جملة علمية دولية حمكمة تüصدر عن قùسم اللغة العربية - كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر املجلد الأول العدد الثاين - اأكتوبر 2017 م
المجلد األول العدد األول مايو 2017 م لوحة غالف العدد»حكاية قرية«للفنانة القطرية سعاد السالم شعار اسم أنساق بخط : إبراهيم أبو طوق للمراسالت قطر - الدوحة ص ب 2713 جامعة قطر كلية اآلداب والعلوم - قسم اللغة العربية - مجلة أنساق المراسالت باسم رئيس التحرير البريد اإللكتروني للمجلة : ansaq@qu.edu.qa الموقع اإللكتروني للمجلة : www.qu.edu.qa/ansaq الترقيم الدولي اإللكتروني : Online-ISSN:2520-7148 الرقم الدولي : Print-ISSN:2520-713X هاتف رقم : 974-4403-6441 + 974-4403-4823 + فاكس رقم : 974-4403-4501 + رقم اإليداع : 445/2016
جملة علمية دولية حمكمة تüصدر عن قùسم اللغة العربية - كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر الإTشراف العام الدكتور راTشد أاحمد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم رئيùس التحرير أا.د. عبد القادر فيدوح املدير العام الدكتورة مرمي النعيمي رئيùس قùسم اللغة العربية مدير التحرير د. اأحمد حاجي Uصفر الهيئة الSستûشارية حمد بن عبد العزيز الكو اري )قطر( Sسعيد يقطني )املغرب( Tشكري املبخوت )تونùس( عبد العزيز عبد اهلل تركي الùسبيعي )قطر( عبد اهلل العûشي )اجلزائر( عقيل مرعي ( إايطاليا( علي الكبيùسي )قطر( فاVضل عبود التميمي )العراق( مüصطفى قرقز )تركيا( معجب العدواين )الùسعودية( هادي حùسن حمودي )بريطانيا( الهيئة العلمية حافظ اإSسماعيلي علوي حبيب بوهرور رTشيد بوزيان عبد الùسالم حامد مبارك حنون حممود اجلاSسم مراد مربوك هيئة التحرير امتنان الüصمادي رامي اأبو Tشهاب رVضوان املنيùسي عبد اهلل الهيتاري عماد عبد اللطيف عمرو حممد فرج مدكور حمروSس بريك حممد مüصطفى Sسليم هيا حممد الدرهم علي فتح اهلل لولوة حùسن العبد اهلل Eric Gautier (France) Luc Deheuvels (France)
قواعد النûشر في املجلة 1. تنûشر املجلة البحوث العلمية الرUصينة باللغة العربية يف حقل الآداب والعلوم الإنùسانية. 2. تخ ضع البحوث املنûشورة للتحكيم على نحو Sسري. 3. يجب األ يقل عدد كلمات البحث عن 4000 كلمة ول يزيد عن 8000 كلمة. 4. ترSسل البحوث باSسم رئيùس التحرير على الربيد الإلكرتوين للمجلة. 5. اأن تت ضمن الüصفحة الأوىل من البحث: عنوان البحث باللغة العربية اSسم الباحث باللغة بالعربية اSسم اجلامعة الربيد الإلكرتوين ملخüص البحث باللغة العربية )فقرة ل تقل عن عûشرة اأSسطر ول تزيد على عûشرين Sسطرا(. الكلمات املفاتيح )ل تزيد عن Sسبع كلمات( 6. اأن تت ضمن الüصفحة الثانية من البحث: عنوان البحث باللغة الإجنليزية اSسم الباحث باحلرف الالتيني اSسم اجلامعة باحلرف الالتيني الربيد الإلكرتوين ملخüص البحث باللغة الإجنليزية )يف فقرة ل تقل عن عûشرة اأSسطر ول تزيد على عûشرين Sسطرا(. الكلمات املفاتيح باللغة الإجنليزية )ل تزيد عن Sسبع كلمات( 7. توVضع الهوامûش يف اأSسفل كل Uصفحة وتكون مربوطة بûشكل آايل باملنت. كما يبد أا ترقيم الهوامûش عند بداية كل Uصفحة جديدة. 8. اإذا تكرر ذكر املرجع يف الüصفحة نفùسها يûشار اإليها ب املرجع نفùسه. 9. توثق الإحالت على النحو الآتي: يذكر اSسم املوؤلف العائلي فالûشخüصي ثم عنوان الكتاب اأو املقال ورقم الüصفحة. )على اأن يوثق املرجع بûشكل كامل يف لئحة املüصادر واملراجع ويكون ذلك على النحو الآتي: اSسم املوؤلف عنوان الكتاب اأو املقال اجلزء/ اأو العدد الطبعة مكان الطبع تاريخ الطبع(. 10. اأي بحث ل تتوفر فيه الûشروط الûشكلية املذكورة يùستبعد تلقائيا دون النظر يف حمتواه. 5 املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م
فهرSس اSستهالل من اأجل تفكري نùسقي Sسعيد يقطني املغرب 13 متون 17 Sسامي حùسني علي القüصوUص املفارقة وخ ط اب ال ض د يف Tشعر نزار قباين مقاربة حتليلية نقدية 37 خل ضر هني الالمنتمي واخرتاق الن موذج املوUصوف)مقاربة ثقافية يف الûش عر اجلاهلي( 55 حممد Uصالح حماد احلüصيني جتليات الüصورة يف Tشعر Uصالح الزهراين دراSسة يف التûشكيل والدللة دللت 79 لولوه حùسن العبد اهلل العوامل املمكنة يف الرواية التاريخية قراءة يف رواية القرUصان 95 خالد علي ياSس Sس ن النü ص ن حو تاأويل SسوSسيولوجي للعالمة الùس ردية الن قد العربي احلديث مثال 109 رامي اأبو Tشها اخلطاب القيمي يف القüصة القطرية الإTشكالية... واملمارSسة 129 اأم الùسعد حياة وظائف متثيل اخلطاب الغريي يف الرواية وفق املنظور الباختيني Sسياقات Sسيميائيات الأنùساق احلية: من العالمات العüصبية اإىل النüص اجليني حùسيب الكوTش 143 البناء النù س قي يف القر آان مفهومه وتطبيقه النحوي عادل فتحي رياVض 165 7 املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م
لغويات 189 احممد املالخ التواUصل: اأSسùسه اللùسانية ومقت ضياته املعرفية 207 عبد الùسالم الùسيد حامد الSستماع من منظور الكتابة ولùسانيات املنطوق 225 حمم د الناUصر كح ويل بالغة الإقناع يف Uصور اخلطاب املقامة اجلرجاني ة للهمذاين اأمنوذجا املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م 8
دعوة للمشاركة يف العدد القادم )ربيع 2017( حول موVضوع «نظرية الùسياق» 9 املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م
دالالت أنساق
العوالم املمكنة في الرواية التاريخية تاريخ االSستالم: 2013/7/12 تاريخ القبول: 2017/9/5 قراءة في رواية )القرصان( لولوه حùسن العبد اهلل قùسم اللغة العربية جامعة قطر املعهد الوطني لل غات واحل ضارات الûشرقية باريùس Lolwa.alabdulla@qu.edu.qa امللخüص : متثل نظرية العوامل املمكنة حتوال يف دراSسات التخييل خüصوUصا ما يتعلق بالùسرد فهي حتاول الكûشف عن تلك املناطق الفاUصلة بني عامل الواقع اخلارجي والüصدق النüصي واخليال. والعوامل املمكنة يف اأUصلها نظرية فلùسفية ولهذا تندر تطبيقاتها حتى يف النقد الفرنùسي الذي نûس أات فيه وتعترب اأعمال اأمربتو ايكو اأحد أاهم التطبيقات يف جمال الùسرد ومتثل الرواية التاريخية مبا لها من مرجعية وثائقية اإحدى أاهم الùسرديات التي تتûشابك فيها عناUصر الواقع مع املتخيل لتûشكل عوامل متعددة االأبعاد ولذا Sستتم معاجلة رواية عبد العزيز اآل حممود»القرUصان«من خالل منظور العوامل املمكنة للكûشف عن هذه ا أالبعاد وما متثله يف الرواية التاريخية يف قطر. الكلمات املفاتيح: العوامل املمكنة الùسرد التخييل الواقع - الüصدق- القرUصان الرواية التاريخية. 79
The possible worlds in historical novel Analytical reading in the novel of «Al Qursan» (the pirate) Lolwa Hassen I A Al-Abdulla Qatar- University Institut national des langues et civilisations orientales - Paris Lolwa.alabdulla@qu.edu.qa Abstract: The theory of possible worlds represents a transition in fiction studies, especially in narration field; it attempts to reveal those areas between the external reality world, textual truth, and imagination. The theory of possible worlds is philosophical in origin, and therefore its literary applications are rare even in the Anglo-Saxon or francophone criticism that produced it. However, the works of Umberto Eco were one of the most prominent applications in this context. The historical novel, with its documentary reference, represents one of the most important narratives that combine reality elements with imagination to form multidimensional worlds. By studying «The Corsair», a historical novel by Abdul Aziz Al Mahmoud, we are trying to reveal these dimensions through the perspective of possible worlds, passing at the same time over the representations of historical narrative in Qatar. Key word: Theory, worlds, fiction, narration, reality,, literary, Al Qursan 80
متهيد كûشفت الùسنوات االأخرة عن اإنتاج روائي خليجي اتùسم بùسمتني رئيùستني هما الزخم الفني الكبر والن ضج يف الروؤية واخلطاب وميكن اأن نقر أا هاتني الùسمتني باعتبارهما من متظهرات الùسياق املنتج لهذه النüصوUص فالرواية ال ميكن قراءتها خارج الùسياق الذي اأنتجها حتى واإن بدت منغلقة على عاملها فاإنها بال ضرورة - منفتحة على Tشروط اإنتاجها. ومن خالل هذين الùسياقني ميكن قراءة الرواية اخلليجية باعتبارها خطابا متعلقا ببيئته هذا اخلطاب الذي يلزمنا لر ؤويته بûشكل واVضح أان نوSسع دائرة الروؤية كي نتمكن من إاحداث عالقات متباينة داخل مùستوياته هذه العالقات قد تكون عالقات مûشابهة اأو مقابلة لكنها Sستùسهم -حتما- يف توVضيح جزء من خüصائüصه. لذا من املهم أان تتنوع القراءات املبنية على النظريات الùسردية احلديثة والتي تفتح املجال واSسعا الإVضاءة النüصوUص الùسردية ب أافكارها ومعطياتها. واأحد هذه املكونات التي تقوم عليها عملية الùسرد هو التخييل بوUصفه اخليط الواUصل ما بني عناUصر احلكي والذي قد ي أاخذ املغامرة الùسردية اإىل اأبعد مدى اإال اأنه يظل وفيا للواقع فمنذ اأن Vضرب ( أافالطون( يف جمهوريته مüصطلح )املحاكاة( يف تفùسره للفن بدا ذلك انفتاحا على املعطى املكو ن للعمل ا إالبداعي وقد خالفه )اأرSسطو( يف مفهوم )املحاكاة )mimesis/ م ضيفا اإليها مفاهيم جديدة اإذ الفن -يف نظره- حماكاة للواقع الكائن اأو الذي ميكن اأن يكون اأو الذي يفرتVض اأن يكون ومل يكن ذلك Sسوى متاSس ا مباTشرا مع فكرة التخييل تلك الفكرة التي اأUصبح لها تاأUصيل فلùسفي متûشعب يف الفكر ا إالغريقي ومن بعده الفكر االإSسالمي وباالأخüص ما متخ ضت عنه نظرية حازم القرطاجني. ومن ثم ظل ت الفلùسفة هي املنطلق الذي اتكاأت عليه نظريات التخييل وبقيت وفية له حتى يف تطبيقاتها االأدبية كذلك كان احلال مع نظرية )العوامل املمكنة( التي وجدت طريقها للفكر الغربي يف Sسبعينيات القرن املاVضي كنظرية فلùسفية ثم تبلورت يف Tشكل نظرية اأدبية على يد )توماSس بافيل/ )Thomas Pavel يف كتابه )عامل التخييل( ))) بعد ذلك. وتفرتVض نظرية العوامل املمكنة وجود عامل واقعي هو العامل الذي نعيûشه وعامل اآخر ممكن الوجود اأو»هو بديل ذو مüصداقية للعامل احلقيقي«))) فهي بذلك تعتمد مبداأ االإحالة واملرجعية وتناقûش مفاهيم الüصدق والكذب واملûشاكلة وغرها ولذا فهي تقطع Tشوطا يف تلم ùس البعد التخييلي وعالقته بالواقع يف ا أالعمال االأدبية والùسردية منها على وجه اخلüصوUص والتخييل حùسب املعاجم الفرنùسية هو الüصور العقلية التي يûشكلها الذهن لتمثيل الواقع Sسواء كان هذا الواقع قابال للحدوث الفعلي اأو غر قابل للحدوث لكنه ميثل عنüصرا رئيùسا يف عملية االإبداع واالإدراك ))). لكن هذه النظرية -كما ذكر- ظل ت وفية جلذورها املنطقية حتى يف حقلها االأدبي لذلك بقيت مفاهيم الüصدق والكذب واملطابقة مع الواقع وا إالحالة واجلهة Modalité وغرها تلح على التطبيقات االأدبية لهذه النظرية مما قلüص هذه التطبيقات على النüصوUص االأدبية وال Sس يما الùسردية رمبا الأن مبحث التخييل هو (1) Thomas Pavel, Univers de la fiction, Edition de Seuil, Paris 1988. (2) Francoise Lavocat, La Theorie Litteraire Des Mondes Po - sibles, CNRS, Paris, 2010, page 5 ))) راجع على Sسبيل املثال: 1. Paul Robert: dictionnaire alphabétique analogique de la langue française, du nouveau littré le robert, parie XI france, 1977,tome3, p598. 2. larousse parie, Jean pierre mével, genevière hubelot...:larousse de la langue française, librairie, 1977, tome1, p934. 3. Patrik Bacry, Hilene Houssemaine...:larousse dictionnaire hubelot, imprimé en france, 1999,P782. 5 81
مبحث فلùسفي يف ا أالSساSس ويظ ل متعلق ا غالبا مبùستوى املفاهيم. وتبقى مفاهيم»امربتو ايكو«عن العوامل املمكنة هي االأكرث ح ضورا يف اجلانب التطبيقي لهذه النظرية وقد ((( انبثقت عن جهود Pavel( Thomas توماSس بافيل( يف العوامل املمكنة طائفة أاخرى من الدراSسات تبناها جيل الحق من النق اد حاولوا تطبيق هذه النظرية يف امليدان االأدبي فوجدنا م ؤوخرا كتاب )فرانùسواز الفوكا/ ))) Francoise Lavocat ) الذي جمعت فيه عددا من املحاVضرات التي دارت Vضمن حلقات بحثية جرت يف جامعة الùسوربون بني عامي )2006/2005( وتطرق فيها عدد من النقاد ملناقûشة مباحث خمتلفة يف اإطار التطبيق ا أالدبي لنظرية العوامل املمكنة. ويف كتابه الرائد fabula( )Lector in القارئ يف احلكاية يتلقف )امربتو ايكو( هذه النظرية من ميدانها املنطقي ليدخلها يف عامل القارئ النموذجي مùستغرقا يف تناول دور هذا القارئ يف تلم ùس العوامل املمكنة التي تنطوي عليها النüصوUص الùسردية. العوامل املمكنة والقارئ يف احلكاية - اأمربتو اأيكو. املقاربة التي تبن اها ايكو تعتمد على اجلمع بني العوامل املمكنة والنüص الùسردي بعيدا عن املفاهيم املجردة التي يعتمدها الفالSسفة للعامل املمكن والذي هو يف نظر ايكو» Vضروري لكي يüصح الكالم على توقعات القارئ«))) وهو عامل يكتùسب وجوده من خالل النüص وقوامه أافراد يتمتعون بخüصائüص معينة لذا يذهب ايكو اإىل اأن العامل املمكن هو عامل احلكاية مقابل العامل»الواقعي«املتحقق بالفعل والذي هو بال ضرورة العامل املرجعي اأو االإحايل حيث «ل وجود لعامل Sسردي مùستقل متاما عن العامل الواقعي«))). والعامل املمكن هو حùسب ايكو»بناء ثقايف«يتكون من نظام من االأبنية عمادها البناء املرجعي الذي ال ميثل العامل الواقعي املجرد فحùسب بل ما يùسبغه القارئ ))) عليه من معطيات موSسوعته وثقافته فالعامل املمكن ليùس معطى جاهزا ولكن من ال ضروري ربطه مبùستوى التلقي كي يتùسنى اإدراكه ال Sسي ما اأن مبداأ املûشاكلة Vraisemblance من املبادئ التي تنه ض بها فكرة العوامل املمكنة ويعد ذلك اإحالة مباTشرة للواقع. ورغم اأن ايكو مل يحدد خطوات اإجرائية لقارئه النموذجي اإال اأن ه اTشرتط فيه مبدئيا الكفاية اللغوية والكفاية املوSسوعية لكن ذلك يجعلنا نتùساءل اإذا ما كان الوUصول اإىل العوامل املمكنة اSسرتاتيجية تاأويلية بالدرجة االأوىل هذه النقطة التي تدفع بالدور االأكرب للقارئ يف فهم وروؤية العامل املمكن توقف عندها البع ض باعتبارها اإTشكالية تلحق بفكرة تطبيق العوامل املمكنة من خالل القارئ اإذ يطرح هنا عبدالفتاح احلجمري تùساوؤله:»هل تكمن معطيات العامل املمكن Vضمن البنيات اخلطابية والنüصية للحكاية اأم Vضمن حلظة النتظار التي تûشك ل الأفق التوقعي للقارئ النموذجي وبتعبري اآخر: هل لتüصور العامل املمكن عالئق مبùستوى الكتابة ((( اأم مبùستوى القراءة «يدرك ايكو جي دا هذه االإTشكالية وهو ينظ ر للعوامل املمكنة من جهة دور القارئ اإال أانه يفرتVض اإدراكا موازيا من ناحية املوؤلف حلظة اإنتاج النü ص فرى اأن املوؤلف يùستح ضر يف ذهنه قارئا منوذجيا ويفرتVض وجوده. على ))) نفùس املرجع الùسابق, Uص 168. ))) واملقüصود به هنا القارئ النموذجي. ))) عبد الفتاح احلجمري تخيل الùسرد والعوامل املمكنة www.saidbengrad.net/al/n7/12.htm ))) ناقد أادبي روماين و أاSستاذ جامعي متخüصüص يف ا أالدب املقارن وا أالدب الفرنùسي. ))) املüصدر الùسابق. (3) Umberto Eco, Lector in fabula, Le role du lecteur, traduit de l`italian par Myriem Bouzaher, Grasset, Paris 2015; pqge 157. 82
اأن تطبيقا مماثال على الرواية حمل الدراSسة رمبا يدفع باجتاه روؤية اأكرث عمقا لدور القارئ يف تüصور العوامل املمكنة. هنا يجدر بنا اأن نتùساءل يف إاطار العامل املمكن - الذي هو عامل ممكن الوقوع - ماذا عن الرواية التاريخية التي تتخذ من التاريخ مرجعا لها هنا يقارن ايكو بني العامل احلكائي )املمكن( والعامل املرجعي فرى اأن الرواية التاريخية تتطل ب اإحالتها اإىل عامل املوSسوعة التاريخية ))) وهنا جتري املقارنة لدى القارئ بني ما يقروؤه وبني عامل احلكاية ورمبا اختلف ما يجده عم ا يرويه عامل املوSسوعة فيùستقر لديه عندها اأن ما يقر ؤوه هو رواية خيالية ذات مرجعية تاريخية. ومن اجلدير بالذكر اأن هذا املفهوم ليùس ببعيد مم ا اأTشار إاليه عبداهلل إابراهيم يف إاطار بحثه عن الرواية التاريخية والتي ي ؤوثر تùسميتها رواية التخييل التاريخي إاذ يتحدث عن ثنائية حتملها الرواية التاريخية تتعل ق بثنائية اخلطابني الروائي والتاريخي»فامل ؤورخ يظل متحر كا يف جمال املرجع اأم ا الروائي فاإن ه واإن رجع اإىل الواقع ماVضيا اأو حاVضرا يظل خطابه مندرجا يف ((( حقل التخييل«ومن هذا املنطلق Sسوف تعتمد هذه الدراSسة على رواية )القرUصان( للروائي القطري عبدالعزيز اآل حممود تلك الرواية الüصادرة يف طبعتها ا أالوىل عام 2011 والتي تطرح نفùسها كرواية تاريخية. ويف االإطار نفùسه Sستحاول الدراSسة االإجابة عن التùسا ؤوالت التالية: ما هي العوامل املمكنة التي تüصنعها هذه الرواية وما البناء التخييلي الذي اعتمدته و اإىل اأي مدى يلعب القارئ دورا يف إابراز هذه العوامل, (1) Umberto Eco, Lector in Fabula, page 207 ))) عبداهلل اإبراهيم التخي ل التاريخي املوؤSسùسة العربية للدراSسات والنûشر بروت الطبعة االأوىل ٢٠١١ Uص ٩. وSستعتمد الدراSسة حمورين اأSساSسيني يقومان على : Sس ؤوال اخلطاب وSسوؤال التلقي اأم ا Sسوؤال اخلطاب فùسنعتمد فيه مقاربة Sسيميائية تداولية تاأويلية ترك ز على العالقات التي تبنى ما بني الرتاكيب والدالالت التي حتيل عليها وما بينها وبني الùسي اق الذي أانتجها. وتنطلق هذه الروؤية اأوال من البحث يف داللة الرمز ثم تتùسع لتبحث يف داللة الùسياق فتطرح بالتايل اإTشكاليات تداولية اأو تاأويلية. اأم ا فيما يخüص Sس ؤوال التلقي فùسوف تعتمد هذه الدراSسة االأطروحات التي تبن اها )امربتو ايكو( مركزة على جانب التلقي يف هذه النظرية والتي تعتمد يف جل ها على القارئ النموذجي الذي تكال اإليه مهمة اSستجالء العوامل املمكنة يف النüص الùسردي. اأوال : البنية اخلارجية : متثل البنية اخلارجية للرواية عنüصرا بارزا يف تلقي النüص ومن ثم يف بناء العامل املتخيل له فالعتبات املتمثلة يف : العنوان, ا إالهداء,املقدمة, الهوامûش اإن وجدت اأ م ا العنوان فيتبدى كبنية Sسطحية كاTشفة للن üص فهو املدخل اأو املثر البüصري اأو الùسمعي االأول الذي يظهر للقارئ فيفتح أامامه عاملا يرتùسم يف خميلته يبداأ يف تüصو ر مالمح هذا العامل ويبني عليه تاأويالته وافرتاVضاته وقد اكتùسبت Sسيمياء العنوان وغرها من العتبات اأهمية كربى من خالل اإSسهامات جرار جينيت يف كتابه )العتبات/ )Seuils حيث قùسم ها اإىل عدة اأنواع. على اأن العنوان ملا له من اأهمية برز يف االآونة االأخرة كحقل مùستقل بذاته ويùستقطب اهتمام عدد من الباحثني منهم بع ض الباحثني املنتمني اإىل مدرSسة املعلم ني العليا الفرنùسية normale( Ecole )superieure عرب Sسلùسلة من احللقات البحثية التي نظمت بني اأعوام 2010-2007 حيث متخ ضت 83
هذه احللقات عن اإUصدار كتاب ) Uصناعة العنوان / )La fabrique du titre وهو موؤلف من جمموعة مقاالت موؤSسùسة لعلم دراSسة العنوان Titrologie هذا املüصطلح الذي تردد ذكره كثرا يف عتبات جرار جينيت وتذهب هذه الدراSسات إاىل النظر للعنوان نظرة جنوSسية generique ما يعني اأن نا بüصدد علم له مباحثه وق ضاياه وموVضوعاته وتüصنيفاته أاي ضا ينüصرف جلها -حùسب املوؤSسùسني- ))) اإىل دراSسة وظائف العنوان وبنائه يف الفنون االأدبية ال Sسيما الفنون التûشكيلية من خالل مرUصد يعنى بدراSسة كل ق ضايا العنوان. L, observatoire du Titre ف إاذا Sسل منا باعتبار توقعات القارئ )حùسب ايكو( عامال م ؤوSسùسا للعوامل املمكنة يف النü ص حينئذ قد تبدو قراءة العنوان أامرا ملح ا يف Sسياق اSستûشراف هذه العوامل يف الرواية حيث تûشك ل مدخال لهذا العامل اأو ذاك وبالتايل حت ضر النüصوUص املوازية هنا كبنى موVضحة للنüص ف ضال عن كونها عنüصرا موؤSسùسا للعامل املمكن يف ذهن القارئ واإذا Tشئنا اأن نذهب إاىل النüصوUص املوازية paratextes بحùسب جرار جينيت فùسوف نكتفي يف هذا املقام بالعنوان والغالف وما تüصد ره من معلومات تتعل ق بالرواية. اأول : العنوان مدخل الت أاويل وبنى العوامل املمكنة: العنوان بوUصفه»جمموعة من الدوال اللùسانية«حùسب -Hock ))) توكل إاليه عدة وظائف يف Sسياق دوره كنüص مواز من هذه الوظائف كما يورد جينيت التعريف بالعمل وتعيني حمتوياته و إاعطائه قيمة قد تكون جذب القارئ وهي قيمة ذات بعد تùسويقي وهي يف ذلك قد تكون عنوانا يûشي باملوVضوع اأو عنوانا يكûشف عن فكرة واإذا ما اعتمدنا على هذه الوظائف التي حددها جينت فاإننا جند اأن العنوان هو الذي يحدد وجهة التخييل ومن ثم العوامل املمكنة التي تبداأ يف تûشكيل ذهنية القارئ ويف هذه الرواية يطالعنا عنوان )القرUصان( كعنوان رئيùس دون اأن تعزز هذا العنوان عناوين اأخرى مùساندة اأو فرعية مما يجعل العامل املتخيل الذي بداأ يف التûشكل داخل ذهن القارئ يقف عند حدود االإحاالت العامة ملüصطلح القرUصنة الذي يرتبط بعوامل البحر واحلرب وليùس على القارئ هنا Sسوى االنتظار كي تüصدق توقعاته اأو أان يجد ا إالجابة عن تùساوؤالته حول Tشخüصية القرUصان فيم ضي يف عملية القراءة Sسعيا الكتûشاف عامل أاخذ ينفتح اأمامه وهنا تبداأ مالمح العامل املمكن )الروائي( يف التûشك ل يف ذهنه بعد اأن منحه العنوان هنا اإTشارة البدء يف رSسم تüصور لهذا العامل وهو هنا عامل قد تتحالف فيه الفانتازيا مع معطيات التاريخ يف Uصورة تقرتب اإىل عامل العجائب مبا يحويه من اأفكار عن القراUصنة الذين يجوبون البحار ومغامراتهم بحثا عن املال والرزق وUصراعاتهم مع اأعدائهم على Sسطح املاء. هذا املùستوى من التاأويل ينكûشف للقارئ من خالل مطالعة العنوان رمب ا للوهلة االأوىل قبل الرجوع اإىل املوSسوعة التاريخية للقارئ إاذ ينفتح املعطى اللùساين املوؤSسùس للعنوان على املعطى الداليل املختزن يف العقل اجلمعي للقارئ مكو نا بداية العامل املمكن فهذا العامل باعتباره من ثمار التخييل ال بد له اأن يتماهى مع فكر املتلقي منذ القراءة االأوىل التي تاأخذ يف االنفتاح اأمامه. والقراءة نûشاط ذهني تفاعلي فثمة مرSسل هنا هو الكاتب وثمة مرSسل اإليه )القارئ( وثمة حكاية تروى مبا تùستح ضره من دالالت»احلكواتي«)احلك اء( املûشبعة اإذ ينفتح التخييل على عوامل واإن بعدت عن الواقع اإال اأنها حتيل اإليه وتكو ن مرجعيته. (1) Titrologie : une approche genetique, https://giga.hypotheses.org (2) Gerard Genette, Seuil, Paris, 2002, page 80 84
اإذ ا ميتلك العنوان تلك الùسطوة الداللية إان جاز التعبر- إاذا ما تهي اأ له قارئ نهم اأو منوذجي -بتعبر ايكو- اعتاد على اقتحام العوامل الùسردية مبا تûش كلت له من خربة وثقافة تتيح له أان يذهب بعيدا يف مغامرة القراءة. تتحرر رواية القرUصان من عبء االSستهالل وتدفع بنفùسها مباTشرة يف عامل القارئ فهي تطرح نفùسها فقط من خالل الغالف على اأن ها رواية تاريخية وال تعمد اإىل اSستهالل بغرVض القطيعة - كما جند يف عديد من الروايات ))) - اأو التماهي مع العامل الواقعي فهي اإم ا تفرتVض Uصدقا وتùسليما مطلقا من جانب القارئ من خالل التمرتSس خلف هذا التوUصيف )رواية تاريخية( اأو اأن ها تتوSس ل االنùسياق وراء فكرة التخييل من حيث كونها )رواية( فهي اإذا تتموVضع بني العاملني عامل التخييل وعامل الüصدق باعتبار ذهن القارئ ينüصرف غالبا إاىل احلكم على التاريخ باأن ه Uصدق حم ض. وهو على اأي حال مفتتح ال يخلو من املواربة وحماولة اإيقاع القارئ يف منطقة وSسط بني العاملني وهنا رمبا تظهر بوادر العامل املمكن لدى املتلقي. وتبداأ التùساوؤالت تاأخذ طريقها اإىل ذهنه هل ما Sسيقر أا تاريخا حم ضا هل ياأخذه على حممل التùسليم الت ام باعتباره واقعا تاريخيا اأSسئلة بديهية كهذه رمبا تنفتح على جوهر ق ضية االإبداع لكن هل حقا يفرتVض هذا العامل التحرر من الزمن الراهن والن كوUص اإىل زمن تاريخي هنا أاي ضا تفرVض اإTشكالية الزمن نفùسها من خالل زمن الكتابة وزمن الùسرد اإذ ا هذه القطيعة مع الوقت الراهن ليùست متاحة باأي حال من االأحوال طاملا اأن القارئ حاVضر Vضمن هذا الزمن فهو اإذا مدعو ليùسهم مبخي لته يف تلقي وتقب ل احلكاية املروية حتى واإن كانت تاريخية. ))) كما يف رواية )االأمر الثائر( لùسلطان بن حممد القاSسمي حيث ينفي يف مقدمتها اأي Uصلة بينها وبني التخييل ويقدمها للقارئ على اأن ها واقع تاريخي حم ض. ثانيا : البنية العميقة : ينطوي النü ص -الذي مينح نفùسه للقارئ دون تعقيد- على بنية تخييلية تتجاوز حدود الùسالSسة التي متنحها لغة الùس رد للنü ص Sسنحاول من خالل هذه القراءة أان نقف على هذه البنية من خالل ثالثة مùستويات تùستبطن اإىل حد ما العوامل التخييلية املمكنة التي تقف خلف البنى الظاهرية للنü ص: عوامل احلكاية وعوامل التاريخ. 1- القرUصان / ارحمة بن جابر يف مùستهل الرواية يف الغالف جند العنوان املتüصدر هو»القرUصان«)ارحمة بن جابر( وبالر غم من ذلك نظل يف بحث عن Tشخüصية القرUصان وال نüصل جلواب عن ماهية وكينونة هذه الûشخüصية اإال يف الüصفحة 19 حني تüصل Sسفن )ارحمه( إاىل ميناء )بو Tشهر( وهنا توؤثر الرواية االإبقاء على املالمح االأSسطورية لهذه الûشخüصية فال تقطع بüصفات حمددة لها بينما يجري Sسرد املظهر اخلارجي لها دون التباSس وترد د:»طويت الأTشرعة على الùسفن بùسرعة ور بطت بالùسفن الأخرى ثم هبط منها اأرحمة بن جابر القرUصان املûشهور الذي كان اجلميع يخطب و د ه والذي كانت Sسمعته قد مالأت اخلط املالحي من الهند اإىل البüصرة ومن «أابو Tشهر«اإىل مدغûشقر, هذا الûش يخ الùست يني الذي ل يعرف اأحد اأين مùستقره فمنهم من يقول اإن ه يقيم يف قلعة خاUصة به يف الد مام على الùساحل العربي من اخلليج ومنهم من يقول اإن له خمباأ خاUص ا على الùساحل القطري وبع ضهم يقول اإن ه عقد حلفا مع القواSسم وله هناك منزل وزوجة ولكن كل ذلك كان حم ض اإTشاعات مل يتم الت أاكد منها. 85
كانت Sسرية اأرحمة بن جابر عبارة عن أاقاويل يتناقلها البحارة وهم يتناولون الûشاي يف هداأة الل يل يüصم مون هذه الùسرية كما يريدون وكما يرغبون ويخلطون احلقيقة باخليال فبقيت هذه الùسرية املûشو هة والقüصüص الغريبة مرافقة له ومل يكل ف اأرحمة نفùسه بتüصحيحها بل اأبقاها تتحرك معه أاينما ذهب فهي ت ضفي عليه نوعا ((( من املهابة التي يحتاج اإليها يف عمله.«تكûشف بنية الùس رد هنا عن الوقوف يف منطقة رمادية تتاأرجح بني العوامل املمكنة التاريخية والعوامل التخيلية الروائية لûشخüصية اأرحمة بن جابر فين أاى الراوي عن الùسرد التاريخي القاطع فبالرغم من كون التبئر هنا Uصفريا ال ينطلق من خالل اإحدى Tشخüصيات الرواية واإمن نم ا يتكئ على Sسارد عليم يعرف خبايا الûشخüصيات وهواجùسها اإال اأنه ال يجزم بحكاية بعينها مم ا يتناوله البح ارة عن هذا القرUصان بل يوؤثر اأن ينحاز لرثثراتهم واأكرث من ذلك فهو يتûشارك معهم طائفة ا أالقاويل التي يتناقلونها دون أان يتبن ى اأحدها. رمبا Sسعيا نحو تاأSسيùس Tشخüصية ديناميكية ليùست فقط يف حترك اتها الفيزيائية ولكن أاي ضا يف جدلية عالقتها مع التاريخ لتظل العوامل املمكنة تاريخية وتخيلية- متداخلة ويüصعب الفüصل بينها لكنها يف نفùس الوقت متثل نùسيجا فنيا حمكما ال يûشعر فيه املتلقي ب أاي ارتباك بقدر ما يجد من تنوع لùسرد تاريخي يùسهم بûشكل واVضح يف بناء عامل تخييلي اأSسطوري. هذه املùسحة االأSسطورية اإذ ا Vضرورية إالعادة بناء الûشخüصية على أاSسùس تتوافق مع معطيات العامل املمكن الذي يذهب فيه القارئ إاىل خلق تüصو ر عن ))) عبدالعزيز آال حممود القرUصان دار بلومزبري-موؤSسùسة قطر للنû شر الدوحة الطبعة الثانية 2012 Uص 20-19. Tشخüصية يرغب يف معرفة تفاUصيلها مع االحتفاظ مبا ميكن اأن متنحه خمي لته عنها حتى لو تعل قت هذه التüصو رات بالùسمات الظاهرية لهذه الûشخüصية. وعلى حني يبدو مظهر ابن جابر هنا متماهيا مع مظهره االإحايل املرجعي الذي يبدو عليه يف املراجع التاريخية ))) اإذ ال غرابة فيه وال التباSس Sسوى ما ينبئ عن Tشخüصية هذا تاأثرها وهكذا لباSسها!»تاأم ل»بروSس«Vضيفه من بعيد فقد كان اأرحمة يلبùس ثوبا قطني ا متجعد ا وSس خا يüصل اإىل منتüصف Sساقيه وعليه نطاق وVضع فيه مùسدSسني وخنجر ا ذهبي ا ثمينا ويلبùس عباءة Sسوداء Uصوفية وي ضع على راأSسه عمامة Uصغرية بي ضاء وله حلية أاطلقها بûشكل عûشوائي وميùسك بيده Sسيف ا ل يرتكه اأينما ذهب ويده اليùسرى قليلة احلركة بùسبب Tشظية بندقية بقيت بها منذ فرتة طويلة«اإال اأن هذا التحالف غر املعلن بني امل ؤولف والقارئ -كما يفرتVض امربتو ايكو- ))) يدفع باجتاه أان يلب ي الùسرد بع ضا من تطل عات القارئ من ناحية املظهر فنجد القرUصان ذو العني الواحدة الذي ذهبت املعارك باإحدى عينيه فتعاVضدت Uصورته اخلارجية ))) ورد وUصفه يف املراجع التاريخية كالتايل:»لقد كان رحمة يرتدي مالبùس غاية يف البùساطة وكذلك كانت عاداته ومعيûشته حتى اأنه عندما يخرج من بيته يüصعب على املرء أان مييزه بني أاتباعه فمالبùسه رثة قذرة وغطاء راأSسه كوفية مهرتئة تنùسدل من فوق راأSسه وجùسده نحيل وكذلك اأطرافه االأربعة التي مل تخل من طعنة خنجر اأو حربة اأو اإUصابة من رUصاUصة«. يوSسف اإبراهيم العبداهلل رحمة بن جابر اجلالهمة وعالقاته بالقوى الùسياSسية يف اخلليج العربي دورية )وقائع تاريخية( مركز البحوث والدراSسات التاريخية كلية االآداب جامعة القاهرة يناير 2008 Uص 189. ))) يذهب امربتو ايكو يف )القارئ يف احلكاية( اإىل اأن «املوؤلف إاذ يكتب نüص ا فاإن ه يüصوغ فرVضية حول تüصر ف قارئه النموذجي وطاملا اأن هذه الفرVضية تلبث عاملا يتوقعه القارئ وياأمل بوجوده, برغم ذلك التكون هذه الفرVضية متعل قة بالنü ص واإمن ا بحالة املوؤلف النفùسانية. ولئن كانت نوايا من يكتب ميكن اأن تعم م يف هيئة اأوUصاف مندغمة يف اSسرتاتيجية نüصية فاإن نا حاملا نûشرع يف وUصف توق عات القارئ املمكنة فيما يتجاوز النü ص نüسر يف وVضع نتعاطى فيه مع العوامل املمكنة التي حق قها القارئ واإن على هيئة فرVضية نقدية«. Uص 224. 86
مع ما يحمله من Sسمات املهابة التي يثرها يف من حوله لتكتمل بذلك الüصورة التي يفرتVضها القارئ عن هذا القرUصان.»اأم ا وجهه فقد كان ي نم عن Uصاحبه ففيه جرح قد امتد من جبهته اليùسرى حتى خد ه اآخذا معه العني اليùسرى وUصوته به بح ة واVضحة وقد كان يتحد ث بüصوت عال حمر كا ذراعيه بùسبب اأو دونه وكان إاذا اأمر نف ذ رجاله أاوامره دون أان يناقûشوه فهم خليط من العرب والبلوTش والعبيد وقليل من هنود امللبار الذين اأSسرهم خالل حمالته على ((( الùس فن التجارية«لعل ما يغري بالنظر إاىل العوامل املمكنة يف رواية تاريخية هو هذا التقابل الذي حتدثه ما بني العامل احلكائي والعامل املرجعي التاريخي حينئذ تبداأ مفاهيم املûشاكلة والüصدق الواقعي والüصدق الفني يف التûشك ل يف نفùس املتلق ي وهي ذاتها مفاهيم الüصدق واحلدود وا إالحالة التي تتبن اها العوامل املمكنة اإال اأن نا يف اإطار رواية كهذه نحيل إاىل الüصدق التاريخي الذي هو نظر الüصدق الواقعي لذا فمن الال فت للن ظر هنا أان يطلق الراوي وUصف ) Tشائعات( على طبيعة حتركات ارحمة بن جابر واأماكن معيûشته وهنا البد لنا اأن نتوقف أامام لغة الùسرد التي تùساهم بûشكل الفت يف بنية هذه العوامل ومرجعياتها Sسواء اأكانت تخييلية اأو واقعية فكلمة Tشائعات املùستخدمة هنا تعطي بعدا ذا اجتاهني ا أالول يتمثل يف Uصنع عامل متخيل تتعدد فيه بنية االأSساطر التي نùسجت حول القرUصان والثاين يحتفظ بالدقة التاريخية الأن هذه االإTشاعات متثل تعددا للرواية والùسرد التاريخيني هنا تبدو حرفية املوؤلف يف اSستخدام ))) املüصدر الùسابق Uص 21-20. لغة تùساهم يف بناء كل العوامل املمكنة يف الوقت نفùسه عوامل التخييل وعوامل الواقع التاريخي دون اأن يوؤثر ذلك Sسلبا على البناء الفني املحكم للرواية. و إاذا ما عدنا اإىل القراءة االأولية للبنية الùسطحية املتكئة على العنوان Sسنجد باأن هذا الوUصف يتماهى متاما مع Uصورة القرUصان يف الذاكرة الûشعبية التي متيل اإىل اإSسباغ Uصفات عجائبية على تلك الûشخüصية الزئبقية التي حت ضر يف اأي مكان ويف كل مكان ف ضال عن كونها Tشخüصية مهيبة وخميفة وح ضورها ونزولها على اأي Tشاطئ يثر الذ عر يف نفوSس املحيطني وهذا ما حدث مع املقيم الربيطاين»بروSس«ونائبه يف ميناء»بو Tشهر«: «كان»ماثيوز«يلهث بقوة من جر اء رك ضه كل املùسافة من امليناء اإىل املبنى ولكن ه اSستطاع اأن يقول Tشيئا تقطعه اأUصوات لهاثه : لقد لحت... بوادر... Sسفن اأرحمة... ابن جابر يا Sسي دي. ثم ركع واVضعا يديه على ركبتيه من التعب. كاد»بروSس«يغü ص باخلمر التي يûشربها بعد اأن Sسمع»ماثيوز«فوVضع الكوب بقو ة على الطاولة حتى تناثرت اخلمر منه وظهرت رائحتها : هل اأنت واثق مما تقول لقد اأتى مبك را حتى اأبكر مم ا كن ا نتوق ع! لقد راأيت بيارقه ترفرف على Sسواريها مم ا يعني اأن ه موجود على ظهر اإحداها يا Sسي دي. اأخذ»بروSس«قبع ته ومûشى مùسرعا جتاه الباب وهو ميùسح فمه بكم قميüصه : دعنا ل ن ضيع الوقت فلنذهب ملقابلته... 87
»ذهب عب اSس وترك روؤSساءه يف امليناء بانتظار تلك الùس فن وركابها وما اإن رSست حتى كان التج ار يف الùسوق قد عرفوا هوي ة الùسفن وركابها فخي م جو مûشحون باخلوف وSسكتت الأUصوات التي كانت متالأ الùسوق وتوارى كثري من الن اSس بعيدا خوف ا مم ا قد يحüصل حتى اخليول واجلمال والأغنام التي مالأت املكان Vضجيجا قد Sسكتت وكاأن ها تعلم ((( اأن اأمرا مهم ا قد اSستجد«بينما )ظرف زمان يدل على املفاجاأة مرك ب من )بني( و)ما( االSسمي ة الدال ة على وقت حمذوف ويكرث ورود ( إاذ( كان الوUصف الظاهري دقيقا ويرSسم الüصفات اخلارجية للûشخüصية بكل وVضوح كما ورد ذكرها يف املراجع التاريخية واملهابة التي تلحق بها يف االقتباSس الùسابق هي من عالمات انفتاح الرواية على عاملها احلكائي املتخيل الذي تûسر إاليه جمموعة من ا أالفكار عن القراUصنة ومنط حياتهم و أاماكن وجودهم حتى اأن هذا الوعي بالبعد ا أالSسطوري الذي حتاول أان متنحه الرواية للûشخüصية جنده يظهر على لùسان احلاكم الربيطاين يف بومبي من خالل الن üص نفùسه :»يحكم البحرين حاليا قائد موال للوهابيني اSسمه اإبراهيم بن عفيüصان وهو مقاتل داهية وUصديق خملüص لقرUصان اأSسطوري جتوب Sسفنه اخلليج وبحر العرب اSسمه ((( اأرحمة بن جابر«واالإTشكالية هنا تربز يف إاقامة اأو إازالة هذه احلدود بني العاملني فûشخüصية اأرحمة بن جابر Tشخüصية حقيقية كان لها ح ضور يف التاريخ اإال اأن التهيئة التي اأحدثها الùس رد يف بداية الرواية جعل اإمكانية اإنûشاء هذا العامل املمكن أاقرب للتحق ق يف ذهن املتلق ي إاذ يتاأرجح الن üص الùسردي ما بني معطيات التخييل ومعطيات التاريخ. وهذا ليùس ببعيد مم ا ذهب اإليه القرطاجني وهو ينظ راإىل التخييل مùستندا اإىل اأفكار ابن Sسينا الذي كان يرى يف التخييل عنüصرا يرتبط بالدرجة االأوىل بالتاأثر الذي يحدثه يف نفùس املتلق ي : «وقد بني اأبو علي ابن Sسينا كون التخييل ل يناق ض اليقني وكون القول الüصادق يف مواطن كثرية اأجنع من الكاذب فقال :»واملخي ل هو الكالم الذي تذعن له الن فùس فتنبùسط لأمور اأو تنقب ض عن اأمور من غري روي ة وفكر واختيار. وباجلملة تنفعل له انفعال نفùسانيا غري فكري Sسواء كان املقول مüصدق ا به اأو غري مüصد ق به. فاإن كونه مüصد قا به غري كونه خمي ال اأو غري خمي ل. فاإن ه قد يüصدق بقول من الأقوال ول ينفعل عنه فاإن قيل مر ة أاخرى اأو على هيئة أاخرى انفعلت الن فùس عنه طاعة للتخي ل ل للتüصديق... والقول الüص ادق إاذا حرف عن العادة واأحلق به Tشيء تùستاأنùس به الن فùس فرمب بم ا اأفاد التüصديق والتخييل معا ورمب بم ا Tشغل التخييل عن اللتفات اإىل التüصديق والûشعور به«))). وقد جعل ابن Sسينا التخييل اأو»الüصورة«حùسب تعبريه يف الدرجة الثانية من قوى احلùس الباطن ووUصفها ب أانها»القوة التي حتفظ ما قبله احلùس املûشرتك من احلواSس اجلزئية وتبقى فيه بعد ((( غيبة املحùسوSسات«لعل هذا التم اهي بني التüصديق والتخييل - ))) حازم القرطاجني منهاج البلغاء وSسراج االأدباء تقدمي وحتقيق : حممد احلبيب ابن اخلوجة دار الغرب االإSسالمي بروت Uص 85 86 ))) أابو علي احلùسني بن عبد ااهلل بن Sسينا: النجاة يف املحكمة املنطقية والطبيعية واالإلهية ط 2 مطبعة الùسعادة القاهرة 1938 م Uص 163 ((( املüصدر نفùسه Uص - 18 19. ))) املüصدر نفùسه Uص 54. 88
حùسب»ابن Sسينا«الذي هو نفùسه املمكن واملرجعي يف»العوامل املمكنة«وهو ذاته العامل احلكائي والعامل املرجعي وفق»امربتو ايكو«هو ما يذهب إاليه الùس رد يف هذه الرواية حني يختار اأن يتاأرجح ما بني ا أالSسطوري واالإنùساين يف Tشخüصية اأرحمة بن جابر القرUصان الذي منحه اأعداوؤه من ا إالجنليز هذا ال لقب مثلما ذهبوا إاىل منحه هذه االأوUصاف : اأSسطوري مهيب مرعب يجوب البحار... إالخ. ويف حني تذهب الروايات التاريخية اإىل اأن اأرحمة بن جابر كان قرUصانا Tشهما مل يعرف عنه اأن ه غدر باأUصحابه اأو حلفائه فاإغاراته مل تكن اإال بهدف تقوية جانبه من اأجل اSسرتداد حقه املùسلوب من اأبناء عمومته من اآل خليفة»ومل يكن رحمة يبتغي الùسطو من غزواته ومعاركه البحرية بل قüصد منها تنمية قوته البحرية لتكون عونا له يف تهديد اأعدائه من اآل خليفة ليùستطيع أان يطالب بحقوق اجلالهمة اأو على الأقل ثمن معاونته لآل خليفة يف الùسيطرة على البحرين ولكن عندما تنكر اآل خليفة له واجههم بالعداء واعتربهم مغتüصبني للبحرين وق ضى Sسنوات حياته يبتغي الق ضاء عليهم والùسيطرة على البحرين ولذا كان ي ضع نفùسه يف خدمة اأعدائهم«))). لذا تذهب الرواية اإىل تلمù س هذا اجلانب يف Tشخüصية ابن جابر اإذ ال تقف عند حدود االأSسطورة اأو املهابة واخلوف اللتني يثرهما يف نفوSس أاعدائه واإمن ا تنüصرف أاي ضا اإىل االإنùساين فيه فنجده يهرع إاىل تنبيه Uصديقه إابراهيم بن عفيüصان باخلطر الذي يتهدده يف الوقت نفùسه الذي يتهر ب فيه من توقيع اتفاقية مع ا إالجنليز Vضد حلفائه من الوهابيني والقواSسم. ))) يوSسف إابراهيم العبداهلل رحمة بن جابر اجلالهمة وعالقاته بالقوى الùسياSسية يف اخلليج العربي Uص 215. كما مت ضي الر واية يف Sسرد احلزن الذي يعرتيه كل ما مر بجزيرة البحرين التي Tشارك هو واأبناء قبيلته من اجلالهمة يف حتريرها من الفرSس بالت عاون مع اأبناء عمومتهم من اآل خليفة اإال اأن قتاله الûشرSس هذا - الذي خùسر فيه عينه اليùسرى وتعطل ت فيه يده عن احلركة مل يûشفع له عند اأبناء عمومته الذ ين تنك روا له :»كان ينتاب اأرحمة Tشعور غريب حاملا يتج ه جتاه هذه اجلزيرة Tشعور ل يفهمه بح ارته فهو يتاأم ل اأTشجار الن خيل من بعيد ويكاد يùسمع بح ارته Uصوت تنف ùسه العميق حني يكون قريبا منها ولكن ما اإن يتحد ث اأحد عن البحرين حتى تتغري Sسحنته ويبداأ جùسده بالرتعاTش ومنذ اأن لحظوا عليه ذلك اآثروا الùسكوت وعدم احلديث حتى يتحد ث هو عنها«(((. ففي حواره املطو ل مع ابن عفيüصان بعد حادثة اSستيالئه على الùس يف تنكûشف لنا هذه اجلوانب يف نفùس القرUصان/ابن جابر هذا املخيف الذي ميالأ Sساحل اخلليج رعبا كيف يùسطو عليه احلزن وتعتمل يف Uصدره مرارة نكران اآل خليفة له. هنا يذهب الùس رد اإىل تفكيك مكو نات هذه الûشخüصية والغوUص بعيدا يف Sسبيل قراءة اأكرث وعيا ملùسب بات تكوينها. يعي اأرحمة اأن االنتقام هو املحر ك لكل ما يفعل واأن هذا االنتقام قد اأتى على ا إالنùساين فيه هذا اجلانب الذي يùستيقظ بداخله عندما يتعل ق االأمر بعالقة Uصداقة جتمعه بابن عفيüصان فيùسرد عليه تفاUصيل حياته باأريحية تغيب متاما يف ح ضور اأعدائه :»اإن مùساألة النتقام هذه مùساألة معق دة يا اإبراهيم األ توؤيدين فيما اأقول ما اإن متتلئ قلوب الن اSس حقدا حتى تتحج ر وتتوق ف عن ))) القرUصان Uص 46. 89
اخلفقان بنعومة وتüصبح كالوحûش الذي ل يرتوي اإل بروؤية املوت والد ماء لقد اأUصبحت وحûشا يا Uصديقي فقد قتلوا كل جانب اإنùساين يف فلم اأعد ذلك الر جل الذي يلعب مع ابنه بûشر ومل اأعد الر جل الذي ينظ ف جياده ويعتني بها ويطعمها.. ((( اإن ني اإنùسان خمتلف«ثم ة عامل ممكن يقف خلف هذا احلوار يùستجلي بواطن الûشخüصية ويتùساءل عن احلدود القائمة ما بني القرUصان واالإنùسان ما جرى على لùسان ابن جابر هو لùسان حال املتلق ي الذي بعدت املùسافة الزمنية بينه وبني تاريخ اأرحمة والذي يتعاطى مع هذه الûشخüصية على اأن ها تاريخ يقبل املùساءلة والن ظر. 2- العجائبي والتاريخي : رحلة الùسيف : يفرتVض اخلط الùسردي للرواية رحلة تبدو عجائبية لùسيف غر تقليدي مطع م باجلواهر واالأحجار الكرمية Uصنع خüص يüصا مللك اإجنلرتا اإال اأن ه يف Sسياق Uصراع االجنليز مع اأعدائهم يف املنطقة Sسيüصبح وSسيلة الSسرتVضاء إابراهيم باTشا قائد جيوTش حممد علي املتجهة لقتال الوهابيني و إانهاء نفوذهم يف منطقة اخلليج واجلزيرة العربية. يعهد احلاكم الربيطاين يف الهند إاىل الكابن» Sسادلر«القيام مبهم ة توUصيل هذا الùس يف اإىل إابراهيم باTشا. خط Sسر الرحلة كان من املفرتVض اأن يكون كالتايل: بومبي-عمان-البحرين-االأحùساء- االأراVضي املقدSسة يف غرب اجلزيرة العربية. يوUصي احلاكم الربيطاين الكابن» Sسادلر«بعبارة بعينها تتكرر يف ثالثة مواVضع من الرواية : ))) نفùس املüصدر الùسابق Uص 101.»نعم يا بني هذا مفتاح مهم تك عليك أان حتافظ عليه بحياتك«))). ويف موVضع اآخر :»- اSسمع يا بني اإن هذا الùس يف هو مفتاح مهم تك فدونه لن تنجح اأبد..«))). ويف موVضع ثالث :»حافظ على الùس يف يا بني فكما قلت لك اإن ه مفتاحك لقلب اإبراهيم باTشا«(((. ويبدو اأن هذا الùس يف هو مفتاح االأحداث يف الرواية اأي ضا اإذ بعد اعرتاVض Sسفينة» Sسادلر«من قبل اأرحمة بن جابر واSستيالئه على الùس يف واإفûشاله ملهم ته ياأخذ اخلط الùسردي بعدا تûشويقيا يتماهى مع Uصورة القراUصنة وما متتلئ به حياتهم من مغامرات تغذ ي الذاكرة العجائبية يف ذهن القارئ. تلك الüصورة التي ال تبتعد عن عوامل البح ارة التي تزخر بها حكايات األف ليلة وليلة اأو حتى حكايات مغامرات الفرSسان التي تغذ ي الذاكرة الûشعبية الغربية. فظهور الùس يف مبواUصفاته التي يربزها النü ص فهو ذو نقوTش تزي ن النü صل»وكانت عبارة عن ثعبان كبري يلتف حول نفùسه يف قاعدة الùس يف وميد ر أاSسه اإىل الط رف حيث يفتح فمه ليخرج لùسانه منتهي ا بحد الùس يف القاطع. اأم ا قب ضة الùس يف فقد كانت مطع مة بخمùسة اأحجار كرمية بالل ون الأحمر من كل جهة وحجر كرمي كبري يف قاعدة القب ضة والùس يف Uص م م ليكون خفيف الوزن قاطع احلد Sسهل الSستخدام«))). هذا الùس يف الهندي - الذي يتن اUص يف وUصفه مع ما حتمله الذ اكرة العجائبية من Sسيوف مرUص عة باجلواهر يف حكايات األف ليلة ))) القرUصان Uص 35. ))) املüصدر الùسابق Uص 53. ))) املüصدر الùسابق Uص 56. ))) نفùس املüصدر الùس ابق Uص 96. 90
وليلة - كان Vضروري ا لتكتمل Uصورة القرUصان وحبكة ا أالحداث أاي ضا ففيما يûشبه فكرة الوظيفة لدى بروب يف )مورفولوجيا القüصة( تذهب فرVضية القارئ اإىل اأن هذا الùس يف الذي Sسل مه احلاكم الربيطاين يف بومبي للكابن Sسادلر كان Sسيقع حتما بني يدي ابن جابر وهو القرUصان الذي يجوب البحار بحثا عن الغنائم وSسعيا النتقام ينتüصر له على خüصومه من اآل خليفة الذين Sسلبوه حق ه بعد اأن مك نهم من جزيرة البحرين. تاأخذ حكاية الùس يف بعدا آاخر بدءا منذ ال لحظة التي يûشتبك فيها اأرحمة بن جابر مع الùسفينة الربيطانية ويùستويل على الùس يف اإذ يثر Vضد ه نقمة الربيطانيني الذين كانوا قد دخلوا يف اتفاق معه اأال يتعر Vض لùسفنهم فتتüصاعد رغبتهم يف الق ضاء عليه وياأخذون يف حûشد القوى Vضد ه. ينتهي الùس يف بعد Sسلùسلة من املغامرات اإىل ا إالجنليز مرة اأخرى لكن عن طريق اأرحمة هذه املرة! على اأن ه Sسيكون Sسببا يف اإنهاء عالقته بابنه بûشر الذي يتحايل الأخذ الùس يف من أابيه فيعترب ابن جابر هذه خيانة وVضربة قاUصمة بل هي االأكرث مرارة يف حياته :»يا بن عفيüصان مل يبق يف جùسدي ع ضو اإل وذاق طعم الن üصل اأو الرU صاUص Sسوى قلبي الذي Sسلم طوال هذه الùس نني ولكنه ط عن اليوم بùسك ني ((( مùسمومة وما أاظن ه Sسيخفق كثريا«بعد أان تنفüصم عالقة ا أالب وابنه بùسبب حكاية الùسيف الهندي ياأخذ اخلط الùسردي يف الرواية مùسارين متوازيني االأو ل ينطلق مع اأرحمة الذي ياأخذ يف التوج ه نحو خüصومه ويغرق يف تفاUصيل اتفاقيات مع االأطراف املتüصارعة يف اخلليج مüصن فا اإياهم إاىل حلفاء وخüصوم بينما ياأخذ اخلط الثاين مùساره من خالل بûشر بن اأرحمة الذي يرافق الكابن Sسادلر يف رحلته لتùسليم الùس يف اإىل غايته حيث»اإبراهيم باTشا«. لذا كانت الفüصول التي انطوت على رحلة الùس يف الهندي هي االأكرث تûشويقا يف احلكاية حتى ظ ن يف بع ض مراحلها اأن الùس رد يتمحور حول رحلة الùس يف هذه اإال اأن احلكاية املûشدودة دوما اإىل عاملها املرجعي )التاريخي( قي دت هذه املغامرة من الذهاب اإىل أابعد من ذلك. 3- الف ضاء التخييلي : يحقق الف ضاء يف النü ص الùسردي بعدا تخييليا لدى القارئ, والف ضاء من املباحث التي ميكن ربطها مباTشرة بالعامل املمكن إاذ نتحدث هنا عن عمليات اإحالة اإىل املرجعية يقوم بها املتلق ي. ويرتبط الف ضاء غالبا باملكان, لكن ه يذهب اأي ضا اإىل أابعد من ذلك اإذ يجري احلديث يف اإطار نظرية العوامل املمكنة عن اجلهاز Dispositif وهو معطى من معطيات الف ضاء املرجعي ويحيل اإىل»ما يجمع اأماكن متعالقة يف ف ضاء مرك ب واحد«))) ومرة أاخرى يح ضر دور القارئ هنا باعتبار اأن هذا اخليط الذي يجمع هذه املتعالقات يرتبط بتلقيه. يف اإطار Sسعيها اإىل بناء عوامل عدة مüصغرة يف اإطار عامل واحد ترتكز عليه بنية الùسرد Sستعرب الرواية عدة مùستويات لتلتقي بعدها يف ف ضاء واحد وميكن اأن ننظر لهذه املùستويات كالتايل : ))) نفùس املüصدر الùسابق Uص 169. ))) معجم الùسرديات, جمموعة من املوؤلفني, اإTشراف : حممد القاVضي, القاب ضة الدولية للناTشرين املùستقلني, الطبعة االأوىل 2010, Uص 138. 91
العامل املكاين : والف ضاء بوUصفه حاVضنة زمانية ومكانية وفكرية يف ا آالن ذاته ال بد اأن مير عرب هذا اجلهاز وهو املعطى الùسردي ا أالول الذي تبد أا العوامل بعده يف التكûش ف للقارئ, لذا ليùس من الüصدفة اأن تاأخذ الرواية برSسم عوالهما املكانية من خالل عناوين فرعية حتد د اأمكنة االأحداث يف بداية كل فüصل, ليبد اأ ذهن املتلقي يف إاحداث هذا الربط بني عامل احلكاية والعامل املرجعي )ا أالمكنة التاريخية(. ال تقتüصر العوامل املمكنة على فكرة فرVضية الüصدق والكذب اأو املûشابهة مع الواقع فقط, ففي رواية مثل )القرUصان( يح ضر الوUصف بوUصفه عنüصرا فاعال يف بنية التخييل يف الرواية, إاذ تنفتح الرواية على أابنية مكانية متعددة وينطوي كل مكان فيها على وUصف للف ضاء, ومتر الرواية بجهاز يتخذ من عدة أاماكن عناUصر له, فانطالق ارحمة بن جابر من ميناء بو Tشهر على الùساحل الفارSسي من اخلليج إاىل جزيرة البحرين ثم Tشبه جزيرة قطر ثم قلعة الدم ام ووقع ا أالحداث يف أاماكن مثل ميناء»بليموث«مرورا ببومبي على الùس احل الهندي اإىل ميناء مùسقط على Sساحل عدن اإىل ظهر الùسفينة اإيدن اإىل Sسفينة الغطروTشة... مع ما تنطوي عليه هذه االأماكن من وUصف للموانئ و أاحوال البûشر يف كل ميناء ومدينة وعلى ظهر كل Sسفينة هنا تاأخذ موSسوعة القارئ يف تقفي آاثار هذه املعلومات, فيثبت اأن للوUصف اأUصال مرجعيا يتمثل يف كتب التاريخ واالأرTشيف, على اأن عملية التخييل ذاتها وبناء العوامل هي من معطيات الùسرد نفùسه, هنا يتكئ التخييل وبناء العوامل على ما يحدثه الùسارد من عمليات تاأثر عقلي يف املتلقي. وكما يذهب ايكو فاإن «اأي عامل حكائي ل يùسعه اأن يكون مùستقال اSستقالل ناجزا عن العامل الواقعي«وقد تüصدق هذه املقولة على مùستوى اخلطاب يف هذه الرواية حني يبدو التفاعل بني العاملني قائما من خالل الüصورة اإذ توؤدي تقنية املûشهد دورا كبرا يف تكوين هذه العوامل. هذه التقنية التي تùستفيد من املعطيات الùسينمائية يف كثر من االأحيان فيبدو وكاأن التاريخ القدمي يتماهى مع املخيلة البüصرية للقارئ, اإذ يتوجه اإىل قارئ خرب هذه املûشاهد التي تنتقل بني موانئ بريطانيا والهند واخلليج الSسي ما مع التüصدير املكاين الذي يùسبق كل فüصل وهنا يüصبح ذهن امللق ي مهي ئا لتمث ل الف ضاء الذي ينتظم الùسرد خاUصة يف حال تكر رت Uصورة املكان الذي تدور فيه االأحداث. فاالأماكن املفتوحة واملغلقة تتعاVضد كلها لتûشك ل جهازا dispositif يجمع املتعالقات وتعرب من خالله احلكاية. ففي حترك ات القرUصان Uصار لدى القارئ تüصو ر با أالماكن التي يرتد د عليها حتى اأUصبح من املùسل م به لدى القارئ اأن احتمائه بقلعة الدم ام اأو جلوئه اإىل خمبئه يف الزبارة هو من قبيل التقاط ا أالنفاSس مثال اأو التفكر يف اخلطوة القادمة. كما اأن رحلة» Sسادلر«و»بûشر بن ارحمة«عرب الüص حراء كانت من قبيل رSسم Uصورة موازية ملا كان عليه اخلليج ذلك الوقت فبينما كان البحر تتüصارع عليه القوى الùسياSسية من اأجل الùسيطرة على موانيه كان الوVضع يف الüصحراء ال يقل Vضراوة من خالل الüص راع الدائر بني الوهابيني واملüصريني واالأتراك اآنذاك. و كاأن الùس رد هنا يحاول أان يقيم Uصورة بانورامية لزمن القرUصان ويلتقط ذلك اخليط الذي يربط 92
Paul Robert: dictionnaire alphabétique analogique de la langue française, du nouveau littré le robert, parie XI france, 1977,tome3. Thomas Pavel, Univers de la fiction, Edition de Seuil, Paris 1988 Titrologie : une approche genetique, https:// giga.hypotheses.or Umberto Eco, Lector in fabula, Le role du lecteur, traduit de l`italian par Myriem Bouzaher, Grasset, Paris 2015. Umberto Eco, Lector in Fabula. ما بني التاريخ وما بني ر ؤوية الت اريخ فحني ميتزج االإنùساين باالأSسطوري والتاريخي بالتخييلي تبداأ حدود العوامل يف االنüصهار ببع ضها موؤSسùسة للعامل املمكن العامل احلكائي الذي نùستطيع اأن نطلق عليه رواية تاريخية تاأخذ من كل Tشيء بطرف من املرجعية ومن التاريخ ومن الواقع ومن اخليال أاي ضا فاأحزان أارحمة بن جابر والغüصة التي يùستûشعرها عمره كل ه مل يقدنا اإليها االأرTشيف وال كتب التاريخ واإمن نم ا هي من هبات العامل املمكن الذي تüصنعه هذه الرواية. خالUصة البحث: يف»القرUصان«رمب ا جند إاجابات عن اأSسئلة كثرة قد متر بخاطر القارئ العادي لكن أاكرثها اإحلاحا هو ما يتعل ق باإقامة حكم على Tشخüصية»القرUصان«هل كان مقاوما ل إالجنليز القوة ا أالعظم يف املنطقة يف ذلك الوقت أام هل كان جماهدا بتعبر الوهابيني وحلفائهم القواSسم اأم هو جمرد طامع يùسطو على الùسفن من أاجل املال اأم هو حاقد تùستويل على عقله فكرة االنتقام من خüصومه ورمب ا كان هذا االإطار الذي يثر هذه التùسا ؤوالت وا أالفكار واالأحكام كل ها هو العامل املمكن الذي تتلم ùسه أاي رواية حني تقيم عواملها التخييلية. املراجع: اأبو علي احلùسني بن عبد ااهلل بن Sسينا: النجاة يف املحكمة املنطقية والطبيعية واالإلهية ط 2 مطبعة الùسعادة القاهرة 1938 م. حازم القرطاجني منهاج البلغاء وSسراج االأدباء تقدمي وحتقيق: حممد احلبيب ابن اخلوجة دار الغرب االإSسالمي بروت. Sسلطان بن حممد القاSسمي االأمر الث ائر منûشورات القاSسمي الطبعة الثانية. 2010 عبدالفتاح احلجمري تخيل الùسرد والعوامل املمكنة ww.saidbengrad.net/al/n7/12.ht عبدالعزيز اآل حممود القرUصان دار بلومزبري-موؤSسùسة قطر للنû شر الدوحة الطبعة الثانية 2012. عبداهلل اإبراهيم التخي ل التاريخي امل ؤوSسùسة العربية للد راSسات والنûشر بروت الطبعة االأوىل. 2011 معجم الùسرديات جمموعة من املوؤلفني اإTشراف : حممد القاVضي, القاب ضة الدولية للناTشرين املùستقلني الطبعة االأوىل 2010. يوSسف اإبراهيم العبداهلل رحمة بن جابر اجلالهمة وعالقاته بالقوى الùسياSسية يف اخلليج العربي دورية )وقائع تاريخية( مركز البحوث والدر اSسات التاريخية كلية ا آالداب جامعة القاهرة يناير. 2008 Francoise Lavocat, La Theorie Litteraire Des Mondes Possibles, CNRS, Paris, 2010. Gerard Genette, Seuil, Paris, 2002. larousse parie, Jean pierre mével, genevière hubelot...:larousse de la langue française, librairie, 1977, tome1. Patrik Bacry, Hilene Houssemaine...:larousse dictionnaire hubelot, imprimé en france, 1999. 93