التربية والسوسيولوجيا قراءة في المنظور الدوركايمي آسيا بومعيزة أ. غنية ضيؼ أ. جامعة الج ازئر 2 Abstract : Durkheim's approach to education in general and to the educational system is an institutional approach to the sociology of education and a base for most of the theoretical orientations in specialization both at the cognitive and systematic level. Therefore, digging in the significance of education from this perspective is one of the basic rules of the worker in this field of knowledge. Durkheim has devoted considerable effort to studying and analyzing education as a social phenomenon, and his work in this field remains one of the main sources of much contemporary research. In this context, the paper presents the most important theoretical elements on which Durkheim's sociological approach was based on the study and analysis of education and the relationship between education and sociology in his thesis. Durkheim "Education and sociology". الملخص: تعتبر مقاربة دوركاي لمتربية عموما ولمنظا التربوي مقاربة مؤسسة لسوسيولوجيا التربية وقاعدة لمعظ التوجيات النظرية في التخصص سواء عمى مستوى معرفي أو منيجي لذلؾ يعتبر الحفر في داللة التربية مف ىذا المنظور مف القواعد األساسية لممشتغؿ في ىذا الحقؿ المعرفي. وقد كرس دوركاي جيدا كبي ار لد ارسة وتحميؿ التربية باعتبارىا ظاىرة اجتماعية وال ازلت أعمالو في ىذا المجاؿ تشكؿ أحد المرجعيات األساسية لمكثير مف األبحاث المعاصرة. وفي إطار البحث في إشكالية العالقة بيف التربية والسوسيولوجيا ال يمكف إغفاؿ أطروحة دوركاي لذلؾ يكوف رىاف ىذه الورقة ىو طرح أى العناصر النظرية التي انبنى عمييا تصور دوركاي السوسيولوجي في د ارسة وتحميؿ التربية وعرض العالقة بيف التربية والسوسيولوجيا في أطروحتو لتكوف أداتنا في ىذه الق ارءة كتاب دوركاي "التربية والسوسيولوجيا".
مقدمة تعتبر التربية مشروع دوركاي في ميما بعدا أطروحتو حوؿ التربية في أعمالو الشييرة والنظا التربوي الجديد كتابو: أشاد وكاف فقد طور السوسيولوجي تفكيره في الظاىرة التربوية جزء مف المسائؿ التي تناوليا وبنى عمييا قواعد العم عم إعادة تنظي المجتمع المأزو. دوركاي في إطار استع ارضو لتطور الفكر التربوي في فرنسا في l évolution pédagogique en France بكؿ أولئؾ الذيف سبقوه في التفكير في التربية وفي البيداغوجيا وأنتجوا أدبيات تربوية شكمت معال الفكر التربوي الفرنسي ابتداء مف عصر النيضة حيث ازدىرت منذ القرف السادس عشر أدبيات بيداغوجية ألوؿ مرة في التاريخ التعميمي لفرنسا عف طريؽ اربمي وا ارس و ارموس ومونتاف وغيرى وىو ما شكؿ في تصوره الثورة البيداغوجية األولى أما الثورة البيداغوجية الثانية التي بانت معالميا في القرف الثامف عشر فقد تميزت بظيور مذاىب متعددة ومفكريف كثر في خالؿ )1(. عرضو التاريخي ىذا يعمف دوركاي أف التفكير في التربية يرتبط في العادة بالم ارحؿ الحرجة التي تمر بيا األنظمة التربوية مرحمة األزمات وىو ما يعتبر موجو أساسي ألعماؿ دوركاي في مقاربة الظاىرة التربوية واألنظمة التربوية. 1 Emile Durkheim, l évolution pédagogique en France, http://www.uqac.uquebec.ca/zone30/classiques_des_sciences_sociales/index.ht ml, p208 7
1.السياق الذي أنتج المشروع: صاغ دوركاي مشروعو الفكري والمعرفي في فترة التحوالت االجتماعية والسياسية الكبرى التي عرفتيا فرنسا في النصؼ الثاني مف القرف التاسع عشر وبداية القرف العشريف. وارتبطت انشغاالتو بالسياؽ االجتماعي والسياسي الذي أطر الجميورية الفرنسية الثالثة التي تأسست في 5;:8 بعد ص ارعات عنيفة بيف الجميورييف والممكييف" لقد ظمت الجميورية الثالثة متأرجحة إيديولوجيا وسياسيا بيف اليميف واليسار بيف الورثة الروحييف لمنظا القدي وبيف أصحاب مي ارث الثورة الفرنسية كما شيد دوركاي اإلصالحات التي مست النظا التعميمي مع جوؿ فيري بعد الصر اع بيف اليميف الديني واليسار العمماني حوؿ قضية التعمي" والذي انتيى بإعالف سمسمة مف القوانيف بيف السنوات >:;5 و>;; 5 التي حولت مسار النظا التعميمي في فرنسا وزعزعت المشيد التربوي بعمؽ كما أف التحوالت التي أفرزىا المجتمع ال أرسمالي الناشئ جعمت دوركاي يتساءؿ عف الحموؿ التي يمكف أف يقدميا لألزمات االجتماعية التي أفرزىا التقد العممي والصناعي والتي تمثمت أساسا في: أ( تطور االقتصاد الصناعي وظيور ظاىرة تقسي العمؿ االجتماعي. ب( تقد العقالنية العممية. جػ( ت ارجع األخالؽ والقي وتفكؾ الروابط االجتماعية التقميدية وسقوط المؤسسات التقميدية. لذلؾ جاءت نظرية تقسي العمؿ االجتماعي لتفسر أف التحوالت التي جرت في فرنسا وفي أوروبا عموما تعني انتقاؿ المجتمعات التقميدية إلى شكؿ المجتمعات الحديثة. 8
وقد بنى دوركاي البيداغوجي في فرنسا في كؿ التربية األخالقية مف التربية والسوسيولوجيا األسس التطور السوسيولوجية النظرية والمنيجية لد ارسة التربية واألنظمة التربوية غير أنو ال يمكف فصؿ األعماؿ التي خصصيا مباشرة لمعالجة الظاىرة التربوية األعماؿ التي تناوؿ عف فييا ظواىر أخرى كتقسي العمؿ أو التي حدد فييا األسس المنيجية كقواعد المنيج.. 2 في نقد الرؤى الفلسفية تأسيس الرؤية السوسيولوجية: ليقتصر 2 " في مقدمة كتاب "التربية عمى تأثير والسوسيولوجيا "صحح دوركاي معنى التربية ال ارشديف في الصغار ويطيح بالتحديدات الفمسفية التي استخدمت التربية في معناىا الواسع لتعبر عف مجموع تأثي ارت الطبيعة أو األشخاص عمى العقوؿ أو عمى اإل اردات و"لتغطي داللة تتصؼ بطابع الشمولية وانتقد بحدة تعريؼ كؿ مف كانط وستيوارت ميؿ جيمس ميؿ وسبنسر لمتربية العتبا ارت موضوعية تتعمؽ بالتوجيات االبستيمولوجية والمنيجية لمعم الجديد. حيث يمو كانط مثال المتجانسة لجميع الخصائص عمى تحديده ليدؼ التربية في التطوير أو التنمية البشرية في الفرد عمى اعتبار أنو ىدؼ مثالي وبالتالي ال يمكف تحقيقو ألسباب تتمثؿ أوال في اختالؼ األف ارد بعضي عف البعض في االستعدادات ومف ث في الغاية الواجب عمى التربية تحقيقيا فيي بحيث يميز ىنا بيف مف توجب تييئتي لوظائؼ فكرية ومف تستدعي قدر اتي أف يوجيوا لموظائؼ العممية في الوظائؼ ال ينفي ضرورة المختمفة لكف مع التنبيو أف تحقيؽ التربية لمتخصص تحقيقيا لمتجانس عبر نقؿ ارث ثقافي مشترؾ يضمف االشتغاؿ الجيد لمجسد و النفس و منو التماسؾ االجتماعي. 2 Emile Durkheim, Education et sociologie, el borhane, Alger, 1991, p 11 01
أما انتقاده لتعريؼ جيمس ميؿ لمتربية -الذي ينعتو بالنفعي- فيرتبط بكونو يجعؿ غاية التربية ىي أف يكوف الفرد وسيمة سعادتو لتحقيؽ ووسعادة اآلخريف عمى اعتبار أف السعادة باألساس ىي قضية ذاتية مما يضفي ضبابية عمى غاية التربية وشروطيا التي ال يمكف تحديدىا تحديدا نيائيا عمى اعتبار آف ىذه األخيرة تختمؼ بحسب الظروؼ )ظروؼ الحرب مثال( المكاف والزماف ويستنتج دوركاي مف د ارستو النقدية لتعاريؼ التربية ما تؤاخذ تمؾ عميو التحديدات عموما ىو أنيا تنطمؽ مف مبدأ وجود تربية مثالية كاممة وصالحة لكؿ الناس عمى اختالفي تربية عالمية ووحيدة يحاوؿ المنظر تعريفيا. لكنو يخفؽ ألف 3 باختالؼ األزمنة واألوطاف. فإف وعميو استدعاء التاريخ الدالالت السوسيولوجية ال يؤكد فرضيتو تمؾ ليثبت تأسست التربية لمفيو التي وجييا دوركاي لممقاربة الفمسفية الفضفاضة في اعتقاده عممية موضوعية تحدث في إطار الحياة االجتماعية تتشكؿ وتتغير عبر الزمف عمى اعتبار العادات أف لمغايات التربوية وتوجو فعؿ التربية ترتبط بدرجة 4 وااليديولوجي لممجتمع. وأنيا األفكار تختمؼ بأنيا عبر االنتقادات معتب ار أف التربية ظاىرة اجتماعية التي تؤسس والقي التطور االجتماعي االقتصادي اف ىذا االعالف ينبو الى اف دوركاي ل ييت فقط بالتربية كنظا مستقر وثابت ولكف تطرؽ الى التغير والتناقض في تضمف فعالية التربية. المعرفة الغربية الحياة الواقعية لألف ارد فمسفية تعاني التربية مقترحا شروطا مف شانيا اف لقد كانت تحديدات التربية قبؿ دوركاي كما أرينا في حقؿ وتفسيرىا إف مف التجريد والطوباوية وعد قدرتيا عمى مالمسة تخمي دوركاي عف المعيار الكالسيكي في 3 Emile Durkheim, Education et sociologie, el borhane, Alger, 1991, p 11 4 Ibid, pp11,12 00
مضموف التربية تحديد ومقاربتو الموضوعية ليا الذي بنى خصوصية الداللة السوسيولوجية ليذا المفيو. 3.المنطلقات السوسيولوجية لتعريف التربية: يقتضي تعريؼ التربية أوال د ارسة االستعانة بالمقاربة التاريخية فد ارسة 5 التشكؿ التربية كممارسة وكظاىرة تقتضي وكنظا ىو وىو ما يحيؿ إلى ضرورة أوال التعرؼ إلى فت ارت التشكؿ التاريخي لمممارسات التربوية ورصد الحاجات االجتماعية التي تمبييا وىو العمؿ الذي في كتاب "التطور التاريخي في فرنسا" حيث يقو بتحميؿ دقيؽ لتطور الممارسة التربوية في فرنسا. ىذا التوجو نفترض وجود قبمي لممجتمع االجتماعية يجعمنا وبالتالي لمقي والمعايير التي تتطمبيا الحياة المغروسة في الجيؿ ال ارشد الذي توكؿ إليو ميمة إعادة إنتاجيا بما يتوافؽ ومتطمبات ىذا المجتمع. مف ىذا المنظور تكوف التربية دخمت عال السوسيولوجيا ونشأ المنظور السوسيولوجي لمتربية لالنشغاؿ بأشياء التربية. l éducation les choses de يشير دوركاي والزماف المكاف إذف إلى ضرورة الد ارسة يفعمو وىو ما الموضوعية لمتربية بإدخاؿ عندما يستدعي عنصري التاريخ إلب ارز العالقة بيف التربية والمجتمع ومف ث تعريفيا سوسيولوجيا. معطى والمقارنة 4. استدعاء التاريخ والمقارنة في اب ارز العالقة بين التربية والمجتمع: يقتضي أجؿ أف نعرؼ تعريؼ التربية التربية عند دوركاي الد ارسة التاريخية فمف المقارنة يجب عمينا أف ننطمؽ مف د ارسة األنظمة التربوية 5 Emile Durkheim, l évolution pédagogique en France opcit, p42 01
كانت قائمة القائمة والتي أيضا وأف نقارب بيف ىذه )6 السمات األساسية التي تشكؿ القاس المشترؾ بينيا"). يشير ذلؾ يتمظير مف خالؿ التربية كظاىرة إلى أف اجتماعية األنظمة لتحديد ليا وجود واقعي موضوعي ممارسات ومؤسسات منظمة في إطار الزماف والمكاف تشكمت في المجتمع الواحد عبر الزمف ببطء وبالتضامف مع المؤسسات االجتماعية األخرى. إف اعتبار التربية ممارسة منبثقة عف المؤسسات االجتماعية في األخرى المجتمع )المؤسسة الدينية النظا السياسي النظا االقتصادي واألفكار( يجعؿ منيا فعؿ اجتماعي يت ويمارس في مجتمع محدد وفي لحظة تاريخية معطاة وفؽ األىداؼ العامة التي وضعيا كؿ مجتمع لنفسو كمشاريع يضع 7 عمى عاتقو ميمة تحقيقيا. وكذلؾ يالحظ دوركاي خاصيتي اإلك اره والخارجية لمتربية ليستنتج انيا ال يمكف اف تكوف مف تحديد الفرد مف خالؿ تفكيره وا اردتو المنفرديف. ذلؾ الف التربية وجدت لتستجيب لحاجة اجتماعية او لتحقؽ وظيفة اجتماعية. تحيؿ الخارجية إلى أف التربية اإلك اره إلى حقيقة يفرض نفسو عمى األف ارد. أف النظا التربوي انتجيا المجتمع وأف ليا وجودا قبميا ويحيؿ يتس بممارسة القير الذي يجعمو ولكي يقو اإلك اره بميمتو اإلدماجية يجب أف يتحيف في مؤسسات يقسميا دوركاي إلى صنفيف المؤسسات االجتماعية 6 - إميؿ دوركاي مرجع سابؽ ص 96 (7) مصطفى محسف: "االتجاىات النظرية في سوسيولوجيا التربية" مجمة الد ارسات النفسية والتربوية عدد 12 ماي 1991 ص 79. 02
)التربية األسرة الديف المغة...( والمؤسسات المنطقية )مبادئ 8 العقالنية اإلد ارؾ(. مقوالت أىمية تظير اإلك اره في قدرة التربية عمى تحقيؽ التجانس ضمف الجديدة األجياؿ ليكونوا وتييئتي قادريف عمى الحياة مع معاصريي وىو تأخذ أف ما يستدعي بعيف االعتبار في نقميا االفكار والعادات االجتماعية في المجتمع درجة تطوره اجتماعيا اقتصاديا عمميا. أما الخارجية فتتجمى في ضرورة اف تنبثؽ ىذه االخيرة عف االرث الثقافي الجماعي المتمثؿ في حقائؽ أنتجيا تاريخية المجتمع عبر الزمف. الظاىرة التربوية ذلؾ استقاللية يعني كمنتوج منبثؽ مجتمعي عف وعي 9 فال يمكف وا اردتي األف ارد تغييرىا كيفما كاف ومتى كاف تماما كما ىو الحاؿ بالنسبة لمبنى االجتماعية. اف استدعاء دوركاي في تعريفو لمتربية لعناصر التاريخ المقارنة ومالحظتو لخاصيتي اإلك اره والخارجية التي تتس بيما يعني انو عرفيا كموضوع سوسيولوجي بالتحديد أو كظاىرة اجتماعية. 5.في التعريف السوسيولوجي للتربية: التحديد تطمب السوسيولوجي لمتربية اإلجابة عف تساؤليف أساسيف: أو في تتمثؿ -فيما أوال ماىية التربية. ثانيا ماىي الضرو ارت االجتماعية التي تقتضييا التاريخ عبر آف وارفيمد ارولز "نظرية المعرفة عند دوركاي البعد الميمؿ" ترجمة حسف 8 احجيج: في الدين والمجتمع ونظرية المعرفة تنسيؽ يونس الوكيمي مؤسسة مؤمنوف بال حدود أوت 5158 ص 5:. 9 Emile Durkheim, éducation et sociologie, opcit, p.12 03
الصغير أوال-تحديد 10 الثاني. الماىية يقتضي توفر عنصريف ىما أو الذي ل يرشد بعد أف التربية ىي أي األجياؿ التي ل ترشد بعد. الفعؿ ثانيا أعاله الضرو ارت االجتماعية ث تأثير أوال ال الجيؿ الجيؿ األوؿ ارشد والجيؿ الجيؿ في الفعؿ الذي تمارسو األجياؿ ال ارشدة عمى التي مف حيث تمظي ارتو وغايتو ترتبط بطبيعة تقتضييا التربية فيو واحد ومتعدد في نفس الوقت تمخصو عبارة دوركاي حوؿ موضوع الفعؿ التربوي األجياؿ تييئة والمتمثؿ في الصغيرة مف اجؿ الحياة االجتماعية في المجتمع بالعمؿ عمى خمؽ مجموعة مف الحاالت الجسدية والعقمية واألخالقية عند الطفؿ وتنميتيا وىي الحاالت التي يتطمبيا المجتمع ككؿ والتي يقتضييا الوسط.11 االجتماعي الخاص الذي يوجو لو الطفؿ يشير دوركاي مف خالؿ ما سبؽ وجود تربية متعددة إلى تربيات أو بعدد االوساط التي يحوييا المجتمع )الطبقات( وتتمثؿ وظيفتيا انطالقا مف سف معيف لتي المينية لألطفاؿ في تطوير سيحيوف فييا عمما أف جممة مف كؿ االستعدادات الخاصة باألوساط أف كؿ منيا نوعو يطالب بميا ارت خاصة ومعارؼ متخصصة 12 واستخدامات وطرؽ لمتفكير. ذلؾ ال أف إال االطفاؿ قبؿ تمؾ السف بعدد مف يشكؿ وتسوده وسطا أفكار مف فريدا معينة يمنعيا مف االرتكاز عمى قاعدة مشتركة تزود جميع األفكار األحاسيس والممارسات التي 10 Ibid,p13 (11) Ibid, p. 15. 12 Ibid, p14. 04
توفر تصو ار مشتركا وموحدا حوؿ العال اعتبار انو ال يخمو أي مجتمع منيا أف يعني ذلؾ حد معيف كوف قبمو والممارسات التي التربية موحدة تختمؼ عمى المدرسة كانت الفئات التي ينتموف االجتماعي. إف األجياؿ تدخؿ ال ارشديف الجديدة بنسؽ مف الخاصة بالمجتمع التي تكوف وحوؿ الفرد والمجتمع عمى 13 وميما كاف نظامو االجتماعي. مف حيث مضمونيا الثقافي انطالقا مف بارتكازىا عمى عدد مف إلييا ىنا يكوف تمقينيا لكؿ األطفاؿ يكوف اليدؼ منو في مستوييف األفكار بدوف تمييز يشترط في األحاسيس وميما تحقيؽ اندماجي األوؿ تزويد األفكار ومف المعتقدات والممارسات واألخالؽ كال متجانسا وفي المستوى الثاني تنقؿ إليي معايير األ وساط التي ينتموف إلييا ويرتبط األمر باألساس باألوساط المينية وىو ما يجعؿ منيجية لألجياؿ دوركاي يعمف 6.الخاصية االجتماعية للتربية: تأثير إف )الواحد والمتعدد( كائنا اجتماعيا فيو كائنا فرديا يتشكؿ مف أف التربية ىي تنشئة نظامية الجديدة تتوالىا المدرسة في المجتمعات الحديثة. الكبار في الصغار كما جاء فعؿ أف يفيد في سابقا معناه تحقيؽ تغيير كامؿ وعميؽ في الشخص أو التربية ليصبح يخضع لنظا المجتمع وأخالقو في نفس الوقت الذي تحقؽ في وسطو الخاص أي شخصيتو. الحاالت العقمية المتصمة بتاريخ حياتو الخاصة 13 Ibid, pp, 13-14. 05
أف أي المعتقدات نقؿ الثقافة األخالؽ لألجياؿ التي تعبر الجماعات التي ينتمي الييا. لألجياؿ الجديدة تتولى لألجياؿ )14(. المدرسة ىذه الجديدة المجتمعات الحديثة باكتساب يتعمؽ الجديدة الشخص عف شخصيتو بؿ عف لممعارؼ أو الجماعة وىو ما يطمؽ عميو دوركاي التنشئة المنيجية ( يأ الميمة تمقيف الرصيد الثقافي المشترؾ والميا ارت التي يطالبي بيا الوسط الذي يحيوف فيو( بيدؼ ىذا التعبير عف التنشئة االجتماعية العا بنوعيو والمتخصص توليد الشعور باالنتماء لمجماعة أو الميني الوظائؼ المنوطة بي في المجتمع. اف اىتما دوركاي مف حيث بؿ التربية طبيعتو ما يكافئ الذي يؤىؿ نطمؽ عميو اليو األجياؿ ولممجتمع. في اف نظا التعمي ألداء الجديدة بالتربية كنظا مستقر قائ عمى فعؿ تربوي محدد محتواه وأىدافو ل يمنعو مف االشارة الى التغير في عبر عنو مف خالؿ ضرورة تحديد محتويات التربية وأىدافيا عمى ضوء التطو ارت الحاصمة في المجتمع كما اف انشغالو بتحقيؽ التربية التناقضات التي يمكنيا تؤثر عمى أف في خض تعريفو لمتربية الص ارعات تحقيؽ مساواة االطفاؿ اما المدرسة. 7.التغير في النظام التربوي تتغير التربية عندما ينتبو الناس عميو أي في تحديد غايتيا أو إلى الستق ارر المجتمع تحقيؽ التربية اإليديولوجية ارتبط بالتنبيو الى ذكر منيا ألىدافيا في المجتمع وعقبات خطأى في تحديد ما ينبغي 15 في الوسائؿ التي تسمح بتحقيقيا. أف تكوف 14 Ibid p, 16 15 ibid,p 11 06
أف إال المؤسسات االجتماعية ويقتضي أي تغيرىا ال يمكنو فييا تغيير األخرى أف أف والحاجات المنبثقة عنيا. ويشير يكوف اعتباطيا بحك التربية تنبثؽ عف أف )السياسية والدينية واالقتصادية( وتعبر يعكس التطو ارت التي دوركاي في ىذا المقا مجتمع ما لنظا تربوي أنتجو مجتمع يتس بظروؼ مغايرة. إلى ىدؼ التربية أف وبما في كؿ مجتمع وفي كؿ زماف عنيا قد تعرفيا المجتمعات إلى خطورة استعارة ىو تحقيؽ نموذج إنساف أو ما يطمؽ عميو تسمية" اإلنساف المثؿ" l homme idéal عمد دوركاي توضيح ذلؾ مف خالؿ الحضارة الغربية عمى التربية االجتماعية أ-بعد أف وتغير الغايات تحققيا في وصؼ العالقة المجتمعات في بيف تطور الوثيقة التربوية المتمثمة في النماذج التربوية التي كاف كؿ عصر. تغيرت ىذه النماذج وفقا لمخصائص االقتصادية و الفكرية لممجتمعات في أبعاد ثالث: اإلنساف عالقة بالمجتمع التربية في المجتمعات القديمة تييؤ اإلنساف التي تغيرت عبر الزمف ليكوف خاضعا لمجماعة إ اردتو أصبحت تييؤه ليكوف مستقال في المجتمع الحديث. ب-بعد وظيفي تحققيا التربية عبر عبر فيو عف تغير وظيفة األوطاف فمنيا مف يفكر ويتذوؽ الجماؿ واألدب األمجاد. ج-بعد إيديولوجي اإلنساف نموذج فبعد ما كانت يحدد غاية التربية في تحقيؽ التي تصنع السائد كغاية إنساف ومنيا مف يحضره ليخوض الحروب ويحقؽ يتبع التغير الفكري في المجتمع أساس التصور حوؿ العال بعدما كاف أساسو الديف األفكار والف ويوجو فعميا نبو 16 العم أصبح حيث والقي السائدة في عصر معيف ىي ما يؤسس غايات التربية أف إلى ضرورة تتجدد التربية مع كؿ جيؿ جديد عمى اعتبار 16 Ibid, pp. 11-12. 07
أنيا مرتبطة بتكويني األخالقي تأخذ إف أي والمدني بعيف االعتبار درجة التطور االقتصادي والسياسي والفكري في تحديد النموذج التربوي في مجتمع ما. ونظ ار الف التربية ينتجيا المجتمع لتعيد ووتقو بتجديده اقترح أف تتولى اإلش ارؼ عمييا اإليديولوجية. إنتاجو وتحافظ عمى استق ارره الدولة حتى ال تتأثر بالص ارعات يدافع دوركاي عف فكرة أف المجتمع كموجو لمفعؿ التربوي ىو مف عميو إف يتوالىا مف خالؿ الدولة التي تمثمو. وذلؾ لمحيمولة دوف تكوف المدرسة في أف خدمة فئة عمى حساب أخرى وذلؾ حتى واف كانت تمثؿ الغالبية في زمف يتميز فيو المجتمع بص ارع 17 إيديولوجي حاد. 8.على سبيل الختم: التربية والسوسيولوجيا جمع دوركاي بيف التربية والسوسيولوجيا وسعى إلى تقعيد عقالني لمظواىر االجتماعية كما أرينا سابقا بعدما أطاح بالمقاربات الفمسفية مف خالؿ محاولتو االبستيمولوجية لد ارسة التربية كظاىرة ليا خصوصياتيا ومنطقيا الداخمي المختمؼ عف الظواىر النفسية و جعؿ مف المتغير االجتماعي والتاريخي معطى أساسيا لتفسير الحياة االجتماعية بما فييا التربية والنظا التربوي في عالقتو بالنظا االجتماعي مف حيث أنو يؤدي وظيفة اجتماعية باعتباره نظاما فرعيا مف النظا العا وقد ظير إبداع دوركاي عمى 18 فيمو النظا حد تعبير جوف كمود وقدرتو التحميمية في ىذا المجاؿ في تفسيره لمغايات الكبرى لوظيفة التربوي باعتباره نظاما فرعيا خاضعا لقوى االستق ارر ولقوى التغير تأخذ قوى االستق ارر مصدرىا مف النظا العا أما قوى التغير يكوف مصدرىا الحاجات 17 - Ibid, p21. 18) Jean Claude Filloux : Emile Durkheim, In : Perspectives, Vol. 23, N 1-2, 1993, p. 305, 08
19 التي تظير لذلؾ فإف المعنى الذي حدده دوركاي لمتربية باعتبارىا "فعؿ يمارس عمى األجياؿ الناشئة "يستجيب لنموذج تحميمو بحيث أنيا تقو بالتوحيد في مرحمة ث التفريؽ في مرحمة تالية بغض النظر عف االنتماءات االجتماعية لألطفاؿ مف أجؿ تحقيؽ التضامف االجتماعي ومنو الحفاظ عمى المجتمع واستم ارره عبر عممية الدمج االجتماعي المستمر ليؤالء األطفاؿ ظاىرة تاريخية أيضا وىي إذ استق ارر تشكمت وانتظمت عبر الزمف ولذا تستدعي د ارستيا عبر التاريخ والتي تتمثؿ يقوؿ دوركاي في مالحظة النظ التربوية الموجودة في الحاضر أو تمؾ التي وجدت في الماضي ألجؿ مقارنتيا واستخ ارج الخصائص إلي تشترؾ فييا وعميو يعرؼ دوركاي التربية مف حيث ماىيتيا ث مف حيث الضرو ارت االجتماعية التي تحدد ىدفيا يوجيو في ذلؾ البحث تحديد النموذج الواجب تحقيقو مف طرؼ التربية. ونقوؿ إف دوركاي قد قد عبر مشروعو المعرفي خدمة لممجتمع الفرنسي ولمجميورية الثالثة التي عاش في كنفيا وآمف بمبادئيا فقد حاوؿ عبر النموذج النظري الذي فسر بو الظاىرة التربوية مف خالؿ بعدىا عرض الوظيفي احتواء األزمة االجتماعية التي عاشيا المجتمع الفرنسي آنذاؾ مف جية ومساعدة فرنسا عمى تجاوز ىذه األزمة عف طريؽ التربية والتنشئة االجتماعية التي تقو عمى األخالؽ وتؤدي إلى الوحدة ولتضامف وتأسيس النظا االجتماعي. ومع أنو يتبيف مف خالؿ أعماؿ دوركاي أنو كاف يبحث بجدية عف بناء تصور سوسيولوجي عممي بديؿ لمظاىرة التربوية ينأى عف التصو ارت الفمسفية المثالية لمف سبقو مف المفكريف والمربيف فقد ظؿ ىو نفسو والى حد ما مرتبطا 19 Ibid, p305. 11
في مشروعو بإطار قيمي معياري أخالقي إذ ل ت عفو الوضعية والعممية التي )20( نادى بيا وبنى عمييا مشروعو السوسيولوجي العا عف النظرة اإلصالحية المحافظة. قائمة الم ارجع: 1 -آف وارفيمد ارولز نظرية المعرفة عند دوركاي: البعد الميمؿ ترجمة حسف أحجيج في الديف والمجتمع ونظرية المعرفة تنسيؽ يونس الوكيمي مؤسسة مؤمنوف بال حدود أوت.2112 2 -إميؿ دوركاي التربية والمجتمع ترجمة أسعد وطفة 3 -مصطفى محسف: االتجاىات النظرية في سوسيولوجيا التربية مجمة الد ارسات النفسية والتربوية عدد 12 ماي 1991. 7-Emile Durkheim, Education et sociologie, po Cit ; 1991 8- Emile Durkheim, l évolution pédagogique en France, 9- Jean Claude Filloux, Emile Durkheim, In : Perspectives, Vol. 23, N 1-2, 1993. :- Mohamed Cherkaoui, Socialisation et conflit : «les systèmes éducatifs et leur histoire selon Durkheim». Revue française de sociologie, 1976. 10 (20) مصطفى محسف : مرجع سابؽ ² ص.47
11