For The Sake Of Islamic- Christian Dialogue )) 2 في س بيل الح و ار اإل س المي المس يحي ٢ )) )) القرآن د د ع ع وةة ننص صراني ة ) القسم األول: الفصل األو ل الفصل الث الث ) ص ١ ( ٣٦٩ The Qur an is a Nazaritic Mission ( The first part: 1 st chapter The 3 rd chapter ( pp. 1-369 ) Professor Youssef Durrah al-haddad www.muhammadanism.org November 4, 2011
طبعة ثاني ة منقحة ١٩٨٦ منشورا المكتبة البولسية
في سبيل الح وار اإل )) سالمي الم سيحي ٢ القرآن د عو ة نص راني ة األستاذ الحداد منشورات المكتبة الب ولسي ة
فھرس صفحة ١٩ ھذا بالغ للناس ٢١ ٢٣ ٢٧ ٣١ النصارى تمھيد : سر )) بحث أول بحث ثان بحث ثالث في القرآن : أنوار كاشفة من اإلنجيل والقرآن : صلة القربى بين اإلسالم والمسيحية عبر النصراني ة )) : أنوار قرآنية ھادية ما بين النصرانية )) والدعوة القرآنية ٤١ )) الفصل األول : النصارى في مصادر الوحي اإلنجيلي ٤٣ ٤٥ ٤٨ ٦١ ٦١ ٦٣ ٦٤ ٦٧ ٧٠ )) : يسوع الناصري ويسوع المسيح : انقسام أتباع يسوع في االسم إلى نصارى )) و : انقسام أھل اإلنجيل في العقيدة إلى سن ة وشيعة : شيعة النصارى )) في العھد الجديد )) : رسالة يعقوب : رسالة يھوذا : رسالة بطرس الثانية : الرسالة إلى العبرانية : رسالة يوحنا األولى بحث أول بحث ثان بحث ثالث بحث رابع أوال ثانيا ثالثا رابعا خامسا مسيحيين ٧٥ )) الفصل الثاني : النصارى في التاريخ ٧٧ توطئة : تاريخ النصارى عھد الفترة في ))
فھرس ٦ ٧٨ ٧٨ ٨١ ٨٦ ٩٠ ٩٢ ٩٣ ٩٧ ٩٩ ١٠٨ ١١٣ ١١٧ ١١٨ ١٢٧ ١٢٨ : موجز تاريخ النصارى )) ١ من ارتفاع المسيح إلى النكبة اليھودية األولى ) ٧٠ م ( ٢ النصارى )) ما بين النكبتين ٣ النصارى )) من تأسيس إيلياء حتى قيام المسيحية دينا للدولة : ھجرة النصارى )) إلى الحجاز : شھادة القرآن بوجود النصارى )) بمكة والمدينة : شھادة السيرة النبوية بھجرة النصارى )) إلى الحجاز : ورقة بن نوفل قس مكة رئيس النصارى )) : التفسير الصحيح لمتشابه القرآن في بني إسرائيل )) : الحنفاء )) بحسب القرآن : ھجرة النصارى )) إلى الحجاز والنھضة الجاھلية : إنجيل النصارى )) ھو اإلنجيل بحسب العبرانيين )) : إنه اإلنجيل بحسب متى في حرفه العبراني : الفوارق طفيفة بين العبراني واليوناني : الحقائق الثابتة في إنجيل النصارى بحث أول بحث ثان أوال ثانيا ثالثا رابعا خامسا سادسا بحث ثالث أوال ثانيا ثالثا ١٣١ ١٣١ ١٣٢ ١٣٦ ١٣٩ ١٤٤ ١٤٤ ١٤٨ ١٥٢ : علم الكالم عند النصارى )) بحث رابع : علم الكالم عند النصارى )) مبني على الغنوص توطئة : االجتھاد في االعتقاد على عھد الرسل الحواريين أوال : ما بين النكبتين (٧٠ ١٣٥) نشوء مدارس الكالم النصراني ثانيا : من ھجرة النصارى )) من أورشليم حتى ھجرتھم إلى الحجاز ثالثا : الفرق الكالمية النصرانية )) قبل الھجرة إلى الحجاز رابعا ١ اإلبيونية ٢ الكبرنثية التھويدية ٣ الكسائية الغنوصية
٧ فھرس ١٥٦ ١٥٦ ١٥٧ : ميزة الكالم النصراني )) ١ ظاھرة التشي ع للتوراة وظاھرة الغنوص ٢ الكالم النصراني )) جعلھا أمة وسطا بين اليھودية والمسيحية خاتمة ١٥٨ ١٥٨ ١٦١ ١٦٣ ١٦٥ ١٦٨ ١٦٩ ١٦٩ ١٧٠ ١٧١ ١٧٣ ١٧٧ ١٧٩ ١٨١ ١٨٢ ١٨٢ ١٨٥ ١٨٨ ١٩٠ ١٩٢ : أسلوب الدعوة عند النصارى )) : )) العلم في الكالم )) النصراني : أسلوب الدعوة النصرانية )) تنزيل كتاب في رؤيا : تفصيل الكتاب )) في لغة أخرى: الترجوم )) : الكتب السماوية والكتاب المنزل : العلم )) أسلوب دعوة ما بين النصرانية )) والقرآن : عقيدة )) النصارى : عقيدتھم أمة وسط )) بين اليھودية والمسيحية : عقيدتھم في النبوة والكتاب المسيح ھو النبي )) : صورة الكون عند النصارى وفي القرآن : عقيدة النصارى )) في المالئكة : المسيح في العقيدة النصرانية )) : أسماء المسيح الحسنى في الكالم النصراني )) : التثليث اإلنجيلي في عقيدة النصارى )) توطئة : لغته المتشابھة تحو له عن حقيقته ١ مالك كلمة )) ھو ميكال ٢ مالك الروح القدس )) ھو جبريل ٣ صيغة التثليث المتشابھة في النصرانية )) : تجسد )) كلمة بحسب الكالم )) النصراني : قصة الشبه )) في صلب المسيح عند النصارى بحث خامس أوال ثانيا ثالثا رابعا خاتمة بحث سادس توطئة أوال ثانيا ثالثا رابعا خامسا سادسا سابعا ثامنا
فھرس ٨ ١٩٤ ١٩٦ ٢٠٠ ٢٠٠ ٢٠٠ ٢٠١ ٢٠٢ ٢٠٤ ٢٠٥ ٢٠٧ ٢٠٧ ٢٠٩ ٢٠٩ ٢١١ ٢١٢ ٢١٣ ٢١٤ ٢١٤ ٢١٦ ٢١٨ : قصة رفع المسيح )) إلى السماء في الدعوة النصرانية )) : رجعة المسيح واليوم اآلخر في عقيدة النصارى )) : الشريعة والصوفية عند تاسعا عاشرا بحث سابع أوال ثانيا ثالثا النصارى : بعض األحكام الشرعية النصرانية )) ١ استنكار التبني ٢ تحريم الخمر حتى في القربان ٣ تحريم الخنزير ٤ الغسل من الجنابة والوضوء للصالة ٥ الميل إلى تحريم الرھبانية )) عند ٦ الختان عند النصارى )) ٧ الصيام عند النصارى )) النصارى : الحياة االجتماعي ة عند النصارى )) ١ المجتمع النصراني )) : الحجر على اإلبنة والمرأة في البيت ٢ الحجاب على النساء ٣ أحكام الزواج : الحياة الدينية والصوفية ١ اإليمان الجامع بين النصرانية )) واإلسالم ٢ الصالة عند النصارى )) ٣ العماد والختان معا عند النصارى )) ٤ المائدة والقربان ما بين النصرانية )) والقرآن ٢١٩ ٢٢٠ ٢٢١ ٢٢٢ خاتمة األبحاث السابقة : النصرانية )) ھي األمة الوسط )) ١ تشيع النصارى )) للتوراة وألھل بيت المسيح ٢ النصارى )) بين نارين: نار بني قومھم ونار بني دينھم ٣ النصرانية )) أمة وسط بين اليھودية والمسيحية
٩ فھرس ٢٢٥ )) الفصل الثالث : النصرانية في مكة والحجاز قبل اإلسالم ٢٢٧ ٢٢٨ ٢٢٩ ٢٣١ ٢٣٢ ٢٣٢ ٢٣٢ ٢٣٣ ٢٣٦ ٢٣٧ ٢٣٨ ٢٣٩ ٢٤٢ ٢٤٦ ٢٤٧ ٢٥٢ ٢٥٥ ٢٥٨ ٢٥٩ ٢٥٩ ٢٦٠ ٢٦٥ ٢٦٨ : المسيحية و النصرانية )) في جزيرة العرب قبل اإلسالم ١ سيطرة المسيحية على أطراف الجزيرة ٢ النصرانية )) في مكة والحجاز تبعث النھضة الجاھلية : الدعوة اإلنجيلية في الحجاز من وحي القرآن والتاريخ ١ الشاھد األول ھو الشعر الجاھلي ٢ الشاھد األكبر ھو القرآن ٣ شھادة التاريخ ٤ تلقينات القرآن بشيوع المسيحية بين العرب ٥ ملوك كندة المسيحيين ھم ملوك نجد والحجاز )) : توطئة بحث أول بحث ثان أوال ثانيا ثالثا رابعا النصرانية في مكة والمدينة والحجاز من وحي السيرة : النصرانية )) والمسيحية في المدينة ١ النصرانية )) في المدينة من خير سلمان الفارس ٢ المسيحية )) في المدينة من خبر الراھب أبي عامر : النصرانية )) والمسيحية في نجران ١ الكنيسة المسيحية في اليمن ونجران ٢ النصرانية )) في نجران خبر القس ابن ساعدة : ھل دخلت المسيحية أو النصرانية )) النصارى : إلى الطائف من بني إسرائيل بمكة قبل اإلسالم ١ التوحيد الكتابي بمكة قبل اإلسالم ١) شھادة التاريخ على التوحيد عند أھل مكة قبل اإلسالم ٢) شھادة القرآن ألھل مكة بالتوحيد ٣) القرآن يدعو إلى التوحيد الكتابي ال إلى التوحيد المطلق ٤) التفسير الصحيح لشھادة القرآن بتوحيد أھل مكة
فھرس ١٠ ٢٧٥ ٢٧٦ ٢٧٧ ٢٨٠ ٢٨٢ ٢٨٤ ٢٨٧ ٢٨٩ ٢٩٤ ٢ القرآن المك ي يشھد بوجود اليھود والمسيحيين بمكة ١) القرآن يشھد بوجود اليھود بمكة بين أحزاب المعارضة ٢) والقرآن يشھد بوجود المسيحيين بمكة لكن على الحياد ٣ النصارى )) بمكة والدعوة القرآنية ١) مجموعة أولى من الدالئل ٢) مجموعة ثانية من الدالئل واإلشارات ٣) مجموعة ثالثة نكتفي باإلشارة إليھا ٤) النصارى )) بمكة جالية أجنبية وطائفة عربية بحث ثالث : محمد على درب النصرانية من وحي السيرة ٢٩٤ ٢٩٥ ٢٩٥ ٢٩٧ ٢٩٩ ٣٠٠ ٣٠٠ ٣٠٠ ٣٠١ ٣٠٣ ٣٠٦ ٣٠٧ ٣٠٧ ٣٠٩ ٣١١ توطئة : والية الكعبة ألجداد محمد كانت من ق ب ل ملوك كندة أوال : النصرانية )) في بيت محمد ١ زعامة البيت ومكة في بني ھاشم لعبد المطلب ٢ تنص ر )) عبد المطلب زعيم مكة و تحن فه )) ثانيا : نصرانية )) محمد في سيرته قبل بعثته ١ المرحلة األولى : الھدى في الصبا ١) والدا محمد كانا مؤمنين ٢) كفالة عبد المطلب لليتيم محمد ٣) الھدى في الصبا عماد محمد ٤) الحج إلى اإلمام األكبر بحيرى ٥) محمد الفتى يستمع في عكاظ إلى القس ابن ساعدة ٢ المرحلة الثانية : زواج محمد من خديجة ١) محمد في تجارة خديجة لقاء نسطور ٢) خديجة تستشير ورقة في زواجھا من محمد ٣) ورقة ولي خديجة في زواجھا من محمد
١١ فھرس ٣١٢ ٣١٣ ٣١٣ ٣١٥ ٣١٦ ٣١٧ ٣١٨ ٣١٨ ٣٢٤ ٣٢٨ ٣٢٨ ٣٣١ ٣٣٢ ٣٣٣ ٣٣٦ ٣٣٩ ٣٤٣ ٣٤٥ ٣٤٥ ٣٤٦ ٣٤٦ ٣٤٧ ٣٤٨ ٣٤٨ ٤) زواج له نبأ عظيم وشأن خطير )) ٣ المرحلة الثالثة : محمد ينتظر في التحنف )) و الدرس )) ساعة ١) تحن ف محمد مع القس ورقة ٢) درس )) الكتاب مع القس ورقة ٣) محمد يحضر القس ورقة يترجم إنجيل النصارى ٤) محمد يداوم مع القس ورقة على الصالة وتالوة الكتاب بحث رابع : مبعث محمد ودور أئمة النصارى )) فيه من وحي الحديث والسيرة أوال : الرؤيا الصالحة في النوم ثانيا : صفة ورقة بن نوفل من إنجيله وحديث ثالثا : دور النصارى )) في بعثة محمد من وحي السيرة ١) حديث الرؤيا في السيرة ٢) الخشية المخيفة من الرؤيا ٣) امتحان حقيقة الرؤيا الصالحة ٤) استفتاء خديجة لرؤساء دينھا في معنى الرؤيا ٥) كيفية الوحي : و برحاء الوحي )) ٦) دور النصارى )) بمكة في بعثة محمد خاتمة : صحة الرؤيا )) الصالحة واإلي مان بالكتاب بحث خامس : أثر القس ورقة بن نوفل في محمد والقرآن من وحي الحديث ١ أثره في نشأة محمد على النصرانية )) ٢ أثره في مبعث الوحي ٣ وفاة ورقة وفتور الوحي ٤ حديث رؤية ورقة في الجنة بحث سادس : انتساب الدعوة القرآنية إلى النصرانية أوال : على حياة القس )) ورقة بن نوفل بنص القرآن نفسه
فھرس ١٢ ٣٥٤ ٣٦٠ ٣٦٩ )) )) : بعد وفاة ورقة بن نوفل : القرآن المدني يعلن وحدة األمة بين محمد و : ھل الدعوة القرآنية ھي النصرانية )) باسم ثانيا ثالثا خاتمة الفصل النصارى )) اإلسالم )) ٣٧١ الفصل الرابع : الوثائق القرآنية ٣٧٣ ٣٨٥ ٤٣٦ ٤٦٩ ٤٦٩ ٤٧٧ ٥٣٧ ٥٤٠ ٥٤٠ ٥٤٢ ٥٥٤ ٥٥٥ : المبادئ القرآنية لفھم ما تشابه من القرآن تمھيد : الوثائق المكي ة النضمام محمد إلى النصارى )) بحث أول بحث ثان : الوثائق المكي ة لقيام النصارى )) مع محمد بالدعوة القرآنية بحث ثالث : الوثائق القرآنية المدنية لتنص ر )) محمد ودعوته : مبادئ سبعة في فھم الوثائق المدنية تمھيد الوثائق المدنية محمد ودعوته )) لتنص ر خاتمة البحث : أربعة شواھد تاريخية بحث رابع : الوثائق القرآنية المدنية إلسالم توطئة : إطالق اسم الوثائق المدنية إلسالم خاتمة البحث : إسالم النصارى نصارى )) النصارى النصارى خاتمة الفصل : الدعوة القرآنية ھي )) على المسيحيين سبب شبھة دائمة بالمدينة النصراني ة ٥٥٧ )) الفصل الخامس : الدالئل الحسان على القرآن نصراني ة ٥٥٩ ٥٦٠ ٥٦٠ ٥٦٢ ٥٦٤ : الدعوة القرآنية ھي النصراني ة )) عينھا : نصرانية )) القرآن في دعوته : نصرانية )) القرآن في وحدة الكتاب : نصرانية )) القرآن في وحدة الوحي والتنزيل : نصرانية )) القرآن في وحدة الدين توطئة بحث أول أوال ثانيا ثالثا
١٣ فھرس ٥٦٥ ٥٦٧ ٥٧٠ ٥٧١ ٥٧٣ ٥٧٤ ٥٧٦ ٥٧٨ )) : : : : : : : : رابعا خامسا سادسا سابعا ثامنا تاسعا عاشرا بحث ثان نصرانية نصرانية نصرانية نصرانية نصرانية نصرانية نصرانية نصرانية )) )) )) )) )) )) )) القرآن في وحدة اإليم ان القرآن في وحدة اإلسالم القرآن في وحدة النبوة والرسالة القرآن في وحدة العقيدة القرآن في وحدة الشريعة القرآن في وحدة األمة القرآن في وحدة الجدال والقتال القرآن في ظواھره البارزة ٥٧٩ ٥٨٠ ٥٨٣ ٥٨٥ ٥٨٦ ٥٨٨ ٥٩٠ ٥٩٢ ٥٩٣ ٥٩٥ : حصر دعوة المسيح ببني إسرائيل : حصر خطاب القرآن ألھل الكتاب ببني إسرائيل : معنى النصارى )) في اصطالح القرآن : ال يذكر القرآن اإلنجيل إال بالمفرد فھو واحد : حصر رسالة المسيح في نطاق التوراة : حصر دعوة المسيح بالتوحيد التوراتي : اقتصار رسالة المسيح على الشھادة ال على الفداء : انتساب القرآن إلى الكتاب وأھله : انتساب النبي العربي إلى المسلمين )) من قبله : انتساب اإلسالم إلى أولي العلم المقسطين الظاھرة األولى الظاھرة الثانية الظاھرة الثالثة الظاھرة الرابعة الظاھرة الخامسة الظاھرة السادسة الظاھرة السابعة الظاھرة الثامنة الظاھرة التاسعة الظاھرة العاشرة ٥٩٧ ٥٩٧ ٦٠٠ ٦٠٢ ٦٠٥ )) نصرانية : بحث ثالث )) أوال ثانيا ثالثا رابعا القرآن في أساليبه : أسلوب الكالم في أركان اإلسالم : أسلوب التعبير في لغته ومفرداته : مصطلح القرآن يدل على نسبه : أسلوب النبوة بالرؤيا )) و اإلسراء
فھرس ١٤ ٦٠٧ ٦١١ ٦١٤ ٦١٦ ٦١٨ ٦١٩ ٦٢٤ ٦٢٤ ٦٢٦ ٦٢٦ ٦٢٨ ٦٢٩ ٦٣١ ٦٣٣ ٦٣٦ ٦٣٧ ٦٣٨ ٦٣٩ ٦٤١ ٦٤٣ ٦٤٣ ٦٤٦ ٦٤٩ ٦٥٠ : أسلوب التنزيل في الدعوة : أسلوب العلم )) في تفصيل الكتاب )) : أسلوب القرآن في قصص األنبياء ومولد المسيح : أسلوب الدعوة والبرھان على اإليمان : أسلوب القرآن في الجدال : أسلوب النظم في القرآن : نصرانية )) القرآن في صيغ اإليم ان : صيغة اإليم ان بالتوحيد : صيغة اإليم ان با واليوم اآلخر ١ صيغة اإلي مان با واليوم اآلخر ٢ صيغة اإلي مان با : صيغة اإليم ان باإلسالم : صيغة اإليم ان بالمسيح : صيغة اإليم ان بالنبو ة : صيغة اإليم ان بالكتاب : صيغة اإليم ان باإلنجيل : صيغة اإلي مان بالقرآن : صيغة اإليم ان بالنب ي العرب ي : صيغة اإليم ان بخاتمة النبو ة والكتاب : نصرانية )) القرآن في عقيدته : عقيدة القرآن في الروح )) : عقيدة القرآن في كلمة )) : عقيدة القرآن في روح القدس )) : ما بين التوحيد والتثليث في عقيدة القرآن خامسا سادسا سابعا ثامنا تاسعا عاشرا بحث رابع أوال ثانيا ثالثا رابعا خامسا سادسا سابعا ثامنا تاسعا عاشرا بحث خامس أوال ثانيا ثالثا رابعا
١٥ فھرس ٦٥٦ ٦٥٧ ٦٥٩ ٦٦٢ ٣٣٦ ٦٦٤ خامسا سادسا سابعا ثامنا تاسعا عاشرا : عقيدة القرآن في نزول كلمة )) إلى مريم : عقيدة القرآن في قصة مولد المسيح : عقيدة القرآن في رسالة المسيح : عقيدة القرآن في آخرة المسيح : عقيدة القرآن في رجعة المسيح : جدال القرآن في عقيدته ٦٦٧ خاتمة الفصل : اإلسالم أمة وسط نصراني ة بين اليھودية والمسيحية ٦٦٩ الفصل السادس : مفاجآت تاريخية حول الدعوة القرآنية ٦٧١ )) توطئة : النصرانية غير المسيحية )) ٦٧٢ ٦٧٢ ٦٧٤ ٦٧٥ ٦٧٦ ٦٧٧ ٦٧٨ ٦٧٩ ٦٨٠ ٦٨٠ ٦٨٢ ٦٨٤ ٦٨٨ : النصارى من بني إسرائيل في مكة والحجاز بحث أول : ھجرة النصارى )) إلى مكة والحجاز المفاجأة األولى : سر النھضة الجاھلي ة المفاجأة الثانية : سر الحركة الحنيفي ة قبل اإلسالم المفاجأة الثالثة : الدعوة إلى اإلسالم قبل القرآن المفاجأة الرابعة : رمضان صيام نصراني )) قبل القرآن المفاجأة الخامسة : الكعبة مسجد مسيحي قبل القرآن المفاجأة السادسة : النصرانية )) في بيت محمد قبل مولده المفاجأة السابعة بحث ثان : نصراني ة محمد قبل مبعثه وفي دعوته : النصارى )) إمام المتقين )) من العرب المفاجأة األولى : نصرانية )) محمد قبل مبعثه المفاجأة الثانية : محمد يدرس النصرانية )) على يد ورقة قس مكة المفاجأة الثالثة : بعثة محمد للدعوة للكتاب على طريقة النصرانية المفاجأة الرابعة
١٦ فھرس ٦٩٢ ٦٩٥ ٦٩٦ : محمد في دعوته يقتدي بھدى النصارى )) : محمد أول المسلمين )) أي رئيس النصارى )) : انتصار النصرانية )) باسم اإلسالم بفضل الدعوة القرآنية المفاجأة الخامسة المفاجأة السادسة المفاجأة السابعة ٧٠٠ ٧٠٠ ٧٠٣ ٧٠٤ ٧٠٥ ٧٠٧ ٧٠٨ ٧٠٩ ٧١٠ بحث ثالث )) : المفاجأة األولى المفاجأة الثانية المفاجأة الثالثة المفاجأة الرابعة المفاجأة الخامسة المفاجأة السادسة المفاجأة السابعة خاتمة الفصل نصرانية القرآن : نصرانية )) القرآن من وجود مثله )) عند النصارى : نصرانية )) القرآن من عقيدته في المسيح وفي آخرته : نصرانية )) القرآن في إسالمه : نصرانية )) القرآن في أمته : نصرانية )) القرآن في جھاده : فاإلسالم القرآني ھو النصرانية )) عينھا : النصارى )) يذوبون في اإلسالم النصراني )) القرآني : األمة الوسط )) في القرآن ھي النصرانية )) ٧١٣ الفصل السابع : النتائج الحاسمة من الواقع القرآني ٧١٥ ٧١٦ ٧١٧ ٧١٨ ٧١٩ ٧٢١ ٧٢١ ٧٢٢ ٧٢٢ : الظاھرة الكبرى في القرآن أنه قريب وبعيد معا... : مصادر اإلسالم في نظر اإلي مان والعلم ١ نظرية اإلي مان في مصادر اإلسالم والقرآن ٢ نظرية العلم في مصادر اإلسالم والقرآن ٣ كشف الغطاء عن سر الدعوة القرآنية : القرآن دعوة نصرانية )) ١ مصدر الخطإ في فھم حقيقة الدعوة القرآنية ٢ واقعان تاريخيان ال مجال للريب فيھما ٣ نوجز نصرانية )) الدعوة القرآنية بھذه المواقف العشرة توطئة بحث أول بحث ثان
١٧ فھرس ٧٢٧ ٧٢٧ ٧٢٩ ٧٣٠ ٧٣٢ ٧٣٢ ٧٣٣ ٧٣٥ ٧٤١ : في عر ف القرآن ال يصح إسالم بدون إيم ان بالمسيح واإلنجيل ١ محور الدعوة القرآنية ھو أيضا اإلي مان بالمسيح واإلنجيل ٢ القرآن يجعل اإلنجيل ھدى وموعظة للمتقين )) ٣ لذلك ال يصح إسالم إال باإلي مان بالمسيح واإلنجيل : نصرانية )) القرآن ھي صلة الوصل الكيانية بين اإلسالم والمسيحية ١ القرآن دعوة نصرانية )) ٢ ف ما بين اإلسالم والمسيحية قربى كيانية ھي نصرانية )) القرآن )) : بحث ثالث بحث رابع خاتمة الكتاب القول الفصل نصرانية )) القرآن ھي محور الحوار بين اإلسالم والمسيحية : بين اإلسالم والمسيحية الشھادة وللمسيح على حرف واحد على خالف التأويل
[ Blank Page ]
) ) ھذا بالغ للناس قل : ھذه سبيلي أدعو إلى عن بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان وما أنا من المشركين ) يوسف.( ١٠٨ * نصر ح للناس أجمعين : إن الوحي والتنزيل قضية إيمانية ال تمس. لكن القرآن نفسه يدعونا إلى أفلم يدب روا القول ) ٢٣ ٦٩ : تدبره : )) أفال يتدب رون القرآن ) ٤ ٨١ : ٢٤ : ٤٧ )) ليدب روا آياته ) ٣٨.( ٢٩ : )) )) ويحر ض بتواتر أھل العلم على البحث فيه والنظر. فعمال بدعوة القرآن ندرس معن ى انتس ابه بت واتر إل ى الكت اب وأھل ه خصوص ا إل ى أول ي العل م قائم ا بالقس ط )) ) آل عم ران ) ١٨ المحس نين م نھم الراس خين ف ي العل م )) لآ( عمران ٧) م ن عنده علم الكتاب )) ) الرعد ) ٤٥ لنرى : ھل القرآن دعوة نصرانية )) إ ن صح ذلك يكون األساس المشترك للحوار الصحيح بين اإلسالم والمس يحية. تل ك النصرانية )) القرآنية ھي الجامع الموح د بين اإلسالم والمسيحية. * في مواجھة الرأي : )) )) الضعيف يرتجف منه! والجاھل يخالفه! والحكيم يدرسه! والحازم يقر ره ))! ھذا بالغ للناس )) ) إبراھيم ) حكمة شائعة (.( ٥٢ )) * * *
[ Blank Page ]
تمھيد النصارى سر في القرآن
[ Blank Page ]
أنوار كاشفة من اإلنجيل والقرآن ٢٣ بحث أول أنوار كاشفة من اإلنجيل والقرآن ١) في المؤتمر األول للرسل صحابة المسيح: غير أن قوما من الذين آمنوا من مذھب الفريسيين نھضوا وقالوا : إنه يجب أن ي ختنوا ) المسيحيون من األمميين ( ويؤمروا بإقامة شريعة موسى )) ) سفر األعمال ( ٥ : ١٥ ٢) يعقوب زعيم النصرانية)) يقول لبولس زعيم المسيحية : أيھا األخ أنت ترى كم رب وة م ن اليھ ود ق د آمن وا ) باإلنجي ل ) وكلھ م ذو غي رة عل ى ) سفر األعمال ( ٢٠ : ٢١ الشريعة )) أي التوراة. فالنصارى من بني إسرائيل يقيمون وحدھم التوراة واإلنجيل. : يا أھل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة واإلنجي ل وم ا أ ن زل إل يكم ) المائدة ( ٧١ )) (٣ من ربكم قل ٤) شرع لكم من الدين ما وص ى ب ه نوح ا وال ذي أوحين ا إلي ك وم ا وص ينا ب ه إب راھيم ) الشورى ( ١٣ وموسى وعيسى : أن أقيموا الدين وال تتفر قوا فيه ))
س ر النصارى في القرآن )) ٢٤ ) البقرة ( ٢٨٥ )) (٥ ال نفر ق بين أحد من رسله )) ال نفر ق بين أحد منھم ونحن له مسلمون )) ) البقرة ١٣٦ آل عمران ٨٤ قابل النساء ( ١٥١ ) األعراف ( ١٥٨ )) (٦ ومن قوم موسى أمة يھدون بالحق وبه يعدلون ٧) يا أيھا الذين آمنوا كونوا أنصار كما ق ال عيس ى اب ن م ريم للح واريين : م ن أنصاري إلى قال الحواريون : نح ن أنص ار. فآمن ت طائف ة م ن بن ي إس رائيل وكف رت طائفة : فأيدنا الذين آمنوا على عدوھم فأصبحوا ظاھرين )). ) الصف ( ١٤ فالنصارى ھم طائفة من بن ي إس رائيل يھدون بالحق وبه يعدلون )). ھؤالء ھم النصارى اليھود أو آمن ت بالمس يح وھ م )) النصارى وصفتھم في القرآن : أولو العلم المقسطون المحسنون. على الحصر والعلمية. م ن ق وم موس ى أم ة )) يرفع ٨) الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) ) المجادلة ( ١١ ٩) ش ھد أن ه ال إل ه إال ھ و والمالئك ة وأول و العل م قائم ا بالقس ط ال إل ه إ ال ھ و ) آل عمران ١٨ و ( ١٩ العزيز الحكيم أن الدين عند اإلسالم )) فالنصارى ھم أولو العلم قائما بالقسط )) وھم يشھدون : أن ال دين عن د اإلس الم )) والقرآن يشھد لإلسالم بشھادتھم. فھم المس لمون )) عل ى التخص يص وھ و يمي زھم م ن الذين آمنوا )) : : نز ل ه روح الق دس م ن رب ك ب الحق ليثب ت ال ذين آمن وا وھ دى وبش رى ) النحل ( ١٠٢ )) (١٠ للمسلمين )) ق ل *
أنوار كاشفة من اإلنجيل والقرآن ٢٥ النصارى فمن ھم )) في القرآن وھم شائع منذ الدعوة القرآنية حتى اليوم أن النصارى ھم المس يحيون المنتش رون ف ي األرض قبل ظھور الدعوة القرآنية وبعدھا. بلفظة وھذا الوھم الشائع ھو مصدر الخالف بين اإلسالم والمسيحية : يظنون أن المسيحية ھي النصرانية )) التي يذكرھا القرآن. وقد زاد ھذا ال وھم الش ائع ترس يخا ترجم ة المستش رقين كلم ة مسيحيين )) Chrétiens. فزاد البلبال. نص ارى )) ف ي الق رآن ونحن إذا تدبرنا القرآن )) كما ي دعونا ھ و إل ى ذل ك ) محم د ٢٤ ص ٢٩ المؤمن ون ٦٨ النساء ( ٨١ وجدنا أن النصارى )) في القرآن ھم غير المسيحيين. وھذا ما نتحق قه أيض ا في مصادر الوحي اإلنجيلي العھد الجديد )) وما تثبته المصادر التاريخية في عھ د الفت رة ما بين اإلنجيل والقرآن. فالظاھرة األولى الكبرى أن القرآن الذي يمي ز بين العقيدة النصرانية والعقيدة المسيحية ال يع رف أ تب اع المس يح م ن بن ي إس رائيل واألممي ين إ ال باس م نص ارى ))! وال ي ذكر اس م مس يحيين )) عل ى اإلط الق م ع أن ه االس م الش ائع ف ي ال دنيا كلھ ا عل ى أي ام ال دعوة القرآني ة والفتوحات اإلسالمية واالسم الشائع في أطراف الجزيرة العربية نفسھا من اليمن إلى الشمال. والظاھرة الثانية الكبرى أن القرآن يكفر اليھودية تكفير النصرانية )) لھ ا و يكف ر )) المسيحية أيضا تكفير النصارى )) لھا : قل : يا أھ ل الكت اب ال تغل وا ف ي دي نكم غي ر الح ق وال تتبعوا أھواء قوم قد ضلوا من قب ل وأض لوا كثي را وض لوا ع ن س واء الس بيل ل ع ن ال ذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكان وا يعت دون ))! ) المائدة ٨٠ ٨١ ). فتكفير اليھودية جازم: إنه لعن ))! وتكفير المسيحية دعوة
) ) النصارى س ر في القرآن )) ٢٦ لالعتدال في أمر المسيح وأمه : ال تغلوا في دينكم غير الحق ))! فل يس ف ي الق رآن م ن تكفي ر للمسيحية إنما ھناك تكفير لبعض انحرافات كفرتھا المسيحية من قبل القرآن. والظاھرة الثالثة الكبرى أن ما بين القرآن والكتاب وما بين النبي العربي وأھل الكتاب انتساب ونسب يجعل أھل الكت اب وأھ ل الق رآن أم ة واح دة : إ ن ھ ذه أم تكم أم ة واح دة وأن ا )) ) األنبياء ) ٩٢ وإن ھذه أمتكم أم ة واح دة وأن ا ربك م ف اتقو ن )) ) المؤمن ون ربكم فاعبدون ٥٣ ) ويجعل الدعوة فيما بينھم تجاه المشركين واحدة : أولئك الذين آتيناھم الكتاب والحك م ) أي الحكمة ( والنبوة فإ ن يكفر بھا ھؤالء فقد وكلنا بھا قوما ليسوا بھا بك افرين أولئ ك ال ذين ھدى فبھداھم اقتده )) ) األنعام ٨٩ ٩٠ ). فالقرآن يقوم على ھدى الكتاب وأھله بقطع النظر عن الوحي والنبوة فھما مسألة إيمانية فوق درس الدارسين. فالقرآن قريب من أھل الكتاب حتى وحدة األمة والدعوة وبعيد عنھم حت ى التكفي ر ف ي آن واحد. وھذه ھي الظاھرة الرابعة الكبرى فيه. فمن ھم أھل الكت اب ال ذين عل ى النب ي العرب ي أن يقتدي بھداھم ومن ھم الذين كفروا من بني إسرائيل )) فلعنوا على لسان داود وعيسى اب ن مريم وم ن ھم أھل الكتاب الذين يغلون في دينھم غير الحق )) ومن ھم األمة من قوم موسى الذين يھدون بالحق : ومن قوم موسى أمة يھدون ب الحق وب ه يع دلون )) ) األع راف ١٥٨ وم ن ھي الطائفة من أتباع المسيح التي يظاھرھا الق رآن حت ى النص ر المب ين ) الص ف ١٤ نعرف ذلك متى عرفنا سر النصارى في القرآن. فمن ھم وما ھو سر النصارى )) وما ھي صلة النصارى في القرآن النصرانية في القرآن بالدعوة القرآنية * * *
٢٧ صلة القربى بين اإلسالم والمسيحي ة عبر النصراني ة )) بحث ثان صلة القربى بين اإلسالم والمسيحية عبر النصرانية كل من يقرأ القرآن يشعر بأن بين اإلسالم والمسيحية صلة قربى. والواقع القرآني شاھد عدل على ھذه القربى. لكن ما مداھا وما سرھا مصدر القرآن في لغة اإليمان النبوة والتنزيل. وھذه قضية إيمانية ال ت مس. لكن لغة اإليم ان ال تمن ع لغ ة العل م. وف ي تفس ير تل ك القرب ى ف ي الق رآن ب ين اإلس الم والمسيحية تشعبت مذاھب العلماء إل ى ثالث ة : ق وم م نھم وج دوا مص ادر الق رآن ف ي اليھودي ة وحدھا بسبب انتساب القرآن إلى الكتاب وتصريحه باصطفاء بني إسرائيل عل ى الع المين : يا بن ي إس رائيل اذك روا نعمت ي الت ي أنعم ت عل يكم وإن ي فض لتكم عل ى الع المين )) ) البق رة ٤٧ و ١٢٢ ). وقوم وجدوھا في المسيحية وحدھا بسبب دعوة القرآن للمسيح وأمه آي ة للع المين )) ) األنبي اء ٩٢ المؤمن ون ) ٥٣ وإ يمان ه ب أن المس يح عيس ى اب ن م ريم رس ول وكلمت ه ألقاھا إلى مريم وروح منه )) ) النساء ). ١٧٠ ومن ھ ؤالء م ن خص ص فوج دھا ف ي المس يحية النسطورية. وقوم تزندقوا فجعلوا مصادر القرآن تلفيقا مقتبسا من اليھودية والمسيحية. وم ن الح ق أن يق ال : ب أن ھ ذه الم ذاھب كلھ ا قاص رة ال تش رح إال جانب ا م ن ال دعوة القرآنية وال تفسرھا كلھا تفسيرا كامال مقبوال.
النصارى س ر في القرآن )) ٢٨ فالقرآن مع قوله بتنزيله ينتسب انتسابا مطلقا إلى الكتاب. فقد جاء يش رع للع رب دي ن موسى وعيسى بال تفريق ) الشورى ١٣ ) ويعلمھم الكتاب والحكم ة )) الت وراة واإلنجي ل ) البقرة ١٢٩ و ١٥١ آل عمران ١٦٤ الجمعة ٢ ) وشعاره : ال نفرق بين أحد من رسله )) ) البقرة.( ٢٨٥ لكنه ف ي انتس ابه المطل ق إل ى الكت اب وأھل ه ينتس ب خصيص ا إل ى جماع ة م نھم ي ؤمن بإ يمانھم ويدعو بدعوتھم : وأم رت أن أك ون م ن المس لمين وأن أتل و الق رآن )) ) النم ل ( ٩١ فالمسلمون موجودون من قبله وھو ينتمي إليھم. وھؤالء المسلمون من قبله يصفھم بأنھم أولو العلم )) المقسطون الذين يشھدون م ع ومالئكته بأن الدين عند اإلسالم : ش ھد أن ه ال إ ل ه إال ھ و والمالئك ة وأول و العل م قائم ا بالقسط ال إ له إ ال ھو العزيز الحكيم إن الدين عند اإلسالم. وما اختلف الذين أوتوا الكتاب ) اليھود ( إ ال من بعد ما جاءھم العلم بغيا بينھم )) ) آل عمران ١٨ و ١٩ ). فھؤالء المسلمون الذين يشھد القرآن بش ھادتھم ليس وا جماعت ه م ن الع رب ال ذين ت ابوا معه )) والذين آمنوا )) كما يسميھم بتواتر. فھو يمي ز بينھم وب ين أول ي العل م المقس طين ال ذين يجعلھم في منزلة واحدة من الرفعة : يرفع الذين آمنوا منكم وال ذين أوت وا العل م درج ات )) ) المجادل ة ). ١١ فھم ا اص طالحان ف ي الق رآن يجع الن جماع ة محم د وأول ي العل م ف ريقين متميزين ولكن متفقين في الدعوة القرآنية. في اصطالح القرآن إنما المسلمون )) أولو العلم )) المقس طون ھ م جماع ة م ن قوم موسى )) و طائفة من بني إسرائيل )) آمنت بالمسيح وكانوا للمتقين من العرب م ع محم د إ ماما باسم عباد الرحمن )). في تلك المترادفات الخمسة مفتاح السر في الدعوة القرآنية. فھو يق ول : وم ن ق وم موس ى أم ة يھ دون ب الحق وب ه يع دلون )) ) األع راف ). ١٥٨ ويق ول : وعباد الرحمن... الذين يقولون... واجعلن ا للمتق ين إ مام ا )) ) الفرق ان ٦٣ و ٧٤ ( والمتق ون في
٢٩ صلة القربى بين اإلسالم والمسيحي ة عبر النصراني ة )) اصطالحه المتواتر ھم الذين آمنوا )) م ن الع رب المش ركين كم ا ھ و اص طالح مت واتر عن د أھل الكتاب في الذين آمنوا )) من األمميين أو األميين ) بحسب النسبة إلى الجمع أو إلى المفرد ). وھؤالء الجماعة عباد الرحم ان )) األم ة م ن ق وم موس ى ھ م الطائف ة م ن بن ي إس رائيل التي آمنت بالمسيح والتي قامت الدعوة القرآني ة لنص رتھم عل ى ال ذين كف روا بالمس يح م ن بن ي إسرائيل : يا أيھا الذين آمن وا كون وا أنص ار كم ا ق ال عيس ى اب ن م ريم للح واريين : م ن أنصاري إلى قال الحواريون : نحن أنص ار! فآمن ت طائف ة م ن بن ي إس رائيل وكف رت طائفة : فأيدنا الذين آمنوا على عدوھم فأصبحوا ظاھرين )) ) الصف ). ١٤ الحظ الترادف ب ين أنص ار عيس ى وكلم ة نص ارى فق د نق ل الق رآن ع نھم تفس ير اس مھم نص ارى )) بأنص ار عيسى. ففي اصطالح القرآن أن بني إسرائيل طائفتان : النصارى من بني إسرائيل الذين آمنوا بالمسيح على دعوة الحواريين أنصاره واليھود من بني إسرائيل الذين كفروا بالمسيح. والقرآن يكفر اليھود ويؤيد النصارى م ن بن ي إس رائيل عل يھم حت ى أص بحوا ظ اھرين )) ف ي الحج از والجزيرة. فالقرآن دعوة لتأييد ھؤالء النصارى من بني إسرائيل. وھ و يحص ر حص را اس م نصارى )) بالطائفة من بني إسرائيل التي آمنت بالمسيح وباألمة م ن ق وم موس ى يھ دون ب الحق وبه يعدلون عباد الرحمان ال ذين جعلھ م للمتق ين إ مام ا. فھ م األم ة الوس ط )) ب ين اليھودي ة والمسيحية التي ينادي بھا في وجه المشركين : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شھداء على الناس ويكون الرسول عليكم شھيدا )) ) البقرة ). ١٤٣ لذلك نقول بحق : إن القرآن دعوة وھذا ما نراه في ھذا الكتاب.. نصرانية )) س نرى أن النص رانية )) بالنس بة للمس يحية ف ي منزل ة الش يعة م ن الس ن ة ب ين أھ ل اإلنجيل. إن أھل شيعة النصارى )) يقيمون التوراة واإلنجيل معا من
) النصارى س ر في القرآن )) ٣٠ دون أھل السن ة المسيحية عام ٤٩ م ) أع.( ١٥ فالنصرانية الذين يكتفون بأحكام اإلنجيل وحدھا بناء على قرار مؤتمر الرسل ھي صلة القربى بين اإلسالم والمسيحية. ف ي كت اب لن ا س ابق ) الق رآن والكت اب القس م الث اني : أط وار ال دعوة القرآني ة ( رأين ا تطورھا إلى خمسة عھود : العھد المسيحي فالعھد اإلسرائيلي فعھد األمة الواح دة فعھ د األم ة الوسط فالعھد اإلسالمي. تلك ظواھر الدعوة القرآنية. أم ا الحقيقة الكامنة فيھ ا جميع ا أن الق رآن كله دعوة نصرانية )). وقد درس )) محمد ) األنع ام ( ١٠٥ ھ ذه ال دعوة خم س عش رة س نة بعد زواجه من خديجة ثرية مكة على يد ورقة ب ن نوف ل ق س مك ة النص راني وع م خديج ة وأخيرا تراءى له مالك من في رؤيا غار حراء وأمره باإليمان بھا والدعوة لھا ) الشورى ): ٥٢ وقل : آمنت بما أ نزل من كتاب وأمرت ألعدل بينكم )) (الش ورى ١٥ وأم رت أن أك ون م ن المس لمين وأن أتل و الق رآن )) ) النم ل ( ٩١ أي ق رآن الكت اب فھ و تص ديق ل ه وتفصيل ) يونس ) ٣٧ بحسب المث ل )) الذي عند النصارى من بني إس رائيل ) األحق اف ١٠.( فالقرآن دعوة نصرانية برزت شيئا في أطوار الدعوة القرآنية. وھذه ھي الصلة الجوھرية بين اإلسالم والمسيحية. فالقرآن بعد التوحيد الكتابي دعوة صريحة للمسيح واإلنجيل في أمة وسط )) بين اليھودية والمسيحية كما كان ت النص رانية )) التي يشھد بشھادتھا ) آل عمران ١٨ و ١٩ ) والتي ج اءت الدع وة القرآني ة تأيي دا )) لھ ا ) الصف ). ١٤ إن نصرانية )) الدعوة القرآنية ھي جوھر القربى بين اإلنجيل والقرآن ومحور الحوار الواجب الوجود بين اإلسالم والمسيحية. * * *
١ ٣١ أنوار قرآنية ھادية بحث ثالث أنوار قرآنية ھادية ما بين النصرانية والدعوة القرآنية في القرآن إشارات عديدة إلى صلة الدعوة القرآنية بالنصرانية )). إذا م ا اس تجمعناھا ظھر لنا أن تلك الصلة ھي صلة انتساب ونسب ف ي أم ة واح دة )) ھ ي األم ة الوس ط )) بين اليھودية والمسيحية. ھداية محمد وبعثته. وما كان لبشر أن يكلمه إ ال وحيا أو من وراء حج اب أو يرس ل رس وال في وحي بإ ذنه ما يشاء إ نه علي حكيم. وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا : ما كنت تدري ما الكتاب وال ١ اإليمان ولكن جعلناه نورا نھ دي ب ه م ن نش اء م ن عبادن ا. وإن ك لت ھد ى إل ى ص راط مس تقيم صراط ) الشورى.( ٥٢ لقد أرسل إل ى محم د وھ و معتك ف ف ي غ ار ح راء رؤي ا )) بواس طة روح م ن أمره )) أي مالك فأوحى إليه اإليمان بالكتاب )) الصراط المستقيم صراط فاھت دى إل ى ص راط الكت اب وآم ن ب ه : وق ل : آمن ت بم ا أن زل م ن كت اب وأ م رت ألع دل بي نكم )) (الشورى ١٥). (١) قراءة لت ھد ى )) أصح من قراءة إليھم على ثالث طرائق. لت ھد ي )) ألنھا تنسجم مع الس ياق ال ذي ي ذكر ھداي ة ألنبيائ ه ب الوحي
٢ ٣ ) س ر النصارى في القرآن )) ٣٢ وھذا ھو اإلسالم الذي اھتدى إليه وإليه يھدي : وأمرت أن أكون من المس لمين وأن أتلو القرآن )) ) النحل ٩١ ٩٢ ). فاإلسالم موجود قبل القرآن والمسلمون موجودون قبل محمد وھو ينضم إليھم ويتلو معھم القرآن )) قرآن الكتاب بلسان عربي مبين. * القرآن يمي ز بين المسلمين من العرب. )) المتقين وبين )) مصادر الوحي اإلنجيلي تسمي متقين )) أولئك الذين آمنوا بالتوحيد الكتابي ثم بالمسيح من األمي ين. وھذا ھو المعنى الذي نجده في القرآن فھو يميز بين المسلمين )) وب ين المتق ين )) ال ذين آمن وا )) م ع محم د ال ذين ت ابوا مع ه )) م ن ب ين المش ركين الع رب ال ذين يس ميھم الناس )) قال : ھذا بيان للناس وھدى وموعظة للمتقين )) ) آل عمران ١٣٨ فاستقم كما أمرت وم ن تاب معك )) ) ھود ). ١١٢ والق رآن كم ا ھ و ھ دى وموعظ ة للمتق ين )) ال ذين آمن وا م ن الع رب ھ و أيض ا بش رى للمس لمين )) : ق ل : نز ل ه روح الق دس م ن رب ك ب الحق ليثب ت ال ذين آمن وا وھ دى وبشرى للمسلمين )) ) النح ل ). ١٠٢ فالدع وة القرآني ة تثبي ت لل ذين آمن وا )) م ن الع رب وبشرى للمسلمين )). فالمؤمنون بمحمد من العرب و المسلمون )) ھم فريقان متميزان لكن متحدان في الدعوة القرآنية. فالمسلمون )) ھم إذن في األصل غير جماعة محمد ال ذين آمن وا )) وال ذين ت ابوا مع ه )) م ن الع رب. والق رآن بش رى للمس لمين )) أي إنجي ل لھ م بحس ب الترجمة الحرفية لكلمة إنجيل. * بالمسيح. المسلمون ھم األمة الھادية من قوم موسى الطائفة م ن بن ي إس رائيل الت ي آمن ت محمد يؤمر بأن يقتدي بھدى أھل الكتاب : )) أولئك الذين آتيناھم الكتاب
أنوار قرآنية ھادية ٣٣ ١ والحكم والنبوة فبھداھم اقتد ه فإن يكفر بھا ھؤالء فقد وكلنا بھا قوما ليسوا بھا بكافرين ) األنعام ٨٩ ٩٠.( أولئك ال ذين ھ دى وھدى أھل الكتاب الذي يؤمر محمد باالقتداء به ھو ھدى أمة معلومة من قوم موسى: ومن قوم موسى أمة يھدون بالحق وبه يعدلون )) ) األعراف ). ١٥٨ )) وما ھي ھذه األمة المھدية الھادية من ق وم موس ى إنھ ا الطائف ة م ن بن ي إس رائيل الت ي آمنت بالمسيح مع الحواريين صحابته : يا أيھا الذين آمنوا كون وا أنص ار كم ا ق ال عيس ى ابن مريم للحواريين : م ن أنصاري إلى قال الحواريون : نحن أنصار! فآمنت طائفة من بني إس رائيل وكف رت طائف ة: فأي دنا ال ذين آمن وا عل ى ع دوھم فأص بحوا ظ اھرين )) (الص ف.(١٤ لقد حصر القرآن األمة الھادية العادلة من قوم موسى الت ي بھ داھا يج ب عل ى النب ي أن يقتدي بالطائفة من بني إسرائيل الت ي آمن ت بالمس يح. وھ ي أم ة النص ارى )) ف ي لغ ة الق رآن ولغة اإلنجيل. والنصارى في عرف القرآن ھم حصرا الطائف ة م ن بن ي إس رائيل الت ي آمن ت بالمسيح فھم اليھود النصارى األمة الھادية العادلة من قوم موس ى الطائف ة الص حيحة م ن آل عيس ى. ف القرآن يحص ر إذن اس م نص ارى )) ب المؤمنين بالمس يح م ن اليھ ود ال ب المؤمنين بالمسيح من غير أھل الكتاب أي من األمي ين. وقد عر ب القرآن معھم اسم نصارى )) بأنص ار : فالنص ارى م ن بن ي إس رائيل ھ م أنصار )) وھم الذين آمنوا )) وعلى مث الھم يج ب أن تك ون جماع ة محم د م ن الع رب أنصار الذين آمنوا )) : وحدة في االسم ووحدة في اإليمان. )) )) * (١) الحكم تعبير عبراني نقله بحرفه يعني الحكمة كما يتضح من وضعه بين الكتاب والنبوة.
٤ ٥ النصارى س ر في القرآن )) ٣٤ النصارى )) من بني إسرائيل و التوحيد الكتابي واإليمان بالمسيح: من الع رب ھ م )) المتقون أم ة واح دة ف ي )) ولقد آتينا موسى الكتاب لعلھم يھتدون. وجعلنا ابن مريم وأمه آي ة وآويناھم ا إل ى رب وة ذات قرار ومعين : يا أيھا الرسل كلوا من الطيبات إ ني بما تعلمون عل يم. وإن ھ ذه أم تكم أم ة واحدة وأنا ربك فاتقون )) ) المؤمنون ٥٠ ٥٣ ). فالمتقون من العرب مع محمد ھم أمة واحدة مع المؤمنين بالمسيح وأمه من أھل الكتاب من بني إسرائيل. ثم يذكر أنبي اء الكت اب ويخ تم ذك رھم بقول ه : والت ي أحص نت فرجھ ا فنفخن ا فيھ ا م ن روحنا وجعلناھا وابنھا آية للعالمين. وإن ھذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدو ن )) (األنبياء ٩٠ ٩٢). فمحمد والذين تابوا معه )) م ن الع رب ھ م أم ة واح دة م ع النص ارى الطائف ة م ن بني إسرائيل التي آمنت بالمسيح وأمه آية للعالمين. فاألم ة الواح دة الت ي يش يد بھ ا الق رآن والت ي ينتم ي إليھ ا محم د وم ن مع ه م ن المتق ين الع رب ليس ت اليھودي ة الت ي تكف ر بالمس يح وأم ه وليس ت المس يحية الت ي تغل و ف ي دينھ ا )) بالمسيح وأمه بل األمة النصرانية )) أمة من قوم موسى يھدون ب الحق وب ه يع دلون )) طائفة من بني إسرائيل )) آمنت بالمسيح فصارت مع الحواريين أم ة النص ارى )) أنص ار والمسيح. فالنصارى من بني إسرائيل والمتقون من العرب ھم أمة واحدة )) في التوحيد الكتابي واإليمان بالمسيح وأمه آية للعالمين. لكنھا أمة وسط )) ما بين اليھودية والمسيحية. * النصارى ما بين المسلمين والعرب المتقين )) وحدة شاملة كاملة : وحدة في األمة الواحدة ) األنبياء ٩٢ المؤمنون ). ٥٣
٦ أنوار قرآنية ھادية ٣٥ وحدة في االسم ما بين أنصار و )) نصارى ) الصف.( ١٤ وحدة في العقيدة : فھم يؤمنون بالكتاب كله )) أي بالتوراة واإلنجيل معا ال بالشريعة الموسوية م ن دون اإلنجي ل ك اليھود وال يعمل ون باإلنجي ل م ن دون الش ريعة كالمس يحيين ب ل يقيمون التوراة واإلنجيل مع ا : ق ل : ي ا أھ ل الكت اب لس تم عل ى ش يء حت ى تقيم وا الت وراة واإلنجيل )) ) المائدة ). ٧١ فالذين يقيمون التوراة واإلنجيل ھم المس لمون حق ا المؤمن ون بم ا أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربھم : ال نفر ق بين أحد م نھم ونح ن ل ه مس لمون )) ) البق رة ١٣٦ آل عمران ). ٨٥ فشعاره : ال نفر ق بين أحد من رسله )) ) البقرة ( ٢٨٥ فالمسلمون ھم النصارى من بني إسرائيل الذين يھت دي محم د بھ داھم ويقت دي بعقي دتھم وھو معھم أمة واحدة )) في الدعوة والجھاد. * فما بين الدعوة القرآنية و النصرانية وحدة في الدعوة: وال تجادلوا أھ ل الكت اب إال ب التي ھ ي أحس ن إال ال ذين ظلم وا م نھم وقول وا : آمن ا بالذي أ نزل إلينا وأ نزل إليكم وإلھنا وإلھكم واحد ونحن له مسلمون )) ) العنكبوت ). ٤٦ يقسم القرآن أھل الكتاب ف ي الحج از إل ى محس نين وظ المين : فم ع الظ المين )) م نھم وھم اليھود يصح الجدال بغير الحسنى أي بالجھاد ولكن مع المحسنين )) منھم أي النص ارى األمة الھادية من قوم موسى الطائفة من بن ي إس رائيل المؤمن ة بالمس يح ال يص ح الج دال إ ال بالحسنى وھذه الحسنى ھي التسليم معھم بأن اإلله الذي يعبده الفريق ان واح د والتنزي ل واح د واإلسالم واحد. فوحدة اإلله ووح دة التنزي ل ووح دة اإلس الم ب ين النص رانية )) وال دعوة القرآنية دليل وحدة األمة ووحدة الدعوة. *
٧ النصارى س ر في القرآن )) ٣٦ فإسالم القرآن ھو إسالم النصارى من بني إسرائيل أولي العلم المقسطين: يقسم القرآن العرب إل ى أھ ل الكت اب واألمي ين : أأسلمتم فإ ن أسلموا فقد اھتدوا )) ) آل عمران ). ٢٠ )) وق ل لل ذين أ وت وا الكت اب واألمي ين : ويسمي القرآن أھل الكتاب على العموم الذين يعلمون )) أما العرب المشركون أي باصطالح أھل الكتاب والقرآن األميون فصفتھم : ال ذين ال يعلم ون )) ) البق رة ١١٢ و ١١٩.( ويقسم القرآن أھل الكتاب أولي العلم إلى فئتين : أولي العلم الظ المين )) أي اليھ ود ) العنكبوت ) ٤٦ وأولي العلم المقس طين )) أو المحس نين )) أي النص ارى م ن بن ي إس رائيل. فھؤالء النصارى المحسنين المقسطين ھم الذين يدعون إلى اإلسالم : شھد أنه ال إله إال ھو والمالئكة وأولو العلم قائم ا بالقس ط ال إ ل ه إال ھ و العزي ز الحكيم : إن الدين عند اإلسالم. وما اختلف الذين أوتوا الكتاب ) أي اليھود ( إ ال م ن بع د ما جاءھم العلم بغيا بينھم ومن يكفر بآيات فإن سريع الحساب. فإن حاجوك فقل أسلمت وجھي ومن اتبعني! وقل للذين أوتوا الكتاب ) اليھود ( واألمي ين : أأس لمتم ف إ ن أس لموا فق د اھت دوا وإن تول وا فإ نم ا علي ك ال بالغ و بص ير بالعب اد. إن ال ذين يكف رون بآي ات ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرھم بعذاب أليم )) ) آل عمران ١٨ ٢١ ). فاليھود ينكرون أن الدين عن د اإلس الم. والنص ارى أول و العل م أي م ن ك ان قائم ا بالقسط )) من أھل الكتاب يشھدون مع ومع المالئك ة إن ال دين عن د اإلس الم )). ول ذلك يقتلھم اليھود كما كانوا يقتلون النبيين بغير حق : ويقتلون الذين يأمرون بالقسط م ن الن اس )) أي الذين يشھدون مع القرآن أن الدين عند اإلسالم )).
٩ أنوار قرآنية ھادية ٣٧ فھؤالء النصارى من بني إسرائيل األمة من قوم موسى يھدون ب الحق وب ه يع دلون ) األع راف ٥٨ ) الطائف ة م ن بن ي إس رائيل الت ي آمن ت بالمس يح ) الص ف ( ١٤ ھ م ف ي ع رف القرآن أولو العلم المقسطون وشھادتھم لإلس الم م ن ش ھادة والمالئك ة. فھ م المس لمون وھ م الداعون لإلسالم ال ذي يتنك ر ل ه اليھ ود. فإس الم الق رآن ھ و إس الم النص ارى )) أول ي العل م المقسطين من أھل الكتاب. ل ذلك فھ م ف ي منزل ة واح دة : يرف ع ال ذين آمن وا م نكم وال ذين أوتوا العلم درجات )) ) المجادلة ). ١١ * ٨ فاإلسالم من قبل القرآن : ومحمد ينتمي إليه ويدعو بدعوته : فاإلسالم من قبل القرآن : )) ھو سماكم المسلمين من قبل وفي ھذا القرآن ) الحج ٧٨.( ومحمد يؤمر باالنضمام إلى ھؤالء المسلمين : أتلو القرآن )) ) النحل ٩٠ ٩١ ). )) وأمرت أن أك ون م ن المس لمين وأن فالقرآن يحص ر اإلس الم والمس لمين بالنص رانية والنص ارى ال بس ائر أھ ل الكت اب م ن بني إسرائيل وال بالمسيحيين من األميين إال إذا تركوا الغلو في الدين )) بأمر المسيح وأمه. فالدعوة النصرانية بين الع رب أخ ذت اس م اإلس الم )) ومحم د ف ي ھدايت ه وبعثت ه ) الش ورى ٥٢ و ١٥ ( انض م إل ى ھ ذا اإلس الم النص راني : وأم رت أن أك ون م ن المس لمين )) ودعا بدعوته في القرآن : وأن أتلو القرآن )). فاإلسالم القرآني ھو اإلسالم النصراني * اسما ومعنى ودعوة. وھذا اإلسالم النصراني ھو الدين الذي يشرعه للعرب : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا
س ر النصارى في القرآن )) ٣٨ إبراھيم وموسى وعيسى : أن أقيموا الدين وال تتفرق وا في ه. كب ر عل ى المش ركين م ا ت دعوھم إليه ) الشورى.( ١٣ اإلسالم النصراني القرآني ھو اإليمان بموسى وعيسى معا بإقامة التوراة واإلنجيل معا : قل يا أھل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة واإلنجيل )) ) المائدة ). ٧١ وھذا ما ال ترضاه اليھودية التي تكفر بالمسيح واإلنجيل وما ال ترضاه المسيحية التي تقيم اإلنجيل وتنس خ شريعة موسى. وھذا ما تقول به النصرانية التي تؤمن باإلنجيل وتقيم شريعة موس ى. وم ا تق ول به النصرانية اليھودية ھو دعوة القرآن : فالقرآن يش رع للع رب دي ن إب راھيم وموس ى وعيس ى دين التوراة واإلنجيل معا ما أوتي موس ى وعيس ى والنبي ون م ن ربھ م : ال نف ر ق ب ين أح د منھم ونحن له مسلمون )) ) البقرة ١٣٦ آل عمران ). ٨٥ فھذا اإلس الم النص راني )) ال ذي يقيم التوراة واإلنجيل معا وال يفر ق بين موسى وعيسى ھو الدين ال ذي ش رعه للع رب ف ي القرآن. ١٠ ھذا اإلسالم * النصراني القرآني ھو )) الدين القي م )). دين الحق )) )) إ ن ھذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي ھم فيه يختلفون )) (النحل ٧٦). اختلف بنو إس رائيل ف ي أم ر عيس ى فآمن ت طائف ة ب ه أن ه المس يح وكف رت ط ائفة ) الصف ). ١٤ والطائفة التي آمنت بالمسيح من بني إس رائيل ھ ي أم ة م ن ق وم موس ى يھ دون بالحق وبه يعدلون )) ) األعراف ). ١٥٨ ومحمد يؤمر أن يقت دي بھ دى ھ ذه الطائف ة النص رانية الھادية العادلة ) األنعام ٩٠ ) ومعھا يقص القرآن على بني إسرائيل م ن اليھ ود أكث ر ال ذي ھ م في ه يختلف ون ) النح ل ) ٧٦ وم ا اختلف وا إال عل ى المس يح : ف القرآن ي دعو اليھ ود إل ى اإليم ان بالمسيح إلى الدين القي م )). فطلبوا منه البينة : لم يكن الذين كفروا من أھل الكتاب أي اليھود والمشركين
أنوار قرآنية ھادية ٣٩ منفكين حتى تأتيھم البينة : رسول من يتلو صحفا مطھ رة فيھا كت ب قيم ة. وم ا تف ر ق ال ذين أوتوا الكتاب أي اليھود إال من بعد ما جاءتھم البينة!... وذلك دين القيمة )) ) البينة ١ ). ٥ فدين القي مة الدين القي م ترجمة حرفية لألرثذكسية )) و ما ينك ره اليھ ود والمش ركون على محمد والنصارى : التوحي د النص راني القرآن ي ال ذي ي ؤمن ب ا والمس يح. فيق ول : كب ر على المشركين ما تدعوھم إلي ه )) ) الش ورى ١٣ ) ويق ول : إن ھ ذا الق رآن يق ص عل ى بن ي إسرائيل أكثر الذي ھم فيه يختلفون )) ) النح ل ) ٧٦ وأكث ر ال ذي ھ م في ه يختلف ون ھ و اإليم ان بالمسيح مع أنه الدين القي م )) دين الحق )) الذي يدعو إليه القرآن بين العرب : ھو ال ذي أرسل رسوله بالھدى ودين الحق ليظھره على الدين كله ولو كره المش ركون )) ) ٩ ٣٤ : ٤٨ : ٢٨.( ٩ : ٦١ * ١١ ال دين الق يم اإلس الم النص راني القرآن ي ھ و والمسيحية. أم ة وس ط ب ين اليھودي ة )) إن اليھودية تكفر بعيسى المسيح والمسيحية تغلو )) في أمره لكن النصرانية من بني إسرائيل تؤمن بالمسيح وال تغلو )) فيه فالنصرانية أمة وسط بين اليھودية والمسيحية. وعلى مثال ھذه األمة النصرانية الوسط أنشأ القرآن أمته : وك ذلك جعلن اكم أم ة وس طا لتكون وا ش ھداء عل ى الن اس ))! ) البق رة ). ١٤٣ فأھ ل القرآن مثل النصارى ال يكفرون بالمسيح مثل اليھود وال يغلون )) في أمره مثل المس يحيين بل ھم أمة وسط )) بين اليھودية والمسيحية. فأمة القرآن أمة وس ط )) م ع النص رانية )) وھم األمة الواحدة )) التي تؤمن بالمسيح عيسى وأمه آية للعالمين (المؤمنون ٥٣). *
) النصارى س ر في القرآن )) ٤٠ ١٢ أخيرا ما بين الدعوة القرآنية والنصرانية وحدة الجھاد والرسالة ھذا ھو التصريح الضخم الذي يكشف لنا سر النصارى وسر الدعوة القرآنية: فآمنت طائفة من بني إسرائيل ) بالمسيح ) وكفرت طائفة : فأيدنا الذين آمنوا على عدو ھم فأصبحوا ظاھرين )) ) الصف ). ١٤ فالدعوة القرآنية تأييد للنصرانية من بني إسرائيل على اليھودية حتى الظھ ور والنص ر! فالقرآن يدعو ويجاھد مع أمة من قوم موسى يھدون بالحق وبه يعدلون )) ) األعراف ) ١٥٨ مع طائفة من بني إسرائيل آمنت بعيسى المسيح ) الص ف ) ١٤ م ع النص ارى حت ى الس يطرة التامة على اليھود في الحجاز والجزيرة. فما بين النصرانية والدعوة القرآني ة وح دة ف ي العقي دة ووح دة ف ي ال دعوة ووح دة ف ي الجھاد حتى النصر المبين : ونريد أن نمن على الذين است ضعفوا في األرض ونجعلھم أئمة ونجعلھم الوارثين ) القصص )) ٥ واجعلنا للمتقين إ ماما ) الفرقان.( ٧٤ يق ول ذل ك بح ق النص ارى م ن بن ي إس رائيل ال ذين وقع وا ب ين ن ارين ن ار بن ي ق ومھم اليھود ونار بني دينھم المسيحيين فاست ضعفوا في األرض ولجأوا إل ى الحج از. وأت ت ال دعوة القرآني ة انتص ارا لھ م عل ى ع دوھم فأص بحوا ظ اھرين )) ) الص ف ). ١٤ فانتص رت النصرانية األمة الوسط )) على اليھودية وعلى المسيحية في الحجاز والجزيرة بفضل ال دعوة القرآني ة : ھ و ال ذي أرس ل رس وله بالھ دى ودي ن الح ق ليظھ ره عل ى ال دين كل ه ول و ك ره المشركون )) ) ٩ ٣٤ : ٢٨ : ٤٨.( ٩ : ٦١ فھل الدعوة القرآنية ھي النصرانية )) على ھدى تلك األنوار القرآنية نرى الجواب في ھذا الكتاب.
الفصل األو ل النصارى )) في مصادر الوحي اإلنجيلي )) : يسوع الناصري ويسوع المسيح : انقسام أتباع المسيح في االسم إلى نصارى ومسيحيين : انقسام أھل اإلنجيل إلى س ن ة وشيعة )) : بحث أول بحث ثان بحث ثالث بحث رابع شيعة النصارى العھد الجديد في ))
[ Blank Page ]
٤٣ يسوع الناصري ويسوع المسيح بحث أول يسوع الناصري ويسوع المسيح إنھا لس ن ة شرقية مألوفة تس مية معل م أو زع يم بالنس بة إل ى بلدت ه أو مس قط رأس ه. فلم ا ظھ ر يس وع ي دعو ب ين اليھ ود بدعوت ه لقب ه أتباع ه األول ون فالش عب فالس لطات اليھودي ة والرومانية : يسوع الناص ري )) نس بة إل ى بلدت ه الناص رة الت ي نش أ فيھ ا. وھ ذا اللق ب الناصري )) ال إحراج فيه لمن ال يؤمن بدعوة يسوع أنه المسيح )) الموع ود. وص حابة يس وع الناصري كانت تؤمن أنه المسيح وترادف بين اللقبين : فتدل باألول على قوميته وبالثاني على عقيدتھم فيه. واإلنجي ل بحس ب مت ى ال ذي د و ن ف ي البيئ ة اإلس رائيلية ولھ ا قب ل غيرھ ا ينق ل ف ي مطلعه اللقب الذي اشتھر به يسوع فيقول : جاء وسكن في بلدة تسم ى الناصرة ليتم ما قيل : إنه يدعى الناصري )) ) متى ). ٢٣ : ٢ فيسوع ي عرف بالناصري حت ى عن د ال ذين يؤمن ون أن ه المسيح. الناصري وباسم ع رف المسيح يسوع في سيرته ورسالته في البيئة اإلسرائيلية. فتالميذه األوائل يعرفونه ويعر فون به بنسبته إلى الناصرة : وص ادف فيل بس نثنائي ل فقال له : إ ن الذي كتب عنه موسى في التوراة وكتب عنه األنبياء قد وجدناه : إ نه يس وع اب ن يوسف من الناصرة )) ) يوحنا ٤٣ : ١ ٤٥ ). يسميه ابن يوسف )) ألن ه ال يع رف ش يئا بع د عن أصله وعن مولده المعجز من أم بتول. وفي ختام دعوته عند دخول يسوع إلى أورشليم عاصمة ال دين والدول ة حي ث يجتم ع اليھود لعيد الفصح من أطراف بلدھم ومن أقطار المسكونة
النصارى في مصادر الوحي اإلنجيلي ٤٤ دخول المسيح الموعود الفاتح الوديع كما وص فه األنبي اء ) زخري ا ) ٩ : ٩ تس اءل الن اس م ن الغرباء ال ذين ل م يعرف وه : م ن ھ ذا فكان ت الجم وع تق ول : ھ ذا ھ و النب ي يس وع ال ذي م ن الناصرة في الجليل ) متى ١٠ : ٢٠ ١١.( ولم ا قر ر السنھدرين مجلس اليھود األعلى إعدام يسوع لدعواه أنه المسيح ابن البش ر الن ازل م ن الس ماء أرس لوا جن ودھم لتوقيف ه ف ي بس تان الزيت ون ف ي ض يعة جتس ماني ق رب أورشليم بمصابيح ومشاعل وأسلحة. فخرج يسوع وھو عالم بكل م ا ك ان موش كا أن يح دث له وقال لھم: من تطلبون أجابوه : يسوع الناصري! فقال لھم : أن ا ھ و! وك ان يھ وذا مس لمه واقفا أيضا معھم فلما قال لھم : أنا ھ و )) ارت دوا إل ى ال وراء وس قطوا عل ى األرض. فس ألھم أيضا : م ن تطلبون قالوا : يسوع الناصري!... ) يوحنا ٣ : ١٨.( ٨ وفي محاكمة يسوع الدينية كان الخد م في بالط الحب ر األعظ م يلقب ون يس وع : الجليل ي أو الناصري : وأما بطرس فك ان جالس ا خارج ا ف ي ال دار فتق دمت إلي ه جاري ة وقال ت : أن ت أيض ا كن ت م ع يس وع الجليل ي! ف أنكر ق دام الجم ع فق ال : ال أدري م ا تق ولين! ث م توج ه نح و البوابة فرأته جارية أخرى فقال للذين ھناك : ھذا كان مع يسوع الناص ري )) ) مت ى ٦٩ : ٢٦ ٧٥ ). ففي األوساط الشعبية والرسمية كان اسمه : يسوع الناصري. وفي األوساط الحاكمة كان يعرف كذلك وبھذا اللقب كتب الوالي الروماني س بب إع دام المسيح : وكتب بيالطس لوحة وضعھا على الص ليب وك ان مكتوب ا فيھ ا : يس وع الناص ري ملك اليھود ) يوحنا ١ : ١٩ ٢٠.( ففي نظر أتباعه وأنصاره ورس له وف ي نظ ر الش عب كل ه وف ي نظ ر الس لطات الديني ة والمدنية كان يسوع ي عرف باسم : يسوع الناصري بحسب العوائد الشرقية. وليس في ھذا اللقب عند المؤمنين من تنك ر لدعوة يسوع أنه المسيح وقد
٦ ٥ ٨ إنقسام أتباع يسوع ٤٥ اعترفوا بذلك صريحا عندما سألھم : م ن تقول الناس إني ھو... وف ي نظ ركم أن تم م ن أن ا فأجاب بطرس قال : أنت المسيح )) ) مرقس ٢٧ : ٨ ٣٠ ). فيحسب الوطن والقومية : ھو يسوع الناصري )) كما تشھد دعوة الرس ل الح واريين له ) سفر األعمال ٢٢ : ٢ ١٠ : ٤ : ٣ ١٤ : ٦.( ٩ : ٢٦ : ٢٤ : ٢٢ وبحسب الدعوة والرسالة : ھو يسوع المسيح. فال غرابة إذن أن ي سمي أتباع يسوع في البيئة اإلسرائيلية : نصارى أو نصرانيين وفي البيئة الھلنستية األممية حيث تعنيھم دعوته أكثر من قوميته : المسيحيين كما سنرى في البحث التالي. واليھود الذين لم يؤمنوا بيسوع أنه المسيح فضلوا في أوساطھم لقب واسم نصارى )) ألتباعه منھم ألنه ال يدل على اعتراف بعقيدة. )) يسوع الناص ري ولم يتحر ج اليھود المتنصرون من اسم نصارى )) ألن ه م ن عوائ د بيئ تھم وألن ل يس فيه استثارة لبغض اليھود ليسوع ولھم. ويسمون يسوع على السواء : يسوع الناص ري ويس وع المسيح. بحث ثان * * * انقسام أتباع يسوع في االسم إلى النصارى مسيحيين و )) بعد ارتفاع يسوع حيا إلى السماء ونزول الروح القدس عل ى رس له وص حابته ان دفعوا بالدعوة لإلنجيل. وطالما بقيت الدعوة محصورة في فلسطين
النصارى في مصادر الوحي اإلنجيلي ٤٦ كانوا يسمون نصارى المسيحيين. فلما اتنش رت ال دعوة المس يحية ف ي س وريا أخ ذ الن اس يس مونھم )) في الدعوة ليسوع المسيح في أورشليم قال بطرس زعيم الرسل في خطابه األول لبني إسرائيل : يا بني إسرائيل اسمعوا ھذه الكلمات : إن يسوع الناصري الرجل الذي أيده بين ظھرانيكم بالخوارق واآليات والمعجزات التي أجراھا على يدي ه ف ي وس طكم كم ا تعلم ون ذاك الذي أ سلم بحسب قضاء وعلمه الس ابق فقتلتم وه أن تم ص لبا بأي دي الظ المين ق د أقام ه ساحقا قيود الموت إذ لم يكن في طاقة الموت أن يض بطه... فل يعلم يقين ا جمي ع آل إس رائيل أن قد جعل يسوع ھذا الذي صلبتموه أ نتم ربا ومسيحيا )). ) سفر األعمال ٢٢ : ١.( ٣٦ فيسوع الناصري ھو في دعوة الرسل األولى المسيح الرب. ثم جرت معجزة عظيمة على يد بطرس زعيم الدعوة بشفاء مقعد مشھور ك ان يجل س عند باب الھيكل يستعطي. شفاه بط رس باس م يس وع المس يح الناص ري )) (أع ٦). : ٣ فأوقف ه الس نھدرين مجل س اليھ ود األعل ى م ع يوحن ا الرس ول رفيق ه الس تجوابھما ف ي دعوتھم ا وف ي المعجزة التي سببت إيمان المئات من اليھ ود بيس وع المس يح ) أع ( ٤ : ٤ : فأج اب بط رس وھو ممتلئ من الروح القدس : يا أحبار الشعب وشيوخه إننا نسأل اليوم عن معروف إلى رجل سقيم وباسم م ن ب رئ. فليكن معلوما عندكم أجمعين وعند شعب إسرائيل كله أن ه باس م يس وع المسيح الناصري الذي صلبتموه أ نتم وأقامه من بين األموات أ ج ل ب ه وق ف ذاك متعافي ا. فھو الحجر الذي ازدريتموه أيھا البن اؤون وھو الذي صار رأسا للزاوية : فما من خالص بأحد غيره! وليس تحت السماء اسم آخر أعطي للناس به يخلصون )) ) أع ١ : ٤ ١٢ ). فصحابة المسيح ورس له ف ي بيئ تھم اليھودي ة يجمع ون ف ي أ لق اب يس وع اللق ب النب وي الذي به يؤمنون المسيح واللقب القومي الذي به ي عرفون الناصري.
٤٧ إنقسام أتباع يسوع ف ال ب د إذن م ن أن يس مي اليھ ود الجاح دين مس يحية يس وع أ تباع ه : ناص ريين أو نص ارى ) بحسب صيغة الجمع اآلرامية ). نرى ذلك لم ا قبض اليھود على بولس الرسول في أورشليم لتقديمه للمحاكمة المدنية لدى ال والي الروم اني ف يلكس. فرف ع ال دعوة علي ه باس م المجل س اليھ ودي األعل ى المح امي ترتل س الشھير عندھم قال : أيھا الشريف فيلكس لن أزعجك بالكالم طويال. بل أرجوك أن تسمع لنا بحلمك قليال. لقد تبي ن لنا أن ھذا الرجل وباء. فإ ن ه يثي ر الف تن ب ين يھ ود المس كونة جميع ا. وھ و إمام لشيعة النصارى. وقد حاول أيضا أن ينج س الھيكل. فقبضنا عليه في الجرم المش ھود. وھ ا ھو ذا بين يديك. فتستطيع أنت نفسك إذا سألته أن تتحق ق جميع ما نشكوه به. وأيده اليھود : أن األمر كذلك ) أع ١ : ٢٤ ١٠.( ففي البيئة اليھودية اسم أتباع المسيح ھو : النصارى وھم من بني إسرائيل. ثم انتشرت الدعوة المسيحية خارج فلسطين. وقام بھا كطالئع للرس ل ص حابة المس يح اليھود الھل ينيون الذين و لدوا في المھاجر ونشأوا على الثقافة اليونانية ثم آمنوا بالمسيح. وبسبب ثقافتھم والحرية الدينية التي تعودوا عليھا في مھاجرھم كانوا أجرأ الناس دعوة للمسيحية حتى ف ي أورش ليم فث ارت عل يھم الس لطات اليھودي ة وقتل ت زع يمھم اس طفان ) أع ٥٤ ٧: ٦٠ ) وشتتوھم خارج فلسطين فاجتازوا حتى فينيقية وقب رص وأنطاكب ة وھ م ال ي دعون بك الم إ ال اليھود فقط. بيد أن بعضا منھم كانوا قبرصيين وقيروانيين فھؤالء لم ا دخلوا أنطاكي ة طفق وا يكلمون الھل ينيين أيضا مبشرين بالرب يسوع وكانت يد معھم فآمن عدد كثير ورجع وا إل ى الرب ) أع ١٩ : ١١ ٢١.( وھنا يذكر سفر أعمال الرسل وھو تاريخ تأسيس المسيحية : التالميذ مسيحيين )) ) أع ). ٢٧ : ١١ ومنذئذ شاع ھذا )) وفي انطاكية أوال د عي
النصارى في مصادر الوحي اإلنجيلي ٤٨ االسم مع الدعوة في أقطار الدول ة الروماني ة ث م ف ي أقط ار األرض كلھ ا. فالمس يحيون ھ م م ن األمميين. وھكذا صار اسم تالميذ مسيحيين. المسيح من بني إسرائيل : نصارى. وصار اسمھم من األممي ين )) : بحث ثالث وھذا االنقسام في االسم بسبب البيئة المختلفة سيجر إلى انقسام في العقيدة. * * * انقسام أھل اإلنجيل إلى س نة وشيعة اختالف األمة الواحدة في البيئة والثقافة قد يجر إلى اختالف في العقيدة. وھذا م ا ج رى للمسيحية منذ تأسيسھا كما جرى لغيرھا. كان أتباع المسيح في أورش ليم وفلس طين كلھ م م ن اليھ ود ف ي ب دء ال دعوة. وكم ا ك ان المس يح م ع دعوت ه باإلنجي ل يم ارس الش ريعة الموس وية ك ان الرس ل ص حابته ف ي دع وتھم للمس يحية يمارس ون الش ريعة الموس وية فيت رددون عل ى الھيك ل ويحفظ ون األعي اد اليھودي ة ويحافظون على الختان والسبت والصوم وسائر أحكام التوراة ألنھا أمست جزءا من قومتيھم. فك انوا ك ل ي وم يالزم ون الھيك ل ب نفس واح دة ) أع ٤٦ : ٢ ) ويص عدون إل ى الھيك ل للصالة في أوقاتھا ) أع ١ : ٣ ) وخارج أورشليم يقيم ون الص الة اإلس رائيلة ف ي أوقاتھ ا ) أع ٩ : ١٠ ) وكان المتحررون منھم مثل بولس يحافظون على عوائدھم كالنذر التوراتي ) أع ١٨ : ١٨ ). وكانوا يعي دون مع
١ ٢ ٤٩ إنقسام أھل اإلنجيل إلى س ن ة وشيعة اليھ ود أعي اد الفص ح ) أع ( ٦ : ٢٠ والعنص رة ) أع.( ١٦ : ٢٠ : ٢ وھ ذه ص ورة كامل ة للحياة النصرانية اليھودية في حوار يعقوب أسقف أورشليم مع بولس الرسول الذي كان يدعو إلى التحرير من الشريعة الموسوية. قال يعقوب زعيم النصرانية لبولس زعيم المسيحية : أيھا األخ أنت ترى كم ربوة من اليھود آمنوا. وكلھم ذوو غيرة على الشريعة. ولقد بلغھم عنك إنك ترد عن موسى بتعليمك جميع اليھود الذين ب ين األم م ) ف ي مھ اجرھم ( ق ائال لھم أن ال يختنوا أوالدھم وال يجروا على تقاليدھم. فما العمل إذن وال بد سيسمعون بقدومك فافعل ما نقول لك : إن عندنا ھھنا أربعة رج ال عل يھم ن ذر فخ ذھم مع ك وطھ ر نفس ك معھ م وأنفق عليھم ليحلقوا رؤوسھم فيعرف الجميع أن ما بلغھم عنك ليس بشيء بل إن ك أن ت أيض ا تسلك محافظا على الشريعة... وفي الغد أخذ بولس الرجال وتطھ ر معھم ودخل الھيكل وبي ن أجل أيام التطھير الذي فيه يقر ب القربان عن كل واحد منھم )) ) أع ١٧ ٢١: ٢٧ ). ھ ذه الص ورة تظھ ر لن ا أن أتب اع المس يح م ن اليھ ود وعل ى رأس ھم آل البي ت ك انوا يقيمون التوراة واإلنجيل مع ا وين ادون باإليم ان بموس ى وعيس ى مع ا ويرفع ون ش عار العم اد والختان معا. ھذا محور عقيدتھم الذي يظھر تشي عھم النصراني )) ألھل بيت المسيح وت وراة موسى على حساب الرسل صحابة المسيح وعلى حساب حقيقة اإلنجيل كما ترى في رسائل العھد الجديد إليھم. م ع ذل ك فق د ك ان أتب اع المس يح ف ي أورش ليم أم ة مس تقلة ف ي األم ة اليھودي ة : فھ م يتمي زون بإيم انھم بيس وع أن ه المس يح ) أع ٤٢ : ٢ ). ٤٢ : ٥ : ٤ ويختص ون بالعم اد لتكريس إيمانھم بالمسيح ونيل الروح القدس الموعود للمعمود : توبوا وليعتمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح لمغف رة الخطاي ا فتن الوا موھب ة ال روح الق دس )) ) أع ). ٣٨ : ٢ وك ان لھ م خلواتھم للتعليم وتناول القربان : كانوا مواظبين على تعليم الرس ل والش ركة وكس ر الخب ز ) القربان (
النصارى في مصادر الوحي اإلنجيلي ٥٠ والص لوات )) المس يحية الخاص ة ) أع ). ٤٢ : ٢ ويخرج ون م ن خل واتھم وص لواتھم ممتلئ ين غيرة على الدعوة اإلنجيلية ) أع ) ٣١ : ٤ وكان الرسل بقوة عظيم ة ي ؤدون الش ھادة بقيام ة الرب يسوع )) ) أع ) ٣٣ : ٤ وك انوا ك ل ي وم ف ي الھيك ل وف ي البي وت ال ينفك ون يعلم ون ويبشرون بيسوع أ نه المسيح )) ) أع ( ٤٢ : ٥ * لكن بدأت المشاكل تظھر عن دما آم ن بعض ھم م ن األمي ين المش ركين وش ريعة الت وراة قبل القرآن : إنما المشركون نجس ))! وعالمة شركھم أنھم غير مختونين! فھل يصح لليھودي النصراني أن يجتمع بالمسيحي من أ صل وثني وي دخل بيت ه ويأك ل مع ه فاحت اج بط رس إل ى رؤيا معجزة وأمر رباني حتى تج رأ عل ى دخ ول بي ت القائ د الروم اني كرنيلي وس ف ي قيص رية لھدايته وتعميده ) أع ). ١٠ مع ذلك فق د خاص مه نص ارى أورش ليم ق ائلين : إن ك دخل ت عل ى أناس قلف وأكلت معھم ))! ) أع ١ : ١١ ٣ ). فشرح لھم أنه فع ل ذل ك ب أمر رب اني وثبت ه بحلول الروح القدس على المھتدين من األممي ين كما حل على الرسل أنفسھم! فلما س معوا م ا قال اطمأنوا ومجدوا. قالوا : إن إذن قد أعطى التوب ة لألم م أيض ا ليك ون لھ م نص يب ف ي الحياة ) أع.( ١٨ : ١١ فالمشكل األول الذي واجه الجماعة المسيحية ھو المؤالفة بين أ ھل الكت اب واألمي ين ف ي اإليمان بالمسيح : ھ ل المھت دي إل ى المس يح م ن األم م علي ه أن يتھ و د م ع إيمان ه بالمس يح حت ى تصح مسيحيته وانتشرت الدعوة المسيحية بين األمي ين وتكاثر عدد المسيحيين من األمم حتى فاق عدد أھل الكتاب من اليھود المتنصرين. واستنادا إلى مثل بطرس مع كرنيليوس ك انوا يھت دون دون أن يتھ و دوا ويخض عوا لش ريعة موس ى والخت ان. فظھ ر ب ين أتب اع المس يح س لوك ف ي الحي اة المسيحية متعارض : النصارى اليھود ظلوا يقيمون شريعة موسى مع العماد واإليمان بالمس يح والمسيحيون من