أوراق كارنيغي معركة دبي اإلمارات العربية المتحدة والحرب الباردة األميركية اإليرانية كريم سجادبور الشرق األوسط I تموز /يوليو 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروكùسل
معركة دبي اإلمارات العربية المتحدة والحرب الباردة األميركية اإليرانية كريم سجادبور الشرق األوسط I تموز /يوليو 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروكùسل
2011 موؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدويل. جميع احلقوق حمفوظة. مينع نùسخ اأو نقل اأي جزء من هذا املنûشور بÉأي Tشكل اأو بÉأي وSسيلة من دون احلüصول على اإذن خطي من م ؤوSسùسة كارنيغي. يرجى توجيه الطلبات اإىل: مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي قسم املنشورات 1779 Massachusetts Avenue, NW Washington, D.C. 20036 United States P +1 202 483 7600 F +1 202 483 1840 CarnegieEndowment.org info@carnegieendowment.org أوإلى العنوان التالي: مركز كارنيغي للشرق األوسط برج العازارية الطابق اخلامس رقم املبنى 2026 1210 شارع األمير بشير وسط بيروت التجاري بيروت. لبنان تلفون: 961 1 991 291 فاكس: 961 1 991 591 ص. ب: - 11 1061 رياض الصلح www.carnegie-mec.org info@carnegie-mec.org ميكن حتميل هذا املنûشور جمانا من املوقع: http://www.carnegieendowment.org تتوفر أيضا نسخ مطبوعة محدودة. لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي: pubs@carnegieendowment.org
املحتويات متهيد... 1 مقدمة... 3 تقارب مقلق: الإمارات العربية املتحدة و إايران 5... الإيرانيون يف الإمارات العربية املتحدة... 6 العالقات القتüصادية بني اإيران والإمارات العربية املتحدة... 8 مüصادر التوتر وعدم الثقة بني اإيران والإمارات العربية املتحدة 2003... 11 موازنة اإيران مابني دولة االإمارات والواليات املتحدة... 15 جذور الûشراكة الSسرتاتيجية... 16 التهديد الإيراين واملùساعدة الأمريكية... 17 تنامي العالقات التجارية... 19 مراقبة اإيران يف دولة الإمارات... 20 انعدام الثقة املتواUصل... 23 دولة الإمارات والعقوبات على إايران... 23 هل دبي مبثابة هونغ كونغ اإيران... 24 االنüصياع الإماراتي... 27 منعطف جديد لتطبيق العقوبات... 27 طفرة للوSسطاء: دور احلوالة والبح ارة... 29 اأوقات عüصيبة لرجال الأعمال... 31 اخلالUصة... 32 مالحظات... 36 نبذة عن املوؤلف 40... موؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدويل 42...
متهيد مبا أان الواليات املتحدة تùسعى اإىل احتواء طموحات إايران النووية من خالل العقوبات االقتüصادية والعزلة الدبلوماSسية اأUصبحت دولة االإمارات العربية املتحدة ت ضطلع بدور حاSسم ولكن غام ض يف اأغلب ا أالحيان. وت ع د دولة االإمارات العربية املتحدة والSسيما اإمارة دبي أاكرب مüصدر للواردات االإيرانية ونقطة عبور رئيùسة للب ضائع - القانونية وغري القانونية - املت جهة اإىل اجلمهورية االإSسالمية. فقد اأحبطت موانئ دبي ذات النûشاط الüصاخب والتنظيم الف ضفاVض مرارا وتكرارا العقوبات الدولية Vضد اإيران. يف الوقت نفùسه تûشعر احلكومة يف اأبو ظبي باأنها مهد دة متاما من جانب إايران وبالتايل أاقامت حتالفا اSسرتاتيجيا مع الواليات املتحدة. وي ذك ر اأن دولة االإمارات تنفق باليني الدوالرات على االأSسلحة االأمريكية وقد حث مùص ؤوولون اإماراتيون الواليات املتحدة Sسر ا على النظر يف اخليارات املتاحة كافة لوقف الربنامج النووي االإيراين مبا يف ذلك التدخ ل العùسكري. باالإVضافة اإىل ذلك Sسمحت دولة االإمارات للواليات املتحدة باSستخدام دبي وهي موطن ثاين اأكرب جالية إايرانية يف العامل باعتبارها موقعا جلمع املعلومات عن اإيران. حدت توليفة من ال ضغوط االأمريكية ونفوذ اأبو ظبي االقتüصادي والùسياSسي املكتûشف حديثا على دبي بدولة االإمارات إاىل تعزيز تنفيذ العقوبات بûشكل كبري يف الùسنوات االأخرية. مع ذلك تواجه كل من الواليات املتحدة ودولة االإمارات عقبات خطرية يف التمييز بني التجارة القانونية وبني التجارة غري القانونية وقد Tشعرتا برد فعل عنيف من جانب التجار الûشرعيني الذين يûشعرون باأنهم مùستهدفون جورا. قل ة من Uصن اع القرار يف واTشنطن اأو اأبو ظبي تعتقد ب أان العقوبات وحدها Sستعد ل Sسلوك اإيران اخلارجي اأو تقلü ص طموحاتها النووية. لكن اإذا كانت الواليات املتحدة ودولة االإمارات تùسعيان اإىل جتاوز العقوبات واالحتواء العùسكري من اأجل التüصد ي جلذور التهديد ا إاليراين العميقة - خüصوUصا طبيعة النظام االإيراين - فرمب ا جتدان اأن مüصاحلهما خمتلفة على املدى البعيد. 1
مقدمة فيما تخوVض منطقة الûشرق االأوSسط انتفاVضات Tشعبية غاية يف االأهمية وفيما يبدو مùستقبلها لقمة Sسائغة اأUصبحت خماوف اأمريكا التي طال اأمدها يف Tصاأن اجلمهورية االإSسالمية االإيرانية اأكرث حد ة. فاملùصوؤولون االأمريكيون اإVضافة اإىل نظرائهم العرب واالإSسرائيليني قلقون ا آالن الحيال اSستمرار حتد ي طهران النووي وحùسب بل اأي ضا يف Tصاأن جهودها الهادفة إاىل تعزيز مكانتها من خالل قولبتها االVضطرابات الûشعبية التي زعزعت اأنظمة عربية واأSسقطتها يف اأرجاء املنطقة. حتى االآن رك زت واTشنطن على طريقتني بüصفة عامة الحتواء نفوذ اإيران ا إالقليمي وكبح طموحاتها النووية. اأوال رك زت على االإكراه الùسياSسي واالقتüصادي الذي ات خذ Tشكل قرارات عقوبات عديدة اأحادية ومتعد دة االأطراف وUصادرة عن االأمم املتحدة. ثانيا رك زت على تقدمي مùساعدات عùسكرية كبرية جلريان اإيران العرب. ففي فلùسطني ولبنان والعراق واخلليج اTشتبكت واTشنطن وطهران بûشكل مباTشر اأحيانا ولكن عن طريق وكالء وحلفاء يف كثري من االأحيان يف Uصراع عنيف غالبا على الùسلطة والنفوذ االإقليميني. يف دولة االإمارات الüصغرية جتري معركة اأكرث هدوءا لكن التقل مüصريية بني الواليات املتحدة واإيران منذ فرتة طويلة يف جماالت التجارة والدبلوماSسية واالSستخبارات. فدولة ا إالمارات التي تقع على بعد 56 كلم من اإيران عرب م ضيق هرمز فريدة من نوعها من حيث أانها جتمع بني Tشبكات واSسعة من العالقات التجارية والûشخüصية مع اإيران وعالقة اSسرتاتيجية وثيقة مع واTشنطن. وبالتايل فقد اأUصبحت تلعب دورا حاSسما واإن كان يف كثري من االأحيان غام ضا يف التنافùس بني الواليات املتحدة واإيران. للوهلة االأوىل تûشبه العالقة بني االأطراف الثالثة مثل ثا غري متناSسق: قوة عظمى )واTشنطن( وقوة اأUصغر )دولة االإمارات( غالبا ماحتتار دولة الإمارات بني إامارة أابو ظبي التي ترك ز على الأمن وبني اإمارة دبي ذات التوجهات التجارية. تتعاونان لكبح طموحات قوة اإقليمية طاحمة )طهران(. ومنافùسات القوى الثالث هي جيوSسياSسية وح ضارية واإديولوجية يف الوقت نفùسه. مع ذلك اإذا نظرنا عن كثب فùسرنى اأن دولة ا إالمارات غالبا ماحتتار بني اإمارة اأبو ظبي التي ترك ز على االأمن وبني اإمارة دبي ذات التوجهات التجارية. ودولة االإمارات ليùست الطرف الوحيد الذي لديه مüصالح منقùسمة. فغالبا مايتم جر إايران يف اجتاه بفعل الطموحات االإديولوجية لنظامها ويف اجتاه اآخر بفعل التطلعات الرباغماتية لتج ارها. ت ع د دبي وهي ثاين اأكرب اإمارة بعد اأبو ظبي يف دولة االإمارات موطنا لواحدة من أاكرب اجلاليات االإيرانية يف العامل. وقد منعت قرارات العقوبات الüصادرة عن االأمم املتحدة ت ضاف اإليها بيئة 3
معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية االأعمال يف اإيران ذات التنظيم الûشديد وغري امل ضيافة التجار واملùستثمرين الدوليني من التعامل مباTشرة مع اإيران. وتوف ر موانئ دبي املùستقرة ذات التنظيم الف ضفاVض بديال جذابا للتجار الûشرعيني وغري الûشرعيني الذين يرغبون يف ممارSسة التجارة مع اإيران. نتيجة لذلك يتدف ق جزء كبري من الüصادرات والواردات االإيرانية عرب دبي. وعلى الرغم من أان ال ضغوط ا أالمريكية وعقوبات االأمم املتحدة جنحت يف احلد من العالقات االقتüصادية بني اإيران ودولة ا إالمارات يف االأTشهر االأخرية اإال اأن دولة االإمارات التزال واحدا من املüصادر الرئيùسة لواردات طهران. على الرغم من دور احلكومة االحتادية االإماراتية يف اأبو ظبي يف متكني إايران من تقوي ض العقوبات الدولية تخفي هذه احلكومة Tشكوكا هائلة يف Tصاأن طموحات»الهيمنة«االإيرانية وتûشعر باأنها مهد دة متاما بùسبب برناجمها النووي. بالتايل أاقامت حتالفا اSسرتاتيجيا قويا مع الواليات املتحدة وحاولت يف الùسنوات ا أالخرية ممارSسة Vضبط النفùس يف Tصاأن عالقات جارتها دبي مع اإيران. ونظرا إاىل عالقاتها اخلالفية مع اإيران Tشك لت دولة االإمارات العربية املتحدة مايûشبه حقال ت خت رب فيه الùسياSسات االأمريكية جتاه طهران. دولة ا إالمارات هي هدف رئيùس لتنفيذ العقوبات الدولية وقد اSستثمر املùصوؤولون االأمريكيون قدرا كبريا من الوقت واملوارد يف حماولة كبح جماح جتارة دبي غري املûشروعة املزدهرة مع اإيران. دولة ا إالمارات هي اأي ضا واحدة من أاكرب اأSسواق Uصادرات االأSسلحة االأمريكية. فقد اTشرتت اأبو ظبي اأكرث االأSسلحة املتاحة تطورا وكلفة. عالوة على ذلك ويف ظل غياب وجود دبلوماSسي اأمريكي رSسمي يف طهران تùستخدم واTشنطن دولة االإمارات كموقع تراقب وتفùسر من خالله الديناميكيات الداخلية الùسياSسية والûشعبية يف اإيران. ويف ظل اقرتاب طهران اأكرث من امتالك قدرة على Uصنع اأSسلحة نووية واTشتداد التنافùس بني الواليات املتحدة واإيران على النفوذ االإقليمي جتد دولة ا إالمارات Uصعوبة متزايدة يف التوفيق بني تناق ضاتها الداخلية. ويف حني زادت ال ضغوط ا أالمريكية والعقوبات الدولية من Uصعوبة التجارة مع اإيران اليزال قدر كبري من التجارة غري املûشروعة قائما حيث بداأت دوائر حملية قوية وخاUصة يف دبي يف التحذير علنا من االآثار الùسلبية للعقوبات يف فرتة من عدم اليقني االقتüصادي. عالوة على ذلك ثم ة Tشكوك جد ي ة يف كل من واTشنطن واأبو ظبي حول فع الية العقوبات يف احلد من طموحات اإيران النووية. فقد اأUصبحت دولة ا إالمارات العربية املتحدة Tشريكا ميكن االعتماد عليه بûشكل متزايد بالنùسبة إاىل الواليات املتحدة لكن اخلوف والنفعية االقتüصادية منعاها من اتخاذ موقف علني اأقوى Vضد إايران. وبالتايل حاولت ا إالمارات املوازنة بني إارVضاء الواليات املتحدة حليفتها واملدافعة عنها وبني اSستيعاب جارتها إايران. ولعل دراSسة وثيقة للديناميكيات االأمريكية- يف ظل غياب وجود دبلوماSسي اأمريكي رSسمي يف طهران تùستخدم واTشنطن دولة الإمارات كموقع تراقب وتفùسر من خالله الديناميات الداخلية الùسياSسية والûشعبية يف إايران.
كرمي Sسجادبور االإماراتية االإيرانية تقد م روؤى هامة عن التقد م امل حر ز والتحد يات املùستمرة يف اجلهود املبذولة الحتواء اإيران. تقارب مقلق: الإمارات العربية املتحدة واإيران نûصاأت دولة االإمارات العربية املتحدة يف العام 1971 عندما حüصلت املûشيخات القبلية الùسبع التي كانت ت عر ف يف الùسابق باSسم االإمارات املتüصاحلة )اأبو ظبي وعجمان ودبي والفجرية والûشارقة وراأSس اخليمة واأم القيوين( على اSستقاللها من اململكة املتحدة وتوح دت لتûشك ل دولة مûشرتكة. لكن اإذا وVضعنا االSستقالل الرSسمي جانبا فقد حرم طغيان اجلغرافيا دولة االإمارات من االإفالت من ظل جارها االأكرب يف الûشمال اإيران. تعود عالقات اإيران مع االإمارات املتüصاحلة اإىل األف عام م ضت. ومنذ تلك البدايات املبكرة وحتى الوقت احلاVضر نظر الكثري من االإيرانيني الرSسميني واملدنيني على حد Sسواء إاىل جريانهم اجلنوبيني بتعال وراأوا اأن اأراVضيهم تقع Vضمن نطاق النفوذ االإيراين اإن مل تكن تûشك ل Tشبه امتداد الإيران. لهذا الùسبب وقعت خماوف دولة االإمارات يف Tصاأن طموحات اإيران النووية واالإقليمية اإىل حد كبري على اآذان Uصم اء يف طهران. يف العام 2007 كان حممود اأحمدي جناد أاول رئيùس اإيراين يتجûش م عناء زيارة دولة االإمارات العربية املتحدة منذ ثورة العام 1979. وترجع ادعاءات الهيمنة االإيرانية جزئيا اإىل اعتقاد طهران باأن دولة االإمارات احلديثة ب نيت على اأيدي جتار ومهندSسني معماريني وحرفيني من اأUصل اإيراين. فقد هاجر االإيرانيون اإىل ا إالمارات وخüصوUصا اإىل دبي باأعداد كبرية وهم يûشك لون االآن اأكرث من 10 يف املئة من جمموع الùسكان. ويقيم حواىل 450 األف اإيراين اأو Tشخüص من اأUصل اإيراين يف االإمارات مايجعلهم أاكرب جالية اإيرانية يف العامل بعد الواليات املتحدة. وعلى النقي ض من هذه اجلالية االأخرية فاإن االإيرانيني القاطنني يف دبي ياأتون من بالدهم ويذهبون اإليها اأكرث بكثري: هناك اأكرث من 200 رحلة اأSسبوعيا بني دولة االإمارات وخمتلف املدن االإيرانية. نتيجة لهذه العالقات الثقافية والقرب اجلغرايف طو رت اإيران واالإمارات عالقات جتارية وثيقة ومتعد دة االأوجه. ومع اأن الواليات املتحدة حق قت جناحا يف تقليüص العالقات بني اإيران ودولة االإمارات يف الùسنوات االأخرية تظل االإمارات واحدة من اأكرب الûشركاء التجاريني لطهران ومüصدرا رئيùسا للواردات حيث يتجاوز حجم التجارة الùسنوية الرSسمية 10 باليني دوالر فيما تûشري التقديرات اإىل اأن حجم التجارة غري الرSسمية )غري املûشروعة يف كثري من ا أالحيان( يüصل ترجع ادعاءات الهيمنة الإيرانية جزئيا إاىل اعتقاد طهران ب أان دولة الإمارات احلديثة ب نيت على اأيدي جتار ومهندSسني معماريني وحرفيني من اأUصل اإيراين.
معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية اإىل عدة باليني من الدوالرات Sسنويا. يف الواقع وعلى الرغم من ادعاءات الهيمنة ا إاليرانية تعتمد اجلمهورية االإSسالمية االآن على دولة ا إالمارات الüصغرية وميناء دبي فيها كûشريان حياة اقتüصادي الغنى عنه وليùس العكùس. الإيرانيون يف الإمارات العربية املتحدة يروي االإيرانيون يف دبي طرفة Tشائعة حتكي عن اأن حاكم دبي وبùسبب قلقه من اجلفاف ناTشد Sسكان االإمارات اأداء Uصالة االSستùسقاء لهطول املطر يف»وطنهم احلبيب«. يف اليوم التايل هطلت االأمطار املوSسمية على باكùستان والهند )يف دولة ا إالمارات جاليتان كبريتان من املغرتبني الباكùستانيني والهنود(. اإذ اك عد ل احلاكم مرSسومه وطلب من جميع املواطنني ا إالماراتيني أاداء Uصالة االSستùسقاء يف»وطنهم احلبيب«. ويف اليوم التايل هطل املطر يف اإيران. هذه الطرفة عادة مات روى على لùسان املهاجرين اجلدد الذين اليزالون يحملون جوازات Sسفر اإيرانية وليùس على لùسان ح م لة جوازات الùسفر ا إالماراتية الفخورين الذين هاجروا من إايران منذ اأجيال. بüصرف النظر عن ذلك تعكùس هذه احلكاية العالقات العميقة والع ضوية بني إايران واالإمارات وهي عالقات منت بûشكل كبري خالل الùسنوات ال 150 املاVضية خüصوUصا منذ قيام الثورة االإيرانية يف العام 1979. على مدى جزء كبري من تاريخها كانت دبي املكان املعزول واملنùسي بالنùسبة إاىل إايران إاذ اأن التجار مل يهاجروا اإليها من جنوب اإيران اSستياء من زيادة مركزية الùسلطة يف طهران اإال يف اأوائل القرن العûشرين. وقد جرى اSستيعاب هوؤالء التجار بùسرعة وخالل فرتة قüصرية Sساعدوا يف تûشكيل العمود الفقري لطبقة التجار واملهنيني يف دبي. ويف الواقع العديد من العائالت ا إاليرانية من ذلك اجليل - قرقاTش والقرقاوي والûشرياوي على Sسبيل املثال ال احلüصر- هي من بني االأS س ر ا أالكرث ثراء ونفوذا يف دولة االإمارات اليوم. منذ أان بداأ هوؤالء التجار ا إاليرانيون بالوفود اإىل دبي اSست ضافت هذه االأخرية Tشيئا فûشيئا االإيرانيني الùساخطني اقتüصاديا وSسياSسيا. وكما ذكر املوؤلف اأفûشني مولوي»ارتبطت عناUصر جناح دبي على نحو متزايد بفûشل اإيران وهو النمط الذي اليزال قائما اليوم«. يف Sستينيات وSسبعينيات القرن املاVضي بداأت طبقة جديدة من املهاجرين ا إاليرانيني بالوUصول اإىل Tشواطئ دبي واأبو ظبي وهي الطبقة العاملة. Sسعى ه ؤوالء املهاجرون إاىل احلüصول على وظائف يف املدن املزدهرة اجلديدة يف اخلليج اإال أان الكثريين منهم أاUصبحوا جتارا Uصغارا و أاUصحاب حمال جتارية بدال من اأن يكونوا عماال. وقد م ن ح ا إاليرانيون من هذا اجليل القاطنون يف دبي واالإمارات العربية املتحدة جوازات Sسفر اإماراتية بùسخاء بعد العام 1971 إان هم اختاروا قبولها. لكن إايران
كرمي Sسجادبور مل تùسمح بازدواج اجلنùسية لذلك اختار كثري من االأTشخاUص االحتفاظ بجوازات Sسفرهم االإيرانية ا أالمر الذي اأUصبح يûشك ل مüصدر ندم Tشديد لهم اليوم نظرا اإىل Uصعوبة احلüصول على تاأTشريات اأجنبية ملن يحملون جوازات Sسفر اإيرانية. بحلول العام 1979 كانت اإيران تعيûش يف خ ضم الفوVضى الثورية ما اأطلق موجة اأخرى كبرية من الهجرة االإيرانية اإىل دبي. وحاملا عز زت دبي وVضعها كمركز مزدهر للتجارة يف املنطقة وبنت لنفùسها Sسمعة باعتبارها بيئة مùستقر ة ومريحة للتجار غرقت اإيران يف مزيد من الفوVضى يف اأعقاب غزو Uصدام حùسني. ويف جميع مدن جنوب اإيران Sسعت العائالت اإىل احلüصول على مالذ اآمن لدى اأقاربهم يف دولة ا إالمارات. ووجد اآخرون مم ن كان لهم ماVض قüصري اأو مل يكن لهم من ماVض على اجلانب االآخر من اخلليج اأي ضا طريقهم اإىل االأمن واالSستقرار يف دولة االإمارات. كان من بني اأبرز هوؤالء املهاجرين االأحدث اإىل دبي املقيمون يف خرمûشهر املدينة االإيرانية اجلنوبية التي تلق ت وطاأة التدمري بقنابل Uصدام ومدافعه. على مدى Sسنوات احلرب العراقية االإيرانية )1988-1980( طو رت دولة ا إالمارات Tشخüصية مزدوجة. ففي حني بقيت االإمارات حمايدة من الناحية الرSسمية وقفت أابو ظبي التي كثريا ماكانت تùستلهم SسياSستها اخلارجية من اململكة العربية الùسعودية مع Uصدام بينما كانت دبي حريüصة على االSستمرار يف العمل التجاري مع إايران وخائفة من اSستعدائها. مو لت اأبو ظبي اإىل جانب غريها من دول جملùس التعاون اخلليجي والدول العربية حرب Uصدام Vضد طهران وTشك لت دبي نقطة عبور رئيùسة للمواد احلربية املوج هة اإىل اإيران. وقد حو لت»حرب الناقالت«يف أاواخر الثمانينيات التي رفعت فيها الواليات املتحدة علمها على الناقالت الكويتية حلمايتها من هجوم اإيراين ونف ذت فيها»عملية Uصامد«ملنع مبيعات االأSسلحة اإىل اإيران اخلليج اىل مùسرح عمليات كبري. اأعرب العديد من زعماء دول اخلليج عن ارتياحهم لنهاية احلرب يف العام 1988 التي أاعقبتها بعد فرتة وجيزة وفاة اآية اهلل اخلميني وUصعود هاTشمي رفùسنجاين اإىل Sسد ة الرئاSسة يف اإيران يف العام 1989. وقد نظروا اإىل رفùسنجاين كزعيم اأكرث واقعية يف ض ل التجارة واملüصاحلة مع دول اخلليج املجاورة الإيران على النزاع. وبالتاأكيد رمب ا مل تتخل اإيران عن طموحاتها ا إالقليمية لكن احلماSسة الثورية بداأت تخبو االأمر الذي اأفùسح املجال اأمام اإيران واالإمارات العربية املتحدة الSستئناف عالقاتهما التجارية. يف العام 2003 قر ر حاكم دبي الûشيخ حممد الذي اTشتهر بتاأييده لقطاع ا أالعمال فتح الùسوق العقارية املقي دة يف دبي اأمام املواطنني االأجانب. اغتنم التجار االإيرانيون هذه الفرUصة على الفور وVضخ وا االأموال يف العقارات واالأراVضي وجتارة التجزئة يف دبي. وSسرعان ماتدف ق االإيرانيون من حاملا عز زت دبي وVضعها كمركز مزدهر للتجارة يف املنطقة وبنت لنفùسها Sسمعة باعتبارها بيئة مùستقر ة ومريحة للتجار غرقت إايران يف مزيد من الفوVضى يف أاعقاب غزو Uصدام حùسني.
معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية اأفراد الطبقة املتوSسطة اأي ضا اإىل دبي لûشراء االSستوديوهات والûشقق ذات غرفة النوم الواحدة الأن Tشراء Tشقة كان ي ضمن للمûشرتي احلüصول على تüصريح با إالقامة وهي ثيقة مفيدة نظرا اإىل القمع الداخلي يف اإيران وUصراعاتها اخلارجية. Tشج ع انتخاب اأحمدي جناد ملنüصب الرئاSسة يف العام 2005 على اأSساSس برنامج من احلرب الطبقية والûشعبوية االقتüصادية على موجة جديدة من االهتمام بالقطاع العقاري يف دبي. فقد حوت جمالت Tشعبية باللغة الفارSسية قوائم Tشاملة لفرUص الûشراء املتاحة يف دولة ا إالمارات العربية املتحدة. وتخل لت البث التلفزيوين عرب االأقمار الüصناعية باللغة الفارSسية من اخلارج اإعالنات عن العروVض االأكرث Sسخونة يف راأSس اخليمة اأو دبي اأو اأبو ظبي. واأSس ùس ا آالالف من وكالء العقارات االإيرانيني متاجر يف دبي لتلبية احتياجات هذه الùسوق املزدهرة. عالوة على ذلك اأرSسلت اإدارة اأحمدي جناد الùسيئة لالقتüصاد والت ضخ م الناجت عنها والبطالة والعمالة الزائدة يف اإيران موجة من املهاجرين ا إاليرانيني الباحثني عن فرUص عمل من ذوي الياقات البي ضاء اإىل دبي ومعظمهم من طهران. هذه املجموعة ا أالخرية من املهاجرين ت ع د اأكرب تدف ق اإيراين غري جنوبي اىل دبي. العديد منهم عمال موؤقتون ويقùسمون وقتهم بني اإيران واالإمارات. كما اأUصبح ي نظ ر اإىل دبي على اأنها مكان مالئم لعائالت اجلالية كي تلتقي أاقاربها االإيرانيني بعيدا عن املتاعب أاو الüصعوبات الùسياSسية املحتملة التي ترتت ب على الذهاب اإىل اإيران. العالقات القتüصادية بني اإيران والإمارات العربية املتحدة على مدى العقد املاVضي اأUصبحت االإمارات اأهم وSسيلة اتüصال لطهران باالقتüصاد العاملي حيث زادت العقوبات وSسواها من احلواجز القانونية من Uصعوبة التعامل املباTشر مع اإيران. فالعالقات التجارية بني االإمارات و إايران جتلب فوائد هامة لكال البلدين. اإيران حتüصل على الùسلع املùستوردة التي حتتاج اإليها يف حني تùستفيد االإمارات بüصورة جمزية من باليني الدوالرات من التجارة التي تتدف ق من خالل موانئها. ازدادت العالقات التجارية بني اإيران واالإمارات بûشكل مط رد على مر العقد املاVضي وبلغت ذروتها وفقا ملعظم التقديرات عند حواىل 12 بليون دوالر يف العام 2007. وتفو قت دولة ا إالمارات على Tشركاء اإيران التجاريني التقليديني االأوروبيني مثل اأملانيا و إايطاليا. وقد بد أات بلدان مثل الüصني - التي ي قد ر حجم عالقاتها التجارية ويف جمال الطاقة مع إايران مبايزيد عن 15 بليون دوالر- اإدارة قدر كبري من جتارتها الثنائية مع اإيران من خالل االإمارات. يف الواقع تنطوي الغالبية الùساحقة من جتارة ا إالمارات مع اإيران على عملية اإعادة التüصدير البùسيطة للب ضائع الواردة من البلدان ا أالخرى بدءا من املواد الغذائية اليومية وUصوال اإىل املعد ات
كرمي Sسجادبور الüصناعية. وقد منت جتارة اإعادة التüصدير هذه بûشكل مط رد على مدى العقد املاVضي وزادت قيمتها رSسميا عن 8.5 بليون دوالر يف العام 2010 على الرغم من اأن التقديرات غري الرSسمية اأعلى بكثري. وت عترب اإيران ثاين اأكرب Sسوق اإعادة تüصدير لدولة االإمارات وهي متث ل حواىل 17 يف املئة من حجم إاعادة التüصدير الكلي وبدورها تعترب دولة االإمارات واحدة من أابرز مüصادر الواردات بالنùسبة اإىل اإيران وهي متث ل اأكرث من 15 يف املئة من اإجمايل الواردات. نتيجة لذلك مييل ميزان العالقات التجارية بûشد ة لüصالح دولة االإمارات. يف العام 2010 Uصد رت دولة االإمارات اأو اأعادت تüصدير ماتزيد قيمته عن 9 باليني دوالر من الùسلع اإىل اإيران ومل تùستورد Sسوى ماقيمته 1.12 بليون دوالر منها. )1( وي ع د عجز اإيران التجاري مع دولة االإمارات االأكرب بالنùسبة اإليها. اجلدول 1. اأكرب Tشركاء الإمارات يف اإعادة التüصدير للعام 2010 )مباليني الدولرات الأمريكية( قيمة الùسلع امل عاد تüصديرها البلد $ 14,224.52 الهند $ 8,581.57 اإيران $ 4,131.94 العراق $ 2,119.82 أافغانùستان $ 1,604.29 البحرين $ 50,599.12 املجموع املüصدر: وزارة التجارة اخلارجية الإمارات العربية املتحدة نùسبة اإجمايل الùسلع امل عاد تüصديرها % 28.11 %16.96 % 8.17 % 4.19 % 3.17 % 100 الûشكل 1. Sسلع الإمارات امل عاد تüصديرها اإىل إايران بباليني الدولرات (لقيمة مباليني الدولرات الأمريكية) املüصدر: وزارة التجارة اخلارجية الإمارات العربية املتحدة
10 معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية دول اخلليج الأUصغر حجما ليùست قلقة فقط اإزاء احلكومة الثيوقراطية )الدينية( احلالية يف لدبي جاذبية خاUصة كمركز الإعادة تüصدير الùسلع اإىل اإيران فقد Uصد رت ماقيمته نحو 5.8 بليون دوالر من الب ضائع اإىل هناك يف العام 2009. )2( وعلى النقي ض من املوانئ ا إاليرانية الفوVضوية والفاSسدة وغري الفعالة ف إان موانئ دبي تتوف ر على بنية اأSساSسية حديثة وتتم إادارتها باأSسلوب عدم التدخ ل. يقد ر مùص ؤوولون اأمريكيون اأن اآالف عدة من ا إاليرانيني يكùسبون عيûشهم بüصورة مربحة من خالل تùسهيل جتارة اإعادة التüصدير هذه مع اإيران. وقد حققت دبي جناحا مبوجب هذا الرتتيب اأي ضا. فباالإVضافة اإىل الفوائد التي جتنيها من كونها مركزا إالعادة التüصدير اأUصبحت دبي Tشيئا فûشيئا املحطة االأوىل بالنùسبة اإىل Uصادرات اإيران غري النفطية إاىل اخلارج. فبدال من اأن يرSسل رجال االأعمال االإيرانيون Sسلعهم على منت رحالت طويلة واأكرث كلفة اإىل اأوروبا اأو اآSسيا يرSسلونها إاىل دبي حيث يتم وVضعها على Sسفن اأكرب حجما مت جهة اإىل االأSسواق العاملية. هذه امليول التجارية املتعارVضة Sساهمت اإىل حد ما يف بروز دبي كثالث اأكرب مركز إالعادة التüصدير يف العامل بعد هونغ كونغ وSسنغافورة. التزال دبي تتفو ق على Tشقيقاتها من االإمارات االأخرى يف جذب بع ض الûشركات العاملية االأكرث تاأثريا لكن الûشركات االإيرانية الüصغرية تتدف ق بüصورة متزايدة اإىل مناطق التجارة احلرة يف اإمارات الûشارقة وعجمان وراأSس اخليمة نظرا إاىل رSسومها وتكاليف بدء العمل االأرخüص فيها. يف الواقع كانت اإيران ثاين اأهم Tشركاء الûشارقة يف جمال التüصدير يف العام 2009 حيث بلغت قيمة عمليات اإعادة التüصدير فيها اأكرث من 780 مليون دوالر اأمريكي يف ذلك العام. )3( كما اأUصبح معرVض اأSسبوع التجارة والùسياحة االإيراين الùسنوي يف الûشارقة حدثا يجتذب الكثري من الûشركات وا أالفراد الذين يتطلعون اإىل االSستثمار يف اإيران. عندما ازدهرت التجارة بني دولة االإمارات و إايران تûشك لت منظمات عدة للرتويج ملüصالح الûشركات االإيرانية يف ا إالمارات. مت تاأSسيùس جملùس ا أالعمال ا إاليراين يف دبي )IBC( يف العام 1982 لتمثيل آاالف الûشركات اخلاUصة املûشروعة ذات امللكية واالإدارة االإيرانية. ويùسعى املجلùس اإىل تزويد اأع ضائه بنوع من الدعم الرتابطي الذي تتمتع به معظم فئات رجال االأعمال: الوفود التجارية واملûشورة يف حتكيم النزاعات وفرUص التواUصل. وهناك منظمتان اأخريان لهما نكهة اأكرث رSسمية من جملùس االأعمال االإيراين هما املجلùس التجاري االإيراين الذي اأنûشئ يف العام 1995 لتقدمي تùسهيالت لتعزيز التجارة بني إايران واالإمارات العربية املتحدة وجلنة التجارة املûشرتكة بني ا إالمارات و إايران التي تاأSسùست يف العام 1991 للتوSسط يف اتفاقات التجارة. طهران فهي تخûشى أاكرث الطموحات»الإمربيالية«ل أالمة الإيرانية.
كرمي Sسجادبور 11 مüصادر التوتر وعدم الثقة بني اإيران والإمارات العربية املتحدة يف حني عز زت العالقات التجارية والثقافية الوثيقة االعتماد املتبادل بني دولة ا إالمارات العربية املتحدة واإيران مل تقل ل من Tشكوك دولة االإمارات اإزاء جارتها الûشمالية القوية. فاملùصوؤولون ا إالماراتيون يوؤك دون باSستمرار يف تüصريحات خاUصة وحتى علنية على نحو متزايد اأن طهران تûشك ل اأكرب خطر فردي على اأمنهم القومي. على النقي ض من الواليات املتحدة فاإن دول اخلليج االأUصغر حجما ليùست قلقة فقط إازاء احلكومة الثيوقراطية )الدينية( احلالية يف طهران بل هي اأي ضا تخûشى اأكرث الطموحات»ا إالمربيالية«لالأمة االإيرانية. وكما اأTشار اأنور قرقاTش وزير الدولة االإماراتي احلايل للûصوؤون اخلارجية قبل اأكرث من عûشر Sسنوات»على الرغم من التحول الكبري من نظام ملكي اإىل نظام جمهوري ثوري فاإن اأهداف )4( )الهيمنة( االإيرانية يف املنطقة مل تتحو ل ومل تتغري«. حتى وقت قريب اختلفت اأبو ظبي ودبي حول كيفية التعامل مع طهران. ففي حني ف ض لت دبي اأSسلوبا اأكرث مالءمة يعطي ا أالولوية لالأعمال التجارية كانت لدى اأبو ظبي روؤية اأكرث تûشا ؤوما حول الربنامج النووي االإيراين والطموحات»االإمربيالية«يف اخلليج وتزايد عدد الùسكان االإيرانيني املقيمني يف دولة االإمارات العربية املتحدة. وتكûشف برقيات وزارة اخلارجية االأمريكية املùسر بة عن اأن املùصوؤولني يف اأبو ظبي Vضغطوا باSستمرار على واTشنطن ملمارSسة املزيد من ال ضغوط على طهران بينما جادل املùصوؤولون يف دبي كثريا من اأجل مزيد من احلوار والتفاهم. بداأت هذه الديناميكية بالتغري بعد االنهيار االقتüصادي العاملي يف العام 2008 الذي تùسب ب باأزمة اقتüصادية ومالية كبرية يف دبي. اأنقذت اأبو ظبي الغنية بالùسيولة دبي املثقلة بالديون مببلغ يüصل اإىل 10 باليني دوالر مامنح اأبو ظبي نفوذا اقتüصاديا وSسياSسيا على دبي. وعلى حد تعبري دبلوماSسي غربي بارز عمل يف دولة االإمارات العربية املتحدة لùسنوات عدة فاإن ويل عهد اأبو ظبي»حممد بن زايد هو م ن يدير دبي فعليا االآن«. )5( نتيجة لذلك تتحد ث دولة االإمارات العربية املتحدة بüصوت واحد على نحو متزايد هو Uصوت اأبو ظبي يف تعامالتها وخالفاتها مع طهران. النزاع على اجلزر تعود الûشكوك االإماراتية جتاه اإيران اإىل ماقبل الثورة االإSسالمية وحتى إاىل ماقبل تاأSسيùس دولة االإمارات. فقد حاولت اإيران منذ فرتة طويلة تكريùس Uصدارتها على اخلليج وهو طموح يجعل الدول العربية االأUصغر حجما يف حالة من التوتر الûشديد. اأحد اأهم املüصادر الثابتة للتوتر الثنائي بني االإمارات واإيران كان اخلالف حول ملكية جزر طنب الكربى وطنب الüصغرى واأبو موSسى. هذه اجلزر هامة من الناحية االSسرتاتيجية لكال البلدين بùسبب قربها من املمر ات املالحية الرئيùسة.
12 معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية تعتقد طهران اأن اجلزر تعود اإىل اإيران منذ فرتة طويلة غري أان الربيطانيني اSستولوا عليها يف القرن التاSسع عûشر. وجت اد ل دولة االإمارات ب أان قادة عربا حكموا هذه اجلزر يف الغالب منذ القرن الرابع عûشر وحتديدا اأSسرة القواSسم التي حكمت Sساللتها الûشارقة وراأSس اخليمة منذ منتüصف القرن الثامن عûشر. يف عûشرينيات القرن املاVضي دافعت إايران عن مطالبتها باجلزر اإال اأن الربيطانيني عارVضوا ذلك واحتفظت الûشارقة )التي كانت تûشمل راأSس اخليمة آانذاك( بالùسيطرة عليها. بعد اأن غادر الربيطانيون اخلليج رSسميا يف العام 1971 حتر كت طهران بùسرعة ل»اSستعادة«)اأو وفقا لدولة االإمارات»االSستيالء على«( اجلزر. اعتقد Tشاه اإيران أانه عقد اتفاق Tشرف مع اململكة املتحدة: يف مقابل قبول اإيران باSستقالل البحرين ( أارVض اأخرى كانت تعتقد اأن لديها حقا تاريخيا فيها( وافقت بريطانيا Vضمنا على عدم التدخ ل اإذا عمدت اإيران اإىل اتخاذ خطوة يف مايتعل ق باجلزر الثالث. يف تûشرين الثاين/نوفمرب 1971 وق عت إايران والûشارقة»مذكرة التفاهم«التي Sسمحت لكال اجلانبني بتبادل الùسيطرة على جزيرة اأبو موSسى وتقùسيم اأي أارباح نفطية لكن اأيا من اجلانبني مل يتخل عن مطالبته بالùسيادة الكاملة على اجلزيرة. رف ض حاكم راأSس اخليمة اتفاقا مماثال يف Tصاأن طنب الكربى وطنب الüصغرى فغزت اإيران هاتني اجلزيرتني يف 30 تûشرين الثاين/نوفمرب 1971. تüصاعد التوتر يف العام 1992 حني ات همت اإيران دولة ا إالمارات بانتهاك مذكرة التفاهم وزيادة وجودها بüصورة غري مûشروعة يف جزيرة اأبو موSسى. يف العام 2008 بنت اإيران مكاتب بحرية يف جزيرة اأبو موSسى ما اأثار مزيدا من االحتجاجات من جانب دولة االإمارات. وتزعم دولة االإمارات اأن اإيران اSستولت على جميع منافذ الوUصول اإىل اجلزيرة وTشج عت على توطني االإيرانيني فيها. التزال الûشارقة تتلق ى عائدات النفط من اأبو موSسى مبوجب اتفاق العام 1971 على الرغم من اأنها تريد الوUصول اأكرث اإىل النفط حتت اجلزيرة. يعكùس جتد د اخلطاب الغاVضب من جانب احلكومتني عودة ظهور التوترات يف Tصاأن اجلزر. يف نيùسان/اأبريل 2010 قارن وزير اخلارجية ا إالماراتي الûشيخ عبداهلل بن زايد االحتالل ا إاليراين للجزر باالحتالل االإSسرائيلي لل ضفة الغربية وغزة ومرتفعات اجلوالن ما أاثار رد فعل اإيرانيا غاVضبا. يف اأيلول/ Sسبتمرب 2010 كر ر جملùس التعاون اخلليجي دعمه ملطالبة دولة ا إالمارات باجلزر. ورد ا على ذلك وUصف وزير اخلارجية االإيراين اجلزر باأنها جزء»حيوي«من اإيران وات هم دول جملùس التعاون اخلليجي بالتدخ ل يف Tصوؤونها الداخلية. ميث ل النزاع على اجلزر مüصدر اإزعاج مùستمرا يف عالقات دولة ا إالمارات واإيران ويقوV ض اجلهود الرامية اإىل تعزيز العالقات عرب امل ضيق لكن التهديد مل يتüصاعد إاىل مùستوى الüصراع املùسلح. بدال من ذلك دعت دولة االإمارات ودول جملùس التعاون اخلليجي إاىل التوUصل اإىل تùسوية إاما عن طريق التحكيم الدويل واإما عن طريق حمكمة العدل الدولية وهما عرVضان رف ضتهما اإيران.
كرمي Sسجادبور 13 برنامج اإيران النووي طموحات اإيران النووية هي اأكرب مüصدر للتوتر بني البلدين. ففي متوز/يوليو 2010 تüصد ر Sسفري دولة االمارات لدى الواليات املتحدة يوSسف العتيبة عناوين الüصحف عندما Sصاأله Uصحايف يف مقابلة عم ا إاذا كان يود اأن توقف الواليات املتحدة الربنامج النووي االإيراين بالقوة. ف أاجاب: بالطبع بالطبع. اأعتقد أاننا معرV ضون إاىل خطر الربنامج النووي االإيراين اأكرث بكثري مما أانتم معرV ضون إاليه. فعلى مùسافة 7000 ميال وبوجود اثنني من املحيطات امل تاخ مة لكم اليهد د اخلطر النووي ا إاليراين الواليات املتحدة القار ية... اأعتقد اأنه من بني كل بلدان املنطقة دولة االإمارات هي ا أالكرث عرVضة اإىل الهجوم من إايران. جيûشنا الذي كان قائما على مدى الùسنوات ال 40 املاVضية يùستيقظ ويحلم ويتنفùس وي أاكل وينام على التهديد ا إاليراين. إايران هي اخلطر العùسكري التقليدي الوحيد الذي يخطط ويتدر ب ويجه ز له جيûشنا هذا كل Tشيء وليùس ثمة تهديد اآخر وليùس ثمة بلد يف املنطقة يûشك ل تهديدا لدولة ا إالمارات اإنها إايران فقط. لذا نعم إان من مüصلحتنا متاما اأال )6( حتüصل إايران على التكنولوجيا النووية. يف حني تراجعت وزارة خارجية دولة االإمارات يف وقت الحق عن تüصريحات العتيبة قائلة أانها ف ه م ت خارج Sسياقها فقد قد مت برقيات وزارة اخلارجية االأمريكية املùسر بة دليال اإVضافيا على اأن اإيران من وجهة نظر دولة االإمارات تعترب نفùسها قوة إامرباطورية ومتث ل طموحاتها النووية تهديدا )7( وجوديا يجب وقفه اأو تاأخريه»بكل الوSسائل املتاحة«. يف العديد من الربقيات املùسر بة ي نق ل عن ويل عهد دولة االإمارات حممد بن زايد ووزير اخلارجية الûشيخ عبداهلل قولهما ملùص ؤوولني اأمريكيني اإن التعامل مع إايران اليجدي والعقوبات االقتüصادية ليùست كافية واإن خوVض حرب تقليدية مع اإيران يف املدى القريب اأف ضل من العواقب طويلة املدى لوجود اإيران مùسلحة نوويا. )8( ومع ذلك عندما يطلب منهم مùص ؤوولون اأمريكيون اإطالق تüصريحات اأقوى Vضد اإيران يعرتVض املùص ؤوولون االإماراتيون لعدم رغبتهم يف مواجهة طهران علنا. القلق الطائفي باالإVضافة اإىل طموحات اإيران االإقليمية والنووية يûشعر املùصوؤولون االحتاديون ا إالماراتيون بالقلق املتزايد من اأن اإيران حتاول ا إالخالل بالتوازن الطائفي يف دولة االإمارات واSستنهاVض املûشاعر الùسياSسية الûشيعية. االأS س ر احلاكمة يف دولة االإمارات هي من الùسن ة وبينما يûشك ل املùسلمون الùسن ة نحو 85 يف املئة من املواطنني يف دولة االإمارات فاإن املخاوف يف Tص أان تزايد هجرة املùسلمني الûشيعة - من لبنان واململكة العربية الùسعودية وخüصوUصا اإيران - وكذلك»اخلاليا النائمة«التابعة حلزب اهلل دفعت الùسلطات االإماراتية اإىل جعل اإقامة االإيرانيني هناك اأكرث Uصعوبة.
14 معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية يف الùسابق كان اأي Tشخüص يûشرتي عقارات يف دبي مي ن ح تüصريح إاقامة بüصورة تلقائية اأما االآن فتتطل ب القوانني اجلديدة من غري مواطني دولة ا إالمارات التùسج ل لدى Sسلطات دولة االإمارات كل Sستة اأTشهر. ومع اأن اللوائح تطب ق على جميع االأجانب يعتقد كثري من ا إاليرانيني يف دولة االإمارات اأنهم يتعرVضون اإىل التمييز. وذكر العديد من ا إاليرانيني الذين اTشرتوا عقارات يف دبي منذ Sسنوات عدة لغرVض وحيد هو احلüصول على االإقامة يف مقابالت معهم أانهم يûشعرون ب أانهم»خدعوا«بùسبب التغيري يف الùسياSسة. اTشتكى Uصاحب Tشركة اإيراين يف الثامنة والعûشرين من العمر يعمل يف جتارة الزعفران من اإحùساSس االإيرانيني املتزايد بانعدام االأمن يف دبي نتيجة م ضايقات الûشرطة ا إالماراتية.»من الüصعب اأن ندير جتارة هنا عندما نعيûش من Tشهر الآخر ونخûشى اأن ي لغى تüصريح ا إالقامة فجاأة. لذا نحاول نقل اأعمالنا اإىل كندا«. )9( وانتقدت Sسلطات دبي حكومة اأبو ظبي يف Tصاأن هذه الق ضية مدعية اأن» Tشيطنة«االإيرانيني»ليùست مفيدة«نظرا اإىل اعتدال االإيرانيني الùسياSسي ومùساهماتهم يف االقتüصاد )10( املحلي. االنتفاVضات العربية يف العام 2011 اأحدث مüصدر للتوتر بني دولة االإمارات وبني اإيران جاء على خلفية مزاعم ب أان طهران تدعم Tشركاءها الûشيعة يف الدين Vضد النظام امللكي الùسن ي يف البحرين. فقد نظ م الûشيعة البحرينيون الذين يûشك لون غالبية Sسكان البالد مظاهرات كبرية Vضد حكم اأSسرة اآل خليفة يف وقت Sسابق من هذا العام مطالبني باحلريات الùسياSسية ووVضع حد للتمييز الطائفي. أارSسلت دول جملùس التعاون اخلليجي مبا يف ذلك دولة االإمارات قوات لدعم النظام وقمع االحتجاجات. رد ا على ذلك انتقد مùص ؤوولون اإيرانيون ووSسائل اإعالم اإيرانية املجلùس وخüصوUصا يف اململكة العربية الùسعودية بùسبب املùساعدة يف Sسحق املظاهرات الùسلمية يف البحرين بعنف. حتى اأن ع ضوا بارزا يف جملùس الûشورى االإيراين هد د بûشن حملة لدفع اإيران اإىل إاعادة النظر يف العالقات مع دولة االإمارات يف Tصاأن هذه الق ضية. تد عي دول اخلليج باأن اإيران هي املذنبة بالتدخ ل يف Tص ؤوونها الداخلية. كما تقول أان طهران تقد م مùساعدة مباTشرة للمتظاهرين يف البحرين وهو اتهام تنكره اإيران والûشيعة البحرينيون. وات همت الكويت اإيران اأي ضا باإدارة Tشبكة جتùس ùس على أاراVضيها حيث طردت الكويت والبحرين دبلوماSسيني اإيرانيني يû شت ب ه يف ممارSستهم اأعمال التجùسùس ما اأد ى مرة اأخرى اإىل تزايد حد ة التوتر بني إايران ودول جملùس التعاون اخلليجي. ويف خطوة زادت من Tشكوك العرب إازاء النوايا االإيرانية قال رئيùس اأركان القوات املùسلحة االإيرانية يف 30 نيùسان/اأبريل إان»اخلليج كان دائما واليزال وSسيبقى ملكا الإيران«. وانتقد االأنظمة العربية يف منطقة اخلليج بوUصفها ديكتاتوريات وقال اإنها ينبغي اأن تتخلى
كرمي Sسجادبور 15 )11( عن الùسلطة لûشعوبها. يف حني مل تواجه دولة االإمارات نفùسها اVضطرابات داخلية كبرية اأظهرت ت ضامنا مع حلفائها يف اخلليج. فقد ناTشد وزير اخلارجية االإماراتي الûشيخ عبداهلل بن زايد اآل نهيان اإيران باأن»تعيد النظر )12( يف SسياSساتها يف املنطقة... وحترتم وحدة دول اخلليج وSسيادتها«. التخريب الثقايف يف حني تûشعر دولة االإمارات بالقلق اإزاء املوؤامرات االإيرانية الإثارة الفتنة يف اخلليج فاإن لدى إايران هي االأخرى خماوفها يف Tصاأن التخريب الثقايف االآتي من دولة االإمارات. وت عت رب Tشبكة»فارSسي 1«Farsi1 التلفزيونية التي تت خذ من دبي مقرا لها مثاال Sساطعا على التوتر الكامن بني تùساهل دولة االإمارات واحلùساSسية الùسياSسية االإيرانية. وTشبكة»فارSسي 1«Farsi1 هي Tشراكة بني Tشركة»نيوز كوربوريûشن«News Corporation التي ميلكها»روبرت مريدوخ«وبني جمموعة»موبي«Moby ومقرها دبي وتديرها عائلة»حمùسني«االإعالمية االأفغانية البارزة. وتتحاTشى الûشبكة بûشكل Uصارم االأخبار والربامج الùسياSسية وتلتزم ببث املùسلùسالت الûشعبية االأجنبية املدبلجة ومùسلùسالت»الويùسرتن«Western التلفزيونية مثل»24«. ويف غ ضون Sسنة ال اأكرث برزت»فارSسي 1«Farsi1 كواحدة من الûشبكات التلفزيونية االأكرث Tشعبية يف اإيران. فقد قالت امراأة اإيرانية مت ضي وقتها بني )13( دبي وطهران Sساخرة اأن جميع Uصديقاتها اأUصبحن»مدمنات على»فارSسي 1«.»Farsi1 ينظر املùص ؤوولون االإيرانيون اإىل»فارSسي 1«Farsi1 على اأنها جزء من اSسرتاتيجية اأمريكية اأوSسع للتخريب الثقايف وVضغطوا على املùص ؤوولني االإماراتيني الإغالقها. ووفقا ملا تقوله ا إالدارة العليا ل»فارSسي 1«Farsi1 متك نت طهران من تقوي ض»فارSسي 1«Farsi1 من خالل ال ضغط على دولة االإمارات بهدف عدم منح تراخيüص اإقامة ملوظفيها واSستجواب وتهديد املوظفني الذين يزورون عائالتهم يف اإيران وحتى من خالل اإطالق تهديدات مبط نة بالقتل Vضد عائلة حمùسني. وقد دفعت هذه احلملة من الرتهيب اإدارة»فارSسي 1«Farsi1 اإىل النظر يف االنتقال اإىل مكان بعيد عن جمال نفوذ طهران. موازنة اإيران مابني دولة االإمارات والواليات املتحدة ثم ة مفارقة بùسيطة تكمن يف قلب الديناميكية االإيرانية-االإماراتية-االأمريكية: املùصوؤولون االإيرانيون يريدون من الواليات املتحدة اخلروج من اخلليج الأنهم يخûشونها واليثقون بها ومع ذلك فاإن دول
16 معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية اخلليج العربية تريد من الواليات املتحدة اأن تبقى أالنها تخûشى إايران والتثق بها. يف الواقع للواليات املتحدة ودولة االإمارات عالقة متعددة االأوجه تقوم على مبداأ بùسيط: هما مهتمتان باالأمن القومي الإحداهما ا أالخرى. دولة االإمارات بلد Uصغري وغني يف منطقة متقل بة وعلى مر الùسنني كانت الواليات املتحدة مبثابة احلليف الثابت واحلامي لها. بالنùسبة إاىل الواليات املتحدة تطورت االإمارات من دولة هامûشي ة الت ذك ر من الناحية االSسرتاتيجية إاىل Tشريك له اأهمية متزايدة يف جهود واTشنطن للحفاظ على االSستقرار يف منطقة الûشرق االأوSسط واحتواء جمهورية اإيران االإSسالمية. تبدو اأهمي ة الüصداقة لكال القوتني واVضحة. فدولة االإمارات تعتمد على الواليات املتحدة لتزويدها باأSسلحة متطورة وحمايتها من»املتنم رين«ا إالقليميني خüصوUصا اإيران بينما تعتمد الواليات املتحدة على ا إالمارات للحüصول على قواعد عùسكرية ودعم اإقليمي ومعلومات اSستخباراتية عن اإيران. عالوة على ذلك غياب التمثيل الدبلوماSسي االأمريكي يف طهران يعني أان القنüصلية االمريكية يف دبي قد تüصبح مüصدر وزارة اخلارجية االأمريكية االأكرث اأهمية للحüصول على املعرفة والتحليالت عن إايران. عندما قوي التحالف بني الواليات املتحدة ودولة ا إالمارات وSس عت الدولتان عالقاتهما االقتüصادية وتعاونهما يف جمال التعليم واالSستخبارات والطاقة وجماالت أاخرى. فازداد حجم التجارة بûشكل كبري منذ تùسعينيات القرن املاVضي وتعه د البلدان زيادة التعاون يف املجال النووي والطاقة النووية املتجددة. واأUصبح التعاون بني دولة االإمارات والواليات املتحدة هاما عندما مت تûشديد العقوبات الدولية املفروVضة على اإيران. ويف حني التخلو العالقة من التوتر والSسيما يف Tصاأن تùسامح دولة االإمارات جتاه التجارة غري املûشروعة وغùسيل ا أالموال مل تقوV ض هذه املùسائل االأSساSس االSسرتاتيجي للûشراكة. ثم ة مفارقة بùسيطة تكمن يف قلب الديناميكية الإيرانية-الإماراتية-الأمريكية: املùسوؤولون الإيرانيون يريدون من الوليات املتحدة اخلروج من اخلليج لأنهم يخûشونها وليثقون بها ومع ذلك فاإن دول اخلليج العربية تريد من الوليات املتحدة اأن تبقى لأنها تخûشى اإيران ولتثق بها. جذور الûشراكة الSسرتاتيجية عندما اأعلنت دولة االمارات العربية املتحدة اSستقاللها عن بريطانيا يف العام 1971 كانت الواليات املتحدة ثالث دولة تعرتف بالدولة اجلديدة. اإال اأن دولة ا إالمارات الüصغرية كانت اأبعد من اأن تكون نقطة تركيز رئيùسة يف اSسرتاتيجية واTشنطن جتاه منطقة الûشرق االأوSسط. يف ذلك الوقت كانت االSسرتاتيجية تعتمد على حتالفات قوية مع»ركيزتي اخلليج«اأي اإيران واململكة العربية الùسعودية. وكانت دولة االإمارات الوليدة حذرة من دعم الواليات املتحدة لطموحات Tشاه إايران االإقليمية وتعارVض فكرة نûشر قوات اأجنبية يف اخلليج. بداأت الثورة االإيرانية يف العام 1979 بتغيري هذه الديناميكيات. فجاأة اأUصبحت واTشنطن حتتاج اإىل حلفاء اإقليميني جدد و أابدت دولة االإمارات خماوف اإVضافية حول الوVضع االأمني فيها. يف العام
كرمي Sسجادبور 17 1981 اأنûصاأت دولة االإمارات وغريها من دول اخلليج جملùس التعاون اخلليجي الذي حتالف مع الواليات املتحدة واأي د العراق يف احلرب االإيرانية-العراقية. ومع اأن االإمارات ظل ت حمايدة من الناحية الرSسمية خالل فرتة النزاع أابدت اأبو ظبي تعاطفا جتاه بغداد. كما اأف ضت احلاجة اإىل احلفاظ على طرق الûشحن يف اخلليج مفتوحة اأثناء احلرب اإىل زيادة التعاون بني دولة ا إالمارات والبحرية االأمريكية. مع ذلك جاءت نقطة التحو ل احلقيقية يف العالقة بني الواليات املتحدة ودولة ا إالمارات يف العام 1990. فقد راقبت االإمارات عدائية Uصدام املتزايدة جتاه جريانه العرب بûشيء من الذعر. ويف متوز/يوليو 1990 اأجرت دولة االإمارات العربية املتحدة مناورات مûشرتكة مع اجليûش ا أالمريكي لعرVض القوة. وعندما غزا العراق الكويت كانت دولة االإمارات واحدة من أاوائل الدول العربية التي دعت اإىل تدخ ل عùسكري دويل. فات خذت القرار املüصريي بدعم عملية»عاUصفة الüصحراء«عùسكريا وماليا وفتحت قواعد لقوات التحالف وSساهمت باأكرث من 6 باليني دوالر للمجهود احلربي. بعد حرب اخلليج عز زت الواليات املتحدة ودولة االإمارات اتفاقا للتعاون العùسكري منح واTشنطن حرية الوUصول اإىل قواعد دولة االإمارات وموانئها وSسمح لها بتخزين املعدات العùسكرية على أاراVضيها. )اأUصبحت هذه القواعد فيما بعد هامة للحمالت العùسكرية االأمريكية يف العراق و أافغانùستان.( ظل العراق اأحد االعتبارات الهامة طيلة عقد التùسعينيات لكن التهديد من اإيران اأUصبح يلوح االآن اأكرث فاأكرث يف اأفق العالقات ا أالمنية بني الواليات املتحدة ودولة االإمارات خاUصة بعد الكûشف عن االأنûشطة النووية الùسر ية يف اإيران. التهديد الإيراين واملùساعدة الأمريكية التهديد من إايران اأUصبح يلوح الآن اأكرث ف أاكرث يف اأفق العالقات الأمنية بني الوليات املتحدة ودولة الإمارات خاUصة بعد الكûشف عن الأنûشطة النووية الùسر ية يف إايران. Sساعدت املخاوف املûشرتكة حول طموحات طهران النووية يف تكثيف التعاون االSسرتاتيجي بني الواليات املتحدة ودولة االإمارات لكن كثريا ما اختلفت الدولتان حول كيفية التعامل مع التحد ي االإيراين. فدولة االإمارات وبخاUصة اأبو ظبي تعترب اأن اإيران املùسلحة نوويا تûشكل تهديدا عùسكريا Tشديدا وقد اأحل ت على الواليات املتحدة لتاأخذ احللول العùسكرية بعني االعتبار. يف الوقت نفùسه دفعت الواليات املتحدة دولة االإمارات اإىل بذل املزيد من اجلهد لتنفيذ العقوبات الدولية. وتكûشف برقيات وزارة اخلارجية االأمريكية املùسر بة عن اأن ويل عهد اأبو ظبي حممد بن زايد حذ ر املùصوؤولني )14( االأمريكيني من اأن العقوبات لن متنع اإيران من احلüصول على Sسالح نووي. تتجل ى خماوف دولة االإمارات يف Tصاأن اإيران بوVضوح يف الزيادة الهائلة يف واردات االأSسلحة. أاUصبحت الواليات املتحدة اأكرب مور د لالأSسلحة لدولة االإمارات ومع مرور الوقت ازدادت عمليات نقل االأSسلحة كم ا ونوعا )اأنظر الûشكل 2(. ووفقا لتقارير وزارة الدفاع اإىل الكونغرSس اTشرتت دولة
18 معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية االإمارات ماتزيد قيمته عن 3 باليني دوالر من املعدات العùسكرية االأمريكية يف العام 2009 واأكرث من 5 باليني دوالر يف العام 2010. واSستثمرت دولة ا إالمارات بûشكل كبري يف الüصواريخ وتكنولوجيا الرادار ويف العام 2008 اأUصبحت اأول دولة اأجنبية حتüصل على ترخيüص لûشراء نظام الدفاع اجلوي االأمريكي االأكرث تقدما»نظام الدفاع اجلوي لالرتفاعات العالية«Altitude High Terminal.System Defense Air ونتيجة المتالك االإمارات طائرات أامريكية متفو قة الüصنع ادعى اجلرنال ديفيد برتايوSس يف العام 2009 اأن»القوة اجلوية ا إالماراتية نفùسها ميكنها أان تق ضي على القوة اجلوية االإيرانية بكاملها«. مع ذلك أالح املùص ؤوولون االإماراتيون على واTشنطن مرارا وتكرارا لتزويدهم باملزيد من تكنولوجيا االأSسلحة. يف العام 2007 حذ ر ويل عهد أابو ظبي حممد بن زايد اجلرنال جون أابي زيد من اأن إايران حتüصل على اأSسلحة متطورة وقال له:»هذا هو الùسبب يف اأننا )دولة ا إالمارات( نحتاج اإليها اأوال... اأعطني»بريداتور ب«.»Predator B )15( لكن الواليات املتحدة الحتتكر مبيعات االأSسلحة اإىل دولة االإمارات بل تتنافùس مع املور دين االآخرين والSسيما فرنùسا للحüصول على عقود الطائرات واالأSسلحة االأخرى. الûشكل 2. Tشحنات الأSسلحة اإىل دولة الإمارات العربية املتحدة بحùسب املور د اSستجابت الواليات املتحدة لطلبات االأSسلحة ا إالماراتية وحققت Tشركاتها الكثري من االأرباح من قيمة موؤTشر الجتاه مباليني الدولرات )اأSسعار العام 1990( فرنùسا املüصدر: معهد Sستوكهومل الدويل لأبحاث الùسالم الواليات املتحدة املور دون كافة
كرمي Sسجادبور 19 جر اء ذلك. فقد قال مùصوؤول اأمريكي Sسابق يعمل مùستûشارا لدى حكومة دولة ا إالمارات Sساخرا اإن Uصفقات االأSسلحة هي»جزء من احلزمة املحلية )االأمريكية( لتحفيز االقتüصاد«. )16( لكن الواليات املتحدة اأحل ت اأي ضا على املùص ؤوولني االإماراتيني لتطبيق عقوبات اأكرث Uصرامة على اإيران. إاال أان القيام بذلك بالنùسبة اإىل دولة االإمارات يعني تكب د تكلفة اقتüصادية كبرية يف Tشكل خùسارة جتارية ف ضال عن التكلفة الدبلوماSسية يف العالقات مع اإيران من دون اأي Vضمانة باأن ذلك Sسيحùس ن الوVضع االأمني لدولة االإمارات. بالتايل حتى واإن اأحل ت دولة االإمارات على الواليات املتحدة حلمايتها من اإيران ظل ت مرتد دة يف تنفيذ العقوبات بقو ة وتقوي ض دورها كمركز رئيùس الإعادة تüصدير الùسلع املحظورة اإىل اإيران. كانت هذه الديناميكية اإVضافة اإىل مكانة دولة االإمارات كقاعدة لتمويل االإرهاب املüصدر الرئيùس للتوت ر يف العالقة االأمريكية-االإماراتية. اتù سع حجم الدعم االأمريكي لدولة االإمارات العربية املتحدة مبا يتجاوز مبيعات االأSسلحة ليûشمل الطاقة النووية. يف العام 2009 وق ع الرئيùس جورج بوTش اتفاق تعاون نووي Sسلمي مع دولة االإمارات وافقت الواليات املتحدة مبوجبه على مùساعدة حتى اإن اأحل ت دولة الإمارات على الوليات املتحدة حلمايتها من إايران ظل ت مرتد دة يف تنفيذ العقوبات بقو ة وتقوي ض دورها كمركز رئيùس لإعادة تüصدير الùسلع املحظورة اإىل إايران. دولة االإمارات يف تطوير برناجمها للطاقة النووية Tشرط اأال تخüص ب املواد النووية والتعيد معاجلتها. كان من املفرتVض اأن ميث ل االتفاق منوذجا التفاقات نووية اأخرى يف الûشرق االأوSسط ف ضال عن اإثبات وجود مùسار بديل لربنامج اإيران النووي. وكما قال مùصوؤول اأمريكي كبري «إاذا تعاونت معنا وكنت Tشفافا حول نواياك ميكنك احلüصول على»كاديالك«)اأي اأف ضل( الربامج النووية واإذا Sسعيت )17( وراءها بوقاحة ويف الùسر فاإنك Sستحüصل على»يوغو«)اأي اأSسواأ( الربامج النووية«. تنامي العالقات التجارية هذا التحالف االSسرتاتيجي املتنامي بني الواليات املتحدة ودولة االإمارات اأد ى اإىل توSس ع العالقات التجارية. وعلى عكùس دول اخلليج االأخرى التعترب دولة االإمارات مور دا رئيùسا للنفط إاىل الواليات املتحدة ف ضال عن اأنها ونتيجة ملûشرتياتها من االأSسلحة تعاين باSستمرار من عجز جتاري كبري مع الواليات املتحدة )اأنظر الûشكل 3(. اأد ى النمو االقتüصادي وطفرة البناء إاىل زيادة Sسريعة يف واردات دولة االإمارات على مدى العقد املاVضي. زادت واردات االإمارات من الواليات املتحدة بûشكل كبري خالل العقد املاVضي مدفوعة مببيعات االأSسلحة ومواد البناء واالإلكرتونيات من بليوين دوالر يف العام 2000 اإىل 12.8 بليون دوالر يف العام 2010. )18( واليوم دولة االإمارات العربية املتحدة هي
20 معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية اأكرب Sسوق للتüصدير يف منطقة الûشرق االأوSسط للùسلع االأمريكية. )19( وتعترب Uصادرات االإمارات اإىل الواليات املتحدة Vضئيلة نùسبيا باملقارنة لكنها ارتفعت اأي ضا من 900 مليون دوالر يف العام 2000 اإىل )20( 1.1 بليون دوالر يف العام 2010. يف حني تهيمن مبيعات االأSسلحة على العالقات التجارية بني الواليات املتحدة ودولة االإمارات وترتبط بالتعاون االأمني بûشكل وثيق وSس عت الدولتان اأي ضا عالقاتهما االSستثمارية. زادت االSستثمارات االأمريكية املباTشرة يف دولة االإمارات من 2.3 بليون دوالر يف العام 2005 اإىل 3.4 بليون دوالر يف العام 2009. )21( ارتفعت االSستثمارات االإماراتية املباTشرة يف الواليات املتحدة من 906 مليون دوالر )22( يف العام 2007 اإىل 2.6 بليون دوالر يف العام 2009 )البيانات غري متوفرة قبل العام 2007(. وبداأت اإدارة بوTش مفاوVضات للتوUص ل اإىل اتفاق للتجارة احلر ة مع دولة ا إالمارات يف العام 2004 اإال اأن هذه املفاوVضات مل تùستكمل بعد. الûشكل 3. جتارة الإمارات مع الوليات املتحدة القيمة )بباليني الدولرات( الواردات )من الوليات املتحدة( املüصدر: Uصندوق النقد الدويل الüصادرات ( إاىل الوليات املتحدة( مراقبة إايران يف دولة الإمارات مثلما اأن الواليات املتحدة تقد م دعما حاSسما لدولة ا إالمارات فاإن دولة ا إالمارات تùساعد الواليات املتحدة اأي ضا على احلüصول على فهم اأف ضل الإيران اإذ يجùس د برج مركز دبي التجاري العاملي يف Tشارع الûشيخ زايد الطبيعة احلميمية الفريدة للتنافùس بني الواليات املتحدة واإيران يف دبي. تقع يف
كرمي Sسجادبور 21 الطابق الرابع عûشر من الربج مكاتب Tشركة البرتوكيماويات التجارية االإيرانية )IPCC( اإحدى الûشركات التابعة لûشركة النفط الوطنية االإيرانية. يف املبنى نفùسه وعلى مùسافة عûشرة طوابق اإىل االأعلى تقع القنüصلية االأمريكية ومكتب الûصوؤون االإيرانية يف دبي الذي يكرSس قدرا كبريا من طاقته لرUصد أانûشطة Tشركات مثل Tشركة البرتوكيماويات التجارية االإيرانية. ويقول مùصوؤول اأمريكي يف دبي )23( «إاننا على االأرجح منر قبالة بع ضنا بع ضا يف البهو كل يوم لكننا النتحدث مع بع ضنا البع ض«. يف ظل غياب التمثيل الدبلوماSسي يف اإيران ت عت رب دبي اأف ضل مكان حتاول فيه احلكومة االأمريكية قياSس الرياح الùسياSسية واالقتüصادية واالجتماعية التي تهب من اإيران. ونظرا إاىل احلجم الكبري ملجتمع الûشتات والتنوع االجتماعي واالقتüصادي النùسبي والرحالت املتكررة اإىل الوطن ليùس ثم ة مكان يوف ر انعكاSسا اأكرب للمجتمع االإيراين املعاUصر من دبي )خارج إايران بالطبع(. فاملئات من االإيرانيني يزورون القنüصلية االأمريكية يف دبي كل اأSسبوع لتقدمي طلب احلüصول على تاأTشريات دخول اإىل الواليات املتحدة. لهذا الùسبب اأنûصاأت وزارة اخلارجية االأمريكية يف العام 2006»مكتب الوجود ا إالقليمي اخلاUص باإيران«)IRPO( يف دبي الذي ي ضم Sستة دبلوماSسيني اأمريكيني يرتك ز اهتمامهم االأSساSسي على فهم اإيران بûشكل اأف ضل. وقد اأوVضح مùساعد وزير اخلارجية االأمريكية الùسابق يف إادارة جورج بوTش نيكوالSس برينز املنطق وراء اإنûشاء»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص باإيران«يف خطاب أالقاه يف العام 2006 يف جملùس العالقات اخلارجية: خطرت لوزيرة اخلارجية رايùس ويل فكرة... وهي اأننا قد نحاول تكرار مافعلت الواليات املتحدة على نحو فع ال يف عûشرينيات القرن املاVضي يف وVضع مûشابه نوعا ما عندما مل تكن لدينا عالقات دبلوماSسية يف الùسنوات ا أالوىل مع االحتاد الùسوفييتي. أاقمنا يف»ريغا«ماSس م ي آانذاك حمطة»ريغا«عي ن ا فيها بع ض أاف ضل الدبلوماSسيني ا أالمريكيني الûشباب اأTشخاUصا مثل جورج كينان وتûشيب بولن. وقلنا» Sستتعلمون الروSسية ومهمتكم Sستكون مراقبة االحتاد الùسوفييتي كي تفهموه والتحدث اإىل الناSس اخلارجني منه«. لقد اأقمنا يف دبي نùسختنا للقرن احلادي والعûشرين من حمطة ريغا. يف العام املاVضي اأقمنا مكتبا يف دبي خمüصüصا فقط ملراقبة إايران وفهمها والتحدث اإىل اآالف ا إاليرانيني الذين ياأتون من اإيران اإىل دبي نفùسها حتى نùستطيع التواUصل مع ا إاليرانيني من جميع مناحي احلياة وفهمهم بûشكل اأف ضل وهم )24( Sسيكùسبون بع ض الفهم االإVضايف ملا توؤمن به الواليات املتحدة عن بلدهم. تقوV ضت اإىل حد ما قدرة موظفي»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص باإيران«على التفاعل مع جمموعة واSسعة من االإيرانيني بùسبب اجلدل الدائر حول املكتب. منذ اإعالن برينز يف العام 2006 اأTشارت الüصحف املتûشددة يف اإيران بûشكل متكر ر اإىل»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص ب إايران«كمركز لتغيري
22 معركة دبي: الإمارات العربية املتحدة واحلرب الباردة الأمريكية الإيرانية النظام تابع لوكالة املخابرات املركزية االأمريكية يعمل فيه جواSسيùس خطرون. ويف ظل إادارة بوTش اTشتكى العديد من مراقبي اإيران الذين يتخذون من دبي مقرا لهم من أان اSستح ضار منوذج احلرب الباردة يلقي على مهم تهم Vضوء ا Tشائنا بينما تقت ضي املهام املطلوبة منهم يف الواقع حماولة فهم اإيران واالإيرانيني بûشكل اأف ضل. وعلى حد تعبري موظف Sسابق يف»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص باإيران«يف دبي ف إان تفوي ض املكتب هو»فهم مايجري يف اإيران. هو ليùس مكتبا للتجنيد والينظ م الثورة التالية يف اإيران... اليفيدنا اأن ن ضفي الكثري من الدعاية على مانقوم به اأو إاذا كان ه ؤوالء االأTشخاUص يûشعرون باخلوف اأكرث من الالزم وال يريدون أان يتحدثوا معنا. نحن نحاول اأن نكون )25( حذرين«. يف االآونة االأخرية كان على املكتب أان يجتاز عاUصفة»ويكيليكùس«. فقد اأعرب العديد من ا إاليرانيني املقيمني يف دبي والذين كانوا قد تفاعلوا يف الùسابق مع موظفي»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص ب إايران«عن القلق من اأن تكون اأحاديثهم قد تùسر بت اأو مل ي ع د ميكن الوثوق باأن تظل Sسر ية على اأي حال. ومع ذلك وبالنظر إاىل العدد الهائل من ا إاليرانيني Sسواء م ن يتمركزون يف دبي اأو م ن مير ون عربها كل اأSسبوع بحثا عن تاأTشريات الدخول اإىل الواليات املتحدة يف الغالب ليùس ثم ة نقüص يف عدد االإيرانيني الذين ميكن للموظفني ا أالمريكيني يف دبي اأن يتفاعلوا معهم. يف الواقع يقول مùص ؤوولو»مكتب الوجود ا إالقليمي اخلاUص ب إايران«أان طلبات احلüصول على التاأTشريات ازدادت بûشكل كبري يف اأعقاب انتخابات حزيران/يونيو 2009 يف اإيران والقمع الداخلي الذي تالها. ومن بني مقد مي الطلبات نûشطاء كبار يف املعارVضة وحتى مùصوؤولون اإيرانيون Sسابقون. مع ذلك وعلى الرغم من اأهمية اإيران املùستمرة بالنùسبة إاىل الùسياSسة اخلارجية للواليات املتحدة يبدو اأن»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص ب إايران«تنقüصه القوة العاملة وي نت ف ع به على نحو رديء. ونظرا اإىل Uصعوبة احلüصول على املوافقات االأمنية للمواطنني االإيرانيني وم ن يحملون جنùسية مزدوجة غالبا مامي ضي كبار الدبلوماSسيني ا أالمريكيني الذين يجيدون الفارSسية أايامهم يف ترجمة وSسائل االإعالم االإيرانية وحتليلها )وهو العمل الذي يوؤديه عادة مùستخدمون حمليون يف الùسفارات االأمريكية يف اأماكن أاخرى( بدال من Uصقل املüصادر االأSساSسية. واأTشار بع ض العاملني يف»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص باإيران«اإىل اأن اأحد اأSساليب تüصحيح هذا الوVضع يتمث ل يف زيادة االSستثمار )26( يف اSستخبارات»املüصدر املفتوح«لتوظيف حمللني إاعالميني ناطقني بالفارSسية بدوام كامل. ميث ل اSستعداد دولة االإمارات للمخاطرة باإثارة غ ضب اإيران من خالل الùسماح للواليات املتحدة بتûشغيل»مكتب الوجود االإقليمي اخلاUص باإيران«دليال على أاهمية العالقة بالنùسبة إاىل الطرفني يف ظل غياب التمثيل الدبلوماSسي يف اإيران ت عتر بر دبي اأف ضل مكان حتاول فيه احلكومة الأمريكية قياSس الرياح الùسياSسية والقتüصادية والجتماعية التي تهب من اإيران.
كرمي Sسجادبور 23 ف ضال عن املخاوف التي يتûشاطرانها حيال اإيران. انعدام الثقة املتواUصل على الرغم من تعاون دولة االإمارات الùسياSسي واالقتüصادي والعùسكري واSسع النطاق مع الواليات املتحدة يùستمر املùصوؤولون يف االإمارات يف التûشكيك بعمق التزام واTشنطن. على وجه اخلüصوUص يخûشى املùص ؤوولون االإماراتيون من اأن واTشنطن غري مهتم ة»بالتوUصل اإىل اتفاق«مع طهران االأمر الذي من Tصاأنه اأن يقوV ض اأهمية دولة ا إالمارات العربية املتحدة لدى الواليات املتحدة ف ضال عن تقوي ض اأSساSس التعاون االSسرتاتيجي. اد عى مùصوؤول اإماراتي كبري اأن رحيم مûشائي اأقرب مùستûشاري الرئيùس اأحمدي جناد اأك د يف لقاءات رفيعة املùستوى مع مùص ؤوولني اإماراتيني ومùص ؤوولني خليجيني اآخرين أان طهران وواTشنطن كانتا على وTشك حتقيق انفراج دبلوماSسي من Tصاأنه اأن يوؤدي اإىل تطبيع العالقات بينهما. وقال مùصوؤول إاماراتي رفيع املùستوى اإن»مûشائي كان يحاول اأن يقول لنا اأنه علينا اأال نعتمد على الواليات املتحدة يف اأمننا«م ضيفا اأنه»بعد أان تتüصالح الواليات املتحدة واإيران Sستعهد واTشنطن مبùصوؤولية االأمن يف املنطقة اإىل طهران«. )27( واعرتف مùصوؤول اإماراتي اآخر كبري ب أان احتمال حتقيق مثل هذا االنفراج الدبلوماSسي بني الواليات املتحدة واإيران Vضئيل لكنه اأك د اأي ضا اأن»اأمريكا يف حاجة اإىل طماأنة )28( حلفائها باأنها لن تتخل ى عنهم«. دولة الإمارات والعقوبات على اإيران على الرغم من العالقة الوثيقة بني الواليات املتحدة ودولة االإمارات واخلوف املûشرتك بني البلدين من Uصعود اإيران لطاملا ع ر ف ت االإمارات باأنها وSسيلة اإيران الرئيùسة للتهر ب من العقوبات الدولية. وازداد دور دبي يف تùسهيل اتüصال اإيران باالقتüصاد العاملي اأهمية مع كل جولة متتابعة من العقوبات التي فرVضتها الواليات املتحدة وحلفاوؤها. وقد وجد كل Tشيء بدءا من املواد الغذائية والùسلع االSستهالكية االأمريكية الüصنع وUصوال اإىل االأSسلحة املتطورة اأحد اأUصعب التحديات يف تنفيذ العقوبات هو متييز طريقه اىل طهران عرب املوانئ االإماراتية. يف العامني املاVضيني اأد ت عوامل ثالثة هي ازدياد تاأثري التجار الإيرانيني الûشرعيني عن غري الûشرعيني. أابو ظبي على دبي والعقوبات التي فرVضها جملùس االأمن التابع لالأمم املتحدة على اإيران يف حزيران/يونيو 2010 والعقوبات اأحادي ة اجلانب التي اأعقبتها من قبل الواليات املتحدة واالحتاد االأوروبي اإىل اأن تüصع د دولة ا إالمارات