The Islamic University of Gaza Deanship of Research and Graduate Studies Faculty of Sharia and Law Master of Comparative Fiqh الجػامػػػػػػػػػػػػػعػػػػػػػػػػة اإلسػػػػػالميػػػػػػػػػػػػػػػة بغػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػزة عمادة البحث العممي كالد ارسات العميا كػميػػػػػة الشريػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػعػػػػػػػػػػػػػػػػة كالقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػانػػػكف ماجستػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػير الفقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو المقػػػػػػػػػػػػػػػارف كلي األمر في األمكاؿ الخا صة أث ي ر الظركؼ الطارئة عمى تى ى صرفات The Impact of Contingent Circumstances on The Ruler s Disposal of Private Funds البا حث: إعدا ي د صييب سمير عبد اهلل الكحمكت إش ار يؼ ال دكتكر: تيسير كامؿ إسماعيؿ إب ارىي ى مالن ل ي متىطمبا ت ال ي حصك ؿ قيد ىذا البح يث ا ست ك ى ف ي الفقو المقارف ب يكمي ة الشريعة كالقانكف ف ي ى عمى ى د ى رىج ة ال ى ماج ست ي ر ال ى جام ىع ة اإل سالم ي ة ب ىغزة أكتكبر/ ربيع أكؿ/ ق.
إقػػػػػػػػػػػػػػ ارر أنا المكقع أدناه مقد الرسالة التي تحمؿ العنكاف: كلي األمر في األمكاؿ الخاص ة أث ي ر الظ ركؼ الط ارئة عمى تى ى صرفات The Impact of Contingent Circumstances on the ruler s Disposal of Private Funds أقر بأف ما اشتممت عميو ىذه الرسالة إنما ىك نتاج جيدم الخاص باستثناء ما تمت اإلشارة إليو حيثما كرد كأف ىذه الرسالة ككؿ أك أم جزء منيا ل يقد مف قبؿ عممي أك بحثي لدل أم مؤسسة تعميمية أك بحثية أخرل. Declaration اآلخريف لنيؿ درجة أك لقب I understand the nature of plagiarism, and I am aware of the University s policy on this. The work provided in this thesis, unless otherwise referenced, is the researcher's own work, and has not been submitted by others elsewhere for any other degree or qualification. Student's name: Signature: Date: اس الطالب: التكقيع: التاريخ: صييب سمير الكحمكت صييب سمير الكحمكت ب
ت
ممخص الد ارسة الد ارسة: ىد يؼ تيدؼ الد ارسة إلى تبييف الظركؼ الطارئة التي ى ي ي سكغ بمقتضاىا لكلي الخاصة كفؽ مقاصد الشريعة اإلسالمية كبضكابطيا كشركطيا المرعي ة. األمر التصرؼ في األمكاؿ الد ارسة: مني ي ج اتبع الباحث في الد ارسة المنيج الكصفي كالتحميمي كاالستنباطي. نتائج الد ارسة: أى ما تكصؿ لو الباحث عمى سبيؿ اإلجماؿ: لمظركؼ الطارئة أحكا خاصة معتبرة العادية. بمقتضى السياسة الشرعية تختمؼ عف األحكا السائرة في الظػركؼ لإلما حؽ التصػرؼ فػي األمػكاؿ الخاصػة نزعػان بعػكض أك بغيػر عػكض أك تقييػدا لالسػتعماؿ إذا اقتضػى األمر تحقيؽ مصمحة عامة ارجحة في ظركؼ طارئة. مشػركعية تصػرؼ كلػي األمػر فػي األمػكاؿ الخاصػة فػي الظػركؼ الطارئػة منتظمػة بقكاعػد كمقاصػد الشػرع كمضبكطة بالشركط كليست مرسمة أك مطمقة.... تكصيات الد ارسة: يكصي الباحث بما يمي: تكسيع ىذا المكضكع كتعميمو كنشره كتعميمو لعمك الناس فيك مما يجيمو جؿ العكا. إيجاد تشريعات جديدة مقننة منبثقة مف قكاعد الشريعة اإلسالمية كمقاصدىا تضبط أحكاؿ الناس االقتصادية في حاالت الضركرة كالطكارئ عبر التدخؿ في بعض األمكاؿ الخاصة لتحقيؽ العدؿ كالمصمحة الكبرل لألمة. ضركرة ضبط تصرفات كلي األمر بالشركط كالضكابط الشرعية التي تسبؽ كتكاكب كتتبع ىذه التصرفات حتى ال يقع الظم عمى الناس.... كممات مفتاحية: )الطكارئ الظركؼ الطارئة تصرفات الحاك األمكاؿ الخاصة الممكية الخاصة( ث
Abstract Study objective: This study aims at identifying the contingent circumstances that allow the ruler to dispose private fund according to terms and conditions of Islamic sharia purposes. Research methodology: Research methods that were followed in the study are: Inductive, Deductive, Descriptive, and Analytical methods. Study findings: The main findings of the study are: 1. Contingent circumstances have specific provisions that differ from normal circumstances which are considered by the Islamic politics. 2. Imam may dispose private fund with or without compensation as well as setting restrictions or spending it, if necessary, to achieve a common public interest in contingent circumstances. 3. The lawfulness of disposing private fund by the Ruler in contingent circumstances is not incompletely transmitted or absolute but consistent with Islamic Sharia purposes and subjected to its conditions. Study recommendations: The researcher recommends: 1. Expanding the study of this topic and increasing awareness among the public because most of them are not aware of it. 2. Finding new legislations derived from Islamic Sharia rules and purposes to organize the economic affairs of the public in cases of necessity through disposing private fund to achieve justice and common interest for Ummah. 3. The importance of restricting the ruler actions by terms and conditions of Islamic Sharia to prevent injustice to the public. Keywords: (contingent circumstances, Emergency, Ruler actions, private fund, private property). ج
... ك اكختاس ب ي ل ل ن ي وى ث د اء ي ػ ا ل ل... ]الحشر: [ طعا ع يالي بالمدينة ي )إف األش عري يف إذا أرمميكا في الغز ك أك قؿ جم ي عكا ما كا ى ف عن ى دى في ثك وب كاحود ث اقتس ي مكه بيني في إنا وء مني( كأنا من ي في بالس ك ي ة كاحود ]رسكؿ اهلل [ "لك استقبمت مف أمرم ما استدبرت ألخذت فضكؿ أمكاؿ األغنياء فقسمتيا عمى فق ارء المياجريف" )عمر بف الخطاب ( ح
ا إل ى ى دا ي ء.. إلى قائدم كقدكتي كحبيبي محمد رسكؿ اهلل إلى عمماء األمة ال ارسخيف الصادقيف الصادحيف بكممة الحؽ المبيف.. كمدرسي إلى العظماء كرثة األنبياء أساتذتي كزرعت فأثمرت.. كمشايخي الفقياء يا مف بنيت فأحسنت إلى القادة ال ي عدكؿ المقتديف بالرسكؿ دكنك شيئان مف شريعتو العادلة كطريقتو الحاكمة.. إلى كالدم العظيميف ىذه ثمرةه مف أك ؿ زرعكما كبركة مف حسف تربيتكما فيؿ ج ازء ب اإلحساف إل اإلحساف }ر ا ا ار ح ي ا ن ن ر ب ا {.. ص ؼ ري إلى شريكة عمرم زكجتي كحبيبتي أينسي كمسرتي كسمكتي مف نصرتني كآزرتني كقاسمتني ماليا كثمرة جيدىا في كربي كشدتي ل تسع ي حركفي كرسكمي شكر فضمؾ كبذلؾ كعظي إحسانؾ ككرمؾ كحب ؾ.. إلى قرة عيني كميجة فؤادم كفمذات كبدم أبنائي: يحيى كنسيبة كجمانة كمصطفى.. إلى أخكاتي كاخكتي األشقاء بك يشد العضد كمنك حسف الكفاء.. إلى كؿ مف دعمني كشجعني كنصحني كآزرني كدعا لي.. إليك جميعان ىذا الجيد المتكاضع فإف كاف فيو خير فأسأؿ اهلل أف يبارؾ كينفع بو كاف كانت األخرل فأسألك العفك كمف اهلل الغف ارف.. ش ع ت اد 17 ا ل ي ي س خ ع ن..{ ف ب ل ل اى ي ت ت ع ن ف ا ل ي د ا ا لل ئ م أ ول و ئ م ول أ أ ح س أ ول ل ا ل ا ب } ]الزمر 17 18[ خ
كتقدير شك ه ر المكف ؽ في ي ك بعد كمف قب يؿ مف الحم ي د هلل كعكن و.. بمعي تو ىك تكفي وؽ كك ؿ بفضمو ىك خيور ك ؿ كاليمستعاف * بشكرىا أبكح نعمان أكليتني بأسرىا األمكر كؿ ككفيتني * أمت كاف حييت ما فألشكرنؾ فمتشكرنؾ قبرىا! في أعظمي الفضؿ كنسب ألىمو اإلحساف باب كمف فإني ألصحابو أتشرؼ بتقدي الشكر الجامعة في أساتذتي لجميع ي مدرسي مني بالذ كر كأخص كفيمي عممي مف نيم ي ت الذيف اإلسالمية مرحمة في كى: الماجستير إسماعيؿ مازف أ.د. مصباح ىنية )عميد الد ارسات العميا كأستاذ الفقو كأصكلو بالجامعة اإلسالمية بغزة(. نصر سمماف أ.د. الداية )عميد كمية الشريعة كالقانكف كأستاذ الفقو كأصكلو بالجامعة اإلسالمية بغزة(. حسيف اب ارىي زياد د. مقداد )رئيس لجنة اإلفتاء كأستاذ الفقو كأصكلو المشارؾ بالجامعة اإلسالمية بغزة(. محمد أسعد رفيؽ د. رضكاف )أستاذ الفقو كأصكلو المساعد بالجامعة اإلسالمية بغزة(. الدكتكر الجزيؿ بالشكر كأخص الفاضؿ صاحب بقبكؿ متفضالن أكرمني كالذم كالخمؽ العم الرسالة: ىذه عمى اإلش ارؼ إسماعيؿ كامؿ تيسير د. إب ارىي ]نائب عميد كمية الشريعة كالقانكف بالجامعة اإلسالمية ػ غزة كأستاذ الفقو كأصكلو المشارؾ[ كالشكر جزي هؿ كمكصكؿ إلى كؿ مف د. عبد الرحمف سمماف الداية كد. خالد محمد ترباف عمى قبكليما مناقشة ىذه الرسالة كاث ارئيا فبارؾ اهلل فييما. سائالن ربي أف يجزؿ لي األجر كالمثكبة كمني كأف يبمغني ما بم غي بفضمو كمنتو كأف يجزيي عني خير الج ازء كأف ينفعني بعممي كيتقبؿ مني كمعكنتو ككرمو كأف يجعؿ الجيد كم و في سبيؿ اهلل كأف يتكمؿ سبحانو ػ منو بالرضا ػ كالقبكؿ. د
فيرس المحتكيات إقرار ذ...ب ملخص الدراسة...ث Abstract...ج اقتباس...ح ا إل هد ا ء...خ شكر وتقدير...د فهرس المحتويات...ذ المقدمة... 1 هيكلية البحث:... 3 الفصل األول: عناية الشريعة اإلسالمية باألموال الخاصة وأثر الظروف الطارئة عليها... 2 المبحث األول: حقيقة األموال الخاصة وأنواعها 7... المطلب األول: مفهوم المال الخاص... 7 المطلب الثاني: مشروعية المال الخاص...21 المطلب الثالث: أنواع المال الخاص...21 المبحث الثاني: حقيقة الظروف الطارئة واأللفاظ الشرعية ذات الصلة بها...21 المطلب األول: مفهوم الظروف الطارئة في الشريعة اإلسالمية... 21 المطلب الثاني: أنواع الظروف الطارئة وشروط اعتبارها...12 المبحث الثالث: عناية الشريعة اإلسالمية باألموال الخاصة ودور ولي األمر في رعايتها...11 المطلب األول: عناية الشريعة اإلسالمية باألموال الخاصة... 11 المطلب الثاني: دور ولي األمر في رعاية األموال الخاصة 43... الفصل الثاني: مشروعية تصرفات ولي األمر في األموال الخاصة في الظروف الطارئة وضوابطها... 04 المبحث األول: التكييف الفقهي لتصرفات ولي األمر في األموال الخاصة في الظروف الطارئة...32 المطلب األول: ماهية )( تصرفات ولي األمر... 32 المطلب الثاني: التكييف الشرعي العام لتصرفات ولي األمر...31 المطلب الثالث: التكييف الشرعي لتصرف ولي األمر في الملكية الخاصة...25 المبحث الثاني: أدلة مشروعية تصرفات ولي األمر في األموال الخاصة في الظروف الطارئة...23
المطلب األول: االستدالالت العامة من النصوص الشرعية...23 المطلب الثاني: االستدالالت الخاصة بالمعهودات الشرعية 12... المبحث الثالث: ضوابط تصرفات ولي األمر في األموال الخاصة في الظروف الطارئة والقواعد الفقهية الناظمة...12 المطلب األول: الضوابط العامة لتصرفات ولي األمر في األموال الخاصة...12 المطلب الثاني: الشروط العامة لتصرفات ولي األمر في األموال الخاصة...72 المطلب الثالث: القواعد الفقهية الناظمة لتصرفات ولي األمر في األموال الخاصة...12 الفصل الثالث: أنواع تصرفات ولي األمر في الظروف الطارئة وأحكامها... 11 المبحث األول: أحكام نزع األموال الخاصة في الظروف الطارئة...21 المطلب األول: آراء الفقهاء في مسألة نزع المال للمنفعة العامة... 21 المطلب الثاني: من صور نزع المال الخاص...253 المبحث الثاني: أحكام تقييد التصرف في األموال الخاصة في الظروف الطارئة...224 المطلب األول: تقييد المباح من قبل ولي األمر... 224 المطلب الثاني: من صور تقييد التصرف في األموال الخاصة 227... المطلب الثالث: صور أخرى لتصرفات الحاكم عند الضرورة...241 الخاتمة... 131 أوال : نتائج الدراسة:... 242 ثانيا : توصيات الباحث:... 241 المصادر والمراجع... ننننن ر
المقدمة الحمد هلل كالصالة كالسال عمى رسكؿ اهلل كعمى آلو كصحبو كمف كااله كمف اىتدل بيداه إلى يك الديف كبعد: فإف اإلما جنة يحتمى بو كىك خميفةه في حماية بيضة المسمميف كالدفاع عني كتأميف كاجباتي كاف كانت الشريعة قد خصتو بالطاعة كالتكقير فقد كمفتو بالصيانة كالتدبير كأناطت بو التخطيط كحسف التقدير كالقيا عمى مصالح الرعية في حالتي السعة كالتعسير فكؿ حؽ مقابمو كاجب ككؿ مسؤكلية ليا تبعات كليس الكالية لمتشريؼ بؿ لمقيا بالتكميؼ كأخذ الحؽ مف القكم لمضعيؼ كبغير ىذا ييد البنياف كينتشر الطغياف كتع الفكضى كتكثر البمكل. كاف مف كماؿ الشريعة أف كانت أحكاميا البي نة كمقاصدىا السامية تسعى لتكميؿ كؿ نقص حاصؿ ككؿ خمؿ حادث كجعمت لإلما تصرفات يزع بيا الناس كفؽ المصالح المرجك ة كالضكابط الناظمة سكاء كاف ذلؾ في حالة األمف كالرخاء أ في حالة الضيؽ كالكرب كمف ىنا ك ى جب عميو النظر كاالجتياد في حاؿ تعس ر األمكر في رفع الضكائؽ كايجاد المخارج كالسعي لتحقيؽ العدالة بيف الناس في المجتمع اإلسالمي الكاحد بما ينشر بيف أف ارده ركح األلفة كالتعاضد كالتكافؿ كي ال تفؿ األزمات مف حد ى أك تكىف صفي أك تككف سببان في استباحة بيضتي بما يعكد بالكباؿ كالنكاؿ عميي. كنحف نحاكؿ في ىذا البحث ػ مستعينيف باهلل ػ أف نجم ي مسألة تصرفات اإلما الشرعية في حاالت الضركرة في األمكاؿ الخاصة ذاكريف األصكؿ كالقكاعد كالنظريات الفقيية المرتبطة بيا كتطبيقاتيا كضكابط ىذه التصرفات مف جية الشريعة اإلسالمية كقكاعدىا كمقاصدىا فالباحث يدرس ىذه المسألة د ارسة فقيية تأصيمية مقاصدية. ي ي جن ةه يقىاتى يؿ م ف "إ ن ى ما اإل ى ما ى كيت قىى ب و..." مسم صحيحو برق ) ( ) / ( ى ك ى رائ و
أىمية البحث: تجمية الدكر العظي لكلي األمر في تنظي شؤكف الناس في حاالت الضكائؽ الشديدة كانعدا المكارد كاستحكا اإلغالؽ في الباليا كالمحف كالحصار كالككارث.. بياف مقاصد الشريعة اإلسالمية في الحفاظ عمى تماسؾ شرعية ناظمة يقك بيا اإلما في حاالت الضركرة. المجتمع اإلسالمي عبر تصرفات.. بياف ضكابط التصرفات في األمكاؿ الخاصة في الطكارئ مف قبؿ أكلياء األمكر. مشكمة البحث: كاجب كلي األمر القيا عمى مصالح الناس في جميع األحكاؿ فما ىي كاجباتو كحدكد سمطتو في حاالت العسر الشديد كالضركرة الممحة تجاه المجتمع كما ىي طبيعية ىذه الضركرة الممحة التي تتيح لو التصرؼ في األمكاؿ الخاصة ككيفية تنزيؿ قاعدة تصرفو المنكط بالمصمحة عمى ىذه الضرك ارت كتطبيقاتيا كضكابطيا. أسئمة البحث: ما ىي طبيعة الظركؼ الطارئة كالككارث التي تتيح لكلي الخاصة األمر تصرفات استثنائية في األمكاؿ. ماىية األمكاؿ الخاصة كالفرؽ بينيا كبيف األمكاؿ العامة كما حدكد تصرؼ كلي األمر فييا ما ىك التأصيؿ الشرعي لمتصرؼ في الماؿ الخاص مف قبؿ كلي األمر في حاالت الضركرة.. ما ىي الضكابط الشرعية الناظمة لتصرفات كلي األمر في األمكاؿ الخاصة.. ماىي أنكاع تصرفات كلي األمر في األمكاؿ الخاصة في الظركؼ الطارئة فرضيات البحث: أذنت الشريعة اإلسالمية لإلما التصرؼ في األمكاؿ الخاصة في بعض الظركؼ. تصرفات كلي األمر منكطة بتحقيؽ مصمحة المسمميف العامة كالخاصة. األصؿ في األمكاؿ الخاصة الحرمة....
المصمحة العامة مقدمة عمى المصمحة الخاصة. تصرفات كلي األمر في الماؿ الخاص مضبكطة بالضكابط كالشركط... ىدؼ البحث: ييدؼ البحث إلى تحقيؽ األمكر التالية: التعريؼ بمسؤكلية كلي األمر في الظركؼ الطارئة. تجمية القكاعد الفقيية كمقاصد الشريعة في تصرفات كلي األمر في الظركؼ الطارئة... التأصيؿ الشرعي لتصرفات كلي األمر في الظركؼ الطارئة بما يعكد بالنفع عمى المجمكع الشعب أك األمة أك المجتمع اإلسالمي. بياف الضكابط الشرعية التي تضبط تصرفات كلي األمر في الماؿ الخاص في الطكارئ... منيجية البحث: سأتبع بإذف اهلل في ىذا البحث المنيج البحثي العممي القائ عمى الكصؼ كالتحميؿ كاالستنباط حيث سأقك بالرجكع إلى المصادر األصمية لمحصكؿ عمى المعمكمات كالكقكؼ عمى آ ارء العمماء كاستدالالتي كتحميميا كمناقشتيا إف لز األمر كربطيا بالكاقع كبنظريات األحكاؿ الطارئة كقكاعدىا الشرعية الناظمة. ىيكمية البحث: يتككف البحث مف المقدمة السابقة كثالثة فصكؿ كخاتمة عمى النحك التالي: الفصؿ األكؿ: عناية الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ الخاصة كأثر الظركؼ الطارئة عمييا كيض ثالثة مباحث: المبحث األكؿ: حقيقة األمكاؿ الخاصة كأنكاعيا.
المبحث الثاني: المبحث الثالث: حقيقة الظركؼ الطارئة كاأللفاظ الشريعة ذات الصمة بيا. عناية الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ الخاصة كدكر كلي األمر في رعايتيا. الفصؿ الثاني: مشركعية تصرفات كلي األمر في األمكاؿ الخاصة في الظركؼ الطارئة كضكابطيا كيض ثالثة مباحث: المبحث األكؿ: التكييؼ الفقيي لتصرفات كلي األمر في األمكاؿ الخاصة في الظركؼ الطارئة. المبحث الثاني: أدلة مشركعية تصرفات كلي األمر في األمكاؿ الخاصة في الظركؼ الطارئة. المبحث الثالث: ضكابط تصرفات كلي األمر في األمكاؿ الخاصة في الظركؼ الطارئة كالقكاعد الفقيية الناظمة. الفصؿ الثالث: أنكاع تصرفات كلي األمر في الظركؼ الطارئة كأحكاميا كيض مبحثيف: المبحث األكؿ: المبحث الثاني: أحكا نزع األمكاؿ الخاصة في الظركؼ الطارئة. أحكا تقييد التصرؼ في األمكاؿ الخاصة في الظركؼ الطارئة. الخاتمة: كتشتمؿ عمى أى النتائج كالتكصيات
الد ارسات السابقة: أخذت أحكا كلي األمر حي ازن كاف ارن في أبكاب السياسة الشرعية مف نكاحي عديدة كتضمنت تصرفاتو كثي ارن مف أبكابيا لكني ل أعثر عمى د ارسة ػ فيما اطمعت ػ كاممة في أحكا تصرفات اإلما في الظركؼ الطارئة بشكؿ خاص فيما يتعمؽ بالتصرؼ في األمكاؿ الخاصة فكؿ مف كتب تناكؿ أحكا نزع األمكاؿ الخاصة بشكؿ عا كمف الرسائؿ المحكمة التي كتبت في ىذه المجاؿ: نزع الممكية الخاصة كأحكاميا في الفقو اإلسالمي لػ فيد بف عبد اهلل العمرم جامعة اإلما محمد بف سعكد ىػ ػ. كتضمنت ىذه الرسالة مجمؿ أحكا نزع الممكية بشكؿ عا كليس في الطكارئ عمى كجو خاص. كقد عثرت خالؿ بحثي في المكضكع عمى عدد مف األبحاث المتناثرة في المجاميع كالمجالت الفقيية مثؿ: مجمة مجمع الفقو اإلسالمي ػ العدد ال اربع حيث ناقش عدد مف العمماء نزع الممكية لممصمحة العامة دكف التطرؽ بشكؿ مخصص لظرؼ الضركرة. كقد تميز ىذا البحث حسب أرم صاحبو عمى بالتركيز التأصيؿ لنظرية الظركؼ الطارئة كتبييف أصكليا في الشريعة اإلسالمية كربطيا بنظرية الضركرة كتبييف العالقة بينيا كبيف تصرفات كلي األمر في األمكاؿ الخاصة كاإلع ارض عف بحث مكضكعات شتى متعمقة بنزع الممكية بصفة العمك ألف المقصد مف بحث المسألة في حالة الطكارئ كفي األمكاؿ الخاصة فقط كىذا ما يميز ىذا البحث عف الد ارسات التي ناقشت نزع الممكية الخاصة بشكؿ عا في جميع الظركؼ.
الفصؿ األكؿ: عناية الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ الخاصة كأثر الظركؼ الطارئة عمييا
المبحث األكؿ: حقيقة األمكاؿ الخاصة كأنكاعيا المطمب األكؿ: مفيك الماؿ الخاص الفرع األكؿ: تعريؼ الماؿ لغة كاصطالحان: الماؿ لغة: ىك كؿ ما تممكو اإلنساف مف أم شيء كاف منفعة أك عينا كعمى ىذا فكؿ ما يحكزه اإلنساف كيتممكو أك يستكلي عميو مف ذىب أك فضة أك ما في معناىما مف نقد أك نبات أك حيكاف يعرؼ بالماؿ بخالؼ ما ال يحكزه كالسمؾ في الماء كالطير في اليكاء كما تحكم األرض في باطنيا مف كنكز كمعادف فميس بماؿ. كيفي مف المعنى المغكم أف الماؿ ىك ما يقبؿ الحيازة كالقدرة عمى التصرؼ بيعا كش ارء كىبة كاستصالحان كغير ذلؾ كألجؿ ذلؾ خمقو اهلل جل جلاله كألجؿ ذلؾ حر كنزه دكف زكاتو كانفاقو في كجكه الخير الحديث: " فإ كليذا لكؿ أمة فتنة كفتنة الماؿ في الصطالح: كاف مف أعظ الفتف كفتنت بو أمة محمد ) ( أمتي الماؿ". فقد كرد في اختمفت نظرة الفقياء في تعريؼ الماؿ اصطالحان حيث اتجو الحنفية في تعريفي لمماؿ حسب الحيازة كاإلح ارز كاالنتفاع في العادة أما الجميكر فاتجيكا إلى كؿ ما لو قيمة عمى النحك التالي: مف األشياء تعريؼ الجميكر: لمجميكر تعريفات مختمفة قى ى صدت تكسيع النظرة إلى الماؿ: ( ) ابف منظكر لساف العرب مادة مكؿ ) / ( ( ) ىذا مأخكذ مف التعريؼ المغكم كقد ذكر بعض المتأخريف أف النظرة إلى الماؿ تختمؼ مف زماف إلى زماف كقد عرفو بعضي بأنو: )كؿ ما يمكف حيازتو كاالنتفاع بو عمى كجو معتاد( كبالتالي الطير في اليكاء كالسمؾ في الماء يعتبر ماالن عندى إذا أمكف حيازتو مجمة البحكث اإلسالمية ) / (. ( ) مجمة البحكث اإلسالمية ) / ( ( ) صحيح: أحمد مسنده ت. أحمد شاكر برق ) ( ) / (.
عرفو الشاطبي مف المالكية: "ما أخذه إذا غيره عف المالؾ بو كيستبد الممؾ عميو يقع مف كجيو" كعرفو الزركشي مف الشافعية: "ما كاف منتفعا بو أم معدا لالنتفاع بو" كعرفو البيكتي مف حاجة لغير مباحة منفعة فيو الحنابمة: "ما أك ضركرة" السعة كاالختيار. كبيذا يض تعريؼ الجميكر العيني كالمنتفع بو كالحقكؽ عمى أف يككف مباحا في حالة تعريؼ الحنفية: عرفو الحنفية بتعريفات عديدة تصب في جانب كاحد منيا: ىك اس لكؿ ما يمكف إح ارزه كحيازتو كاالنتفاع بو في العادة ) ( كيمكف ادخاره لكقت يميؿ أك "ما.) ( ) ( الحاجة" أك "ما مف شأنو أف يدخر لالنتفاع بو كقت الحاجة" الطبع إليو فكؿ ما ال يمكف االنتفاع بو كال يمكف إح ارزه مف غير المحسكس كالمنافع )مثؿ سكنى الدار كرككب الدابة كلبس الثكب( كالحقكؽ )كحؽ الممكية الفكرية مثالن( ال يطمؽ عميو ماالن عندى كاشترطكا األحناؼ ألنيا ) ( الحنفية. ) ( عادة الناس بالتمكؿ بو في السعة. كليذا الخالؼ ثمرة فقيية في أحكا متعددة فاإلجارة ػ مثالن ػ تنتيي بمكت المستأجر عند مف المنافع كىي ليست أمكاالن عندى عند تكرث ال فإنيا الحقكؽ ككذلؾ ( ) الشاطبي المكافقات.) / ( ( ) الزركشي المنثكر في القكاعد ) / (. ( ) البيكتي كشاؼ القناع ) / (. ) ) الكاساني بدائع الصنائع ) / ( ( ) ابف عابديف حاشيتو ) / ( ( ) ابف عابديف المرجع السابؽ. ( ) العبادم الممكية.) / ( ) ( ابف نجي البحر ال ارئؽ ) / ( ابف عابديف حاشية رد المحتار ) / (
الترجيح: عرؼ يجارل الذم ىك ألنو الحنفية إليو ذىب مما كأظير أكجو أمكاال المنافع اعتبار إف كنظرتي الناس لمماؿ. فيبدك لي مف ىذا أف ال ارجح ىك تعريؼ الجميكر كىك أف الماؿ ىك كؿ ما لو قيمة سكاء كاف عينا أك انتفاعان يباح استعمالو في حالة السعة ألف األعياف ال تقصد لذاتيا بؿ لمنافعيا كىذا المعيكد في عرؼ الناس كنظرتي إلى الماؿ كيتكافؽ تعريؼ الجميكر مع حيثيات العصر الحاضر حيث استحدثت كثير مف األشياء المنتفع بيا كالتي ليا قيمة مالية كتحدث فييا الخصكمة. الفرع الثاني: حقيقة الماؿ الخاص: حينما نتحدث عف الماؿ الخاص فإننا ال شؾ نقصد الممكية الخاصة ليذا الماؿ فالماؿ إما أف يككف ممكان عامان أك ممكان خاصان أك ممكان لبيت الماؿ كلكؿ أحكامو الخاصة بو في الفقو اإلسالمي كسنقتصر في ىذا الفرع عمى تبييف معنى الممكية بشكؿ عا كالممكية الخاصة مكضكع البحث. تعريؼ الممكية: تعريؼ الممكية لغة: مف "ممؾ" المنسكبة إلى الممؾ كىي مصدر صناعي تدؿ عمى ي محرز أك ال ى م ي حكز كمما يدؿ عميو: االحتكاء كالقدرة عمى االستبداد كاالستئثار بالشيء ال التصرؼ بشكؿ فردم كىي داللة عمى القكة كالمكنة في التصرؼ دكف إذف مف أحد. كالم مؾ: ما ممكت اليد مف ماؿ كؿ. ى ك ى خ ( ) مجمة البحكث اإلسالمية ) / (. ( ) ( ) ابف فارس مقاييس المغة ) / - ( ابف منظكر لساف العرب ) / ( الخميؿ بف أحمد العيف ) / ( األزىرم تيذيب المغة ) / ( الخكؿ: ى العبيد كالنع أنظر المرجع السابؽ ) / (
تعريؼ الممكية اصطالحان: تنكعت تعريفات العمماء لمممكية بحسب نظرتي إلييا فمني مف عرفيا مف حيث عالقة المالؾ كالمممكؾ أك مف حيث المكضكع أك مف حيث الكصؼ. عرفيا صدر الشريعة: اتصاؿ شرعي بيف اإلنساف كبيف شيء يككف مطمقا لتصرفو فيو حاج ازن عف تصرؼ الغير. كعرفيا الق ارفي: حك شرعي في العيف أك المنفعة يقتضي تمكف مف يضاؼ إليو مف انتفاعو بالمممكؾ كالعكض عنو مف حيث ىك كذلؾ. كعرفيا ابف اليما: االستيالء كالقدرة عمى التصرؼ في الماؿ. التالي: كمف خالؿ التعريفات يمكف لمباحث أف يجمع بيف ىذه التعريفات باختيار التعريؼ القدرة عمى التصرؼ في الماؿ ابتدا ن ء بشكؿ شرعي انتفاعان كعكضان. تعريؼ الممكية الخاصة: "ىي ما كانت لصاحب خاص سكا ن ء ) ( كالتصرؼ في عينيا". كاف كاحدا أ متعددان لو االستئثار بمنافعيا مف فكؿ شيء ممكو اإلنساف كلو القدرة الفردية عمى التصرؼ فيو عكضان أك منافع دكف إذف أحد ىك ممؾ خاص سكاء كاف ذىبا أ فضة أ نقدا أ عقا ارن منقكالن أك غير منقكؿ. كتصرفان. كيمكف تعريؼ الماؿ الخاص بأنو: كؿ ماؿ يستأثر المرء بو بشكؿ شرعي حيازة ( ) صدر الشريعة شرح الكقاية في مسائؿ اليداية ) / ( ( ) الق ارفي الفركؽ ) / ( ( ) ابف اليما فتح القدير ) / ( ( ) عمي الخفيؼ الممكية ) / (
بخالؼ الممكية العامة التي تعكد منفعتيا إلى عمك المسمميف كال يجكز تممكيا أك التصرؼ المطمؽ فييا مف قبؿ أف اردى إال بالقدر الممنكح شرعان كبما يسمح بو كلي أمر المسمميف القائ عمى ىذه الممكية. ( ) أنظر لالست ازدة: العبيدم الممكيات الثالثة ) (
المطمب الثاني: مشركعية الماؿ الخاص كالمقصكد بمشركعية الماؿ الخاص أم مشركعية تممكو كحيازتو كنسبتو إلى النفس كسنبيف ذلؾ ػ عمى كجو اإلجماؿ في الفركع التالية: الفرع األكؿ: أدلة مشركعية الماؿ الخاص: أقرت الشريعة اإلسالمية تممؾ الماؿ بشكؿ خاص كشجعت عمى ذلؾ كدل ت نصكصيا الكثيرة الكافرة عمى تعارضيا التا مع إلغاء التممؾ الخاص أك محاربتو كمف ىذه األدلة: أكلن: مف القرآف الكري: كال جل جلاله: }خذ أم اى صدكث..{ ]التكبة [ كال جل جلاله: }ليفلراء اى اجري ا لي أخرج ا ديار وأم اى { ]الحشر [ اى ل..{ ]النساء [ م اء أ ا السف ح ؤ كال جل جلاله: { و ل ح كال جل جلاله: }خيل ا ى ا ع يج أيدي ا أ عا ا ف ى ا اله ن{ ]يس [...3.4 كجو الدللة مف اآليات: ىذه اآليات كغيرىا في كتاب اهلل تنسب الماؿ لألف ارد أك الجماعات سكاء كانت نقدان أ متاعان منقكالن أك غير منقكؿ كاإلضافة في "أمكالك" كما في قكلو جل جلاله: "كال تؤتكا السفياء أمكالك" تفيد االختصاص كيشمؿ ذلؾ الممكية جل جلاله كالتصرؼ كقكلو جل جلاله خصي بتممكيا. "في ليا مالككف" أم أف اهلل كمما يدؿ عمى مشركعية الماؿ الخاص اآليات التي أمرت بالزكاة كتكزيع المي ارث كما أمر الشرع كاآليات التي نيت عف االعتداء عمى ماؿ الغير أك أكمو بالباطؿ كرتبت عمى ذلؾ أحكامان كحدكدان كقكلو جل جلاله: }أ فل ا غيتات ا رزك اك { ]البقرة [ كقكلو في المي ارث: ( ) األلكسي ركح المعاني ) / (. ( ) المرجع السابؽ ) / (.
ل} }ي صيل ا لل يف أولدك {] [ النساء الغير: ماؿ عمى االعتداء عف النيي في كقكلو جل جلاله حألك ا أم اىل ةي ل ةا لاغو{ [. ]النساء ثانيان: مف السنة النبكية: نسبت كثير مف نصكص األحاديث النبكية الماؿ إلى أعياف الناس منيا: قاؿ : "لك يعطى الناس بدعكاى الدعى ناس دماء رجاؿ كأمكالي..". قاؿ : ".. فإف دماءك كأمكالك كأع ارضك بينك ح ار..". قاؿ : ".. كؿ المسم عمى المسم ح ار دمو كمالو كعرضو".... كجو الدللة مف ىذه األحاديث: نسبة األمكاؿ إلى الناس دليؿ عمى حقي في تممكو كحيازتو الخاصة دكف غيرى كلذلؾ ال يعطى الناس بدعكاى دكف بينات حفاظان عمى حؽ الممكية الفردية ) ( كعد التغكؿ عميو. ثالثان: مف المعقكؿ: أف اهلل جل جلاله فطر الناس عمى حب الماؿ كحيازتو كتممكو مما يبنى عمى ذلؾ التمتع بو كالتصرؼ كفؽ ما تميؿ إليو النفكس مف حظكات كرغبات كقد دلت عمى ذلؾ النصكص كاألحكاؿ. ] قاؿ اهلل جل جلاله في ذلؾ: }وحتبىن املال حبا مجا{ ]الفجر كالم ارد أنك تحبكنو مع حرص ) ( ك ىش ى ره. ب عمى ي ح ى ب الشيخ شا ي ب كقاؿ : "قم اثنتيف طكؿ الحياة كحب الماؿ". ( ) مسم صحيحو برق ) ( ) / (. ( ) البخارم صحيحو برق ) ( ) / (. ( ) مسم صحيحو برق ) ( ) / (. ( ( النككم شرح مسم ) / (. ) ( أم مع حرص كشدة إقباؿ األلكسي ركح المعاني ) / (
كحب الماؿ إما أف يككف مذمكمان بغرض التكبر كالخيالء كالفخر عمى الناس كارتكاب المحرمات كاما أف يككف محمكدان مف أجؿ القربات كالطاعات كصمة األرحا كاعفاؼ النفس. ىذا كغيره يتبيف منو أف الممكية الخاصة كحيازة الماؿ بشكؿ خاص ىك غريزة طبيعية في النفس البشرية منذ خمؽ آد كتنازع ابنيو عمى تممكو كالحظكة بو. كنخمص إلى:. أف الشريعة أقرت تممؾ الماؿ كالتصرؼ فيو بشكؿ خاص مع م ارعاة الضكابط الشرعية سكاء كاف الماؿ نقدا أك عقا ارن أك منقكلن كىذا العمؿ منقكؿ عف الصحابة كالتابعيف كعمماء المسمميف ل يجادؿ فيو أحد كل ينكره مسم كلقد تمقتو األمة بالقبكؿ منذ عصر الرسكؿ الفرع الثاني: طبيعة التممؾ الخاص: إف حيازة الماؿ الخاص ذك طبيعة خاصة متميزة في الشريعة اإلسالمية لو أصكلو كقكاعده فيك ليس تممكان مطمقان بؿ ىك تممؾ ناق ه ص محدكد كاف كاف خاصان كيمكف أف نسميو بأنو تممؾ عمى سبيؿ اإلعارة أك االستخالؼ لو يخضع لشركط كضكابط يدؿ عمى ذلؾ ما يمي: أف الممؾ الحقيقي ىك هلل جل جلاله كىك ال ارفع قاؿ جل جلاله: مف قبؿ كمف بعد فيك المعطي كىك المانع كىك الخافض }كو ى ا يف الس اوات وا لرض كو لل{ ]األنعا [ كقاؿ جؿ كعز: } لل ميم الس اوات وا لرض{ ]المائدة [ كممكو يقتضي التصرؼ عطا ن ء كمنعان كاحيا ن ء كاماتة كايجادان كعدمان كيؼ يشاء كحيثما يريد بقدرتو كحكمتو دكف قدرة عمى الرد أك اإلنكار. مقامة كطبيعة تكاجد الناس فييا مف أجؿ ي أف ىذه الدار دار عمؿ كابتالء كليست دار االستخالؼ عمى الماؿ بما يرضي اهلل جل جلاله ككؿ ما سخره اهلل جل جلاله لي فييا مف أجؿ تحقيؽ م ارده كالقيا بعبكديتو كعمارة أرضو كاصالحيا بأعماؿ البر كدركب الخير قاؿ اهلل جل جلاله: }وأ فل ا ا جعيل مسخخيفي في { ]الحديد [ كداللة ىذه اآلية: أف.. ( ) مسم صحيحو ) / ( ( ) ابف كثير تفسير القرآف العظي ) / ( ( ) أبك السعكد تفسيره ) / ( األلكسي ركح المعاني ) / (
اإلنساف ىك عمى مالو الخاص بمنزلة نائب أك ككيؿ كىك مبتمى بو ليس ىك مالو عمى األصؿ كالحقيقة كىذا االستخالؼ محدكد ليس بدائ ينتيي بانتياء األعمار ك ينقضي بانقضاء اآلجاؿ يرثو اهلل التصرؼ المتاح لو في ىذه الحياة جل جلاله سميماف عميو السال حيف أعطاه اهلل الممؾ: بيف اهلل جل جلاله ]مري ذلؾ مذك ارن كمحذ ارن بقكلو: كيحاسب عمى تصرؼ العبد فيو في كقت الدنيا كىذا مف أعظ االبتالء الذم فقيو نبي اهلل }يلتي ين أأشهر أم أكفر{ ]النمؿ [ كقد ] }إ ا حن رث ا لرض و عيي ا وإيل ا يرجع ن{ أم ال يبقى ممؾ لمالؾ كال مي ارث لكارث كأف كؿ ذلؾ ارجع إلى اهلل جل جلاله كحده يك الج ازء يحاسب عميو. أف العبد ممز في حيازة الماؿ لنفسو بجممة مف الضكابط التي تحك الحصكؿ عميو كتضبط التصرؼ فيو كىذا لو داللة عمى طبيعة التممؾ لمماؿ في ىذه الدنيا يبينو حديث المصطفى : "كعف مالو مف أيف اكتسبو كفي أنفقو..".. فالخالصة: إف ممكية اإلنساف لمماؿ في ىذه الحياة الدنيا ليست أصمية أك تامة بؿ ىي ممكية تبعية قاصرة كلذلؾ أي م ى ر باإلنفاؽ كعد الشح كحضو الشارع عمى استثماره في دركب الخير كعد كنزه كاالستئثار بو كلذلؾ ذىب كثير مف العمماء أف فيو حقا سكل ) ( الزكاة كأمر الناس بإعطاء فضؿ مالي في حاالت اإلعسار لممساكيف كالمحاكيج كتسميتو بالماؿ الخاص أك الممؾ الفردم أك الممكية الخاصة ىك عمى سبيؿ الكصؼ كاالصطالح ليس عمى سبيؿ الحقيقة كاالط ارد "كمف ىذا يتبيف أف الممؾ ليس إال اعتبا ارن ) ( شرعيان حيث تقضي الشريعة أك القانكف بكجكده كينتفي حيث تنفيو ىي أك القانكف". أم أف ممكية ىذا الماؿ معتبرة باألصكؿ المرعية في الشريعة اإلسالمية مف حيث ىدؼ إيجاده كتحريكو كاستثماره كاستغاللو في تحقيؽ المنافع الخاصة كالعامة. ( ) القرطبي أحكا القرآف ) / ( الزمخشرم الكشاؼ ) / ( ( ( األلكسي ركح المعاني ) / ( ( ) الترمذم سننو برق ) ( ) / ( صحيح األلباني صحيح كضعيؼ سنف الترمذم ) / ( ( ( أنظر الفصؿ الثالث مف ىذا البحث صػ. ) ( عمي الخفيؼ: الممكية.) (
المطمب الثالث: أنكاع الماؿ الخاص في ىذا المطمب سنتحدث عف الجانب الحقكقي لمماؿ الخاص كال نقصد باألنكاع التقسيمات المعركفة لألمكاؿ الخاصة كالعقا ارت كاألمكاؿ المنقكلة كغير المنقكلة كالمادية كالمعنكية بؿ سنقسميا مف حيث ما يترتب عمييا مف حقكؽ كالتالي: الفرع األكؿ: أمكاؿ يترتب عمييا حقكؽ مادية: كىي تمؾ األمكاؿ التي تعكد لمفرد أك لمجمكعة بيني شركة بأنصبة معركفة مسبقان كىي تشمؿ األمكاؿ االستيالكية كأمكاؿ االستثمار كأدكات اإلنتاج كىي التي تدخؿ في التعريؼ العا لمماؿ حيث ينتفع بيا الحزب. كىذه األمكاؿ يستأثر بيا أصحابيا بشكؿ كتجر منافع عمى النفس أك المؤسسة أك الييئة أك الجمعية اك كامؿ كليسكا ممزميف بدفع أم تعكيض لمدكلة مقابؿ االنتفاع بيا لككنيا خاصة بي بشكؿ محض غير أف لمدكلة حؽ االنتفاع في حاالت الضركرة كتكسيع مسجد أك مقبرة. الفرع الثاني: ما يترتب عمييا حقكؽ معنكية: كىذه الممكيات الخاصة ظيرت بعد تطكر الحياة الفكرية كالصناعية كالتجارية مما نتج عف ذلؾ أشياء غير مادية كغير محسكسة لكف ليا قيمة مادية كمالية ككنيا حصيمة جيد ذىني كفكرم كتشمؿ ىذه الممكيات الخاصة ما يمي: أكالن: حؽ التأليؼ: كىك نتاج الممكية األدبية كالفنية كىذه صناعة ليا قيمتيا في العصر الحديث كالمعمكمة الفكرية في ىذه مف سرقات ليذا النتاج. العصكر ليا ثمف مالي مقدر كمحفكظ لما يمكف أف تحدث ( ) د. إب ارىي العبيدم الممكيات الثالث د ارسة عممية محكمة حككمة دبي دائرة الشؤكف اإلسالمية كالعمؿ الخيرم ) ( سيت بحث ىذا األمر بشكؿ مكسع في الفصميف الثاني كالثالث بإذف اهلل.
ثانيان: حؽ الممكية الصناعية: كىي تندرج ضمف األمكاؿ الخاصة أك الممكيات الخاصة غير المحسكسة كب ارءة االخت ارع كالنماذج الصناعية كالرسكمات كغير ذلؾ. ثالثان: حؽ الممكية التجارية: كالسمعة التجارية كىي ممكية خاصة ذات قيمة مالية مف ناحية عائدىا عمى المالؾ. كىذه الممكيات ليا اعتبار في الشريعة اإلسالمية كىي مرتبطة بمكضكع الحؽ عالكة عمى المنافع المالية كالحقكؽ المعنكية تندرج تحت األمكاؿ غير المنقكلة المعاكضة عنيا كاالنتفاع بيا فميا نتائج أدبية كنتائج مادية. كاف كانت ىذه إال أنيا مضم نة لألمكاؿ غير ألف ليا قيمة مادية كتجكز محسكسات غير منصكص عمييا بشكؿ مباشر في النصكص الشرعية الخاصة كتدعك الشريعة اإلسالمية إلى حفظيا ألصحابيا كال يجكز ى ما ى ت اإل ن ى سا ي ف االعتداء عمييا بالسرقة كغيرىا كلعؿ مما يدؿ عمى ذلؾ حديث النبي : "إ ىذا ان قىطىع ى ى عن و ي ى ع ى مميو ي إ ل م ف ثىالىث ى وة إ ل م ف ى ص ىدقى وة ى جار ى ي وة أىك ع م و ين تىفىع ي ب و أىك لى ي و ". ى كل ى ود ى صال وح ى يد ي عك ( ) أنظر العبيدم الممكيات الثالثة ) ( كما بعده ػ بتصرؼ ( ) مسم صحيحو برق ) ( ) / (.
المبحث الثاني: حقيقة الظركؼ الطارئة كاأللفاظ الشرعية ذات الصمة بيا المطمب األكؿ: مفيك الظركؼ الطارئة في الشريعة اإلسالمية الفرع األكؿ: المقصكد بالظركؼ الطارئة: ظيرت ىذه التسمية مع نظرية الظركؼ الطارئة في القانكف الحديث لكف أصكليا في الشريعة اإلسالمية سابقة عمى القانكف فيي تستند إلى قكاعد أصكلية كاضحة سنأتي عمى ذكرىا الحقان بإذف اهلل كاف ل ينص الفقياء عمييا بيذا االس في القدي سي ارن عمى مناىجي في تفصيؿ كؿ مسألة عمى حدة دكف إطار جامع لكف العمماء في العصر الحديث أصم كا ليا كفرعكا عنيا المسائؿ في الفركع تماشيان مع تصنيفات العصر في النظريات الفقيية كاظيا ارن لجماالت التشريع اإلسالمي كتسييالن عمى الباحثيف. كمصطمح: "الظركؼ الطارئة" ىك مصطمح مركب مف الظركؼ الطارئة كفيما يمي تعريؼ كؿ منيما: تعريؼ الظرؼ: لغة: بفتح الظاء كتسكيف ال ارء مفرد ظركؼ كىك الكعاء كىك مكاف محالن لممكاف كالزماف. اصطالحان: ىنا الزمف. ) ( الذم يككف ىك محؿ كقكع المأمكر فيو سكاء استغرقو كمو أك جزءان منو كي ارد بو الطارئ: تعريؼ لغة: ىك خالؼ األصؿ أك ىك الحادث الذم ظير فجأة أك خرج فجأة أك طمع حديثان... ( ) السنيكرم الكسيط في شرح القانكف المدني ) ( ( ) أنظر تفصيؿ ذلؾ: الدريني النظريات الفقيية ) ( ( ) قمعجي معج لغة الفقياء ) (. ( ) قمعجي المرجع السابؽ نفسو.
اصطالحان: ىك أمر خارج عف العادة يحدث فجأة دكف تكقع لو. مصطمح تعريؼ الظركؼ الطارئة: جؿ مف عرفكا الظركؼ الطارئة عرفكىا بناء عمى عالقتيا بالعقكد التي تقتضي االلت از كفؽ المعقكد عميو كبنكا األحكا الخاصة بيا عمى عقكد المعامالت حيث يفترضكف أف عقكدان أنشئت في أكضاع عادية مستقرة فإذا بالظركؼ التي كانت أساسان لتكازف العقد قد تغيرت بصكرة ل تكف متكقعة حاؿ إب ارمو فيصبح تنفيذ العقد مرىقان كى يفرقكف بينيا كبيف القكة القاىرة التي تجعؿ تنفيذ العقد مستحيالن مما ينتج عنو إعفاء المديف ػ مثالن ػ مف دينو. كقد عر ؼ بعض المعاصريف نظرية الظركؼ الطارئة بأنيا: مجمكعة القكاعد كاألحكا التي تعالج اآلثار ) ( الظركؼ التي ت بناء العقد في ظميا. الالحقة بأحد العاقديف الناتجة عف تغير كلذلؾ كانت تعريفاتي نابعة مف ىذا التكج و كىك ليس مكضكع بحثنا الذم نحف بصدده كاف كانت عالقة الحاك برعيتو ىي أشبو بالعقد الذم يتضمف حقكقان ككاجبات أك الت ازمان. كمف خالؿ تعريؼ أجز اء المركب كؿ عمى حده يمكف تعريؼ تتضمف ما تكجو إليو أصحاب النظرية كما نقصده في بحثنا بأنيا: الظركؼ الطارئة بشكؿ عا كي الحكادث غير العادية المستجدة عمى األحكاؿ المؤثرة في طبيعتيا. شرح التعريؼ: نظ ارن لكثرة الظركؼ الطارئة كظيكرىا بأشكاؿ مختمفة فمقد ارتأيت أف يككف التعريؼ أكثر عمكمان بحيث يتضمف كؿ ما يمكف أف يككف حادثان جديدان طارئان غير عادم ينزؿ عمى األحكاؿ فيغير قمعجي معج لغة الفقياء ) ( القامكس المحيط ) / ( ابف منظكر لساف العرب ) / ( ( ) قمعجي معج لغة الفقياء ) (. ( ) شميبؾ نظرية الظركؼ الطارئة أركانيا كشركطيا. ( ) ( ) محمد خالد منصكر تغير قيمة النقكد كتأثر ذلؾ بنظرية الظركؼ الطارئة في الفقو اإلسالمي المقارف ) (
مف طبيعتيا العادية فيطرد ىذا التغيير ليصبح مؤث ارن فييا كمغي ارن مف أحكاميا كفؽ فقو الضركرة ذلؾ أف الشريعة اإلسالمية ليا أحكا خاصة بالطكارئ مستثناة مف قكاعد الشرع العامة بؿ ليا قكاعد خاصة بيا. الفرع الثاني: األلفاظ ذات الصمة بالظركؼ الطارئة في الفقو اإلسالمي: ل يعالج الفقياء الظركؼ الطارئة كنظرية مستقمة ػ كما أشر ي ت إلى ذلؾ ػ إال أني أشار ا كث إلييا في تطبيقات مختمفة في الفقو اإلسالمي كاألعذار في اإليجار كالمساقاة كالم ازرعة حي تفسخ عقكدىا في حاؿ العذر عند الحنفية كذلؾ الجكائح في بيع الثمار حيث ينقص ثمنيا. بقدر معيف عند الحنابمة كالمالكية كنحف بصدد ذكر بعض المفردات المتصمة بالظركؼ الطارئة في الفقو اإلسالمي أك ما يعبر عنو بػ "األلفاظ ذات الصمة" أك المقاربة لممعنى الذم نحف بصدده كمنيا:. الطكارئ: جمع طارئ كىك األمر الحادث مف ط أر عميو بمعنى كرد كحدث كحصؿ بغتة. كالطكارئ ىي لفظة يعبر عنيا الفقياء بقاعدة اعتبار الحاؿ كالمآؿ كمفادىا: أف تقدير كقكع أمر بغتة ىؿ ىك معتبر فيمنع تقدير كقكعو مف التصرؼ أ ال ي ارعى ذلؾ ) ( بعبارة أخرل: ىؿ ت ارعى الطكارئ أ ال كىؿ يجعؿ المتكقع كالكاقع. صمة "الطكارئ" بمصطمح الظركؼ الطارئة: ىي صمة مباشرة كقد ذكرت في التعريؼ لكف آثرت اإلشارة إلييا ىنا ألنيا تتعمؽ بقاعدة فقيية كالمقصكد بياف نسبة الظركؼ الطارئة إلى الفقو. ( ( ابف عابديف حاشيتو ) / ( الكاساني بدائع الصنائع ) / ػ ( ( ) مالؾ المدكنة ) / ( الحجاكم اإلقناع ) / ( ( ) البكرنك مكسكعة القكاعد الفقيية ) / ( ( ) السيكطي األشباه كالنظائر ) (
. الجكائح: لغة: جمع جائحة مف الجكح كاالجتياح كىك بمعنى اليالؾ كاالستئصاؿ. ﷺ كمنو تقكي الجكائح في الفقو اإلسالمي كىي في الصطالح: ما أتمؼ مف معجكز عف دفعو عادة ن قد ار مف ثمر أك نبات بعد بيعو كبياف ذلؾ أنو إذا ىمؾ الثمر بسبب برد شديد أك ثمج أك فئ ارف أك حر شديد أك عطش أك نار ككاف الثمر في ضماف البائع زمف الجائحة فقد أمر النبي بكضع الجكائح كاختمؼ العمماء في القدر الذم يكضع مف ثمف الذم أصابتو الجائحة فذىب الحنفية كالمالكية كالحنابمة إلى كضعيا كميا لظاىر الحديث ث اشترط المالكية لمكضع أف ) ( تصيب الجائحة ثمث الثمار فأكثر أما الشافعية فقالكا بأف يكضع منيا بقدر التالؼ. صمتيا بالظركؼ الطارئة: أف الجكائح ىي أمكر خارجة عف العادة كمفاجئة تقتضي إيقاع أحكا جديدة أك تغيير في األحكا السابقة التي سبقت كقكع الجائحة عمى المحؿ المعقكد عميو.. النكائب: لغة: جمع نائبة كىي ما ينزؿ باإلنساف مف الحكادث المؤلمة كالميمات كالككارث كالنائبة ىي ( ) النازلة أك المصيبة. اصطالحان: بغير حؽ فأما الذم كرد لفظ نكائب عند األحناؼ كقالكا: إف النكائب منيا ما يككف بحؽ كمنيا ما يككف يككف بحؽ فمثؿ ما يفرضو اإلما عمى الناس لفداء األسرل كتجييز الجند إذا ل يكف ىنالؾ ماؿ في بيت ماؿ المسمميف كذلؾ مثؿ كرم األنيار كأجرة حارس المحمة. ( ) أما ما يككف بغير حؽ كالجبايات التي يفرضيا الحاك الظال عمى الناس دكف كجو حؽ. ( ) ابف منظكر لساف العرب ) / ( ( ) المكسكعة الفقيية الككيتية ) / ( ( ) مسم صحيحو حديث رق ) ( ) / ( / ( األنصارم ( ابف جزم القكانيف الفقيية ) / الشرح الكبير ) أسنى المطالب ) ( ) الدسكقي حاشيتو عمى ) البيكتي كشاؼ القناع ( /.) ) ( ابف منظكر لساف العرب ) / ( مجمع المغة العربية المعج الكسيط ) / ( ) ( ابف عابديف: حاشية رد المحتار ) / ( العيني البناية شرح اليداية ) / (
صمة النكائب بالظركؼ الطارئة: تتصؿ النكائب بمصطمح الظركؼ الطارئة اتصاال مباش ار فيي مف النكازؿ التي ربما تقع فجأة دكف تكقع كىي ذات صمة أساسية بمكضكع البحث المتعمؽ بتصرفات كلي األمر في حاؿ كقكع الككارث أك المصائب أك الحركب أك الحصار أك غيرىا مما ينكب الناس كيصيبي باألذل كالرىؽ.. النكازؿ لغة: جمع نازلة كىي مشتقة مف: نزؿ كتنزيؿ كمعناىا: الشديدة التي تنزؿ بالقك أك الشدة كتنزيؿ يعني ترتيب. كيفي مف التعريؼ المغكم لمنكازؿ أنيا أحداث عير اعتيادية تنزؿ بالشدة عمى الناس في زمف مف األزماف تقتضي ترتيب أحكا استثنائية جديدة تخص ىذه النكازؿ طبقان لفقو التكازف كاألكلكيات كالتحكي كالترجيح. اصطالحان: يمكف تعريؼ النكازؿ في االصطالح الشرعي بأنيا: المستجدات التي تط أر عمى الناس بسبب ظركؼ معينة كال يكجد ليا نص شرعي مباشر أك اجتياد فقيي سابؽ منطبؽ عمييا كىي مختمفة الصكر حسب الظرؼ المكاني كالزماني كالعرؼ الجارم. النكازؿ صمة بالظركؼ الطارئة: يتصؿ ىذا المصطمح بالظركؼ الطارئة بشكؿ مباشر حيث تعبر النكازؿ عف الشدائد المستجدة التي تقع عمى الناس كتقتضي ترتيب أحكا استثنائية كفؽ ىذه المستجدات كقد ارج ىذا المصطمح في الفقو المالكي كنسب إليو فقو النكازؿ ) (.. األعذار: كىك مسألة مبثكثة في كتب الفقو اإلسالمي حيث اتفؽ الفقياء عمى فسخ اإلجارة في حاؿ العذر الشرعي المانع مف استيفاء المنفعة كالذم استأجر مف يخمع سنو ف ازؿ األل ) ( ث اختمفكا في ( ) ابف منظكر لساف العرب ) / ( ( ) جميؿ حمداكم فقو النكازؿ في الغرب اإلسالمي ) ( ( ) كىبة الزحيمي سبؿ االستفادة مف النكازؿ ) ( بتصرؼ ( ) حمداكم فقو النكازؿ ) ( ( ) أحمد أبك سرحاف كعمي أبك يحيى: فسخ اإلجارة بالعذر في الفقو اإلسالمي كمكقؼ القانكف المدني األردني
فسخيا بالعذر العا فقاؿ بو الجميكر كل يأخذ بو سحنكف مف المالكية ) ( الشافعية كقاؿ الحنفية ) ( كابف حز كارد التفصيؿ في ىذا األمر حيث ينظر إليو في مظانو بمكضكع البحث. كىك األكجو عند ) ( بالفسخ بالعذر الخاص كال كذلؾ الجميكر كلسنا في لما ليا كقد ذكرتيا ىنا مف صمة صمة العذر في فسخ اإليجار بالظركؼ الطارئة: أف الظركؼ الطارئة أمكر مستجدة عامة غيرت طبيعة بعض األحكا الشرعية المتعمقة بالمعامالت كغيرىا.. كفسخ اإليجار في حاؿ العذر العا مكضكع بحث عند الفقياء كقاؿ بو أكثرى فيككف ىذا االصطالح الشرعي لو عالقة بمكضكع بحثنا بشكؿ كبير.. التغير: كىذا المصطمح أيضان يرتبط بالظركؼ الطارئة حيث إف تغير قيمة النقكد كما يصاحبو مف آثار جسيمة عمى االقتصاد سكاء أكانت ىذه اآلثار ذات طابع عا أ طارئة تستمز أحكامان خاصة كلقد عني الفقياء بيذه المسألة قديما رغ أف خاص يعتبر صفة العمالت كانت آنذاؾ ليست متغيره بشكؿ كبير كما ىك حاصؿ اليك في العمالت الكرقية التي تيبط كترتفع في اليك الكاحد م ارت عديدة في بعض األحياف مما يؤثر بشكؿ كبير عمى قيمتيا الش ارئية ككذلؾ يؤثر في أحكا المعامالت المالية كالديكف كسدادىا حيث إف انخفاض القكة الش ارئية لمنقد ػ مثالن ػ كىك ما يسمى بػ "التضخ" ىك بسبب أحكاؿ طارئة اقتضى أحكامان استثنائية جديدة كىك ما اختمؼ فيو العمماء في كتب الفقو ينظر في مظانو فمني مف ر أل عد تأثر الديف بيذا التغير ( ( ابف عابديف حاشيتو ) / ( الخرشي حاشيتو ) / ( الرممي حاشيتو ) / ( المرداكم اإلنصاؼ ) / ( ابف حز المحمى ) / (. ( ( المكاؽ التاج كاإلكميؿ ) / ( كقد قاؿ سحنكف ىذا القكؿ في حاؿ أمر السمطاف بإغالؽ الحكانيت. ( ( الرممي نياية المحتاج ) / ( الشربيني مغني المحتاج ) / (. ( ( المرغيناني البداية ) / ( السفي كنز الدقائؽ ) / (. ) ) ابف حز المرجع السابؽ نفسو. ( ) مالؾ المدكنة ) / ( الشي ارزم الميذب) / ( الحجاكم اإلقناع ) / (.
. عمى قيمة النقد كمني مف أرل رده إلى قيمتو الثمنية ػ مع اختالفي في اعتبار النقد ثمنا أ سندا ىذه أى المصطحات التي يرل الباحث ارتباطيا بشكؿ كثيؽ بالمعنى الذم نريده بالظركؼ الطارئة المؤثرة في األحكا بشكؿ استثنائي كلسنا كانما ىدفنا اإلشارة إلييا لمتأصيؿ لممسألة مكضكع البحث. بصدد اإلطناب في ذكر أحكاميا ( ) ابف عابديف تنبيو الرقكد عمى مسائؿ النقكد ) / ( الرىكني حاشية الرىكني عمى شرح الزرقاني لمختصر خميؿ ) / ( الرممي نياية المحتاج ) / ( ابف قدامة المغني ) / (.
المطمب الثاني: أنكاع الظركؼ الطارئة كشركط اعتبارىا الظرؼ الطارئ ىك ركف مف أركاف نظرية الظركؼ الطارئة كىك الذم تبنى عميو النظرية في األساس كال شؾ أنو ليس كؿ ظرؼ يعتبر طارئان كليذا كاف مف الكاجب أف يت ضبط طبيعة ىذه الظركؼ التي تستمز أحكامان خاصة أك تغيي ارن عمى األحكا العامة التي كانت سارية في الظركؼ العادية كقد قس بعض القس األكؿ: مف حيث المنشأ كالطبيعة: ( ) المعاصريف ىذه الظركؼ إلى قسميف: كاشترطكا لطبيعة الظرؼ الطارئ كمنشؤه شرطيف: ( ) ككف ىذا الطارئ استثنائيان عير مألكؼ كال متكقع كال يمكف دفعو في العادة كنادر الحدكث سكاء كاف سماكيان كالفيضانات كالجكائح كالزالزؿ كالب اركيف كاألكبئة أك كاف بفعؿ البشر كالحركب كالثك ارت كظم الحكا كما ينتج عنيا مف مجاعات كككارث كيجب مالحظة أف يككف ىذا الحادث االستثنائي جديدان عمى المنطقة أك الدكلة مؤثر تأثي ارن مباش ارن في االلت ازمات كينتج عنو إرىاؽ المكمفيف أما المناطؽ التي اعتادت عمى بعض األحداث كتعايشت معيا فال يعتبر ىذا الحدث استثنائيان ألنو أصبح مألكفان كيمكف أف يمثؿ لذلؾ بعض البمداف دائمة الفيضانات أك الب اركيف كالناس متعايشكف مع ىذه األكضاع منذ عيدى بيا كالسكاف فيك يخضع لمعرؼ. كالحاصؿ: أف االستثنائي يختمؼ حسب طبيعة المكاف ككف ىذا الطارئ عامان ليس خاصان بالمكمؼ بااللت از كالحرب الشاممة عمى بمد أك الحصار المطبؽ عمى دكلة معينة أك إقمي أك عقكبة عمى أىؿ حرفة أك طائفة معينة أك أصحاب إنتاج لسمعة ما كأخذت الشريعة اإلسالمية بشرط العمك ىذا في الجكائح.. ( ) شميبؾ نظرية الظركؼ الطارئة أركانيا كشركطيا ) ( كما بعدىا. ( ) األنصارم أسنى المطالب ) / ( مالؾ المدكنة ) / ( ( ) شميبؾ المرجع السابؽ نفسو كلعؿ ىذه النظرة مستميمة مف النظرة القانكنية لمظركؼ الطارئة لكف الشريعة اإلسالمية أرحب مف ذلؾ فأينما كاف الضرر ميما استمر فيي تسعى إلى إ ازلتو بقدر اإلمكاف كيتعمؽ بو أحكا خاصة.
( ) لكنيا ل تأخذ بو في بعض األحكاؿ الفردية كالفسخ باألعذار في اإلجارة ( ) الزحيمي ىذا الشرط أساس العدالة في نظرية الظركؼ الطارئة. كقد اعتبر مف الثاني: القس حيث النتيجة: كالمقصكد أف يككف ىذا الحديث االستثنائي غير المتكقع نتيجتو مرىقة بحيث يؤثر عمى طبيعة االلت از في العقد كيؤدم إلى ( ) مستحؽ بمكجب العقد. عد تكازف طرفي العقد أك ينتج عنو ضرر فادح غير ( ) كالشريعة اإلسالمية تجعؿ أم ضرر يخؿ بطبيعية االلت از معتب ار سكاء كاف ىذا الضرر اقتصاديان مثؿ نظرية الجكائح التي أيشير إلييا سابقان أك معنكيان كحؽ األىؿ في فسخ تأجير الم أرة نفسيا لإلرضاع مما يجرح كبرياءىا أك شرعيان كمف استأجر رجالن ليقمع لو ضرسو ( ) فذىب ألمو أك ليقتص لو مف شخص فعفا عنو المستحؽ. ضابط اإلرىاؽ: اإلرىاؽ ىك ما يعبر عنو في الشريعة اإلسالمية بالضرر كلو معيار مكضكعي كما في نظرية الجكائح حيث يككف التمؼ الذم أصابتو الجائحة مكضكعيان ان معيار أك يككف كما كشخصيان في نظرية العذر لفسخ اإليجار ( ) قد بمغ الثمث أك أكثر عند المالكية فإذا كقع الطارئ عمى المحؿ بحيث يخؿ االلت از بو كذلؾ مثؿ الدابة المستأجرة التي أصابيا تقرح أك عرج أك مثؿ مف استأجر فالنان ليبتر ذ ارعو فشفيت ففي كؿ ىذه ( ) كاإلرىاؽ الذم يمحؽ مالو أك بدنو. األحكاؿ جاز لممستأجر الفسخ دفعان لمضرر عنو ( ) الدريني النظريات الفقيية ) ( ( ) كىبة الزحيمي نظرية الضركرة الشرعية ) ( ( ) الدريني النظريات الفقيية ) ( ( ) قاؿ ابف عابديف: "كؿ عذر ال يمكف معو استيفاء المعقكد عميو إال بضرر مستحؽ الفسخ..." ابف عابديف حاشيتو ) / ( ) ( الدريني المرجع السابؽ ) ( ) ( ابف رشد بداية المجتيد ) / ( ) ( الكاساني بدائع الصنائع ) / ( نظا الفتاكل اليندية ) / ( الزيمعي تبييف الحقائؽ ) / (
كيفرؽ القانكنيكف بيف الظرؼ ( ) الطارئ كالقكة القاىرة حيث إف الظرؼ الطارئ ال يجعؿ التنفيذ مستحيالن بؿ مرىقان بخالؼ القكة القاىرة التي تجعؿ تنفيذه مستحيالن كبالتالي ى يطبقكف نظرية الظركؼ الطارئة عمى الظرؼ الطارئ ال عمى القكة القاىرة التي تحؿ االلت از تمامان أما الشريعة اإلسالمية فال تأخذ بيذا التفريؽ عمى إطالقو فقد يككف االلت از مستحيالن كتنطبؽ عميو ( ) نظرية الظركؼ الطارئة في بعض الحاالت. كلعؿ تحديد معيار اإلرىاؽ مف أجؿ تطبيؽ ىذه النظرية عميو ىك ما يرجع إلى طبيعة الظرؼ الطارئ كمكانو كزمانو كمحؿ االلت از التعاقدم كالظركؼ المالبسة لو فيك مما يحك القاضي بو كفؽ المصمحة كبما يحقؽ العدالة كالتكازف بيف طرفي العقد كما يرفع الضرر أك الخسارة الفادحة بسبب الطارئ غير المتكقع ( ). ( ) شميبؾ نظرية الظركؼ الطارئة أركانيا كشركطيا ) ( ( ) شميبؾ المرجع السابؽ نفسو. ( ) شميبؾ المرجع السابؽ ) ( كما بعده.
المبحث الثالث: عناية الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ الخاصة رعايتيا كدكر كلي األمر في المطمب األكؿ: عناية الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ الخاصة عنيت الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ بشكؿ عا خاصة كانت أ عامة كذلؾ لتطمعيا إلى تنمية ىذا الماؿ لممساىمة في خدمة الناس ككفافي كاعفافي كالكصكؿ إلى أىداؼ تممؾ الماؿ مف عمارة األرض بما يحب اهلل جل جلاله كيرضى كقد تمثمت عناية الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ الخاصة في بياف طرؽ حيازتو بشكؿ شرعي كطرؽ الحفاظ عميو كعد إىداره: الفرع األكؿ: أدلة عناية الشريعة باألمكاؿ الخاصة: أكلت الشريعة اإلسالمية مكضكع الماؿ كتممكو كحيازتو أىمية عظيمة إذ بو قكا أمر الدنيا كلذلؾ ذكر اهلل جل جلاله في كتابو امتنانو عمى عباده بيذه الماؿ كاستخالفو في أيديي لينظر كيؼ يعممكف فيو عمارة لألرض كنش ارن لقي العدؿ كالخير كالبر كاإلحساف. مف كتاب اهلل: كال جل جلاله: }ول حألك ا أم اىل ةي ل ةا لاغو{ ]البقرة [. وكال جل جلاله:}ول حؤح ا السف اء أم اىل اىيت جعو ا لل ىل كيا ا{ ]النساء [. }أل حروا أن ا لل سخر ىل ا يف الس اوات و ا يف ا لرض وأستغ عييل ع ظا رة وباغ ث{ ]لقماف [.... كجو الدللة مف اآليات: تدؿ ىذه اآليات عمى اىتما الشريعة اإلسالمية باألمكاؿ الخاصة كمقصد الشارع في تممكيا مف أجؿ االنتفاع بالحؽ كالتمتع بالحالؿ الطيب كاإلنفاؽ في سبؿ الخير كالصالح كاالمتناف داللة عمى عظي االنتفاع فاهلل جل جلاله ال يمتف بشيء عمى
الناس إال كفيو الخير كمو كما أف السفياء منو مف السنة: يدؿ عمى ىذه العناية النيي عف أخذ الماؿ كاالستيالء عميو كعد تمكيف قكلو ( ) الناس". قكلو لسعد: "إنؾ إف تذر كرثتؾ أغنياء خير لؾ مف أف تذرى عالة يتكففكف ( ) ى الر ي جؿ الصالح(". لعمرك: ") ى يا ى عم ي رك نعما ب ال ى ماؿ الص ال ح ى مع.. كجو الدللة: حضت الشريعة اإلسالمية عمى تممؾ الماؿ كاالنتفاع بو مف أجؿ إعفاؼ النفس كالقيا عمى مصالحيا كىك مف كسائؿ تعزيز القكة النفسية كالبدنية في مكاجية صعاب الحياة كما أف تممؾ الماؿ يعكد عمى المؤمف الصالح بفكائد دنيكية في تحقيؽ المصالح كفكائد أخركية بتحصيؿ األجر كالثكاب مف خالؿ اإلنفاؽ في كجكه الخير. الفرع الثاني: مقصد الشريعة اإلسالمية في حفظ الماؿ: ( ) حفػػظ المػػاؿ مػػف أعظػػ مقاصػػد الشػػريعة اإلسػػالمية كىػػك مػػف الضػػركريات الخمػػس كلذلؾ دعت الشريعة اإلسالمية كفؽ ىذا المقصد إلى: الماؿ: تركيج أكلن: أم تنقمػػو كاسػػتثماره كدك ارنػػو كتكثيقػػو بػػيف النػػاس بشػػكؿ شػػرعي كتػػركيج المػػاؿ مػػف أعظػػ كسائؿ حفظ الماؿ كانما أنزلو اهلل جل جلاله مف أجؿ ذلؾ ال مف أجؿ التخزيف كالكنز ألف ذلػؾ يخػالؼ ( ( ابف كثير تفسير القرآف العظي ) / (. ( ( األلكسي ركح المعاني ) / / (. ( ) صحيح األلباني صحيح كضعيؼ سنف ابف ماجة برق: ) ( ) / (. ( ) صحيح التعميقات الحساف صحيح ابف حباف برق: ) ( ) / (. ) ( الشاطبي المكافقات.) / (
ذلؾ: مقصػد كجػكده الشػرعي فػي ىػذه الحيػاة الػدنيا كىػك التحريػؾ كالتممػؾ كاالسػتثمار كمػف األدلػة عمػى مف. القرآف الكري:.] أ- قىله جل جلاله: }وآخرون يرضب ن يف ا لرض يبخؼ ن فظو ا لل{ ]المزمؿ ب- وقىلهه جل جلاله:}فإذا كظيج الصالة فا تشوا يف ا لرض واةخؼ ا فظو ا لل{ ]الجمعػة.] ت- وقىلهه جل جلاله:} يا أي ا ا لي آ ا إذا حداينخ ةدي إ أجو مسا فانخت ه{ ]البقػرة.] كجو الدللة مف ىذه اآليات: مشػػػركعية الضػػػرب فػػػي المػػػاؿ ابتغػػػاء طمػػػب الػػػرزؽ ككتابػػػة الػػػديكف كتكثيقيػػػا يػػػدؿ عمػػػى ( ) مشركعية تركيج الماؿ كانتقالو مف يد إلى أخرل بيدؼ التنمية كغيرىا. ] ث- }ك ل يل ن دوىث ةي ا لػ ياء ل { ]الحشر كجو الدللة: أف الشػػػػريعة اإلسػػػػالمية تػػػػأبى أف يكػػػػكف المػػػػاؿ فػػػػي يػػػػد فئػػػػة صػػػػغيرة مػػػػف األغنيػػػػاء دكف غيرى. تحػػري الربػػا كالقمػػار كاحتكػػار السػػمع لمػػا فػػي ذلػػؾ مػػف إضػػاعة لممػػاؿ كظمػػ كمنػػع مػػف االستثمار لو. تشريع عقكد المعاكضات كالتبرعات كالبيع كاليبة كالكصية. تشريع المي ارث كالنفقات ( ) بأنكاعيا.... ( ) ابف عاشكر مقاصد الشريعة ) ( ( ( أنظر تفصيؿ ذلؾ صػ مف ىذا البحث.
ثانيان: الشفافية كالكضكح في دك ارف الماؿ: حرصت الشػريعة اإلسػالمية عمػى الشػفافية كالكضػكح التػا فػي حركػة األمػكاؿ كذلػؾ تجنبػا إليقاع الضرر كحصكؿ الغرر كالتنازع بيف الناس كمف أجؿ ذلؾ كضع الشارع عددا مػف الكسػائؿ التي تحفظ الماؿ مف الضياع منيا: التكثيؽ: كيدؿ عميػو قكلػو جل جلاله: }فانخت ه{]البقػرة [ كحكمػو النػدب كمػف العممػاء. ( ) مف أكجبو كجعمو فرضان كال ارجح األكؿ. اإلشياد: لقكلو جل جلاله: }واستش دوا ش يدي رجاىل...{ كالسػيف فػي "استشػيدكا". تدؿ عمى الطمب أم اطمبكا الشيداء زيادة في الرىف: ( ) التكثيؽ. لقكلػو جل جلاله: }فإن ل جتدوا اكحتا فر ان لت طث{ ]البقػرة [. كالػرىف يصػار.. ( ) إليو عند عد كجكد الكتابة كمف كاف في سفر أكفي غير السفر ككثيقة لمديف كتػػدؿ ىػػذه االحتػػ ار ازت عمػػى حػػرص الشػػريعة اإلسػػالمية عمػػى الشػػفافية كالكضػػكح فػػي تنقػػؿ المػػاؿ كدك ارنو دينا كعكضان كي ال تضيع الحقكؽ. الثالث: الفرع أسباب التممؾ في الشريعة اإلسالمية: سخر اهلل جل جلاله كؿ ما في األرض كذلميا لمناس كي يحكزكا ما ينفعي مف أمكاؿ كأنعا كدكاب كزركع كثمار مف خالؿ الكسب الحالؿ كمف الطرؽ الشرعية لمتممؾ الخاص: أكلن: إح ارز المباح: كالمقصكد االستيالء عمى ىذا المباح الذم ال يدخؿ في ممكية شخص معيف كال يكجد أم مانع شرعي مف تممكو كالماء في المنبع كالشجر في البرية كالحطب كالحشيش حيث ( ) خميؿ قنف مصادرة األمكاؿ في الفقو اإلسالمي رسالة ماجستير ) ( ( ) الماكردم النكت كالعيكف ) / ( ( ) سيد طنطاكم التفسير الكسيط ) ( ( ) الطبرم جامع البياف في تأكيؿ القرآف ) / (
يتممؾ ىذا المباح بكضع اليد ألنو سبب منشئ لمممكية عمى مباح ل يكف مممككان مف قبؿ ألحد كىذا يقتضي أف يسبؽ إليو كأف يقصد ( ) تممكو. كمف صكر إح ارز المباحات: االصطياد كاالحتشاش كاحياء المعادف كالكنكز ػ عمى خالؼ بيف العمماء ػ في كيفية تممكيا. المكات كاالستيالء عمى ثانيا: العقكد التي تنقؿ الممكية: تعتبر العقكد ىي أكثر كسائؿ التممؾ الخاص كأكسعيا كأكثرىا ركاجان بيف الناس كأنكاعيا معركفة: كالبيع كاليبة ثالثان: ال ىخمىف ي ة: ( ) كالكصية. كأركش كيحصؿ التممؾ مف خالليا بالخمؼ كالمي ارث أك باإلحالؿ كضماف المتمفات كالديات ( ) الجنايات. اربعان: ما يتكلد مف المممكؾ: ( ) األصؿ. ككلد الحيكاف كصكؼ الغن كمنافع العيف فكؿ ما تكلد مف المممكؾ يككف مممككان كما كمما سبؽ يتبيف لنا ما يمي: حرص الشريعة اإلسالمية عمى ضبط التممؾ الخاص فالماؿ الذم يؤكؿ إلى الخصكصية تتعمؽ بو أحكا التممؾ الخاص مف استيالء بكضع اليد أك عقكد ليا تفاصيؿ مطكلة في كتب المعامالت الشرعية أك ما يتممؾ بسبب المي ارث أك الضمانات أك ما يتممؾ بسبب. ( ) أبك زىرة الممكية ) ( ( ( أبك زىرة الممكية ) ( الزرقا المػدخؿ الفقيػي العػا ) / (. ( ) العز بف عبد السال قكاعد األحكا ) / ( كما بعدىا.. ( ) الخفيؼ المعامالت المالية ) ( الزرقا المدخؿ الفقيي العا ) / ( كأرش الجنايات أك الج ارحات: ما كجب مف الماؿ في الجناية عمى ما دكف النفس قمعجي معج لغة الفقياء ) (. ) ( أبك زىرة المرجع السابؽ نفسو ) (.
زيادة طبيعية عمى األصؿ كالتكلد مف المممكؾ ككؿ ىذه الكسائؿ ليا أحكا كتفريعات كضكابط كثيرة في الشريعة اإلسالمية مما يؤكد عمى عنايتيا بيذه الباب أيما عناية ككنو يتعمؽ بحقكؽ العباد المبنية عمى المساءلة كالمشاحة كالتي تؤدم إلى الخصكمة التي كضعت الشريعة السبؿ لمكقاية مف كقكعيا. حرص الشريعة اإلسالمية عمى الحفاظ عمى الماؿ تحصيالن بالسعي كالضرب في األرض لطمب الرزؽ كاعفاؼ النفس كرفع منزلة كقدر العمؿ في طمبو كاباحة المعامالت العادلة التي ال اعتداء فييا كال ظم كالبيع كالرىف كاإلجارة كالشركة كغيرىا. حرص الشريعة اإلسالمية عمى المحافظة عمى الماؿ استم ارريةن كبقا ن ء كذلؾ بضبط التصرؼ فيو كذلؾ بمنع التعامؿ بالمحرمات كالربا كالغش كالسرقة كالسطك كالتحايؿ كتحري الزكاة كأكؿ ماؿ اليتي كالقمار كالنيي عف ترؾ اإلس ارؼ كذلؾ األمر بأف تككف المعامالت قائمة عمى مبدأ الرضا كالعدؿ كالدعكة إلى تنمية الماؿ باستثماره في أكجو الخير كالبر ليؤدم كظيفتو االجتماعية التي أ اردىا اهلل في الدنيا...
المطمب الثاني: دكر كلي األمر في رعاية األمكاؿ الخاصة سبؽ ذك ي ر أف األمكاؿ الخاصة ىي التي تعكد ممكيتيا ألعياف الناس أك أصحاب الشركة فييا بحيث يممككف التصرؼ فييا بغير إذف مف أحد كىذه األمكاؿ ي س ميت خاصة ألنيا ليست ممؾى ى لبيت الماؿ كال لمممؾ العا بؿ حازىا صاحبيا بسعيو كحص ميا بجيده ككد ه كبالتالي التصرؼ فييا بيعان كش ارء كىبة كك ار ن ء.. إلى غير ذلؾ مف التصرفات المشركعة كىي ما يسميو الفقياء الكالية الخاصة عمى الماؿ. عمى أف كؿ التصرفات الخاصة داخؿ الدكلة اإلسالمية ىي منكطة في األساس بالصالح العا ككميا عائدة إلى المجتمع بشكؿ عا كاف كانت خاصة كبالتالي كاف مف الكاجب عمى كلي األمر رعاية ىذه األمكاؿ الخاصة بالناس بحك قدرتو كحكمو كاطالعو عمى بكاطف األمكر كمآالتيا ذلؾ أف تصرفاتو منكطة بالمصمحة العامة لممجتمع. كسأقك بالتطرؽ في ىذا المطمب إلى أمريف: الفرع األكؿ: كاجبات كلي األمر في حفظ الماؿ أكلن: أىمية نصب كلي أمر لممسمميف لقد أمر اإلسال بإقامة الدكلة اإلسالمية عمى سبيؿ الكجكب كاف مف أى عناصر إقامتيا كجكد كلي أمر يسكس الناس كىك ما الجميكرية بتعبي ارت اليك كالعرؼ ( ) اإلنساني. كمف األدلة عمى ذلؾ: كاف نصب يسمى بالخميفة أك الحاك أك الممؾ أك رئيس الخميفة ىك مف باب الكاجب الشرعي الذم يؤيده العقؿ ] وأ و قكلو جل جلاله: وأغيع ا ا لل ورس هل ل ر ل ا ل م [ سكرة: النساء- آية. ( ) أنظر لالست ازدة: زيداف مدل مشركعية الض ارئب التي تفرضيا الدكلة عمى األف ارد بحكث فقيية معاصرة مكقع الشيخ رحمو اهلل: http://drzedan.com/content.php?id=89
كجو الدللة: كجكب تنصيب كلي لألمر لمناس ككجكب طاعتو كي تنتظ أمكر الناس. : قكلو "لتنقضف عرل اإلسال عركة عركة فكمما انتقضت عركة تشبث الناس ( ) بالتي تمييا فأكليف نقضا الحك ك آخرىف الصالة" كالمقصكد بنقض الحك أم نقض الحك الشرعي الذم تقك بو أمكر الناس كما يترتب عميو مف مفاسد عظيمة تؤدم في النياية إلى التياكف في أحكا الشريعة حتى ( ) الديف. "إذا قكلو : تترؾ الصالة التي ىي عمكد ( ) خرج ثالثة في سفر فميؤمركا أحدى" كاذا كاف ىذا األمر في األمر اليي ف المباح فيك مف باب أكلى في ما ىك أعظ مف سياسة أمر الدنيا كالديف. األلفاظ التي كردت في الشريعة اإلسالمية مف قبيؿ: الطاعة كالبيعة مثؿ قكلو : ( ) "كمف مات كليس في عنقو بيعة مات ميتة جاىمية" كما شرعية تدؿ عمى مشركعية نصب حاك لممسمميف. سعي الصحابة رضي اهلل عني لتنصيب خميفة قبؿ دفف النبي كعظ مكانتو مما يدؿ عمى أىمية ىذا األمر كخطكرتو. ارتبط بيا مف أحكا عمى جاللة قدره.... ثانيان: التكييؼ الشرعي لنصب كلي أمر المسمميف مف المعمك أف األمة اإلسالمية ىي مف تختار كلي أمرىا أك رئيسيا عبر آلية تعكس إ اردتيا الحرة مثؿ االنتخابات كىك بالتالي مكم ؼ مف المسمميف كمخك ؿ لتنفيذ متطمبات استق ارر الدكلة اإلسالمية كتنمية قد ارتيا كحفظ قكتيا كذلؾ يتضمف الفصؿ في الخصكمات كتنفيذ العقكبات كاعداد العدة لمجياد كمقاكمة العدك كالقيا عمى مصالح الناس كافة كحيث ال يمكف ال يقك بيذا األمر أف ارد المسمميف فكجب أف يككف مف لو سمطاف كقدرة كلو بيعة كطاعة مف الناس كي يت تنفيذ المطالب الشرعية الجمعية مف المسمميف كاال عم ت الفرقة كالفكضى كالن ازعات كذىبت أحكا الشريعة فن ق ي ض الحك ىك مقدم ة لنقض كؿ شيء كىك عالمة شؤ ( ) الحاك مستدركو برق ) ( ) / (. صحيح األلباني الجامع الصغير كزيادتو برق ) ( ) / (. ( ) زيداف مدل مشركعية الض ارئب التي تفرضيا الدكلة عمى األف ارد.http://drzedan.com/content.php?id=89 ( ) أبكداكد سننو برق ) ( ) / ( حسف صحيح األلباني ) / (. ( ) مسم صحيحو برق ) ( ) / (.