حول حقوق املرأة ادلس تورية مقدمة د. أ مال س يد امحد اتقدم هبذه املسامهة حول احلقوق ادلس تورية للمرأة ابعتباري انشطة نسوية فقضية احلقوق والقوانني خاصة تكل املتعلقة ابلنساء ليست قضية فنية تقع يف دائرة اهامتم مجموعة دون أخرى بل يه جزء من القضااي واهلموم اليومية لقطاعات واسعة من النساء والرجال وذكل لرتباطها ابلواقع اذلي تعيشه النساء يف بالدان. كام أن أمهية تناول هذه القضااي تأيت أيضا من ارتباطها ابلتغيري الاجامتعي والسيايس املنشود يف السودان. ان اخنراط مجموعات كبرية من الناشاطات واملنظامت يف العمل من أجل حقوق النساء يمكل ادلور اذلي تقوم به القانونيات السودانيات ليس فقط يف اطار الصياغات الفنية للقوانني بل ادلور اذلي هيدف اىل رفع الوعي احلقويق للنساء وابراز الامتيزات النوعية والاجامتعية اليت كرست المتيزي ضد النساء يف احلقوق وذكل هبدف ازاةل ذكل المتيزي ضد النساء. حتتل قضااي ادلس تور وحقوق النساء أمهية قصوى يف اطار التحضري ملؤمتر التجمع الوطين ادلميقراطي ولكهنا ل تنهتيي ابنهتاء هذا املؤمتر بل سيتواصل النشاط حولها حىت يتحقق وضع أمثل للنساء. وقفات عىل أوضاع النساء يف ادلساتري السودانية يعرف د. عبدالرمحن محدي القانون "بأنه ظاهرة اجامتعية تسهتدف تنظمي امجلاعة النسانية وما ينشأ بني أفرادها من عالقات متعددة ذلا يتأثر القانون باكفة العوامل املؤثرة يف املمتع النساين اجامتعية واقتصادية وسياسية وجغرافية... اخل ولبد أن يتجاوب القانون مع مقتضيات هذه العوامل مجيعها حىت يبدو متفقا مع الواقع ومستجيبا لتطوراته." لقد أسهم املرشعون السودانيون عرب الس نوات يف وضع قواعد قانونية تالمئ احلاجات الاجامتعية. كام قام القضاة السودانيون بتطبيق تكل الترشيعات وحاولوا تطوير القانون بوضع السوابق ويف اطار ذكل قاموا ابس تخالص التفاعل ما بني تركيبة املمتع وعنارص الثقافة فيه. وبيامن تعرضت الترشيعات يف السودان اىل عدة تغريات مع تغريالظروف الاجامتعية وتغري النظم الس ياس ية املتعاقبة من اس تعامر ودميقراطية وديكتاتورية ال أن العامل املشرتك بني هذه القوانني ويف ظل خمتلف النظمة هو اختيار املرشعني غض الطرف عن أوضاع النساء القانونية وعدم بذل أي جمهود حقيقي لتطويرها رمغ التطورات الهائةل اليت طرأت عىل أوضاع النساء. فالدارة الربيطانية اليت قامت بوضع قوانني حديثة يف السودان غطت لك املالت ال أهنا أبقت عىل قانون الحوال الشخصية العامثين. وقد قامت بذكل مضن اس باب اخرى هبدف ضامن انلافظة عىل الس ند اذلي وجدته من القوى التقليدية وانلافظة. وبعد اس تقالل Page 1 of 7
السودان اسمتر الترشيع عىل نفس املنوال فلك دساتري السودان منذ 6591 وحىت 6551 اكتفت ابلنص عىل املساواة بني املرأة والرجل أمام القانون بال الزتام ول أليات أو وسائل جتعل املساواة واقعا. ان جتاهل خصوصية وضع النساء يف املمتع يف أي ترشيع أو قانون والكتفاء بديباجات ونصوص فضفاضة عن املساواة كام هو احلال يف لك ادلساتري السودانية- يعين عدم النفاذ اىل جوهر تأثري القانون عىل حياة املاليني من النساء. ان ختطي اللم اليت عاشهتا النساء يف ظل النظمة اهلتلفة وابمس القانون يتطلب الغوص بعمق يف أوضاع النساء وعالقهتا ابلقانون وخاصة ادلس تور. وأي ادعاء حبيادية القانون وادلس تور يعين ذر الرماد عىل العيون ويعترب حماوةل لضفاء قدسية عىل الوضع ادلوين للمرأة يف املمتع وابلتايل يف القانون. ان عدم ادراك تكل خصوصية يؤدي اىل اس تحاةل نيل املرأة حقوقها الاكمةل واملساواة عىل أرض الواقع حىت وان نصت علهيا القوانني بصورهتا التقليدية فعبارات مثل " املواطنون سواس ية أما القانون بغض النظر عن اجلنس والعرق.. اخل" ل تكفي لن رشوط حتقيق تكل املساواة ختتلف ابلنس بة للنساء مهنا للرجال. كام أن النص عىل حق املواطنة للنساء يعوقه التصور التقليدي دلور املرأة واذلي تكرسه الكثري من القوانني الخرى مثل قانون الحوال الشخصية وقوانني العمل وغريها واليت تتعارض مع نص ادلس تور أحياان. ان استخدام عبارات مثل "مبا ل يتعارض مع العراف والقمي وكرمي املعتقدات" يف نص ادلس تور جيعل مهنا قنابل موقوتة لن الثقافات السودانية حتمل من القمي واملفاهمي والعراف ما هو اجياي يف تقدير دوراملرأة واحرتااها ومتجيد اترخيها ولكهنا وابملقابل حتمل يف داخلها من املفاهمي والقمي والعادات ما حيط من قدر املرأة ويرخس دونيهتا. فبامس العادات والقمي جترب املرأة عىل الزواج وترضب بواسطة زوهجا أو ولهيا وتتعرض الطفالت للختان وحترم من التعلمي والعمل بل وتورث الزوجة لقرب القربني بعد وفاة زوهجا يف بعض املناطق. ان التحديد والوضوح حول هذه املفاهمي والنصوص اهم وأسايس فاهنا تستخدم ضد النساء لهنا سالح ذو حدين. ان كرمي املعتقدات والعراف والقمي واليت جيب استلهااها يف ادلس تور يه تكل اليت حترتم وحتفظ كرامة املرأة ول تتعارض مع حقوق النسان مبا فهيا حقوق املرأة وذكل يتطلب اعامل اذلهن يف الثقافات السودانية لتطوير ما هو اجياي مهنا ومواهجة ما هو سليب. كام أن الغموض والتعممي فامي يتعلق ابلنساء يف ادلساتري السودانية اترخييا كرس المر الواقع اذلي تتعرض فيه املرأة السودانية للتمتزي والقمع ابمس ادلين والعراف. ويف بعض احلالت مت استخدام الوامر الدارية واللواحئ لتعديل ما فرضته ظروف الواقع من تغري يف وضعية النساء. كام جاء يف قرارات وايل اخلرطوم جمذوب اخلليفة والولة الخرين وقوانني النظام العام. ان هذا الغموض والفراغ يف ادلستور ليس صدفة بل يه حماولت الهيام ومتويه الرأي العام العاملي والسوداين بأن هذا النظام أو ادلس تور يكفل للمرأة حقوقها اكمةل ويقر مبساواهتا أمام القانون وحبق املواطنة وذكل لفك العزةل عنه كام حدث يف اجامتعات جنيف ملناقشة أوضاع حقوق النسان يف السودان خالل الس نوات السابقة ولكن وابملامرسة ينقض النظام نفسه عىل تكل النصوص واحلقوق لكام اتيحت هل الفرصة. وهذا ميكن أن يتكرر يف ظل خمتلف النظمة اذا اسمتر وضع النساء يف ادلس تور عىل هذه الصورة الغامضة. Page 2 of 7
التجمع وخيار البديل ادلميقراطي يف سعهيا لنقاذ الوطن ارتضت قوى املعارضة السودانية ممثةل يف التجمع الوطين ادلميقراطي برانجما بديال استند عىل ميثاق التجمع وقرارات مؤمتر أمسرا للقضااي املصريية عام 6559 واذلي مت التأكيد فهيام عىل اخليار ادلميقراطي وحق تقرير املصري و فصل ادلين عن السياسة وحتديد اهام الفرتة الانتقالية والطار العام للقوانني امللزتمة ابملواثيق ادلولية حلقوق النسان. رمغ لك هذه الجيابيات ال أن واثئق التجمع الساسية جاءت خالية من الشارة لنضال املرأة ومعوما ميكن القول بأن التجمع مل يسع جبدية لرشاك النساء يف هيئاته اهلتلفة أو التنسيق مع منظامهتن اهلتلفة. ذلا فليس من املس تغرب أن يأيت ميثاق التجمع متجاهال دور املرأة السودانية لكن من انلزن أن نص املادة )9( من قرارة حول ادلين والسياسة يف السودان يقول " ان يلزتم التجمع بصيانة كرامة املرأة السودانية ويؤكد عىل دورها يف احلركة الوطنية ويعرتف لها بلك احلقوق املضمنة يف املواثيق ادلولية مبا ل يتعارض مع الداين." لقد جاءت لك مواثيق التجمع مستندة ومؤكدة عىل الزتااها ابملواثيق واملعاهدات ادلولية حلقوق النسان فامي عدا الستثناء املتعلق ابملرأة. أل يثري ذكل الكثري من الشكوك والتسأولت عام يضمره التجمع للنساء مستقبال ان جتارب النساء يف السودان ويف كثري البدلان أكدت أن النساء يدفعن المثن الغايل والتضحيات اجلسام يف مقاومة الاس تعامر وادليكتاتورايت لكن هذا ل يعين أن حتسني أوضاعهن وكفاةل حقوقهن تتحقق تلقائيا. فلقد اكتفت كثري من القوى بتغيري النظم الس ياس ية وحافظت عىل الوضاع الظاملة للنساء كام حدث يف اجلزائر واريرتاي وأفغانس تان. ذلا فان التأ كيد عىل النضال املس متر من أجل حقوق النساء هو الضامن الوحيد لتحقيقها سواء اكن هذا النضال ضد النظام احلامك أو يف مواهجة املعارضة. ان التجمع مهش قضااي النساء وتعامل معها ابنتقائية وحسب ما يناسب هذه القوى أو تكل. وقفات مع مرشوع دس تور التجمع الوطين ادليقمراطي للفرتة النتقالية أعدت أمانة الشئون ادلس تورية القانونية للتجمع الوطين ادلميقراطي مسودة دس تور الفرتة النتقالية وقد قامت بنرشها يف كتاب "مرشوع دس تور وقوانني الفرتة النتقالية". بداية نود أن نشري اىل أنه قد شارك يف وضع وصياغة مسودة دس تور التجمع أكرثمن مخسني خشصا ليس من بيهنم امرأة واحدة!!! ان معلية بناء ادلس تور ل تقل أمهية عن ادلس تور نفسه كام تؤكد ادلراسات ادلس تورية احلديثة. اذ أن أي وثيقة دس تورية جيدة انلتوى والصياغة لن تلعب ادلور الجياي املتوقع مهنا اذا مل يشعر من و ضع ادلس تور لجلهم بأن هذا ادلس تور هو دس تورمه. وأحد أمه وسائل خلق شعور ابمتالك ادلس تور هو املشاركة الواسعة يف بنائه وقد اكنت هناك جتار ب قدمت عدة أشاكل لضان املشاركة الواسعة يف معلية اعداد ادلس تور. ول ينبغي ابلطبع أن تقترص تكل املشاركة عىل صياغة مواد بعيهنا يف ادلس تور بل املشاركة يف وضع تصور للقضااي واحلقوق وأشاكل تنظمي العالقات واحلقوق. مث تأيت الصياغة الفنية Page 3 of 7
لتضبط ما مت التفاق عليه متثيل املرأة هبذا املعىن ليس قضية شلكية. واملدهش أنه حىت لو تصوران أن اعداد املسودة مت بتصور أنه معلية فنية يقوم هبا فقط القانونيون املؤهلون فانه مل يكن من الصعب ارشاك قانونيات خاصة يف الوقت اذلي أثبتت فيه القانونيات السودانيات مقدراهتن واقتحمن اكفة ميادين احلقل القانوين ال اكدميية والعملية واملتصةل حبقوق النسان. ان مرشوع دس تور التجمع يطرح يف املادة 23 تلكيف جلنة فنية من املؤمتر القويم ادلس توري لعداد ادلس تورادلامئ للبالد. ان المتثيل احلقيقي والفاعل للنساء يف املؤمتر ادلس توري و جلان ادلس تور ادلامئ رضوري لضامن التعبري عن مصاحل النساء. وأخريا فان مرشوع دس تور التجمع والقوانني املصاحبة هل اليت ستقدم اليت ستقدم للمؤمتر ادلس توري جيب أن يطرح حلوار مفتوح تسهم فيه لك القوى رجال ونساء كجزء من املامرسة ادلميقراطية وبعدها يقدم للجان القانونية والفنية وليس العكس. ان الفرصة ما زالت ساحنة أمام التجمع جلعل دس توره أكرث ديقراطية وارتباط ا مبصاحل الغلبية اليت تناضل من أجل دوةل املواطنة وحقوق النسان بصورة عامة والنساء عىل وجه اخلصوص. أكد مرشوع دستور التجمع عىل املساواة أمام القانون واملواطنة وعىل حقوق املرأة وهنا اتفق متاما مع ما جاء يف نقد احلزب الش يوعي السوداين دلس تور 6551 يف حصيفة امليدان "بأن اثبات مساواة املرأة يف هذه احلقوق مكواطنة ما زال هدفا تصارع من أجهل احلراكت النسائية." لقد فصلت املادة 32 حقوق املرأة عىل حنو جيد ولكنه ل ختلو من التعممي املشار اليه يف صدر هذه ادلراسة. وعىل الرمغ أن نص املادة قد خال من التحفظ الوارد يف الفقرة )9( الشهرية ال أنه قد نص يف املادة 25 عىل أن املبادئ والهداف اليت تضمهنا ميثاق التجمع الوطين ادلميقراطي امللحق ابدلس تور تعترب ممكةل هل. وهناك رأي معترب بأن مقررات أمسرا تعترب جزء من امليثاق. وعىل الرمغ من وضوح النصوص اخلاصة بسيادة أحاكم املواثيق والتفاقيات ادلولية عىل القوانني انللية. ال أنه من الرضوري عىل ضوء ما سبق وعىل ضوء التارخي الطويل من التعممي املؤدي لهدار حقوق املرأة عدم الكتفاء بنص مستقل أو فقرة واحضة بل بتضمني لك املواثيق والتفاقيات ادلولية املتعلقة ابملرأة وابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة أن تضمن بصورة واحضة يف ادلس تور والزام ادلوةل ابلتوقيع عىل التفاقيات اليت مل توقع علهيا السلطة احلالية والعمل عىل تنفيذ هذه التفاقيات بلك الوسائل املمكنة ان هذا الوضوح والتأكيد رضوري لبعث الثقة نفوس املاليني من النساء واستلهام طاقهتن للعمل حنو تنفيذها. ان اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة (CEDAW) تؤكد عىل الاعرتاف حبقوق املرأة يف امليادين السياسية والاقتصادية والاجامتعية والثقافية واملدنية أو يف أي ميدان أخر. ويه تشمل عىل مواد وبنود واحضة حول حقوق املرأة املتعلقة ابحلياة الس ياس ية واحلقوق العامة وحقوق املرأة يف جمال الرتبية والتعلمي ويف جمال العمل. وحقوق املرأة يف جمال الزواج والرسة وأخرى لوقف المتيزي ضد املرأة بسبب الزواج أو المومة وبنود تتعلق ابلرعاية الصحية ابلضافة اىل حقوق املرأة الريفية. ان تضمني هذه التفاقيات يف مرشوع دس تور التجمع يسهمخ يف الوضوح والتحديد يف هذا احلقوق كام يزيل مغبة الغموض والتعممي من ادلس تور. Page 4 of 7
كام أن البنود املتعلقة ابلزتامات ادلول لتفاقيات تضيف لمهيهتا. ان العالن الصادر من المم املتحدةيف 6559 واملتعلق حبقوق الطفل يشلك أمهية خاصة يف ظروف بالدان واليت تتعرض فهيا اللف من الطفالت لالستغالل الاقتصادي واحنسار التعلمي وختفيض سن الزواج اىل 61 س نوات حسب قانون الحوال الشخصية 6556. واملامرسات والعادات الضارة مثل اخلفاض والاجبار عىل الزواج لك هذه وغريها تتاكمل مع اتفاقية حقوق الطفل وجيب أن تضمن يف مرشوع دس تور التجمع اذلي تعرض عىل حياء محلاية الطفل يف أربعة أسطر يف املادة 32 أن ورد التجمع يف مرشوع دس توره موهجات بشان الانتخاابت العامة مهنا )ضامن متثيل الحتادات والنقاابت واملرأة(. ان املرأة السودانية اليت انلت حقوقها السياسية منذ قرابة الربعة عقود من الزمان تدرك رضورة المتيزي الجياي لصاحل النساء يف مواقع اختاذ القرار. لكن هذا النص يف مرشوع دس تور التجمع يعيد للذهان الرصاع حول مفهوم القوى احلديثة اابن ادلميقراطية الثالثة. ولكن متثيل املرأة يف الهيئات الترشيعية ليس متثيال لطرف من اطراف القوى احلديثة فان املقصود ينبغي أن يكون متثيل املرأة مبخلتف تنوع أوضاعها الجامتعية والثقافية والثنية واجلهوية. ان املوضوع هنا كيفية متثيل نصف السودان يف هيئاته الترشيعة ذلا فليس تطاول أن يكون متثيل النساء يف النتخاابت العامة ويف الهيئات الترشيعية بنسبة %91 ويتفق ذكل مع الواقع المكي للنساء حسب أخر الحصائيات وتأكيد دورهن النوعي لتطوير البالد. ليس يف هذا ماكبرة أو مزايدة أو جتن عىل أحد بل حق تكتسبه النساء بنضالهن ورضورة لهناء اهزةل المتثيل ادليكوري للنساء خالل النظمة اهلتلفة ادليكتاتورية مهنا وادلميقراطية. قضية املواطنة تشلك قضية املواطنة أحد أمه مرتكزات احلرية وادلميقراطية وحقوق النسان جفميع مواطين ادلوةل متساوي يف احلقوق والواجبات أمام القانون دون تفرقة بسبب ادلين أو النوع أو اللون أو العرق. ان حتقيق حق مواطنة فعيل للنساء يرتبط ابماكنية مسامههتن يف املال العام مبختلف أبعاده الس ياس ية والاجامتعية والاقتصادية وعدم حرصها يف املال اخلاص أي جمال الرسة ابعتبارها زوجة وأم كام هو وارد يف ادلساتري والقوانني السودانية. ويمت يف العادة الزنع املسترت حلق املرأة يف املواطنة عن طريق استخدام ثنائية اخلاص والعام وابعاد النساء اىل اجلانب اخلاص "الرسة". وبيامن تستخدم ثنائية اخلاص والعام للمتيزي املوضوعي بني ادلوةل وقطاعات السوق الخرى من جانب وبني قطاع اخلدمات اخلاصة مثل الفنادق واملقايه واملطامع وبني اخلدمات العامة مثل الرعاية الاجامتعية ورعاية الطفال من جانب أخر. فان الفكر التقليدي قد طور مفهموما للمجال اخلاص ابعتباره املال اذلي جيب أن خيفى عن نظر الخرين أو ذكل اذلي ل ميكن الكشف عنه وهو هبذا املعىن يرتبط ابلعيب والنقص والكامتن وقد أدخل لك ما يتعلق ابلرسة واملرأة مضن ذكل املفهوم وقد أدى هذا املعىن اىل استبعاد اتم حلياة الغلبية من النساء عن املال العام. Page 5 of 7
كام يمت ابطال حق املواطنة للنساء عرب وسائل خمتلفة أخرى هتدف مجيعها لالبقاء عىل البنية والرتكيبة الاجامتعية والثقافية اليت حتارص املرأة داخل املزنل وتبعدها عن املال العام. ذلا فان النص يف ادلس تور عىل حق مواطنة للمرأة ابعتبارها ذات مستقةل وفاعةل يف املمتع وليس اتبعة للرجل أو الرسة يعترب البداية لالعرتاف ابملواطنة للمرأة. ال أن ذكل لن يتحقق بدون ابلتأكيد عىل هذه احلقوق عىل أرض الواقع. فصل ادلين عن ادلوةل ان مبدأ فصل ادلين عن ادلوةل هو السبيل الوحيد لشاعة التسامح والتعايش السلمي بني خمتلف العراق والثقافات والداين خاصة يف بدل اكلسودان يتسم ابلتنوع الثين والثقايف وعاىن من ويالت احلروب الهلية وادعاء احتاكر املعرفة والاستبداد ابمس احلامكية اللهية. ان مصاحل النساء يف السودان مرتبطة ارتباطا وثيقا مببدأ فصل ادلين عن ادلوةل اذ يسمح للنساء السودانيات من خمتلف الداين والثقافات من العمل سواي يف ازاحة الظمل والمتيزي الواقع علهين واذلي تعاين منه نساء بالدان بغض النظر عن أدايهنن أو أعراقهن فاختالف مك ل اختالف كيف. ل غرابة من اس تخدام القوى املعادية لتطور املرأة ادلين والتقاليد كس تار لتكريس دونية املرأة فاملراة املسلمة واملس يحية واملعتنقة لداين طبيعية أخرى واخلاضعة لسلطان عرف أو تقليد لقبيةل لكهن يعانني من الظمل. ان القوى املعادية حلقوق النساء تسعى دامئا لتجهيلهن حفرصت عىل ابعاد النساء من احلياة العامة ابمس ادلين والتقاليد وحرصته يف املشاريع الصالحية مثل الاقتصاد الرسي والزواج امجلاعي واذلي مرغ كرامة النساء يف الوحل وزاد املاهد واللهث وراء لقمة العيش حىت درجة التسول. حىت انلاولت اليت تمت من حني لخر لظهار السلطة مبظهر احلادب عىل مشاركة النساء يف احلياة العامة لكها تصب يف اطار دمع السلطة ويف حدود املساحة )الرشعية( اليت متنحها لهن السلطة عندما تس تدعي الرضورة. ان فصل ادلين عن ادلوةل يدفع ابلنساء من خمتلف ادلايانت أو الثقافات والعراف للعمل معا لرفع الظمل والمتيزي عهنن ويرفع وعهين ابلس باب احلقيقية للواقع املؤمل اذلي يعيش نه وذكل دون املساس ابملتقدات ادلينية والروحية للفراد. كام جيعل اسهااهن بتطوير ما هو اجيا ي يف الثقافات انللية وحماربة ما هو سليب ومرض ابملرأة ذكل هو السبيل الوحيد لفتح أفاق رحبة أمام النساء لالرتباط بروح العرص والعمل واملعرفة النسانية. خامتة ل شك أن التجربة السودانية يف ما يتعلق ابدلميقراطية واحلقوق واحلرايت الساسية يه جتربة ثرة ومريرة ق دمت فهيا العديد من التضحيات. لقد تعلمت النساء السودانيات خاللها أن نضالهن من أجل حقوقهن واذلي هو جزء من النضال من أجل ادلميقراطية مل يؤد اىل نيلهن تكل احلقوق يف الوقات اليت متت فهيا استعادة ادليقراطية السياسية. ذلا فان ندعو مجيع النساء يف خمتلف تنظاميهتن لدراك الستقالل النسيب لنضالهن من أجل احلقوق وأن الوضوح والتفصيل هو اخلطوة الوىل لتجاوز مرارات املايض واحلارض. Page 6 of 7
املراجع (1) ادلميقراطية يف السودان: البعد التارخيي والوضع الراهن وأفاق املستقبل مركز ادلراسات السودانية القاهرة..6552 (2) املرأة الفريقية بني الرث واحلداثة: فاطمة اببكر محمود لندن 3113..3112 (3) املساواة وحدها ل تكفي احلوراملمتدن عزة رشارة بيضون ا لعدد 32 (4) دس تور مجهورية السودان 6551. حول مفهوم حقوق املرأة وعالقته حبقوق النسان هادي محمود. احلوار املمتدن 3112/5/7. حصيفة امليدان. احلزب الش يوعي السوداين العداد 6521 6527. العام 6551. (5) (6) (7) يف عالقة ادلين ابدلوةل. حزب العامل الش يوعي التونيس احلوار املمتدن 3112. )1( قوانني السودان وحقوق النسان. املنظمة السودانية حلقوق النسان القاهرة 6551. جمةل رؤى العدد الول 3113. (9) مرشورع دستور وقوانني الفرتة الانتقالية- التجمع الوطين ادلميقراطي 3116. "املنتدى العام السوداين " (10) Page 7 of 7