عيسى الحقيقي وعيسى المزيف في العهد الجديد

النسخ

1 - 0 -

2 بسم هللا الرحمن الرح م عيسى احلقيقي و عيسى املزيف يف العهد اجلديد حقوق الطبع - - محتوى هذا الكتاب مسجل لدى مكتب حقوق الملك ة الفكر ة خدمة تسج ل حقوق الطبع برقم: جم ع الحقوق محفوظة. ال عاد إنتاج أي جزء من الكتاب أو رسل ف أي شكل أو بؤي وس لة إل كترون ا أو آل ا شامبل التصو ر أو التسج ل أو أي تخز ن للمعلومات ونظام استرجاع دون إذن خط من المإلؾ ما عدا ف الحالة المذكورة أدناه ح ث إذن ف ها. إلعادة الطباعة والرتمجة مجانا سمح بإعادة طباعة أو إنتاج هذا الكتاب بشكل كامل بشرط أن كون للتوز ع المجان المطلق ودون أي إضافات أو حذؾ. كما سمح أ ضا بشكل مجان ترجمته إلى أي لؽة ولكن بالشروط السابقة مع ضرورة التنس ق مع المإلؾ لضمان الحصول على نوع ة ترجمة ج دة ولك تم نشرا لترجمة ف الموقع

3 مقدمة هناك نص ف أحد كتب العهد الجد د الت كتبت بعد رفع الس د المس ح إلى السماء ش ر صراحة إلى أنه لم كن هناك اتفاق على حق قة ع سى ورسالته ب ن أولبك الذ ن بدإوا دعون و بشرون باسمه من بعده. بل كان هناك خبلؾ جوهري ب نهم إلى الحد الذي دفع بؤحد هإالء المبشر ن أن علن عن قلقه على أتباعه و حذرهم من خداع ومكر نظ ره المبشر اآلخر الذي قد ؤت إل هم و قدم لهم ع سى آخر ؼ ر ع سى الذي قدمه هو لهم. هذا المبشر صور نظ ره كالش طان الذي أؼوى حواء بمكره. ولذا فهو خابؾ على أتباعه من أن تفسد بصابرهم و حتملوا بسرور نظ ره اآلت بع سى اآلخر. هذا الكبلم موجود بنص صر ح هكذا: "لكن أخاؾ أنها كما أؼوت الح ة )الش طان( حواء بمكرها كذلك تفسد بصابركم عن البساطة الت ف المس ح. فإنه إن كان اآلت إل كم كرز ) بشر( ب سوع آخر لم نكرز به...فحسنا كنتم تحتملون )فلربما بسرور تحتملونه(" )الرسالة الثان ة إلى أهل كورنثوس 4-3:11(. هذا النص ب ن أنه كان هناك صورتان مختلفتان للس د المس ح بشر بهما ب ن الناس ف ذلك الوقت. هاتان الصورتان المختلفتان للمس ح وجدتا طر قهما إلى كتب العهد الجد د وتفرقت أجزاإهما داخل فصول تلك الكتب. هاتان الصورتان المتناقضتان لع سى ستح ل أن تكونا حق ق ت ن ف الوقت نفسه بل إحداهما لع سى الحق ق واألخرى لع سى المز ؾ. هاتان الصورتان ال مكن أن تلتق ا ف قلب واحد. بالتؤك د فإن ع سى ال مكن أن كون مصدر هات ن الصورت ن المختلفت ن ف الوقت نفسه. هذا الكتاب ركب أجزاء صورت المس ح المتفرقة ف ثنا ا كتب العهد الجد د و برزهما كصورت ن كاملت ن و فحصهما بالبراه ن و ستكشؾ اختبلفهما و ج ب عن األسبلة الت مكن أن تدور حولهما مثل: ما - مصادر ع سى الحق ق وع سى المز ؾ لماذا - وك ؾ ظهر ع سى المز ؾ ماذا مكن أن دعى أولبك الذ ن علقون صورة ع سى المز ؾ ف قلوبهم - - متى تظهر الحق قة و نته الز ؾ هل - اإل مان بع سى المز ؾ نفع صاحبه ما ه - العبلقة ب ن النجاة ف اآلخرة وع سى - ما مص ر الشخص الذي عتمد على فهم خاطا - ك ؾ نجد الطر ق إلى هللا وك ؾ نتؤكد من ذلك - 2 -

4 - ما شروط النجاة ف اآلخرة هل مكن إدراك الحق قة األصل ة للس د المس ح بالتؤك د. لكن مع انتشار المعلومات الخاطبة المضللة تكون المخاطرة بمواجهة خطر الضبلل ما لم كن هناك ن ة صادقة للبحث عن الحق المبرهن. وعندها فلن خذل هللا عبده. بل هد ه للحق. ستبقى صورة ع سى الحق ق وتبقى معها صورة ع سى المز ؾ حتى عود المس ح الحق لؤلرض مرة أخرى وعندها تجلى ع سى الحق ق و زهق المز ؾ. أدعو هللا أن قبل هذا الجهد خالصا لوجهه وأن منح القراء األعزاء صفاء الن ة والقدرة على التم ز ب ن العرض ن المختلف ن للس د المس ح كما قدما ف هذا الكتاب. صالح بن علي السبيل عنيزة - 3 -

5 متهيد النجاة في اآلخرة الهدف هي الذ ن إمنون بح اة آخرة على اختبلؾ خلف اتهم الجؽراف ة والد ن ة وخبلل كل أحقاب التار خ عرفون النجاة بؤنها حالة إنقاذ من الدخول إلى نار جهنم وعذاب الجح م. من ذا الذي ال ر د تحق ق هذا الهدؾ فقط ف وم الق امة سنوفى حسابنا فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز. بالتؤك د ح اتنا األولى ف هذه الدن ا متاع الوهم والؽرور وأما اآلخرة فه ح اة البقاء األزل. ال وجد إال ص ؽة واحدة فقط للنجاة. ولكن ما ه هل ه لؽز أم واضحة جل ة أتباع كل د ن دعون بؤن فهمهم ألسباب النجاة صح ح. بالتؤك د ال مكن أن كون إال د ن واحد فقط صح ح وبالتال فهم واحد فقط صح ح لص ؽة النجاة وهو الفهم التصوري نفسه الذي جاء به كل رسل هللا منذ االتصال األول ب ن السماء واألرض. لذا من الضروري التؤكد من ص ؽة النجاة الت نإمن بها قبل مواجهة الموت. ولهذا الؽرض وبدافع الرحمة والحب واالهتمام أكتب لك هذا البحث عز زي القارئ وأتمنى وأدعو هللا بؤن تجد ف ه اإلجابات الت تبحث عنها. لماذا البحث في عيسى عتقد كث ر من الناس بؤن المس ح ع سى هو مفتاح نجاتهم ومخلصهم. بالتؤك د الس د المس ح فر د بسبب معجزة والدته وصعوده إلى السماء ومج به الثان لؤلرض. وعلى أ ة حال الخبلؾ حول حق قته ورسالته. كابن بقى رسالة هللا إلى إنسان األرض حول اإل مان والنجاة كانت دابما الرسالة نفسها على مر التار خ والعصور. رسالة تتمركز دابما على "االستسبلم" إلله حق واحد بالطاعة الكاملة واإلخبلص. هذه الرسالة أوح ت إلى آدم الذي نقلها بدوره إلى أوالده. ثم تم تؤك دها من قبل نوح وكل رسل وأنب اء هللا الذ ن أرسلهم هللا من بعده خبلل تار خ اإلنسان ة إلى جم ع أمم األرض كلما احتاجوا إلى هدا ة لطر ق الحق. لذا فإن الد ن الذي جاء به جم ع الرسل حمل دابما أركان اإل مان نفسها واالختبلؾ ب نهم كون فقط ف الشرابع وأنماط العبادة. كان ذلك إلى أن اختار هللا أن رسل الوح النهاب بالشر عة النهاب ة بالص ؽة النهاب ة للنجاة إلى كل البشر ة لبق ة التار خ اإلنسان

6 بالمسيح اإليمان المس ح الس د ما حق قة إن الخبلؾ اآلت ة: ف اإل مان المتعلق بحق قة المس ح ب ن أتباع األد ان والطوابؾ ف النقاط تمحور مجرد هل هو - إنسان رسول إله هل هو - متجسد ف صورة إنسان المولود االبن هل هو الوح د هلل - هل هو كلمة وعلم هللا متجسد بصورة إنسان - المخلص الوح د الذي جاء ل نقذ البشر ة من وزر الخط بة من خبلل سفك دمه على - هل هو الصل ب وهناك العد د من األفكار والتفس رات واالعتقادات المختلفة حول الس د المس ح. لكن هل مكن أن تكون كل تلك المعتقدات صح حة ف الوقت نفسه بالتؤك د ال. إن الذ ن إمنون بالحق قة األصل ة للس د المس ح هم على هدى من ربهم أما اآلخرون وإن كان لد هم نوا ا ط بة فهم ف ضبلل مب ن. من الذي رؼب أن كون مع أولبك الذ ن ضاع إ مانهم وأعمالهم بسبب فهمهم الذي ل س ف محله للس د المس ح من ر د أن كون مع أولبك الذ ن س رون إ مانهم بالمس ح ف وم الق امة مثل سراب بصحراء حسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم جده ش با ووجد هللا عنده فوفاه حسابه. وقد جدون أ ضا الس د المس ح نفسه ل قول لهم كما روي كاتب إنج ل متى "إن لم أعرفكم قط. اذهبوا عن ا فاعل اإلثم" )متى 23:3( أين الحقيقة حول السيد المسيح سإال بس ط مكن أن سؤل هكذا: هل ب ن الس د المس ح حق قته للناس بكل وضوح اإلجابة ستكون بالتؤك د نعم. ألن أحد مهامه األساس ة كانت أن ب ن حق قته للناس. لذا فمصدر الحق قة حوله جب أن كون ع سى نفسه الكبلم الذي نطق به. لقد عرض الس د المس ح صورته األصل ة الحقة على شعبه بن إسراب ل من خبلل اإلنج ل الذي تكلم به. لكن أ ن إنج ل ع سى المكتوب بالتؤك د ال وجد مثل هذا اإلنج ل. علما أنه ال وجد أي روا ة ف العهد الجد د تذكر أن ع سى قد كتب إنج له. أو حتى أمر أ ا من أتباعه بكتابته بدال منه. الروا ات المتوافرة تقول: إن ع سى مارس مهمته ببساطة. فقد طاؾ مع تبلم ذه مدن ومجامع بن إسراب ل بشرهم و عظهم بإنج له الذي أنزله هللا وح ا عل ه. وكان ال هود ندهشون من تلك التعال م والحكمة الت لق ها عل هم من - 5 -

7 دون كتاب قرأ منه. روي كاتب إنج ل وحنا أن ع سى أوصى أتباعه أن حفظوا كبلمه قاببل : "الذي ال حبن ال حفظ كبلم. والكبلم الذي تسمعونه ل س ل بل لؤلب الذي أرسلن. بهذا كلمتكم وأنا عندكم. وأما المعزي الروح القدس الذي س رسله اآلب باسم فهو علمكم كل ش ء و ذكركم بكل ما قلته لكم" ) وحنا 26-24:14( فحسب هذا النص فإن التبلم ذ الذ ن استمروا بالدعوة ب ن ال هود بعد رفع المس ح لم كن لد هم أي سجل مكتوب لتعال م الس د المس ح ل حفظوه و ؤمروا و علموا الناس من خبلله. بل اعتمدوا على ذاكراتهم بمساعدة روح القدس- كما دع النص. األناجيل ولكن ماذا عن إنج ل متى ومرقس ولوقا و وحنا أل ست مصادر أص لة وموثوقة حسنا أوال ستحسن أن نعرؾ أن هناك أناج ل وكتابات أخرى كث رة كانت موجودة قبل هذه األناج ل األربعة. قول كاتب إنج ل لوقا: "إذ كان كث رون قد أخذوا بتؤل ؾ قصة ف األمور المت قنة عندنا." )لوقا 1:1(. لكن األناج ل األربعة ه الت وقع عل ها االخت ار ف القرن الرابع لتدخل ضمن قابمة الثبلث وسبع ن كتابا الت انتخبت لتإلؾ الكتاب المقدس. الباحثون المس ح ون خبروننا بؤن إنج ل مرقس قد كتب أوال حوال العام 65 أي بعد أكثر من 30 سنة من صعود الس د المس ح. وآخرها إنج ل وحنا كتب ف عام 66 أي بعد أكثر من 60 سنة من الصعود. ولك تتقرر أصالة هذه األناج ل والثقة بها فنحتاج أوال أن نتدبرها ونفحصها بعنا ة. كبلم هللا الموحى ال مكن أن تضمن حتى خطؤ واحدا. وكتاب هللا معصوم ال ع ب ف ه ألنه منزل من لدن حك م عل م. أي كتاب حتوي على تناقضات وأخطاء ال مكن قطعا أن كون قد جاء من عند هللا عبلوة على ذلك فإن اعتماد أي شخص على مثل هذا الكتاب لنجاته ف اآلخرة سوؾ إدي به إلى نتابج كارث ة هناك. لكن قبل تدبر هذه األناج ل األربعة من األفضل أوال التعرؾ على الذ ن كتبوها. دعنا نتخ ل للحظة بؤننا قادرون على االتصال ودعنا نبدأ محادثتنا مع مإلؾ إنج ل متى. بطر قة ما مباشرة مع مإلف األناج ل األربعة. متى إنجيل مؤلف األول: الكاتب س د س: متى هل أنت متى ذلك الحواري الذي تبع المس ح متى: ال أنا لست متى الحواري. س: إذا لم تكن متى الحواري فمن تكون إذا متى: أنا مإلؾ مجهول مجرد أن أحمل نفس اسم الحواري متى

8 س: ك ؾ كون هذا ألم كن قراء اإلنج ل القدماء عندما سمعون فطب ع أن ربطوا ب نه وب ن الحواري الذي حمل نفس االسم اإلنج ل نسب إلى "متى" متى: ربما. فهذا االسم كان مؤلوفا ف تلك األ ام. إن الخلط ب ن وب ن متى الحواري كان نت جة سوء فهم طب ع جدا. لكن جب أن أعلن بشكل صر ح أنن لم أدع أبدا أن شاهد ع ان كحواري للمس ح وال أن الحواري متى أو أي اسم آخر. ولم أدع أبدا أنن ملهم من قبل "روح القدس". علما أنك إذا قرأت الفقرة التاسعة من الفصل التاسع من إنج ل 6:6 سوؾ تدرك أن الحواري متى وأنا لسنا نفس الشخص. "وف ما سوع مجتاز من هناك رأى إنسانا جالسا عند مكان الجبا ة اسمه متى. فقال له اتبعن. فقام وتبعه." ف الحق قة لو كان متى الحواري هو مإلؾ اإلنج ل فسوؾ تقرأ بدال من ذلك هكذا مجتاز من هناك رآن جالسا عند مكان الجبا ة. فقال ل اتبعن. فقمت وتبعته." "وف ما سوع ل س ذلك فقط. إنه من المعلوم أن األقدم ة التار خ ة ه إلنج ل مرقس. وبعد عشر سنوات كتبت أنا إنج ل. لذا لم عد سرا اآلن أن حوال %60 من إنج ل قد تم نسخه تقر با كلمة بكلمة من إنج ل مرقس الذي لم كن هو اآلخر حوار ا لع سى أ ضا إذ لم تتلمذ على د المس ح. لذا فبل مكن أن كون الحواري متى هو كاتب إنج ل. وبعد كل هذا فهل عقل أن ؤت حواري شاهد ع ان لع سى مملوء من الروح القدس مثل متى و عتمد على جهد مرقس الذي لم كن نفسه شاهد ع ان لو كان الحواري متى هو المإلؾ الحق ق لئلنج ل اإلنج ل الذي نسب إل ه فإنه بالتؤك د لن حتاج أن عتمد أو نسخ من إنج ل مرقس بل باألحرى س كتب روا اته بنفسه من ذاكرته الخاصة وشهادة ع انه الشخص ة. س: إذا فؤنت استعملت إنج ل مرقس إلخراج إنج لك الخاص. متى: ف الحق قة أنا عملت هذا الش ء. لقد كان أمرا معتادا ف أ امنا أن تعتمد أو تنسخ من أعمال اآلخر ن المكتوبة. ولم كن هناك ش ء ؼ ر متوقع عند الق ام بذلك إذ لم كن هناك أي مفهوم النتهاك حقوق الملك ة الفكر ة ف تلك األ ام. بعدما وضحت حالة "إنج ل متى" دعنا نتحدث اآلن مع مرقس. إنجيل مرقس مؤلف الثاني: الكاتب س: هل أنت مرقس ذلك الرجل الذي سمى وحنا و لقب مرقس )12:12( والذي كان تابعا للحواري بطرس المذكور ف أعمال الرسل كتاب أنا لست ال. مرقس: مرقس ذلك الرجل. س: إذا لم تكن ذلك الرجل مرقس فمن تكون إذا - 3 -

9 مرقس: أنا مس ح مجهول. ولكن بسبب اشتراكنا بنفس االسم ونت جة لمجرد تخم ن أصبح إنج ل مرتبطا بتلم ذ بطرس وحنا مرقس. والحق قة فلو أن وحنا مرقس المذكور قد كتب إنج بل قد سمعه من معلمه الحواري بطرس فبالتؤك د سوؾ ذكر على األقل ش با من ذلك. وبعبارة أخرى لو أن هناك أي صلة ب ن الحواري بطرس وهذا اإلنج ل فسوؾ نوه عنها عند كتابة هذا اإلنج ل. أنا لم أوضح هو ت ف إنج ل ولم أعط معلومات مباشرة حول الزمان والمكان الذي كتب ف ه وال حتى أي اتصال مع أي حواري. عبلوة على ذلك فإن أقدم نسخ إنج ل تنته عند الفصل 16 فقرة 8 ب نما المخطوطات الت استعملت من قبل مترجم نسخة الملك ج مس للكتاب المقدس ذات نها ة أطول. إنجيل لوقا مؤلف الثالث: الكاتب س: ال مكن أن علن بشكل حاسم وجازم بؤنك أنت مإلؾ اإلنج ل طالما أنك لم تقدم نفسك ككاتب لهذا اإلنج ل. لوقا: حسنا. أنا بالتؤك د لم أكن شاهد ع ان ولم أكن حتى تابعا مباشرا ألحد شهود ع ان الس د المس ح. أنا فقط وصفت كطب ب وكتابع تبش ري لبولس ذلك ال هودي الذي تحول للمس ح ة بعد صعود المس ح. بالنسبة للهدؾ من كتابة إنج ل فؤنا كنت واضحا ومباشرا ف هذا األمر ف بدا ة اإلنج ل. أنا كتبت لهدؾ اإلهداء إلى العز ز ثاوف لس ذلك الرجل ذو الرتبة االعتبار ة. أعلنت هذا بوضوح ف الفصل األول أقول ف ه: "رأ ت أنا أ ضا إذ قد تتبعت كل ش ء من األول بتدق ق أن أكتب على التوال إل ك أ ها العز ز ثاوف لس" )لوقا 3:1( كما أن أتبعت إنج ل كتابا آخر كهد ة أخرى لثاوف لس أسم ته أعمال الرسل وهم تبلم ذ المس ح. أتحدث ف ه عن أعمالهم ف نشر دعوة المس ح بعد صعوده وما جرى عل هم. س: أوافقك. أنك لم تدع بؤنك كنت ملهما من الروح القدس. ف الحق قة فإنك لم تعمل أي ادعاء إطبلقا وأن كل ما ف األمر أنك رأ ت كث ر ن كما تقول ف 1:1 "قد أخذوا بتؤل ؾ قصة ف األمور المت قنة عندكم" فبدا ج د إل ك أو رأ ت أ ضا أن تكتب مثلهم )طالما أنك تعتبر نفسك بؤنك رجل ذو فهم(. على أ ة حال ورؼم وضوح هدفك من الكتابة إال أن ما كتبته كان أؼلبه مستعارا من إنج ل مرقس ألن أكثر من %85 من مادتك قد جاءت من إنج له. لوقا: نعم كما أن متى قد عمل ذلك. أطول. لقد كان إنج ل مرقس قص را جدا لذا قمت أنا ومتى وجعلناه - 8 -

10 ولهذا السبب نوقشت هذه األناج ل الثبلثة األولى )متى مرقس لوقا( إلى الحد الذي أطلق عل ها لقب "األناج ل المتشابهة المحتوى". إنه من المستح ل أن تعد هذه الثبلثة مستقلة جدا عن بعضها اآلخر بسبب االعتماد األدب المتبادل ف ما ب نها. إنجيل يوحنا مؤلف الرابع: الكاتب س: ماذا بشؤنك ا وحنا هل أنت حقا وحنا بن زبدي حواري الس د المس ح وهل الحواري وحنا كتب إنج بل وحنا: أنا سؤح لك إلى ما كتبه لوقا ف كتابه أعمال الرسل عن حق قة الحواري وحنا. فقد كتب قول "فلما رأوا )رإساء وش وخ وكتبة ال هود( مجاهرة بطرس و وحنا ووجدوا أنهما إنسانان عد ما العلم وعام ان تعجبوا" )أعمال الرسل 13:4(. أما متى فقد كتب ف 21:4 خبرنا بؤن وحنا بن زبدي الحواري كان ص اد سمك مثل رف قه الحواري بطرس وكذلك قول لوقا ف إنج له 10:5. وإذا كان إنج ل وحنا قد ظهر ف عام 66 م أو بعد ذلك بقل ل فهذا جعل وحنا بن زبدي الحواري بعمر قر ب من 100 سنة. فهل توقع أحد حق ق ة من صابد سمك جل ل معمر عد م العلم وعام مثل الحواري وحنا بن زبدي الذي لؽته األصل ة كانت آرام ة أن إلؾ إنج بل بلؽة ونان ة رابعة و ضمنه مفاه م الهوت ة متقدمة س: بالتؤك د كبل. ولكن لماذا صر الناس على القول بؤن الحواري وحنا هو مإلؾ اإلنج ل الرابع وحنا: هذه الفكرة كانت من نها ة القرن الثان ذلك أن تقال د الكن سة حددت وحنا الحواري ل كون المإلؾ الفعل لئلنج ل الرابع. وقد بق ت هذه الفكرة مشتهرة حتى نها ة القرن الثامن عشر بعد أن أقر كث ر من العلماء أخ را بنقص ف الشواهد التار خ ة القو ة. س: ولكن لماذا الكن سة حددت الحواري وحنا كمإلؾ لئلنج ل كل هذه المدة الطو لة وإذا كان وحنا الحواري صابد السمك المعمر الجل ل العام عد م العلم لم إلؾ ذلك اإلنج ل )وف الحق قة ال ستط ع( فمن تكون أنت إذا وحنا: هذا الموقؾ التقل دي طو ل المدى للكن سة كان محاولة لحل المشكلة الت أوجدها المإلؾ نفسه ف اإلنج ل عندما وصؾ أحد الحوار ن بهذه العبارة: " التلم ذ المحبوب" أو "التلم ذ الذي كان سوع حبه" هذا موجود ف 23:13 ح ث قول: "وكان متكبا ف حضن سوع واحد من تبلم ذه كان سوع حبه" وف 26:16 كتب المإلؾ قول: "فلما رأى سوع أمه والتلم ذ الذي كان حبه" هذه العبارة وردت ف هذا اإلنج ل ف ما ال قل عن خمس مرات. وكلمات اإلنج ل األخ رة ف 24:21 حالة تتعلق "بالتلم ذ المحبوب" بشكل واضح "هذا هو التلم ذ الذي شهد بهذا وكتب هذا"

11 هكذا الكن سة وفرت اسما لهذا "التلم ذ المحبوب" واختاروا اسم الحواري وحنا بن زبدي بشكل محدد. معتمد ن ف ذلك على الفرض ة اآلت ة: بما أن األناج ل الثبلثة األولى تذكر أن وحنا كان قر با من بطرس واإلنج ل الرابع صؾ بطرس بؤنه قر ب من "التلم ذ المحبوب" فعل ه كون وحنا هو ذلك "التلم ذ المحبوب" وهو من كتب اإلنج ل الرابع. بمعنى أنه ال وجد سبب أساسه شاهد تار خ لنسبة اإلنج ل الرابع للحواري وحنا فقط مجرد تخم ن. المإلؾ الفعل إلنج ل وحنا اإلنج ل ة. أما بالنسبة ل أنا األلؽاز ف الثقافة أبقى مجهوال. وتبقى هو ت الحق ق ة أحد أكبر ف الحق قة س: تث ر الحقابق المعروفة نقاطا أكبر من أن جاب عل ها. على سب ل المثال: 1- لماذا لم تذكر األناج ل الثبلثة األولى ولو لمرة واحدة ذلك "التلم ذ المحبوب" وال حتى عن أي حواري كان "متكبا ف حضن ع سى" ف مؤدبة العشاء األخ ر أو شاهدا على الصلب عدم تطرقهم لهذا األمر فقط ز د اللؽز ؼموضا. 2- بجانب االعتراؾ بؤن الحواري وحنا كان أم ا )كما ذكر ذلك سفر أعمال الرسل 13:4( وعمره كان 100 سنة عند ظهور اإلنج ل فإنه لم ع ن ف أي مكان ف اإلنج ل الرابع كمإلؾ له. وحتى اإلنج ل نفسه ال ذكر الحواري وحنا باالسم ف أي مكان أو حتى أخوه عقوب بل ذكرهما بلقب هما "أبناء زبدي". بالتؤك د لو أن الحواري وحنا كان هو مإلؾ اإلنج ل الرابع فسوؾ ذكر ف ه اسمه كشاهد ع ان حول مرافقته وأخ ه المباركة للس د المس ح. ؼ ابهما هنا ثبت أنه لم كن مإلؾ اإلنج ل الرابع. على خبلؾ األناج ل الثبلثة األولى )متى 3-1:13 مرقس 2:6-4 لوقا 30-28:6( ح ث ذكر مإلفو هذه األناج ل أن بطرس واألخو ن وحنا و عقوب أبناء زبدي كانوا شهود الع ان الوح د ن لتبدل ه بة المس ح على الجبل "أخذ سوع بطرس و عقوب و وحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفرد ن. وتؽ رت ه بته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ث ابه ب ضاء كالنور. وإذا موسى وإ ل ا قد ظهرا لهم تكلمان معه" )متى 3-1:13( إذا مإلؾ اإلنج ل الرابع كان هو "التلم ذ المحبوب" الذي هو ف الوقت نفسه وحنا الحواري الذي كان أحد الشهود الوح د ن الثبلثة على ذلك الحدث العم ق الذي ال مكن أن نسى كتؽ ر ه بة المس ح فاالدعاء بؤنه هو المإلؾ س كون معقوال وموثوقا لو أن هذا الحدث قد تمت روا ته أ ضا ف اإلنج ل الرابع. لكن المإلؾ لم رو ذلك الحدث. هذا اإلهمال ربما البرهان الجل على أن الحواري األم وحنا لم كن مإلؾ إنج ل وحنا

12 لعازر مرشح آخر"للتلميذ المحبوب" قصد بلفظ تلم ذ أي تابع للس د المس ح ف ذلك الوقت ولكن الحوار ن المختار ن منهم كانوا اثن عشر. لذا فإن كان هناك تلم ذ محبوب فل س من الضروري أن كون أحد االثن عشر ولكن مكن أن كون أي واحد من الذ ن رافقوا الس د المس ح ح ثما ذهب. ف كتاب أعمال الرسل 23-22:1 ذكر أن الحواري بطرس اقترح بد بل خلؾ الحواري الخابن هوذا كون من أحد الرجال الذ ن كانوا مع الحوار ن. مإلؾ إنج ل وحنا ف 11:11 روى أن ع سى قال للحوار ن: "لعازر حب بنا قد نام" وهذه إشارة إلى أن لعازر كان معروفا للس د المس ح وكذلك للحوار ن. باإلضافة إلى ذلك فإن أخت لعازر أرسلتا للس د المس ح قابلت ن " ا س د ها إن الذي تحبه مر ض" ) وحنا 3:11(. كذلك المإلؾ خبرنا مرة أخرى أن الس د المس ح كان حب لعازر "وكان سوع حب مرثا وأختها ولعازر" ) وحنا 5:11(. ومرة أخرى روى مإلؾ إنج ل وحنا أنه عندما ذهب ع سى إلى القبر ح ث تم وضع جسد لعازر بكى ع سى فبلحظ ال هود ذلك وقالوا: "انظروا ك ؾ كان حبه" ) وحنا.)36-35:11 هكذا فقد تعرفنا من خبلل ثبلث حاالت منفصلة مذكورة ف هذا اإلنج ل أن الس د المس ح قد أحب أحد تابع ه من ؼ ر االثن عشر وهو لعازر الشخص الذي قد أح اه المس ح من الموت بإذن هللا. وال وجد شخص آخر ف اإلنج ل قد تم ز بحب المس ح بشكل محدد وبتلك الطر قة ؼ ر لعازر. وهذا هو السبب الذي جعل بعض العلماء رشحون لعازر ل كون هو "التلم ذ المحبوب" بدال من ترش ح وحنا. وهناك أسماء أخرى رشحت لتكون ه التلم ذ المحبوب. أحدهم على سب ل المثال ذلك الرجل الذي أعد ف ب ته ع د الفصح لع سى وتبلم ذه )العشاء األخ ر( فقد عده بعض العلماء تلم ذا للمس ح ولكن خف ة مثله مثل التبلم ذ الخف ن اآلخر ن بسبب الخوؾ من ال هود. وبعضهم اقترح حتى مر م المجدل ة لتكون ه المقصودة بالتلم ذ المحبوب. ومع ذلك فإن مإلؾ اإلنج ل قد أورد ف إنج له حادثة مع نة تدعم الرأي الذي فرق ب ن الحواري وحنا بن زبدي والتلم ذ المحبوب المزعوم الوارد ف اإلنج ل الرابع فقط وأنهما تلم ذان مختلفان! فقد روى أن سبعة تبلم ذ كانوا على مركب من ضمنهم ابنا زبدي ) وحنا و عقوب( وتلم ذان آخران لم سمهما ح ث قال: "كان سمعان بطرس وتوما ونثناب ل وابنا زبدي واثنان آخران من تبلم ذه مع بعضهم. قال لهم سمعان بطرس أنا أذهب ألتص د. قالوا له نذهب نحن أ ضا معك. فخرجوا ودخلوا السف نة." ) وحنا 3-2:21( ثم خبرنا المإلؾ ف وحنا 3:21 أن التلم ذ المحبوب المزعوم كان السباق ف التعرؾ على ع سى عندما ظهر لهم على الشاطا "فقال ذلك التلم ذ الذي كان سوع حبه لبطرس هو الرب )الس د("

13 هنا الحواري وحنا وأخوه عقوب مذكوران باسم أب هما )أبناء زبدي( ومعهما تلم ذان آخران ؼ ر مسم ن. وطالما أن المإلؾ ال ع ن نفسه أبدا كشاهد ألي حادثة رو ها لذا فف هذه الحالة فإن التلم ذ الذي تعرؾ على ع سى واقفا على الشاطا لن كون وحنا بن زبدي ولكنه أحد التلم ذ ن ؼ ر المسم ن الذي فترض ف هذه الحالة أن كون هو "التلم ذ المحبوب" المزعوم! 3- نقطة الخبلؾ الثالثة أوجدها مإلؾ اإلنج ل نفسه عندما ختم إنج له بالعبارة اآلت ة ف وحنا 24:21 ح ث كتب قول: "هذا هو التلم ذ الذي شهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق." بهذه الفقرة أصبح األمر معقدا لتع ن شخص مفرد كمإلؾ لئلنج ل. هذا التحول المفاجا من المفرد إلى الجمع باستخدام ضم ر الجمع "نون الفاعل ن" )نعلم( جعل من المستح ل التحقق بؤي درجة ق ن من هو ة المإلؾ. ألن ضم ر الجمع ش ر إلى تعدد المإلف ن ول س فقط شخصا واحدا " وحنا" بؽض النظر عمن كون ذلك ال وحنا. ال أحد تحقق من الذي ألؾ اإلنج ل الرابع وال إذا هم كانوا شهود ع ان. لكن الدل ل الداخل من أسلوب الكتابة كشؾ اإلنج ل بؤنه عمل تمت ص اؼته بواسطة كتاب مجهول ن لم سبق أن التقوا الس د المس ح وكانوا حذر ن جدا وأخفوا هو تهم بقناع "التلم ذ الذي كان ع سى حبه" لزعم سلطة رسول ة )حوار ة( ألفكارهم. الش ء المدهش هو أن آباء الكن سة األوابل ومبل ن الناس الت ما زالت تقرأ وتدرس هذا اإلنج ل تجنبوا اإلشارات الواضحة الت وضعها المإلؾ لنفسه. وهم فقط قبلون وجهة النظر التقل د ة بؤن وحنا بن زبدي كان التلم ذ المحبوب الذي كتب اإلنج ل. هذه ه حالة التؤل ؾ لؤلناج ل األربعة. إن نسبة إنج ل متى و وحنا إلى تلم ذي المس ح بنفس االسم ن كان مجرد تخم ن. المإلفون مجهولون ل سوا شهود ع ان ولم زعموا اإللهام القدس. هذه األناج ل األربعة ال تمثل إنج ل ع سى الحق ق. ولكنها روا ات لس رته الذات ة بدون سند صل إل ه ظهرت من خبلل جهود بشر ة خالصة ومساع ؼ ر معصومة اعتمدت الروا ات اإلشاعات ونسخ أعمال بعضهم اآلخر وأعمال السابق ن. وف أهم ة أكثر بكث ر فإلى جانب عدم وجود أي برهان جعلنا نطمبن إلى صحة نسبة أقوال الس د المس ح المدونة إل ه فإن أقدم نسخ األناج ل الموجودة اآلن ه ف الحق قة ال تتعدى كونها ترجمات إلى ال ونان ة. وع سى اإلسراب ل لم دع شعبه بال ونان ة بل تكلم بلهجة الجل ل اآلرام ة. وهذا عن أن الكلمات والمعان ف األناج ل قد خضعت لتقد ر وفهم واجتهاد المترجم ن. وعلى رؼم ذلك عد المس ح ون هذه األناج ل األربعة ه السجبلت المتوافرة الوح دة لكلمات الس د المس ح. ووفقا لذلك فكلماته بالتؤك د جب أن تكون ه المصدر األول عند تع ن وترس خ ع سى الحق ق. فماذا قال ع سى عن نفسه

14 الفصل األول عيسى احلقيقي صورة عيسى األصلية في األناجيل كانت إحدى مهام المس ح أن ب ن بكل وضوح حق قته لشعبه. بالتؤك د فإن ع سى قد أنجز هذه المهمة ببراعة. كتاب األناج ل الذ ن جعلوا س رة ع سى ه العمود الفقري ألناج لهم أوردوا عدة روا ات مختلفة عن ظهور الس د المس ح للناس. إنه من الممكن إذا تجم ع وتصن ؾ كلمات الس د المس ح عن نفسه والمرو ة ف جم ع فصول األناج ل وترك بها إلخراج صورته األصل ة هكذا: )إنسان متواضع نب لم ؤت من تلقاء نفسه بل أرسله هللا الحق بتعل م ل س منه بل من الذي أرسله إلى بن إسراب ل خاصة. ل إكد لهم وحدان ة هللا و ب ن لهم طر ق النجاة ف اآلخرة ول جعل عبلقتهم مع هللا ومعه فوق كل العبلقات المؤلوفة األخرى ول كمل شر عة موسى واألنب اء قبله ول قدم لهم فهما شمول ا أكثر وأفضل للوصا ا السابقة ول بشر بملكوت هللا و دعو الخطاة إلى التوبة. معجزاته وآ اته أجراها هللا بإذنه على د ه ول ست بقوته هو إذ ال قدر أن فعل ش با من نفسه وال حتى تكلم من تلقاء نفسه. لكن هللا الذي أرسله هو أعطاه وص ة ماذا قول وبماذا تكلم. وما قاله من كبلم ل س له بل هلل الذي أرسله. إذ هو ال شهد لنفسه وال علم الؽ ب. هو بلػ رسالته وأكمل مهمته وأعلن عن رسالة أخرى ؤت بها خاتم األنب اء من بعده ل هدي الناس لكل الحق. تنبؤ بمإامرة ال هود لمحاولة قتله وتنبؤ أ ضا بإنقاذ هللا له( إذا كنت مندهشا عز زي القارئ أن تسمع عن ع سى ف هذا الضوء وبدأت بالتساإل حول البراه ن. سوؾ أقدم الصورة األصل ة للس د المس ح من المس ح نفسه كما ترو ها األناج ل األربعة. إنسان: أعلن ع سى أمام ال هود قاببل : من هللا.." ) وحنا 40:8(. "لكنكم اآلن تطلبون قتل وأنا إنسان قد كلمتكم بالحق الذي سمعته متواضع: اعترض ع سى على رب س هودي عندما سؤله قاببل : "أ ها المعلم الصالح ماذا أعمل ألرث الح اة

15 األبد ة " فقال له ع سى قبل أن ج به )16-18:18 "لماذا تدعون صالحا إنه ال صالح إال هللا وحده." )لوقا )54:8 أ ضا قال ع سى عن نفسه: "إن كنت أنا أمجد نفس فل س مجدي ش با " ) وحنا نبي: عندما جاء ع سى إلى وطنه )الناصرة( بدأ علم الناس هناك حتى بهتوا منه وقالوا: "من أ ن له هذه الحكمة واألعمال العظ مة أل س هذا هو ابن النجار ) وسؾ النجار زوج مر م( أل ست أمه تدعى مر م وإخوته )من أمه( عقوب و وس وسمعان و هوذا أول ست أخواته كلهن عندنا فمن أ ن له هذا كله " وكانوا شكون ف ه. فقال لهم ع سى "ل س نب ببل كرامة إال ف وطنه وب ته." )متى 58-54:13(. لوقا ذكر هذه الحادثة بتعب ر آخر من ع سى ح ث قال "الحق أقول لكم. إنه ل س نب مقبوال ف وطنه." )لوقا 24:4( لم يأت من تلقاء نفسه بل أرسله اهلل: قال أناس من أهل أورشل م: "أل س هذا هو الذي طلبون قتله وها هو تكلم عبلن ة وال قولون له ش با. ألعل الرإساء ت قنوا أن هذا هو المس ح حقا. ولكن هذا نعلم من أ ن هو. وأما المس ح فمتى جاء ال عرؾ أحد من أ ن هو." فنادى ع سى وهو علم ف اله كل قاببل : "تعرفونن وتعرفون من أ ن أنا. ومن نفس لم آت بل الذي أرسلن هو حق الذي أنتم لستم تعرفونه") وحنا 28-25:3( تعليمه ليس من عنده بل من عند اهلل الذي أرسله: ف الع د صعد ع سى إلى اله كل وكان علم الناس. فتعجب ال هود قابل ن: "ك ؾ هذا عرؾ الكتب وهو لم تعلم " أجابهم ع سى وقال "تعل م ل س ل بل للذي أرسلن." ) وحنا 16-14:3( فقط: إسرائيل لبني لم يرسل إال رفض المس ح معالجة البنت الكنعان ة. إسراب ل الضالة." )متى 24-21:15(. وعلل ذلك لتبلم ذه قاببل : "لم أرسل إال إلى خراؾ بن وعندما رسل تبلم ذه كان وص هم قاببل : "إلى طر ق األمم )ؼ ر ال هود( السامر ن ال تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراؾ بن إسراب ل الضالة." )متى ال تتجهوا..)6-5:10 ومدن لليهود ليؤكد وحدانية اهلل: دنا أحد الكتبة ال هود إلى ع سى عندما سمع جماعة من ال هود تحاور ع سى ورأى أنه أحسن ف

16 ال" الجواب لهم فسؤله "أ ة وص ة ه أول الكل " فؤجابه ع سى ا إسراب ل إن الرب إلهنا رب واحد." )مرقس 26-28:12(. وقال: "إن أول الوصا ا كلها اسمع وليبين لهم النجاة طريق في اآلخرة: وضح الس د المس ح لل هود طر ق نجاتهم ف اآلخرة. وذلك بؤن إمنوا بؤنه ال إله إال هللا وأن ع سى رسول هللا. لقد قال لهم بعد أن رفع ع ن ه إلى السماء: "وهذه ه الح اة األبد ة أن عرفوك أنت اإلله الحق ق وحدك و سوع المس ح الذي أرسلته." ) وحنا 3:13(. وليجعل عالقتهم مع اهلل ومعه فوق أي عالقات أخرى: ب ن ع سى أن أي هودي إمن به ال حق له أن واد من لم إمن به داخل أسرته ح ث قال: تظنوا أن جبت أللق سبلما على األرض. ما جبت أللق سبلما بل س فا. أت ت ألفرق اإلنسان عن أب ه واالبنة عن أمها والكنة عن حماتها. وأعداء اإلنسان أهل ب ته. من أحب أبا أو أما أكثر من فبل ستحقن. ومن أحب ابنا أو بنتا أكثر من فبل ستحقن.." )متى 33-34:10(. ليكمل و شريعة موسى واألنبياء قبله: ب ن ع سى رسالته ح ث قال: ألكمل." )متى 13:5(. "ال تظنوا أن أت ت ألنقض الناموس واألنب اء. ما جبت ألنقض بل شموليا فهما وليقدم أكثر للوصايا السابقة في شريعة موسى: قال ع سى: "قد سمعتم أنه ق ل لؤلول ن ال تزن. وأما أنا فؤقول لكم إن كل من نظر إلى امرأة ل شته ها فقد زنى بها ف قلبه. فإن كانت ع نك ال منى تعثرك فاقلعها وألقها عنك. ألنه خ ر لك أن هلك أحد أعضابك وال لقى جسدك كله ف جهنم." )متى 26-23:5(. وليبشرهم بملكوت اهلل: عندما خرجت الجموع تطلب ع سى ل شف مرضاهم بإذن هللا فلما مسكوه لببل ذهب من عندهم قال لهم: "إنه نبؽ ل أن أبشر المدن األخرى بملكوت هللا ألن لهذا قد أرسلت." )لوقا 43:4(. و ليدعو المذنبين للتوبة: قال ع سى: "..ألن لم آت ألدعو صد ق ن بل خطاة إلى التوبة." )متى 13:6(

17 لم يصنع معجزاته بمشيئته بل كانت بإذن اهلل وحده: قال ع سى لطابفة من ال هود: هللا." )متى 28:12(. "وإن كنت أنا بروح هللا أخرج الش اط ن فقد اقترب منكم ملكوت وعندما جاء ع سى إلح اء لعازر من الموت ارتعش بالروح وحرك نفسه ثم ارتعش ثان ة ف نفسه )كان دعو هللا ف نفسه ح ث ال سمعه الناس( ثم قال ألخت الم ت إن آمنت تر ن مجد هللا. ثم رفع بصره إلى السماء وشكر هللا بصوت مسموع على استجابته دعاءه عندما دعاه ف نفسه ح ث قال: "أشكرك ألنك سمعت ل وأنا علمت أنك ف كل ح ن تسمع ل لكن قلت هذا )الشكر عبلن ة( ألجل هذا الجمع الواقؾ حول ل إمنوا أنك أنت أرسلتن." ) وحنا 42-33:11(. ألنه ال يقدر أن يفعل شيئا من نفسه: كما كل مخلوقات هللا هو ؼ ر قادر على التصرؾ بدون مش بة هللا. قال ع سى: "أنا ال أقدر أن أفعل من نفس ش با. كما أسمع أحكم وحكم عادل ألن ال أطلب مش بت بل مش بة الذي أرسلن." ) وحنا 30:5(. وال يمكن أن يتكلم من تلقاء نفسه: بل كان هللا ف الحق قة هو الذي ؤمره لقول ما قال. لذا فما سمعه الناس من ع سى ل ست كلماته الخاصة ولكنها كلمات هللا الذي أرسله. قال ع سى: "ألن لم أتكلم من نفس لكن األب الذي أرسلن هو أعطان الوص ة بما أقول وبما أنطق." ) وحنا 46:12(. وقال أ ضا : "الذي ال حبن ال حفظ كبلم. والكبلم الذي تسمعونه ل س ل بل لؤلب الذي أرسلن." ) وحنا 24:14(. لنفسه: وال يشهد.)31:5 ولكن باألحرى هو قال: "إن كنت أشهد لنفس فشهادت ل ست حقا." ) وحنا وال يعلم الغيب: قال ع سى: "وأما ذلك ال وم وتلك الساعة فبل علم بهما أحد وال المبلبكة الذ ن ف السماء وال إال األب." )مرقس 32:13(. االبن بلغ رسالته وأكمل مهمته: نظر ع سى إلى السماء وقال: ) وحنا 4:13(. "أنا مجدتك على األرض. العمل الذي أعط تن ألعمل قد أكملته."

18 وبشر برسالة أخرى يأتي بها خاتم األنبياء من بعده ليهدي الناس لكل الحق: قال ع سى: "إن ل أمورا كث رة أ ضا ألقول لكم ولكن ال تستط عون أن تحتملوا اآلن. ولكن متى جاء ذلك روح الحق فهو رشدكم إلى جم ع الحق. ألنه ال تكلم من نفسه بل تكلم بكل ما سمع و خبركم بؤمور آت ة." ) وحنا 13-12:16(. وقال ع سى أ ضا :.)16:14 "وأنا أطلب من األب ف عط كم معز ا آخر ل ق م معكم إلى األبد." ) وحنا تنبأ بمؤامرة اليهود قتله: لمحاولة عندما سمعت طابفة الفر س ن ال هود الجمع تناجون حول معجزات ع سى فؤرسلوا هم ورإساء الكهنة شرطا ل قبضوا عل ه فقال لهم ع سى: "أنا معكم بعد زمان س ر ثم أذهب إلى الذي أرسلن. ستطلبونن وال تجدونن وح ث أكون أنا ال تقدرون أنتم أن تؤتوا." ) وحنا 34-32:3(..)33:8 وقال ع سى لل هود: "لكنكم تطلبون أن تقتلون ألن كبلم ال موضع له ف كم." ) وحنا وقال لهم أ ضا : "لكنكم اآلن تطلبون قتل وأنا إنسان قد كلمتكم بالحق الذي سمعته من هللا. عمله إبراه م!" ) وحنا 40:8(. وذلك لم وسابلهم قاببل : "أل س موسى قد تقتلون." ) وحنا 16:3(. أعطاكم الناموس ول س أحد منكم عمل الناموس. لماذا تطلبون أن وتنبأ أيضا بإنقاذ في النهاية: له اهلل كتب مإلؾ إنج ل وحنا أن ع سى قد أخبر ال هود أنه س بقى ب ن ظهران هم زمانا س را ثم صعد إلى السماء. وقد تحداهم أن جدوه عندما بحثون عنه ألنه س كون ف مكان ال قدرون أن ؤتوا إل ه وال حتى تبلم ذه. قال ع سى لل هود: "أنا معكم بعد زمان س ر ثم أذهب إلى الذي أرسلن. ستطلبونن وال تجدونن وح ث أكون أنا ال تقدرون أنتم أن تؤتوا." ) وحنا 34:3 (. وقال لهم أ ضا : "أنا أمض وستطلبونن وتموتون ف خط تكم. ح ث أمض أنا ال تقدرون أنتم أن تؤتوا." ) وحنا 21:8(. وقد أكد ع سى الكبلم نفسه لتبلم ذه ح ث قال لهم بعد أن خرج التلم ذ الخابن هوذا: " ا أوالدي أنا معكم زمانا قل بل بعده ستطلبونن. وكما قلت لل هود ح ث أذهب أنا ال تقدرون أنتم أن تؤتوا كذلك أقول لكم أنتم اآلن." ) وحنا 33:13(. ما هو ذلك المكان الذي أشار إل ه ع سى وتحدى ال هود والتبلم ذ من أن ؤتوا إل ه هل كان قصد السماء أو مكانا ما على األرض مكث ف ه قب ل صعوده إلى السماء

19 كاتب إنج ل روى وحنا نصوصا أخرى تف د بؤن ذلك المكان على وجه األرض. مثل: قال ع سى لتبلم ذه: "بعد قل ل ال تبصرون ثم بعد قل ل أ ضا ترونن ألن ذاهب إلى األب" ) وحنا 16:16(. هذا النص ف د بؤن احتجاب ع سى تلك المدة القل لة س كون قبل رفعه إلى السماء ثم ظهر بعد ؼ ابه ألنه س صعد إلى السماء و راه التبلم ذ. وقال أ ضا لهم: "ال أترككم تامى. إن آت إل كم. بعد قل ل ال ران العالم أ ضا )ال هود( وأما أنتم فترونن. إن أنا ح." ) وحنا 16-18:14(. هل قصد ع سى بؤنه س ؤت إلى تبلم ذه قادما من السماء ف ظهر لهم و رونه ثم صعد إل ها مرة أخرى بالتؤك د ال. إذا هو س ؤت إل هم خارجا من مكان ما على وجه األرض احتجب ف ه. وعندما خرج من ذلك المكان ألنه ح فقط التبلم ذ هم الذ ن رأوه من دون ال هود. وقال أ ضا لهم: "الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم )ال هود( فرح. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم تحول إلى فرح...ولكن سؤراكم أ ضا فتفرح قلوبكم." ) وحنا 20:16 22(. هذا النص ف د أن التبلم ذ س بكون و حزنون ظنا منهم أن معلمهم قد قتل. ثم س تحول حزنهم هذا إلى فرح بعدما ؤت إل هم بعد حادثة الصلب و رونه أنه هو نفسه كان ح ا. بالتؤك د عندما رأوه لم كن آت ا إل هم من السماء ثم صعد إل ها مرة أخرى لكنه أتى إل هم من مكان ما على األرض. وأخ را فقد ؼلب ع سى ال هود..)33:16 قال لتبلم ذه: "ولكن ثقوا. أنا قد ؼلبت العالم )ال هود(" ) وحنا وهذه بعض األمثلة من نصوص ظهور المس ح ألتباعه بعد حادثة الصلب: ظهوره لمر م المجدل ة صباح وم األحد ) وحنا 13:20(. ظهوره ألثن ن من أتباعه مساء وم األحد )لوقا 32-13:24( ظهوره لتبلم ذه )مرقس 11:16( )لوقا 33:24( )متى 13:28(. فإذا كان األمر كذلك فظاهر المرحلت ن التال ت ن: كل تلك النصوص السابقة ف د وهللا أعلم تضمن المس ح أن إنقاذ المرحلة األولى: س ختف ف ها الس د المس ح لبعض الوقت ف مكان ما على أرض ال هود. هذا االختفاء س كون أثناء إجراءات المحاكمة وم الصلب و وم السبت. وقد تحدى ع سى ال هود بؤنهم لن قدروا أن ؤتوا إلى مخبؤه. وأخبر أ ضا تبلم ذه بؤنهم لن روه ف تلك األ ام. ولذا سوؾ بكون و حزنون الفتقاده

20 المرحلة الثانية: عندما خرج الس د المس ح من مخبؤه ل صعد إلى السماء. س راه التبلم ذ بؤنه هو نفسه لم زل ح ا بعد أن هزم العالم )ال هود(. ستبتهج قلوبهم لرإ ته و فرحون وأما ال هود فلن روه بعد خروجه. ومن النصوص الت تدل على تنبؤ ع سى بإنقاذ هللا له قال ع سى لتبلم ذه: "ها إنها تؤت ساعة وقد أتت اآلن تتفرقون ف ها كل واحد إلى خاصته وتتركونن وحدي. وأنا لست وحدي ألن األب مع." ) وحنا 32:16(. وقال لل هود الذ ن احتشدوا حوله طلبون منه آ ة )معجزة( تثبت لهم أنه المس ح: "هذا الج ل شر ر طلب آ ة وال تعطى له آ ة إال آ ة ونان ) ونس( النب. ألنه كما كان ونان آ ة ألهل ن نوى كذلك كون ابن اإلنسان )ع سى( أ ضا لهذا الج ل." )لوقا 30-26:11(. ما ذا كانت آ ة )معجزة( النب ونس الت جعلته آ ة ألهل ن نوى ه ف إنقاذ هللا له من الموت عندما رم ف البحر والتقمه الحوت. بالطر قة نفسها فإن الس د المس ح س كون آ ة ألهل ج له ف إنقاذ هللا له من الموت عندما خطط ال هود لقتله. و روي متى هذه القصة بروا ة أخرى. عندما سؤل قوم من الكتبة والفر س ن ع سى قابل ن: " ا معلم نر د أن نرى منك آ ة )معجزة(" أجابهم ع سى وقال: "ج ل شر ر وفاسق طلب آ ة وال تعطى له آ ة إال آ ة ونان النب ) ونس( ألنه كما كان ونان ف بطن الحوت ثبلثة أ ام وثبلث ل ال هكذا كون ابن اإلنسان )ع سى( ف قلب األرض ثبلثة أ ام وثبلث ل ال." )متى 40-38:12(. كما أوحى هللا إلى ع سى بؤنه محبط مإامرة ال هود ورافعه إل ه "أما سوع قبل ع د الفصح وهو عالم أن ساعته قد جاءت ل نتقل من هذا العالم إلى األب. " ) وحنا 1:13(. )تفاص ل أكثر عن حادثة الصلب ف الفصل الثان (. من عرؾ الس د المس ح أكثر أولبك الناس الذ ن كانوا حوله أم أولبك الذ ن جاإوا بعد عدة سن ن من بعده بالتؤك د فإن الذ ن عاصروه عرفونه أفضل. لقد كان إ مانهم به ال تعدى أكثر من أنه إنسان نب أرسله هللا إلى بن إسراب ل بمعجزات أجراها على د ه. نقرأ ذلك ف النصوص اآلت ة: من بطرس الحواري ح ث قال ف خطبته: "أ ها الرجال اإلسراب ل ون اسمعوا هذا الكبلم. سوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل هللا بقوات وعجابب وآ ات صنعها هللا على د ه ف ما ب نكم كما أنتم تعلمون." )أعمال الرسل 22:2(

21 من كليوباس ومرافقه وهما من أتباع ع سى ح ث قاال: "األمور المختصة ب سوع الناصري الذي كان إنسانا نب ا مقتدرا ف الفعل والقول أمام هللا وجم ع الشعب." )لوقا 16:24(. من نيقوديموس رب س فر س لل هود جاء لع سى ل بل وقال له: " ا معلم نعلم أنك قد أت ت من هللا معلما أحد قدر أن عمل هذه اآل ات الت أنت تعمل إن لم كن هللا معه." ) وحنا 2:3(. ألن ل س من جموع الشعب لما دخل ع سى أورشل م ارتجت المد نة كلها قابلة من هذا فقالت الجموع: من ناصرة الجل ل." )متى 11-10:21(. "هذا سوع النب الذي من الجموع أيضا ح ث ورد أن رإساء الكهنة والفر س ن ال هود هموا أن مسكوا ع سى بعدما سمعوه تكلم عنهم "لكنهم خافوا من الجموع ألنه كان عد عندهم نب ا." 46:21(. ومن الجموع أيضا )متى الذ ن رأوا إح اء )لوقا 16:3(. ع سى لم ت بإذن هللا أخذهم خوؾ ومجدوا هللا قابل ن: "لقد قام ف نا نب عظ م" ومن الجموع أيضا الذ ن رأوا.)14:6 معجزة ع سى بتكث ر الطعام قالوا: "إن هذا بالحق قة النب اآلت إلى العالم." ) وحنا هذا هو ع سى الحق ق وتلك ه صورته األصل ة وحق قة رسالته. هكذا قدم المس ح نفسه وهكذا طلب هو من الناس أن إمنوا به. وهذا ف الحق قة هو الحق الذي اعتقده المإمنون الحق ق ون الذ ن اتبعوا دعوة الحوار ن بعد صعود المس ح. ولكن بشكل إسؾ له هذه الصورة األصل ة الحق ق ة للس د المس ح لم تدم ولم تصمد. بل ضاعت ولم نقب عنها ف مرو ات تلك األناج ل. وبدال من ذلك استبدلت بها صورة أخرى مز فة ظهرت ف القرن األول بعد صعوده ثم انتشرت بعد ذلك ف جم ع أنحاء العالم. سمات تلك الصورة المز فة موسومة ف بعض كتب العهد الجد د. على أ ة حال ال مكن ألي جزء مز ؾ من تلك الصورة أن برهن من كبلم الس د المس ح نفسه

22 اال) إن المث ر للدهشة واالستؽراب هو تلك الجهود العظ مة الت تبذل لتجاهل نصوص محكمة جل ة نطق به المس ح معبرا عن صورته األصل ة. وبدال من ذلك عتمد على نصوص أخرى بدو على ظاهرها الظن والشبهة مرو ة أ ضا عن المس ح نفسه من أجل تسو ػ اإل مان بالصورة المز فة للمس ح. لذا فقبل تحل ل تلك الصورة المز فة من الحكمة اإلجابة أوال على تلك الشكوك والشبهات لنرى على أي أساس اعتمدت. عيسى يجيب على بعض الشبهات "أنا واألب واحد." 30:10( ) وحنا -1 بشكل مؤلوؾ هذا النص دابما قتبس خارج الس اق. س اق القصة تحدث عن مناقشة حدثت ف المعبد )اله كل( ب ن ع سى وال هود كما رواها المإلؾ ب ن فقرت من الفصل العاشر. ح ث ع سى كان تمشى ف رواق سل مان ف اله كل فتجمع عل ه ال هود وقالوا له: "إلى متى تر ب أنفسنا إن كنت أنت المس ح فقل لنا جهرا." أجابهم ع سى وقال: " قد قلت لكم ولم تإمنوا. واألعمال الت أنا أعملها باسم أب تشهد ل. لكنكم لستم تإمنون ألنكم لستم من خراف كما قلت لكم. إن خراف تسمع صوت وأنا أعرفها فتتبعن...وال خطفها أحد من دي... وال قدر أحد أن خطؾ من د األب. أنا واألب واحد." ) وحنا 30-23:10(. بشكل واضح من الس اق فإن ع سى لم قصد أن قول لل هود بؤنه وهللا ذات واحدة وكابن واحد وإله واحد. ألن هللا وع سى ذاتان مختلفتان ومنفصلتان ومتم زتان. ذات هللا إله ة منفصلة ومتم زة فوق الكون ب نما الس د المس ح كابن آخر تماما إنسان نب قابل للفناء مش فوق األرض. إن الذي قصده ع سى من عبارته بكل وضوح هو أنه نفذ أمر هللا تجاه ال هود. فما ر ده ع سى من ال هود هو نفس ما ر ده هللا منهم وأن ما كان دعوهم إل ه لم كن من نفسه بل من هللا فهو تكلم معهم بكبلم هللا. ولم ؤت إل هم من تلقاء نفسه بل أرسله هللا لهم. لذا فإن أي هودي آمن بع سى فهو بالضرورة مإمن باهلل ألن ع سى وهللا كانا واحدا. )وحدة قصد تجاه ال هود(. الدل ل الواضح القوي على هذا الفهم ؤت من تفس ر ع سى نفسه لهذه الوحدة ب نه وب ن هللا ف موضع آخر. ح ث روي الكاتب أن ع سى قبل أن ؽادر األرض دعا هللا أن حفظ الحوار ن ثن عشر( ألن كونوا واحدا بنفس طر قة وحدته هو مع هللا. قال ع سى: "ولست أنا بعد ف العالم وأما هإالء )الحوار ون( فهم ف العالم وأنا آت إل ك. أ ها األب القدوس إحفظ باسمك الذ ن أعط تهم ل ل كونوا واحدا كما نحن واحد." ) وحنا 11:13(. لو كان ع سى وهللا ذاتا واحدة كابنا واحدا إلها االثنا عشر حوار ا أ ضا كابنا واحدا وذاتا واحدة واحدا فهل كان ع سى دعو هللا )نفسه( ل كون كما هو وهللا واحد أم كان ع سى دعو ربه بؤن

23 توحد االثنا المقصد عشر ف المقصد مع هللا تماما بنفس الطر قة الت هو كان ف ها متحدا مع هللا ف وف موضع آخر نرى ع سى قول: "ولست أسؤل )أدعو( من أجل هإالء فقط )الحوار ن( بل أ ضا من أجل الذ ن إمنون ب من كبلمهم ل كون الجم ع واحدا. كما أنك أنت أ ها األب ف وأنا ف ك ل كونوا هم أ ضا واحدا ف نا حتى إمن العالم أنك أرسلتن. وأنا قد أعط ت لهم المجد الذي أعط تن ل كونوا واحدا كما أننا نحن واحد." ) وحنا 22-20:13(. لهذا السبب فإن كان هناك شخص ما مستعد ألن إمن بؤن ع سى وهللا إلفان ك نونة واحدة ف جب عل ه أ ضا أن كون مستعدا ألن إمن على األقل أن اثن عشر شخصا آخر ن الحوار ن أ ضا إلفون أجزاء مكونة لتلك الك نونة اإلله ة! عبلوة على ذلك نقرأ ف إنج ل مرقس هذا النص: "ثم إن الرب )الس د( )الحوار ن( ارتفع إلى السماء وجلس عن م ن هللا." )مرقس 16:16(. سوع بعدما كلمهم هذا النص تكلم بوضوح عن ذات ن متم زت ن مختلفت ن ومنفصلت ن بشكل ؼ ب عن بعضهما اآلخر. فقط ذات واحدة منهما ه اإلله الواحد. من إمن أو دع أنهما كل هما كونان إلها فهذا ل س له إله واحد بل اثنان. 2- ابن هللا برا ع اىس ذ اىس ح ذع فس "ابن هللا" ذع هللا "أباه" لفظة "ابن هللا" ه ترجمة لتعب ر عبري طلق للتشر ؾ واإلكرام ال البنوة الحق ق ة. هذا التعب ر مكن أن طلق ف اللهجة العبر ة على نب مرسل من هللا أو إنسان صالح قر ب من هللا. هكذا الس د المس ح وضح هذه المسؤلة بنفسه كما رواها وحنا 36-31:10. وإذا كان األمر كذلك فهل شارك األنب اء اآلخرون ع سى تعب ر "ابن هللا" أم استخدم حصرا على ع سى لنر ماذا تقول كتب العهد ن القد م والجد د: "هو )سل مان( بن ب تا السم وهو كون ل ابنا وأنا له أبا إلى األبد." )أخبار األ ام األول 10-6:22(. وأثبت كرس ملكه على إسراب ل قال الرب لموسى:.)22:4 "فتقول لفرعون هكذا قول الرب. إسراب ل ) عقوب( ابن البكر." )الخروج.)6:31 "..ألن صرت إلسراب ل أبا وأفرا م )ابن وسؾ ابن عقوب( هو بكري." )إرم اء "بن أنوش بن ش ت بن آدم ابن هللا." )لوقا 38:3(

24 ل س هذا فحسب بل نجد لفظة أبناء هللا بص ؽة الجمع.)2:6 "أن أبناء هللا رأوا بنات الناس." )التكو ن.)6:5 "طوبى لصانع السبلم. ألنهم أبناء هللا دعون." )متى وفقا إلنج ل متى فإن ع سى كان طلب من الناس أن دعوا هللا أباهم كما هو أبوه. "ح نما تصلون )تدعون( ال تكرروا الكبلم باطبل كاألمم. فإنهم ظنون أنه بكثرة كبلمهم ستجاب لهم. فبل تتشبهوا بهم ألن أباكم علم ما تحتاجون إل ه قبل أن تسؤلوه. فصلوا أنتم هكذا: "أبانا الذي ف السموات. ل تقدس اسمك." )متى 6-3:6(. ب نما وحنا روى أن ع سى قال: "...إن أصعد إلى أب وأب كم وإله وإلهكم." ) وحنا 13:20(. بكل وضوح فإنه لم قصد بتعب ر "ابن هللا" المعنى الحرف لؤلب الذي نجب األطفال. وإال ألصبح العد د من األنب اء بجانب ع سى وأي رجل صالح وصانع سبلم أ ضا كل هإالء كونون متساو ن ف أنهم مولودون هلل حاشاه عن ذلك. باألحرى فإن " بأ " ف الس اق األصل للكتب العبر ة تعن اإلله الرب الرح م رزاق العالم ن. ل س هناك أبوة حق ق ة مع هللا وال قرابة طب ع ة ب نه وب ن الس د المس ح أو أي نب أو شخص فهو لم لد ولم ولد. وال ل ق وال نبؽ هلل وجبلله أن لد أو تخذ ولدا. هللا ل س أبا ألي مخلوق. وعلى كل إنسان أن تؤدب مع هللا قدره بوصفه بصفة نقص أرض ة بشر ة قابلة للفناء مثل معناها الحرف. وأن كون حذرا من أن ال قدر هللا حق " بأ " حتى ولو كان الشخص ال قصد على سب ل المصادفة وجد ف العهد القد م تعب ر آخر موجه أ ضا لئلنسان القابل للفناء أعظم من تعب ر "ابن هللا". هذا التعب ر هو "إله" بنفسه! مثال ذلك نقرأ ف سفر الخروج "فقال الرب لموسى انظر. أنا جعلتك إلها لفرعون. وهارون أخوك نب ك." )الخروج 1:3(. من هنا إذا كان ع سى دعى "ابن هللا" ف العهد الجد د فإن موسى دعى ف العهد القد م بلقب أعظم "إله" بنفسه! وأ ضا خبرنا سفر المزام ر أن هللا خاطب قضاة بن إسراب ل بتعب ر ن وقال لهم: "إنكم آلهة" و "أبنابه" ح ث قول النص: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العل كلكم." )مزام ر.)6:82 بالتؤك د ال قصد المعنى الحرف للفظة "ابن هللا" أو لفظة "إله" عندما تطلقان على اإلنسان ف اللؽة العبر ة وإنما المعنى المجازي. وإنه ش ء ال صدق عندما تم اإلصرار على دعوة المس ح ع سى "ابن هللا" وفهمها بإحساس حرف على رؼم أن الس د المس ح نفسه قد ب ن حق قة المراد من لفظة "ابن هللا" عندما طلقها على نفسه ولفظة "إله" عندا تطلق على اإلنسان ف اللؽة العبر ة

25 ومع أن تفس ر الس د المس ح لمعنى اللفظت ن عندما تطلقان على إنسان كان واضحا تماما ال لبس ف ه إال أنه عمل ا هناك قبول جزب للتفس ر ن. إذ تم قبول تفس ره لحق قة معنى "آلهة" عندما أطلقت على قضاة بن إسراب ل ولكن ل س تفس ره لحق قة معنى "ابن هللا" عندما طلقها على نفسه. وبدال من ذلك مازال هناك من صر على أن ع سى ابن حق ق مولود هلل وهنا قع االنحراؾ عن تعال م الس د المس ح نفسها. إن تفس ر الس د المس ح لحق قة معنى اللفظت ن مروي ف ) وحنا 31:10-36( عندما كان ال هود جادلونه ف المعبد. فتناول ال هود حجارة ل رجموه. فقال لهم ع سى: "أعماال )معجزات( كث رة حسنة أر تكم من عند أب. بسبب أي عمل منها ترجمونن أجابه ال هود قابل ن: لسنا نرجمك ألجل عمل حسن بل ألجل تجد ؾ. فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها " )ألنه قد قال لهم: إنه ابن هللا(. بالتؤك د ال هود علمون تماما المعنى الحق ق للفظة "ابن هللا" ألن كتبهم متخمة بتلك اللفظة موجهة ألنب ابهم. لكنهم كانوا ببساطة مولع ن بمجادلة ع سى كلما رأوه. ك ؾ أجاب ع سى عز زي القارئ على أولبك ال هود الذ ن اتهموه بالكفر ( التجد ؾ على هللا( لقد كانت لحظة حاسمة للس د المس ح لتقر ر حق قته وجوهره أمام أولبك الذ ن أرسل إل هم ما إذا كان ابنا حق ق ا هلل أم مجرد رسول بشري إنها أكثر من معقول الفتراض أن الس د المس ح ف تلك اللحظة لن تردد ولن خاؾ أو حتى شعر بالخجل إلعبلن حق قته أمام أولبك ال هود. وال مكن للس د المس ح على اإلطبلق أن ضلل أو خدع أولبك الناس باللجوء إلى إجابة زابفة أو إجابة دبلوماس ة مبلبمة. بل باألحرى فإن إجابته ستكون حاسمة وشاملة وواضحة. وستكون الدل ل والبرهان خبلل األج ال على اإل مان بتلك الحق قة الت س علنها عن نفسه حتى موعد مج به الثان عندما تتجسد حق قته مرة أخرى أمام الناس ف ذلك الوقت. لقد أجابهم ع سى قاببل : "أل س مكتوبا ف ناموسكم )المزمور 6:82. أن هللا قال( أنا قلت أنكم آلهة. فإن كان قد قال )هللا( للذ ن )القضاة( صارت إل هم كلمة هللا آلهة وال مكن أن نقص المكتوب. فالذي قدسه األب وأرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدؾ ألن قلت أنا ابن هللا " ) وحنا 34:10-.)36 6:82 إذ ك ؾ "ابن هللا" ب نما لقد حاصر ع سى أولبك ال هود مستخدما نصا من العهد القد م كتاب المزام ر تهمونه بالكفر و رجمونه ألنه استخدم المعنى المجازي للتعب ر العبري المشهور كتابهم المزام ر 6:82 قول عن قضاة بن إسراب ل أنهم "آلهة" لقد ذكر ع سى أولبك ال هود حول المعنى المجازي للتعب ر "ابن هللا" بؤنه عن الشخص الذي قدس وأرسل من هللا. وحتى لفظة "إله" نفسه ممكن أن تطلق ف اللهجة العبر ة من دون دالالت إلوه ة وخلود على أولبك البشر الذ ن لد هم رسالة هللا. مثل قضاة بن إسراب ل ف سفر المزام ر 6:82 وكذلك موسى ف سفر الخروج 1:3. لوقا أ ضا روى أن المبلك الذي كلم مر م أم المس ح قد قال:

26 -3 "وها أنت ستحبل ن وتلد ن ابنا وتسم نه سوع. هذا كون عظ ما وابن العل دعى.." )لوقا 31:1-32(. هكذا إذا فالس د المس ح دعى ابن هللا )بالتعب ر العبري ألنه مختار مرسل من هللا( ول س هو ابنا هلل بالمعنى الحرف. وأخ را إذا ع سى قول عن نفسه بكل وضوح أنه "ابن اإلنسان" وأنه كان قصد المعنى المجازي عندما استخدم تعب ر "ابن هللا" ) وحنا: 36:10 (. فمن إذا الذي جدؾ على هللا أل س كل من عتبر ع سى ابنا حق ق ا هلل منبثق منه وهنا تكون خطورة هذا اإل مان وسوء المص ر ف اآلخرة. التثل ث ف بادئ األمر فسر آباء الكن سة التثل ث بمثلث متساوي األضبلع من اآللهة. اإلله ذو الثبلثة أقان م )أشكال(. كلهم متساوون وأزل ون. اإلله األب اإلله االبن اإلله روح القدس. وكل واحد منهم بك نونة منفصلة. ومع ذلك هم ل سوا ثبلثة آلهة ولكن إله واحد. هو ثبلثة ف واحد وواحد ف ثبلثة! ال أحد منهم لؽ اآلخر ن. هذا المفهوم بدأ تشكل ف القرن الثان وص ػ ف محاكاة للعقابد الوثن ة الشابعة ثم انتشر على أراض البحر األب ض المتوسط. التثل ث الوثن بعدما أع دت ص اؼته داخل اعتقادات الكن سة صؾ هللا الواحد األحد العظ م بتعدد ة من اآللهة! معارضا المنطق ول س له أي مستند من كبلم هللا ف أي كتاب من كتبه المقدسة. أدرك بعض آباء الكن سة المتؤخر ن عمق الحرج ف التعدد ة الوثن ة الظاهرة لآللهة ف عق دة التثل ث. ففكروا بص ؽة أخرى تكون أكثر قبوال وذلك بإخفاء تعدد اآللهة وسترهم بؽشاء رمزي من التوح د. فقالوا بالص ؽة التال ة: "التثل ث ل س هو هللا وع سى وروح القدس. وإنما هو هللا الواحد بصفاته الثبلث الت ال مكن أن كون قابما بوحدان ة بدونها. هذه الثبلث صفات ه : الوجود )الك نونة( العقل )العلم الحكمة والنطق( والح اة )الروح(. هذه الصفات الثبلث مستح ل أن وجد هللا ف لحظة من اللحظات دون أن تكون ف ه وه ما سمونه الصفات البلزمة. هذا الثالوث موجود منذ األزل بوجود هللا ذاته ول س له بدا ة. لذا نقول هللا كابن بذاته ناطق بحكمته )كلمته( ح بروحه. وهو إله واحد ف نفس الوقت. و طلق على ك نونة هللا أو علة الوجود )أقنوم األب( وعلى كلمة هللا وحكمته )أقنوم االبن( وعلى روحه )أقنوم الروح القدس(..وكلمة أقنوم تعن صفة ذات ة مرتبطة بآخر ؼ ر منفصلة عنه". هذه الص ؽة الجد دة الت تم طبلإها بطبقة من لمعان التوح د كانت المفهوم النهاب لعق دة التثل ث. ف هذه الص ؽة الجد دة نكر مقدمو التثل ث وجود ثبلثة آلهة متم زة ف مظهر هللا وع سى وروح

27 القدس. ولكنهم اختاروا بعضا من صفات هللا الذات ة وقسموها إلى ثبلثة أصناؾ هكذا: صفة الوجود صرفوها لذات هللا وأسموها األب. ثم جمعوا صفة العلم والحكمة والكبلم بصفة واحدة وقالوا ه العقل وفصلوها عن ذات هللا ككابن متم ز شارك هللا إلوه ته وأسموها االبن وصرفوها للس د المس ح. وكذلك صفة الح اة فصلوها عن ذات هللا ككابن متم ز شارك هللا إلوه ته وأسموها روح القدس وصرفوها له. وهكذا كون روح القدس هو هللا نفسه وع سى أ ضا هو هللا نفسه وسم ابنا ألنه منبثق من هللا ومولود من امرأة ؼ ر مخلوق. مع هذا الؽشاء الرمزي من التوح د تم عمل قناع إلخفاء أصل الشرك ف التثل ث. هذه الفلسفة الجد دة للتثل ث ال تستند لدل ل من كبلم هللا وال أحد أنب ابه وال حتى من كبلم ع سى نفسه. أ ن بق ة صفات هللا الذات ة األخرى مثل صفات القوة القدرة الجبلل العزة.. إلخ ما ذا عنها أل س من المستح ل أن وجد هللا ف لحظة من اللحظات بدون كل صفاته الذات ة األخرى لماذا تم انتقاء ثبلث صفات فقط )الوجود الكبلم الح اة( من ب ن كل الصفات الذات ة المتساو ة هلل منتهى الكمال ف ذاته وصفاته. ال أحد من رسل هللا بما ف هم المس ح أبدا وصؾ علم هللا أو كبلمه أو ح اته كذوات أو شخوص إله ة مقدسة منفصلة. وكل صفاته ل ست ك انات منفصلة عن ذاته لكنها متبلزمة معه. دعنا نستكشؾ مفهوم هذا التثل ث أبعد. لو أنها كانت ه حق قة هللا بالتؤك د سوؾ توحى إلى آدم لك علم أوالده واإلنسان ة حق قة ربهم. ونفس الش ء س كون مع نوح وإبراه م وموسى وحتى ع سى. وسوؾ جتهدون و عملون ما ف وسعهم لك شرحوا التثل ث بمصطلحات واضحة حتى تعرؾ الناس على إلههم. عبلوة على ذلك ال وجد عبارة وال نص منسوب ألي رسول أو نب ف العهد ن القد م والجد د تكلم أو وضح عق دة التثل ث. حتى المس ح نفسه الذي قدم كؤحد أقان م التثل ث لم عرؾ هذه العق دة ولم بشر بها. كل المإمن ن الحق ق ن قبل ع سى وأثناء ح اته ماتوا مإمن ن باهلل واحد أحد ول س واحدا ف ثبلثة وثبلثة ف واحد ألنه لم وجد دل ل مطلقا لهذا المفهوم. ولو أن التثل ث فعبل وضح حق قة األلوه ة فلماذا ظهرت ب ن الناس بعد سن ن عد دة من صعود المس ح لماذا وال رسول من رسل هللا السابق ن الذ ن أرسلوا قبل ع سى لم تكلم أبدا عن التثل ث إن عق دة التثل ث ل ست فقط ضد تعال م المس ح الحق ق ة الواضحة ولكنها اتهام باطل ضده. إنها ؼ ر مدعومة أو مبرهنة من كبلم الس د المس ح نفسه. هناك العد د من النصوص الت تعارض بشكل صح ح فكرة التثل ث مثل: ف مرقس 32:13 قال ع سى: "وأما ذلك ال وم وتلك الساعة فبل علم بهما أحد وال المبلبكة الذ ن ف السماء وال االبن )ع سى( إال األب." ك ؾ كون الس د المس ح هو صفة علم هللا الذات ة كما ف مفهوم التثل ث ب نما ف الحق قة أن المس ح نف علمه بذلك ال وم وتلك الساعة لمج به هل هو إذن كان علم هللا ولكن من دون علم

28 أ ضا ف مرقس 13-12:11 قول: "وف الؽد لما خرجوا)ع سى مع االثن عشر( من ب ت عن ا جاع. فنظر شجرة من بع د عل ها ورق وجاء لعله جد ف ها ش با فلما جاء إل ها لم جد ش با إال ورقا. ألنه لم كن وقت الت ن." لو كان ع سى حق قة علم هللا متجسد ف صورة إنسان بالتؤك د س عرؾ عن موسم الت ن! ولو كان ف ه ذرة إلوه ة فلن زعج نفسه و مش كل تلك المسافة ل رى لعله جد ف الشجرة ت نا. تصرفات الس د المس ح كانت بكل وضوح بشر ة ال إلوه ة ف ها. ف متى 6-8:4 قول: "ثم أخذه إبل س )ع سى( أ ضا إلى جبل عال جدا وأراه جم ع ممالك العالم ومجدها. وقال له أعط ك هذه جم عها إن خررت وسجدت ل." هل كان ع سى إلها على رؼم أنه قد اختبر من الش طان كما قول النص وهل كان الش طان عرض ممالك هللا على هللا نفسه إن خر ساجدا للش طان استشهدنا سابقا ف وحنا 13:20 الت قال ف ها ع سى: "...إن أصعد إلى أب وأب كم وإله وإلهكم". فإذا الس د المس ح نفسه اعترؾ أن له إلها فإذا لماذا الناس تإلهه ف التثل ث إذا متى دع باطبل ف 46:23 أن ع سى قد قال: "إله إله لماذا تركتن ". ف نإ كان ع سى إلها جزءا من التثل ث فهل كان هللا هنا شتك على نفسه وهل كان هللا هنا طلب من نفسه المساعدة لك نزل نفسه من الصل ب وإذا كان المس ح هو إله ف التثل ث ومات لمدة ثبلثة أ ام أال جب أن موت كل الثبلثة أ ضا طالما هم واحد وهل كان ال وجد إله ف تلك المدة أم كان هناك إله ولكن بدون علم ألن علمه )ع سى( كان م تا سبحان هللا رب القوة والعزة والجبلل عما صفون. سبق وقلنا إن ع سى قد أعلن بؤسلوب واضح مباشر ك ؾ نجو شعبه بنو إسراب ل ف اآلخرة. وذلك بؤن إمنوا بؤنه ال إله إال هللا وأن ع سى رسول هللا. لقد قال لهم بعد أن رفع ع ن ه إلى السماء: "وهذه ه الح اة األبد ة أن عرفوك أنت اإلله الحق ق وحدك و سوع المس ح الذي أرسلته." ) وحنا 3:13( ال اعتقاد ف تثل ث متضمن هنا. فقط توح د قوي واعتقاد ف بشر ة المس ح الكاملة كرسول هللا. ما ذا عن الضلع الثالث ف "المثلث المتساوي األضبلع من اآللهة": روح القدس ك ؾ جعل التثل ث ح اة هللا ك انا منفصبل ومتم زا ب نما لوقا روي عن ع سى أنه قال لتبلم ذه: "فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أوالدكم عطا ا ج دة فكم بالحري األب الذي من السماء عط الروح القدس للذ ن سؤلونه." )لوقا 13:11(. ف هذا النص روح القدس ش ء عطى من هللا للذ ن سؤلونه! لذا فإذا كان روح القدس هو هللا نفسه ف التثل ث فهل هللا هنا عط "نفسه" أو "ح اته"

29 ( للذ ن سؤلونه أو هل هللا عط ك انا منفصبل ومتم زا للذ ن سؤلونه واألقنوم الثالث ف أسطورة التثل ث أو هل هللا عط "الح اة" هللا ح بذاته ول س بش ء آخر. وح اة هللا إح ىد صفات الكمال الذات ة الخاصة به والمتبلزمة معه ال مكن أن تعطى وال تحل ف البشر. روح القدس ل س اسما هلل وال لح اته. ألنه لم سم نفسه "بروح القدس" ولم صؾ ح اته بهذا االسم. روح القدس ف الحق قة اسم ألحد مخلوقات هللا: الملك جبر ل المإتمن من هللا ل وح بكلماته إلى األنب اء والرسل وتؤ دهم. ونحن أ ضا نقرأ ونسمع مصطلحات "روح هللا" و "روح من هللا" لكن ال ش ء من هذه المصطلحات قصد بها وصؾ هللا نفسه أو ح اته. بل باألحرى تخص الملك جبر ل أو إلى ما مر به الصالحون من تجارب الشعور بالطمؤن نة والنوران ة وما شابه ذلك كذلك تؤ د هللا وهدا ته ووح ه. كل رسل هللا ومن ضمنهم المس ح ع سى كانوا مإ د ن بالروح القدس جبر ل. ال أحد منهم بلػ أبدا بؤن روح القدس كان هللا نفسه أو ح اته. بالتؤك د فإن روح القدس المعطى من هللا للذ ن سؤلونه كما روي ذلك لوقا هو الشعور بالطمؤن نة والهدا ة من هللا. الحالة الوح دة ف كامل الكتاب المقدس الت ذكرت عق دة التثل ث ظهرت )ف الماض ( ف رسالة وحنا األولى تقول: "فإن الذ ن شهدون ف السماء هم ثبلثة األب والكلمة )االبن( والروح القدس وهإالء الثبلثة هم واحد." )رسالة وحنا األولى 3:5(. لكن هذا النص لم عد موجودا ف أي من النسخ المراجعة. لقد حذؾ من قبل العلماء المراجع ن الذ ن أدركوا أنه ز ادة متعمدة: تز ؾ ما كان موجودا ف أقدم المخطوطات. واآلن أصبحت الفقرة السابعة من الفصل الخامس لرسالة وحنا األولى ف النسخة المراجعة تقرأ هكذا: "هناك ثبلثة شهود. الروح الماء والدم وكل الثبلثة عطون نفس الشهادة." ما ذا عن "عمدوهم باسم األب واالبن والروح القدس" )متى 16:28 حسنا حتى إذا الس د المس ح قد قال مثل هذا الش ء فهذا ال برهن التثل ث ألن النص تكلم حول أسماء ثبلث ذوات مختلفة كل واحد له مشاركته الخاصة بالتعم د: هللا نفسه االبن وهو النب المختار ع سى وروح القدس الملك الذي أ د ع سى ف مهمته. ال زال هناك نص آخر ف الكتاب )سبق مناقشته( قدم أكثر من مشكلة ألولبك الذ ن صرون على اإل مان بالتثل ث. "ثم إن الرب )الس د( سوع بعدما كلمهم )الحوار ن( ارتفع إلى السماء وجلس عن م ن هللا." )مرقس 16:16(. ظهر النص ذات ن متم زت ن منفصلت ن عن بعض. ماذا عن األقنوم الثالث الروح القدس أال جب أن كون جالسا ف الجهة األخرى وإذا كان المس ح هو علم هللا كما قول التثل ث فهل علم هللا جالس عن م نه هذه التناقضات ال مكن أن تحاشاها أولبك الذ ن صرون على اعتقاد المفاه م الفاسدة عن هللا. هم ر دون أن كونوا موحد ن ألن التوح د هو االعتقاد الفطري الطب ع