمجت هذه بايرام جاويش ومن الغرب قص ر الس ت طنش ق المظفرية. (٨) المباني بعض ها في بعض منذ زمن بعيد وش كلت وحدة معمارية معقدة ا طلق عليها اليوم اس م ''دار الا يتام الا س لامية''. (٩) ينس ب هذا المجمع كما يلاحظ من اس مه ''خاص كي س لطان'' ا لى روكس لانه (Roxelane) (٦) نش ر وترجم النص التركي العشماني لهذه الوقفية الس يد ا س طفان في س نة ١٩٤٤: St. H. Stephan, "An Endowment Deed of Khassaki Sultan, dated the 24th May 1552," QDAP, 10, 1944, pp. 170-192. (٧) المدرس ة الماوردية والتي عرفت في الكشير من الموءلفات خطا بالرص اص ية واعتبرت جزءا من رباط بايرام جاويش هي مدرس ة مس تقلة منفص لة عن الرباط. في ش ا ن هذه المدرس ة والرباط ا نظر: Yusuf Natsheh, "Catalogue of Buildings, no. 28: Al-Madrasa al-mawardiyya (Rasasiyya)," in Auld and Hillenbrand, eds., op. cit., part II, pp. 868-881. (٨) يقوم المكتب الفني بالتعاون مع كاتب المقال با عداد كتيب عن هذا القص ر يوءمل نش ره في نهاية س نة ٢٠٠٣ ليس اهم في جهود المكتب في مش روع التوعية الجماهيرية لعماءر البلدة القديمة في القدس. (٩) من الجدير بالذكر ا ن مدرس ة دار الا يتام الا س لامية قس مان: الا ول ص ناعي الطلاب فيه ا م ا داخلي يقيمون بالمدرس ة وا م ا خارجي يذهبون بعد التدريب ا لى بيوتهم الشاني ا كاديمي يدرس فيه الطلاب المناهج المعتمدة في المدارس الفلس طينية الا خرى.
122 مجلة الدراس ات الفلس طينية 55 ص يف 2003 زوجة الس لطان العشماني س ليمان القانوني (١٥٢٠ ١٥٦٦) والتي تعرف باس م خ رم الذي يعني الض احكة ا و المرحة. لكنها تعرف في المص ادر العشمانية باس م خاص كي س لطان الذي يعني ا ثيرة الس لطان ا و مهبوبة الس لطان. وقد اس تغرق بناء المجمع نهو ا ربعة ا عوام (١٥٥٢ ١٥٥٦) وهو ليس ا كبر وا وس ع موءس س ة خيرية في القدس فقط بل في فلس طين كلها ا يض ا. لم يكن يدور في خلدي وا نا طفل ص غير لم ا تجاوز الشامنة من عمري في مطلع الس تينات من هذا القرن وا نا ا دخل المجمع ا ول مرة ا ن علاقتي به لن تنقطع ا بدا وا نها س تس تمر ا لى درجة ا ن يش كل هذا المجمع العمود الفقري لا طروحتي لنيل درجة الدكتوراه في العمارة الا س لامية العشمانية في القرن الس ادس عش ر. (١٠) والواقع وما ا ختزنه من ذكريات يش يران ا لى ا ن علاقتي بهذا المجمع مرت با ربع مراحل. ا ذكر جليا ا ن المرحلة الا ولى تعود ا لى ا يام الطفولة ا س عد الا يام وا حلاها على الرغم من ص عوبتها وقس وتها على فلس طينيي البلدة القديمة حيش كانت فرص العمل مهدودة. ا ذكر كيف كنا نتنادى ا نا ورفاقي في الهي المجاور لخاص كي س لطان في عقبة الس رايا في الص باه الباكر بعد ش روق الش مس بقليل كي نذهب لا حض ار الش وربة المجانية من مطبخ خاص كي س لطان. حينما كنا نذهب كانت ا زقة البلدة القديمة هادءة تخلو من المارة عدا المبكرين ا لى ا عمالهم ورجال البلدية الذين يهافظون على النظافة ويقومون بجمع النفايات عملا لا قولا كما نراهم اليوم. ا ذكر طرافة ا ش كال الا وعية التي كنا نجلب فيها الش وربة وكيف ا ن البعض كان يص هب معه وعاء كبيرا ا ملا بالهص ول على كمية ا كشر من المغرفة التي حددتها الواقفة خاص كي س لطان لكن من دون جدوى. كنا غالبا نص ف ''طابور'' بالدور ننتظر ا حيانا نض ج الش وربة وا حيانا كنا ببراءة الا طفال الص غار وحذلقتهم نتدافع ونتناص ر لبعض نا البعض ا ملين بالعودة المبكرة من ناحية وبالهص ول على الش وربة قبل نفاد الكمية من ناحية ا خرى. ما زلت ا تص ور فرحة الا طفال الذين كانوا يهص لون على الش وربة. لكن ا تذكر بص ورة ا قوى وا وض ه خيبة الا مل والهس رة التي كانت تص يب الا طفال حين تنفد الكمية. كان البعض يهس با نه فقد ش يي ا ثمينا على الرغم من ا نها ش وربة بس يطة. في تلك الس نين من س تينات ذلك القرن كنا كا طفال نهس بالرهبة حينما نش اهد وعاء الطبخ الكبير جدا (١١) وعلو المداخن والقبة المركزية فوق قاعة الطبيخ. كان ا هل القدس يا خذون الش وربة لتس د لبعض هم رمق وجبة الفطور والهاجة كانت الدافع الا ول ا لى ذلك. لكن ثمة عاءلات كانت ترس ل ا طفالها بدافع البركة ولمذاق الش وربة الش هية المميزة الذي كان يتعذر الهص ول على مشيله في مطابخ البيوت. كانت تلك الش وربة تهل ى بالس كر في (١٠) ا جيزت الا طروحة من جامعة لندن كلية الدراس ات الش رقية والا س يوية (SOAS) في داءرة الفنون والا ثار ا واخر س نة ١٩٩٧ بعنوان: Y. Natsheh, "Sixteenth Century Ottoman Public Buildings in Jerusalem: A Study based on the Standing Monuments and the Evidence of the Jerusalem Sijill," Ph.D. Thesis, School of Oriental and African Studies, University of London, 1997. (١١) من حس ن الطالع ا ن هذه الا وعية معروض ة الا ن ض من مهتويات المتهف الا س لامي في الهرم الش ريف.
مجمع خاص كي س لطان المعماري ملف القدس 123 الا غلب وقلة كانت تض يف ا ليها س منا ومكس رات. كانت مجموعة من تجار البلدة القديمة في القدس المقتدرين ترس ل ا حيانا من يهض ر لها ش وربة رغبة في مذاقها واعتقادا منها ببركة ا كلها وعليه فالش وربة في القدس مشل س ماط ا براهيم الخليل لم تقتص ر على الفقراء بل على المقتدرين وعلى من يرغب في التذوق ا يض ا. بعد وقوع القدس تهت الاحتلال الا س راءيلي في حزيران/يونيو ١٩٦٧ انقلبت ا وض اع الس كان وتغيرت ا حوالهم. كانت عاءلتي حينها قد انتقلت من البلدة القديمة ا لى منطقة را س العمود التي تبعد نهو ٢ كم ا لى الش رق من ا س وار القدس وذلك لض عف البنية التهتية للبلدة القديمة ولص عوبة تا هيل كشير من البيوت الس كنية كي تتهمل تقليص المس احة الس كنية الذي ا حدثه تفريغ حارة الش رف وحارة المغاربة من س كانهما الا مر الذي ا دى ا لى ض غط على الا حياء الا خرى لاس تيعاب هوءلاء الس كان على الرغم من ا ن عددا من س كان تلك الا حياء كان نزه ا لى الا ردن مباش رة بعد س نة ١٩٦٧. وعلى الرغم من انتقالي من البلدة القديمة فا ن ض اءقة التعليم ومنهاجه س رعان ما عادا بي ش خص يا لا ا لى البلدة القديمة ثانية وا نما ا لى خاص كي س لطان مباش رة لكن هذه المرة لتلقي العلم لا لتناول الش وربة. ومن المعروف ا ن الس لطات الا س راءيلية س ارعت بعد س نة ١٩٦٧ ا لى فته المدارس الهكومية التي كانت تدرس المنهج الا ردني رغبة منها في تطبيع الهياة بعد الاحتلال بالس رعة الممكنة. لذا التهقت وا قراني بالمدرس ة خاص تنا لكن ما لبشنا ا ن اكتش فنا كطلاب ا ن المناهج تغيرت وتبدل وتهور ما فيها من معلومات ومختارات فتم ا حلال ا يات من القرا ن الكريم بدلا من ا يات س ابقة وا دخل ش عر الش اعر الجاهلي الس موا ل بن عاديا وذلك على س بيل المشال لا الهص ر. لكن التغيير ا ص اب معظم الموض وعات الا دبية والشقافية الا مر الذي جعل الطلاب في تناقض مس تمر مع ما درس وه في الماض ي وما يدرس ونه في المناهج الا س راءيلية وهذا ا دى ا لى نقاش وص ل ا حيانا ا لى حد التص ادم الفكري مع المدرس ين وخص وص ا ا ن بعض هم لم يكن من الا كفياء الموءهلين ممن تم تعيينهم حديشا لعزوف ورفض ا غلبية المربين العمل مع الس لطات الا س راءيلية في حينه. وخلاص ة القول: ا ن النتيجة كانت ا ن هذا المنهج لن يكفل لنا النجاه ا و الاس تمرار في التعليم الجامعي ولا بد من اس تبداله. وتزامن في الوقت نفس ه ا ن تداعى نفر (١٢) من المربين الا فاض ل والمدرس ين المخلص ين ا دراكا منهم للمش كلة وا بعادها وبالتنس يق مع الموءس س ات التربوية في الا ردن وعملوا على فته مدارس وطنية كي تهل مهل المدارس الهكومية لتدريس المنهج الا ردني. ومن تلك المدارس كانت مدرس ة دار الا يتام الا س لامية التي اتخذت من خاص كي س لطان والماوردية ورباط بايرام جاويش مقرا لها. حين عدت ا لى هذا المجمع طالبا على مقاعد الدراس ة في عام ١٩٧٠/١٩٦٩ بدا ت (١٢) ا ذكر من هوءلاء الا س اتذة الكرام على س بيل المشال كلا من المرحوم توفيق ا بو الس عود وا حمد عبد اللطيف وحس ني الا ش هب. ولا يزال كشيرون من هوءلاء المدرس ين يواص لون العطاء في ميدان التعليم وفي ميادين ا خرى كالا س تاذ زيدان ا بو زياد المدرس في المدرس ة الما مونية والمهامي ا براهيم قندلفت مس وءول في وزارة الا وقاف ومس تش ار الوزير للش وءون المس يهية. وفض يلة الش يخ عبد القادر عابدين مفتي القدس وقاض ي القض اة الس ابق (توفي في ا واس ط حزيران/يونيو ٢٠٠٣) والدكتور ا حمد فهيم جبر عميد كلية الا داب في جامعة القدس.
124 مجلة الدراس ات الفلس طينية 55 ص يف 2003 العمارة العامرة (خاص كي س لطان) منطقة القس م الش مالي الش رقي من المجمع. علاقتي بالمرحلة الشانية تتبلور. والواقع ا نني والطلاب ص دمنا بواقع المدرس ة الجديد علينا. فهي ذات مدخل معتم ودرج طويل ض يق لها س احات لكن ذات مس تويات مختلفة البلاط قديم جميل لكن فيه حفرا كبيرة وبهاجة ا لى ص يانة الغرف ا م ا واس عة جدا وا م ا لا يوجد في المدرس ة ض يقة لا تفي بالغرض ومن كليهما كانت القص ارة تتس اقط. (١٣) ملاعب ومختبرات ومكتبة وبدا لنا ا ن الانتقال من المدرس ة الراش دية ا لى هذه المدرس ة كالانتقال من العص ور الهديشة ا لى العص ور الهجرية. على الرغم من هذه الص ورة القاتمة فقد اس تقطبت هذه المدرس ة على ض عف ا مكاناتها طلابا كشيرين ا ص به الا ن عدد منهم من مشقفي البلدة القديمة والقدس ومن المدرس ين في المدرس ة ذاتها ا يض ا. وس اعد في نجاه هذه المدرس ة عاملان: الا ول تمشل برفض الس كان والطلاب للمنهج الا س راءيلي في التدريس والشاني تولي ا دارة هذه المدرس ة مدرس ون وتربويون ا فاض ل من ا بناء فلس طين ممن عرفوا با خلاص هم ووفاءهم وثقافتهم العالية فعوض وا بذلك عن وس اءل الا يض اه والترفيه التي كانت معدومة وعن المش كلات التي لا حل معقولا لها. عندما عدت ا لى هذه المدرس ة في ا واخر المرحلة الشانوية انتعش ت ذكرياتي الا ولى عن هذا المجمع. ومع فارق الوعي بين المرحلتين فا ن اهتمامي ووعيي الا ثري للمجمع لم يتجاوزا معرفتي المهدودة ليص لا ا لى س بر غور تاريخه العريق. كنت وزملاءي في الص ف (١٣) على الرغم من الجهود الخيرة لا ص لاه ص فوف هذه المدرس ة فا ن الا وض اع لم تتهس ن كشيرا الا مر الذي حدا مديرة المكتب الفني لموءس س ة التعاون الدكتورة ش ادية طوقان وبالتش اور مع داءرة الا وقاف الا س لامية على ا دراج هذا المجمع ض من مش اريع نداء الش ارقة الذي نظمته موءس س ة التعاون في ا واخر س نة ١٩٩٨ فهظي بدعم س خي. والا مل كبير با ن تتم العناية بهذا المجمع بص ورة ش املة قريبا ووفق ا فض ل المس تويات العلمية.
مجمع خاص كي س لطان المعماري ملف القدس 125 والمدرس ة نتجول بين جنبات المجمع ننظر في نس يجه المعماري ندرك ا نه قديم ومرتبط بتاريخنا لكن لم نكن نعرف تاريخ المجمع ولا تطوره المعماري ولا المغزى الذي يكمن وراء اهتمام الزوار والس ياه به. ولا س ر التقاطهم الص ور الفوتوغرافية للواجهات والمداخل والزخارف الجميلة. بعد حص ولي على درجتي العمارة العامرة (خاص كي س لطان) الواجهة الجنوبية لداءرة العدلية. الجامعية الا ولى من جامعة القاهرة في الا ثار الا س لامية س نة ١٩٧٧ وقع على عاتقي مع زملاء ا خرين ا نش اء قس م للعناية بالا ثار الا س لامية تابع لداءرة الا وقاف الا س لامية في الهرم الش ريف. وبعد فترة وجيزة حظيت برءاس ة هذا القس م حتى تاريخه. وحينها بدا ت المرحلة الشالشة من العلاقة التي ربطتني بهذا المجمع المعماري. هذه المرحلة يمكن ا ن تعتبر مرحلة بداية تكون الوعي الا ثري والمعماري لدي لا لهذا المجمع فقط بل ا يض ا للبلدة القديمة في القدس بش كل عام. بدا ت علاقتي تتنامى مع مرور الزمن وخص وص ا عندما كنت ا ص هب طلاب الجامعة والمهتمين في زيارات ميدانية اس تكمالية لا رش دهم في العماءر والمباني الا س لامية فكان هذا المجمع يهظى بالتقدير والا عجاب. بلغت علاقتي بمجمع خاص كي س لطان الا وج حينما وقع اختياري على ''المباني العشمانية العامة في القرن الس ادس عش ر'' لتكون موض وعا لا طروحتي للدكتوراه في س نة ١٩٩٢. ومنذ ذلك الهين وا نا لم ا نقطع عن التردد على هذا المجمع مهاولا الا جابة عن الا س ي لة المس تعص ية التي لم ا جد لها جوابا في الس ابق. كنت ا زور المجمع لا حاول الا جابة على قض ية فتظهر لي عدة قض ايا جديدة بهاجة ا لى ا جابة ش افية. ا ن من المس اءل المهمة التي يطرحها هذا المبنى الكبير حدوده ومكوناته حينما بني في ا ول الا مر في القرن الس ادس عش ر ومن هم المعماريون الذين بنوه. هل هم مهليون وا ذا كان الجواب س لبا فمن ا ي المناطق قدموا وهل ص هيه ما ا ش يع من ا ن المهندس العشماني الذاءع الص يت س نان هو الذي ص مم المجمع وا ذا كان كذلك فا ين نجد ا س لوبه وتا ثيره في العمارة في القدس الش ريف ا ن هذه النقاط مشار الجدل والخلاف وغيرها تكتس ب ا همية كبرى ا ذا ما ا دركنا ا ن مجمع خاص كي س لطان هو مجمع س لطاني كان موض ع اهتمام ورعاية معظم الس لاطين العشمانيين على امتداد ا ربعة قرون وا ن المطبخ الس لطاني الذي خص ص ا ص لا للفقراء والص وفية من المجاورين في بيت المقدس ما زال يقدم الطعام ا س بوعيا والش وربة يوميا ا لى الراغبين والمهتاجين على الرغم من ض ياع وطمس جميع ا راض ي الوقف وخص وص ا بعد س نة ١٩٤٨. ا ن هذا المجمع حينما ا س س كان يتا لف من عدة ا قس ام بعض ها ما زال قاءما وبعض ها اندثر مع الا يام والزمن. وكان من مرفقاته وا قس امه: خان كبير لنزول المس افرين والتجار مس جد ذو قباب وعقود لا قامة الص لوات وقراءة القرا ن والدعاء للواقفة بهس ن ا عمالها
126 مجلة الدراس ات الفلس طينية 55 ص يف 2003 رباط موءلف من ٥٥ غرفة لا قامة الص وفية والفقراء والمجاورين في بيت المقدس. وا خيرا ا س س مطبخ كبير ا لهق به فرن وطاحونة وعدة مخازن وس بيل لتوفير المياه العذبة للمقيمين وللطبخ. لقد ا وقفت خاص كي س لطان على مش روعها الخيري الاجتماعي الكشير من الا وقاف لتكفل له دوام البقاء والاس تمرارية. وكانت من الس خاء بهيش ا ن جميع الدخل الناتج لنهو ٣٠ بلدة وقرية فلس طينية وغير فلس طينية كان يص ب في ميزانية هذا المش روع. وا ردفت هذه القرى ومزارعها وحقولها بنهو ا ربع قرى ا ض افية من وقف الس لطان س ليمان القانوني لدعم الوقف بعد وفاة زوجته خاص كي س لطان مباش رة. وقد كانت هذه القرى موزعة على عدة مناطق وولايات في غزة ونابلس والقدس وص يدا وطرابلس الش ام. ا ش رف على ا دارة هذه الموءس س ة مجموعة من كبار موظفي الا دارة العشمانية. وكان متولي الوقف يرس ل من ا س تنبول مباش رة وكان يعاونه وتهت ا دارته نهو خمس ين موظفا. كل منهم موكل بعمل مهدد وفق ش روط الوقفية وتوص يف وظيفي مفص ل. فقد كان هناك ش خص يش رف على غس يل الكوءوس التي يش رب بها وا خر لتنقية الا رز وكان هناك طباخان وثلاثة مس اعدين لهم بالا ض افة ا لى مرمم ورجل ص يانة للهفاظ على المبنى. وهذه ا مشلة فقط لما كانت عليه هذه الموءس س ة من نش اط وعطاء في القرن الس ادس عش ر. وقد وص لت رواتب هوءلاء الموظفين الس نوية ا لى ما يقرب من ٧٩,٥٠٥ دراهم فض ية غير مص اريف الا كل والنفقات الا خرى الجارية. ومع ا نني ا نجزت دراس ة وافية راءدة عن هذا المجمع المعماري (ا نظر حاش ية ١) تض منت الكشير من الص ور الفوتوغرافية والمخططات الهندس ية والزخرفية مدعمة بوثاءق معاص رة وا ص لية حاولت فيها جاهدا الا جابة عن معظم الا س ي لة الفنية والتاريخية التي تشيرها دراس ة هذا المجمع ا لا ا نني حينما ا زور هذا المبنى بين الفينة والا خرى وا رى جموع الا طفال تتناول الش وربة ا تس اءل ما ا ذا س يقد ر لا حد هوءلاء الا طفال ا ن يقوم مس تقبلا بنقد دراس تي وتقديم وجهة نظر مغايرة ويربط الماض ي بالهاض ر والمس تقبل. وا ود ا ن ا ختم هذه الذكريات بالقول ا ن علاقتي بالش وربة لم تنقطع. ا ذ ا نني وزملاءي في قس م الا ثار الا س لامية حينما نفتقد الش وربة نرس ل من يهض ر لنا كمية منها لنتذوقها ونس تمتع بها لكن لا ش يء يض اهي طعم ش وربة الطفولة. لعل الهنين ا لى الماض ي ا لى ا يام الطفولة البريي ة والهرية التلقاءية وراء هذا الش عور والموقف. ا نه لمن حس ن طالعي ا نني ا س تطيع ا ن ا تجول في ا ماكن طفولتي وا تذكر الا يام الماض ية من عمري ومس يرتي على النقيض من كشيرين من الش باب الفلس طينيين الذين يهول بينهم وبين ا ماكن الماض ي وذكرياته المنفى القهري لهم. ا ن ذكرياتي وعلاقتي بخاص كي س لطان في البلدة القديمة في القدس ليس ت ذاكرة ووجدانا ا نها بالنس بة ا لي وا لى كشيرين من ا بناء القدس الوجود والهياة والاس تمرارية لمس تقبل ا فض ل على الرغم من كل المنغص ات اليومية ومن كل الغيوم المخيمة على ا جواء البلدة القديمة في هذه الا يام. لكن الا مل بس لام حقيقي للقدس على الرغم من ا نه لا يلوه في الا فق الا ن يبقى جذوة لن تخمد ا بدا.