المقدمة:

النسخ

1 جامعة مؤتة عمادة الد ارسات العميا اعت ارضات العكبري عمى النحاة وترجيحاتو في كتابو "التبيان في إع ارب القرآن" إ عداد الطالب عصام محمد عبد السالم الشخيبي بإش ارف الدكتور محمود مبارك عبيدات رسػالة مقػػد مػة إ ؿل عػادة الد ارس ػات العميػػا اسػتكماال لمتطمبات الحصكؿ عمى درجة الدكتك اره في المغػػة العربيػة/ مس ػار الد ارس ػػات المغكم ػة جامعو مؤتة 2014

2 اآل ارء الواردة في الرسالة الجامعية ال ت عبر بالضرورة عن وجية نظر جامعة مؤتة

3 3

4 اإلىداء عمره في اهلل أطاؿ الغالي كالدم كقدكتي كفخرم كسندم معممي ك سيدم إلى عمرىا في اهلل أطاؿ الغالية كالدتي بدعكاتيا دائما تغمرني التي الفاضمة السيدة إلى األكلى السيدة إلى ليا كأقكؿ المشكار معي : بيا- فرجي اهلل عجؿ كشكقا أمالن يتقد قمبي ازؿ ما لتيكمؿ أنتظرىا زلت كما انتظارىا طاؿ التي ما لك كفيا سأبقى الطريؽ كرسمكا الدرب لنا أناركا الذيف األفاضؿ أساتذتي إلى حييت إلى قادتني منعطفات تحقيؽ في كأسيمكا حياتي في كبير أثر لي كاف مف إلى شكرك عف ارتي عبا تعجز ليا سعيت ارت كتغيي منطمقات كنت أينما اهلل حماك األعكاف كخير السند نع كانكا كرفاؽ أصدقاء إلى حامد عبداهلل مرزكؽ أخي بالكعد كسأكفي كعدت مف إلى إلى إلى إلى (( العجارمة السكاعير أعتز الذم الكجكد في العظي الكجداف في الكبير االس ))الشخيبي((ذلؾ "الربايعة" بعصامية حياتي طريؽ معال يمتمسكف كمف حممتو خيرة مف أككف أف كأقس بحممو كمنيجان عنكانان العصامية ىذه مف جاعالن منيا نصيب اسمي مف كاف المالحي(( الفخر فمنا كالقكة بالعزيمة يمدنا الذم الدافيء كالبيت الرؤك األ ؾ ب يميؽ مؤثؿ لمجد الساعيف مف نككف أف كأقس البررة أبنائؾ مف نككف بأف كالمجد )) الشكبؾ( كحده باهلل فأقس الفؤاد كميكل أس الر مسقط كالمكاف الزماف سيدة قصر أك الزماف طاؿ ميما منزلتؾ بالد تنازعؾ لف أف إلى )) األردف( بأمانة كخدمتو عميو كالمحافظة لو اإلخالص عمى العظي باهلل أقسمت كشعبان ن كقيادة كطنان ىاجسي: كفي ذلؾ عمى كسأمضي كالكطف اهلل كالممؾ المالحيم الشخيبي عبدالسالم محمد عصام

5 الشكر والتقدير الحمد هلل تعالى الذم كفؽ كاعاف كمف تما شكره شكر ذكم الفضؿ فأتقد بخالص الشكر كالعرفاف ألستاذم الفاضؿ الدكتكر محمكد مبارؾ عبيدات أستاذ الد ارسات المغكي ة كالنحكي ة المشارؾ في جامعة العمك اإلسالمي ة العالمي ة ك الجامعة األردني ة عمى قبكلو اإلش ارؼ عمي في ىذه المرحمة كما بذلو مف جيد كعناء كما منحني إياه مف كقتو الثميف إلنجاز ىذا العمؿ حتى استكل عمى عكده فكاف نع المرشد كالمكجو فم يضف عمي بإسداء النصائح كالتكجييات فج ازه اهلل عني كعف العم كطمبتو خير الج ازء كأتقد بجزيؿ الشكر كالعرفاف لكؿ مف تتممذت عمى أيديي في م ارحؿ الد ارسة الجامعية في جامعتي مؤتة كالحسيف بف طالؿ كما أتقد بالشكر الجزيؿ مف أعضاء لجنة المناقشة أستاذام الفاضميف : األستاذ الدكتكر عبدالقادر مرعي الخميؿ كالدكتكر عادؿ سمماف البقاعيف كالدكتكر حسيف مصطفى غكانمة/ جامعة اإلس ارء عمى تفضمي بقبكؿ مناقشة ىذه الرسالة عصام محمد عبدالسالم الشخيبي ب

6 فيرس المحتويات المحتوى االىداء الشكر كالتقدير فيرس المحتكيات الممخص بالمغة العربية الممخص بالمغة االنجميزية المقدمة التمييد الفصل األول: منيج العكبري في اعت ارضاتو وترجيحاتو 11 النحاة الذيف اعترض عميي العكبرم 12 منيج العكبرم في االعت ارضات كالترجيحات 13 األصكؿ التي اعتمدىا العكبرم في اعت ارضاتو كترجيحاتو الفصل الثاني : المسائل النحوية التي اعترض فييا العكبري عمى النحاة 21 اعت ارضاتو في مسائل العالقات االسنادية 112 اع ارب االس المرفكع بعد ( إف( الشرطية 212 خبر المبتدأ 312 اس كاف الداخمة عمى الفعؿ المضارع 412 خبر الفعؿ الناسخ 512 مجيء كاف ازئدة 612 إف كاسميا كخبرىا 712 العطؼ عمى اس إف قبؿ تما الخبر 812 اع ارب االس المرفكع المفسر لضمير الفاعؿ 22 اعت ارضات في المنصوبات رقم الصفحة أ ب ج ك ز ج

7 بو المفعكؿ 221 حسب مفعكلي حذؼ 222 محذكؼ لفعؿ المنتصب المصدر عمؿ 322 المنادل 422 الظرفية( )إذا بػ النصب عامؿ 522 الحاؿ في العامؿ 622 الحاؿ جممة 722 المجركر صاحبيا عمى الحاؿ تقد 822 حاالن المؤكؿ المصدر مجيء 922 المنقطع االستثناء 1022 بإال االستثناء امتناع 1122 ارت المجرو في ارضاتو اعت 32 كالمجركر الجار تعمؽ 132 الجارة مف زيادة 232 جر حرؼ حاشا مجيء 332 المحذكؼ الجر بحرؼ جر 432 الجمع إلى مئة اضافة 532 التوابع في ارضاتو اعت 42 الماضي عمى المضارع عطؼ 142 المكضع عمى العطؼ 242 المجركر الضمير عمى الظاىر االس عطؼ 342 الشرط بعد )ث( بػ االستئناؼ 442 المبدؿ في العامؿ بخبر منو كالمبدؿ البدؿ بيف الفصؿ 542 بالفاء كالمتبكع التابع بيف الفصؿ 642 عميو التابع معمكؿ تقد 742 النحوية األساليب في ارضاتو اعت 52

8 الشرط بأيف 252 نصب المضارع بعد الفاء في جكاب األمر 352 الحصر بإف كالال 452 جكاب لم ا األكلى إذا كررت قبؿ مجيئيا 552 حذؼ حرؼ المضارعة 652 الجز بجكاب الطمب المقدر 752 التضميف النحكم 852 عكدة الضمير 952 التعجب بػ )ك م( 1052 إج ارء الكصؿ مجرل الكقؼ الفصل الثالث: المسائل الصرفية والصوتية التي اعترض فييا العكبري 13 اعت ارضات العكبري في المستوى الصرفي 113 في مسائؿ االشتقاؽ 213 ضمف المصادر 313 ضمف األفعاؿ 413 المشتقات 23 اعت ارضات العكبري في المستوى الصوتي 123 االدغا 223 اشباع الحركات 323 الحذؼ لتكالي األمثاؿ الخاتمة المصادر والم ارجع ه

9 الممخص اعت ارضات الع كبري عمى النحاة وترجيحاتو في كتابو " التبيان في إع ارب القرآن" عصام محمد عبدالسالم الشخيبي جامعة مؤتة 2014 تيدؼ ىذه الد ارسة إلى الكشؼ عف جكانب مف التفكير النحكم ألحد نحاة القرف السابع اليجرم كىك أبك البقاء العكبرم كبياف منيجو في اعت ارضاتو عمى النحاة كترجيحاتو في كتابو "التبياف في إع ارب القرآف" كاألصكؿ النحكي ة التي اعتمدىا في ذلؾ كاشتممت الد ارسة عمى تمييد كثالثة فصكؿ كخاتمة تحدث التمييدعف مفيك االعت ارض كالترجيح كعف تعري وؼ بال ي عكبرم ككتابو التبياف اما الفصؿ االكؿ فقد تناكؿ منيج العكبرم في اعت ارضاتو كترجيحاتو كاألصكؿ النحكية التي اعتمدىا في ذلؾ كالنحاة الذيف اعترض عميي أما الفصؿ الثاني فقد تناكؿ المسائؿ النحكية التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة في أبكاب: المرفكعات المنصكبات كالمجرك ارت كالتكابع كاألساليب النحكية ك ي خصص الفصؿ الثالث لمحديث عف المسائؿ الصرفية كالصكتية التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة كتناكؿ االشتقاؽ كالمصادر كاألفعاؿ كاإلدغا كاشباع الحركات كخاتمة تضمنت أى النتائج التي تكصمت إلييا الد ارسة ث ضمنت الرسالة بثبت المصادر كالم ارجع و

10 Abstract >į<tirāțat al<ukbary <alā alnuhāti wa targihatihi fī kitābihi "altibyan fī >irab alķurān" Issammohammadabdulsalamalshkhaibi Mu tah University 2014 This study aițms at revealing parts of the syntactic thought proposed by one of the grammarians of the Seventh Century (AH), Abu Al Baqaa Al <ukburi, and explaining his approach in objecting syntax grammarians as well as his interpretations in his book alteban fi e erabquraan and the syntax rules he adopted for that purpose The first chapter focuses on Okrubi s approach in his objections, his interpretations, and the syntax rules he adopted for that purpose, in addition to the list of syntax grammarians he objected As for the second chapter, it focuses on the syntax issues through which Okburi had objected those grammarians, in terms of: nominatives, accusatives, genitives, prepositions, and syntax methods The third chapter highlights the morphological and vocal issues through which Okrubi had objected the syntax grammarians This chapter also addresses linguistic derivatives, infinitives, verbs, elision, and full pronunciation of the diacritics vowel marks The study also includes a conclusion containing the most important results, and a documentation of all sources and references

11 المقدمة: حيف أ ارد عمماء المغة أف يضعكا القكاعد التي تنظ العممية التركيبية كالصرفية كالصكتية لمغتي اضطرى ذلؾ إلى المجكء الستماع ما كرد مف كال العرب مف نصكص شعرية كنثرية كي يتكصمكا مف خالؿ ىذه النصكص إلى استق ارء عا لطبيعة تمؾ القكاعد المغكية كىذا االستق ارء العا بنتائجو غير التامة مك ف ال ي مقع ديف العرب مف الكصكؿ إلى فرضيات منحتي بعض مالمح المغة التقعيدية خاصة في أبكاب النحك المختمفة كلكف ىذه القكاعد التي كضعيا النحاة كفقان لما تكصمكا إليو مف نتائج ذلؾ االستق ارء ل تكف عمى درجة عالية مف اإلل ازمية كانما كانت مجرد قكاعد عامة تحكم في طياتيا عددان كبي ارن مف االستثناءات كالشكاذ كالخركجات عمى أصؿ القاعدة عالكة عمى مجمكعة كبيرة مف االعت ارضات التي كاف النحاة أنفسي قد صاغكىا مف أجؿ الكصكؿ إلى أصؿ القاعدة النحكية غير أف ىذا االعت ارض ل يكف مجرد اعت ارض فحسب بؿ كاف مدعمان باألدلة التي اعتمدىا النحاة أنفسي في كضع القكاعد كالسماع كالقياس كالتأكيؿ كالتعميؿ كغيرىا فيذه األصكؿ ىي ذاتيا التي اعتمدىا النحاة في الكصكؿ إلى القاعدة كىي ذاتيا التي اعتمدىا أيضان في االعت ارض عمى آ ارء اآلخريف كلقد كجدت ىذه اآل ارء النحكية مكانان كاسعان كحظان كاف ارن في الد ارسات القرآنية خصكصان أف ىذه الد ارسات القرآنية اشتممت عمى مقدار عا وؿ مف التحميؿ كالتعميؿ كالتأكيؿ خاصة إذا أخذنا بعيف االعتبار الفكرة العقدية المرتبطة بالقرآف الكري إذ كاف العمماء جميعان يحاكلكف بشتى سبمي منح ىذا النص القرآني مزيدان مف العناية كالد ارسة انطالقان مف الفكرة العقدية التي أشرنا إلييا مف قبؿ كلما كاف العكبرم كاحدان مف أبرز نحاة القرف السابع اليجرم ككاحدان مف أبرز الباحثيف في عمك القرآف التقت ىاتاف الميزتاف في ىذا العال الفذ مف أجؿ الكصكؿ إلى فكر عممي متكامؿ يتناكؿ األ مكر التي يحتاجيا الباحث في عمك القرآف فمف ىنا أريت أف أقد ىذه الد ارسة لمكشؼ عف أبرز المالمح النحكية التي اتس بيا العكبرم في ميداف االعت ارضات النحكية عمى النحاة كمف ث الكصكؿ إلى ترجيحاتو ضمف ىذه 1

12 االعت ارضات آخذان بعيف االعتبار أف يككف ميداف ىذه الد ارسة ضمف كتابو "التبياف في إع ارب القرآف" كتكمف أىمية ىذه الد ارسة أيضان في أنيا تحاكؿ الكشؼ عف شخصية العكبرم العممية كذلؾ ألنو يعد مف أبرز النحاة في القرف السابع اليجرم كما أف أىمية ىذه الد ارسة تتمثؿ في أنيا تبيف بعض مالمح الفكر النحكم عند العرب كتبيف اآلليات االعت ارضية التي اعتمدىا النحاة في التكصؿ إلى نتائجي العممية كبعض طرؽ االستدالؿ كالترجيح عندى كتحاكؿ ىذه الد ارسة أف تجيب عف األسئمة اآلتية: ػ ما ىي مكاطف االعت ارض كالترجيح عند العكبرم في كتابو التبياف ػ مف ى أكثر النحاة الذيف اعترض عميي العكبرم ػ كيؼ رجح العكبرم بيف األقكاؿ المختمفة ػ ما المنيج الفكرم النحكم الذم يتميز بو العكبرم مف خالؿ اعت ارضاتو كترجيحاتو كتيدؼ ىذه الد ارسة إلى رصد المكاضع النحكية التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة كبياف منيجو في ىذا االعت ارض كبياف منيجو أيضان في الترجيح بيف اآل ارء كما تيدؼ إلى تكضيح المنيجية الفكرية التي يتبعيا العكبرم في اعت ارضاتو كبياف أى األصكؿ النحكية التي يجعميا داعمان لو في تمؾ االعت ارضات كما تيدؼ إلى ذكر أى النحاة الذيف اعترض عميي العكبرم كتعتمد ىذه الد ارسة في نتائجيا عمى معطيات المنيج الكصفي التحميمي كىك كما يعرؼ يصؼ المادة العممية المطركحة كما ىي دكف التدخؿ فييا أك استخدا أدكا وت غير لغكية في تفسيرىا فالقكاعد المغكية تأتي تباعان كفقان لممادة المغكية التي جمعيا العمماء عف اىؿ المغة كمف ىنا فقد قس الباحث د ارستو ىذه إلى ما يمي: التمييد: كتناكؿ فيو الحديث عف مفيك االعت ارض كالترجيح لدل النحاة كما قا الباحث بالتعريؼ بكتاب التبياف في إع ارب القرآف ث تحدث الباحث عف العكبرم بكصفو عم ىذه الد ارسة كبيف طرفان مف حياتو كذكر اسمو كعممو كشيكخو كتالميذه الفصل األول: منيج العكبرم في اعت ارضاتو كترجيحاتو: كتناكؿ فيو الباحث الحديث عف أبرز النحاة الذيف اعترض عميي العكبرم ث بي ف طريقتو كمنيجو في االعت ارض ث كاف 2

13 الحديث عف األصكؿ النحكية التي اعتمد عمييا العكبرم في اعت ارضاتو كترجيحاتو كالسماع كالقياس كالتأكيؿ كغيرىا الفصل الثاني : كتناكؿ فيو الباحث الحديث عف المسائؿ النحكية التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة كذلؾ ضمف باب المرفكعات كالمنصكبات كالمجرك ارت كالتكابع كاألساليب النحكية المختمفة الفصل الثالث : كتناكؿ فيو الباحث الحديث عف المسائؿ الصرفية كالصكتية التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة كذلؾ ضمف حديثو عف االشتقاؽ ك كالمشتقات كاإلدغا كاشباع الحركات كالحذؼ لتكالي األمثاؿ أبف ية األفعاؿ كالمصادر الخاتمة:كاشتممت عمى رصد ألى نتائج الد ارسة يمييا ثبت بمصادر ىذه الد ارسة كم ارجعيا كلقد كاجو الباحث بعض الصعكبات في أثناء كتابتو ليذه الد ارسة ككاف مف أىميا كال المقتضب عند العكبرم في أكثر األحياف مما يدفع الباحث إلى الحيرة في تفسير كثير منو كما كاجيتو صعكبة أخرل كىي عد نسبة جميع اآل ارء إلى أصحابيا عند العكبرم مما تطمب جيدان كبي ارن في البحث لمكصكؿ إلى نسبة تمؾ اآل ارء إلى أصحابيا كمف أبرز الد ارسات السابقة التي تناكلت مكضكع االعت ارضات النحكي ة د ارسة: جمعاف بف بنيكس بف رجا السيالي : ( الضائع النحوي ة في شرح الجمل عمى ابن عصفور( كد ارسة: محمد سعيد صالح ربيع الغامدم المكسكمة ب) والصرفي ة في كتاب شرح المفصل ( كد ارسة: سعيد بف عمي بف عبداف الغامدم الشجري عمى النحويين في األمالي( 1995) المكسكمة بػ) )2005 ( اعت ارضات ابن اعت ارضات الزمخشري النحوي ة المكسكمة بػ) اعت ارضات ابن كما يميز ىذه الد ارسة عف الد ارسات السابقة ىك اعتمادىا أحد كتب إع ارب القرآف ميدانان لمد ارسة كاختالؼ ميداف ىذه الد ارسة باختيار نحكم جديد ل يدرس مف حيث االعت ارض كالترجيح كأخي ارن فإني أسأؿ اهلل سبحانو كتعالى أف يكتب في ىذه الد ارسة النفع كالبركة كينفع بيا طمبة العم إنو كلي ذلؾ كالقادر عميو كالحمد هلل الذم يستحؽ الحمد كالثناء 3

14 التمييد: أمر يتكقؼ ال إنو إذ المغكم التقعيد عناصر مف ميمان ارن عنص النحكم الفكر يمثؿ يتعدل بؿ فحسب الظاىرة عمى المغكية كالشكاىد الدالئؿ كجمع ارء االستق عمى التقعيد تحميؿ في كعممية منطقية أسس عمى القائ المغكم بالتفكير تتمثؿ أخرل مرحمة إلى ذلؾ سميمة نتائج إلى الباحث أك العال يتكصؿ حتى العرب لغة مف أرة المستق النماذج ىذه كىذه كظكاىرىا مظاىرىا بكافة لمغة صحيح سمي تقعيد إلى المطاؼ نياية في تقكد أال العربي المغكم تاريخنا في فذة عممية شخصية عف الكشؼ ستحاكؿ شؾ ال ارسة الد ىذه ستبيف إذ كنحاتو اليجرم السابع القرف عمماء مف العكبرم البقاء أبي شخصية كىي كالمغكية النحكية ارضاتو اعت في العكبرم منطؽ عمييا قا التي العممية األسس ارسة الد يقد أف بالباحث يجدر كمو ىذا قبؿ كلكف المختمفة لؤلقكاؿ ترجيحو ككيفية النحاة عمى مف مجمكعة ارسة الد ضمف ستمر التي المصطمحات والترجيح: ارض االعت مفيوم العكبرم ارضات باعت المتعم قة الم غكي ة القضايا عف الحديث قبؿ ارتأيت لقد ببياف لممسألة أىي ئ أف المختمفة لؤلقكاؿ ترجيحو ككيفية النحاة عمى كالمغكية النحكية عالقة ليا التي المصطمحات بعض كذكر كاالصطالح الم غة في ارض االعت مفيك نحك:) ارض االعت بقضايا لفظ إف يقاؿ: كما آخر ارض" "االعت كالت رجيح( التعارض شيء دكف حائالن يقؼ الذم الشيء عمى المغة أصؿ في يطمؽ أم: بسي اعترضو الشغب مف بشيء ممزكجة مقابمة أنيا غير المقابمة مف نكع ارض فاالعت بو قابمو قيؿ فإذا ارض االعت لفظ في كالعناد المعاندة مفيك إلى المغكم المعنى يشير كما ما أمر في عانده أنو يعني فيذا فالف عمى فالف اعترض ميدم تحقيؽ: العيف )دت( عمرك بف أحمد بف الخميؿ الرحمف عبد أبك ارىيدم الف 1 ج: األكلى الطبعة لبناف ػ بيركت اليالؿ كمكتبة دار ارئي السام ارىي كاب المخزكمي 273 ص: دار العرب لساف 1414 ىػ( ( الديف جماؿ عمي بف مكر بف محمد الفضؿ أبك منظكر ابف الثالثة الطبعة لبناف ػ بيركت صادر 4

15 أما معنى االعت ارض في االصطالح فنجد عددان مف التعريفات ليذا المصطمح ال سيما أف بعض أصحاب كتب االصطالح ينظركف إلى االعت ارض مف كجية نظر تركيبية بحتة كما يظير لنا ذلؾ جميان في كال الجرجاني اؿ ذم يعرؼ االعت ارض ن ى بجممة أك أكثر ال بقكلو: "ىك أف يأتي في أثناء كال أك بيف كالميف متصميف معن محؿ ليا مف اإلع ارب لنكتة سكل رفع اإلبيا كيسمى الحشك أي ن ضا" كظاىر لنا مف خالؿ كال الجرجاني السابؽ أنو يركز في تعريفو لالعت ارض عمى الجانب التركيبي المتمثؿ بالجممة المعترضة كىذا معنى سمي إذا نظرنا إليو مف الناحية المفيكمية البحتة فحسب غير أف ما نقصده في ىذه الد ارسة يختمؼ كثي ارن عما ذكره الجرجاني مف تعريؼ لالعت ارض كعمكمان فإف مفيك االعت ارض يتكقؼ عمى مسألة كاحدة كىي متمثمة بمجيء شيء ال مكاف لو في قضية ما كمجيء الجممة المعترضة في الكال كىي ال محؿ ليا مف اإلع ارب فتككف بذلؾ قد اعترضت بيف الكال كنجد الكفكم أكثر إيضاحان لمفيك االعت ارض الذم نقصده في ىذه الد ارسة مف سكاه إذ يبيف أف االعت ارض في أصمو مأخكذ مف المنع كاألصؿ في ذلؾ أف الطريؽ إذا اعترض فيو بناء أك نحكه امتنع الناس مف سمككو فكأف ىذا البناء أك نحكه قد صار حائالن دكف سمكؾ ىذا الطريؽ كيقاؿ: اعترض الشيء أم: صار عارضان كذلؾ نحك الخشبة المعترضة في النير كاعترض الشيء دكف الشيء أم حاؿ دكنو )3( كعارض فالف فالنان كقع فيو كماؿ عنو كعدؿ عنو الجرجاني عمي بف محمد بف عمي ) 1983 ( كتاب التعريفات ضبطو كصححو: مجمكعة مف العمماء بإش ارؼ الناشر دار الكتب العممية بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ص: 30 ػ 31 كانظر: السيكطي جالؿ الديف عبد الرحمف بف أبي بكر ( 2004 ( معج مقاليد العمك في الحدكد كالرسك تحقيؽ: محمد إب ارىي عبادة مكتبة اآلداب القاىرة ػ مصر الطبعة األكلى ص: 97 المناكم عبد الرؤكؼ بف تاج العارفيف ( 1990 ( التكقيؼ عمى ميمات التعاريؼ دار عال الكتب القاىرة ػ مصر الطبعة األكلى ص: 55 الكفكم أبك البقاء أيكب بف مكسى )دت( الكميات معج في المصطمحات كالفركؽ المغكية تحقيؽ: عدناف دركيش كمحمد المصرم مؤسسة الرسالة بيركت ػ لبناف ص: 144 ػ 145 5

16 إذف فيذا المعنى الذم ذكره الكفكم قريب لذلؾ المعنى الذم نقصده في ىذه الد ارسة فإف ما تعمد إليو ىذه الد ارسة يتمثؿ ببياف االعت ارضات التي كج ييا العكبرم عمى النحاة في كتابو التبياف في إع ارب القرآف إذ ال بد أف تككف تمؾ االعت ارضات آخذة مف العربية بحظ جيد عالكة عمى اتكائيا عمى أساس لغكم متيف سمي فالمقصكد إذف مف مصطمح االعت ارض في ىذه الد ارسة: اعت ارض النحكم عمى آ ارء النحاة اآلخريف بردىا أك تخطئت ىا كنقدىا ألسباب يبينيا في أثناء االعت ارض كمما يالحظ في المسائؿ التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة أنيا كانت تحمؿ في بعض األحياف نمطان مف الترجيح المصرح بو أك المكنى عنو كىذا الترجيح ال تدعو الد ارسة ليذىب سدل بؿ تتعرض لو كتحممو كما تحمؿ االعت ارض نفسو كالترجيح في المغة يتعمؽ بالمكازيف إذ يقاؿ: ترجيحان إذا أعطيتو عطا ن ء ارجحان كالترجيح التثقيؿ رجح المي ازف إذا ماؿ كرجحتو كمف خالؿ المعنى المغكم يمكننا أف نتبيف أف الترجيح مختص بعالقة بيف شيئيف أك أكثر يت خالليا تثقيؿ أحدىا عمى حساب اآلخر كذلؾ أف رجحاف المي ازف يككف بتثقيؿ إحدل كفتيو عمى حساب األخرل كالترجيح في االصطالح يتعمؽ بإثبات مرتبة أحد الدليميف عمى اآلخر كىذا المعنى قريب جدان مف المعنى المغكم لمترجيح فيك مختص بجعؿ أحد الدليميف مائالن عف اآلخر فتككف الحظكة ألحدىما دكف اآلخر أما السيكطي فيبيف أف الترجيح مسألة متعمقة بتقكية إحدل اإلمارتيف عمى األخرل مف أجؿ العمؿ بيا أم باإلمارة ال ارجحة المعنى الذم ذكره الجرجاني سابقان )3( كىذا المعنى أيضان ال يختمؼ كثي ارن عف كقد يربط الترجيح بناحية متعمقة بمي ازت الدالئؿ فقد تثبت إلحدل الدالئؿ مزية تقكيو كال تثبت ىذه المزية عند الدليؿ اآلخر مما يقكد إلى تقكية الدليؿ األكؿ عمى حساب الدليؿ الثاني ابف منظكر لساف العرب ج: 2 ص: 445 الجرجاني التعريفات ص: 56 السيكطي معج مقاليد العمك في الحدكد كالرسك ص: 69 6

17 كنجد المناكم يفصؿ الحديث في مفيك الترجيح فال يتعرض لو مف الناحية االصطالحية فحسب بؿ يتعدل ىذه الناحية لمحديث عنو مف الجانب المغكم أيضان فيبيف أف الترجيح كرجحت الشيء بالتثقيؿ: لغة زيادة المكزكف تقكؿ: فضمتو رجحت المي ازف ثقمت كفتو بالمكزكف كعرفا تقكية أحد الدليميف بكجو معتبر كعبر بعضي بزيادة كضكح في أحد الدليميف كبعضي بالتقكية ألحد المتعارضيف أك تغميب أحد المتقابميف ك المقصكد بالترجيح في ىذه الد ارسة ال يبتعد كثي ارن عف المفيك االصطالحي المذككر لو فالمقصكد ىاىنا البحث عف مالمح الترجيح عند العكبرم كالكصكؿ إلييا مف خالؿ األدلة فما رجحو العكبرم مف الكجكه ال بد أف يككف ترجيحو لو قائمان عمى أساس مف التفكير العممي كنابعان مف ميزة ازئدة في ذلؾ الدليؿ عما سكاه مف األدلة األخرل كناتجان عف كضكح في ذلؾ الدليؿ يختمؼ تمامان عف األدلة األخرل كالترجيح بيذا المفيك يتفؽ مع الترجيح باعتباره أصالن مف األصكؿ التي قا عمييا التقعيد النحكم عند العرب غير أنو يضاؼ إليو في مكضكع الد ارسة ترجيح أرم مف آ ارء النحاة دكف أف يتكقؼ عند ترجيح دليؿ عمى دليؿ فيصبح الترجيح بيذا المفيك شامالن ألم ترجيح كاف سكاء ما يقصد بو في األصؿ المغكم كالترجيح( أ غيره التعارض ( كتجدر اإلشارة في ىذا المقا إلى أف مصطمحي التعارض كالترجيح مف المصطمحات المتقابمة تمامان فال يذكر أحدىما إال كيستدعى ذكر اآلخر كل ىذا فإن و ال بد مف بياف مفيك التعارض كبياف العالقة بينو كبيف الت رجيح أم ا التعارض لغةن : فيك مصدر الفعؿ) تعارض( م ف ( المعارضة( إذ يقاؿ: تعارض الشيئاف إذا عارض كؿ منيما اآلخر كقابمو كمنو "اعترض فالف فالنان " أم السنيكي أبك يحيى زكريا بف محمد بف أحمد بف زكريا ( 1411 ىػ( الحدكد األنيقة كالتعريفات الدقيقة تحقيؽ: مازف المبارؾ دار الفكر المعاصر بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ص: 83 المناكم التكقيؼ عمى ميمات التعاريؼ ص: 95 7

18 " كيقاؿ كقع فيو الكتا ى ب معارضةن كع ارضان لفالف ابف يعارضو : " أم يقابمو بالدفع كالمنع " كيقاؿ : " قابمىو بكتاب آ ى خر عارض كاذا عرفنا أف مبحث التعارض كالترجيح منقكؿ مف أصكؿ الفقو إلى أصكؿ النحك مع الفارؽ الذم بي ن اه فإننا نشير إلى أف ابف جني قد أفرد في كتابو )الخصائص( با ن با عنكانو: القياس في الترجيح بيف السماعيف إذا تعارضا في جدؿ اإلع ارب كلمع األدلة( معارضة النقؿ بالنقؿ كثالثيا: باب في تعارض السماع كالقياس كما أشار إلى تحكي ثالثة فصكؿ: كعقد األنبارم في كتابو أكليا: )3( في معارضة القياس بالقياس في المعارضة كثانييا: )اإلغ ارب في ث جاء السيكطي فجمع ما ذكره ابف جني كما ذكره األنبارم ك ازد عمييما فصكنال فجعؿ التعارض كالترجيح في ست عشرة مسألة ذكرىا السيكطي في )4( النحكية فيكمف القكؿ: )االقت ارح( كبتأمؿ ىذه المسائؿ التي نمحظ أف بعض ىذه المسائؿ يندرج تحت تعارض األدلة إف التعارض يقع بتقابؿ دليمي ف متساكيي ف عمى كج و يقتضي يكؿ كاحد منيما خ الى ى ؼ ما يقتضيو اآل ى خر أم ا العالقة بيف التعارض كالت رجيح فتكمف في أف الترجيح كاحد م ف م ارحؿ دفع التعارض فإذا سم منا بأف الت رجيح يقك عمى أساس تقكية أحد الدليميف بكجو معتبر )5( كتقكية أك تغميب أحد المتعارضيف أك المتقابميف كأص ؿ فإف التعارض أساس لكجكد الترجيح ابف منظكر لساف العرب مادة ( عرض( ج 10 ص: 100 كما بعدىا كالكفكم الكميات ص 850 ابف جني الخصائص ج 1 ص: 118 كما بعدىا ابف األتبارم اإلغ ارب في جدؿ اإلع ارب كلمع األدلة ص 135 كما بعدىا السيكطي االقت ارح في عم أصكؿ التحك ص 396 كما بعدىا المناكم التكقيؼ عمى ميمات التعاريؼ ص: 95

19 فمىم ا كاف الترجيح ال ب ي د فيو م ف طرفي ف متقابمي ف أك متعارضي ف حتى نرج ح ى بي ى ني يى ما فإن و ال ب ي د لو م ف كجكد التعارض في حيف أف التعارض ليس بالضركرة أف يحتاج إلى الترجيح كلذا فإف ىذه الد ارسة تسعى إلى استقصاء المكاضع االعت ارضية التي ذكرىا العكبرم في كتابو التبياف في إع ارب القرآف كذلؾ مف أجؿ تحميميا تحميالن عمميان نابعان مف ذلؾ فكر العكبرم كمف ث بياف ترجيحاتو في تمؾ المسائؿ المغكية نحكان كصرفان كصكتان كداللة كبياف األصكؿ كالمبادلء التي اعتمد عمييا العكبرم في ترجيحاتو التي تكصؿ إلييا كانطالقان مف ىذا كمو فإف د ارسة ىذه المكاضع المغكية ال تقتصر عمى الخالؼ أك االختالؼ بيف آ ارء العمماء كالمغكييف المختمفة فحسب بؿ تتعدل ذلؾ إلى الكصكؿ إلى جكانب التفكير الذم امتاز بو العكبرم في النكاحي المغكية المختمفة فالعكبرم ليس مجرد ناقؿ ليذه اآل ارء كانما ىك لغكم لو باعو الطكيؿ في ميداف المغة كاذا رج ح أريان فإنما يرجحو انطالقان مف فكره الذم ي اره سميمان كمنطقو الذم يرتضيو كاذا ضع ؼ شيئان فإنو يضعفو ألنو ضعيؼ كألف المنطؽ المغكم السمي ي اره ضعيفان كىذا ما يقكد الباحث إلى التعمؽ بالنظر الدقيؽ في مسائؿ االعت ارض كالترجيح عند العكبرم في التبياف كتابو: كلكف قبؿ أف يشرع الباحث في تحميؿ ىذه المكاضع كاستق ارئيا استق ار ن ء عمميان يجد مف الضركرم أف يتعرض لبعض الجكانب النظرية كي تكتمؿ الصكرة عمى كجييا التا كفيما يمي تعريؼ بكتاب: "التبياف في إع ارب القرآف كيميو تعريؼ مكجز بالعكبرم كي تتضح لنا معال شخصيتو العممية المغكية التعريف بكتاب: التبيان في إع ارب القرآن مف النظرة األكلى لعنكاف ىذا الكتاب نجد أنو كتاب يأخذ جانبان مف التفسير المغكم في مسائؿ لغكية قرآنية كيتخذ المصنؼ مف آيات القرآف الكري مادة أكلية لو يستقي منيا المادة العممية المخصصة لمد ارسة كما ىك ظاىر لنا مف عنكاف الكتاب كضع ىذا الكتاب أبك البقاء العكبرم المتكفى سنة ست عشرة كستمائة لميجرة كىك أحد الكتب المجمدة إذ يتناكؿ ىذا الكتاب مكضكع إع ارب القرآف الكري كافتتحو أبك 9

20 البقاء بحمد اهلل تعالى كالثناء عميو عمى ما أنع عميو سبحانو كتعالى مف فضؿ كنعمة كبركة بأف كفقو إلى حفظ كتاب اهلل تعالى كنظ ىذا المصنؼ في خدمة ىذا الكتاب المقدس كلقد حظي ىذا الكتاب منذ أف كضعو العكبرم بمكانة كاسعة عند أىؿ العم فكاف يتناقمو النساخ مف يد إلى أخرل ككانكا يحتفظكف بيذه النسخ حتى كصؿ عدد منيا إلينا في القركف الحديثة كقد كتب بعضي عمى صفحتو األكلى بعض المعمكمات المتعمقة بالناسخ ككتب بعضي أبياتان شعرية البف عربي مثالن أك غيره مف الزىاد كالمتصكفيف كيذكر بعض العمماء أسماء أخرل ليذا الكتاب مثؿ: كجكه اإلع ارب كالق ارءات في جميع القرآف كيسمى كذلؾ: كاف أكثر ىذه األسماء شيكعان إمالء ما مف بو الرحمف مف الترصيؼ في التص رؼي "إمالء ما مف بو الرحمف" حتى إف كثي ارن مف طمبة )3( )4( العم كركاة ىذا الكتاب يرككنو بيذا االس كالكاقع أف ىذيف االسميف لكتاب كاحد كيرل الباحث أف ىذه األسماء التي أيطمقت عمى ىذا الكتاب ما ىي إال أكصاؼ قد ي كصؼ بيا غير أنو لما شاعت تمؾ األكصاؼ بيف أكساط أىؿ العم صارت بمثابة األسماء ليذا الكتاب كال ارجح عندم أنو باس التبياف في إع ارب القرآف ألف النسخة المطبكعة تذكر في آخر صفحات الكتاب بأف النسخة مكتكب فييا: كىذا آخر ما تيسر العكبرم أبك البقاء عبد اهلل بف الحسيف بف عبد اهلل )دت( التبياف في إع ارب القرآف تحقيؽ: عمي محمد البجاكم الناشر عيسى البابي الحمبي كشركاؤه القاىرة ػ مصر ج: 2 ص: 1 الخيمى صالح محمد ) 1983 ( فيارس عمك القرآف لمخطكطات دار الكتب الظاىرية مجمع المغة العربية بدمشؽ دمشؽ ػ سكريا الطبعة األكلى ج: 2 ص: 67 ػ 69 انظر: الزركمي خير الديف بف محمكد بف محمد ( 2002 ( األعال دار العم لممالييف بيركت ػ لبناف الطبعة الخامسة عشرة ج: 4 ص: 80 كحالة عمر بف رضا بف محمد ارغب )دت( معج المؤلفيف دار المثنى بيركت ػ لبناف كدار إحياء الت ارث العربي بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ج: 6 ص:

21 مف إمالء كتاب التبياف في إع ارب القرآف اس مما يدلنا عمى أف اسمو الذم اشتيير بو ىك ىذا االس كأف بقية األسماء األخرل ما ىي إال أكصاؼ ليذا الكتاب كربما تسرب "إمالء ما مف بو الرحمف" مف عبارة "إمالء كتاب التبياف" يتسرب مثؿ ىذا االس كمف ث يصبح اسمان آخر لمكتاب أما اس "الترصيؼ في الترصيؼ" فمع تعدد النسخ قد فم يعثر الباحث عمى ىذا االس عند أحد مف العمماء غير ما ذكره الزركمي فيما سبقت اإلشارة إليو كربما كاف ىذا االس قميؿ التناكؿ كالتداكؿ كمف ىنا فم يجد لو الباحث ذك ارى عند أىؿ فيارس الكتب كالمؤلفيف في حيف أف اس "إمالء ما مف بو الرحمف" كاف حاض ارن عند كثير مني كما أرينا كيبيف العكبرم في بداية كتابو أف الدافع الذم دفعو إلى كتابة ىذا الكتاب ىك ذلؾ الفضؿ الكبير كالمكانة الكاسعة لكتاب اهلل سبحانو كتعالى بيف أف ارد األمة اإلسالمية فإف عمك القرآف الكري أجؿ العمك كأشرفيا كمف ىنا فإف عمى أىؿ العم أف يجتيدكا ما استطاعكا في تأليؼ المؤلفات كالمصنفات التي تتناكؿ ىذا الكتاب العظي كالتركز )3( عمى بياف معانيو كتبياف أس ارره كاعجازه كليذا كضع العكبرم كتابو ىذا كمف ناحية أخرل فإف العكبرم بي ف أيضان في مطمع كتابو أف الكتب في إع ارب القرآف الكري كبياف معانيو كثيرة كلقد طك لت بالقدر الذم صار معو االطالع عمييا صعبان كاألخذ منيا بعيدان فأ ارد العكبرم أف يضع مصنفان صغير الحج كثير العم يركز فيو عمى الق ارءات القرآنية ككجكه اإلع ارب في كتاب اهلل تعالى كىك اليدؼ )4( األساسي مف كضع ىذا المصنؼ مما سبؽ يمكننا أف نتبيف األمكر اآلتية: العكبرم أبك البقاء عبد اهلل بف الحسيف بف عبد اهلل )دت( التبياف في إع ارب القرآف تحقيؽ: عمي محمد البجاكم الناشر عيسى البابي الحمبي كشركاؤه القاىرة ػ مصر ج: 2 ص: 1312 انظر: فانديؾ ادكارد كرنيميكس ( 1896 ( اكتفاء القنكع بما ىك مطبكع صححو ك ازد عميو: محمد عمي الببالكم مطبعة التأليؼ اليالؿ ػ مصر الطبعة األكلى ص: 121 العكبرم التبياف في إع ارب القرآف ج: 1 ص: 1 العكبرم التبياف ج: 1 ص: 2-4

22 أكالن: لقد حظي كتاب التبياف بمكانة فريدة بيف أىؿ العم كطالبو كذلؾ نتيجة لما احتكاه مف العم الغزير فأقبؿ عميو الطالب كأىؿ العم ى نسخان كشرحان كمف ث طباعة ثانيان: تكمف أىمية كتاب التبياف في أنو كتاب صغير الحج غزير المعاني كاألفكار كأنو يمثؿ مرجعان ميمان مف م ارجع إع ارب القرآف كالنظر في الق ارءات ثالثان: ي كصؼ بأكصاؼ صارت بمثابة نتيجة ليذه القيمة الكبيرة لكتاب التبياف فقد األسماء لو عند بعض أىؿ العم مف مثؿ: إمالء ما مف بو الرحمف كالحقيقة أف إمالء ما مف بو الرحمف كالتبياف في إع ارب القرآف اسماف لكتاب كاحد كاهلل أعم كقبؿ أف يشرع الباحث في الحديث عف جكانب االعت ارض كالترجيح عند العكبرم في ىذا الكتاب فإف مف األكلى بو أف يعرؼ بصاحب الكتاب كفيما يمي تعريؼ بأبي البقاء العكبرم التعريف بببي البقاء الع ك ب بر ي : ىك أبك البقاء عبد اهلل بف الحسيف بف عبد اهلل بف الحسيف العكبرم البغدادم األزجي الحنبمي النحكم المغكم الفرضي محب الديف "عكبرل" مولده وحياتو: ي كلد فييا التي كلقد ليقب بالعكبرم نسبة إلى مدينة ي كلد اإلما أبك البقاء العكبرم في سنة ثما وف كثالثيف كخمسمائة لميجرة كعاش في بغداد كقد أيصيب بجدرم في صباه مما أضر بعينيو فكاف ضري ارن رحمو اهلل تعالى لكنو أقبؿ عمى العم في بغداد منذ نعكمة أظفاره فق أر المغة كالنحك كاألدب كالفقو )3( كالف ارئض كالكال فيك إما في كؿ ذلؾ 1 ػ الحمكم أبك عبد اهلل ياقكت بف عبد اهلل ( 1993 ( معج األدباء: إرشاد األريب إلى معرفة األديب تحقيؽ: إحساف عباس دار الغرب اإلسالمي بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ج: 4 ص: السيكطي عبد الرحمف بف أبي بكر جالؿ الديف ( 1964 ( بغية الكعاة تحقيؽ: محمد أبك الفضؿ إب ارىي مطبعة عيسى البابي الحمبي القاىرة ػ مصر الطبعة األكلى ج: 2 ص: 38 الحمكم معج األدباء ج: 4 ص: 1515

23 يكمان: كاف العكبرم صاحب مبدأ كما ي عرؼ عنو تمسكو بمذىبو الذم يعتنقو إذ قاؿ إنو قد ي عرض عميو مف الشافعييف أف يعتنؽ مذىبي فيعطكه تدريس النحك في النظامية غير أنو رفض تمسكان بمذىبو الحنبمي الذم اعتنقو كقاؿ: ث صببت عمي الذىب صبان حتى أتكارل بو ما رجعت عف مذىبي كاهلل لك أكقفتمكني ككاف رحمو اهلل كثير الحفظ قكم الذاكرة كاسع االطالع يمضي كقتو في العم كالتعمي فال تمر عميو ساعة مف ليؿ أك نيار إال في العم ككانت زكجتو تق أر لو الكتب التي يريدىا في الميؿ شيوخو: تتممذ العكبرم رحمو اهلل تعالى عمى عدد مف الشيكخ كالعمماء مف بيني: )3( ػ ابف الخشاب )4( ػ أبك الحسف عمي بف عساكر كأخذ عنو الق ارءة )5( ػ عبد الرحي بف العصار كعميو ق أر األدب )6 ( ػ أبك البركات بف نجاح كقد أخذ عنو النحك )7( ػ الشيخ أبك حكي إب ارىي بف دينار النيكندم الذم ق أر الفقو عميو )9( )8( ػ أبك الفتح البطي كقد سمع عنو في صباه كأخذ عنو الحديث الذىبي السيكطي الحمكم تاريخ اإلسال ج: 13 ص: 472 بغية الكعاة ج: 2 ص: 39 معج األدباء ج: 4 ص: 1515 الذىبي شمس الديف أبك عبد اهلل محمد بف أحمد بف عثماف ( 2003 ( تاريخ اإلسال ككفيات المشاىير كاألعال تحقيؽ: بشار عكاد معركؼ دار الغرب اإلسالمي بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ج: 13 ص: 471 الحمكم الذىبي معج األدباء ج: 4 ص: 1515 تاريخ اإلسال ج: 13 ص: 472 الحمكم معج األدباء ج: 4 ص: 1515 الحمكم معج األدباء ج: 4 ص: 1515 السيكطي بغية الكعاة ج: 2 ص:

24 ػ أبك زرعة طاىر بف محمد بف طاىر المقدسي ػ أبك بكر عبد اهلل بف النقكر )3( ػ أبك العباس أحمد بف المبارؾ المرقعاني تالميذه: ال شؾ أف عالمان مثؿ أبي البقاء العكبرم سيككف ىدفان لطمبة العم كغاية كؿ باحث عف المعرفة لذا نجد عددان كبي ارن مف التالميذ الذيف تتممذكا عمى يديو مني: كابف النجار كالضياء المقدسي كجماؿ بف الصيرفي )5( كيحيى بف يحيى الحا ارني كالكماؿ الب ازز عممو: الدبيثي )4( كالمكفؽ بف صدقة الحا ارني لقد كاف العكبرم إمامان عارفان في عمك شتى ال يقؿ عممو في أحدىا عف اآلخر إذ حفظ القرآف الكري كامالن منذ صغره )6( ككاف نحكيان لغكيان فقييا ف ارئضيان كالميان ككاف يق أر كؿ ذلؾ كىك ضرير ال يرل فقد كاف في العم فرد زمانو كمنحة الدىر في أكانو كلقد ي عرؼ عنو بعض الشعر غير أنو قاؿ ذات يك إف عمكمو قد شغمتو عف )7( قكؿ الشعر فم ينشد إال أربعة أبيات فقط كلقد اشتيير ىذا العال الجميؿ بمعرفتو العميقة في المغة كالفقو كالف ارئض كذاع صيتو في األمصار األمر الذم دفع بالطمبة إلى المسير إليو مف كافة النكاحي الحمكم معج األدباء ج: 4 ص: 1515 الحمكم معج األدباء ج: 4 ص: 1515 الحمكم الذىبي معج األدباء ج: 4 ص: 1515 تاريخ اإلسال ج: 13 ص: 472 الداككدم شمس الديف محمد بف عمي بف أحمد )دت( طبقات المفسريف ارجعو كضبط أعالمو: لجنة مف العمماء بإش ارؼ الناشر دار الكتب العممية بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ج: 1 ص: 233 محيسف محمد محمد محمد سال ( 1992 ( معج حفاظ القرآف عبر التاريخ دار الجيؿ بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ج: 2 ص: 98 الحمكم معج األدباء ج: 4 ص: 1515 ػ

25 كليف التكاضع عنو عرؼ ي كلقد كغيرىا ارئض كالف كالنحك كالفقو المذىب أرى فأق جميالى كعالماى ثقة ككاف بمذىبو كتمسكو دينو عمى عالكة العشرة كحسف القمب يجمعكا أف لتالميذه ذكر العمك مف عم في مصنفان يضع أف ارد أ إذا العكبرم ككاف كالفف العم ىذا مف يريد ما خاطره في لو حصؿ إذا ث المصنفات مف فيو يكت ب ما لو بقكلي: المخذ ليف بعض كصفو ىنا كمف لتالميذه ارد أ ما حفظو مف أممى يقكلكف بما لي تبع أنو أم تالمذتو تمميذ البقاء أبك حياتو أفنى أنو العكبرم البقاء أبي حياة عف حديثنا مف سبؽ ما خالؿ مف لنا يظير أف إذف يستغرب فال الطكاؿ السنكات ذلؾ سبيؿ في كأمضى العم طمب في كعمره العمك ىذه كؿ عمى اطالعو فإف حاذقان كمؤلفان ارن كبي كعالمان بارعان مصنفان نجده كالتأليؼ التصنيؼ عمى المقدرة يمنحو ومؤلفاتو: كتبو منيا: نذكر الغزيرة كالمؤلفات الكثيرة التصانيؼ كلمعكبرم ارب كاع القرآف تفسير ارب كاع القرآف آم كعدد القرآف كمتشابو ارءات الق مف الشكاذ ارب كاع القرآف في كتعميؽ التالز دليؿ عمى كالكال المذىب في األحكا نياية في ار كالم الحديث في الخط اب كالناىض ألبي اليداية كشرح الجدؿ في الخطؿ مف كالممق ح الخالؼ أنكاع في كاالستيعاب ارئض الف في كالتمخيص ارئض الف في كالبمغة ارئض الف عم كتاب ترتيب في المعم كالمشكؼ الفصيح كشرح الحساب في الحساب كمقد مة الحريري ة المقامات كشرح الحماسة كشرح المعج حركؼ عمى المنطؽ إصالح الم مع شرح في كالمت بع كالتكممة اإليضاح شرح في كالمصباح النباتي ة الخطب شرح معاني عف كاإلفصاح الحماسة ارب كاع سيبكيو كتاب أبيات كشرح الكتاب لباب المفص ؿ إيضاح في كالمحص ؿ عمي ألبي الشعر أبيات كتمخيص اإليضاح أبيات في كالم باب التصريؼ عم في كالترصيؼ الصرؼ قانكف إيضاح في الطرؼ كنزىة 472 ص: 13 ج: اإلسال تاريخ الذىبي 74 األرناؤكط أحمد تحقيؽ: بالكفيات الكافي 2000 ( ( أيبؾ بف خميؿ الديف صالح الصفدم ص: 17 ج: األكلى الطبعة لبناف ػ بيركت العربي ارث الت إحياء دار مصطفى كتركي 5

26 عمؿ البناء كاإلع ارب ك اإلشارة في النحك- مختصر كمقدمة في النحك كأجكبة المسائؿ الحمبي ات كالتمخيص في النحك ك التمقيف في النحك كالتيذيب في النحك كشرح شعر المتنب ي ك شرح بعض قصائد رؤبة كمسائؿ في الخالؼ في النحك كتمخيص التنبيو البف جن ي كالعركض- أصكؿ ابف السر اج كمسائؿ نحك مفردة»إن ما يرح اهلل مف عباده الرحماء«وفاتو: معم ؿ كالعركض- مختصر كمختصر مسألة في قكؿ النبي صم ى اهلل عميو كسم : كالمنتخب مف كتاب المحتسب كلغة الفقو تكفي أبك البقاء العكبرم رحمو اهلل تعالى في ربيع اآلخر مف عا ستة عشر كستمائة لميجرة كىذا التاريخ ىك األكثر ذك ارن في المصادر التي عاد إلييا الباحث )3( غير أنو يذكر أنو تكفي في عا أربعة كستمائة لميجرة الحمكم معج األدباء ج: 4 ص: 1516 ػ 1517 الذىبي تاريخ اإلسال ج: 13 ص: 471 السكدكني أبك الفداء زيف الديف قاس بف قطمكبغا ( 2011 ( الثقات ممف ل يقع في الكتب الستة د ارسة كتحقيؽ: شادم بف محمد بف سال آؿ نعماف مركز النعماف لمبحكث كالد ارسات اإلسالمية كتحقيؽ الت ارث كالترجمة صنعاء ػ اليمف الطبعة األكلى ج: 5 ص: 510 6

27 الفصل األول منيج العكبري في اعت ارضاتو وترجيحاتو تشرع ىذه الد ارسة في الحديث عف منيج العكبرم في اعت ارضاتو عمى النحاة كترجيحاتو ضمف كتابو: التبياف في إع ارب القرآف ذلؾ كي يككف ىذا الفصؿ مميدان لما سيجيء بعده مف الفصكؿ التي ستتناكؿ مكاضع االعت ارض كالترجيح في كتاب العكبرم السابؽ إذ ال بد لنا قبؿ أف نكضح تمؾ المكاضع كالمسائؿ أف نتمثؿ منيج العكبرم في تناكؿ ىذه القضايا االعت ارضية كبياف منيجو في ذلؾ كي تتضح الصكرة كمف ىنا فإف ىذا الفصؿ سينقس إلى ثالثة مباحث رئيسة ىي: المبحث األكؿ: النحاة الذيف اعترض عميي العكبرم في كتابو التبياف المبحث الثاني: منيجو في االعت ارض المبحث الثالث: األصكؿ التي اعتمد عمييا في اعت ارضاتو كترجيحاتو 11 النحاة الذين اعترض عمييم العكبري في كتابو التبيان: مف خالؿ د ارسة المسائؿ التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة تبيف أنو ل يكف معترضان عمى نحكم بعينو كالكسائي أك الف ارء أك أبي عبيدة أك المبرد كىكذا كانما كاف اعت ارضو في صكرتو األساسية ينصب عمى المسألة بعينيا فقد يعترض عمى الكسائي في مسألة كيكافقو في مسألة أخرل كىكذا مع سائر النحاة ىذا بالرغ مف اعت ارضو كثي ارن عمى بعضي دكف اآلخر فقد اعترض العكبرم عمى الكسائي كذلؾ في قكلو سبحانو كتعالى: چ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄڄ چ إذ ينقؿ العكبرم حديثان لمكسائي كالف ارء معان يبيف فيو سبب جر إذ يقكؿ: "كقاؿ الكسائي: "قتا وؿ" ىك مخفكض عمى التكرير يريد أف التقدير: في اآلية الكريمة عف قتا وؿ فيو سكرة البقرة آية: 216 7

28 كىك معنى قكؿ الف ارء ألنو قاؿ: حرؼ الجر ال يبقى عممو بعد حذفو في االختيار" لقد اعتمد الف ارء فيما ذىب إليو مف اعتبار أف مضمرة عمى ق ارءة عبد اهلل بف مسعكد فقد ق أر: ىك مخفكض بعف مضمرة كىذا ضعيؼ جدان ألف "قتا وؿ" السبب في خفض ىذه الكممة ناتج عف حرؼ الجر المضمر في اآلية الكريمة مخفكض بعف عف قتا وؿ فيو كمف ىنا بي ف الف ارء أف كعمكمان فإف ما ييمنا ضمف ىذا الفصؿ أف نبيف أف العكبرم قد عارض الكسائي في ما ذىب إليو ىك كالف ارء كال نريد اإلسياب في الحديث عف ىذا المكضع ألننا في الفصؿ الثاني سنتناكؿ المكاضع النحكية كافة التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة كنناقشيا مناقشة مسيبة لذا فإننا ال نريد أف نعيد ما قمناه ىنا بما سنقكلو ىناؾ ككما ىك ظاىر لنا فإف العكبرم قد اعتمد عمى قاعدة نحكية قياسية في ذىنو تتمثؿ بأف حرؼ الجر ال يعمؿ محذكفان كاذا كرد شيء عف العرب ي حذ ؼ فيو حرؼ الجر )3( كبقي عممو فما ذاؾ إال مف قبيؿ الشذكذ كفي المسألة نفسيا نجد العكبرم يعترض عمى نحكم ثالث ىك أبك عبيدة إذ قاؿ أبك عبيدة في سبب خفض "قتا وؿ" :إنو مخفكض عمى الجكار غير أف العكبرم عمؽ عمى كالمو ىذا بقكلو: "كىك أبعد مف قكليما ألف الجكار مف مكاضع الضركرة كالشذكذ كال )4( ي كج دت عنو مندكحة" يح ى مؿ عميو ما كنتكقؼ عند قكؿ العكبرم: ما كجدت عنو مندكحة كلقد قصد العكبرم مف ىذه العبارة أف الجكار ال يقاؿ بو إال إذا ل يكف ىناؾ أم تأكيؿ آخر لممسألة إال عمى العكبرم التبياف ج: 1 ص: 174 الف ارء أبك زكريا يحيى بف زياد )دت( معاني القرآف تحقيؽ: أحمد يكسؼ النجاتي كمحمد عمي النجار كعبد الفتاح إسماعيؿ الشمبي دار المصرية لمتأليؼ كالترجمة القاىرة ػ مصر الطبعة األكلى ج: 1 ص: 141 األزىرم خالد بف عبد اهلل بف أبي بكر ( 2000 ( شرح التصريح عمى التكضيح أك التصريح بمضمكف التكضيح في النحك دار الكتب العممية بيركت ػ لبناف الطبعة األكلى ج: 1 ص: 466 العكبرم التبياف ج: 1 ص:

29 ي كجد تأكيؿ آخر غير الجكار فيك أكلى باالتباع مف الجكار كما دامت الجكار فإذا اآلية الكريمة يمكف أف تؤكؿ عمى البدؿ فال حاجة لعد كقد اعترض العكبرم عمى الف ارء في إع اربو لكممة "قتا وؿ" "نف ى سو" مخفكض عمى الجكار في قكلو تعالى: ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ کک ک ک گ گگ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ إذ ينقؿ لنا العكبرم قكالن لمف ارء يقكؿ فيو إف نفسو منصكبة عمى التمييز فأجاب العكبرم عف ذلؾ بقكلو: "كىك ضعيؼ لككنو معرفة" چ ڎ ككما نرل فإف العكبرم أيضان في ىذا المكضع قد احتك إلى القاعدة النحكية التي تقكؿ بأف األكثر كاألكلى في التمييز أف يككف نكرة )3( "نفسو" ككممة معرفة كمف ىنا فإف اعتبارىا تميي ازن يخرؽ القاعدة النحكية األصيمة كيعترض العكبرم عمى الف ارء أيضان في حديثو عف الفعؿ الف ارء أف أصؿ ىذا الفعؿ "اس تىىكن ي كا" "استكانكا" چ في اآلية الكريمة فقد افترض ث أيشب عت الفتحة فصارت ألفان ث يعمؽ العكبرم عمى ذلؾ بقكلو: "كىذا خطأ ألف الكممة في جميع تصريفاتيا ثبتت عينيا نقكؿ: استكاف يستكيف استكانة فيك مستكيف ك ي مستكا ه ف لو كاإلشباع ال يككف عمى ىذا )4( الحد" حيف أ ارد العكبرم أف ينفي كال الف ارء قاس الكممة عمى سائر تصاريفيا التي تيسمع عف العرب فمما كجد األلؼ ثابتة في التصاريؼ جميعان كليس مف ىذه التصاريؼ ما يخمك مف ىذه األلؼ كحك بأنيا عيف الكممة كحك عمى ما قالو الف ارء بالخطأ كبيف مصدر الخطأ فيو 9-4 سكرة البقرة آية: 130 العكبرم التبياف ج: 1 ص: 117 أنظر الف ارء معاني القرآف: 1 ص: 79 كذكر أنو مفسر كيقصد بو الككفيكف التمييز ابف الك ارؽ أبك الحسف محمد بف عبد اهلل بف العباس ( 1999 ( عمؿ النحك تحقيؽ: محمكد جاس محمد الدركيش مكتبة الرشد الرياض ػ السعكدية الطبعة األكلى ص: 371 العكبرم التبياف ج: 1 ص: 300

30 كيخط ئ العكبرم الف ار ى ء في مكضع آخر مف كتابو كذلؾ عند تفسيره لقكلو سبحانو كتعالى:چ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پپ پ پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺٺ ٺ ٿ ٿ ٿٿ ٹ ٹ ٹ ٹچ فقد عد الف ارء جممة "تجرم مف تحتيا " خبر لػ "مثؿ" فقاؿ العكبرم: "كىذا عند البصرييف خطأ ألف المثؿ ال تجرم مف تحتو األنيار كانما ىك مف صفة المضاؼ إليو كشبيتو أف المثؿ ىاىنا بمعنى الصفة فيك كقكلؾ: صفة زيد أنو طكيؿ" كلقد استعمؿ العكبرم كما نرل القياس ىاىنا أيضان كبي ف مف خاللو أف ما قالو الف ارء ال يصح كانما ىك خاطئ مف كجية نظر نحاة البصرة فالمثؿ ال يجكز أف نخبر عنو بػ "تجرم تحتيا األنيار" كانما ىذا مف صفة المضاؼ إليو كيستمر العكبرم في معارضة الف ارء فيما يذىب إليو مف أرم فيبيف العكبرم أف 3 كممة " ى سي ناء" تق أر بكسر السيف كفتحيا) ( كاذا فيتحت السيف فإف اليمزة ال تككف أصمية بؿ ىي لمتأنيث إذ ليس في الكال "فىع الؿ" ث ينفي قكؿ الف ارء فيقكؿ: "كما حكى الف ارء مف قكلي: )5( عميو" ناقة فييا ى خز عاؿ )4( ال يثبت كاف ثبت فيك شاذ ال يح ى مؿ نرل أف رد العكبرم عمى الف ارء في ىذه القضية ينقس إلى شقيف: أنو نفى األكؿ: ثبكت ىذا الكصؼ لمناقة في الكال العربي كذلؾ لعد كجكد كزف فىعالؿ في الكال العربي الثاني: أنو افترض أنو لك ثبت ىذا الكصؼ لمناقة في الكال العربي فيك شاذ ال يقاس عميو فيما سكاه مف الكال 0-3 سكرة الرعد آية: 35 العكبرم التبياف ج: 2 ص: 760 الفارسي أبك عمي الحسف بف أحمد بف عبد الغفار ( بدر الديف قيكجي كبشير جكيجابي ارجعو كدققو: 1993 ( دار المأمكف دمشؽ ػ سكريا كبيركت ػ لبناف الطبعة الثانية ج: كثير كنافع كأبكعمرك بكسر السيف كق أر الباقكف بفتح السيف الحجة لمق ارء السبعة تحقيؽ: عبد العزيز رباح كأحمد يكسؼ الدقاؽ 5 ص :289 ق أر ابف - 4 لقد عاد الباحث إلى معاني الف ارء فم يجد فييا شيء يخص ىذا الكصؼ لمناقة 5 - العكبرم التبياف ج: 2 ص: 952

31 مك" كمف اعت ارضات العكبرم عمى الف ارء في ما ذىب إليو مف تأكيالت ما ذكره العكبرم في تركيب "كيكأف" في قكلو سبحانو كتعالى: چ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ے ے چ فيقكؿ العكبرم ناقالن قكؿ الف ارء في ىذه المفظة: "قاؿ الف ارء: " أم كيؾ اعم أف اهلل يبسط كىك ضعيؼ لكجييف أحدىما: ىنا بعيد كالثاني: مكضع" أف تقدير "كم اعم" الكاؼ مكصكلة بػ ال نظير لو كىك غير سائغ في كؿ أف معنى الخطاب كالحديث عف ىذا المكضع مفصالن سيأتي في الفصؿ الثاني إذ إف الباحث حيف عاد إلى معاني الف ارء ل يجد ىذا ال أرم عنده فإذا ل يكف أرم الف ارء في ىذه الكممة مكجكدان في معاني القرآف فأيف يمكف أف يكجد! كمف خالؿ ما سبؽ يتضح لنا أف العكبرم كاف أكثر معارضة لمف ارء مف غيره مف النحاة فكاف يعارضو كثي ارن في أقكالو كىذا ال يعني أنو يجرح الف ارء كانما يذكر ما استقا لو مف الكجكه كنجد العكبرم أيضان يعترض عمى كال المبرد في بياف الطمب في قكلو سبحانو كتعالى: چ ە ە ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ے ے چ " )3( فيقكؿ العكبرم: "كالقكؿ الثاني يحكى عف المبرد كىك أف التقدير: يقيمكا فيقيمكا المصرح جكاب إلفساده كىك فاسد لكجييف: "أقيمكا" أحدىما: قؿ لي أقيمكا المحذكؼ كحكاه جماعة كل يتعرضكا أف جكاب الشرط يخالؼ الشرط إما في الفعؿ أك في الفاعؿ أك فييما فأما إذا كاف مثمو في الفعؿ كالفاعؿ فيك خطأ كقكلؾ: ق سكرة القصص آية: العكبرم التبياف ج: 2 ص: سكرة إب ارىي آية: 31

32 تق كالتقدير عمى ما يذكر في ىذا الكجو: إف يقيمكا يقيمكا كالكجو الثاني: المقدر لممكاجية كيقيمكا عمى لفظ الغيبة كىك خطأ إذا كاف الفاعؿ كاحدان" أف األمر لقد كاف اعتماد العكبرم في ىذه المسألة كما أرينا عمى الجانب التقعيدم في الرد عمى النحاة كىك جانب قد يمحظ فيو بعض مالمح القياس المغكم كاف كاف ليس قياسان منطقيان تامان إال أنو يحمؿ بعض مالمح ذلؾ القياس كقد يرتبط االعت ارض بق ارءة قرآنية ق أر بيا أحد النحاة فيككف اعت ارض العكبرم عمى ىذا النحكم ناشئان مف ق ارءتو إذ إف ق ارءة النحاة تشير إلى آ ارئي النحكية ػ افت ارضيان عمى األقؿ ػ كمف بيف ىؤالء النحاة الذيف اعترض العكبرم عمى ق ارءتو أبك عمرك بف العالء في قكلو سبحانو كتعالى: چ چ چ چ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ يقكؿ العكبرم: "الجميكر عمى إظيار الغينيف ك ي ركم عف أبي عمرك اإلدغا كىك )3( ضعيؼ ألف كسرة الغيف األكلى تدؿ عمى الياء المحذكفة" لقد اعتمد العكبرم في معارضتو لق ارءة أبي عمرك بف العالء عمى جانب تركيبي إع اربي بحت فإنو لك أدغمت الغيف األكلى بالغيف الثانية لذىبت الكسرة التي ىي باقية مف الياء المحذكفة التي ىي عند العكبرم كسائر النحاة القدماء عالمة إع اربية تدؿ عمى جز ىذا الفعؿ بحذؼ حرؼ العمة لذا فمف ىذا المنطمؽ ال يجكز إدغا الغيف بالغيف بسبب ضياع العالمة اإلع اربية المرتبطة بالكسرة التي تمي الغيف األكلى إف ما سبؽ مف كال عف النحاة الذيف اعترض عميي العكبرم في مسائمو النحكية يرتبط عمكمان بأسماء نحاة بأعياني غير أف األكثر األع في اعت ارضات العكبرم يككف دكف تسمية ألحد كذلؾ عمى نمطيف: يعمؽ بقكلو: األكؿ: ىذا ضعيؼ أك خطأ أك ما شاكؿ ذلؾ أف يقكؿ: قيؿ كقيؿ ) 4 ث ) 2 4 العكبرم التبياف ج: 2 ص: 770 سكرة آؿ عم ارف آية: 85 العكبرم التبياف ج: 1 ص: سيتضح ذلؾ مف خالؿ الشكاىد التي تمت د ارستيا في الفصميف الثاني كالثالث

33 ي صب" كالنمط الثاني: يككف بذكر المدرستيف الكبيرتيف ػ البصرة كالككفة ػ ث يعترض عمى أحدىما كفيما يمي سنعرض نمكذجان ليذا يقكؿ العكبرم في اشتقاؽ "االس": "كقاؿ الككفيكف: العالمة كىذا صحيح في المعنى فاسد اشتقاقان" أصمو كس أم مف الكس كىك لقد اعترض عمى الككفييف في ما ذىبكا إليو مف اعتبار االس مشتؽ مف الكس ككقؼ إلى جانب أرم البصرييف الذيف يقكلكف بأف االس مأخكذ مف السمك كعمؽ عمى أرم الككفييف بأنو صحيح في المعنى أم: في داللتو كمعناه العا غير أنو فاسد في االشتقاؽ أم ال يصح في اشتقاقو مف الكس كمعنى أنو ال يصح اشتقاقان أف ما تصرؼ مف كممة ) اس ( في الجمع كالتثنية كالتصغير كغيرىا يدؿ عمى أف المحذكؼ منيا الميا ال فاؤىا كلذلؾ حك بأف أرم الككفييف فاسد في االشتقاؽ كمف اعت ارضات العكبرم عمى نحاة الككفة أيضان ما نجده في تفسيره لقكلو سبحانو كتعالى: چ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃچ چ چ چ ڇ چ أصمو كلقد كاف مكضع االعت ارض متمثالن في قكلو: "صي ب" فقاؿ العكبرم: "كصي ب "صي ك ب" " عمى فىي ع ؿ فأبدلت الكاك يا ن ء كأدغمت األكلى فييا كمثمو مي ت كىي ف كقاؿ الككفيكف: أصمو " ى صك يب" عمى فعيؿ كىك خطأ ألنو لك كاف كذلؾ )3( لصحت الكاك كما صحت في طكيؿ كعكيؿ" لقد تبيف لنا مف خالؿ المكضع السابؽ أيضان أف العكبرم ال يقكؿ بقكؿ الككفييف كانما يقكؿ بقكؿ البصرييف بأف مأخكذ مف "صي ب" ال مف "في ع ؿ" "فعيؿ" غير أف العكبرم كعادتو ل يطؿ كثي ارن في بياف صحة ىذا الكجو كانتفاء الصحة عف الكجو الذم قاؿ بو الككفيكف كاكتفى بإي ارد األمثمة كالنظائر مثؿ: عمييا كذلؾ إبطاالن لكال الككفييف طكيؿ كعكيؿ كقاس العكبرم التبياف ج: 1 ص: 3 سكرة البقرة آية: 19 العكبرم التبياف ج: 1 ص: 35 3

34 كتعالى: سبحانو لقكلو تفسيره في الككفييف عمى أيضان العكبرم كيعترض ڱچ ڳ ڳ ڳ ڳ گگ گ گ ک ک کک ڑ ڑ ژ ژ ڈ الككفيكف: "كقاؿ الكريمة: اآلية ىذه مكضحان العكبرم يقكؿ بمعنى الال كقكع أف جية مف جدان ضعيؼ كىك إال بمعنى " الإ " قياس" كالال ما بمعنى إف ڈ ڎ چ كال سماع لو يشيد ال كانما النحك أصكؿ مف شيء عمى ىينا الككفييف كال نفيو في العكبرم يعتمد ل في قياس كال سماع لو يشيد ال الككفيكف بو جاء الذم الكجو ىذا أف بذكر اكتفى تيعد أال الصكاب كأف يصح ال شؾ دكف الكجو ىذا فإف كذلؾ األمر كاف فإذا العربية بمعنى الال ألؼ الإ " القياس عمى انطباقيا كلعد السماع في كركدىا لعد " كتابة في ذكره ما أيضان الككفييف عمى العكبرم فييا اعترض التي المسائؿ بيف كمف "الربا" فعمو: ألف كذلؾ القائمة باأللؼ تيكتب إذ ربكاف عمى كتثنيتو يربك ربا كتابتو الككفيكف "كأجاز بقكلو: ذلؾ بعد عم ؽ ث القائمة باأللؼ كتابتو كانت ىنا كمف )3( عندنا" خطأ كىك أكلو في التي الكسرة ألجؿ قالكا بالياء كتثنيتو ترجيحو أدلة في الحديث يفصؿ ل العكبرم فإف نرل كما أيضان المكضع ىذا كفي خطأ أنو عمى الككفييف كال بكصؼ اكتفى كانما الككفييف قكؿ كنفيو البصرييف قكؿ النحكية ارئو آ في البصرم المنيج يعتمد العكبرم أف لمباحث يرجح ما كىك مذىبو في الككفي المنيج خطى عف كيبتعد في يذكرت التي الشكاىد بتضعيؼ كيرده الككفييف كال يضعؼ أيضان العكبرم كنجد األرحا) بجر حمزة ارءة ق عف حديثي في النحك كتب ڦچ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ 4 ) )5( كتعالى: سبحانو قكلو مف چ آية: البقرة سكرة 124 ص: 1 ج: التبياف العكبرم 223 ص: 1 ج: التبياف العكبرم ص: 121 ج: 3 السبعة ارء لمق الحجة الفارسي آية: النساء سكرة

35 إذ يقكؿ العكبرم عف مذىب الككفييف في ذلؾ: "كانما جاء في الشعر عمى قبحو كأجازه الككفيكف عمى ضعؼ " كىك في ىذا المكضع يتحدث عف عطؼ االس الظاىر بالجر عمى الضمير المخفكض دكف إعادة الجار فكما ظير لنا مف خالؿ كال العكبرم السابؽ فإنو يرفض قكؿ الككفييف بجكاز عطؼ االس الظاىر بالجر عمى الضمير المجركر دكف إعادة الجار ث إنو أشار إلى ما ي سمع عف العرب مف الشعر في ذلؾ دكف أف يذكر شيئان مف ىذه األبيات التي قيمت كاكتفى برد كال الككفييف كاف كاف في ىذا المكضع ال يظير بصكرة المعترض اعت ارضان كبي ارن عمى الككفييف كذلؾ ألف أرم الككفييف نفسو كاف مجي ازن ليذه الحالة التركيبية كلكف بشيء مف الضعؼ كلك حاكؿ الباحث أف يتتبع المكاضع التي اعترض فييا العكبرم عمى كال الككفييف لطاؿ بو المقا ىاىنا في ىذا الفصؿ كلصار الفصؿ الثاني كالفصؿ الثالث دكف فائدة غير أف الباحث يكتفي ىاىنا بإي ارد ىذه النماذج التي عارض فييا العكبرم نحاة الككفة ككافؽ نحاة البصرة في ما ذىبكا إليو مف تأكيؿ نحكم أك صرفي كسيككف الحديث عف ىذه المكاضع أكثر تفصيالن في الفصكؿ القادمة كبعد أف عرض الباحث ىذه المكاطف التي اعترض فييا العكبرم عمى النحاة في مسائمو النحكية فإنو يتككف لدل الباحث عدد مف التصك ارت حكؿ ىذه االعت ارضات كفؽ ما استيقرئن كىذه التصك ارت ىي: أكالن: يمثؿ المنيج الككفي نقطة االعت ارض عند العكبرم في مسائمو النحكية التي أكردىا ضمف كتابو "التبياف" كذلؾ أف أكثر االعت ارضات كانت عمى نحاة الككفة سكاء إذا نظرنا إليي مف ناحية فردية كالكسائي كالف ارء كغيرىما أ نظرنا إليي مف ناحية جماعية كما أكضحنا سابقان مف ذكر االعت ارض عمى أرم الككفييف ثانيان: كعمى النقيض تمامان كبصكرة مقابمة لممذىب الككفي فإف العكبرم قد كقؼ كثي ارن إلى جانب المذىب البصرم كأثبت أقكالي في ذلؾ كماؿ مع آ ارئي في مكاجية 2 آ ارء الككفييف عمكمان) ) : العكبرم التبياف ج: 1 ص: العكبرم التبياف ج: 1 ص: رغ ذلؾ فقد اعترض عمى المبرد انظر 5

36 ثالثان: لقد ارتكز العكبرم في إي ارد آ ارء النحاة عمى المسائؿ النحكية أكثر مف إي ارده لممسائؿ الصرفية أك الصكتية كيمكننا أف نرد ذلؾ إلى طبيعة الكتاب الذم كردت فيو ىذه المسائؿ فقد كصفو العكبرم بأنو تبياف إلع ارب القرآف كمف ىنا فإنو يركز عمى الجكانب النحكية أكثر مف سكاىا مف المستكيات المغكية األخرل اربعان: يكثر في كتاب التبياف إي ارد الكجو النحكم أك القكؿ دكف عزكه لناقؿ معيف كدكف نسبتو إلى نحكم بعينو كانما يكتفي العكبرم بالقكؿ: قيؿ كقيؿ كىكذا ث ينفي كيبقي ما يريد كما يخد فكره النحكم الذم يتبناه 21 منيج العكبري في االعت ارض والترجيح: أكضح لنا العكبرم مف الصفحات األكلى مف كتابو أنو ينتيج منيجان محددان في التعامؿ مع المادة العممية التي يريد أف يطرحيا عمى المتمقي كذلؾ أنو ىدؼ مف ىذا الكتاب إلى إي ارد االختصار في إع ارب القرآف الكري كق ارءاتو كمف ىنا فإف منيج العكبرم في الحديث عف المسائؿ النحكية ميما كاف مكقفو منيا يرتبط ارتباطان كثيقان بالق ارءات القرآنية كيختص اختصاصان كاضحان بقضايا إع ارب القرآف الكري كىذه ىي السمة األكلى كالعامة لمنيج العكبرم في كتابو "التبياف" كلما كانت االعت ارضات المغكية كترجيحاتيا داخمة ضمف ىذا الكتاب فإنيا ال شؾ ستخضع لممنيج نفسو الذم انتيجو العكبرم في كتابو التبياف ال تخرج عنو كاف خرجت فإنيا ال تبتعد عف سمات ىذا المنيج الذم حدده العكبرم لنفسو كسيحاكؿ الباحث في الصفحات القميمة اآلتية أف يحدد بعض مالمح منيج العكبرم في اعت ارضاتو عمى النحاة كترجيحاتو كذلؾ كفؽ النماذج اآلتية: أكالن: يكرد العكبرم نص اآلية الكريمة كما ىي في المصحؼ الشريؼ ث يجزئيا إلى جمؿ كأج ازء كي يسيؿ بياف إع اربيا كتكضيح ما كرد فييا مف ق ارءات كذلؾ مثؿ حديثو عف قكلو تعالى: يأخذ أج ازء اآلية جزءان جزءان چ ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ چ ث العكبرم التبياف ج: 1 ص: 2 سكرة البقرة آية: 11 6

37 ثانيان: ى كا ىذا ق ي ىؿ لىي ي " ث يأتي بجزء اآلية الكريمة الذم ي ارد الحديث عنو مثؿ قكلو: " يأتي العكبرم بالقضية النحكية التي يريد مناقشتيا في اآلية الكريمة كيبيف المسألة كقكلو: ثالثان: إذا في مكضع نصب عمى الظرؼ كالعامؿ فييا جكابيا كىك قكلو: يكرد العكبرم ما جاء في المسألة مف أقكاؿ نحكية كأحكا لغكية لمعمماء كالنحاة باختالؼ مذاىبي مثؿ قكلو في المسألة السابقة: " الظرؼ كالعامؿ فييا جكابيا كىك قكلو: اربعان: قالكا كقاؿ قك: قالكا إذا في مكضع نصب عمى العامؿ فييا "قيؿ" بعد أف يكرد العكبرم القكليف أك أكثر في المسألة فإنو يرجح أحدىما عمى اآلخر كيبيف كجو فساد اآلخر مثؿ قكلو في المسألة السابقة أيضان: "كقاؿ قك: العامؿ فييا "قيؿ" كىك خطأ ألنو في مكضع جر بإضافة )3( ال يعمؿ في المضاؼ" كليس "إذا" إليو كالمضاؼ إليو فكما سبؽ لقد ظير لنا كيؼ أف العكبرم قد رجح القكؿ بأف العامؿ فييا "قيؿ" كذلؾ ألف قيؿ مضافة إلى الظرؼ المضاؼ كمف ىنا كاف كجو ترجيح العكبرم لمقكؿ األكؿ خامسان: "قالكا" "إذا" كالمضاؼ إليو ال يعمؿ في يعتمد العكبرم كثي ارن عمى الق ارءات القرآنية في الحديث عف المسائؿ النحكية كيفصؿ القكؿ فييا كيذكر جميع ما يرد في اآلية الكريمة مف ق ارءات كذلؾ مثؿ حديثو عف تفسير قكلو سبحانو كتعالى: چ چ چ ڇ ڇ ڇچ )4( إذ يقكؿ العكبرم مبينان ق ارءة الرفع في قكلو "مالئكتي و ي " فخبر لك قمت: خبر " فإ " " فإ محذكؼ تقديره: چ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃڃ ڃ چ "كمالئكتي و ي ": "عمى ق ارءة مف رفع إف اهلل يصمي كأغنى عنو خبر الثاني ككذلؾ إف عم ارن كزيهد قائ ه فرفعت زيدان جاز عمى أف يككف مبتدأن كقائ خبره أك )5( "" العكبرم التبياف ج: 1 ص: 27 العكبرم التبياف ج: 1 ص: 27 العكبرم التبياف ج: 1 ص: 27 سكرة األح ازب آية: 56 العكبرم التبياف ج: 1 ص:

38 فكما نرل فإف العكبرم قد انطمؽ في اعت ارضو النحكم مف ق ارءة قرآنية تمثؿ عنص ارن ميمان مف عناصر المسألة النحكية التي يناقشيا العكبرم بؿ قد تككف تمؾ المسألة النحكية ىي أساس االعت ارض فال يككف لمعكبرم غنى عنيا في مناقشة اعت ارضو كترجيحو سادسان: في غالب األمر ال يعزك العكبرم األقكاؿ إلى أصحابيا كانما يكتفي بقكلو: قيؿ دكف عزك ليذا القكؿ كمف األمثمة عمى ذلؾ قكلو: چ ڃ ڃ چ أم: كىدينا نكحان كالياء في ذريتو تعكد عمى نكح كالمذككركف بعده مف األنبياء ذرية نكح كالتقدير: كىدينا مف ذريتو ىؤالء كقيؿ: جممتي لكطان كىك ليس مف ذرية إب ارىي" تعكد عمى إب ارىي كىذا ضعيؼ ألف مف يظير لنا مف خالؿ كال العكبرم السابؽ كيؼ أنو ل ينسب القكؿ بأف الياء تعكد عمى إب ارىي كانما اكتفى بإي ارد فعؿ القكؿ مبنيان لممجيكؿ األمر الذم يقكدنا إلى السؤاؿ اآلتي: أل يكف العكبرم عمى عم بأصحاب األقكاؿ غير المنسكبة األمر الذم يجعمو ال ينسب ىذه األقكاؿ إلى أصحابيا كلكي نجيب بمكضكعية عف ىذا السؤاؿ عمينا أف نتذكر اليدؼ األساسي الذم كضعو العكبرم لنفسو حيف أ ارد أف يضع ىذا الكتاب كالمتمثؿ في إي ارد إع ارب القرآف الكري كاختصار ذلؾ بكتاب مختصر يسيؿ عمى الطمبة تناكلو فمف ىنا ربما أرل العكبرم أف مف جممة االختصار أال ينسب ىذه األقكاؿ إلى أصحابيا كأف يكتفي بذكر المي منيا كالضركرم في العم ث فإف ما بقي ال ضركرة في إي ارده كاهلل أعم كقد يكرد أقكاالن كينسبيا إلى أصحابيا غير أف ذلؾ منو قميؿ مقارنة مع عد نسبة األقكاؿ إلى قائمييا كذلؾ مثؿ قكلو في تفسير قكلو تعالى: پ ڀ ڀ ڀ ڀ چ )3( يقكؿ العكبرم: "عمميا مبتدأ كفي خبره عدة أكجو أحدىا: عمى ىذا معمكؿ الخبر أك خبر ثا وف اك حاؿ مف الضمير في چ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پپ پ عند ربي ك"في كتاب" "عند" كالثاني: أف 515 سكرة األنعا آية: 84 العكبرم التبياف ج: 1 ص: سكرة طو آية: 52 8

39 يككف الخبر "في كتاب" ك"عند ربي" حاؿ كالعامؿ فييا الظرؼ الذم بعدىا عمى قكؿ األخفش" ككما ىك ظاىر لنا فإف العكبرم قد ذكر قكؿ األخفش ص ارحة كل يقؿ: "قيؿ" سابعان: ال يعتمد العكبرم كثي ارن عمى السماع في مناقشتو لممسائؿ النحكية أك في اعت ارضاتو بؿ يعتمد كثي ارن عمى منطؽ المغة كالقكاعد الثابتة التي أكجدىا النحاة كالقياس العقمي الذم يقك عمى المقيس كالمقيس عميو كىكذا كاف ما اعتمد عميو مف السماع ينحصر في األغمب بالق ارءات القرآنية كقميؿ مف الشعر كالنثر كمجمكعة مف األمثمة المصطنعة التي كاف يصطنعيا العكبرم نفسو ثامنان: قد ال يرجح العكبرم شيئان مف األقكاؿ النحكية في المسألة فيذكر األقكاؿ كيعترض عمى بعضيا ث ال يرجح شيئان مف الباقي كمف ىنا فقد اعتبر الباحث كؿ ما سكت عنو العكبرم ارجحان في نظره ألف سككت العكبرم عنو كعد اعت ارضو عميو يقكدنا إلى القكؿ بأنو ارجح عنده تاسعان: ال يكتفي العكبرم بإي ارد أقكاؿ النحكييف كآ ارئي كانما يكرد العكبرم آ ارء المفسريف كمعربي القرآف الكري مع العم بأف أكثر المشتغميف بالتفسير كاع ارب القرآف الكري ى مف النحاة أمثاؿ البغكم كالزمخشرم كالبيضاكم كأبي حياف األندلسي كابف عادؿ الحنبمي كغيرى كىكذا فإف ما سبؽ ذكره مف األسس كالمبادئ التي قا عمييا منيج العكبرم في اعت ارضاتو كترجيحاتو المغكية عمى النحاة كال تكاد تخرج قضية عف أسس ىذا المنيج 31 األصول التي اعتمدىا في االعت ارض والترجيح: حيف نتحدث عف عال مثؿ العكبرم فال بد لنا أف نفي تمامان أف ىذا العال النحكم قد امتمؾ أدكات الباحث الحقيقي كما أف زمانو الذم عاش فيو - القرف السابع اليجرم - يمثؿ مرحمة متقدمة مف م ارحؿ الد ارسات النحكية العربية فيناؾ الكتب العكبرم 2 ص: 892 التبياف ج: 9