أزمة المدرسة العمومية وخيار اللجوء التربوي للفئات المتوسطة

ملفّات مشابهة
سياسات اعداد المعلمين وبرامج تطويرهم المهني البلدان العربية إعداد أ.د. سامي عبد ا خصاونة عمان ا ردن ٢٠١٣-٤-٣٠

واقع التعليم المهني والتقني ومشكلاته في الوطن العربي : دراسة حالة الجمهورية العربية السورية

الخطة االستراتيجية لجامعة القاهرة جامعة القاهرة... منارة العلم في مصر ومحيطها اإلقليمي

نـمو المتعلم

اجلريدة الرSسمية العدد )891( مرSسوم Sسلطانى رقم 2009/42 باإUصدار قانون البذور والتقاوى والûشتالت نحن قابوSس بن Sسعيد Sسلطان عمان. بعد الطالع على النظا

اSسرتاتيجية التوظيف الùسعودية

منظمة االأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة مكتب اليونùسكو القاهرة - مüصر بالتعاون مع مكتب اليونùسكو االقليمي للتربية في الدول العربية - بيروت إاSستر

Diapositive 1

جملة العلوم الرتبوية والنفùسية 41 املجلد 13 العدد 4 ديùسمرب 2012 تطوير أاداة لقياSس فاعلية اإدارة املوارد البûرشية يف م ؤوSسùسات التعليم العام د. حممد

الدورة الرابعة

الدليل التعريفي لبرنامج التحول األول بالمنطقة الشرقية إصدار مجموعة التواصل للتجمع الصحي األول بالمنطقة الشرقية

البرامج المنفذة خالل شهر محرم 1433 ه

تعليق كارنيغي ه`````ل ي```ب```ن```ي ال``ف``ل`` ù ``س``ط``ي``ن``ي``ون دول``````ة حزيران/يونيو 2010 ن``````اث``````ان ج. ب````````راون برنامج كارنيغي لل

أعضاء مجلس شعبة الهندسية القيمية ر ئيسا م. عبد العزيز سليمان اليوسفي نائبا م. فرحان قاسم العنزي عضو ا م. عبد هللا زبران الشمراني عضو ا م. عبد الرحمن س

تعلم للحياة والعمل واإلتقان 1 الئحة المعادالت واالنتقال من النظام الفصلي إلى المقررات

البرنامج الهيدرولوجي الدولي الدورة الثانية والعشرون للمجلس الدولي الحكومي

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

أوراق كارنيغي األزهر في حقبة مابعد الثورة ناثان ج. براون الشرق األوسط I أيلول/سبتمبر 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروك

المملكة العربية السعودية الطبعة الثالثة 1433 ه م

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

مر سوم سلطاين رقم 94/102 باإ صدار قانون ا ستثمار راأ س املال الأجنبي نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم 75/26 ب إاUص

تجربة السقوط الحر

حمتويات الدليل رقم الصفحة م املوضوع

حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل

رؤيتنا : اأ صالة وعاملية.. جودة ومتيز لنكون من أاف ضل اخليارات لدى أاولياء الأمور. رسالتنا : ت سعى مدار س التعل م ل أالخذ بيد الطالب لكت ساب القيم الإ

جملة العلوم الرتبوية والنفùسية 513 املجلد 13 العدد 2 يونيو 2012 فاعلية دورة التعلم اخلماSسية يف تنمية املفاهيم العلمية وعمليات العلم وحب GلSستطالع لدى

Flyer حزمة التعليم والمشاركة بادر بالاستفادة من المنح الخاصة بعروض التعليم وأوقات الفراغ

أخبار األردنية نشرة إخبارية شهرية تصدر عن وحدة اإلعالم والعالقات العامة والثقافية الجامعة األردنية - العدد )493( آب 2014 شوال 1435 ه

جملة العلوم الرتبوية والنفùسية 359 املجلد 14 العدد Sسبتمرب واقع اSستخدام حقيبة Gإنتل letni التدريبية من وجهة نظر طلبة التاأهيل الرتبوي املتدربن

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

Guidelines for gender-inclusive language in Arabic_Toolbox/ Self-paced activity: Apply the guidelines to a text تطبيق الوثيقة التي تحتوي على أفضل المم

قسم وقاية النبات كلية علوم األغذية والزراعة جامعة الملك سعود 1435 ه / 2014 م

نبض قريان Sakani.housing.sa /SaudiHousing

العدد )2221( الùسنة التاSسعة رئيùس جملùس االدارة رئيùس التحرير ء فخري كرمي االحد )14( اآب 2011 ملحق يعنى باآخر االUصدارات احلديثة في العامل يüصدر عن م

SسياSسات احلفاظ علي االأحياء ذات الطراز املعماري املميز ملدينة Sسوهاج كاأحدى املدن املüصرية لتحقيق االSستدامة د. فاطمة عثمان حممد عثمان مدرSس قùسم اال

دفرتالأطفال

العدد >>7<< سبتمبر 2010 نالم س حياتكم بطريقة خمتلفة

هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو

تقرير عن عملية اعادة االعامر اثر حرب متوز 2006 درا سة حالة: امل ساكن والبنى التحتية

م ساعدة الأ شخا ص املت ضررين ب سبب النزاع امل سلح وحالت العنف الأخرى موجز

1 اإلدارة الداخلية للجمعيات األهلية يف لبنان دليل التدريب واملعلومات 2010 وزارة الûشƒؤون االجتماعية برنامج االمم املتحدة االمنائي مûرشوع بناء القدرات

اخلميùس /27/ الùسنة الرابعة والعûرشين العدد )50( الثمن )1( نقفة تüصدر أايام الثالثاء واخلميùس واجلمعة والùسبت التعليم بالأوSسط وقùسم املناهج: ي

تهنئة باعياد امليالد وراأSس الùسنة اأSسبوعية SسياSسية العدد 1019 اخلميùس 2013/12/26 م - 2 / 2014/1 م - الùسنة احلادية والعûرش ون الثمن 200 فلùس Uص.ب 9

اأSسبوعية SسياSسية العدد 1098 اخلميùس 2015/11/12 م /11/19 م - الùسنة الùسادSسة و العûرش ون الثمن 300 فلùس Uص.ب 9966 املوقع على االنرتنت

تطوير البرامج اإلقتصادية دليل لألحزاب السياسية

نموذج توصيف مقرر دراسي

اجلريدة الرSسمية العدد )1076( وزارة الزراعة والثروة الùسمكية قرار وزاري رقم 2014/272 ب إ صدار لئحة تنظيم ا ستخدام الأرا ضي الزراعية ا ستنادا إاىل املر

تاثير فراق االبوين على االطفال من خالل التعبير الفني في رسومهم الفüصل االول : مûشكلة البحث: م```ر الع```راق وم```ا يزال بالزم```ات املتتالية الت```ي ت

digital AVENIR EMPLOI Uص 24 قùسيمة الùسيارات متديد مدة التùسديد اإىل 15 اأوت املقبل بعد انùسحاب الملاSس جلنة الوSساطة تفüصل يف موقفها اليوم اخلميùس 01

أوراق كارنيغي قضاة مصر في عصر ثوري ناثان ج. براون الشرق األوسط I شباط/فبراير 2012 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروكùسل

Digital AVENIR EMPLOI التقûشف وVضعف تكوين الأSساتذة يùسيطر على التهم Uص 4 نهاية الفüصل الأول والتقييم.. نتائج غري مقبولة رئيùس حركة حمùس املنتهية عهدت

حûشد يهنئ: مبناSسبة الذكرى الùسابعة واالربعني النطالقة اأSسبوعية SسياSسية العدد 1110 اخلميùس 2016/2/25 م /3/3 م - الùسنة الùسادSسة و العûرش ون ا

مت Gإيداع الأب احلبùس املƒؤقت ع```ائ```ل```ة م```ت```ه```م```ة ب```ق```ت```ل اب```ن```ه```ا يف ق```امل```ة Uص 24 حتüصيüصات اجتماعية رهينة عراقيل اإدار

Microsoft Word - حلقات 2الجودة لمدير التعليم مشروع نهائي عائشة.docx

حوامتة : الüصراع يف الûشرق االأوSسط وال``ب`لاد العربية اأSسبوعية SسياSسية العدد 1073 اخلميùس 2015/4/9 م /4/16 م - الùسنة الثالثة و العûرش ون الث

Al-Madrassa Al-Maghribiya ôjgèa OóY 6 eل```ف FÉXƒdGhف QGhOC G : á SQóŸG»`a IAGô`b : `ªàéŸGh á`` SQóŸG á`«dól ƒ``hô`àdg ìóصueلd á`«`yéªà`l G FGƒ

مر سوم سلطاين رقم 81/53 باإ صدار قانون ال صيد البحري وحماية الرثوة املائية احلية نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم

ورقة قانونية حتليلية حول: انتهاكات حرية الراأي والتعبري واحلريات الإعالمية يف مناطق ال سلطة الوطنية الفل سطينية د. ع صام عابدين - م ؤ س سة احلق 2012

دليل اشتراع قانون الأونسيترال النموذجي للاشتراء العمومي

اخلميùس / 16/ الùسنة الùسابعة والعûرشين العدد )44( الثمن )2( نقفة تüصدر أايام الثالثاء واخلميùس واجلمعة والùسبت عüصب : احياءاليوم العاملي للùسك

بسم الله الرحمن الرحيم

التقديم الإلكتروني

digital AVENIR EMPLOI Uص 2 البويرة انتûشار Sسريع للتهاب الكبد الفريوSسي "البوUصفاير" عبد العايل رزاقي : فتح التحقيقات يف الفùساد جاءت بطلب من اجليûش ا

الشريحة 1

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

digital AVENIR EMPLOI Uص 6 مهمة اSسرتجاع Sسكنا 335 وظيفيا من قب ضة املتقاعدين ملفات ثقيلة تنتظر املدير العام اجلديد لùسوناطراك Gإجماع على دور املƒؤSسù

Digital AVENIR EMPLOI نوه بالعمليات االSستباقية التي يقوم بها اجليûش ميزاب: Uص 3 احلدود الûشرقية Sستبقى يف حالة طوارئ لهذه الأSسباب U

املراSسالت: Uص.ب :505 اخلميس 2 نوفمبر 2017 م - العدد Thursday 2 November Issue No ال ت ضعوا التلفزيون

Spring 20 جم````ل````ة Tش``` ƒؤون اجتماعية الùسنة 34 العدد 134 Uصيف 2017 Journal of Social Affairs Volume 34, Summer 2017 Tشƒؤون اجتماعية الùس

PowerPoint Presentation

ملف العدد األحمر كل Tشهرين نوفمرب - ديùسمرب 2008 جملة ثقافية تüصدر نهضة اآلثار من حتت الرمال األزمة املالية واملواطن العربي 657

عناوين حلقة بحث

digital AVENIR EMPLOI Uص 4 6 مواقع جديدة الSستقبال املرحلني بالعاUصمة ترحيل 1300 عائلة عرب 7 اأقاليم هذا االأربعاء وايل تبùسة موالتي عطا اهلل "للوSسط

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل

اSستûشهاد الطيار االأSيييصييير ميعياذ الييكييùييصيياSييصييبيية اأSسبوعية SسياSسية العدد 1065 اخلميùس 2015/2/5 م /2/12 م - الùسنة الثالثة و العûر

نشرة إعالمية - دائرة العالقات العامة واإلعالم - جامعة السلطان قابوس العدد )211( 20 مارSس 2011 اندو ع مان.!

الدليل التدريبي لتسجيل منتج البوابة االلكترونية للمطابقة )سابر( الدليل التدريبي لتسجيل منتج 0

حالة اإنعدام ا ألمن الغذائي في العالم 2006 الق ضاء على الجوع في العالم - حüصاد عûشر Sسنوات بعد م ؤوتمر القمة العالمي ل ألغذية

دليل التعامل مع املا شية لتطوير الت صال والإنتاج ورفاهية احليوانات يف منطقة ال شرق الأو سط و شمال اأفريقيا

د ر و س ف ق ه ي ة ا ل ث ان ي ا ل ثان وي

تصور مقترح لتطبيق الإشراف التربوي المتنوع في التعليم قبل الجامعي بمصر

digital AVENIR EMPLOI Uص 4 تخوف من النتائج الكارثية للأمر اإSسمنت مغûشوTش بوليات معùسكر وعني متوTشنت وTشلف الأحد 30 جوان 2019 املوافق لT27 شوال 1440 ه

digital AVENIR EMPLOI Uص 3 مترد 08 قادة كتائب و تùسليم 167 اإرهابيا الأنفùسهم اTشتداد اخلناق على حركتي التوحيد و القاعدة اأSستاذ علم االجتماع ناUصر جا

واقع ر ضا طلبة كلية الدرا سات العليا بجامعة الكويت عن اخلربات االأكادميية والعلمية يف ضوء بع ض املتغريات الدكتورة نبيلة يو سف الكندري كلية الرتبية - ج

-author

أوراق كارنيغي معركة دبي اإلمارات العربية المتحدة والحرب الباردة األميركية اإليرانية كريم سجادبور الشرق األوسط I تموز /يوليو 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم

شركة أبو محجوب لإلنتاج اإلبداعي دليل الصحفي

مدى تطبيق جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية لمعايير الجودة الشاملة في التخطيط الاستراتيجي وفقا للأنموذج الأوروبي (EFQM)

digital AVENIR EMPLOI Gإتاحة الدراSسة بها بعد العطلة الûشتوية Uص 4 تدTشني م ؤوSسùسات تربوية عرب 6 بلديات بالعاUصمة املùسيلة عملية انتûشال جثة الûشاب ع

من زمن التوهج رئيس مجلس االدارة رئيس التحرير العدد )3012( السنة الحادية عشرة الخميس )20( شباط 2014 WWW. almadasupplements.com 6 مع الزهاوي في معاركه ا

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2015.indd

-author

تقدير موقف خيارات معركة الحديدة ومآالتها بعد مواجهات المطار وحدة الرصد والتحليل www. fikercenter.com

2 ن بذة عن نû ش أاة وتطور ج امعة الدول العربية وموؤتمراتها المنعقدة على مùستوى القمة ) م(

سنفتقدك كثريا...

Untitled

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

PowerPoint Presentation

وزارة التربية والتعليم مجلس االمارات التعليمي 1 النطاق 3 مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي Ministry of Education Emirates Educational Council 1 Cluster

digital AVENIR EMPLOI Uص 5 العدالة تعيد فتح امللف بوهران التحقيق يف ارتباط Tشركة مüصرية بالكيان الüصهيوين رSسالة الطلبة اجلامعيني يف مùسريتهم رقم 19 و

النسخ:

«أازمة املدرSسة العمومية وخيار اللجوء الرتبوي للفئات املتوSسطة«عبد املجيد لعماري نظرا ملا راكمته هذه امل ؤو س سة من اختالالت بنيوية مند اال ستقالل شملت جميع جوانب احلياة املدر سية بدءا بالتلميذ الذي كان مو ضوعا للتجارب يف أاكرث من منا سبة ورجل االإدارة الذي و ضع يف»مو ضع ال سجان«اأحيانا خالل ال سنوات االأخرية خ صو صا يف املدن الكربى واالأحياء واملوؤ س سات الرتبوية التي تعاين من عنف املحيط و املدر س الذي مت تغييبه يف فعل االإ صالح على م ستوى امل شاركة يف صياغة القرار الرتبوي وعلى م ستوى التكوين حيث مل يتم االلتفات إاليه- خالل العقد االأخري- اإال بعد الرتبة اجلارحة الذي ح صل عليها املغرب يف سلم التنمية الب رشية يفيد التفكري يف الوVضع احلايل للمنظومة الرتبوية املغربية واآفاق اإUصالحها اأن املدرSسة العمومية يف املغرب توجد يف وVضع املùساءلة يف الظرف الراهن من قبل جميع مكونات املجتمع املغربي نظرا ملا راكمته هذه املوؤSسùسة من اختالالت بنيوية مند االSستقالل Tشملت جميع جوانب احلياة املدرSسية بدءا بالتلميذ الذي كان موVضوعا للتجارب يف اأكرث من مناSسبة ورجل االإدارة الذي وVضع يف»موVضع الùسجان«اأحيانا خالل الùسنوات االأخرية خüصوUصا يف املدن الكربى واالأحياء واملوؤSسùسات الرتبوية التي تعاين من عنف املحيط و املدرSس الذي مت تغييبه يف فعل االإUصالح على مùستوى املûشاركة يف Uصياغة القرار الرتبوي وعلى مùستوى التكوين حيث مل يتم االلتفات إاليه- خالل العقد االأخري- اإال بعد الرتبة اجلارحة الذي حüصل عليها املغرب يف Sسلم التنمية البûشرية) الرتبة 125 ( فبات يف حكم املوؤكد باأن املنظومة الرتبوية اأUصبحت ذاهلة عن التغريات التي عرفتها الùسوق البيداغوجية خالل العقود االأخرية وبات واVضحا اأي ضا اأنه ال ميكن حتقيق التنمية والتقدم اإال باالSستثمار يف االإنùسان كمورد بûشري: فما هي طبيعة االأزمة التي تعيûشها املنظومة الرتبوية املغربية 80

81 وما هو الùسياق العام الذي مت فيه قلب Uصورة املدرSسة العمومية يف اأذهان املغاربة خالل العقود الثالثة االأخرية وهجرها من قبل الفئة املتوSسطة وهي الوليد الûشرعي الذي خرج من رحم املدرSسة العمومية والزال يتغنى برموزها وعطائها تفيد جل الدراSسات التي اأجنزت حول املنظومة الرتبوية املغربية باأن اأزمتها متعددة االأSسباب واالأبعاد فهي: اأزمة مردودية وفعالية داخلية : ناجتة يف جزء منها عن Vضعف وطول وتقادم امل ضامني املعرفية املقررة وSسيادة هاجùس التقومي على هاجùس التكوين ا أالمر الذي اأدى اإىل تفاقم ظاهرة الغûش يف االمتحانات والغûش املرفق بالعنف الذي يهدد ليùس فقط املنظومة الرتبوية باالنهيار واإمنا يتجاوز ذلك اإىل تهديد النظام القيمي للمجتمع املغربي ككل وهو النظام الذي كان يجد يف املدرSسة جماال حلماية قيمه االأUصيلة وحماربة القيم املنحطة قبل اأن تتحول هذه املوؤSسùسة من جمال للتقديùس اإىل جمال للتعنيف هذا باالإVضافة اإىل االنقطاع عن الدراSسة والهذر الدراSسي الذي الزال يقف كعقبة يف وجه النهوVض باملدرSسة العمومية فüصحيح اأن جهودا كبرية قد بدلت يف ما يتعلق باإلزامية التعليم اإىل Sسن 16 من العمر اإال اأن الهذر واالنقطاع الزال ميùس التالميذ الذين Tشملهم برنامج التعليم االإلزامي اأنفùسهم. وذلك اإىل جانب ق ضايا اأخرى تتعلق باالرتفاع املهول يف نùسبة االأمية وعدم القدرة على كùسب رهان تعميم التمدرSس بûشكل عام والتعميم الكيفي بûشكل خاUص وVضعف اأداء املنظومة على مùستوى العلوم واللغات واملفارقة احلاUصلة على مùستوى الربامج بني التعليم االأSساSسي الذي تقوم مقرراته على افرتاVض تعميم التعليم ا أالويل بينما يقدر العجز يف تغطيته للهوامûش واالأطراف والقرى النائية با أالطر الرتبوية و املوارد املادية لتعليم هوؤالء االأطفال الذين يوجدون بني الùسنة الرابعة واخلامùسة من العمر ب 40 %حùسب التقرير ا أالخري لليونيùسيف-)ماي 2014( -. وهي اأي ضا: اأزمة قيادة تربوية. وافتقاد املنظومة الرتبوية لقيادات اجتماعية حاملة ملûشاريع تربوية وعدم اSستقرار هذه القيادة وكرثة القرارات التي تتناق ض مع روح االإUصالح ذلك اأنه اإذ كانت عûشرية االإUصالح قد حركت التüصورات التقليدية حول الرتبية واأمدت املنظومة الرتبوية املغربية مببادئ جديدة يف فلùسفة االإUصالح و»اإذا كان املخطط االإSستعجايل قد اأدخل الزمن كعنüصر جديد اإىل دفرت حتمالت كل املنخرطني يف عملية االإUصالح «فاإن هذا التغري احلاUصل على مùستوى ا إالحùساSس باالأزمة وعرVض حùسن النية يف االإUصالح ال ميكن اأن يخفي االرتباك احلاUصل يف التعامل مع هذا الرهان من قلب

املوقف الرSسمي نفùسه يف اأكرث من مناSسبة فبعدما قدمت عûشرية االإUصالح كعûشرية للخالUص بالنùسبة للمنظومة الرتبوية وبعدما كرب حلم املجتمع املغربي الذي كان يùستعجل حتقيق نتائج ملموSسة يف حتüصيل اأبنائه خرج قرار وقف العمل ببيداغوجيا االإدماج ومûشاريع أاخرى مرتبطة به من قلب املوقف الرSسمي نفùسه وكاأن ما كان باالأمùس اإUصالحا مل يعد كذلك واإمنا ثبت فùساده لتüصطدم االأحالم الكربى للمجتمع مبطلب التطبيع مع واقع الينفك الفùساد فيه يقوم مقام الفاعلية الداخلية وينوب عنها ويف حلظة االرتباك والتناق ض القüصوى هاته طفا Tشعار االإUصالح اإىل الùسطح جمددا. ومعنى ذلك اأن اجلùسم الرتبوي اخلارج لثوه من غرفة العمليات: عمليات العالج واالإUصالح التي اSستغرقت ثالثة عûشر Sسنة Sسيكون على موعد جديد مع قدر االإUصالحات التي مل حتقق االإUصالح من قبل ليعلق احللم يف حتقيق هذا االإUصالح على القادم من االأعوام اأو القادم من العقود مادام االأمل يف االإUصالح قد اأخد من املغاربة كل هذا االمتداد الزمني الذي يعود به إاىل مرحلة االأحالم الكربى التي تعود به اإىل عهد االSستقالل. ويوؤكد هذا املعطى اأن اإUصالح املنظومة الرتبوية كان على الدوام فوقيا وعلى اأن اأزمة املدرSسة مل تدرSس يف يوم من ا أاليام من قلب املدرSسة نفùسها ومل ينظر اإليها كاأزمة تùستوجب تدخال بيداغوجا يف املقام االأول من اأجل تغيري اأو اإUصالح أاو تعديل املناهج والربامج والتûشريعات اإذ غالبا ما كان النقاTش حول املدرSسة يتوقف مبجرد حدوث التوافق حول املعنى الùسياSسي لالإUصالح دون اأن ميتد هذا النقاTش ليûشمل اجلوانب البيداغوجية لهذه العملية ودون اأن يتم إاTشراك املدرSسة يف تقييم جتاربها الùسابقة من الداخل تقييما ميكن من االحتفاظ بعناUصر القوة يف هذه املنظومة ومراكمتها قüصد االSستعانة بها كلما الحت بوادر االأزمة أاو اخللل اأو اعتمادها يف اإطار خطة اإSستباقية اأو اإUصالح مفتوح يقي املنظومة من الùسقوط جمددا يف االأزمة واالنحüصار. بينما كانت والزالت هذه املحطات االإUصالحية تعاTش يف أاجواء من ا إالحùساSس بالغنب واالنùسحاب والالمباالة الكلية- اأحيانا- من قبل املدرSسني واالإدارة الرتبوية اللذين يüصلهم»االإUصالح«- الذي يتم النزول به اأحيانا اإىل اأدنى مùستوياته - يف Uصورة حذف اأو اإVضافة يف املواد الدراSسية أاو تقليüص يف احليز الزمني املخüصüص لهذه املادة اأو تلك لتبقى املنظومة الرتبوية يف حاجة دائمة إاىل االإUصالح. وباالإVضافة اإىل مûشكل املردودية وعدم اSستقرار القيادة الرتبوية وكرثة القرارات املخالفة لروح االإUصالح فاإن اأزمة املدرSسة املغربية هي : 82

83 اأزمة تخطيط وVضعف يف احلùس االSسرتاتيجي وVضعف االإرتباط بني نظام الوSسائل ونظام الغايات ا أالمر الذي ينعكùس Sسلبا على العالقة بني خمرجات املنظومة الرتبوية ومدخالتها. وينتهي يف الغالب بالتباعد بني النتائج والتوقعات. وSسنة بعد Sسنة اأUصبح املجتمع املغربي الذي كان فرحا مبدرSسته اإىل بداية الثمانينات من القرن املاVضي يüصب جام غ ضبه على»املعلم الذي كاد باالأمùس اأن يكون رSسوال«وبات الكل يتمنى اأن يüصلب يف Sساحة املدرSسة مبا تنطوي عليه هذه االأحكام من Tشحن SسياSسي للمجتمع وجهل باالأSسباب التي رSسمت املاآل الذي اآلت اإليه املدرSسة يف مغرب اليوم. ويف هذا الùسياق الذي توؤطره مقوالت االأزمة واالإختالالت حدث انقالب كبري يف Uصورة املدرSسة لدى فئات واSسعة من املجتمع املغربي بينما اختارت الفئة املتوSسطة»اللجوء الرتبوي«اإىل القطاع اخلاUص هربا من املدرSسة العمومية التي طالها االإهمال. Uصورة املدرSسة العمومية يف املغرب الراهن اإذا كانت املدرSسة هي البوابة الوحيدة للولوج اإىل دائرة الثقافة وتوزيع واإعادة توزيع الرثوات والقيم الرمزية داخل املجتمع املغربي اإىل مطلع الثمانينات من القرن املاVضي واإذا كان الطلب على املنتوج الرتبوي كبريا اإىل هذه الفرتة فاإن اإUصالح 1985 قد قلب Uصورة املدرSسة يف ذهن املغاربة من Uصورة املدرSسة املنتجة للنخبة االإجتماعية والثقافية اإىل املدرSسة املنتجة للعطالة وذلك بعدما بات فك االإرتباط واVضحا بني الûشهادة والوظيفة فاأUصبحت املدرSسة تبدو وكاأنها ذاهلة عن انتظارات املجتمع غري مكرتثة برهاناته. لذلك بات من الùسهل الطعن يف هويتها املعنوية يف جمتمع التبùست لديه الوجهة التي يتوجه إاليها مبطالبه فاأUصبح يتوجه بها اإىل املدرSسة بدل موؤSسùسات الدولة ذات الüصلة بتلك املطالب واأحيانا تتم مطالبة املدرSسة باإUصالح اأخطاء واأعطاب الùسياSسة التعليمية للدولة و مûشاكل واختالالت املجتمع ككل. بل هناك من جعل من املدرSسة العمومية Tشماعة تعلق عليها كل االخفاقات التي عرفتها البالد يف خمتلف املجاالت االقتüصادية واالجتماعية والùسياSسية والثقافية معتربا باأن اإUصالح التعليم هو احلل الùسحري لكل املûشاكل التي يعاين منها املجتمع مبا يحمله هذا الطرح من تüصور مغلوط ملûشاكل املدرSسة ومûشاكل املجتمع يف اآن واحد ( د- حماين أاقفلي (.»وبينما Tشككت العديد من القوى يف جدوى املدرSسة«مند هذه املرحلة العüصيبة ليùس فقط من تاريخ املدرSسة بل من تاريخ البالد ككل - مرحلة الثمانينات وبداية التùسعينات- خرجت املدرSسة العمومية عن Uصمتها خالل هذه املرحلة وحملت Tشعارات

جمتمعية داخل املدارSس واجلامعات مطالبة مبدرSسة املجتمع كبديل ملدرSسة الدولة. ويف إاطار هذا االأفق الغام ض الذي باتت فيه العالقة بني املدرSسة وحميطها االجتماعي والùسياSسي قائمة على قاعدة الüصراع اأUصبح واVضحا باأن بوابة الüصعود اإىل املراتب االجتماعية العليا واملتوSسطة اأUصبحت Vضيقة ومل تعد مفتوحة يف وجه جميع الفئات والûشرائح االجتماعية. وبعدما Sساد اخلطاب الذي يفùسر اأزمة املدرSسة واجلامعة املغربية بعدم مالئمة الûشواهد اجلامعية لùسوق الûشغل تعاظم حجم البطالة التي امتدت- منذ منتüصف الثمانينات- لتûشمل جميع التخüصüصات )الطب والفلùسفة واالقتüصاد..( فد خلت بذلك اجلامعة املغربية يف حلقة تكاد تكون مفقودة اإىل اأواخر العقد االأول من القرن احلايل وهي احللقة التي اتùسمت بüصعوبة االندماج املهني واالجتماعي للخريجني. ومنذ هذه الفرتة بالذات بداأ التدافع بني الفئات االجتماعية من اأجل ظفر اأبنائها مبعدالت توؤهلهم لولوج املعاهد العليا واجلامعات التي الزال روادها يحüصلون على فرUص للûشغل. وقد احتد هذا التدافع خالل الùسنوات اخلمùس االأخرية حيث مل يعد االإقüصاء من ولوج هذه املوؤSسùسات مقتüصرا على اأبناء الفئات الفقرية و املهمûشة- املقüصيون اأUصال قبل التحاقهم باملدرSسة بتعبري بورديو - واإمنا امتد ليûشمل الفئة االجتماعية املتوSسطة التي تùستثمر يف املعرفة من خالل تعليم أابنائها خاUصة رجال ونùساء التعليم مبختلف اأSسالكه واملهندSسون والق ضاة واملحامون ورجال االإعالم واملوظفون الكبار واملتوSسطون وخمتلف املهن احلرة التي يوجد اأUصحابها يف نفùس املùستوى االجتماعي للفئات املذكورة. وقد عرب هذا الوVضع اجلديد عن نفùسه خالل الùسنوات االأخرية من خالل احتجاجات التالميذ الذين مل تûشفع لهم معدالتهم العليا يف الولوج اإىل بع ض الكليات واملدارSس العليا. وبالنتيجة تعاظمت تيارات الهجرة نحو كندا واأوربا والواليات املتحدة ا أالمريكية وروSسيا والüصني و اكرانيا وتونùس والùسنغال.. اإال اأنها مل تعد هذه املرة هجرة Sسواعد مفتولة - بتعبري حممد عابد اجلابري- واإمنا اأUصبحت هجرة عقول مفتولة كلفت البالد أامواال كثرية وSسنوات طويلة من التكوين. وباملوازاة مع ذلك حدث انقالب كبري يف Uصورة املدرSسة و يف اإSسرتاتيجيات التعامل مع املعرفة املدرSسية لدى فئات عري ضة من املجتمع املغربي اكتûشفت ذاتها كموVضوع للندبة وال ضياع داخل املدرSسة العمومية وهي نفùس الفئات الفقرية واملهمûشة التي Sستقوم بتüصدير اأزمة عالقتها مع املعرفة لتüصبح اأزمة منظومة تربوية بكاملها من خالل تنامي ظاهرتي الغûش والعنف املدرSسي 84

85 التي اكتùست بعدا انفجاريا خالل الùسنوات االأخرية. ويف املقابل اختارت الفئات املتوSسطة ما ميكن تùسميته ب»الهجرة اأو اللجوء الرتبوي«اإىل التعليم اخلüصوUصي الذي خلقته من رزقها وعلى حùساب مùستواها املعيûشي بحثا عن مالذ آامن لراأSسمالها البûشري من مدرSسة ال تتوفر فيها مواUصفات الوSسط الرتبوي كاملة. التعليم اخلüصوUصي: املنفى الرتبوي الإختياري للفئات املتوSسطة تفيد العودة اإىل العديد من الدراSسات الùسوSسيولوجية التي تناولت املجتمع املغربي مع كل من»جون واتريبوري«و»رميي لوفو«و»بول باSسكون» pascon «Paul وحممد جùسوSس... باأن الكثري من االأSسئلة التي متùس جوهر العالقة بني الدولة واملجتمع يف املغرب قد ظلت معلقة كما اأن الùسلوك الùسياSسي للدولة اجتاه بع ض مكونات املجتمع وموؤSسùساته قد اتùسم بالغموVض وعدم الثبات على نفùس املواقف يف الكثري من املناSسبات. وتعد الفئات االجتماعية املتوSسطة ب ضعفها وهûشاTشتها من الفئات التي مùست مüصاحلها االقتüصادية والرتبوية خالل العقود الثالثة االأخرية وهي تتعرVض حاليا لعملية بلرتة une prolétarisations الأنها توجد من الناحية االجتماعية يف ما يûشبه قاعة االنتظار للولوج اإىل دائرة الفقر وبعدما كانت املدرSسة العمومية تûشكل جماال حيويا لالSستثمار يف الراأSسمال البûشري بالنùسبة لهذه الفئات فاإن اأزمة املنظومة الرتبوية املغربية قد Vضيقت عليها اخلناق. وحرUصا منها على توفري Tشروط مالئمة لتمدرSس أابنائها فاإن هذه الفئة قد التجاأت بهم اإىل املدارSس اخلüصوUصية وترجع االأSسباب العميقة لهجر املدرSسة العمومية من قبل هذه الفئة التي تلقت تعليمها يف الغالب باملدارSس العمومية اإىل فقدان الثقة يف الùسياSسة املتبعة من قبل الدولة يف جمال التعليم العمومي من حيث هي SسياSسة اأهملت املدرSسة العمومية بقرار SسياSسي غايتها يف ذلك التخفيف من نفقات الدولة يف قطاع اعترب غري منتج بل مùستنزفا للمالية العمومية اأو تüصفية احلùساب- كما ذهبت اإىل ذلك بع ض التحليالت - مع فئة لطاملا TشوTشت على احلقل الùسياSسي. ونتيجة للماآل الذي اختري لها اأUصبحت املدرSسة العمومية كمجال للندرة وكموؤSسùسة تعرف مبا ليùس فيها فاملدرSسة العمومية اإىل حدود الربنامج االSستعجايل هي املوؤSسùسة التي ال ماء وال كهرباء وال مرافق Uصحية فيها. وقد التقطت الفئة املتوSسطة رSسالة الدولة اإىل املدرSسة العمومية مبكرا من خالل املنحى الذي اتخذته SسياSستها يف هذا الباب منذ اإUصالح 1985. واإذا كانت هذه الفئة - التي تتكون

من االأطر العليا واملتوSسطة يف القطاعني العام واخلاUص من حمامني واأطباء ورجال التعليم وذوي املهن احلرة الذين يوجدون يف نفùس املùستوى االإجتماعي الذي توجد فيه هذه الفئات االأخرية اإذا كانت هذه الفئات قد غادرت املدرSسة العمومية فالأنها متلك راأSسماال ال تريد املغامرة به وينطبق عليها يف هذا الباب نفùس الوUصف الذي يوUصف به راأSس املال :»راأSس املال جبان بطبعه«واملقüصود بهذا الوUصف هو الراأSسمال البûشري الذي يتمثل يف اأبنائها. ومن جهته وجد املùستثمرون يف قطاع التعليم اخلاUص يف هذه الفئة زبونا Sسخيا يفاوVض على جودة العروVض املقدمة الأبنائه وال يفاوVض على املقابل املادي لهذه العروVض وذلك هو الùسر يف االأرباح الكبرية التي حققها هذا القطاع الذي اSستفاد من الùسخاء ال ضريبي للدولة فاأUصبح يبدو وكاأنه خارج مراقبتها هذا مع العلم باأن الûضاأن الرتبوي هو Tشاأن دولتي «une» étatique chose وليùس Tشاأن اأفراد وجماعات بتعبري عامل االجتماع الفرنùسي»اإميل دوركامي«. وقد اتخذ ا أالمر Uصورة انفالت من الرقابة االإيديولوجية للدولة اأحيانا فاأUصبحت العديد من الفئات االإجتماعية- بتوجهاتها االأيديولوجية جتد لنفùسها داخل قطاع التعليم اخلاUص العالمة الرتبوية التي تبحث عنها فقد تكون هذه العالمة حداثية وقد تكون حاملة لنفحة اأUصولية وهي العالمة التي اكتùسحت Sسوق التعليم اخلاUص ببالدنا يف الوقت الراهن حتث Uصمت وجتاهل الدولة االأمر الذي يدعو اإىل طرح التùساوؤل التايل : هل ميكن للرتبية اأن تتم خارج الف ضاء املوؤSسùساتي للدولة وبعيدا عن مراقبتها وعلى املùستوى التنظيمي فاإن عددا كبريا من املوؤSسùسات ا خلاUصة يف قطاع التعليم تعمل خارج ال ضوابط القانونية املنظمة للقطاع ذلك اأن اأغلب بناياتها عبارة عن منازل وفيالت معدة للùسكن بالنùسبة للعائالت النووية اإال اأنها تùستقبل اأعدادا كبرية من التالميذ وهو اأمر يدعو اإىل االSستغراب اإذ كيف لفيال villa»من احلجم املتوSسط معدة للùسكن من قبل اأربعة أافراد اأن تùستقبل حمولة عûشرين حافلة مدرSسية وهو عدد التالميذ املùسجلني بها واإىل جانب ذلك فاإن جل هذه البنايات ال تتوفر فيها املواUصفات واملعايري الدولية لالSستعمال كموؤSسùسات تربوية بدءا باملùساحة املخüصüصة لكل تلميذ داخل احلجرة الدراSسية وعدد التالميذ داخل الفüصول الدراSسية وSساحة املدرSسة واملùسافة التي ال تتجاوز نüصف مرت اأحيانا بني التالميذ والùسبورة وانتهاءا بعدم احرتام دفرت التحمالت اخلاUص باملرافق الüصحية والرياVضية. والبيئية والتاأمني على خماطر النقل املدرSسي...اإلخ. 86

87 واإذا كان االآباء ال يرتددون يف تùسجيل اأبنائهم يف هذه املوؤSسùسات فالأنهم يبحثون فقط عمن يراقبهم ويوفر لهم احلماية من خماطر الûشارع العام التي يعاين منها التالميذ الذين يتابعون دراSستهم باملدارSس العمومية ولذلك اأUصبح يف حكم املوؤكد اأن جلوء االأSسر اإىل املدارSس اخلاUصة و االإقبال الكبري على Sساعات الدعم اخلüصوUصي يعكùس االأزمة احلادة للمدرSسة العمومية وهو احد املداخل الرئيùسية لتفùسريها ويوؤكد هذا املعطى - أاي ضا- اأن ا أالمر ال يتعلق مبجرد هجر للمدرSسة العمومية من طرف فئة نûشيطة من التالميذ يتوفر لديها حد اأدنى من Tشروط الدراSسة- على حùساب معيûشة االأSسرة- وتتاح أامامها اإمكانيات كبرية للتميز والرفع من جودة املدرSسة العمومية واإمنا يتعلق بهجرة ثقافة بكاملها قادرة على التاأثري يف البنيات العقلية واملوؤSسùساتية. فعلى مùستوى الذهنيات فاإن هذه الفئة حتمل اأفكارا وتüصورات جديدة حول املعرفة واملدرSسة والنظرة اإىل احلياة ومنظومة القيم االجتماعية والثقافية والùسياSسية بûشكل يجعل من هذه العقلية مدرSسة موازية اأو مدرSسة داخل املدرSسة تùساهم ال حمالة يف نûشر القيم احلداثية وتعميمها. وبانعزال هذه الفئة االجتماعية وهجرها للمدرSسة العمومية اأUصبحنا نûشاهد يف قلب املدن املغربية تقاطبا حادا بني مدارSس عüصرية بثقافة الوافدين عليها واأخرى تبدو وكاأنها امتداد للبوادي يف قلب املدن بتüصورات الوافدين عليها وثقافتهم وقيمهم خüصوUصا واأن االأمر يتعلق بالفعل بفئة اجتماعية غالبية اأبنائها ينحدرون من اأSسر حديثة العهد باحلياة احل ضرية. اأما على املùستوى املوؤSسùساتي فاإن املغادرة»غري الطوعية«للمدرSسة العمومية من قبل الفئات املتوSسطة قد حرمت هذه املوؤSسùسة من فئة ذات ميوالت كبرية اإىل التنظيم وحùسن التùسيري والتدبري واملراقبة والتتبع الûشيء الذي كان باالإمكان اأن يجعل منها رقيبا قويا يف ما يخüص تنفيذ املûشاريع االإUصالحية وTشريكا نûشيطا يف النهوVض باملنظومة الرتبوية لذلك فهي كما اأSسلفت الذكر ال تتفاوVض على اأثمنة العروVض الرتبوية املقدمة اإليها واإمنا تفاوVض على جودتها وقد نقلت القنوات التلفزيونية املغربية يف اأكرث من مناSسبة وقفاتها االإحتجاجية على عدم الرVضى على تردي مùستوى اخلدمات الرتبوية التي تقدم أالبنائها داخل موؤSسùسات التعليم اخلüصوUصي. بينما ترك اأبناء الفئات الفقرية للقدر مع املدرSسة العمومية التي هدمت حتت Vضغط الواقع املطبوع باجلهل واالأمية الذي تعيûشه االأSسر اإىل جانب القرار الùسياSسي الذي مل يكن يتجه Uصوب املدرSسة العمومية اإال لغاية التخفيف من النفقات وVضبط التوازنات املالية. ولذلك ولذلك فاإن

اأزمة املدرSسة العمومية يف بالدنا جتد اأهم حمدداتها ومبادئها التفùسريية يف القرار اأو املوقف الùسياSسي للدولة من التعليم العمومي ويف ما ترتب عنه من انùسحاب مفروVض للفئات املتوSسطة من هذا القطاع. وخالفا لهذا املنطق على مùستوى املقاربة والتحليل توجد الكثري من التفùسريات التبùسيطية النùسحاب الفئة االجتماعية املتوSسطة من املدرSسة العمومية وهي تفùسريات تùستكني للحكم اجلاهز واملùسوق له SسياSسيا وهو اأن ا أالمر يتعلق مبجرد موVضة واإتباع اأو ميوالت بورجوازية اأو Vضعف يف احلùس الوطني حتى ل»فئة انتهازية«!! كما يحلو للبع ض وUصفها واحلال اأن ا أالمر يتعلق- على العكùس من ذلك - بفئة مل تقبل ترك اأبنائها رهينة يف مدرSسة تركت لالأقدار لكي تدبر حالها وهي مدرSسة الدولة بعدما تبخر حلمها و أاملها يف مدرSسة املجتمع. ومعنى ذلك اأن قرار االنùسحاب من املدرSسة العمومية بالنùسبة للفئات املتوSسطة من املجتمع املغربي مل يكن انùسحابا طوعيا بقدرما كان Vضرورة قامت فيها هذه الفئة مبلء البياVض اأو الفراغات التي خلفتها الدولة قي ميدان التعليم نتيجة التعامل معه مبنظور يفتقد اإىل البعد االإSسرتاتيجي يف اإطار SسياSسة عامة مل تكن تعري االهتمام الكامل اإىل االSستثمار يف الراأSسمال البûشري الأنه مل يكن يف يوم من االأيام على راأSس اأولوياتها واحلال اأن الفئات االجتماعية املتوSسطة يف حاجة اإىل الدعم االقتüصادي واالجتماعي الدائم حتى يتùسنى لها القيام بوظائفها االجتماعية والùسياSسية والثقافية كاملة يف احلفاظ على اSستقرار املجتمع وتوازنه ومتاSسكه الهûش ذلك التوازن الذي يهدده تنامي اجلهل وا أالمية باالنهيار يف اأية حلظة. 88