ISSN: 2148-5518 Received/Geliş 02/12/2017 Article History Accepted/Kabul 28/12/2017 Available Online/Yayınlanma 10/01/2018 امللخص: -دزاست م دان ت علي مستوى وال ت البو سة- األستاذ: حمان إبساه م الدكتوز: مزاز فاتح تعترب الفئة ادلعاقة حركيا يف اجلزائر جزءا من بنيتها االجتماعية نظرا لذلك أصبحت الدولة اجلزائرية تويل اىتمامها هبذه الفئة على اعتبارىا عضوا فعاال يف اجملتمع عن طريق بناء اذلياكل التعليمية ادلتخصصة وتوف ت األنشطة ادلدرسية ادلالئمة اليت تشرف على تعليمها وتكوينها وابلتايل إدماجها يف سلتلف ميادين احلياة. ومن ب ت ىذه األنشطة ادلدرسية اليت تطبقها اجلزائر يف مرحلة التعليم الثانوي لتحقيق اإلدماج االجتماعي ذلذه الفئة إدراج مادة ال تبية البدنية والرايضية كمادة دراسية ضمن ادلنهاج الرمسي تطبق من طرف مدرس سلتص يساعدىم على ربقيق التكيف النفسي واالجتماعي وعلى الشعور ابألمن واالستقرار وابلتايل يساىم يف إدماجهم داخل اجملتمع ابختالف مؤسساتو. وعليو ضلاول من خالل ىذه الدراسة ادليدانية معرفة كيف يساىم مدرسي ال تبية البدنية والرايضية يف مرحلة التعليم الثانوي يف ربقيق اإلدماج االجتماعي للتالميذ ادلعاق ت حركيا الكلمات املفتاحية: الدور ادلدرس ال تبية البدنية والرايضية اإلدماج االجتماعي ادلعاق حركيا. 836 مقدمة : يعترب وجود الفئات اخلاصة من ادلعوق ت يف أي رلتمع من اجملتمعات ظاىرة اجتماعية فرضت نفسها بسبب التعقيد القائم يف احلياة االجتماعية واليت نشأت نتيجة لظروف احلروب ادلتتالية وحركة التصنيع ادلستمرة وحوادث ادلرور وخالف ذلك من مظاىر احلياة العديدة اليت أدت إىل زايدة نسبة ادلعاق ت من انحية وتعدد مظاىر اإلعاقة من انحية أخرى حيث أصبح ينظر للمعاق ت ابختالف نوعياهتم كأفراد فاعل ت يف اجملتمع ذلم احلق يف احلياة ويف النمو أبقصى ما سبكنهم قدراهتم وطاقاهتم بعد ما كانوا يتعرضون للعزل التهميش واإلقصاء من طرف اجملتمع عامة واجملتمع ادلدرسي خاصة ويتم ذلك عن طريق توف ت اذلياكل التعليمية ادلتخصصة دبا ربملو من برامج وأنشطة مدرسية اليت تشرف على تعليمهم وتكوينهم كما تساىم يف مساعدهتم على ربقيق التوافق النفسي واالجتماعي وعلى الشعور ابألمن واالستقرار يف اجملتمع. ومن ب ت ىذه الربامج واألنشطة ادلدرسية اليت ي سعى إىل ذبسيدىا للبحث عن أشكال وسبل إخراجهم وانتشاذلم من دائرة اإلقصاء والتهميش وتوف ت آليات واس تاتيجيات اإلدماج االجتماعي والتأىيل إدراج مادة ال تبية البدنية والرايضية يف سلتلف ادلراحل التعليمية بصفة عامة ويف مرحلة التعليم الثانوي على وجو اخلصوص ابعتبارىا ربتل موقعا ىاما يف السلم التعليمي وتعترب مرحلة مؤثرة يف حياة الفرد واجملتمع ألهنا تع ت بشرػلة ىامة من التالميذ ىم الشباب الذين يرمسون مستقبل اجملتمع. فبنسبة لألفراد تعترب مرحلة أساسية وحيوية يف حياهتم ألهنا تقع يف ف تة ادلراىقة والشباب ادلبكر اليت يتحدد يف ضوء خرباهتا مسار ظلوىم االجتماعي النفسي
واالقتصادي ويتخذون فيها قرارات مص تية تتعلق دبستقبلهم من حيث مواصلة تعليمهم العايل أو االلتحاق بسوق العمل.كما سبثل مرحلة ىامة للمجتمع وخططو التنموية ادلستقبلية واحتياجاتو من اليد العاملة القادرة على التوافق مع ادلستجدات التكنولوجية والعلمية سريعة التطور وعلى ادلنافسة عادليا. ىذه ادلادة الدراسية إلزامية مبنية موزعة ومدرجة يف التوقيت األسبوعي دلختلف مستوايت التعليم الثانوي ربتوي على تقدم أدوات توعية وآليات تنفيذية وأخرى تقوؽلية للتأكد من إحداث التيي ت ادلنشود يف سلوك التلميذ ادلعاق حركيا. يتم تقدؽلها من طرف مدرس سلتص يساىم يف بلورة شخصية التلميذ ادلعاق حركيا من مجيع النواحي احلركية منها النفسية واالجتماعية كما يعمل على منحو رصيدا صحيا يضمن لو توازان سليما وتعايشا منسجما مع احمليط اخلارجي منبعو سلوكات فاضلة سبنحو فرصة االندماج الفعلي ابعتباره األقرب من تالميذه من ادلدرس ت اآلخرين معتمدا يف ذلك على النشاط احلركي الذي ؽليز مادة ال تبية البدنية والرايضية. وانطالقا من الدور الفاعل الذي يضطلع بو مدرس ال تبية البدنية والرايضية يف التعليم الثانوي وإؽلاان بفعالية التأث ت الذي ػلدثو من خالل مادتو الدراسية دلساعدة التلميذ ادلعاق حركيا على ربقيق نوع من التفاعل واإلدماج االجتماعي يف سلتلف ميادين احلياة جاءت ىذه الدراسة ادليدانية لتقدم مقاربة سوسيولوجية تكمن أعليتها يف أهنا تساىم بشكل كب ت يف التعرف على واقع التلميذ ادلعاق حركيا يف مرحلة التعليم الثانوي من خالل مشاركتو وشلارستو لنشاط ال تبية البدنية والرايضية مع زمالئو العادي ت اليت تسعى من خالذلا وزارة ال تبية الوطنية إىل ربقيق التكيف النفسي واإلدماج االجتماعي للتلميذ ادلعاق حركيا حىت ال يكون منعزال عن اجملتمع. كما هتدف إىل معرفة كيف يساىم مدرسي ال تبية البدنية والرايضية يف ربقيق اإلدماج االجتماعي للتلميذ ادلعاق حركيا من خالل رلرى عملهم ال تبوي. 1 مدخل منهجي. 1 1 مشكلة الدراسة وفرضياهتا: تشكل الفئة ادلعاقة حركيا يف العامل بتنوع درجتها ما ب ت الصعبة أو ادلتوسطة أو البسيطة ومن حيث أسباهبا وراثية أو مكتسبة جزءا من البنية االجتماعية ألي رلتمع ما نظرا لذلك أصبحت العديد من الدول تويل اىتماما هبذه الفئة على اعتبارىا عضوا فعاال يف اجملتمع. ومن ب ت ىذه الدول صلد اجلزائر اليت مرت دبراحل سلتلفة بداية من سللفات االستعمار الفرنسي مرورا إىل الف تة اليت سبيزت دبا يسمى ابلعنف واإلرىاب انىيك عن حوادث العمل وادلرور. ىذه العوامل جعلت اجلزائر تدرك فائدة االىتمام ابألفراد ادلعاق ت حركيا حبيث شرعت يف بناء اذلياكل التعليمية ادلتخصصة من مدارس اثنوايت جامعات ومعاىد تكوينية ومهنية أتخذ على عاتقها تعليم ىذه الفئة وتكوينها وابلتايل إدماجها يف اجملتمع ابختالف مؤسساتو. إضافة إىل ذلك سعت إىل توف ت سلتلف الربامج واألنشطة ادلدرسية يف ىذه اذلياكل التعليمية ادلالئمة لقدرات ىذه الفئة واستعداداهتا اليت هتدف إىل مساعدهتا على ربقيق التوافق النفسي واالجتماعي إعاقتها وجعلها أكثر اندماجا يف احلياة االجتماعية. وتقبل ومن ب ت ىذه الربامج واألنشطة ادلدرسية اليت تطبقها اجلزائر يف سلتلف اذلياكل التعليمية وخاصة يف مرحلة التعليم الثانوي اليت تعد من ركائز النظام التعليمي ليس فقط بسبب موقعها كهمزة وصل ب ت مرحليت التعليم األساسي والتعليم العايل وإظلا أيضا ألهنا سبثل مرحلة منتهية وموصلة يف آن واحد. فالتعليم الثانوي يعمل من انحية على زبريج الشهادات ادلتوسطة من ادلوظف ت والفني ت ومن انحية أخرى يؤىل ادلتعلم ت لاللتحاق ابجلامعات وادلعاىد العليا دلن يرغب منهم يف مواصلة تعليمو العايل يف سلتلف التخصصات لتحقيق اإلدماج االجتماعي ذلذه الفئة داخل اجملتمع ابختالف مؤسساتو ابعتبارىا الفئة الوحيدة القادرة على االلتحاق دبدرسة 837
عادية مقارنة ابلفئات األخرى اليت يصعب درلها كفئة الصم البكم وادلتخلف ت عقليا. إدراج مادة ال تبية البدنية والرايضية كمادة دراسية إلزامية ضمن ادلنهاج الرمسي ويف التوقيت األسبوعي جلميع مستوايت التعليم الثانوي حبيث تساىم ىذه األخ تة وإىل حد بعيد يف تنمية الروح الوطنية وخصال التمدن والدؽلقراطية من حيث أن التالميذ ادلعاق ت حركيا ينشؤون على اح تام عدد من القواعد وعلى اختيار قادة الفريق واكتساب روح التسامح والتحلي ابلروح الرايضية خالل ادلنافسات وادلبارايت. كما أهنا تساعدىم على التعرف على قدراهتم اجلسمية وعلى التضامن بينهم حدودىا. وىي بذلك تسهل ظهور رلموعة من ادلواقف والتصورات االجتماعية وترسخ روح وتشيع خصال ادلعاشرة احلسنة وادلعاملة الطيبة ب ت أف ارد اجملتمع. فمساعدة التلميذ ادلعاق حركيا على ربقيق التوافق النفسي واالجتماعي وجعلو أكثر اندماجا يف اجملتمع ال يتحقق إال بوجود مدرس ت سلتص ت يشرفون على تلق ت مادة ال تبية البدنية والرايضية ابعتبارىم األكفأ واألقدر على بناء شخصية التلميذ ادلعاق حركيا وصقلها من الناحية البدنية االجتماعية وادلعرفية وتنمية قد ارتو وحسو اخللقي واالجتماعي ليصبح عضوا منتجا يف اجملتمع يساىم يف ترقية رلتمعو وتقدمو. وبذلك يكون مدرسي ال تبية البدنية والرايضية ىم الذين يقفون خلف ىذا العطاء من خالل سلتلف ادلهام اليت يقومون هبا يف رلرى عملهم ال تبوي. وعليو ؽلكننا أن نطرح التساؤل التايل: وىو كيف يساىم مدرسي ال تبية البدنية والرايضية يف االجتماعي للتالميذ ادلعاق ت حركيا من خالل رلرى عملهم ال تبوي وعليو مت صياغة الفرضية التالية : التعليم الثانوي يف ربقيق اإلدماج * يساىم مدرسي ال تبية البدنية والرايضية يف ربقيق اإلدماج االجتماعي للتالميذ ادلعاق ت حركيا عن طريق إشراكهم وربفيزىم دلمارسة النشاط الرايضي ادلنظم ادلستمر واذلادف دون إعفائهم منو. 1 2 املفاهيم املستعملة يف الدراسة: اشتملت ىذه الدراسة على عدد من ادلفاىيم اليت ينبيي تعريفها ذبريداي وإجرائيا وىي على النحو التايل: 1 2 1 مفهوم الدور: ىو رلموعة األنشطة أو األظلاط السلوكية اليت يقوم هبا من يشتيل مكانة اجتماعية معينة يف الواقع أو يتوقع أن يقوم بو. وللدور االجتماعي مستواين علا: الدور التوقعي الذي يش ت إىل رلموعة األنشطة واألظلاط السلوكية اليت يتوقع شلن يشيل مكانة اجتماعية أن يقوم هبا مثال األنشطة ادلدرسية من ادلتوقع أن يقوم هبا ادلعلم أو ادلتعلم. والدور الواقعي الذي يش ت إىل رلموعة األنشطة واألظلاط السلوكية اليت يقوم هبا ابلفعل من يشيل مكانة اجتماعية أي أنو السلوك الفعلي الواقعي الذي يقوم بو ادلعلم أو ادلتعلم. )نواف أ. 160(. 2008: ونع ت بو يف ىذه الدراسة الدور الذي يقوم بو مدرس ال تبية البدنية والرايضية يف التعليم الثانوي وادلتمثل يف ربفيز التلميذ ادلعاق حركيا على ادلشاركة يف النشاط الرايضي وخلق التفاعل بينو وب ت التالميذ العادي ت من أجل ربقيق اإلدماج االجتماعي لديو داخل اجملتمع ادلدرسي وخارجو من خالل النشاط الرايضي ادلمارس. 1 2 2 مفهوم املدرس: تش تكلمة مدرس إىلكل شخص مكلف يف ادلؤسسات ال تبوية ب تبية وتعليم ادلتمدرس ت كما يعرف أيضا أبنو شخص مؤىل يتوىل تعليم ادلتمدرس ت دبؤسسة حكومية أو خاصة. الدراسة مدرس ادلرحلة الثانوية الذي )بدوي أ. :1986 295(. ونع ت بو يف ىذه يشرف على تدريس مادة ال تبية البدنية والرايضية وذلك الفرد ادلؤىل الذي يساعد على تصريف فائض الطاقة احليوية لدى التالميذ ادلعاق ت حركيا كما يدرهبم على تفريغ شحنة نشاطهم اجلسمية هبدوء وبدون عنف. وابلتايل يساىم يف إدماجهم داخل اجملتمع ادلدرسي بصفة خاصة وإعادة إدماجهم داخل اجملتمع ابختالف مؤسساتو بصفة عامة. 1 2 3 مفهوم الرتبية البدنية والرايضية: ىي مادة تعليمية تساىم ابلتكامل مع ادلواد األخرى وبطريقتها اخلاصة يف ربس ت قد ارت التلميذ يف رلاالت متعددة منها : 838
رلال السلوك احلركي واللياقة البدنية: عن طريق العديد من األنشطة التطبيقية ادلتنوعة. رلال القدرات ادلعرفية: بفضل حاالت لعب ملموسة واليت غالبا ما تتطلب حلوال دلسائل معقدة. اجملال العاطفي االجتماعي: بفضل العالقات الديناميكية الناذبة عن التنظيم وادلواجهة ما ب ت الفرق. كما تشكل ىذه ادلادة مظهرا ثقافيا ىاما يف اجملتمع العصري يساعد التلميذ على إثراء معارفو وتوسيع إمكاانتو من اختيار مه ت والتوجو ضلو أنشطة ترفيهية سليمة يف حياتو ادلستقبلية. وهبذا تساىم ال تبية البدنية والرايضية يف تكوين شخصية التلميذ وإدماجو الفعلي ضمن اجملتمع. )مديرية التعليم الثانوي العام. 03:1996(. ونع ت هبا يف ىذه الدراسة تلك ادلادة الدراسية ادلدرجة ضمن ادلنهاج الرمسي يف التعليم الثانوي ابختالف مستوايتو التعليمية وتلك ادلادة اإللزامية جلميع التالميذ اليت ذلا برارلها وطرائق تدريسها وتوقيتها اخلاص هبا واليت يتم تقدؽلها من طرف مدرس سلتص يسهر على تعليم التلميذ ادلعاق حركيا كيفية التعايش العمل مع اآلخرين معرفة القيم والقواعد االجتماعية واح تامها وربس ت قدراتو واستعداداتو احلسية احلركية االجتماعية العاطفية وادلعرفية... بصفتو األقرب من تالميذه ألنو يستعمل أنشطة بدنية تسهل لو االتصال والتعب ت الكلي عن شخصيتو. 1 2 4 مفهوم املعوق حركيا: ىو ذلك الفرد الذي تعوق حركتو ونشاطو احليوي فقدان أو خلل أو عاىة أو مرض أصاب عضالتو أو مفاصلو أو عظامو بطريقة ربد من وظيفتها العادية. ويكون الفرد ذا اإلعاقة احلركية مقيدا يف التفاعل مع البيئة اليت تقيد رغباتو.)بدر الدين ك. 54(. 2001: ونع ت بو يف ىذه الدراسة ذلك التلميذ ادلعاق حركيا الذي فقد أحد أجزاء جسمو أو أصيب بعاىة أو تشوه سواء كانت انذبة عن أسباب خلقية أو مكتسبة والذي يدرس دبدرسة عادية كونو يعد من ب ت الفئات الوحيدة القادرة على االلتحاق دبدرسة عادية مقارنة ابلفئات األخرى اليت يصعب درلها والذي يسعى إىل تنمية قدراتو استعداداتو ومهاراتو من خالل سلتلف الربامج واألنشطة ادلدرسية اليت يشرف على تطبيقها رلموعة من الفاعل ت ال تبوي ت ابختالف زبصصاهتم. 1 2 5 مفهوم اإلدماج االجتماعي: ويقصد بو حسب الشعار العام الدويل للمعاق ت ادلساواة وادلشاركة الكاملة ابعتبار أن من حقوق ادلعوق ىو التمتع ابحلياة الطبيعية اخلالية من أي نقص وذلك بتوف ت برامج اقتصادية واجتماعية تسهل عملية الدمج. وىو يف جوىره مفهوم اجتماعي أخالقي انبع من حقوق اإلنسان اليت تنادي بعدم التمييز أو العزل نتيجة إلصابة الفرد إبعاقة وتقد م كافة اخلدمات اليت ػلتاجها ادلعاقون يف على عدم عزذلم يف أماكن خاصة منفصلة خاصة هبم. وينقسم اإلدماج إىل نوع ت: البيئة العادية اليت ػلصل فيها أقارهبم العاديون على نفس ىذه اخلدمات مع العمل أ اإلدماج اجلزئي: ويقصد بو إد ارج ادلعوق ضمن رلموعة األف ارد العادي ت مع توف ت اخلدمات اخلاصة بو عند الضرورة. ب اإلدماج الكلي: ويقصد بو إدماج ادلعوق يف مجيع منظمات اجملتمع الذي يعيش فيو لزايدة قدرة اجملتمع على استيعاب أكرب قدر من ادلعاق ت يف النظم. )رزاق م. 61(. 2007: ونع ت بو يف ىذه الدراسة قدرة مدرس ال تبية البدنية والرايضية يف التعليم الثانوي على إحداث نوع من التوازن التفاعل التكيف التقبل من طرف اجملتمع التمتع حبق العمل حرية التحرك مواصلة الدراسة لدى التلميذ ادلعاق حركيا أي مساعدتو على التيليل واالندماج االجتماعي داخل اجملتمع ابختالف مؤسساتو دون حواجز أو الشعور ابلنقص واالختالف دبع ت تصبح لو نفس احلقوق والواجبات اخلاصة ابألفراد العادي ت. 839
1 3 منهج الدراسة وأدواهتا: يتمثل ادلنهج ادلتبع يف إجراء ىذه الدراسة يف وصف وربليل البياانت اليت تتمثل يف ادلعلومات اليت يقدمها مدرسي التعليم الثانوي دلادة ال تبية البدنية والرايضية جبميع اثنوايت مدينة معسكر أي ذبمع البياانت اليت تستجيب الختبار الفرضيات مث يتم وصفها حسب طبيعتها وربليلها وأخ تا تفس ت ما سبخضت عنو من نتائج. وتتمثل األداة اليت مت االعتماد عليها يف مجع البياانت وادلعطيات ادليدانية يف: ادلقابلة الرمسية أو كما تسمى ادلقابلة ادلقننة ادلوجهة إىل مدرسي التعليم الثانوي دلادة ال تبية البدنية والرايضية جبميع الثانوايت اليت مت اختيارىا حيث بلغ عدد ادلقابالت ب: )13( مقابلة. وىذا حسب عدد ادلدرس ت ادلوجودين بكل اثنوية ىي زلل الدراسة. ولقد استخدمنا ىذا النوع من ادلقابلة وفق خطة معينة أو دليل عمل يقودان إىل ربقيق اليرض ادلطلوب. وكانت جل األسئلة ادلطروحة تدور حول تصورات واذباىات مدرسي التعليم الثانوي دلادة ال تبية البدنية والرايضية حول كيف يساىم مدرس ال تبية البدنية والرايضية يف الثانوية من خالل مادتو ابعتباره عنصرا أساسيا من عناصر ادلنظومة ال تبوية وعضوا فاعال يف إدماج فئة التالميذ ادلعاق ت حركيا داخل اجملتمع ابختالف مؤسساتو حىت ال تكون فئة منعزلة عن اجملتمع بل تكون قادرة تقدمو ورقيو. على التكيف االندماج والتفاعل االجتماعي. وابلتايل تصبح فئة منتجة يف اجملتمع تساىم يف 1 4 عينة الدراسة: اعتمدت ىذه الدراسة على العينة القصدية يف اختيار أفرادىا حبيث مت اختيار أفراد عينة دراستنا من مدرسي التعليم الثانوي دلادة ال تبية البدنية والرايضية فقط والذي يعملون يف )07( اثنوايت موجودة كلها دبدينة معسكر حيث بلغ عددىا ب: )13( مبحوث ؼلتلفون يف ادلعطيات السوسيو مهنية. وتتمثل الثانوايت اليت أجريت فيها الدراسة ادليدانية يف: اثنوية مجال الدين األفياين اثنوية أيب رأس الناصري اثنوية األم ت خالد اثنوية عبد اجمليد مزاين اثنوية مكيوي مأمون اثنوية زلي الدين بن مصطفى الراشدي اثنوية بيداد بومدين. 2 نتائج الدراسة امليدانية. - 1-2 واقع التالميذ املعاقني حركيا داخل النسق املدرسي: إن ما ؽليز التلميذ ادلعاق حركيا بتنوع درجة إعاقتو ب ت الصعبة أو ادلتوسطة أو البسيطة ومن حيث أسباهبا وراثية كانت أو مكتسبة عن غ ته من ادلعوق ت اآلخرين )كفئة الصم البكم وادلتخلف ت عقليا( إمكانية التحاقو دبدرسة عادية تشرف على تعليمو وتكوينو مع غ ته من التالميذ العادي ت وابلتايل تتمكن من إدماجو يف احلياة االجتماعية حىت ال يكون منعزال عن اجملتمع بل قادرا على العيش داخل النسق االجتماعي الكلي. ويتمكن من احلصول على االح تام والتقدير اجملتمعي لكن ىناك إشكال يطرح بصفة متكررة حول ىؤالء التالميذ ادلعاق ت حركيا من قبل كافة األسرة ال تبوية حول درلهم يف نفس الصفوف مع غ تىم من التالميذ العادي ت أم غلب عزذلم يف صفوف خاصة تناسب حاجاهتم وقدراهتم اجلسدية والنفسية. "فهناك من يرى ضرورة تعليم التلميذ ادلعاق حركيا ضمن برامج تربوية عادية دون أن ؼلصص لو برامج موازية يف نطاق ال تبية اخلاصة.")عبد الصبور م. 25( 2003: ألن دمج التالميذ ادلعاق ت حركيا ضمن مدارس عادية وتعليمهم مع تالميذ عادي ت يعترب البديل ال تبوي الناجح لضمان بيئة طبيعية مناسبة بعيدة عن العزل اإلقصاء و التهميش يستطيع من خالذلا التلميذ ادلعاق حركيا أن يتواصل يتفاعل يتعايش ويتعامل مع غ ته من التالميذ العادي ت وؽلارس حياتو التعليمية واالجتماعية بصورة أكثر فاعلية وإنسانية. زايدة على ذلك الربامج واألنشطة ال تبوية اليت يتلقاىا ىذا التلميذ يف ادلدارس اخلاصة ال زبتلف عن الربامج واألنشطة ال تبوية ادلقررة يف ادلدارس العادية لذا ينبيي اجلمع ب ت التالميذ ادلعاق ت حركيا والتالميذ العادي ت يف مدرسة واحدة دون عزذلم عن بعضهم البعض ألن عملية العزل ذبعلهم يشعرون بنوع من اإلحباط الدونية اخلجل من إعاقتهم وانعكاس ذلك على 840
سلوكهم الذي ؽلكن أن يكون انطوائيا أو عدوانيا.ويف ىذا الصدد يصرح بعض ادلبحوث ت لنا بقوذلم: "إن التحاق التالميذ ادلعاق ت حركيا ابدلدارس العادية مع التالميذ العادي ت ويف صف دراسي مش تك وربت برانمج أكادؽلي موحد يعترب شكال من أشكال اإلدماج األكادؽلي الذي غلعلهم يعون بذواهتم ويقروهنا وػلققون استقالليتهم ويكونون قادرين على التواصل االجتماعي مع سلتلف أفراد اجملتمع." وإلصلاح عملية الدمج االجتماعي لدى التلميذ ادلعاق حركيا يش تط حسب ما صرح بو لنا معظم ادلبحوث ت بقوذلم: "ينبيي توف ت رلموعة من الظروف والعوامل إلصلاح ىذه العملية كتهيئة التالميذ العادي ت اإلدارة ادلدرسية أولياء التالميذ ادلعاق ت حركيا وغ ت ادلعاق ت مع توف ت اإلمكانيات ادلادية والبشرية ادلؤىلة لتحقيق اإلدماج االجتماعي لدى ىؤالء التالميذ." فمن خالل ىذه الشروط ؽلكننا أن نفهم أن ربقيق عملية الدمج تتوقف على توف ت مقومات أساسية أعلها مدرس ت ذوي خربات وكفاءات سلتلفة يف اجملاالت الصحية االجتماعية ال تبوية والنفسية الذين يعدون إعدادا سليما دلمارسة أدوارىم ال تبوية والتعليمية. إضافة إىل توف ت وسائل وذبهيزات بيداغوجية مناسبة للتالميذ ادلعاق ت حركيا تساعدىم على ربس ت مستواىم الدراسي. يضاف إىل ذلك ينبيي هتيئة كافة أفراد النسق ادلدرسي لتقبل فكرة الدمج ب ت ىؤالء التالميذ يف صف دراسي مش تك وىذا راجع لنظرة أفراد اجملتمع ادلدرسي ضلو ىذه الفئة اليت ىي نظرة سالبة مصحوبة بنظرة فيها امشئزاز عدم تقدير وعدم اح تام خلصوصيات ىذه الفئة. فعملية الدمج ىذه تسعى إىل توف ت الفرص ال تبوية واالجتماعية ادلناسبة للتلميذ ادلعاق حركيا يف الصفوف العادية دبع ت وضعو يف أقل البيئات ال تبوية تقييدا وإعطاء الفرصة جلميع ىؤالء التالميذ من أجل إبراز قدراهتم ومهاراهتم على ادلشاركة يف مجيع األنشطة ادلدرسية وبدون استثناء وكذا العمل على تشجيع التالميذ غ ت ادلعاق ت على قبول التالميذ ادلعاق ت حركيا وحثهم على تفهم واح تام الفروقات الفردية ادلوجودة بينهم إضافة إىل منع عزذلم من غ ت مربر والرغبة يف إبعاد الشعور السليب الذي ينتاهبم بسبب العزل الذي يتعرضون لو. "وىناك من يعارض تعليم التلميذ ادلعاق حركيا مع التالميذ العادي ت ضمن مدرسة عادية ويرى أبن يكون تعليم ىذه الفئة من التالميذ ضمن مدرسة خاصة لتدريبهم وتعويضهم عن النقص الذي يعانون منو." )منسي ح. 95 ( 2003: ألن وجود التلميذ ادلعاق حركيا يف مدرسة عادية غلعلو يشعر ابخلوف والعجز وبتقليلو من تقدير ذاتو كما تتكون لديو عقدة النقص ويكون سلوكو غ ت مفهوم مقارنة مع غ ته الناتج عن طابعو القهري والعدواين إلحساسو الدائم ابلعجز والنقص شلا يتسبب يف ردود فعل تنعكس يف تفاعلو مع التالميذ غ ت ادلعاق ت. "وتتمثل الياية من تعليم ىؤالء التالميذ يف مدارس خاصة يف سهولة تعليم ىذه الفئة ألن ىذه ادلدارس تتوفر فيها ذبهيزات ووسائل بيداغوجية مناسبة لكل معاق حسب درجة إعاقتو كما تتوفر فيها اخلدمات التعليمية والعالجية يف نفس الوقت يضاف إىل توفرىا على مساحات واسعة يتمكن من خالذلا ىذا التلميذ من التنقل بسهولة وبدون مساعدة اآلخرين لو." )مصطفى ح. 26(. 1996: ويف ىذا الصدد يرى بعض مدرسي ال تبية البدنية والرايضية حسب تصرػلاهتم: "أبن عملية دمج التالميذ ادلعاق ت حركيا مع التالميذ العادي ت يف مدرسة عادية يعترب عمل غ ت إنساين ألنو من الناحية ال تبوية ال ؽلكن ذلذا التلميذ أن يتلقى أقصى ما ؽلكن من التعليم الذي تتيحو لو قدراتو وإمكانياتو مقارنة مع غ ته من التالميذ العادي ت." ويع ت ذلك أن اىتمام ادلدرس يف ادلدرسة العادية ينصبكلو على التلميذ غ ت ادلعاق أكثر من التلميذ ادلعاق حركيا نظرا لسهولة تفاعل التلميذ العادي مع ادلدرس فعجز التلميذ ادلعاق حركيا على التفاعل بسرعة وسهولة أثناء النشاط الدراسي غلعلو يفقد الكث ت من احلظوظ التعليمية. وىذا ما غلعلو يفقد الثقة ابلنفس وػلس ابلفشل شلا تتولد لديو صفة االنطواء العدوانية واحلقد على الي ت. مث إن عملية دمج ىؤالء التالميذ ادلعاق ت حركيا يف مدرسة عادية تع تضو عدة صعوابت وعراقيل من بينها نذكر: عدم توفر سلتص ت اجتماعي ت نفسي ت وأطباء سلتص ت يف رلال اإلعاقة ألن العزلة اليت أحاطهم هبا اجملتمع تتطلب منهم وقتا أطول ومرافقة أخصائي ت ذلم. إضافة إىل رفض اإلدارة ادلدرسية العادية تسجيلو لعدم تفهمها نوع إعاقتو وكيفية معاملتو وكذا نقص الوسائل 841
وأجهزة التكيف ادلدرسي اليت تساعدىم على مزاولة الدراسة. كما أن معظم األساتذة ال يتقبلون فكرة التعامل مع ىؤالء التالميذ ألهنم يفتقرون إىل التكوين يف ىذا اجملال الذي يعترب أحد ادلطالب األساسية ذلذه الفئة اليت ربتاج إىل تكفل أكرب على اعتبار أن اخللل اجلسماين يؤثر عليها وعلى ربصيلها الدراسي. يضاف إىل ذلك ربسيس التلميذ ادلعاق حركيا ابلشفقة واالىتمام ادلتزايد من طرف اإلدارة ادلدرسية التالميذ غ ت ادلعاق ت ادلدرس ت وكافة أفراد اجملتمع ادلدرسي بسبب عدم وعيهم وهتيئتهم لتقبل ىذا التلميذ واعتباره فاعل اجتماعي ؽلكن أن يكون لو دورا اغلابيا وفعاال يف اجملتمع إذا ما أعطيناه فرصة إلبراز قدراتو ومهاراتو يف عملية اإلبداع داخل النسق ادلدرسي. فكل ىذه الصعوابت والعراقيل تتداخل فيما بينها لتؤثر عليو يف أتدية وظيفتو ادلطلوبة منو داخل الصف الدراسي ألن ىناك عدة عوامل تؤثر على ربصيلو الدراسي وابلتايل على تكيفو ادلدرسي منها العوامل الذاتية اليت ترتبط مباشرة ابلتلميذ ادلعاق حركيا على اعتباره زلور العملية ال تبوية كقدراتو النفسية الفيزيولوجية والعقلية. ففي ىذا الصدد صرح لنا بعض ادلبحوث ت بقوذلم: "إن التلميذ ادلعاق حركيا ي كون صورة ذىنية عن ذاتو جسمو شكلو وىيئتو ألن معظم األفراد ؼلططون حلياهتم بناءا على مفهومهم لذواهتم اجلسمية وقدراهتا والقدرات األخرى ادلرتبطة هبا. وهبذا تؤثر اإلعاقة احلركية وهتدد قدرات ىذا التلميذ على ربصيلو الدراسي حبيث تؤدي إىل إاثرة سلاوفو قلقو وإىل ظهور العديد من ادلشاكل داخل النسق ادلدرسي سواء مع زمالئو العادي ت أو مدرسيو أو إدارتو ادلدرسية..." فالذات هبذا ادلفهوم تعترب جوىر الشخصية وزلدد عام للسلوك فالتلميذ ادلعاق حركيا صلده دائما سواء يف اجملتمع ادلدرسي أو خارجو يعطي مفهوما سلبيا عن ذاتو نتيجة ألثر اإلعاقة ادلصاب هبا. فيعم القصور والعجز على شخصيتوككل وينعكس ذلك على سلوكو فيظهر م تددا ضعيف الثقة يف نفسو وعاجزا عن التوافق مع نفسو شلا غلعلو عرضة للتعب النفسي سريع القلق والتوتر منعزال عن اآلخرين وخائفا منهم فتسوء عالقتو هبم ويعجز عن التفاعل معهم. فجميع ادلشكالت النفسية اليت يقع فيها التلميذ ادلعاق حركيا ىي نتاج الشعور ابلنقص والعجز اجلسدي والصورة اخلاطئة ادلكونة عن ذاتو وقدراتو وإمكانياتو فيعتقد أنو غ ت جدير بتخطي احلوافز وادلنافسات اليت تضعها ادلدرسة واليت مل تتناسب مع إمكانياتو وقدراتو. ابإلضافة إىل العوامل االجتماعية والنظر إليو بنظرة غ ت عادية واعتباره عالة وعبء على اجملتمع ككل فالوسط االجتماعي الذي ينتمي إليو التلميذ ادلعاق حركيا يؤثر على ربصيلو الدراسي من خالل العالقات اليت يقيمها مع غ ته من األفراد وما مدى اندماجو يف اجملتمع الذي يعيش فيو حبيث أن ىذا التلميذ يتأثر أتث تا كب تا ابذباىات أفراد اجملتمع الذي يعيش فيو. فذذا كان اذباه أفراد رلتمعو اخلوف منو الرفض ادلطلق لو عزلو هتميشو وعدم االىتمام بو سواء من قبل أسرتو أو أصدقائو أو غ تىم من األفراد فقد يولد فيو اخلجل اخلوف العدوانية عدم تقديره لذاتو العجز واالستسالم ألثر إعاقتو. أم ا إذاكان اذباه أفراد رلتمعو التعاطف معو التعاون التقبل لو يصبح يشعر ابلثقة ابلنفس الطمأنينة االستقرار وحب التعامل والتفاعل معهم. "فالتلميذ ادلعاق حركيا عندما يدخل يف عالقات اجتماعية مع بيئتو األسرية واخلارجية ويقوم بتقويتها يستطيع التفاعل معهم واالندماج يف ىذه البيئات اليت ىو أبمس احلاجة إىل االنتماء إليها حىت تقل مشاعر اخلوف القلق ويستعيد مشاعر األمن والطمأنينة." )غباري م. 156(. 2003: ويف ىذا الصدد صرح لنا معظم ادلبحوث ت بقوذلم: " إن تقبل اجملتمع بكافة أعضائو ذلذا التلميذ ىو الذي يزوده الثقة ابلنفس وػلسن من مستواه التعليمي من خالل العالقات االجتماعية اليت يكوهنا معهم. أما يف حالة رفض اجملتمع بكافة أعضائو لو فهو الذي يولد لديو شخصية مرضية واليت تولد لديو ىي األخرى الشعور ابلنقص وعدم الدخول يف العالقات االجتماعية شلا يؤدي بو إىل سوء التوافق النفسي واالجتماعي." فكل ما يوجد يف البيئة االجتماعية واألسرية ذلذا التلميذ من عادات تقاليد اذباىات وإمكانيات مادية يؤثر عليو ويو جو سلوكو وغلعل عملية تكيفو مع نفسو ومع احمليط ت بو عملية سهلة أو صعبة. وىذا حسب درجة تقبلو لنفسو وتقبل اجملتمع لو ومدى اندماجو فيو. يضاف إىل ذلك العوامل ادلدرسية اليت ذلا األثر ادلباشر على ربصيلو الدراسي عن طريق أتث ت 842
اجلو ادلدرسي احمليط بو وكذلك أثر ادلناىج ادلدرسية ومدى مالئمتها لقدراتو واستعداداتو. فللعوامل ادلدرسية أعلية ابلية لتحصيل التلميذ ادلعاق حركيا فهي ال تقتصر على التلميذ الذي يعترب زلور العملية التعليمية فقط بل كذلك على ادلدرس ادلناىج ال تبوية ادلقررة واجلانب ادلادي يف العملية التعليمية الذي ؽلثل اجلانب ادلعماري. فذذا كان ادلدرس يلعب دوره على أحسن ما يرام ويراعي احلالة النفسية واجلسمية للتلميذ ادلعاق حركيا. وادلناىج ال تبوية ادلقررة تراعي قدراتو وإمكانياتو. إضافة إىل اجلانب ادلعماري ادلساعد ذلؤالء التالميذ على اعتبارىم فئة خاصة زبتلف عن التالميذ العادي ت فذن كل ىذه العوامل ادلادية والبشرية تدفع بو إىل التحصيل الدراسي اجليد. "ألن التلميذ ادلعاق حركيا عادة ما يتسم بقلة مشاركتو يف النشاطات ادلدرسية عالوة على ذلك لديو عدة مشكالت يف النشاط الزائد تشتت االنتباه االرتباك اخلجل االنسحاب وعادات سلوكية غ ت مناسبة وانضجة على مستوى ادلدرسة شلا يستدعي من ادلدرسة تكييف وسائلها التعليمية ومدرسيها حبيث تساعده على التعلم وتعديل البيئة ادلدرسية والصفية لتتناسب مع حاجاتو التعليمية وال تبوية والعمل على وضع برامج تعليمية تربوية اليت تعد من أىم ادلناىج ادلستخدمة يف تعليم ىؤالء التالميذ." )العزة س. 117(. 2000: ويف ىذا الصدد صرح لنا بعض ادلبحوث ت بقوذلم: "إن اجلو ادلدرسي العام يعترب من ب ت العوامل اذلامة ذات األثر ادللموس يف ادلوقف التعليمي لذا ينبيي هتيئة كافة أفراد النسق ادلدرسي لتقبل فكرة وجود التلميذ ادلعاق حركيا يف نفس الصف الدراسي مع التلميذ العادي. مع العمل على توف ت الوسائل ال تبوية ادلناسبة لقدراتو والطاقات البشرية ذوي الكفاءات ادلهنية وادلؤىلة للتعامل معو. ابإلضافة إىل بناء مناىج دراسية تراعي خصوصياتو الفيزيولوجية النفسية والعقلية." فالنظر إىل التلميذ ادلعاق حركيا بنظرة غ ت عادية واعتباره عالة على اجملتمع ادلدرسي عن طريق عزلو أو هتميشو أو منعو من ادلشاركة يف سلتلف األنشطة ادلدرسية بسبب نقص الوسائل البيداغوجية ادلناسبة وعدم مالئمة ادلناىج الدراسية لقدراتو ومهاراتو ؼللق لو نوع من اإلحباط والضيوطات النفسية الذي ينتج عنو فقدان الثقة يف النفس وشلارسة أعمال عدوانية لذا ينبيي العمل على تكييف كل ما ىو موجود يف اجملتمع ادلدرسي مع قدراتو ومهاراتو وإمكانياتو حىت ال يكون منعزال ال عن اجملتمع ادلدرسي وال عن اجملتمع برمتو بل يكون قادرا على ربقيق التوافق النفسي واالجتماعي سواء داخل النسق ادلدرسي أو خارجو. 2 2 دور مدرسي الرتبية البدنية والرايضية يف حتقيق اإلدماج االجتماعي للتالميذ املعاقني حركيا: يعد مدرس ال تبية البدنية والرايضية يف مرحلة التعليم الثانوي اليت تعترب مرحلة ىامة يف حياة الفرد ابعتبارىا تواكب مرحلة ادلراىقة اليت يصحبها تنظيم جديد يفكث ت من األمور يف حياتو من الناحية اجلسمية النفسية واالجتماعية كفاعل تربوي أوجده اجملتمع لتحقيق أىدافو وغاايتو داخل النسق ادلدرسي. فهو يقوم بدور مهم يف تكوين التالميذ ادلعاق ت حركيا من كافة النواحي كما يعمل على منحهم رصيدا صحيا يضمن ذلم توازان سليما وتعايشا منسجما مع احمليط اخلارجي. وىذا دلا ؽلتاز بو من احتكاك مباشر بتالميذه أكثر من ادلدرس ت اآلخرين يف سلتلف التخصصات معتمدا يف ذلك على النشاط احلركي الذي ؽليز مادة ال تبية البدنية والرايضية "اليت تع ت العملية ال تبوية اليت هتدف إىل ربس ت األداء اإلنساين وإثراء اجلوانب البدنية العقلية االجتماعية والوجدانية للفرد ابستخدام النشاط البدين كأداة لتحقيق أىدافها." )اخلويل أ. 104(. 1998: فهي تعترب من أكثر الربامج ال تبوية ادلدرجة يف ادلرحلة الثانوية ضمن ادلنهاج الرمسي ويف التوقيت األسبوعي جلميع مستوايت التعليم الثانوي ادلقدر ب: )02( ساعات يف األسبوع ىذه األخ تة تسعى إىل أتكيد ادلكتسبات احلركية والسلوكات النفسية واالجتماعية ادلتناولة يف التعليم القاعدي بشقيو االبتدائي وادلتوسط. من خالل أنشطة بدنية ورايضية متنوعة ترمي إىل بلورة شخصية التلميذ ادلعاق حركيا وصقلها من الناحية البدنية ادلعرفية واالجتماعية. فمن خالل الناحية البدنية هتتم ال تبية البدنية والرايضية بتطوير وربس ت الصفات البدنية أما من الناحية ادلعرفية فهي هتدف إىل معرفة تركيبة جسم 843
اإلنسان وبعض القوان ت والقواعد اخلاصة ابأللعاب الرايضية وأساليب الوقاية من احلوادث ادليدانية وفيما ؼلص الناحية االجتماعية فهي رباول ذبسيد روح ادلسوؤلية التعاون التعايش والتفاعل ب ت األفراد وابلتايل ربقيق اإلندماج االجتماعي ذلم داخل ادلدرسة بصفة خاصة واجملتمع ابختالف مؤسساتو بصفة عامة. فهذه ادلساعي واألىداف ال تتحقق إال يف إطار عمل جاد منظم سلطط ومستمر من طرف مدرس ال تبية البدنية والرايضية الذي يعترب عنصرا أساسيا من عناصر ادلنظومة ال تبوية واحملرك والعامل احملوري يف سياق احلركة الرايضية كما يعد عضوا فاعال يف إدماج فئة التالميذ ادلعاق ت حركيا اجتماعيا حىت ال تكون فئة منعزلة عن اجملتمع بل قادرة على التكيف النفسي واالجتماعي وتكون فئة منتجة يف اجملتمع تساىم يف دفع عجلة النمو إىل األمام. ىذا األخ ت يقوم دبجموعة من األدوار يتوخى من خالذلا ربقيق اإلندماج االجتماعي لدى ىؤالء التالميذ. ومن ب ت ىذه األدوار صلد زلاولة القضاء وطرد من ذىنية التلميذ ادلعاق حركيا فكرة التبعية للي ت وعدم االتكال على الي ت لتلبية أبسط حاجاتو اليومية وغرس فكرة االعتماد على النفس يف نفسيتو عن طريق إشراكو وربفيزه دلمارسة سلتلف األنشطة الرايضية ال تبوية ادلق تحة يف كل مستوى تعليمي من مستوايت التعليم الثانوي بنفس الطريقة اليت ؽلارسها غ ته من التالميذ العادي ت دبع ت أن يتيح لو من فرص التعلم بقدر ما يتيح لرفاقو ويف ىذا الصدد صرح لنا معظم ادلبحوث ت بقوذلم: "أن شلارسة التلميذ ادلعاق حركيا للنشاط الرايضي لو أعلية ابلية يف حياتو حبيث من خاللو يستطيع أن يتحرر من االعتماد على غ ته ويس تجع الثقة يف نفسو ويتخلص من العقد النفسية وادلمارسات االنطوائية والعدوانية اليت يعاين منها."كما ػلرص على منع التلميذ ادلعاق حركيا من تقدم شهادة طبية اليت تنص على اإلعفاء من ادلمارسة الرايضية عن طريق ربسيسو بقدراتو الفردية البدنية والذىنية وما مدى إمكانيتو يف ادلشاركة الرايضية مع منحو فرصة تطوير وربس ت قدراتو ومهاراتو ابإلضافة إىل الكشف عن مواىبو والتكفل هبا سواء على مستوى ادلدرسة أو على مستوى األندية ادلختصة. وىذا ما صرح بو لنا ادلبحوث ت بقوذلم: "أننا ضلاول من خالل تبيان أعلية مادة ال تبية البدنية والرايضية ودورىا يف إعداد الفرد الصاحل من خالل تزويده خبربات ومهارات واسعة سبكنو من التكيف مع اجلماعة والوسط الذي يعيش فيو وذبعلو قادرا على تشكيل حياتو وتعينو على مسايرة تطور العصر و تقدمو كما سبكنو من تنمية وتطوير قدراتو البدنية والنفسية و العقلية وذبعلو أكثر مقاومة لألمراض ادلختلفة اليت تصيب جسم اإلنسان من منع التلميذ العادي بصفة عامة والتلميذ ادلعاق حركيا على وجو اخلصوص من التخلي عن ادلمارسة الرايضية." إضافة إىل ذلك ػلاول إعطاء فرصة للتلميذ ادلعاق حركيا دلنافسة زمالئو العادي ت ليربىن على أنو قادر على أن يكون من ب ت األعضاء ذوي فعالية يف اجملتمع من خالل تنظيم مسابقات يش تك فيها التالميذ ادلعاق ت حركيا مع التالميذ العادي ت يف إطار اجلمعية الرايضية والثقافية داخل وخارج ادلؤسسة ال تبوية اليت يعمل هبا مدرس ال تبية البدنية والرايضية. ويف ىذا الصدد صرح لنا بعض ادلبحوث ت بقوذلم: "يف حالة وجود مسابقات ومنافسات رايضية ب ت الثانوايت أو ب ت األقسام أو حىت خارج ادلؤسسة ال تبوية فذننا أنخذ بع ت االعتبار التالميذ ذوي االحتياجات اخلاصة وضلاول اختيار على األقل تلميذ معاق واحد حبيث تسمح لو قدراتو وإمكاانتو ومهاراتو على اجتياز ىذه ادلنافسة أو ادلسابقة الرايضية." وىذا إن دل إظلا يدل على أن مدرس ال تبية البدنية والرايضية يركز ويهتم ابلتلميذ ادلعاق حركيا وبقدراتو وشليزاتو اخلاصة بدال من أن يركز على إعاقتو. ويف نفس الوقت يقوم إباتحة مساحة كب تة للتقبل االجتماعي لدى التالميذ العادي ت الذين يدرسون مع التلميذ ادلعاق حركيا ويعمل على زايدة الوعي لديهم عن التالميذ ذوي االحتياجات اخلاصة بصفة عامة وقضاايىم و احتياجاهتم ابإلضافة إىل تعديل اذباىاهتم وتصوراهتم ضلوىم. فمن ب ت األسباب اليت تعرقل ربقيق مسألة اإلندماج االجتماعي لدى التلميذ ادلعاق حركيا صلد مثال النظرة السلبية للتالميذ العادي ت عن التلميذ ادلعاق "فمعظم التالميذ الذي يتعامل معهم التلميذ ادلعاق حركيا ليس لديهم دراية حولكيفية التعامل معو وكيفية إقامة اتصاالت وعالقات اجتماعية متبادلة معو بشكل سليم ومقبول إذ صلد معظمهم يشعرون ابلشفقة واحلزن 844
عليو ويتجاىلونو ويتياضون عن التعامل معو." )سيد فهمي م. 283(. 2001: فهذه السلوكات واالذباىات السلبية ضلوه ذبعلو يشعر بعدم األمن واالستقرار وبدرجة من اليأس واإلحباط شلا يؤدي إىل فقدانو الثقة ابلنفس وعدم اح تامو لذاتو وقد ي تتب على ذلك انسحابو وعدم تفاعلو مع الوسط االجتماعي الذي يعيش فيو. وىذا ما يثبت أبنو ال يوجد فرد معاق بقدر ما يوجد رلتمع معيق. لذا ينبيي أن نتعامل مع التلميذ ادلعاق حركيا مهما كانت درجة إعاقتو على ضوء ما يشعر بو وما يفكر فيو وأال نتجو إىل ال تكيز على إعاقتو بل هنتم بو ودبا لديو من قدرات و إمكاانت وأن ننظر إليو يف إطار حاجاتو و أىدافو كما ينبيي أن نعمل على هتيئة الظروف أمامو لتنمية قدراتو مع عدم تكليفو أكثر شلا يستطيع ربقيقو وىذا ذبنبا ألن ال يصاب ابإلحباط والشعور ابلنقص واحلرمان. زايدة على ذلك ػلفز التلميذ ادلعاق حركيا على إقامة عالقات اجتماعية مع غ ته من الزمالء العادي ت سواء داخل اجملتمع ادلدرسي أو خارجو دون أن يشعر ابلنقص والعجز أمامهم مؤكدا يف ذلك أبنو يعترب كي ته من أفراد اجملتمع ال ؼلتلف عنهم يف حاجاهتم األساسية وأىدافهم وطموحاهتم ادلختلفة بل لو نفس االحتياجات والتطلعات ادلستقبلية. ويف ىذا الصدد يصرح لنا معظم ادلبحوث ت بقوذلم: "إن عدم شعور التلميذ ادلعاق حركيا ابدلساواة مع زمالئو العادي ت وعدم شعور ىؤالء بكفايتو ذلم يؤدي إىل ظهور استجاابت سلبية لديو ذبعلو ينطوي على ذاتو وينسحب من ىذه اجلماعات والصداقات. وىذا ما يؤثر على ربصيلو الدراسي وعلى تكيفو النفسي واالجتماعي ذلذا ضلاول قدر اإلمكان تشجيعو على االطلراط يف مجاعات من خالل إشراكو يف شلارسة النشاط الرايضي يف ادلسابقات وادلنافسات جعلو قائدا ألحد الفريق الرايضي األخذ بع ت االعتبار أرائو وأفكاره الرايضية..." ويف ىذا اإلطار ػلاول كذلك مساعدة التلميذ ادلعاق حركيا على النظر إىل إعاقتو بشكل عادي وتقبلها مهما كانت درجتها وما يرتبط هبا من أوجو النقص أو القصور. وأن يهتم بتنمية قدراتو النفسية والبدنية فالتلميذ ادلعاق حركيا داخل اجملتمع ادلدرسي صلده يشعر دائما ابلنقص الزائد اخلوف الشديد القلق االكتئاب وعدم األمن بسبب عاىاتو ادلختلفة شلا يلجأ إىل االنسحاب والعزلة وإىل التقليل من تقدير ذاتو خاصة يف ادلواقف االجتماعية اليت تتميز ابلتنافس والتميز. لذا صرح لنا بعض ادلبحوث ت بقوذلم: "أننا ضلاول من خالل النشاط الرايضي الكشف عن ادلواىب ادلهارات القدرات واإلمكاانت اليت يتميز هبا التلميذ ادلعاق حركيا مث نقوم بتحسيسو دبدى قدرتو على العمل ادلنافسة التميز والتفوق على غ ته من الزمالء العادي ت من خالل ما ؽللكو من قدرات ومهارات سلتلفة ابلرغم من إعاقتو اجلسدية." يضاف إىل ذلك زلاولتو دلساعدة التلميذ ادلعاق حركيا على التيلب على نظرة اجملتمع لو اليت تتميز ابلشفقة واحلماية الزائدة أحياان واليت تتميز ابلرفض اإلعلال االستهزاء واالبتعاد عن التعامل معو يف بعض األحيان. عن طريق العمل على تطوير وربس ت قدراتو وإمكاانتو اليت يتميز هبا واليت من خالذلا يتمكن من العمل التعايش التفاعل مع اجلماعة اليت يعيش يف وسطها وابلتايل يصبح فردا انفعا ومقبوال ومنتجا يف رلتمعو يساىم يف تقدمو ورقيو. كما يسعى إىل ربقيق مبدأ ادلساواة ب ت التالميذ ادلعاق ت حركيا والتالميذ العادي ت اليت تنادي بو األداين السماوية وإعالانت حقوق اإلنسان واإلعالانت الدولية حلقوق ادلعوق ت بصفة عامة عن طريق درلهم دلمارسة النشاط الرايضي دون عزذلم وإعفائهم من ىذا النشاط ال تبوي والتعليمي اذلادف إىل ربقيق التكيف النفسي واالجتماعي لديهم. "فوضع التلميذ ادلعاق حركيا مع زمالئو العادي ت يف فصول عادية والسماح لو دبمارسة النشاط الرايضي غلعلو يشعر أبنو يعيش يف بيئتو الطبيعية وىذا ما يساىم يف رفع معنوايتو ويدعم تفاعالتو الشخصية واالجتماعية مع أقرانو العادي ت بتقليده لسلوكياهتم السوية الصادرة عنهم." )اخلطيب ج. 257(. 1992: إن عملية ربقيق اإلدماج االجتماعي للتالميذ ادلعاق ت حركيا ابعتباره ىدفا يصبو إليو مدرسي ال تبية البدنية والرايضية ىو أمسى مستوى يصلو التلميذ ادلعاق حركيا حبيث يصبح قادرا على تلبية سلتلف حاجياتو األساسية بنفسو واالعتماد على نفسو دون غ ته من األفراد داخل اجملتمع ادلدرسي أو خارجو. وعليو يتمكن من ربقيق التوافق النفسي والتكيف االجتماعي لكن نظرا لضعف 845
الثقافة السائدة يف اجملتمع برمتو بصفة عامة واجملتمع ادلدرسي على وجو اخلصوص إضافة إىل نقص اإلمكانيات ادلادية والبشرية ادلؤىلة لتحقيق عملية اإلدماج االجتماعي لدى التلميذ ادلعاق حركيا تصادف ذبسيد ىذه العملية من طرف مدرسي ال تبية البدنية والرايضية عدة معوقات وىذا حسب ما صرح لنا بو كافة ادلبحوث ت ويف جل الثانوايت اليت ىي زلل الدراسة. ومن ب ت ىذه ادلعوقات أو العراقيل نذكر: - نقص وعدم توفر اللوازم البيداغوجية الكافية وادلعدة لعملية شلارسة النشاط الرايضي ادلكيف لذا ينبيي على وزارة ال تبية والتعليم أن تعمل على إغلاد وسائل بديلة داخل ادلؤسسات ال تبوية الستكمال النقص اجلسدي أو احلركي واليت تتوافق مع نوع اإلعاقات احلركية ادلوجودة بداخلها. اخللفية الثقافية ألفراد األسرة ال تبوية برمتها ذباه التالميذ ذوي االحتياجات اخلاصة بصفة عامة واليت ذبعل التلميذ ادلعاق حركيا على وجو اخلصوص عنصرا متخاذال يف ادلؤسسة ال تبوية حبيث ال يشارك وال يويل لو أي اىتمام يف أي نشاط تربوي أو رايضي أو ثقايف تقوم بو ىذه األخ تة. ذلذا البد من تفهم كافة أفراد اجملتمع ادلدرسي وبدون استثناء ذلذا التلميذ والتعامل معو بطريقة عادية خالية من العزلة أو التدليل دبع ت ال إفراط وال تفريط يف ادلعاملة. النمط الثقايف لدى التلميذ ادلعاق حركيا ونظرتو إىل إعاقتو وشعوره الدائم ابلنقص العجز عدم األمن واالستقرار والذي يؤدي إىل اختالل شخصيتو العامة وعزلتو وانطوائو على نفسو وشلارستو لسلوكات عدوانية تؤدي بو إىل االنسحاب من شلارسة النشاط الرايضي ويف بعض األحيان تؤدي بو إىل االنسحاب من اجملتمع ادلدرسي كليا. فمسألة ذبسيد اإلدماج االجتماعي لدى التلميذ ادلعاق حركيا ترتبط ارتباطا وثيقا بثقافتو وبنظرتو للحياة وطموحاتو ادلستقبلية فذذا كان ىذا األخ ت ذا ىدف مسبق يف حياتو فبذمكانو توجيو قدراتو وطاقاتو صوب ربقيق ىدفو ادلنشود. لذلك ينبيي من وزارة ال تبية والتعليم أن تعمل جاىدة على توف ت برامج التأىيل النفسي واالجتماعي داخل ادلؤسسة ال تبوية اليت ت ع ت دبساعدتو على ربقيق التوافق النفسي واالجتماعي مع اآلخرين وتتكفل دبساعدتو على تقبل إعاقتو وجعلو أكثر اندماجا يف احلياة االجتماعية. نقص ب ارمج التأىيل الطيب اليت تساىم يف أتىيل التلميذ ادلعاق حركيا من الناحية اجلسدية ذلذا يستلزم من السلطات ادلعنية أبمور ال تبية والتعليم أن تتعاون مع السلطات ادلكلفة ابلصحة ادلدرسية لتزويد ىذا التلميذ ابألط ارف الصناعية ادلناسبة واستخدام العالج الطبيعي الذي يساعده على شلارسة النشاط الرايضي وابلتايل يتمكن من ربقيق التكيف النفسي واإلدماج االجتماعي داخل اجملتمع. - عدم إدلام مدرسي ال تبية البدنية والرايضية بكيفية التعامل مع التلميذ ادلعاق حركيا وربديد احتياجاتو النفسية الطبية واالجتماعية لذا ينبيي من تكثيف الدوارت ال تبصية والتكوينية اليت تساعدىم على أتدية مهامهم ادلنوطة هبم داخل اجملتمع ادلدرسي وأثناء حصة ال تبية البدنية و الرايضية على وجو اخلصوص واليت تتمثل يف مساعدة التلميذ ادلعاق حركيا على االندماج يف اجملتمع. انعدام التعاون والتنسيق ب ت أسرة التلميذ ادلعاق حركيا واجملتمع ادلدرسي وادلؤسسات االجتماعية وال تبوية األخرى فيما يتعلق دبساعدتو على التفاعل التعايش التكيف تكوين عالقات اجتماعية واالندماج مع الوسط االجتماعي الذي يعيش فيو ويتعامل معو ابعتباره فرد من أف ارد اجملتمع لو نفس احلقوق وعليو نفس الواجبات. ذلذا ينبيي إقامة محالت ربسيسية سواء يف ادلدرسة أو وسائل اإلعالم أو اجلمعيات اخلاصة ابدلعاق ت... تب ت دور كل مؤسسة من مؤسسات التنشئة االجتماعية اذباه التلميذ ادلعاق حركيا. 846
خامتة: إن للنشاط البدين والرايضي يف مرحلة التعليم الثانوي اليت تعترب العمود الفقري يف العملية التعليمية دوراكب تا يف حياة التلميذ ادلعاق حركيا وظلوه فممارسة الرايضة بنظمها وقواعدىا السليمة وأشكاذلا ادلتعددة من طرف ىذا التلميذ يعترب ميداان ىاما من ميادين ال تبية وعنصرا قواي يف إعداد وتنمية وتطوير كل اجلوانب ادلتعلقة بشخصيتو منها اجلوانب النفسية اجلسدية العقلية واالجتماعية. ويتم ذلك من خالل تزويده خبربات مهارات قيم معاي ت وقواعد واسعة سبكنو من ربقيق التوافق النفسي واالجتماعي وذبعلو قادرا على تشكيل حياتو االعتماد على نفسو تقدير ذاتو اكتشاف قدراتو وإمكانياتو العمل على ذباوز الشعور ابلنقص والعجز أو شلارسة أعمال عدوانية أو االنطواء على الذات أو ذبنب الدخول يف عالقات اجتماعية ىذا من جهة. ومن جهة أخرى سبكنو من احملافظة على سالمة اجلسم تقوية العضالت تنشيط عمل الدورة الدموية واحملافظة على خفة احلركة ورشاقة اجلسم. فمن خالل ىذه الدراسة ادليدانية يتضح لنا وبصورة جلية أبن للنشاط البدين والرايضي أثر إغلايب وفعال يف حياة التلميذ ادلعاق حركيا إذ أنو مل يعد يقتصر على سبرينات عضلية فقط أو أنو رلرد نشاط رايضي عابر ومسلي بل دلمارستو عدة أىداف يسعى مدرسي ال تبية البدنية والرايضية يف التعليم الثانوي من خالل مادهتم ادلسطرة ضمن ادلنهاج الرمسي ويف التوقيت األسبوعي إىل ذبسيدىا عن طريق إشراك التلميذ ادلعاق حركيا وربفيزه دلمارسة ىذا النشاط ال تبوي اذلادف إىل القضاء على إحساسو ابلنقص واالعتماد على الي ت. كما يهدف إىل تيي ت تلك النظرة السلبية ألفراد اجملتمع اذباىو واليت بواسطتها يظهر ذلم أبنو غ ت عاجز وإبمكانو أتدية الكث ت من الوظائف اليت يؤديها غ ته من األفراد العادي ت سواء داخل اجملتمع ادلدرسي أو اجملتمع ككل. وابلتايل يتمكن من ربقيق اإلدماج االجتماعي لدى التلميذ ادلعاق حركيا داخل اجملتمع ابختالف مؤسساتو ابعتباره فاعل اجتماعي ؽلكن أن يكون لو دور فعال يف تقدم اجملتمع ورقيو إذا ما توفرت لديو سبل واس تاتيجيات اإلدماج االجتماعي والتأىيل الطيب ادله ت النفسي واالجتماعي من إمكانيات مادية وبشرية داخل اجملتمع ادلدرسي على وجو اخلصوص واجملتمع برمتو بصفة عامة ادلؤىلة لتحقيق عملية اإلدماج االجتماعي للتلميذ ادلعاق حركيا. قائمة املراجع: 01/ اخلويل أم ت أنور. )1998(. أصول ال تبية البدنية والرايضية ط 2. القاىرة: دار الفكر. 02/ اخلطيب مجال. )1992(. إرشاد أسر األطفال ذوي احلاجات اخلاصة: قراءات حديثة د. ط. عمان: دار حن ت للنشر والتوزيع. 03/ العزة سعيد حسن. )2000(. اإلعاقة احلركية واحلسية ط 1. عمان: الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع. 04/ بدوي أمحد. )1986(. معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ط 1. لبنان: دار ادلس تة. 05/ بدر الدين كمال عبده. )2001(. رعاية ادلعوق ت وحركيا ط 1. اإلسكندرية: ادلكتب اجلامعي احلديث. 06/ سيد فهمي دمحم. )2001(. السلوك االجتماعي للمعوق ت: ادلكتب اجلامعي احلديث. 07/ رزاق دمحم نبيل. )2007(. ادلعوق ب ت اإلدماج الثقايف واالجتماعي ط 1. اجلزائر: وزارة الثقافة. 08/ عبد الصبور منصور دمحم. )2003(. مقدمة يف ال تبية اخلاصة: سيكولوجية غ ت العادي ت وتربيتهم ط 1. القاىرة: عامل الكتب. 09/ مديرية التعليم الثانوي العام. )1996(. منهاج ال تبية البدنية والرايضية للتعليم الثانوي اجلزائر: الديوان الوط ت للمطبوعات ادلدرسية. 10/ منسي حسن. )2003(. ال تبية اخلاصة ط 1. األردن: دار الكندي للنشر والتوزيع. 847
11/ مصطفى حسن أمحد. )1996(. اإلرشاد النفسي ألسر األطفال غ ت العادي ت ط 1. القاىرة: األمل للطباعة والنشر. 12/ نواف أمحد مسارة. )2008(. مفاىيم ومصطلحات يف العلوم ال تبوية ط 1. األردن: دار ادلس تة. 13/ غباري دمحم سالمة. )2003(. رعاية الفئات اخلاصة يف زليط اخلدمة االجتماعية: رعاية ادلعوق ت د. ط. اإلسكندرية: ادلكتب اجلامعي احلديث. 848