إﻧﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﻋﻤﺮ ﻲﻠﻋ ﺎﻛ ﻞ. اﻟﻄﺒ ﻌ ﺔ اﻷ و ٢٠٢٠-١٤٤١ : م. ﻤﺟﻴﻊ اﺤﻟﻘﻮق ﺤﻣﻔﻮﻇﺔ ﺑﻌﻘﺪ و ﻳﺪاع. رﻗﻢ اﻹﻳﺪاع ﺪﻟى دار ا ﻜﺘﺐ اﻤﻟﺮﺼ ﺔ ٢٠١٩ /٢٧٣٤٧ : م. ا ﺮﻗﻢ اﻤﻟﻌﻴﺎ

النسخ

1

2 إﻧﻤﺎ أﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﻋﻤﺮ ﻲﻠﻋ ﺎﻛ ﻞ. اﻟﻄﺒ ﻌ ﺔ اﻷ و ٢٠٢٠-١٤٤١ : م. ﻤﺟﻴﻊ اﺤﻟﻘﻮق ﺤﻣﻔﻮﻇﺔ ﺑﻌﻘﺪ و ﻳﺪاع. رﻗﻢ اﻹﻳﺪاع ﺪﻟى دار ا ﻜﺘﺐ اﻤﻟﺮﺼ ﺔ ٢٠١٩ /٢٧٣٤٧ : م. ا ﺮﻗﻢ اﻤﻟﻌﻴﺎري اﺪﻟو ISBN:٩٧٨-٩٧٧-٨٥٤٧٨-٣-٢ : ﻤﺟﻴﻊ اﺤﻟﻘﻮق ﺤﻣﻔﻮﻇﺔ. ﻻ ﺴﻤﺢ ﺑﺈﺎﻋدة إﺻﺪار ﻫﺬا ا ﻜﺘﺎب أو أي ﺟﺰء ﻣﻨﻪ أو ﺨﺗﺰ ﻨﻪ ﻲﻓ ﻧﻄﺎق اﺳﺘﻌﺎدة اﻤﻟﻌﻠﻮﻣﺎت أو ﻧﻘﻠﻪ ﺑﺄي ﺷﻞﻜ ﻣﻦ اﻷﺷﺎﻜل أو رﻓﻌﻪ ﻰﻠﻋ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺮﺘﻧﺖ دون إذن ﺧﻄﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ اﻨﻟﺎﺮﺷ. ﺣﻘﻮق اﻤﻟﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﺔ ﻲﻫ ﺣﻘﻮق ﺧﺎﺻﺔ ﺮﺷﺎﻋ وﻗﺎﻧﻮﻧﺎ وﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﺮار ﺠﻣﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻲﻣ ﻲﻓ دورﺗﻪ اﺨﻟﺎ ﺴﺔ ﻓﺈن ﺣﻘﻮق اﺘﻟﺄﻴﻟﻒ واﻻﺧﺮﺘاع أو اﻻﺑﺘﺎﻜر ﺼﻮﻧﺔ ﺮﺷﺎﻋ وﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺣﻖ اﺘﻟﺮﺼف ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﺠﻳﻮز اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻬﺎ. All rights reserved. No part of this publication may be reproduced or transmitted in any form or by any means without written permission from the publisher. ا ﺮﺒ ﺪ اﻹ ﻜﺮﺘو alkhairya.lib@gmail.com : خط الغ ف : ا ستاذ ا كب صط ع مري - خطاط المصحف ا ف. تصميم الغ ف : أ. أسامة - ة.Paradise Media

3

4

5 5 إهداء إىل الرجل اذلي لم أجالسه يف قرابة ثالثني سنة إال ع شر ها لكنه بذر وسىق ثم رحل! هذا حصادك -يا ريض اهلل عنك-! إىل أيب -رمحه اهلل-

6 6 شكر وتقدير ال أعلم من عبارات الشكر واثلناء ما يوفيها بعض حقها غري أين أعلم أن الرمحن -تبارك وتعاىل- كفيل بذلك. م عين وعن إخويت خري اجلزاء وارزقنا فامهلل اج ز أ برها وأطل عمرها يف طاعتك آمني. وال زالت نفيس تعاف توجيه الشكر نلفيس ىلع ل ت هذا الكتاب من االهتمام واملراجعة وإعمال ما أ و يد اتلصحيح وانلقد واإلضافة واحلذف يف الكتاب بما يصلحه ثم ىلع لك يشء يف حيايت كنا فيه سوي ا نشد أزر بعضنا واكن يل ردء ا ونارص ا ومعين ا. إىل أيخ األكرب هشام اذلي هو مين كنفيس أدام اهلل نعمته يلع بك وصب عليك اخلري صب ا. إىل الصاحلات القانتات املؤمنات -أحسبهن واهلل ات حسيبهن- حامالت كتاب اهلل والعامالت به إىل أ خي اثلالثة سرتكن اهلل بسرته اجلميل وبارك يف أعماركن ىلع

7 ا. طاعته وجزاكن اهلل عن أخيكن خري 7 إىل من أتم اهلل بها نعمته يلع فاكنت نعمت املعينة واملحفزة واملشجعة ىلع ما بقيت سنني عدد ا أؤجله وأتلكأ عنه ثم رزقنيها اهلل -تعاىل- من غري حول مين وال قوة فأتت باخلري لكه. ا. جزاك اهلل عين خري إىل شقيقة الروح زويج أم ي ي وأ يب ب أعظم فضل يلع يف حيايت -بعد فضل إىل صاح اهلل تعاىل-: فتح اهلل -تبارك وتعاىل- يل ىلع يديه فلقنين كتاب اهلل -برواية حفص- فحفظته ىلع يديه جمود ا يف ستة أشهر فلم ي ض ن يلع بوقت وال جبهد سيدي الشيخ املقرئ مصطىف يلع ابل ن ا -بارك اهلل يف عمره-. ثم تلقفين من بعده أيب بعد أيب فطالت مالزميت هل قرابة عرش سنوات وال زالت واحلمد هلل واكن من مجيل منة اهلل -تعاىل- يلع أن رشفين يف بيته بإجازة القراءات العرش املتواترة عن رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- ثم أتم مجيله بأن اكن عقد زوايج ىلع شقيقة الروح يف بيته كذلك

8 8 تلتم يلع الم ن ت ان بني يديه إىل شييخ وسيدي وأستاذي وأيب بعد أيب الشيخ العقيد املهندس املجاهد سيف ادلين حممد عبد اجلواد -بارك اهلل يف عمره ومتعين بصحبته-. جزاكما اهلل عين خري اجلزاء وأجزل لكما املثوبة ومجعين بكما يف دار كرامته بصحبة انلب -صىل اهلل عليه وسلم- آمني. إىل أصحايب وإخواين األحبة يلع فريد وأمحد عبد العظيم وعثمان حممود لكم يلع أياد يكافئكم بها اهلل وحده ويف القلب لكم حمبة يعلمها اهلل وحده فجزاكم اهلل عين خري ا. إىل من فتح اهلل -تعاىل- يل به أبواب خري كنت أظنها ا حدييث إيله قت أو اكدت فأتممت الكتاب موجه قد غ ل جزاك يب إىل صغريي: أ ب ت يف قلب حياة جديدة واست ن اهلل عن أبيك خري ا وجعلك مباراك أينما كنت آمني.

9 9 المقدمة ب العال م ني... احل م د هلل ر ز يز م ن الع ي ه م ن الم ؤ ل ك الق د وس السالم الم احل مد هلل الم رب... تك اجل ب ار الم ر... احلمد هلل اخلالق ابلارئ الم صو احلمد هلل هل األسماء احل سن... س ب ح هل ما يف السماوات واألرض وهو احلمد هلل اذلي ي العزيز احلكيم... عوث رمحة للعال م ني. ب ادي األ م ني الم و ص ىل اهلل ىلع اله م ن اص ر ضها األرض ة ع وجعله ادليلل األوحد جل ن قامات و أه أىلع الم ساالت وب طف اه رب ه ب ت ام الر والسماوات. م إال و ج ب عليه اإليمان به م ال ي س مع به أحد من األ ه عليه وبعد : ات س ل يم وات ريب وت ص ل

10 10 ف إن امللك -جل جالهل- قد امنت ىلع عبده أن جعله ن ثم امنت عليه بوادل ح دي و ن م ي ن مسلم ي و مسلم ا موحدا ألب ر م ه اهلل أن عل م ه معن الع بود ي ة هل -سبحانه- فاكن ي س ن أك ب ت حلظة رت العبودية لر ب ه -تبارك وتعاىل- يف لك أمور ه وملا اق ما أ ل ه م أن لقاء الر مح ن بات لقائه بالقه -جل جالهل- فكأن ين -رمحه ر قريب ا وأن فراق ادلنيا وأهلها صار كذلك فباد اهلل وريض عنه- بمجلس جعل ي د ث فيه عن ربه -تبارك ل ما ود ع لك أو ج ع م ة مود وص يين و ص ي وتعاىل- كأن ما ي حواه صدره من معاين العبودية هلل -سبحانه وتعاىل- فقد اكن يراها أ ول املقامات وأوسطها وآخر ها. فحملت عنه يومها -واكن يوم اجل معة قبل وفاته اليت اكنت يوم اثلالثاء السابع من صفر لعام ألف وأربعمائة ومخسة وثالثني من هجرة املصطىف صىل اهلل عليه وسلم- ما م ل ث م امنت اهلل يلع بعدها بعمل قلب فيما استطعت أن أ ح ا س ب ه خري ح حاكه الوادل -رمحه اهلل- وأوىص به فف ت ح يل ما أ ث يف ق ل حقوق الوادل -رمحه اهلل وريض عنه- أن أب واكن م ن أ

11 11 انلاس خري ا تركه عىس أن يكون من ابلاقيات الصاحلات هل من باب علم ي نت ف ع به وودل -أصلحه اهلل- يدعو هل ثم إين تلكأت مرار ا يف كتابة هذه الرسالة لعليم بعجزي وتقصريي وخشية أن أزيد يف معن حاكه الوادل -ريض اهلل عنه ورمحه- ما ي ل به أو ي ر ف ه عن مراد ه في نسب هل ما هو امنت يلع يف ن منه براء غري أن اهلل -تبارك وتعاىل- بعد أ أول سنة 1440 ه بتمام نصف ديين بالزوجة الصاحلة امنت يف ختامها حب ج ة اإلسالم من حيث ال أدري وال أحتسب فاكن ا يلع أن أكتب عن امللك -تبارك وتعاىل- وأنا جالس ل ز ام ع ظ م أرجو رمحته حب ض ر ت ه ويف ضيافته ووجيه ت اه بيته الم -سبحانه- وأخىش عذاب ه وأسأهل -سبحانه- أال ي ط قليم ب ر ض يه كما أس أ هل أن ي ر ي ىلع يدي ولساين ما ي حرف ا الي ه عنه سبحانه سبحانه ال تقال إال هل ه عباد أن يقرأ ه ويسمع هو ربنا وإيله نرجع واحلمد هلل رب العاملني. وبعد: معن فما اكن من خري أو صالح يف هذه الرسالة فتوفيق

12 12 الم و ىل -تبارك وتعاىل- أو ال وآخر ا ث م هو مما عل مين أيب -رمحه استفاد حرف ا من ن ي س تغف ر هل م اهلل وريض عنه- أصوهل و ل هذا الكتاب. وما اكن من خطأ أو زلل فمين ومن الشيطان واهلل ورسوهل ن س ب هلم يشء منه. ثم أيب بريئون م ن أن ي ل! ف ت ك ر س ل فقد ن أس ند فقد أحال وم ن أ ث م إن العلماء قالوا: م فما تده من حديث رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- م ر س ال غري حمال ىلع كتاب من كتب السنة وال مسند فخذه فإنه من صحيح أو حسن حديث رسول اهلل -صىل ل قت اهلل عليه وسلم- وما اختلف العلماء يف إسناده ع بذلك تعليق ا مقتضب ا حىت ال يرج الكتاب عن املراد منه وسأجتهد يف بيان ما استطعت من ذلك يف آخر الكتاب يف باب )وصايا جامعة(.

13 13 واحلمد هلل رب العاملني وصىل اهلل وسلم ىلع نبينا حممد وىلع آهل وصحبه أمجعني. وكتبه العبد أبو أ يب 28 ذو القعدة 1440 ه اثلالثاء بمواجهة الكعبة املرشفة بأم القرى مكة املكرمة

14 14 احلمد هلل رب العاملني وصىل اهلل ىلع ن ب ي ه األمني وىلع آهل وصحبه أمجعني وبعد: فص ىل اهلل وسل م ىلع القائل:»إنما أنا عبد«فلنئ قاهلا خري خلق اهلل أمجعني فح ق للحقري الفقري م ن حاهل ك حايل ا ملواله ق أن يتمثلها يف لك أموره ذيلال خاضع ه كخل ق وخ ل ا من ع ظم ما اقرتفته يداه سائال م ا متأل منكرس ا متواضع ن ه املول -تبارك وتعاىل- أن يقبله ىلع ع ال ت ه وأن يتجاوز ب م وكرم ه عن سيئاته.»إنما أنا عبد«منهاج حياة وأصل قامت عليه السماوات ها لقول واألرضني بكل ما فيها من خملوقات حيث إن مرد امللك -تبارك وتعاىل-: ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ]الذاريات: ٥٦[ خلق اهلل -سبحانه وتعاىل- اخللق مجيعا يلعبدوه! هذا أول األمر وأول اتللكيف وأول لك يشء فلك

15 15 خملوقات اهلل -سبحانه وتعاىل- عبيد ه ولكهم حتت ملكوته وس ط وته منكرسون خاضعون ذيللون هل شاء من شاء وأىب من أىب! وإنما تتفاوت املخلوقات مجيع ا بني قطب التسليم واجلحود! فأعظمهم مقام ا سيد اخللق -صىل اهلل عليه وسلم- اذلي أخرب عنه رب ه بقوهل -سبحانه-: ڑ ک ک ک ک گ گ گ ]النجم: - ١٣ ١٤[. را- ت وأخسهم وأحقرهم مقام ا إبليس -عليه لعائن اهلل ت اجلحود بعد أن بلغ مقام ا من اذلي تس ف ل إىل أخس دراكت مقامات الشهود. وانلاس هم بعد رسول ن متفاوتون فأقرب بني الم رتبت ي اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- إخوان ه من الرسل واألنبياء -ىلع تفاوت فيما بينهم صلوات اهلل وتسليماته عليهم أمجعني- ثم أصحابه -صىل اهلل عليه وسلم- ثم م ن اكن ىلع منهجهم وأصاب من التسليم بعض ما أصابوا ونال من حتقيق العبودية هلل -تعاىل- بعض ما نالوا.

16 16 وأما العبودية فإن بلوغها يتاج من العبد إىل عمل وجهد عمل قلب وعمل جوارح ومنطلق حتقيقها من قول رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعاىل-:»من عادى لي ولي ا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحب ه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبط ش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني ألعطينه ولئن استعاذني ألعيذنه«. فانظر أيها العبد وتأمل ميع هذا املثال لعله يوصلك حلقيقة املقال: ه ب أن م ل اك صاحب أرض واسعة هل من العبيد واخلدم ما هل وهم يف خدمته كيفما يشاء! فهم به حىت ال فكتب لعبيده كتاب ا أخربهم فيه بما لك يتج حمتج أ ن قد نيس ما عليه وجعل للك واحد منهم أعماال وأجرى للك منهم رزقا بما يراه يصلحه ولك ف لك واحد

17 17 منهم بما يستطيعه وبما يراه قادر ا ىلع تنفيذه فلكف واحد ا بالزراعة وآخر باحلرث وثاثل ا بابليع واتلجارة وآخر بمتابعة أعمال اجلميع وىلع هذا ف ق س. أرأيت لو أن أحدهم انشغل حبفظ الكتاب دون أن يعمل ه قال لسيده حفظت الكتاب وتركت ما لك ف به! أرأيت لو أن ما لكفتين به طمع ا يف رضاك أكان بذلك يرضيه! يرضيه! أرأيت لو أن آخر ترك تكليفه وانشغل بعمل غريه أكان أرأيت لو أن ثاثل ا ترك العمل لكه وانشغل بانلظر فيما يف أيدي بقية العبيد أكان يرضيه! وهلل املثل األىلع إنما مثلنا كمثل ه ؤالء العبيد أرسل اهلل هلم رسل ه وأنزل هلم الكتب ثم ختمها بأرشف الرسل وأعظم الكتب فانشغل أحسننا حاال حبفظ الكتاب دون العمل بما فيه -إال من رحم اهلل- وانشغل أراذنلا بانلظر ملا يف أيدي بقية العبيد يسدونهم ىلع ما آتاهم اهلل من فضله

18 18 وغفلوا عن جنة عرضها السماوات واألرض أعدت للمتقني وانشغل غريهما بما انشغلوا به! ا من يدرك أن هذه ادلنيا مقام العبيد غني هم وقليل من وفقري هم ق و ي هم وضعيف هم. لك هؤالء عبيد هلل ابتالهم ربهم يلنظر كيف يعملون. ما فظن من آتاه اهلل بسطة يف علم أو جسم أو مال أن أوتيه ىلع علم عنده ولم يعلم -أو ال يريد أن يعلم- أن اهلل قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكرث مجع ا ولكن ال ي سأل عن ذنوبهم املجرمون فإنهم نسوا اهلل فأنساهم أنفسهم فعميت أعينهم عن رؤية حقيقتها ت يف فتكرب ت ويه اذليللة وتعاظم ت ويه احلقرية وظن نفسها الكربياء وابلطر فخسف اهلل بها فامهلل إنا نعوذ بك من سوء املآل! ث ل ن ا مع اهلل -تبارك وإين إ ذ أرشت لك -أيخ العبد- عن م ل ح عليك يف ق ب ول ما يأيت وأخذه بقوة فإن وتعاىل- فإين م

19 19 امللك -تبارك وتعاىل- فتح لك ثالثة من أبواب العبودية يندرج حتتها لك عمل! أما أو هلا: فهو ما اكن بينك وبني ربك. وأما ثانيها -وكثريا ما نغفل عنه-: وهو نفسك اليت بني جنبيك وطريق تقويمها وتزكيتها وتأديبها وإصالحها. وأما ثاثلها: فما اكن من معاملة بينك وبني خلق اهلل سواء اكن ىلع مستوى األفراد أو اكن ىلع مستوى املجتمع أو األمة. وإنك إن نظرت إىل لك ع م ل تعمله يف حياتك ف ب ن ي ت ك وقصدك تعله عبادة وهو مندرج حتت قسم من هذه ن ت ب ه ألعماهل الرايج الرتيق يف مقامات األقسام واملسلم الم ة راجي ا بها حتقيق املعرفة باهلل ال ي ط و ن خطوة إال ب ن ي العبودية للملك -تبارك وتعاىل-. فها شيخ فإن علمت هذا فاعلم أن العبادة كما عر اإلسالم ابن تيمية -رمحه اهلل- يه: اسم جامع للك ما يبه اهلل ويرضاه من األقوال واألعمال

20 20 الظاهرة وابلاطنة. وقبل أن أدخل معك -أيخ العبد- يف تطبيق عميل هلذه ه نصب املسالك فإين أود أن أنبهك ىلع أمر ينبيغ أن تضع عيني ك يف طريق سي ر ك إىل امللك -تبارك وتعاىل- وهو أن العبد حبق هو اذلي يسمع باليشء يعلم فيه رضا سيده فيبادر إيله أما العبد املرتد د أو اآلب ق فإنه يبادر إىل إنكار ه أو ابلحث عن خمرج للتفل ت من أدائه كما يفعل كثري من الغافلني من ا إذا علم أن األمر س ن ة أو مستحب فكأنما وجد ضاتله يف اخلالص منها وليس هذا حال العبد! ك ىلع أمر إن استقر يف وجدانك هذا املعن فدعين أنب ه اغية يف األهمية: إذا قرأت كتاب اهلل -تعاىل- وسنة نبيه -صىل اهلل عليه وسلم- فاقرأهما قراءة عبد يبحث عن مرايض سيده يل م ت ث ل! أما كتاب اهلل -تبارك وتعاىل- فإين أذكره لك يف لك موضع -إن شاء اهلل- وأذكر لك قريب ا كيفية تعامل العبد مع كتاب

21 21 ة فتأيت بعد كتاب اهلل -تبارك ا الس ن ربه إمجاال وتفصيال وأم وتعاىل- يف بيان تعامل العبد معها أما ما أقدمه يف اذلكر اآلن ملناسبة املقام حيث إن ريب رشفين بزيارة نبيه -صىل اهلل عليه وسلم- والوقوف بمواجهة مرقده الرشيف املطهر والسالم عليه -صىل اهلل عليه وسلم- ثم ىلع صاحب ي ه ن فآثرت أن أقدم لك نبذة عن ي ن ابلار ي ن الطاهر ي املكر م كيفية اتلعامل مع انلب األكرم -صىل اهلل عليه وسلم- م! واحلمد هلل ىلع ما به أنع م وتفضل ىلع عبده وتكر اعلم -أيخ العبد- أن مقام نبينا -صىل اهلل عليه ك بانلظر اآلديم إال ىلع قدر إيمان لك عبد بربه ر وسلم- الي د وتصديقه بنبيه ورسوهل -صىل اهلل عليه وسلم- ومهما بلغ ا معرفة بمقام نبينا املكرم فإنما يه معرفة تقرص العبد م ن عن وصف حقيقته وال أقول لك هذا غلو ا وال مبالغة وأنا يف كنف رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- ولكن أوضحها لك بعبارة وجزية.

22 رش ف 22 نبي ن ا األكرم ومقامه وماكنته إنما استمدها من االصطفاء اإلليه هل واالصطفاء رس اهلل تعاىل ال يعلم سببه وال حقيقته خملوق مهما بلغ من العلم فاهلل يصطيف من املالئكة رسال ومن انلاس وهو سبحانه يرزق من يشاء بغري حساب فإن علمت هذا فاعلم أن رشف املنتس ب ومقام ه م ن رشف املنتس ب إيله. ونبينا ورسونلا -صىل اهلل عليه وسلم- إنما نال ما نال برشف النسبة والقرب من اخلالق -تبارك وتعاىل- فهو رسول )اهلل( ونب )اهلل( وعبد )اهلل( وخليل )اهلل( ورش فه ربه يف القرآن بنسبته نلفسه فقال -جل شأنه-: ٱ ٻ ٻ ٻ ]اإلسراء: 1[ وقال -تبارك وتعاىل-: گ گ ڳ ]المنافقون: 8[ وغري ذلك من اآليات ذلا اكن أعظم ماكنة لرسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- انتساب ه للخالق -تبارك وتعاىل-! فإن وعيت ذلك فاعلم أن حمبة العبد لرسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- نابعة من حمبت ه للخالق فإن امللك

23 23 -تبارك وتعاىل- هو املحبوب ذل ات ه ولك حمبة فيه -سبحانه وتعاىل- إنما يه بقدر االنتساب هل فأقرب اخللق إيله -جل وعال- هو رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- ذلا قال لصاحبه عمر -ريض اهلل عنه-:»حىت أكون أحب إيلك من نفسك«ألنه -صىل اهلل عليه وسلم- أحق اخللق باملحبة ل ع ظ م ماكنته من رب العاملني ال يسبقه فيها نب مرسل وال ملك مقرب! وحمبة رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- نابعة من اصطفاء اهلل هل بأن جعله ديللنا إيله -تبارك وتعاىل- فلواله ن ا باإليمان وال م -بعد فضل اهلل تعاىل- ما عرفنا رب نا وال تنع ق ن ا برد ايلقني وال لف ت ن ا س اتلولك ك ينة وال غ م ر ت نا براكت ذ اذل ل للعزيز وال فيوضات االفتقار للغين وال أن س نا بإطالة ا وال خضنا ا وسجود القيام بني يدي امللك -جل وعز- ورك ع حبر معرفته -تبارك وتعاىل-. ه -صىل اهلل ه عبد مؤمن م ذ بعث اهلل نبي غ ل خري فلك ب عليه وسلم- إىل يوم يبعثون إنما هو نفحة من نفحات انلب األكرم وادليلل األعظم -صىل اهلل عليه وسلم-.

24 24 ولك علم ومعرفة باهلل -تبارك وتعاىل- ألحد العباد إنما هو ف علم ه وف ضلة خريه -صىل اهلل عليه وسلم-. من ع ر فإن علمت هذا وامتأل به قلبك فإياك أن تنىس أن لك هذا الفضل اجلميل واملقام الكريم نلبينا األمني إنما هو حم ض منة الرب -جل وعال- ىلع نبيه أو ال ثم علينا وىلع انلاس فال يتلط عليك مقام املخلوق مهما عال وعظم بمقام اخلالق وصفاته -سبحانه سبحانه ال تقال إال هل-. وإين إذ بثثتك بعض ما يف نفيس لرسونلا األكرم وأنا يف ه بصاحب ي ث حرضته مترش ف ا باجللوس يف مسجده فإين م وبقية أصحابه -رضوان اهلل عليهم أمجعني-. - أن أصحاب رسول اهلل -صىل اهلل عليه اعلم -أ يخ وسلم- أج ل من مىش ىلع األرض بعد األنبياء واملرسلني ولنئ فهمت عين ما ذكرت لك من رشف املنتسب إيله وطبقتها هنا اتضح لك األمر وعلمت أن ال مبالغة إذ نقول يف رشفهم مثل هذا فإن الصحابة -ريض اهلل عنهم أمجعني-

25 25 نسب ه م رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- إىل نفسه فقال:»ال ق ط ع سيع عبد تسبوا أصحايب«وأعظ م بها من نسبة ورشف ي أىت بعدهم أن ياول اللحوق بمقامهم فإنهم منسوبون إىل أكرم اخللق ىلع اهلل تعاىل املصطىف من الرب -جل وعال- مبارشة فأي قرب ملخلوق بعد األنبياء واملرسلني أقرب للملك جل وعال من قربهم! وال يتج علينا بأتباع بقية الرسل واألنبياء فإن امللك -جل وعال- قال: ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ ]البقرة: 253[ فلنئ ف ض ل نبينا -صىل اهلل عليه وسلم- ىلع سائر إخوانه من األنبياء واملرسلني فإن أصحاب ه مقدمون مفضلون ىلع سائر أصحاب الرسل واحلمد هلل رب العاملني. فإن وقر هذا يف قلبك فتأمل ع ظ م اخلطر اذلي تعرض نفسك هل يوم ختوض مع السفهاء يف رجل من أصحاب رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- فضال عن مجهورهم ألي سبب فخالقهم -تبارك وتعاىل- اصطفاهم أصحاب ا نلبي ه -صىل اهلل عليه وسلم- وريض عنهم مجيع ا وأثبت رضاه يف كتابه

26 26 وكذلك نىه رسونلا -صىل اهلل عليه وسلم- عن سب هم وعظم نلا ماكن ت هم وربهم يعلم أنهم سيقتتلون! فأي جمانني العبيد أنت تلحكم بني خري اخللق بعد األنبياء واملرسلني يف أمر لم تشهده ولم يطابلك الرب سبحانه فيه حب كم أو رأي! فأمسك -يا رعك اهلل- وال تنس مقامك أيها العبد! أما ما دون ذلك من املؤمنني واملسلمني فإننا ننظر يف حال لك عبد بمفرده فلكما اقرتبت صورته ظاهرا وما يرتجم من ابلاطن باألفعال واألقوال مما يرضاه الرب -تبارك وتعاىل- لكما زادت حمبته يف قلبك لقربه -يف اجلملة- بالطاعة من الرب -تبارك وتعاىل- وعكسه العبد العايص فإنه بقدر معاصيه وسوء فعاهل ادلالة ىلع باطنه ىلع ق دربغض ذلك فيه وانرصافك عنه بلعده عن الرب -تبارك وتعاىل- وال تاوز و ت ه! ر ذلك بلقاء خ ل ة اإلسالم وع

27 27 فإن بلغ الكفر -وهو اذلنب اذلي ال يغفره اهلل تعاىل- ر ه برب ك وتكذيب ه نل ب ي ه -صىل اهلل ف ت ك ل ك ي ل أب غ ضت ه بك عليه وسلم-. وال يصح لك حبال أن تقول: يل معاملته احلسنة وال مانع من حمبته وعليه كفره. قال كعب األحبار -ريض اهلل عنه-:? من أحب يف اهلل وأبغض يف اهلل وأعطى يف اهلل ومنع يف اهلل فقد استكمل اإليمان. فتأمل -أيخ العبد- جعلك اهلل من راسيخ اإليمان واحلمد هلل رب العاملني. وهذا آخر ما من اهلل به ىلع عبده قبل الرحيل من جوار سيد اخللق -صىل اهلل عليه وسلم- بني صاليت املغرب والعشاء يوم اثلالثاء العرشون من ذي احلجة من عم أربعني وأربعمائة وألف من اهلجرة رد نا اهلل إىل بدل نبي ه مقيمني دائمني جماورين ورزقنا فيها رزق ا واسع ا

28 28 ا وختم نلا بشهادة يف سبيله ويف بدل نبيه حالال مدرار صىل اهلل عليه وسلم امهلل آمني.

29 فصل : في التعامل مع كتاب الله تبارك وتعالى 29 اعلم يا عبد الرمح ن الودود اجلميل أن أول ما يب عليك تاه كتاب اهلل -سبحانه وتعاىل- هو الفرح به واالستبشار بكالم اهلل -تبارك وتعاىل- والسعادة بوجود الفرقان اذلي ف ر ق اهلل به بني احلق وابلاطل! ألم تسمع قوهل تعاىل: ب م و ش ف ا ء ن ر ك ا ء ت ك م م و ع ظ ة م ق د ج اس ا ٱنل ه ي ي أ ضل ٱلل ک ق ل ب ف لم ؤ م ن ني ا ف ٱلص د ور و ه د ى و ر ح ة ل ل م ڱ )1( ]يونس[. ا ت م ع ون م ك ف لت ف ر حوا ه و خ ي م و ب ر ح ت ه ۦ ف ب ذ ل فإن علمت أن الفرح بكتاب اهلل -تعاىل- وبما أنزل املول ل به -عز وجل- عبادة يف ذاته فاعلم أن القرآن نزل يل عم وتلؤىت أوامره وتتنب نواهيه ويبحث عن ح ل لك معضلة فيه. ))) رواية رويس عن يعقوب ويه إحدى القراءات املتواترة عن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم.

30 30 وقد أنزل اهلل كتابه تبيان ا للك شئ وهدى ورمحة للمؤمنني وجعله حمكم ابلناء متاكمل املنهج شديد ارتباط أجزائه حىت إذا أردت أن تفهم عن اهلل أحاكم الطهارة والصالة وجدتها مرتبطة باملواريث واحلدود ىلع سواء وذلك ألن اجلامع بينها مجيع ا منهج واحد نزل من عند حكيم خبري وال ينظر يف باب منها بمعزل عن ابلاب اآلخر ذلا اكن أصح ما يبدأ العبد به -يف نظري- أن يفهم معن عبودية اهلل -سبحانه وتعاىل- قبل أن ينظر يف حكمة اهلل يف لك أمر ونيه فقد قال سيدنا ج ن د ب بن عبد اهلل:»كنا مع انليب -صىل اهلل عليه وسلم- وحنن فتيان حزاورة -أي: قاربوا ابللوغ- فتعل منا اإليمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمان ا«. فإنك أيها العبد إن فقهت قول ربك -تبارك وتعاىل-: ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ]الذاريات: 56[ ثم فقهت عنه سبحانه قوهل: ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ]الملك: 14[ خنست نفسك وعلمت قدرها واعرتفت بعجزها وسلمت أمرها خلالقها وباريها ثم نكست رأسها

31 31 ووقفت أمام آيات امللك بتواضع وذل وخشوع تستسق غيث رمحته وتسأهل الفتح يك تفهم عنه سبحانه فيفتح للك نفس بقدرما ملكت من تسليم وذل وانكسار وتأدب لسيدها وموالها وبما تتحمله من فتوحات وتليات املول -تبارك وتعاىل- فإن املخلوقات مجيع ا متفاوتون يف قابليتهم وحتملهم تلجليات امللك -تبارك وتعاىل- وفتوحاته فإنك ترى اجلبل جعله امللك داك وترى موىس -عليه السالم- وهو ا وىلع انلقيض ترى من أويت من هو قوة وبأس ا قد خر صع ق بعض ملك ادلنيا كقارون -لعنه اهلل- قد قال: أوتيته ىلع علم عندي ثم ترى سيدنا ونبينا سيد اخللق أمجعني حممد ا -صىل اهلل عليه وسلم-طبقة وحده فيخرب عنه امللك -جل جالهل-: ڑ ک ک ک ک گ گ گ! ]النجم: 14[ فبعض القلوب ينجيل صدؤها ىلع قدر الوارد! وبعضها يرشق ىلع قدر اتلجيل وانلفحات! وبعضها يتسفل -لكما فتح هل معن فوق طاقته- يف ادلراكت!

32 32 فأما األول فذاك املقتصد وأما اثلاين فذلك السابق باخلريات بإذن اهلل وأما اثلالث فهذا الظالم نلفسه. والظالم نلفسه ىلع طبقات فمنهم من يبىق يف دائرة اإلسالم مع ظلمه نلفسه فذلك داخل يف اآلية الكريمة وأما من تاوز احلد حىت ظلم نفسه بالرشك والكفر باهلل -كقارون لعنه اهلل- فقد خرج منها وأصاب أعظم الظلم -أعذنا اهلل منه-. فإن أدركت هذا املعن فاعلم أين أرشت يف أول كاليم لك أن اذلل واالنكسار واخلضوع ومعرفة قدر انلفس أول باب الفتوحات والفهم عن اهلل -جل وعال- فبعضنا يتعجل ا ليس هل الفتح من اهلل فربما أز ته نفسه ىلع أن يتعجل مقام عه وهو أول فإن حيل بينه وبني هذا املقام فهم ا وعمال اد دراكت السقوط يف مستنقع اتلقول ىلع اهلل وإنا هلل! فاحذر أيخ العبد أن تدخل ىلع كالم امللك بأحد قلبني: قلب متكرب جبار وقلب اغفل اله عن العمل بما وعه.

33 33 وإن اهلل -سبحانه وتعاىل- أنزل كتابه ىلع عبده ورسوهل -صىل اهلل عليه وسلم- بواسطة جربيل -عليه السالم- فأخذه جربيل عن رب العزة -تبارك وتعاىل- وأخذه انلب -صىل اهلل عليه وسلم- عن جربيل األمني -عليه السالم- فإن علمت أن الرب -تبارك وتعاىل- اختار نلبيه -صىل اهلل ا فإياك أن تفضل نفسك من حيث م عليه وسلم- مقرئ ا معل التدري ىلع سيد اخللق -صىل اهلل عليه وسلم- فتقول: أفتح كتاب اهلل -سبحانه- وأقرأ كيفما اتفق ولست حباجة إىل أستاذ معلم فهذا من أسوأ السوء وأكذب الظن! فإذا رشعت يف انلظر يف كتاب اهلل -تبارك وتعاىل- ك واحتسب هذا األجر ا يصحح لك قراء ت فاختذ لك معل م وال تتعجل انلتيجة فإن العبد ال يمل من العمل يف إرضاء سيده وإن لم ير انلتيجة العاجلة فالعربة باالمتثال والعمل باتللكيف ال باتلمام وانلتائج.

34 34 «إشارة: يأيت انلب يوم القيامة ومعه الرجالن ويأيت انلب ومعه الرجل ويأيت انلب وليس معه أحد. واألنبياء خري اخللق بعد الرسل واكنت انلتيجة: ليس معه أحد! انلتائج. فالعربة عند امللك بتمام االمتثال والعبودية ال بكمال ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ]يونس: 99[. ثم إذا رشعت يف تصحيح قراءتك ىلع الشيخ فاعمل ما استطعت بكل آية تتعلمها وخذ طريقة الصحابة -رضوان اهلل عليهم- منهاج ا لك ونرباس ا! قال أبو عبد الرمحن السليم -رمحه اهلل-:»حدثنا من اكن نا من أصحاب انليب -صىل اهلل عليه وسلم- أنهم اكنوا ي قرئ ون من رسول اهلل عرش آيات فال يأخذون يف العرش ي قرتئ

35 35 األخرى حىت يعلموا ما يف هذه من العلم والعمل قالوا: فعلمنا العلم والعمل«. ذلا مجعوا لك اخلري! فبدؤوا بالعلم الصحيح ثم العمل بما علموه ثم نرشوا اخلري فسادوا الربية لكها يف زمانهم! ا وصحح قراءته ىلع خذ من كتاب اهلل قدر ا يسري شيخك وحبذا لو اكن من أهل اتلفسري فيفرس لك اآليات ا فبادر بالعمل بما فإن فهمت اآليات فهم ا جي دا مستقيم فيها قدر استطاعتك فإن طبقتها فادع انلاس إيلها أو من استطعت أن تدعوه منهم فترضب بسهم من اخلري يف لك باب! وهأنذا أذكرك بما ذكرناه يف معن العبادة أو ال ثم أطب ق ا ىلع بعض اآليات تلقيس عليها وتعينك ىلع لك تطبيق ا عملي العمل بما تعلمت إىل أن يأذن اهلل باتلوسع يف هذا الكتاب فيكون ما بعده موسوعة عملية تلطبيق أصل العبودية بما جاء يف القرآن الكريم والسنة انلبوية فإن نسأ اهلل يف األجل

36 36 وكتب هلا اتلمام فمنه وحده الفضل واملنة وإن اكنت األخرى ل ج م ب ل جام ث ت ك ما يف صدري ولم أكتمه عنك ل ال أ فقد ب ث من نار يوم القيامة واهلل يسرتنا وإياكم ويكتب نلا ولكم اخلري. عود ىلع بدء: العبادة: اسم جامع للك ما ي ب ه اهلل -سبحانه وتعاىل- ويرضاه من األقوال واألعمال الظاهرة وابلاطنة. اعلم أن لك آية يف كتاب اهلل -تبارك وتعاىل- ولك حديث من أحاديث رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- يثك ىلع نوع من أنواع العبادة ويوقفك ىلع طريقها والعاقل هو اذلي يتلمس أنواع العبادات فيها فيجتهد يف تطبيقها لعله يلىق اهلل تعاىل فيقول: ما تركت آية من كتابك ريب حىت عملت بها ولو مرة! ويلىق رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- يطلب شفاعته وبني يديه وسيلته قائال : يا رسول اهلل الشفاعة الشفاعة!

37 37 فإن وسيليت إيلك أين ما سمعت حديث ا بلغين أنك حدثت به حىت عملت به ولو مرة! وهذا مقام الوالية حبق فهذا إمام أهل السنة أمحد بن حنبل -ريض اهلل عنه- يرب عن نفسه فيقول: ما كتبت حديث ا إال وقد عملت به حىت م ر يب أن انلب -صىل اهلل عليه وسلم- احتجم وأعطى أبا طيبة دينار ا فأعطيت احلجام دينار ا حني احتجمت! فلم تطب نفسه حىت عمل باحلديث ويقول -رمحه اهلل- ما سمعت حديث ا عن رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- إال عملت به ولو مرة! «إشارة: أترى رجال ما ترك شيئ ا مما بلغه عن اهلل -تبارك وتعاىل- أو عن رسوهل -صىل اهلل عليه وسلم- إال وقد عمل به فاستوى يف نفسه العلم والعمل مجيع ا أت ر اه عجيب ا بعد ذلك أاليثبت يف املحنة إال هو وأفراد قالئل ىلع شالكته! امهلل ال!

38 38 أعود فأقول: نلأخذ سورة الفاحتة مثاال ثم بعض آيات سورة احلجرات فقد مجعا أمثلة األقوال واألعمال الظاهرة وابلاطنة ثم نطبق ا إىل كيفية انلظر يف كتاب اهلل ذلك تطبيقاعملي ا نلصل مع تعاىل بعني العبيد امللكفني املحتاجني رمحة ربهم ورضاه الساعني ملرضاته املجتهدين يف عبادته.

39 39 فصل في معاني العبودية في سورة الفاتحة يقول ربنا تبارك وتعاىل: ٱ ٻ ٻ ٻٻ أول ما يبدأ العبد به أن يعلن أن ال بركة وال توفيق وال إعنة وال سداد وال تمام وال كمال يف قوهل وفعله واعتقاده إال بما ذكر اسم اهلل -تعاىل- عليه فيبدأ عمل اذلكر وقول اللسان وتدبر القلب باسم اهلل وىلع بركة الرمح ن الرحيم ا ثم يرشع فجمعت البسملة اخلري لكه قوال وعمال واعتقاد يف اثلناء ىلع اهلل -تعاىل- بقوهل -جل وعال-: پ پ پ پ ڀ وانلاظر املتأمل يف تلك اآلية يد فيها القول الظاهر وابلاطن وهما جزءان من األجزاء األربعة يف العبادة. فإن العبد إذا قال احلمد هلل رب العاملني فيه نتاج قول عم يلع بها وأوهلا شهادة أن ال هلإ إال اهلل ابلاطن أنه ما من نعمة أ ن

40 40 وأن حممد ا رسول اهلل ولك جواريح وحراكيت وسكنايت إنما يه حمض منة من امللك -تبارك وتعاىل- فله احلمد ولك بالء نزل يب فأ ع نت ىلع الصرب عليه أو كتبت يل به حسنة أو حطت عين به خطيئة أو رفعت به درجة إال وهو حمض فضل املول جل وعال فله احلمد ولك رزق رزقته من مال أو ودل أو عمل أو غريها من نعم ادلنيا فيه حمض جود من الغين عز وجل فله احلمد ولك نفس من أنفايس أو حركة أو سكنة فباهلل -سبحانه وتعاىل- فله احلمد. ولك ما يف الكون من نعمة نزلت بعبد من عباد اهلل منذ خلق اهلل األرض والسماوات إال وهلل املنة والفضل فله احلمد. ا طيب ا ملء السماوات فاحلمد هلل رب العاملني محد ا كثري وملء األرض وملء ما شاء من يشء بعد. احلمد هلل محد ا يوايف نعمه ويكافئ مزيده. احلمدهلل حىت يرىض احلمد هلل محد ا يليق جبماهل وجالهل. احلمد هلل رب العاملني.

41 41 وإين وهلل احلمد واملنة والفضل إذ رزقين اهلل وأكرمين «وهو من مجلة انلعم اليت أنعم اهلل يلع بها فإنه بودلي»أ يب من محد اهلل وشكره ىلع نعمة العاطفة اليت أودعها اهلل قلوب عباده جتاه أبنائهم أ ريت أن أتوجه بالكالم إيله من هذا املوضع فأبلغه رسالة جده هل وألبيه وأبثه علم ا تركه جد ه -رمحه اهلل وريض عنه- لعله يكون امتداد ا هلذا اخلري وألن انلصيحة للودل قد تكون أصدق هلجة وأوىف اعطفة وأخلص من شوائب القلوب اليت يغرها املدح وطلب اثلناء إن لم يتوهلا موالها برمحته فهذه معذريت إيلكم لعلكم تقبلونها مشكورين. أعود فأقول: پ پ پ پ : أي ب ين يقول اإلمام ابن عطاء اهلل السكندري -رمحه اهلل وريض عنه-:»اعلم أن اهلل اكن لك قبل أن تكون نلفسك فكما اكن

42 42 مدبر ا قبل أن تكون وال يشء من تدبريك معه كذلك هو -سبحانه وتعاىل- مدبر لك بعد وجودك فكن هل كما كنت هل يكن لك كما اكن لك«. اكن اهلل -تعاىل- مدبر أمرك مذ كنت يف بطن أم ك ال ا بل لم يكن أحد يملك ذلك تملك نلفسك رض ا وال نفع لك ثم ال يزال الرب -تبارك وتعاىل- مدبر أمر ك بعد أن ا فكن هل ىلع ما ف لك ا م ودلت وكربت ورصت عقال خمتار كنت هل يف بطن أمك مستسلم ا متوكال معدوم احلول والقوة ا كما اكن لك! يكن لك مدبر ا معين ا رزاق ا كريم ا رحيم من هنا -ودلي- تعلم: أنك لو بقيت حتمد اهلل تعاىل مع لك نفس من أنفاسك منذ ودلت إىل يوم تموت -أطال اهلل ه وال شيئ ا من نعمه ف رب ك حق بقاءك يف اخلري- فإنك لم ت و عليك فإنه سبحانك توالك مذ كنت يف بطن أمك جنين ا ال تملك نلفسك شيئ ا فكفلك برعيته وجعل لك متكئ ا وحاطك بالعناية وساق إيلك رزقك بغري حول منك وال قوة فلما حانت حلظة خروجك سخ ر لك من يتلقاك هاشا باشا

43 43 مستبرش ا بقدومك ثم ساق لك طعامك ورشابك ورعيتك وادليك حمبت ك فأنت تتقلب يف نعمه من وقذف يف قلب حيث التدري فإياك إياك أن تغفل عن تدبريه لك يوم تعقل وتمزي وي م دك سبحانه بقوة وعقل تستعني بهما ىلع عبادته فإن القادر -سبحانه وتعاىل- كما أمدك بكل هذه انلعم قادر حينها ىلع أن يسلبك إياها يف طرفة عني! ثم إياك -ب ين- أن تستعني بتلك انلعم ىلع معصية امللك ه ل عباده وال يهملهم! سبحانه فإنه ي م اك واعلم أنك ثم اجعل ترب أ ك من حولك وقوتك ه جري بغري والية موالك لك صفر ايلدين عجز عن لك خري. وتيقن أن اهلل -سبحانه وتعاىل- يدبر أمرك لكه إن توجهت إيله بكليتك وخرجت من حولك وقوتك إىل حوهل سبحانه وقوته. ثم تذكر قول اإلمام: فكن هل كما كنت هل يكن لك كما اكن لك.

44 44 ثم اهلج بقوهل تبارك وتعاىل: پ پ پ پ. فإن وقر يف قلبك محد ربك وهلج به لسانك فقل: ڀ ڀڀ. الرحيم اذلي هو أرحم بك من أمك اليت محلتك فودلتك فأرضعتك وسهرت ىلع حاجتك ورعيتك فاكنت توع لتشبع وتديم السهر تلنام وتمرض تلصح وتشتغل بك ال بيشء سواك أترى أحد ا أرحم بك منها ورب ك الرحيم ل لر حيم أرحم بك منها! فلك رمحة وقرت يف قلبها إنما يه من رمحة ربك بك وهو رزقك اذلي ساقه إيلك ومن مجيل تدبريه لك فلك ما وقر يف قلبها من رمحة لك بل لك ما وقر يف قلوب عباد اهلل من رمحة فهو جزء من رمحته -تبارك وتعاىل- فإنما يرتاحم العباد فيما بينهم برمحة ربهم ب هم مجيع ا! dlob?كيف ال وقد قال رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم-:»ج اهلل الر مح ع ل ة م ائ ة ج ز ء ف أم س ك ع ن د ه ت س ع ة و ت س ع ني

45 45 اح م اخل الئ ق رت ء ت ز ا و اح دا ف م ن ذل ك اجل ء ض جز ر ز ل يف األ ن و أ ه«. ص يب دل ه ا خ شي ة أ ن ت ا ع ن و ه اب ة حاف ر ف ع ادل ر ح ىت ت فإذا عمل اسم الرحيم يف قلبك فامجع إيله الرمحن فرمحة الرحيم تسع اخلالئق مجيع ا يف ادلنيا مسلمهم واكفرهم إنسهم وج ن هم فإذا اكنت اآلخرة رحم الرمح ن من آمنوا به سبحانه ووحدوه ولم يرشكوا به شيئ ا ولم يتوجهوا ألحد من خلقه بالعبادة أو االستغاثة أو املحبة بل أخلصوا بكليتهم هلل حىت صاروا به وإيله وحده الرشيك هل! - أن يتلك قلبك ىلع خملوق مهما عظم شأنه فإياك -ب ين وعال مقامه فإن امللك -تبارك وتعاىل- فتح بابه لك ولم يغلقه أبد ا دونك وال جعل بينك وبينه واسطة يف عبادة أو استغاثة أو دعء أو ترضع. ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ... ]غافر: ٦٠[. وال يغرن ك -ودلي- زلة علم إمام وال كبوة جماهد ام فضال عن اغرتارك بعمل اجلهال والطغام فإن ربك ه م

46 46 -تبارك وتعاىل- أخرب عن قوم يأتون يوم القيامة يادلونه -سبحانه- يف أنفسهم فيقسمون به يف حرضته أيمانا مغلظة قائلني: ے ے ڭ ڭ ڭ. فيجيبك العليم احلكيم: ۇ ۇ ۆ ۆ ۈۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ ]األنعام: 24[ فإنا هلل وإنا إيله راجعون! فال تتعرض لسخط امللك بأقوالك وأفعالك أو اغرتارك بقول أو عمل إلمام أو علم فإنه يادل عن نفسه ولربما غ ف ر هل أما أنت فال تدري مايفعل اهلل بك! ي ۇ ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ې ي ې ي ې ي ى ي ى ي ى یی ی ی ي ج ي ح ي م ي ى ي ي بج بحبخ بم بى بي تج تح تخ تم تى ]األنعام: ٩٤[. أقول: إياك أن تتعرض لسخط اهلل بأقوالك وأفعالك ثم تغرت بالرمح ن الرحيم فإنه كما نصحت لك يرحم اللك يف ادلنيا برمحته ويف اآلخرة عذاب شديد للمرشكني والاكفرين ومغفرة ورضوان منه سبحانه للمؤمنني املوحدين.

47 47 فالزم غرزك تنج بإذن ربك! وقد أعقب سبحانه ذكر اسميه )الرمح ن الرحيم( بصفته: ين ٺ. ي و م ٱدل ين ٺ و: م ل ك ل ك ي و م ٱدل م فهو مالك ايلوم اذلي ينتيه عنده لك يشء اكن يف ادلنيا فال يبىق بعده إال نعيم مقيم أو عذاب رسمدي يف اجلحيم فأما اذلين سعدوا بطاعة ربهم وتوحيده وعبوديته وعدم اإلرشاك به شيئ ا يف ادلنيا فيف اجلنة خادلين فيها وأما اذلين شقوا بمعصيته واإلرشاك به وجحود نعمته يف ادلنيا فيف انلار خادلين فيها! - يف هذا ايلوم العظيم فإن أنت أعملت قلبك -ب ين وتأملت أحاديث نبيك -صىل اهلل عليه وسلم- يف وصف هذا املشهد الشديد وأعملت قلبك يف قول ربك: ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ]الحج: 2[ أقول: إن أنت تأملتها عملت

48 48 يف قلبك عملها واكنت لك وقودا للطاعة ال ينضب ثم ذكرت وصف أرض املحرش وخروج انلاس من قبورهم لرب العاملني ثم وضع املزيان ورضب الرصاط ىلع جهنم ومرور انلاس عليه فمنهم ناج وكثري منهم ساقطون ثم نظرت إىل حال أهل انلار وعذابهم وما توعدهم ربهم به إن هم أرشكوا به وعصوا رسله واتبعوا أمر لك جبار عنيد ونظرت إىل حال أهل اجلنة ونعيمهم وما وعدهم ربهم به من اخلري إن هم أطاعوا رسله إن أنت نظرت إىل هذا املشهد العظيم و جدت لسانك يلهج ب: ين سبحانك سبحانك: ل ك ي و م ٱدل ين م ي و م ٱدل م ل ك ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ. نعبدك ربنا وحدك ال أحد معك والنتوجه ألحد سواك وال نقصد أحد ا إال أنت وال نريد إال وجهك. ونستعني بك ىلع عبادتك فإنا حبونلا وقوتنا عجزون وعن لك خري مقطوعون وعن اإلخالص مبعدون فامهلل إن ا خنرج من حونلا وقوتنا إىل حولك وقوتك سبحانك ونستعني بك

49 49 ىلع عبادتك ونعوذ بك أن ننسب ألنفسنا فضال يف طاعة أو عبادة فإن وفقتنا لعبادة فربمحتك وإن أ غلق دوننا ابلاب فبذنوبنا ومعصيتنا ألمرك فلك احلمد ىلع لك حال ولك الشكر يف لك مقال وىلع لك مآل! إياك سبحانك نعبد ال نعبد سواك وإياك نستعني ال بأحد إال أنت فمىت أغلقت دون عبادك ابلاب حىت نستعني بغريك ومىت جعلت ىلع بابك احل ج اب نلدعو سواك ومىت نسيت الفقراء من عبادك ليستغاث بغريك أو يتوسل بأحد إيلك! سبحانك سبحانك أنت املتوسل به إيله واملستغاث به يف لك نائبة واملستعان ىلع لك عبادة فامهلل إنا نستغيث بك ونتوسل ونستعني بك ونلجأ وندعوك سبحانك ال ندعو غريك: ٹ ٹ ٹ ڤ. اذلي ال ي هدى إيله إال بك وال يعان ىلع سلوكه إال حبولك وقوتك وال يولج إال بإذنك وال يال عنه إال بإعراضك وال ت د ىلع العقب بعد سلوكه إال بسخطك وغضبك فربمحتك ي ر

50 50 اليت وسعت لك يشء اهدنا الرصاط املستقيم. ڤ ڤ ڤ ڦ ڄ. أول ئك اذلين خرجوا من حوهلم وقوتهم إىل حولك وقوتك فدانوا لك بالوحدانية وشهدوا نل ب ي ك بالرسالة وتوجهوا لك سبحانك بالعبودية ثم ماتوا ىلع ذلك. أول ئك اذلين رضيت عنهم ورضوا عنك وعبدوك حق عبادتك ولم يرشكوا بك أحد ا من خلقك فكنت سمعهم اذلي يسمعون به وبرصهم اذلي يبرصون به ويدهم اليت يبطشون بها ورجلهم اليت يمشون بها فإن سألوك أعطيتهم وإن استعانوا بك أعنتهم وإذا أتوك يمشون أتيتهم هرولة فبحق كالمك وفاحتة كتابك إال جعلتنا منهم وأعنتنا ىلع اللحوق م فإنا نسألك اتلوفيق. ي ه بركبهم وإن كنا دونهم وال نرىق ر ق ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄڄ. نستعيذ بك أن نكون ممن يقرءون القرآن ال ياوز

51 51 حناجرهم أول ئك اذلين أوتوا نصيبا من العلم فنبذوه وراء ظهورهم واشرتوا به ثمنا قليال فبئس مايشرتون فعلموا ولم يعملوا وحفظوا ولم يبذلوا وطرقوا أبواب العلم ثم للعمل تنكروا فغضب اهلل عليهم وسخط وحق ملن جنا من حاهلم أن يغتبط! وال تعلنا ممن عبدوك جبهالة فظنوا أنهم يسنون صنعا ثم ا! هم يرون ما صنعوا يوم القيامة ي عل أمام أعينهم هباء منثور فإن العبد حبق يتقرب لربه بما افرتضه عليه ال بما تهواه نفسه وال برهبانية ابتدعها ما كتبها عليه ربه ثم إذا به ال يرىع ما افرتضه عليه ربه بل وال ما ابتدعه من عند نفسه فحق ملثله أن يكون علما ىلع الضالني يوم القيامة. ر ونعوذ بك من و فامهلل إنا نعوذ بك من احل و ر بعد الك لك ما استعاذ منه عبدك ونبيك -صىل اهلل عليه وسلم- ما م فإنه قد بل غ وأدى األمانة فعلم منا ل ع منا منه وما لم ن ع ل من علم وجهل منا من جهل والعجز واتلقصري منا حاشا أن

52 52 يكون من نبيك -صىل اهلل عليه وسلم-. فاحلمد هلل رب العاملني احلمد هلل رب العاملني احلمد هلل رب العاملني. إذا نظرت -ب ين - إىل آيات أم الكتاب وجدتها قد مجعت لك لك صنوف العبادة كما أسلفت لك ففيها عمل القلب باحلمد وقوهل باإليمان باهلل وحده سبحانه واتلوجه باحلمد هل -تبارك وتعاىل- وقول اللسان باحلمد واذلكر واثلناء ىلع اهلل بأسمائه وصفاته عز وجل وعمل القلب يف اإليمان بايلوم اآلخر يوم ادلين واستحضار اآلخرة فتجمع لك اإليمان باهلل ومالئكته اذلين هم حاف ني يومها من حول العرش يسبحون حبمد ربهم واإليمان بايلوم اآلخر ثم عمل اجلوارح املضم ن يف قوهل تعاىل: ٿ ٿ ٿ ٿ فدخل فيه لك صنوف العبادة وأوهلا أراكن اإلسالم من شهادة أن ال هلإ إال قرأ فيها لك ركعة اهلل وأن حممد ا رسول اهلل وإقام الصالة اليت ي بفاحتة الكتاب وإيتاء الزاكة اليت وردت أحاكمها فيما يأتيك من اآليات وصوم رمضان اذلي ال ي ستطاع إال بمعونة امللك

53 53 وحج ابليت وهو عبادة اجلوارح وانلفقة من مال اهلل فشملت إياك نعبد لك أراكن اإلسالم فضال عما دونها من واجبات وسنن وشملت إياك نستعني عمل القلب من تولك وإسقاط تدبري وجلوء إىل اهلل وتربأ من احلول والقوة وطلب اإلعنة منه سبحانه ثم تنتقل بك لطلب اهلداية وال تكون اهلداية إال بسلوك سبيل رسل اهلل اذلين أوىح اهلل إيلهم وحيه فمنهم من أرسله بالكتاب ومنهم من ب عث برشع أخيه من قبله من املرسلني يلجدد يف انلاس أمر دينهم ويملهم عليه بادلعوة إيله. فتم لك اإليمان برسل اهلل وبكتبه اليت أرسلها معهم ثم تربأ إىل اهلل من طريق من أوتوا العلم ثم لم يعملوا به ومن طريق اذلين جعلوا ما أرسل هلم وراء ظهورهم وعبدوا اهلل ىلع غري بينة وال بصرية فأرشكوا باهلل ما لم يزنل به سلطانا وما ليس هلم به علم فأعرضوا عن قدر اهلل فيهم ولم يرضوا بقضائه وتعجل بعضهم انلعيم فاشرتوا بآيات اهلل ثمنا قليال فنالوا بعض ادلنيا وخرسوا اآلخرة وتعجل آخرون رضا اهلل فابتدعوا يف دينه ما ال يرضاه وظنوا أنهم يسنون صنع ا

54 54 فضلوا وأضلوا فإن أنت الزتمت الرصاط املستقيم رصاط اذلين آمنوا باهلل ولم يرشكوا به أهواءهم وال غريها رضيت بقضاء اهلل وقدره ولزمت رصاط اذلين أنعم اهلل عليهم فتمت لك أراكن اإليمان مع ما سبق من تمام أراكن اإلسالم فوافق عمل ك ما سألت اهلل من هداية للرصاط املستقيم لعله سبحانه برمحته وكرمه أن يعلك مع اذلين أنعم اهلل عليهم من انلبيني والصديقني والشهداء والصاحلني وحسن أول ئك رفيقا واحلمد هلل رب العاملني.

55 55 فصل : نظرات في سورة الحجرات يقول ربنا -تبارك وتعاىل-: ک ک ک ک گ گ گ گ ڳڳ ڳ ڳڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ە ە ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ے ے ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ. أي بين -جعلك اهلل من خرية عباده املؤمنني- استمع إىل نداء ربك سماع العبد املذعن اذليلل املنتظر تمام كالم ربه وأمره يلمتثل فإن بلغ أذنيك قوهل تعاىل: ک ک ک فاصنع بها ما نصحك به سيدك وصاحب نبيك عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل عنه حني قال: إذا سمعت اهلل يقول ك فإنه خري يأمر به أو ع ا سم ع ه ک ک ک ف أ ر رش ينىه عنه فاسمع:

56 56 ک گ گ گ گ ڳڳ ڳ ڳڱ ڱ ڱ ڱ ں اعلم -ب ين - أنك إذا عملت بما يف هذه اآلية الكريمة اجتمع فيك اخلري لكه ولم تلبث أن تكون قرآنا يميش ىلع األرض وتكون من أويلاء اهلل -تبارك وتعاىل- فربك سبحانه يدلك ىلع طريق الوالية من أيرس طريق غري أنه ق -جعلك اهلل منهم-! ف شديد إال ىلع م و التقدم بني يدي اهلل ورسوهل رأي ا وال قوال وال جدال وال حجة! ن أبد ا ىلع فعل أو قول يف أي شأن من شؤونك حىت د م ال ت ق تعلم قول اهلل تعاىل وقول رسوهل -صىل اهلل عليه وسلم- فتلزمه. وكما أخربتك سابق ا ليس ثمة أمر من أمور حياتك إال وهو ب ن ي ة صاحلة- عبادة تتقرب بها إىل اهلل تعاىل فمادام يف األمر صورة من صور العبادة لزمك أن تعلم ما يريض اهلل فيه حىت نومتك اليت تنامها إن نويت أن تنامها تستعني بها ىلع عبادة ربك صارت عبادة فأنت تتقلب يف درجات

57 57 ا ا وشارب ا أو يقظان طاعم العبودية -ما صلحت ن ي ت ك- نائم ا للقرآن أو مداعب ا أو صائم ا مصلي ا متعبدا أو متاجر ا قارئ للزوجة والودلان! فإن انلب -صىل اهلل عليه وسلم- قال:»ع ج بت للمسلم إذا أصابه خري مح أصاب ت ه مصيبة احت س ب وص ب. وإذا د اهلل وش ك ر ها إىل ف يه «. ع ف ر ؤ ج ر يف لك شء حىت اللقمة ي الم سلم ي فإياك إياك أن تغفل عن مراد اهلل تعاىل قبل لك قول وعمل وال يستجرينك الشيطان فتتعجل الكالم أو الفعال يلقال رسيع ابلديهة أو ح سن اتل خل ص أو مجيل األفعال بطي خري من ث الذلان عقبتهما اخلري وإن قيل ي فاتل أ ين والرت الترسع والعجلة الذلان عقبتهما الرش وإن قيل ذيك. فقد قال رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- أل س : ي ال ق اة «. ن واأل : احل ل م هما اهلل ان ي ب»إن ف يك خ ص لت د ب ش ج ع

58 58 ثم اعلم -ب ين - أن أصحاب رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- ما صلح حاهلم وال عال شأنهم وال سادوا ادلنيا يف سنوات قالئل إال بشدة متابعتهم لرسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- واتلمسك بهديه واالستنان بسنته فهذا سيدك وسيد أبيك وجدك الصديق -ريض اهلل عنه- يقول:»واهلل ال أحل عقدة عقدها رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- ولو أن الطري ختطفنا والس ب اع من حول املدينة ولو أن الكالب جر ت بأرجل أمهات املؤمنني ألجهزن جيش أسامة وآمر احلرس يكونون حول املدينة«. - لم قال الصديق ذلك -ب ين ألن رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- عقد لواءه وما اكن للصديق -ريض اهلل عنه- أن يل لواء عق ده رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- فاكن الفتح العظيم ىلع املسلمني بربكة االمتثال واملتابعة ال بادعء احلنكة واحلكمة وفهم املقاصد وما قد تسمعه من أدعياء فقه املوازنات يف زماننا هذا أعيذك باهلل منهم ومن رشورهم.

59 59 - يف هذا انليه فإنك تد العبودية فيه قد ثم انظر -ب ين شملت لك جوانب العبادة فإن أنت عملت باآلية فلن تقول قوال إال ملزتم ا كتاب اهلل وسنة نبيه -صىل اهلل عليه وسلم-. فصار كالمك عبادة وصمتك عبادة ولن تعتقد اعتقاد ا إال بعد أن تعرضه عليهما فإن وافقهما هلج القلب بذكره باطنا وهلج اللسان بذكره ظاهرا وامتثلت اجلوارح فعملت ا وحكمة بما فيه ثم عمل القلب فيه فأثمرفهم ا عن اهلل وعلم ا وذال هلل سبحانه. ا وتواضع وتوفيق ا وسداد ڳ ڳڱ ڱ ڱ ڱ ں. فإن أنت اتقيت اهلل يف لك حراكتك وسكناتك وكالمك وأفعالك ولم تقدم بني يديه وبني يدي رسوهل -صىل اهلل عليه ا وسلم- رأي ا وال هوى وال قوال ألحد أثمر ذلك يف قلبك خري عميم ا ومعرفة بالسميع العليم فإنه سبحانه يسمع قولك الظاهر وابلاطن فهو السميع ويعلم عملك الظاهر وابلاطن فهو العليم فإن تيقنت أن امللك -تبارك وتعاىل- سميع عليم

60 60 خنست نفسك وخشيت أن ختالفه سبحانه ألنك تأتيه يوم ك فبأي يشء تيب القيامة فيع ر ض عليك قول ك وفعل ساع ت ئ ذ! واسوأتاه منك وإن عفوت! ڻ ڻ ڻ ڻ ە ە ہ ہ ہ. إياك -ب ين - أن تظن أن هذا انليه مقصور ىلع أصحاب رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- اذلين اكنوا معه قبل أن يلحق بالرفيق األىلع فإنك تقدم مدينة رسول اهلل -صىل اهلل ا ووادليك بإجابة اهلل -سبحانه عليه وسلم- مقيم ا جماور وتعاىل- دلعيئ لك بذلك يف بيته املعظم ويف موقف عرفات ويف مواجهة قرب نبيه الرشيف -صلوات اهلل وتسليماته عليه- فإذا بلغت اجلوار وكنت يف حرضة انلب املختار -صىل اهلل عليه وسلم- فاقصد يف مشيك واغضض من صوتك وال ترفعه يف حرضة سيدك وال يف مدينته ما حييت وإياك أن تذكره باسمه جمرد ا وال أن تكتب اسمه ثم ال تكتب

61 61 الصالة عليه والسالم وال أن تتحدث عنه إال باإلجالل واتلعظيم وال ختترص الصالة عليه يف الكتابة مهما تكرر ذكره صلوات اهلل وتسليماته عليه إال أن يكون منك سهو ا -وأعيذك باهلل من السهو يف هذا املوطن- ثم أكرث من الصالة والسالم عليه ما حييت فإنها وصية جدك الرصية فقد حدثين مرار ا -رمحه اهلل وريض عنه- قائال : مفتاح األمر يف قيام الليل وكرثة الصالة ىلع انليب -صىل اهلل عليه وسلم-. ت ك ب اس م ه - ي وهو استنباطه من حديث سيدك -اذلي س م بن كعب -ريض اهلل عنه- فيما يرويه عنه اإلمام الرتمذي أ يب يف جامعه وحس نه أنه قال:»يا رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- إين أكرث الصالة عليك فكم أجعل لك من صاليت قال: ما شئت فإن زدت فهو ع فقال: ما شئت قال: قلت: الر ب خري لك قلت: انلصف قال: ما شئت فإن زدت فهو خري لك قال: قلت: فاثللثني قال: ما شئت فإن زدت فهو خري لك قلت: أجعل لك صاليت لكها قال: ك«. إذن ت كىف هم ك وي غفر ل ك ذنب

62 62 وقبله من قول ربنا تبارك وتعاىل: ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ]األحزاب: ٥٦[. ين - بقوهل تعاىل: ہ ھ ھ ھ ثم اعم ل -ب ھ ے ے ے ے ڭ ڭ ڭ ڭ. ا ره -صىل اهلل عليه وسلم- باسمه جمرد ك فإياك أن ت ذ ويعاف قليم أن يذكر لك مثاال تلحذره فافهم -و ق يت السوء والفحشاء-! فإذا ذكرت ه -صىل اهلل عليه وسلم- فقل: قال رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- وفعل نب اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- كذا وعلمنا سيدنا ونبينا حممد -صىل اهلل عليه وسلم- كذا إال أن يكون ذكر ا يف عبادة اكلصالة عليه يف التشهد يف صالتك فإنما الطاعة االمتثال فقل الصالة عليه كما وردت وال تعد ل عليه -صىل اهلل عليه وسلم- بدعوى األدب ا من العلماء معه فزتيد فيها ألفاظ ا فإن فعلت فإن لك سلف

63 63 غري أين ال أحب لك ذلك وأحب لك االمتثال يف لك أمورك. ثم احذر أن يوقعك الشيطان ويؤزك شياطني اإلنس ىلع أن تتخذ لكمة من حديث لسيدنا ونبينا -صىل اهلل عليه وسلم- فتجعلها يف مزاحك وإن لم تقصد اله ز ء أو السخرية فإنه ينايف إجالل رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- يف قلبك ويقتل حمبتك هل رويد ا رويدا ورب لكمة ال تلق هلا باال تهوي بك يف انلار سبعني خريف ا! فكيف بكلمة يف حق سيدك وسيد أبيك وانلاس أمجعني -صلوات اهلل وتسليماته عليه-! فهذا عمل جوارحك -ب ين - بأال ينطق لسانك إال باخلري إذا ذكر انلب -صىل اهلل عليه وسلم- أو ذكرته أو حدثت عنه وعمل قلبك دوام اتلذكري بنعمة اهلل علينا أن أرسله إيلنا فعلمنا ديننا واكن احلبل املمدود بني السماء واألرض فالزم حديث انلفس تلكون من أهل العمل بقوهل تعاىل: ۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ى

64 64 ]الفتح: ٩] واهلل يكتب نلا شفاعته يوم القيامة. ثم خذ مثاال كذلك تطبقه عملي ا من سورة احلجرات وهو قوهل تعاىل: ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ]الحجرات: ٦[. اعلم -ب ين- أن أناسا من الصاحلني من أصحاب انلب ا بالء حسن ا يف اإلسالم أقام و -صىل اهلل عليه وسلم- اذلين أب ل عليهم -صىل اهلل عليه وسلم- حد القذف يف لكمة سمعوها فحدثوا بها دون تثبت! ثم اعلم أن سيدنا -صىل اهلل عليه وسلم- قال لصاحبه الفقيه العالم سيدنا معاذ بن جبل -ريض اهلل عنه-:»ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب انلاس يف انلار ىلع وجوههم -أو ىلع مناخرهم- إال حصائد ألسنتهم«. ثم اعلم أنه ما نزل باملسلمني بالء يف هذه األزمة املتأخرة مثل ما نزل بهم بسبب خمالفة هذه اآلية! ولم تنقطع األوارص وال فسدت العالقات وال قطعت

65 65 األرحام وال ريم بريئون بالسوء وال هدمت بيوت بمثل: قيل أن فالنا فعل كذا وقالوا أن فالنة أصابت ذنب كذا! ا: وقد قال -صىل اهلل عليه وسلم-:»إن اهلل ك ر ه لكم ثالث قيل وقال وإضاعة املال وكرثة السؤال«. وقال -صىل اهلل عليه وسلم-: وا«. ل : ز عم ج ة الر»ب ئ س م ط ي فاهلل اهلل يف لسانك! مهما يكن من أمر شغفتك معرفته وطفقت تسأل عنه فإياك أن حتدث به حىت تتثبت جيد ا وتتبني حقيقة األمر! فما بالك بأمر لم يشغلك يوم ا وال سألت عنه ما لك إذا سمعت من أحدهم أمر ا تنقله لغريك! أو تظن أنك لو قلت كما يقولون: العهدة ىلع الراوي أو كذا سمعت أو كذا ح د ثنا اثلقة أنك قد أبرأت ذمتك أمام اهلل تعاىل!

66 66 حاشا وكال بل واهلل إنك ملسؤول! ثم اعلم واحفظ عين -ب ين - هذه اللكمات: ثالثة أوصيك أال يوض لسانك فيها ما حييت: ادلماء واألعراض واألموال! إياك أن ختوض يف أمر يتعلق حبد من حدود اهلل إال أن تكون شاهد ا فإياك وكتمان الشهادة أو قاضي ا وأعيذك باهلل أن تكون ما لم تقم للمسلمني دولة ىلع سنن اخلالفة الراشدة. ثم إياك وأعراض املسلمني فصم أذنيك وأعم برصك وأمسك عليك لسانك فإنها واهلل مهلكة! وختيل نفسك يف موضع من ي رىم بفاحشة أو يرىم أهله بها ولو قرأت حادثة اإلفك -لعن اهلل من اخرتعها- وتأملت ما نزل برسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- وبزوجه أم املؤمنني الطاهرة املطهرة -رضوان اهلل عليها- بمجرد إشاعة هذا اإلفك لعلمت كيف يقتل الربيء اخلوض يف عرضه هذا وقد

67 67 برأها اهلل من فوق سبع سماوات فكيف بمن ربما ال تظهر براءته إال يوم يقوم انلاس لرب العاملني فيعيش حياته لكها جري ا بكلمة شارك ت فيها ولو بإمرارها إىل غريك دون تصديق وال تكذيب! إياك وأعراض املسلمني واجعل سالمتهم أحب إيلك ل هم وبراءتهم أقرب إيلك من تهمتهم ثم ال يرضك من ز ل بعد ذلك اكنوا مذنبني أوبريئني. ض ثم إياك وأموال املسلمني ال خت يف ذمة مسلم إال أن تقوم بينة اكلشمس ىلع سوء عمله وأكل أموال انلاس بابلاطل وليس هذا مما يدرك باملرة وال املرتني فإنا رأينا مجوع من انلاس ما ق صد ت أكل أموال انلاس بابلاطل وال تضييع األمانات ولكن قلة اخلربة وضعف اتلجربة أدى بهم لظهورهم بمظهر آكيل أموال انلاس بابلاطل وهم يف أسوأ أحواهلم -ىلع اتلحقيق-: فيهم غفلة شديدة وسوء تقدير. وال ينيف ذلك عنهم اخلطأ أن خاضوا فيما ال يسنون

68 68 ومحلوا أمانة ال يدركون أبعادها ولكنه تقدير األمور بمقاديرها ال غري! فال عليك أن تلتمس األعذار للناس يف ذلك وأن ختطئ يف العفو خري لك من اخلطأ يف اتلهمة واحلد! واعلم -ب ين - أين ما أوصيتك بهاتيك اثلالثة خاصة إال ألن سيدنا -صىل اهلل عليه وسلم- خ ص ها بالوصية فقال يف خطبة حجة الوداع:»أال إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وكحرمة بدلكم هذا«. واكن يوم عرفة يف شهر ذي احلجة احلرام يف ابلدل احلرام. فالزم ذلك تنج -بإذن اهلل-! وإين إذ أبنت لك ما يب عليك يف تطبيق هذه اآلية فإين متمم لك انلصح فأرعين قلبك: اعلم أن جماهدة انلفس ال تنقيض إال بانقضاء حياتك فإن وقعت يف يشء مما ذكرته لك أو أقل من ذلك أو أكرث

69 69 -وأعيذك باهلل من أن حتوم حوهل فضال عن الوقوع فيه- فقم وأكمل جهادك فإن رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- قال: ن ة بعد ي د مؤمن إال وهل ذنب يعتاده الف»ما م ن عب ق يم عليه ال يفارقه حىت يفارق ادلنيا ة أو ذنب هو م الفي ن «. -رواه الطرباين ر ك ر ذ ك ا إذا ذ س ي ا ن اب و ا ت ن ت ف ؤمن خ ل ق م إن الم وهو صحيح اإلسناد-. ك الشيطان من رمحة ربك ن طن وال تركن إىل ايلأس وال ي ق فإن الل عني ال يأيت بك إىل آخر الطريق مرة واحدة وإنما يأخذ بيدك تلخطو خطوة يف أوهل فإن خطوتها فقد أتممت هل بعض مراده فإن استغفرت وتبت ورجعت خنس وأحرق ت قلب ه توبت ك وإن طالت غفلتك -وأعيذك باهلل أن تكون من الغافلني- بادر بك إىل خطوة أخرى حىت يرديك وسيأيت بيان ذلك لكه إن شاء اهلل يف بابه فاذكر ما أقوهل لك فإين بك مشفق وىلع دينك حريص!

70 70 يقول امللك جل وعال: ى ى ي ا ي ا ي ە ي ە ي و ي و ي ۇ ي ۇ ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ې ي ې ي ې ي ى ي ى ي ى ی یی ی ي ج ي ح ي م ي ى ي يبج بح بخ بم بى بيتج تح تخ تم تى تي ثج ثم ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤڤ ڤ ڦڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ]الحجرات[. ودلي احلبيب لو أنك عملت بهاتني اآليتني وطبقتهما حق اتلطبيق وألزمت نفسك بهما فإين أضمن لك -بإذن اهلل- أال ينطق لسانك إال بري وال تتحرك جوارحك إال لطاعة. ب ين أغلق باب الفساد لكه ما وسعك ذلك وباب الفساد: اللسان! ه فإن خرج من لسانك ملك ك! فلك ما لم يرج بعد أنت مالك وانظر إىل لك نيه يف اآليتني تده بغري اللسان يرىج فيه

71 71 العذر واملغفرة. فإنه يقع يف قلبك بعد رؤية أحدهم أو سماع صوته السخرية من هيئته أو كالمه أو فعاهل فإن أنت استعذت باهلل وتذكرت نعمه عليك واستحرضت قدرته ىلع أن يول حالك إىل أسوأ من حال عبده اذلي كنت تسخر منه ويعافيه مما هو فيه ما رضك حينها ما وقع يف قلبك فإن ربنا -تبارك وتعاىل- أخرب يف كتابه: ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ]البقرة: ٢٨٦[ وقال رسول اهلل ا يت عم م ز أل او ج ل - جت ز و -صىل اهلل عليه وسلم-:»إن اهلل -ع ل م به «فطاملا حبست ك م ل أ و ت ع ا ما ل م ت ف سه ن ح دث ت به أ كالمك فلم يرج من لسانك وسعتك مغفرة اهلل ورمحته وإن خرج من لسانك صار لعباد اهلل عندك حقوق وجب عليك ردها فألزمت نفسك ومحلتها فوق طاقتها وقد كنت يف غن! «إشارة: ين - مصطلحات أهل زمانك اليت ابتدعها ود ع عنك -ب

72 72 نا -صىل اهلل عليه هلم غري أهل لسانهم وال ملتهم فإن نبي من اكن قبلهم من أهل وسلم- أخرب عن أناس يتبعون س نن امللل األخرى حىت إذا دخلوا ج ح ر ض ب دخلوه وراء هم فال تلتفت ملصطلحاتهم وال تاريهم فيها وال تستهن بأثر متابعتهم ىلع لكماتهم فإن صاحب املصطلح يزيد فيه وينقص بما يرتاءى هل فإن أنت الزتمت مصطلحه ألزمك أن تأخذ لك ما أدرجه حتته من معان حىت وإن اكنت باطلة أو لم يرض منك بتبعيضه أو أخذ ما يوافقك فماذا عليك لو تركته ومصطلحه وأخذت بما أوىح به اخلالق اذلي يعلم وحده من خلق وهو اللطيف اخلبري. ف س م األمور بما سماها به اهلل -تبارك وتعاىل- فاجتنب السخرية بكل معاين لكمة السخرية اليت تفرسها سنة انلب -صىل اهلل عليه وسلم- وأفعاهل وأقواهل ثم أقوال أئمة املسلمني ر وعلمائهم ودع عنك املصطلحات اللقيطة من عينة: اتل ن م وحنوها فليست منا ولسنا منها وإن واف ق بعض احلق اذلي فيها ما عندنا من اخلري.

73 73 أعود فأقول: ثم تأمل بقية ما أىت يف اآليتني اكللمز واتلنابز باأللقاب والغيبة تدها مجيع ا مرتبطة بعمل اللسان فيه يف صدرك مكتومة ما لم حتدث بها بلسانك فإن خرجت كتبت عليك بل حىت ظن السوء وكذلك اتلجسس وإن اكن ظاهر األول عمل القلب واآلخر عمل اجلوارح اكلسمع وابلرص فإنهما وإن اكنا يف نفسهما سيئات فإنهما ال يتعاظمان حىت يدث ش يع ما تسس ألجله املرء بلسانه ما ظنه من السوء وحىت ي فرآه أو سمعه! فأغل ق باب السوء ثم اعمل ىلع لك واحد من هذه األبواب حىت ختلص نفسك من أكدارها واحد ا بعد واحد واشغل نفسك دائما بما يناقضها فإن انلقيضني ال يتمعان وال يرتفعان ونفس ك إن لم تشغلها باحلق شغلتك بابلاطل! ين - إىل أن أنتقل بالقلم إىل أبواب الكتاب وإين مضطر -ب اثلالثة اليت وضعت ه ألجلها وما ذكرته لك فهو إشارة فقط

74 74 يف كيفية تعاملك مع كتاب اهلل تعاىل وكيف تستخرج منه تكليفك اذلي تعمل به فإن أنت الزتمت هذا املنهج يف تعاملك مع القرآن كنت -بإذن اهلل- من العال م ني العام ل ني به وكذلك افعل مع سنة انلب -صىل اهلل عليه سلم- وإن كتب اهلل ابلقاء ألبيك وسخر هل نفسه وأعنه عليها توسعت يف هذا الكتاب فجعلته موسوعة للعبودية أم ر ىلع آيات الكتاب العزيز لك ه فأستخرج منها ما يفتح اهلل به من معاين العبودية فيها واتللكيف اذلي لك ف اهلل به عباده ثم مررت به ىلع حديث رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم- فصنعت به ما أصنع مع كتاب اهلل -تعاىل-! ت يف ق وأم ا إن اكن األجل أسبق فإين أرجو أن أكون قد و ف تعليمك ووضعتك ىلع أول الطريق اذلي وضعين جدك عليه وخط معالم ه أبوك -رمحه اهلل وغفر هل- فت ت م ما بدأه جدك ثم ادع يل وجلدك بالرمحة واملغفرة واحلمد هلل رب العاملني.

75 كتاب العبودية 75 هذه عصارة تربة أبيك وما نقله عن جدك ين أ ي ب -ريض اهلل عنه ورمحه- وما فتح اهلل عليه به من معاين العبودية فأصغ هلا سمعك وأعمل فيها قلبك ما وسعك فإنها تسهل عليك -بإذن امللك سبحانه- أمور ا و د أبوك لو رجع به الزمان فيعمل بها لاكن يف ذلك خريي ادلنيا واآلخرة -إن شاء اهلل- ولكن قدر اهلل وما شاء فعل ولعله سبحانه رها لك عىس أن تكون ىلع احلال اذلي تقر به عيين لك اد خ موحد مسلم وي نت فع بك ما لم ي نت فع بأبيك فخذها بقوة -يا ريض اهلل عنك-. اعلم -ب ين - أن أبواب العبودية اليت تنتظم بها حياتك لكها ثالثة أبواب: أوهلا وأعظمها: باب العبودية يف عالقتك بربك -سبحانه وتعاىل- وتبع ا هل خاتم املرسلني وسيد ودل آدم أمجعني سيدنا حممد -صىل اهلل عليه وسلم-.

76 76 ثانيها وبه حتوز القلب السليم: باب العبودية يف تزكية ا. ه قلبك وتهذيب نفسك وإصالحها وتول ق ياد ق. ثاثلها وبه تتم األبواب: باب العبودية يف عالقتك باخل ل ه ين - أين بدأت األبواب بما بينك وبني ربك ألن ثم اعلم -ب ال ينصلح قلبك حىت ينصلح ما بينك وبني ربك وال ينصلح ما بينك وبني انلاس حىت ينصلح ما بينك وبني نفسك! فإن أنت أفسدت عليك قلبك فأي إنسان أىلغ عليك من نفسك تلحفظ ما بينك وبينه وأنت مضيع نفس ك وإن أنت أفسدت ما بينك وبني ربك اذلي خلقك ك ورزقك وأنعم عليك ورعك ورباك ودب ر لك فسو اك فعدل فلن تستقيم لك نفسك بعدها وباألحرى لن يستقيم لك ما بينك وبني انلاس إال أن تكون من ذوي الوجهني -أعيذك باهلل من ذلك-! ب س ن عليك أحد بأن انلاس قد يفسد ما بينها وال ي ل وبني اهلل تعاىل ثم يصلحون ما بني بعضهم ابلعض فإن

77 77 ق املقدمات واهلل سبحانه أمر توافق انلتائج ال يلزم منه ت ط اب ع باد ه باملقدمات ولم يسأهلم عن انلتائج فإن ربك قال نلبيه -صىل اهلل عليه وسلم- بعد أن أمره بدعوة انلاس تلوحيد اهلل واإليمان وعدم اإلرشاك به: ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ! ]يونس: ٩٩[. وه ؤالء أنبياء اهلل يدعون أقوامهم ثم يأيت انلب وليس معه إال واحد آمن بدعوته ويأيت أخوه انلب وليس معه أحد وهم خري خلق اهلل بعد إخوانهم املرسلني! والشاهد: ال يغرنك ظاهر صالح عالقات انلاس بعضهم ببعض يف كثري من الصور حتسبهم مجيع ا وقلوبهم شىت فإنها قد تنصلح ظاهر ا بقوة القانون والسلطان وقد تنصلح باملصالح اليت بينهم وقد تنصلح بالعجز عن إتيان نقيضها وغريها من أسباب قد تنصلح بها عالقات انلاس ظاهر ا حىت ف يصدق االبتال! يأيت ابلالء واالمتحان فعند صليل الز ي

78 78 فمن اكن ذا أصول أصلها ثابت وفرعها يف السماء آتت ها فثبت ىلع اخلري وعمل انلاس بأصله ل أصوهل أو فروعه أ ك ال بما ج د من أحواهلم! ه ابلالء من جذره فتخطفته ومن لم يكن هل أصول ق ل ع طيور األهواء أو ه و ت به رياح الشبهات والشهوات يف ماكن سحيق! فإياك أن تغرت بظاهر أحوال انلاس والزم أصولك ما حييت فإن الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء وحدهم وإن يه أدبرت عرفها لك أحد! وال يكون العالم علم ا عرف ا حبق إال أن تكون هل مه املول -تبارك ه ف أصول يعر ض عليها لك نازلة فإن ف تح هل ف وتعاىل- إياها تكلم ونصح ثم خاض إن وجب عليه اخلوض فنجا وجنا انلاس معه أو حذ ر من اخلوض إن وجب عليه اعزتاهلا وعدم اخلوض فيها إذا بان هل بأصوهل أنها مهلكة فإن ا عن اخلوض فيها تح هل أمسك تمام ف هم ما فيها ولم ي لم ي ف

79 79 ب فإذا سئل لم يزد ىلع قول: ال أدري! بإياب أو ب س ل وليس من وراء ت يك اثلالثة حبة خردل من علم! فخذ -ب ين - أصول أبواب العبودية اثلالثة بقوة واعرض عليها عبادتك وقلبك ومعامالتك وتوقف قبل أي خطوة ختطوها يف تلك الطرق اثلالثة فر د ها إىل أصل العبودية فإن بان لك العبودية فيها واتضح لك ما يريض اهلل سبحانه عنك ي ت ك والختف فإنك تده ل فاسع وهرول وفر إيله سبحانه بك سبحانه أسبق إيلك منك إيله واهلل يتوالك -ب ين- ووادليك وأهلك مجيع ا واملسلمني برمحته وتوفيقه وسداده وعنايته ومعونته وإرشاده واحلمد هلل رب العاملني!.