أوراق كارنيغي األزهر في حقبة مابعد الثورة ناثان ج. براون الشرق األوسط I أيلول/سبتمبر 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروك

ملفّات مشابهة
أوراق كارنيغي قضاة مصر في عصر ثوري ناثان ج. براون الشرق األوسط I شباط/فبراير 2012 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروكùسل

اجلريدة الرSسمية العدد )891( مرSسوم Sسلطانى رقم 2009/42 باإUصدار قانون البذور والتقاوى والûشتالت نحن قابوSس بن Sسعيد Sسلطان عمان. بعد الطالع على النظا

تعليق كارنيغي ه`````ل ي```ب```ن```ي ال``ف``ل`` ù ``س``ط``ي``ن``ي``ون دول``````ة حزيران/يونيو 2010 ن``````اث``````ان ج. ب````````راون برنامج كارنيغي لل

أوراق كارنيغي عندما يصبح االنتصار خيارا : جماعة اإلخوان المسلمين في مصر ت واجه النجاح ناثان ج. براون الشرق األوسط I كانون الثاني/يناير 2012 مؤسسة كارن

حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل

نـمو المتعلم

دفرتالأطفال

هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو

البرامج المنفذة خالل شهر محرم 1433 ه

جملة العلوم الرتبوية والنفùسية 41 املجلد 13 العدد 4 ديùسمرب 2012 تطوير أاداة لقياSس فاعلية اإدارة املوارد البûرشية يف م ؤوSسùسات التعليم العام د. حممد

منظمة االأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة مكتب اليونùسكو القاهرة - مüصر بالتعاون مع مكتب اليونùسكو االقليمي للتربية في الدول العربية - بيروت إاSستر

الخطة االستراتيجية لجامعة القاهرة جامعة القاهرة... منارة العلم في مصر ومحيطها اإلقليمي

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني امل

رئيùس جملùس االدارة رئيùس التحرير ملحق اSسبوعي يüصدر عن مƒؤSسùسة املدى لالإعالم والثقافة والفنون العدد ( 2393( الùسنة التاSسعة ا إالثنني )13( Tشباط 20

رؤيتنا : اأ صالة وعاملية.. جودة ومتيز لنكون من أاف ضل اخليارات لدى أاولياء الأمور. رسالتنا : ت سعى مدار س التعل م ل أالخذ بيد الطالب لكت ساب القيم الإ

Guidelines for gender-inclusive language in Arabic_Toolbox/ Self-paced activity: Apply the guidelines to a text تطبيق الوثيقة التي تحتوي على أفضل المم

Diapositive 1

ô ûy ùeéÿg ù éÿg á````«fé``ãdg á```joé` dg IQhó```dG øe 2008 ôhƒàccg/ hcg øjô ûj 5 G á«féÿèdg áhébôdg ôjqé J hc G ôjô àdg 2009 ô`````jgô`````ña/ É````

كارنيغي مؤسسة للسالم الدولي السياسة اخلارجية للرئيس األميركي املقبل كانون الأول/ديùسمرب 2008 تقاSسم العبء يف الûشرق الأوSسط مارينا Gأوتاوي كبري باحثني

أوراق كارنيغي معركة دبي اإلمارات العربية المتحدة والحرب الباردة األميركية اإليرانية كريم سجادبور الشرق األوسط I تموز /يوليو 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

شركة أبو محجوب لإلنتاج اإلبداعي دليل الصحفي

2 ن بذة عن نû ش أاة وتطور ج امعة الدول العربية وموؤتمراتها المنعقدة على مùستوى القمة ) م(

تهنئة باعياد امليالد وراأSس الùسنة اأSسبوعية SسياSسية العدد 1019 اخلميùس 2013/12/26 م - 2 / 2014/1 م - الùسنة احلادية والعûرش ون الثمن 200 فلùس Uص.ب 9

دليل التعامل مع املا شية لتطوير الت صال والإنتاج ورفاهية احليوانات يف منطقة ال شرق الأو سط و شمال اأفريقيا

سياسات اعداد المعلمين وبرامج تطويرهم المهني البلدان العربية إعداد أ.د. سامي عبد ا خصاونة عمان ا ردن ٢٠١٣-٤-٣٠

أعضاء مجلس شعبة الهندسية القيمية ر ئيسا م. عبد العزيز سليمان اليوسفي نائبا م. فرحان قاسم العنزي عضو ا م. عبد هللا زبران الشمراني عضو ا م. عبد الرحمن س

اSسرتاتيجية التوظيف الùسعودية

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية

3rd الثالث EDITION اإلصدار نظرة على اإلعالم العربي نظرة على اإلعالم العربي تحفيز المحتوى المحلي توقعات وتحليالت للا عالم التقل

أوراق كارنيغي القاعدة يف بالد املغرب الإSسالمي: حتد جزائري Gأم تهديد عاملي جان بيار فيليو تهديد القاعدة يف املغرب الإSسالمي يجب Gأن ي واجه عرب زيادة ا

البرنامج الهيدرولوجي الدولي الدورة الثانية والعشرون للمجلس الدولي الحكومي

بسم الله الرحمن الرحيم

SسياSسات احلفاظ علي االأحياء ذات الطراز املعماري املميز ملدينة Sسوهاج كاأحدى املدن املüصرية لتحقيق االSستدامة د. فاطمة عثمان حممد عثمان مدرSس قùسم اال

ورقة قانونية حتليلية حول: انتهاكات حرية الراأي والتعبري واحلريات الإعالمية يف مناطق ال سلطة الوطنية الفل سطينية د. ع صام عابدين - م ؤ س سة احلق 2012

الدورة الرابعة

الدليل التعريفي لبرنامج التحول األول بالمنطقة الشرقية إصدار مجموعة التواصل للتجمع الصحي األول بالمنطقة الشرقية

1 اإلدارة الداخلية للجمعيات األهلية يف لبنان دليل التدريب واملعلومات 2010 وزارة الûشƒؤون االجتماعية برنامج االمم املتحدة االمنائي مûرشوع بناء القدرات

1565

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

تاثير فراق االبوين على االطفال من خالل التعبير الفني في رسومهم الفüصل االول : مûشكلة البحث: م```ر الع```راق وم```ا يزال بالزم```ات املتتالية الت```ي ت

حمتويات الدليل رقم الصفحة م املوضوع

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

مركز كارنيغي للشرق األوسط إمساك نظام األسد بالدولة السورية تموز/ يوليو 2015 خضر خض ور

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

العدد )2221( الùسنة التاSسعة رئيùس جملùس االدارة رئيùس التحرير ء فخري كرمي االحد )14( اآب 2011 ملحق يعنى باآخر االUصدارات احلديثة في العامل يüصدر عن م

أزمة المدرسة العمومية وخيار اللجوء التربوي للفئات المتوسطة

أخبار األردنية نشرة إخبارية شهرية تصدر عن وحدة اإلعالم والعالقات العامة والثقافية الجامعة األردنية - العدد )493( آب 2014 شوال 1435 ه

د ر و س ف ق ه ي ة ا ل ث ان ي ا ل ثان وي

تجربة السقوط الحر

الذكاء

-author

كلية العلوم الطبية التطبيقية اتصاالت الكلية جهة االتüصال: عميد الكلية الوظيفة: عميد الكلية ت: حتويلة: )20213( ف: حتويلة: )20171(

اأSسبوعية SسياSسية العدد 1098 اخلميùس 2015/11/12 م /11/19 م - الùسنة الùسادSسة و العûرش ون الثمن 300 فلùس Uص.ب 9966 املوقع على االنرتنت

حوامتة : الüصراع يف الûشرق االأوSسط وال``ب`لاد العربية اأSسبوعية SسياSسية العدد 1073 اخلميùس 2015/4/9 م /4/16 م - الùسنة الثالثة و العûرش ون الث

Microsoft Word - حلقات 2الجودة لمدير التعليم مشروع نهائي عائشة.docx

رئيùس جملùس االدارة رئيùس التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف اSسبوعي يüصدر عن جريدة املدى العدد ) 2520 (الùسنة التاSسعة - االربعاء )27( حزيران 2012 m a n a

العدد الثاين يف اختتام فعالياته مؤتمر جودة التعليم العالي يوجه رسالة شكر وتقدير إىل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي املؤتمر ويوصي

مر سوم سلطاين رقم 81/53 باإ صدار قانون ال صيد البحري وحماية الرثوة املائية احلية نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم

ء رئيùس جملùس االدارة رئيùس التحرير العدد )2794( الùسنة العاTشرة االحد )12( اأيار 2013 WWW. almadasupplements.com ملحق يعنى باآخر االUصدارات احلديثة ف

نشرة إعالمية - دائرة العالقات العامة واإلعالم - جامعة السلطان قابوس العدد )211( 20 مارSس 2011 اندو ع مان.!

واقع التعليم المهني والتقني ومشكلاته في الوطن العربي : دراسة حالة الجمهورية العربية السورية

47 ملحق العدد: الخميس 7 أغسطس 2014 قانون رقم )27( لùسنة 2014 باإUصدار قانون اإيجار العقارات نحن حمد بن عيùسى آال خليفة ملك مملكة البحرين. بعد ا

تقرير عن عملية اعادة االعامر اثر حرب متوز 2006 درا سة حالة: امل ساكن والبنى التحتية

جملة العلوم الرتبوية والنفùسية 513 املجلد 13 العدد 2 يونيو 2012 فاعلية دورة التعلم اخلماSسية يف تنمية املفاهيم العلمية وعمليات العلم وحب GلSستطالع لدى

مركز كارنيغي للشرق األوسط آذار/ مارس 2017 تعيق المشاغل كيف األمنية اإلقليمية الحوكمة في شمال شرق سورية خضر خض ور

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

جملة العلوم الرتبوية والنفùسية 359 املجلد 14 العدد Sسبتمرب واقع اSستخدام حقيبة Gإنتل letni التدريبية من وجهة نظر طلبة التاأهيل الرتبوي املتدربن

م ساعدة الأ شخا ص املت ضررين ب سبب النزاع امل سلح وحالت العنف الأخرى موجز

مـــــن: نضال طعمة

التقديم الإلكتروني

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

Magazine No. 23- A

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

-author

وزارة التربية والتعليم مجلس االمارات التعليمي 1 النطاق 3 مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي Ministry of Education Emirates Educational Council 1 Cluster

تعلم للحياة والعمل واإلتقان 1 الئحة المعادالت واالنتقال من النظام الفصلي إلى المقررات

نظرية الملاحظة

الإمارات العربية املتحدة وزارة ش ؤوون مجل س الوزراء الأمانة العامة ملجل س الوزراء دليل اأعمال نظام جمل س الوزراء يناير 2010

دليل تصميم امللصق الغذائي األنظمة املتبعة يف الواليات املتحدة األمرييكية _ اإلحتاد األوروبي _ كوديكس _ اوسرتاليا ألحة تدقيق 1

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

Joint Annual Meetings of

المملكة العربية السعودية الطبعة الثالثة 1433 ه م

افتتاحية العدد

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

أاعمال الر سل 507

Morgan & Banks Presentation V

الجامعة الأردنية

اخلميùس / 16/ الùسنة الùسابعة والعûرشين العدد )44( الثمن )2( نقفة تüصدر أايام الثالثاء واخلميùس واجلمعة والùسبت عüصب : احياءاليوم العاملي للùسك

حقيبة الدورة التدريبية التخزين السحابي Google Drive حقيبة المتدربة إعداد املدربة : عزة علي آل كباس Twitter 1438 ه

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

حûشد يهنئ: مبناSسبة الذكرى الùسابعة واالربعني النطالقة اأSسبوعية SسياSسية العدد 1110 اخلميùس 2016/2/25 م /3/3 م - الùسنة الùسادSسة و العûرش ون ا

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

digital AVENIR EMPLOI Uص 2 البويرة انتûشار Sسريع للتهاب الكبد الفريوSسي "البوUصفاير" عبد العايل رزاقي : فتح التحقيقات يف الفùساد جاءت بطلب من اجليûش ا

PowerPoint Presentation

مر سوم سلطاين رقم 94/102 باإ صدار قانون ا ستثمار راأ س املال الأجنبي نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم 75/26 ب إاUص

PowerPoint Presentation

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

النسخ:

أوراق كارنيغي األزهر في حقبة مابعد الثورة ناثان ج. براون الشرق األوسط I أيلول/سبتمبر 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروكùسل

األزهر في حقبة مابعد الثورة ناثان ج. براون الشرق األوسط I أيلول/سبتمبر 2011 مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واTشنطن موSسكو بيجينغ بريوت بروكùسل

2011 موؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدويل. جميع احلقوق حمفوظة. مينع نùسخ اأو نقل اأي جزء من هذا املنûشور بÉأي Tشكل اأو بÉأي وSسيلة من دون احلüصول على اإذن خطي من م ؤوSسùسة كارنيغي. يرجى توجيه الطلبات اإىل: مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي قسم املنشورات 1779 Massachusetts Avenue, NW Washington, D.C. 20036 United States P +1 202 483 7600 F +1 202 483 1840 CarnegieEndowment.org info@carnegieendowment.org أوإلى العنوان التالي: مركز كارنيغي للشرق األوسط برج العازارية الطابق اخلامس رقم املبنى 2026 1210 شارع األمير بشير وسط بيروت التجاري بيروت. لبنان تلفون: 961 1 991 291 فاكس: 961 1 991 591 ص. ب: - 11 1061 رياض الصلح www.carnegie-mec.org info@carnegie-mec.org ميكن حتميل هذا املنûشور جمانا من املوقع: http://www.carnegieendowment.org تتوفر أيضا نسخ مطبوعة محدودة. لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي: pubs@carnegieendowment.org

املحتويات متهيد... 1 الüصراع حول الدين والدولة يف حقبة مابعد الثورة... 3 ما هو الأزهر وملاذا هو هام 4...////////////////////////////////////////////////////////... كيف تتم إادارة الأزهر 6...//////.../////////... الأزهر والثورة 9... الروؤى املتباينة للأزهر... 11 وSسطية الûشيخ... 12 الليرباليون و»وثيقة الأزهر«... 13 التقليديون املتûشددون... 14 جماعة الإخوان املùسلمني والأزهر... 16 امل ضاعفات على مüصر... 17 ملحظات... 19 نبذة عن املوؤلف 22... موؤSسùسة كارنيغي للùصلم الدويل 24...

متهيد يبدو اأن جميع القوى الùسياSسية يف مüصر مت فقة على Vضرورة جعل املƒؤSسùسة الدينية الرئيùسة يف البالد اأي االأزهر اأكرث اSستقالال عن النظام. لكن هذا االتفاق م ضل ل جدا فهو يخفي Uصراعا داخل ا أالزهر وبني القوى الùسياSسية الرئيùسة على دوره يف املجتمع املüصري. ف`االأزه`ر ال``ذي هو يف ج`زء منه مùسجد وجامعة ومركز للبحوث الدينية واملعرفة قد يكون العنüصر الرئيùس - وبالتاأكيد االأهم - يف جمم ع الدولة والدين يف مüصر. متتلك مüصر اأجهزة بريوقراطية كبرية جدا تûشابك بني الدين والدولة. ال اأحد يف مüصر يجادل للفüصل بني الدين والدولة واخلالف هو حول الûشروط والوSسائل التي Sسوف يتفاعالن من خاللها. اجلميع يف االأزهر يريد له أان يüصبح اأكرث موثوقية واحرتاما ومùستقال بذاته لكن ثم ة خالفات حادة حول كيفية حتقيق ذلك ومدى نطاق نفوذه. وثمة مناقûشة مماثلة خارج اأSسوار االأزهر حيث يتم التعبري على نطاق واSسع عن الدعوة اإىل جعل املƒؤSسùسة أاكرث اSستقالال ولكن الأSسباب خمتلفة جدا. النتيجة االأكرث ترجيحا لهذا الüصراع مابعد الثورة هي وجود دولة متاأث رة بالدين ولكنها ليùست دولة دينية على النمط االإيراين. وتƒؤد ي الروؤى املتباينة ملا يعنيه ذلك إاىل معركة SسياSسية اليتم خوVضها على مùستوى اجلدال الفلùسفي املجر د بل على اخللفية املùسهبة جدا للüصياغة القانونية. وقد بداأت هذه العملية بالفعل وSست طر ح بقوة على أاجندة الربملان اجلديد. قد يكون الأزهر العنüصر الرئيùس - وبالتاأكيد الأهم - يف جمم ع الدولة والدين يف مüصر 1

الüصراع حول الدين والدولة يف حقبة مابعد الثورة متث لت النتائج االأكرث اإثارة لثورة مüصر حتى االآن يف رحيل رئيùسها حùسني مبارك الذي ق ضى ردحا طويال من الزمن يف احلكم ويف تول جملùس عùسكري للùسلطة ويف الوعد ب إاجراء انتخابات برملانية ورئاSسية واإعادة احلكم املدين ووVضع دSستور جديد. تùستقطب عملية اإعادة بناء النظام الùسياSسي يف البالد اهتماما ميكن تربيره. بيد أان مايحدث يف مüصر يتجاوز ذلك بكثري. فهناك انهيار الرئاSسة املùستبد ة واملتغطرSسة واالنخراط املتزايد لقطاعات واSسعة من الùسكان يف احلياة الùسياSسية والبيئة الùسياSسية الغام ضة التي تتيح جلميع اأنواع الهيئات املüصرية التملü ص من Sسيطرة الدولة. كانت عالئم االVضطراب واVضحة يف وSسائل االإعالم التابعة للدولة ويف اجلامعات ويف الùسلطة الق ضائية. وكان ثم ة معارك تلوح يف االأفق حول دور تلك اجلهات يف مüصر مابعد الثورة. Uصحيح اأن بع ض التغيريات كانت تختمر حتى قبل انتفاVضة يناير لكن منذ اSستقالة مبارك القùسرية اأUصبحت اجلهود املبذولة الإعادة تكوين مƒؤSسùسات عديدة واأSساليب اإجناز االأمور اأكرث جراأة وغالبا من دون اأن تثري االهتمام بùسبب الدراما الùسياSسية املهيمنة على انهيار نظام Sسلطوي. من الùسهل التفكري يف كل هذه التغييرات من حيث عالقتها قد تلعب املوؤSسùسات الهامة يف احلياة املüصرية اأدوارا خمتلفة جدا عما كان عليه احلال يف املاVضي بطريقة رمبا من الüصعب توق عها وقد لتكون عامل يف اإرSساء الدميقراطية دائما. باملزيد من احلرية والليبرالية والدميقراطية. فهذا هو بال ضبط ماينطوي عليه االأمر يف كثري من ا أالحيان حيث يكافح الüصحافيون من اأجل مزيد من االSستقاللية ويحاول العمال تنظيم Uصفوفهم وتندفع االأحزاب الùسياSسية للحüصول على تراخيüص. لكن احلكاية يف مüصر اليوم اأكرث تعقيدا. فقد تلعب املƒؤSسùسات الهامة يف احلياة املüصرية اأدوارا خمتلفة جدا عما كان عليه احلال يف املاVضي بطريقة رمبا يكون من الüصعب توق عها وقد التكون عامال يف اإرSساء الدميقراطية دائما. اأUصبح حتديد العالقة بني الدين والدولة عنüصرا مركزيا يف الüصراع حول التحو ل الùسياSسي يف مüصر. فقد ت ر ك ز الكثري من االهتمام الدول على املجال االنتخابي لùسبب مفهوم حيث تطفو على الùسطح احلركات االSسالمية التي قمعت على مدى عقود وتقوم بتûشكيل أاحزاب SسياSسية. لكن يف حني أان االنتخابات والربملان الذي Sسينتج عنها Sستكون موقعا هاما للüصراع فاإن وجود جهاز بريوقراطي كبري جدا يûشبك بني الدين والدولة يف البالد ميث ل مكانا اأقل اإثارة ولكن حيويا للنقاTش بالقدر نفùسه. فالدين جزء من املناهج التعليمية واالإذاعية والعديد من املùساجد يف البالد مملوكة للدولة وتدار من 3

الأزهر يف حقبة مابعد الثورة خالل وزارة ا أالوقاف وتüصدر دار االإفتاء فتاوى للفعاليات الرSسمية عندما يطلب إاليها ذلك. لكن رمبا يكون االأزهر هو العنüصر املركزي وبالت أاكيد العنüصر االأهم يف جممع الدولة-الدين. بداأت املƒؤSسùسة قبل اأكرث من األف عام كمùسجد ومركز هام للتعليم االإSسالمي. أاما اليوم فاالأزهر هو اأكرث من جمر د كونه مùسجدا اإنه االآن أاحد كيانات الدولة الذي منا ليüصبح عمالقا يدير أاجزاء كبرية ومتنو عة من اجلهاز الديني والتعليمي يف البالد. وغداة الثورة املüصرية يجري نقاTش هادئ ولكن مكث ف بûساأن إادارة ا أالزهر يف البالد وهيكله والدور الذي يلعبه يف احلياة العامة. ال اأحد يجادل يف مüصر لüصالح الفüصل بني الدين والدولة بل تتمحور اخلالفات حول الûشروط والوSسائل التي Sسيتفاعل من خاللها الطرفان. ثمة توافق ظاهري يف االآراء على وجوب اأن يüصبح االأزهر اأكرث اSستقالال لكن املûشاركني يف هذا االتفاق الظاهري واعون خلالفاتهم اأكرث من القواSسم املûشرتكة يف مابينهم ولùسبب وجيه. فهم لديهم ر ؤوى متباينة بûشكل حاد لكيفية اإدارة االأزهر والدور الذي يجب اأن يلعبه يف املجتمع والùسياSسة املüصريني. ونظرا إاىل مركزية االأزهر فاإن نتيجة الüصراع بني هذه الروؤى Sستûشك ل بüصورة عميقة دور الدين يف احلياة العامة املüصرية. اأUصبح حتديد العلقة بني الدين والدولة مركزيا يف الüصراع حول التحو ل الùسياSسي يف مüصر. ما هو الأزهر وملاذا هو هام يùستخدم املüصريون يف بع ض االأحيان مüصطلحات»اجلامع االأزهر«أاو»جامعة االأزهر«لالإTشارة اإىل جممع املƒؤSسùسات املرتبطة به. 1 وبطبيعة احلال ف إان اجلزء االأقدم هو املùسجد نفùسه الذي بني يف القرن العاTشر على يد )من املفارقات بالنùسبة إاىل رمز التعليم الديني الùسن ي( الùساللة الفاطمية الûشيعية. وقد ارتبطت باالأزهر جامعة Tشاملة منذ العام 1961 عندما متت اإVضافة جمموعة من الكليات املدنية )غري الدينية( بعد اأن كان التعليم العال يف ا أالزهر حتى ذلك احلني Tشامال لكن مكرS سا حüصرا للدراSسات االإSسالمية. باالإVضافة إاىل التعليم العال تûشرف مƒؤSسùسة االأزهر على Tشبكة وطنية من املدارSس ت ضم حواىل مليوين طالب تعل م الطالب مزيجا من املناهج العلمانية والدينية. ويف حني تت ضاءل تلك الûشبكة اأمام نظام املدارSس العامة العادية ف إانها مع ذلك تثقف قùسما كبريا من الùسكان. غري اإدخال الكليات املدنية )غري الدينية( يف اجلامعة من طبيعتها لكنه رمبا مل ي ق ض على التلو ن الديني فيها اإذ ي طل ب من الطالب املüصريني الذين يرغبون يف االن ضمام اإىل االأزهر اجتياز اختبار»الثانوية ا أالزهرية«بدال من امتحان»املدرSسة الثانوية العامة«الذي يعطى لطالب ا أالنظمة املدرSسية

ناثان ج. براون االأخرى. يت ضم ن االختبار جرعة كبرية من املوVضوعات الدينية. والتعليم يف جامعة ا أالزهر يفüصل بني اجلنùسني اأكرث )هناك فروع منفüصلة للرجال والنùساء( على عكùس غريها من اجلامعات املüصرية احلكومية حيث يكون الفüصل بني اجلنùسني عندما يحدث غري رSسمي اإىل حد كبري. باالإVضافة اإىل االأجهزة التعليمية امللحقة باالأزهر ي رك ز بع ض العلماء واجلهات البحثية داخل املƒؤSسùسة على املعرفة الدينية. واأبرز واأهم هذه اجلهات جممع البحوث االإSسالمية الذي يخفي اSسمه املرتبط بالكتب والبحث دورا SسياSسيا هاما. فاملجمع معروف باإUصدار الفتاوى وعندما يفعل ذلك فاإنه يتحدث على نحو فع ال باSسم املƒؤSسùسة. ويف حني كان للدولة املüصرية جهاز خمüص üص الإUصدار الفتاوى الأكرث من مائة Sسنة يûشتهر جممع البحوث االإSسالمية يف ا أالزهر بتوفري طائفة من االإجابات اأكرث علما واأقل اإذعانا مما توفره البريوقراطية املعي نة اأي دار ا إالفتاء التي ير أاSسها مفتي الدولة. ويف الواقع اليخفي بع ض اأع ضاء جممع البحوث االإSسالمية ازدراءهم من دار ا إالفتاء معتربين اأنها يف جوهرها املحامي االإSسالمي عن النظام حيث تقوم عن طيب خاطر بفربكة التفùسريات التي يحتاجها احلكام يف اأي حلظة معينة. ميكن لالأزهر اأن يƒؤكد اأهميته الرمزية وبتاأثري عملي حقيقي اأحيانا بطرق عديدة اأخرى كذلك. فرئيùس املƒؤSسùسة Tشيخ االأزهر يتم تعيينه بûشكل فعلي طيلة حياته بوUصفه املùسƒؤول الديني الرائد يف البالد ومتنحه جمموعة من الهياكل امللحقة مبكتبه دورا وطنيا وعامليا بارزا. كما تلعب املƒؤSسùسة دورا غام ضا من الناحية القانونية يف الرقابة الثقافية اإذ يقوم الباحثون يف جممع البحوث االإSسالمية مبراجعة املنûشورات وقد ع ر ف عنهم اأنهم Uصن فوا بع ضها على اأنها مùسيئة لتعاليم االإSسالم. ويف حكم مثري للجدل Uصدر يف العام 1997 اأVضفت املحكمة ا إالدارية العليا يف مüصر بع ض القوة على هذه التüصنيفات حيث Sسمحت لالأزهر بفرVض رقابة على املنûشورات التي يريدها. ويعرب االأزهر كذلك عن اآرائه بûساأن وSسائل البث االإعالمي لكن انتûشار الف ضائيات جعل الرقابة اأكرث Uصعوبة. ينبغي التاأكيد على وجود Tشعور قوي بالهوية والرSسالة داخل املƒؤSسùسة نفùسها ورمبا مùستوى من الكرامة من Tساأنه اأن يجعل جامعة برنùستون اأو يال تذوب خجال. فعلماوؤها ي قد مون أانفùسهم وكاأنهم Uصوت Vضمري املجتمع وينظرون اإىل مƒؤSسùستهم على اأنها تلعب دورا اأبويا وت وج ه مüصر وحتمي مüصالح Tشعبها. كما اأن طالب ا أالزهر يعتربون اأنهم يتعل مون يف واحدة من أاقدم املƒؤSسùسات االإSسالمية واأكرثها احرتاما يف العامل ولدى علمائه Tشعور قوي باأنهم يعملون يف اأكرث املƒؤSسùسات االإSسالمية هيبة ورSسوخا يف مüصر وحتى يف العامل ويتüصر ف Tشيخه باعتباره رمزا رائدا للدين يف البالد. وترحب املƒؤSسùسة بالطالب والزوار من دول العامل والûشيخ يùساعد اأحيانا كم ضيف لكبار الûشخüصيات االأجنبية الزائرة. ويف حني اأن جميع موظفي االأزهر Sسيùسارعون اإىل توVضيح حقيقة اأنه ليùس يف االإSسالم الùسن ي كهنوت اأو اأي عامل اأو مùسƒؤول ميكنه أان يعطي تفùسريات حمددة وموثوقة

الأزهر يف حقبة مابعد الثورة للعقيدة االإSسالمية اإال أانهم مع ذلك يعتربون اأنفùسهم بهدوء اأكرث خربة وعلما من Sسواهم ويتوقعون مùستوى من االحرتام لقدرتهم على التحدث باSسم الدين يف احلياة العامة. ويف الواقع اإن مكانة املƒؤSسùسة املميزة تربط التعل م باللباSس: علماوؤها يرتدون زيا مميزا يجعل التعرف عليهم Sسهال حتى يف املحافل الدولية. هيبة ا أالزهر تت جه نحو عالقة معق دة ومتناق ضة مع احلركات االإSسالمية يف البالد. فعلى مدى جزء كبري من الفرتة التي انق ضت منذ عودة ظهور احلركات ا إالSسالمية يف مüصر يف Sسبعينيات القرن املاVضي يبدو اأن ثمة Uصلة قوية بني ا أالزهر وبني احلركات االإSسالمية )خاUصة جماعة االإخوان املùسلمني ولكن حتى يف بع ض االأحيان بع ض التوجهات االأكرث Sسلفية(. فقد دعت جماعة االإخوان اإىل دور عام اأقوى ل أالزهر )وهي لها مƒؤيدوها داخل املƒؤSسùسة( واSستنكرت حماوالت مùسƒؤولني SسياSسيني بارزين جلعلها تتبع خطا رSسميا. وقد ان ضم بع ض علماء هيبة الأزهر تت جه نحو علقة معق دة ومتناق ضة مع االأزهر اإىل جماعة االإخوان املùسلمني. والتقتüصر االرتباطات على االإخوان: فهناك يف داخل املƒؤSسùسة م ن يتبن ون مقاربة احلركات الإSصلمية يف البلد. Sسلفية Uصارمة ونüصي ة. بيد أان ثمة جانبا تنافùسيا يف العالقة مع احلركات االإSسالمية اأي ضا اإذ اأن قيادة االإخوان املùسلمني التتûشك ل من علماء دين بل من اأTشخاUص ذاتيي التعليم يف املùسائل الدينية. والبع ض داخل االأزهر ينظرون اىل بروز االإخوان بوUصفه اأحد مظاهر تهميûشهم وهم يûشريون اإىل اأنه لو ق د ر لالأزهر اأن يùستعيد مايعتربونه Uصوته القوي واملùستقل بûشكل Uصحيح فقد اليلجاأ املüصريون اإىل االإخوان لالSسرتTشاد ب آارائهم. االإSسالميون خارج املƒؤSسùسة - اأحيانا داخل جماعة االإخوان املùسلمني ويف كثري من االأحيان يف Uصفوف الùسلفيني - يوVضحون أانه قد مت جزئيا اSستلحاق املƒؤSسùسة وباتت تابعة ملùسƒؤولني SسياSسيني رفيعي املùستوى وهم غالبا ماينظرون نظرة خاUصة متûشككة اإىل الûشيخ ويعتربون اأن Uصاحب املنüصب م عني بدوافع SسياSسية. كيف تتم اإدارة الأزهر قانون العام 1961 الذي اأعاد تنظيم االأزهر مل ي وSس ع املƒؤSسùسة وحùسب بل وVضعها اأي ضا على نحو اأكرث حزما حتت Sسيطرة الùسلطة التنفيذية للدولة املüصرية. قبل العام 1961 عمل االأزهر باعتباره مƒؤSسùسة مùستقلة مع وجود عالقة وثيقة ولكن غري مùستقر ة مع الدولة املüصرية. وقد Uصدرت القوانني التي تنظ م عمليات االأزهر مرات عدة منذ أاواخر القرن التاSسع عûشر وكان الûشيخ ي عني رSسميا من ق ب ل احلاكم الذي اهتم بûشاغل هذا املنüصب. اجلوانب الرئيùسة

ناثان ج. براون الإدارة املƒؤSسùسة كانت يف يد جملùس من كبار العلماء يùسم ى»هيئة كبار العلماء«. وكان هذا املجلùس مùسƒؤوال عن اإرSسال اأSسماء اإىل احلاكم لتعيينهم رSسميا )قد يختار هذا االأخري Tشخüصا اآخر غري خيارهم ا أالول وقد يعزل حتى Tشاغل املنüصب يف بع ض االأحيان(. وتتمتع املƒؤSسùسة ببع ض االSستقاللية املالية من خالل Sسلùسلة من الهبات اخلاUصة على الرغم من اأنه مت وVضع هذه الهبات حتت املراقبة والùسيطرة املتزايدة للدولة. وقد مال حكام مüصر اإىل التعامل مع ا أالزهر بقليل من احلذر وزج وا باأنفùسهم يف Tشƒؤونه الداخلية بûشيء من الرتد د. لكن يف العام 1961 مت التخل ي عن احلرج كله. يف ذلك العام مت اSستبدال هيئة كبار العلماء مبجلùس من كبار مùسƒؤول االأزهر مبن فيهم عمداء الكليات العلمانية التي اأنûشئت حديثا. كما اأVضيف بع ض مùسƒؤول احلكومة اإىل ع ضوية هذا املجلùس. ومتت زيادة درجة االإTشراف احلكومي املال وا إالداري ووV ض ع تعيني الûشيخ يف يد رئيùس اجلمهورية. كان قانون العام 1961 املحاولة االأكرث طموحا من ق ب ل حكام مüصر يف مرحلة مابعد العام 1952 لوVضع االأزهر حتت Sسيطرتهم لكن جانبني اآخرين من اإدارة االأزهر اأVضعفا اأكرث موقع املƒؤSسùسة. االأول هو اأنه مت وVضع ا أالوقاف الدينية بûشل كامل حتت Sسيطرة وزارة ا أالوقاف )وهي العملية التي بداأت يف القرن التاSسع عûشر اإال اأن النظام الناUصري اSستوىل عليها بقوة(. ومتث ل تاأثري هذه اخلطوة يف تقوي ض االSستقالل املال لالأزهر الأنه مل ي ع د يùسيطر على االأموال التي مت تخüصيüصها لدعم أانûشطته. والثاين هو اأنه يف Sسلùسلة من التحر كات مت ربط مكتب Tشيخ ا أالزهر مبكتب رئيùس الوزراء بدال من الرئيùس. هذا مل يدخل عنüصرا من االإTشراف احلكومي فقط بل اعت رب اأي ضا من جانب احلريüصني على هيبة املƒؤSسùسة اإهانة لكرامتها. وكما قالت ل Tشخüصية دينية يف Tشهر متوز/يوليو يجب اأن يكون Tشيخ االأزهر الثاين من حيث مراSسم التûشريفات بعد الرئيùس. وSسخر من فكرة اأن تقل بات نتائج االنتخابات يجب أان تƒؤث ر يف اجتاه االأزهر كما لو اأنه يتعني اأن يكون لرئيùس وزراء ليربال اأو لوزير ا أالوقاف بع ض الùسيطرة على علم املƒؤSسùسة. مل يتم اإخ ضاع االأزهر وحùسب بل جرت اإهانته. مت اإنûشاء دار االإفتاء يف أاواخر القرن التاSسع عûشر لذلك رمبا مل تكن تلك اإهانة جديدة ملكانة االأزهر. لكن يف العقود االأخرية بدا اأن النظام يùستخدم تعيني املفتي كثقل موازن لûشيخ االأزهر. وغالبا ماكان النظام ينظر اإىل املفتي كûشخüصية اأكرث قبوال البل كان احلكام يعمدون اإىل نقل املفتني الذين كانوا مرتاحني لهم )الûشيخ احلال وSسلفه كالهما Tشغل منüصب املفتي( اإىل رئاSسة مƒؤSسùسة االأزهر االأكرث مûشاكùسة. حاول النظام اإVضعاف دور االأزهر بطرق اأخرى اأي ضا. على Sسبيل املثال كان جملùس الوزراء قبل الثورة يùستكûشف Sسبل حتويل بع ض االإTشراف على Tشبكة مدارSس االأزهر من املƒؤSسùسة نفùسها اإىل وزارة الرتبية والتعليم واملحافظني. اأ خ ض عت جامعة االأزهر اأي ضا اإىل القيود نفùسها التي مت تطبيقها على غريها من مƒؤSسùسات التعليم

الأزهر يف حقبة مابعد الثورة العال. ومت التخلي عن انتخابات املناUصب االإدارية ا أالكادميية يف كل اجلامعات املüصرية يف Sسنوات حكم مبارك. وعلى الرغم من ذلك كانت انتخابات احتاد الطلبة جت رى ولكن كان ي نظ ر اإليها على نطاق واSسع على اأنها مزورة. ووUصف طالب ا أالزهر الذين التقيتهم يف العام 2011 احلرم اجلامعي باأنه كان خاليا من النûشاط الùسياSسي. )مع هذا مت تنظيم تظاهرة فنون الرياVضات القتالية من ق ب ل بع ض الطالب املرتبطني باالإخوان يف العام 2006 ما اأد ى اىل Sسلùسلة من االعتقاالت(. كانت النتيجة مƒؤSسùسة خاVضعة اإىل Sسيطرة النظام. بيد أانها مل تكن اأبدا حتت الùسيطرة الكاملة للنظام ففي بع ض النواحي اأد ت اإUصالحات العام 1961 اإىل هدنة غري مùستقرة تعايûشت فيها اأدوات هيمنة النظام بûشيء من االSستقاللية مع من هم داخل االأزهر. وبدت املƒؤSسùسة خائفة يف ذروة الناUصرية حيث بداأ بع ض العلماء ا أالزهريني يف Sستينيات القرن املاVضي بنûشر مقاالت مطيعة ولكنها عرVضة اإىل النùسيان تûشرح التطابق بني التعاليم ا إالSسالمية وما كانت اآنذاك االإديولوجية الرSسمية اأي القومية العربية واالTشرتاكية. ومع ذلك وفيما اأعاد النظام تقومي اأSساSسه ا إالديولوجي بüصورة تدريجية يف اجتاه ديني وجد االأزهر هامûشا اأكرب قليال للمناورة. فبد أا علماء الدين الذين تدر بوا يف االأزهر بلعب دور بارز يف احلياة العامة حتى ولو كانوا يفتقرون اإىل موقع رائد )اأو حتى اإىل التوظيف على االإطالق( داخل املƒؤSسùسة. وداخل االأزهر نفùسه قامت جمموعة من العلماء يطلقون على اأنفùسهم اSسم»جبهة علماء االأزهر«وهي جمعية م عرت ف بها تاأSس ùست يف الùستينيات ورك زت بûشكل كبري على االأمور االجتماعية بتحديد مواقف من الق ضايا العامة التي كانت تنتقد الùسياSسات الرSسمية. وبحلول تùسعينيات القرن املاVضي اأUصبح ي نظ ر اإىل اجلبهة على أانها Uصوت معارVض بûشدة. كما اأUصبح جممع البحوث االإSسالمية أاكرث بروزا وبدا اأقل مباالة بالùسلطات الùسياSسية يف اإUصدار الفتاوى حول الق ضايا 2 ذات االهتمام العام. اإن وUصف الوVضع الناTشئ على اأنه»هدنة«بني النظام وبني االأزهر ينطوي على مبالغة. اأوال كان هناك دليل على وجود جدل واSسع وتوتر داخل ا أالزهر نفùسه حيث كانت اجلبهة تûشتبك بûشكل متكر ر وواVضح مع الûشيخ وحيث جممع البحوث االإSسالمية نفùسه الي عترب حليفا موثوقا لزعيم هذه املƒؤSسùسة املعني حتى اإن مل يكن ينتقده كثريا بûشكل مباTشر. ويف الوقت نفùسه رمبا مل يكن النظام يعترب العالقة مùستقرة حيث حتر ك حلظر اجلبهة يف العام 1998 وجنح بعد Sسلùسلة من املûشادات القانونية يف 3 تقليüص املنظمة اإىل جمر د موقع على Tشبكة االإنرتنت. Sسعى نظام مبارك اأي ضا اإىل Vضمان أان يتم توجيه املƒؤSسùسة بواSسطة Tشخüصية موثوق بها كûشيخ لها. ويف العام 1996 نقل النظام املفتي حممد Sسيد طنطاوي إاىل املنüصب. ويف حني كان طنطاوي عاملا كبريا وحمرتما فاإن تفùسرياته للتعاليم االإSسالمية بûس أان الق ضايا الùسياSسية أاو االجتماعية اأو االقتüصادية جديرة باملالحظة بùسبب طبيعتها املتحررة نùسبيا ف ضال عن حماباتها لرغبات النظام.

ناثان ج. براون عندما تويف طنطاوي يف العام 2010 حتو ل النظام اإىل اأحمد الطيب وهو اأي ضا عامل حمرتم لكنه كان خيارا مثريا للجدل. وبدا أان بدلة الطيب )التي تخل ى عنها الرتداء العباءة والعمامة التقليدي ني اخلاUص ني باالأزهر بعد تعيينه( ودرجة الدكتوراه التي حüصل عليها من جامعة الùسوربون متناق ضة اأو على االأقل خارجة عن املاألوف بالنùسبة اإىل Tشيخ االأزهر. لكن ماجلب النقد عليه يف الواقع كان موقفه من جلنة الùسياSسات يف احلزب الوطني الدميقراطي احلاكم وهي هيئة ير أاSسها جنل مبارك جمال. وبعد تردد مبدئي اSستقال الطيب من هذا الدور. أاظهر الûشيخ اجلديد نفùسه على الفور على اأنه مييل نحو االSستمرار يف مواقف طنطاوي العامة بûساأن املùسائل االجتماعية واالقتüصادية. لكن اأSسلوبه الهادئ والتوافقي اأكùسبه االحرتام على م ض ض حتى من منتقديه. اأظهر الطيب اهتماما خاUصا وواVضحا يف اإUصالح املناهج الدراSسية )حيث بداأ عملية اإUصالح Tشاملة( بقي احلرم اجلامعي يف الأزهر خارج نطاق الثورة خلل العقود الùسابقة Sسوى ويف ا إالدارة وهو املجال الذي يقر منتقدوه باأنه كان يقوم به اإىل حد كبري ومل تج ر قة فقط بûصاأن ق ضايا دينية ودولية. بüصدقية )يف حني كانوا ينتقدونه على اإدارة الكثري من االأمور تظاهرات متفر من مكتبه بدال من الرتكيز على االأذرع التقليدية يف املƒؤSسùسة(. لكن بعد م ضي اأقل من عام على وجوده يف الوظيفة واجه الطيب اأزمة اأكرب بكثري من اأي اأزمة واجهت طنطاوي على االإطالق: التظاهرات املتüصاعدة التي اأد ت يف نهاية املطاف اإىل اإSسقاط النظام الذي عي نه. بقي احلرم اجلامعي يف االأزهر خارج نطاق الثورة اإىل حد كبري ومل تüصبح احلياة الùسياSسية اجلامعية مùسيù سة بûشكل كامل اإال بحلول العام 2011 حيث كانت قد جرت خالل العقود الùسابقة تظاهرات متفرقة فقط بûساأن ق ضايا دينية ودولية. مع ذلك Tشارك بع ض علماء االأزهر )وبالطبع الكثري من الطالب( يف التظاهرات خارج احلرم اجلامعي واأحيانا بطرق واVضحة للغاية. 4 ات خذ الûشيخ نفùسه موقفا حذرا حيث حاول اأن يعوق التظاهرات وSسفك الدماء لكنه رمبا مل مينح النظام التاأييد غري املقي د الذي حüصل عليه من كبار املùسƒؤولني االآخرين ورف ض املüصادقة على التدابري القاSسية Vضد النûشطاء. هذا التحفظ جعل الûشيخ عرVضة اإىل خطر اأقل من الناحية الùسياSسية عندما انتüصرت الثورة. الأزهر والثورة لكن اإذا ماكان تاأثري االأزهر على الثورة حمدودا فاإن الثورة اأث رت فيه كثريا. فùسرعان ماوUصلت املوجة اجلديدة من النûشاط اإىل اأSساSس املƒؤSسùسة حيث تظاهر املوظفون )قيل اإنه يف مرحلة معينة

10 الأزهر يف حقبة مابعد الثورة منعوا الûشيخ من الوUصول اإىل مكتبه( وعادت الûشبكات العلمية املعارVضة اإىل احلياة مرة اأخرى وتناول الطالب واأع ضاء هيئة التدريùس ق ضية الثورة داخل احلرم اجلامعي وخارجه. جنح الûشيخ يف اأخذ مكانه من جديد حيث بداأ يùستقبل زوارا ماكانوا ليطرقوا باب مكتبه اأبدا يف ظل النظام القدمي من قادة االإخوان اإىل الداعية عمرو خالد وخالد مûشعل من حماSس. ووجد املرTشحون املحتملون للرئاSسة مكتبه حمطة جذابة لبدء حملة انتخابية. حتر ك الûشيخ اأي ضا لفتح حوار مع املثقفني الليرباليني بûساأن املبادئ الùسياSسية. وقد عمل مكتبه على أاال يتم تüصوير هذه االجتماعات بوUصفها حماولة الإحياء هيبة املƒؤSسùسة اأو اإعادة تقومي موقفه الùسياSسي بل بدال من ذلك بوUصفها عالمة على هيبته بùسبب مكانة واأهمية الزوار الذين عرجوا على مكتبه. يف حرم اجلامعة عاد النûشاط الذي مت تنظيمه وقمعه على مدى عقود. يف اآذار/مارSس ح ضرت حماVضرة ملùستûشار بارز وع ضو يف جلنة تنùسيق الثورة حول فج رت الثورة Uصراعا على اإدارة املوؤSسùسة وعلى دورها االSستفتاء على الدSستور الذي كان وTشيكا خاطب فيها قاعة املحاVضرة التي كانت تعج بالطالب اليقظني جدا يف املجتمع املüصري. والذين اأمطروه باالأSسئلة بينما الطالب الùسلفيون يوزعون )من املرجح اأن اأيا منهم مل يظهر قدرا كبريا من االهتمام بالنüصوUص الدSستورية يف الùسابق( مناTشري يف اخلارج دعما لالSستفتاء. اجلو املكهرب يف احلرم اجلامعي جعل من املùستحيل مقاومة االنتخابات الطالبية غري امل عرت ف بها مبوجب القانون ولكن تقر ها اإدارة اجلامعة. اكتùسح االإخوان معظم الكليات )من Sسخريات القدر اأن مرTشحي اجلماعة الùسلفية تفوقوا يف االأغلب يف الكليات غري الدينية وتركوا معظم الكليات الدينية لùسيطرة االإخوان(. حتر ك اأع ضاء هيئة التدريùس يف االأزهر الإعادة االنتخابات لûشغل املناUصب االإدارية أاي ضا )روؤSساء االأقùسام والعمداء( والتي كان نظام مبارك قد أالغاها هناك ويف اجلامعات املüصرية االأخرى. وينتظر االأزهر مع املƒؤSسùسات االأخرى االعرتاف بنتائج تلك االنتخابات من ق ب ل حكومة متلك ئة. واإذا ماكان جتديد النûشاط الùسياSسي مقتüصرا على االقرتاع يف احلرم اجلامعي ومناقûشة الق ضايا الوطنية فاإن الوVضع يف االأزهر يف فرتة مابعد الثورة كان يûشبه الوVضع يف جامعات مüصرية اأخرى عديدة حيث عاد النûشاط واملطالب ب إاقالة بع ض املùسƒؤولني الùسابقني واإجراء االنتخابات غري املرخüصة. يف جميع هذه احلاالت كانت القيادة املƒؤقتة للبالد حائرة بني ال ضغوط املطالبة باالعرتاف بالتغيريات وبني الرغبة يف احلفاظ على النظام واالSستقرار. يف االأزهر ليùس ثم ة اأي دليل على اأن مثل هذا النûشاط يƒؤد ي اإىل االنهيار أاو العنف وبالفعل يبدو أان قيادة طالبية جديدة Sستكون مقبولة ببùساطة وSسيتحر ك اأع ضاء هيئة التدريùس إالجراء انتخابات م عرت ف بها مبوجب قانون Tشامل جديد لتنظيم اإدارة اجلامعة. لكن االأزهر اأكرث من جمر د جامعة وقد Tشهدت أاجزاء اأخرى من املƒؤSسùسة طفرة اأي ضا يف النûشاط.

ناثان ج. براون 11 وا أالبرز هو اأنه يف اآذار/مارSس 2011 نظ مت جمموعة من علماء الدين والوعاظ )الكثري منهم من خريجي اجلامعات( مùسرية للمطالبة باأن ت عيد القيادة العùسكرية للبالد مركزية االأزهر واSستقالله. طالب قادة احلركة )العديد منهم مرتبطون بجبهة علماء االأزهر التي اأعيد اإحياوؤها االآن وبدعم حماSسي من جمال قطب الرئيùس الùسابق ملجمع البحوث االإSسالمية( باإجراء Sسلùسلة من التغيريات القانونية. وهم يد عون أانهم وعدوا باحلüصول على جواب من احلكام العùسكريني املƒؤقتني وبعد Sسلùسلة من املùسريات األغوا احتجاجاتهم اجلماهريية اإىل اأن يتم ذلك لكن قادتهم الزالوا يتحدثون بقوة عن احلاجة اإىل االإUصالح. وكل فت املƒؤSسùسة نفùسها جلنة لüصياغة قانون جديد من Tساأنه اأن يتحر ك يف االجتاه نفùسه )مع وجود اختالفات هامة كما Sسيت ضح(. حتى عندما كان االVضطراب واVضحا داخل Uصفوف االأزهر جلاأ النûشطاء الùسياSسيون من خمتلف املعùسكرات اإىل املƒؤSسùسة حيث دعوها اإىل لعب دور SسياSسي عموما بùسبب قدرتها على االدعاء ب أانها فوق الùسياSسة العادية - واأحيانا للتنديد بالتوتر الطائفي واأحيانا للدفاع عن االإSسالم واأحيانا لتاأييد املبادئ الليربالية واأحيانا لتعزيز الوحدة الوطنية. الüصورة الذاتية للمƒؤSسùسة بوUصفها املدافع الرئيùس عن مüصالح الûشعب وUصوتا واSسع املعرفة وموثوقا تقريبا يتحدث نيابة عن احلقائق االأبدية جتعل جتن ب هذه االأدوار اأمرا Uصعبا حقا. لكن خالفا للوVضع الذي كان قائما يف فرتة ماقبل الثورة مل يعد هناك نظام واحد قوي وقليل من االأUصوات الداخلية املعارVضة ملقارعتها بل ثمة اأUصوات وتيارات عدة داخل املƒؤSسùسة وخارجها تùسعى اإىل تûشكيل دورها بطريقة حمددة. باختüصار فج رت الثورة Uصراعا على اإدارة املƒؤSسùسة وعلى دورها يف املجتمع املüصري. الرهانات عالية جدا ليùس لتحديد مùستقبل االأزهر وحùسب بل اأي ضا العالقة بني الدين واحلياة العامة ونكهة التفùسريات الدينية الùسائدة يف مüصر مابعد الثورة. ويف حني اأن القوة االنتخابية لالإSسالميني والوجود اجلماهريي املتزايد للùسلفيني واإVضفاء الüصفة القانونية على احلزب الùسياSسي لالإخوان املùسلمني اSستقطبت جميعها اهتماما كبريا فاإن التفاUصيل الدنيوية يف ظاهرها بûس أان الرتتيبات املƒؤSسùسية يف ا أالزهر قد تƒؤث ر على مùستقبل مüصر بالقدر نفùسه الذي تƒؤث ر فيه باالأزهر اإن مل يكن اأكرث. ففي نهاية املطاف مثل هذا االأمر يثق ف املاليني ويتدخ ل بûشيء من الثقة بالنفùس يف مناقûشات علنية دينية وSسواها. الروؤى املتباينة للأزهر ثم ة اإجماع واVضح بني جميع من يتحدثون تقريبا حول دور االأزهر باأنه ينبغي منح املƒؤSسùسة االحرتام والدعم واالSستقالل. لكن معنى هذه املüصطلحات يختلف بûشكل كبري من مùستخدم اإىل اآخر كما

12 الأزهر يف حقبة مابعد الثورة تختلف االأفكار حول الكيفية التي يجب على االأزهر اأن يùستخدم نفوذه من خاللها. ويبدو اأن هناك على وجه اخلüصوUص ثالث نùسخ متباينة بûشكل حاد حول دور االأزهر. وSسطية الûشيخ ياأتي من مكتب الûشيخ تüصو ر قوي لالأزهر بوUصفه مقر ا للتعل م ووريثا لرتاث فكري للفكر ا إالSسالمي والتعليم يتجاوز عمره االآن اأكرث من أالف Sسنة. ينبغي لعمر هذا الرتاث اأن يحظى باالحرتام لكن دور االأزهر يتمث ل يف جعله مفيدا ملüصريي اليوم )واملùسلمني يف جميع أانحاء العامل( عن طريق تفùسري التعاليم الدينية بطريقة تنطبق على االأحوال املعاUصرة. هذا هو يف Uصميم الوSسطية وهو مüصطلح يلقى يف الوقت احلال رواجا يف اأوSساط اإSسالمية كثرية. الوSسطية مقاربة تفرتVض اأن التعاليم الùسماوية اأعطيت للبûشر وملüصلحتهم وبالتال Sسيكون التفùسري الüصحيح لتعاليم الدين ا إالSسالمي والنüصوUص مفيدا لهم. هذه مقاربة ميكن اأن تتناق ض مع احلرفية املتطرفة للكثري من الûشخüصيات الùسلفية )الذين يخ ضعون متاما اإىل تفùسريهم ملعنى النüص احلريف أاينما قاد هم( وهي عمليا مقاربة حداثية تƒؤكد على كونها معقولة ومعتدلة ومناSسبة للمüصلحة العامة. جمموعة املفكرين الذين يù س م ون اأنفùسهم وSسطيني كبرية وهي ت ضم بع ض املثقفني الليرباليني من ذوي التوجهات الدينية والداعية التلفزيوين الûشهري يوSسف القرVضاوي والكثري من ا إالSسالميني مبا يف ذلك قùسم كبري من االإخوان املùسلمني. لذلك فاإن جمموعة الر أاي هائلة )ليùس من Tساأن جميع الùسلفيني اأن يبقوا خارج Uصفوفها(. الûشيخ احلال لالأزهر يعرVض فهمه للوSسطية عندما يعلن اأن الûشورى ملزمة )وليùست جمر د اSستûشارية( مايوحي باأن املùساءلة الدميقراطية منùسجمة ومتطابقة متاما مع االإSسالم واأن احلرية واحدة حيال املقاUصد الùسامية للûشريعة االإSسالمية )املقاUصد هي تلك املبادئ العامة التي ينبغي اSستخدامها لتوجيه التفùسريات بûس أان ق ضايا حمد دة(. وبالتال فاإن هذه الروؤية لدور االأزهر تقت ضي منه تقدمي تفùسريات للتعاليم ا إالSسالمية تتناSسب مع املجتمع املüصري اليوم واإظهار بع ض املرونة من دون اأن تكون هذه االأخرية ممل ة. وينبغي أان يقدم االأزهر توجيهات اأخالقية ودينية عامة واأن يعامل باحرتام وتبجيل. هذا لن يكون مبثابة طاعة عمياء مطلقة اإال يف بع ض املùسائل )مثل الرقابة الثقافية( حيث ميكن لالأزهر اأن يüصر على معاملة اأحكامه بوUصفها موثوقة. ومن مكتب الûشيخ ثمة اأي ضا دور عاملي حاSسم على االأزهر اأن يلعبه كمنارة للحكمة والتعل م والفكر الوSسطي يف العامل االإSسالمي وكمحاو ر يف احلوارات بني احل ضارات واالأديان. يف بيئة مابعد الثورة هذه اأدوار طبيعية وSسهلة على مكتب الûشيخ أان يلعبها مادام يتوافر عنüصران حاSسمان. اأوال حتتاج املƒؤSسùسة اإىل املùستوى املناSسب من االحرتام من جانب املüصريني من كل االأطياف الدينية والùسياSسية وحتتاج اإىل اأن متنح Uصوتا من دون االجنرار إاىل اخلالفات اليومية.

ناثان ج. براون 13 ثانيا يحتاج االأزهر اإىل االSستقالل. ليùس من ال ضروري اأن يراقب اأو يûشرف على جميع جوانب احلياة الدينية يف مüصر لكنه يجب اأن يكون قدرة على اإثبات نفùسه كüصوت مùستقل وذات Uصدقية. القانون الذي جتري Uصياغته من ق ب ل اللجنة املكلفة من االأزهر Sسي ضع على االأرجح املوارد املالية للمƒؤSسùسة حتت Sسيطرتها املباTشرة ويفك االرتباط بني االأزهر واحلكومة ويحد من اجلهود املبذولة من ق ب ل وزارات اأخرى لرUصد ومراقبة اأنûشطة االأزهر يف جماالت خمتلفة )خاUصة يف جمال التعليم( ومنح املƒؤSسùسة حرية كاملة يف اإدارة Tشƒؤونها بنفùسها. 5 واالأهم يف هذا الüصدد هو اأن ي عاد تûشكيل هيئة كبار العلماء ويù سمح لها بانتخاب Tشيخ االأزهر. الليرباليون و»وثيقة الأزهر«املثقفون الليرباليون واليùساريون الذين يûشعرون بالقلق اإزاء تنامي دور القوى الùسياSسية االإSسالمية واملرتابون من حماوالت جعل حياة الûشعب املüصري أاكرث تدي نا لهم موقف متناق ض جتاه االأزهر. فمن ناحية مي ك ن لدوره يف الرقابة الثقافية والنزعة العامة املحافظة للمƒؤSسùسة ووجود الùسلفيني واملتûشددين والظالميني يف Uصفوف علماء االأزهر اأن ي ول د قدرا كبريا من االمتعاVض. ومن ناحية اأخرى مي ث ل االأزهر حüصنا غري مبتكر ولكن حمرتما يف مواجهة احلركات االجتماعية والùسياSسية االإSسالمية التي متيل اإىل اإطالق تفùسرياتها اجلامدة والüصارمة للتعاليم االإSسالمية غري املرتبطة )يف نظر الليرباليني( باأي Tشعور بالوالء للدولة املüصرية اأو االإخالUص للمبادئ الدميقراطية اأو حتى باأي من اأS س ùس التقاليد االإSسالمية. وليùس من الواVضح اأن من Tساأن دور اأكرث قوة لالأزهر اأن ي ضعف يف الواقع اجلماعات االإSسالمية لكن غالبا مايكون خüصوم االإSسالميني تواق ني اإىل وجود اأي ثقل موازن حمتمل. ثقل االأزهر هنا هو مüصدر قوته وخüصوم االإSسالميني قد التروق لهم تعاليم االأزهر يف جميع النواحي لكنهم يف ضلونها )ويجدونها اأكرث قابلية للتنبƒؤ واأكرث مرونة بالنùسبة اإىل املطالب الùسياSسية االأخرى( على تعاليم جماعة االإخوان املùسلمني وخüصوUصا تعاليم الùسلفية. ليùس من الواVضح اأن من Tص أان دور أاكرث قوة للأزهر أان ي ضعف اجلماعات الإSصلمية لكن غالبا مايكون خüصوم الإSصلميني تو اقني إاىل وجود أاي ثقل موازن حمتمل. ت وف ر الوSسطية مم ث لة مبكتب الûشيخ تطمينا الباأSس بها ملن تùساورهم مثل هذه املخاوف. ويف حني قلüص افتقار املƒؤSسùسة اإىل االSستقالل عن النظام هيبتها خالل العقود االأخرية جعل رحيل مبارك حداثة ومرونة زعامة االأزهر تبدو أاقل انتهازية واأكرث جاذبية ملن يùسعون اإىل احلüصول على تفùسري حمرتم )وحتى موثوق( لالإSسالم اأكرث مالءمة للمخاوف الليربالية. متث لت النتيجة الفورية بعد الثورة يف التفاوVض على»وثيقة االأزهر«6 بني علماء الدين واملفكرين البارزين التي اأعلنت يف حزيران/يونيو 7 2011. وقد متك ن خمتلف املûشاركني من االتفاق على

14 الأزهر يف حقبة مابعد الثورة جمموعة من املبادئ الùسامية ت فùس ر تعاليم الدين ا إالSسالمي عموما بطريقة متù سقة للغاية مع القيم الليربالية واملمارSسة الدميقراطية. قوبلت الوثيقة برتحيب حار من العديد من االأطراف الفاعلة على املùستويني املحلي والدول حيث كانت عامة مبا يكفي جلذب الدعم من خمتلف ا أالطراف ولكن ليربالية يف لهجتها وم ضمونها مبا فيه الكفاية لتبدو اأكرث من كونها جمر د عبارات عادية ومùستهلكة. مع ذلك كان ثمة واقع SسياSسي ركيك وراء قائمة املبادئ امللهمة. فقيادة االأزهر رمبا Tشعرت باأنها مكûشوفة SسياSسيا يف بيئة مابعد الثورة وغري واثقة الحيال Sسمعتها بني الثوريني والحتى حيال الدعم لها بني Uصفوفها )املثري لالهتمام هنا أان العديد من القادة الدينيني املûشاركني مل ياأتوا من Uصفوف الباحثني والعلماء يف االأزهر(. ويف اجلانب الليربال كان هناك اهتمام واVضح يف مùساندة االأزهر ال لذاته بل كوSسيلة لتعزيز الثقل الديني يف مقابل احلركة االإSسالمية. اإذا مامت النظر اإليها بهذه الطريقة فاإن وثيقة االأزهر المت ث ل بحثا جديرا بالثناء عن اأرVضية مûشرتكة وحùسب بل اأي ضا مقياSسا لüصفقة SسياSسية: يف مقابل ت أاييد املبادئ الليربالية تلق ى االأزهر بيان دعم واVضحا بùسبب اSستقالله. ويف الواقع غاUصت الوثيقة هنا يف التفاUصيل ودعت إاىل اإحياء هيئة كبار العلماء ومنحها احلق يف اختيار Tشيخ االأزهر. التقليديون املتûشددون ثم ة ر ؤوية بديلة لدور االأزهر يف املجتمع املüصري يدعمها الكثريون داخل Uصفوف املƒؤSسùسة من العلماء وكذلك بع ض خريجيها ومƒؤيديها. منذ قيام الثورة كان اأTشد املعرب ين يف العلن عن هذه النùسخة االأكرث وVضوحا من دعوة الûشيخ اإىل االإSستقالل هو جمال قطب الرئيùس الùسابق ملجمع البحوث االإSسالمية يف االأزهر. بالنùسبة اإىل قطب مي ث ل االأزهر يف اآن Uصوتا مùستقال ومùسيطرا للتعاليم االإSسالمية يف مüصر. فهو واأنüصاره يجادلون باأن املûشاكل مل تبد أا مع الت أاكيد الناUصري على الùسيطرة على املƒؤSسùسة بل قبل عقود عدة حني كان الربيطانيون يحتلون البالد. ويد عي قطب اأن الربيطانيني الذين كانوا ينظرون اإىل االأزهر كمعقل حمتمل للمعارVضة عملوا على تقùسيم دور املƒؤSسùسة بني هيئات اأخرى خمتلفة نûشطت منذ ذلك احلني لتحقيق أاهداف متقاطعة ما اأد ى اإىل إارباك املüصريني بالتفùسريات املتناق ضة. الTشك أان هذه النظرة التاريخية تنطوي على مبالغة كبرية )ثمة Tشيء من املفارقة يف الدعوة اإىل اSستعادة هيئة كبار العلماء وهو مامي ث ل اأSساSسا عودة إاىل النظام املüصن ف يف القوانني التي Uصدرت يف العام 1896 والعام 1911 عندما كان الربيطانيون يحتلون البالد(. لكنها رSسمت Uصورة اأكرث قبوال لالأزهر حتديدا وهيئة علماء الدين عموما على أانهما لعبا دورا رئيùسا يف الدفاع عن املجتمع

ناثان ج. براون 15 املüصري يف اللحظات الوطنية احلرجة )اأثناء االحتالل النابليوين اأو انتفاVضة العام 1919(. يرك ز االقرتاح الذي يقدمه هذا املعùسكر ل»اSستعادة«االأزهر - جمموعة املطالب التي حر كت التظاهرات يف اآذار/مارSس - على فüصل االأزهر عن جملùس الوزراء ومنحه اSستقالال ماليا و إاداريا واإحياء هيئة كبار العلماء والùسماح لهيئة كبار العلماء بانتخاب Tشيخ االأزهر. يف هذا الüصدد أافكاره تûشبه تلك التي اأقر تها جهات فاعلة اأخرى. لكن املعùسكر يذهب اإىل ماهو أابعد كذلك: فهو يقرتح مزج دور ي دار االإفتاء ووزارة الûشƒؤون الدينية يف االأزهر اأي ضا. وهذه اخلطوة االأخرية تتجاوز اإعادة املƒؤSسùستني اإىل Sسيطرة االأزهر وهما اأ نûش ئتا ملüصلحته. من Tساأن هذه اخلطوة اأن جتعل املƒؤSسùسة مùسيطرة على جميع االأوقاف الدينية يف البالد وحتو لها اإىل مùسƒؤول عن جزء كبري من املùساجد. ميكن اأن ينتقد املتûشددون اأي ضا انتûشار الفتاوى يف مüصر املعاUصرة )وهم ليùسوا وحدهم يف هذا امل ضمار( لكنهم يعتربون االأزهر القوي وSسيلة الإSسقاط املüصداقية عما يرونه حماوالت من الهواة لتفùسري التعاليم االإSسالمية بطريقة التù سه م اإال يف إارباك املƒؤمنني. وباختüصار فهم يرغبون يف روؤية مƒؤSسùسة واحدة تتحدث خمو لة بلùسان االإSسالم داخل الدولة املüصرية وتتوىل دورا قياديا يف املجتمع ككل. عندما Sساألت اأحد كبار املùسƒؤولني يف مكتب الûشيخ عن راأيه يف مثل هذه االقرتاحات اأجاب بûشكل قاطع اأن االأزهر ليùست لديه الرغبة يف اأن يكون مثل الفاتيكان. املüصريون االآخرون يرون اأن تاأثري االقرتاحات قد ي نتج مايûشبه النظام االيراين. مثل هذه النماذج غري جذابة متاما ملعظم املüصريني وحتى بالنùسبة اإىل م ن هم يف معùسكر التقليديني املتûشددين )الذين Sسرعان ماSسيتنüص لون من اأي رغبة يف تقليد الكنيùسة الكاثوليكية اأو اإيران(. لكن عندما Sساألت اأحد العمداء يف االأزهر حول املزايا املحتملة لوجود العديد من التفùسريات الدينية املتاحة للمƒؤمنني العاديني ) Sسي ضطرون اإىل اأن ياأخذوا على عاتقهم بع ض عبء الفهم والفرز بني احلجج املختلفة( اأجاب باأن مثل هذا الرتتيب Sسيكون معقوال يف جمتمع متعل م لكن املüصريني الزالوا يف حاجة اإىل جهة م وجهة اأكرث حزما التربكهم بحجج متناق ضة. وبهذا املعنى امل حر ك وراء الروؤية ا أالوSسع نطاقا لدور ا أالزهر ليùس اأي مذهب يدعم الùسلطة الùسياSسية للكهنوت وال الرغبة يف امتالك الùسلطة الùسياSسية بل هو الûشعور بالكفاءة املهنية والنزاهة وجرعة كبرية من االأبوية. ي عرب املنتمون اإىل هذا املعùسكر عن نفاد الüصرب جتاه غموVض وثيقة ا أالزهر ويüصفونها ب أانها مبادرة من الûشيخ مل تنبثق )اأو اأنها مل تنطو على مùساهمة كبرية( من هيئة علماء املƒؤSسùسة. وعلى الرغم من ذلك مل يهاجموا بوVضوح املبادئ العامة التي تنüص عليها املبادرة. وعموما فاإن من ميكن وUصفهم باأنهم»تقليديون متûشددون«يüصر ون على Vضرورة وجود Uصوت قوي ومùستقل لالأزهر لكنهم يقدمون أانفùسهم على اأنهم مدربون متاما يف جمال التقاليد االإSسالمية للمعرفة الدينية. ويف حني اأن هذا ميكن اأن يجعلهم عنيدين بûساأن بع ض املùسائل )جبهة علماء االأزهر اكتùسبت Sسمعتها بجدارة يف هذا

16 الأزهر يف حقبة مابعد الثورة الûساأن( اإال اأنه اليجعلهم Vضيقي ا أالفق بüصورة متù سقة. ففي حديث Tشخüصي مع جمال قطب على Sسبيل املثال وجدت اأنه يùسارع اإىل تقدمي تفùسري متùساهل اإىل حد ما للتعاليم ا إالSسالمية على عقوبة 8 الردة. مع اأن املرتبطني بهذا املعùسكر يظهرون يف بع ض ا أالحيان قدرا كبريا من املرونة اإال اأنهم يعتربون اأنهم يقدمون االإخالUص للتقاليد االSسالمية على االنتهازية الùسياSسية ويùستحقون االحرتام بùسبب التعليم والرتاث التي ميث لونه. جماعة الإخوان املùسلمني والأزهر ميكن اعتبار احلجج التي يùسوقها التقليديون املتûشددون قريبة من حجج االإخوان املùسلمني البل تنظر احلركة اإليهم بعني التعاطف الكبري. لكن يف الواقع موقف االإخوان غام ض أالنه متجاذب بني دوافع خمتلفة. فمن ناحية لطاملا وجدت فكرة متكني Uصوت خبري ومùستقل يف Tساأن مùسائل التعاليم الدينية )وخاUصة بûساأن الûشريعة االإSسالمية( Uصدى عميقا لدى االإخوان. ففي العام 2007 طرحت جماعة االإخوان ولفرتة وجيزة اقرتاحا مل يكن من Tساأنه اإعادة تûشكيل هيئة كبار العلماء فقط بل أاي ضا م نح ها Sسلطة مراجعة التûشريعات الربملانية ل ضمان توافقها مع الûشريعة ا إالSسالمية. تراجعت جماعة االإخوان Sسريعا ليت فق الإخوان املùسلمون باأي حال من الأحوال مع إاحياء الأزهر Sسيعني انتفاء احلاجة عندما مت توبيخها بùسبب إاثارتها ما اعتربه العديد من النقاد الراأي القائل باأن اإىل دورهم يف املجتمع. حماولة لت أاSسيùس حكم رجال الدين ومذاك احلني اأعلن زعماء بارزون والءهم لدور املحكمة الدSستورية العليا يف البالد باعتبارها الهيئة املكلفة مبراجعة التûشريعات. 9 )ويف حني أان االقرتاح ميت SسياSسيا االآن فاإنني ذكرته الأحد اأع ضاء جبهة علماء االأزهر الذي قال إانه مل يùسمع به لكنه وافق من حيث املبداأ على فكرة اإتاحة فرUصة ما لالأزهر الإعادة النظر يف التûشريعات(. وعلى أاي حال التزال جماعة االإخوان حترتم االأزهر كمƒؤSسùسة وترغب يف روؤيته وقد اSستعاد دوره. ومن ناحية اأخرى فاإن جماعة االإخوان التدعم متاما الر ؤوية التقليدية املتûشددة. قيادة احلركة نفùسها تتكون يف معظمها من اأTشخاUص ذاتيي التعل م يف املùسائل الدينية وهي حتمي الفكرة القائلة باأنه الميكن حظر الفتاوى املùستقلة. كما أان لديها اعرتاVضا على م ضمون وثيقة ا أالزهر واأعطت اإTشارات اإيجابية ولكن غام ضة حول م ضمونها )يف الواقع عندما Sسعت القوى الùسياSسية ا أالخرى اإىل وVضع جمموعة من»املبادئ فوق الدSستورية«يف حماولة مكûشوفة الحتواء القوة االنتخابية املتوقعة

ناثان ج. براون 17 لالإSسالميني راأى البع ض يف معùسكر االإSسالميني اأن مقاربة االأزهر والوثيقة نفùسها بديل عملي متاما (. اليت فق االإخوان باأي حال من االأحوال مع الراأي القائل باأن اإحياء االأزهر Sسي غني عن احلاجة اإىل دورهم يف املجتمع. امل ضاعفات على مüصر ثمة توافق ظاهري قوي يف االآراء حول دور االأزهر: يجب اأن يكون مùستقال وحمرتما وداعما للهياكل الدميقراطية. لكن هذا التوافق Sسطحي للغاية. فالق ضايا احلقيقية تتعل ق مب ن يùسيطر على املƒؤSسùسة وما تùسيطر عليه املƒؤSسùسة. ليùس ثمة طرفان متناق ضان - طالق علماين بني الدين والدولة ونظام اإيراين حلكم رجال الدين مطروحان للنقاTش يف الواقع. لكن ذلك يرتك جمموعة واSسعة من البدائل بينهما. واإذا كان االأزهر يف الواقع اأكرث اSستقالال فرمبا يكون قادرا على لعب دور اأقوى واأكرث Vضرورة يف احلياة الوطنية. ثمة توافق ظاهري قوي يف الآراء حول دور الأزهر: يجب اأن يكون مùستقل وحمرتما وداعما للهياكل الدميقراطية. النتيجة االأكرث ترجيحا لهذا الüصراع رمبا كانت ماألوفة على نحو غام ض لكثري من االأوروبيني قبل نüصف قرن اأو اأكرث وخüصوUصا يف االأماكن التي تعايûشت فيها االآليات الدميقراطية مع كنيùسة قوية وحزب رائد حمافظ اجتماعيا وذي توجهات دينية )مثل احلزب الدميقراطي املùسيحي(. يف هذه االأماكن )مثل إايطاليا اأو بلجيكا اأو اإيرلندا( توقعت املƒؤSسùسة الدينية القوية أان تطاع تعاليمها يف جماالت حمددة وكانت احلياة العامة غنية بالرموز الدينية وكان التعليم الديني يف كثري من االأحيان جزءا من املناهج املقررة رSسميا. بقي بع ض املجال متاحا للمùستقلني وتواUصلت ا إالجراءات الدميقراطية املنظمة )اإن مل تكن ليربالية متاما على الدوام( كما مت تعزيز Uصرح عالقة الدين بالدولة من خالل االأحزاب الùسياSسية العلمانية التي كانت مùستقلة عن املƒؤSسùسة الدينية )اتù سمت العالقات الكنùسية-احلزبية اأحيانا بتناق ض كبري بني اجلانبني(. احلالة املüصرية Sستبقى خمتلفة: ثمة تعددية اأكرث وتùسلùسل هرمي اأقل يف املƒؤSسùسة الدينية والقوى العلمانية واليùسارية اأVضعف بكثري واملعادل القوي ملكافحة االإكلريوSسية االأوروبية مفقود. لن يتم خوVض املعركة املüصرية على مùستوى اجلدال الفلùسفي املجر د. بدال من ذلك يتعني ات خاذ القرارات املƒؤSس ùسية وSسن القوانني. ا أالطراف املختلفة تنظم مواقفها. وهناك جلنة يرعاها مكتب الûشيخ ت ضم يف ع ضويتها بع ض املفكرين من ذوي امليول االإSسالمية - تüصوغ نùسختها من اSستقالل

18 الأزهر يف حقبة مابعد الثورة االأزهر. من Tساأن ذلك اأن يù سفر عن وجود هيئة أاكرث اSستقاللية اإىل حد كبري )ماليا واإداريا ( وTشيخ اأكرث اSستجابة لزمالئه من علماء الدين منه للùسلطة الùسياSسية. لكن ذلك لن يكون كافيا بالنùسبة اإىل التقليديني املتûشددين الذين يûشعرون باأنهم مùست بع دون من اللجنة ولهم اأجندة اأكرث طموحا لدور ا أالزهر. كانت القوى ليùس ثمة طرفان متناق ضان طلق علماين بني الدين والدولة ونظام اإيراني حلكم رجال الدين مطروحان للنقاTش. الùسياSسية االأخرى تراقب هذا االأمر بûشيء من االهتمام وتƒؤي د فكرة اSستقالل االأزهر بüصورة مبهمة لكنها رمبا الترغب يف خلق بنية تعمل على منع االإنتاج الثقايف الذي تراه مùسيئا للقيم الدينية وتدين املثقفني الذين جتدهم اآثمني وتثقف الطالب بطريقة يجدونها ظالمية اأو تتدخ ل بûشدة يف املùسائل التûشريعية. رمبا يكتûشف التفاعل املعق د والوثيق بني الدين والùسياSسة والذي مت نùسيانه تقريبا يف اأوروبا

ناثان ج. براون 19 القرن احلادي والعûشرين املعلمنة للغاية - حياة جديدة يف مüصر. ملحظات 1 For general works on al-azhar and the religious establishment, see Bayard Dodge, Al-Azhar: A Millennium of Muslim Learning (Washington: Middle East Institute, 1974); Malka Zeghal, «The Recentering of Religious Knowledge and Discourse: The Case of Al-Azhar in Twentieth-Century Egypt,» in Schooling Islam, edited by Robert W. Hefner and Muhammad Qasim Zaman (Princeton: Princeton University Press,2007); Jakob Skovgaard-Petersen, Defining Islam for the Egyptian State: Muftis and Fatwas of the Dar al-ifta (Leiden: Brill, 1997); and Bassma Kodmani, «The Dangers of Political Exclusion: Egypt s Islamist Problem,» Carnegie Paper 63, October 2005,http://www.carnegieendowment.org/files/CP63.Kodmani.FINAL. pdf 2 On the role of independent Azhar-trained scholars, see Zeghal, «The Recentering of Religious Knowledge.» On the increasing assertiveness of al-azhar in the 1990s,see Tamir Moustafa, «Conflict and Cooperation between the State and Religious Institutions in Contemporary Egypt,» International Journal of Middle East Studies 32 (1), 2000: 3 22. 3 اأنظر: www.jabhaonline.org 4 Malika Zeghal, «What Were the Ulama Doing in Tahrir Square? Al-Azhar and the Narrative of Resistance to Oppression,» Martin Marty Center for the Advanced Study of Religion, February 17, 2011. 5 يف املجال املايل غالبا ماترك ز املقرتحات على حماولة اإعادة الأوقاف إاىل Tشيخ الأزهر مباTشرة بدل من الSستمرار يف إابقائها حتت Sسيطرة وزارة الûش ؤوون الدينية واإدارتها. مع ذلك ليùس من الواVضح ما اإذا كان ميكن اSستعادتها بùسهولة بعد نüصف قرن من الùسيطرة احلكومية الكاملة. كما اأنه ليùس واVضحا ما اإذا كانت Sستول د عائدات كافية لإدارة ما تظل موؤSسùسة Vضخمة. 6 ميكن إايجاد الوثيقة على العنوان التايل: http://www.sis.gov.eg/ar/story.aspx?sid=48572 7 أانظر اأي ضا أاحمد مرSسي» Uصوت مùستقل لالأزهر يف مüصر «نûشرة الإUصالح العربي 13 متوز/يوليو 2011. http://carnegieendowment.org/201113/07//%d8%b5%d988%%d8%aa-%d98% 5%D8%B3%D8%AA%D982%%D984-%%D984%%D984%%D8%A3%D8%B2%D9 87%%D8%B1-%D981%%D98%A-%D985%%D8%B5%D8%B13/lvy 8 من الناحية التقنية قال قطب إان عقوبة الإعدام على الردة واجبة التطبيق يف اإطار فئة من العقوبات احلدية فقط عندما كانت مرتبطة بتهديد ملجتمع املùسلمني. واد عى أان التفùسري الùسليم للمüصادر املوثوقة هو اأنه مت الüصريح

20 الأزهر يف حقبة مابعد الثورة بالإعدام يف هذا املعنى كدفاع من جانب املجتمع Vضد فعل اخليانة. لكن التخل ي العادي عن الميان حتت ظروف مùستقرة - وبالتايل غري املüصحوب باأي تهديد للمعتقدات واملمارSسات وSسالمة املùسلمني - لن يقع حتت طائلة العقوبات احلدية وينبغي ترك اأي عقاب هلل. احلجة لفتة من ناحيتني. الأوىل أاحد الأTشخاUص الذي يطرح نفùسه بقوة باعتباره متجذ را يف التقاليد الإSسالمية للمعرفة القانونية يقد م موقفا قويا ولكنه حداثي بûشكل موؤك د. الثانية هي اأن احلجة ترتكز على متييز Vضمني ولكن واVضح بني العتقاد الûشخüصي ومùسائل الùسياSسة العامة وهو بالكاد موقف علماين كامل اإل اأنها بالتاأكيد خطوة يف ات اه متوافق مع الليربالية. 9 أاتطر ق اإىل هذه املùشاألة بûشكل مفüص ل اأكرث مع عمرو حمزاوي يف»ماذا يحدث داخل جماعة الإخوان املùسلمني املüصرية النقاTش حول برنامج احلزب وتداعياته«ورقة كارنيغي العدد 89 كانون الثاين/يناير 2008. http://carnegieendowment.org/files/amr_nathan_platformjanuary08.pdf

نبذة عن املوؤلف ناثان ج. بروان باحث اأو ل غري مقيم يف برنامج الûشرق االأوSسط يف مƒؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدول. وهو أاSستاذ العلوم الùسياSسية والûشƒؤون الدولية يف جامعة جورج واTشنطن وباحث مرموق ومƒؤل ف الأربعة كتب عن الùسياSسية العربية نالت اSستحùسانا كبريا. ياأتي بروان إاىل مƒؤSسùسة كارنيغي بخربة ممي زة يف احلركات ا إالSسالمية والùسياSسة الفلùسطينية والقانون العربي والدSستورية. اأحدث مƒؤل فاته يحمل عنوان»عندما ال يكون النüصر خيارا : احلركات ا إالSسالمية وTشبه الùسلطوية يف العامل العربي«When Victory is Not an Option: Islamist Movements and Semiauthoritarianism in the Arab World وSسيüصدر عن منûشورات جامعة كورنيل هذا الûشتاء. ترتك ز اأبحاثه احلالية على احلركات ا إالSسالمية ودورها يف الùسياSسة يف العامل العربي.

24 الأزهر يف حقبة مابعد الثورة مركز كارنيغي للûرشق الأوSسط مركز كارنيغي الûرشق الأوSسط هو مركز اأبحاث مقر ه بريوت يف لبنان. اأSس ùسته موؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدويل يف العام 2006. وي عنى املركز بالتحد يات التي تواجه التنمية الùسياSسية والقتüصادية والإUصالح يف الûرشق الأوSسط العربي ويهدف اإىل تùسليط ال ضوء على عملية التغيري الùسياSسي يف املنطقة وتعميق فهم الق ضايا املعقدة التي توؤث ر عليه. ي ضم املركز كوكبة من كبار الباحثني يف املنطقة ف ضال عن اأنه يتعاون مع باحثي كارنيغي يف واTشنطن وموSسكو وبكني وعدد كبري من مراكز الأبحاث يف الûرشق الأوSسط واأوروبا لتقدمي بحوث جتريبية معمقة خاUصة بالùسياSسات املتعل قة بûشÉأن الق ضايا احلاSسمة التي تواجه بلدان وTشعوب املنطقة. وي وف ر هذا النهج املميز لüصانعي الùسياSسات واملمارSسني والناTشطني يف كل البلدان التحليل والتوUصيات املعم قة باملعرفة ووجهات النظر من املنطقة وتعزيز اآفاق التüصد ي بفعالية للتحد يات الرئيùسة. ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين: www.carnegie-mec.org موؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدويل موؤSسùسة كارنيغي للùسالم الدويل هي موؤSسùسة اأبحاث خاUصة لتتوخى الربح وت ضم باحثني يùسعون إاىل وVضع دراSسات مع نظرائهم من موؤSسùسات اأخرى من خالل البحث والنûرش والجتماع واأحيانا عرب اإنûشاء Tشبكات دولية وموؤSسùسات جديدة. ومتتد اهتماماتهم اإىل مناطق جغرافية واSسعة وعالقات بني احلكومات والأعمال واملنظمات الدولية واملجتمع املدين مع الرتكيز على القوى القتüصادية والùسياSسية والتكنولوجية التي تقود زمام التغيري العاملي. واSستنادا إاىل التÉأSسيùس الناجح الذي Tشهده مركز كارينغي يف موSسكو اأVضافت املوؤSسùسة مراكز يف بيجينغ وبريوت وبروكùسل إاىل مكاتبها املوجودة اأUصال يف واTشنطن وموSسكو اإنطالقا من فكرتها الريادية القائلة بÉأن أاي جلنة اSستûشارية مهمتها املùساهمة يف الأمن والSستقرار والزدهار يف العامل تùستدعي يف Uصميم عملياتها وجودا دوليا دائما ونظرة متعددة اجلنùسيات. ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين: www.carnegieendowment.org

مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي واشنطن مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي Massachusetts Avenue, NW 1779 Washington, D.C. 20036 United States P +1 202 483 7600 F +1 202 483 1840 CarnegieEndowment.org info@carnegieendowment.org موسكو مركز كارنيغي موسكو Tverskaya, 16/2 Moscow 125009 Russia P +7 495 935 8904 F +7 495 935 8906 Carnegie.ru info@carnegie.ru بيجينغ مركز كارنيغي- تسنغوا للسياسات العامة العالمية No. 1 East Zhongguancun Street, Building 1 Tsinghua University Science Park Innovation Tower, Room B1202C Haidian District, Beijing 100084 China P +86 10 8215 0178 F +86 10 6270 3536 CarnegieTsinghua.org بيروت مركز كارنيغي للشرق األوسط Tشارع الأمري بûشري برج العازارية املبنى رقم 1210 2026 الطابق اخلامùس Uصندوق الربيد 11-1061 وSسط بريوت لبنان تلفون: +961 1 99 12 91 فاكùس: +961 1 99 15 91 Carnegie-MEC.org info@carnegie-mec.org بروكسل مركز كارنيغي أوروبا Rue du Congrès 15 Brussels 1000 Belgium P +32 2735 5650 F +32 2736 6222 CarnegieEurope.eu brussels@ceip.org