بسم االله الرحمن الرحيم عباد االله: اتقوا االله ربكم حق التقوى فا ن حق التقوى أن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يذكر فلا ينسى فاستعينوا بنعم ربكم على طاعته وإياكم وبذلها في معصيته أو تضييع شيء من حياتكم في غير عبادته وما يوصلكم إلى مرضاته وجنته فا ن الحياة لحظات محدودة وأنفاس معدودة والا عمال من ربكم مشهودة وغدا يقول الغافل عن الا جل والمفرط في العمل رب لولا واالله خبير أجلها يو خر االله نفسا إذا جاء ولن أجل قريب فا صدق وأكن من الصالحين * أخرتني إلى بما تعملون ثم إنكم بعد ذلك بين يدي ربكم موقوفون فمحاسبون وبا عمالكم مجزيون وعلى تفريطكم نادمون ) وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ( فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا تعرضون لا تخفى منك م خافية. يومي ذ وزنوها قبل أن توزنوا وتا هبوا للعرض الا كبر على االله عباد االله: إنكم مسي ولون عن نعم االله عليكم ماذا قابلتموها به من شكره وعبادته ومحاسبون على تقصيركم في الاستعانة بها على ذكره وطاعته ويا ويح من بذلها في سخطه ومعصيته ث م لت سا لن النعيم. يومي ذعن روي عن النبي صلى االله عليه وسلم ما يفيد أن الناس يسا لون عن شبع البطون وبارد الشراب وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم وثبت أن النبي صلى االله عليه وسلم خرج يوما من منزله بسبب الجوع فلقي أبا بكر الصديق في الطريق فسا له ما أخرجه فقال: الجوع ثم لقيا عمر فسا لاه عما أخرجه فقال: الجوع فمضوا حتى أتوا نخلا لا حد الا نصار ففرح بهم فضيفهم وذبح لهم شاة وقدم لهم عذقا من النخل فيه بسر ورطب وماء بارد فلما أكلوا وشربوا من الماء البارد قال صلى االله عليه وسلم كمافي(م): «هذا من النعيم الذي ستسا لون عنه يوم القيامة».
عباد االله: إذا كان الا نسانمسي ول عن الشبعة والشربة التي لم يعاني في تحصيلها مشقة ولم يبذل فيها نفقة فكيف بما نتمتع به هذا الزمان من ألوان النعم وأصناف المنن من ذي الجود والكرم لقد منحنا االله منحا كريمة وأسبغ علينا نعما عظيمة عقيدة صحيحة ودينا قويما وعلما أثريا أصيلا وصحةفي الا بدان وأمنا في الا وطان ووفرة في الا رزاق مع الا لفة والاجتماع على الخير والوفاق ورفاهية في الملابس والما كل والمشارب وراحة في المساكن والمراكب وطما نينة في النفوس وكم لنا فيما يجري حولنا من العبر والدروس وراحة من الهموم المقلقة المنغصة وفراغا من الا شغال الشاقة المتعبة وهذه واالله نعمكبرى قد ن زعت من كثير ممن حولنا من الا مصار حتى خلت منها أوطان وأقطار وما ذلك إلا بسبب كفرهم لها ومكرهم بها أناء الليل وآناء النهار فاشكروا ربكم على سوابغ نعمه واسا لوه المزيد من فضله وجوده وكرمه واستيقنوا أنكم عنها مسي ولون وانظروا فيما غدا ستجيبون فا عدوا للسو ال جوابا وليكن الجواب صوابا فا ن كثيرين من الناس قد صرفوا أعمارهم واموالهم وما متعهم االله به في غير طاعته وهذا خسران مبين وأخسر منهم من بذل هذه الا شياء في معصية رب العالمين وفي الحديث الذي خرجه ) ت ( وحسنه عن النبي صلى االله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد حتى يسا ل عن عمره فيم أفناه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه». عباد االله: لقد ذكركم ربكم بشيء من جلاي ل نعمته وحثكم على شكرها والاستعانة بها على طاعته بعد أن أمركم بسرعة الاستجابة لدعوته وحذركم مما يصيب به الظالمين من فتنته وشديد عقوبتة فقال ) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن االله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون واتقو ا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن االله شديد العقاب واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الا رض تخافون أن يتخطفكم الناس فا واكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ). ولقد توعد ربكم بشديد العذاب من كفر كما وعد لشديد فاحذروا ولي ن كفرتم إن عذابي لي ن شكرتم لا زيدنك م ربك م تا ذن شكر وإذ بالمزيد لمن
عباد االله من كفر النعم فا نه موجب للزوال والنقم واستعيذوا به من الفتن ما ظهر منها وما بطن فا ن الفتن سلابة للنعم الكبرى مورثة للمصاي ب العظمى.
الخطبة الثانية: الحمد الله: عباد االله: إن كثيرين من الناس اليوم بنعم االله يتمتعون وبكفرها يجاهرون فلا ينسبونها إلى االله ولا يستعينون بها على طاعته وهداه ولا يتقون ما يسخطه ويا باه فتجدهم يشبعون ويتمتعون با صناف النعم ثم يضيعون فراي ض الصلوات ويرتكبون جهرة عظيم المنكرات ويمضون أوقاتهم ويهلكون يا كلوا ويتمتعوا ويلههم الا مل فسوف يعلم ون ذرهم أموالهم في اللهو والغفلة وأنواع المنكرات فكم من الناس من يسهر الليالي الطوال على قبيح الا فلام وكم منهم من يشغل المجالس بفاحش الكلام وكم من الناس من يغتنم الا جازة للخروج للبراري والمنتزهات ليقيموا فيها أياما مسرفين في الطيبات متخلفين عن الصلوات ومنهم من يتعاطى الخمور والمخدرات ويباشر" واالله يراه" فظيع المحرمات وربما سهروا على عزف وغناء ترتج منه الا رض والفضاء ويضج من جاورهم والمو منات بغير ما المو منين والذين يو ذون من صالح العباد إلى االلهبالدعاء يشكو إليه أذى هو لاء فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا في(خم) عن النبي صلى االله عليه وسلم قال : «كل أمتي اكتسبوا معافى إلا المجاهرين» فالمجاهر بالمعصية ليس في عافية بل هو عرضة للعقوبة التي قد تحل به فجا ة ربك إذا أخذ القرى وهي وكذلك أخذ وفيهما أيضا«وإن االله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» أليم شديد. ظالمة إن أخذه عباد االله: ومن الناس من سافر في الا جازة إلى بلاد الشرك والفساد ومواطن الا لحاد وشرار العباد ليخلي بين نفسه وبين ما تشتهي من الشهوات المحرمة والا فعال القبيحة والمظاهر المخزية في مواخير الزنا وحانات الخمور وأماكن عظاي م الا مور بعيدا عن أنظار أهل الخير وربك بما يعمل الظالمون. تحسبن االله غافلا عما يعملون خبير ولا
عباد االله: إنقصد ديار الكفار لغير غرض شرعي ترجحت مصلحته ضرر محض على الدين والنفس والعرض فا نه مع مظنة الوقوع في أنواع الفواحش والمنكرات وتضييع الفراي ض والواجبات مخاطرة بالنفس بتعريضها لمواطن الهلكات فضلا عما يحيط بالمرء من أخطار لصوص القلوب ولصوص الجيوب والا قامة بين ظهراني الكافرين والمشركين بعلام الغيوب ولقد برىء النبي صلى االله عليه وسلم من مسلم يقيم بين ظهراني الكافرين ووصف االله تعالى الذين ماتوافي ديار الكفر مع القدرة على الهجرة بالظالمين وتوعدهم بالنار مع الخاسرين إن الذين توفاهم مستضعفين في الا رض قالوا ألم تك ن أرض االله واسعة فيم كنتم قالوا كنا أنفسهم قالوا ظالمي الملاي كة جهنم وساءت مصيرا. فتهاجروا فيها فا ولي ك ما واهم فاتقوا االله عباد االله: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى االله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون واشكروا نعم االله بالقول والعمل وانسبوها إليه واستعينوا بها على طاعته وتزودوا بعمل صالح من سوء تود لو أن بينها وبينه عملت من خير محضرا وما عملت كل نفسما تجد يوم تسرون به بالعباد. واالله رءوف بعيدا ويحذركم االله نفسه أمدا