سلسلة لقاءات : اإلميان الخامس اللقاء أناهيد السميري أ. ألقيت في شعبان 344 ه
بسم اهلل الرحمن الرحيم أخواتنا الفاضالت إليكم سلسلة تفاريغ من دروس أستاذتنا الفاضلة أناهيد السميري حفظها اهلل وفق اهلل بعض األخوات لتفريغها وسمحت لهن األستاذة بنشرها ونسأل اهلل أن ينفع بها وهي ت نشر في مدونة )ع ل م ي ن ت ف ع ب ه ( /!#/http://tafaregdroos.blogspot.com تنبيهات هامة: - منهجنا الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح. - هذه التفاريغ من اجتهاد الطالبات ولم تطلع عليه األستاذة حفظها اهلل أما الدروس المعتمدة من األستاذة فهي موجودة في شبكة مسلمات قسم )شذرات من دروس األستاذة أناهيد( /http://www.muslimat.net - الكمال هلل عز وجل فكتابه هو الكتاب الوحيد الكامل السالم من الخطأ فما ظهر لكم من صواب فمن اهلل وحده وما ظهر لكم فيه من خطأ فمن أنفسنا والشيطان ونستغفر اهلل.. واهلل الموفق لما يحب ويرضا.
بسم اهلل الرمحن الرحيم احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني. نعاود لقاءاتنا اليت هي تدور حول موضوع وقد وصلنا يف املناقشة يف احللقة املاضية حول أحوال الناس يف يوم القيامة وتبنني لنا ذكرنا حال من أحوال أهل الكفر وكيف ذلم وهوامهم وحسرمهم ويسسمم يكون يف ذاك اليوم ويف مقابل ذلك ذكرنا حال أهل اإلميان وكيف يكون أمنمم وسعادمهم وكيف يكون آثار أعمالم وهذا حال األتقياء وهذا حال األشقياء وتبنني لنا يف الوسط حال العصاة من الذين آمنوا. اليوم نسري نفس السري ونذكر جزء من حال أهل الشقاء مث نذكر حال أهل السعادة مث العصاة كيف يكون حالم. فمن أحوال أهل الكفر : إحباط أعمالم. ومن المعلوم أن أعمال الكفار قسمان: قسم هو طغيان وبغي وإفساد يف األرض فمذه أعمال أص ال باطلة ال يرجو من وراء أصحاهبا خري وال يتوقعون عليما. ثوابا. والقسم الثاين: أعمال يظنون أمها ت غين عنمم من اهلل شيئا كالصدقة وصلة األرحام واإلنفاق وهؤالء چ ڃ. ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ چ واهلل عز وجل شبنه أعمالم چې ې ې ېى ى ي ا ي ا ي ە ي ە ي و ي و ي ۇي ۇ ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ې ي ېي ې ي ى ي ى ي ى یچ وهؤالء يفاج ؤون يوم القيامة بسن عملمم باطل ضائع مثل ع بناد اليمود والنصارى بعد البعثة النبوية الزالوا إىل اليوم جيمدون نفسمم بعبادات وفعل خريات وهم ليسوا على الص راط املستقيم وأي ضا الذين أشركوا ممن انتسبوا إىل اإلسالم كل هؤالء ال تنفعمم أعمالم چ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ چ. النور: 3 إبراهيم: الكمف: 0 0 3
إذن علمنا من هذا أن هناك أشخاص مشكلتمم أمهم يسريون يف طريق يظنون أنه يوصل إىل اهلل ومل يتحروا هذا الطريق فكانوا حيسبون أمهم حيسنون صن عا ع ن م ص ع ب ب ن س ع د ق ا ل: س أ ل ت أ ب ي -ي ع ن ي س ع د ب ن أ ب ي و ق اص - }ق ل ه ل ن ن ب ئ ك م ب ال أ خ س ر ين أ ع م ال ا{ ه م ال ح ر ور ي ة ل ا ق ال : ه م ال ي ه ود و الن ص ار ى أ م ا ال ي ه ود ف ك ذ ب وا م ح م د ا ص ل ى الل ه ع ل ي ه و س ل م و أ م ا الن ص ار ى ف ك ف ر وا ب ال ج ن ة و ق ال وا ل ا ط ع ام ف يه ا و ل ا ش ر اب ". فمذه حال من أحوال هؤالء يوم القيامة أن أهل الشقاء جيدون عندهم أعمال ولكن أعمالم تصبح هباء منثو ر ا واألملكل األمل أن يظن العبد أن له طريق للنجاة فيتعثر ويظمر له أنهكان يظ ن وحيتسب أنه حيسن صنع ا يف مقابل ذلك أهل السعادة يتمتعون بسعمالم فكما مر معنا أنه يفزع الناس يوم القيامة وال يفزعون چۉ ۉ ې ې ې ې ى ى ي ا ي ا ٱ ٻ ٻٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹچ إذن ال حيزمهم الفزع األكرب. وهؤالء من بينمم مجاعة قد أحسنوا صنع ا فكانوا من الذين يظلمم اهلل يف ظله أحد أحواله يكون هناك وهج الشمس ويذ وق اليت يقاسي منما الناس فمم من السبعة الذين يظ لمم اهلل حتت ظ له:. اإلمام العادل.. والشاب الذي نشس يف عبادة ربه وأجلم نفسه بلجام التقوى.. والذين ي عم رون مساجد اهلل جيدون يف رحاهبا األنس باهلل. الناس من البالء شيء تنوء بتح مله اجلبال!. واملتحابون يف اهلل جتمعمم رابطة األخوة جيتمعون على الرب والتقوى يتفرقون على عمل صاحل. 5. ومن تعرض عليه فتنة النساء فيحول خوف اهلل بينه وبني الوقوع يف الفاحشة. 6. ومنمم املنفق الذي خيلص دينه هلل فيخفي الصدقة. وهذا جيعلنا نقول أن يف ذاك املوقف العظيم يف فمؤالء السعداء ال يعانون الكربات "صحيح البخاري" )كتاب التفسري/ باب }قل هل ننبئكم باألخسرين أعماال{/ 5). األنبياء: 0 0 0 4
7. ومنمم الذي متأل خمافة اهلل قلبه فتفيض عيناه من أجل ذلك. ل عرش اهلل وليس فاإلظالل يف ظل العرش أمر عجيب عظيم وهؤالء السبعة الذين ذكروا إمنا هم منوذج ممن يظل حتت ظ ل اهلل أصحاهبا يف كتاب مساه "معرفة اخلصال املوصلة إىل مقصورا على هؤالء السبعة وقد مجع ابن حجر اخلصال اليت يظ الظالل" ع ر ش ه (( ومن بني اخلصال غري السبعة فمذه خصلة عظيمة إذا فعلما اإلنسان وهي قول النيب صلى اهلل عليه وسلم: )إنظار املعسر أو الوضع عنه( ))م ن أ ن ظ ر م ع س ر ا أ و و ض ع ل ه أ ظ ل ه الل ه ف ي ظ ل ل سيكون اجلزاء أن يظله اهلل حتت ظ عرشه وأيض ا من نفس عن غرميه أو حمى عنه كان يف ظل العرش يوم القيامة فمذه صفات الك نمل ينفع اهلل هبا العبد لكن علينا أن نشتغل مبعرفة هذه الصفات وأن ن م ل أنفسنا على اإلخالص يف هذه الصفات ألن هذه األعمال اليت تسبب الظالل ليست بشيء إ ل إذااان معها اإلخال وهذا هو الشرط العزيز الذي علينا أن نعتين به. ومن األعمال اليت وراءها جزاء يف ذاك اليوم: الذين يسعون يف حاجة إخوامهم ويسدون خلنتمم وقد مر املسلمني والكالم حول تفريجكربات املسلمني واهلل املستعان. معنا الكالم حول سرت من هؤالء الذين لم نصيب وح ظ عظيم يف ذاك املوقف القوم: الكاظمون للغيظ چ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹٹ ٹ ڤ ڤچ فعلى هذا روى الرتمذي وأبو دواد أ ن ر س ول اللنه ص لنى اللنه ع ل ي ه و س لنم ق ا ل: ))م ن ك ظ م غ ي ظ ا و ه و ق اد ر ع ل ى أ ن ي ن ف ذ ه د ع اه الل ه ع ز و ج ل ع ل ى ر ء وس ال خ ل ائ ق ي و م ال ق ي ام ة ح ت ى ي خ ي ر ه الل ه م ن ال ح ور ال ع م ا ش اء (( فمنكظم غيظا وهو قادر على إنفاذه كان اجلزاء يف ذاك اليوم أن يدعوه اهلل على رؤوس اخلالئق يف املوقف العظيم وخيريه من احلور العني ماشاء. فسبحان ربنا الكرميكيف ال يضيع عمل عامل عنده وال حىت حبس نفسك من غيظك فاللمم يارؤوف يا رحيم أصلح قلوبنا وسدد فممنا وآرائنا. مث نذهب اآلن بعدما مسعنا أحوال ألهل الشقاء وأحوال ألهل السعادة اآلن نسمع عن شيء من حال العصاة. "سنن الرتمذي" )كتاب البيوع/ باب ما جاء يف إنظار املعسر والرفق به / 06 ( قال األلباين: صحيح. آل عمران: "سنن أيب داوود" )كتاب األدب/ باب ك ظ م م ن غ ي ظ ا / 777( قال األلباين: حسن. 5
ومن املعاصي الكبرية اخلطرية: التكب ر وهذا يصدر من املؤمن ويصدر من الكافر لكن هنا الكالم عن املؤمنني وأمها كبرية عظيمة من كبائر الذنوب ففي احلديث ع ن النيب و س لنم ق ا ل: ))ي ح ش ر ال م ت ك ب ر ون ي و م ال ق ي ام ة أ م ث ال ص لنى اللنه ع ل ي ه الذ ر ف ي ص و ر الر ج ال ي غ ش اه م والذر الذ ل م ن ك ل م ك ان..(( هذا: صغار النمل وأنتم تعلمون كيف أن الناس ال يعتنون بصغار النمل فالتكرب من الكبائر العظيمة اليت وراءها هذه العقوبة يف العرصات يعين عقوبة التكرب للعبد يف النار أو تقع على العبد بعد أن يوزن عمله إمنا العبد ملا يكون متكرب حيشر أمثال الذر يوم. ما تكون القيامة أيضا هناك ذنوب للعصاة تكون سببا لفضيحته على رؤوس اخلالئق ومن ذلك: الغدر والغادر الذي يواعد على أمر وال يفي به ويف احلديث: ))إذ ا ج م ع الل ه ع ز و ج ل ال أ و ل و ال آخ ر ين ي ر ف ع ل ك ل غ اد ر ل و اء ف ي ق ال : ه ذ ه غ د ر ة ف ل ان ب ن ف ل ان (( يعين مثل الع ل م راية فاللواء هو الراية العظيمة اليت ال ميسكما إنال صاحب جيش وهذا الغدر كما يف صحيح مسلم ))ل ك ل غ اد ر ل و اء ي و م ال ق ي ام ة ي ر ف ع ل ه ب ق د ر غ د ر ه أ ال و ال غ اد ر أ ع ظ م غ د ر ا م ن أ م ري ع ام ة (( ملاذا ألن غدرته وهو ميلك القوة والسلطان ضررها يتعدى إىل خلق كثريين وال حاجة إىل الغدر مع ملكه للقوة والسلطان فكل من ويل شسن شيء كل من ويل أمر كل من أصبح مسؤوال عن شيء البد أن خياف من أن يكون غادر حيمل له لواء. أيضا من الذنوب اليت تظمر آثارها على عصاة املؤمنني: من اذب في حلمه روى البخاري يف صحيحه ع ن اب ن ع بنا س و س لنم ع ن النيب ص لنى اللنه ع ل ي ه ق ا ل: ))م ن ت ح ل م ب ح ل م ل م ي ر ه -يعين قال رأيت رؤية ك ل ف أ ن ي ع ق د ب ي ن ش ع ري ت ي ن و ل ن ي ف ع ل و م ن اس ت م ع إ ل ى ح د يث ق و م و ه م ل ه ك ار ه ون أ و ي ف ر ون م ن ه ص ب ف ي أ ذ ن ه ال آن ك ي و م ال ق ي ام ة (( هذه جريمتين: الكذب في الرؤى والتصنت بكل أشكاله يسبب هذا العقاب العظيم. "سنن الرتمذي" )كتاب صفة القيامة / باب عاقبة املتكربين / 3( قال األلباين: حسن. "صحيح مسلم" )كتاب اجلماد والسري/ باب حت ر مي ال غ د ر /5 7). "صحيح مسلم" )كتاب اجلماد والسري/ باب حت ر مي ال غ د ر /.(77 "صحيح البخاري" )كتاب التعبري/ باب من كذب يف حلمه / 5 66(. 6
إذن علمنا من هذا أن املؤمنني عصاة يعذبون يف العرصات وقد سبق ذبوا يف قبورهم ع وأن وهذا كله ختفيف عن ذنوهبم ألن تعذيبمم يف العرصات سبب من أسباب تكفري السيئات وهذا من رمحة اهلل أن هناك عذاب ت كفر به السيئات وال يكون مصري اإلنسان -والعياذ باهلل- اخللود يف النار. فنكون بذلك قد مررنا بشيء من السرعة على حال عصاة املسلمني وعلى حال الكافرين وعلى حال املؤمنني. وخنتم اللقاء بتقرير أمر غاية يف األمهية: وهو عقيدتنا في هذه األخبار الصحيحة الثابتة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم حىت لو عقلنا ما استوعب كل تفاصيل هذه األخبار اليت يف الكتاب والس نة عن هذا اليوم العظيم لكننا نعبد اهلل بتصديق اخلرب ونعبد اهلل أن نقوم باألعمال اليت جتعلنا نكون يف أحسن حال يف ذاك. اليوم املمم اآلن أن كل األخبار اليت تصلك يف الكتاب والس نة عن ذاك اليوم ال تؤمر فيما بسن تفتح خيالك وجتعل األخبار اليت تستيك معارضة لعقلك وال تقل أمل نسمع أن الدنيا تكون ظلمة فكيف هناك مشس! وكيف يكون جبوار بعضمم هذا يصل عرقه إىل كذا والثاين إىل كذا! هذه األسئلة ال تصل ح مع عقيدة سوية والعقيدة السوية أنك تعرف أن اهلل علىكل شيء قدير وتعرف أن دار الدنيا حالا غري دار اآلخرة وأن اهلل هو الذي جعل الدنيا هبذه الس نن فالذي جعل الدنيا هبذه الس نن جيعل اآلخرة بس ن ن غريها فال يكون شاغلك هنا إنال التصديق واالستعداد هذا الذي يشغلك ال يشغلك كيف وال يشغلك أن ترى أو أن تدور حول النصوص اليت تعتقد أمها متعارضة وهذا ليس جتميل تسيسا له لكن للعقل فإن العقل أداة جعلما اهلل عندك لكي ت عق ل خطابه لكي تفمم خطابه فإذا ع ق لت خطابه ع ق ل ك فممك عن التعدي على محاه فتبذل جمدك أن تبتعد عن اخلطس وتبتعد عن املعصية وتسسل اهلل صادقا يف الداية إىل الص راط املستقيم. نسسل اهلل عز وجل أن جيعلنا من أهل الص راط املستقيم وأن ينجينا يف ذاك اليوم العظيم وجيعل خري أيامنا يوم أن نلقاه وجيعل ما منر به من أزمات الدنيا وما منر به منكروب فيما ختفيف ورمحة فاللمم آمني. بارك اهلل يل ولكم يف القرآن العظيم ونفعين وإياكم به وبس نة خري العاملني. 7